1- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الزيارة الأولى ابن الوليد عن الصفار عن علي بن حسان قال سئل الرضا ع عن إتيان أبي الحسن موسى ع فقال صلوا في المساجد حوله و يجزي في المواضع كلها أن تقول السلام على أولياء الله و أصفيائه السلام على أمناء الله و أحبائه السلام على أنصار الله و خلفائه السلام على محال معرفة الله السلام على مساكن ذكر الله السلام على مظهري أمر الله و نهيه السلام على الدعاة إلى الله السلام على المستقرين في مرضاة الله السلام على الممحصين في طاعة الله السلام على الأدلاء على الله السلام على الذين من والاهم فقد والى الله و من عاداهم فقد عادى الله و من عرفهم فقد عرف الله و من جهلهم فقد جهل الله و من اعتصم بهم فقد اعتصم بالله و من تخلى منهم فقد تخلى من الله أشهد الله أني سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم مؤمن بسركم و علانيتكم مفوض في ذلك كله إليكم لعن الله عدو آل محمد من الجن و الإنس من الأولين و الآخرين و أبرأ إلى الله منهم و صلى الله على محمد و آله الطاهرين هذا يجزي في الزيارات كلها و تكثر من الصلاة على محمد و آله تسمي واحدا واحدا بأسمائهم و تبرأ من أعدائهم و تخير ما شئت من الدعاء لنفسك و المؤمنين و المؤمنات
2- مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن الحسين بن مت الجوهري عن الأشعري عن هارون بن مسلم عن علي بن حسان مثله
3- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن الأشعري مثله
بيان قوله على الممحصين بالحاء المشددة المفتوحة من التمحيص و هو تخليص الذهب و غيره عما يشوبه و يستعمل بمعنى الاختبار و الامتحان أي الذين صفاهم الله من الرياء و الشرك و مدانس الأخلاق و الأفعال بسبب طاعته و يمكن أن يقرأ بصيغة اسم الفاعل أيضا و قرأ الكفعمي رحمه الله بالضاد المعجمة و قال أي المخلصين في طاعة الله فلا يعتريهم فيها رياء و لا سمعة و المحض الشيء الخالص من لبن أو ود أو نسب انتهى و الأول هو الموافق للنسخ المعتبرة و في بعض النسخ المخلصين بفتح اللام و كسرها
4- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الزيارة الثانية الدقاق و السناني و الوراق و المكتب جميعا عن الأسدي عن البرمكي عن النخعي قال قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله و سلامه عليهم علمني يا ابن رسول الله قولا أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم فقال إذا صرت إلى الباب فقف و اشهد الشهادتين و أنت على غسل فإذا دخلت و رأيت القبر فقف و قل الله أكبر الله أكبر ثلاثين مرة ثم امش قليلا و عليك السكينة و الوقار و قارب بين خطاك ثم قف و كبر الله عز و جل ثلاثين مرة ثم ادن من القبر و كبر الله أربعين مرة تمام مائة تكبيرة ثم قل السلام عليكم يا أهل بيت النبوة و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و مهبط الوحي و معدن الرحمة و خزان العلم و منتهى الحلم و أصول الكرم و قادة الأمم و أولياء النعم و عناصر الأبرار و دعائم الأخبار و ساسة العباد و أركان البلاد و أبواب الإيمان و أمناء الرحمن و سلالة النبيين و صفوة المرسلين و عترة خيرة رب العالمين و رحمة الله و بركاته السلام على أئمة الهدى و مصابيح الدجى و أعلام التقى و ذوي النهى و أولي الحجى و كهف الورى و ورثة الأنبياء و المثل الأعلى و الدعوة الحسنى و حجج الله على أهل الدنيا و الآخرة و الأولى و رحمة الله و بركاته السلام على محال معرفة الله و مساكن بركة الله و معادن حكمة الله و حفظة سر الله و حملة كتاب الله و أوصياء نبي الله و ذرية رسول الله صلى الله عليه و آله و رحمة الله و بركاته السلام على الدعاة إلى الله و الأدلاء على مرضاة الله و المستوفرين في أمر الله و التامين في محبة الله و المخلصين في توحيد الله و المظهرين لأمر الله و نهيه و عباده المكرمين الذين لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ و رحمة الله و بركاته السلام على الأئمة الدعاة و القادة الهداة و السادة الولاة و الذادة الحماة و أهل الذكر و أولي الأمر و بقية الله و خيرته و حزبه و عيبة علمه و حجته و صراطه و نوره و برهانه و رحمة الله و بركاته أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه و شهدت له ملائكته و أولو العلم من خلقه لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ و أشهد أن محمدا عبده المنتجب و رسوله المرتضى أرسله بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ و أشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون المعصومون المكرمون المقربون المتقون الصادقون المصطفون المطيعون لله القوامون بأمره العاملون بإرادته الفائزون بكرامته اصطفاكم بعلمه و ارتضاكم لغيبه
و اختاركم لسره و اجتباكم بقدرته و أعزكم بهداه و خصكم ببرهانه و انتجبكم لنوره و أيدكم بروحه و رضيكم خلفاء في أرضه و حججا على بريته و أنصارا لدينه و حفظة لسره و خزنة لعلمه و مستودعا لحكمته و تراجمة لوحيه و أركانا لتوحيده و شهداء على خلقه و أعلاما لعباده و منارا في بلاده و أدلاء على صراطه عصمكم الله من الزلل و آمنكم من الفتن و طهركم من الدنس و أذهب عنكم الرجس و طهركم تطهيرا فعظمتم جلاله و أكبرتم شأنه و مجدتم كرمه و أدمتم ذكره و وكدتم ميثاقه و أحكمتم عقد طاعته و نصحتم له في السر و العلانية و دعوتم إلى سبيله بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ و بذلتم أنفسكم في مرضاته و صبرتم على ما أصابكم في جنبه و أقمتم الصلاة و آتيتم الزكاة و أمرتم بالمعروف و نهيتم عن المنكر و جاهدتم في الله حق جهاده حتى أعلنتم دعوته و بينتم فرائضه و أقمتم حدوده و نشرتم شرائع أحكامه و سننتم سنته و صرتم في ذلك منه إلى الرضا و سلمتم له القضاء و صدقتم من رسله من مضى فالراغب عنكم مارق و اللازم لكم لاحق و المقصر في حقكم زاهق و الحق معكم و فيكم و منكم و إليكم و أنتم أهله و معدنه و ميراث النبوة عندكم و إياب الخلق إليكم و حسابهم عليكم و فصل الخطاب عندكم و آيات الله لديكم و عزائمه فيكم و نوره و برهانه عندكم و أمره إليكم من والاكم فقد والى الله و من عاداكم فقد عادى الله و من أحبكم فقد أحب الله و من أبغضكم فقد أبغض الله و من اعتصم بكم فقد اعتصم بالله أنتم السبيل الأعظم و الصراط الأقوم و شهداء دار الفناء و شفعاء دار البقاء و الرحمة الموصولة و الآية المخزونة و الأمانة المحفوظة و الباب المبتلى به الناس من أتاكم فقد نجا و من لم يأتكم فقد هلك إلى الله تدعون و عليه تدلون و به تؤمنون و له تسلمون و بأمره تعملون و إلى سبيله ترشدون و بقوله تحكمون سعد و الله من والاكم و هلك من عاداكم و خاب من جحدكم و ذل من فارقكم و فاز من تمسك بكم و أمن من لجأ إليكم و سلم من صدقكم و هدي من اعتصم بكم من اتبعكم فالجنة مأواه و من خالفكم فالنار مثواه و من جحدكم كافر و من حاربكم مشرك و من رد عليكم في أسفل درك من الجحيم أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى و جار لكم فيما بقي و أن أرواحكم و نوركم و طينتكم واحدة طابت و طهرت بعضها من بعض خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين حتى من علينا بكم فجعلكم فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ و جعل صلواتنا عليكم و ما خصنا به من ولايتكم طيبا لخلقنا و طهارة لأنفسنا و تزكية لنا و كفارة لذنوبنا فكنا عنده مسلمين بفضلكم و معروفين بتصديقنا إياكم فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين و أعلى منازل المقربين و أرفع درجات المرسلين حيث لا يلحقه لاحق و لا يفوقه فائق و لا يسبقه سابق و لا يطمع في إدراكه طامع حتى لا يبقى ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا صديق و لا شهيد و لا عالم و لا جاهل و لا دني و لا فاضل و لا مؤمن صالح و لا فاجر طالح و لا جبار عنيد و لا شيطان مريد و لا خلق فيما بين ذلك شهيد إلا عرفهم جلالة أمركم و عظم خطركم و كبر شأنكم و تمام نوركم و صدق مقاعدكم و ثبات مقامكم و شرف محلكم و منزلتكم عنده و كرامتكم عليه و خاصتكم لديه و قرب منزلتكم منه بأبي أنتم و أمي و أهلي و مالي و أسرتي أشهد الله و أشهدكم أني مؤمن بكم و بما آمنتم به كافر بعدوكم و بما كفرتم به مستبصر بشأنكم و بضلالة
من خالفكم موال لكم و لأوليائكم مبغض لأعدائكم و معادلهم سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم محقق لما حققتم مبطل لما أبطلتم مطيع لكم عارف بحقكم مقر بفضلكم محتمل لعلمكم محتجب بذمتكم معترف بكم مؤمن بإيابكم مصدق برجعتكم منتظر لأمركم مرتقب لدولتكم آخذ بقولكم عامل بأمركم مستجير بكم زائر لكم عائذ بكم لائذ بقبوركم مستشفع إلى الله عز و جل بكم و متقرب بكم إليه و مقدمكم أمام طلبتي و حوائجي و إرادتي في كل أحوالي و أموري مؤمن بسركم و علانيتكم و شاهدكم و غائبكم و أولكم و آخركم و مفوض في ذلك كله إليكم و مسلم فيه معكم و قلبي لكم مسلم و رأيي لكم تبع و نصرتي لكم معدة حتى يحيي الله تعالى دينه بكم و يردكم في أيامه و يظهركم لعدله و يمكنكم في أرضه فمعكم معكم لا مع عدوكم آمنت بكم و توليت آخركم بما توليت به أولكم و برئت إلى الله عز و جل من أعدائكم و من الجبت و الطاغوت و الشياطين و حزبهم الظالمين لكم و الجاحدين لحقكم و المارقين من ولايتكم و الغاصبين لإرثكم و الشاكين فيكم و المنحرفين عنكم و من كل وليجة دونكم و كل مطاع سواكم و من الأئمة الذين يدعون إلى النار فثبتني الله أبدا ما حييت على موالاتكم و محبتكم و دينكم و وفقني لطاعتكم و رزقني شفاعتكم و جعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم إليه و جعلني ممن يقتص آثاركم و يسلك سبيلكم و يهتدي بهداكم و يحشر في زمرتكم و يكر في رجعتكم و يملك في دولتكم و يشرف في عافيتكم و يمكن في أيامكم و تقر عينه غدا برؤيتكم بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي من أراد الله بدأ بكم و من وحده قبل عنكم و من قصده توجه بكم موالي لا أحصي ثناءكم و لا أبلغ من المدح كنهكم و من الوصف قدركم و أنتم نور الأخيار و هداة الأبرار و حجج الجبار بكم فتح الله و بكم يختم و بكم يُنَزِّلُ الْغَيْثَ و بكم يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ و بكم ينفس الهم و بكم يكشف الضر و عندكم ما نزلت به رسله و هبطت به ملائكته و إلى جدكم بعث الروح الأمين و إن كانت الزيارة لأمير المؤمنين فقل و إلى أخيك بعث الروح الأمين آتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين طأطأ كل شريف لشرفكم و بخع كل متكبر لطاعتكم و خضع كل جبار لفضلكم و ذل كل شيء لكم و أشرقت الأرض بنوركم و فاز الفائزون بولايتكم بكم يسلك إلى الرضوان و على من جحد ولايتكم غضب الرحمن بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي ذكركم في الذاكرين و أسماؤكم في الأسماء و أجسادكم في الأجساد و أرواحكم في الأرواح و أنفسكم في النفوس و آثاركم في الآثار و قبوركم في القبور فما أحلى أسماءكم و أكرم أنفسكم و أعظم شأنكم و أجل خطركم و أوفى عهدكم و أصدق وعدكم كلامكم نور و أمركم رشد و وصيتكم التقوى و فعلكم الخير و عادتكم الإحسان و سجيتكم الكرم و شأنكم الحق و الصدق و الرفق و قولكم حكم و حتم و رأيكم علم و حلم و حزم إن ذكر الخير كنتم أوله و أصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه بأبي أنتم و أمي و نفسي كيف أصف حسن ثنائكم و أحصي جميل بلائكم و بكم أخرجنا الله من الذل و فرج عنا غمرات الكروب و أنقذنا بكم من شفا جرف الهلكات و من النار بأبي أنتم و أمي و نفسي بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا و أصلح ما كان فسد من دنيانا و بموالاتكم تمت الكلمة و عظمت النعمة و ائتلفت الفرقة و بموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة و لكم المودة الواجبة و الدرجات الرفيعة و المقام المحمود و المكان المعلوم عند الله عز و جل و الجاه العظيم و الشأن الكبير و الشفاعة المقبولة
رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا يا ولي الله إن بيني و بين الله عز و جل ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاكم فبحق من ائتمنكم على سره و استرعاكم أمر خلقه و قرن طاعتكم بطاعته لما استوهبتم ذنوبي و كنتم شفعائي فإني لكم مطيع من أطاعكم فقد أطاع الله و من عصاكم فقد عصى الله و من أحبكم فقد أحب الله و من أبغضكم فقد أبغض الله اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد و أهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم و بحقهم و في زمرة المرحومين بشفاعتهم إنك أرحم الراحمين و صلى الله على محمد و آله الطاهرين و سلم تسليما كثيرا و حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ الوداع إذا أردت الانصراف فقل السلام عليكم سلام مودع لا سئم و لا قال و لا مال و رحمة الله و بركاته عليكم يا أهل بيت النبوة إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ سلام ولي غير راغب عنكم و لا مستبدل بكم و لا مؤثر عليكم و لا منحرف عنكم و لا زاهد في قربكم لا جعله الله آخر العهد من زيارة قبوركم و إتيان مشاهدكم و السلام عليكم و حشرني الله في زمرتكم و أوردني حوضكم و جعلني من حزبكم و أرضاكم عني و مكنني من دولتكم و أحياني في رجعتكم و ملكني في أيامكم و شكر سعيي بكم و غفر ذنبي بشفاعتكم و أقال عثرتي بمحبتكم و أعلى كعبي بموالاتكم و شرفني بطاعتكم و أعزني بهداكم و جعلني ممن انقلب مفلحا منجحا غانما سالما معافا غنيا فائزا برضوان الله و فضله و كفايته بأفضل ما ينقلب به أحد من زواركم و مواليكم و محبيكم و شيعتكم و رزقني الله العود ثم العود أبدا ما أبقاني ربي بنية صادقة و إيمان و تقوى و إخبات و رزق واسع حلال طيب اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتهم و ذكرهم و الصلاة عليهم و أوجب لي المغفرة و الرحمة و الخير و البركة و التقوى و الفوز و النور و الإيمان و حسن الإجابة كما أوجبت لأوليائك العارفين بحقهم الموجبين طاعتهم و الراغبين في زيارتهم المتقربين إليك و إليهم بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي اجعلوني في همكم و صيروني في حزبكم و أدخلوني في شفاعتكم و اذكروني عند ربكم اللهم صل على محمد و آل محمد و أبلغ أرواحهم و أجسادهم مني السلام و السلام عليه و عليهم و رحمة الله و بركاته و صلى الله على محمد و آله و سلم كثيرا و حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ
بيان قوله ع و عليك السكينة أي اطمينان القلب بذكر الله و تذكر عظمته و عظمة أوليائه و الوقار اطمينان البدن و قيل بالعكس و مقاربة الخطا إما لكثرة الثواب أو للوقار و موضع الرسالة أي مخزن علم جميع رسل الله عليهم الصلاة و السلام أو القوم الذين جعل الله الرسول منهم و الأول أظهر. و مختلف الملائكة أي محل نزولهم و عروجهم و مهبط الوحي بفتح الباء و كسرها إما باعتبار هبوطه على الرسول ص في بيوتهم أو عليهم لغير الشرائع و الأحكام كالمغيبات أو الأعم في ليلة القدر و غيرها فيكون في الشرائع للتأكيد و التبيين و قد مر القول فيه في كتاب الإمامة و معدن الرحمة بكسر الدال لأن الرحمات الخاصة و العامة إنما تنزل على القوابل بسببهم كما مر تحقيقه. و خزان العلم فإن جميع العلوم التي نزلت من السماء في الكتب الإلهية أو جرت على ألسنة الأنبياء مخزونة عندهم مع ما نزلت أو تنزل عليهم في ليلة القدر و غيرها كما سبق بيانه و منتهى الحلم أي محل نهاية الحلم أو ذا نهايته أو نهايته مبالغة و الحلم إما بمعنى الأناة و كظم الغيظ أو العقل و الأول أظهر. و أصول الكرم الكريم الجواد المعطي أو الجامع لأنواع الخير و الشرف و الفضائل و المعنيان و كمالهما فيهم ظاهران أو المراد أنهم أسباب كرم الله تعالى على العباد في الدنيا و الآخرة. و قادة الأمم أي طوائف هذه الأمة إلى معرفة الله و طاعته في الدنيا بالهداية و إلى درجات الجنان في الآخرة بالشفاعة أو قادة مؤمني جميع الأمم في الآخرة فإن لهم الشفاعة الكبرى بل في الدنيا أيضا لأن بالتوسل إلى أنوارهم المقدسة اهتدى الأنبياء و أممهم. و أولياء النعم أي النعم الظاهرة و الباطنة فإن بهم تنزل البركات و بهم يفوز الخلق بالسعادات و عناصر الأبرار بكسر الصاد جمع عنصر بضمتين و قد يفتح الصاد و هو الأصل و الحسب أي هم أصول الأبرار لانتسابهم إليهم و اهتدائهم بهم أو لأنهم إنما وجدوا ببركتهم أو لأنه خلف كل منهم خلفا و هو سيد الأبرار. و دعائم الأخيار جمع دعامة بكسر الدال و هي عماد البيت و هم سادة الأخيار و بهم استنادهم و عليهم اعتمادهم و ساسة العباد جمع السائس أي ملوك العباد و خلفاء الله عليهم. و أركان البلاد فإن نظام العالم بوجود الإمام و أبواب الإيمان أي لا يعرف الإيمان إلا منهم أو لا يحصل بدون ولايتهم و السلالة بالضم ما انسل من الشيء و الولد و الصفوة مثلثة الفاء الخلاصة و النقاوة و الخيرة بكسر الخاء و سكون الياء و فتحها المختار على أئمة الهدى أي الهدى يلزمهم و يتبعهم فهم أئمته أو هم أئمة الناس في الهداية و هذا أظهر و الدجى جمع الدجية
بالضم فيهما و هي الظلمة. و أعلام التقى الأعلام جمع علم و هو العلامة و المنار و الجبل أي أنهم معروفون عند كل أحد بالتقوى و لا يعرف التقوى إلا منهم و النهى بالضم العقل و جمع نهية أيضا و هي العقل و الحجى كإلى العقل و الفطنة و كهف الورى أي ملجأ الخلائق في الدين و الآخرة و الدنيا و ورثة الأنبياء أي ورثوا علوم الأنبياء و آثارهم كالتابوت و العصا و خاتم سليمان و عمامة هارون و غيرها كما مر في كتاب الإمامة. و المثل الأعلى أي مثل الله نوره تعالى بهم في آية النور و الإفراد لأنه مثل بجميعهم مع أن نورهم واحد و المثل أيضا يكون بمعنى الحجة و الصفة فهم حجج الله و المتصفون بصفاته كأنهم صفاته على المبالغة و الدعوة الحسنى الحمل على المبالغة أي أهل الدعوة الحسنى فإنهم يدعون الناس إلى طريق النجاة أو المراد أنهم الذين فيهم الدعوة الحسنى من إبراهيم ع حيث قال فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ و قال وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي كما قال النبي ص أنا دعوة أبي إبراهيم و الآخرة و الأولى الأولى تأكيد للدنيا أو المراد بأهل الآخرة أهل الملة الآخرة و كذا الأولى. و حملة كتاب الله أي عندهم تمام الكتاب على ما نزل من غير نقص و تغيير و معناه و تأويله و بطونه و ذرية رسول الله ص شمل أمير المؤمنين ع تغليبا أو هذه الفقرة مختصة بغيره عليه السلام و سيأتي في الجامعة الكبيرة و ورثة رسول الله ص فلا يحتاج إلى تكلف و المستقرين في أمر الله أي في أمره عاملين بها أو في أمر الخلافة. و في بعض النسخ المستوفرين أي الذين يعملون بأوامر الله أكثر من سائر الخلق و التامين في محبة الله في بعض النسخ القديمة و النامين بالنون من النمو أي نشئوا في بدو سنهم في محبته أو في كل آن و زمان يزدادون في حبه و الذادة الحماة الذود الطرد و الدفع أي يدفعون عن دين الله ما يبطله و يحمون عباد الله عما يهلكهم و يظلهم. و بقية الله أي بقية خلفاء الله في الأرض من الأنبياء و الأوصياء إشارة إلى قوله تعالى بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ أو الذين بهم أبقى الله على العباد و رحمهم فالحمل للمبالغة فيكون إشارة إلى قوله تعالى أُولُوا بَقِيَّةٍ و الأول أظهر. و العيبة الصندوق و نوره أي الذين نوروا العلم بعلم الله و هدايته أو بنور الوجود أيضا لأنهم علل غائية له و العزيز الغالب القاهر الذي لا يصل أحد إلى كبريائه و الحكيم المحكم لأفعاله العالم بالحكم و المصالح القوامون بأمره أي الإمامة أو الأعم أو المقيمون لغيرهم على الطاعة بأمره. اصطفاكم بعلمه أي عالما بأنكم مستأهلون لذلك الاصطفاء أو لأن يجعلكم خزان علمه أو بأن جعلكم كذلك. و ارتضاكم لغيبه إشارة إلى قوله تعالى فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ إما بكون الرسول في الآية شاملا لهم على التغليب أو بكون المراد به معنى آخر أعم من المعنى المصطلح و يحتمل أن لا يكون إشارة إليها و يكون المقصود في الآية حصر علم الغيب بلا واسطة في الرسل و أما علمهم عليهم السلام فإنما هو بتوسط الرسول ص و يظهر من كثير من الروايات أن لفظة من في الآية ليست بيانية و أن المراد بالموصول أمير المؤمنين أو مع سائر الأئمة ع فإنهم المرتضى من الرسول أي ارتضاهم بأمر الله للوصاية و الخلافة فلا يحتاج إلى تكلف. و اجتباكم بقدرته إشارة إلى علو مرتبة اجتبائهم حيث نسبه إلى قدرته موميا إلى أن مثل ذلك من غرائب قدرته أو لإظهار قدرته و يحتمل أن يكون المراد أعطاكم قدرته و أظهر منكم الأمور التي هي فوق طاقة البشر بقدرته
كما قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية بل بقوة ربانية
و خصكم ببرهانه أي بالحجج و الدلائل أو المعجزات أو القرآن أو الأعم من الجميع و هو أظهر. و أيدكم بروحه أي الروح الذي اختاره و هو روح القدس الذي هو معهم يسددهم كما مر و تراجمة لوحيه التراجمة بكسر الجيم جمع الترجمان بالضم و الفتح و هو الذي يفسر الكلام بلسان آخر و المراد هنا مفسر القرآن و سائر ما أوحي إلى نبينا و سائر الأنبياء صلوات الله عليه و عليهم. و أركانا لتوحيده أي لا يقبل التوحيد من أحد إلا إذا كان مقرونا بالاعتقاد بولايتهم كما ورد في أخبار كثيرة أن مخالفيهم مشركون و أن كلمة التوحيد في القيامة تسلب من غير الشيعة أو أنهم لو لم يكونوا لم يتبين توحيده فهم أركانه أو المعنى أن الله جعلهم أركان الأرض ليوحده الناس و فيه بعد. و شهداء على خلقه كما قال تعالى لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ و قد سبق في الأخبار الكثيرة أن أعمال العباد تعرض عليهم و منارا في بلاده أي يهتدي بهم أهل البلاد و دلاء على صراطه أي دينه القويم في الدنيا و الصراط المعروف في الآخرة. و آمنكم من الفتن أي في الدين و أذهب عنكم الرجس أي الشرك و الشك و المعاصي كلها و وكدتم ميثاقه أي الميثاق المأخوذ على الأرواح أو الأعم منه و مما أخذ النبي ص من الخلق على ما أصابكم في جنبه أي في طاعته و حقه أو قربه و جواره كما قالوا في قوله تعالى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ و صرتم في ذلك أي في الجهاد أو في كل من الأمور المتقدمة و كلمة في تحتمل السببية منه إلى الرضا أي رضا الله عنكم أو رضاكم عن الله. فالراغب عنكم مارق أي خارج من الدين و اللازم لكم لاحق أي بكم أو بالدرجات العالية و يقال زَهَقَ الْباطِلُ أي اضمحل و زهق السهم إذا جاوز الهدف و إليكم أي كل حق يرجع إليكم بآخره فإنكم الباعث لوصوله إلى الخلق أو في القيامة يرجع إليكم فإن حسابهم عليكم و إياب الخلق إليكم الإياب بالكسر الرجوع أي رجوع الخلق في الدنيا لجميع أمورهم إليهم و إلى كلامهم و إلى مشاهدهم أو في القيامة للحساب و هو أظهر فالمراد بقوله تعالى إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ أي إلى أوليائنا كما دلت عليه أخبار كثيرة. و فصل الخطاب عندكم أي الخطاب الفاصل بين الحق و الباطل و آيات الله لديكم أي آيات القرآن أو معجزات الأنبياء. و عزائمه فيكم أي الجد و الاهتمام في التبليغ و الصبر على المكاره و الصدع بالحق فيكم وردت و عليكم وجبت أو الواجبات اللازمة التي لم يرخص في تركها إنما وجب على العباد لكم كوجوب متابعتكم و الاعتقاد بإمامتكم و جلالتكم و عصمتكم أو ما أقسم الله به في القرآن كالشمس و القمر و الضحى أنتم المقصودون بها أو القسم بها إنما هو لكم و قيل أي كنتم آخذين بالعزائم دون الرخص أو السور العزائم أو سائر الآيات نزلت فيكم أو قبول الواجبات اللازمة إنما هو بمتابعتكم أو الوفاء بالمواثيق و العهود الإلهية في متابعتكم. و أمره إليكم أي أمر الإمامة و ظاهره يومئ إلى التفويض و الرحمة الموصولة أي الغير المنقطعة فإن كل إمام بعده إمام كما فسر قوله تعالى وَ لَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ بذلك في بعض الأخبار أو الموصولة بين الله و بين خلقه. و الآية المخزونة أي هم علامة قدرة الله تعالى و عظمته لكن معرفة ذلك كما ينبغي مخزونة إلا عن خواص أوليائهم و فيه إشارة إلى أن الآيات في بطون الآيات هم الأئمة ع كما مر في الأخبار
و قد قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما لله آية أكبر مني
و الأمانة المحفوظة أي يجب على العالمين حفظهم و بذل أنفسهم و أموالهم في حراستهم أو المراد ذو الأمانة بمعنى أن ولايتهم الأمانة المحفوظة المعروضة على السماوات و الأرض و قد مر أخبار كثيرة في أن الأمانة المعروضة هي الولاية و لا يبعد أن يكون في الأصل المعروضة. و الباب المبتلى به الناس إشارة إلى
قول النبي ص مثل أهل بيتي مثل باب حطة
أشهد أن هذا اسم الإشارة راجع إلى وجوب المتابعة أو إلى كل من المذكورات سابق لكم فيما مضى أي جار لكم فيما مضى من الأئمة و يحتمل الأزمنة السالفة و الكتب المتقدمة و الأول أظهر فجعلكم بعرشه محدقين أي مطيفين. فجعلكم في بيوت إشارة إلى أن الآيات التي بعد آية النور أيضا نزلت فيهم كما أن الآيات التي بعدها نزلت في أعدائهم و قد تقدمت الأخبار الكثيرة في ذلك فالمراد بالبيوت إما البيوت المعنوية التي هي بيوت العلم و الحكمة و غيرهما من الكمالات و الذكر فيها كناية عن استفاضة تلك الأنوار منهم أو البيوت الصورية التي هي بيوت النبي و الأئمة صلوات الله عليه و عليهم في حياتهم و مشاهدهم بعد وفاتهم طيبا لخلقنا بالفتح إشارة إلى ما مر في الروايات أن ولايتهم و حبهم علامة طيب الولادة أو بالضم أي جعل صلاتنا عليكم و ولايتنا لكم سببا لتزكية أخلاقنا و اتصافنا بالأخلاق الحسنة. و كنا عنده مسلمين بفضلكم إشارة إلى ما ورد في أخبار الطينة و الأخبار الدالة على أن عندهم كتابا فيه أسماء شيعتهم و أسماء آبائهم و في بعض النسخ مسمين و لعله أظهر و لا خلق فيما بين ذلك شهيد أي عالم أو حاضر و خطر الرجل بالتحريك قدره و منزلته و الشأن بالهمز الأمر و الحال و قال البيضاوي في قوله تعالى فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ أي مقام مرضي و ثبات مقامكم أي قيامكم في طاعة الله و مرضاته و معرفته و الأسرة بالضم من الرجل الرهط الأدنون و السلم بالكسر المصالحة و الانقياد محتمل لعلمكم أي لا أرد ما ورد عنكم و إن لم يبلغ إليه فهمي محتجب بذمتكم أي مستتر عن المهالك بدخولي في ذمتكم و أمانكم. مؤمن بإيابكم أي برجعتكم في الدنيا لإعلاء الدين و الانتقام من الكافرين و المنافقين قبل القيامة و الفقرة التالية مفسرة لها و هما تدلان على رجعة جميع الأئمة و قد مر بيانها في كتاب الغيبة و الارتقاب الانتظار و يقال لاذ به إذا التجأ به و استغاث مؤمن بسركم و علانيتكم أي بالإمام المختفي و الظاهر منكم أو بما ظهر من كمالاتكم و بما استتر عن أكثر الخلق من غرائب أحوالكم و هذا أظهر. و مفوض في ذلك كله إليكم أي لا أعترض عليكم في شيء من أموركم و أعلم أن كل ما تأتون به فهو بأمره تعالى أو أسلم جميع أموري إليكم لكي تصلحوا خللها حيا و ميتا و الأول أظهر و مسلم فيه أي لا أعترض على الله تعالى في عدم استيلائكم و غيبتكم و غير ذلك بل أسلم و أرضى بقضائه معكم أي كما سلمتم و رضيتم و قلبي لكم مسلم أي منقاد لا يختلج فيه شيء لشيء من أفعالكم و أقوالكم و أحوالكم و رأيي لكم تبع أي تابع لرأيكم. و يردكم في أيامه إشارة إلى الرجعة و إلى ما ورد في الأخبار أن المراد بالأيام في قوله تعالى وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ هي أيام قيام القائم ع و من الجبت و الطاغوت أي الأول و الثاني و الشياطين سائر خلفاء الجور. و الوليجة الدخيلة و خاصتك من الرجال أو من تتخذه معتمدا عليه من غير أهلك و الرجل يكون في القوم و ليس منهم أي لا أتخذ من غيرهم من أعتمد عليه في ديني و سائر أموري أو أبرأ من كل من أدخلوه معكم في الإمامة و الخلافة و ليس منكم و فيه إشارة إلى أن المؤمنين في قوله تعالى وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً هم الأئمة ع و قال بعض المفسرين فيها أي دخلا و بطانة من المشركين يخالطونهم و يودونهم و اقتص أثره أي تتبعه. و الزمرة بالضم الفوج و الجماعة و يكر في رجعتكم الكر الرجوع
يقال كره و كر بنفسه يتعدى و لا يتعدى ذكره الجوهري و هذا يدل على رجوع خواص الشيعة أيضا في رجعتهم من أراد الله بدأ بكم أي من لم يبدأ بكم فلم يرد الله بل أراد الشيطان و من وحده قبل عنكم أي من لم يقبل عنكم فليس بموحد بل هو مشرك و إن أظهر التوحيد. بكم فتح الله أي في الوجود أو الخلافة أو جميع الخيرات و الباء تحتمل السببية و الصلة و بكم يختم أي دولتكم آخر الدول و الدولة في الآخرة أيضا لكم إلا بإذنه أي عند قيام الساعة أو في كل وقت يريد و يقال طأطأ رأسه أي طأمنه و خفضه و بخع كل متكبر لطاعتكم بخع بالحق بخوعا أقر به و خضع به كنجع بالكسر نجاعة و في بعض النسخ بالنون يقال نخع لي بحقي كمنع أي أقر. ذكركم في الذاكرين أي و إن كان ذكركم في الظاهر مذكورا من بين الذاكرين و لكن لا نسبة بين ذكركم و ذكر غيركم فما أحلى أسماءكم و كذا البواقي و يمكن تطبيق الفقرات بأدنى تكلف مع أنه لا حاجة إليه إذ مجموع تلك الفقرات في مقابلة مجموع الفقرات الأخر و منتهاه أي كل خير يرجع بالآخرة إليكم لأنكم سببه أو الخيرات الكاملة النازلة من الله ينتهي إليكم و ينزل عليكم جميل بلائكم أي نعمتكم و البلاء تكون منحة و محنة و غمرة الشيء شدته و مزدحمه من شفا جرف الهلكات شفا كل شيء حرفه و جانبه و الجرف بالضم و بضمتين ما تجرفته السيول و أكلته من الأرض قاله الجوهري. و بموالاتكم تمت الكلمة أي كلمة التوحيد أو الإيمان إشارة إلى قوله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ و المفترضة على بناء المفعول يقال افترضه الله أي أوجبه و لكم المودة الواجبة أي في قوله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى. و المقام المحمود هو مقام الشفاعة الكبرى كما قال تعالى عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً و المقام المعلوم أي في القرب و الكمال إشارة إلى قوله تعالى وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ في بطن الآية كما مر لا تُزِغْ قُلُوبَنا أي لا تملها إلى الباطل إن كان إن مخففة من المثقلة وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا أي ما وعده لنا من إجابة الدعوات و تضعيف المثوبات. لا يأتي عليها إلا رضاكم أي يذهبها و لا يمحوها إلا رضاكم عنا و شفاعتكم لنا يقال أتى عليه الدهر أي أهلكه لما استوهبتم كلمة لما إيجابية بمعنى إلا أي أسألكم و أقسم عليكم في جميع الأحوال إلا حال الاستيهاب الذي هو وقت حصول المطلوب و لا قال أي مبغض و لا مال من الملال و أعلى كعبي بموالاتكم أي غلبني على أعدائي بأن يجعلهم تحت قدمي أو المراد مطلق العلو و الرفعة و قال الجزري في حديث قيلة و الله لا يزال كعبك عاليا هو دعاء لها بالشرف و العلو انتهى. و الإخبات الخضوع اجعلوني في همكم أي فيمن تهتمون لأمورهم و لكم العناية في شأنهم بالشفاعة لهم في الدنيا و الآخرة. أقول إنما بسطت الكلام في شرح تلك الزيارة قليلا و إن لم أستوف حقها حذرا من الإطالة لأنها أصح الزيارات سندا و أعمها موردا و أفصحها لفظا و أبلغها معنى و أعلاها شأنا. أقول رأيت من بعض تأليفات أصحابنا نسخة قديمة ذكر فيها هذه الزيارة و قدم قبلها دعاء الإذن فقال
إذا دخلت المشهد فقف على الباب مستقبل القبلة و قل اللهم إني قد وقفت على باب بيت من بيوت نبيك محمد صلواتك عليه و آله و قد منعت الناس الدخول إلى بيوته إلا بإذن نبيك فقلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ اللهم و إني أعتقد حرمة نبيك في غيبته كما أعتقدها في حضرته و أعلم أن رسلك و خلفاءك أحياء عندك يرزقون يرون مكاني في وقتي هذا و زماني و يسمعون كلامي و يردون علي سلامي و أنك حجبت عن سمعي كلامهم و فتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم و إني أستأذنك يا رب أولا و أستأذن رسولك صلواتك عليه و آله ثانيا و أستأذن خليفته الإمام المفروض على طاعته في الدخول في ساعتي هذه إلى بيته و أستأذن ملائكتك الموكلين بهذه البقعة المباركة المطيعة لك السامعة السلام عليكم أيها الملائكة الموكلون بهذا المشهد الشريف المبارك و رحمة الله و بركاته بإذن الله و إذن رسوله و إذن خلفائه و إذن هذا الإمام و بإذنكم صلوات الله عليكم أجمعين أدخل إلى هذا البيت متقربا إلى الله تعالى برسوله محمد و بآله الطاهرين فكونوا ملائكة الله أعواني و كونوا أنصاري حتى أدخل هذا البيت و أدعو الله بفنون الدعوات و أعترف لله بالعبودية و لهذا الإمام و آبائه صلوات الله عليهم بالطاعة ثم ادخل مقدما رجلك اليمنى و قل بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله ص أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ثم قل الله أكبر مائة مرة و قف مستقبل الضريح و اجعل القبلة بين كتفيك و قل السلام عليكم يا أهل بيت النبوة و ذكر مثل ما مر سواء إلا أنه قال بعد قوله ع إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا ثم انكب على القبر و قل يا ولي الله إلى آخر الزيارة
5- ثم اعلم أني لما رأيت تلك الزيارة أيضا في أصل مصحح قديم من تأليفات قدماء أصحابنا سميناه في أول كتابنا بالكتاب العتيق أبسط مما أوردنا مع اختلافات في ألفاظها فأحببت إيرادها و جعلتها الزيارة الثالثة
قال إذا وصلت إليهم فقل الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ و لا إله إلا الله الملك الحق المبين و سبحان الله رب العرش العظيم صلوات الله و تحياته و رأفته و مغفرته و رضوانه و فضله و كرامته و رحمته و بركاته و صلوات ملائكته المقربين و أنبيائه المرسلين و الشهداء و الصديقين و عباده الصالحين و من سبح لرب العالمين من الأولين و الآخرين ملء السماوات و الأرضين و ملء كل شيء و عدد كل شيء و زنة كل شيء أبدا و مثل الأبد و بعد الأبد مثل الأبد و أضعاف ذلك كله في مثل ذلك كله سرمدا دائما مع دوام ملك الله و بقاء وجهه الكريم على سيد المرسلين و خاتم النبيين و إمام المتقين و ولي المؤمنين و ملاذ العالمين و سراج الناظرين و أمان الخائفين و تالي الإيمان و صاحب القرآن و نور الأنوار و هادي الأبرار و دعامة الجبار و حجته على العالمين و خيرته من الأولين و الآخرين محمد بن عبد الله نبيه و رسوله و حبيبه و صفيه و خاصته و خالصته و رحمته و نوره و سفيره و أمينه و حجابه و عينه و ذكره و وليه و جنبه و صراطه و عروته الوثقى و حبله المتين و برهانه المبين و مثله الأعلى و دعوته الحسنى و آيته الكبرى و حجته العظمى و رسوله الكريم الرءوف الرحيم القوي العزيز الشفيع المطاع و على الأئمة عليهم جميعا السلام أمير المؤمنين علي و الحسن و الحسين و علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و الخلف المهدي عليه و عليهم جميعا السلام و الرحمة الطيبين الطاهرين المطيعين المقربين و عليه و عليهم أفضل سلام الله و أوفر رحمته و أزكى تحياته و أشرف صلواته و أعظم بركاته أبدا من جميع المؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات و مني و من والدي و أهلي و ولدي و إخوتي و أخواتي و أهلي و قراباتي في حياتي ما بقيت و بعد وفاتي و ما طلعت شمس أو غربت عليهم سلام الله في الأولين و عليهم سلام الله في الآخرين و عليهم سلام الله يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ سلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته سلام عليك يا رسول الله سلام عليك يا خيرة الله من خلقه و صفوته من بريته السلام عليك يا أمين الله على رسالته و عزائم أمره الخاتم لما سبق و الفاتح لما غلق و المهيمن على ذلك كله و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا سيد المرسلين السلام عليك يا خاتم النبيين السلام عليك يا إمام المتقين السلام عليك يا ولي المؤمنين السلام عليك يا مولى المسلمين السلام عليك يا حجة الله على العالمين السلام عليك يا خالصة الله و خليله و حبيبه و صفيه من الأولين و الآخرين السلام
عليك يا أيها البشير النذير السلام عليك يا محمد بن عبد الله السلام عليك يا أبا القاسم و على آلك و رحمة الله و بركاته السلام عليكم يا أهل بيت النبوة و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و مهبط الوحي و معدن الرحمة و مأوى السكينة و خزائن العلم و منتهى الحلم و أصول الكرم و قادة الأمم و أولياء النعم و عناصر الأبرار و دعائم الجبار و ساسة العباد و أركان البلاد و أبواب الإيمان و أمناء الرحمن و سلالة النبيين و صفوة المرسلين و آل يس و عترة خيرة رب العالمين و رحمة الله و بركاته السلام عليكم أئمة الهدى و مصابيح الدجى و أهل التقوى و أعلام التقى و ذوي النهى و أولي الحجى و سادة الورى و بدور الدنيا و ورثة الأنبياء و المثل الأعلى و الدعوة الحسنى و الحجة على من في الأرض و السماء و الآخرة و الأولى و رحمة الله و بركاته السلام على محال معرفة الله و مساكين بركة الله و معادن حكمة الله و خزنة علم الله و حفظة سر الله و حملة كتاب الله و ورثة رسول الله و رحمة الله و بركاته السلام على الدعاة إلى الله و الأدلاء على الله و المؤذنين عن الله و القائمين بحق الله و الناطقين عن الله و المستوفرين في أمر الله و المخلصين في طاعة الله و الصادعين بدين الله و التامين في محبة الله و عباده المكرمين الذين لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ و رحمة الله و بركاته السلام على الأئمة الدعاة و القادة الهداة و السادة الولاة و الذادة الحماة و الآساد السقاة و أهل الذكر و أولي الأمر و بقية الله و خيرته و صفوته و حزبه و عينه و حجته و جنبه و صراطه و نوره و رحمة الله و بركاته أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه و شهدت له ملائكته و أولو العلم من خلقه لا إله إلا الله العزيز الحكيم و أن محمدا ص عبده و رسوله المجتبى و نبيه المرتجى و حبيبه المصطفى و أمينه المرتضى أرسله نذيرا في الأولين و رسولا في الآخرين بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ فصدع ص بما أمر به و بلغ ما حمل و نصح لأمته و جاهد في سبيل ربه و دعا إليه بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ و صبر على ما أصابه في جنبه و عبده صادقا مصدقا صابرا محتسبا لا وانيا و لا مقصرا حتى أتاه اليقين و أشهد أن الدين كما شرع و الكتاب كما تلا و الحلال ما أحل و الحرام ما حرم و الفصل ما قضى و الحق ما قال و الرشد ما أمر و أن الذين كذبوه و خالفوه و كذبوا عليه و جحدوا حقه و أنكروا فضله و اتهموه و ظلموا وصيه و اعتدوا عليه و غصبوه خلافته و نقضوا عهده فيه و حلوا عقده له و أسسوا الجور و الظلم و العدوان على آله و قتلوهم و تولوا غيرهم ذائقو العذاب الأليم في أسفل درك من الجحيم لا يخفف عنهم من عذابها وَ هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ملعونون ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ فعاينوا الندامة و الخزي الطويل مع الأرذلين الأشرار قد كبوا على وجوههم في النار و أن الذين آمنوا به و صدقوه و نصروه و وقروه و أجابوه و عزروه و اتبعوه وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ و الفوز العظيم و الغبطة و السرور و الملك الكبير و الثواب المقيم في المقام الكريم فجزاه عنا أحسن الجزاء و خير ما جزى نبيا عن أمته و رسولا عمن أرسل إليه و خصه بأفضل قسم الفضائل و بلغه أعلى شرف المكرمين من الدرجات العلى في أعلى عليين في جنات و نهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر و أعطاه حتى يرضى و زاده بعد الرضا و جعله أقرب الخلق منه مجلسا و أدناهم إليه منزلا و أعظمهم عنده جاها و أعلاهم لديه كعبا و أحسنهم عليه ثناء و أول المتكلمين كلاما و أكثر النبيين أتباعا و أوفر الخلق نصيبا و أجزلهم حظا في كل خير هو قاسمه بينهم و أحسن جزاءه عن جميع المؤمنين من الأولين و الآخرين
و أشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون المعصومون المكرمون المقربون المتقون المصطفون المطيعون لله القوامون بأمره العاملون بإرادته الفائزون بكرامته اصطفاكم بعلمه و اصطنعكم لنفسه و ارتضاكم لغيبه و اختاركم لسره و اجتباكم بقدرته و أعزكم بهداه و خصكم ببراهينه و انتجبكم لنوره و أيدكم بروحه و رضيكم خلفاء في أرضه و جعلكم حججا على بريته و أنصارا لدينه و حفظة لحكمه و خزنة لعلمه و مستودعا لحكمته و تراجمة لوحيه و أركانا لتوحيده و سفراء عنه و شهداء على خلقه و أسبابا إليه و أعلاما لعباده و منارا في بلاده و سبلا إلى جنته و أدلاء على صراطه عصمكم الله من الذنوب و برأكم من العيوب و ائتمنكم على الغيوب و جنبكم الآفات و وقاكم السيئات و طهركم من الدنس و الزيغ و نزهكم من الزلل و الخطاء و أذهب عنكم الرجس و آمنكم من الفتن و استرعاكم الأنام و فوض إليكم الأمور و جعل لكم التدبير و عرفكم الأسباب و أورثكم الكتاب و أعطاكم المقاليد و سخر لكم ما خلق فعظمتم جلاله و أكبرتم شأنه و هبتم عظمته و مجدتم كرمه و أدمنتم ذكره و وكدتم ميثاقه و أحكمتم عقد عرى طاعته و نصحتم له في السر و العلانية و دعوتم إلى سبيله بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ و بذلتم أنفسكم في مرضاته و صبرتم على ما أصابكم في جنبه و صدعتم بأمره و تلوتم كتابه و حذرتم بأسه و ذكرتم أيامه و وفيتم بعهده و أقمتم الصلاة و آتيتم الزكاة و أمرتم بالمعروف و نهيتم عن المنكر و جاهدتم في الله حق جهاده و جادلتم بالتي هي أحسن حتى أعلنتم دعوته و قمعتم عدوه و أظهرتم دينه و بينتم فرائضه و أقمتم حدوده و شرعتم أحكامه و سننتم سنته و صرتم في ذلك منه إلى الرضا و سلمتم له القضاء و صدقتم من رسله من مضى الراغب عنكم مارق و اللازم لكم لاحق و المقصر عنكم زاهق و الحق معكم و فيكم و منكم و إليكم و أنتم أهله و معدنه و ميراث النبوة عندكم و إياب الخلق إليكم و حسابهم عليكم و فصل الخطاب عندكم و آياته لديكم و عزائمه فيكم و نوره معكم و برهانه منكم و أمره إليكم من والاكم فقد والى الله و من أطاعكم فقد أطاع الله و من أحبكم فقد أحب الله و من اعتصم بكم فقد اعتصم بالله أنتم يا موالي و نعم الموالي السبيل الأعظم و الصراط الأقوم و شهداء دار الفناء و شفعاء دار البقاء و الرحمة الموصولة و الآية المخزونة و الأمانة المحفوظة و الباب المبتلى به الناس من أتاكم نجا و من أباكم هوى إلى الله تدعون و به تؤمنون و له تسلمون و بأمره تعملون و إلى سبيله ترشدون و بقوله تحكمون و إليه تنيبون و إياه تعظمون سعد من والاكم و هلك من عاداكم و خاب من جهلكم و ضل من فارقكم و فاز من تمسك بكم و أمن من لجأ إليكم و سلم من صدقكم و هدي من اعتصم بكم من اتبعكم فالجنة مأواه و من خالفكم فالنار مثواه و من جحدكم كافر و من حاربكم مشرك و من رد عليكم ففي أسفل درك الجحيم أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى و جار لكم فيما بقي و أن أنواركم و أجسادكم و أشباحكم و ظلالكم و أرواحكم و طينتكم واحدة جلت و عظمت و بوركت و قدست و طابت و طهرت بعضا من بعض لم تزالوا بعين الله و عنده و في ملكوته تأمرون و له تخلفون و إياه تسبحون و بعرشه محدقون و به حافون حتى مر بكم علينا فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو و الآصال رجال تولى عز ذكره تطهيرها و أمر خلقه بتعظيمها فرفعها على كل بيت قدسه في الأرض و أعلاها على كل بيت طهره في السماء لا يوازيها خطر و لا يسمو إلى سمكها البصر و لا يطمع إلى أرضها النظر و لا يقع على كنهها
الفكر و لا يعادل سكانها البشر يتمنى كل أحد أنه منكم و لا تتمنون أنكم من غيركم إليكم انتهت المكارم و الشرف و منكم استقرت الأنوار و العزة و المجد و السؤدد فما فوقكم أحد إلا الله الكبير المتعال و لا أقرب إليه و لا أخص لديه و لا أكرم عليه منكم أنتم سكن البلاد و نور العباد و عليكم الاعتماد يوم التناد كل ما غاب منكم حجة أو أفل منكم نجم أطلع الله لخلقه عقبه خلفا إماما هاديا و برهانا مبينا و علما نيرا واع عن واع و هاد بعد هاد خزنة حفظة لا يغيض عنكم غزره و لا ينقطع مواده و لا يسلب منكم إرثه سببا موصولا من الله إليكم و رحمة منه علينا و نورا منه لنا و حجة منه علينا ترشدوننا إليه و تقربوننا منه و تزلفوننا لديه و جعل صلواتنا عليكم و ذكرنا لكم و ما خصنا به من ولايتكم و عرفنا من فضلكم طيبا لخلقنا و طهارة لأنفسنا و بركة فينا إذ كنا عنده موسومين فيكم معترفين بفضلكم معروفين بتصديقنا إياكم مذكورين بطاعتنا لكم و مشهورين بإيماننا بكم فبلغ الله بكم أفضل شرف محل المكرمين و أعلى منازل المقربين و أرفع درجات المرسلين حيث لا يلحقه لاحق و لا يفوقه فائق و لا يسبقه سابق و لا يطمع في إدراكه طامع حتى لا يبقى ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا صديق و لا شهيد و لا عالم و لا جاهل و لا دني و لا فاضل و لا مؤمن صالح و لا فاجر طالح و لا جبار عنيد و لا شيطان مريد و لا خلق فيما بين ذلك شاهد ما هنالك إلا عرفه جلالة أمركم و عظم خطركم و كبير شأنكم و جلالة قدركم و تمام نوركم و صدق مقعدكم و ثبات مقامكم و شرف محلكم و منزلتكم عنده و كرامتكم عليه و خاصتكم لديه و قرب مجلسكم منه ثم جعل خاصة الصلوات و أفضلها و نامي البركات و أشرفها و زاكي التحيات و أتمها منه و من ملائكته المقربين و رسله و أنبيائه المنتجبين و الشهداء و الصالحين من عباده المخلصين كما هو أهله و أنتم أهله أبدا عليكم أجمعين أشهد الله و أشهدكم يا موالي بأبي أنتم و أمي و نفسي أني عبدكم و طوبى لي إن قبلتموني عبدا و أني مؤمن بكم و بما آمنتم به كافر بعدوكم و بما كفرتم به مستبصر بشأنكم و بضلالة من خالفكم موال لكم محب لأوليائكم و معاد لأعدائكم لاعن لهم متبرئ منهم مبغض لهم سلم لمن سالمكم حرب لمن حاربكم محقق لما حققتم مبطل لما أبطلتم مطيع لكم عارف بحقكم مقر بفضلكم مقتد بكم مسلم لقولكم محتمل لعلمكم محتجب بذمتكم موقن بإيابكم مصدق برجعتكم منتظر لأيامكم مرتقب لدولتكم آخذ بقولكم عامل بأمركم مستجير بكم معتصم بحبلكم محترس بكم زائر لكم لائذ بقبوركم عائذ بكم مستشفع إلى الله بكم و متوسل بكم إليه و أنتم عدتي للقائه و حسبي بكم و متقرب بكم إليه و مقدمكم أمام طلبتي و حوائجي و إرادتي في كل أحوالي و أموري في دنياي و ديني و آخرتي و منقلبي و مثواي و مؤمن بسركم و علانيتكم و شاهدكم و غائبكم و أولكم و آخركم و مفوض في ذلك كله إليكم و مسلم فيه لكم و رأيي لكم متبع و نصرتي لكم معدة حتى يحيي الله دينه بكم و يظهركم لعدله فيردكم في أيامه و يقيمكم لخلقه ثم يملككم في أرضه فمعكم معكم لا مع غيركم و إليكم إليكم لا إلى عدوكم آمنت بكم و توليت آخركم بما توليت به أولكم و برئت إلى الله من أعدائكم الجبت و الطاغوت و الأبالسة و الشياطين و من حزبهم و أتباعهم و محبيهم و ذويهم و الراضين بهم و بفعلهم الصادين عنكم الظالمين لكم الجاحدين حقكم المفارقين لكم الغاصبين إرثكم و الشاقين فيكم و المنحرفين عنكم و من كل وليجة دونكم
و ثبتني الله أبدا ما حييت و بعد وفاتي على موالاتكم و محبتكم و دينكم و وفقني لطاعتكم و رزقني شفاعتكم و جعلني من خيار مواليكم التابعين ما دعوتم إليه ممن يقفو آثاركم و يسلك سبيلكم و يقتدي بهداكم و يقتص منهاجكم و يكون من حزبكم و يتعلق بحجزتكم و يحشر في زمرتكم و يكر في رجعتكم و يملك في دولتكم و يشرف في عافيتكم و يمكن في أيامكم و تقر عينه غدا برؤيتكم بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي من أراد الله بدأ بكم و من أحبه اتبعكم و من وحده قبل عنكم و من قصده توجه بكم لا أحصي يا موالي فضلكم و لا أعد ثناءكم و لا أبلغ من المدح كنهكم و من الوصف قدركم أنتم نور الأنوار و هداة الأبرار و أئمة الأخيار و أصفياء الجبار بكم فتح الله و بكم يختم و بكم يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ و بكم يُنَزِّلُ الْغَيْثَ و ينفس الهم و يكشف السوء و يدفع الضر و يغني العديم و يشفي السقيم بمنطقكم نطق كل لسان و بكم سبح السبوح القدوس و بتسبيحكم جرت الألسن بالتسبيح فيكم نزلت رسله و عليكم هبطت ملائكته و إليكم بعث الروح الأمين و آتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين طأطأ كل شريف لشرفكم و بخع كل متكبر لطاعتكم و خضع كل جبار لفضلكم و ذل كل شيء لكم و أشرقت الأرض بنوركم ففاز الفائزون بكم و بكم يسلك إلى الرضوان و على من يجحد ولايتكم يغضب الرحمن بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي ذكركم في الذاكرين و أسماؤكم في الأسماء و أجسادكم في الأجساد و أرواحكم في الأرواح و أنفسكم في النفوس فما أحلى أسماءكم و أكرم نفوسكم و أعظم شأنكم و أجل أخطاركم و أعلى أقداركم و أوفى عهدكم و أصدق وعدكم كلامكم نور و أمركم رشد و وصيتكم تقوى و فعلكم الخير و عادتكم الإحسان و سجيتكم الكرم و شأنكم الحق و رأيكم علم و حزم إن ذكر الخير كنتم أوله و أصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه بأبي أنتم و أمي و نفسي كيف أصف حسن ثنائكم و أحصي جميل بلائكم و بكم أخرجنا الله من الذل و أطلق عنا رهائن الغل و وضع عنا الآصار و فرج عنا غمرات الكروب و أنقذنا من شفا حفرة من النار بموالاتكم أظهر الله معالم ديننا و أصلح ما كان فسد من دنيانا و بموالاتكم تمت الكلمة و عظمت النعمة و ائتلفت الفرقة و بموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة و أعظم بها طاعة و لكم المودة الواجبة و أكرم بها مودة لكم الدرجات الرفيعة و الأنوار الزاهرة و المقام المعلوم عند الله و الجاه العظيم و القدر الجليل و الشأن الكبير و الشفاعة المقبولة رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا لبيك اللهم لبيك مجابا و مسمعا جليلا و مناديا عظيما لبيك و سعديك تباركت و تعاليت و تجاللت و تكبرت و تعظمت و تقدست لبيك ربنا و سعديك إقرارا بربوبيتك و إيقانا بك و تصديقا بكتابك و وفاء بعهدك ها أنا ذا عبدك بين يديك لبيك اللهم لبيك تلبية الخائف منك الراجي لك المستجير بك رضينا و أحببنا و سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ و أنت إلهنا و مولانا لبيك داعي الله إن كان لم يجبك بدني و لم أدرك نصرتك فها أنا ذا عبدك و زائرك و زائر آلك و عترتك و المحل بساحتكم قد أجابكم قلبي و نفسي و روحي و سمعي و بصري بالتسليم و الإيمان بك و بأخيك و وصيك أمير المؤمنين و سيد الوصيين و ابنتك فاطمة سيدة نساء العالمين و سبطيك الحسن و الحسين
سيدي شباب أهل الجنان و بالأدلاء على الله الأئمة من عترتك و ذريتك الطاهرين و نصرتي لكم معدة حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بإذنه وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ لبيك يا رسول الله سعيا إليك و إقبالا لبيك يا نبي الله تعلقا بحبلك و اعتصاما لبيك يا حبيب الله تعودا بك و لواذا لبيك يا نور الله يا محمد بن عبد الله يا خيرة الله يا أبا القاسم تذللا لعزتك و طاعة لأمرك و قبولا لقولك و دخولا في نورك و إيمانا بك و بأخيك و وصيك و أمير المؤمنين و آلك و عترتك الطاهرين و تصديقا بما جئتنا به من عند ربك رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ كَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا برحمتك عَذابَ النَّارِ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ اللهم إني أشهدك أن هذه قبور أوليائك و مشاهدهم و آثارهم و مغيبهم و معارجهم الفائزين بكرامتك المفضلين على خلقك الذين عرفتهم تبيان كل شيء و حبوتهم بمواريث الأنبياء و جعلتهم حججك على بريتك و أمناءك على وحيك و خزانك على وحيك اللهم فبلغ أرواحهم و أجسادهم في هذه الساعة و في كل وقت و أوان و حين و زمان منا السلام و اردد علينا منهم السلام و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أشهد أنكم تسمعون الكلام و تردون السلام اللهم إنك قلت على لسان نبيك صلواتك عليه و على آله و قولك الحق وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ اللهم إني قد آمنت بك و بهم و صدقت و سمعت و أطعت و أسلمت فلا توقفني أبدا مواقف الخزي في الدنيا و الآخرة و أعطني سؤلي و اجعل صلواتي بهم مقبولة و دعائي بهم مستجابا و سعيي بهم مشكورا و ذنبي بهم مغفورا و
ذكري بهم رفيعا و كعبي بهم عاليا و يقيني بهم ثابتا و روحي بهم سليمة و جسمي بهم معافا مرزوقا سعيدا رشيدا تقيا عالما زاهدا متواضعا حافظا زكيا فقيها موفقا معصوما مؤيدا قويا عزيزا و لا تقطع بي عنهم و لا تفرق بيني و بينهم في الدنيا و الآخرة آمين رب العالمين الوداع فإذا أردت وداعهم فقل سلام الله و تحياته و رحمته و بركاته على خيرة الله و أصفيائه و أحبائه و حججه و أوليائه محمد رسوله و آله أمير المؤمنين علي الحسن الحسين علي محمد جعفر موسى علي محمد علي الحسن الخلف الصالح عليه و عليهم جميعا السلام و الرحمة السلام على خالصة الله من خلقه و صفوته من بريته و أمنائه على وحيه و حججه على عباده و خزانه على علمه و عليهم من الله دائم الصلوات و زاكي البركات و نامي التحيات السلام عليكم موالي أئمتي و قادتي و نعم الموالي و الأئمة و القادة أنتم و السلام عليكم و السلام لكم مني قليل السلام عليكم آل ياسين سلاما كثيرا طيبا مباركا متتابعا سرمدا دائما أبدا كما أنتم أهله مني و من والدي و أهلي و ولدي و إخوتي و أخواتي و من جميع المؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات و رحمة الله و بركاته السلام عليكم سلام مودع لا سئم و لا قال و لا غال و رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ غير راغب عنكم و لا منحرف عنكم و لا مؤثر عليكم و لا زاهد في قربكم و لا أبتغي بكم بدلا و لا عنكم حولا و لا أتخذ بينكم سبلا و لا أشتري بكم ثمنا لا جعله الله آخر العهد من زيارتكم و تعظيم ذكركم و تفخيم أسمائكم و إتيان مشاهدكم و آثاركم و الصلاة لكم و التسليم عليكم بل جعله الله مثابة لنا و أمنا في دنيانا و آخرتنا و ذكرا و نورا لمعادنا و أمانا و إيمانا لمنقلبنا و مثوانا و جعلني الله ممن انقلب عن زيارتكم و ذكركم و الصلاة لكم و التسليم عليكم مفلحا منجحا غانما سالما معافا غنيا فائزا برضوان الله و رحمته و فضله و كفايته و نصره و أمنه و مغفرته و نوره و هداه و حفظه و كلاءته و توفيقه و عصمته و رزقني العود ثم العود أبدا ما أبقاني ربي إليكم بنية و إيمان و تقوى و إخبات و نور و إيقان و أرزاق من فضله واسعة طيبة دارة هنيئة مريئة سليمة من غير كد و لا من من أحد و نعمة سابغة و عافية سالمة و أوجب لي من الحياة و الكرامة و البركة و الصلاح و الإيمان و المغفرة و الرضوان مثل ما أوجب لأوليائه و صالحي عباده من زوارهم و وافديهم و مواليهم و محبيهم و حزبهم و شيعتهم العارفين حقهم الموجبين طاعتهم المدمنين ذكرهم الراغبين في زيارتهم المنتظرين أيامهم المطيعين لهم المتقربين بذلك إليك و إليهم اللهم أنت خير من وفدت إليه الرجال و شدت إليه الرحال و صرفت نحوه الآمال و ارتجى للرغائب و الإفضال و أنت يا سيدي أكرم مأتي و أكرم مزور و قد جعلت لكل زائر كرامة و لكل وافد تحفة و لكل سائر عطية و لكل راج ثوابا و لكل ملتمس ما عندك جزاء و لكل راغب إليك هبة و لكل من فزع إليك رحمة و لكل متضرع إليك إجابة و لكل متوسل إليك عفوا و قد جئتك زائرا لقبور أحبائك و أوليائك و خيرتك من عبادك وافدا إليهم نازلا بفنائهم قاصدا لحرمهم راغبا في شفاعتهم ملتمسا ما عندهم راجيا لهم متوسلا إليك بهم و حق عليك ألا تخيب سائلهم و وافدهم و النازل بفنائهم و المنيخ بساحتهم من حزبهم و أشياعهم و وقفت بهذا المقام الشريف رجاء ما عندك لزوارهم و المطيعين لهم من الرحمة و المغفرة و الفضل و الإنعام فلا تجعلني من أخيب وفدك و وفدهم و أكرمني بالجنة و من علي بالمغفرة و جملني بالعافية و أجرني بالعتق من النار و أوسع علي رزقك الحلال و فضلك الواسع الجزيل و ادرأ عني أبدا
شر كل ذي شر من الجن و الإنس بأبي أنتم و أمي يا سادتي أتقرب بكم إلى الله و أتوجه بكم إلى الله و أطلب بكم حاجتي من الله جعلني الله بكم وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ بأبي أنتم و أمي و نفسي تحننوا علي و ارحموني و اجعلوني من همكم و اذكروني عند ربكم و كونوا عصمتي و صيروني من حزبكم و شرفوني بشفاعتكم و مكنوني في دولتكم و احشروني في زمرتكم و أوردوني حوضكم و أكرموني برضاكم و أسعدوني بطاعتكم و خصوني بفضلكم و احفظوني من مكاره الدنيا و الآخرة و شر الإنس و الجن و كل ذي شر بقدرتكم فبذمة الله و ذمتكم و جلال الله و كبرياء الله و ملك الله و سلطان الله و عظمة الله و عز الله و كلماته المباركات أمتنع و أحترس و أستجير و أستغيث و أحترز و أهلي و ولدي و مالي و إخواني المؤمنين أبدا في الدنيا و الآخرة من كل سوء و بكم أرجو النجاة و أطلب الصلاح و آمل النجاح و أستشفي من كل داء و سقم و إليكم مفري من كل خوف و عليكم معولي عند كل شدة و رخاء اللهم صل على محمد و على آل محمد كما أنت و هم أهله و أدخلني في كل خير دعوا إليه و دلوا عليه و أمروا به و رضوا به قولا و فعلا و نجني بهم من كل مكروه و أخرجني من كل سوء و اعصمني من كل ما نهوا عنه و أنكروه و خوفوا منه و حذروه و عجل فرجهم و فرجنا بهم و أهلك عدوهم من الإنس و الجن و بلغ أرواحهم و أجسادهم أبدا مني السلام و اردد علينا منهم السلام و السلام عليهم و رحمة الله و بركاته
بيان لما غلق و في بعض النسخ لما انغلق أي لما اشتبه من أمر التوحيد و المعارف و الحكم و العلوم و قيل لما انغلق من أمر الجاهلية و الآساد جمع الأسد و لا يبعد أن يكون السقاة تصحيف السعاة و يقال ونى يني ونيا إذا قصر و فتر و كبه قلبه و صرعه و التعزير التعظيم و التوقير و قال الفيروزآبادي اصطنعتك لنفسي اخترتك لخاصة أمر أستكفيه و قال الجزري الاصطناع افتعال من الصنيعة و هي العطية و الكرامة و الإحسان و أفل كنصر و ضرب غاب و غاض الماء قل و نقص و الغزر بالفتح و الضم الكثرة. قوله و الشاقين فيكم أي الذين يشقون و يفرقون الناس في ولايتكم و الأصوب أنه تصحيف الشاكين كما مر. و قوله و أعظم بها طاعة على صيغة التعجب و الضمير راجع إلى الموالاة أي ما أعظم تلك الموالاة من جهة الطاعة و الحاصل أنها مع كونها شرطا لقبول الطاعات هي في نفسها أعظمها و كذا قوله أكرم بها مودة قوله و السلام لكم مني قليل أي سلامي لا يليق بجنابكم بل اللائق بكم مني فوق السلام كبذل الحياة و إفداء النفس فيكم
6- الزيارة الرابعة مل، ]كامل الزيارات[ أبي و جماعة مشايخي عن محمد العطار و حدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري جميعا عن الأشعري عن علي بن حسان عن عروة بن أخي شعيب العقرقوفي عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال تقول إذا أتيت قبر الحسين بن علي ع و يجزيك عند قبر كل إمام ع السلام عليك من الله و السلام على محمد أمين الله على رسله و عزائم أمره الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل اللهم صل على محمد عبدك و رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثت برسالاتك و كتبك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته و تقول في زيارة أمير المؤمنين ع اللهم صل على علي أمير المؤمنين عبدك و أخي رسولك إلى آخره و في زيارة فاطمة أمتك و بنت رسولك و في سائر الأئمة أبناء رسولك على ما قلت في النبي ص في أول مرة حتى تنتهي إلى صاحبك ثم تقول أشهد أنكم كلمة التقوى و باب الهدى و العروة الوثقى و الحجة البالغة على من فيها و من تحت الثرى و أشهد أن أرواحكم و طينتكم من طينة واحدة طابت و طهرت من نور الله و من رحمته و أشهد الله و أشهدكم أني لكم تبع بذات نفسي و شرائع ديني و خواتيم عملي اللهم فأتمم لي ذلك برحمتك السلام عليك يا أبا عبد الله أشهد أنك قد بلغت عن الله ما أمرت به و قمت بحقه غير واهن و لا موهن فجزاك الله من صديق خيرا عن رعيتك أشهد أن الجهاد معك جهاد و أن الحق معك و لك و أنت معدنه و ميراث النبوة عندك و عند أهل بيتك أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و دعوت إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ و عبدت ربك حتى أتاك اليقين و تقول السلام على ملائكة الله المسومين السلام على ملائكة الله المنزلين السلام على ملائكة الله المردفين السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا الحرم بإذن الله مقيمون ثم تقول اللهم العن اللذين بدلا نعمتك و خالفا كتابك و جحدا آياتك و اتهما رسولك احش قبرهما و أجوافهما نارا و أعد لهما عذابا أليما و احشرهما و أشياعهما إلى جهنم زرقا احشرهما و أشياعهما و أتباعهما يوم القيامة عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَ بُكْماً وَ صُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر ابن نبيك و ابعثه مقاما محمودا تنتصر به لدينك و تقتل به عدوك فإنك وعدته و أنت الرب الذي لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ و كذلك تقول عند قبور كل الأئمة ع و تقول عند كل إمام زرته إن شاء الله السلام عليك يا ولي الله السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض السلام عليك يا إمام المؤمنين و وارث علم النبيين و سلالة الوصيين و الشهيد يوم الدين أشهد أنك و آباءك الذين كانوا من قبلك و أبناءك الذين من بعدك موالي و أوليائي و أئمتي و أشهد أنكم أصفياء الله و خزنته و حجته البالغة انتجبكم بعلمه أنصارا لدينه و قواما بأمره و خزانا لعلمه و حفظة لسره و تراجمة لوحيه و معدنا لكلماته و أركانا لتوحيده و شهودا على عباده استودعكم خلقه و أورثكم كتابه و خصكم بكرائم التنزيل و أعطاكم التأويل و جعلكم تابوت حكمته و منارا في بلاده و ضرب لكم مثلا من نوره و أجرى فيكم من علمه و عصمكم من الزلل و طهركم من الدنس و أذهب عنكم الرجس فبكم تمت النعمة و اجتمعت الفرقة و ائتلفت الكلمة و لزمت الطاعة المفترضة و المودة الواجبة و أنتم أولياؤه النجباء و عباده المكرمون أتيتك يا ابن رسول الله عارفا بحقك مستبصرا بشأنك معاديا لأعدائك مواليا لأوليائك بأبي أنت و أمي صلى الله عليك و سلم تسليما أتيتك وافدا زائرا عائذا مستجيرا مما جنيت على نفسي و احتطنت على ظهري فكن لي شفيعا فإن لك عند الله مقاما معلوما و أنت عند الله وجيه آمنت بالله و بما أنزل عليكم و أتوالى آخركم بما توليت به أولكم و أبرأ من كل وليجة دونكم و كفرت بالجبت و الطاغوت و اللات و العزى
الزيارة الخامسة رواها السيد و مؤلف المزار الكبير رحمهما الله قالا هي مروية عن الأئمة ع إذا أردت ذلك فليكن من قولك عند العقد على العزم و النية اللهم صل عزمي بالتحقيق و نيتي بالتوفيق و رجائي بالتصديق و تول أمري و لا تكلني إلى نفسي فأحل عقدة الخيرة و أتخلف عن حضور المشاهد المقدسة و صل ركعتين قبل خروجك و قل بعقبهما اللهم إني أستودعك ديني و نفسي و جميع حزانتي اللهم أنت الصاحب في السفر و الخليفة في الأهل و المال و الولد اللهم إني أعوذ بك من سوء الصحبة و إخفاق الأوبة اللهم سهل لنا حزن ما نتغول و يسر علينا مستغزر ما نروح و نغدو له إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ و إذا سلكت على طريقك فليكن همك لما سلكت له و لتقلل من حال تغض منك و لتحسن الصحبة لمن صحبك و أكثر من الثناء على الله تعالى ذكره و الصلاة على رسوله فإذا أردت الغسل للزيارة فقل و أنت تغتسل بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله اللهم اغسل عني درن الذنوب و وسخ العيوب و طهرني بماء التوبة و ألبسني رداء العصمة و أيدني بلطف منك يوفقني لصالح الأعمال إنك ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ فإذا دنوت من باب المشهد فقل الحمد لله الذي وفقني لقصد وليه و زيارة حجته و أوردني حرمه و لم يبخسني حظي من زيارة قبره و النزول بعقوة مغيبه و ساحة تربته الحمد لله الذي لم يسمني بحرمان ما أملته و لا صرف عني ما رجوته و لا قطع رجائي فيما توقعته بل ألبسني عافيته و أفادني نعمته و آتاني كرامته فإذا دخلت المشهد فقف على الضريح الطاهر و قل السلام عليكم أئمة المؤمنين و سادة المتقين و كبراء الصديقين و أمراء الصالحين و قادة المحسنين و أعلام المهتدين و أنوار العارفين و ورثة الأنبياء و صفوة الأوصياء و شموس الأتقياء و بدور الخلفاء و عباد الرحمن و شركاء القرآن و منهج الإيمان و معادن الحقائق و شفعاء الخلائق و رحمة الله و بركاته أشهد أنكم أبواب الله و مفاتيح رحمته و مقاليد مغفرته و سحائب رضوانه و مصابيح جنانه و حملة فرقانه و خزنة علمه و حفظة سره و مهبط وحيه و أمانات النبوة و ودائع الرسالة أنتم أمناء الله و أحباؤه و عباده و أصفياؤه و أنصار توحيده و أركان تمجيده و دعاته إلى كتبه و حرسة خلائقه و حفظة ودائعه لا يسبقكم ثناء الملائكة في الإخلاص و الخشوع و لا يضادكم ذو ابتهال و خضوع أنى و لكم القلوب التي تولى الله رياضتها بالخوف و الرجاء و جعلها أوعية للشكر و الثناء و آمنها من عوارض الغفلة و صفاها من شواغل الفترة بل يتقرب أهل السماء بحبكم و بالبراءة من أعدائكم و تواتر البكاء على مصابكم و الاستغفار لشيعتكم و محبيكم فأنا أشهد الله خالقي و أشهد ملائكته و أنبياءه و أشهدكم يا موالي أني مؤمن بولايتكم معتقد لإمامتكم مقر بخلافتكم عارف بمنزلتكم موقن بعصمتكم خاضع لولايتكم متقرب إلى الله بحبكم و بالبراءة من أعدائكم عالم بأن الله قد طهركم من الفواحش ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ و من كل ريبة و نجاسة و دنية و رجاسة و منحكم راية الحق التي من تقدمها ضل و من تأخر عنها زل و فرض طاعتكم على كل أسود و أبيض و أشهد أنكم قد وفيتم بعهد الله و ذمته و بكل ما اشترط عليكم في كتابه و دعوتم إلى سبيله و أنفذتم طاقتكم في مرضاته و حملتم الخلائق على منهاج النبوة و مسالك الرسالة و سرتم فيه بسيرة الأنبياء و مذاهب الأوصياء فلم يطع لكم أمر و لم تصغ إليكم أذن فصلوات الله على أرواحكم و أجسادكم ثم تنكب على القبر و تقول بأبي أنت و أمي يا حجة الله لقد أرضعت بثدي الإيمان و فطمت بنور الإسلام و غذيت ببرد اليقين و ألبست حلل العصمة و اصطفيت و ورثت علم الكتاب و لقنت فصل الخطاب و أوضح بمكانك معارف التنزيل و غوامض التأويل و سلمت إليك راية الحق و كلفت هداية الخلق
و نبذ إليك عهد الإمامة و ألزمت حفظ الشريعة و أشهد يا مولاي أنك وفيت بشرائط الوصية و قضيت ما لزمك من حد الطاعة و نهضت بأعباء الإمامة و احتذيت مثال النبوة في الصبر و الاجتهاد و النصيحة للعباد و كظم الغيظ و العفو عن الناس و عزمت على العدل في البرية و النصفة في القضية و وكدت الحجج على الأمة بالدلائل الصادقة و الشواهد الناطقة و دعوت إلى الله بالحكمة البالغة و الموعظة الحسنة فمنعت من تقويم الزيغ و سد الثلم و إصلاح الفاسد و كسر المعاند و إحياء السنن و إماتة البدع حتى فارقت الدنيا و أنت شهيد و لقيت رسول الله ص و أنت حميد صلوات الله عليك تترادف و تزيد ثم صر إلى عند الرجلين و قل يا سادتي يا آل رسول الله إني بكم أتقرب إلى الله جل و علا بالخلاف على الذين غدروا بكم و نكثوا بيعتكم و جحدوا ولايتكم و أنكروا منزلتكم و خلعوا ربقة طاعتكم و هجروا أسباب مودتكم و تقربوا إلى فراعنتهم بالبراءة منكم و الإعراض عنكم و منعوكم من إقامة الحدود و استئصال الجحود و شعب الصدع و لم الشعث و سد الخلل و تثقيف الأود و إمضاء الأحكام و تهذيب الإسلام و قمع الآثام و أرهجوا عليكم نقع الحروب و الفتن و أنحوا عليكم سيوف الأحقاد و هتكوا منكم الستور و ابتاعوا بخمسكم الخمور و صرفوا صدقات المساكين إلى المضحكين و الساخرين و ذلك بما طرقت لهم الفسقة الغواة و الحسدة البغاة أهل النكث و الغدر و الخلاف و المكر و القلوب المنتنة من قذر الشرك و الأجساد المشحنة من درن الكفر أضبوا على النفاق و أكبوا على علائق الشقاق فلما مضى المصطفى صلوات الله عليه و آله اختطفوا الغرة و انتهزوا الفرصة و انتهكوا الحرمة و غادروه على فراش الوفاة و أسرعوا لنقض البيعة و مخالفة المواثيق المؤكدة و خيانة الأمانة المعروضة على الجبال الراسية و أبت أن تحملها و حملها الإنسان الظلوم الجهول ذو الشقاق و العزة بالآثام المولمة و الأنفة عن الانقياد لحميد العاقبة فحشر سفلة الأعراب و بقايا الأحزاب إلى دار النبوة و الرسالة و مهبط الوحي و الملائكة و مستقر سلطان الولاية و معدن الوصية و الخلافة و الإمامة حتى نقضوا عهد المصطفى في أخيه علم الهدى و المبين طريق النجاة من طرق الردى و جرحوا كبد خير الورى في ظلم ابنته و اضطهاد حبيبته و اهتضام عزيزته بضعة لحمه و فلذة كبده و خذلوا بعلها و صغروا قدره و استحلوا محارمه و قطعوا رحمه و أنكروا إخوته و هجروا مودته و نقضوا طاعته و جحدوا ولايته و أطمعوا العبيد في خلافته و قادوه إلى بيعتهم مصلتة سيوفها مقذعة أسنتها و هو ساخط القلب هائج الغضب شديد الصبر كاظم الغيظ يدعونه إلى بيعتهم التي عم شومها الإسلام و زرعت في قلوب أهلها الآثام و عقت سلمانها و طردت مقدادها و نفت جندبها و فتقت بطن عمارها و حرفت القرآن و بدلت الأحكام و غيرت المقام و أباحت الخمس للطلقاء و سلطت أولاد اللعناء على الفروج و خلطت الحلال بالحرام و استخفت بالإيمان و الإسلام و هدمت الكعبة و أغارت على دار الهجرة يوم الحرة و أبرزت بنات المهاجرين و الأنصار للنكال و السورة و ألبستهن ثوب العار و الفضيحة و رخصت لأهل الشبهة في قتل أهل بيت الصفوة و إبادة نسله و استيصال شافته و سبي حرمه و قتل أنصاره و كسر منبره و قلب مفخره و إخفاء دينه و قطع ذكره يا موالي فلو عاينكم المصطفى و سهام الأمة معرقة في أكبادكم و رماحهم مشرعة في نحوركم و سيوفها مولعة في دمائكم يشفي أبناء العواهر غليل الفسق من ورعكم و غيظ الكفر من إيمانكم و أنتم بين صريع في المحراب قد فلق السيف هامته
و شهيد فوق الجنازة قد شكت أكفانه بالسهام و قتيل بالعراء قد رفع فوق القناة رأسه و مكبل في السجن قد رضت بالحديد أعضاؤه و مسموم قد قطعت بجرع السم أمعاؤه و شملكم عباديد تفنيهم العبيد و أبناء العبيد فهل المحن يا سادتي إلا التي لزمتكم و المصائب إلا التي عمتكم و الفجائع إلا التي خصتكم و القوارع إلا التي طرقتكم صلوات الله عليكم و على أرواحكم و أجسادكم و رحمة الله و بركاته ثم قبله و قل بأبي و أمي يا آل المصطفى إنا لا نملك إلا أن نطوف حول مشاهدكم و نعزي فيها أرواحكم على هذه المصائب العظيمة الحالة بفنائكم و الرزايا الجليلة النازلة بساحتكم التي أثبتت في قلوب شيعتكم القروح و أورثت أكبادهم الجروح و زرعت في صدورهم الغصص فنحن نشهد الله أنا قد شاركنا أولياءكم و أنصاركم المتقدمين في إراقة دماء الناكثين و القاسطين و المارقين و قتلة أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة يوم كربلاء بالنيات و القلوب و التأسف على فوت تلك المواقف التي حضروا لنصرتكم و عليكم منا السلام و رحمة الله و بركاته ثم اجعل القبر بينك و بين القبلة و قل اللهم يا ذا القدرة التي صدر عنها العالم مكونا مبروءا عليها مفطورا تحت ظل العظمة فنطقت شواهد صنعك فيه بأنك أنت الله لا إله إلا أنت مكونه و بارئه و فاطره ابتدعته لا من شيء و لا على شيء و لا في شيء و لا لوحشة دخلت عليك إذ لا غيرك و لا حاجة بدت لك في تكوينه و لا لاستعانة منك على ما تخلق بعده بل أنشأته ليكون دليلا عليك بأنك بائن من الصنع فلا يطيق المنصف لعقله إنكارك و الموسوم بصحة المعرفة جحودك أسألك بشرف الإخلاص في توحيدك و حرمة التعلق بكتابك و أهل بيت نبيك أن تصلي على آدم بديع فطرتك و بكر حجتك و لسان قدرتك و الخليفة في بسيطتك و على محمد الخالص من صفوتك و الفاحص عن معرفتك و الغائص المأمون على مكنون سريرتك بما أوليته من نعمتك بمعونتك و على من بينهما من النبيين و المكرمين و الأوصياء و الصديقين و أن تهبني لإمامي هذا و ضع خدك على سطح القبر و قل اللهم بمحل هذا السيد من طاعتك و بمنزلته عندك لا تمتني فجأة و لا تحرمني توبة و ارزقني الورع عن محارمك دينا و دنيا و اشغلني بالآخرة عن طلب الأولى و وفقني لما تحب و ترضى و جنبني اتباع الهوى و الاغترار بالأباطيل و المنى اللهم اجعل السداد في قوله و الصواب في فعلي و الصدق و الوفاء في ضماني و وعدي و الحفظ و الإيناس مقرونين بعهدي و عقدي و البر و الإحسان من شأني و خلقي و اجعل السلامة لي شاملة و العافية بي محيطة ملتفة و لطيف صنعك و عونك مصروفا إلي و حسن توفيقك و يسرك موفورا علي و أحيني يا رب سعيدا و توفني شهيدا و طهرني للموت و ما بعده اللهم و اجعل الصحة و النور في سمعي و بصري و الجدة و الخير في طرقي و الهدى و البصيرة في ديني و مذهبي و الميزان أبدا نصب عيني و الذكر و الموعظة شعاري و دثاري و الفكرة و العبرة أنسي و عمادي و مكن اليقين في قلبي و اجعله أوثق الأشياء في نفسي و أغلبه على رأيي و عزمي و اجعل الإرشاد في عملي و التسليم لأمرك مهادي و سندي و الرضا بقضائك و قدرك أقصى عزمي و نهايتي و أبعد همي و غايتي حتى لا أتقي أحدا من خلقك بديني و لا أطلب به غير آخرتي و لا أستدعي منه إطرائي و مدحي و اجعل خير العواقب عاقبتي و خير المصائر مصيري و أنعم العيش عيشي و أفضل الهدى هداي و أوفر الحظوظ حظي و أجزل الأقسام قسمي و نصيبي و كن لي يا رب من كل سوء وليا و إلى كل خير دليلا و قائدا و من كل باغ و حسود ظهيرا و مانعا
اللهم بك اعتدادي و عصمتي و ثقتي و توفيقي و حولي و قوتي و لك محياي و مماتي و في قبضتك سكوني و حركتي و إن بعروتك الوثقى استمساكي و وصلتي و عليك في الأمور كلها اعتمادي و توكلي و من عذاب جهنم و مس سقر نجاتي و خلاصي و في دار أمنك و كرامتك مثواي و منقلبي و على أيدي ساداتي و موالي آل المصطفى فوزي و فرجي اللهم صل على محمد و آل محمد و اغفر للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات و اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ و ما ولدا و أهل بيتي و جيراني و لكل من قلدني يدا من المؤمنين و المؤمنات إنك ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ و السلام عليك و رحمة الله و بركاته
ثم قال السيد رحمه الله دعاء يدعى به عقيب الزيارة لسائر الأئمة ع اللهم إني زرت هذا الإمام مقرا بإمامته معتقدا لفرض طاعته فقصدت مشهده بذنوبي و عيوبي و موبقات آثامي و كثرة سيئاتي و خطاياي و ما تعرفه مني مستجيرا بعفوك مستعيذا بحلمك راجيا رحمتك لاجيا إلى ركنك عائذا برأفتك مستشفعا بوليك و ابن أوليائك و صفيك و ابن أصفيائك و أمينك و ابن أمنائك و خليفتك و ابن خلفائك الذين جعلتهم الوسيلة إلى رحمتك و رضوانك و الذريعة إلى رأفتك و غفرانك اللهم و أول حاجتي إليك أن تغفر لي ما سلف من ذنوبي على كثرتها و تعصمني فيما بقي من عمري و تطهر ديني مما يدنسه و يشينه و يزري به و تحميه من الريب و الشك و الفساد و الشرك و تثبتني على طاعتك و طاعة رسولك و ذريته النجباء السعداء صلواتك عليهم و رحمتك و سلامك و بركاتك و تحييني ما أحييتني على طاعتهم و تميتني إذا أمتني على طاعتهم و أن لا تمحو من قلبي مودتهم و محبتهم و بغض أعدائهم و مرافقة أوليائهم و برهم و أسألك يا رب أن تقبل ذلك مني و تحبب إلي عبادتك و المواظبة عليها و تنشطني لها و تبغض إلي معاصيك و محارمك و تدفعني عنها و تجنبني التقصير في صلاتي و الاستهانة بها و التراخي عنها و توفقني لتأديتها كما فرضت و أمرت به على سنة رسولك صلواتك عليه و آله و رحمتك و بركاتك خضوعا و خشوعا و تشرح صدري لإيتاء الزكاة و إعطاء الصدقات و بذل المعروف و الإحسان إلى شيعة آل محمد ص و مواساتهم و لا تتوفاني إلا بعد أن ترزقني حج بيتك الحرام و زيارة قبر نبيك ع و قبور الأئمة ع و أسألك يا رب توبة نصوحا ترضاها و نية تحمدها و عملا صالحا تقبله و أن تغفر لي و ترحمني إذا توفيتني و تهون علي سكرات الموت و تحشرني في زمرة محمد و آله صلوات الله عليه و عليهم و تدخلني الجنة برحمتك و تجعل دمعي غزيرا في طاعتك و عبرتي جارية فيما يقربني منك و قلبي عطوفا على أوليائك و تصونني في هذه الدنيا من العاهات و الآفات و الأمراض الشديدة و الأسقام المزمنة و جميع أنواع البلاء و الحوادث و تصرف قلبي عن الحرام و تبغض إلي معاصيك و تحبب إلي الحلال و تفتح إلي أبوابه و تثبت نيتي و فعلي عليه و تمد في عمري و تغلق أبواب المحن عني و لا تسلبني ما مننت به علي و لا تسترد شيئا مما أحسنت به إلي و لا تنزع مني النعم التي أنعمت بها علي و تزيد فيما خولتني و تضاعفه أضعافا مضاعفة و ترزقني مالا كثيرا واسعا سائغا هنيئا ناميا وافيا و عزا باقيا كافيا و جاها عريضا منيعا و نعمة سابغة عامة و تغنيني بذلك عن المطالب المنكدة و الموارد الصعبة و تخلصني منها معافا في ديني و نفسي و ولدي و ما أعطيتني و منحتني تحفظ علي مالي و جميع ما خولتني و تقبض عني أيدي الجبابرة و تردني إلى وطني و تبلغني نهاية أملي في دنياي و آخرتي و تجعل عاقبة أمري محمودة حسنة سليمة و تجعلني رحيب الصدر واسع الحال حسن الخلق بعيدا من البخل و المنع و النفاق و الكذب و البهت و قول الزور و ترسخ في قلبي محبة محمد و آل محمد و شيعتهم
و تحرسني يا رب في نفسي و أهلي و مالي و ولدي و أهل حزانتي و إخواني و أهل مودتي و ذريتي برحمتك و جودك اللهم هذه حاجاتي عندك و قد استكثرتها للؤمي و شحي و هي عندك صغيرة حقيرة و عليك سهلة يسيرة فأسألك بجاه محمد و آل محمد عليه و عليهم السلام عندك و بحقهم عليك و بما أوجبت لهم و بسائر أنبيائك و رسلك و أصفيائك و أوليائك المخلصين من عبادك و باسمك الأعظم الأعظم لما قضيتها كلها و أسعفتني بها و لم تخيب أملي و رجائي و شفع صاحب هذا القبر في يا سيدي يا ولي الله يا أمين الله أسألك أن تشفع لي إلى الله عز و جل في هذه الحاجات كلها بحق آبائك الطاهرين و بحق أولادك المنتجبين فإن لك عند الله تقدست أسماؤه المنزلة الشريفة و المرتبة الجليلة و الجاه العريض اللهم لو عرفت من هو أوجه عندك من هذا الإمام و من آبائه و أبنائه الطاهرين عليه السلام و الصلاة لجعلتهم شفعائي و قدمتهم أمام حاجتي و طلباتي هذه فاسمع مني و استجب لي و افعل بي ما أنت أهله يا أرحم الراحمين اللهم و ما قصرت عنه مسألتي و لم تبلغه فطنتي من صالح ديني و دنياي و آخرتي فامنن به علي و احفظني و احرسني و هب لي و اغفر لي و من أرادني بسوء أو مكروه من شيطان مريد أو سلطان عنيد أو مخالف في دين أو منازع في دنيا أو حاسد علي نعمة أو ظالم أو باغ فاقبض عني يده و اصرف عني كيده و اشغله بنفسه و اكفني شره و شر أتباعه و شياطينه و أجرني من كل ما يضرني و يجحف بي و أعطني جميع الخير كله مما أعلم و مما لا أعلم اللهم صل على محمد و آل محمد و اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ و لإخواني و أخواتي و أعمامي و عماتي و أخوالي و خالاتي و أجدادي و جداتي و أولادهم و ذراريهم و أزواجي و ذرياتي و أقربائي و أصدقائي و جيراني و إخواني فيك من أهل الشرق و الغرب و لجميع أهل مودتي من المؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات و لجميع من علمني خيرا أو تعلم مني علما اللهم أشركهم في صالح دعائي و زيارتي لمشهد حجتك و وليك و أشركني في صالح أدعيتهم برحمتك يا أرحم الراحمين و بلغ وليك منهم السلام و السلام عليك و رحمة الله و بركاته يا سيدي و مولاي يا فلان بن فلان صلى الله عليك و على روحك و بدنك أنت وسيلتي إلى الله و ذريعتي إليه و لي حق موالاتي و تأميلي فكن شفيعي إلى الله عز و جل في الوقوف على قصتي هذه و صرفي عن موقفي هذا بالنجح و بما سألته كله برحمته و قدرته اللهم ارزقني عقلا كاملا و لبا راجحا و عزا باقيا و قلبا زكيا و عملا كثيرا و أدبا بارعا و اجعل ذلك كله لي و لا تجعله علي برحمتك يا أرحم الراحمين
و يستحب أن يدعى بهذا الدعاء أيضا عقيب الزيارة لهم ع
اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك و حجبت دعائي عنك و حالت بيني و بينك فأسألك أن تقبل علي بوجهك الكريم و تنشر علي رحمتك و تنزل علي بركاتك و إن كانت قد منعت أن ترفع لي إليك صوتا أو تغفر لي ذنبا أو تتجاوز عن خطيئة مهلكة فها أنا ذا مستجير بكرم وجهك و عز جلالك متوسل إليك متقرب إليك بأحب خلقك إليك و أكرمهم عليك و أولاهم بك و أطوعهم لك و أعظمهم منزلة و مكانا عندك محمد و بعترته الطاهرين الأئمة الهداة المهديين الذين فرضت على خلقك طاعتهم و أمرت بمودتهم و جعلتهم ولاة الأمر من بعد رسولك ص يا مذل كل جبار عنيد و يا معز المؤمنين بلغ مجهودي فهب لي نفسي الساعة و رحمة منك تمن بها علي يا أرحم الراحمين ثم قبل الضريح و مرغ خديك عليه و قل اللهم إن هذا مشهد لا يرجو من فاتته فيه رحمتك أن ينالها في غيره و لا أحد أشقى من امرئ قصده مؤملا فآب عنه خائبا اللهم إني أعوذ بك من شر الإياب و خيبة المنقلب و المناقشة عند الحساب و حاشاك يا رب أن تقرن طاعة وليك بطاعتك و موالاته بموالاتك و معصيته بمعصيتك ثم تؤيس زائره و المتحمل من بعد البلاد إلى قبره و عزتك لا ينعقد على ذلك ضميري إذ كانت القلوب إليك بالجميل تشير ثم صل صلاة الزيارة فإذا أردت الوداع و الانصراف فقل السلام عليك يا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة سلام مودع لا سئم و لا قال و رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
أقول و ساق الوداع إلى آخر ما مر في الجامعة الثانية
و قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب المزار يستحب أن يدعى بهذا الدعاء عقيب الزيارة لهم ع و هو اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك و ساق إلى قوله إليك بالجميل تشير ثم قال ثم قل يا ولي الله إن بيني و بين الله عز و جل ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاك فبحق من ائتمنك على سره و استرعاك أمر خلقه و قرن طاعتك بطاعته و موالاتك بموالاته تول صلاح حالي مع الله عز و جل و اجعل حظي من زيارتك تخليطي بخالصي زوارك الذين تسأل الله عز و جل في عتق رقابهم و ترغب إليه في حسن ثوابهم و ها أنا اليوم بقبرك لائذ و بحسن دفاعك عني عائذ فتلافني يا مولاي و أدركني و اسأل الله عز و جل في أمري فإن لك عند الله مقاما كريما و جاها عظيما صلى الله عليك و سلم تسليما
ثم قال رحمه الله في الكتاب المذكور دعاء آخر يدعى به عقيب الزيارة لسائر الأئمة ع و هو
اللهم إني زرت هذا الإمام مقرا بإمامته و ساق الدعاء إلى قوله و لا تجعله علي برحمتك يا أرحم الراحمين
أقول و رأيت أيضا في بعض مؤلفات أصحابنا دعاء آخر يستحب أن يدعى به عقيب زيارة أمير المؤمنين أو أحد الأئمة ع و هو اللهم بمحل هذا السيد من طاعتك و ساق إلى قوله إنك ذو فضل عظيم و السلام عليك و رحمة الله و بركاته أقول فإذا دعا الزائر لكل إمام عقيب أي زيارة كانت بكل من هذه الأدعية كان حسنا. بيان قوله و إخفاق الأوبة يقال طلب حاجة فأخفق أي لم يدركها قوله ما نتغول قال في النهاية المغاولة المبادرة في السير و في بعض النسخ ما نتوغل فيه و هو أظهر قال الفيروزآبادي وغل في الشيء يغل وغولا دخل و توارى أو بعد و ذهب و أوغل في البلاد و العلم ذهب و بالغ و أبعد كتوغل. قوله مستغزر ما نروح في أكثر النسخ بتقديم المعجمة على المهملة قال الفيروزآبادي المستغزر الذي يطلب أكثر مما يعطي و في بعضها بالعكس و لعله من غزر الشيء في الشيء أي إخفاؤه فيه و الأول أظهر أي المطالب الكثيرة و قال الجوهري غض منه يغض بالضم أي وضع و نقص من قدره. و يقال بخسه حقه كمنعه نقصه و العقوة ما حول الدار و المحلة و يقال سمته خسفا إذا أوليته إياه و أوردته عليه و الثلمة بالضم فرجة المكسور و المهدوم و الثلم محركة أن ينثلم حرف الوادي و قال الجزري فيه و أقام أوده بثقافه الثقاف ما يقوم به الرماح يريد أنه سوى عوج المسلمين و قال الفيروزآبادي أرهج أثار الغبار و قال النقع الغبار. قوله و أنحوا بالحاء المهملة يقال أنحى عليه ضربا إذا أقبل و أنحى له السلاح ضربه بها ذكره الفيروزآبادي و شحنه و أشحنه ملأه و أضب فلانا لزمه فلم يفارقه و عليه أمسك قوله و أكبوا يقال أكب عليه إذا أقبل و لزم و في بعض النسخ و ألبوا يقال ألب علي كذا إذا لم يفارقه و الاختطاف استلاب الشيء و أخذه بسرعة أي اغتنموا غفلة الناس و أخذوها لتحصيل مرادهم. و قوله و خيانة الأمانة المعروضة فيه إشارة إلى ما ورد في الأخبار في قوله تعالى إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ الآية أن الأمانة هي الخلافة و الإنسان الذي حملها هو أبو بكر قوله ع ذو الشقاق و العزة إشارة إلى قوله تعالى بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَ شِقاقٍ و العزة استكبار عن الحق و الشقاق المخالفة لله و لرسوله و اهتضمه ظلمه و غصبه و أصلت السيف جرده من غمده. قوله ع مقذعة أسنتها في بعض النسخ بالدال المهملة و في بعضها بالمعجمة قال الفيروزآبادي قدعه كمنعه كفه كأقدعه و الشيء أمضاه و قال قذعه كمنعه رماه بالفحش و سوء القول كأقذعه و بالعصا ضربه و في المزار الكبير مشرعة و هو الظاهر. قوله و عقت من العقوق خلاف البر و لا يبعد أن يكون في الأصل عنفت من التعنيف و السورة السطوة و الاعتداء و يمكن أن يكون تصحيف السوءة و يوم الحرة مشهور و قد سبق ذكره في أحوال سيد الساجدين ع و قال الفيروزآبادي الشأفة قرحة تخرج في أصل القدم فتكوى فتذهب و إذا قطعت مات صاحبها و الأصل و استأصل الله شأفته أذهبه كما تذهب تلك القرحة أو معناه أزاله من أصله انتهى. قوله معرقة من أعرق الشجرة إذا اشتدت عروقه في الأرض و في بعض النسخ بالغين المعجمة على بناء المفعول و أشرعت الرمح نحوه سددت قوله مولغة من ولوغ الكلب يقال أولغ الرجل الكلب إذا حمله على الولوغ قال الشاعر
ما مر يوم إلا و عندهما لحم رجال أو يولغان دما
. و الجنازة بالكسر و قد يفتح و قيل بالكسر الميت و بالفتح السرير. قوله شكت قال الجزري فيه إن رجلا دخل بيته فوجد حية فشكها بالرمح أي خرقها فانتظمها به انتهى و في بعض النسخ بالسين المهملة و السك تضبيب الباب بالحديد و العراء الفضاء لا يستر فيه بشيء و القناة الرمح و الكبل القيد و كبله حبسه في سجن أو غيره و الرض الدق و الشمل الاجتماع و العباديد الفرق من الناس و الخيل الذاهبون في كل وجه و القوارع الدواهي. قوله ثم اجعل القبر بينك و بين القبلة أي قف خلف القبر مستقبلا للقبلة قوله نجاتي أي أطلبها و عطفه على الأمور بعيد و كذا ما بعده و قال الجوهري نكد عيشهم اشتد و رجل نكد أي عسر و ناكده فلان و هما يتناكدان إذا تعاسرا و اللؤم بالضم مهموزا الشح و يقال أجحف به إذا ذهب به و يطلق على الضرر العظيم و يقال برع أي فاق أصحابه في العلم و غيره أو تم في كل فضيلة و جمال
الزيارة السادسة رواها السيد رضي الله عنه أيضا في مصباح الزائر و قد مرت بأسانيد قال يروى عن الباقر صلوات الله عليه أنه قال ما قالها أحد من شيعتنا عند قبر أمير المؤمنين أو أحد من الأئمة ع إلا وقع في درج نور و طبع عليه بطابع محمد ص حتى يسلم إلى القائم ع فيلقى صاحبه بالبشرى و التحية و الكرامة و هذه الزيارة السلام عليك يا أمين الله في أرضه و حجته على عباده السلام عليك يا مولاي أشهد أنك جاهدت في الله حق جهاده و عملت بكتابه و اتبعت سنن نبيه ص حتى دعاك الله إلى جواره و قبضك إليه باختياره و ألزم أعداءك الحجة مع ما لك من الحجج البالغة على جميع خلقه اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك راضية بقضائك مولعة بذكرك و دعائك محبة لصفوة أوليائك محبوبة في أرضك و سمائك صابرة على نزول بلائك مشتاقة إلى فرحة لقائك متزودة التقوى ليوم جزائك مستنة بسنن أوليائك مفارقة لأخلاق أعدائك مشغولة عن الدنيا بحمدك و ثنائك ثم يضع خده على القبر و يقول اللهم إن قلوب المخبتين إليك والهة و سبل الراغبين إليك شارعة و أعلام القاصدين إليك واضحة و أفئدة العارفين منك فازعة و أصوات الداعين إليك صاعدة و أبواب الإجابة لهم مفتحة و دعوة من ناجاك مستجابة و توبة من أناب إليك مقبولة و عبرة من بكى من خوفك مرحومة و الإعانة لمن استعان بك موجودة و الإغاثة لمن استغاث بك مبذولة و عداتك لعبادك منجزة و زلل من استقالك مقالة و أعمال العاملين لديك محفوظة و أرزاقك من لدنك إلى الخلائق نازلة و عوائد المزيد إليهم واصلة و ذنوب المستغفرين مغفورة و حوائج خلقك عندك مقضية و جوائز السائلين عندك موفرة و عوائد المزيد متواترة و موائد المستطعمين معدة و مناهل الظماء مترعة اللهم فاستجب دعائي و اقبل ثنائي و اجمع بيني و بين أوليائي بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إنك ولي نعمائي و منتها مناي و غاية رجائي في منقلبي و مثواي
الزيارة السابعة قال السيد ره هي مروية عن أبي الحسن الثالث صلوات الله عليه تستأذن بما قدمناه في زيارة صاحب الأمر ع ثم تدخل مقدما رجلك اليمنى على اليسرى و تقول بسم الله و بالله و على ملة رسول الله ص أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم تسليما ثم تستقبل الضريح بوجهك و تجعل القبلة خلفك و تكبر الله مائة تكبيرة و تقول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه و شهدت له ملائكته و أولو العلم من خلقه لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ و أشهد أن محمدا عبده المنتجب و رسوله المرتضى أرسله بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ اللهم اجعل أفضل صلواتك و أكملها و أنمى بركاتك و أعمها و أزكى تحياتك و أتمها على سيدنا محمد عبدك و رسولك و نجيك و وليك و رضيك و صفيك و خيرتك و خاصتك و خالصتك و أمينك الشاهد لك و الدال عليك و الصادع بأمرك و الناصح لك المجاهد في سبيلك و الذاب عن دينك و الموضح لبراهينك و المهدي إلى طاعتك و المرشد إلى مرضاتك و الواعي لوحيك و الحافظ لعهدك و الماضي على إنفاذ أمرك المؤيد بالنور المضيء و المسدد بالأمر المرضي المعصوم من كل خطإ و زلل المنزه من كل دنس و خطل و المبعوث بخير الأديان و الملل مقوم الميل و العوج و مقيم البينات و الحجج المخصوص بظهور الفلج و إيضاح المنهج المظهر من توحيدك ما استتر و المحيي من عبادتك ما دثر و الخاتم لما سبق و الفاتح لما انغلق المجتبى من خلائقك و المعتام لكشف حقائقك و الموضحة به أشراط الهدى و المجلو به غربيب العمى دامغ جيشات الأباطيل و دافع صولات الأضاليل المختار من طينة الكرم و سلالة المجد الأقدم و مغرس الفخار المعرق و فرع العلاء المثمر المورق المنتجب من شجرة الأصفياء و مشكاة الضياء و ذوابة العلياء و سره البطحاء بعيثك بالحق و برهانك على جميع الخلق خاتم أنبيائك و حجتك البالغة في أرضك و سمائك اللهم صل عليه صلاة ينغمر في جنب انتفاعه بها قدر الانتفاع و يحوز من بركة التعلق بسببها ما يفوق قدر المتعلقين بسببه و زده بعد ذلك به من الإكرام و الإجلال ما يتقاصر عنه فسيح الآمال حتى يعلو من كرمك أعلى محال المراتب و يرقى من نعمك أسنى منازل المواهب و خذ له اللهم بحقه و واجبه من ظالميه و ظالمي الصفوة من أقاربه اللهم و صل على وليك و ديان دينك و القائم بالقسط من بعد نبيك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و إمام المتقين و سيد الوصيين و يعسوب الدين و قائد الغر المحجلين و قبلة العارفين و علم المهتدين و عروتك الوثقى و حبلك المتين و خليفة رسولك على الناس أجمعين و وصيه في الدنيا و الدين الصديق الأكبر في الأنام و الفاروق الأزهر بين الحلال و الحرام ناصر الإسلام و مكسر الأصنام معز الدين و حاميه و واقي الرسول و كافيه المخصوص بمواخاته يوم الإخاء و من هو منه بمنزلة هارون من موسى خامس أصحاب الكساء و بعل سيدة النساء المؤثر بالقوت بعد ضر الطوى و المشكور سعيه في هل أتى مصباح الهدى و مأوى التقى و محل الحجى و طود النهى الداعي إلى المحجة العظمى و الظاعن إلى الغاية القصوى و السامي إلى المجد و العلى و العالم بالتأويل و الذكرى الذي أخدمته خواص
ملائكتك بالطاس و المنديل حتى توضأ و رددت عليه الشمس بعد دنو غروبها حتى أدى في أول الوقت لك فرضا و أطعمته من طعام أهل الجنة حين منح المقداد قرضا و باهيت به خواص ملائكتك إذ شرى نفسه ابتغاء مرضاتك لترضى و جعلت ولايته إحدى فرائضك فالشقي من أقر ببعض و أنكر بعضا عنصر الأبرار و معدن الفخار و قسيم الجنة و النار صاحب الأعراف و أبي الأئمة الأشراف المظلوم المغتصب و الصابر المحتسب و الموتور في نفسه و عترته المقصود في رهطه و أعزته صلاة لا انقطاع لمزيدها و لا اتضاع لمشيدها اللهم ألبسه حلل الإنعام و توجه تاج الإكرام و ارفعه إلى أعلى مرتبة و مقام حتى يلحق نبيك عليه و على آله السلام و احكم له اللهم على ظالميه إنك العدل فيما تقضيه اللهم و صل على الطاهرة البتول الزهراء ابنة الرسول أم الأئمة الهادين سيدة نساء العالمين وارثة خير الأنبياء و قرينة خير الأوصياء القادمة عليك متألمة من مصابها بأبيها متظلمة مما حل بها من غاصبيها ساخطة على أمة لم ترع حقك في نصرتها بدليل دفنها ليلا في حفرتها المغتصبة حقها و المغصصة بريقها صلاة لا غاية لأمدها و لا نهاية لمددها و لا انقضاء لعددها اللهم فتكفل لها عن مكاره دار الفناء في دار البقاء بأنفس الأعواض و أنلها ممن عاندها نهاية الآمال و غاية الأغراض حتى لا يبقى لها ولي ساخط لسخطها إلا و هو راض إنك أعز من أجار المظلومين و أعدل قاض اللهم ألحقها في الإكرام ببعلها و أبيها و خذ لها الحق من ظالميها اللهم و صل على الأئمة الراشدين و القادة الهادين و السادة المعصومين و الأتقياء الأبرار مأوى السكينة و الوقار و خزان العلم و منتهى الحلم و الفخار ساسة العباد و أركان البلاد و أدلة الرشاد الألباء الأمجاد العلماء بشرعك الزهاد و مصابيح الظلم و ينابيع الحكم و أولياء النعم و عصم الأمم قرناء التنزيل و آياته و أمناء التأويل و ولاته و تراجمة الوحي و دلالاته أئمة الهدى و منار الدجى و أعلام التقى و كهوف الورى و حفظة الإسلام و حججك على جميع الأنام الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة و سبطي نبي الرحمة و علي بن الحسين السجاد زين العابدين و محمد بن علي باقر علم الدين و جعفر بن محمد الصادق الأمين و موسى بن جعفر الكاظم الحليم و علي بن موسى الرضا الوفي و محمد بن علي البر التقي و علي بن محمد المنتجب الزكي و الحسن بن علي الهادي الرضي و الحجة بن الحسن صاحب العصر و الزمان وصي الأوصياء و بقية الأنبياء المستتر عن خلقك و المؤمل لإظهار حقك المهدي المنتظر و القائم الذي به ينتصر اللهم صل عليهم أجمعين صلاة باقية في العالمين تبلغهم بها أفضل محل المكرمين اللهم ألحقهم في الإكرام بجدهم و أبيهم و خذ لهم الحق من ظالميهم أشهد يا مولاي أنكم المطيعون لله القوامون بأمره العاملون بإرادته الفائزون بكرامته اصطفاكم بعلمه و اجتباكم لغيبه و اختاركم بسره و أعزكم بهداه و خصكم ببراهينه و أيدكم بروحه و رضيكم خلفاء في أرضه و دعاة إلى حقه و شهداء على خلقه و أنصارا لدينه و حججا على بريته و تراجمة لوحيه و خزنة لعلمه و مستودعا لحكمته عصمكم الله من الذنوب و برأكم من العيوب و ائتمنكم على الغيوب زرتكم يا موالي عارفا بحقكم مستبصرا بشأنكم مهتديا بهداكم مقتفيا لأثركم متبعا لسنتكم متمسكا بولايتكم معتصما بحبلكم مطيعا لأمركم مواليا لأوليائكم معاديا لأعدائكم عالما بأن الحق فيكم و معكم متوسلا إلى الله بكم مستشفعا إليه بجاهكم و حق عليه أن لا يخيب سائله و الراجي
ما عنده لزواركم المطيعين لأمركم اللهم فكما وفقتني للإيمان بنبيك و التصديق لدعوته و مننت علي بطاعته و اتباع ملته و هديتني إلى معرفته و معرفة الأئمة من ذريته و أكملت بمعرفتهم الإيمان و قبلت بولايتهم و طاعتهم الأعمال و استعبدت بالصلاة عليهم عبادك و جعلتهم مفتاحا للدعاء و سببا للإجابة فصل عليهم أجمعين و اجعلني بهم عندك وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ اللهم اجعل ذنوبنا بهم مغفورة و عيوبنا مستورة و فرائضنا مشكورة و نوافلنا مبرورة و قلوبنا بذكرك معمورة و أنفسنا بطاعتك مسرورة و جوارحنا على خدمتك مقهورة و أسماءنا في خواصك مشهورة و أرزاقنا من لدنك مدرورة و حوائجنا لديك ميسورة برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم أنجز لهم وعدك و طهر بسيف قائمهم أرضك و أقم به حدودك المعطلة و أحكامك المهملة و المبدلة و أحي به القلوب الميتة و اجمع به الأهواء المتفرقة و اجل به صداء الجور عن طريقتك حتى يظهر الحق على يديه في أحسن صورته و يهلك الباطل و أهله بنور دولته و لا يستخفي لشيء من الحق مخافة أحد من الخلق اللهم عجل فرجهم و أظهر فلجهم و اسلك بنا منهجهم و أمتنا على ولايتهم و احشرنا في زمرتهم و تحت لوائهم و أوردنا حوضهم و اسقنا بكأسهم و لا تفرق بيننا و بينهم و لا تحرمنا شفاعتهم حتى نظفر بعفوك و غفرانك و نصير إلى رحمتك و رضوانك إله الحق رب العالمين يا قريب الرحمة من المؤمنين و نحن أولئك حقا لا ارتيابا يا من إذا أوحشنا التعرض لغضبه آنسنا حسن الظن به فنحن واثقون بين رغبة و رهبة ارتقابا قد أقبلنا لعفوك و مغفرتك طلابا فأذللنا لقدرتك و عزتك رقابا فصل على محمد و آل محمد الطاهرين و اجعل دعاءنا بهم مستجابا و ولاءنا لهم من النار حجابا اللهم بصرنا قصد السبيل لنعتمده و مورد الرشد لنرده و بدل خطايانا صوابا و لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً يا من تسمى جوده و كرمه وهابا و آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ إن حقت علينا اكتسابا برحمتك يا أرحم الراحمين ثم تعود و تقف على الضريح و تقول يا ولي الله إن بيني و بين الله عز و جل ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاه فبحق من ائتمنك على سره و استرعاك أمر خلقه و قرن طاعتك بطاعته و موالاتك بموالاته تول صلاح حالي مع الله عز و جل و اجعل حظي من زيارتك تخليطي بخالصي زوارك الذين تسأل الله عز و جل في عتق رقابهم و ترغب إليهم في حسن ثوابهم و ها أنا اليوم بقبرك لائذ و بحسن دفاعك عني عائذ فتلافني يا مولاي و أدركني و اسأل الله عز و جل في أمري فإن لك عند الله مقاما كريما صلى الله عليك و سلم تسليما ثم قبل الضريح و توجه إلى القبلة و ارفع يديك و قل اللهم إنك لما فرضت علي طاعته و أكرمتني بموالاته علمت أن ذلك لجليل مرتبته عندك و نفيس حظه لديك و لقرب منزلته منك فلذلك لذت بقبره لواذ من يعلم أنك لا ترد له شفاعة فبقديم علمك فيه و حسن رضاك عنه ارض عني و عن والدي و لا تجعل للنار علي سبيلا و لا سلطانا برحمتك يا أرحم الراحمين ثم تتحول من موضعك و تقف وراء القبر فاجعله بين يديك و ارفع يديك و قل اللهم لو وجدت شفيعا أقرب إليك من محمد و أهل بيته الأخيار الأتقياء الأبرار عليه و عليهم السلام لاستشفعت بهم إليك و هذا قبر ولي من أوليائك
و سيد من أصفيائك و من فرضت على الخلق طاعته قد جعلته بين يدي أسألك يا رب بحرمته عندك و بحقه عليك لما نظرت إلي نظرة رحيمة من نظراتك تلم بها شعثي و تصلح بها حالي في الدنيا و الآخرة فإنك على كل شيء قدير اللهم إن ذنوبي لما فاتت العدد و جازت الأمد علمت أن شفاعة كل شافع دون أوليائك تقصر عنها فوصلت المسير من بلدي قاصدا وليك بالبشرى و متعلقا منه بالعروة الوثقى و ها أنا يا مولاي قد استشفعت به إليك و أقسمت به عليك فارحم غربتي و اقبل توبتي اللهم إني لا أعول على صالحة سلفت مني و لا أثق بحسنة تقوم بالحجة عني و لو أني قدمت حسنات جميع خلقك ثم خالفت طاعة أوليائك لكانت تلك الحسنات مزعجة لي عن جوارك غير حائلة بيني و بين نارك فلذلك علمت أن أفضل طاعتك طاعة أوليائك اللهم ارحم توجهي بمن توجهت به إليك فلقد علمت أني غير واجد أعظم مقدار منهم لمكانهم منك يا أرحم الراحمين اللهم إنك بالإنعام موصوف و وليك بالشفاعة لمن أتاه معروف فإذا شفع في متفضلا كان وجهك علي مقبلا و إذا كان وجهك علي مقبلا أصبت من الجنة منزلا اللهم فكما أتوسل به إليك أن تمن علي بالرضا و النعم اللهم أرضه عنا و لا تسخطه علينا و اهدنا به و لا تضلنا فيه و اجعلنا فيه على السبيل الذي تختاره و أضف طاعتي إلى خالص نيتي في تحيتي يا أرحم الراحمين اللهم صل على خيار خلقك محمد و آله كما انتجبتهم على العالمين و اخترتهم على علم من الأولين اللهم و صل على حجتك و صفوتك من بريتك التالي لنبيك المقيم لأمرك علي بن أبي طالب و صل على فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين و صل على الحسن و الحسين شنفي عرشك و دليلي خلقك عليك و دعاتهم إليك اللهم و صل على علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و الخلف الصالح الباقي مصابيح الظلام و حججك على جميع الأنام خزنة العلم أن يعدم و حماة الدين أن يسقم صلاة يكون الجزاء عليها أتم رضوانك و نوامي بركاتك و كرائم إحسانك اللهم العن أعداءهم من الجن و الإنس أجمعين و ضاعف عليهم العذاب الأليم و السلام عليك و رحمة الله و بركاته ثم تدعو هاهنا بدعاء العهد المأمور به في حال الغيبة و قد تقدم في زيارة القائم ع ثم تقول أيضا اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك راضية بقضائك مولعة بذكرك و دعائك محبة لصفوة أوليائك محبوبة في أرضك و سمائك صابرة على نزول بلائك مشتاقة إلى فرحة لقائك متزودة التقوى ليوم جزائك مستسنة بسنن أوليائك مفارقة لأخلاق أعدائك مشغولة عن الدنيا بحمدك و ثنائك
توضيح قال الجزري اعتام الشيء يعتامه اختاره و قال الغربيب الشديد السواد و قال في حديث علي ع في صفة النبي ص دامغ جيشات الأباطيل هي جمع جيشة و هي مرة من جاش إذا ارتفع انتهى و الأضاليل جمع الأضلولة و هي ضد الهدى و السلالة بالضم ما انسل من الشيء و الذؤابة بالضم مهموزة من العز و الشرف و كل شيء أعلاه. و العلياء بالفتح السماء و رأس الجبل و المكان العالي و كل ما علا من شيء كل ذلك ذكره الفيروزآبادي. قوله ع و سرة البطحاء أي أشرف من نشأ ببطحاء مكة فإن السرة في وسط الإنسان و خير الأمور أوسطها و الطوى خلاء البطن و الجوع و الطود بالفتح الجبل العظيم و الظاعن السائر و بالطاء المهملة في هذا المقام أنسب كما في بعض النسخ يقال طعن في السن أي كبر و طعن في المفازة ذهب كثيرا. قوله المقصود في رهطه أي الذي يقصده الناس لكشف مشكلاتهم من بين رهطه أو يقصده رهطه و لعله تصحيف المقهور و الألباء جمع اللبيب و هو العاقل و صدأ الحديد بالتحريك وسخه الذي يعلوه و الشنف من حلي الأذن و ما يعلق في أعلاها. قوله أن يعدم كلمة أن تحتمل أن تكون بالكسر أي هم يخزنون العلم إذا عدم بين الناس و ارتفع أو بالفتح بتضمين أي يحرسونه من الانعدام أو بتقدير أي كراهة أن يعدم كما قيل في قوله تعالى أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ و مثله كثير في القرآن و هذا أظهر و كذا الاحتمالان جاريان في الفقرة الأخير مع ظهور الأخير أقول قال مؤلف المزار الكبير زيارة جامعة لسائر المشاهد على أصحابها أفضل السلام أملاها علينا الشريف الجليل العالم أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة أدام الله عزه من فلق فيه قال إذا أردت زيارة أحد من الأئمة عليهم الصلاة و السلام فقف على بابه و قل اللهم إني قد وقفت على باب بيت من بيوت نبيك أقول ثم ذكر دعاء الاستئذان الذي مر مرارا ثم ذكر الزيارة المتقدمة كما أورده السيد إلى قوله إن حقت علينا اكتسابا برحمتك يا أرحم الراحمين و أنت حسبنا وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ ثم ذكر الوداع كما مر في الجامعة الثانية و رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا أنه ذكر عن ابن عياش أنه يستحب بعد زيارة كل إمام أن يصلي صلاة الزيارة ثم يعود و يقف على الضريح و يقول يا ولي الله إن بيني و بين الله عز و جل ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاك و ساق مثل ما مر إلى قوله و ضاعف عليهم العذاب الأليم و السلام عليك و رحمة الله و بركاته أقول فظهر أن ما أورده السيد ره ليس رواية واحدة بل ألف بين الروايات
الزيارة الثامنة ذكرها السيد ره و قال إنها من كلام الرضا ع و ظني أنه ره ألفه من الخبر الذي رواه عبد العزيز بن مسلم عن الرضا ع في فضل الإمام و صفاته و قد قدمنا ذكره في كتاب الإمامة و لكن لم يؤلفه كما ينبغي قال رضي الله عنه إذا أردت زيارة أحدهم ع فقف على ضريحه و قل السلام على القائمين مقام الأنبياء الوارثين علوم الأصفياء السلام على خلفاء الله و خلفاء رسوله السلام عليكم يا من هم زمام الدين و نظام المسلمين و صلاح الدنيا و عدة المؤمنين السلام عليكم يا أصل الإسلام النامي و فرعه السامي السلام عليكم يا من بهم تمام الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الجهاد و توفر الفيء و الصدقات و إمضاء الحدود المسميات و الأحكام المبينات السلام عليكم يا من بهم تمنع الثغور و الأطراف و تجري أمور الخلق بإمامتهم على القصد و الإنصاف السلام عليكم أيها المحللون حلال الله و المحرمون حرام الله و المقيمون حدود الله و الذابون عن دين الله و الداعون إلى سبيل الله بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ و الحجة البالغة السلام عليكم يا من فضلهم كالشمس المضيئة الطالعة المجللة بنورها العالم و هي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي و الأبصار السلام عليكم أيها البدور المنيرة و السرج الزاهرة و الأنوار الساطعة و النجوم الهادية في غياهب الدجا و طرق البلد القفر و لجج البحار السلام عليكم يا من حبهم كالماء العذب على الظماء و الغذاء المريء النافع على الطوى الدالون على الهدى و المنجون من الردى و النار على اليفاع لمن اهتدى و اصطلى السلام على الأدلاء في المهالك المفارق لهم هالك و اللازم لهم لاحق السلام على من علومهم كالسحاب الهاطل و الغيث الماطر و السماء الظليلة و الأرض البسيطة و العين الغزيرة و الغدير و الروضة السلام عليكم يا من هم كالأمين الرفيق و الوالد الشفيق و الأم البرة بالولد الصغير السلام عليكم يا فرج العباد في الداهية و حجتهم الواضحة الشافية السلام عليكم يا أمناء الله في خلقه و حجته على عباده و خلفاءه في أرضه السلام عليكم أيها الدعاة إلى الله الذابون عن حريم الله السلام على المطهرين من الذنوب المبرءين من العيوب السلام على المخصوصين بالعلم المهموم و الحلم المعلوم و الفضل كله و أهل الخير و البذل السلام عليكم يا نظام الدين و عز المسلمين و غيظ المنافقين و بوار الكافرين السلام على من لا يدانيهم في فضلهم أحد و لا يوجد في ولايتهم بدل السلام على السادة الميامين و من عجزت عن ذكر فضلهم البلغاء و قصرت عن إدراكهم الفصحاء و تحيرت في نعت فضلهم الخطباء و لم تنته إليه الحكماء و تصاغرت عن قدرهم العظماء السلام على من هم كالنجوم من يد المتناول السلام على العلماء الذين لا يجهلون و الدعاة الذين لا ينكلون السلام على معدن القدس و الطهارة و النسك و الزهادة و العلم و العبادة السلام على المخصوصين بدعوة الرسول و نسل الطهر البتول السلام على من لا يسبقهم أحد في نسب و لا يدانيهم في حسب البيت من قريش و الذروة من هاشم و العترة من الرسول ص و الرضا من الله عز و جل
شرف الأشراف و الفرع من بني عبد مناف السلام على المصطفين بالإمامة العلماء بالسياسة المفترضين الطاعة السلام على من اختارهم الله تعالى للإمامة و شرح صدورهم لذلك و أودع قلوبهم ينابيع الحكمة فلم يعيوا بجواب و لم يقصروا عن صواب السلام عليكم أيها السادة المعصومون المؤيدون الموفقون المسددون السلام عليكم يا من أمنوا العثار و الزلل و الخطأ و الخطل الشهداء على الخلق و الأمناء على الحق السلام عليكم و على آبائكم الأكرمين الذين آتاهم الله فضله و هدى بهم سبله و أوضح بهم من الدين منهجه و افتتح بهم مقفله و مرتجه ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ و رحمة الله و بركاته ثم قبل الضريح و صل صلاة الزيارة و ما بدا لك من الصلوات ثم ادع الله بما أحببت و قل يا شامخا في بعده يا رءوفا في رحمته يا مخرج النبات يا محيي الأموات يا ظهر اللاجين يا جار المستجيرين يا أسمع السامعين يا أبصر الناظرين يا صريخ المستصرخين يا عماد من لا عماد له يا سند من لا سند له يا ذخر من لا ذخر له يا حرز الضعفاء يا كنز الفقراء يا عظيم الرجاء يا منقذ الغرقى يا محيي الموتى يا أمان الخائفين يا إله العالمين يا صانع كل مصنوع يا جابر كل كسير يا صاحب كل غريب يا مونس كل وحيد يا قريبا غير بعيد يا شاهد كل غائب يا غالبا غير مغلوب يا حي حين لا حي يا محيي الموتى يا حي لا إله إلا أنت بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أنت القائم على كل نفس بما كسبت ثم ادع بما شئت ذكر الوداع تقف كوقوفك في الزيارة و تقول السلام عليكم يا أمناء الله في أرضه و حججه على خلقه و خزان علمه و موضع سره و باب نهيه و أمره و صراطه المستقيم سلام مودع لا سئم و لا قال و لا مال و رحمة الله و بركاته اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعل غدونا إليك مقرونا بالتوكل عليك و رواحنا عنك موصولا بالنجاح منك و دعاءنا لك مقرونا بحسن الإجابة و خضوعنا بين يديك داعيا إلى رحمتك و اعترافنا بذنوبنا شفيعا إلى عفوك و انقطاعنا إليك سببا إلى غفرانك و زيارتنا لأوليائك مشفوعة بالقبول منك و مرجعنا من هذا الحرم الشريف إلى خير مرجع إلى جناب ممرع و سعة و دعة و حفظ و أمان و سلامة شاملة للنفس و الأهل و المال و الولد و الدين و الإخوان اللهم لا تجعله آخر العهد منا لزيارة ساداتنا و أئمتنا المفروض علينا طاعتهم و معرفتهم و الرجوع إليهم و الكون معهم اللهم فاشهد بأنا قد أجبنا داعيك و لبينا مناديك و امتثلنا أمره و اقتفينا أثره اللهم فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ اللهم لا تجعله آخر العهد منا لزيارتهم و ذكرهم و الصلاة عليهم و ارزقنا ذلك أعواما كثيرة فإذا توفيتنا فاشهد بأنا سامعون مطيعون مؤمنون مصدقون غير مكذبين مقرون غير جاحدين و لأمرك مسلمون و بحبلك معتصمون و لأئمتنا طائعون و لأمرهم و حكمهم خاضعون لا مستكبرين و لا متكبرين و بما رضيت لنا راضون و لما أعطيتنا آخذون و لأنعمك شاكرون و زدنا من فضلك إلينا و ألهمنا شكرك لما أنعمت به علينا آمين رب العالمين و الصلاة و السلام عليكم أهل البيت إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ و رحمة الله و بركاته و تحياته ما هطل غمام و هتف حمام و تعاقبت الليالي و الأيام ثم ادع كثيرا و انصرف مرحوما إن شاء الله
بيان قوله الماء العذب على الظماء يحتمل أن يكون على فعال جمع ظامي و أن يكون مصدرا قال في النهاية الظمأ شدة العطش يقال ظمئت أظمأ ظماء فأنا ظامئ و قوم ظماء و الاسم الظموء انتهى و اليفاع ما ارتفع من الأرض و الاصطلاء افتعال من صلي النار و التسخن بها و الهطل المطر الضعيف الدائم و تتابع المطر المتفرق العظيم القطر. قوله و مرتجه على بناء المفعول من باب الإفعال و في بعض النسخ بتاءين قال الجوهري أرتجت الباب أغلقته و أرتج على القاري على ما لم يسم فاعله إذا لم يقدر على القراءة كأنه أطبق عليه كما يرتج الباب و كذلك ارتتج عليه و لا تقل ارتج عليه بالتشديد انتهى و الجناب الفناء و الناحية و يقال أمرع الوادي إذا كثر فيه الكلاء و يضرب به المثل لاتساع الأمر و الاستغناء
الزيارة التاسعة ذكرها السيد قدس الله روحه قال تقف على ضريح الإمام المزور صلوات عليه و تقول اللهم إني أسألك يا رافع السماوات المبنيات و يا ساطح الأرضين المدحوات و يا ممكن الجبال الراسيات يا مخرج النبات يا من لا تتشابه عليه الأصوات أن تبلغ اللهم سلامي إلى النور المخترع من الأنوار و المبتدع من شعاع عناصر الأبرار و مالك الجنة و النار محمد الرسول المختار سيد مضر و نزار و صاحب الفضائل و المناقب و الفخار و من انتجبه و اصطفاه عالم العلانية و الأسرار سلالة إبراهيم الخليل و عنصر الذبيح إسماعيل المخدوم بجبرئيل صاحب الآيات في الآفاق المحمول على البراق ص السلام على الإمام العادل و الصيب الهاطل صاحب المعجزات و الفضائل و البراهين و الدلائل السيد الحلاحل و البطل المنازل و اليعسوب للدين و من هو للأحكام فاصل و للركوع مواصل و للمارقة من الدين قاتل الإمام البطين الأصلع و البطل الأورع و الهمام المشفع الذي هو عن الشرك أنزع صاحب أحد و حنين و أبي شبر و شبير المهذب الأنساب الذي لم يلحقه عمه الجاهلية و لم يطعن في صميمه بشائبة مشاب حليف المحراب المكنى بأبي تراب المودع بأرض النجف العالي النسب و الشرف مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه مني أفضل السلام السلام على الطاهرة الحميدة و البرة النقية الرشيدة التقية من الأرجاس المبرأة من الأدناس الزاكية المفضلة على نساء العالمين السعيدة المطلوبة بالأحقاد المفجوعة بالأولاد الحورية الزهراء المهذبة من الخناء المشفعة يوم اللقاء ابنة نبيك و زوجة وليك و أم شهيدك فاطمة الانفطام مربية الأيتام العارفة بالشرائع و الأحكام عليها من وليها أفضل السلام السلام على الإمام المعصوم و السبط المظلوم و المضطهد المسموم بدر النجوم و المودع بالبقيع ذي الشرف الرفيع السيد الزكي و المهذب التقي أبي محمد الحسن بن علي ع السلام على الإمام القتيل و السيد النبيل الذي هو للرسول نجل و سليل و الذي طهره الجليل و الذي نطق بفضله التنزيل و ناغاه جبرئيل سيد كل قتيل الذي فنده أهل التحريف و التبديل الذين زخرفوا دينهم بالأباطيل و لم يفرقوا بين التحريم و التحليل أشباه أهل الفيل عليهم لعائن الله جيلا بعد جيل و قبيلا بعد قبيل قتيل الطغاة و جديل الغواة الظلمة البغاة المستودع بأرض كربلاء الذي صلت عليه و تولت دفنه ملائكة السماء الحسين بن علي ع السلام على النور الساطع و البرق اللامع و العالم البارع سليل النبوة و فطيم الوصية خدن التأويل و الزناد القادح و الضياء اللائح و المتجر الرابح و برج البروج ذي الثفنات راهب العرب السجاد زين العابدين البكاء علي بن الحسين ع السلام على الإمام الصادق المقال المتكرم المفضال المجيب عن كل سؤال المخبر عن الله بالأرزاق و الآجال الذي لا يعرف الكذب و لا الانتحال البعيد الشبيه و المثال الإمام المعصوم محمد بن علي باقر العلوم ع السلام على الإمام الصادق مبين المشكلات و مظهر الحقائق المفحم بحجته كل ناطق مخرس ألسنة أهل الجدال مسكن الشقاشق العليم عند أهل المغارب و المشارق جعفر بن محمد الصادق ع السلام على الإمام التقي و المخلص الصفي و النور الأحمدي و الشهاب المضي عروة الله الوثقى التي من تمسك بها نجا و من تخلف عنها هوى النور الأنور و الضياء الأزهر موسى بن جعفر ع السلام على الإمام الرضي و الشيخ العلوي المحكم في إمضاء حكمه في النفوس المستودع بأرض طوس علي بن موسى الرضا ع السلام على الباب الأقصد و الطريق الأرشد و العالم المؤيد ينبوع الحكم و مصباح الظلم سيد العرب و العجم الهادي إلى الرشاد الموفق بالتأييد و السداد محمد بن علي الجواد ع السلام على الإمام منحة الجبار المختار من المهديين الأبرار المخبر عما غبر من الأخبار الذي كان له القرآن دثارا و شعارا سيد الورى علي بن محمد المولود بالعسكر الذي حذر بمواعظه و أنذر ع السلام على الإمام المنزه عن المآثم المطهر من المظالم الحبر العالم الذي لم تأخذه في الله لومة لائم العالم بالأحكام المغيب ولده عن عيون الأنام البدر التمام التقي النقي الطاهر الزكي أبي محمد الحسن بن علي العسكري ع السلام على الإمام العالم الغائب عن الأبصار و الحاضر في الأمصار و الغائب عن العيون و الحاضر في الأفكار بقية الأخيار الوارث ذا الفقار الذي يظهر في بيت الله الحرام ذي الأستار و ينادي بشعار يا ثارات الحسين أنا
الطالب بالأوتار أنا قاصم كل جبار القائم المنتظر ابن الحسن عليه و آله أفضل السلام اللهم عجل فرجه و سهل مخرجه و أوسع منهجه و اجعلنا من أنصاره و أعوانه الذابين عنه المجاهدين في سبيله و المستشهدين بين يده اللهم صل على محمد و آل محمد و تقبل منا الأعمال و بلغنا برحمتك جميع الآمال و أفسح الآجال اللهم إنا نسألك الرضا و العفو عما مضى و التوفيق لما تحب و ترضى ثم تقبل التربة و تنصرف مغبوطا إن شاء الله
ق، ]كتاب العتيق الغروي[ مثله و في آخره ثم تقبل التربة و تنصرف بعد أن تصلي ركعتي الزيارة
توضيح قال الجوهري الصوب نزول المطر و الصيب السحاب ذو الصوب و الهاطل الماطر بالمطر المتتابع و الحلاحل بالضم السيد الشجاع أو الضخم الكثير المروة و الرزين في نجابة و البطل بالتحريك الشجاع تبطل جراحته فلا يكترث لها و تبطل عنده دماء الأقران و المنازلة المقابلة و المبارزة في القتال و الصلع انحسار شعر مقدم الرأس و الأروع من يعجبك بحسنه و جهارة منظره أو بشجاعته و الهمام بالضم الملك العظيم الهمة و السيد الشجاع السخي. قوله في صميمه أي نسبه الخالص قوله فاطمة الانفطام كذا في النسخ و الصواب فاطمة الأفطام جمع جمع للفطيم أي تفطم محبيها من النار و النجل الولد و يقال ناغت الأم صبيها أي لاطفته و شاغلته بالمحادثة و الملاعبة و الفند الخطأ في القول و الكذب و الزخرف من القول حسنه بترقيش الكذب و الجيل بالكسر الصنف من الناس. و جدلته أي رميته و صرعته و الخدن بالكسر الصاحب و من يخادنك في كل أمر ظاهر و باطن و قد مر تفسير ذي الثفنات و أنه إنما سمي ع بذلك لكثرة سجوده إذ كان في جبهته ع مثل ثفنة البعير و قال الجزري في حديث علي ع إن كثيرا من الخطب من شقاشق الشيطان الشقشقة الجلدة الحمراء التي يخرجها الجمل العربي من جوفه ينفخ فيها فتظهر من شدقه شبه الفصيح المنطيق بالفحل الهادر و لسانه بشقشقته و نسبها إلى الشيطان لما يدخله من الكذب و الباطل. أقول هذه الزيارة لعلها من مؤلفاته رحمه الله أو من أمثاله كما يشهد به نظامه
الزيارة العاشرة رواها الشيخ في المصباح و السيد في الإقبال و المزار و غيرهما قال الشيخ قال ابن عياش حدثني خير بن عبد الله عن مولاه يعني أبا القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه قال زر أي المشاهد كنت بحضرتها في رجب تقول إذا دخلت الحمد لله الذي أشهدنا مشهد أوليائه في رجب و أوجب علينا من حقهم ما قد وجب و صلى الله على محمد المنتجب و على أوصيائه الحجب اللهم فكما أشهدتنا مشهدهم فأنجز لنا موعدهم و أوردنا موردهم غير محلئين عن ورد في دار المقامة و الخلد و السلام عليكم إني قد قصدتكم و اعتمدتكم بمسألتي و حاجتي و هي فكاك رقبتي من النار و المقر معكم في دار القرار مع شيعتكم الأبرار و السلام عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ أنا سائلكم و آملكم فيما إليكم فيه التفويض و عليكم التعويض فبكم يجبر المهيض و يشفى المريض و عندكم ما تزداد الأرحام و ما تغيض إني بسركم مؤمن و لقولكم مسلم و على الله بكم مقسم في رجعتي بحوائجي و قضائها و إمضائها و إنجاحها و إبراحها و بشئوني لديكم و صلاحها و السلام عليكم سلام مودع و لكم حوائجه مودع يسأل الله إليكم المرجع و سعيه إليكم غير منقطع و أن يرجعني من حضرتكم خير مرجع إلى جناب ممرع و خفض موسع و دعة و مهل إلى حين الأجل و خير مصير و محل في النعيم الأزل و العيش المقتبل و دوام الأكل و شرب الرحيق و السلسل و عل و نهل لا سأم منه و لا ملل و رحمة الله و بركاته و تحياته حتى العود إلى حضرتكم و الفوز في كرتكم و الحشر في زمرتكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و صلواته و تحياته و هو حسبنا وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ
بيان قوله ع غير محلئين عن ورد بالحاء المهملة و فتح اللام المشددة مهموزا قال الجزري في الحديث يرد علي يوم القيامة رهط فيحلئون عن الحوض أي يصدون عنه و يمنعون من وروده و الورد بالكسر الماء الذي ترد عليه و المهيض العظم المكسور قوله ع و ما تزداد الأرحام معطوف على قوله يجبر و ما مصدرية أو موصولة و الأول أقل تكلفا. و في بعض النسخ و عندكم ما تزداد و هو أظهر ثم المراد به إما ازدياد مدة الحمل أو عدد الأولاد أو دم الحيض و ما تغيض أي ما تنقص قوله ع و إبراحها في أكثر النسخ بالباء الموحدة و الحاء المهملة أي إظهارها من برح الأمر إذا ظهر و يقال أبرحه أي أعجبه و أكرمه و عظمه و في بعضها إيزاحها بالياء المثناة التحتانية و الزاء المعجمة و الحاء المهملة و لم نجد له معنى. قوله ع و بشئوني لديكم معطوف على قوله بحوائجي و قوله و صلاحها عطف تفسير له أي رجعتي بصلاح شئوني المتعلقة بكم من محبتكم و مودتكم و القرب عندكم و طاعتكم و في بعض النسخ و لشئوني باللام فهو معطوف على قوله في رجعتي. قوله ع و لكم حوائجه مودع قوله مودع إما مجرور بالعطف على مودع أو مرفوع ليكون مع الظرف جملة حالية قوله و سعيه بنصبه بالعطف على المرجع و نصب الغير على الحالية أو برفعهما ليكون جملة حالية عن المضمر في المرجع و الجناب الفناء و الرحل و الناحية و يقال أمرع الوادي إذا صار ذا كلإ في المثل أمرع واديه و أجنى حلبه يضرب لمن اتسع أمره و استغنى و الخفض الدعة و الراحة و يقال عيش خافض و يقال أوسع أي صار ذا سعة و أوسع الله عليه أغناه و الدعة السعة في العيش و المهل بالفتح و بالتحريك السكينة و الرفق و بالتحريك التقدم في الخير أيضا. قوله ع و خير مصير كأنه معطوف على قوله إليكم المرجع و عطفه على خير مرجع بعيد و يحتمل عطفه على الجمل السابقة بتقدير أي نسأل أو مثله و يحتمل جره بالعطف على الأجل و هو أيضا بعيد و الأزل بالتحريك القدم و لعل المراد به هنا الدوام في الأبد مجازا و يقال اقتبل أمره أي استأنفه و السلسل كجعفر الماء العذب أو البارد و من الخمر اللينة و العل بالفتح الشربة الثانية أو الشرب بعد الشرب تباعا و النهل بالتحريك أول الشرب قوله حتى العود إما غاية للتسليم أو للنعم المذكورة قبله في البرزخ أو لأمر مقدر بقرينة ما سبق أي أسأل الكون في تلك النعم حتى العود
الزيارة الحادية عشرة زيارة المصافقة وجدت في نسخة قديمة من تأليفات أصحابنا ما هذا لفظه روى غير واحد أن زيارة ساداتنا ع إنما هي تجديد العهد و الميثاق المأخوذ في رقاب العباد و سبيل الزائر أن يقول عند زيارتهم ع جئتك يا مولاي زائرا لك و مسلما عليك و لائذا بك و قاصدا إليك أجدد ما أخذه الله عز و جل لكم في رقبتي من العهد و البيعة و الميثاق بالولاية لكم و البراءة من أعدائكم معترفا بالمفروض من طاعتكم ثم تضع يدك اليمنى على القبر و تقول هذه يدي مصافقة لك على البيعة الواجبة علينا فاقبل ذلك مني يا إمامي فقد زرتك و أنا معترف بحقك مع ما ألزم الله سبحانه من نصرتك و هذه يدي على ما أمر الله عز و جل به من موالاتكم و الإقرار بالمفترض من طاعتكم و البراءة من أعدائكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ثم قبل الضريح الشريف و قل يا سيدي و مولاي و إمامي و المفترض علي طاعته أشهد أنك بقيت على الوفاء بالوعد و الدوام على العهد و قد سلف من جميل وعدك لمن زار قبرك ما أنت المرجو للوفاء به و المؤمل لتمامه و قد قصدتك من بلدي و جعلتك عند الله معتمدي فحقق ظني و مخيلتي فيك صلوات الله عليك و سلم تسليما كثيرا اللهم إني أتقرب إليك بزيارتي إياه و أرجو منك النجاة من النار و بآبائه و أبنائه صلوات الله عليهم رضينا بهم أئمة و سادة و قادة اللهم أدخلني في كل خير أدخلتهم فيه و أخرجني من كل سوء أخرجتهم منه و اجعلني معهم في الدنيا و الآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين ثم تصلي ركعات الزيارة عند كل إمام ركعتين و تنصرف فإذا فعلت ذلك كانت الزيارة مثل العهد المجدد
أقول و رواها بعض أصحابنا المتأخرين عن الشيخ المفيد قدس الله روحه بهذه العبارة بعينها
الزيارة الثانية عشرة زيارة وجدتها أيضا في الكتاب المذكور و المظنون أنها من المؤلفات غير مروية عن الأئمة الهداة و هي هذه السلام على كافة الأنبياء و المرسلين السلام على حجج الله على العالمين السلام على محمد بن عبد الله خاتم النبيين السلام على الرسول الصادق الأمين السلام على البشير النذير السلام على القمر الزاهر المنير السلام على العلم الظاهر السلام على البدر الباهر السلام على قرة عين المؤمنين السلام على من أرسله الله رحمة للعالمين السلام على من أصفاه الله و اصطفاه السلام على من اختاره الله و اجتباه السلام على صفوة الله الخالق السلام على حجة الله على أهل المغارب و المشارق السلام على الصادع بالرسالة السلام على واضح الحجة و الدلالة السلام على الحاكم العادل السلام على الحبر الفاضل السلام على السراج المنير السلام على شفيع يوم النشور السلام على الرءوف الرحيم السلام على السخي الكريم السلام على شريف الأشراف السلام على طاهر الآباء و الأسلاف السلام على المخصوص بالرسالة من خير قبيل السلام على المؤيد بالوحي و التنزيل السلام على الشفيع المشفع السلام على الرفيع الأرفع السلام على النبي الأمي السلام على الرسول العربي السلام على خطيب الأنبياء و زين الأرض و السماء و رحمة الله و بركاته السلام على أمير المؤمنين حقا السلام على أمين الله إخلاصا و صدقا السلام على خاتم الوصيين السلام على سيد المستخلفين السلام على خيرة رب العالمين السلام على وصي سيد المرسلين السلام على الإمام الولي السلام على الخليفة المكي السلام على حجة الله العلي السلام على الحق الجلي السلام على ذي الجود و البذل السلام على مفقود النظير و المثل السلام على من سلم الأعداء لفضله السلام على من عقم النساء أن يلدن بمثله السلام على سيد الأئمة السلام على رباني الأمة السلام على الصديق الأكبر السلام على الفاروق بين الحق و المنكر السلام على الراسخ في العلوم السلام على ناصر المظلوم السلام على أخي الرسول السلام على بعل البتول السلام على العلم الأشهر السلام على الفاروق الأزهر السلام على النبإ العظيم السلام على الصراط المستقيم السلام على أبي السبطين السلام على المصلي إلى القبلتين السلام على ناصر الإسلام السلام على مكسر الأصنام السلام على موضح المشكلات السلام على كاشف الشبهات السلام على المفزع في الملمات السلام على مجلي الكربات السلام على إمام الأبرار السلام على قسيم الجنة و النار السلام على مبير الكفار السلام على غيظ الفجار السلام على صاحب المعجزات السلام على من كان لله أكبر الآيات السلام على العلم الهادي السلام على الحق البادي السلام على والي الأحرار السلام على أبي الأئمة الأبرار السلام على وارث النبيين السلام على قائد الغر المحجلين السلام على يعسوب الدين السلام على قدوة المؤمنين السلام على العالم بالكتاب السلام على الناطق بالصواب السلام على ذا الحكمة و فصل الخطاب السلام على العالم بالأنساب و الأسباب السلام على داحي باب خيبر السلام على أبي شبير و شبر و رحمة الله و بركاته السلام على الصديقة الطاهرة السلام على النبعة النبوية الناضرة السلام على الزكية العارفة السلام على المظلومة الصابرة السلام على خصيمة الفجرة السلام على أم الأئمة البررة السلام على البضعة النبوية السلام على الدرة الأحمدية السلام على فاطمة البتول السلام على الزهراء ابنة الرسول السلام على المطهرة من الأرجاس السلام على المبرأة من الأدناس السلام على المحروسة
من الوسواس السلام على المفضلة على كافة نساء الناس السلام على مريم الكبرى السلام على الإنسية الحوراء السلام على من والدها النبي السلام على من بعلها الوصي السلام على من بوركت و بورك نسلها السلام على من الأئمة من ذريتها و ولدها السلام على الشجرة الزيتونة المباركة الميمونة و رحمة الله و بركاته السلام على ريحانتي الرسول السلام على قرتي عين البتول السلام على حجتي الله المنان السلام على حليفي الكرم و الإحسان السلام على المذكورين في سورة الرحمن السلام على المعبر عنهما باللؤلؤ و المرجان السلام على المجاهدين في الله الشهيدين السلام على المظلومين المهتضمين السلام على الصابرين المحتسبين السلام على النجمين الزاهرين السلام على السيدين الفاضلين السلام على السبطين الريحانتين السلام على القدوتين السلام على الأمينين الصفوتين السلام على الزكيين الخيرتين السلام على الطاهرين الوليين السلام على رضيين العالمين السلام على الإمامين الأخوين السلام على الصنوين الخليفتين السلام على الحسن و الحسين الطاهرين و رحمة الله و بركاته السلام على سيد المسلمين السلام على ولي الله الأمين السلام على ربيع الأرامل و المساكين السلام على الإمام علي بن الحسين زين العابدين و رحمة الله و بركاته السلام على حجة الله الطاهر السلام على بحر العلوم الزاخر السلام على ذي المناقب و المفاخر السلام على الإمام محمد بن علي الباقر و رحمة الله و بركاته السلام على حجة الله على الخلائق السلام على محقق الحقائق السلام على ذي المكارم و السوابق السلام على الإمام جعفر بن محمد الصادق و رحمة الله و بركاته السلام على حجة الله على العوالم السلام على الوصي الرضي العالم السلام على الحق الناجم السلام على الإمام موسى بن جعفر النور الكاظم و رحمة الله و بركاته السلام على حجة الله المرتضى السلام على سيف الله المنتضى السلام على العادل في القضاء السلام على الإمام علي بن موسى الرضا و رحمة الله و بركاته السلام على حجة الله على العباد السلام على أمين الله في البلاد السلام على المخصوص بالتوفيق و السداد السلام على الإمام محمد بن علي الجواد و رحمة الله و بركاته السلام على حجة الله على كل رائح و غادي السلام على سيد الحضار و البوادي السلام على النور البادي السلام على الإمام علي بن محمد الهادي و رحمة الله و بركاته السلام على حجة الله السري السلام على العز القعسري السلام على الزناد الوري السلام على الإمام الحسن بن علي العسكري و رحمة الله و بركاته السلام على حجة الله على الإنس و الجان السلام على من وعده الله بالنصر و الإمكان السلام على مظهر العدل و الإيمان السلام على من به يعبد الرحمن في كل مكان السلام على من به يظهر الله دينه على الأديان السلام على مولانا و سيدنا الإمام القائم بأمر الله صاحب الزمان و رحمة الله و بركاته السلام على العترة الطيبين السلام على الأسرة الطاهرين السلام على من نص الله على إمامتهم في التوراة و الإنجيل السلام عليكم يا آل الله و أنصاره و ظلال الله و أنواره و خلفاء الله و أمراءه لأبذلن لكم يا سادتي مودتي و محبتي و مواساتي فإنها مذخورة لكم و نصرتي لكم معدة فإن أمرتموني يا سادتي أطعت و إن نهيتموني يا قادتي انتهيت و إن استنصرتموني يا حماتي نصرت فلا مذهب لي عنكم و لا بد لي منكم و لا وفادة لي إلا إليكم لأنكم
أوجه الله الحاضرة و عيونه الناظرة و أياديه الباسطة مسلم إليكم سلطان الدنيا و مملكة الآخرة السلام على تيجان الأوصياء و خلفاء الأصفياء و وارثي علوم الأنبياء السلام على رؤساء الصديقين و العترة الطاهرة من آل طه و يس السلام على علماء الأعلام و الهادين إلى دار السلام الناطقين عن الله بأصدق الحديث و أطيب الكلام صلى الله عليهم أوتاد الكائنات و أعلام الهدايات و غاية الموجودات ما سكنت السواكين و تحركت المتحركات إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اللهم إني أشهد بحقائق الإيمان و صدق اليقين أنهم خلفاؤك في أرضك و حججك على عبادك و الوسائل إليك و أبواب رحمتك فصل عليهم أجمعين و اجعل حظي من دعائك إجابته و لا تجعل حظي منه تلاوته اللهم اجعل مقامي في هذا المشهد المقدس المطهر مقام إجابة و استعطاف و لا تجعله مقام إهانة و استخفاف فقد عرفناك يا رب معطيا قبل السؤال فكيف لا نرجوك عند الضراعة و الابتهال لا سيما قد وعدتنا بالإجابة حين أمرتنا بالدعاء و ضمنت لنا بلوغ الرجاء و أنت أوفى الضامنين و أرحم الراحمين إلهي عصيتك في بعض الأوقات و آمنت بك في كل الأوقات فيكف يغلب بعض عمري مذنبا كل عمري مؤمنا إلهي و عزتك لو كان لي صبر على عذابك أو جلد على احتمال عقابك لما سألتك العفو عني و لصبرت على انتقامك مني سخطا على نفسي كيف عصتك و مقتا لها كيف أقبلت عليها و أدبرت معرضة عنك إلهي كيف آيس من رحمتك و أنت أرحم الراحمين و كيف أرجع بالخيبة و أنت أكرم الأكرمين إلهي أسألك بأسمائك التي كتبتها على قلوب أصفيائك محمد و آله أمنائك فعرفوا ما عرفتهم و فهموا ما فهمتهم و عقلوا ما أوحيت إليهم من خصائصك و عزائمك و ضربت أمثالهم و أنرت برهانهم و قرنت باسمك أسماءهم إلا ما خلصتني من كل سوء أنا فيه و من جميع الشدائد و من أهوال يوم القيامة إلهي كيف أفرح و قد عصيتك و كيف أحزن و قد عرفتك و كيف أدعوك و أنا عاص و كيف لا أدعوك و أنت كريم اللهم صل على محمد و آل محمد و لا تجعل لي في هذا المقام الشريف ذنبا إلا غفرته و لا هما إلا فرجته و لا سقما إلا شفيته و لا دينا إلا قضيته و لا مريضا إلا عافيته و لا غائبا إلا حفظته و رددته و لا عدوا إلا قصمته و لا جبارا إلا كسرته و رددته و لا حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة لك يا رب فيها رضا و لي فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بيان الحبر بالكسر و قد يفتح العالم أو الصالح قوله إخلاصا و صدقا متعلقان بالتسليم أو علتان للأمانة قوله على النبعة إما مصدر بمعنى الفاعل أي العين النابعة من العلوم و الحكم أو شجر يتخذ منه القسي أي غصن شجرة النبوة و تفرعت منها الأئمة و زخر البحر تملأ و ارتفع و الناجم الطالع الظاهر و السري كغني الشريف ذو المروة و القعسرة التقوى على الشيء و الصلابة و الشدة و القعسر القديم و القعسري الضخم الشديد و المراد هنا الشدة و الصلابة في الدين أو القدم في المجد و الكرم و الزناد ما يقدح به النار و وريه هنا كناية عن كثرة اقتباس العلوم منه ع
الزيارة الثالثة عشرة مأخوذة أيضا من الكتاب المذكور قال وداع لسائر الأئمة صلوات الله عليهم السلام عليكم يا سادة المؤمنين و أئمة المتقين و أعلام المهتدين و ورثة النبيين و سلالة المرسلين و قدوة الصالحين و حجج الله على العالمين قد آن لكم مني الوداع و حان التعجيل له و الإسراع لا من سأم لكم و لا ملل للمقام عندكم لكن لأسباب مانعة و ملمات عن الإقامة دافعة يتضح لها الاعتذار و يتعذر معها اللبث و القرار فأستودعكم الله و أسأله بكم رضاه وداع عازم على العود إليكم متأسف لتعذر المقام لديكم و كيف لا يتأسف على فراق مشاهدكم الشريفة المعظمة و بقاع قبوركم المباركة المكرمة و فيها يستجاب الدعاء و يصرف السوء و البلاء و يمحى الشقاء و يشفى الداء و بكم يؤمن العذاب و تهون الصعاب و ينجح الطلاب و يرجح الثواب و بكم تتم النعمة و تعم الرحمة و تندفع النقمة و تنكشف الغمة و تقبل التوبة و تغفر الحوبة و تزكو الأعمال و تنال الآمال و يتحقق الرجاء و تبلغ السراء و تدفع الضراء و تهدى الآراء و ترشد الأهواء و تحصل السيادة و تكمل السعادة و يقبل الإيمان و يدرك الأمان و تدخل الجنان و عنكم يسأل الإنس و الجان فوا أسفا لمفارقة جنابكم و وا شوقاه إلى تقبيل أعتابكم و الولوج بإذنكم لأبوابكم و تعفير الخد على أريج ترابكم و اللياذ بعرصاتكم و محال أبدانكم و أشخاصكم المحفوفة بالملائكة الكرام و المتحوفة من الله بالرحمة و السلام وددت أن كنت لها سادنا و في جوارها قاطنا لا يزعجني عنها الرحيل و لا يفوتني بها المقيل ليكثر بها إلمامي و استلامي لها و سلامي فأسأل الله الذي هداني لمعرفتكم و أكرمني بمحبتكم و تعبدني بولايتكم و ندبني إلى زيارتكم العود ما أبقاني إلى حضرتكم و البشارة إذا توفاني بمرافقتكم و الحشر في زمرتكم و الدخول في شفاعتكم فيا ليت شعري يا سادتي كيف حالي في رحلتي أ مغفورة ذنوبي و مستورة عيوبي و مقضية حاجتي و منجحة طلبتي فذاك الذي أملته و في كرمكم توسمته فما أسعدني بكم و أعظم فوزي بحبكم أم راحل بوزري مثقل به ظهري محجوبا دعائي خائبا رجائي فيا شقوتاه إن كانت هذه حالي و يا خيبة آمالي يأبى ذلك بركم و إحسانكم و جميل وعدكم لزائركم و ضمانكم و تأبى مكارم أخلاقكم و طهارة شيمكم و أعراقكم و كرمكم على ربكم و عنايتكم بزائركم و محبكم أن يرد سؤاله أو يخيب لديه آماله و يأبى الله إلا تصديق وعدكم و تحقيق الرجاء بقصدكم إسعافا و إكراما لقاصدكم و إتحافا بالخيرات لزائركم و كذلك الظن بكم و المرجو من فضله لشيعتكم و أشهد الله و أعهد عليه و أشهدكم أني على ما عاهدته عليه من الإقرار بولايتكم و الاعتقاد لفرض طاعتكم و الاعتراف بفضلكم و القيام بنصركم و التقرب إلى الله بحبكم و الطاعة له بالكون معكم و هذه يدي على ما أمر الله به من الوفاء بعهدكم و البيعة الواجبة لكم لا أبغي بذلك بدلا و لا أريد عنه تحويلا و أشهد أن ذلك من الله أمر عازم و حتم على الأمة لازم لا حجة لمن جهله و لا عذر لمن أهمله أدين الله بذلك في السر و الإعلان و الذكر و النسيان و في الممات و المحيا و الآخرة و الأولى و على بعد الدار و قرب المزار اللهم فصل على محمد و آل محمد و ثبتني على ذلك حتى ألقاك و وفقني لطاعتك و رضاك و انفعني بما علمتني و زدني من الخير ما ألهمتني و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني فلك الحمد على ما أوليتني فأسألك يا من لا تحصى نعمه و لا يوازى كرمه أن تصلي على محمد و آل محمد و لا تجعله آخر العهد مني لزيارة أوليائك و الإلمام بمشاهد حججك و أصفيائك و ألهمني بها شكر آلائك و الإلحاح بمسألتك و دعائك و استجب لي ما دعوتك و أعطني بفضلك كل ما سألتك و اغفر لي مغفرة وازعة و ارحمني بجودك رحمة واسعة يؤمنني بها من سخطك و النار و تسكنني بفضلك بها دار القرار مع الأئمة الأطهار و شيعة آل محمد الأبرار و اجعلني ممن يسرت حسابه و أحسنت إليك مآبه و محوت سيئاته و ضاعفت حسناته و حشرته في زمرة محمد و آل محمد الطاهرين صلواتك عليهم أجمعين و اغفر لوالدي و للمؤمنين برحمتك يا أرحم الراحمين
توضيح الأرج و الأريج توهج ريح الطيب و اللوذ و اللواذ و اللياذ بالشيء الاستتار و الاحتصان به و السادن الخادم و الإلمام النزول و الشيمة بالكسر الطبيعة قوله و أعراقكم أي أصولكم و آباؤكم قوله أمر عازم لعله بمعنى المفعول أي معزوم عليه أو أسند العزم إليه مجازا قول وازعة أي كافة عن العقاب أو عن المعاودة في الإثم
الزيارة الرابعة عشرة منقولة من الكتاب المذكور قال زيارة جامعة لسائر الأئمة و المشاهد على ساكنيها السلام تستأذن بما تقدم و تقول السلام عليكم يا محال معرفة الله السلام عليكم يا مساكن بركة الله السلام عليكم يا أوعية تقديس الله السلام عليكم يا حفظة سر الله السلام عليكم يا من انتجبهم الله لخلقه أعلاما و لدينه أنصارا و لعلمه و سره خزانا ورثكم كتابه و خصكم بكرائم التنزيل و ضرب لكم مثلا من نوره و أجرى فيكم من روحه فصلى الله عليكم يا ساداتي و موالي السلام عليك يا محمد المصطفى السلام عليك يا علي المرتضى السلام عليك يا فاطمة الزهراء السلام عليكما أيها السيدان الحسن و الحسين السلام عليك يا علي بن الحسين السلام عليك يا محمد بن علي السلام عليك أيها الصادق جعفر بن محمد السلام عليك يا موسى بن جعفر السلام عليك يا علي بن موسى السلام عليك يا محمد بن علي السلام عليك يا علي بن محمد السلام عليك يا حسن بن علي السلام عليك يا حجة الله المنتظر السلام عليكم يا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة السلام عليكم أيها الدعائم و الأركان المخصوصون بالإمامة أنا وليكم و زائركم المتقرب إلى الله بحبكم أوالي وليكم و أبرأ إلى الله بكم من عدوكم و أستشفع إلى الله عز و جل و أسأله أن يصلي على نبيه محمد صلى الله عليه و عليكم صلاة دائمة كثيرة متصلة لا انقطاع لها و لا زوال و أسأله بكم و أقدمكم أمام حوائجي فكونوا لي شفعاء يا سادتي في فكاك رقبتي من النار و أن يقضي لي بكم حوائجي كلها للآخرة و الدنيا و أن يكفيني و أهلي و ولدي و المؤمنين و المؤمنات شر كل ذي شر من الجن و الإنس من صغير أو كبير فقد رجوت أن لا أنصرف من مشهدك يا مولاي صلوات الله عليك إلا بقضاء حوائجي و ما فزعت إليك فيه و رجوته من حسن معونته و بركته بزيارتك صلوات الله عليك و على الأئمة من آبائك الأئمة من ولدك و رحمة الله و بركاته ثم قبل الضريح و قل السلام عليكم يا آل محمد يا آل الله و أنصاره و ظلال الله و أنواره لأبذلن لكم مودتي و مهجتي و مواساتي و مالي فإنها لكم مذخورة و نصرتي لكم معدة حتى يأذن الله لكم فإن أمرتموني يا موالي أطعت و إن نهيتموني يا سادتي كففت و إن استنصرتموني يا قادتي نصرت و إن استعنتموني يا سادتي أعنت و إن استنجدتموني يا هداتي أنجدت و إن استعبدتموني يا ولاتي تعبدت فلكم يا أئمتي عبوديتي بعد الله تعالى طوعا سرمدا و عليكم سلامي و تحياتي سلاما مجددا و صلوات الله عليكم و رحمة الله و بركاته فإذا أردت الوداع فقل قد قضيت يا مولاي بعض الإرب من زيارتك و لو فعلت يا مولاي ما يجب علي لجعلت عرصتك دار إقامة و لكنني من أبناء الدنيا أكدح فيها كما جرت عادة من مضى فأسأل الله البار الرحيم أن يصلي على محمد و آل محمد و أن لا يجعله آخر العهد من زيارتكم و جميع المؤمنين إنه أرحم الراحمين وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ثم ادع الله كثيرا بما أردت إن شاء الله تعالى
أقول أوردت في هذا الكتاب من الجوامع بعدد المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين لكن أفضلها و أوثقها الثانية ثم الأولى و الرابعة و الخامسة و السادسة و السابعة ثم العاشرة و الثالثة. و رأيت في بعض الكتب زيارات جامعة أخرى تركتها إما لعدم الوثوق بها أو لتكرر مضامينها مع ما نقلناه و قد ذكر الكفعمي أيضا جامعة كبيرة في البلد الأمين أوردتها في أعمال يوم الجمعة و فيما ذكرناه كفاية إن شاء الله تعالى و مرت جامعة في باب زيارة النبي ص من البعيد