1- قرب الإسناد، عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن علي بن أبي حمزة قال سألت أبا الحسن موسى ع قلت المرأة تقعد عند رأس المريض و هي حائض و هو في حد الميت قال فقال لا بأس أن تمرضه فإذا خافوا عليه و قرب من ذلك فتنحت عنه و تجنب قربه فإن الملائكة تأذى بذلك
بيان كراهة حضور الحائض و الجنب عند الاحتضار هو المشهور بين الأصحاب بل نسبها في المعتبر إلى أهل العلم و الظاهر اختصاص الكراهة بزمان الاحتضار إلى أن يتحقق الموت و احتمل استمرارها و هل تزول بانقطاع الدم قبل الغسل أو بالتيمم بدل الغسل فيهما إشكال
2- العلل، عن أبيه بإسناد متصل يرفعه إلى الصادق ع أنه قال لا تحضر الحائض و الجنب عند التلقين إن الملائكة تتأذى بهما
بيان الظاهر أن المراد بالتلقين هو الذي يستحب عند الاحتضار فهو كناية عن الاحتضار و يحتمل أن يكون حال التلقين أشد كراهة و يحتمل شمول الكراهة حالة كل تلقين لظاهر اللفظ و لعل الأول أظهر بقرينة سائر الأخبار نعم يكره لهما إدخاله قبره كما سيأتي و إن لم يذكره الأكثر
3- العلل، عن محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي الجوزاء عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي ع قال دخل رسول الله ص على رجل من ولد عبد المطلب فإذا هو في السوق و قد وجه إلى غير القبلة فقال وجهوه إلى القبلة فإنكم إذا فعلتم ذلك أقبلت عليه الملائكة و أقبل الله عليه بوجهه فلم يزل كذلك حتى يقبض
دعائم الإسلام، عن علي ع مثله ثواب الأعمال، عن محمد بن موسى عن عبد الله بن جعفر عن أحمد بن أبي عبد الله مثله بيان في النهاية فيه دخل سعيد على عثمان و هو في السوق أي في النزع كان روحه تساق لتخرج من بدنه و يقال له السياق أيضا انتهى و إقبال الملائكة عبارة عن استغفارهم له أو قبض روحه بسهولة و إقبال الله كناية عن الرحمة و الفضل و المغفرة و المشهور بين الأصحاب وجوب الاستقبال بالميت حال الاحتضار و ذهب جماعة من الأصحاب منهم الشيخ في الخلاف و المبسوط و المفيد و المحقق في المعتبر و السيد إلى الاستحباب و اختلف في أنه هل يسقط بالموت أو يجب دوام الاستقبال به حيث يمكن الأحوط ذلك
4- الخصال، عن أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن الحسين بن مصعب عن أبي عبد الله ع قال جرت في البراء بن معرور الأنصاري ثلاث من السنن منها أنه لما حضرته الوفاة كان غائبا عن المدينة فأمر أن يحول وجهه إلى رسول الله ص و أوصى بالثلث من ماله فنزل الكتاب بالقبلة و جرت السنة بالثلث تمام الخبر
5- و منه، عن أحمد بن الحسن القطان عن الحسن بن علي السكري عن محمد بن زكريا البصري عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال لا يجوز للمرأة الحائض و لا الجنب الحضور عند تلقين الميت لأن الملائكة تتأذى بهما و لا يجوز لهما إدخال الميت قبره
6- ثواب الأعمال، و مجالس الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى عن الحسن بن موسى الخشاب عن غياث بن كلوب عن إسحاق بن عمار عن الصادق عن آبائه ع أن رسول الله ص قال لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فإن من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة
7- مجالس ابن الشيخ، عن أبيه عن المفيد عن محمد الحسين المقري عن علي بن محمد عن علي بن الحسين عن الحسن بن علي بن يوسف عن زكريا المؤمن عن سعيد بن يسار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن رسول الله ص حضر شابا عند وفاته فقال له قل لا إله إلا الله قال فاعتقل لسانه مرارا فقال لامرأة عند رأسه هل لهذا أم قالت نعم أنا أمه قال أ فساخطة أنت عليه قالت نعم ما كلمته منذ ست حجج قال لها ارضي عنه قالت رضي الله عنه برضاك يا رسول الله فقال له رسول الله ص قل لا إله إلا الله قال فقالها فقال النبي ص ما ترى فقال أرى رجلا أسود قبيح المنظر وسخ الثياب منتن الريح قد وليني الساعة يأخذ بكظمي فقال له النبي ص قل يا من يقبل اليسير و يعفو عن الكثير اقبل مني اليسير و اعف عني الكثير إنك أنت الغفور الرحيم فقالها الشاب فقال له النبي ص انظر ما ترى قال أرى رجلا أبيض اللون حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب قد وليني و أرى الأسود قد تولى عني قال أعد فأعاد قال ما ترى قال لست أرى الأسود و أرى الأبيض قد وليني ثم طفا على تلك الحال
مجالس المفيد، عن محمد بن الحسين المقري مثله توضيح في القاموس طفا الرجل مات
8- مصباح الأنوار، عن أبي جعفر ع قال إن فاطمة بنت رسول الله مكثت بعد رسول الله ص ستين يوما ثم مرضت فاشتدت عليها فكان من دعائها في شكواها يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث فأغثني اللهم زحزحني عن النار و أدخلني الجنة و ألحقني بأبي محمد فكان أمير المؤمنين ع يقول يعافيك الله و يبقيك فتقول يا أبا الحسن ما أسرع اللحاق بالله و أوصت بصدقتها و متاع البيت و أوصته أن يتزوج أمامة بنت أبي العاص بن الربيع قال و دفنها ليلا
9- فقه الرضا ع، إذا حضرت الميت الوفاة فلقنه شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و الإقرار بالولاية لأمير المؤمنين و الأئمة ع واحدا واحدا و يستحب أن يلقن كلمات الفرج و هو لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و رب العرش العظيم وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و لا تحضر الحائض و لا الجنب عند التلقين فإن الملائكة تتأذى بهما و لا بأس بأن يليا غسله و يصليا عليه و لا ينزلا قبره فإن حضرا و لم يجدا من ذلك بدا فليخرجا إذا قرب خروج نفسه و إذا اشتد عليه نزع روحه فحوله إلى المصلى الذي كان يصلي فيه أو عليه و إياك أن تمسه و إن وجدته يحرك يديه أو رجليه أو رأسه فلا تمنعه من ذلك كما يفعل جهال الناس و قال ع إذا حضر أحدكم الوفاة فاحضروا عنده بالقرآن و ذكر الله و الصلاة على رسول الله ص
بيان التلقين عند الاحتضار بالعقائد و كلمات الفرج مما ذكره الأصحاب و دلت عليه الأخبار الكثيرة قوله كان يصلي فيه أي البيت الذي كان يصلي فيه و نحوه أو عليه أي المصلى الذي كان يصلي عليه و هذا أيضا ذكره الأصحاب و حكم الأكثر باستحبابه مطلقا و الأخبار مقيدة بما إذا اشتد عليه النزع و ظاهر الرواية التخيير بين النقل إلى البيت أو الثوب و ابن حمزة جمع بينهما و ظاهر الأكثر البيت. و النهي عن المس ورد في الخبر و ذكره الشهيد في الذكرى و كذا النهي عن المنع من تحريك يديه أو رجليه أو رأسه ذكره الصدوق و الشهيد و كذا ذكر الأصحاب استحباب قراءة القرآن و الدعاء عنده قبل خروج روحه و بعده
10- مجالس الصدوق، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن أحمد بن النضر الخزاز عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال كان غلام من اليهود يأتي النبي ص كثيرا حتى استخفه و ربما أرسله في حاجة و ربما كتب له الكتاب إلى قوم فافتقده أياما فسأل عنه فقال له قائل تركته في آخر يوم من أيام الدنيا فأتاه النبي ص في ناس من أصحابه و كان ع بركة لا يكاد يكلم أحدا إلا أجابه فقال يا فلان ففتح عينيه و قال لبيك يا أبا القاسم قال اشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله فنظر الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا ثم ناداه رسول الله ص الثانية و قال له مثل قوله الأول فالتفت الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا ثم ناداه رسول الله ص الثالثة فالتفت الغلام إلى أبيه فقال أبوه إن شئت فقل و إن شئت فلا فقال الغلام أشهد أن لا إله إلا الله و أنك محمد رسول الله و مات مكانه فقال رسول الله ص لأبيه اخرج عنا ثم قال ع لأصحابه غسلوه و كفنوه و أتوني به أصلي عليه ثم خرج و هو يقول الحمد لله الذي أنجى بي اليوم نسمة من النار
بيان حتى استخفه أي وجده خفيفا سريعا في الأعمال
11- العيون، عن محمد بن القاسم المفسر عن أحمد بن الحسن الحسيني عن الحسن بن علي العسكري عن آبائه ع قال سأل الصادق عن بعض أهل مجلسه فقيل عليل فقصده عائدا و جلس عند رأسه فوجده دنفا فقال أحسن ظنك بالله فقال أما ظني بالله فحسن الحديث
بيان دنف المريض بالكسر أي ثقل و قال في الذكرى يستحب حسن الظن بالله في كل وقت و آكده عند الموت و يستحب لمن حضره أمره بحسن ظنه و طمعه في رحمة الله
12- مجالس ابن الشيخ، عن أبيه عن هلال بن محمد الحفار عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن محمد بن إبراهيم بن كثير عن أبي نواس الحسن بن هاني عن حماد بن سلمة عن يزيد الرقاشي عن أنس قال قال رسول الله ص لا يموتن أحدكم حتى يحسن ظنه بالله عز و جل فإن حسن الظن بالله ثمن الجنة
13- ثواب الأعمال، عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن سيف عن أخيه الحسين عن أبيه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فإنها تهدم الذنوب فقالوا يا رسول الله فمن قال في صحته فقال ص ذلك أهدم و أهدم إن لا إله إلا الله أنس للمؤمن في حياته و عند موته و حين يبعث و قال رسول الله ص قال جبرئيل يا محمد لو تراهم حين يبعثون هذا مبيض وجهه و ينادي لا إله إلا الله و الله أكبر و هذا مسود وجهه ينادي يا ويلاه يا ثبوراه
14- المحاسن، عن فضيل بن عثمان رفعه قال قال أبو عبد الله ع من شهد أن لا إله إلا الله عند موته دخل الجنة و قال النبي ص لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فإنها تهدم الخطايا قيل كيف من قالها في حياته قال هي أهدم و أهدم
15- و منه، عن داود بن سليمان القطاني عن أحمد بن زياد الباني عن إسرائيل عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فإنها أنس للمؤمن حين يمزق قبره قال لي جبرئيل يا محمد لو تراهم حين يخرجون من قبورهم ينفضون التراب عن رءوسهم هذا يقول لا إله إلا الله و الحمد لله بيض وجهه و هذا يقول يا حسرتاه عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ
بيان حين يمزق قبره على بناء المفعول مخففا و مشددا أي يخرق ليخرج منه عند البعث
16- معرفة الرجال للكشي، عن محمد بن مسعود عن محمد بن يزداد بن المغيرة عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن حماد عن حريز عن زرارة قال قال أبو جعفر ع لو أدركت عكرمة عند الموت لنفعته قيل لأبي عبد الله ع بما ذا كان ينفعه قال يلقنه ما أنتم عليه فلم يدركه أبو جعفر ع و لم ينفعه
17- و منه، عن حمدويه عن أيوب عن عبد الله بن المغيرة عن ذريح عن أبي عبد الله ع قال ذكر أبو سعيد الخدري فقال كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و كان مستقيما قال فنزع ثلاثة أيام فغسله أهله ثم حملوه إلى مصلاه فمات فيه
كتاب محمد بن المثنى، عن جعفر بن محمد بن شريح عن ذريح مثله
18- الكشي، عن محمد بن مسعود عن الحسين بن إشكيب عن محسن بن أحمد عن أبان بن عثمان عن ليث المرادي عن أبي عبد الله ع قال إن أبا سعيد الخدري كان قد رزق هذا الأمر و إنه اشتد نزعه فأمر أهله أن يحملوه إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه ففعلوا فما لبث أن هلك
19- و منه، عن حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن الحسين بن عثمان عن ذريح قال سمعت أبا عبد الله ع يقول كان علي بن الحسين ع يقول إني لأكره للرجل أن يعافي في الدنيا و لا يصيبه شيء من المصائب ثم ذكر أن أبا سعيد الخدري و كان مستقيما نزع ثلاثة أيام فغسله أهله ثم حملوه إلى مصلاه فمات فيه
20- طب الأئمة، عن الخضر بن محمد عن العباس بن محمد عن حماد بن عيسى عن حريز قال كنا عند أبي عبد الله ع فقال له رجل إن أخي منذ ثلاثة أيام في النزع و قد اشتد عليه الأمر فادع له فقال اللهم سهل عليه سكرات الموت ثم أمره و قال حولوا فراشه إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه فإنه يخفف عليه إن كان في أجله تأخير و إن كانت منيته قد حضرت فإنه يسهل عليه إن شاء الله
21- و منه، عن الأحوص بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن أبي جعفر ع قال إذا دخلت على مريض و هو في النزع الشديد فقل له ادع بهذا الدعاء يخفف الله عنك و أعوذ بالله العظيم رب العرش الكريم من كل عرق نعار و من شر حر النار سبع مرات ثم لقنه كلمات الفرج ثم حول وجهه إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه فإنه يخفف عنه و يسهل أمره بإذن الله
بيان قوله ثم حول وجهه أقول ظاهره مناف لأخبار الاستقبال و أخبار التحويل إلا أن يقال أريد بالوجه البدن مجازا و لعله كان ثم حول وجهه إلى القبلة و حوله إلى مصلاه و يمكن تقدير ذلك بأن يقال المراد به حول وجهه إلى القبلة منتقلا إلى مصلاه
22- دعوات الراوندي، عن سليمان الجعفري قال رأيت أبا الحسن ع يقول لابنه القاسم قم يا بني فاقرأ عند رأس أخيك وَ الصَّافَّاتِ صَفًّا تستتمها فقرأ فلما بلغ أَ هُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا قضى الفتى فلما سجي و خرجوا أقبل عليه يعقوب بن جعفر فقال له كنا نعهد الميت إذا نزل به الموت يقرأ عنده يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ فصرت تأمرنا بالصافات فقال يا بني لم تقرأ عند مكروب من الموت قط إلا عجل الله راحته
توضيح في القاموس قضى مات و قال الجوهري سجيت الميت تسجية إذا مددت عليه ثوبا و قوله ع يا بني على سبيل اللطف إن كان المخاطب يعقوب و إن كان القاسم ففي الحقيقة و الأول أظهر
23- إكمال الدين، عن محمد بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أيوب بن نوح و يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن محمد بن شعيب عن أبي كهمس قال حضرت موت إسماعيل و أبو عبد الله ع جالس عنده فلما حضره الموت شد لحييه و غمضه و غطاه بالملحفة ثم أمر بتهيئته فلما فرغ من أمره دعا بكفنه فكتب في حاشية الكفن إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله
بيان استحباب شد اللحيين و تغميض العينين و التغطية بثوب مقطوع به في كلام الأصحاب و سيأتي مثل هذا الخبر بسند آخر في باب التكفين
24- مجالس المفيد، عن محمد بن عمران المرزباني عن محمد بن أحمد الحكيمي عن محمد بن إسحاق الصاغاني عن سليمان بن أيوب عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال مرض رجل من الأنصار فأتاه النبي ص يعوده فوافقه و هو في الموت فقال كيف تجدك قال أجدني أرجو رحمة ربي و أتخوف من ذنوبي فقال النبي ص ما اجتمعتا في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله رجاءه و آمنه مما يخافه
25- الهداية، يلقن عند موته كلمات الفرج لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و رب العرش العظيم وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و لا يجوز أن يحضر الحائض و الجنب عند التلقين لأن الملائكة تتأذى بهما فإن حضرا و لم يجدا من ذلك بدا فليخرجا إذا قرب خروج نفسه و سئل الصادق ع عن توجيه الميت فقال ع يستقبل بباطن قدميه القبلة
26- دعوات الراوندي، قال الصادق ع من قرأ يس و مات في يومه أدخله الله الجنة و حضر غسله ثلاثون ألف ملك يستغفرون له و يشيعونه إلى قبره بالاستغفار له فإذا أدخل إلى اللحد كانوا في جوف قبره يعبدون الله و ثواب عبادتهم له و فسح له في قبره مد بصره و أومن ضغطة القبر
و قال النبي ص يا علي اقرأ يس فإن في قراءة يس عشر بركات ما قرأها جائع إلا أشبع و لا ظامي إلا روي و لا عار إلا كسي و لا عزب إلا تزوج و لا خائف إلا أمن و لا مريض إلا برئ و لا محبوس إلا أخرج و لا مسافر إلا أعين سفره و لا قرأها رجل ضلت له ضالة إلا ردها الله عليه و لا مسجون إلا أخرج و لا مدين إلا أدى دينه و لا قرئت عند ميت إلا خفف عنه تلك الساعة
و قال ابن عباس إذا حضر أحدكم الموت فبشروه يلقى ربه و هو حسن الظن بالله و إذا كان في صحة فخوفوه
و قال النبي ص إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر توبوا إلى ربكم قبل أن تموتوا و بادروا بالأعمال الزاكية قبل أن تشغلوا و صلوا الذي بينكم و بينه بكثرة ذكركم إياه
و قال ع كل أحد يموت عطشان إلا ذاكر الله
و عن الصادق ع قال كان أمير المؤمنين ع إذا حضر من أهل بيته أحدا الموت قال له لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و رب العرش العظيم وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فإذا قالها المريض قال اذهب ليس عليك بأس
و عن أبي بكر الحضرمي قال مرض رجل من أهل بيتي فأتيته عائدا له فقلت له يا ابن أخ إن لك عندي نصيحة أ تقبلها قال نعم فقلت قل أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فشهد بذلك فقلت قل و أن محمدا رسول الله فشهد بذلك فقلت له إن هذا لا تنتفع به إلا أن يكون منك على يقين فذكر أنه منه على يقين فقلت قل أشهد أن عليا وصيه و هو الخليفة من بعده و الإمام المفترض الطاعة من بعده فشهد بذلك فقلت له إنك لن تنتفع بذلك حتى يكون منك على يقين ثم سميت الأئمة واحدا بعد واحد فأقر بذلك و ذكر أنه منه على يقين فلم يلبث الرجل أن توفي فجزع أهله عليه جزعا شديدا قال فغبت عنهم ثم أتيتهم بعد ذلك فرأيت عزاء حسنا فقلت كيف تجدونكم كيف عزاؤك أيتها المرأة فقالت و الله لقد أصبنا بمصيبة عظيمة بوفاة فلان و كان مما طيب نفسي لرؤيا رأيتها الليلة فقلت كيف قالت رأيته و قلت له ما كنت ميتا قال بلى و لكن نجوت بكلمات لقننيهن أبو بكر الحضرمي و لو لا ذلك كدت أهلك
و قال النبي ص نابذوا عند الموت فقيل كيف ننابذ قال قولوا قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ إلى آخر السورة
و كان أمير المؤمنين ع قال عند الوفاة تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوى وَ لا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ ثم كان يقول لا إله إلا الله حتى توفي
و قال النبي ص لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فإن من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة قيل يا رسول الله ص إن شدائد الموت و سكراته تشغلنا عن ذلك فنزل في الحال جبرئيل ع و قال يا محمد قل لهم حتى يقولوا الآن في الصحة لا إله إلا الله عدة للموت أو كما قال
و كان زين العابدين ع يقول عند الموت اللهم ارحمني فإنك كريم اللهم ارحمني فإنك رحيم فلم يزل يرددها حتى توفي صلوات الله عليه و كان عند رسول الله قدح فيه ماء و هو في الموت و يدخل يده في القدح و يمسح وجهه بالماء و يقول اللهم أعني على سكرات الموت
و روي أنه تقرأ عند المريض و الميت آية الكرسي و تقول اللهم أخرجه إلى رضا منك و رضوان اللهم اغفر له ذنبه جل ثناء وجهك ثم تقرأ آية السخرة إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ إلخ ثم تقرأ ثلاث آيات من آخر البقرة لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ ثم يقرأ سورة الأحزاب
إيضاح قوله ع عشر بركات أقول ما ذكره اثنا عشر و لعل تكرار المحبوس و المسجون للتأكيد فهما يعدان بواحد إن لم يكن التكرار من النساخ أو الرواة و القراءة عند الميت ليست من تلك العشر فإنه ص كان يعد فوائدها للقارئ و يمكن عد الشبع و الارتواء واحدا. و الغرغرة تردد الروح في الحلق ذكره الجوهري و ضمير بينه في قوله بينكم و بينه راجع إلى الموت و يحتمل إرجاعه إلى الله. قولها مما طيب نفسي في الكافي مما سخي بنفسي لرؤيا رأيتها الليلة فقلت و ما تلك الرؤيا قالت رأيت فلانا تعني الميت حيا سليما فقلت فلان قال نعم فقلت ما كنت مت فقال بلى إلى آخر الخبر فقولها مما سخي على بناء المجهول لمكان الباء أو على المعلوم بأن تكون الباء زائدة. قوله ص نابذوا المنابذة المكاشفة و المقاتلة و لعل المراد المكاشفة مع الشيطان أو مع الكافرين بإظهار العقائد الحقة و التبري منهم و من عقائدهم
27- عدة الداعي، روي عنهم ع ينبغي في حالة المرض خصوصا مرض الموت أن يزيد الرجاء على الخوف
28- مصباح الشيخ، روي عن النبي ص أنه قال من لم يحسن الوصية عند موته كان ذلك نقصا في عقله و مروته قالوا يا رسول الله و كيف الوصية قال إذا حضرته الوفاة و اجتمع الناس عنده قال اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ الرحمن الرحيم إني أعهد إليك أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمدا عبدك و رسولك وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها و أنك تبعث من في القبور و أن الحساب حق و أن الجنة حق و ما وعد فيها من النعيم من المأكل و المشرب و النكاح حق و أن النار حق و أن الإيمان حق و أن الدين كما وصفت و أن الإسلام كما شرعت و أن القول كما قلت و أن القرآن كما أنزلت و أنك أنت الله الحق المبين و إني أعهد إليك في دار الدنيا أني رضيت بك ربا و بالإسلام دينا و بمحمد النبي ص نبيا و بعلي وليا و بالقرآن كتابا و أن أهل بيت نبيك عليه و عليهم السلام أئمتي اللهم أنت ثقتي عند شدتي و رجائي عند كربتي و عدتي عند الأمور التي تنزل بي و أنت ولي نعمتي و إلهي و إله آبائي صل على محمد و آله و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا و آنس في قبري وحشتي و اجعل لي عهدا عندك يوم ألقاك منشورا فهذا عهد الميت يوم يوصي بحاجته و الوصية حق على كل مسلم قال أبو عبد الله ع و تصديق هذا في سورة مريم قول الله تبارك و تعالى لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً و هذا هو العهد و قال النبي ص لعلي ع تعلمها أنت و علمها أهل بيتك و شيعتك قال و قال النبي ص علمنيها جبرئيل ع
29- دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنه قال من الفطرة أن يستقبل بالعليل القبلة إذا احتضر
و عن جعفر بن محمد ع أنه قال إذا حضرت الرجل المسلم قبل أن يموت فلقنه شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله
و عنه ع أنه قال يستحب لمن حضر النازع أن يقرأ عند رأسه آية الكرسي و آيتين بعدها و يقرأ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ إلى آخر الآية ثم ثلاث آيات من آخر البقرة ثم يقول اللهم أخرجها منه إلى رضا منك و رضوان اللهم لقه البشرى اللهم اغفر له ذنبه و ارحمه
و عنه ع قال إن المؤمن إذا حيل بينه و بين الكلام أتاه رسول الله ص فجلس عن يمينه و يأتي علي ع فجلس عن يساره فيقول له رسول الله ص أما ما كنت ترجو فهو أمامك و أما ما كنت تخافه فقد أمنته ثم يفتح له باب من الجنة فيقال له هذا منزلك من الجنة فإن شئت رددت إلى الدنيا و لك ذهبها و فضتها فيقول لا حاجة لي في الدنيا فعند ذلك يبيض وجهه و يرشح جبينه و تتقلص شفتاه و ينتشر منخراه و تدمع عينه اليسرى فإذا رأيتم ذلك فاكتفوا به و هو قول الله عز و جل لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا
بيان فاكتفوا به أي في الشروع في الأعمال المتعلقة بالاحتضار أو في العلم بأنه قد حضره النبي و الأئمة صلوات الله عليهم إن مات بعد ذلك لا العلم بالموت فإنها قد تتخلف عن الموت كثيرا
30- دعائم الإسلام، عن علي ع قال أتي رسول الله ص فقيل له يا رسول الله إن عبد الله بن رواحة ثقيل لما به فقام ص و قمنا معه حتى دخل عليه فأصابه مغمى عليه لا يعقل شيئا و النساء يبكين و يصرخن و يصحن فدعاه رسول الله ص ثلاث مرات فلم يجبه فقال اللهم هذا عبدك إن كان قد انقضى أجله و رزقه و أثره فإلى جنتك و رحمتك و إن لم ينقض أجله و رزقه و أثره فعجل شفاءه و عافيته فقال بعض القوم يا رسول الله ص عجبا لعبد الله بن رواحة و تعرضه في غير موطن للشهادة فلم يرزقها حتى يقبض على فراشه قال رسول الله ص و من الشهيد من أمتي فقالوا أ ليس هو الذي يقتل في سبيل الله مقبلا غير مدبر فقال رسول الله ص إن شهداء أمتي إذا لقليل الشهيد الذي ذكرتم و الطعين و المبطون و صاحب الهدم و الغرق و المرأة تموت جمعا قالوا و كيف تموت جمعا يا رسول الله قال يعترض ولدها في بطنها ثم قام رسول الله ص فوجد عبد الله بن رواحة خفة فأخبر النبي ص فوقف فقال يا عبد الله حدث بما رأيت فقد رأيت عجبا فقال يا رسول الله رأيت ملكا من الملائكة بيده مقمعة من حديد تأجج نارا كلما صرخت صارخة يا جبلاه أهوى بها لهامتي و قال أنت جبلها فأقول لا بل الله فيكف بعد أهوائها و إذا صرخت صارخة يا عزاه أهوى بها لهامتي و قال أنت عزها فأقول لا بل الله فيكف بعد أهوائها فقال رسول الله ص صدق عبد الله فما بال موتاكم يبتلون بقول أحيائكم
بيان عجز هذا الحديث يخالف بعض أصولنا و سيأتي عدم تعذيب الميت ببكاء الحي و لعل الخبر على تقدير صحته محمول على أن الميت كان مستحقا ببعض أعماله لنوع من العذاب فعذب بهذا الوجه أو فعل ذلك به لتخفيف سيئاته أو لأنه كان آمرا أو راضيا به و لعل الخبر عامي. و قال في النهاية في حديث الشهداء و المرأة تموت بجمع أي تموت و في بطنها ولد و قيل التي تموت بكرا و الجمع بالضم بمعنى المجموع كالذخر بمعنى المذخور و يكسر الكسائي الجيم و المعنى أنها ماتت مع شيء مجموع فيها غير منفصل عنها من حمل أو بكارة
31- مصباح الأنوار، عن ابن أبي رافع عن أبيه عن أمه سلمى قال اشتكت فاطمة ع بعد ما قبض رسول الله ص بستة أشهر قالت فكنت أمرضها فقالت لي ذات يوم اسكبي غسلا قالت فسكبت لها غسلا فقامت فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل ثم قالت يا سلمى هلمي ثيابي الجدد فأتيتها بها فلبستها ثم جاءت إلى مكانها الذي كانت تصلي فيه فقالت قربي فراشي إلى وسط البيت ففعلت فاضطجعت عليه و وضعت يدها اليمنى تحت خدها و استقبلت القبلة و قالت يا سلمى إني مقبوضة الآن قالت و كان علي ع يرى ذلك من صنيعها فلما سمعها تقول إني مقبوضة الآن استبقت عيناه بالدموع فقالت يا أبا الحسن اصبر فإن الله مع الصابرين الله خليفتي عليك و ضمنت حسنا و حسينا إليها قالت سلمى فكأنها كانت نائمة قبضت صلوات الله عليها فأخذ علي في شأنها و أخرجها فدفنها ليلا