1- مجالس الشيخ، و ولده عن المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسى عن يونس عن العلاء بن الرزين عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال من قال بعد صلاة الصبح قبل أن يتكلم بسم الله الرحمن الرحيم لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم يعيدها سبع مرات دفع الله عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء و من قالها إذا صلى المغرب قبل أن يتكلم دفع الله عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء أهونها الجذام و البرص
2- مجالس ابن الشيخ، و مجالس المفيد، عن المفيد عن جعفر بن محمد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن محمد الجعفي عن أبيه قال كنت كثيرا ما أشتكي عيني فشكوت ذلك إلى أبي عبد الله ع فقال ألا أعلمك دعاء لدنياك و آخرتك و تكفي به وجع عينك فقلت بلى فقال تقول في دبر الفجر و دبر المغرب اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد عليك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل النور في بصري و البصيرة في ديني و اليقين في قلبي و الإخلاص في عملي و السلامة في نفسي و السعة في رزقي و الشكر لك أبدا ما أبقيتني
3- ثواب الأعمال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن أبيه عن أبي المغيرة قال سمعت أبا الحسن ع يقول من قال في دبر صلاة الصبح و صلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلم أحدا إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً اللهم صل على محمد و ذريته قضى الله له مائة حاجة سبعين في الدنيا و ثلاثين في الآخرة قال قلت له ما معنى صلاة الله و صلاة ملائكته و صلاة المؤمنين قال صلاة الله رحمة من الله و صلاة ملائكته تزكية منهم له و صلاة المؤمنين دعاء منهم له و من سر آل محمد ص في الصلاة على النبي و آله اللهم صل على محمد و آل محمد في الأولين و صل على محمد و آل محمد في الآخرين و صل على محمد و آل محمد في الملإ الأعلى و صل على محمد و آل محمد في المرسلين اللهم أعط محمدا الوسيلة و الشرف و الفضيلة و الدرجة الكبيرة اللهم إني آمنت بمحمد و لم أره فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته و ارزقني صحبته و توفني على ملته و اسقني من حوضه مشربا رويا سائغا هنيئا لا أظمأ بعده أبدا إنك على كل شيء قدير اللهم كما آمنت بمحمد و لم أره فعرفني في الجنان وجهه اللهم بلغ روح محمد ص عني تحية كثيرة و سلاما فإن من صلى على النبي ص بهذه الصلوات هدمت ذنوبه و محيت خطاياه و دام سروره و استجيب دعاؤه و أعطي أمله و بسط له في رزقه و أعين على عدوه و هي له سبب أنواع الخير و يجعل من رفقاء نبيه في الجنان الأعلى يقولهن ثلاث مرات غدوة و ثلاث مرات عشية
4- المحاسن، عن أبيه رفعه قال كان علي بن الحسين ع يطيل القعود بعد المغرب يسأل الله اليقين
5- فلاح السائل، إذا سلم من صلاة المغرب و فرغ مما مر من تسبيح الزهراء ع و غيره فليقل ما رواه علي بن الصلت عن إسحاق و إسماعيل ابني محمد بن عجلان عن أبيهما قال قال أبو عبد الله ع إذا أمسيت و أصبحت فقل في دبر الفريضة في صلاة المغرب و صلاة الفجر أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عشر مرات ثم قل اكتبا رحمكما الله بسم الله الرحمن الرحيم أمسيت و أصبحت بالله مؤمنا على دين محمد ص و سنته و على دين علي ع و سنته و على دين فاطمة ع و سنتها و على دين الأوصياء صلوات الله عليهم و سنتهم و آمنت بسرهم و علانيتهم و بغيبهم و شهادتهم و أستعيذ بالله في ليلتي هذه و يومي هذا مما استعاذ منه محمد و علي و فاطمة و الأوصياء صلى الله عليهم و أرغب إلى الله فيما رغبوا فيه و لا حول و لا قوة إلا بالله
ثم يقول ما رواه أبو غالب أحمد بن سليمان الزراري عن عبد الله بن جعفر الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال من قال بعد صلاة الفجر و بعد صلاة المغرب قبل أن يثني رجله أو يكلم أحدا إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً اللهم صل على محمد النبي و على ذريته و على أهل بيته مرة واحدة قضى الله تعالى له مائة حاجة سبعين منها للآخرة و ثلاثين للدنيا
و يقول أيضا ما رواه أبو محمد هارون بن موسى عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن إسماعيل بن همام عن أبي الحسن يعني الرضا ع قال قال أمير المؤمنين ع من قال بسم الله الرحمن الرحيم لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم سبع مرات و هو ثان رجله بعد المغرب قبل أن يتكلم و بعد الصبح قبل أن يتكلم صرف الله تعالى عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء أدناها الجذام و البرص و السلطان و الشيطان
و مما رويناه بإسنادنا إلى محمد بن يعقوب الكليني بإسناده في كتاب الدعاء من كتاب الكافي عن الصادق ع قال قال رسول الله ص من صلى الغداة فقال قبل أن ينقض ركبتيه عشر مرات لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيي و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شيء قدير و في المغرب مثلها لم يلق الله عز و جل عبد بعمل أفضل من عمله إلا من جاء بمثل عمله
و يقول أيضا بعد صلاة المغرب و بعد صلاة الفجر سبحانك لا إله إلا أنت اغفر لي ذنوبي كلها جميعا فإنه لا يغفر الذنوب كلها جميعا إلا أنت فقد روى الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر يرفعه إلى النبي ص في حديث هذا المراد منه أن العبد إذا قال ذلك قال الله جل جلاله للكتبة اكتبوا لعبدي المغفرة بمعرفته إنه لا يغفر الذنوب كلها جميعا إلا أنا
بيان ثان رجله أي لم يغيرها عما كانت عليه في التشهد ببسطها بالقيام أو غير ذلك و هو المراد بقوله قبل أن ينقض ركبتيه و في بعض النسخ قبل أن يقبض أي يرفعهما مقربا لهما إلى بدنه يحيي و يميت و يميت و يحيي الإحياء الأول في الدنيا و كذا الإماتة أولا و الإماتة الثانية في القبر فتدل ضمنا على إحياء آخر و لما كانت مدة تلك الحياة قليلة لم يذكرها صريحا و الإحياء ثانيا في الآخرة و لم يذكر الإحياء و الإماتة في الرجعة لعدم عمومهما و شمولهما لكل أحد مع أنه يحتمل أن تكون الإماتة الثانية إشارة إليه و لا يبعد أن يكون المراد بكل من الفقرتين جنس الإماتة و الإحياء و التكرير لبيان استمرارهما و كثرتهما. قوله ع إلا من جاء فيه أنه إذا جاء بمثل عمله كيف يكون أفضل من عمله إلا أن يقال المراد أنه جاء بأعمال أخر مع هذا العمل و الحاصل أنه لا يكون عمل آخر أفضل من هذا العمل إلا إذا انضم إليه فيكون المجموع أفضل. أقول
و ذكر الشيخ و الكفعمي و ابن الباقي و غيرهم أكثر الأدعية المتقدمة و زادوا عليها ثم قل عشرا ما شاء الله لا قوة إلا بالله أستغفر الله و يقول اللهم إني أسألك موجبات رحمتك و عزائم مغفرتك و السلامة من كل إثم و الغنيمة من كل بر و النجاة من النار و من كل بلية و الفوز بالجنة و الرضوان في دار السلام و جوار نبيك محمد ص اللهم ما بنا من نعمة فمنك لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك
ثم ذكروا أكثر التعقيبات بعد النوافل لضيق وقت النوافل. قال السيد قدس سره في فلاح السائل و لا تكثر في تعقيب المغرب قبل أن تصلي نوافلها لأن أفضل وقت نوافل صلاة المغرب إلى زوال الشفق من أفق المغرب انتهى. و قال الشهيد قدس الله سره في الذكرى قال المفيد تفعل نافلة المغرب بعد التسبيح و قبل التعقيب كما فعلها النبي ص لما بشر بالحسن ع فإنه صلى ركعتين شكرا فلما بشر بالحسين ع صلى ركعتين و لم يعقب حتى فرغ منها و ابن الجنيد لا يستحب الكلام و لا عمل شيء بينها و بين المغرب. ثم قال و لو قيل بامتداد وقتها أي النافلة بوقت المغرب أمكن لأنها تابعة لها و إن كان الأفضل المبادرة بها قبل كل شيء سوى التسبيح و عد ره في النفلية مما يختص بالمغرب تأخير تعقيبها إلى الفراغ من راتبتها. أقول و لعل الأولى رعاية الأمرين معا بأن يأتي بالتعقيبات ما لا ينافي ما يريد الإتيان به من النوافل ثم يؤخر البقية إذ يأتي في الخبر أن تعقيب الفريضة أفضل من النافلة و قد وردت الأخبار بأن لا نافلة في وقت الفريضة.
و يؤيد التأخير ما رواه المفيد قدس الله روحه في إرشاده عن أبي جعفر الثاني ع أنه لما تزوج بنت المأمون و حملها قاصدا إلى المدينة سار إلى شارع باب الكوفة و الناس معه يشيعونه فانتهى إلى دار المسيب عند مغيب الشمس فنزل و دخل المسجد و كان في صحنه نبقة لم تحمل بعد فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل النبقة و قام فصلى بالناس صلاة المغرب فقرأ في الأولى الحمد و إذا جاء نصر الله و الفتح و قرأ في الثانية الحمد و قل هو الله أحد و قنت قبل ركوعه و صلى الثالثة و تشهد و سلم ثم جلس هنيئة يذكر الله و قام من غير أن يعقب فصلى النوافل أربع ركعات و عقب بعده و سجد سجدتي الشكر فلما انتهى الناس إلى النبقة رأوها و قد حملت حملا جنيا فتعجبوا و أكلوا منها فوجدوه نبقا حلوا لا عجم له فودعوه و مضى
أقول سيأتي هذا الخبر في نوافل المغرب نقلا عن الخرائج أيضا و هو يومي إلى ما ذكرنا من التوسط لأن قوله من غير أن يعقب محمول على أنه لم يعقب كثيرا لقوله قبل ذلك يذكر الله و ما سيأتي مصرح بذلك.
و سيأتي أيضا في خبر رجاء بن أبي الضحاك أن الرضا ع كان إذا سلم عن المغرب جلس في مصلاه يسبح الله و يحمده و يكبره و يهلله ما شاء الله ثم سجد سجدة الشكر ثم رفع رأسه و لم يتكلم حتى يقوم فيصلي أربع ركعات ثم يجلس بعد التسليم في التعقيب ما شاء الله
و روى الشيخ عن أبي العلاء الخفاف عن جعفر بن محمد ع قال من صلى المغرب ثم عقب و لم يتكلم حتى يصلي ركعتين كتبتا له في عليين فإن صلى أربعا كتبت له حجة مبرورة
و هذا يدل على تقديم التعقيب في الجملة. و العجب أن الشيخ ذكر هذا الخبر حجة للمفيد و أما تقديم سجدة الشكر و تأخيرها فسنفصل الكلام في بابه إن شاء الله
6- الكافي، بسنده عن سعد بن زيد قال قال أبو الحسن ع إذا صليت المغرب فلا تبسط رجلك و لم تكلم أحدا حتى تقول مائة مرة بسم الله الرحمن الرحيم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم مائة مرة في المغرب و مائة مرة في الغداة فمن قالها رفع الله عنه مائة نوع من أنواع البلاء أدنى نوع منها البرص و الجذام و الشيطان و السلطان
7- فلاح السائل و من تعقيب فريضة المغرب ما يختص بها ما روي عن مولانا أمير المؤمنين ع من الدعاء عقيب الخمس المفروضات فمنها بعد صلاة المغرب اللهم تقبل مني ما كان صالحا و أصلح مني ما كان فاسدا اللهم لا تسلطني علي فساد ما أصلحت مني و أصلح لي ما أفسدته من نفسي اللهم إني أستغفر من كل ذنب قوي عليه بدني بعافيتك و نالته يدي بفضل نعمتك و بسطت إليه يدي بسعة رزقك و احتجبت فيه عن الناس بسترك و اتكلت فيه على كريم عفوك اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت إليك منه و ندمت على فعله و استحييت منك و أنا عليه و رهبتك و أنا فيه راجعته و عدت إليه اللهم إني أستغفرك من كل ذنب علمته أو جهلته ذكرته أو نسيته أخطأته أو تعمدته هو مما لا أشك أن نفسي مرتهنة به و إن كنت أنسيته و غفلت عنه اللهم إني أستغفرك من كل ذنب جنيته علي بيدي و آثرت فيه شهوتي أو سعيت فيه لغيري أو استغويت فيه من تابعني أو كابرت فيه من منعني أو قهرته بجهلي أو لطفت فيه بحيلة غيري أو استزلني إليه ميلي و هواي اللهم إني أستغفرك من كل شيء أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك و شاركني فيه ما لم يخلص لك و أستغفرك بما عقدته على نفسي ثم خالفه هواي اللهم صل على محمد و آل محمد و أعتقني من النار و جد علي بفضلك اللهم إني أسألك بوجهك الكريم الباقي الدائم الذي أشرقت بنوره السماوات و الأرض و كشفت به ظلمات البر و البحر و دبرت به أمور الجن و الإنس أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تصلح شأني برحمتك يا أرحم الراحمين
بيان فخالطني فيه ما ليس لك أي نية لا ترضاها أو لا ترجع إليك كما إذا كان الغرض الجنة أو الخلاص من النار فإنهما يرجعان إليه تعالى أو بدعة لا توافق أمرك و رضاك و كذا الفقرة التي تليها
8- فلاح السائل، و من تعقيب فريضة المغرب أيضا ما يختص بها مما روي عن مولاتنا فاطمة ع من الدعاء عقيب الخمس الصلوات و هو الحمد لله الذي لا يحصي مدحه القائلون و الحمد لله الذي لا يحصي نعماءه العادون و الحمد لله الذي لا يؤدي حقه المجتهدون و لا إله إلا الله الأول و الآخر و لا إله إلا الله الظاهر و الباطن و لا إله إلا الله المحيي المميت و الله أكبر ذو الطول و الله أكبر ذو البقاء الدائم و الحمد لله الذي لا يدرك العالمون علمه و لا يستخف الجاهلون حلمه و لا يبلغ المادحون مدحته و لا يصف الواصفون صفته و لا يحسن الخلق نعته و الحمد لله ذي الملك و الملكوت و العظمة و الجبروت و العز و الكبرياء و البهاء و الجلال و المهابة و الجمال و العزة و القدرة و الحول و القوة و المنة و الغلبة و الفضل و الطول و العدل و الحق و الخلق و العلاء و الرفعة و المجد و الفضيلة و الحكمة و الغناء و السعة و البسط و القبض و الحلم و العلم و الحجة البالغة و النعمة السابغة و الثناء الحسن الجميل و الآلاء الكريمة ملك الدنيا و الآخرة و الجنة و النار و ما فيهن تبارك و تعالى الحمد لله الذي علم أسرار الغيوب و اطلع على ما تجن القلوب فليس عنه مذهب و لا مهرب و الحمد لله المتكبر في سلطانه العزيز في مكانه المتجبر في ملكه القوي في بطشه الرفيع فوق عرشه المطلع على خلقه و البالغ لما أراد من علمه الحمد لله الذي بكلماته قامت السماوات الشداد و ثبتت الأرضون المهاد و انتصبت الجبال الرواسي الأوتاد و جرت الرياح اللواقح و سار في جو السماء السحاب و وقفت على حدودها البحار و وجلت القلوب من مخافته و انقمعت الأرباب لربوبيته تباركت يا محصي قطر المطر و ورق الشجر و محيي أجساد الموتى للحشر سبحانك يا ذا الجلال و الإكرام ما فعلت بالغريب الفقير إذا أتاك مستجيرا مستغيثا ما فعلت بمن أناخ بفنائك و تعرض لرضاك و غدا إليك فجثا بين يديك يشكو إليك ما لا يخفى عليك فلا يكونن يا رب حظي من دعائي الحرمان و لا نصيبي مما أرجو منك الخذلان يا من لم يزل و لا يزول كما لم يزل قائما على كل نفس بما كسبت يا من جعل أيام الدنيا تزول و شهورها تحول و سنيها تدور و أنت الدائم لا تبليك الأزمان و لا تغيرك الدهور يا من كل يوم عنده جديد و كل رزق عنده عتيد للضعيف و القوي و الشديد قسمت الأرزاق بين الخلائق فسويت بين الذرة و العصفور اللهم إذا ضاق المقام بالناس فنعوذ بك من ضيق المقام اللهم إذا طال يوم القيامة على المجرمين فقصر ذلك اليوم علينا كما بين الصلاة إلى الصلاة اللهم إذا أدنيت الشمس من الجماجم فكان بينها و بين الجماجم مقدار ميل و زيد في حرها حر عشر سنين فإنا نسألك أن تظلنا بالغمام و تنصب لنا المنابر و الكراسي نجلس عليها و الناس ينطلقون في المقام آمين رب العالمين أسألك اللهم بحق هذه المحامد إلا غفرت لي و تجاوزت عني و ألبستني العافية في بدني و رزقتني السلامة في ديني فإني أسألك و أنا واثق بإجابتك إياي في مسألتي و أدعوك و أنا عالم باستماعك دعوتي فاستمع دعائي و لا تقطع رجائي و لا ترد ثنائي و لا تخيب دعائي أنا محتاج إلى رضوانك و فقير إلى غفرانك و أسألك و لا آيس من رحمتك و أدعوك و أنا غير محترز من سخطك يا رب و استجب لي و امنن علي بعفوك و توفني مسلما و ألحقني بالصالحين رب لا تمنعني فضلك يا منان و لا تكلني
إلى نفسي مخذولا يا حنان رب ارحم عند فراق الأحبة صرعتي و عند سكون القبر وحدتي و في مفازة القيامة غربتي و بين يديك موقوفا للحساب فاقتي رب أستجير بك من النار فأجرني رب أعوذ بك من النار فأعذني رب أفزع إليك من النار فأبعدني رب أسترحمك مكروبا فارحمني رب أستغفرك لما جهلت فاغفر لي رب قد أبرزني الدعاء للحاجة إليك فلا تؤيسني يا كريم ذا الآلاء و الإحسان و التجاوز سيدي يا بر يا رحيم استجب بين المتضرعين إليك دعوتي و ارحم من المنتحبين بالعويل عبرتي و اجعل في لقائك يوم الخروج من الدنيا راحتي و استر بين الأموات يا عظيم الرجاء عورتي و اعطف علي عند التحول وحيدا إلى حفرتي إنك أملي و موضع طلبتي و العارف بما أريد في توجيه مسألتي فاقض يا قاضي الحاجات حاجتي فإليك المشتكى و أنت المستعان و المرتجى أفر إليك هاربا من الذنوب فاقبلني و ألتجئ من عدلك إلى مغفرتك فأدركني و ألتاذ بعفوك من بطشك فامنعني و أستروح رحمتك من عقابك فنجني و أطلب القربة منك بالإسلام فقربني و من الفزع الأكبر فآمني و في ظل عرشك فظللني و كفلين من رحمتك فهب لي و من الدنيا سالما فنجني و من الظلمات إلى النور فأخرجني و يوم القيامة فبيض وجهي و حسابا يسيرا فحاسبني و بسرائري فلا تفضحني و على بلائك فصبرني و كما صرفت عن يوسف السوء و الفحشاء فاصرفه عني و ما لا طاقة لي به فلا تحملني و إلى دار السلام فاهدني و بالقرآن فانفعني و بالقول الثابت فثبتني و من الشيطان الرجيم فاحفظني و بحولك و قوتك و جبروتك فاعصمني و بحلمك و علمك و سعة رحمتك من جهنم فنجني و جنتك الفردوس فاسكني و النظر إلى وجهك فارزقني و بنبيك محمد ص فألحقني و من الشياطين و أوليائهم و من شر كل ذي شر فاكفني اللهم و أعدائي و من كادني إن أتوا برا فجبن شجعهم فض جموعهم كلل سلاحهم عرقب دوابهم سلط عليهم العواصف و القواصف أبدا حتى تصليهم النار أنزلهم من صياصيهم و أمكنا من نواصيهم آمين رب العالمين اللهم صل على محمد و آل محمد صلاة يشهد الأولون مع الأبرار و سيد المرسلين و خاتم النبيين و قائد الخير و مفتاح الرحمة اللهم رب البيت الحرام و الشهر الحرام و رب المشعر الحرام و رب الركن و المقام و رب الحل و الإحرام بلغ روح محمد منا التحية و السلام سلام عليك يا رسول الله سلام عليك يا أمين الله سلام عليك يا محمد بن عبد الله السلام عليك و رحمة الله و بركاته فهو كما وصفته بالمؤمنين رءوف رحيم اللهم أعطه أفضل ما سألك و أفضل ما سئلت له و أفضل ما أنت مسئول له إلى يوم القيامة آمين يا رب العالمين
بيان و لا يستخف الجاهلون حلمه أي لا يصير جهلهم سببا لقلة حلمه و خفته ليغضب و يعاجل بالنقمة و قال الفيروزآبادي الحول الحذق و جودة النظر و القدرة على التصرف و جمع الحيلة و قال جنه الليل و عليه جنا و أجنه ستره و كل ما ستر عنك فقد جن عنك قوله ع في مكانه أي في درجته و منزلته الرفيعة و كلمة في في الأكثر تحتمل التعليلية فوق عرشه أي مسلطا عليه أو عرش العظمة و الجلال البالغ لما أراد اللام زائدة كما في قوله تعالى نَزَّاعَةً لِلشَّوى أو بمعنى إلى نحو أَوْحى لَها من علمه أي من معلوماته أو إرادة بسبب علمه به و الأول أظهر بكلماته أي تقديراته أو علومه أو إراداته المعبر عنها بكن أو أسماؤه العظام. قامت السماوات الشداد أي المحكمات التي لا يؤثر فيها مرور الدهور و ثبتت الأرضون المهاد المهاد الفراش و الوحدة باعتبار كل واحدة منها أو الجميع بمنزلة فراش واحد و إنما وحد موافقة لقوله تعالى أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً و هنا جمع المهد الذي يتهيأ للصبي كسهم و سهام و الرواسي الثوابت و الأوتاد لأنها بمنزلة الوتد في الأرض تمنعها عن التزلزل و التفتت كما قال تعالى وَ أَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ أي لئلا تميد و تتحرك بكم
و قال أمير المؤمنين ع وتد بالصخور ميدان أرضه
و قد مر الكلام فيه في كتاب السماء و العالم. و الرياح اللواقح إشارة إلى قوله سبحانه وَ أَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ يعني ملاقح جمع ملقحة أي تلحق الشجر و السحاب لأنها تهيجه و يقال لواقح أي حوامل لأنها تحمل السحاب و تقله و تصرفه ثم تمر به فتذره يدل عليه قوله تعالى حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً أي حملت و الضمير في حدودها راجع إلى السماء لأنها ترى على آفاقها و قال الجوهري قمعته و أقمعته بمعنى أي قهرته و أذللته فانقمع. يا من كل يوم عنده جديد أي يستأنف فيه ما يريد و لا يبنيه على اليوم السابق كقوله كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ أو المعنى أنه ليس بزماني يرد عليه الأزمان و يخلقه بل كل يوم عنده متجدد كأنه لم يكن قبله زمان بالنظر إليه أو كل يوم من الأزمان السالفة و الآتية حاضر عند علمه عالم بما فيه و قال الجوهري العتيد الحاضر المهيأ. فسويت بين الذرة و العصفور أي بينهما و بين ما هو أكبر منهما و لم تغفل عنهما و لم تتركهما لصغرهما و حقارتهما أو سويت الرزق بين أفراد هذين الصنفين أيضا و لم تترك واحدا منهما فكيف بمن هو أعظم منهما إذا ضاق المقام أي في يوم القيامة للحاجة إليك الظرف متعلق بالحاجة أو بأبرزني أو بهما على التنازع و النحيب و الانتحاب رفع الصوت بالبكاء كالعويل و الإعوال و اجعل في لقائك أي لقاء رحمتك أو مشاهدة أمور الآخرة و المشتكى مصدر. و في القاموس اللوذ بالشيء الاستتار و الاحتصان به كاللواذ مثلثة و اللياذ و الملاوذة و اللواذ المراوغة و أستروح رحمتك أي أطلب الروح منها أو أستنيم و أسكن إليها و أسكن خوفي بذكرها في القاموس استروح وجد الراحة كاستراح و تشمم و إليه استنام من عقابك أي هاربا منه أو عند فزعي منه و كفلين إشارة إلى قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ و الكفل الحظ و النصيب و الغرض مضاعفة الثواب. و فسر السوء في قصة يوسف بالخيانة و الفحشاء بالزنا و التعميم هنا أنسب و الضمير في قولها فاصرفه راجع إلى كل واحد منهما و الأظهر فاصرفهما و ما لا طاقة لي به أي من الشدائد و المصائب و علمك أي بحالي و قلة حيلتي. إن أتوا برا كأنه سقط منه ما يتعلق بالبحر أو هو كناية عن المجاهرة بالعداوة و المبارزة قال في النهاية خرج فلان برا أي خرج إلى البر و الصحراء و أبر فلان على أصحابه أي علاهم و الفض الكسر بالتفرقة و عرقب الدابة قطع عرقوبها و هو رجل الدابة بمنزلة الركبة في يدها و العواصف الرياح الشديدة و القواصف أيضا الشديدة التي لها صوت و تكسر ما تمر به و قال الجوهري صليت الرجل نارا إذا أدخلته النار و جعلته يصلاها فإن ألقيته فيها إلقاء كأنك تريد الإحراق قلت أصليته بالألف و صليته تصلية و قال الصياصي الحصون. صلاة يشهد الأولون أي رحمة تصير سببا لحضور الأنبياء و الأوصياء المتقدمين مع الأبرار من الأئمة الطاهرين و سيد المرسلين صلى الله عليهم لنصرتهم و الانتقام من أعدائهم في الرجعة كما شهدت بالأخبار و لعل فيه سقطا أو تصحيفا و رب الحل و الإحرام و في بعض النسخ الحرام فيحتمل المصدرية و الصفة أي المحل و المحرم أو خارج الحرم و الحرم و أفضل ما سئلت له أي إلى الآن ما أنت مسئول أي بعد ذلك إلى يوم القيام
9- فلاح السلاح، و من تعقيب صلاة المغرب أيضا ما يختص بها من رواية معاوية بن عمار عن الصادق ع في تعقيب الخمس الصلوات المفروضات و هو اللهم صل على محمد البشير النذير و السراج المنير الطهر الطاهر الخير الفاضل خاتم أنبيائك و سيد أصفيائك و خالص أخلائك ذي الوجه الجميل و الشرف الأصيل و المنبر النبيل و المقام المحمود و المنهل المشهود و الحوض المورود اللهم صل على محمد كما بلغ رسالاتك و جاهد في سبيلك و نصح لأمته و عبدك حتى أتاه اليقين و صل على محمد و آله الطاهرين الأخيار الأتقياء الأبرار الذين انتجبتهم لدينك و اصطفيتهم من خلقك و ائتمنتهم على وحيك و جعلتهم خزائن علمك و تراجمة كلمتك و أعلام نورك و حفظة سرك و أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا اللهم انفعنا بحبهم و احشرنا في زمرتهم و تحت لوائهم و لا تفرق بيننا و بينهم و اجعلني بهم عندك وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ الذين لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ الحمد لله الذي ذهب بالنهار بقدرته و جاء بالليل برحمته خلقا جديدا و جعله لباسا و سكنا و جعل الليل و النهار آيتين ليعلم بهما عدد السنين و الحساب الحمد لله على إقبال الليل و إدبار النهار اللهم صل على محمد و آل محمد و أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري و أصلح لي دنياي التي فيها معيشتي و أصلح لي آخرتي التي إليها منقلبي و اجعل الحياة زيادة لي في كل خير و اجعل الموت راحة لي من كل سوء و اكفني أمر دنياي و آخرتي بما كفيت به أولياءك و خيرتك من عبادك الصالحين و اصرف عني شرهما و وفقني لما يرضيك عني يا كريم أمسيت و الملك لله الواحد القهار و ما في الليل و النهار اللهم إني و هذا الليل و النهار خلقان من خلقك فاعصمني فيهما بقوتك و لا ترهما مني جرأة على معاصيك و لا ركوبا مني لمحارمك و اجعل عملي فيهما مقبولا و سعيي مشكورا و يسر لي ما أخاف عسره و سهل لي ما صعب علي أمره و اقض لي فيه بالحسنى و آمني مكرك و لا تهتك عني سترك و لا تنسني ذكرك و لا تحل بيني و بين حولك و قوتك و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا و لا إلى أحد من خلقك يا كريم اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك حتى أعي وحيك و أتبع كتابك و أصدق رسلك و أومن بوعدك و أخاف وعيدك و أوفي بعهدك و أتبع أمرك و أجتنب نهيك اللهم صل على محمد و آل محمد و لا تصرف عني وجهك و لا تمنعني فضلك و لا تحرمني عفوك و اجعلني أوالي أولياءك و أعادي أعداءك و ارزقني الرهبة منك و الرغبة إليك و الخشوع و الوقار و التسليم لأمرك و التصديق بكتابك و اتباع سنة نبيك اللهم إني أعوذ بك من نفس لا تقنع و بطن لا يشبع و عين لا تدمع و قلب لا يخشع و صلاة لا ترفع و عمل لا ينفع و دعاء لا يسمع و أعوذ بك من سوء القضاء و درك الشقاء و شماتة الأعداء و جهد البلاء و من عمل لا ترضى و أعوذ بك من الكفر و الفقر و القهر و الغدر و من ضيق الصدر و من شتات الأمر و من الداء العضال و غلبة الرجال و خيبة المنقلب و سوء المنظر في النفس و الدين و الأهل و المال و الولد و عند معاينة الموت و أعوذ بالله من إنسان سوء و جار سوء و قرين سوء و يوم سوء و ساعة سوء و من شر ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَ ما يَخْرُجُ مِنْها و من شر ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما يَعْرُجُ فِيها و من شر طوارق الليل و النهار إلا طارقا يطرق بخير و من شر كل دابة ربي آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ الحمد لله الذي قضى عني صلاة كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً
مصباح الشيخ، و مصباح الكفعمي، عن معاوية بن عمار مثله إيضاح قال الجوهري المنهل المورد و هو عين ماء ترده الإبل في المراعي و تسمى المنازل التي في المفاوز على طرق السفار مناهل لأن فيها ماء انتهى و لو كان المراد الكوثر فعطف الحوض عليه تفسيري و اليقين الموت المتيقن و التراجمة بكسر الجيم جمع ترجمان و هو المفسر للسان و جعله لباسا أي سترا يستر به و سكنا أي يسكن فيه الناس سكون الراحة آيتين أي علامتين تدلان على القادر الحكيم بتعاقبهما على نسق واحد أو ذوي آيتين و هما الشمس و القمر لنعلم بهما أي باختلافهما أو بحركاتهما و الحساب أي جنس الحساب. و هو عصمة أمري بكسر العين و إسكان الصاد المهملتين أي وقاية حالي و حافظي من العقاب و العذاب في الدنيا و الآخرة فيها معيشتي أي حياتي أو مكسبي أو ما أتعيش به من المطعم و المشرب و غيرهما زيادة لي أي موجبة لازديادي من كل نوع من أنواع الخيرات. خلقان أي مخلوقان قال الشيخ البهائي ره لما كان الليل و النهار عبارة عن مقدار دورة الشمس صحت تثنية خبر إن و يمكن أن يجعل الخبر عن اسمها محذوفا فيكون من عطف الجملة على الجملة و التقدير إني خلقك و هذا الليل و النهار خلقان. و لا ترهما جرأة مني أي لا تجعلهما بحيث يريان مني جرأة على الذنوب لو كان لهما حس أو الإسناد مجازي و المراد رؤية الملائكة الموكلين بالخلائق فيهما و الغرض التوفيق لترك الذنوب و آمني مكرك أي عذابك بغتة حتى أعي وحيك أي أفهمه أو أحفظه. و أوفي بعهدك أي بما عاهدتك عليه من العمل بأوامرك و الترك لمعاصيك فيكون ما بعده عطف تفسير و يمكن أن يخص بالعقائد و ما بعده بالأعمال من درك الشقاء قال في النهاية في تفسيره الدرك اللحاق و الوصول إلى الشيء و أدركته إدراكا و دركا انتهى و الشقاء ضد السعادة و الشدة و المشقة و كل منهما يناسب المقام و قال الشيخ البهائي قدس سره في شرح هذا الكلام الدرك بالتحريك يطلق على المكان و طبقاته دركات و يقال النار دركات و الجنة درجات و يطلق أيضا على أقصى قعر الشيء انتهى و لا يخفى عدم مناسبته و لم يتعرض للمعنى المتقدم مع اتفاق شراح الحديث عليه و هذا منه غريب. و قال ره الجهد بفتح أوله و قد يضم المشقة و جهد البلاء هي الحالة التي يتمنى الإنسان معها الموت و قيل هي كثرة العيال مع الفقر انتهى و في النهاية و من المفتوح أعوذ بك من جهد البلاء أي الحالة الشاقة انتهى و في بعض الروايات جهد البلاء هو أن يقدم الرجل فيضرب عنقه صبرا و الأسير ما دام في وثاق العدو و الرجل يجد على بطن امرأته رجلا و في بعضها ذهاب الدين و سيأتي في أبواب الدعاء و لعل التعميم أولى ليشمل الجميع. و الوقر بالفتح ثقل السمع و يمكن أن يقرأ بالكسر و هو الحمل الثقيل و في النهاية أداء العضال هو المرض الذي يعجز الأطباء فلا دواء له و غلبة الرجال أي تسلطهم و استيلاؤهم هرجا و مرجا أو غلبة السلاطين و الجبارين و قال النووي في شرح صحيح مسلم غلبة الرجال كأنه يريد به هيجان النفس من شدة الشبق و إضافته إلى المفعول أي يغلبهم ذلك و قال الطيبي في شرح المشكاة إما أن تكون إضافته إلى الفاعل أي قهر الديان إياه و غلبتهم عليه بالتقاضي و ليس له ما يقضي دينه أو إلى المفعول بأن لا يكون أحد يعاونه على قضاء ديونه من رجاله و أصحابه انتهى و قيل أراد به المفعولية بالأبنة و الأول أظهر. و الخيبة الحرمان و المنقلب مصدر ميمي بمعنى الانقلاب و المراد به الرجوع إليه سبحانه عند الموت و في القيامة و يمكن التعميم بحيث يشمل الانقلاب من الأسفار و غيرها أيضا قال في النهاية في حديث دعاء السفر أعوذ بك من كآبة المنقلب أي الانقلاب من السفر و العود إلى الوطن يعني أنه يعود إلى بيته فيرى فيه ما يحزنه و الانقلاب الرجوع مطلقا انتهى و الأول هنا أنسب و سوء المنظر أي أعوذ بك أن أنظر إلى شيء يسوءني من المذكورات و السوء بالفتح مصدر ساء أي فعل به ما يكره و بالضم اسم للحاصل بالمصدر و يقال إنسان سوء بالإضافة و فتح السين و كذلك جار سوء و قرين سوء و أمثال ذلك
10- كتاب الصفين، لنصر بن مزاحم قال لما خرج علي ع إلى صفين نزل على شاطئ البرس و صلى المغرب فلما انصرف قال الحمد لله الذي يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ يُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ الحمد لله كل ما وقب ليل و غسق و الحمد لله كلما لاح نجم و خفق
11- البلد الأمين، عن الصادق ع قال من بسمل و حولق في دبر كل صلاة من الفجر و المغرب سبعا دفع الله تعالى عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء أهونها الريح و البرص و الجنون و يكتب في ديوان السعداء و إن كان شقيا
12- الكافي، بسندين عن أبي عبد الله ع مثله و بسند آخر عن الحسن بن الجهم عن أبي الحسن ع مثله إلا أنه قال يقولها ثلاث مرات حين يصبح و ثلاث مرات حين يمسي لم يخف شيطانا و لا سلطانا و لا برصا و لا جذاما قال أبو الحسن ع و أنا أقولها مائة مرة
و منه بإسناده عن الصباح بن سيابة عن أبي عبد الله ع قال من قال إذا صلى المغرب ثلاث مرات الحمد لله الذي يفعل ما يشاء و لا يفعل ما يشاء غيره أعطي خيرا كثيرا
أقول سيأتي بعض ما يناسب الباب في باب تعقيب الصبح و باب أدعية الصباح و المساء