1- مهج الدعوات، قال السيد ره وجدت في الأصل الذي نقلت منه هذه القنوتات ما هذا لفظه مما يأتي ذكره بغير إسناد ثم وجدت بعد سطر هذه القنوتات إسنادها في كتاب عمل رجب و شعبان و شهر رمضان تأليف أحمد بن عبد الله بن عياش رحمه الله فقال حدثني أبو الطيب الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر بن عبد الله بن الصباح القزويني و أبو الصباح محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن البغدادي الكاتبان قالا جرى بحضرة شيخنا فقيه العصابة ذكر مولانا أبي محمد الحسن بن أمير المؤمنين ع فقال رجل من الطالبيين إنما ينقم منه الناس تسليم هذا الأمر إلى ابن أبي سفيان فقال شيخنا رأيت مولانا أبا محمد ع أعظم شأنا و أعلى مكانا و أوضح برهانا من أن يقدح في فعل له اعتبار المعتبرين أو يعترضه شك الشاكين و ارتياب المرتابين ثم أنشأ يحدث فقال لما مضى سيدنا الشيخ أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري رضي الله عنه و أرضاه و زاده علوا فيما أولاه ففرغ من أمره جلس الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر زاد الله توفيقه للناس في بقية النهار يومه في دار الماضي رضي الله عنه فأخرج إليه ذكاء الخادم الأبيض مدرجا و عكازا و حقه خشب مدهونة فأخذ العكاز فجعلها في حجره على فخذيه و أخذ المدرج بيمينه و ألحقه بشماله فقال لورثته في هذا المدرج ذكر ودائع فنشره فإذا هي أدعية و قنوت موالينا الأئمة من آل محمد ص فاضربوا عنها و قالوا ففي الحقة جوهر لا محالة قال لهم تبيعونها فقالوا بكم قال يا أبا الحسن يعني ابن شبيب الكوثاري ادفع إليهم عشرة دنانير فامتنعوا فلم يزل يزيدهم و يمتنعون إلى أن بلغ مائة دينار فقال لهم إن بعتم و إلا ندمتم فاستجابوا للبيع و قبضوا المائة الدينار و استثنى عليهم المدرج و العكاز فلما انفصل الأمر قال هذه عكاز مولانا أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا ع التي كانت في يده يوم توكيله سيدنا الشيخ عثمان بن سعيد العمري رحمه الله و وصيته إليه و غيبته إلى يومنا هذا و هذه الحقة فيها خواتيم الأئمة فأخرجها فكانت كما ذكر من جواهرها و نقوشها و عددها و كان في المدرج قنوت موالينا الأئمة ع و فيه قنوت مولانا أبي محمد الحسن بن أمير المؤمنين ع أملاها علينا من حفظه فكتبناها على ما سطر في هذه المدرجة و قال احتفظوا بها كما تحتفظون بمهمات الدين و عزمات رب العالمين جل و عز و فيها بلاغ إلى حين قنوت سيدنا الحسن ع يا من بسلطانه ينتصر المظلوم و بعونه يعتصم المكلوم سبقت مشيتك و تمت كلمتك و أنت على كل شيء قدير و بما تمضيه خبير يا حاضر كل غيب و يا عالم كل سر و ملجأ كل مضطر ضلت فيك الفهوم و تقطعت دونك العلوم و أنت الله الحي القيوم الدائم الديموم قد ترى ما أنت به عليم و فيه حكيم و عنه حليم و أنت بالتناصر على كشفه و العون على كفه غير ضائق و إليك مرجع كل أمر كما عن مشيتك مصدره و قد أبنت عن عقود كل قوم و أخفيت سرائر آخرين و أمضيت ما قضيت و أخرت ما لا فوت عليك فيه و حملت العقول ما تحملت في غيبك لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ و إنك أنت السميع العليم الأحد البصير و أنت اللهم المستعان و عليك التوكل و أنت ولي ما توليت لك الأمر
كله تشهد الانفعال و تعلم الاختلال و ترى تخاذل أهل الخبال و جنوحهم إلى ما جنحوا إليه من عاجل فان و حطام عقباه حميم آن و قعود من قعد و ارتداد من ارتد و خلوي من النصار و انفرادي من الظهار و بك أعتصم و بحبلك أستمسك و عليك أتوكل اللهم فقد تعلم أني ما ذخرت جهدي و لا منعت وجدي حتى انفل حدي و بقيت وحدي فاتبعت طريق من تقدمني في كف العادية و تسكين الطاغية عن دماء أهل المشايعة و حرست ما حرسه أوليائي من أمر آخرتي و دنياي فكنت لغيظهم أكظم و بنظامهم أنتظم و لطريقهم أتسنم و بميسمهم أتسم حتى يأتي نصرك و أنت ناصر الحق و عونه و إن بعد المدى من المرتاد و نأى الوقت عن إفناء الأضداد اللهم صل على محمد و آله و أخرجهم مع النصاب في سرمد العذاب و أعم عن الرشد أبصارهم و سكعهم في غمرات لذاتهم حتى تأخذهم بغتة و هم غافلون و سحرة و هم نائمون بالحق الذي تظهره و اليد التي تبطش بها و العلم الذي تبديه إنك كريم عليم و دعا ع في قنوته اللهم إنك الرب الرءوف الملك العطوف المتحنن المألوف و أنت غياث الحيران الملهوف و مرشد الضال المكفوف تشهد خواطر أسرار المسرين كمشاهدتك أقوال الناطقين أسألك بمغيبات علمك في بواطن سرائر المسرين إليك أن تصلي على محمد و آله صلاة نسبق بها من اجتهد من المتقدمين و نتجاوز فيها من يجتهد من المتأخرين و أن تصل الذي بيننا و بينك صلة من صنعته لنفسك و اصطنعته لعينك فلم تتخطفه خاطفات الظنن و لا واردات الفتن حتى نكون لك في الدنيا مطيعين و في الآخرة في جوارك خالدين
قنوت الإمام الحسين بن علي ع اللهم منك البدء و لك المشية و لك الحول و لك القوة و أنت الله الذي لا إله إلا أنت جعلت قلوب أوليائك مسكنا لمشيتك و مكمنا لإرادتك و جعلت عقولهم مناصب أوامرك و نواهيك فأنت إذا شئت ما تشاء حركت من أسرارهم كوامن ما أبطنت فيهم و أبدأت من إرادتك على ألسنتهم ما أفهمتهم به عنك في عقودهم بعقول تدعوك و تدعو إليك بحقائق ما منحتهم به و إني لأعلم مما علمتني مما أنت المشكور على ما منه أريتني و إليه آويتني اللهم و إني مع ذلك كله عائذ بك لائذ بحولك و قوتك راض بحكمك الذي سقته إلي في علمك جار بحيث أجريتني قاصد ما أممتني غير ضنين بنفسي فيما يرضيك عني إذ به قد رضيتني و لا قاصر بجهدي عما إليه ندبتني مسارع لما عرفتني شارع فيما أشرعتني مستبصر ما بصرتني مراع ما أرعيتني فلا تخلني من رعايتك و لا تخرجني من عنايتك و لا تقعدني عن حولك و لا تخرجني عن مقصد أنال به إرادتك و اجعل على البصيرة مدرجتي و على الهداية محجتي و على الرشاد مسلكي حتى تنيلني و تنيل بي أمنيتي و تحل بي على ما به أردتني و له خلقتني و إليه آويتني و أعذ أولياءك من الافتتان بي و فتنهم برحمتك لرحمتك في نعمتك تفتين الاجتباء و الاستخلاص بسلوك طريقتي و اتباع منهجي وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ من آبائي و ذوي رحمي و دعا في قنوته اللهم من أوى إلى مأوى فأنت مأواي و من لجأ إلى ملجأ فأنت ملجئي اللهم صل على محمد و آل محمد و اسمع ندائي و أجب دعائي و اجعل عندك مآبي و مثواي و احرسني في بلواي من افتنان الامتحان و لمة الشيطان بعظمتك التي لا يشوبها ولع نفس بتفتين و لا وارد طيف بتظنين و لا يلم بها فرج حتى تقلبني إليك بإرادتك غير ظنين و لا مظنون و لا مراب و لا مرتاب إنك أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
قنوت الإمام زين العابدين ع اللهم إن جبلة البشرية و طباع الإنسانية و ما جرت عليه تركيبات النفسية و انعقدت به عقود النسية تعجز عن حمل واردات الأقضية إلا ما وفقت له أهل الاصطفاء و أعنت عليه ذوي الاجتباء اللهم و إن القلوب في قبضتك و المشية لك في ملكتك و قد تعلم أي رب ما الرغبة إليك في كشفه واقعة لأوقاتها بقدرتك واقفة بحدك من إرادتك و إني لأعلم أن لك دار جزاء من الخير و الشر مثوبة و عقوبة و إن لك يوما تأخذ فيه بالحق و أن أناتك أشبه الأشياء بكرمك و أليقها بما وصفت به نفسك في عطفك و تراؤفك و أنت بالمرصاد لكل ظالم في وخيم عقباه و سوء مثواه اللهم إنك قد أوسعت خلقك رحمة و حلما و قد بدلت أحكامك و غيرت سنن نبيك و تمرد الظالمون على خلصائك و استباحوا حريمك و ركبوا مراكب الاستمرار على الجرأة عليك اللهم فبادرهم بقواصف سخطك و عواصف تنكيلاتك و اجتثاث غضبك و طهر البلاد منهم و عف عنها آثارهم و اخطط من قاعاتها و مظانها منارهم و اصطلمهم ببوارك حتى لا تبقي منهم دعامة لناجم و لا علما لآم و لا مناصا لقاصد و لا رائدا لمرتاد اللهم امح آثارهم و اطمس على أموالهم و ديارهم و امحق أعقابهم و افكك أصلابهم و عجل إلى عذابك السرمد انقلابهم و أقم للحق مناصبه و أقدح للرشاد زناده و أثر للثار مثيره و أيد بالعون مرتاده و وفر من النصر زاده حتى يعود الحق بحدبه و تنير معالم مقاصده و يسلك أهله بالأمنة حق سلوكه إنك على كل شيء قدير و دعا في قنوته اللهم أنت المبين البائن و أنت المكين الماكن الممكن اللهم صل على آدم بديع فطرتك و بكر حجتك و لسان قدرتك و الخليفة في بسيطتك و أول مجتبى للنبوة برحمتك و ساحف شعر رأسه تذللا لك في حرمك لعزتك و منشئ من التراب نطق إعرابا بوحدانيتك و عبد لك أنشأته لأمتك و مستعيذ بك من مس عقوبتك و صل على ابنه الخالص من صفوتك و الفاحص عن معرفتك و الغائص المأمون عن مكنون سريرتك بما أوليته من نعمك و معونتك و على من بينهما مِنَ النَّبِيِّينَ و المرسلين وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ و أسألك اللهم حاجتي التي بيني و بينك لا يعلمها أحد غيرك أن تأتي على قضائها و إمضائها في يسر منك و عافية و شد أزر و حط وزر يا من له نور لا يطفى و ظهور لا يخفى و أمور لا تكفى اللهم إني دعوتك دعاء من عرفك و تبتل إليك و آل بجميع بدنه إليك سبحانك طوت الأبصار في صنعتك مديدتها و ثنت الألباب عن كنهك أعنتها فأنت المدرك غير المدرك و المحيط غير المحاط و عزتك لتفعلن و عزتك لتفعلن و عزتك لتفعلن
قنوت الإمام أبي جعفر محمد الباقر ع اللهم إن عدوي قد استسن في غلوائه و استمر في عدوانه و أمن بما شمله من الحلم عاقبة جرأته عليك و تمرد في مباينتك و لك اللهم لحظات سخط بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ و نهارا و هم غافلون و جهرة و هم يلعبون و بغتة و هم ساهون و إن الخناق قد اشتد و الوثاق قد احتد و القلوب قد شجيت و العقول قد تنكرت و الصبر قد أودى و كاد تنقطع حبائله فإنك لبالمرصاد من الظالم و مشاهدة من الكاظم لا يعجلك فوت درك و لا يعجزك احتجاز محتجز و إنما مهلته استثباتا و حجتك على الأحوال البالغة الدامغة و لعبدك ضعف البشرية و عجز الإنسانية و لك سلطان الإلهية و ملكة الربوبية و بطشة الأناة و عقوبة التأبيد اللهم فإن كان في المصابرة لحرارة المعان من الظالمين و كيد من نشاهد من المبدلين رضى لك و مثوبة منك فهب لنا مزيدا من التأييد و عونا من التسديد إلى حين نفوذ مشيتك فيمن أسعدته و أشقيته من بريتك و امنن علينا بالتسليم لمحتومات أقضيتك و التجرع لواردات أقدارك و هب لنا محبة لما أحببت في متقدم و متأخر و متعجل و متأجل و الإيثار لما اخترت في مستقرب و مستبعد و لا تخلنا اللهم مع ذلك من عواطف رأفتك و رحمتك و كفايتك و حسن كلاءتك بمنك و كرمك و دعا ع في قنوته يا من يعلم هواجس السرائر و مكامن الضمائر و حقائق الخواطر يا من هو لكل غيب حاضر و لكل منسي ذاكر و على كل شيء قادر و إلى الكل ناظر بعد المهل و قرب الأجل و ضعف العمل و أرأب الأمل و آن المنتقل و أنت يا الله الآخر كما أنت الأول مبدئ ما أنشأت و مصيرهم إلى البلى و مقلدهم أعمالهم و محملها ظهورهم إلى وقت نشورهم من بعثة قبورهم عند نفخة الصور و انشقاق السماء بالنور و الخروج بالمنشر إلى ساحة المحشر لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ متراطمين في غمة مما أسلفوا و مطالبين بما احتقبوا و محاسبين هناك على ما ارتكبوا الصحائف في الأعناق منشورة و الأوزار على الظهور مأزورة لا انفكاك و لا مناص و لا محيص عن القصاص قد أفحمتهم الحجة و حلوا في حيرة المحجة همسوا الضجة معدول بهم عن المحجة إلا من سبقت له من الله الحسني فنجي من هول المشهد و عظيم المورد و لم يكن ممن في الدنيا تمرد و لا على أولياء الله تعند و لهم استعبد و عنهم بحقوقهم تفرد اللهم فإن القلوب قد بلغت الحناجر و النفوس قد علت التراقي و الأعمار قد نفدت بالانتظار لا عن نقص استبصار و لا عن اتهام مقدار و لكن لما تعاني من ركوب معاصيك و الخلاف عليك في أوامرك و نواهيك و التلعب بأوليائك و مظاهرة أعدائك اللهم فقرب ما قد قرب و أورد ما قد دنا و حقق ظنون الموقنين و بلغ المؤمنين تأميلهم من إقامة حقك و نصر دينك و إظهار حجتك و الانتقام من أعدائك
قنوت الإمام جعفر الصادق ع يا من سبق علمه و نفذ حكمه و شمل حلمه صل على محمد و آل محمد و أزل حلمك عن ظالمي و بادره بالنقمة و عاجله بالاستيصال و كبه لمنخره و اغصصه بريقه و اردد كيده في نحره و حل بيني و بينه بشغل شاغل مولم و سقم دائم و امنعه التوبة و حل بينه و بين الإنابة و اسلبه روح الراحة و اشدد عليه الوطأة و خذ منه بالمخنق و حشرجه في صدره و لا تثبت له قدما و أثكله و نكله و اجتثه و استأصله و جثه و جث نعمتك عنه و ألبسه الصغار و اجعل عقباه النار بعد محو آثاره و سلب قراره و إجهار قبيح آصاره و أسكنه دار بواره و لا تبق له ذكرا و لا تعقبه من مستخلف أجرا اللهم بادره ثلاثا اللهم عاجله ثلاثا اللهم لا تؤجله ثلاثا اللهم خذه ثلاثا اللهم اسلبه التوفيق ثلاثا اللهم لا تنهضه اللهم لا ترثه اللهم لا تؤخره اللهم عليك به اللهم اشدد قبضتك عليه اللهم بك اعتصمت عليه و بك استجرت منه و بك تواريت عنه و بك استكففت دونه و بك استترت من ضرائه اللهم احرسني بحراستك منه و من عداتك و اكفني بكفايتك كيده و كيد بغاتك اللهم احفظني بحفظ الإيمان و أسبل علي سترك الذي سترت به رسلك عن الطواغيت و حصني بحصنك الذي وقيتهم به من الجوابيت اللهم أيدني منك بنصر لا ينفك و عزيمة صدق لا تحل و جللني بنورك و اجعلني متدرعا بدرعك الحصينة الواقية و اكلأني بكلاءتك الكافية إنك واسع لما تشاء و ولي من لك توالى و ناصر من إليك أوى و عون من بك استعدى و كافي من بك استكفى و العزيز الذي لا يمانع عما يشاء و لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ و هو حسبي و عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ و دعا ع في قنوته يا مأمن الخائف و كهف اللاهف و جنة العائذ و غوث اللائذ خاب من اعتمد سواك و خسر من لجأ إلى دونك و ذل من اعتز بغيرك و افتقر من استغنى عنك إليك اللهم المهرب و منك اللهم المطلب اللهم قد تعلم عقد ضميري عند مناجاتك و حقيقة سريرتي عند دعائك و صدق خالصتي باللجأ إليك فأفزعني إذا فزعت إليك و لا تخذلني إذا اعتمدت عليك و بادرني بكفايتك و لا تسلبني وفق عنايتك و خذ ظالمي الساعة الساعة أخذ عزيز مقتدر عليه مستأصل شأفته مجتث قائمته حاط دعامته مبير له مدمر عليه اللهم بادره قبل أذيتي و اسبقه بكفايتي كيده و شره و مكروهه و غمزه و سوء عقده و قصده اللهم إني إليك فوضت أمري و بك تحصنت منه و من كل من يتعمدني بمكروهه و يترصدني بأذيته و يصلت لي بطانته و يسعى علي بمكايده اللهم كد لي و لا تكد علي و امكر لي و لا تمكر بي و أرني الثأر من كل عدو أو مكار و لا يضرني ضار و أنت وليي و لا يغلبني مغالب و أنت عضدي و لا تجري علي مساءة و أنت كنفي اللهم بك استدرعت و اعتصمت و عليك توكلت و لا حول و لا قوة إلا بك
قنوت الإمام موسى بن جعفر ع يا مفزع الفازع و مأمن الهالع و مطمع الطامع و ملجأ الضارع يا غوث اللهفان و مأوى الحيران و مروي الظمآن و مشبع الجوعان و كاسي العريان و حاضر كل مكان بلا درك و لا عيان و لا صفة و لا بطان عجزت الأفهام و ضلت الأوهام عن موافقة صفة دابة من الهوام فضلا عن الأجرام العظام مما أنشأت حجابا لعظمتك و أنى يتغلغل إلى ما وراء ذلك مما لا يرام تقدست يا قدوس عن الظنون و الحدوس و أنت الملك القدوس باري الأجسام و النفوس و منخر العظام و مميت الأنام و معيدها بعد الفناء و التطميس و أسألك يا ذا القدرة و العلاء و العز و الثناء أن تصلي على محمد و آله أولي النهى و المحل الأوفى و المقام الأعلى و أن تعجل ما قد تأجل و تقدم ما قد تأخر و تأتي بما قد وجب إتيانه و تقرب ما قد تأخر في النفوس الحصرة أوانه و تكشف البأس و سوء اللباس و عوارض الوسواس الخناس في صدور الناس و تكفينا ما قد رهقنا و تصرف عنا ما قد ركبنا و تبادر اصطلام الظالمين و نصر المؤمنين و الإدالة من العاندين آمين يا رب العالمين و دعا ع في قنوته اللهم إني و فلان بن فلان عبدان من عبيدك نواصينا بيدك تعلم مستقرنا و مستودعنا و منقلبنا و مثوانا و سرنا و علانيتنا تطلع على نياتنا و تحيط بضمائرنا علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه و معرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره و لا ينطوي عندك شيء من أمورنا و لا يستتر دونك حال من أحوالنا و لا منك معقل يحصننا و لا حرز يحرزنا و لا مهرب لنا نفوتك به و لا يمنع الظالم منك حصونه و لا يجاهدك عنه جنوده و لا يغالبك مغالب بمنعه و لا يعازك معاز بكثرة أنت مدركه أينما سلك و قادر عليه أينما لجأ فمعاذ المظلوم منا بك و توكل المقهور منا عليك و رجوعه إليك يستغيث بك إذا خذله المغيث و يستصرخك إذا قعد عنه النصير و يلوذ بك إذا نفته الأفنية و يطرق بابك إذا غلقت عنه الأبواب المرتجة و يصل إليك إذا احتجبت عنه الملوك الغافلة تعلم ما حل به قبل أن يشكوه إليك و تعلم ما يصلحه قبل أن يدعوك له فلك الحمد سميعا لطيفا عليما خبيرا و أنه قد كان في سابق علمك و محكم قضائك و جاري قدرك و نافذ أمرك و ماضي مشيتك في خلقك أجمعين شقيهم و سعيدهم و برهم و فاجرهم أن جعلت لفلان بن فلان علي قدرة فظلمني بها و بغى علي بمكانها و استطال و تعزز بسلطانه
الذي خولته إياه و تجبر و افتخر بعلو حاله الذي نولته و غره إملاؤك له و أطغاه حلمك عنه فقصدني بمكروه عجزت عن الصبر عليه و تعمدني بشر ضعفت عن احتماله و لم أقدر على الانتصاف منه لضعفي و لا على الانتصار لقلتي فوكلت أمره إليك و توكلت في شأنه عليك و توعدته بعقوبتك و حذرته ببطشك و خوفته نقمتك فظن أن حلمك عنه من ضعف و حسب أن إملاءك له عن عجز و لم تنهه واحدة عن أخرى و لا أنزجر عن ثانية بأولى لكنه تمادى في غيه و تتابع في ظلمه و لج في عدوانه و استثرى في طغيانه جرأة عليك يا سيدي و مولاي و تعرضا لسخطك الذي لا ترده عن الظالمين و قلة اكتراث ببأسك الذي لا تحبسه عن الباغين فها أنا ذا يا سيدي مستضعف في يده مستضام تحت سلطانه مستذل بفنائه مغلوب مبغي علي مرعوب وجل خائف مروع مقهور قد قل صبري و ضاعت حيلتي و انغلقت علي المذاهب إلا إليك و انسدت عني الجهات إلا جهتك و التبست علي أموري في دفع مكروهه عني و اشتبهت على الآراء في إزالة ظلمه و خذلني من استنصرته من خلقك و أسلمني من تعلقت به من عبادك فاستشرت نصيحي فأشار علي بالرغبة إليك و استرشدت دليلي فلم يدلني إلا عليك فرجعت إليك يا مولاي صاغرا راغما مستكينا عالما أنه لا فرج لي إلا عندك و لا خلاص لي إلا بك أنتجز وعدك في نصرتي و إجابة دعائي لأن قولك الحق الذي لا يرد و لا يبدل و قد قلت تباركت و تعاليت وَ مَنْ... بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ و قلت جل ثناؤك و تقدست أسماؤك ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فأنا فاعل ما أمرتني به لا منا عليك و كيف آمن به و أنت عليه دللتني فاستجب لي كما وعدتني يا من لا يخلف الميعاد و إني لأعلم يا سيدي إن لك يوما تنتقم فيه من الظالم للمظلوم و أتيقن أن لك وقتا تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب لأنه لا يسبقك معاند و لا يخرج من قبضتك منابذ و لا تخاف فوت فائت و لكن جزعي و هلعي لا يبلغان الصبر على أناتك و انتظار حلمك فقدرتك يا سيدي فوق
كل قدرة و سلطانك غالب كل سلطان و معاد كل أمد إليك و إن أمهلته و رجوع كل ظالم إليك و أن أنظرته و قد أضرني يا سيدي حلمك عن فلان و طول أناتك له و إمهالك إياه فكاد القنوط يستولي علي لو لا الثقة بك و اليقين بوعدك فإن كان في قضائك النافذ و قدرتك الماضية أنه ينيب أو يتوب أو يرجع عن ظلمي و يكف عن مكروهي و ينتقل عن عظيم ما ركب مني فصل اللهم على محمد و آل محمد و أوقع ذلك في قلبه الساعة الساعة قبل إزالة نعمتك التي أنعمت بها علي و تكدير معروفك الذي صنعته عندي و إن كان علمك به غير ذلك من مقامه على ظلمي فإني أسألك يا ناصر المظلومين المبغي عليهم إجابة دعوتي فصل على محمد و آل محمد و خذه من مأمنه أخذ عزيز مقتدر و افجأه في غفلته مفاجأة مليك منتصر و اسلبه نعمته و سلطانه و افضض عنه جموعه و أعوانه و مزق ملكه كل ممزق و فرق أنصاره كل مفرق و أعره من نعمتك التي لا يقابلها بالشكر و انزع عنه سربال عزك الذي لم يجازه بإحسان و اقصمه يا قاصم الجبابرة و أهلكه يا مهلك القرون الخالية و أبره يا مبير الأمم الظالمة و اخذله يا خاذل الفرق الباغية و ابتر عمره و ابتزه ملكه و عف أثره و اقطع خبره و أطف ناره و أظلم نهاره و كور شمسه و أزهق نفسه و اهشم سوقه و جب سنامه و أرغم أنفه و عجل حتفه و لا تدع له جنة إلا هتكتها و لا دعامة إلا قصمتها و لا كلمة مجتمعة إلا فرقتها و لا قائمة علو إلا وضعتها و لا ركنا إلا وهنته و لا سببا إلا قطعته و أرنا أنصاره عباديد بعد الألفة و شتى بعد اجتماع الكلمة و مقنعي الرءوس بعد الظهور على الأمة و اشف بزوال أمره القلوب الوجلة و الأفئدة اللهفة و الأمة المتحيرة و البرية الضائعة و أدل ببواره الحدود المعطلة و السنن الداثرة و الأحكام المهملة و المعالم المغيرة و الآيات المحرفة و المدارس المهجورة و المحاريب المجفوة و المشاهد المهدومة و أشبع به الخماص الساغبة و ارو به اللهوات اللاغبة و الأكباد الظامئة و أرح به الأقدام المتعبة و اطرقه بليله لا أخت لها و بساعة لا مثوى فيها و بنكبة لا انتعاش معها و بعثرة لا إقالة منها و أبح حريمه و نغص نعيمه و أره بطشتك الكبرى و نقمتك المثلى و قدرتك التي فوق قدرته و سلطانك الذي هو أعز من سلطانه و اغلبه لي بقوتك القوية و محالك الشديد و امنعني منه بمنعك الذي كل خلق فيه ذليل و ابتله بفقر لا تجبره و بسوء لا تستره و كله إلى نفسه فيما يريد إنك فعال لما تريد و أبرئه من حولك و قوتك و كله إلى حوله و قوته و أزل مكره بمكرك و ادفع مشيته بمشيتك و أسقم جسده و أيتم ولده و انقص أجله و خيب أمله و أدل دولته و أطل عولته و اجعل شغله في بدنه و لا تفكه من حزنه و صير كيده في ضلال و أمره إلى زوال و نعمته إلى انتقال و جده في سفال و سلطانه في اضمحلال و عاقبته إلى شر مآل و أمته بغيظه إن أمته و أبقه بحسرته إن أبقيته و قني شره و همزه و لمزه و سطوته و عداوته و ألمحه لمحة تدمر بها عليه فإنك أَشَدُّ بَأْساً وَ أَشَدُّ تَنْكِيلًا
قنوت الإمام علي بن موسى الرضا ع الفزع الفزع إليك يا ذا المحاضرة و الرغبة الرغبة إليك يا من به المفاخرة و أنت اللهم مشاهد هواجس النفوس و مراصد حركات القلوب و مطالع مسرات السرائر من غير تكلف و لا تعسف و قد ترى اللهم ما ليس عنك بمنطوي و لكن حلمك آمن أهله عليه جرأة و تمردا و عتوا و عنادا و ما يعانيه أولياؤك من تعفية آثار الحق و دروس معالمه و تزيد الفواحش و استمرار أهلها عليها و ظهور الباطل و عموم التغاشم و التراضي بذلك في المعاملات و المتصرفات قد جرت به العادات و صار كالمفروضات و المسنونات اللهم فبادرنا منك بالعون الذي من أعنته به فاز و من أيدته لم يخف لمز لماز و خذ الظالم أخذا عنيفا و لا تكن له راحما و لا به رءوفا اللهم اللهم اللهم بادرهم اللهم عاجلهم اللهم لا تمهلهم اللهم غادرهم بكرة و هجرة و سحرة و بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ و ضُحًى وَ هُمْ يَلْعَبُونَ و مكرا و هم يمكرون و فجأة و هم آمنون اللهم بددهم و بدد أعوانهم و اغلل أعضادهم و اهزم جنودهم و افلل حدهم و اجتث سنامهم و أضعف عزائمهم اللهم امنحنا أكتافهم و بدلهم بالنعم النقم و بدلنا من محاذرتهم و بغيهم السلامة و أغنمناهم أكمل المغنم اللهم لا ترد عنهم بأسك الذي إذا حل بقوم فساء صباح المنذرين و دعا ع في قنوته يا من شهد خواطر الأسرار مشاهدة ظواهر جاريات الأخبار عجز قلبي عن جميل فنون الأقدار و ضعفت قوتي عن النهوض بفوادح المكار و لمم الشيطان و وسوسة النفس بالطغيان المتتابعة في الليل و النهار بالعصيان فإن عصمتني بعصم الأبرار و منحتني منح أهل الاستبصار و أعنتني بتعجيل الانتصار و إلا فأنا من واردي النار اللهم فصل على محمد و آله و جللني عصمة تدرأ عني الإصرار و تحط بها عن ظهري ما أثقله من الآصار
أقول ليس هذا الدعاء في أكثر النسخ و لعله من زيادات بعض القاصرين و لا يشبه سائر ما روي عن الطاهرين و في رواية الكفعمي مكانه الدعاء الذي سنذكره برواية الصدوق ره في العيون أوله اللهم يا ذا القدرة الجامعة ثم كتب في حاشيته هذا الدعاء لم يذكره السيد ابن طاوس ره بل ذكر في آخر الكتاب المذكور و لم يفعل كما فعل في قنوت غيره من الأئمة ع فأحببت أن أضع هذا الدعاء في هذا المكان لتكون القنوتات كلها على وتيرة واحدة و هذا الدعاء ذكره الطبرسي رحمه الله في كتابه كتاب كنوز النجاح و رواه أبو جعفر بن بابويه ثم ذكر الحديث كما سيأتي و لنرجع إلى سياق الحديث في الأدعية على الروايتين
قنوت الإمام محمد بن موسى ع اللهم منائحك متتابعة و أياديك متوالية و نعمك سابغة و شكرنا قصير و حمدنا يسير و أنت بالتعطف على من اعترف جدير اللهم و قد غص أهل الحق بالريق و ارتبك أهل الصدق في المضيق و أنت اللهم بعبادك و ذوي الرغبة إليك شفيق و بإجابة دعائهم و تعجيل الفرج عنهم حقيق اللهم فصل على محمد و آل محمد و بادرنا منك بالعون الذي لا خذلان بعده و النصر الذي لا باطل يتكأده و أتح لنا من لدنك متاحا فياحا يأمن فيه وليك و يخيب فيه عدوك و تقام فيه معالمك و تظهر فيه أوامرك و تنكف فيه عوادي عداتك اللهم بادرنا منك بدار الرحمة و بادر أعداءك من بأسك بدار النقمة اللهم أعنا و أغثنا و ارفع نقمتك عنا و أحلها بالقوم الظالمين و دعا في قنوته اللهم أنت الأول بلا أولية معدودة و الآخر بلا آخرية محدودة أنشأتنا لا لعلة اقتسارا و اخترعتنا لا لحاجة اقتدارا و ابتدعتنا بحكمتك اختيارا و بلوتنا بأمرك و نهيك اختبارا و أيدتنا بالآلات و منحتنا بالأدوات و كفلتنا الطاقة و جشمتنا الطاعة فأمرت تخييرا و نهيت تحذيرا و خولت كثيرا و سألت يسيرا فعصي أمرك فحلمت و جهل قدرك فتكرمت فأنت رب العزة و البهاء و العظمة و الكبرياء و الإحسان و النعماء و المن و الآلاء و المنح و العطاء و الإنجاز و الوفاء لا تحيط القلوب لك بكنه و لا تدرك الأوهام لك صفة و لا يشبهك شيء من خلقك و لا يمثل بك شيء من صنعتك تباركت أن تحس أو تمس أو تدركك الحواس الخمس و أنى يدرك مخلوق خالقه و تعاليت يا إلهي عما يقول الظالمون علوا كبيرا اللهم أدل لأوليائك من أعدائك الظالمين الباغين الناكثين القاسطين المارقين الذين أضلوا عبادك و حرفوا كتابك و بدلوا أحكامك و جحدوا حقك و جلسوا مجالس أوليائك جرأة منهم عليك و ظلما منهم لأهل بيت نبيك عليهم سلامك و صلواتك و رحمتك و بركاتك فضلوا و أضلوا خلقك و هتكوا حجاب سرك عن عبادك و اتخذوا اللهم مالك دولا و عبادك خولا و تركوا اللهم عالم أرضك في بكماء عمياء ظلماء مدلهمة فأعينهم مفتوحة و قلوبهم عمية و لم تبق لهم اللهم عليك من حجة لقد حذرت اللهم عذابك و بينت نكالك و وعدت المطيعين إحسانك و قدمت إليهم بالنذر فآمنت طائفة و أيدت اللهم الذين آمنوا على عدوك و عدو أوليائك فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ و إلى الحق داعين و للإمام المنتظر القائم بالقسط تابعين و جدد اللهم على أعدائك و أعدائهم نارك و عذابك الذي لا تدفعه عن القوم الظالمين اللهم صل على محمد و آل محمد و قو ضعف المخلصين لك بالمحبة المشايعين لنا بالموالاة المتبعين لنا بالتصديق و العمل المؤازرين لنا بالمواساة فينا المحيين ذكرنا عند اجتماعهم و شدد اللهم ركنهم و سدد لهم اللهم دينهم الذي ارتضيته لهم و أتمم عليهم نعمتك و خلصهم و استخلصهم و سد اللهم فقرهم و المم اللهم شعث فاقتهم و اغفر اللهم ذنوبهم و خطاياهم و لا تزغ قلوبهم بعد إذ هديتهم و لا تخلهم أي رب بمعصيتهم و احفظ لهم ما منحتهم به من الطهارة بولاية أوليائك و البراءة من أعدائك إنك سميع مجيب و صلى الله على محمد و آله الطاهرين أجمعين
قنوت الإمام مولانا الزكي علي بن محمد بن علي الرضا ع مناهل كراماتك بجزيل عطياتك مترعة و أبواب مناجاتك لمن أمك مشرعة و عطوف لحظاتك لمن ضرع إليك غير منقطعة و قد ألجم الحذار و اشتد الاضطرار و عجز عن الاصطبار أهل الانتظار و أنت اللهم بالمرصد من المكار اللهم و غير مهمل مع الإمهال و اللائذ بك آمن و الراغب إليك غانم و القاصد اللهم لبابك سالم اللهم فعاجل من قد استن في طغيانه و استمر على جهالته لعقباه في كفرانه و أطمعه حلمك عنه في نيل إرادته فهو يتسرع إلى أوليائك بمكارهه و يواصلهم بقبائح مراصده و يقصدهم في مظانهم بأذيته اللهم اكشف العذاب عن المؤمنين و ابعثه جهرة على الظالمين اللهم اكفف العذاب عن المستجيرين و اصببه على المغترين اللهم بادر عصبة الحق بالعون و بادر أعوان الظلم بالقصم اللهم أسعدنا بالشكر و امنحنا النصر و أعذنا من سوء البداء و العاقبة و الختر و دعا ع في قنوته يا من تفرد بالربوبية و توحد بالوحدانية يا من أضاء باسمه النهار و أشرقت به الأنوار و أظلم بأمره حندس الليل و هطل بغيثه وابل السيل يا من دعاه المضطرون فأجابهم و لجأ إليه الخائفون فآمنهم و عبده الطائعون فشكرهم و حمده الشاكرون فأثابهم ما أجل شأنك و أعلى سلطانك و أنفذ أحكامك أنت الخالق بغير تكلف و القاضي بغير تحيف حجتك البالغة و كلمة الدامغة بك اعتصمت و تعوذت من نفثات العندة و رصدات الملحدة الذين ألحدوا في أسمائك و رصدوا بالمكاره لأوليائك و أعانوا على قتل أنبيائك و أصفيائك و قصدوا لإطفاء نورك بإذاعة سرك و كذبوا رسلك و صدوا عن آياتك و اتخذوا من دونك و دون رسولك و دون المؤمنين وليجة رغبة عنك و عبدوا طواغيتهم و جوابيتهم بدلا منك فمننت على أوليائك بعظيم نعمائك و جدت عليهم بكريم آلائك و أتممت لهم ما أوليتهم بحسن جزائك حفظا لهم من معاندة الرسل و ضلال السبل و صدقت لهم بالعهود ألسنة الإجابة و خشعت لك بالعقود قلوب الإنابة أسألك اللهم باسمك الذي خشعت له السماوات و الأرض و أحييت به موات الأشياء و أمت به جميع الأحياء و جمعت به كل متفرق و فرقت به كل مجتمع و أتممت به الكلمات و رأيت به كبرى الآيات و تبت به على التوابين و أخسرت به عمل المفسدين فجعلت عملهم هباء منثورا و تبرتهم تتبيرا أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل شيعتي من الذين حملوا فصدقوا و استنطقوا فنطقوا آمنين مأمونين اللهم إني أسألك لهم توفيق أهل الهدى و أعمال أهل اليقين و مناصحة أهل التوبة و عزم أهل الصبر و تقية أهل الورع و كتمان الصديقين حتى يخافوك
اللهم مخافة تحجزهم عن معاصيك و حتى يعملوا بطاعتك لينالوا كرامتك و حتى يناصحوا لك و فيك خوفا منك و حتى يخلصوا لك النصيحة في التوبة حبا لهم فتوجب لهم محبتك التي أوجبتها للتوابين و حتى يتوكلوا عليك في أمورهم كلها حسن ظن بك و حتى يفوضوا إليك أمورهم ثقة بك اللهم لا تنال طاعتك إلا بتوفيقك و لا تنال درجة من درجات الخير إلا بك اللهم يا مالك يوم الدين العالم بخفايا صدور العالمين طهر الأرض من نجس أهل الشرك و أخرس الخراصين عن تقولهم على رسولك الإفك اللهم اقصم الجبارين و أبر المفترين و أيد الأفاكين الذين إذا تتلى عليهم آيات الرحمن قالوا أساطير الأولين و أنجز لي وعدك إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ و عجل فرج كل طالب مرتاد إنك لبالمرصاد للعباد و أعوذ بك من كل لبس ملبوس و من كل قلب عن معرفتك محبوس و من نفس تكفر إذا أصابها بؤس و من واصف عدل عمله عن العدل معكوس و من طالب للحق و هو عن صفات الحق منكوس و من مكتسب إثم بإثمه مركوس و من وجه عند تتابع النعم عليه عبوس أعوذ بك من ذلك كله و من نظيره و أشكاله و أمثاله إنك عليم حكيم
قنوت مولانا الوفي الحسن بن علي العسكري ع يا من غشي نوره الظلمات يا من أضاءت بقدسه الفجاج المتوعرات يا من خشع له أهل الأرض و السماوات يا من بخع له بالطاعة كل متجبر عات يا عالم الضمائر المستخفيات وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ و عاجلهم بنصرك الذي وعدتهم إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ و عجل اللهم اجتياح أهل الكيد و أوبهم إلى شر دار في أعظم نكال و أقبح مثاب اللهم إنك حاضر أسرار خلقك و عالم بضمائرهم و مستغن لو لا الندب باللجأ إلى تنجز ما وعدت اللاجين عن كشف مكامنهم و قد تعلم يا رب ما أسره و أبديه و أنشره و أطويه و أظهره و أخفيه على متصرفات أوقاتي و أصناف حركاتي في جميع حاجاتي و قد ترى يا رب ما قد تراطم فيه أهل ولايتك و استمر عليهم من أعدائك غير ظنين في كرم و لا ضنين بنعم لكن الجهد يبعث على الاستزادة و ما أمرت به من الدعاء إذا أخلص لك اللجأ يقتضي إحسانك شرط الزيادة و هذه النواصي و الأعناق خاضعة لك بذل العبودية و الاعتراف بملكة الربوبية داعية بقلوبها و مشخصات إليك في تعجيل الإنالة و ما شئت كان و ما تشاء كائن أنت المدعو المرجو المأمول المسئول لا ينقصك نائل و إن اتسع و لا يحلفك سائل و إن ألح و ضرع ملكك لا يخلقه التنفيد و عزك الباقي على التأبيد و ما في الأعصار من مشيتك بمقدار و أنت الله لا إله إلا أنت الرءوف الجبار اللهم أيدنا بعونك و اكنفنا بصونك و أنلنا منال المعتصمين بحبلك المستظلين بظلك و دعا ع في قنوته و أمر أهل قم بذلك لما شكوا من موسى بن بغا الحمد لله شاكرا لنعمائه و استدعاء لمزيده و استخلاصا به دون غيره و عياذا به من كفرانه و الإلحاد في عظمته و كبريائه حمد من يعلم أن ما به من نعماء فمن عند ربه و ما مسه من عقوبة فبسوء جناية يده و صلى الله على محمد عبده و رسوله و خيرته من خلقه و ذريعة المؤمنين إلى رحمته و آله الطاهرين ولاة أمره اللهم إنك ندبت إلى فضلك و أمرت بدعائك و ضمنت الإجابة لعبادك و لم تخيب من فزع إليك برغبة و قصد إليك بحاجة و لم ترجع يد طالبة صفرا من عطائك و لا خائبة من نحل هباتك و أي راحل رحل إليك فلم يجدك قريبا أو أي وافد وفد عليك فاقتطعته عوائد الرد دونك بل أي محتفر من فضلك لم يمهه فيض جودك و أي مستنبط لمزيدك أكدى دون استماحة سجال عطيتك اللهم و قد قصدت إليك برغبتي و قرعت باب فضلك يد مسألتي و ناجاك بخشوع الاستكانة قلبي و وجدتك خير شفيع لي إليك و قد علمت ما يحدث من طلبتي قبل أن يخطر بفكري أو يقع في خلدي فصل اللهم دعائي إياك بإجابتي و اشفع مسألتي بنجح طلبتي اللهم و قد شملنا زيغ الفتن و استولت علينا غشوة الحيرة و قارعنا
الذل و الصغار و حكم علينا غير المأمونين في دينك و ابتز أمورنا معادن الأبن ممن عطل حكمك و سعى في إتلاف عبادك و إفساد بلادك اللهم و قد عاد فيئنا دولة بعد القسمة و إمارتنا غلبة بعد المشورة و عدنا ميراثا بعد الاختيار للأمة فاشتريت الملاهي و المعازف بسهم اليتيم و الأرملة و حكم في أبشار المؤمنين أهل الذمة و ولي القيام بأمورهم فاسق كل قبيلة فلا ذائد يذودهم عن هلكة و لا راع ينظر إليهم بعين الرحمة و لا ذو شفقة يشبع الكبد الحرى من مسغبة فهم أولو ضرع بدار مضيعة و أسراء مسكنة و حلفاء كآبة و ذلة اللهم و قد استحصد زرع الباطل و بلغ نهايته و استحكم عموده و استجمع طريده و خذرف وليده و بسق فرعه و ضرب بجرانه اللهم فاتح له من الحق يدا حاصدة تصرع قائمه و تهشم سوقه و تجب سنامه و تجدع مراغمه ليستخفي الباطل بقبح صورته و يظهر الحق بحسن حليته اللهم و لا تدع للجور دعامة إلا قصمتها و لا جنة إلا هتكتها و لا كلمة مجتمعة إلا فرقتها و لا سرية ثقل إلا خففتها و لا قائمة علو إلا حططتها و لا رافعة علم إلا نكستها و لا خضراء إلا أبرتها اللهم فكور شمسه و حط نوره و اطمس ذكره و ارم بالحق رأسه و فض جيوشه و أرعب قلوب أهله اللهم و لا تدع منه بقية إلا أفنيت و لا بنية إلا سويت و لا حلقة إلا فصمت و لا سلاحا إلا أفللت و لا كراعا إلا اجتحت و لا حاملة علم إلا نكست اللهم و أرنا أنصاره عباديد بعد الألفة و شتى بعد اجتماع الكلمة و مقنعي الرءوس بعد الظهور على الأمة و أسفر لنا عن نهار العدل و أرناه سرمدا لا ظلمة فيه و نورا لا شوب معه و أهطل علينا ناشئته و أنزل علينا بركته و أدل له ممن ناواه و انصره على من عاداه اللهم و أظهر به الحق و أصبح به في غسق الظلم و بهم الحيرة اللهم و أحي به القلوب الميتة و اجمع به الأهواء المتفرقة و الآراء المختلفة و أقم به الحدود المعطلة و الأحكام المهملة و أشبع به الخماص الساغبة و أرح به الأبدان المتعبة كما ألهجتنا بذكره و أخطرت ببالنا دعاءك له و وفقتنا للدعاء إليه و حياشة أهل الغفلة عليه و أسكنت في قلوبنا محبته و الطمع فيه و حسن الظن بك لإقامة مراسمه اللهم فآت لنا منه على أحسن يقين يا محقق الظنون الحسنة و يا مصدق الآمال المبطئة اللهم و أكذب به المتألين عليك فيه و أخلف به ظنون القانطين من رحمتك و الآيسين منه اللهم اجعلنا سببا من أسبابه و علما من إعلامه و معقلا من معاقله و نضر وجوهنا بتحليته و أكرمنا بنصرته و اجعل فينا خيرا تظهرنا له و به و لا تشمت بنا حاسدي النعم و المتربصين بنا حلول الندم و نزول المثل فقد ترى يا رب براءة ساحتنا و خلو ذرعنا من الإضمار لهم على إحنة و التمني لهم وقوع جائحة و ما تنازل من تحصينهم بالعافية و ما أضبوا لنا من انتهاز الفرصة و طلب الوثوب بنا عند الغفلة اللهم و قد عرفتنا من أنفسنا و بصرتنا من عيوبنا خلالا نخشى أن تقعد بنا عن استيهال إجابتك و أنت المتفضل على غير المستحقين و المبتدئ بالإحسان غير السائلين فآت لنا في أمرنا على حسب كرمك و جودك و فضلك و امتنانك إنك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد إنا إليك راغبون و من جميع ذنوبنا تائبون اللهم و الداعي إليك و القائم بالقسط من عبادك الفقير إلى رحمتك المحتاج إلى معونتك على طاعتك إذ ابتدأته بنعمتك و ألبسته أثواب كرامتك و ألقيت عليه محبة طاعتك و ثبت وطأته في القلوب من محبتك و وفقته للقيام بما أغمض فيه أهل زمانه من أمرك و جعلته مفزعا لمظلومي عبادك و ناصرا لمن لا يجد له ناصرا غيرك و مجددا لما عطل من أحكام كتابك و مشيدا لما رد من أعلام سنن نبيك عليه و آله سلامك و صلواتك و رحمتك و بركاتك فاجعله اللهم في حصانة من بأس المعتدين و أشرق به القلوب المختلفة من بغاة الدين و بلغ به أفضل ما بلغت به القائمين بقسطك من أتباع النبيين اللهم و أذلل به من لم تسهم له في الرجوع إلى محبتك و من نصب له العداوة و ارم بحجرك الدامغ من أراد التأليب على دينك بإذلاله و تشتيت جمعه و اغضب
لمن لا ترة له و لا طائلة و عادى الأقربين و الأبعدين فيك منا منك عليه لا منا منه عليك اللهم فكما نصب نفسه غرضا فيك للأبعدين و جاد ببذل مهجته لك في الذب عن حريم المؤمنين و رد شر بغاة المرتدين المريبين حتى أخفى ما كان جهر به من المعاصي و أبدى ما كان نبذه العلماء وراء ظهورهم مما أخذت ميثاقهم على أن يبينوه للناس و لا يكتموه و دعا إلى إفرادك بالطاعة و ألا يجعل لك شريكا من خلقك يعلو أمره على أمرك مع ما يتجرعه فيك من مرارات الغيظ الجارحة بمواس القلوب و ما يعتوره من الغموم و يفرغ عليه من أحداث الخطوب و يشرق به من الغصص التي لا تبتلعها الحلوق و لا تحنو عليها الضلوع من نظرة إلى أمر من أمرك و لا تناله يده بتغييره و رده إلى محبتك فاشدد اللهم أزره بنصرك و أطل باعه فيما قصر عنه من إطراد الراتعين حماك و زده في قوته بسطة من تأييدك و لا توحشنا من أنسه و لا تخترمه دون أمله من الصلاح الفاشي في أهل ملته و العدل الظاهر في أمته اللهم و شرف بما استقبل به من القيام بأمرك لدى موقف الحساب مقامه و سر نبيك محمدا صلواتك عليه و آله برؤيته و من تبعه على دعوته و أجزل له على ما رأيته قائما به من أمرك ثوابه و ابن قرب دنوه منك في حياته و ارحم استكانتنا من بعده و استخذاءنا لمن كنا نقمعه به إذ أفقدتنا وجهه و بسطت أيدي من كنا نبسط أيدينا عليه لنرده عن معصيته و افتراقنا بعد الألفة و الاجتماع تحت ظل كنفه و تلهفنا عند الفوت على ما أقعدتنا عنه من نصرته و طلبنا من القيام بحق ما لا سبيل لنا إلى رجعته و اجعله اللهم في أمن مما يشفق عليه منه و رد عنه من سهام المكايد ما يوجهه أهل الشنآن إليه و إلى شركائه في أمره و معاونيه على طاعة ربه الذين جعلتهم سلاحه و حصنه و مفزعه و أنسه الذين سلوا عن الأهل و الأولاد و جفوا الوطن و عطلوا الوثير من المهاد و رفضوا تجاراتهم و أضروا بمعايشهم و فقدوا في أنديتهم بغير غيبة عن مصرهم و خالفوا البعيد ممن عاضدهم على أمرهم و قلوا القريب ممن صد عنهم و عن جهتهم فأتلفوا بعد التدابر و التقاطع في دهرهم و قلعوا الأسباب المتصلة بعاجل حطام الدنيا فاجعلهم اللهم في أمن حرزك و ظل كنفك و رد عنهم بأس من قصد إليهم بالعداوة من عبادك و أجزل لهم على دعوتهم من كفايتك و معونتك و أيدهم بتأييدك و نصرك و أزهق بحقهم باطل من أراد إطفاء نورك اللهم و املأ كل أفق من الآفاق و قطر من الأقطار قسطا و عدلا و مرحمة و فضلا و اشكرهم على حسب كرمك و جودك ما مننت به على القائمين بالقسط من عبادك و ادخرت لهم من ثوابك ما ترفع لهم به الدرجات إنك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد
قنوت مولانا الحجة بن الحسن ع اللهم صل على محمد و آل محمد و أكرم أولياءك بإنجاز وعدك و بلغهم درك ما يأملون من نصرك و اكفف عنهم بأس من نصب الخلاف عليك و تمرد بمنعك على ركوب مخالفتك و استعان برفدك على فل حدك و قصد لكيدك بأيدك و وسعته حلما لتأخذه على جهرة أو تستأصله على غرة فإنك اللهم قلت و قولك الحق حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّيَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ و قلت فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ و إن الغاية عندنا قد تناهت و إنا لغضبك غاضبون و إنا على نصر الحق متعاصبون و إلى ورود أمرك مشتاقون و لإنجاز وعدك مرتقبون و لحول وعيدك بأعدائك متوقعون اللهم فأذن بذلك و افتح طرقاته و سهل خروجه و وطئ مسالكه و أشرع شرائعه و أيد جنوده و أعوانه و بادر بأسك القوم الظالمين و ابسط سيف نقمتك على أعدائك المعاندين و خذ بالثار إنك جواد مكار و دعا ع في قنوته اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يا ماجد يا جواد يا ذا الجلال و الإكرام يا بطاش يا ذا البطش الشديد يا فعالا لما يريد يا ذا القوة المتين يا رءوف يا رحيم يا لطيف يا حي حين لا حي اللهم أسألك باسمك المخزون المكنون الحي القيوم الذي استأثرت به في علم الغيب عندك و لم يطلع عليه أحد من خلقك و أسألك باسمك الذي تصور به خلقك في الأرحام كيف تشاء و به تسوق إليهم أرزاقهم في أطباق الظلمات من بين العروق و العظام و أسألك باسمك الذي ألفت به بين قلوب أوليائك و ألفت بين الثلج و النار لا هذا يذيب هذا و لا هذا يطفئ هذا و أسألك باسمك الذي كونت به طعم المياه و أسألك باسمك الذي أجريت به الماء في عروق النبات بين أطباق الثرى و سقت الماء إلى عروق الأشجار بين الصخرة الصماء و أسألك باسمك الذي كونت به طعم الثمار و ألوانها و أسألك باسمك الذي به تبدئ و تعيد و أسألك باسمك الفرد الواحد المتفرد بالوحدانية المتوحد بالصمدانية و أسألك باسمك الذي فجرت به الماء من الصخرة الصماء و سقته من حيث شئت و أسألك باسمك الذي خلقت به خلقك و رزقتهم كيف شئت و كيف شاءوا يا من لا تغيره الأيام و الليالي أدعوك بما دعاك به نوح حين ناداك فأنجيته و من معه و أهلكت قومه و أدعوك بما دعاك به إبراهيم خليلك حين ناداك فأنجيته و جعلت النار عليه بردا و سلاما و أدعوك بما دعاك به موسى كليمك حين ناداك ففرقت له البحر فأنجيته و بني إسرائيل و أغرقت فرعون و قومه في اليم و أدعوك بما دعاك به عيسى ع روحك حين ناداك فنجيته من أعدائه و إليك رفعته و أدعوك بما دعاك به حبيبك و صفيك و نبيك محمد ص فاستجبت له و من الأحزاب نجيته و على أعدائك نصرته و أسألك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت يا من لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ يا من أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً وَ أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً يا من لا تغيره الأيام و الليالي و لا تتشابه عليه الأصوات و لا تخفى عليه اللغات و لا يبرمه إلحاح الملحين أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد خيرتك من خلقك فصل عليهم بأفضل صلواتك و صل على جميع النبيين و المرسلين الذين بلغوا عنك الهدى و عقدوا لك المواثيق بالطاعة و صل على عبادك الصالحين يا من لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ أنجز لي ما وعدتني و اجمع لي أصحابي و صبرهم و انصرني على أعدائك و أعداء رسولك و لا تخيب دعوتي فإني عبدك ابن عبدك ابن أمتك أسير بين يديك سيدي أنت الذي مننت علي بهذا المقام و تفضلت به علي دون كثير من خلقك أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تنجز لي ما وعدتني إنك أنت الصادق و لا تخلف الميعاد و أنت على كل شيء قدير
توضيح قوله و استثنى عليهم أي شرط على ورثة محمد بن عثمان أن لا يأخذوا منه المدرج و العكاز. أقول روى الكفعمي في البلد الأمين هذه القنوتات و زاد في أولها دعاء صنمي قريش و دعاء آخر مرويين عن أمير المؤمنين ع كما سيأتي و كتب في الهامش هذا القنوت المتقدم لأمير المؤمنين ع لم يذكره السيد في مهجه بل ذكر قنوتات الأئمة الأحد عشر ع و ابتدأ بذكر قنوت الحسن ع فأحببت أن أضع قنوت مولانا أمير المؤمنين ع في هذا المكان لتكون القنوتات كعدد الاثني عشر و العيون المنبجسة من الحجر ثم زاد في موضعين آخرين أشرنا إليهما و لنوضح بعض ما يحتاج إلى الإيضاح من تلك الأدعية. المكلوم المجروح و الديموم في اللغة الفلاة الواسعة و لعله استعير هنا لسعة جوده و رحمته تعالى و يحتمل أن يكون مبالغة في الدوام على خلاف القياس و الصدر الرجوع و المراد هنا الحدوث و الصدور و قد أبنت عن عقود كل قوم أي أظهرت عقائدهم و ضمائرهم التي يخفونها ما تحملت على صيغة الغيبة أي كلفتها ما يمكنها إدراكه و الوصول إليه على ما تعلمه بعلمك المغيب عن حواس الخلق و عقولهم فالظرفية مجازية أو بصيغة الخطاب أي أظهرت لها ما كنت عالما بها في الدرجة التي لم تصل إليها عقول الخلق فالظرف متعلق بتحملت أو حال من فاعله. و أنت ولي ما توليت أي أنت المستحق لما توليت من خلق الأشياء و حفظها و تربيتها و أمر العباد بأن يعبدوك و أولى بجميع ذلك تشهد الانفعال أي ما نتحمله من ظلم الظالمين و في القاموس الخبال كسحاب النقصان و الهلاك و العناء و الخابل المفسد و قال جنح جنوحا مال و جنوح الليل إقباله و قال أنى الحميم انتهى حره فهو آن و العادية الخيل تعدو و الرجال يعدون و يقال دفعت عنك عادية فلان أي ظلمه و شره و أهل المشايعة المراد به شيعتهم ع. لغيظهم أكظم هذا هو الظاهر و في أكثر النسخ لكظمهم أكظم و هو لا يخلو من تكلف إذ كظم الغيظ رده و حبسه و في بعضها ككظمهم و هو أقرب و في بعضها لكنظهم بالنون قال الفيروزآبادي كنظه الأمر يكنظه و يكنظه و تكنظه بلغ مشقته و غمه و ملأه و الكنظة بالضم الضغطة. و قال المدى الغاية و قال سكع كمنع و فرح مشى مشيا متعسفا لا يدري أين يأخذ من بلاد الله و تحير كتسكع و تسكع تمادى في الباطل و المكفوف أي الأعمى أو الممنوع عن الخير و الرشد و الظنن كعنب جمع الظنة بالكسر بمعنى التهمة و المكمن محل الكمون و الاستخفاء. مناصب أوامرك أي نصبت في عقولهم أوامرك و نواهيك بحيث لا يغفلون عنهما طرفة عين ما أممتني أي ما قصدتني به أو ما أمرتني بقصده و جعلتني قاصدا له يقال أمه و أممه أي قصده و لا تقعدني عن حولك أي لا تجعلني عاجزا عن نيل حولك و تأييدك و لعل الأظهر و لا تفقدني حولك. و المدرجة مصدر ميمي أو اسم مكان من درج دروجا أي مشى و المحجة جادة الطريق و تنيل بي أي توصل إلي و إلى غيري بسببي ما أتمناه لنفسي و لهم من الهداية و الكرامة و التأييد. أويت بي على بناء المجرد أي آويتني و لعله كان كذلك و فتنهم أي امتحنهم أو صفهم و خلصهم مما يكدرهم من قولهم فتنت الذهب إذا أدخلته النار لتخليصه
تفتين الاجتباء أي اختبارا يصير سببا لاجتبائهم و استخلاصهم من الشك و الشرك لا اختبارا يوضح عن ضلالهم و كفرهم و في القاموس اللمم محركة الجنون و صغار الذنوب و إصابته من الجن لمة أي مس أو قليل و اللمة الشدة. و قال ولع به كوجل ولعا محركة استخف و كذب و بحقه ذهب و ما أدري ما ولعه ما حبسه و أولعه به أغراه به و قال الطيف الغضب و الجنون و الخيال في المنام أو مجيئه في النوم و قال الظنين المتهم و لعل المراد بالمظنون هنا المظنون به السوء تأكيدا للظنين أو المراد بالظنين المتهم في الدين و بالظنون المتهم في الأعمال و الريب الظنة و التهمة و قد رابني و أرابني و ارتاب شك و به اتهمه ذكره الفيروزآبادي. واقعة بالنصب حالا من الموصول باعتبار المعنى فإن المراد به المصيبة النازلة و القضية الواقعة و تذكير الضمير في كشفه باعتبار اللفظ أو بالرفع خبرا لمبتدإ محذوف و الدعامة بالكسر عماد البيت و نجم الشيء ظهر و المناص الملجأ و المفر و الرائد الذي يرسل في طلب الكلإ و الارتياد الطلب و الزناد بالكسر جمع الزند بالفتح و هو العود الذي يقدح به النار و الضمير راجع إلى الحق و الثأر بالهمزة و قد يخفف طلب الدم و إثارة الغبار تهييجه و ضمير مثيره إما راجع إلى الثأر أو إلى الحق و سائر الضمائر تحتمل وجوها لا تخفى على المتأمل. و البكر بالكسر أول كل شيء و سحف رأسه أي حلقه و الغائص المأمون سيد الأنبياء ص مديدتها أي نظرتها الممدودة المبسوطة طوتها عن إدراك صنعتك لعجزها عنه و ثنت الألباب أي عطفت و يقال استسن أي كبر سنه ذكره الفيروزآبادي و قال الغلواء بالضم و فتح اللام و تسكن الغلو و أول الشباب و سرعته كالغلوان بالضم أي واظب على غلوه في العداوة حتى كبر سنه و في رواية الكفعمي استسر بالراء و هو أنسب بما بعده و الخناق ككتاب الحبل يخنق به و كغراب داء يمنع معه نفوذ النفس إلى الرية و القلب و يقال أيضا أخذ بخناقه بالكسر و الضم و مخنقه أي بحلقه و الوثاق و يكسر ما يشد به. قد شجيت في بعض النسخ بالجيم و الياء المثناة التحتانية أي حزنت و الشجو الهم
و الحزن و في بعضها شجبت بالجيم و الباء الموحدة أي هلكت و في بعضها بالحاء المهملة و الباء الموحدة أي تغيرت و في بعضها محيت على المجهول من المحو و الأول أظهر. قد أودى أي هلك و الحبائل عروق الظهر و الضمير راجع إلى الصبر و المرصاد الطريق و المكان يرصد فيه العدو لا يعجلك على بناء الإفعال أي لا يصير خوف فوت إدراك أمر سببا لعجلتك فيه إذ لا يفوتك شيء و إنما يعجل من يخاف الفوت احتجاز محتجز أي امتناع ممتنع و الاستثبات التثبت و التأني في الأمر. لحرارة المعان أي من أعين بكثرة الأموال و الجنود فصار بذلك قويا و قال الفيروزآبادي الكمد بالفتح و بالتحريك تغير اللون و ذهاب صفائه و الحزن الشديد و مرض القلب منه و الكلاءة بالكسر الحراسة و قال هجس الشيء في صدره يهجس خطر بباله أو هو أن يحدث نفسه في صدره مثل الوسواس بعد المهل المهل بالتحريك المهلة و الرفق أي بعد و امتد مهلتك و تأنيك في عقابي أو أخذ من يعاديني. و أرأب الأمل قال في القاموس رأب الصدع كمنع أصلحه و شعبه كأرأبه و بينهم أصلح و الرأب الجمع و الشد يقال رأب الصدع إذا شعبه و رأب الشيء إذا جمعه و شده برفق أقول لعل المعنى أن الأمل يصلح أحوالي و يخفف أحزاني و لعل الأنسب أراب غير مهموز أي أوقعني في الريب بأنه لا يصدقني و في بعض النسخ و آب أي رجع و آن المنتقل أي الانتقال إلى الآخرة و انشقاق السماء بالنور لعله إشارة إلى قوله سبحانه يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ بأن يكون الغمام مشتملا على النور لتزول الملائكة فيها. لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ أي لا ترجع إليهم أعينهم و لا يطبقونها و لا يغمضونها وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ أي قلوبهم خالية من كل شيء فزعا و خوفا و قيل خالية من كل سرور و طمع في الخير لشدة ما يرون من الأهوال كالهواء الذي بين السماء و الأرض و قيل خالية من عقولهم و قيل زائلة عن مواضعها قد ارتفعت إلى حلوقهم لا تخرج و لا تعود إلى أماكنها بمنزلة الشيء الزاهد في جهات مختلفة المتردد في الهواء. و في القاموس رطمه أدخله في أمر لا يخرج منه فارتطم و الراطم اللازم للشيء و ارتطم عليه الأمر لم يقدر على الخروج منه و الشيء ازدحم و تراكم و قال احتقبه و استحقبه ادخره و قال وزره كوعده وزرا بالكسر حمله فهو موزور و قوله ص ارجعن مأزورات غير مأجورات للازدواج و لو أفرد لقيل موزورات و قال المحيص المحيد و المعدل و المميل و المهرب و الإفحام الإسكات. و لا عن اتهام مقدار أي ليس جزع القلوب ناشيا عن قلة الاستبصار و اليقين و لا عن اتهام قدر الله و قضائه بأنهما وقعا على خلاف المصلحة أو قدرة الله سبحانه بأن ننسبها إلى ضعف و في بعض النسخ و لا عن إبهام مقدار بالباء الموحدة أي ليس ناشيا عن أن مقدار زمان البلاء مبهم لا تعلم نهايته و الأول أظهر. و لكن لما يعاني على بناء المفعول أو بالتاء على بناء الفاعل بأن يكون المستتر راجعا إلى القلوب و النفوس و في بعض النسخ لما يعاين و هو أيضا يشمل الوجهين السابقين و قال الجوهري كبه لوجهه أي صرعه فأكب هو لوجهه و المنخر بفتح الميم و كسر الخاء ثقب الأنف و قد تكسر الميم اتباعا لكسرة الخاء و يقال غصصت بالماء أغص إذا شرقت به و يقال أغصصته فاغتص. و الدعاء لمنع التوبة و الإنابة لعله لغاية شقاوة المدعو عليه بحيث لا يستحق الرحمة و اللطف بوجه و يمكن حملهما على التوبة الظاهرة مع عدم الشرائط و حملهما على التوبة و الإنابة اللغويين أي الرجوع إلى الظلم و العدوان بعيد جدا. و قال في النهاية الوطء في الأصل الدوس بالقدم فسمي به الغزو و القتل لأن من يطأ على الشيء برجله فقد استقصى في هلاكه و إهانته و منه الحديث اللهم اشدد وطأتك على مضر أي خذهم أخذا شديدا و قال الحشرجة الغرغرة عند الموت و تردد النفس.
أقول لا يظهر من كتب اللغة تعديته بنفسه و لا بفي يقال حشرج صدره و يمكن أن يقرأ هنا و حشرجة عطفا على المخنق و إن كان بعيدا. و أثكله أي ابتله بالثكل و هو بالضم فقد الولد و نكله أي ابتله بما يكون نكالا و عبرة له أو لغيره أو الأعم و قال الجوهري جثه قلعه و اجتثه اقتلعه و جثة و جث نعمتك عنه في بعض النسخ بالجيم و الثاء المثلثة فيهما و قد مر و في بعضها بالحاء المهملة و بالتاء المثناة قال الجوهري الحت حتك الورق من الغصن و المني من الثوب و قال الصغار بالفتح الذل و الضيم و قال الإصر الذنب و الثقل و قال البوار الهلاك. من مستخلف بكسر اللام أي من جهة من مات و خلفه بعده و في أكثر النسخ بفتح اللام و لا يستقيم إلا بتكلف بأن يكون المعنى لا تعقبه أجرا من بين المستخلفين أو من جهة الاستخلاف بأن يكون مصدرا ميميا لا تنهضه أي لا تقمه و في أكثر النسخ لا تنهنهه يقال نهنهه الرجل فتنهنهه أي كففته و زجرته فكف و هو لا يناسب إلا بتكلف مر مثله و لا ترثه أي لا ترحمه قال الجوهري رثيت الميت و رثوته بكيته و عددت محاسنه و رثا له أي رق له. استكففت أي طلبت كفه عني أو جعلت نفسي مكفوفا ممنوعا منه و في بعض النسخ استكهفت أي جعلت نفسي في كهف تمنعني منه و كيد بغاتك أي البغاة من عبادك أو الذين يبغون دينك و أولياءك شرا بحفظ الإيمان أي بأن تحفظ إيماني أو مع حفظه أو بما تحفظ به أهل الإيمان أو بحفظ يقتضيه الإيمان و في بعض النسخ بحفظك الإيمان و هو يؤيد الأول و الاستعداء طلب العدوى أي النصرة و اللاهف الحزين المتحسر و صدق خالصتي أي نيتي الخالصة. و قال الجوهري يقال فزعت إليه فأفزعني أي لجأت إليه فأغاثني و قال الشأفة قرحة تخرج في أصل القدم فتكوى فتذهب يقال في المثل استأصل الله شأفته أي أذهبه الله كما أذهب تلك القرحة بالكي و قال تبره تتبيرا كسره و أهلكه و قال الدمار الهلاك يقال دمره تدميرا و دمر عليه بمعنى و قال الراصد للشيء الراغب له تقول رصده يرصده رصدا و رصدا و الرصد الترقب و يقال أصلت سيفه أي جرده من غمده و الظبات جمع ظبة بالضم فيهما و ظبة السيف طرفه انتهى. و الغرثان كالجوعان وزنا و معنى و لا بطان أي من غير أن يطلع أحد على أسرارك و بواطن أمورك من قولهم بطنت هذا الأمر أي عرفت باطنه عن موافقة صفة دابة أي مصادفتها و الاطلاع عليها مما أنشأت حجابا لعظمتك أي خلقت السماوات و الحجب حجابا و ساترا عما خلقت عند العرش من آثار عظمتك أو المراد بالحجاب ما يكون واسطة بين الشيئين أي تلك الأجرام مما يوصل الناس إلى إدراك عظمتك و الأول أظهر. و أنى يتغلغل أي يدخل إلى ما وراء ذلك أي ما هو خلف ما خلقته حجابا من أنوار العرش و أسرار الملكوت أو ما وراء جميع المخلوقات من كنه الذات و الصفات و الحدوس جمع الحدس و منخر العظام أي جاعلها ناخرة بالية متفتتة و التطميس مبالغة في الطمس بمعنى المحو و الاستيصال و الطموس الدروس و الامحاء و المحل عطف على النهى. الأوفى أي الأعلى من قولهم أوفى عليه أي أشرف ما قد تأخر في النفوس الحصرة أي الضيقة كما قال سبحانه حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أي ضاقت أي تقدم الأمور التي عدتها النفوس الضيقة لقلة صبرها متأخرة أوانها و استبطئوها من فرج المؤمنين و دفع الظالمين و أشباه ذلك و سوء البأس و في بعض النسخ اللباس إشارة إلى قوله تعالى فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ و يمكن أن يقرأ البأس و اليأس بتخفيف الهمزة للسجع و يقال رهقه بالكسر يرهقه بالفتح أي غشيه و الإدالة الغلبة.
مستقرنا و مستودعنا إشارة إلى قوله تعالى وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَ مُسْتَوْدَعَها في مجمع البيان أي يعلم موضع قرارها و الموضع الذي أودعها فيه و هو أصلاب الآباء و أرحام الأمهات و قيل مُسْتَقَرَّها حيث تأوي إليه من الأرض وَ مُسْتَوْدَعَها حيث تموت و تبعث منه و قيل مُسْتَقَرَّها أي ما استقر عليه وَ مُسْتَوْدَعَها أي ما تصير إليه انتهى. و أقول يحتمل أن يكون المراد بالمستقر الجنة أو النار و بالمستودع ما يكون فيه في عالم البرزخ أو المستقر الأجساد الأصلية و المستودع الأجساد المثالية أو المراد بالمستقر الذي استقر فيه الإيمان و بالمستودع الذي أعير الإيمان ثم سلب منه كما ورد في تفسير قوله سبحانه فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ أي تعلم منا من هو مستقر و من هو مستودع. و منقلبنا و مثوانا و في بعض النسخ متقلبنا و هو أنسب بقوله تعالى وَ اللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَ مَثْواكُمْ قال الطبرسي رحمه الله أي متصرفكم في أعمالكم في الدنيا و مصيركم في الآخرة إلى الجنة أو إلى النار و قيل مُتَقَلَّبَكُمْ في أصلاب الآباء إلى أرحام الأمهات وَ مَثْواكُمْ أي مقامكم في الأرض و قيل مُتَقَلَّبَكُمْ من ظهر إلى بطن وَ مَثْواكُمْ في القبور و قيل منصرفكم بالنهار و مضجعكم بالليل و المعنى أنه عالم بجميع أحوالكم فلا يخفى عليه شيء منها انتهى. و لا حرز و في بعض النسخ و لا وزر و هو بالتحريك الملجأ نفوتك به أي لا يمكنك إدراكنا و الظفر بنا بسببه و قال الجوهري منعت الرجل عن الشيء فامتنع منه و فلان في عز و منعة بالتحريك و قد يسكن و يقال المنعة جمع مانع مثل كافر و كفرة أي هو في عز و من يمنعه من عشيرته و قال عازه أي غالبه فمعاذ المظلوم مصدر أي عياذه و التخويل التمليك و التنويل الإعطاء و الإملاء الإمهال و تعمدني أي قصدني عمدا و في بعض النسخ بالمعجمة أي غمرني بشر أحاط بي و في القاموس انتصف منه استوفى حقه منه كاملا حتى صار كل على النصف سواء و قال انتصر منه أنتقم. لقلتي أي قلة أعواني أو ذات يدي أو ذلتي و استثرى أي طلب الثروة و كثرة المال و في بعض النسخ بالشين و هو أظهر قال الجوهري شرى الرجل و استشرى إذا لج في الأمر و قال ما أكترث له ما أبالي به و قال الضيم الظلم فهو مضيم و مستضام أي مظلوم و قال نابذه الحرب كاشفه و قال أباده الله أهلكه و قال بترت الشيء بترا قطعته قبل الإتمام و قال بزه يبزه بزا سلبه و ابتززت الشيء استلبته و قال عفت الريح المنزل درسته و عفا المنزل يعفو درس يتعدى و لا يتعدى و عفتها الريح شدد للمبالغة انتهى. و لعل إطفاء النار كناية عن محو الآثار و ذهاب العز و الاعتبار فإن الحي لا بد أن يوقد نارا كما يقال ما بالدار نافخ ضرمة أو نار أو المراد بالنار النور أو الشر و الضرر و الفتنة كما يقال إطفاء النائرة و تكوير الشمس إذهاب نورها كما قال تعالى إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ. و الإزهاق إخراج النفس و الإهلاك و الهشم كسر الشيء اليابس و السوق جمع الساق و الجب القطع و السنام بالفتح معروف و جب سنامه كناية عن إذهاب ما يوجب عزه و رفعته و الحتف الموت و لا قائمة علو أي قائمة توجب العلو و قال الجوهري السبب الحبل و السبب أيضا كل شيء يتوصل به إلى غيره و قال العباديد الفرق من الناس الذاهبون في كل وجه قال سيبويه لا واحد له واحده على فعلول أو فعليل أو فعلال في القياس و قال أمر شت أي متفرق و قوم شتى و أشياء شتى. و قال قال أبو يوسف أقنع رأسه إذا رفعه قال و منه قوله تعالى مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ
قوله ع القلوب الوجلة في بعض النسخ النغلة قال الجوهري نغل قلبه على أي ضغن يقال نغلت نياتهم أي فسدت و أدل الإدالة الغلبة و في البلد الأمين و أحي ببواره و هو أظهر و البوار الهلاك و قال الجوهري الدثور الدروس و قد دثر الرسم و تداثر و المدارس محال الدرس و درس الكتاب معروف و المحاريب المجفوة الجفاء خلاف البر و قد جفوت الرجل أجفوه جفاء فهو مجفو و يحتمل أن يكون من الجفاء بمعنى البعد أي بعد الناس عنها و في بعض النسخ المجفوءة بالهمز من جفأت القدر أي كفأتها و أملتها فصببت ما فيها ذكره الجوهري. و قال فلان خميص الحشا أي ضامر البطن و الجمع خماص و الخمصة الجوعة و قال سغب بالكسر يسغب سغبا أي جاع فهو ساغب و سغبان و اللهوات جمع اللهاة و هي اللحمات في سقف أقصى الفم و قال الفيروزآبادي لغب لغوبا كمنع و سمع و كرم أعيا أشد الإعياء و ألغبه السير و تلغبه و اللغب ما بين الثنايا من اللحم و الريش الفاسد و لغب عليهم كمنع أفسد و في بعض النسخ اللاغية بالياء المثناة فهو أيضا بمعنى الفاسدة. قوله ع لا أخت لها أي لا مثل لها في الشدة أو تكون أخرى لياليه لا تكون له ليلة بعدها لا مثوى فيها أي لا قرار له فيها لشدة الأحزان و الأوجاع و المخاوف أو يكون ساعة ارتحاله عن الدنيا يقال ثوى بالمكان أي أقام به. و بنكبة لا انتعاش معها قال في القاموس النكبة بالفتح المصيبة و نكبه الدهر نكبا و نكبا بلغ منه أو أصابه بنكبة و قال نعشه الله كمنعه رفعه و انتعش العاثر انتهض من عثرته. أقول لا يبعد أن يكون في الأصل بكبة فإنه أنسب بالانتعاش قال في القاموس كبه قلبه و صرعه كأكبه و الكبة الرمي في الهوة. و إباحة الحريم كناية عن ذهاب حرمته من بين الخلق بحيث لا يبالون بإيقاع شيء من الضرر به و التنغيص التكدير و قال في النهاية المحال بالكسر الكيد و قيل المكر و قيل القوة و الشدة و ميمه أصلية و في الصحاح العولة رفع الصوت بالبكاء و كذلك العويل و قال الجد الحظ و البخت و السفال نقيض العلو و الهمز و اللمز كلاهما بمعنى العيب قال تعالى وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ و ربما يفرق بينهما بأن الهمز العيب بظهر الغيب و اللمز العيب في الوجه أو الهمز العيب باللسان و اللمز العيب بالإشارة بالعين و غيرها. و قال الجوهري لمحه و ألمحه إذا أبصره بنظر خفيف و الاسم اللمحة و قال الدمار الهلاك يقال دمره تدميرا و دمر عليه بمعنى و قال يقال نكل به تنكيلا إذا جعله نكالا و عبرة لغيره و قال حاضرته جاثيته عند السلطان و هو كالمغالبة و المكاثرة و قال الهاجس الخاطر يقال هجس في صدري شيء يهجس أي حدس و قال الراصد للشيء الراقب له و الترصد الترقب. و السرائر جمع السريرة و هي السر الذي يكتم و إضافة المسرات على بناء المفعول إليه للمبالغة و المعاناة مقاساة الشدائد و في بعض النسخ يعاينه بتقديم الياء و كلمة من على الأول تعليلية و على الثاني بيانية و التغاشم قبول الغشم و هو الظلم و قال الجوهري الهجر و الهاجرة نصف النهار عند اشتداد الحر و قال السحرة بالضم السحر الأعلى و في القاموس فجأه كسمعه و منعه فجاءة و فجأة هجم عليه و قال بدده تبديدا فرقه. و افلل أعضادهم أي اكسر أو اهزم أعوانهم يقال فله أي ثلمه و فل القوم هزمهم و لا يبعد أن يكون في الأصل و افتت أعضادهم فإنه يقال فت في ساعده و في عضده أي أضعفه و الجث و الاجتثاث القطع و انتزاع الشجر من أصله اللهم امنحنا أكتافهم لعله كناية عن التسلط عليهم أي اجعلنا مسلطين عليهم بحيث نركب أكتافهم و قد مر في حديث بدر فاركبوا أكتافهم و ملكنا أكنافهم أي نواحيهم و بلادهم و أكنافها. و الغصة بالضم ما اعترض في الحلق يقال غصصت بالكسر و الفتح يغص غصصا
فأنت غاص ذكره الفيروزآبادي و قال ربكه خلطه فارتبك و فلانا ألقاه في وحل فارتبك فيه و قال تكأد الشيء تكلفه و كابده و صلى به و تكأدني الأمر شق علي كتكاءدني و قال تاح له الشيء يتوح تهيأ كتاح يتيح و أتاحه الله فأتيح انتهى و لعل المتاح مصدر ميمي و يحتمل اسم المكان و في بعض النسخ متاحا فياحا و في القاموس فاح المسك انتشرت رائحته و بحر فياح واسع. قوله ع تنكف في بعض النسخ بالتخفيف على بناء المفعول أي تنقطع و في بعضها بالتشديد على بناء المعلوم أي تدفع و في القاموس جشم الأمر كسمع جشما و جشامة تكلفه على مشقة كتجشمه و أجشمني إياه و جشمني و قال الدولة انقلاب الزمان و العقبة في المال و الجمع دول مثلثة و قال الخول محركة ما أعطاك الله من النعم و العبيد و الإماء و غيرهم من الحاشية و قال في النهاية في حديث أشراط الساعة إذا كان المغنم دولا جمع دولة بالضم و هو ما يتداول من المال فيكون لقوم دون قوم و قال فيه إذا بلغ بنو أبي العباس ثلاثين كان عباد الله خولا أي خدما و عبيدا يعني أنهم يستخدمونهم و يستعبدونهم. عالم أرضك بكسر اللام أي الإمام أو الأعم في بلية بكماء أو بفتح اللام أي جمع العباد في فتنة بكماء لا يهتدى فيها بوجه و لا ينطق أحد فيها لرفعها و هذا أنسب و في القاموس ادلهم الظلام كثف و أسود مدلهم مبالغة و قال في النهاية اللهم المم شعثنا يقال لممت الشيء ألمه لما إذا جمعته أي اجمع ما تشتت من أمرنا و قال الشعث انتشار الأمر. و قد ألجم الحذار أي منعنا عن السؤال منك الحذر عن العقوبة أو الرد أو منعنا عن التكلم و التعرض للأمور المحاذرة و التحرز عن ضرر الأعادي و هو أظهر و غير مهمل مع الإمهال أي إمهاله سبحانه و تأخير العذاب ليس من جهة الإهمال و ترك العقوبة بالكلية بل لمصلحة في التأخير من قد استن أي كبر سنه و طال عمره في الطغيان و القصم الكسر و الختر الغدر و الحندس بالكسر الليل المظلم و الظلمة. و في القاموس الهطل المطر الضعيف الدائم و تتابع المطر المتفرق العظيم القطر و قد هطل يهطل و قال الوابل المطر الشديد الضخم القطر و في بعض النسخ بعينه أي بعلمه و في بعضها بغيثه و قوله وابل السيل أي الوابل الذي يصير سببا لجريان السيل أو الوابل الذي ينزل كالسيل أو نسبة الهطول و الوبل إلى السيل على التوسع. و قال الجوهري دمغه دمغا شجه حتى بلغت الشجة الدماغ و قال النفث شبيه بالنفخ و النفاثات في العقد السواحر و تقية أهل الورع في بعض النسخ بالتاء المثناة الفوقانية و في بعضها بالباء الموحدة التحتانية و يحتمل أن يكون إشارة إلى قوله تعالى أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ قال البيضاوي أي بقية من الرأي و العقل و أولو فضل و إنما سمي بقية لأن الرجل يستبقي فضل ما يخرجه و يجوز أن يكون مصدرا كالتقية أي ذوي إبقاء على أنفسهم و صيانة من العذاب و لعل الأخير هنا أفضل. و في القاموس الخرص الحرز و الكذب و كل قول بالظن كل طالب أي للحق مرتاد للرشد أو للفرج و في القاموس المرصاد الطريق و المكان يرصد فيه العدو و قال لبس عليه الأمر يلبسه خلطه انتهى و الملبوس تأكيد من قبيل ليل أليل و قال الجوهري الركس رد الشيء مقلوبا و قد ركسة و أركسه بمعنى وَ اللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أي ردهم إلى كفرهم و العبوس بالضم كلوح الوجه و بالفتح الكالح و في الصحاح استخفيت منه أي تواريت و الاجتياح الاستيصال و أوبهم على بناء التفعيل من الأوب بمعنى الرجوع و في بعض النسخ و أوبهم و في بعضها و آوهم على بناء الإفعال من أوى يأوي و الكل مناسب و الأخيران أظهر و المثاب المرجع. قوله ع عن كشف مكامنهم متعلق بقوله مستغن و قوله باللجأ
متعلق بالندب و الباء بمعنى إلى و قوله إلى تنجز متعلق باللجأ و يحتمل تعلقه بالندب فقوله باللجأ متعلق بالتنجز و الأول أظهر و يقال ندبه إلى الأمر كنصره دعاه و حثه و تنجز الحاجة طلب نجحها و تنجز العدة طلب إنجازها أي أنت مستغن عن أن يكشف الخلق ما كمنوه و أخفوه في ضمائرهم من الحاجات و المطالب إلا أنك رغبت و أمرت بالالتجاء إلى طلب إنجاز ما وعدته اللاجين إليك و يقال طوى الحديث أي كتمه ما قد تراطم أي الأمور التي وقع فيها أصفياؤك و أولياؤك من جهة المخالفين و لا يمكنهم التخلص منها قال الجوهري رطمته في الوحل رطما فارتطم هو أي ارتبك فيه و ارتطم عليه أمر إذا لم يقدر على الخروج منه غير ظنين أي متهم حال عن ضمير الخطاب و لا ضنين أي بخيل و لكن الجهد أي الشدة يبعث على طلب زيادة الإكرام و النعمة بدفع البلية. و ما أمرت به من الدعاء إذا أخلص على بناء المجهول أو المعلوم أي الداعي لك اللجأ أي يكون التجاؤه خالصا لك فيه و لا يرجو غيرك يقتضي إحسانك بالرفع شرط الزيادة بالنصب أي أن تشرط له الزيادة في الكرم و تحكم له بها و العائد محذوف أي له و بسبب الدعاء و يحتمل العكس بأن يكون الإحسان منصوبا و الشرط مرفوعا أي ما شرطت من إجابة دعاء الداعين و الزيادة على ما طلبوا منك أن تحسن إليهم بسبب الدعاء و يحتمل النصب فيهما بأن يكون المرفوع في يقتضي راجعا إلى الموصول و الإحسان مفعوله و الشرط منصوبا بنزع الخافض أي بشرط الزيادة و الوعد بها. بملكة الربوبية أي المالكية التي هي من جهة الخالقية و الربوبية أو صفة الربوبية و مشخصات أي مخرجات إليك قال الجوهري شخص من بلد إلى بلد شخوصا أي ذهب و أشخصه غيره و في بعض النسخ محصنات أي محفوظات بتضمين معنى الخروج و مثله و في بعضها محضات من الحض بمعنى التحريص و الإنالة الإعطاء و إيصال الخير و النائل العطاء كالنول أي لا ينقص خزائنك كثرة العطاء و ألحف السائل ألح أي الإلحاح في دعائك ليس من الإلحاح المذموم فإنك تحب الملحين أو في جنب سعة قدرتك و خزائنك كلما لج السائلون و أخذوا لا يعد إلحافا و إلحاحا و قال الفيروزآبادي ضرع إليه و يثلث ضرعا محركة و ضراعة خضع و ذل و استكان أو كفرح و منع تذلل فهو ضارع و ضرع ككتف و ككرم ضعف فهو ضرع محركة من قوم ضرع. قوله ع لا يخلقه التفنيد أي لا يبليه الإفناء فإن كل ما يكون في معرض الفناء يلحقه البلى و ما في الأعصار أي كل ما ينشأ في الأزمان و الأعصار بسبب مشيتك فهو بمقدار يوافق الحكمة أو بتقدير و تدبير و ليس بالإهمال و الاتفاق و قال الجوهري كنفت الرجل أكنفه أي حطته و صنته و المنال مصدر أو المعنى أوصل يدي إلى حيث يصل إليه أيدي المعتصمين بحبل الله المتين. و موسى بن بغا كان من الأتراك من أمراء المهدي و المعتمد و كان بغا أبوه من أمرائهم و استخلاصا له به أي أحمده طلبا لخلاص نفسي من العقوبات خالصا له مستعينا به أو طلبا لإخلاص الدعاء و العبادة له بعونه و في بعض النسخ و به و الإلحاد في العظمة الإتيان بما ينافي عظمته سبحانه و الاعتقاد بها قولا و عقلا و عملا ندبت إلى فضلك إشارة إلى قوله تعالى وَ سْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ. قوله ع لم يمهه بفتح الياء و كسر الميم و سكون الهاء و في بعض النسخ بضم الياء على بناء الإفعال قال الجوهري ماهت الركية تموه و تميه و تماه موها إذا ظهر ماؤها و كثر و مهت الرجل و مهته بكسر الميم و ضمها إذا سقيته الماء و أمهت الرجل و السكين إذا سقيتهما و أمهت الدواة صببت فيها الماء. و في بعض النسخ لم يمهه بضم الياء و سكون الميم و كسر الهاء قال في الصحاح حفر البئر حتى أمهى لغة في أماه على القلب و قال نبط الماء نبع و أنبط الحفار بلغ الماء و الاستنباط الاستخراج و قال الكدية الأرض الصلبة و أكدى الحافر إذا بلغ الكدية فلا يمكنه أن يحفر و حفر فأكدى إذا بلغ إلى الصلب و أكديت
الرجل عن الشيء رددته عنه و أكدى الرجل إذا قل خيره و قوله تعالى وَ أَعْطى قَلِيلًا وَ أَكْدى أي قطع القليل و قال المائح الذي ينزل البئر فيملأ الدلو و ذلك إذا قل ماؤها و استمحت الرجل سألته العطاء و قال السجل الدلو إذا كان فيه ماء قل أو كثر و الجمع السجال انتهى و لا يخفى لطف تلك الاستعارات و الترشيحات على المتأمل. و الخلد البال يقال وقع ذلك في خلدي أي في روعي و قلبي ذكره الجوهري و اشفع مسألتي أي اجعلها شفعا و زوجا بقضاء حاجتي زيغ الفتن أي الميل إلى الباطل الذي يحدث من الفتن و في الصحاح جعل على بصره غشوة مثلثة و غشاوة أي غطاء و منه قوله تعالى فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ أقول و إضافتها إلى الحيرة إما لامية أو من قبيل لجين الماء و في بعض النسخ بالعين المهملة و قال الجوهري العشوة أن يركب أمرا على غير بيان يقال أوطأتني عشوة و عشوة و عشوة أي أمرا ملتبسا و ذلك إذا أخبرته بما أوقعته به في حيرة أو بلية و مقارعة الأبطال قرع بعضهم بعضا و قوارع الدهر شدائده و ابتز أمورنا أي سلبها عنا. معادن الأبن أي الذين هم محال العيوب الفاضحة من العلة المعروفة و غيرها كما اشتهر بها رؤساؤهم و قد ورد في الخبر أنه لا يتسمى بأمير المؤمنين بغير استحقاقه إلا من ابتلي بتلك العلة الشنيعة التي تذهب بالحياء رأسا و به أول قوله تعالى إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً كما مر في موضعه و في القاموس أبنه بشيء يأبنه و يأبنه اتهمه فهو مأبون بخير أو شر فإن أطلقت فقلت مأبون فهو للشر و أبنه و أبنه تأبينا عابه في وجهه و الابنة بالضم العقدة في العود و العيب و الرجل الخفيف و الحقد قوله دولة بعد القسمة أي بعد ما قسم الله بيننا بقوله ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ قال الطبرسي رحمه الله مِنْ أَهْلِ الْقُرى أي من أموال الكفار أهل القرى فَلِلَّهِ يأمركم فيه بما أحب وَ لِلرَّسُولِ بتمليك الله إياه وَ لِذِي الْقُرْبى يعني أهل بيت رسول الله ص و قرابته و هم بنو هاشم وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ منهم كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً الدولة اسم للشيء الذي يتداوله القوم بينهم يكون لهذا مرة و لهذا مرة أي لئلا يكون الفيء متداولا بين الرؤساء منكم يعمل فيه كما كان يعمل في الجاهلية. قال ابن جني منهم من لا يفصل بين الدولة و الدولة و منهم من يفصل بينهما فقال الدولة بالفتح للملك و بالضم للملك. و قال الجوهري المشورة الشورى و كذلك المشورة بضم الشين و عدنا ميراثا أي عاد حقنا و خلافتنا ميراثا أو عادت أنفسنا ميراثا يملكوننا و يتصرفون فينا و يحبسوننا و يظلموننا خليفة منهم بعد خليفة و باغ بعد باغ بعد الاختيار للأمة أي بعد ما اختارنا الله للأمة أو بعد اختيارهم للأمة غيرنا. و في الصحاح المعازف الملاهي و العازف اللاعب بها و المغني و قال الأرملة المرأة التي لا زوج لها في أبشار المؤمنين أي أبدانهم و دماؤهم و فروجهم أهل الذمة حقيقة أو الذين هم كفار و إنما حكم بإسلامهم في زمان الهدنة فهم بمنزلة أهل الذمة. و قال الجوهري الذياد الطرد تقول ذدته عن كذا و ذدت الإبل سقتها و طردتها و رجل ذائد و ذواد أي حامي الحقيقة دفاع و المسغبة المجاعة و قال الفيروزآبادي هو بدار مضيعة كمعيشة و مهلكة أي بدار ضياع. قوله ع و حلفاء كآبة أي صاروا ملازمين للكآبة و الذل فكأنهم صاروا
حلفاء لهما و الحليفان هما اللذان تحالفا و تعاقدا على أن ينصر كل منها صاحبه و يعاضده و قال الجوهري استحصد الزرع حان له أن يحصد و قال استجمع السيل اجتمع من كل موضع. و قال الفيروزآبادي الخذروف كعصفور شيء يدوره الصبي بخيط في يديه فيسمع له دوي و السريع في جريه و خذرف أسرع و الإناء ملأه و السيف حدده و فلانا بالسيف قطع أطرافه و قال الوليد المولود و الصبي و العبد و قال بسق النخل بسوقا طال و قال في النهاية الجران باطن العنق و منه حديث عائشة حتى ضرب الحق بجرانة أي قر قراره و استقام كما أن البعير إذا برك و استراح مد عنقه على الأرض و قال الجوهري جران البعير مقدم عنقه من مذبحه إلى منخره. و تجب سنامه و في بعض النسخ و تجذ بالذال المعجمة من جذذت الشيء كسرته و قطعته و في بعضها و تجز بالزاي من جززت البر و النخل و الصوف أجزه جزا و الجدع قطع الأنف و المرغم بفتح الغين و كسرها الأنف و السرية القطعة من الجيش و إضافتها إلى الثقل من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة كمقعد صدق. و في قوله و لا رافعة علم من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف بأن يكون الرافعة بمعنى المرتفعة و المرفوعة أو المعنى العلم التي ترفع صاحبها و تأنيث العلم لأنه بمعنى الراية و يحتمل أن يكون من إضافة العامل إلى المعمول أي الجماعة الرافعة للعلم فنسبة التنكيس إليها على التوسع و ليست هذه الفقرة في المصباح و النكس و التنكيس رد الشيء مقلوبا على رأسه. و قال الجوهري قولهم أباد الله خضراءهم أي سوادهم و معظمهم و أنكره الأصمعي و قال إنما يقال أباد الله غضراءهم أي خيرهم و غضارتهم و أرعب و في المصباح و أوغر و قال الجوهري الوغرة شدة توقد الحر و منه قيل في صدره علي وغر بالتسكين أي ضغن و عداوة و توقد من الغيظ و قال فصم الشيء كسره من غير أن يبين و قال الفيروزآبادي الكراع كغراب من البقر و الغنم بمنزلة الوظيف من الفرس و هو مستدق الساق و اسم يجمع الخيل و لا حاملة علم الكلام فيه كما مر إلا نكست و في
المصباح إلا نكبت بالباء قال في القاموس نكبه تنكيبا نحاه و النكب الطرح و نكب الإناء إهراق ما فيه و الكنانة نثر ما فيها و نكبه الدهر نكبا و نكبا بلغ منه أو أصابه بنكبة. و قال في النهاية فيه كان إذا رأى ناشئا في أفق السماء أي سحابا لم يتكامل اجتماعه و اصطحابه و قال الجوهري النشء أول ما ينشأ من السحاب و ناشئة الليل أول ساعاته و نشأت السحابة ارتفعت و أنشأها الله. و أدل له هذا الضمير و ما بعده إما راجع إلى نهار العدل فهو كناية عن الإمام أو نهار العدل أيامه و الضمائر راجعة إليه بقرينة المقام و أصبح به أي أظهر صبح الحق به و إن لم يأت بهذا المعنى في اللغة أو المعنى ائت به صباحا و أظهره لنا في أول نهار العدل قال في النهاية فيه أصبحوا بالصبح أي صلوها عند طلوع الصبح يقال أصبح الرجل إذا دخل في الصبح و قال الجوهري الغسق أول ظلمة الليل و قد غسق الليل يغسق إذا أظلم و كما ألهجتنا أي أنطقتنا و قال الفيروزآبادي اللهجة اللسان و قال حاش الصيد جاءه من حواليه ليصرفه إلى الحبالة كأحاشه و أحوشه و الإبل جمعها و ساقها و في النهاية فهو يحوشهم أي يجمعهم يقال حشت عليه الصيد و أحشته إذا نفرته نحوه و سقته إليه و جمعته عليه و احتوش القوم على فلان جعلوه وسطهم. فآت لنا منه أي أعطنا بسببه ما نأمله من الأجر أو أعطنا من الأمور المتعلقة به من ظهوره و كوننا أنصاره و أشباه ذلك ما يناسب حسن يقيننا فيه و في بعض النسخ على بناء الإفعال و في بعضها على المجرد المتألين عليك فيه أي الذين يقسمون و يحلفون أنك لا تأتي به و لا تنصره و قال في النهاية فيه من يتأل على الله يكذبه أي من حكم عليه و حلف كقولك و الله ليدخلن الله فلانا النار و لينجحن الله سعي فلان و هو من الألية اليمين يقال آلى يؤلي إيلاء و تألى يتألى تأليا و الاسم الألية. و قال المعاقل الحصون واحدها معقل و المثل العقوبات و خلو ذرعنا أي أعمالنا قال الجوهري أصل الذرع إنما هو بسط اليد و لا يبعد أن يكون في الأصل درعنا بالدال المهملة المكسورة أي قميصنا لاشتماله على الصدر أو زرعنا بالزاي فيكون أنسب بالساحة و قال الجوهري يقال في صدره علي إحنة أي حقد و قال الجائحة الشدة التي تجتاح المال من سنة أو فتنة. و ما تنازل كأنه عطف على براءة أي ترى ما تتابع نزوله عليهم من تحصينهم بالعافية و في البلد الأمين ما يتناول على بناء المفعول و في بعض نسخ المصباح و ما يتناولهم و لعله أظهر. و قال الجوهري ضبأت في الأرض ضبأ و ضبوءا إذا اختبأت قال الأصمعي ضبأ لصق بالأرض و أضبأ الرجل على الشيء إذا سكت عليه و كتمه فهو مضبئ عليه و في المصباح من انتظار الفرصة و طلب الغفلة قوله ع تقعد بنا أي تعجزنا قال الفيروزآبادي و قعد به أعجزه قوله ع و ثبت وطاءه قال الجوهري الوطأة موضع القدم أي جعلت له في قلوب المؤمنين مدخلا و منزلا ثبت أثره فيها من محبتك التي جعلت له في قلوبهم أو بسبب أنك التي تحبه أو أنه يحبك. قوله ع لما دثر ففي بعض النسخ درس و في أكثرها ورد و في بعضها رد و الأولان أظهر إذ الدثور و الدروس محو الآثار و أشرق به الإشراق لازم على المشهور و استعمل هنا متعديا و يحتمل أن يكون من قولهم أشرق عدوه أي أغصه بريقه من لم تسهم له أي لم تجعل له سهما و نصيبا من الرجوع إلى محبتك أو محبوبك و قال الفيروزآبادي التأليب التحريض و الإفساد. لا ترة له أي لم يطلب أحد الجنايات التي وقعت عليه و على أهل بيته و الطائلة الفضل و القدرة و الغنى و السعة ذكره الفيروزآبادي أي ليس لأحد عليه فضل و إحسان أو لم يكن له و لأهل بيته قدرة على دفع من يعاديهم و في بعض النسخ لمن لا قوة له و لا طاقة. قوله ع بمواس القلوب أي عجل حزن القلوب من الأسى بالفتح بمعنى الحزن و في بعض النسخ لحواس القلوب و في بعضها لحواشي القلوب و في بعضها بمواس القلوب بتشديد السين أي بما يمسها من الأحزان و كل منها لا يخلو من تكلف و يفرغ
عليه كناية عن كثرة الورود و الخطوب الأمور العظيمة و شرق بريقه كفرح غص و قال الجوهري فلان أحنى الناس ضلوعا عليك أي أشفقهم عليك و حنوت عليه أي عطفت. ثم اعلم أن من قوله ع و اغضب لمن لا ترة له إلى هنا بعض الفقرات إرجاع الضمائر فيها إلى الرسول ص أنسب و في بعضها إلى إمام العصر و لعل الأخير أوفق و إن احتمل التفريق أيضا و بعض الفقرات لا محيص عن حملها على الأخير. و قال الجوهري رتعت الماشية ترتع رتوعا أي أكلت ما شاءت و قال حميته حماية إذا دفعت عنه و هذا شيء حمى على فعل أي محظور لا يقرب و قال البسطة السعة و قال اخترمهم الدهر و تخرمهم أي اقتطعهم و استأصلهم و أبن أي أظهر للناس قربه منك في حياته بأن تظهره و تنصره و إضافة القرب إلى الدنو للتأكيد و في بعض النسخ في حبوته أي بما تحبوه و تكرمه به من الغلبة و النصرة من بعده أي بعد غيبته و في بعض النسخ بضم الباء و قال الجوهري استخذيت خضعت و قد يهمز و الشنآن بالتحريك و التسكين البغض و سلا عنه نسيه و في النهاية وثر وثارة فهو وثير أي وطيء لين. و الأندية جمع النادي و هو مجلس القوم و متحدثهم و في المصباح فقدوا أنديتهم على بناء المعلوم بغير غيبة أي ليس عدم حضور المجالس لغيبة بل لمباينتهم القوم في أطوارهم و أديانهم أو لاشتغالهم بمهمات الأمور و في بعض النسخ بغير غنية بالنون و الياء المثناة أي من غير استغناء لهم عن بلدهم بل يهجرون الأوطان لمصالح الدين مع شدة حاجتهم إليها. و حالفوا البعيد أي على التناصر و التعاون و في بعض النسخ خاللوا من الخلة بمعنى الصداقة بفك الإدغام و قال الفيروزآبادي قلاه كرماه و رضيه أبغضه و كرهه غاية الكراهة فتركه أو قلاه في الهجر و قليه في البغض قوله ع ما مننت أي بما مننت أو هو مفعول اشكرهم أي أعطهم شكرا ما مننت و في بعض النسخ على ما مننت أي شكرا كائنا على نحو ما مننت و الأيد القوة. و إن الغاية عندنا قد تناهت أي ظننا أنه لم يبق لإمهالهم أمد لكثرة طغيانهم أو أنا لا ننتظر أمرا لقتالهم و نصرة إمامنا سوى أمرك له بالخروج و لا نوقفه على أمر آخر. قوله متعاصبون أي يتعصب كل منا لصاحبه في نصرة الحق و الثأر بالهمزة و قد يخفف طلب الدم و في النهاية المجد في كلام العرب الشرف الواسع و رجل ماجد مفضال كثير الخير شريف و قيل إذا قارن شرف الذات حسن الفعال سمي مجدا و الجلال العظمة و الإكرام الإنعام و المتين الشديد القوي الذي لا يلحقه في أفعاله مشقة و لا كلفة و لا تعب و المتانة الشدة و الرءوف الرحيم بعباده العطوف عليهم بألطافه و اللطيف هو الذي اجتمع له الرفق في الفعل و العلم بدقائق المصالح و إيصالها إلى من قدرها له من خلقه و قد مر شرح أسماء الله سبحانه في كتاب التوحيد. و قال الفيروزآبادي استأثر بالشيء استبد به و خص به نفسه و المتفرد بالوحدانية إذ الواحد من جميع الجهات الحقيقية ليس إلا الله سبحانه المتوحد بالصمدانية أي بكونه مقصودا إليه في جميع أمور الخلق غير محتاج إليهم في شيء من أموره. و عقدوا له المواثيق أي في قلوبهم لأنفسهم أو على عبادك بأن يطيعوك بهذا المقام أي الإقامة على الولاية
2- أقول زاد الكفعمي في القنوت الثاني للعسكري ع بعد قوله و تحكم ما تريد زيادة و قال الشيخ في المصباح الكبير عند ذكر أدعية قنوت الوتر و يستحب أن يزاد الدعاء في الوتر و ذكر القنوت مع الزيادة و هي هذه و تحكم ما تريد و صلى الله على خيرته من خلقه محمد و آله الأطهار اللهم إني أجد هذه الندبة حيث امتحت دلالتها و درست أعلامها و عفت إلا ذكرها و تلاوة الحجة بها اللهم إني أجد بيني و بينك مشتبهات تقطعني دونك و مبطئات أقعدتني عن إجابتك و قد علمت أن عبدك لا يرحل إليك إلا بزاد و أنك لا تحجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الأعمال دونك و قد علمت أن زاد الراحل إليك عزم إرادة يختارك بها و يصير بها إلى ما يؤدي إليك اللهم و قد ناداك بعزم الإرادة قلبي و استبقني نعمتك بفهم حجتك لساني و ما تيسر لي من إرادتك اللهم فلا أختزلن عنك و أنا أؤمك و لا أختلجن عنك و أنا أتحراك اللهم و أيدنا بما تستخرج به فاقة الدنيا من قلوبنا و تنعشنا من مصارع هوانها و تهدم به عنا ما شيد من بنيانها و تسقينا بكأس السلوة عنها حتى تخلصنا لعبادتك و تورثنا ميراث أوليائك الذين ضربت لهم المنازل إلى قصدك و آنست وحشتهم حتى وصلوا إليك اللهم و إن كان هوى من هوى الدنيا أو فتنة من فتنتها علق بقلوبنا حتى قطعنا عنك أو حجبنا عن رضوانك أو قعد بنا عن إجابتك اللهم فاقطع كل حبل من حبالها جذبنا عن طاعتك و أعرض بقلوبنا عن أداء فرائضك و اسقنا عن ذلك سلوة و صبرا يوردنا على عفوك و يقومنا على مرضاتك إنك ولي ذلك اللهم و اجعلنا قائمين على أنفسنا بأحكامك حتى تسقط عنا مؤن المعاصي و اقمع الأهواء أن تكون مساورة و هب لنا وطء آثار محمد و آله صلواتك عليه و آله و اللحوق بهم حتى نرفع للدين أعلامه ابتغاء اليوم الذي عندك اللهم فمن علينا بوطي آثار سلفنا و اجعلنا خير فرط لمن ائتم بنا ف إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ و ذلك عليك سهل يسير و أنت أرحم الراحمين و صلى الله على سيدنا محمد النبي و آله الأبرار و سلم تسليما
بيان قال الجوهري الاختزال الاقتطاع يقال اختزله عن القوم و قال اختلجه جذبه فانتزعه و قال نعشه الله ينعشه رفعه و قال ساوره أي واثبه و يقال إن لغضبه لسورة و هو سوار أي وثاب و في بعض النسخ مشاورة بالشين المعجمة و فيه تكلف ابتغاء اليوم الذي عندك أي يوم ظهور دولة القائم ع
3- العيون، عن علي بن عبد الله الوراق و الحسين بن أحمد المؤدب و حمزة بن محمد العلوي و أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال و حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان عن أحمد بن إدريس عن إبراهيم بن هاشم عن عبد السلام بن صالح الهروي قال رفع إلى المأمون أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا ع يعقد مجالس الكلام و الناس يفتنون بعلمه فأمر محمد بن عمرو الطوسي حاجب المأمون فطرد الناس عن مجلسه و أحضره فلما نظر إليه المأمون زبره و استخف به فخرج أبو الحسن ع من عنده مغضبا و هو يدمدم بشفتيه و يقول و حق المصطفى و المرتضى و سيدة النساء لأنتزلن من حول الله عز و جل بدعائي عليه ما يكون سببا لطرد كلاب أهل هذه الكورة إياه و استخفافهم به و بخاصته و عامته ثم إنه ع انصرف إلى مركزه و استحضر الميضاة و توضأ و صلى ركعتين و قنت في الثانية فقال اللهم يا ذا القدرة الجامعة و الرحمة الواسعة و المنن المتتابعة و الآلاء المتوالية و الأيادي الجميلة و المواهب الجزيلة يا من لا يوصف بتمثيل و لا يمتثل بنظير و لا يغلب بظهير يا من خلق فرزق و ألهم فأنطق و ابتدع فشرع و علا فارتفع و قدر فأحسن و صور فأتقن و احتج فأبلغ و أنعم فأسبغ و أعطى فأجزل و منح فأفضل يا من سما في العز ففات خواطف الأبصار و دنا في اللطف فجاز هواجس الأفكار يا من تفرد بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه و توحد بالكبرياء فلا ضد له في جبروت شأنه يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام و انحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام يا عالم خطرات قلوب العالمين و يا شاهد لحظات أبصار الناظرين يا من عنت الوجوه لهيبته و خضعت الرقاب لجلالته و وجلت القلوب من خيفته و ارتعدت الفرائص من فرقه يا بديء بديع يا قوي يا علي يا رفيع صل على من شرفت الصلاة بالصلاة عليه و انتقم لي ممن ظلمني و استخف بي و طرد الشيعة عن بابي و أذقه مرارة الذل و الهوان كما أذاقنيها و اجعله طريد الأرجاس و شريد الأنجاس وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و صلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين
بيان بتمثيل أي بالتشبيه بالمخلوقين و لا يغلب بظهير أي لا يغلبه أحد بمعاونة معاون و يمكن أن يقرأ على البناء للفاعل لكن البناء للمفعول أنسب بسائر الفقرات و هو المضبوط في النسخ فشرع أي في الخلق أو أحدث الشرائع و الأول أظهر يا من سما في العز أي علا و ارتفع فيه أو به ففات خواطف الأبصار أي الأبصار الخاطفة و الخطف استلاب الشيء و لعله هنا كناية عن إدراك الأشياء بسرعة و يقال خطف الشيطان السمع أي استرقه و يحتمل على بعد أن يكون الفاعل هنا بمعنى المفعول أي الأبصار المختطفة أي إن الأبصار تختطف لغلبة نوره فلا تدركه كما قال الله تعالى يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ و في بعض النسخ خواطر الأبصار فالمراد بالأبصار البصائر أو الخواطر التي تحدث بعد الأبصار و فوته عنها عدم إدراكها له. فجاز هواجس الأفكار أي تجاوز عما يهجس في الخواطر أي أدركها و أدرك ما هو أخفى منها مما هو كامن في النفوس و لا يبعد أن يكون بالحاء المهملة من الحيازة و المضبوط بالجيم و في القاموس هجس الشيء في صدره يهجس خطر بباله أو هو أن يحدث نفسه في صدره مثل الوساوس يا من عنت الوجوه أي خضعت و الفرائص أوداج العنق و الفريصة أيضا اللحمة بين الجنب و الكتف لا تزال ترعد من الدابة. و البديء المبدئ و هو الذي أنشأ الأشياء و اخترعها ابتداء من غير مثال سابق كالبديع فإنه أيضا بمعنى المبدع و هو الخالق لا عن مثال أو مادة و المنيع الذي يمتنع من شر من يعاديه بذاته بغير معاون و يقال فلان في عز و منعة و الشريد الطريد من طردته و أبعدته و فرقته
-4 مصباح الشيخ، و غيره يستحب أن يقنت في الفجر بعد القراءة و قبل الركوع فيقول لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و رب العرش العظيم وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ يا الله الذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعجل فرجهم اللهم من كان أصبح و ثقته و رجاؤه غيرك فأنت ثقتي و رجائي في الأمور كلها يا أجود من سئل و يا أرحم من استرحم ارحم ضعفي و قلة حيلتي و امنن علي بالجنة طولا منك و فك رقبتي من النار و عافني في نفسي و في جميع أموري برحمتك يا أرحم الراحمين
5- البلد الأمين، و جنة الأمان، هذا الدعاء رفيع الشأن عظيم المنزلة و رواه عبد الله بن عباس عن علي ع أنه كان يقنت به و قال إن الداعي به كالرامي مع النبي ص في بدر و أحد و حنين بألف ألف سهم الدعاء اللهم العن صنمي قريش و جبتيها و طاغوتيها و إفكيها و ابنتيهما اللذين خالفا أمرك و أنكرا وحيك و جحدا إنعامك و عصيا رسولك و قلبا دينك و حرفا كتابك و عطلا أحكامك و أبطلا فرائضك و ألحدا في آياتك و عاديا أولياءك و واليا أعداءك و خربا بلادك و أفسدا عبادك اللهم العنهما و أنصارهما فقد أخربا بيت النبوة و ردما بابه و نقضا سقفه و ألحقا سماءه بأرضه و عاليه بسافله و ظاهره بباطنه و استأصلا أهله و أبادا أنصاره و قتلا أطفاله و أخليا منبره من وصيه و وارثه و جحدا نبوته و أشركا بربهما فعظم ذنبهما و خلدهما في سقر وَ ما أَدْراكَ ما سَقَرُ لا تُبْقِي وَ لا تَذَرُ اللهم العنهم بعدد كل منكر أتوه و حق أخفوه و منبر علوه و منافق ولوه و مؤمن أرجوه و ولي آذوه و طريد آووه و صادق طردوه و كافر نصروه و إمام قهروه و فرض غيروه و أثر أنكروه و شر أضمروه و دم أراقوه و خبر بدلوه و حكم قلبوه و كفر أبدعوه و كذب دلسوه و إرث غصبوه و فيء اقتطعوه و سحت أكلوه و خمس استحلوه و باطل أسسوه و جور بسطوه و ظلم نشروه و وعد أخلفوه و عهد نقضوه و حلال حرموه و حرام حللوه و نفاق أسروه و غدر أضمروه و بطن فتقوه و ضلع كسروه و صك مزقوه و شمل بددوه و ذليل أعزوه و عزيز أذلوه و حق منعوه و إمام خالفوه اللهم العنهما بكل آية حرفوها و فريضة تركوها و سنة غيروها و أحكام عطلوها و أرحام قطعوها و شهادات كتموها و وصية ضيعوها و أيمان نكثوها و دعوى أبطلوها و بينة أنكروها و حيلة أحدثوها و خيانة أوردوها و عقبة ارتقوها و دباب دحرجوها و أزياف لزموها و أمانة خانوها اللهم العنهما في مكنون السر و ظاهر العلانية لعنا كثيرا دائبا أبدا دائما سرمدا لا انقطاع لأمده و لا نفاد لعدده يغدو أوله و لا يروح آخره لهم و لأعوانهم و أنصارهم و محبيهم و مواليهم و المسلمين لهم و المائلين إليهم و الناهضين بأجنحتهم و المقتدين بكلامهم و المصدقين بأحكامهم ثم يقول اللهم عذبهم عذابا يستغيث منه أهل النار آمين رب العالمين أربع مرات و دعا ع في قنوته اللهم صل على محمد و آل محمد و قنعني بحلالك عن حرامك و أعذني من الفقر إني أسأت و ظلمت نفسي و اعترفت بذنوبي فها أنا واقف بين يديك فخذ لنفسك رضاها من نفسي لك العتبى لا أعود فإن عدت فعد علي بالمغفرة و العفو ثم قال ع العفو العفو مائة مرة ثم قال أستغفر الله العظيم من ظلمي و جرمي و إسرافي على نفسي و أتوب إليه مائة مرة فلما فرغ ع من الاستغفار ركع و سجد و تشهد و سلم
بيان قال الكفعمي رحمه الله عند ذكر الدعاء الأول هذا الدعاء من غوامض الأسرار و كرائم الأذكار و كان أمير المؤمنين ع يواظب في ليله و نهاره و أوقات أسحاره و الضمير في جبتيها و طاغوتيها و إفكيها راجع إلى قريش و من قرأ جبتيهما و طاغوتيهما و إفكيهما على التثنية فليس بصحيح لأن الضمير حينئذ يكون راجعا في اللغة إلى جبتي الصنمين و طاغوتيهما و إفكيهما و ذلك ليس مراد أمير المؤمنين ع و إنما مراده ع لعن صنمي قريش و وصفه ع لهذين الصنمين بالجبتين و الطاغوتين و الإفكين تفخيما لفسادهما و تعظيما لعنادهما و إشارة إلى ما أبطلاه من فرائض الله و عطلاه من أحكام رسول الله ص. و الصنمان هما الفحشاء و المنكر قال شارح هذا الدعاء الشيخ العالم أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر في كتابه رشح البلاء في شرح هذا الدعاء الصنمان الملعونان هما الفحشاء و المنكر و إنما شبههما ع بالجبت و الطاغوت لوجهين إما لكون المنافقين يتبعونهما في الأوامر و النواهي غير المشروعة كما اتبع الكفار هذين الصنمين و إما لكون البراءة منهما واجبة لقوله تعالى فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى. و قوله اللذين خالفا أمرك إشارة إلى قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ فخالفا الله و رسوله في وصيه بعد ما سمعا من النص عليه ما لا يحتمله هذا المكان و معناه في حقه فضلوا و أضلوا و هلكوا و أهلكوا و إنكارهما الوحي إشارة إلى قوله تعالى بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ. و جحدهما الإنعام إشارة إلى أنه تعالى بعث محمدا ص رحمة للعالمين ليتبعوا أوامره و يجتنبوا نواهيه فإذا أبوا أحكامه و ردوا كلمته فقد جحدوا نعمته و كانوا كما قال سبحانه كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَ فَرِيقاً يَقْتُلُونَ. و أما عصيانهم الرسول ص
فلقوله ص يا علي من أطاعك فقد أطاعني و من عصاك فقد عصاني
و أما قلبهما الدين فهو إشارة إلى ما غيراه من دين الله كتحريم عمر المتعتين و غير ذلك مما لا يحتمله هذا المكان
و أما تغييرهما الفرض إشارة إلى ما روي عنه ع أنه رأى ليلة الإسراء مكتوبا على ورقة من آس إني افترضت محبة علي على أمتك فغيروا فرضه و مهدوا لمن بعدهم بغضه و سبه حتى سبوه على منابرهم ألف شهر
و الإمام المقهور منهم يعني نفسه ع و نصرهم الكافر إشارة إلى كل من خذل عليا ع و حاد الله و رسوله و هو سبحانه يقول لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ الآية و طردهم الصادق إشارة إلى أبي ذر طرده عثمان إلى الربذة و قد قال النبي ص في حقه ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء الحديث و إيواؤهم الطريد و هو الحكم بن أبي العاص طرده النبي ص فلما تولى عثمان آواه و إيذاؤهم الولي يعني عليا ع و توليتهم المنافق إشارة إلى معاوية و عمرو بن العاص و المغيرة بن شعبة و الوليد بن عتبة و عبد الله بن أبي سرح و النعمان بن بشير و إرجاؤهم المؤمن إشارة إلى أصحاب علي ع كسلمان و المقداد و عمار و أبي ذر و الإرجاء التأخير و منه قوله تعالى أَرْجِهْ وَ أَخاهُ مع أن النبي ص كان يقدم هؤلاء و أشباههم على غيرهم. و الحق المخفي هو الإشارة إلى فضائل علي ع و ما نص عليه النبي ص في الغدير و كحديث الطائر و قوله ص يوم خيبر لأعطين الراية غدا الحديث و حديث السطل و المنديل و هوي النجم في داره و نزول هل أتى فيه و غير ذلك مما لا يتسع لذكره هذا الكتاب. و أما المنكرات التي أتوها فكثيرة جدا و غير محصورة عدا حتى روي أن عمر قضى في الجدة بسبعين قضية غير مشروعة و قد ذكر العلامة قدس الله سره في كتاب كشف الحق و نهج الصدق فمن أراد الاطلاع على جملة مناكرهم و ما صدر من الموبقات عن أولهم و آخرهم فعليه بالكتاب المذكور و كذا كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة و كتاب مسالب الغواصب في مثالب النواصب و كتاب الفاضح و كتاب الصراط المستقيم و غير ذلك مما لا يحتمل هذا المكان ذكر الكتب فضلا عما فيها و قوله فقد أخربا بيت النبوة اه إشارة إلى ما فعله الأول و الثاني مع علي ع و فاطمة ع من الإيذاء و أرادا إحراق بيت علي ع بالنار و قاداه قهرا كالجمل المخشوش و ضغطا فاطمة ع في بابها حتى سقطت بمحسن و أمرت أن تدفن ليلا لئلا يحضر الأول و الثاني جنازتها و غير ذلك من المناكير.
و عن الباقر ع ما أهرقت محجمة دم إلا و كان وزرها في أعناقهما إلى يوم القيامة من غير أن ينتقص من وزر العاملين شيء و سئل زيد بن علي بن الحسين ع و قد أصابه سهم في جبينه من رماك به قال هما رمياني هما قتلاني
و قوله و حرفا كتابك يريد به حمل الكتاب على خلاف مراد الشرع لترك أوامره و نواهيه و محبتهما الأعداء إشارة إلى الشجرة الملعونة بني أمية و محبتهما لهم حتى مهدا لهم أمر الخلافة بعدهما و جحدهما الآلاء كجحدهما النعماء و قد مر ذكره و تعطيلهما الأحكام يعلم مما تقدم و كذا إبطال الفرائض و الإلحاد في الدين الميل عنه. و معاداتهما الأولياء إشارة إلى قوله تعالى إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ الآية و تخريبهما البلاد و إفسادهما العباد هو مما هدموا من قواعد الدين و تغييرهم أحكام الشريعة و أحكام القرآن و تقديم المفضول على الفاضل و الأثر الذي أنكروه إشارة إلى استيثار النبي ص عليا من بين أفاضل أقاربه و جعله أخا و وصيا
و قال له أنت مني بمنزلة هارون من موسى
و غير ذلك ثم بعد ذلك كله أنكروه و الشر الذي آثروه هو إيثارهم الغير عليه و هو إيثار شر متروك مجهول على خير مأخوذ معلوم هذا مثل
قوله ع علي خير البشر من أبى فقد كفر
و الدم المهراق هو جميع من قتل من العلويين لأنهم أسسوا ذلك كما ذكرناه من قبل من كلام الباقر ع ما أهرقت محجمة دم اه حتى قيل و أريتكم أن الحسين أصيب في يوم السقيفة و الخبر المبدل منهم عن النبي ص كثير كقولهم أبو بكر و عمر سيدا كهول أهل الجنة و غير ذلك مما هو مذكور في مظانه. و الكفر المنصوب هو أن النبي ص نصب عليا ع علما للناس و هاديا فنصبوا كافرا و فاجرا و الإرث المغصوب هو فدك فاطمة ع و السحت المأكول هي التصرفات الفاسدة في بيت مال المسلمين و كذا ما حصلوه من ارتفاع الفدك من التمر و الشعير فإنها كانت سحتا محضا و الخمس المستحل هو الذي جعله سبحانه لآل محمد ص فمنعوهم إياه و استحلوه حتى أعطى عثمان مروان بن الحكم خمس إفريقية و كان خمسمائة ألف دينار بغيا و جورا و الباطل المؤسس هي الأحكام الباطلة التي أسسوها و جعلوها قدوة لمن بعدهم و الجور المبسوط هو بعض جورهم الذي مر ذكره. و النفاق الذي أسروه هو قولهم في أنفسهم لما نصب النبي ص عليا ع للخلافة قالوا و الله لا نرضى أن تكون النبوة و الخلافة لبيت واحد فلما توفي النبي ص أظهروا ما أسروه من النفاق
و لهذا قال علي ع و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما أسلموا و لكن استسلموا أسروا الكفر فلما رأوا أعوانا عليه أظهروه
و أما الغدر المضمر هو ما ذكرناه من إسرارهم النفاق و الظلم المنشور كثير أوله أخذهم الخلافة منه ع بعد فوت النبي ص و الوعد المخلف هو ما وعدوا النبي ص من قبولهم ولاية علي ع و الايتمام به فنكثوه و الأمانة الذي خانوها هي ولاية علي ع في قوله تعالى إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ الآية و الإنسان هم لعنهم الله و العهد المنقوض هو ما عاهدهم به النبي ص يوم الغدير على محبة علي ع و ولايته فنقضوا ذلك. و الحلال المحرم كتحريم المتعتين و عكسه كتحليل الفقاع و غير ذلك و البطن المفتوق بطن عمار بن ياسر ضربه عثمان على بطنه فأصابه الفتق و الضلع المدقوق و الصك الممزوق إشارة إلى ما فعلاه مع فاطمة ع من مزق صكها و دق ضلعها و الشمل المبدد هو تشتيت شمل أهل البيت ع و كذا شتتوا بين التأويل و التنزيل و بين الثقلين الأكبر و الأصغر و إعزاز الذليل و عكسه معلوما المعنى و كذا الحق الممنوع و قد تقدم ما يدل على ذلك. و الكذب المدلس مر معناه في قوله ع و خبر بدلوه و الحكم المقلب مر معناه في أول الدعاء في قوله ع و قلبا دينك و الآية المحرفة مر معناه في قوله ع حرفا كتابك و الفريضة المتروكة هي موالاة أهل البيت ع لقوله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و السنة المغيرة كثيرة لا تحصى و تعطيل الأحكام يعلم مما تقدم و البيعة المنكوثة هي نكثهم بيعته كما فعل طلحة و الزبير و الرسوم الممنوعة هي الفيء و الخمس و نحو ذلك و الدعوى المبطلة إشارة إلى دعوى الخلافة و فدك و البينة المنكرة هي شهادة علي و الحسنين ع و أم أيمن لفاطمة ع فلم يقبلوها. و الحيلة المحدثة هي اتفاقهم أن يشهدوا على علي ع بكبيرة توجب الحد إن لم يبايع و قوله و خيانة أوردوها إشارة إلى يوم السقيفة لما احتج الأنصار على أبي بكر بفضائل علي ع و أنه أولى بالخلافة فقال أبو بكر صدقتم ذلك و لكنه نسخ بغيره لأني سمعت النبي ص يقول إنا أهل بيت أكرمنا الله بالنبوة و لم يرض لنا بالدنيا و إن الله لن يجمع لنا بين النبوة و الخلافة و صدقه عمر و أبو عبيدة و سالم مولى حذيفة على ذلك و زعموا أنهم سمعوا هذا الحديث من النبي ص كذبا و زورا فشبهوا على الأنصار و الأمة
و النبي ص قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده في النار
و قوله و عقبة ارتقوها إشارة إلى أصحاب العقبة و هم أبو بكر و عمر و عثمان و طلحة و الزبير و أبو سفيان و معاوية ابنه و عتبة بن أبي سفيان و أبو الأعور السلمي و المغيرة بن شعبة و سعد بن أبي وقاص و أبو قتادة و عمرو بن العاص و أبو موسى الأشعري اجتمعوا في غزوة تبوك على كئود لا يمكن أن يجتاز عليها إلا فرد رجل أو فرد جمل و كان تحتها هوة مقدار ألف رمح من تعدى عن المجرى هلك من وقوعه فيها و تلك الغزوة كانت في أيام الصيف و العسكر تقطع المسافة ليلا فرارا من الحر فلما وصلوا إلى تلك العقبة أخذوا دبابا كانوا هيئوها من جلد حمار و وضعوا فيها حصى و طرحوها بين يدي ناقة النبي ص لينفروها به فتلقيه في تلك الهوة فيهلك ص. فنزل جبرئيل ع على النبي ص بهذه الآية يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا الآية و أخبره بمكيدة القوم فأظهر الله تعالى برقا مستطيلا دائما حتى نظر النبي ص إلى القوم و عرفهم و إلى هذه الدباب التي ذكرناها أشار ع بقوله و دباب دحرجوها و سبب فعلهم هذا مع النبي ص كثرة نصه على علي ع بالولاية و الإمامة و الخلافة و كانوا من قبل نصه أيضا يسوءونه لأن النبي ص سلطه على كل من عصاه من طوائف العرب فقتل مقاتليهم و سبى ذراريهم فما من بيت إلا و في قلبه ذحل فانتهزوا في هذه الغزوة هذه الفرصة و قالوا إذا هلك محمد ص رجعنا إلى المدينة و نرى رأينا في هذا الأمر من بعده و كتبوا بينهم كتابا فعصم الله نبيه منهم و كان من فضيحتهم ما ذكرناه. و قوله و أزياف لزموها الأزياف جمع زيف و هو الدرهم الردي غير المسكوك الذي لا ينتفع به أحد شبه أفعالهم الردية و أقوالهم الشنيعة بالدرهم الزيف الذي لا يظهر في البقاع و لا يشترى به متاع فلأفعالهم الفضيحة و أقوالهم الشنيعة ذكرهم الله تعالى في قوله وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ. و الشهادات المكتومة هي ما كتموا من فضائله و مناقبه التي ذكرها النبي ص و هي كثيرة جدا و غير محصورة عدا و الوصية المضيعة هي
قول النبي ص أوصيكم بأهل بيتي و آمركم بالتمسك بالثقلين و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
و أمثال ذلك انتهى كلامه قدس سره قوله لأن الضمير لا يخفى ما فيه إذ لا مانع حينئذ من إرجاع الضمير إلى الصنمين و لا ريب في أن تأنيث الضمائر أظهر لكن العلة معلولة قوله إلى استيثار النبي ص الظاهر أن المراد بالأثر إما الخبر و آثار النبي ص و لعله حمل الأثر على الذي آثر الله و رسوله و اختاره على غيره و هو بعيد لفظا و يحتمل أن يكون في نسخته و أثير على فعيل قوله الأزياف جمع زيف أقول في بعض النسخ بالراء المهملة جمع ريف بالكسر و هي أرض فيها زرع و خصب و السعة في المأكل و المشرب و ما قارب الماء من أرض العرب أو حيث الخضر و المياه و الزروع و لا يخفى مناسبة الكل. ثم إنا بسطنا الكلام في مطاعنهما في كتاب الفتن و إنما ذكرنا هنا ما أورده الكفعمي ليتذكر من يتلو الدعاء بعض مثالبهما
6- مهج الدعوات، و من ذلك دعاء وجدناه بخط الرضي الموسوي رضوان الله عليه نذكره بلفظه و تنظر المراد منه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وجدت في كتاب القاضي علي بن محمد الفزاري أيده الله قال قرأت على أبي جعفر الزاهد أحمد بن محمد بن عيسى العلوي و ذكر أنه لبعض الأئمة يقنت بها كتبته بنيشابور من نسخة أبي الحسن أحمد بن محمد بن كسرى بن يسار بن قيراط البلخي و يعرف بدعاء السامري بسم الله ما شاء الله توجها بالدعاء إلى الله بسم الله ما شاء الله تقربا بالتضرع إلى الله بسم الله ما شاء الله توسلا بالتطلب إلى الله بسم الله ما شاء الله تعبدا لله بسم الله ما شاء الله تلطفا لله بسم الله ما شاء الله تذللا لله بسم الله ما شاء الله تخشعا لله بسم الله ما شاء الله استكانة لله بسم الله ما شاء الله استعانة بالله بسم الله ما شاء الله استغاثة بالله بسم الله ما شاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله بسم الله ما شاء الله كان بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله أستغفر الله المستعان بسم الله ما شاء الله لا إله إلا الله الحليم الكريم بسم الله ما شاء الله لا إله إلا الله العلي العظيم بسم الله ما شاء الله رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و ما عليهن و هو رب العرش العظيم لا إله إلا الله هو رب العرش الكريم بسم الله ما شاء الله لا إله إلا الله الأول قبل كل شيء بسم الله ما شاء الله لا إله إلا الله الآخر بعد كل شيء بسم الله ما شاء الله لا إله إلا الله سبحان الله ربنا رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ يا الله يا لطيف يا الله الذي ليس كمثله شيء و أنت السميع البصير صل على محمد و على أئمة المؤمنين من آله كلهم و عجل فرجهم و ضاعف أنواع العذاب على أعدائهم و ثبت شيعتهم على طاعتك و طاعتهم و على دينك و منهاجهم و لا تنزع منهم سيدي شيئا من صالح ما أعطيتهم برحمتك يا الله يا رحمان يا رحيم يا مقلب القلوب و الأبصار لا تزغ قلوبهم بعد إذ هديتهم و هب لهم مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ يا الله يا حي يا قيوم أسألك أن تجعل الصلاة كلها على من صليت عليهم و أن تجعل اللعائن كلها على من لعنتهم و أن تبدأ بالذين ظلما آل رسولك و غصبا حقوق أهل بيت نبيك و شرعا غير دينك اللهم فضاعف عليهما عذابك و غضائبك و لعناتك و مخازيك بعدد ما في علمك و
بحسب استحقاقهما من عدلك و أضعاف أضعاف أضعافه بمبلغ قدرتك عاجلا غير آجل بجميع سلطانك ثم بسائر الظلمة من خلقك بأهل بيت نبيك بحق محمد و آله الطيبين الطاهرين الزاهرين صلواتك عليهم أجمعين بحسب ما أحاط به علمك في كل زمان و في كل أوان و لكل شأن و بكل لسان و على كل مكان و مع كل بيان و كذا كل إنسان أبدا دائما واصلا ما دامت الدنيا و الآخرة يا ذا الفضل و الثناء و الطول لك الحمد لا إله إلا أنت سبحانك يا الله و بحمدك ترحمت على خلقك فهديتهم إلى دعائك فقولك الحق في كتابك وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فلبيك لبيك لبيك ربنا و سعديك و الخير في يديك و المهدي من هديت عبيدك داعيك منتصب بين يديك و رقك و راجيك منتهى عن معاصيك و سألك من فضلك يصلي لك وحدك لا شريك لك بك و لك و منك و إليك لا منجى و لا ملتجأ منك إلا إليك تباركت و تعاليت سبحانك ربنا و حنانيك سبحانك و تعاليت سبحانك ربنا و رب البيت الحرام سبحانك ربنا و الرغبة إليك سبحانك ربنا و رب الورى ترى و لا ترى و أنت بالمنظر الأعلى و إليك الرجعى و إليك الممات و المحيا و لك الآخرة و الأولى و لك القدرة و الحجة و الأمر و النهي و أنت الغفار لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى فآمنا بك يا سيدي و سألناك و اهتدينا لك بمن هديتنا بهم من بريتك المختار من المتقين محمد و أهل بيته الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين الزاهدين المرضيين صلواتك عليهم أجمعين اللهم فصل عليهم بجميع صلواتك و عجل فرجهم بعز جلالك و أدخلنا بهم فيمن هديت و عافنا بهم فيمن عافيت و تولنا بهم فيمن توليت و ارزقنا بهم فيمن رزقت و بارك لنا بهم فيما أعطيت و قنا بهم جميع شرور ما قدرت و قضيت فإنك تقضي و لا يقضى عليك و تذل و لا يذل من واليت و تجير و لا يجار عليك و المصير و المعاد إليك آمنا بك يا سيدي و توكلنا عليك و سمعنا لك يا سيدي و فوضنا إليك اللهم إنا نعوذ بك من أن نذل و نخزى و نعوذ بك من درك الشقاء و من شماتة الأعداء و من سوء القضاء و من تتابع الفناء و البلاء و من الوباء و من جهد البلاء و حرمان الدعاء و من سوء المنظر في أنفس أهل بيت نبيك محمد صلواتك عليهم و في أديانهم في جميع ما تفضلت و تتفضل به عليهم ما عاشوا و عند وفاتهم و بعد وفاتهم و نعوذ بك يا سيدي من الخزي في الحياة الدنيا و من المرد إلى النار هذا مقام العائذ بك من النار أعوذ بك يا سيدي من النار هذا مقام الهارب إليك من النار أهرب إليك إلهي من النار هذا مقام المستجير بك من النار أستجير بك يا سيدي و إلهي من النار هذا مقام التائب الراغب إليك في فكاك رقبتي من النار هذا مقام التائب إليك الضارع إليك الطالب إليك في عتق رقبتي من النار هذا مقام من باء بخطيئته و تاب و أناب إلى ربه و توجه بوجهه إلى الذي فَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ عالم الغيب و الشهادة على ملة إبراهيم و منهاجه و على دين محمد ص و شريعته و على ولاية علي و إمامته و على نهج الأوصياء و الأولياء المختارين من ذريتهما المخصوصين بالإمامة و الطهارة و الوصاية و الحكمة و التسمية بالسبطين الحسن و الحسين ع سيدي شباب أهل الجنة أجمعين و بعلي بن الحسين سيد العابدين و بمحمد بن علي باقر علم الدين و بجعفر بن محمد الصادق عن رب العالمين و بموسى بن جعفر العبد الصالح و بعلي بن موسى الرضا من المرضيين و بمحمد بن علي التقي من المتقين و بعلي بن محمد الطاهر من المطهرين و بالحسن بن علي الهادي من المهديين و بابن الحسن المبارك من المباركين و على سننهم و سبلهم و حدودهم و نحوهم و أمهم و أمرهم و تقواهم و سنتهم و سيرتهم و قليلهم و كثيرهم حيا و ميتا و شكرا لدينا على ذلك دائما فيا الله يا نور كل نور يا صادق النور يا من صفته نور يا مدهر الدهور
يا مدبر الأمور يا مجري البحور يا باعث من في القبور يا مجري الفلك لنوح يا ملين الحديد لداود يا مؤتي سليمان ملكا عظيما يا كاشف الضر عن أيوب يا جاعل النار بردا و سلاما على إبراهيم يا فادي ابنه بالذبح العظيم يا مفرج هم يعقوب يا منفس غم يوسف يا مكلم موسى تكليما يا مؤيد عيسى بالروح تأييدا يا فاتح لمحمد فتحا مبينا و يا ناصره نصرا عزيزا يا جاعل للخلق لسان صدق عليا يا مذهب عن أهل بيت محمد الرجس و مطهرهم تطهيرا أسألك أن تجعل فواضل صلواتك و بركاتك و زاكياتك و مغفرتك و نواميك و رضوانك و رأفتك و رحمتك و محبتك و تحيتك و صلواتك على جميع أهل طاعتك من خلقك على محمد و عليهم و على جميع أجسادهم و أرواحهم و على كل من أحببت الصلاة عليه من جميع خلقك بعدد ما في علمك و آمنت يا الله بك و بهم و بجميع من أمرت بالإيمان به من جميع خلقك و آمنت يا الله بك و بجميع أسرار آل محمد و علانيتهم و ظاهرهم و باطنهم و معروفهم حيا و ميتا أشهد أنهم في علم الله و طاعته كمحمد صلوات الله عليه و عليهم أجمعين بعدد ما في علم الله في كل زمان و في كل حين و أوان و في كل شأن و بكل لسان و على كل مكان أبدا دائما واصلا ما دامت الدنيا و الآخرة بك و بجميع رحمتك يا أرحم الراحمين يا الله يا متعالي المكان يا رفيع البنيان يا عظيم الشأن يا عزيز السلطان يا ذا النور و البرهان يا ذا القدرة و البنيان يا هادي للإيمان يا مخوف الأحكام يا مخشي الانتقام يا ذا الملك و المعارج يا ذا العدل و الرغائب أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد عليه و عليهم السلام المتقين الزاهدين بجميع صلواتك و أن تعجل فرجهم بعز جلالك و أن تضاعف أنواع العذاب و اللعائن بعدد ما في علمك على مبغضيهم و معانديهم و غاصبيهم و مناويهم و التاركين أمرهم و الرادين عليهم و الجاحدين لهم و الصادين عنهم و الباغين سواهم و الغاصبين حقوقهم و الجاحدين فضلهم و الناكثين عهدهم و المتلاشين ذكرهم و المستأكلين برسمهم و الواطئين لسمتهم و الناشين خلاقهم و الناصبين عداوتهم و المانعين لهم و الناكثين لأتباعهم اللهم فأبح حريمهم و ألق الرعب في قلوبهم و خالف بين كلمتهم و أنزل عليهم رجزك و عذابك و غضائبك و مخازيك و دمارك و دبارك و سفالك و نكالك و سخطك و سطواتك و بأسك و بوارك و نكالاتك و وبالك و بلاءك و هلاكك و هوانك و شقاءك و شدائدك و نوازلك و نقماتك و معارك و مضارك و خزيك و خذلانك و مكرك و متألفك و قوامعك و عوراتك و أوراطك و أوتارك و عقابك بمبلغ ما أحاط به علمك و بعدد أضعاف أضعاف أضعاف استحقاقهم من عدلك من كل زمان و في كل أوان و بكل شأن و بكل مكان و بكل لسان و مع كل بيان أبدا دائما واصلا ما دامت الدنيا و الآخرة بك و بجميع قدرتك يا أقدر القادرين يا رب الأرباب يا معتق الرقاب يا كريم يا وهاب يا رحيم يا تواب أنت تدعوني حتى أكله و أنا عبدك و قد عظمت ذنوبي عندك و خفت ألا أستحق إجابتك و عفوك و رحمتك أجل و أعظم من ذنوبي حتى لا أقنط من رحمتك و لا أيأس من حسن إجابتك فلتسعني رحمتك و لينلني حسن إجابتك برأفتك و أكرمني سابغ عطائك و سعة فضلك و الرضا بأقدارك بغير فقر و فاقة و تبلغني سؤلي و نجاح طلبتي و عن حسن إجابتك إلحاحي و عن جملة اعترافي و استغفاري أستغفرك إلهي و سيدي لجميع ما كرهته مني بجميع الاستغفارات لك و تبت إليك من جميع ما كرهته مني بأفضل التوبات لديك مصليا على محمد و أهل بيته الطيبين الطاهرين بجميع صلواتك و لاعنا أعداءك و أعداءهم قبل كل شيء و مع كل شيء و عند كل شيء و لكل شيء و في كل شيء و بعد كل شيء و مع كل شيء و لكل شيء و في كل شيء على أفضل محبتك و مرضاتك حيا و ميتا حتى ترضى و تمحوني من الأشقياء المحرومين إجابتك و تكتبني من السعداء المستحقين إجابتك فإنك سيدي تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ
و اتبعنا الرسول و والينا الولي و تأممنا الأئمة فاكتبنا مع الشاهدين و أدخلنا بهم في عبادك الصالحين و انصرنا بهم على القوم الكافرين و بجميع رحمتك يا أرحم الراحمين ثم قل سبعين مرة أستغفر الله الذي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لجميع ذنوبي و أسأله أن يتوب علينا برحمته ثم اركع وَ كُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ
بيان التسمية من السمو بمعنى الرفعة أو خصوا بالتسمية للإمامة أو بالأسماء المذكورة بعده و هو أظهر و أمهم أي قصدهم أو مقصودهم و شكر الدنيا أي ألزمت على ذلك شكرا علينا و في ذمتنا و لعل فيه تصحيفا أو سقطا بعدد ما في علم الله متعلق بالصلوات بك و بجميع رحمتك لعل الباء فيهما للقسم أو للملابسة أي ما داما متلبسين بك و برحمتك أو متعلقان بالصلاة فالباء للسببية و يحتمل تعلقهما بقوله أسألك المذكور بعد ذلك أو بمثله مقدرا و الظاهر أن فيه أيضا سقطا. يا مخوف الأحكام أي يخاف الناس من أحكامك على العباد في الدنيا و الآخرة و المتلاشين ذكرهم أي الذين يسعون في أن يكون ذكرهم بين الناس كذكرهم أو يفرقون و يمحون ذكرهم و لم يرد بالمعنيين في اللغة و قد يستعمل في العرف فيهما لكن في الثاني لا يستعمل متعديا و في القاموس اللش الطرد و اللشلشة كثرة التردد و كونهما مأخوذين منه يحتاج إلى مزيد تكلف لفظا و معنى و إن كان هذا القلب في المضاعف شائعا. و المستأكلين برسمهم أي الذين يأكلون أموالهم و أموال المسلمين بادعاء رسمهم و أثرهم أو بالمرسوم المقرر لهم من الله و الناشين خلاقهم قال الجوهري نشيت منه ريحا نشوة بالكسر أي شممت و يقال أيضا نشيت الخبر إذا تخبرت و نظرت من أين جاء و الخلاق النصيب الوافر من الخير فالمعنى الطالبين نصيبهم و المستخبرين عنه ليأخذوه و في بعض النسخ بالسين المهملة و هو أنسب و في بعضها بالفاء بكسر الخاء فيكون الناشين مخففا من نشأ و الدبار بالكسر المعاداة و بالفتح الهلاك و السفال بالفتح نقيض العلو يقال سفل ككرم و علم و نصر سفالا و سفالا و الشقاء الشدة و العسر و المعرة الإثم و الأذى و الغرم و الدية و الجناية و تلون الوجه غضبا و الورطة الهلكة و كل أمر تعسر النجاة منه و الوتر الذحل و الظلم فيه كالترة. قوله استحقاقهم أي بحسب عقول الخلق من عدلك أي حال كونها ناشئة من عدلك و لا تزيد على استحقاقهم الواقعي أو المراد استحقاقهم بالذات فلا ينافي زيادتهما بحسب ما يصل ضرر أفعالهم إلى الخلق و هذا أحد الوجوه المذكورة في فائدة اللعن عليهم فإن جميع الخلق طالبون للحقوق منهم بحسب ما وصل إليهم من الضرر من منع الإمام عن إقامة العدل و بيان الأحكام و إقامة الحدود فلعنهم طلب لحقهم فيستحقون بذلك مضاعفة العذاب. حتى أكله أي يحصل لي الكلال بتكرر الدعوة حتى لا أقنط أي تدعوني لكيلا أقنط. و أقول هذا الدعاء كان سقيما جدا و عسى أن يتيسر لنا نسخة يمكننا تصحيحه منها أو لغيرنا و لذا أوردناه و كانت نسخة السيد أيضا كذلك حيث قال بعد تمام الدعاء أقول هذا آخر لفظ الدعاء المذكور و فيه ما يحتاج إلى استدراك و تحقيق أمور انتهى و لعل أكثر تلك القنوتات بالصلاة المستحبة أنسب لا سيما صلاة الوتر