1- قرب الإسناد، عن محمد بن عيسى اليقطيني عن حماد بن عيسى قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قال أبي قال علي خرج رسول الله ص لصلاة الصبح و بلال يقيم و إذا عبد الله بن القشب يصلي ركعتي الفجر فقال له النبي ص يا ابن القشب أ تصلي الصبح أربعا قال ذلك له مرتين أو ثلاثة
2- تفسير علي بن إبراهيم، عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن البزنطي عن الرضا ع قال وَ إِدْبارَ النُّجُومِ ركعتان قبل صلاة الصبح
3- قرب الإسناد، بإسناد عن علي بن جعفر عن أخيه موسى ع قال سألته عن رجل ترك ركعتي الفجر حتى دخل المسجد و الإمام قد قام في صلاته كيف يصنع قال يدخل في صلاة القوم و يدع الركعتين فإذا ارتفع النهار قضاهما
4- العيون، بالإسناد المتقدم عن رجاء بن أبي الضحاك أن الرضا ع كان إذا سلم من الوتر جلس في التعقيب ما شاء الله فإذا قرب من الفجر قام فصلى ركعتي الفجر و قرأ في الأولى الحمد و قل يا أيها الكافرون و في الثانية الحمد و قل هو الله أحد فإذا طلع الفجر أذن و أقام و صلى الغداة ركعتين فإذا سلم جلس في التعقيب حتى تطلع الشمس ثم سجد سجدة الشكر حتى يتعالى النهار
-5 قرب الإسناد، عن محمد بن خالد الطيالسي عن إسماعيل بن عبد الخالق قال سمعت أبا عبد الله ع يقول الركعتان بعد الفجر هما إدبار النجوم
6- فقه الرضا، قال ع بعد ذكر الوتر ثم صل ركعتي الفجر قبل الفجر و عنده و بعده تقرأ فيهما قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد و لا بأس بأن تصليهما إذا بقي من الليل ربع و كلما قرب من الفجر كان أفضل
بيان روى الشيخ في الصحيح عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول صل ركعتي الفجر قبل الفجر و بعده و عنده
و روي نحوه بأسانيد أخرى و يحتمل أن يكون المراد قبل الفجر الأول و عنده أي ما بين الفجرين و بعده أي بعد الفجر الثاني أو المراد عنده أي أول طلوع الفجر الأول و بعده أي بعد طلوعه إلى الفجر الثاني و يحتمل أن يكون المراد قبل طلوع الفجر الثاني و أول طلوعه و بعده إلى الإسفار كما هو المشهور و على هذا الوجه حمله الأكثر. ثم اعلم أن الأصحاب اختلفوا في وقت ركعتي الفجر فقال الشيخ في النهاية وقتها عند الفراغ من صلاة الليل و إن كان ذلك قبل الفجر الأول و اختاره ابن إدريس و المحقق و عامة المتأخرين لكن قال في المعتبر إن تأخيرهما إلى أن يطلع الفجر الأول أفضل و قال السيد رضي الله عنه وقتها طلوع الفجر الأول و نحوه قال الشيخ في المبسوط و الأقوى جواز فعلهما بعد الفراغ من صلاة الليل مطلقا للأخبار الكثيرة الدالة عليه. و المشهور أنه يمتد وقتهما إلى أن تطلع الحمرة المشرقية ثم تصير الفريضة أولى و قال ابن الجنيد وقت صلاة الليل و الركعتين من حين انتصاف الليل إلى طلوع الفجر على الترتيب و ظاهره انتهاء الوقت بطلوع الفجر الثاني و هو ظاهر اختيار الشيخ في كتابي الأخبار فيحمل الأخبار الواردة على جواز إيقاعهما بعد الفجر على الفجر الأول كما عرفت لكن في بعض الأخبار تصريح بالفجر الثاني فالأولى الحمل على أن الأفضل إيقاعهما قبل الفجر و هو أظهر. و ربما تحمل أخبار بعد الفجر على التقية لأن جمهور العامة ذهبوا إلى أنهما إنما يصليان بعد الفجر الثاني
و أيد بما رواه أبو بصير قال قلت لأبي عبد الله ع متى أصلي ركعتي الفجر قال فقال لي بعد طلوع الفجر قلت له إن أبا جعفر ع أمرني أن أصليهما قبل طلوع الفجر فقال يا أبا محمد إن الشيعة أتوا أبي مسترشدين فأفتاهم بمر الحق و أتوني شكاكا فأفتيتهم بالتقية
و يمكن حمل هذا الخبر أيضا على أفضلية التقديم و التقية كانت فيما يوهمه ظاهر كلامه ع من تعين التأخير و يؤيد ما اخترناه الروايات الكثيرة الدالة على جواز إيقاع صلاة الليل بعد الفجر مطلقا أو مع التلبس بالأربع كما عرفت و التقديم أحوط. ثم إنه ذكر الشيخ و جماعة من الأصحاب أن الأفضل إعادتهما بعد الفجر الأول إذا صلاهما قبله و الروايات إنما تدل على استحباب الإعادة إذا نام بعدهما قبل الفجر لا مطلقا
7- دعائم الإسلام، عن علي ع أنه أمر بصلاة ركعتي الفجر في السفر و الحضر و قال في قول الله عز و جل وَ إِدْبارَ النُّجُومِ إن ذلك في ركعتي الفجر
و عن أبي عبد الله ع أنه سئل عن قول الله عز و جل وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً قال هو الركعتان قبل صلاة الفجر
و عنه عن آبائه ع قال قال علي ع من فاتته صلاة ركعتي الفجر فلا قضاء عليه
بيان أي لا يلزم القضاء فلا ينافي استحبابه
8- التهذيب، في الصحيح عن سليمان بن خالد قال سألته عما أقول إذا اضطجعت على يميني بعد ركعتي الفجر فقال أبو عبد الله ع اقرأ الخمس آيات من آل عمران إلى إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ و قل استمسكت بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها و اعتصمت بحبل الله المتين و أعوذ بالله من شر فسقة العرب و العجم آمنت بالله و توكلت على الله ألجأت ظهري إلى الله فوضت أمري إلى الله وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً حسبي الله و نعم الوكيل اللهم من أصبحت حاجته إلى مخلوق فإن حاجتي و رغبتي إليك الحمد لرب الصباح الحمد لفالق الإصباح ثلاثا
9- المتهجد، و غيره، ثم يقوم فيصلي ركعتي الفجر و وقته قبل الفجر الثاني بعد الفراغ من صلاة الليل إذا كان قد طلع الفجر الأول فإن طلع الفجر الثاني و لا يكون قد صلى صلاهما إلى أن يحمر الأفق فإن احمر و لم يكن قد صلى أخرهما إلى بعد الفريضة و يقرأ في الركعة الأولى الحمد و قل يا أيها الكافرون و في الثانية الحمد و قل هو الله أحد فإذا سلم اضطجع على يمينه و وضع خده الأيمن على يده اليمنى و قال استمسكت بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها و اعتصمت بحبل الله المتين و أعوذ بالله من شر فسقة العرب و العجم و من شر فسقة الجن و الإنس ربي الله ربي الله ربي الله آمنت بالله ألجأت ظهري إلى الله أطلب حاجتي من الله فوضت أمري إلى الله لا حول و لا قوة إلا بالله وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً حسبي الله و نعم الوكيل اللهم من أصبح و له حاجة إلى مخلوق فإن حاجتي و رغبتي إليك وحدك لا شريك لك الحمد لرب الصباح الحمد لفالق الإصباح الحمد لناشر الأرواح الحمد لقاسم المعاش الحمد لله جاعل الليل سكنا وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعل في قلبي نورا و في بصري نورا و على لساني نورا و من فوقي نورا و من بين يدي نورا و من خلفي نورا و عن يميني نورا و عن شمالي نورا و من فوقي نورا و من تحتي نورا و عظم لي النور و اجعل لي نورا أمشي به في الناس و لا تحرمني نورك يوم ألقاك و اقرأ آية الكرسي و المعوذتين و الخمس آيات من آل عمران من قوله إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إلى قوله إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ
10- المكارم، فإذا سلمت من ركعتي الفجر فاضطجع على يمينك و ضع خدك الأيمن على يدك اليمنى و قل استمسكت إلى قوله لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ
بيان العروة عروة الدلو و نحوه و الحلقة تكون في الحبل يتمسك بها استعيرت هنا للدلائل و البراهين التي يتمسك المحق بها و فسرت هي و الحبل المتين في الأخبار بولاية أهل البيت ع فإنها من عمدة أجزاء الدين و المائز بين المؤمنين و المخالفين كما مر و الوثقى تأنيث الأوثق و الانفصام الانصداع فهو حسبه أي كافيه إن الله بالغ أمره يبلغ ما يريد فلا يفوته لكل شيء قدرا أي تقديرا أو أجلا لا يمكن تغييره. لفالق الإصباح قيل أي شاق عمود الصبح عن ظلمة الليل أو عن بياض النهار أو شاق ظلمة الإصباح و هو الغبش الذي يليه و الإصباح في الأصل مصدر أصبح إذا دخل في الصبح سمي به الصبح و قرئ في الآية بفتح الهمزة على الجمع جاعل الليل سكنا يسكن إليه من تعب بالنهار لاستراحته فيه من سكن إليه إذا اطمأن إليه استيناسا به أو يسكن فيه الخلق من قوله لِتَسْكُنُوا فِيهِ. و الشمس و القمر عطف على محل الليل و يشهد له أنهما قرئا في الآية بالجر أو نصبهما بجعل مقدرا. حسبانا أي على أدوار مختلفة يحسب بها الأوقات و هو مصدر حسب بالفتح و قيل جمع حساب كشهاب و شهبان ذلك إشارة إلى جعلهما حسبانا أي ذلك السير بالحساب المعلوم تقدير الذي قهرهما و سيرهما على الوجه المخصوص العليم بتدبيرهما. أمشي به إشارة إلى قوله سبحانه أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها و لعل المراد بالمشي المشي المعنوي في درجات الكمال أو المشي للهداية بين الخلق و قد مر تأويل النور بالإمام و الولاية في أخبار كثيرة
11- المتهجد، و غيره، ثم يستوي جالسا و يسبح تسبيح الزهراء ع و يستحب أن يقول مائة مرة سبحان ربي العظيم و بحمده أستغفر الله ربي و أتوب إليه ثم يقول اللهم افتح لي باب الأمر الذي فيه اليسر و العافية اللهم هيئ لي سبيله و بصرني مخرجه اللهم و إن كنت قضيت لأحد من خلقك علي مقدرة بسوء فخذه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من تحت قدميه و من فوق رأسه و اكفني بم شئت و حيث شئت و كيف شئت و يستحب أيضا أن يقرأ مائة مرة أو عشرين مرة قل هو الله أحد ثم ارفع يدك اليمنى إلى الله تعالى و ارفع إصبعك المسبحة و تضرع إليه و قل سبحان الله رب الصباح و فالِقُ الْإِصْباحِ و جاعل الليل سكنا وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ اللهم اجعل أول يومي هذا صلاحا و أوسطه فلاحا و آخره نجاحا اللهم و من أصبح و حاجته إلى مخلوق فإن حاجتي إليك و طلبتي منك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ثم اقرأ آية الكرسي و المعوذتين و قل مائة مرة سبحان ربي و بحمده أستغفر ربي و أتوب إليه و تقول سبع مرات بسم الله الرحمن الرحيم لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
12- المكارم، قل اللهم افتح لي باب الأمر الذي إلى قوله و اكفنيه بما شئت ثم اسجد بعد الاضطجاع أو قبله بعد ركعتي الفجر و قل في سجودك يا خير المسئولين و يا أجود المعطين صل على محمد و آل محمد و اغفر لي و ارحمني و ارزقني و ارزق عيالي من فضلك إنك ذو فضل عظيم و يستحب أن يدعو لإخوانه المؤمنين في سجوده و يقول اللهم رب الفجر و الليالي العشر إلى آخر ما مر برواية الشيخ
13- المتهجد، ثم تقول يا خير مدعو يا خير مسئول و يا أوسع من أعطى يا أفضل مرتجى صل على محمد و آله و سبب لي رزقا من فضلك الواسع الحلال يا أرحم الراحمين اللهم حاجتي إليك إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني و إن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني فكاك رقبتي من النار اللهم صل على محمد و آل محمد و فك رقبتي من النار بعفوك و أعتقني منها برحمتك و امنن علي بالجنة بجودك و تصدق بها علي بكرمك و اكفني كل هول بيني و بينها بقدرتك و زوجني من الحور العين بفضلك يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد يا من يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ يا من هو بالمنظر الأعلى يا من لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ يا فالق الحب و النوى يا بارئ النسم يا إله الخلق رب العالمين لا شريك له إله إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط و موسى و عيسى و النبيين ع و منزل التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان العظيم و صحف إبراهيم و موسى أسألك أن تصلي على محمد نبيك نبي الرحمة عبدك و رسولك و على آله الأخيار الأبرار الذين أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا صلاة كثيرة طيبة نامية مباركة زاكية و أن تبارك لي في قضائك و تبارك لي في قدرك و تبارك لي فيما أتقلب فيه و تأخذ بناصيتي إلى موافقتك و رضاك و توفقني للرشد و ترشدني إليه و تسددني له و تعينني عليه فإنه لا يوفق للخير و لا يرشد إليه و لا يسدد له و لا يعين عليه إلا أنت و أسألك أن ترضيني بقدرك و قضائك و تصبرني على بلائك و تبارك لي في موقفي بين يديك و أعطني كتابي بيميني و حاسبني حسابا يسيرا و آمن روعتي و استر عورتي و ألحقني بنبيي نبي الرحمة محمد صلواتك عليه و آله و أوردني حوضه و استقني بكأس لا أظمأ بعدها أبدا رب صل على محمد و آله و أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري و أصلح لي دنياي التي فيها معيشتي و أصلح لي آخرتي التي إليها منقلبي أسألك كل ذلك بجودك و كرمك و شفاعة نبيك محمد و المصطفين الأخيار من أهل بيته صلواتك عليه و عليهم أجمعين يا أرحم الراحمين اللهم صل على محمد و آله و أغنني بحلالك عن حرامك و بفضلك عمن سواك و اغفر لي ذنوبي كلها و اكفني ما أهمني و الطف لي في جميع أموري و ارزقني من فضلك ما تبلغني به أملي و مناي فأنت ثقتي و رجائي رب من رجا غيرك و وثق بسواك فإنه ليس لي ثقة و لا رجاء غيرك فصل على محمد و آله و اغفر لي و لا تفضحني يا كريم بمساوي و لا تهتكني بخطيئتي و لا تندمني عند الموت اللهم صل على محمد و آله و اغفر لي خطاياي و عمدي و جدي و هزلي و إسرافي على
نفسي و اسدد فاقتي و حاجتي و فقري بالغنى عن شرار خلقك برزق واسع من فضلك من غير كد و لا من من أحد من خلقك و ارزقني حج بيتك الحرام في عامي هذا و في كل عام و اغفر لي بمنك الذنوب العظام فإنه لا يغفرها غيرك يا علام الغيوب اللهم إنك قلت في كتابك ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ و قد دعوتك يا إلهي بأسمائك و اعترفت لك بذنوبي و أفضيت إليك بحوائجي و أنزلتها بك و شكوتها إليك و وضعتها بين يديك فأسألك بوجهك الكريم و كلماتك التامة إن كان بقي علي ذنب لم تغفره لي أو تريد أن تعذبني عليه أو تحاسبني عليه أو حاجة لم تقضها لي أو شيء سألتك إياه لم تعطنيه أن لا يطلع الفجر من هذه الليلة أو ينصرم هذا اليوم إلا و قد غفرته لي و أعطيتني سؤلي و شفعتني في جميع حوائجي إليك يا أرحم الراحمين اللهم أنت الأول قبل كل شيء و الخالق له و أنت الآخر بعد كل شيء و الوارث له و أنت نور كل شيء و الوارث له و الظاهر على كل شيء و الرقيب عليه و الباطن دون كل شيء و المحيط به الباقي بعد كل شيء المتعالي بقدرته في دنوه المتداني إلى كل شيء في ارتفاعه خالق كل شيء و وارثه مبتدع الخلق و معيده لا يزول ملكك و لا يذل عزك و لا يؤمن كيدك و لا تستضعف قوتك و لا يمتنع منك أحد و لا يشركك في حكمك أحد و لا نفاد لك و لا زوال و لا غاية و لا منتهى لم تزل كذلك فيما مضى و لا تزال كذلك فيما بقي لا تصف الألسن جلالك و لا تهتدي القلوب لعظمتك و لا تبلغ الأعمال شكرك أحطت بكل شيء علما و أحصيت كل شيء عددا لا تحصى نعماؤك و لا يؤدى شكرك قهرت خلقك و ملكت عبادك بقدرتك و انقادوا لأمرك و ذلوا لعظمتك و جرى عليهم قدرك و أحاط بهم علمك و نفد فيهم بصرك سرهم عندك علانية و هم في قبضتك يتقلبون و إلى ما شئت ينتهون ما كونت فيهم كان عدلا و ما قضيت فيهم كان حقا أنت آخذ بناصية كل دابة تعلم مُسْتَقَرَّها وَ مُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ لَمْ يَتَّخِذْ صاحبة و لا وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ
لا إله إلا أنت تباركت يا رب العالمين ما شئت من أمر يكون و ما لم تشأ لم يكن و ما قلت من شيء ربنا فكما قلت و ما وصفت به نفسك ربنا فكما وصفت لا أصدق منك حديثا و لا أحسن منك قيلا و أنا على ذلك كله من الشاهدين فصل على محمد و آله و توفني على هذه الشهادة و اجعل ثوابي عليها الجنة يا ذا الجلال و الإكرام اللهم صل على محمد و آله و لا تحبب إلي ما أبغضت و لا تبغض إلي ما أحببت و لا تثقل علي ما افترضت و لا تهيئ لي ما كرهت و لا تشبه إلي ما حرمت اللهم إني أعوذ بك أن أسخط رضاك أو أرضى سخطك أو أوالي أعداءك أو أعادي أولياءك أو أرد نصيحتك أو أخالف أمرك رب ما أفقرني إليك و أغناك عني و كذلك خلقك رب ما أحسن التوكل عليك و التضرع إليك و البكاء من خشيتك و التواضع لعظمتك و العجيج إليك من فرقك و الخوف من عذابك و الرجاء لرحمتك مع رهبتك و الوقوف عند أمرك و الانتهاء إلى طاعتك رب كيف أرفع إليك يدي و قد أخرقت الخطايا جسدي أم كيف أبني للدنيا و قد هدمت الذنوب أركاني أم كيف أبكي لحميمي و لا أبكي لنفسي أم على ما أعول إذا لم أعول على بدني أم متى أعمل لآخرتي و أنا حريص على دنياي أم متى أتوب من ذنوبي إذا لم أدعها قبل موتي رب دعتني الدنيا إلى اللهو فأسرعت و دعتني الآخرة فأبطأت فصل على محمد و آله و حول مكان إبطائي عن الآخرة سرعة إليها و اجعل مكان سرعتي إلى الدنيا إبطاء عنها من أرجو إذا لم أرجك أم من أخاف إذا أمنتك أم من أطيع إذا عصيتك أم من أشكر إذا كفرتك أم من أذكر إذا نسيتك اللهم صل على محمد و آله و أشركني في كل دعوة صالحة دعاك بها عبد هو لك راغب إليك راهب منك و فيما سألك من خير و أشركهم في صالح ما أدعوك و اجعلني و أهلي و إخواني في ديني في أعلى درجة من كل خير خصصت به أحدا من خلقك فإنك تجير و لا يجار عليك
اللهم صل على محمد و آله و يسر لي كل يسر فإن تيسير العسير عليك سهل يسير و أنت على كل شيء قدير و يستحب أن يدعو بهذا الدعاء فيقول اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي و تجمع بها شملي و تلم بها شعثي و ترد بها ألفتي و تصلح بها ديني و تحفظ بها غائبي و تجير بها شاهدي و تزكي بها عملي و تلهمني بها رشدي و تبيض بها وجهي و تعصمني بها من كل سوء اللهم أعطني إيمانا صادقا و يقينا خالصا ليس بعده كفر و رحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا و الآخرة اللهم أسألك الفوز عند القضاء و منازل العلماء و عيش السعداء و مرافقة الأنبياء و النصر على الأعداء اللهم إني أنزلت بك حاجتي و إن قصر عملي و ضعف بدني و قد افتقرت إليك و إلى رحمتك فأسألك يا قاضي الأمور و يا شافي الصدور كما تجير من في البحور أن تصلي على محمد و آله و أن تجيرني من عذاب السعير و من دعوة الثبور و من فتنة القبور اللهم ما قصرت عنه مسألتي و لم تبلغه منيتي و لم تحط به معرفتي من خير وعدته أحدا من خلقك أو أنت معطيه أحدا من عبادك فإني أرغب إليك فيه و أسألكه اللهم يا ذا الحبل الشديد و الأمر الرشيد أسألك الأمن يوم الوعيد و الجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود الركع السجود و الموفين بالعهود إنك رحيم ودود و إنك تفعل ما تريد اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلنا صادقين مهديين غير ضالين و لا مضلين سلما لأوليائك حربا لأعدائك نحب لحبك الناس و نعادي لعداوتك من خالفك اللهم هذا الدعاء و إليك الإجابة و هذا الجهد و عليك التكلان اللهم أنت الذي اصطنع العز و فاز به سبحان الذي لبس المجد و تكرم به سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان ذي العز و الكرم سبحان الذي أحصى كل شيء علمه اللهم صل على محمد و آله و اجعل لي نورا في قلبي و نورا بين يدي و نورا من خلفي و نورا عن يميني و نورا عن شمالي و نورا من فوقي و نورا من تحتي و نورا في سمعي و نورا في بصري و نورا في شعري و نورا في بشري و نورا في لحمي و نورا في دمي و نورا في عظامي اللهم أعظم لي النور
غوالي الليالي، روى عبد الله بن عباس قال سمعت رسول الله ص يقول ليلة حين فرغ من صلاته هذا الدعاء اللهم إني أسألك رحمة من عندك إلى آخر الدعاء إلا أن فيه التسبيحات بعد قوله أعظم لي النور
بيان حاجتي التي مبتدأ و قوله فكاك خبره أو و حاجتي منصوب بفعل مقدر أي أطلبها و فكاك خبر لمبتدإ محذوف أي هي فكاك فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوى أي يفلق الحب و يخرج منه النبات و يفلق النوى و يخرج منه الشجر و قيل المراد به الشقاق التي في الحنطة و النواة و الأول أعم و أتم و الله أعلم و في القاموس النسمة محركة الإنسان و الجمع نسم و نسمات و المملوك ذكرا كان أو أنثى. و في النهاية فيه من كانت عصمته شهادة أن لا إله إلا الله أي ما يعصمه من المهالك يوم القيامة و العصمة المنعة و العاصم المانع الحامي و الاعتصام الامتساك بالشيء و منه شعر أبي طالب عصمة للأرامل أي يمنعهم من الضياع و الحاجة انتهى. و قال الطيبي في الحديث الدين عصمة أمري أي هو حافظ لجميع أموري فإن فسد فسد جميع الأمور و قيل أي يستمسك و يتقوى به في الأمور كلها لئلا يدخلها الخلل و اعتصم بكذا التجأ إليه. أفضيت إذا خرجت إلى الفضاء و أفضيت إلى فلان سري بوجهك الكريم أي بذاتك أكرم الذوات و قد مر في كتاب التوحيد و الحجة لذلك وجوه و قال في النهاية الوارث هو الذي يرث الخلائق و يبقى بعد فنائهم و الظاهر الذي ظهر فوق كل شيء و علا عليه و الرقيب الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء فعيل بمعنى فاعل و الباطن هو المحتجب عن أبصار الخلائق و أوهامهم فلا يدركه بصر و لا يحيط به وهم أو العالم بما بطن يقال بطنت الأمر إذا عرفت باطنه و المحيط به أي علما و قدرة و صنعا و تربية. المتعالي بقدرته أي هو سبحانه في حال دنوه إلى المخلوقين تربية و علما و إحاطة في نهاية العلو عنهم ذاتا و صفة فلا يدركونه و لا يحيطون به و لا يشبهونه في شيء و كذا ارتفاعه ذاتا لا ينافي دنوه لطفا و علما و تربية بل علوه عين دنوه و دنوه عين علوه. ذلوا لعظمتك أي لك بسبب عظمتك أو عند عظمتك و هم في قبضتك أي في قدرتك و قضائك و قدرك و مشيتك يتقلبون أي يتصرفون و يتحولون من حال إلى حال بناصية كل دابة أي أنت مالك لها قادر عليها تصرفها على ما تريد بها و الأخذ بالنواصي تمثيل لذلك فإن من أخذ بناصية الحيوان فهو مستول عليه يصرفه كيف يشاء مستقرها و مستودعها أي أماكنها في الحياة و الممات أو الأصلاب و الأرحام أو مساكنها من الأرض حين وجدت بالفعل و مودعها من المواد و المقار حين كانت بالقوة و في بعض الأخبار تفسيرهما بمن استقر فيه الإيمان و من استودعه. كل أي كل واحد من الدواب و أحوالها في كتاب مبين مذكور في اللوح المحفوظ إذا لم أعول على بدني أي إذا لم أعمل ببدني طاعتك فعلى أي شيء أعول مع فقد العمل و الحاصل أن الرجاء إنما يكون مع العمل و مع عدمه يكون غرة و في بعض النسخ على ربي و لعله أظهر.
قال الجوهري جمع الله شملهم أي ما تشتت من أمرهم و فرق الله شمله أي ما اجتمع من أمره و قال لم الله شعثه أي أصلح ما تفرق من أموره انتهى و ترد بها ألفتي أي أهل ألفتي أو ألفة الناس أو ألفتي بهم أو الأعم و في بعض النسخ إلفي و هو أظهر قال الجوهري الإلف الأليف يقال حنت الإلف إلى الإلف و تزكية العمل تنميته و تضعيف ثوابه أو قبوله و الثناء عليه. قوله ع الفوز عند القضاء أي الفوز برحمتك عند ورود قضائك بالموت أو الأعم منه أو عند الحكم بين الناس في القيامة كما قال تعالى في وصف ذلك اليوم وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ في مواضع وَ أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَ قالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ و مثله كثير. من في البحور و في بعض النسخ بين البحور تلميحا إلى قوله تعالى وَ جَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً بَيْنَهُما بَرْزَخٌ أو المعنى يجير الناس من الغرق بين البحور و لعله أظهر من دعوة الثبور أي من أن أقول في النار وا ثبوراه كما قال تعالى وَ إِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَ ادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً. و من فتنة القبور أي عذابها أو سؤالها و امتحانها قال في النهاية فيه إنكم تفتنون في القبور يريد مساءلة منكر و نكير من الفتنة و الامتحان و الاختبار و قد كثرت استعاذته من فتنة القبر و فتنة الدجال و فتنة المحيا و الممات و غير ذلك و منه الحديث فبي تفتنون و عني تسألون أي تمتحنون بي في قبوركم و يتعرف إيمانكم بنبوتي و منه حديث الحسن إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ قال فتنوهم بالنار أي امتحنوهم و عذبوهم انتهى. يا ذا الحبل الشديد إشارة إلى قوله تعالى وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ و الحبل الرسن و العهد و الذمة و الأمان و فسر في الآية بالإيمان و القرآن و في الأخبار أنه الأئمة ع و ولايتهم و في بعض النسخ بالياء المثناة التحتانية و هو القوة. و الأمر الرشيد أي ذي الرشد الذي من اختاره و عمل به أصاب الصلاح و الرشاد و الشهود و السجود جمعا الشاهد و الساجد و في النهاية الودود من أسمائه تعالى فعول بمعنى مفعول من الود المحبة يقال وددت الرجل أوده ودا إذا أحببته و الله تعالى مودود أي محبوب في قلوب أوليائه أو هو فعول بمعنى فاعل أو أنه يحب عباده الصالحين بمعنى يرضى عنهم. و قال الجوهري الجهد و الجهد الطاقة و قال الفراء بالضم الطاقة و بالفتح من قولك اجهد جهدك في هذا الأمر أي أبلغ غايتك و لا يقال اجهد جهدك و الجهد المشقة و جهد الرجل في كذا أي جد فيه و بالغ. و قال التوكل إظهار العجز و الاعتماد على غيرك و الاسم التكلان اصطنع العز أي اختاره لنفسه و استبد به أو أعطاه من شاء قال الفيروزآبادي اصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي اخترتك لخاصة أمر أستكفيكه و اصطنع عنده صنيعة اتخذها و هو صنيعي و صنيعتي أي اصطنعته و ربيته. فاز به أي ذهب و تفرد به قال الجوهري الفوز النجاة و الظفر بالخير و أفازه الله بكذا ففاز به أي ذهب به انتهى و في روايات العامة و قال به و قال شراحهم أي أحبه و اختص به لنفسه نحو فلان يقول بفلان أي بمحبته و اختصاصه أو حكم به أو غلب به و أصله من القيل و هو الملك لأنه ينفذ. قوله لبس المجد كناية عن اختصاصه به سبحانه و تكرم به أي اتصف بالكرم بسبب ذلك المجد أو أظهر الكرم به أو تنزه عن النقائص به قال في القاموس تكرم عنه تنزه و جعل النور في المسامع و المشاعر كناية عن سرعة إدراكها و قلة خطائها و في سائر الأعضاء عن ظهور آثار الفضل و الكمال و قرب ذي الجلال فيها فإن كل كمال و فضل يخرج الممكن عن جهات العدم إلى الوجود فهو نور و قد مر الكلام في ذلك مرارا
14- جنة الأمان، ثم قل ما كان أمير المؤمنين ع يقول في سحر كل ليلة بعقب ركعتي الفجر اللهم إني أستغفرك لكل ذنب جرى به علمك في و علي إلى آخر عمري بجميع ذنوبي لأولها و آخرها و عمدها و خطائها و قليلها و كثيرها و دقيقها و جليلها و قديمها و حديثها و سرها و علانيتها و جميع ما أنا مذنبه و أتوب إليك و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تغفر لي جميع ما أحصيت من مظالم العباد قبلي فإن لعبادك علي حقوقا و أنا مرتهن بها تغفرها لي كيف شئت و أنى شئت يا أرحم الراحمين ثم قل ما كان زين العابدين ع يقول في كل ليلة بعقب ركعتي الفجر اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه و أستغفرك لما أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك و أستغفرك للنعم التي مننت بها علي فقويت على معاصيك أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم لكل ذنب أذنبته و لكل معصية ارتكبتها اللهم ارزقني عقلا كاملا و عزما ثاقبا و لبا راجحا و قلبا زكيا و علما كثيرا و أدبا بارعا و اجعل ذلك كله لي و لا تجعله علي برحمتك يا أرحم الراحمين ثم قل خمسا أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه
ثم قال و روي عن النبي ص أن الله يغفر لصاحب الاستغفار ذنوبه و لو كانت ملء السماوات السبع و الأرضين السبع و ثقل الجبال و عدد الأمطار و ما في البر و البحر و كتب له بعدد ذلك حسنات و لا يقوله عبد في يومه أو ليلته و يموت إلا دخل الجنة و لم يفتقر أبدا و هو اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه إلى آخره
15- ثواب الأعمال، عن أبيه عن محمد بن يحيى عن العمركي عن علي بن جعفر عن أخيه عن أبيه قال قال علي ع من صلى الفجر و قرأ قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب و إن رغم أنف الشيطان
بيان الفجر يحتمل الفريضة و النافلة و لذا أوردنا الخبر في الموضعين
16- البلد الأمين، كان علي ع يستغفر سبعين مرة في سحر كل ليلة بعقب ركعتي الفجر الاستغفار الأول اللهم إني أثني عليك بمعونتك على ما نلت به الثناء عليك و أقر لك على نفسي بما أنت أهله و المستوجب له في قدر فساد نيتي و ضعف يقيني اللهم نعم الإله أنت و نعم الرب أنت و بئس المربوب أنا و نعم المولى أنت و بئس العبد أنا و نعم المالك أنت و بئس المملوك أنا فكم قد أذنبت فعفوت عن ذنبي و كم قد تعمدت فتجاوزت و كم قد عثرت فأقلتني عثرتي و لم تأخذني على غرتي فأنا ظالم لنفسي المقر لذنبي المعترف بخطيئتي فيا غافر الذنوب أستغفرك لذنبي و أستقيلك لعثرتي فأحسن إجابتي فإنك أهل الإجابة و أهل التقوى و أهل المغفرة 2- اللهم إني أسألك لكل ذنب قوي بدني عليه بعافيتك أو نالته قدرتي بفضل نعمتك أو بسطت إليه يدي بتوسعة رزقك و احتجبت فيه من الناس بسترك و اتكلت فيه عند خوفي منه على أناتك و وثقت من سطوتك علي فيه بحلمك و عولت فيه على كرم عفوك فصل على محمد و آله و اغفره لي يا خير الغافرين 3- اللهم و أستغفرك لكل ذنب يدعو لي غضبك أو يدني من سخطك أو يميل بي إلى ما نهيتني عنه أو ينأ بي عما دعوتني إليه فصل على محمد و آله و اغفره لي يا خير الغافرين 4- اللهم و أستغفرك لكل ذنب استملت إليه أحدا من خلقك بغوايتي أو خدعته بحيلتي فعلمته منه ما جهل و عميت عليه منه ما علم و لقيتك غدا بأوزاري و أوزار مع أوزاري فصل على محمد و آله و اغفره لي يا خير الغافرين 5- اللهم و أستغفرك لكل ذنب يدعو إلى الغي و يضل عن الرشد و يقل الرزق و يمحو البركة و يخمل الذكر فصل على محمد و آله و اغفره لي يا خير الغافرين 6- اللهم و أستغفرك لكل ذنب أتعبت فيه جوارحي في ليلي و نهاري و قد استترت من عبادك بستري و لا ستر إلا ما سترتني فصل على محمد و آله و اغفره لي يا خير الغافرين 7- اللهم و أستغفرك لكل ذنب رصدني فيه أعدائي لهتكي فصرفت كيدهم عني و لم تعنهم على فضيحتي كأني لك ولي فنصرتني و إلى متى يا رب أعصي فتمهلني و طال ما عصيتك فلم تؤاخذني و سألتك على سوء فعلي فأعطيتني فأي شكر يقوم عندك بنعمة من نعمك علي فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 8- اللهم و أستغفرك لكل ذنب قدمت إليك فيه توبتي ثم واجهت بتكرم قسمي بك و أشهدت على نفسي بذلك أولياءك من عبادك إني غير عائد إلى معصيتك فلما قصدني بكيده الشيطان و مال بي إليه الخذلان و دعتني نفسي إلى العصيان استترت حياء من عبادك جرأة مني عليك و أنا أعلم أنه لا يكنني منك ستر و لا باب
و لا يحجب نظرك إلي حجاب فخالفتك في المعصية إلى ما نهيتني عنه ثم كشفت الستر عني و ساويت أولياءك كأني لم أزل لك طائعا و إلى أمرك مسارعا و من وعيدك فازعا فلبست على عبادك و لا يعرف بسيرتي غيرك فلم تسمني بغير سمتهم بل أسبغت علي مثل نعمهم ثم فضلتني في ذلك عليهم حتى كأني عندك في درجتهم و ما ذلك إلا بحلمك و فضل نعمتك فلك الحمد مولاي فأسألك يا الله كما سترته علي في الدنيا أن لا تفضحني به في القيامة يا أرحم الراحمين 9- اللهم و أستغفرك لكل ذنب سهرت له ليلي في التأني لإتيانه و التخلص إلى وجوده حتى إذا أصبحت تخطأت إليك بحلية الصالحين و أنا مضمر خلاف رضاك يا رب العالمين فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 10- اللهم و أستغفرك لكل ذنب ظلمت بسببه وليا من أوليائك أو نصرت به عدوا من أعدائك أو تكلمت فيه بغير محبتك أو نهضت فيه إلى غير طاعتك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 11- اللهم و أستغفرك لكل ذنب نهيتني عنه فخالفتك إليه أو حذرتني إياه فأقمت عليه أو قبحته لي فزينته لنفسي فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 12- اللهم و أستغفرك لكل ذنب نسيته فأحصيته و تهاونت به فأثبته و جاهرت به فسترته علي و لو تبت إليك منه لغفرته فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 13- اللهم و أستغفرك لكل ذنب توقعت فيه قبل انقضائه تعجيل العقوبة فأمهلتني و أدليت علي سترا فلم آل في هتكه عني جهدا فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 14- اللهم و أستغفرك لكل ذنب يصرف عني رحمتك أو يحل بي نقمتك أو يحرمني كرامتك أو يزيل عني نعمتك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين -15 اللهم و أستغفرك لكل ذنب يورث الفناء أو يحل البلاء أو يشمت الأعداء أو يكشف الغطاء أو يحبس قطر السماء فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 16- اللهم و أستغفرك لكل ذنب عيرت به أحدا من خلقت أو قبحته من فعل أحد من بريتك ثم تقحمت عليه و انتهكته جرأة مني على معصيتك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 17- اللهم و أستغفرك لكل ذنب تبت إليك منه و أقدمت على فعله فاستحييت منك و أنا عليه و رهبتك و أنا فيه ثم استقلتك منه و عدت إليه فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 18- اللهم و أستغفرك لكل ذنب ثورك علي و وجب في فعلي بسبب عهد عاهدتك عليه أو عقد عقدته لك أو ذمة آليت بها من أجلك لأحد من خلقك ثم نقضت ذلك من غير ضرورة لرغبتي فيه بل استزلني عن الوفاء به البطر و استحطني عن رعايته الأشر فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 19- اللهم و أستغفرك لكل ذنب لحقني بسبب نعمة أنعمت بها علي فقويت بها على معصيتك و خالفت بها أمرك و قدمت بها على وعيدك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 20- اللهم و أستغفرك لكل ذنب قدمت فيه شهوتي على طاعتك و آثرت فيه محبتي على أمرك و أرضيت نفسي فيه بسخطك إذ رهبتني منه بنهيك و قدمت إلي فيه بأعذارك و احتججت علي فيه بوعيدك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 21- اللهم و أستغفرك لكل ذنب علمته من نفسي أو نسيته أو ذكرته أو تعمدته أو أخطأت فيما لا أشك أنك سائلي عنه و إن نفسي مرتهنة به لديك و إن كنت قد نسيته و غفلت عنه فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين
-22 اللهم و أستغفرك لكل ذنب واجهتك به و قد أيقنت أنك تراني عليه و أغفلت أن أتوب إليك منه و أنسيت أن أستغفرك له فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 23- اللهم و أستغفرك لكل ذنب دخلت فيه بحسن ظني بك أن لا تعذبني عليه و رجوتك لمغفرته فأقدمت عليه و قد عولت نفسي على معرفتي بكرمك أن لا تفضحني بعد أن سترته علي فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 24- اللهم و أستغفرك لكل ذنب استوجبت منك به رد الدعاء و حرمان الإجابة و خيبة الطمع و انفساخ الرجاء فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 25- اللهم و أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة و يورث الندامة و يحبس الرزق و يرد الدعاء فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 26- اللهم و أستغفرك لكل ذنب يورث الأسقام و الفناء و يوجب النقم و البلاء و يكون في القيامة حسرة و ندامة فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 27- اللهم و أستغفرك لكل ذنب مدحته بلساني أو أضمره جناني أو هشت إليه نفسي أو أتيته بفعالي أو كتبته بيدي فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 28- اللهم و أستغفرك لكل ذنب خلوت به في ليل أو نهار و أرخيت علي فيه الأستار حيث لا يراني إلا أنت يا جبار فارتابت فيه نفسي و ميزت بين تركه لخوفك و انتهاكه لحسن الظن بك فسولت لي نفسي الإقدام عليه فواقعته و أنا عارف بمعصيتي فيه لك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 29- اللهم و أستغفرك لكل ذنب استقللته أو استكثرته أو استعظمته أو استصغرته أو ورطني جهلي فيه فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين -30 اللهم و أستغفرك لكل ذنب مالأت فيه على أحد من خلقك أو أسأت بسببه إلى أحد من بريتك أو زينته لي نفسي أو أشرت به إلى غيري أو دللت عليه سواي أو أصررت عليه بعمدي أو أقمت عليه بجهلي فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 31- اللهم و أستغفرك لكل ذنب خنت فيه أمانتي أو بخست فيه بفعله نفسي أو أخطأت به على بدني أو آثرت فيه شهواتي أو قدمت فيه لذاتي أو سعيت فيه لغيري أو استغويت إليه من تابعني أو كاثرت فيه من منعني أو قهرت عليه من غالبني أو غلبت عليه بحيلتي أو استزلني إليه ميلي فصل على محمد و آل محمد و اغفر لي يا خير الغافرين 32- اللهم و أستغفرك لكل ذنب استعنت عليه بحيلة تدني من غضبك أو استظهرت بنيله على أهل طاعتك أو استملت به أحدا إلى معصيتك أو رائيت فيه عبادك أو لبست عليهم بفعالي فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 33- اللهم و أستغفرك لكل ذنب كتبته علي بسبب عجب كان مني بنفسي أو رياء أو سمعة أو خيلاء أو فرح أو حقد أو مرح أو أشر أو بطر أو حمية أو عصبية أو رضا أو سخط أو شح أو سخاء أو ظلم أو خيانة أو سرقة أو كذب أو نميمة أو لعب أو نوع مما يكتسب بمثله الذنوب و يكون في اجتراحه العطب فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 34- اللهم و أستغفرك لكل ذنب سبق في علمك أني فاعله بقدرتك التي قدرت بها على كل شيء فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 35- اللهم و أستغفرك لكل ذنب رهبت به سواك أو عاديت فيه أولياءك أو واليت فيه أعداءك أو خذلت فيه أحباءك أو تعرضت فيه لشيء من غضبك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 36- اللهم و أستغفرك لكل ذنب تبت إليك منه ثم عدت فيه و نقضت العهد فيما بيني و بينك جرأة مني عليك لمعرفتي بكرمك و عفوك فصل على محمد
و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 37- اللهم و أستغفرك لكل ذنب أدناني من عذابك أو نأى عن ثوابك أو حجب عني رحمتك أو كدر علي نعمتك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 38- اللهم و أستغفرك لكل ذنب حللت به عقدا شددته أو حرمت به نفسي خيرا وعدتني به فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 39- اللهم و أستغفرك لكل ذنب ارتكبته بشمول عافيتك أو تمكنت منه بفضل نعمتك أو قويت عليه بسابغ رزقك أو خير أردت به وجهك فخالطني فيه و شارك فعلى ما لا يخلص لك أو وجب علي ما أردت به سواك فكثير ما يكون كذلك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 40- اللهم و أستغفرك لكل ذنب دعتني الرخصة فحللته لنفسي و هو فيما عندك محرم فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 41- اللهم و أستغفرك لكل ذنب خفي عن خلقك و لم يعزب عنك فاستقلتك منه فأقلتني ثم عدت فيه فسترته علي فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 42- اللهم و أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي أو مددت إليه يدي أو تأمله بصري أو أصغيت إليه بسمعي أو نطق به لساني أو أنفقت فيه ما رزقتني ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على معصيتك فسترت علي ثم سألتك الزيادة فلم تخيبني و جاهرتك فيه فلم تفضحني فلا أزال مصرا على معصيتك و لا تزال عائدا علي بحلمك و مغفرتك يا أكرم الأكرمين فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 43- اللهم و أستغفرك لكل ذنب يوجب على صغيره أليم عذابك و يحل بي كبيره شديد عقابك و في إتيانه تعجيل نقمتك و في الإصرار عليه زوال نعمتك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين -44 اللهم و أستغفرك لكل ذنب لم يطلع عليه أحد سواك و لا علمه أحد غيرك و لا ينجيني منه إلا حلمك و لا يسعه إلا عفوك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 45- اللهم و أستغفرك لكل ذنب يزيل النعم أو يحل النقم أو يعجل العدم أو يكثر الندم فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 46- اللهم و أستغفرك لكل ذنب يمحق الحسنات و يضاعف السيئات و يعجل النقمات و يغضبك يا رب السماوات فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 47- اللهم و أستغفرك لكل ذنب أنت أحق بمعرفته إذ كنت أولى بسترته فإنك أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 48- اللهم و أستغفرك لكل ذنب تجهمت فيه وليا من أوليائك مساعدة فيه لأعدائك أو ميلا مع أهل معصيتك على أهل طاعتك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 49- اللهم و أستغفرك لكل ذنب ألبسني كبرة و انهماكي فيه ذلة أو آيسني من وجود رحمتك أو قصر بي اليأس عن الرجوع إلى طاعتك لمعرفتي بعظيم جرمي و سوء ظني بنفسي فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 50- اللهم و أستغفرك لكل ذنب أوردني الهلكة لو لا رحمتك و أحلني دار البوار لو لا تغمدك و سلك بي سبيل الغي لو لا رشدك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 51- اللهم و أستغفرك لكل ذنب ألهاني عما هديتني إليه أو أمرتني به أو نهيتني عنه أو دللتني عليه فيما فيه الحظ لبلوغ رضاك و إيثار محبتك و القرب منك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 52- اللهم و أستغفرك لكل ذنب يرد عنك دعائي أو يقطع منك رجائي
أو يطيل في سخطك عنائي أو يقصر عندك أملي فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 53- اللهم و أستغفرك لكل ذنب يميت القلب و يشعل الكرب و يرضي الشيطان و يسخط الرحمن فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 54- اللهم و أستغفرك لكل ذنب يعقب اليأس من رحمتك و القنوط من مغفرتك و الحرمان من سعة ما عندك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 55- اللهم و أستغفرك لكل ذنب مقت نفسي عليه إجلالا لك فأظهرت لك التوبة فقبلت و سألتك العفو فعفوت ثم مال بي الهوى إلى معاودته طمعا في سعة رحمتك و كريم عفوك ناسيا لوعيدك راجيا لجميل وعدك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 56- اللهم و أستغفرك لكل ذنب يوجب سواد الوجوه يوم تبيض وجوه أوليائك و تسود وجوه أعدائك إذ أقبل بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ فقيل لهم لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 57- اللهم و أستغفرك لكل ذنب يدعو إلى الكفر و يطيل الفكر و يورث الفقر و يجلب العسر فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 58- اللهم و أستغفرك لكل ذنب يدني الآجال و يقطع الآمال و يبتر الأعمار فهت به أو صمت عنه حياء منك عند ذكره أو أكننته في صدري أو علمته مني فإنك تعلم السر و أخفى فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 59- اللهم و أستغفرك لكل ذنب يكون في اجتراحه قطع الرزق و رد الدعاء و تواتر البلاء و ورود الهموم و تضاعف الغموم فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 60- اللهم و أستغفرك لكل ذنب يبغضني إلى عبادك و ينفر عني أولياءك أو يوحش مني أهل طاعتك لوحشة المعاصي و ركوب الحوب و كآبة الذنوب فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 61- اللهم و أستغفرك لكل ذنب دلست به مني ما أظهرته أو كشفت عني به ما سترته أو قبحت به مني ما زينته فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 62- اللهم و أستغفرك لكل ذنب لا ينال به عهدك و لا يؤمن به غضبك و لا تنزل معه رحمتك و لا تدوم معه نعمتك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 63- اللهم و أستغفرك لكل ذنب استخفيت له ضوء النهار من عبادك و بارزت به في ظلمة الليل جرأة مني عليك على أني أعلم أن السر عندك علانية و أن الخفية عندك بارزة و أنه لن يمنعني منك مانع و لا ينفعني عندك نافع من مال و بنين إلا أن أتيتك بقلب سليم فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 64- اللهم و أستغفرك لكل ذنب يورث النسيان لذكرك و يعقب الغفلة عن تحذيرك أو يمادي في الأمن من أمرك أو يطمع في طلب الرزق من عند غيرك أو يؤيس من خير ما عندك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 65- اللهم و أستغفرك لكل ذنب لحقني بسبب عتبي عليك في احتباس الرزق عني و إعراضي عنك و ميلي إلى عبادك بالاستكانة لهم و التضرع إليهم و قد أسمعتني قولك في محكم كتابك فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما يَتَضَرَّعُونَ فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 66- اللهم و أستغفرك لكل ذنب لزمني بسبب كربة استعنت عندها بغيرك أو استبددت بأحد منها دونك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 67- اللهم و أستغفرك لكل ذنب حملني على الخوف من غيرك أو دعاني إلى التواضع لأحد من خلقك أو استمالني إليه الطمع فيما عنده أو زين لي طاعته في
معصيتك استجرارا لما في يده و أنا أعلم بحاجتي إليك لا غنا لي عنك فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 68- اللهم و أستغفرك لكل ذنب مدحته بلساني أو هشت إليه نفسي أو حسنته بفعالي أو حثثت إليه بمقالي و هو عندك قبيح تعذبني عليه فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 69- اللهم و أستغفرك لكل ذنب مثلته في نفسي استقلالا له و صورت لي استصغاره و هونت علي الاستخفاف به حتى أورطتني فيه فصل على محمد و آل محمد و اغفره لي يا خير الغافرين 70- اللهم و أستغفرك لكل ذنب جرى به علمك في و علي إلى آخر عمري بجميع ذنوبي لأولها و آخرها و عمدها و خطائها و قليلها و كثيرها و دقيقها و جليلها و قديمها و حديثها و سرها و علانيتها و جميع ما أنا مذنبه و أتوب إليك و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تغفر لي جميع ما أحصيت من مظالم العباد قبلي فإن لعبادك علي حقوقا أنا مرتهن بها تغفرها لي كيف شئت و أنى شئت يا أرحم الراحمين
بيان رصده رقبه و انتظره بتكرم قسمي بك أي بتنزهي عن الذنب مقرونا بقسمي و حلفي بك يقال تكرم عنه أي تنزه أو بإظهار الكرم و الجود من الناس و تكلفهما بترك الذنب مقرونا بالقسم يقال تكرم أي تكلف الكرم أو بتكلف إظهار كرامة الاسم عنده حيث حلف به و لا يبعد أن يكون يتكرر بالراءين. و مال إليه أي إلى الشيطان أو العصيان و الأول أظهر و الخذلان أي خذلانك و سلبك التوفيق مني و يقال كننته و أكننته أي سترته ذكره الجوهري و قال تأنى في الأمر ترفق و تنظر و التقحم الدخول في الشيء من غير روية. ثورك علي أي هيجك و أغضبك و لعل الأظهر تورك قال الفيروزآبادي تورك بالمكان أقام و على الأمر قدر و وركه توريكا أوجبه و الذنب عليه حمله و إنه لمورك كمعظم في هذا الأمر أي ليس له ذنب و التوريك في اليمين نية ينويها الحالف غير ما نواه لمستحلفه انتهى. و الأشر و البطر بالتحريك فيهما شدة المرح و الطغيان و الفرح. و في النهاية فيه لقد أعذر الله إلى من بلغ به ستين أي لم يبق فيه موضعا للاعتذار حيث أمهله طول هذه المدة فلم يعتذر و يقال أعذر الرجل إذا بلغ الغاية من العذر. و في الصحاح الهشاشة الارتياح و الخفة للمعروف و هششت بفلان أهش هشاشة إذا خففت إليه و ارتحت له و قال الورطة الهلاك و ورطه توريطا أي أوقعه في الورطة فتورط فيها و قال مالأته على الأمر ممالأة ساعدته عليه و شايعته ابن السكيت تمالئوا على الأمر اجتمعوا عليه و في الحديث و الله ما قتلت عثمان و لا مالأت على قتله انتهى و المعنى هنا ساعدت أحدا على ضرر أحد. و قال الجوهري بخسه حقه يبخسه بخسا إذا نقصه انتهى و البخس يحتمل الدنيوي و الأخروي و الأعم و كذا الخطأ على البدن يحتملها جميعا و استغويت إليه أي سعيت في غواية من تابعني للدعوة إلى ذلك الذنب أو كاثرت فيه أي غالبت بكثرة الأعوان من منعني من ذلك الذنب. في الصحاح كاثرناهم فكثرناهم أي غلبناهم بالكثرة أو استزلني أي صار ميلي إلى ذلك و شهوتي سبب زلتي و خطائي و في الصحاح تجهمته إذا كلحت في وجهه و دار البوار أي الهلاك جهنم أعاذنا الله منه و البتر القطع و الفعل من باب قتل و فهت به بالضم أي فتحت فمي به و الحوب بالضم الإثم. دلست به مني ما أظهرته كان يظهر عيب من عيوبه فيدلس على الناس و يبين لهم حسنه و يحتمل إخفاء المحاسن بارتكاب الذنوب و كذا قوله أو قبحت به يحتمل الوجهين لا ينال به عهدك أي يصير سببا لحبط الحسنات فلا ينال ما عهدته و وعدته عليها من المثوبات أو يكون إشارة إلى قوله تعالى إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً. و في القاموس ماديته و أمديته أمليت له فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ قيل استكان استفعل من الكون لأن المفتقر انتقل من كون إلى كون أو افتعل من السكون أشبعت فتحته أي ما تذللوا و لا تضرعوا بل أقاموا على عتوهم و استكبارهم و هو استشهاد على ما قبله من قوله تعالى وَ لَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ. و أنا أعلم الظاهر أنه فعل و اسم التفضيل بعيد حتى أورطتني كأنه غاية لتضمنه معنى التقدير و القضاء أو تقدير أحدهما قبله
17- البلد الأمين، ثم قل ما كان أمير المؤمنين يقوله اللهم إن ذنوبي و إن كانت قطيعة فإني ما أردت بها قطيعة و لا أقول لك العتبى لا أعود لما أعلم من خلفي و لا أعدك استمرار التوبة لما أعلمه من ضعفي فقد جئت أطلب عفوك و وسيلتي إليك كرمك فصل على محمد و آل محمد و أكرمني بمغفرتك يا أرحم الراحمين ثم قل العفو العفو ثلاث مائة مرة
أقول ثم قال رحمة الله عليه إن قلت بين هذا الكلام و كلام سيد الساجدين ع حيث قال لك العتبى لا أعود ما يضاهي المباينة قلت إن قول أمير المؤمنين ع و لا أقول لك العتبى من باب حسن الظن بالله و شمول كرمه الذي وسع البر و الفاجر و عموم رحمته التي وسعت كل شيء و أما قول سيد العباد ع فهو من باب التذلل و الخشوع و طلب التوبة فلا منافاة بين الكلامين
18- جنة الأمان، عن الصادق ع من قرأ التوحيد إحدى و عشرين مرة في دبر ركعتي الفجر بنى الله تعالى له بيتا في الجنة و من قرأها مائة بنى الله تعالى له مسكنا في الجنة ثم قل سبحان ربي العظيم و بحمده أستغفر الله ربي و أتوب إليه و أسأله من فضله ثم صل على النبي ص مائة مرة ذكر ذلك السيد بن طاوس رحمة الله عليه قال و اسجد عقيبهما سجدتي الشكر و تدعو فيها لإخوانك فتقول اللهم رب الفجر إلى آخر ما مر برواية الشيخ
19- الاختيار، كان أمير المؤمنين ع يدعو بعد ركعتي الفجر بهذا الدعاء بسم الله الرحمن الرحيم اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه و سرح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه و أتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه و شعشع ضياء الشمس بنور تأججه يا من دل على ذاته بذاته و تنزه عن مجانسة مخلوقاته و جل عن ملائمة كيفياته يا من قرب من خطرات الظنون و بعد عن لحظات العيون و علم بما كان قبل أن يكون يا من أرقدني في مهاد أمنه و أمانه و أيقظني إلى ما منحني به من مننه و إحسانه و كف أكف السوء عني بيده و سلطانه صل اللهم على الدليل إليك في الليل الأليل و الماسك من أسبابك بحبل الشرف الأطول و الناصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل و الثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأول و على آله الأخيار المصطفين الأبرار و افتح اللهم لنا مصاريع الصباح بمفاتيح الرحمة و الفلاح و ألبسني اللهم من أفضل خلع الهداية و الصلاح و اغرس اللهم بعظمتك في شرب جناني ينابيع الخشوع و أجر اللهم لهيبتك من آماقي زفرات الدموع و أدب اللهم نزق الخرق مني بأزمة القنوع إلهي إن لم تبتدئني الرحمة منك بحسن التوفيق فمن السالك بي إليك في واضح الطريق و إن أسلمتني أناتك لقائد الأمل و المنى فمن المقيل عثراتي من كبوات الهوى و إن خذلني نصرك عند محاربة النفس و الشيطان فقد وكلني خذلانك إلى حيث النصب و الحرمان إلهي أ تراني ما أتيتك إلا من حيث الآمال أم علقت بأطراف حبالك إلا حين باعدتني ذنوبي عن دار الوصال فبئس المطية التي امتطت نفسي من هواها فواها لها لما سولت لها ظنونها و مناها و تبا لها لجرأتها على سيدها و مولاها إلهي قرعت باب رحمتك بيد رجائي و هربت إليك لاجئا من فرط أهوائي و علقت بأطراف حبالك أنامل ولائي فاصفح اللهم عما كنت أجرمته من زللي و خطائي و أقلني من صرعة دائي فإنك سيدي و مولاي و معتمدي و رجائي و أنت غاية مطلوبي و مناي في منقلبي و مثواي إلهي كيف تطرد مسكينا التجأ إليك من الذنوب هاربا أم كيف تخيب مسترشدا قصد إلى جنابك صاقبا أم كيف ترد ظمآن ورد إلى حياضك شاربا كلا و حياضك مترعة في ضنك المحول و بابك مفتوح للطلب و الوغول و أنت غاية المسئول و نهاية المأمول إلهي هذه أزمة نفسي عقلتها بعقال مشيتك و هذه أعباء ذنوبي درأتها بعفوك و رحمتك و هذه أهوائي المضلة وكلتها إلى جناب لطفك و رأفتك فاجعل اللهم صباحي هذا نازلا علي بضياء الهدى و السلامة في الدين و الدنيا و مسائي جنة من كيد العدى و وقاية من مرديات الهوى إنك قادر على ما تشاء تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ سبحانك اللهم و بحمدك من ذا يعرف قدرك فلا يخافك و من ذا يعلم ما أنت فلا يهابك ألفت بمشيتك الفرق و فلقت بقدرتك الفلق و أنرت بكرمك دياجي الغسق و أنهرت المياه من الصم الصياخيد عذبا و أجاجا و أنزلت من المعصرات ماء ثجاجا و جعلت الشمس و القمر للبرية سراجا وهاجا من غير أن تمارس فيما ابتدأت به لغوبا و لا علاجا فيا من توحد بالعز و البقاء و قهر عباده بالموت و الفناء صل على محمد و آله الأتقياء و اسمع ندائي و استجب دعائي و حقق بفضلك أملي و رجائي يا خير من دعي لكشف الضر و المأمول لكل يسر و عسر بك أنزلت حاجتي فلا تردني من سني مواهبك خائبا يا كريم يا كريم يا كريم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم يسجد و يقول إلهي قلبي محجوب و نفسي معيوب و عقلي مغلوب و هوائي غالب و طاعتي قليلة و معصيتي كثيرة و لساني مقر بالذنوب فكيف حيلتي يا ستار العيوب و يا علام الغيوب و يا كاشف الكروب اغفر ذنوبي كلها بحرمة محمد و آل محمد يا غفار يا غفار يا غفار برحمتك يا أرحم الراحمين
بيان هذا الدعاء من الأدعية المشهورة و لم أجده في الكتب المعتبرة إلا في مصباح السيد ابن الباقي رحمة الله عليه و وجدت منه نسخة قراءة المولى الفاضل مولانا درويش محمد الأصبهاني جد والدي من قبل أمه رحمة الله عليهما على العلامة مروج المذهب نور الدين علي بن عبد العالي الكركي قدس الله روحه فأجازه و هذه صورته الحمد لله قرأ هذا الدعاء و الذي قبله عمدة الفضلاء الأخيار الصلحاء الأبرار مولانا كمال الدين درويش محمد الأصبهاني بلغه الله ذروة الأماني قراءة تصحيح كتبه الفقير علي بن عبد العالي في سنة تسع و ثلاثين و تسع مائة حامدا مصليا. و وجدت في بعض الكتب سندا آخر له هكذا قال الشريف يحيى بن القاسم العلوي ظفرت بسفينة طويلة مكتوب فيها بخط سيدي و جدي أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين ليث بني غالب علي بن أبي طالب عليه أفضل التحيات ما هذه صورته بسم الله الرحمن الرحيم هذا دعاء علمني رسول الله ص و كان يدعو به في كل صباح و هو اللهم يا من دلع لسان الصباح إلى آخره و كتب في آخره كتبه علي بن أبي طالب في آخر نهار الخميس حادي عشر ذي الحجة سنة خمس و عشرين من الهجرة و قال الشريف نقلته من خطه المبارك بالقلم الكوفي على الرق في السابع و العشرين من ذي القعدة سنة أربع و ثلاثين و سبع مائة. توضيح بعض ما ربما يشتبه على القارئ فإن شرحه كما ينبغي لا يناسب هذا الكتاب دلع لسانه كمنع أخرجه و دلع اللسان خرج و الأول هنا هو المناسب و إضافة اللسان إلى الصباح إما بيانية فالمراد بالصباح الفجر الأول لأنه الشبيه باللسان أو لامية فالمراد بالصباح الفجر الثاني أو الوقت فشبه الصبح الصادق أو الوقت برجل أخرج لسانه و أخبر بقدومه و إسناده إلى الله لأنه أوجده و جعله كذلك أو الصانع تعالى بشخص أظهر لسانه لإظهار قدرته و حكمته. و التبلج الإضاءة و الإشراق و الإضافة تحتمل الوجهين و إن كان الأول أظهر و لا يخفى لطف الاستعارات و الترشيحات على ذوي الأذهان النيرة و قد ناسب إثبات النطق للصبح قوله سبحانه وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ. و سرح في أكثر النسخ بالتشديد و في بعضها بالتخفيف و سرح الماشية و تسريحها إرسالها للرعي و لما كان نور الصبح يفرق ظلمة الليل و يذهبها فكأنه شبهه برجل يرسل مواشيه عند الصباح للرعي بعد جمعها في مراحها بالليل و شبه قطع الظلمة بتلك المواشي و يمكن أن يكون من تسريح الشعر بالمشط فكأنه شبه الصبح بمشط يسرح به ذوائب الليل حيث يقطعها و يفرقها و ظلم الليل بالكسر و أظلم بمعنى و في بعض النسخ المدلهم بدل المظلم بمعناه. و الغياهب جمع غيهب و هو الظلمة و الباء إما بمعنى مع و متعلقة بقوله سرح أو للسببية متعلقة بالمظلم و التلجلج التردد و الاضطراب يقال الحق أبلج و الباطل لجلج أي الحق ظاهر نير و الباطل مظلم متردد غير مستقيم و التردد إما عند اختلاط النور به أو كناية من شدة الظلمة كأنها تموج و تتحرك. و أتقن أي أحكم صنع الفلك الدوار أي خلقه في مقادير و في بعض النسخ بمقادير تبرجه التبرج إظهار المرأة زينتها كما قال الله تعالى وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى و يحتمل أن يكون المراد هنا انتقال الكواكب فيه من برج إلى برج و الأول أيضا يرجع إلى ذلك فإن تبرج الفلك حركته مع زينته بالكواكب و ظهوره بها للخلق و الظرف إما متعلق بأتقن أي الإتقان في مقادير حركات كل فلك و انتظامها الموجب لصلاح أحوال جميع المواليد و المخلوقات أو حال عن الفلك أي أحكم خلقه كائنا في تلك المقادير أو متلبسا بها و المعنى أحكم خلقه و مقادير
حركاته و هو إشارة إلى قوله سبحانه صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ و قيل المراد بمقادير تبرجه ما يمكن من تزينه. و شعشع ضياء الشمس قال في القاموس الشعشع و الشعشاع و الشعشعان و الشعشعاني الطويل و الشعشاع الخفيف و الحسن و المتفرق و ذهبوا شعاعا متفرقين و شعاع الشمس و شعها بضمهما الذي تراه كأنه الجبال مقبلة عليك إذا نظرت إليها أو الذي ينتشر من ضوئها أو الذي تراه ممتدا كالرماح بعيد الطلوع و ما أشبهه و شعشع الشراب مزجه و الثريدة رفع رأسها و طوله أو أكثر و دكها و سمنها و الشيء خلط بعضه ببعض انتهى. و الأجيج تلهب النار و قد أجت تأج أجيجا و أججتها فتأججت و المعنى فرق أو مد و طول شعاع الشمس بنور يحصل من تلهب ذلك الضياء أو مزج ضياء الشمس القائم بها بنور يحصل من تلهبه و هو الشعاع الممتد المتفرق في الآفاق و يحتمل أن يكون الشعشعة مأخوذا من الشعاع أي جعل ضياء الشمس ذا شعاع و قد يحتمل إرجاع ضمير تأججه إلى الموصول أي بسبب ظهوره الذي هو مقتضى ذاته أزلا و أبدا. يا من دل أعاد حرف النداء لتغيير أسلوب الكلام و الانتقال من مقام إلى مقام على ذاته بذاته قال الراغب الأصفهاني يقال في تأنيث ذو ذات و تثنيته ذواتا و في جمعه ذوات و قد استعار أصحاب المعاني الذات فجعلوها عبارة عن عين الشيء جوهرا كان أو عرضا و ليس ذلك من كلام العرب انتهى. أي هو سبحانه أفاض المعرفة على الخلق بها لا بتعريف غيره كما مر في شرح قولهم لا يعرف الله إلا به أو هو سبحانه أعطى العقل و أوجد ما يستدل به العقل عليه كما روي كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف. و قيل هو أن يستدل بالوجود على ذاته و الوجود عين ذاته فقد استدل على ذاته بذاته و لبعض الناس في حل أمثاله مسالك دحضة عثرة زلقة يأبى عنه العقل و الشرع و تنزه أي تباعد و تقدس عن مجانسة مخلوقاته أي عن أن يكون من جنسها إذ لا يشاركه شيء في المهية. و جل عن ملائمة كيفياته أي عن أن يكون كيفياته و صفاته ملائمة و مناسبة لصفات غيره و كيفياته ففي الكلام تقدير و يحتمل إرجاع ضمير كيفياته إلى المخلوق المذكور في ضمن مخلوقاته كما قيل في قوله تعالى اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ إنه راجع إلى العدل المذكور في ضمن اعدلوا يا من قرب أبرز النداء لما مر أي يا من هو قريب من الظنون الذي تخطر بالقلوب و الخطرات جمع خطرة و هي الخطور و فيه إيماء إلى أن العلم بكنه ذاته و صفاته مستحيل و غاية الأمر في ذلك هو الظن و في بعض النسخ تقديم و تأخير بين الفقرتين هكذا يا من بعد عن لحظات العيون و قرب. و علم بما كان كلمة كان في الموضعين تامة يا من أرقدني أي أنامني قبل هذا الصباح في مهاد أمنه و أمانه المهد مهد الصبي و المهاد الفراش و الأمن طمأنينة النفس و زوال الخوف و الأمان و الأمانة في الأصل مصدران و قد يستعمل الأمان في الحالة التي يكون عليها الإنسان في الأمن. و أيقظني أي نبهني من النوم متوجها إلى ما منحني أي أعطاني به الضمير راجع إلى ما من مننه بيان للموصول و هو جمع منة و هي النعمة الثقيلة و كف أكف السوء عني الأكف بضم الكاف جمع الكف و السوء ما يغم الإنسان و أثبت للسوء أكفا كما يثبتون للمنية أظفارا و مخالب بيده أي بقدرته الباهرة و سلطانه أي سلطنته القاهرة قال تعالى وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً. صل الصلاة من الله الرحمة و من الملك الاستغفار و من البشر الدعاء يقال صليت عليه أي دعوت عليه و يقال صليت صلاة و لا يقال تصلية. اللهم أصله يا الله و الميم عوض من الياء و لهذا لا يجتمعان و قيل
أصله يا الله أمنا بخير و قيل يا الله ارحم و قد سبق القول فيه في كتاب الطهارة. على الدليل إليك أي الهادي لنا إليك و إلى طاعتك و شريعتك و المراد به النبي ص في الليل الأليل أي البالغ في الظلمة و هذا مثل قولهم ظل ظليل و عرب عرباء و المراد به زمان انقطاع العلم و المعرفة و الجاهلية الجهلاء و الماسك عطف على الدليل يقال مسك بالشيء و أمسك به إذا تعلق و اعتصم به من أسبابك السبب الحبل و كل شيء يتوصل به إلى غيره بحبل الشرف الأطول الشرف العلو و المكان العالي و المجد و علو الحسب و الأطول صفة الحبل أي متعلق من أسباب العز و الكرامة بحبل شرف هو أعلى الشرف و منتهاه. و الناصع هو الخالص من كل شيء و نصع الأمر نصوعا وضح و لونه اشتد بياضه ذكره الفيروزآبادي و الحسب ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه و قال ابن السكيت الحسب و الكرم يكونان للرجل و إن لم يكن آباء لهم شرف و الشرف و المجد لا يكون إلا بالآباء و ذروة الشيء بالضم و الكسر أعلاه و أعلى السنام و الكاهل ما بين الكتفين و الأعبل الأضخم الأغلظ يقال رجل عبل الذراعين أي ضخمهما و فرس عبل الشوى أي غليظ القوائم و امرأة عبلة أي تامة الخلق شبهه ص في تمكنه على أعلى مدارج الحسب و الكرم بمن رقي على ذروة كاهل بعير ضخم مرتفع السنام فتمكن عليه. و الثابت القدم على زحاليفها قال الجوهري قال الأصمعي الزحلوفة آثار تزلج الصبيان أي تزلقهم من فوق التل إلى أسفله و هي لغة أهل العالية و تميم تقوله بالقاف و الجمع زحالف و زحاليف و قال ابن الأعرابي الزحلوفة مكان منحدر يملس لأنهم يتزحلفون فيه قال و الزحلفة كالدحرجة و الدفع يقال زحلفته فتزحلف انتهى. و الضمير إما راجع إلى القدم لتأنيثها السماعي أو إلى الجاهلية و أهلها بقرينة في الزمن الأول أي كان ص ثابت القدم في الحق عند مزالق الجاهلية و فتنها و الأخيار جمع الخير بالتشديد أو بالتخفيف و الأبرار جمع بر أو بار كما ذكره الزمخشري. و المصراع من الباب الشطر منه و هما مصراعان و الإضافة يحتمل البيان و الظاهر غيره أي افتح لي في هذا الصباح الأبواب المغلقة علي في أمور الدنيا و الآخرة بمفاتيح الرحمة و الفلاح و هو الفوز و النجاة و في بعض النسخ و النجاح و هو الظفر بالحوائج و الصلاح ضد الفساد. و اغرس اللهم في أكثر النسخ هكذا بالراء و السين المهملتين و في بعضها و أغزر بالزاء المعجمة ثم الراء المهملة فعلى الأول شبه الماء النابع من العيون بقوة بالشجر و أثبت لها الغرس و على الثاني على بناء الإفعال من الغزارة بمعنى الكثرة و هو الأظهر و يؤيده بعض فقرات خطبه ع في النهج. و الشرب بالكسر الحظ من الماء و الجنان بالفتح القلب و الهيبة المخافة و قال الجوهري مؤق العين طرفها مما يلي الأنف و اللحاظ طرفها الذي مما يلي الأذن و الجمع آماق و أمآق مثل آبار و أبآر انتهى و الزفرات إما جمع زفرة بالكسر و هي القربة أو بالفتح و هي الصوت عند البكاء و الزفير اغتراق النفس للشدة فعلى الأخير من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف أي الدموع ذوات الزفرة. النزق بالتحريك الخفة و الطيش و الخرق بالضم و بالتحريك ضد الرفق كذا في القاموس و في النهاية الخرق بالضم الجهل و الحمق و الأزمة جمع الزمام بالكسر و هو الخيط الذي يشد في البرة أو في الخشاش ثم يشد في طرفه المقود و قد يسمى المقود زماما و الخشاش الذي يجعل في أنف البعير و هو خشب و البرة من صفر و الخزامة من شعر. و القنوع السؤال و التذلل فكأنه شبه نزق الخرق أي الطيش الناشي من غلظة الطبيعة بحيوان يحتاج إلى أن يؤدب و يذلل بالأزمة و حسن التوفيق شدة توجيه الأسباب نحو الخير. فمن السالك بي الاستفهام للإنكار و الباء للتعدية و قيل للمصاحبة
واضح الطريق من إضافة الصفة إلى الموصوف أي الطريق الواضح و في بعض النسخ إليك في أوضح الطريق و إن أسلمتني أي سلمتني أناتك أي حلمك يقال تأنى في الأمر أي ترفق و انتظر و الاسم أناة كقناة و الأمل الرجاء بالباطل و المنى بالضم جمع المنية و هي الصورة الحاصلة في النفس من تمني الشيء. فمن المقيل يقال أقلت البيع إقالة أي فسخته و العثرة الزلة أي فمن يفسخ و يمحو زلاتي الحاصلة من كبوات الهوى يقال كبا لوجهه أي سقط و الهوى بالقصر ما تشتهيه النفس. و إن خذلني نصرك يقال خذله خذلانا أي ترك عونه و نصره عند محاربة النفس أي وقت محاربتي للنفس الأمارة بالسوء و يحتمل الإضافة إلى الفاعل إلى حيث النصب أي إلى مكان فيه النصب و هو بالتحريك التعب و الحرمان عن بركات الدنيا و الآخرة. إلهي أي معبودي أو خالقي و مفزعي في جميع أموري أ تراني ما أتيتك الاستفهام للإنكار أي ليس توجهي إليك إلا لأجل الآمال أي أنت لا تخيب مؤمليك أو اضطررت إلى ذلك و لا يناسب كرمك رد المضطر أو المعنى أن التوجه الخالص الصافي عن الأغراض النفسانية لم يوجد مني. أم علقت بكسر اللام أي تعلقت بأطراف حبالك أي حبال فضلك و وسائل رحمتك من العبادة و الدعاء و التضرع و البكاء فإنها الوسائل و الحبال بين العبد و ربه تعالى إلا حين باعدتني أي أبعدتني و في بعض النسخ باعدت بي و في بعضها أبعدتني من دار الوصال و في بعض النسخ عن صربة الوصال و في القاموس الصرب بالكسر البيوت القليلة من ضعفي الأعراب و قال مطا جد في السير و أسرع و المطية الدابة تمطو في سيرها و امتطاها و أمطاها جعلها مطية انتهى. من هواها بيان للمطية و الضمير للنفس. فواها لها كلمة تعجب لما سولت لها أي زينت و ما مصدرية و تبا لها التباب الخسران و الهلاك تقول تبا لفلان تنصبه على المصدر بإضمار فعل أي ألزم الله هلاكا و خسرانا له على سيدها أي الرب تعالى قال في المصباح المنير يقال ساد يسود سيادة و الاسم السؤدد و هو المجد و الشرف فهو سيد و الأنثى سيدة ثم أطلق ذلك على الموالي لشرفهم على الخدم و إن لم يكن في قومهم شرف فقيل سيد العبد و سيدته و سيد القوم رئيسهم و أكرمهم و السيد المالك انتهى. و مولاها أي المتولي لأمورها و الأولى بها من غيره أو ناصرها قرعت أي ضربت ضربا شديدا باب دار رحمتك و هربت إليك أي فررت و هو ناظر إلى قوله تعالى فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ لاجيا أي ملتجيا و الفرط في الأمر بالتسكين التجاوز عن الحد فيه و علقت على باب التفعيل أنامل بالنصب و في بعض النسخ علقت بالتخفيف و كسر اللام و أنامل بالرفع ولائي أي حبي. فاصفح اللهم يقال صفحت عن فلان إذا عفوت عن ذنبه و الجرم و الجريمة الذنب تقول منه جرم و أجرم و اجترم و في بعض النسخ عما كنت أجرمته و في بعضها عما كان من زللي أي عثرتي و الخطأ بغير مد و قد يمد نقيض الصواب و المد هنا أنسب و قد قرئ بهما وَ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً و قد يقال الخطاء خطأ و الخطأ صواب و لعله خطأ. و أقلني أي خلصني و قد مر من صرعة دائي بكسر الصاد و فتحها أي من سقوطي على أرض المذلة بسبب أدوائي النفسانية التي أعجزتني عن مقاومة الحملات الشيطانية قال الجوهري صارعته فصرعته صرعا و صرعا و الصرعة مثل الركبة و الجلسة يقال سوء الاستمساك خير من حسن الصرعة و قال الفيروزآبادي و يروى بالفتح بمعنى المرة و رجائي أي مرجوي و غاية مناي أي نهاية مقاصدي في منقلبي إلى الآخرة و يحتمل المصدر و اسم المكان و يؤيد الأخير قوله تعالى وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ و مثواي أي في الدنيا من ثوى بالمكان أي أقام و هنا أيضا المكان أظهر
و الطرد الإبعاد من الذنوب متعلق بقوله هاربا أم كيف تخيب يقال خاب الرجل خيبة إذا لم ينل ما طلب و خيبته تخييبا مسترشدا أي طالبا للرشاد و هو ضد الغي و قصدته و قصدت إليه بمعنى و الجناب الفناء و الرحل و الناحية صاقبا يقال صقبت داره بالكسر أي قربت و في بعض النسخ راغبا و في بعضها ساغبا أي جائعا و الورود أصله قصد الماء ثم استعمل في غيره قال تعالى وَ لَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ كلا أي لا طرد و لا تخييب و لا رد و حياضك الواو للحال مترعة قال الجوهري حوض ترع بالتحريك و كوز ترع أي ممتلئ و قد ترع الإناء بالكسر يترع ترعا أي امتلأ و أترعته أنا و جفنة مترعة. في ضنك المحول في زمان ضيق حاصل من الجدوب قال الجوهري الضنك الضيق و قال المحل الجدب و هو انقطاع المطر و يبس الأرض من الكلإ و يقال أرض محل و أرض محول كما قالوا جدبة و أرض جدوب يريدون بالواحد الجمع للطلب أي لطلب السائلين و الوغول أي الدخول قال الجوهري وغل الرجل يغل وغولا أي دخل على القوم في شرابهم فشرب معهم من غير أن يدعى إليه. و أنت غاية المسئول أي نهاية الأمنية أو المسئولين فإنهم إذا يئسوا من غيرك يلجئون إليك و بعدك ليس مسئول ينتهى إليه و في بعض النسخ السئول على فعول و هو ما يسأله الإنسان و في بعضها بصيغة المفرد. هذه أزمة نفسي أي سلمتها إليك فخذها فكأنه يقول أحد كيف آخذها و هي شاردة فيقول عقلتها بعقال مشيتك لا يمكنها الامتناع من حكمك فالضمير في عقلتها راجع إلى النفس و يحتمل أن يكون العقل بمعنى الشد فالضمير راجع إلى الأزمة قال الجوهري قال الأصمعي عقلت البعير أعقله عقلا و هو أن تثني وظيفه مع ذراعه فتشدهما جميعا في وسط الذراع و ذلك الحبل هو العقال. و الأعباء جمع العبء بالكسر و هو الحمل و الثقيل من أي شيء كان و الدروء
الدفع أي دفعتها عن نفسي وكلتها أي توكلت في دفعها و إزالتها على لطفك و توفيقك و الرأفة أشد الرحمة صباحي هذا هو صفة صباحي و الدنيا مؤنث أدنى من الدنو أو الدناءة أي الدار التي لها زيادة قرب إلينا بالنسبة إلى الآخرة أو زيادة دناءة بالنسبة إليها و الجنة ما استترت به من سلاح و الوقاية حفظ الشيء مما يضره و قد يطلق على ما به ذلك الحفظ و هو المراد هاهنا. من مرديات الهوى أي المهالك الناشية من هوى النفس يقال ردي بالكسر ردى هلك و أرداه غيره و الملك التصرف بالأمر و النهي في الجمهور و ذلك مختص بسياسة الناطقين و العزة حالة مانعة للإنسان من أن يغلب من قولهم أرض عزاز أي صلبة بيدك الخير قيل ذكر الخير وحده لأنه المقضي بالذات و الشر مقضي بالعرض إذ لا يوجد شر جزئي ما لم يتضمن خيرا كليا أو لمراعاة الأدب في الخطاب و نبه على أن الشر أيضا بيده بقوله إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. أقول قد مر الكلام فيه في كتاب العدل. تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ بأن تجيء بالنهار و تذهب بالليل و بأن تزيد بالنهار و تنقص من الليل و كذا العكس و تخرج الحي من الميت بإخراج الحيوان من النطفة و البيضة و كذا العكس و الرزق يطلق على العطاء الجاري و النصيب و لما يصل إلى الجوف و يتغذى به بغير حساب أي عدد أو ظن أو حساب الآخرة لا إله أي لا معبود بالحق إلا أنت سبحانك أي أنزهك عما لا يليق بذاتك و صفاتك و أفعالك و هذا التسبيح مقرون بحمدك و من نعمك من ذا يعرف ذا هنا بمعنى الذي و المعرفة و العرفان إدراك الشيء بفكر و تدبر و هو أخص من العلم و يضاده الإنكار. و قدر الشيء مبلغه و العلم إدراك الشيء بحقيقته و ذلك ضربان إدراك ذلك الشيء و الحكم بوجود شيء له و نفي شيء عنه و الأول يتعدى إلى مفعول واحد نحو لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ و الثاني يتعدى إلى مفعولين نحو فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ. ألفت قال الراغب المؤلف ما جمع من أجزاء مختلفة و رتب ترتيبا قدم فيه ما حقه أن يقدم و أخر فيه ما حقه أن يؤخر بمشيتك أي إرادتك الفرق أي الأمور المفترقة المخالفة في المهيات و الصفات أو الجماعات المختلفة المباينة في الأنساب و الصفات. و الفلق شق الشيء و إبانة بعضه عن بعض و الفلق بالتحريك الصبح و قيل هو ما يفلق عنه أي يفرق عنه فعل بمعنى مفعول و هو يعم جميع الممكنات فإنه سبحانه فلق ظلمة العدم بنور الإيجاد عنها سيما ما يخرج من أصل كالعيون و الأمطار و النبات و الأولاد. و قال الجوهري دياجي الليل حنادسه و الحندس بالكسر الليل الشديد الظلمة و قال الغسق ظلمة أول الليل و قد غسق الليل يغسق أي أظلم انتهى و قد مر تفسير غسق الليل بنصفه و شدة ظلامه و أنهرت المياه يقال أنهرت الدم أي أرسلته و في بعض النسخ أهمرت و الهمر الصب و الظاهر على هذا همرت لا أهمرت. و حجر أصم صلب مصمت ذكره الجوهري و قال صخرة صيخود أي شديدة و العذب الماء الطيب و الأجاج المالح المر و المعصرات السحائب التي تعصر بالمطر كما مر و يقال مطر ثجاج إذا انصب جدا و البرية الخلق يقال برأ الله الخلق برءا و قد تركت العرب همزه و قال الفراء إن أخذت البرية من البري و هو التراب فأصلها غير الهمز. و السراج هو الزاهر بفتيلة و دهن و يعبر به عن كل مضيء و الوهج بالتسكين مصدر وهجت النار وهجانا إذا اتقدت و المراس و الممارسة المعالجة و اللغب و اللغوب التعب و الإعياء و يقال عالجت الشيء معالجة و علاجا إذا زاولته و المعنى من غير أن ترتكب فيما ابتدأت به ما يوجب تعبا و إعياء و مزاولة بالأعضاء و الجوارح.
فيا من توحد أي تفرد بالعز و البقاء و هو دوام الوجود فتوحده بالعز لأن كل ممكن وجوده و جميع صفاته مستعارة من الله فهو في حد ذاته ذليل و إنما العزة لله و توحده بالبقاء لأن كل شيء هالك إلا وجهه و قهر أي غلب عباده بالموت و هو مفارقة الروح من البدن و الفناء و هو العدم بعد الوجود. و اسمع و في بعض النسخ و استمع يقال استمعت له أي أصغيت إليه ندائي أي صوتي و حقق أي ثبت من حق يحق إذا ثبت أملي في الدنيا و رجائي في الآخرة لدفع الضر الضر سوء الحال و في بعض النسخ من انتجع لكشف الضر يقال انتجعت فلانا إذا أتيته تطلب معرفه. و المأمول عطف على خير أو على الموصول و الأول أظهر أي المرجو لكل عسر يراد دفعه و يسر يراد جلبه بك لا بغيرك أنزلت حاجتي و الحاجة إلى الشيء الفقر إليه مع محبته من سني مواهبك أي مواهبك السنية الرفيعة و في بعض النسخ من باب مواهبك و في بعضها من باب موهبتك يقال وهبت له الشيء وهبا و وهبا و هبة و الاسم الموهب و الموهبة بالكسر فيهما خائبا أي غير واجد للمطلوب لا حول أي لا حائل عن المعاصي أو لا قوة في الظاهر و لا قوة على الطاعات أو في الباطن إلا بالله العلي بذاته العظيم بصفاته. ثم اعلم أن السجود و الدعاء فيه غير موجود في أكثر النسخ و في بعضها موجود و كان في الاختيار مكتوبا على الهامش هكذا إلهي قلبي محجوب و عقلي مغلوب و نفسي معيوبة و لساني مقر بالذنوب و أنت ستار العيوب فاغفر لي ذنوبي يا غفار الذنوب يا شديد العقاب يا غفور يا شكور يا حليم اقض حاجتي بحق الصادق رسولك الكريم و آله الطاهرين برحمتك يا أرحم الراحمين. و المشهور قراءته بعد فريضة الفجر و ابن الباقي رواه بعد النافلة و الكل حسن
20- قرب الإسناد، عن عبد الله بن الحسن عن جده علي بن جعفر عن أخيه موسى ع قال سألته عن الرجل هل يصلح له أن يتكلم إذا سلم في الركعتين قبل الفجر قبل أن يضطجع على يمينه قال نعم قال و سألته عن رجل نسي أن يضطجع على يمينه بعد ركعتي الفجر فذكر حين أخذ في الإقامة كيف يصنع قال يقيم و يصلي و يدع ذلك و لا بأس
21- فقه الرضا، قال ع ثم اضطجع بعد نافلة الفجر على يمينك مستقبل القبلة و قل استمسكت بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها و بحبل الله المتين و أعوذ بالله من شر فسقة العرب و العجم و أعوذ بالله من شر فسقة الجن و الإنس اللهم رب الصباح و رب المساء و فالق الإصباح سبحان الله رب الصباح و فالق الإصباح و جاعل الليل سكنا بسم الله فوضت أمري إلى الله و ألجأت ظهري إلى الله و أطلب حوائجي من الله توكلت على الله حسبي الله و نعم الوكيل و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنه من قالها كفي ما أهمه ثم يقرأ خمس آيات من آخر آل عمران و يقول مائة مرة سبحان ربي العظيم و بحمده أستغفر الله ربي و أتوب إليه فإنه من قالها بنى الله له بيتا في الجنة و من صلى على محمد و آله بعد ركعتي الفجر و ركعتي الغداة وقى الله وجهه حر النار و من قرأ إحدى و عشرين مرة قل هو الله أحد بنى الله له قصرا في الجنة فإن قرأها أربعين مرة غفر الله له جميع ما تقدم من ذنبه و ما تأخر
أقول ذكر الصدوق في الفقيه جميع ذلك إلا أن في الدعاء بعد قوله من شر فسقة الجن و الإنس سبحان رب الصباح فالق الإصباح ثلاثا بسم الله وضعت جنبي لله فوضت أمري إلى الله أطلب حاجتي إلى الله توكلت على الله حسبي الله وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً اللهم و من أصبح و حاجته إلى مخلوق فإن حاجتي و رغبتي إليك ثم ذكر الآيات من آل عمران إلى آخر ما سبق و قال في مكارم الأخلاق بعد آيات آل عمران ثم استو جالسا و سبح تسبيح الزهراء ثم ساق الكلام إلى آخر ما مر بعينه ثم ذكر ما نقلنا عنه سابقا في سياق ما مر برواية الشيخ
22- دعائم الإسلام، عن أبي عبد الله ع أنه كان إذا صلى ركعتي الفجر و كان لا يصليها حتى يطلع الفجر يتكي على جانبه الأيمن ثم يضع يده اليمنى تحت خده الأيمن مستقبل القبلة ثم يقول استمسكت بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها و اعتصمت بحبل الله المتين أعوذ بالله من شر شياطين الإنس و الجن أعوذ بالله من شر فسقة العرب و العجم حسبي الله توكلت على الله ألجأت ظهري إلى الله طلبت حاجتي من الله لا حول و لا قوة إلا بالله اللهم اجعل لي نورا في قلبي و نورا في بصري و نورا في سمعي و نورا في لساني و نورا في بشري و نورا في شعري و نورا في لحمي و نورا في دمي و نورا في عظامي و نورا في عصبي و نورا بين يدي و نورا من خلفي و نورا عن يميني و نورا عن شمالي و نورا من فوقي و نورا من تحتي اللهم أعظم لي نورا ثم يقرأ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إلى قوله سبحانه إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ ثم يقول سبحان رب الصباح فالِقُ الْإِصْباحِ و جاعل الليل سكنا وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ حُسْباناً ثلاثا اللهم اجعل أول يومي هذا صلاحا و أوسطه نجاحا و آخره فلاحا اللهم من أصبح و حاجته إلى مخلوق فإن حاجتي و طلبتي إليك وحدك لا شريك لك ثم يقرأ آية الكرسي و المعوذتين يقول سبحان ربي العظيم و بحمده أستغفر الله و أتوب إليه مائة مرة و كان يقول من قال هذا بنى الله له بيتا في الجنة
23- الفقيه، بسنده الموثق عن عمار الساباطي عن أبي عبد الله ع قال يقول إذا طلع الفجر الحمد لله فالق الإصباح سبحان رب المساء و الصباح اللهم صبح آل محمد ببركة و عافية و سؤدد و قرة عين اللهم إنك تنزل بالليل و النهار ما تشاء فأنزل علي و على أهل بيتي من بركة السماوات و الأرض رزقا حلالا طيبا واسعا تغنيني به عن جميع خلقك
24- المتهجد، فإذا طلع الفجر الثاني فقل اللهم أنت ربنا و ولينا و صاحبنا فصل على محمد و آله و أفضل علينا اللهم بنعمتك تتم الصالحات فصل على محمد و آله و أتممها علينا عائذا بالله من النار عائذا بالله من النار عائذا بالله من النار ثم يقول يا فالقه من حيث لا أرى و مخرجه من حيث أرى صل على محمد و آله و اجعل أول يومنا هذا صلاحا و أوسطه فلاحا و آخره نجاحا ثم يقول الحمد لله فالق الإصباح سبحان الله رب المساء و الصباح اللهم صبح آل محمد ببركة و سرور و قرة عين و رزق واسع اللهم إنك تنزل في الليل و النهار ما تشاء فأنزل علي و على أهل بيتي من بركة السماوات و الأرض رزقا واسعا تغنيني به عن جميع خلقك
25- المكارم، إذا طلع الفجر و نظرت إليه فقل و أنت رافع رأسك إلى السماء اللهم أنت ربنا و ولينا و صاحبنا فصل على محمد و آل محمد و تفضل علي بما أنت أهله و أنقذنا مما نحن أهله اللهم بنعمتك تتم الصالحات و ساق مثل ما مر إلى قوله و رزق واسع و زاد اللهم صبحني و أهلي ببركة و عافية و سرور و قرة عين و رزق واسع إلى آخر الدعاء
بيان يا فالقه من حيث لا أرى الضمير راجع إلى الصبح أي أحدث سببه من حيث لا أعلم و لا أرى و أظهره من حيث أرى
26- المتهجد، ثم أذن للفجر و اسجد و قل لا إله إلا أنت ربي سجدت لك خاضعا خاشعا ثم ارفع رأسك و قل اللهم إني أسألك بإقبال نهارك و إدبار ليلك و حضور صلواتك و أصوات دعاتك أن تصلي على محمد و آله و أن تتوب علي إنك أنت التواب الرحيم سبوح قدوس رب الملائكة و الروح سبقت رحمتك غضبك
27- جنة الأمان، في كتاب ثواب الأعمال للشيخ جعفر بن سليمان قال قيل لأبي الحسن ع إن بعض بني عمي و أهل بيتي يبغون علي فقال قل ما شاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله أشهد و أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مائة مرة بعد طلوع الصبح ففعل فذهب بغيهم عنه
28- المهذب، لابن البراج يصلي ركعتي الغداة بالفجر في الأولى و الإخلاص في الثانية فإذا سلم منها حمد الله و أثنى عليه و صلى على محمد صلوات الله عليهم و سأل الله تعالى من فضله و يستحب أن يستغفر الله تعالى عقيب صلاة الفجر و يقول أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم الرحمن الرحيم و أتوب إليه و يصلي على محمد و آله مائة مرة يقول اللهم صل على محمد و آل محمد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك و بارك عليهم بأفضل بركاتك و السلام عليهم و على أرواحهم و أجسادهم و رحمة الله و بركاته فإن طال ذلك عليه فليقل اللهم صل على محمد و آل محمد الطاهرين يكررها مائة مرة و إن طال عليه لفظ الاستغفار فليقل أستغفر الله و أتوب إليه ثم يخر ساجدا بعد التعقيب من هاتين الركعتين و يقول في سجوده يا خير مدعو يا خير مسئول يا أوسع من أعطى و أفضل مرتجى صل على محمد و آله و اغفر لي و تب علي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ فإذا رفع رأسه من سجوده قال اللهم و من أصبح و حاجته إلى غيرك فإني أصبحت و حاجتي و رغبتي إليك يا ذا الجلال و الإكرام ثم يضطجع على جانبه الأيمن مستقبل القبلة و يقول استمسكت بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها و اعتصمت بحبل الله المتين و أعوذ بالله من شر فسقة العرب و العجم و أعوذ بالله من شر فسقة الجن و الإنس توكلت على الله و ألجأت ظهري إلى الله أطلب حاجتي من الله وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً حسبي الله و نعم الوكيل و يقرأ من آل عمران الخمس آيات التي كان قرأها عند قيامه إلى صلاة الليل فإذا طلع الفجر قال سبحان رب الصباح سبحان فالق الإصباح ثلاث مرات ثم يصلي الفريضة إن شاء الله تعالى