1- الإحتجاج، كتب الحميري إلى القائم ع يسأله عن سجدة الشكر بعد الفريضة فإن بعض أصحابنا ذكر أنها بدعة فهل يجوز أن يسجدها الرجل بعد الفريضة و إن جاز ففي صلاة المغرب هي بعد الفريضة أو بعد الأربع ركعات النافلة فأجاب ع سجدة الشكر من ألزم السنن و أوجبها و لم يقل إن هذه السجدة بدعة إلا من أراد أن يحدث في دين الله بدعة و أما الخبر المروي فيها بعد صلاة المغرب و الاختلاف في أنها بعد الثلاث أو بعد الأربع فإن فضل الدعاء و التسبيح بعد الفرائض على الدعاء بعقيب النوافل كفضل الفرائض على النوافل و السجدة دعاء و تسبيح و الأفضل أن يكون بعد الفرض فإن جعلت بعد النوافل أيضا جاز
بيان يدل على جواز السجدة في المغرب قبل النوافل و بعدها و أن التقديم أفضل و هو أقرب و به يجمع بين الأخبار و لا يبعد أن يكون ما ورد من التأخير محمولا على التقية لأنهم بعد الفريضة يتفقدون من يسجد و من لا يسجد و يشعر به بعض الأخبار أيضا. و ذهب أكثر الأصحاب إلى أفضلية التأخير قال في المنتهى سجود الشكر في المغرب ينبغي أن يكون بعد نافلتها
لما رواه الشيخ عن حفص الجوهري قال صلى أبو الحسن علي بن محمد صلاة المغرب فسجد سجدة الشكر بعد السابعة فقلت له كان آباؤك يسجدون بعد الثلاثة فقال ما كان أحد من آبائه يسجد إلا بعد السبع
و قد روى جواز التقديم بعد المغرب جهم بن أبي جهمة قال رأيت موسى بن جعفر ع و قد سجد بعد ثلاث ركعات من المغرب فقلت له جعلت فداك رأيتك سجدت بعد الثلاث فقال و رأيتني قلت نعم قال فلا تدعها فإن الدعاء فيها مستجاب
انتهى. أقول و هذا مما يومي إلى التقية في التأخير فلا تغفل و سيأتي في خبر ابن أبي الضحاك عن الرضا ع أنه سجد قبل النافلة و قال في الذكرى في موضع سجدتي الشكر بعد المغرب روايتان يجوز العمل بهما مع إمكان حمل رواية الكاظم ع على سجدة مطلقة و إن كان بعيدا انتهى و لعل إيقاعها في الموضعين أفضل و أحوط إذ يظهر من كثير من الأخبار استحبابها بعد النافلة مطلقا أيضا
2- مجالس الصدوق، عن محمد بن علي بن الفضل عن محمد بن عمار القطان عن الحسين بن علي الزعفراني عن إسماعيل بن إبراهيم العبدي عن سهل عن ابن محبوب عن الثمالي قال دخلت مسجد الكوفة فإذا أنا برجل عند أسطوانة السابعة قائما يصلي يحسن ركوعه و سجوده فجئت لأنظر إليه فسبقني إلى السجود فسمعته يقول في سجوده اللهم إن كنت قد عصيتك فقد أطعتك في أحب الأشياء إليك و هو الإيمان بك منا منك به علي لا من به مني عليك و لم أعصك في أبغض الأشياء إليك لم أدع لك ولدا و لم أتخذ لك شريكا منا منك علي لا من مني عليك و عصيتك في أشياء على غير مكاثرة و لا مكابرة و لا استكبار عن عبادتك و لا جحود لربوبيتك و لكن اتبعت هواي و أضلني الشيطان بعد الحجة و البيان فإن تعذبني فبذنبي غير ظالم لي و إن ترحمني فبجودك و رحمتك يا أرحم الراحمين ثم انفتل و خرج من باب كندة فتبعته حتى أتى مناخ الكلبيين فمر بأسود فأمره بشيء لم أفهمه فقلت من هذا فقال هذا علي بن الحسين ع فقلت جعلني الله فداك ما أقدمك هذا الموضع فقال هذا الذي رأيت
بيان الذي رأيت أي الصلاة في هذا المسجد و لعل عدم ذكر زيارة أبيه و جده ع للتقية لأنهما كانتا أهم.
أقول و روي هذا الدعاء في المكارم عنه ع مرسلا قال و كان علي بن الحسين ع يقول في سجوده و ساق الدعاء إلى قوله و تركت معصيتك في أبغض الأشياء إليك و هو أن أدعو لك ولدا و أدعو لك شريكا إلى قوله و عصيتك في أشياء على غير وجه مكابرة و لا معاندة و لا استكبار إلى قوله و استزلني الشيطان بعد الحجة و البرهان فإن تعذبني فبذنوبي
3- مجالس الصدوق، عن ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه عن محمد بن علي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال بينا رسول الله ص يسير مع بعض أصحابه في بعض طرق المدينة إذ ثنى رجله عن دابته ثم خر ساجدا فأطال ثم رفع رأسه فعاد ثم ركب فقال له أصحابه يا رسول الله رأيناك ثنيت رجلك عن دابتك ثم سجدت فأطلت السجود فقال إن جبرئيل ع أتاني فأقرأني السلام من ربي و بشر أنه لم يخزني في أمتي فلم يكن لي مال فأتصدق به و لا مملوك فأعتقه فأحببت أن أشكر ربي عز و جل
بيان يدل على استحباب سجدة الشكر عند تجدد النعم مطلقا و لا خلاف فيه بين الأصحاب قال الشيخ البهائي ره أطبق علماؤنا رضي الله عنهم على ندبية سجود الشكر عند تجدد النعم و دفع النقم و كما يستحب لشكر النعمة المتجددة فالظاهر كما قاله شيخنا في الذكرى أنه يستحب عند تذكر النعم و إن لم يكن متجددة و قد أجمع علماؤنا على استحباب السجود أيضا عقيب الصلاة شكرا على التوفيق لأدائها و يستحب أن يكون عقيب التعقيب بحيث يجعل خاتمته و إطالته أفضل. و يستحب فيه افتراش الذراعين و إلصاق الصدر و البطن بالأرض و هل يشترط السجود على الأعضاء السبعة أم يكتفى بوضع الجبهة كل محتمل و قطع في الذكرى بالأول و علله بأن مسمى السجود يتحقق بذلك و أما وضع الجبهة على ما يصح السجود عليه فالأصل عدم اشتراطه انتهى. و قال في الذكرى ليس في سجود الشكر تكبيرة الافتتاح و لا تكبيرة السجود و لأن رفع اليدين و لا تشهد و لا تسليم و هل يستحب التكبير لرفع رأسه من السجود أثبته في المبسوط و يجوز فعله على الراحلة اختيارا لأصالة الجواز انتهى. و قال في المعتبر قال الشيخ في النهاية ليس في سجدة الشكر تكبير الافتتاح و لا تكبير السجود و لا تشهد و لا تسليم و قال في المبسوط يستحب التكبير لرفع رأسه من السجود و لعله شبهه بسجدة التلاوة و قال الشافعي هي كسجدة التلاوة انتهى. و هذا الخبر يدل على أن السجود على الأرض مع الإمكان أفضل و لا يدل على تعينه
4- العيون، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى اليقطيني عن سليمان بن حفص قال كتب إلي أبو الحسن ع قل في سجدة الشكر مائة مرة شكرا شكرا و إن شئت عفوا عفوا
قال الصدوق ره قد لقي سليمان موسى بن جعفر و الرضا ع و لا أدري هذا الخبر عن أيهما
5- العلل، و العيون، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن الرضا ع قال السجدة بعد الفريضة شكر لله تعالى على ما وفق له العبد من أداء فرضه و أدنى ما يجزئ فيها من القول أن يقول شكرا لله شكرا لله شكرا لله ثلاث مرات قلت فما معنى قوله شكرا لله قال يقول هذه السجدة مني شكر لله عز و جل على ما وفقني به من خدمته و أداء فرضه و الشكر موجب للزيادة فإن كان في الصلاة تقصير لم يتم بالنوافل تم بهذه السجدة
6- العيون، عن تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن عبد السلام بن صالح الهروي قال لما دخل الرضا ع سناباد دخل دار حميد بن قحطبة و دخل القبة التي فيها قبر هارون الرشيد ثم خط بيده إلى جانبه ثم قال هذه تربتي و فيها أدفن سيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي و أهل محبتي و الله ما يزورني منهم زائر و لا يسلم علي منهم مسلم إلا وجب له غفران الله و رحمته بشفاعتنا أهل البيت ثم استقبل ع القبلة و صلى ركعات و دعا بدعوات فلما فرغ سجد سجدة طال مكثه فيها فأحصيت له فيها خمسمائة تسبيحة ثم انصرف
7- مجالس ابن الشيخ، عن أبيه عن المفيد عن المظفر بن محمد الخراساني عن محمد بن جعفر العلوي عن الحسن بن محمد بن جمهور العمي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله ع قال أوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران ع أ تدري يا موسى لم انتجبتك من خلقي و اصطفيتك لكلامي فقال لا يا رب فأوحى الله إليه أني اطلعت إلى الأرض فلم أجد عليها أشد تواضعا لي منك فخر موسى ع ساجدا و عفر خديه في التراب تذللا منه لربه عز و جل فأوحى الله إليه ارفع رأسك يا موسى و أمرر يدك في موضع سجودك و امسح بها وجهك و ما نالته من بدنك فإنه أمان من كل سقم و داء و آفة و عاهة
دعوات الراوندي، مرسلا مثله بيان يدل على استحباب التعفير في سجود الشكر و به يصير اثنين و على استحباب الإمرار المذكور قال في المعتبر يستحب فيها التعفير و هو أن يلصق خده الأيمن بالأرض ثم خده الأيسر و هو مذهب علمائنا و قال في الذكرى يستحب فيها تعفير الجبينين بين السجدتين و كذا تعفير الخدين و هو مأخوذ من العفر بفتح العين و الفاء و هو التراب و هو إشارة إلى استحباب وضع ذلك على التراب و الظاهر تأدي السنة بوضعها على ما اتفق و إن كان الوضع على التراب أفضل
8- العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن علي بن يقطين عن رجل عن أبي جعفر ع قال أوحى الله عز و جل إلى موسى ع أ تدري لما اصطفيتك لكلامي دون خلقي فقال موسى ع لا يا رب فقال يا موسى إني قلبت عبادي ظهرا لبطن فلم أجد فيهم أحدا أذل لي منك نفسا يا موسى إنك إذا صليت وضعت خديك على التراب
المكارم، عنه ع مثله بيان لعل اللام في قوله لبطن بمعنى مع أو بعد أو إلى و ظهرا تمييز
9- العلل، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن موسى ع احتبس عنه الوحي أربعين أو ثلاثين صباحا قال فصعد على جبل بالشام يقال له أريحا فقال يا رب إن كنت إنما حبست عني وحيك و كلامك لذنوب بني إسرائيل فغفرانك القديم قال فأوحى الله عز و جل إليه يا موسى بن عمران أ تدري لما اصطفيتك لوحيي و كلامي دون خلقي فقال لا علم لي يا رب فقال يا موسى إني اطلعت إلى خلقي اطلاعة فلم أجد في خلقي أشد تواضعا لي منك فمن ثم خصصتك بوحيي و كلامي من بين خلقي قال و كان موسى ع إذا صلى لم ينفتل حتى يلصق خده الأيمن بالأرض و الأيسر
10- كتاب الزهد، للحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عمن أخبره عن أبي بصير عن أبي جعفر ع مثله
مشكاة الأنوار، نقلا من كتاب المحاسن عن أبي عبد الله ع مثله المكارم، عن إسحاق مثله
-11 العلل، عن محمد بن عصام عن الكليني عن الحسين بن الحسن و علي بن محمد بن عبد الله معا عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله الخزاعي عن نصر بن مزاحم المنقري عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي قال قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر ع إن أبي علي بن الحسين ع ما ذكر لله عز و جل نعمة عليه إلا سجد و لا قرأ آية من كتاب الله عز و جل فيها سجود إلا سجد و لا دفع الله عز و جل عنه سوء يخشاه أو كيد كائد إلا سجد و لا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد و لا وفق لإصلاح بين اثنين إلا سجد و كان أثر السجود في جميع مواضع سجوده فسمي السجاد لذلك
12- ثواب الأعمال، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن ذريح المحاربي قال قال أبو عبد الله ع أيما مؤمن سجد لله سجدة لشكر نعمة في غير صلاة كتب الله له بها عشر حسنات و محا عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات في الجنان
13- البصائر، عن الهيثم بن النهدي عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال كنت مع أبي عبد الله ع بالمدينة و هو راكب حماره فنزل و قد كنا صرنا إلى السوق أو قريبا من السوق قال فنزل و سجد و أطال السجود و أنا أنتظره ثم رفع رأسه قال قلت جعلت فداك رأيتك نزلت فسجدت قال إني ذكرت نعمة لله علي قال قلت قرب السوق و الناس يجيئون و يذهبون قال إنه لم يرني أحد
الخرائج، عن معاوية بن وهب مثله
-14 كمال الدين، عن محمد بن زياد الهمداني عن جعفر بن أحمد العلوي عن علي بن أحمد العقيقي عن أبي نعيم الأنصاري الزيدي عن الحجة القائم صلوات الله عليه قال كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول في سجدة الشكر يا من لا يزيده إلحاح الملحين إلا جودا و كرما يا من له خزائن السماوات و الأرض يا من له ما دق و جل لا يمنعك إساءتي من إحسانك إلي إني أسألك أن تفعل بي ما أنت أهله و أنت أهل الجود و الكرم و العفو يا الله يا الله افعل بي ما أنت أهله فأنت قادر على العقوبة و قد استحققتها لا حجة لي و لا عذر لي عندك أبوء إليك بذنوبي كلها و أعترف بها كي تعفو عني و أنت أعلم بها مني بؤت إليك بكل ذنب أذنبته و بكل خطيئة أخطأتها و بكل سيئة عملتها يا رب اغفر و ارحم و تجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم
أقول تمامه أوردنا بأسانيد في باب من رأى القائم ع
15- دلائل الإمامة، للطبري عن محمد بن هارون التلعكبري عن أبيه عن محمد بن همام عن جعفر بن محمد الفزاري عن محمد بن جعفر بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد بن أحمد الأنصاري عن القائم ع مثله إلى قوله إلا كرما و جودا يا من لا يزيده كثرة الدعاء إلا سعة و عطاء يا من لا تنفد خزائنه يا من له خزائن السماوات إلى قوله أن تفعل بي الذي أنت أهله فأنت أهل الجود و الكرم و التجاوز يا رب يا الله لا تفعل بي الذي أنا أهله فإني أهل العقوبة و لا حجة لي إلى قوله بذنوبي كلها كي تعفو عني و أنت أعلم بها مني و أبوء لك بكل ذنب أذنبته و بكل خطيئة احتملتها و كل سيئة عملتها رب اغفر لي إلى آخر الدعاء
كتاب العتيق، عن النعماني عن محمد بن همام مثله
-16 كامل الزيارة، عن محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن رجل عن أبان الأزرق عن رجل عن أبي عبد الله ع قال أقرب ما يكون العبد إلى الله و هو ساجد باك
17- فقه الرضا لا تدع التعفير و سجدة الشكر في سفر و لا حضر
18- كتاب اليقين، للسيد ابن طاوس عن محمد بن جرير الطبري عن محمد بن عبد الله عن عمران بن محسن عن يونس بن زياد عن الربيع بن كامل ابن عم الفضل بن الربيع عن الفضل بن الربيع أن المنصور كان قبل الدولة كالمنقطع إلى جعفر بن محمد ع قال سألت جعفر بن محمد بن علي ع على عهد مروان الحمار عن سجدة الشكر التي سجدها أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما كان سببها فحدثني عن أبيه محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب ع أن رسول الله ص وجهه في أمر من أموره فحسن فيه بلاؤه و عظم عناؤه فلما قدم من وجهه ذلك أقبل إلى المسجد و رسول الله ص قد خرج يصلي الصلاة فصلى معه فلما انصرف من الصلاة أقبل على رسول الله ص فاعتنقه رسول الله ص ثم سأله عن مسيره ذلك و ما صنع فيه فجعل علي ع يحدثه و أسارير وجه رسول الله ص تلمع سرورا بما حدثه فلما أتى صلوات الله عليه على حديثه قال له رسول الله ص أ لا أبشرك يا أبا الحسن قال فداك أبي و أمي فكم من خير بشرت به قال إن جبرئيل ع هبط علي في وقت الزوال فقال لي يا محمد هذا ابن عمك علي وارد عليك و إن الله عز و جل أبلى المسلمين به بلاء حسنا و إنه كان من صنعه كذا و كذا فحدثني بما أنبأتني به و قال لي يا محمد إنه نجا من ذرية آدم من تولى شيث بن آدم وصي أبيه آدم بشيث و نجا شيث بأبيه آدم و نجا آدم بالله يا محمد و نجا من تولى سام بن نوح وصي أبيه نوح بسام و نجا سام بأبيه نوح و نجا نوح بالله يا محمد و نجا من تولى إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن وصي أبيه إبراهيم بإسماعيل و نجا إسماعيل بإبراهيم ع و نجا إبراهيم بالله يا محمد و نجا من تولى يوشع بن نون وصي موسى بيوشع و نجا يوشع بموسى و نجا موسى بالله يا محمد و نجا من تولى شمعون الصفا وصي عيسى بشمعون و نجا شمعون بعيسى و نجا عيسى بالله يا محمد و نجا من تولى عليا وزيرك في حياتك و وصيك عند وفاتك بعلي و نجا علي بك و نجوت أنت بالله عز و جل يا محمد إن الله جعلك سيد الأنبياء و جعل عليا سيد الأوصياء و خيرهم و جعل الأئمة من ذريتكما إلى أن يرث الأرض و من عليها فسجد علي صلوات الله عليه و جعل يقبل الأرض شكرا لله تعالى و إن الله جل اسمه خلق محمدا و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين ع أشباحا يسبحونه و يمجدونه و يهللونه بين يدي عرشه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر آلاف عام فجعلهم نورا ينقلهم في ظهور الأخيار من الرجال و أرحام الخيرات المطهرات و المهذبات من النساء من عصر إلى عصر فلما أراد الله عز و جل أن يبين لنا فضلهم و يعرفنا منزلتهم و يوجب علينا حقهم أخذ ذلك النور و قسمه قسمين جعل قسما في عبد الله بن عبد المطلب فكان عنه محمد سيد النبيين و خاتم المرسلين و جعل فيه النبوة و جعل القسم الثاني في عبد مناف و هو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف فكان منهم علي أمير المؤمنين و سيد الوصيين و جعله رسول الله ص وليه و وصيه و خليفته و زوج ابنته و قاضي دينه و كاشف كربته و منجز وعده و ناصر دينه
مجالس الشيخ، عن جماعة عن أبي المفضل الشيباني عن عمران بن محسن عن إدريس بن زياد مثله و فيه و جعل يقلب وجهه على الأرض بيان في القاموس الأسارير محاسن الوجه الخدان و الوجنتان
19- المكارم، قال الصادق ع إن العبد إذا سجد فقال يا رب يا رب حتى ينقطع نفسه قال له الرب تبارك و تعالى لبيك ما حاجتك
و عن مرازم عن أبي عبد الله ع قال سجدة الشكر واجبة على كل مسلم تتم بها صلاتك و ترضي بها ربك و تعجب الملائكة منك و إن العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تعالى الحجاب بين العبد و بين الملائكة فيقول يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أدى فرضي و أتم عهدي ثم سجد لي شكرا على ما أنعمت به عليه ملائكتي ما ذا له قال فتقول الملائكة يا ربنا رحمتك ثم يقول الرب تبارك و تعالى ثم ما ذا له فتقول الملائكة يا ربنا جنتك فيقول الرب تبارك و تعالى ثم ما ذا فتقول الملائكة يا ربنا كفاية مهمه فيقول الرب تبارك و تعالى ثم ما ذا قال فلا يبقى شيء من الخير إلا قالته الملائكة فيقول الله تبارك و تعالى يا ملائكتي ثم ما ذا له فتقول الملائكة يا ربنا لا علم لنا قال فيقول الله تبارك و تعالى أشكر له كما شكر لي و أقبل إليه بفضلي و أريه وجهي
بيان هذا الخبر مروي في سائر الكتب بسند صحيح و حمل الوجوب على تأكد الاستحباب و صلاتك في قوله ع تتم بها صلاتك إما فاعل تتم أو مفعوله على أنه من تم أو أتم و كذا المعطوفان عليه و قوله ع فتح الرب إلى آخره يدل على أن الإنس محجوبون عن الملائكة و أنهم لا يطلعون على أحوالنا إلا برفع الله سبحانه الحجاب بيننا و بينهم قوله سبحانه و أريه وجهي كذا في سائر الكتب إلا التهذيب فإن فيه و أريه رحمتي. و قال الصدوق في الفقيه بعد إيراده من وصف الله تعالى بالوجه كالوجوه فقد كفر و أشرك و وجهه أنبياؤه و حججه صلوات الله عليهم و هم الذين يتوجه بهم العباد إلى الله عز و جل و إلى معرفته و معرفة دينه و النظر إليهم في يوم القيامة ثواب عظيم يفوق كل ثواب و قد قال الله عز و جل كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَ يَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ و قال عز و جل فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ يعني فثم التوجه إلى الله و لا يجب أن ينكر من الأخبار ألفاظ القرآن انتهى. و يحتمل أن يراد بالوجه الذات الأقدس و بالنظر إليه نهاية المعرفة أو النظر إلى ثوابه تعالى
20- المكارم، في رواية إبراهيم بن عبد الحميد أن الصادق ع قال لرجل إذا أصابك هم فامسح يدك على موضع سجودك ثم أمر يدك على وجهك من جانب خدك الأيسر و على جبهتك إلى جانب خدك الأيمن ثم قل بسم الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم اللهم أذهب عني الهم و الحزن ثلاثا
و روي أن من قال و هو ساجد يا رباه يا سيداه حتى ينقطع نفسه أجيب سل حاجتك
و كان بعض الصادقين يقول في سجوده سجد لك يا رب طالب من ثوابك سجد لك يا رب هارب من عقابك سجد لك يا رب خائف من سخطك ثم يقول يا الله يا رباه يا الله يا رباه يا الله يا رباه حتى ينقطع النفس ثم يدعو
و روي عن الصادق ع أنه قال مر رسول الله ص برجل و هو ساجد و هو يقول يا رب ما ذا عليك أن ترضي كل من كان له عندي تبعة و أن تغفر لي ذنوبي و أن تدخلني الجنة برحمتك فإنما عفوك عن الظالمين و أنا من الظالمين فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين فقال له رسول الله ص ارفع رأسك فقد استجيب لك إنك دعوت بدعاء نبي كان على عهد عاد
و عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص كان في سفر يسير على ناقة إذا نزل فسجد خمس سجدات فلما ركب قالوا يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه فقال نعم استقبلني جبرئيل ع فبشرني ببشارات من الله عز و جل فسجدت لله شكرا لكل بشرى سجدة
و عن إسحاق بن عمار قال خرجت مع أبي عبد الله ع و هو يحدث نفسه ثم استقبل القبلة فسجد طويلا ثم ألزق خده الأيمن بالتراب طويلا قال ثم مسح وجهه ثم ركب فقلت له بأبي أنت و أمي لقد صنعت شيئا ما رأيته قط قال يا إسحاق إني ذكرت نعمة من نعم الله عز و جل علي فأحببت أن أذلل نفسي ثم قال يا إسحاق ما أنعم الله على عبد بنعمة فعرفها بقلبه و جهر بحمد الله عليها ففرغ عنها حتى يؤمر له بالمزيد من الدارين
21- الكشي، ذكر أبو القاسم نصر بن الصباح عن الفضل بن شاذان قال دخلت على محمد بن أبي عمير و هو ساجد فأطال السجود فلما رافع رأسه و ذكر له طول سجوده قال كيف لو رأيت جميل بن دراج ثم حدثه أنه دخل على جميل بن دراج فوجده ساجدا فأطال السجود جدا فلما رفع رأسه قال له محمد بن أبي عمير أطلت السجود فقال فكيف لو رأيت معروف بن خربوذ
و منه قال الفضل بن شاذان إني كنت في قطيعة الربيع في مسجد الزيتونة أقرأ على مقرئ يقال له إسماعيل بن عباد فرأيت يوما في المسجد نفرا يتناجون فقال أحدهم إن بالجبل رجلا يقال له ابن فضال له سجادة أعبد من رأيت أو سمعت به قال و إنه ليخرج إلى الصحراء فيسجد السجدة فيجيء الطير فتقع عليه فما يظن إلا أنه ثوب أو خرقة و إن الوحش لترعى حوله فما تنفر منه لما قد أنست به و إن عسكر الصعاليك ليجيئون يريدون الغارة أو قتال قوم فإذا رأوا شخصه طاروا في الدنيا فذهبوا حيث لا يراهم و لا يرونه فسألت عنه فقالوا هو الحسن بن علي بن فضال
بيان قال الجوهري السجادة أثر السجود في الجبهة
22- الكشي، وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني بخطه سمعت أبا محمد الفضل بن شاذان يقول دخلت العراق فرأيت واحدا يعاتب صاحبه و يقول له أنت رجل عليك عيال و تحتاج أن تكسب عليهم و ما آمن أن تذهب عيناك بطول سجودك قال فلما أكثر عليه قال أكثرت علي ويحك لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت عين ابن أبي عمير ما ظنك برجل سجد سجدة الشكر بعد صلاة الفجر فما يرفع رأسه إلا عند الزوال
23- فلاح السائل، من نزهة عيون المشتاقين تأليف عبد الله بن الحسن النسابة بإسناده عن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ع أنه قال نحن إذا سلمنا من الصلاة و عزمنا أو أردنا الدعاء دعونا بما نريد أن ندعو و نحن سجود و رأيت منا من يفعله أو أنا أفعله
24- و منه، و الكافي، عن العدة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن محمد بن سليمان عن أبيه قال خرجت مع أبي الحسن موسى بن جعفر ع إلى بعض أمواله فقام إلى صلاة الظهر فلما فرغ خر لله ساجدا فسمعته يقول بصوت حزين و تغرغر دموعه و هو رب عصيتك بلساني و لو شئت و عزتك لأخرستني و عصيتك ببصري و لو شئت و عزتك لكمهتني و عصيتك بسمعي و لو شئت و عزتك لأصممتني و عصيتك بيدي و لو شئت و عزتك لكنعتني و عصيتك برجلي و لو شئت و عزتك لجذمتني و عصيتك بفرجي و لو شئت و عزتك لعقمتني و عصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها علي و ليس هذا جزاؤك مني قال ثم أحصيت له ألف مرة و هو يقول العفو العفو ثم ألصق خده الأيمن بالأرض فسمعته و هو يقول بصوت حزين بؤت إليك بذنبي عملت سوءا و ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب غيرك يا مولاي ثلاث مرات ثم ألصق خده الأيسر بالأرض فسمعته و هو يقول ارحم من أساء و اقترف و استكان و اعترف ثلاث مرات ثم رفع رأسه
بيان رواه الشيخ و غيره مرسلا عن الكاظم ع في تعقيب صلاة الظهر تغرغر على بناء المضارع بحذف إحدى التاءين قال الجوهري و يتغرغر صوته في حلقه أي يتردد لكمهتني على التفعيل و في بعض النسخ لأكمهتني أي لأعميتني قال في القاموس الكمه محركة العمى يولد به الإنسان أو عام و قال كنع يكنع كنوعا تقبض و انضم و أصابعه ضربها فأيبسها و كنع يده تكنيعا أشلها انتهى فيجوز فيه التخفيف و التشديد و كذا قوله ع لجذمتني و قوله لعقمتني قال الفيروزآبادي جذمه يجذمه و يجذمه جذمة فانجذم و تجذم قطعه و الأجذم المقطوع اليد أو الذاهب الأنامل جذمت يده كفرح و جذمتها و أجذمتها و قال العقم بالضم هزمة تقع في الرحم فلا يقبل الولد عقمت كفرح و نصر و كرم و عني و عقمها الله يعقمها و أعقمها و رجل عقيم لا يولد له انتهى و في الصحيفة الكاملة و عقم أرحام نسائهم و يقال باء بذنبه أي اعترف به و الاقتراف الاكتساب و يطلق غالبا على اكتساب الذنب قال في النهاية قرف الذنب و اقترفه إذا عمله و قارف الذنب و غيره إذا داناه و لاصقه. أقول قد مر تأويل ما يوهمه هذا الدعاء و أمثاله من نسبة الذنب إليهم ع و قال الحسين بن سعيد في كتاب الزهد لا خلاف بين علمائنا في أنهم ع معصومون من كل قبيح مطلقا و أنهم كانوا يسمون ترك المندوب ذنبا و سيئة بالنسبة إلى كمالهم ع انتهى و نحو ذلك قال صاحب كشف الغمة و غيره
25- فلاح السائل، فإذا رفعت رأسك من السجود فقل ما ذكره كردين بن مسمع في كتابه المعروف بإسناده فيه إلى النبي ص أنه كان إذا أراد الانصراف من الصلاة مسح جبهته بيده اليمنى ثم يقول لك الحمد لا إله إلا أنت عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم أذهب عني الغم و الحزن و الفتن ما ظهر منها و ما بطن و قال ما أحد من أمتي يقول ذلك إلا أعطاه الله ما سأل
و روي لنا في حديث آخر أنك إذا أردت أن تقول هذه الكلمات فامسح يدك اليمنى على موضع سجودك ثلاث مرات و امسح في كل مرة وجهك و أنت تقول في كل مرة هذه الكلمات المذكورة
و إن كانت بك علة فاصنع كما رواه أحمد بن محمد بن علي الكوفي و غيره عن محمد بن يعقوب الكليني عن أحمد بن محمد رفعه إلى أبي عبد الله ع قال دعاء يدعى به في عقيب كل صلاة تصليها فإن كان بك داء من سقم و وجع فإذا قضيت صلاتك فامسح بيدك على موضع سجودك من الأرض و ادع بهذا الدعاء و أمرر يدك على موضع وجعك سبع مرات تقول يا من كبس الأرض على الماء و سد الهواء بالسماء و اختار لنفسه أحسن الأسماء صل على محمد و آل محمد و افعل بي كذا و كذا و ارزقني كذا و كذا و عافني من كذا و كذا
دعوات الراوندي، عنهم ع مثله مصباح الشيخ، و غيره مثله
بيان كبس الأرض على الماء أي أدخلها فيه من قولهم كبس رأسه في ثوبه أخفاه و أدخله فيه أو جمعها كما ورد في الحديث إنا نكبس الزيت و السمن أي نجمعه و الكبس الطم يقال كبست النهر كبسا طممته بالتراب أي جمعها و حفظها كائنا على الماء مع أنه كان مقتضى ذلك تفرقها و عدم استقرارها و قيل أوقفها عليه و أحبسها به. و سد الهواء بالسماء أي جعله بحيث ينتهي إليها حسا أو حقيقة لعدم ثبوت كره النار أو أطلق عليه السماء إذ كل ما علاك فهو سماء و يحتمل أن يكون للسماء مدخل في عدم تفرق الهواء و ربما يقال فيه دليل على عدم امتناع الخلاء و فيه كلام
26- فلاح السائل، قال جدي السعيد أبو جعفر الطوسي رضوان الله عليه و يستحب أن يدعو لإخوانه المؤمنين في سجوده و يقول أيضا اللهم رب الفجر و الليالي العشر وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ وَ اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ و رب كل شيء و إله كل شيء و خالق كل شيء و مليك كل شيء صل على محمد و آله و افعل بي و بفلان ما أنت أهله و لا تفعل بنا ما نحن أهله فإنك أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ثم ارفع رأسك و قل اللهم أعط محمدا و آل محمد السعادة في الرشد و إيمان اليسر و فضيلة في النعم و هناءة في العلم حتى تشرفهم على كل شريف الحمد لله ولي كل نعمة و صاحب كل حسنة و منتهى كل رغبة لم يخذلني عند شديدة و لم يفضحني لسريرة فلسيدي الحمد كثيرا ثم يقول اللهم لك الحمد كما خلقتني و لم أك شيئا مذكورا رب أعني على أهوال الدنيا و بوائق الدهر و نكبات الزمان و كربات الآخرة و مصيبات الليالي و الأيام و اكفني شر ما يعمل الظالمون في الأرض و في سفري فأصحبني و في أهلي فاخلفني و فيما رزقتني فبارك لي و في نفسي لك فذللني و في أعين الناس فعظمني و إليك فحببني و بذنوبي فلا تفضحني و بعملي فلا تبسلني و بسريرتي فلا تخزني و من شر الجن و الإنس فسلمني و لمحاسن الأخلاق فوفقني و من مساوي الأخلاق فجنبني إلى من تكلني يا رب المستضعفين و أنت ربي إلى عدو ملكته أمري فيخذلني أم إلى بعيد فيتجهمني فإن لم تكن غضبت علي يا رب فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي و أحب إلي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات و الأرض و كشفت به الظلمة و صلح عليه أمر الأولين و الآخرين من أن يحل علي غضبك أو ينزل بي سخطك لك الحمد حتى ترضى و بعد الرضا و لا حول و لا قوة إلا بك
بيان أورد الشيخ و الكفعمي و ابن الباقي و غيرهم هذه الدعوات بهذا الترتيب
و قال ابن فهد ره في عدته روي عن الصادق ع من قدم أربعين من المؤمنين ثم دعا استجيب له و يتأكد بعد الفراغ من صلاة الليل فيقول و هو ساجد اللهم رب الفجر إلخ
و لا يخفى أن لفظ الدعاء بما ذكره ابن فهد أنسب. و الفجر الواو للقسم أقسم بالصبح أو فلقة أو صلاته و قيل المراد فجر عرفة أو النحر وَ لَيالٍ عَشْرٍ عشر ذي الحجة و قيل عشر رمضان الأخير وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ قرئ بكسر الواو و فتحها و هما بمعنى واحد قيل أي الأشياء كلها شفعها و وترها أو الخلق و الخالق إذا الخالق وتر حقيقة و كل ما هو غيره فهو شفع و فيه نوع من التعدد و التركيب أو له ضد يصير به شفعا كالليل و النهار و النور و الظلمة و السماء و الأرض و أشباههما و قيل هما العناصر و الأفلاك و قيل البروج و السيارات و قيل صلاة الشفع و صلاة الوتر ذكره علي بن إبراهيم وَ اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ أي إذا يمضي لقوله وَ اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ و التغيير بذلك لما في التعاقب من الدلالة على كمال القدرة و وفور النعمة أو يسري فيه من قولهم صلى المقام و حذف الياء للاكتفاء بالكسرة تخفيفا و لم يحذفها ابن كثير و يعقوب. و إيمان اليسر أي إيمانا لا يكون معه شدة و بلية أو إيمانا لا يكون من جهة الضرورة و الشدة أو إيمان الناس بهم في حال اليسر من غير جبر و هذا أنسب بحال المدعو له و هناءة في العلم أي علما يحصل لهم بلا مشقة تحصيل أو غيره أو عطاء وافيا من العلم قال الفيروزآبادي الهنيء و المهنأ ما أتاك بلا مشقة و قد هنئ و هنؤ هناءة و هنأه و يهنؤه و يهنئه أطعمه و أعطاه و الطعام هناء و هناء و هناءة أصلحه. شيئا مذكورا مأخوذ من قوله سبحانه و تعالى هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ الآية و قيل أي كان نسيا منسيا غير مذكور بالإنسانية كالعنصر و النطفة و عن الباقر ع كان شيئا و لم يكن مذكورا و عن الصادق ع كان مقدورا غير مذكور و البوائق جمع البائقة و هي الداهية و النكبات جمع النكبة و هي المصيبة فلا تبسلني أي لا تسلمني إلى الهلكة و أبسلت فلانا أي أسلمته إلى الهلكة و المستبسل الذي يوطن نفسه إلى الموت أو الضرر و استبسل طرح نفسه في الحرب ليقتل أو يقتل لا محالة قاله الجوهري و قال رجل جهم الوجه أي كالح الوجه تقول منه جهمت الوجه و تجهمته إذا كلحت في وجهه
27- فلاح السائل، قال السيد في تعقيب صلاة العصر ثم اسجد و قل ما ذكر جدي السعيد أبو جعفر الطوسي رضوان الله عليه أن مولانا علي بن الحسين ع كان يقوله صلوات الله عليه إذا سجد يقول مائة مرة الحمد لله شكرا و كلما قال عشر مرات قال شكرا للمجيب ثم يقول يا ذا المن الدائم الذي لا ينقطع أبدا و لا يحصيه غيره و يا ذا المعروف الذي لا ينفد أبدا يا كريم يا كريم يا كريم ثم يدعو و يتضرع و يذكر حاجته ثم يقول لك الحمد إن أطعتك و لك الحجة إن عصيتك لا صنع لي و لا لغيري في إحسان منك في حال الحسنة يا كريم يا كريم صل على محمد و أهل بيته و صل بجميع ما سألتك و أسألك من مشارق الأرض و مغاربها من المؤمنين و المؤمنات و ابدأ بهم و ثن بي برحمتك ثم يضع خده الأيمن على الأرض و يقول اللهم لا تسلبني ما أنعمت به علي من ولايتك و ولاية محمد و آل محمد عليه و عليهم السلام ثم يضع خده الأيسر على الأرض و يقول مثل ذلك هذه آخر الرواية
المصباح، و البلد الأمين، و الجنة، ]جنة الأمان[ و الإختيار، و غيرها مثله و في جميعها و صل بجميع ما سألتك و سألك من في مشارق الأرض
و ما في فلاح السائل أنسب و أظهر
28- فلاح السائل، ثم ادع بما أحببت و إن شئت قلت و أنت ساجد اللهم لك قصدت و إليك اعتمدت و أردت و بك وثقت و عليك توكلت و أنت عالم بما أردت فقد روي أن من قال ذلك لم يرفع رأسه حتى تقضى حاجته إن شاء الله تعالى
29- البلد الأمين، و الجنة، ]جنة الأمان[ و الإختيار، و غوالي اللآلي، روي عن علي ع أنه كان يقول إذا سجد سجدتي الشكر وعظتني فلم أتعظ و زجرتني عن محارمك فلم أنزجر و غمرتني أياديك فما شكرت عفوك عفوك يا كريم
و في الجنة قاله الشيخ التوليني في كفايته و فيه يقول في سجدة الشكر بعد الفريضة
30- الكتاب العتيق، دعاء في سجدة الشكر لطلب الرزق يا من لا تزيد ملكه حسناتي و لا تشينه سيئاتي و لا ينقص خزائنه غناي و لا يزيد فيها فقري صل على محمد و آل محمد و أثبت رجاءك في قلبي و اقطع رجائي عمن سواك حتى لا أرجو إلا إياك و لا أخاف إلا منك و لا أثق إلا بك و لا أتكل إلا عليك و أجرني من تحويل ما أنعمت به علي في الدين و الدنيا و الآخرة أيام الدنيا برحمتك يا كريم
31- جامع البزنطي، نقلا من خط بعض الأفاضل عن جميل عن الحسن بن زياد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول و هو ساجد اللهم إني أسألك الراحة عند الموت و الراحة عند الحساب قال إسماعيل في حديثه و الأمن عند الحساب
و عن جميل عن سعيد بن يسار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول و هو ساجد سجد وجهي اللئيم لوجه ربي الكريم
و عن جميل عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع أقرب ما يكون العبد إلى الله و هو ساجد فادع الله و اسأله الرزق
بيان الدعاء الأول رواه الكليني بسنده عن أبي جرير الرواسي قال سمعت أبا الحسن موسى ع و هو يقول اللهم إني أسألك الراحة عند الموت و العفو عند الحساب يرددها
و قال الرضي ره في شرح الكافية إن كانت الحال جملة اسمية فعند غير الكسائي يجب معها واو الحال قال ص أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد إذ الحال فضلة و قد وقعت موقع العمدة فيجب معها علامة الحالية لأن كل واقع غير موقعه ينكر و جوز الكسائي تجردها عن الواو لوقوعها موقع خبر المبتدإ فتقول ضربي زيدا أبوه قائم
32- نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال إن رسول الله ص أبصر رجلا دبرت جبهته فقال رسول الله ص من يغالب الله يغلبه و من يخدع الله يخدعه فهلا تجافيت بجبهتك عن الأرض و لم تشوه وجهك
و بهذا الإسناد قال قال علي ع إني لأكره للرجل أن ترى جبهته جلحاء ليس فيها شيء من أثر السجود
بيان قال في النهاية الدبر بالتحريك الجرح الذي يكون في ظهر البعير و قيل هو أن يقرح خف البعير انتهى و هنا كناية عن أثر السجود في الجبهة و الجلحاء التي ليس فيها أثر السجود قال الفيروزآبادي الجلح محركة انحصار الشعر عن جانبي الرأس و الأجلح هودج ما له رأس مرتفع و سطح لم يحجز بجدار و الجلحاءة بالكسر الأرض التي لا تنبت و في النهاية الجلحاء ما لا قرن لها انتهى و لعل الذم تعلق بمن فعل ذلك عمدا ليرى الناس أنه يكثر السجود
33- نقل من خط الشهيد ره قال أمير المؤمنين ع أحب الكلام إلى الله تعالى أن يقول العبد و هو ساجد إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ثلاثا
و منه نقلا عن الجعفريات عن البزنطي عن عبد الله بن سنان في سياقة أحاديثه عن أبي عبد الله ع أن رسول الله ص كان يقول إذا وضع وجهه للسجود اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي و رحمتك أرجى عندي من عملي فاغفر لي ذنوبي يا حي لا يموت
34- دعوات الراوندي، أخبرنا الشيخ أبو جعفر النيسابوري عن الشيخ أبي علي عن أبيه الطوسي رضي الله عنه عن أبي محمد الفحام عن المنصوري عن عم أبيه عن الإمام علي بن محمد العسكري عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال سمعت رسول الله ص يقول من أدى لله مكتوبة فله في أثرها دعوة مستجابة
قال الفحام رأيت و الله أمير المؤمنين ع في النوم فسألته عن الخبر فقال صحيح إذا فرغت من المكتوبة فقل و أنت ساجد اللهم بحق من رواه و بحق من روى عنه صل على جماعتهم و افعل بي كيت و كيت
و عن الصادق ع إذا أصابك أمر فبلغ منك مجهودك فاسجد على الأرض و قل يا مذل كل جبار يا معز كل ذليل قد و حقك بلغ مجهودي فصل على محمد و آل محمد و فرج عني
و كان موسى بن جعفر ع يدعو كثيرا في سجوده اللهم إني أسألك الراحة عند الموت و العفو عند الحساب
بيان قال في القاموس كيت و كيت و يكسر آخرهما أي كذا و كذا و التاء فيهما هاء في الأصل
35- عدة الداعي، عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال إذا نزل برجل نازلة أو شديدة أو كربه أمر فليكشف عن ركبتيه و ذراعيه و ليلصقهما بالأرض و ليلصق جؤجؤه بالأرض ثم ليدع بحاجته و هو ساجد
-36 الدر النظيم، بإسناده عن ابن عباس قال رأيت رسول الله ص قد سجد خمس سجدات بلا ركوع فقلت يا رسول الله سجود بلا ركوع فقال ص نعم أتاني جبرئيل ع فقال لي يا محمد إن الله عز و جل يحب عليا فسجدت و رفعت رأسي فقال لي إن الله عز و جل يحب فاطمة فسجدت و رفعت رأسي فقال لي إن الله يحب الحسن فسجدت و رفعت رأسي فقال لي إن الله يحب الحسين فسجدت و رفعت رأسي فقال لي إن الله يحب من أحبهم فسجدت و رفعت رأسي
37- العيون، في خبر رجاء بن أبي الضحاك أن الرضا ع كان يسجد بعد الفراغ من تعقيب الظهر سجدة يقول فيها مائة مرة شكرا لله و بعد الفراغ من تعقيب العصر سجدة يقول فيها مائة مرة حمدا لله و كان يسجد بعد تعقيب المغرب و بعد تعقيب العشاء و كان إذا أصبح صلى الغداة فإذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله و يحمده و يكبر الله و يهلله و يصلي على النبي ص حتى تطلع الشمس ثم يسجد سجدة يبقى فيها حتى يتعالى النهار
38- مشكاة الأنوار، نقلا من كتاب المحاسن عن أبي عبد الله ع قال من سجد سجدة ليشكر نعمة و هو متوضئ كتب الله له عشر حسنات و محا عنه عشر خطيئات عظام
و عنه ع قال بينما رسول الله ص مع أصحابه إذا سجد فأطال السجود حتى ظنوا أنه... ثم رفع رأسه فقيل يا رسول الله لقد أطلت السجود حتى ظننا أنك... مما ذاك فقال أتاني جبرئيل من عند الله تبارك و تعالى فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يقول لك إني لن أسؤك فيمن والاك من أمتك و لن أقضي على مؤمن قضاء ساءه أو سره ذلك إلا و هو خير له قال ع فلم يكن عندي مال فأتصدق به و لا مملوك فأعتقه فسجدت لله و شكرته و حمدته على ذلك
بيان حتى ظنوا أنه أي مات أو أغمي عليه و لم يذكروا ذلك كراهة أن يجري مثل هذا على لسانهم و الاكتفاء ببعض الكلام عند قيام القرينة شائع في كلامهم
39- المشكاة، نقلا عن المحاسن عن أبي عبيدة الحذاء قال كنت مع أبي جعفر ع في طريق المدينة فوقع ساجدا لله فقال لي حين استتم قائما يا زياد أنكرت علي حين رأيتني ساجدا فقلت بلى جعلت فداك قال ذكرت نعمة أنعمها الله علي فكرهت أن أجوز حتى أؤدي شكرها
و عن هشام الأحمر قال كنت مع أبي الحسن ع في بعض أطراف المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخر ساجدا فأطال و أطال ثم رفع رأسه و ركب دابته فقلت جعلت فداك رأيتك قد أطلت السجود فقال إني ذكرت نعمة أنعم الله بها علي فأحببت أن أشكر ربي
40- مصباح الشيخ، و البلد الأمين، و مما يختص بسجدة الشكر عقيب الصبح أن يقول يا ماجد يا جواد يا حيا حين لا حي يا فرد يا منفردا بالوحدانية يا من لا يشتبه عليه الأصوات يا من لا يخفى عليه اللغات يا من يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَ ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَ ما تَزْدادُ يا من يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ يا من هو أعلم بسريرتي مني بها يا مالك الأشياء قبل تكوينها أسألك باسمك المكنون المخزون الحي القيوم الذي هو نور من نور و أسألك بنورك الساطع في الظلمات و سلطانك الغالب و ملكك القاهر لمن دونك و بقدرتك التي بها تذل كل شيء و برحمتك التي وسعت كل شيء أسألك أن تصلي على محمد و أهل بيته و أن تعيذني من جميع مضلات الفتن و من شر جميع ما يخاف أحد من خلقك إنك سميع الدعاء و أنت أرحم الراحمين
بيان الحي القيوم لعل وصف الاسم بذلك باعتبار المسمى على المجاز و كونه بيانا للاسم بعيد و لا يبعد أن يكون المراد بالاسم نور الأئمة ع فإنه قد ورد في الأخبار أنهم أسماء الله
41- الكتاب العتيق، دعاء السجود عن مولانا أبي عبد الله ع بسم الله الرحمن الرحيم اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ يا الله يا الله أنت المرهوب منك جميع خلقك يا نور النور فلا يدركك نور كنورك يا الله يا الله أنت الرفيع فوق عرشك من فوق سماواتك فلا يصف عظمتك أحد من خلقك يا نور النور أنت الذي قد استنار بنورك أهل سماواتك و استضاء بنورك أهل أرضك يا الله يا الله أنت الذي لا إله غيرك تعاليت عن أن يكون لك ولد و تعظمت أن يكون لك ند يا نور النور تكرمت عن أن يكون لك شبيه و تجبرت أن يكون لك ضد أو شريك يا نور النور كل نور خامد لنورك يا مليك كل مليك يفنى غيرك يا الله يا الله أنت الرحيم و أنت الباقي الدائم ملأت عظمتك السماوات و الأرض يا دائم كل حي يموت غيرك يا الله يا الله ارحمنا رحمة تطفئ بها سخطك علينا و تكف عذابا عنا و ترزقنا بها سعادة من عندك و تحلنا بها دارك التي يسكنها خيرتك من عبادك يا أرحم الراحمين أسألك أن تصلي على محمد و آله و أن تفعل بي كذا كذا و تسأل حاجتك
42- كتاب عاصم بن حميد، عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول بينما رسول الله ص مع أصحابه راكبا على دابته إذ نزل فخر ساجدا فقيل له يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا لم تك تصنعه قبل اليوم فقال ص أتاني ملك من عند ربي فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يقول يا محمد إني أسرك في أمتك فلم يكن عندي مال أصدق و لا عبد أعتقه فسجدت لله شكرا
43- فلاح السائل، فإذا فرغت من تعقيب صلاة المغرب فإن شئت أن تسجد سجدتي الشكر الآن فاسجدهما كما نذكره و إن شئت تؤخر سجدة الشكر إلى ما بعد الفراغ من كل ما تعمله بين المغرب و بين عشاء الآخرة من صلوات و دعوات و تكون سجدة الشكر في آخر ما تعمل فافعل
صفة سجدتي الشكر روى أبو محمد هارون بن موسى عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة عن أحمد بن الحسين بن عبد الملك عن الحسن بن محبوب و روى محمد بن علي بن أبي قرة ره عن أبيه علي بن محمد ره عن الحسين بن علي بن سفيان عن جعفر بن مالك عن إبراهيم بن سليمان الخزاز عن الحسن بن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن أبي عبيدة قال سمعت أبا جعفر ع يقول و هو ساجد أسألك بحق حبيبك محمد ص إلا بدلت سيئاتي حسنات و حاسبتني حسابا يسيرا ثم قال في الثانية أسألك بحق حبيبك محمد ص إلا كفيتني مئونة الدنيا و كل هول دون الجنة ثم قال في الثالثة أسألك بحق محمد حبيبك ص لما غفرت لي الكثير من الذنوب و القليل و قبلت من عملي اليسير ثم قال في الرابعة أسألك بحق محمد حبيبك ص لما أدخلتني الجنة و جعلتني من سكانها و لما نجيتني من سفعات النار برحمتك
هذا آخر الرواية المذكورة فإن خطر لأحد أن هذه الرواية ما تضمنت أن هذه سجدتا الشكر لأجل صلاة المغرب فيقال له إن إيراد أصحابنا الرواية كذلك في سجدتي الشكر بعد صلاة المغرب و تعيينهم أن هاتين السجدتين للمغرب يقتضي أن يكونوا عرفوا ذلك من طريق آخر. بيان هذا الخبر رواه الكليني أيضا بسند صحيح و زاد في آخر الدعاء الآخر و صلى الله على محمد و آله و أورد الشيخ و الكفعمي و غيرهما الأدعية في تعقيب صلاة المغرب و ذكروا الدعاء الثاني في تعفير خد الأيمن و الثالث في تعفير الأيسر و الرابع في العود إلى السجود ثانيا و عندي أنه يحتمل الخبر أن تكون الأدعية في السجدات الأربع للصلاة الثنائية بل يمكن أن يدعى أنه أظهر و الكليني أورد الرواية في باب أدعية السجود مطلقا أعم من سجدات الصلاة و غيرها. قوله ع لما غفرت لما بالتشديد إيجابية بمعنى إلا أي في جميع الأحوال إلا حال الغفران و الحاصل أني لا أترك السؤال و الطلب إلا بعد حصول المطلب و قال الجوهري سفعته النار و السموم إذا لفحته لفحا يسيرا فغيرت لون البشرة و السوافع لوافح السموم
44- المهج، ]مهج الدعوات[ روينا بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله في كتاب فضل الدعاء قال أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا ع و بكير بن صالح عن سليمان بن جعفر الجعفري عن الرضا ع قالا دخلنا عليه و هو ساجد في سجدة الشكر فأطال في سجوده ثم رفع رأسه فقلنا له أطلت السجود فقال من دعا في سجدة الشكر بهذا الدعاء كان كالرامي مع رسول الله ص يوم بدر قالا قلنا فنكتبه قال اكتبا إذا أنت سجدت سجدة الشكر فقل اللهم العن اللذين بدلا دينك و غيرا نعمتك و اتهما رسولك ص و خالفا ملتك و صدا عن سبيلك و كفرا آلاءك و ردا عليك كلامك و استهزءا برسولك و قتلا ابن نبيك و حرفا كتابك و جحدا آياتك و سخرا بآياتك و استكبرا عن عبادتك و قتلا أولياءك و جلسا في مجلس لم يكن لهما بحق و حملا الناس على أكتاف آل محمد عليهم الصلوات و السلام اللهم العنهما لعنا يتلو بعضهم بعضا و احشرهما و أتباعهما إلى جهنم زرقا اللهم إنا نتقرب عليك باللعنة عليهما و البراءة منهما في الدنيا و الآخرة اللهم العن قتلة أمير المؤمنين و قتلة الحسين بن علي ابن بنت رسولك اللهم زدهما عذابا فوق العذاب و هوانا فوق هوان و ذلا فوق ذل و خزيا فوق خزي اللهم دعهما في النار دعا و أركسهما في أليم عذابك ركسا اللهم احشرهما و أتباعهما إلى جهنم زمرا اللهم فرق جمعهم و شتت أمرهم و خالف بين كلمتهم و بدد جماعتهم و العن أئمتهم و اقتل قادتهم و سادتهم و كبراءهم و العن رؤساءهم و اكسر رايتهم و ألق البأس بينهم و لا تبق منهم ديارا اللهم العن أبا جهل و الوليد لعنا يتلو بعضه بعضا و يتبع بعضه بعضا اللهم العنهما لعنا يلعنهما به كل ملك مقرب و كل نبي مرسل و كل مؤمن امتحنت قلبه للإيمان اللهم العنهما لعنا يتعوذ منه أهل النار و من عذابهما اللهم العنهما لعنا لا يخطر لأحد ببال اللهم العنهما في مستسر سرك و ظاهر علانيتك و عذبهما عذابا في التقدير و فوق التقدير و شارك معهما ابنتيهما و أشياعهما و محبيهما و من شايعهما إنك سميع الدعاء
البلد الأمين، عن الرضا ع من دعا بهذا الدعاء في سجدة الشكر كان كالرامي مع النبي ص يوم بدر و أحد و حنين ألف ألف سهم ثم ذكر هذا الدعاء
بيان قوله ع زرقا أي زرق العيون وصفوا بذلك لأن الزرق أسوأ ألوان العين و أبغضها إلى العرب لأن الروم كان أعدى عدوهم و هم زرق أو عميا فإن حدقة الأعمى تزراق و الدع الدفع و الركس رد الشيء مقلوبا و كذا الإركاس و قيل أركسته رددته على رأسه و الزمر جمع زمرة بالضم و هي الفوج و الجماعة في تفرقة و قوله ع اللهم العنهما بعد ذكر أبي جهل و الوليد الضمير راجع إلى الأولين الغاصبين المذكورين في أول الدعاء و ذكر هذين الكافرين هنا للإبهام على المخالفين تقية و ليكون للشيعة مفر عند اطلاع المخالفين عليه بل لا يبعد أن يكون أبو جهل كناية عن أبي بكر لأنه كان أبا للجهالة مربيا لها و الوليد عن عمر لأنه ولد من غير أبيه أو لأنه لدناءة نسبه كأنه عبد أو لأنه كان شبيها بالوليد في كون كل منهما ولد زنا كما قال تعالى فيهما ظهرا و بطنا عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ. في التقدير و فوق التقدير أي عذابا قدرته لهما و فوق ذلك
45- الكتاب العتيق، حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان الكوفي عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن خالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن عدي بن حاتم الطائي قال دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فوجدته قائما يصلي متغيرا لونه فلم أر مصليا بعد رسول الله ص أتم ركوعا و لا سجودا منه فسعيت نحوه فلما سمع بحسي أشار بيده فوقفت حتى صلى ركعتين أوجزهما و أكملهما ثم سلم ثم سجد سجدة أطالها فقلت في نفسي نام و الله فرفع رأسه ثم قال لا إله إلا الله حقا حقا لا إله إلا الله إيمانا و تصديقا لا إله إلا الله تعبدا و رقا يا معز المؤمنين بسلطانه يا مذل الجبارين بعظمته أنت كهفي حين تعييني المذاهب عند حلول النوائب فتضيق علي الأرض برحبها أنت خلقتني يا سيدي رحمة منك لي و لو لا رحمتك لكنت من الهالكين و أنت مؤيدي بالنصر من أعدائي و لو لا نصرك لكنت من المغلوبين يا منشئ البركات من مواضعها و مرسل الرحمة من معادنها و يا من خص نفسه بالعز و الرفعة فأولياؤه بعزه يعتزون و يا من وضع له الملوك نير المذلة على أعناقهم فهم من سطواته خائفون أسألك بكبريائك التي شققتها من عظمتك و بعظمتك التي استويت بها على عرشك و علوت بها على خلقك و كلهم خاضع ذليل لعزتك صل على محمد و آله و افعل بي أولي الأمرين تباركت يا أرحم الراحمين قال عدي بن حاتم الطائي ثم التفت إلى أمير المؤمنين بكله فقال يا عدي أ سمعت ما قلت أنا قلت نعم يا أمير المؤمنين قال و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما دعا به مكروب و لا توسل إلى الله به محروب و لا مسلوب إلا نفس الله خناقه و حل وثاقه و فرج همه و يسر غمه و حقيق على من بلغه أن يتحفظه قال عدي فما تركت الدعاء منذ سمعته عن أمير المؤمنين حتى الآن
بيان برحبها أي بسعتها و قال الجوهري نير الفدان الخشبة المعترضة في عنق الثورين
46- الكشي، عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري و علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال إن القراء كانوا لا يخرجون إلى مكة حتى يخرج علي بن الحسين فخرجنا و خرج معه ألف راكب فلما صرنا بالسقيا نزل فصلى و سجد سجدتي الشكر فقال فيهما
و في رواية الزهري عن سعيد بن المسيب قال كان القوم لا يخرجون من مكة حتى يخرج علي بن الحسين سيد العابدين ع فخرج و خرجت معه فنزل في بعض المنازل و صلى ركعتين فسبح في سجوده فلم يبق شجر و لا مدر إلا سبح معه ففزعنا فرفع رأسه فقال يا سعيد أ فزعت فقلت نعم يا ابن رسول الله فقال هذا التسبيح الأعظم قال حدثني أبي عن جدي عن رسول الله ص أنه قال لا يبقى الذنوب مع هذا التسبيح فقلت علمنا
و في رواية علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أنه سبح في سجوده فلم يبق حوله شجرة و لا مدرة إلا سبحت بتسبيحه ففزعت من ذلك أنا و أصحابي ثم قال يا سعيد إن الله جل جلاله لما خلق جبرئيل ألهمه هذا التسبيح فسبحت السماوات و من فيهن لتسبيحه و هو اسم الله عز و جل الأكبر و التسبيح هو هذا سبحانك اللهم و حنانيك سبحانك اللهم و تعاليت سبحانك اللهم و العز إزارك سبحانك اللهم و العظمة رداؤك سبحانك اللهم و الكبرياء سلطانك سبحانك من عظيم ما أعظمك سبحانك سبحت في الأعلى سبحانك تسمع و ترى ما تحت الثرى سبحانك أنت شاهد كل نجوى سبحانك موضع كل شكوى سبحانك حاضر كل ملإ سبحانك عظيم الرجاء سبحانك ترى ما في قعر الماء سبحانك تسمع أنفاس الحيتان في قعور البحار سبحانك تعلم وزن السماوات سبحانك تعلم وزن الأرضين سبحانك تعلم وزن الشمس و القمر سبحانك تعلم وزن الظلمة و النور سبحانك تعلم وزن الفيء و الهواء سبحانك تعلم وزن الريح كم هي من مثقال ذرة سبحانك قدوس قدوس قدوس سبحانك عجبا لمن عرفك كيف لا يخافك سبحانك اللهم و بحمدك سبحان الله العلي العظيم
47- مجالس الصدوق، عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال كان أمير المؤمنين ع يقول في سجوده أناجيك يا سيدي كما يناجي العبد الذليل مولاه و أطلب إليك طلب من يعلم أنك تعطي و لا ينقص مما عندك شيء و أستغفرك استغفار من يعلم أنه لا يغفر الذنوب إلا أنت و أتوكل عليك توكل من يعلم أنك على كل شيء قدير
و منه عن أبيه عن محمد بن يحيى العطار عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن حماد بن عبد الله عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد ع قال إذا قال العبد و هو ساجد يا الله يا رباه يا سيداه ثلاث مرات أجابه تبارك و تعالى لبيك عبدي سل حاجتك
-48 قرب الإسناد، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق ع عن أبيه ع قال كان علي ع يقول في دعائه و هو ساجد اللهم إني أعوذ بك أن تبتليني ببلية تدعوني ضرورتها على أن أتغوث بشيء من معاصيك اللهم و لا تجعل بي حاجة إلى أحد من شرار خلقك و لئامهم فإن جعلت بي حاجة إلى أحد من خلقك فاجعلها إلى أحسنهم وجها و خلقا و خلقا و أسخاهم بها نفسا و أطلقهم بها لسانا و أسمحهم بها كفا و أقلهم بها علي امتنانا
و منه بهذا الإسناد قال الصادق ع كان أبي ع يقول في سجوده اللهم إن ظن الناس بي حسن فاغفر لي ما لا يعلمون و لا تؤاخذني بما يقولون و أنت علام الغيوب
قال و سمعت أبي يقول و هو ساجد يا ثقتي و رجائي في شدتي و رخائي صل على محمد و آل محمد و ألطف بي في جميع أحوالي فإنك تلطف لمن تشاء و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد النبي و على أهل بيته الطيبين و سلم كثيرا
49- العيون، عن علي بن عبد الله الوراق عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن حسان و أبي محمد النيلي عن الحسين بن عبد الله عن محمد بن علي بن شاهويه عن أبي الحسن الصائغ عن عمه قال سمعت الرضا ع يقول في سجوده لك الحمد إن أطعتك و لا حجة لي إن عصيتك و لا صنع لي و لا لغيري في إحسانك و لا عذر لي إن أسأت ما أصابني من حسنة فمنك يا كريم اغفر لمن في مشارق الأرض و مغاربها من المؤمنين و المؤمنات
50- التوحيد، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن إبراهيم بن عبد الحميد قال سمعت أبا الحسن ع يقول في سجوده يا من علا فلا شيء فوقه و يا من دنا فلا شيء دونه اغفر لي و لأصحابي
51- فقه الرضا، قال ع كان أمير المؤمنين ع يقول في سجوده اللهم ارحم ذلي بين يديك و تضرعي إليك و وحشتي من الناس و أنسي إليك يا كريم فإني عبدك و ابن عبدك أتقلب في قبضتك يا ذا المن و الفضل و الجود و الغنى و الكرم ارحم ضعفي و شيبتي من النار يا كريم و كان أبو جعفر ع يقول و هو ساجد لا إله إلا الله حقا حقا سجدت لك يا رب تعبدا و رقا و إيمانا و تصديقا يا عظيم إن عملي ضعيف فضاعفه لي يا كريم يا جبار اغفر لي ذنوبي و جرمي و تقبل عملي يا كريم يا جبار و كان أبو عبد الله ع يقول في سجدته يا كائن قبل كل شيء و يا مكون كل شيء لا تفضحني فإنك بي عالم و لا تعذبني فإنك علي قادر اللهم إني أعوذ بك من العديل عند الموت و من شر المرجع في القبر و من الندامة يوم القيامة اللهم إني أسألك عيشة نقية و ميتة سوية و منقلبا كريما غير مخز و لا فاضح و كان أبو عبد الله ع يقول اللهم إن مغفرتك أوسع من ذنوبي و رحمتك أرجا عندي من عملي فاغفر لي يا حي و من لا يموت و كان أبو الحسن ع يقول في سجوده لك الحمد إن أطعتك و لك الحجة إن عصيتك لا صنع لي و لا لغيري في إحسان كان مني حال الحسنة يا كريم صل بما سألتك من في مشارق الأرض و مغاربها من المؤمنين و من ذريتي اللهم أعني على ديني بدنياي و على آخرتي بتقواي اللهم احفظني فيما غبت عنه و لا تكلني إلى نفسي فيما قصرت يا من لا تنقصه المغفرة و لا تضره الذنوب صل على محمد و آل محمد و اغفر لي ما لا يضرك و أعطني ما لا ينقصك و بالله التوفيق
52- العيون، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي الوشاء قال سمعت الرضا ع يقول إذا نام العبد و هو ساجد قال الله تبارك و تعالى عبدي قبضت روحه و هو في طاعتي
و منه عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال قال رأيت أبا الحسن ع صلى ست ركعات أو ثمان ركعات قال و كان مقدار ركوعه و سجوده ثلاث تسبيحات أو أكثر فلما فرغ سجد سجدة أطال فيها حتى بل عرقه الحصا و ذكر بعض أصحابنا أنه ألصق خديه بأرض المسجد
و منه عن محمد بن علي بن حاتم عن عبد الله بن يحيى الشيباني عن العباس الجزري عن الشوباني قال كانت لأبي الحسن موسى بن جعفر ع بضع عشرة سنة كل يوم سجدة بعد ابيضاض الشمس إلى وقت الزوال الحديث
53- العلل، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره قال قلت لأبي عبد الله ع لم اتخذ الله إبراهيم خليلا قال لكثرة سجوده على الأرض
54- إرشاد المفيد، قال كان أبو الحسن موسى ع أعبد أهل زمانه إلى قوله و روي أنه كان يصلي نوافل الليل و يصلها بصلاة الصبح ثم يعقب حتى تطلع الشمس و يخر لله ساجدا فلا يرفع رأسه من الدعاء و التحميد حتى يقرب زوال الشمس و كان كثيرا ما يقول اللهم إني أسألك الراحة عند الموت و العفو عند الحساب و يكرر ذلك
55- مصباح الشيخ، و غيره في سجود الظهر و يستحب أن يقول في سجوده أيضا يا خير من رفعت إليه أيدي السائلين و يا أكرم من مدت إليه أعناق الراغبين و يا أكرم الأكرمين و يا أرحم الراحمين صل على محمد و آله الطيبين الطاهرين و ألطف بي بلطفك الخفي في شأني كله و قالوا في تعقيب العصر فإذا رفعت رأسك من السجود أمرر يدك على موضع سجودك و امسح بها وجهك ثلاثا و قل في كل واحدة منها اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم اللهم أذهب عني الهم و الغم و الحزن و الغير ما ظهر منها و ما بطن و قالوا في تعقيب المغرب ثم ارفع رأسك و امسح موضع سجودك و قل بسم الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم اللهم أذهب عني الهم و الحزن و قالوا في تعقيب العشاء ثم اسجد سجدة الشكر و قل اللهم أنت أنت أنت انقطع الرجاء إلا منك منك منك يا أحد من لا أحد له يا أحد من لا أحد له يا أحد من لا أحد له غيرك يا من لا يزيده كثرة الدعاء إلا كرما و جودا يا من لا يزداد على كثرة الدعاء إلا كرما و جودا يا من لا يزيده كثرة الدعاء إلا كرما و جودا صل على محمد و أهل بيته صل على محمد و أهل بيته صل على محمد و أهل بيته و تسأل حاجتك ثم تضع خدك الأيمن على الأرض فتقول مثل ذلك و تضع خدك الأيسر و تقول مثل ذلك ثم تعيد جبهتك إلى الأرض و تسجد و تقول مثل ذلك
بيان قد يفرق بين الهم و الغم بأن الهم ما يقدر الإنسان على إزالته كالإفلاس و الغم ما لا يقدر كموت الولد أو بأن الهم قبل نزول المكروه و الغم بعده أو أن الهم ما لم يعلم سببه و الغم ما يعلم
56- الكافي، بإسناده عن زياد القندي قال كتبت إلى أبي الحسن الأول ع علمني دعاء فإني قد بليت بشيء و كان قد حبس ببغداد حيث اتهم بأموالهم فكتب إليه إذا صليت فأطل السجود ثم قل يا أحد من لا أحد له حتى ينقطع نفسك ثم قل يا من لا يزيده كثرة الدعاء إلا جودا و كرما حتى ينقطع نفسك ثم قل يا رب الأرباب أنت أنت أنت الذي انقطع الرجاء إلا منك يا علي يا عظيم قال زياد فدعوت به ففرج الله عني و خلى سبيلي
57- السرائر، عن الصادق ع إذا أصابك هم فامسح يدك على موضع سجودك و أمرر يدك على وجهك من جانب خدك الأيسر و على جبينك إلى جانب خدك الأيمن ثلاثا تقول في كل مرة بسم الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن و السقم و العدم و الصغار و الذل و الفواحش ما ظهر منها و ما بطن
بيان ذكره الشهيد في نفليته و لم يذكر مسح يده على موضع سجوده و زاد فيه و يمر يده على صدره في كل مرة
و رواه في الكافي بسنده عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع أنه قال تمسح بيدك اليمنى على جبهتك و وجهك في دبر المغرب و الصلوات و تقول بسم الله إلى آخر ما مر
و لعله محمول على مسح موضع السجود لدلالة غيره من الأخبار عليه و يحتمل التخيير و يمكن الفرق بين الهم و الحزن بأن الهم على ما يقع و الحزن على ما قد وقع و قد مر وجوه أخر و العدم بالضم و بالتحريك الفقر و المراد بالفواحش مطلق المعاصي و هو أظهر أو أفراد الزنا و ما ظهر و ما بطن علانيتها و سرها أو أفعال الجوارح و أفعال القلوب و قيل الزنا في الحوانيت و اتخاذ الأخدان و عن سيد الساجدين ع ما ظهر نكاح امرأة الأب و ما بطن الزنا
و عن الباقر ع ما ظهر هو الزنا و ما بطن المخالة
و يمكن أن يكون الخبران وردا على المثال. أقول و يحتمل أن يكون المراد بما ظهر ما علم تحريمها و ما بطن ما لم يعلم و لعل الخبر الأول يومئ إليه و في بعض الأخبار ما ظهر تحريمه من ظهر القرآن و ما بطن من بطنه و في بعضها أن ما بطن منها أئمة الجور و أتباعهم
58- الكافي، عن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال أقرب ما يكون العبد من ربه إذا دعا ربه و هو ساجد فأي شيء تقول إذا سجدت قلت علمني جعلت فداك ما أقول قال قل يا رب الأرباب و يا ملك الملوك و يا سيد السادات و يا جبار الجبابرة و يا إله الآلهة صل على محمد و آل محمد و افعل بي كذا و كذا ثم قل فإني عبدك ناصيتي في قبضتك ثم ادع بما شئت و اسأله فإنه جواد لا يتعاظمه شيء
و منه في الموثق عن أبي عبد الله ع قال أبطأ علي أبي ع ذات ليلة فأتيت المسجد في طلبه بعد ما هدأ الناس فإذا هو في المسجد ساجد فسمعت حنينه و هو يقول سبحانك اللهم أنت ربي حقا حقا سجدت لك يا رب تعبدا و رقا اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك و تب علي إنك أنت التواب الرحيم
و منه عن أبي عبد الله ع قال كان يقول في سجوده سجد وجهي البالي لوجهك الباقي الدائم العظيم سجد وجهي الذليل لوجهك العزيز سجد وجهي الفقير لوجه ربي الغني الكريم العلي العظيم رب أستغفرك مما كان و أستغفرك مما يكون رب لا تجهد بلائي رب لا تشمت بي أعدائي رب لا تسيء قضائي رب إنه لا دافع و لا مانع إلا أنت صل على محمد و آل محمد بأفضل صلواتك و بارك على محمد و آل محمد بأفضل بركاتك اللهم إني أعوذ بك من سطواتك و أعوذ بك من جميع غضبك و سخطك سبحانك لا إله إلا أنت رب العالمين و كان أمير المؤمنين ع يقول و هو ساجد ارحم ذلي بين يديك و تضرعي إليك و وحشتي من الناس و أنسي بك يا كريم و كان يقول أيضا وعظتني فلم أتعظ و زجرتني عن محارمك فلم أنزجر و غمرتني أياديك فما شكرت عفوك عفوك يا كريم أسألك الراحة عند الموت و أسألك العفو عند الحساب و كان أبو جعفر ع يقول و هو ساجد لا إله إلا أنت حقا حقا سجدت لك يا رب تعبدا و رقا يا عظيم إن عملي ضعيف فضاعفه لي يا كريم يا حنان اغفر لي ذنوبي و جرمي و تقبل عملي يا كريم يا حنان أعوذ بك أن أخيب أو أحمل ظلما اللهم منك النعمة و أنت ترزق شكرها و عليك يكون ثواب ما تفضلت به من ثوابها بفضل طولك و بكريم عائدتك
59- مصباح الشيخ، و غيره كتب أبو إبراهيم ع إلى عبد الله بن جندب فقال إذا سجدت فقل اللهم إني أشهدك و كفى بك شهيدا و أشهد ملائكتك و أنبياءك و رسلك و جميع خلقك بأنك أنت الله ربي و الإسلام ديني و محمد نبيي و علي وليي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الخلف الصالح صلواتك عليهم أجمعين أئمتي بهم أتولى و من عدوهم أتبرأ اللهم إني أنشدك دم المظلوم ثلاثا اللهم إني أنشدك بوأيك على نفسك لأوليائك لتظفرنهم على عدوك و عدوهم أن تصلي على محمد و على المستحفظين من آل محمد ثلاثا و تقول اللهم إني أنشدك بوأيك على نفسك لأعدائك لتهلكنهم و لتخزينهم بأيديهم و أيدي المؤمنين أن تصلي على محمد و آل محمد و على المستحفظين من آل محمد ثلاثا و تقول اللهم إني أسألك اليسر بعد العسر ثلاثا ثم تضع خدك الأيمن على الأرض و تقول يا كهفي حين تعييني المذاهب و تضيق الأرض بما رحبت و يا بارئ خلقي رحمة لي و كان عن خلقي غنيا صل على محمد و آل محمد و على المستحفظين من آل محمد ثلاثا ثم تضع خدك الأيسر على الأرض و تقول يا مذل كل جبار و يا معز كل ذليل قد و عزتك بلغ مجهودي ففرج عني ثلاثا ثم تقول يا حنان يا منان يا كاشف الكرب العظام ثلاثا ثم تعود إلى السجود فتضع جبهتك على الأرض و تقول شكرا شكرا مائة مرة ثم تقول يا سامع الصوت يا سابق الفوت يا بارئ النفوس بعد الموت صل على محمد و آل محمد و افعل بي كذا و كذا
بيان هذا الدعاء رواه الكليني و الصدوق و الشيخ و غيرهم رضوان الله عليهم بأسانيد حسنة لا تقصر عن الصحيح عن عبد الله بن جندب قال سألت أبا الحسن الماضي ع عما أقول في سجدة الشكر فقد اختلف أصحابنا فيه فقال قل و أنت ساجد و ذكر الدعاء و فيها و علي و فلان و فلان إلى آخرهم أئمتي و في الفقيه ذكر أسماءهم ع و ليس في الكافي و التهذيب اللهم إني أنشدك بوأيك على نفسك لأعدائك إلى قوله ثلاثا و في الفقيه موجود هكذا لتهلكنهم بأيدينا و أيدي المؤمنين و مقدمة على فقرة الأولياء و فيها جميعا بعدوك و عدوهم و ليس فيها ففرج عني. قوله ع أنشدك دم المظلوم أنشد على وزن أقعد يقال نشدت فلانا و أنشده أي قلت له نشدتك الله أي سألتك بالله و المراد هنا أسألك بحقك أن تأخذ بدم المظلوم أعني الحسين ع و تنتقم من قاتليه و من الأولين الذين أسسوا أساس الظلم و الجور عليه و على أبيه و أخيه سلام الله عليهم أجمعين و يحتمل أن يكون المراد أنشدك بحق دم المظلوم أن تطلب بثأره. بوأيك الوأي الوعد و قوله لتهلكنهم اللام لجواب القسم لما في الوأي بمعنى القسم و المقسم عليه في أنشده مقدر من جنسه بعد الصلوات بقرينة الوأي أي أنشدك أن تنجز وعدك و تهلكهم أو يقال الصلاة عليهم ترجع إلى هذا المعنى فإن رحمة الله عليهم مشتمل على رواج دينهم و نصرهم و ظفرهم على الأعادي كما ورد في الخبر في معنى السلام عليهم و سيأتي تحقيقه في باب الصلاة عليهم. و الوأي إشارة إلى قوله تعالى وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً و الباء إما للسببية أي أنشدك بسبب وعدك أو صلة للنشد أي أقسم عليك بحق وعدك. ثم اعلم أن في أكثر نسخ الحديث و الدعاء بإيوائك و لم يرد في اللغة بهذا المعنى و لا بمعنى يناسب المقام لكن ما أهمله أهل اللغة من الاستعمالات و الاشتقاقات كثير فيمكن أن يكون هذا منها. و قال الشيخ البهائي قدس سره الإيواء بالياء المثناة التحتانية و آخره ألف ممدودة العهد و لا أدري من أين أخذه و يمكن أن يكون استعمل هنا مجازا فإن من وعد شيئا فكأنه آواه و أنزله من نفسه منزلا حصينا. و قد ورد مثله في أخبار العامة قال في النهاية في حديث وهب إن الله تعالى قال إني أويت على نفسي أن أذكر من ذكرني قال القتيبي هذا غلط يشبه أن يكون من المقلوب و الصحيح وأيت من الوأي بمعنى الوعد يقال وأيت على نفسي أي جعلته وعدا على نفسي انتهى. و المستحفظين يمكن أن يقرأ بالبناء للفاعل أي حفظوا كتاب الله و دينه و سائر أماناته أو طلبوا حفظ ذلك من علماء شيعتهم و بالبناء للمفعول أي استحفظهم الله إياها و الأخير أظهر إشارة إلى قوله تعالى بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ وَ كانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ. يا كهفي حين تعييني المذاهب أي ملجئي حين تتعبني مسالكي إلى الخلق و تردداتي إليهم في تحصيل بغيتي و تدبير أمري و ربما يقرأ بنونين أولاهما مشددة من العناء بمعنى المشقة و لعله تصحيف. بما رحبت ما مصدرية أي برحبها و سعتها و في بعض النسخ هنا و آل محمد و على المستحفظين فالمراد بالمستحفظين علماء الشيعة و رواه أخبارهم أي الذين حفظوا العلوم من آل محمد ص و قبلوا حفظ أسرارهم و لعله زيد من النساخ. قد و عزتك الواو للقسم و كثيرا ما يتوسط القسم بين قد و مدخولها و مجهود الرجل وسعه و طاقته أي بلغت طاقتي إلى النهاية و في بعض النسخ بلغ بي مجهودي أي أبلغني مجهودي إلى الغاية أو أبلغني الأمر الذي أقلقني إلى نهاية الطاقة. ثم اعلم أن قوله ثم تقول يا سامع الصوت إلى آخره لم يكن داخلا في تلك الروايات و الظاهر أن الشيخ أخذه من رواية أخرى
60- الكافي، عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن زياد بن مروان قال كان أبو الحسن ع يقول في سجوده أعوذ بك من نار حرها لا يطفى و أعوذ بك من نار جديدها لا يبلى و أعوذ بك من نار عطشانها لا يروى و أعوذ بك من نار مسلوبها لا يكسى
و منه عن علي عن سهل عن علي بن ريان عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال شكوت إليه علة أم ولد لي أخذتها فقال قل لها تقول في السجود في دبر كل صلاة مكتوبة يا ربي و يا سيدي صل على محمد و على آل محمد و عافني من كذا و كذا فبها نجا جعفر بن سليمان من النار قال فعرضت هذا الحديث على بعض أصحابنا فقال أعرف فيه يا رءوف يا رحيم يا ربي يا سيدي افعل بي كذا و كذا
بيان لعل جعفر بن سليمان كان من الأصحاب و ابتلي من المخالفين بالإحراق بالنار فنجاه الله منها بالدعاء و لم يذكر ذلك في الرجال و يحتمل أن يكون المراد نار الآخرة
61- دلائل الإمامة، للطبري عن عبد الله بن علي المطلبي عن محمد بن علي السمري عن أبي الحسن المحمودي عن محمد بن علي بن أحمد المحمودي عن القائم ع قال كان يقول زين العابدين ع عند فراغه من صلاته في سجدة الشكر يا كريم مسكينك بفنائك يا كريم فقيرك زائرك حقيرك ببابك يا كريم
بيان لعل هذا الدعاء لسجدة الشكر بعد صلاة الطواف أو لمطلق الصلاة في هذا المكان لمناسبة لفظ الدعاء و لأنه ع قال ذلك لجماعة من الطالبين له بعد فراغه من الطواف عند الكعبة
62- الفقيه، قال الصادق ع إن العبد إذا سجد فقال يا رب يا رب حتى ينقطع نفسه قال له الرب تبارك و تعالى لبيك ما حاجتك
63- إختيار ابن الباقي، عن خديجة الكبرى قالت كانت ليلتي من رسول الله ص فإذا أنا به ساجد كالثوب الطريح فسمعته يقول سجد لك سوادي و آمن به فؤادي رب هذه يداي و ما جنيت على نفسي يا عظيما يرجى لكل عظيم اغفر لي الذنوب العظيمة ثم قال إن جبرئيل ع علمني ذلك و أمرني أن أقول هذه الكلمات التي سمعتها فقوليها في سجودك فمن قالها في سجوده لم يرفع رأسه حتى يغفر له
أقول قد مر بعض الأخبار في باب فضل التعقيب و سيأتي بعضها في أبواب آداب النوافل إن شاء الله