1- نهج البلاغة، في حديثه ع أن للخصومة قحما
قال السيد رضي الله عنه يريد بالقحم المهالك لأنها تقحم أصحابها في المهالك و المتالف في الأكثر و من ذلك قمحة الأعراب و هو أن تصيبهم السنة فتتعرق أموالهم فذلك تقحمها فيهم و قيل فيه وجه آخر و هو أنها تقحمهم بلاد الريف أي تحوجهم إلى دخول الحضر عند محول البدو. بيان قال ابن أبي الحديد قالها ع حين وكل عبد الله بن جعفر في الخصومة عنه و هو شاهد
2- نهج البلاغة، قال ع من بالغ في الخصومة أثم و من قصر فيها ظلم و لا يستطيع أن يتقي الله من خاصم
3- دعائم الإسلام، روينا عن جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال يوما لابن أبي ليلى أ تقضي بين الناس يا عبد الرحمن فقال نعم يا ابن رسول الله قال تنزع مالا من يدي هذا فتعطيه هذا و تنزع امرأة من يدي هذا فتعطيها هذا قال نعم قال بم ذا تفعل ذلك كله قال بكتاب الله قال كل شيء تفعله تجده في كتاب الله قال لا قال فما لم تجده في كتاب الله فمن أين تأخذه قال فآخذه عن رسول الله ص قال و كل شيء تجده في كتاب الله و سنة رسول الله قال ما لم أجده في كتاب الله و لا في سنة رسول الله ص أخذته عن أصحاب رسول الله قال عن أيهم تأخذ قال عن أبي بكر و عمر و علي و عثمان و طلحة و الزبير و عد أصحاب رسول الله ص قال و كل شيء تأخذه عنهم تجدهم قد اجتمعوا عليه قال لا قال فإذا اختلفوا فبقول من تأخذ منهم قال بقول من رأيت أن آخذ منهم أخذت قال و لا تبالي أن تخالف الباقين قال لا قال فهل تخالف عليا فيما بلغك أنه قضى به قال ربما خالفته إلى غيره فسكت أبو عبد الله ع ساعة ينكت في الأرض ثم رفع رأسه إليه فقال له يا عبد الرحمن فما تقول يوم القيامة إن أخذ رسول الله ص بيدك و أوقفك بين يدي الله و قال أي رب إن هذا بلغه عني قول فخالفه قال و أين خالفت قوله يا ابن رسول الله قال أ لم يبلغك قوله ص لأصحابه أقضاكم علي قال نعم قال فإذا خالفت قوله أ لم تخالف رسول الله ص فاصفر وجه ابن أبي ليلى حتى عاد كالأترجة و لم يحر جوابا
و روينا عن عمر بن أذينة و كان من أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد ع أنه قال دخلت يوما على عبد الرحمن بن أبي ليلى بالكوفة و هو قاض فقلت أردت أصلحك الله أن أسألك عن مسائل و كنت حديث السن فقال سل يا ابن أخي عما شئت فقلت أخبرني عنكم معاشر القضاة ترد عليكم القضية في المال و الفرج و الدم فتقضي أنت فيها برأيك ثم ترد تلك القضية بعينها على قاضي مكة فيقضي فيها بخلاف قضيتك و ترد على قاضي البصرة و قضاة اليمن و قاضي المدينة فيقضون فيها بخلاف ذلك ثم تجتمعون عند خليفتكم الذي استقضاكم فتخبرونه باختلاف قضاياكم فيصوب قول كل واحد منكم و إلهكم واحد و نبيكم واحد و دينكم واحد فأمركم الله عز و جل بالاختلاف فأطعتموه أم نهاكم عنه فعصيتموه أم كنتم شركاء الله في حكمه فلكم أن تقولوا و عليه أن يرضى أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بكم على إتمامه أم أنزله الله تاما فقصر رسول الله ص عن أدائه أم ما ذا تقولون فقال من أين أنت يا فتى قلت من أهل البصرة قال من أيها قلت من عبد القيس قال من أيهم قلت من بني أذينة قال ما قرابتك من عبد الرحمن بن أذينة قلت هو جدي فرحب لي و قربني و قال أي فتى لقد سألت فغلظت و انهمكت فعوصت و سأخبرك إن شاء الله أما قولك في اختلاف القضايا فإنه ما ورد علينا من أمر القضايا مما له في كتاب الله أصل و في سنة نبيه فليس لنا أن نعدو الكتاب و السنة و ما ورد علينا ليس في كتاب الله و لا في سنة رسوله فإنا نأخذ فيه برأينا قلت ما صنعت شيئا لأن الله عز و جل يقول ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ و قال فيه تبيان كل شيء أ رأيت لو أن رجلا عمل بما أمره الله به و انتهى عما نهاه الله عنه أ بقي لله شيء يعذبه عليه إن لم يفعله أو يثيبه عليه إن فعله قال و كيف يثيبه على ما لم يأمره به أو يعاقبه على ما لم ينهه عنه قلت و كيف يرد عليك من الأحكام ما ليس له في كتاب الله أثر و لا في سنة نبيه خبر قال أخبرك يا ابن أخي حديثا حدثناه بعض أصحابنا يرفع الحديث إلى عمر بن الخطاب أنه قضى قضية بين رجلين فقال له أدنى القوم إليه مجلسا أصبت يا أمير المؤمنين فعلاه عمر بالدرة و قال ثكلتك أمك و الله ما يدري عمر أصاب أم أخطأ إنما هو رأي اجتهدته فلا تزكونا في وجوهنا قلت أ فلا أحدثك حديثا قال و ما هو قلت أخبرني أبي عن أبي القاسم العبدي عن أبان عن علي بن أبي طالب ع أنه قال القضاة ثلاثة هالكان و ناج فأما الهالكان فجائر جار متعمدا و مجتهد أخطأ و الناجي من عمل بما أمره الله به فهذا نقض حديثك يا عم قال أجل و الله يا ابن أخي فتقول إن كل شيء في كتاب الله قلت الله قال ذلك و ما من حلال و لا حرام و لا أمر و لا نهي إلا و هو في كتاب الله عرف ذلك من عرفه و جهله من جهله و لقد أخبرنا الله عز و جل فيه بما لا نحتاج إليه فكيف بما نحتاج إليه قال كيف قلت قلت قوله فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها قال فعند من يوجد علم ذلك قلت عند من عرفت قال وددت لو أني عرفته فأغسل قدميه و أخدمه و أتعلم منه قلت أناشدك الله هل تعلم رجلا كان إذا سأل رسول الله ص أعطاه و إذا سكت عنه ابتدأه قال نعم ذلك علي بن أبي طالب ع قلت فهل علمت أن عليا سأل أحدا بعد رسول الله ص عن حلال أو حرام قال لا قلت فهل علمت أنهم كانوا يحتاجون إليه و يأخذون عنه قال نعم قلت فذلك عنده قال فقد مضى فأين لنا به قلت تسأل في ولده فإن ذلك العلم فيهم و عندهم قال و كيف لي بهم قلت أ رأيت قوما كانوا في مفازة من الأرض و معهم أدلاء فوثبوا عليهم فقتلوا بعضهم و أخافوا بعضهم فهرب و استتر من بقي لخوفه فلم يجدوا من يدلهم فتاهوا في تلك المفازة حتى هلكوا ما تقول فيهم قال إلى النار و اصفر وجهه و كانت في يده سفرجلة فضرب بها الأرض فتهشمت و ضرب بين يديه و قال إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ
4- نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع لا يقيم أمر الله سبحانه تعالى إلا من لا يصانع و لا يضارع و لا يتبع المطامع
بيان المصانعة الرشوة و يمكن أن يقرأ بفتح النون و في النسخ بالكسر و يحتمل أن يكون المصانعة بمعنى المداراة كما في النهاية و المضارعة من ضرع الرجل ضراعة إذا خضع و ذل و قيل من المشابهة أي يتشبه بأئمة الحق و ولاته و ليس منهم و الأول أظهر