الآيات البقرة فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ و قال تعالى ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
-1 لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن علي بن الحسين البرقي عن عبد الله بن جبلة عن معاوية بن عمار عن الحسن بن عبد الله عن أبيه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب ع قال جاء نفر من اليهود إلى رسول الله ص فسأله أعلمهم من مسائل فكان فيما سأله أخبرني لأي شيء أمر الله بالوقوف بعرفات بعد العصر قال النبي ص إن العصر هي الساعة التي عصى فيها آدم ربه و فرض الله عز و جل على أمتي الوقوف و التضرع و الدعاء في أحب المواضع إليه و تكفل لهم بالجنة و الساعة التي ينصرف فيها الناس هي الساعة التي تلقى فيها آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ثم قال النبي ص و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا إن لله بابا في السماء يقال له باب الرحمة و باب التوبة و باب الحاجات و باب التفضل و باب الإحسان و باب الجود و باب الكرم و باب العفو و لا يجتمع بعرفات أحد إلا استأهل من الله في ذلك الوقت هذه الخصال و إن لله عز و جل مائة ألف ملك مع كل ملك مائة و عشرون ألف ملك و لله رحمة على أهل عرفات ينزلها على أهل عرفات فإذا انصرفوا أشهد الله ملائكته بعتق أهل عرفات من النار و أوجب الله عز و جل لهم الجنة و نادى مناد انصرفوا مغفورين فقد أرضيتموني و رضيت عنكم قال اليهودي صدقت يا محمد
2- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن الأصبهاني عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله ع قال سأل رجل أبي ع بعد منصرفه من الموقف فقال أ ترى يخيب الله هذا الخلق كله فقال أبي ع ما وقف بهذا الموقف أحد من الناس مؤمن و لا كافر إلا غفر الله له إلا أنهم في مغفرتهم على ثلاث منازل مؤمن غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و أعتقه من النار و ذلك قوله وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ و مؤمن منهم من غفر الله له ما تقدم من ذنبه و قيل له أحسن فيما بقي و ذلك قوله فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَ مَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى الكبائر و أما العامة فإنهم يقولون فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَ مَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى الصيد أ فترى أن الله تبارك و تعالى حرم الصيد بعد ما أحله لقوله وَ إِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا و في تفسير العامة يقول إذا حللتم فاتقوا الصيد و كافر وقف هذا الموقف زينة الحياة الدنيا غفر الله له ما تقدم من ذنبه إن تاب من الشرك و إن لم يتب وفاه الله أجره في الدنيا و لم يحرمه ثواب هذا الموقف و هو قوله مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَ هُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَ حَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَ باطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ
3- ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى قال رأيت أبا عبد الله ع بالموقف على بغلة رافعا يده إلى السماء عن يساره و إلى الموسم حتى انصرف و كان في موقف النبي ص و ظاهر كفيه إلى السماء و هو يلوذ ساعة بعد ساعة بسبابتيه
4- ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن عيسى قال حدثني حفص بن أبي محمد مؤذن علي بن يقطين قال رأيت أبا عبد الله ع و قد حج و وقف الموقف فلما دفع الناس منصرفين سقط أبو عبد الله عن بغلة كان عليها فعرفه الوالي الذي وقف بالناس تلك السنة و هي سنة أربعين و مائة فوقف على أبي عبد الله فقال له أبو عبد الله ع لا تقف فإن الإمام إذا دفع بالناس لم يكن له أن يقف و كان الذي وقف بالناس تلك السنة إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس
-5 ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن عيسى عن القداح عن جعفر عن أبيه ع قال دعا النبي ص يوم عرفة حين غابت الشمس فكان آخر كلامه هذا الدعاء و هملت عيناه بالبكاء ثم قال اللهم إني أعوذ بك من الفقر و من تشتت الأمور و من شر ما يحدث بالليل و النهار أصبح ذلي مستجيرا بعزك و أصبح وجهي الفاني مستجيرا بوجهك الباقي يا خير من سئل و أجود من أعطى و أرحم من استرحم جللني برحمتك و ألبسني عافيتك و اصرف عني شر جميع خلقك
6- ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن عيسى عن حفص بن عمر مؤذن علي بن يقطين قال كنا نروي أنه يقف للناس في سنة أربعين و مائة خير الناس فحججت في تلك السنة فإذا إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس واقف قال فدخلنا من ذلك غم شديد لما كنا نرويه فلم نلبث إذا أبو عبد الله ع واقف على بغلة له فرجعت أبشر أصحابنا و رجعت فقلنا هذا خير الناس الذي كنا نرويه فلما أمسينا قال إسماعيل لأبي عبد الله ما تقول يا أبا عبد الله سقط القرص فدفع أبو عبد الله ع بغلته و قال له نعم و دفع إسماعيل بن علي دابته على أثره فسارا غير بعيد حتى سقط أبو عبد الله ع عن بغلة أو بغلته فوقف إسماعيل عليه حتى ركب فقال له أبو عبد الله ع و رفع رأسه إليه فقال إن الإمام إذا دفع لم يكن له أن يقف إلا بالمزدلفة فلم يزل إسماعيل يتقصد حتى ركب أبو عبد الله ع و لحق به
7- ب، ]قرب الإسناد[ ابن عيسى عن البزنطي عن الرضا ع قال كان أبو جعفر ع يقول ما من بر و لا فاجر يقف بجبال عرفات فيدعو الله إلا استجاب الله له أما البر ففي حوائج الدنيا و الآخرة و أما الفاجر ففي أمر الدنيا
أقول قد مر في باب صلاة الطواف
عن أبي جعفر ع أنه قال سبعة مواطن ليس فيها دعاء موقت منها الوقوف بعرفات
و قد مر الغسل في باب الإحرام و بعض الأحكام في باب أنواع الحج
8- ل، ]الخصال[ المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي عن أبيه عن الأزدي عن حمزة بن حمران عن أبيه عن أبي جعفر ع قال لقد نظر علي بن الحسين ع يوم عرفة إلى قوم يسألون الناس فقال ويحكم أ غير الله تسألون في مثل هذا اليوم إنه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكون سعيدا
9- ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال قال أبو عبد الله ع إذا وقفت بعرفات فادن من الهضبات و هي الجبال فإن رسول الله ص قال أصحاب الأراك لا حج لهم يعني الذين يقفون عند الأراك
10- مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري و محمد بن علي بن محبوب عن اليقطيني عن صفوان بن يحيى عن إسماعيل بن جابر عن رجاله عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ قال المشهود يوم عرفة و المجموع له الناس يوم القيامة
11- مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله ع في قوله عز و جل وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ قال الشاهد يوم الجمعة و المشهود يوم عرفة
12- مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن محمد العطار عن أحمد بن محمد عن عيسى بن القاسم عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله ع أنه قال الشاهد يوم الجمعة و المشهود يوم عرفة و الموعود يوم القيامة
13- مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن يعقوب بن شعيب قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ قال الشاهد يوم عرفة
14- مع، ]معاني الأخبار[ بهذا الإسناد عن الحسين عن النضر عن محمد بن هاشم عمن روى عن أبي جعفر ع قال سأله الأبرش الكلبي عن قول الله عز و جل وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ فقال أبو جعفر ع بما قيل لك فقال قالوا الشاهد يوم الجمعة و المشهود يوم عرفة فقال أبو جعفر ع ليس كما قيل لك الشاهد يوم عرفة و المشهود يوم القيامة أ ما تقرأ القرآن قال الله عز و جل ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ
15- مع، ]معاني الأخبار[ بهذا الإسناد عن الحسين عن فضالة عن أبان عن أبي الجارود عن أحدهما ع في قول الله عز و جل وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ قال الشاهد يوم الجمعة و المشهود يوم عرفة و الموعود يوم القيامة
16- ع، ]علل الشرائع[ حمزة العلوي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار قال سألت أبا عبد الله ع عن عرفات لم سمي عرفات فقال إن جبرئيل ع خرج بإبراهيم صلوات الله عليه يوم عرفة فلما زالت الشمس قال له جبرئيل ع يا إبراهيم اعترف بذنبك و اعرف مناسكك فسميت عرفات لقول جبرئيل ع له اعترف فاعترف
17- سن، ]المحاسن[ أبي عن ثعلبة عن معاوية بن عمار مثله
-18 ع، ]علل الشرائع[ أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال سألت أبا عبد الله ع لم سمي يوم التروية يوم التروية قال لأنه لم يكن بعرفات ماء و كانوا يستقون من مكة من الماء ريهم و كان يقول بعضهم لبغض ترويتم ترويتم فسمي يوم التروية لذلك
19- سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن أبي عمير مثله
20- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عمر بن يزيد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول الحاج إذا دخل مكة وكل الله به ملكين يحفظان عليه طوافه و صلاته و سعيه فإذا وقف بعرفة ضربا على منكبه الأيمن ثم قالا أما ما مضى فقد كفيته فانظر كيف تكون فيما تستقبل
21- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن أبيه عن صفوان عن ابن مسكان عن عبد الله بن سليمان قال كان أبو جعفر ع إذا كان يوم عرفة لم يرد سائلا
22- سن، ]المحاسن[ يحيى بن إبراهيم عن أبيه عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال قال علي بن الحسين ع أ ما علمت إذا كان عشية عرفة ينزل الله في ملائكة إلى سماء الدنيا ثم يقول انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا أرسلت إليهم رسولا من وراء وراء فسألوني و دعوني أشهدكم أنه حق علي أن أجيبهم اليوم قد شفعت محسنهم في مسيئهم و قد تقبلت من محسنهم فأفيضوا مغفورا لكم ثم يأمر ملكين فيقومان بالمأزمين هذا من هذا الجانب و هذا من هذا الجانب فيقولان اللهم سلم سلم فما يكاد يرى من صريع و لا كسير
-23 ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ صفوان عن معاوية بن عمار مثله
24- سن، ]المحاسن[ ابن فضال عن رجل عن أبي عبد الله ع قال من مر بالمأزمين و ليس في قلبه كبر غفر الله له قلت ما الكبر قال يغمص الناس و يسفه الحق و قال و ملكان موكلان بالمأزمين يقولان رب سلم سلم
25- ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ اغتسل يوم عرفة قبل الزوال
26- ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ فإذا أتيت منى فبت بها و صل بها الغداة و اخرج منها إلى عرفات و أكثر من التلبية في طريقك فإذا زالت الشمس فاغتسل أو قبيل الزوال و صل الظهر و العصر بأذان و إقامتين ثم أت الموقف فادع بدعاء الموقف و اجتهد في الدعاء و التضرع و ألح قائما و قاعدا إلى أن تغرب الشمس ثم أفض منها بعد المغيب و تقول لا إله إلا الله و إياك أن تفيض قبل الغروب فيلزمك دم و لا تصل المغرب و لا العشاء الآخرة ليلة النحر إلا بالمزدلفة و إن ذهب ربع الليل
27- شي، ]تفسير العياشي[ عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قول الله عز و جل أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ قال أولئك قريش كانوا يقولون نحن أولى الناس بالبيت و لا يفيضون إلا من المزدلفة فأمرهم الله أن يفيضوا من عرفة
28- شي، ]تفسير العياشي[ عن رفاعة عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قول الله ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ قال إن أهل الحرم كان يقفون على المعشر الحرام و يقف الناس بعرفة و لا يفيضون حتى يطلع عليهم أهل عرفة و كان رجل يكنى أبا سيار و كان له حمار فاره و كان يسبق أهل عرفة فإذا طلع عليهم قالوا هذا أبو سيار ثم أفاضوا فأمرهم الله أن يقفوا بعرفة و أن يفيضوا منه
29- شي، ]تفسير العياشي[ عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع في قوله ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ قال يعني إبراهيم و إسماعيل
30- شي، ]تفسير العياشي[ عن علي قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ قال كانت قريش تفيض من المزدلفة في الجاهلية يقولون نحن أولى بالبيت من الناس فأمرهم الله أن يفيضوا من حيث أفاض الناس من عرفة
31- و في رواية أخرى عن أبي عبد الله ع قال إن قريشا كانت تفيض من جمع و مضر و ربيعة من عرفات
32- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي الصباح عن أبي عبد الله ع قال إن إبراهيم أخرج إسماعيل إلى الموقف فأفاضا منه ثم إن الناس كانوا يفيضون منه حتى إذا كثرت قريش قالوا لا نفيض من حيث أفاض الناس و كانت قريش تفيض من المزدلفة و منعوا الناس أن يفيضوا معهم إلا من عرفات فلما بعث الله محمدا عليه الصلاة و السلام أمره أن يفيض من حيث أفاض الناس و عنى بذلك إبراهيم و إسماعيل ع
33- شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر عن أبي جعفر ع في قوله أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ قال هم أهل اليمن
-34 شي، ]تفسير العياشي[ عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سألته عن قول الله تعالى خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ قال عشية عرفة
35- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ إلى قوله وَ اللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ قال الإمام ع قال الله تعالى للحجاج فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ و مضيتم إلى المزدلفة فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ بآلائه و نعمائه و الصلاة على محمد سيد أنبيائه و على علي سيد أصفيائه وَ اذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ لدينه و الإيمان برسوله وَ إِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ عن دينه قبل أن يهديكم إلى دينه ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ارجعوا من المشعر الحرام من حيث رجع الناس من جمع و الناس هاهنا في هذا الموضع الحاج غير الحمس فإن الحمس كانوا لا يفيضون من جمع وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ لذنوبكم إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ للتائبين فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ التي سنت لكم في حجكم فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ اذكروا الله بآلائه لديكم و إحسانه إليكم فيما وفقككم له من الإيمان بنبوة محمد ص سيد الأنام و اعتقاد وصية أخيه علي ع دين أهله الإسلام كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ بأفعالهم و مآثرهم التي تذكرونها أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً خيرهم بين ذلك و لم يلزمهم أن يكونوا له أشد ذكرا منهم لآبائهم و إن كانت نعم الله عليهم أكثر و أعظم من نعم آبائهم ثم قال عز و جل فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا أموالها و خيراتها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ نصيب لأنه لا يعمل لها عملا و لا يطلب فيها خيرا وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً خيراتها وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً من نعم جناتها وَ قِنا عَذابَ النَّارِ نجنا من عذاب النار و هم بالله مؤمنين و بطاعته عاملون و لمعاصيه مجانبون أُولئِكَ الداعون بهذا الدعاء على هذا الوصف لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا من ثواب ما كسبوا في الدنيا و في الآخرة وَ اللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ لأنه لا يشغله شأن عن شأن و لا محاسبة أحد من محاسبة آخر فإذا حاسب أحدا فهو في تلك الحال محاسب للكل يتم حساب الكل بتمام حساب واحد و هو كقوله ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ لا يشغله خلق واحد عن خلق آخر و لا بعث واحد عن بعث آخر قال علي بن الحسين ع و هو واقف بعرفات للزهري كم تقدر من الناس هاهنا قال أقدر أربعة ألف ألف و خمسمائة ألف كلهم حجاج قصدوا الله بأموالهم و يدعونه بضجيج أصواتهم فقال له يا زهري ما أكثر الضجيج و أقل الحجيج فقال الزهري كلهم حجاج أ فهم قليل فقال يا زهري أدن إلي وجهك فأدناه إليه فمسح بيده وجهه ثم قال انظر فنظر إلى الناس قال الزهري فرأيت أولئك الخلق كلهم قردة لا أرى فيهم إنسانا إلا في كل عشرة ألف واحد من الناس ثم قال لي ادن يا زهري فدنوت منه فمسح بيده وجهي ثم قال انظر فنظرت إلى الناس قال الزهري فرأيت أولئك الخلق كلهم خنازير ثم قال لي أدن إلي وجهك فأدنيت منه فمسح بيده وجهي فإذا هم كلهم دببة إلا تلك الخصائص من الناس النفر اليسير فقلت بأبي و أمي أنت يا ابن رسول الله قد أدهشتني آياتك و حيرتني عجائبك قال يا زهري ما الحجيج من هؤلاء إلا النفر اليسير الذين رأيتهم بين هذا الخلق الجم الغفير ثم قال لي امسح يدك على وجهك ففعلت فعاد أولئك الخلق في عيني أناسا كما كانوا أولا ثم قال لي من حج و والى موالينا و هجر معادينا و وطن نفسه على طاعتنا ثم حضر هذا الموقف مسلما إلى الحجر الأسود ما قلده الله من أمانتنا و وفيا بما ألزمه من عهودنا فذلك هو الحاج و الباقون هم من قد رأيتهم يا زهري حدثني أبي عن جدي رسول الله ص أنه قال ليس الحاج المنافقون المعاندون لمحمد و علي
و محبيهما الموالون لشانئيهما و إنما الحاج المؤمن المخلصون الموالون لمحمد و علي و محبيهما المعادون لشانئيهما إن هؤلاء المؤمنين الموالين لنا المعادين لأعدائنا لتسطع أنوارهم في عرصات القيامة على قدر موالاتهم لنا فمنهم من يسطع نوره مسيرة ثلاثمائة ألف سنة و هو جميع مسافة تلك العرصات و منهم من تسطع أنواره إلى مسافات بين ذلك يزيد بعضها على بعض على قدر مراتبهم في موالاتنا و معادات أعدائنا يعرفهم أهل العرصات من المسلمين و الكافرين بأنهم الموالون المتولون المتبرءون يقال لكل واحد منهم يا ولي الله انظر في هذه العرصات إلى كل من أسدى إليك في الدنيا معروفا أو نفس عنك كربا أو أغاثك إذ كنت ملهوفا أو كف عنك عدوا أو أحسن إليك في معاملة فأنت شفيعه فإن كان من المؤمنين المحقين زيد بشفاعته في نعم الله عليه و إن كان من المقصرين كفي تقصيره بشفاعته و إن كان من الكافرين خفف من عذابه بقدر إحسانه إليه و كأني بشيعتنا هؤلاء يطيرون في تلك العرصات كالبزاة و الصقور فينقضون على من أحسن في الدنيا إليهم انقضاض البزاة و الصقور على اللحوم تتلقفها و تخطفها فكذلك يلتقطون من شدائد العرصات من كان أحسن إليهم في الدنيا فيرفعونهم إلى جنات
36- و قال رجل لعلي بن الحسين ع يا ابن رسول الله ص إنا إذا وقفنا بعرفات و منى و ذكرنا الله و مجدناه و صلينا على محمد و آله الطيبين الطاهرين ذكرنا آباءنا أيضا بمآثرهم و مناقبهم و شريف أعمالهم نريد بذلك قضاء حقوقهم فقال علي بن الحسين ع أ و لا أنبئكم بما هو أبلغ في قضاء الحقوق من ذلك قالوا بلى يا ابن رسول الله قال أفضل من ذلك و أولى أن تجدوا على أنفسكم ذكر توحيد الله و الشهادة و ذكر محمد رسول الله و الشهادة له بأنه سيد النبيين و ذكر علي ولي الله و الشهادة بأنه سيد الوصيين و ذكر الأئمة الطاهرين من آل محمد الطيبين بأنهم عباد الله المخلصين و بأن الله عز و جل إذا كان عشية عرفة و ضحوة يوم منى باهى كرام ملائكته بالواقفين بعرفات و منى و قال لهم هؤلاء عبادي و إمائي حضروني هاهنا من البلاد السحيقة البعيدة شعثا غبرا قد فارقوا شهواتهم و بلادهم و أوطانهم و أخدانهم ابتغاء مرضاتي ألا فانظروا إلى قلوبهم و ما فيها فقد قويت أبصاركم يا ملائكتي على الاطلاع عليها قال فتطلع الملائكة على قلوبهم فيقولون يا ربنا اطلعنا عليها و بعضهم سود مدلهمة يرتفع عنها كدخان جهنم فيقول الله أولئك الأشقياء الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً تلك قلوب خاوية من الخيرات خالية من الطاعات مصرة على الموذيات المحرمات تعتقد تعظيم من أهناه و تصغير من فخمناه و بجلناه لئن وافوني كذلك لأشددن عذابهم و لأطيلن حسابهم تلك قلوب اعتقدت أن محمدا رسول الله ص كذب على الله أو غلط عن الله في تقليده أخاه و وصيه إقامة أود عباد الله و القيام بسياساتهم حتى يروا الأمن في إقامة الدين في إنقاذ الهالكين و نعيم الجاهلين و تنبيه الغافلين الذين بئس المطايا إلى جهنم مطاياهم ثم يقول الله عز و جل يا ملائكتي انظروا فينظرون فيقولون ربنا و قد اطلعنا على قلوب هؤلاء الآخرين و هي بيض مضيئة يرتفع عنها الأنوار إلى السماوات و الحجب و تخرقها إلى أن تستقر عند ساق عرشك يا رحمان يقول الله عز و جل أولئك السعداء الذين تقبل الله أعمالهم و شكر سعيهم في الحياة الدنيا فإنهم قد أحسنوا فيها صنعا تلك قلوب حاوية للخيرات مشتملة على الطاعات مدمنة على المنجيات المشرفات تعتقد تعظيم من عظمناه و إهانة من أرذلناه لئن وافوني كذلك لأثقلن من جهة الحسنات موازينهم و لأخففن من جهة السيئات موازينهم و لأعظمن أنوارهم و لأجعلن في دار كرامتي و مستقر رحمتي محلهم و قرارهم تلك قلوب اعتقدت أن محمدا رسول الله ص هو الصادق في كل أقواله المحق في كل أفعاله الشريف في كل خلاله المبرز بالفضل في جميع خصاله و أنه قد أصاب في نصبه أمير المؤمنين عليا إماما و علما على دين الله واضحا و اتخذوا أمير المؤمنين إمام هدى و واقيا من الردي الحق ما دعا إليه و الصواب و الحكمة ما دل عليه و السعيد من وصل حبله بحبله و الشقي الهالك من خرج من جملة المؤمنين به و المطيعين له نعم المطايا إلى الجنان مطاياهم سوف ننزلهم منها أشرف غرف الجنان و نسقيهم من الرحيق المختوم من أيدي الوصائف و الولدان و سوف نجعلهم في دار السلام من رفقاء محمد نبيهم زين أهل الإسلام و سوف يضمهم الله ثم إلى جملة شيعة علي القرم الهام فنجعلهم بذلك من ملوك جنات النعيم خالدين في العيش السليم و النعيم المقيم هنيئا لهم جزاء بما اعتقدوه و قالوه بفضل الله الكريم الرحيم نالوا ما نالوه
37- عدة الداعي، روي أن من الذنوب ما لا يغفر إلا بعرفة و المشعر الحرام قال الله تعالى فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ
38- و روي عن الرضا ع قال ما وقف أحد بتلك الجبال إلا استجيب له فأما المؤمنون فيستجاب لهم في آخرتهم و أما الكفار فيستجاب لهم في دنياهم
39- و نظر علي بن الحسين ع يوم عرفة إلى رجال يسألون فقال هؤلاء شرار من خلق الله الناس مقبلون على الله و هم مقبلون على الناس
40- الهداية، ثم امض إلى عرفات و تقول و أنت متوجه إليها اللهم إليك صمدت و إليك اعتمدت و قولك صدقت و أمرك اتبعت و وجهك أردت أسألك أن تبارك في أجلي و أن تقضي لي حاجتي و أن تجعلني ممن تباهي به اليوم من هو أفضل مني ثم تلبي و أنت مار إلى عرفات فإذا أتيت عرفات فاضرب خباك بنمرة قريبا من المسجد فإن ثم ضرب رسول الله ص خباه و قبته فإذا زالت الشمس يوم عرفة فاقطع التلبية و عليك بالتهليل و التحميد و الثناء على ربك ثم اغتسل و صل الظهر و العصر بأذان واحد و إقامتين و إنما تعجل الصلاة و تجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء فإنه يوم دعاء و مسألة و ادع بما في كتاب دعاء الموقف من التهليل و التحميد و الدعاء إن شاء الله و إياك أن تفيض منها قبل غروب الشمس فيلزمك دم فإذا غربت الشمس فامض
41- كتاب زيد النرسي، عن علي بن مزيد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ما أحد ينقلب من الموقف من بر الناس و فاجرهم مؤمنهم و كافرهم إلا برحمة و مغفرة يغفر للكافر ما عمل في سنته و لا يغفر له ما قبله و لا ما يفعل بعد ذلك و يغفر للمؤمن من شيعتنا جميع ما عمل في عمره و جميع ما يعمله في سنته بعد ما ينصرف إلى أهله من يوم يدخل إلى أهله سنته و يقال له بعد ذلك قد غفر لك و طهرت من الدنس فاستقبل و استأنف العمل و حاج غفر له ما عمل في عمره و لا يكتب عليه سيئة فيما يستأنف و ذلك أن تدركه العصمة من الله فلا يأتي بكبيرة أبدا فما دون الكبائر مغفور له
42- و منه عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله عز و جل ينظر إلى أهل عرفة من أول الزوال حتى إذا كان عند المغرب و نفر الناس وكل الله ملكين بحيال المأزمين يناديان عند المضيق الذي رأيت يا رب سلم سلم و الرب يصعد إلى السماء و يقول جل جلاله آمين آمين رب العالمين فلذلك لا تكاد ترى صريعا و لا كسيرا
-43 كتاب الغايات عن إدريس بن يوسف عن أبي عبد الله ع قال قلت أي أهل عرفات أعظم جرما قال المنصرف من عرفات و هو يظن أن الله لم يغفر له