1- قال السيد علي بن طاوس قدس الله روحه ذكر زيارة قبور أولاد الأئمة صلوات الله عليهم و سلامه إذا أردت زيارة أحد منهم كالقاسم بن الكاظم ع أو العباس بن أمير المؤمنين ع أو علي بن الحسين ع المقتول بالطف و من جرى في الحكم مجراهم تقف على قبر المزور منهم صلوات الله عليهم فقل السلام عليك أيها السيد الزكي الطاهر الولي و الداعي الحفي أشهد أنك قلت حقا و نطقت حقا و صدقا و دعوت إلى مولاي و مولاك علانية و سرا فاز متبعك و نجا مصدقك و خاب و خسر مكذبك و المتخلف عنك اشهد لي بهذه الشهادة لأكون من الفائزين بمعرفتك و طاعتك و تصديقك و اتباعك و السلام عليك يا سيدي و ابن سيدي أنت باب الله المؤتى منه و المأخوذ عنه أتيتك زائرا و حاجاتي لك مستودعا و ها أنا ذا أستودعك ديني و أمانتي و خواتيم عملي و جوامع أملي إلى منتهى أجلي و السلام عليك و رحمة الله و بركاته
زيارة أخرى يزارون بها أيضا سلام الله عليهم تقول السلام على جدك المصطفى السلام على أبيك المرتضى الرضا السلام على السيدين الحسن و الحسين السلام على خديجة سيدة نساء لعالمين السلام على فاطمة أم الأئمة الطاهرين السلام على النفوس الفاخرة بحور العلوم الزاخرة شفعائي في الآخرة و أوليائي عند عود الروح إلى العظام الناخرة أئمة الخلق و ولاة الحق السلام عليك أيها الشخص الشريف الطاهر الكريم أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و مصطفاه و أن عليا وليه و مجتباه و أن الإمامة في ولده إلى يوم الدين نعلم ذلك علم اليقين و نحن لذلك معتقدون و في نصرهم مجتهدون
بيان أقول ذكر المفيد رحمه الله في المزار الزيارة الأولى لأولاد الأئمة ع ثم اعلم أن المشاهد المنسوبة إلى أولاد الأئمة الهادية و العترة الطاهرة و أقاربهم صلوات الله عليهم يستحب زيارتها و الإلمام بها فإن في تعظيمهم تعظيم الأئمة و تكريمهم و الأصل فيهم الإيمان و الصلاح إلى أن يعلم منهم خلافهما كجعفر الكذاب و أضرابه لكن المعلوم حاله من بينهم بالجلالة و المعروف بالنبالة جعفر بن أبي طالب ع المدفون بموتة و فاطمة بنت موسى ع المدفونة بقم و عبد العظيم الحسني المقبور بالري رضي الله عنه و قد مر فضل زيارتهما و علي بن جعفر ع المدفون بقم و جلالته أشهر من أن يحتاج إلى البيان و أما كونه مدفونا في قم فغير مذكور في الكتب المعتبرة لكن أثر قبره الشريف موجود قديم و عليه اسمه مكتوب. و أما غيرهم فبعضهم يظن فضلهم بما يظهر من حالهم من الأخبار و بعضهم يظن سوء رأيهم و فعلهم من تتبع الآثار كأولاد الحسن ع الذين خرجوا و ادعوا ظاهرا ما ليس لهم مثل محمد و إبراهيم ابني عبد الله بن الحسن و غيرهما و كبعض أولاد موسى ع الذين وثبوا على الرضا ع و أحضروه عند القاضي و كموسى المبرقع بن الجواد ع المدفون بقم و قد ورد بعض الأخبار في ذمه كما مر لكن لا يقدح فيهم بمجرد الأخبار النادرة مع أنه ورد في الخبر النهي عن القدح فيهم و التعرض لهم. و قد مر بسط القول في ذلك في باب أحوال زيد بن علي ع. و تقدم ذكر ما يظهر من حال كل منهم من الأخبار في أبواب تاريخ الأئمة الأخيار ع فلا نعيده هاهنا حذرا من التكرار. و القاسم بن الكاظم الذي ذكره السيد قبره قريب من الغري و معروف و أما كيفية زيارتهم فلم يرد فيها خبر على الخصوص و يجوز زيارتهم بما ورد في زيارة سائر المؤمنين و يجوز تخصيصهم بالخطاب بما جرى على اللسان من ذكر فضلهم و التوسل و الاستشفاع بهم و بآبائهم الطاهرين ع. و كذا يستحب زيارة المراقد المنسوبة إلى الأنبياء ع كإبراهيم و إسحاق و يعقوب و ذي الكفل و يونس و غيرهم صلوات الله عليهم أجمعين. و كذا يستحب زيارة كل من يعلم فضله و علو شأنه و مرقده و رمسه من أفاضل صحابة النبي ص كسلمان. و أبي ذر و المقداد و عمار و حذيفة و جابر الأنصاري. و كذا أفاضل أصحاب كل من الأئمة ع المعلوم حالهم من كتب رجال الشيعة كميثم التمار. و رشيد الهجري و قنبر و حجر بن عدي و زرارة و محمد بن مسلم و بريد. و أبي بصير و الفضيل بن يسار و أمثالهم مع العلم بموضع قبرهم. و كذا المشاهير من محدثي الشيعة و علمائهم الحافظين لآثار الأئمة الطاهرين و علومهم كالمفيد. و الشيخ الطوسي. و السيد بن الجليلين المرتضى و الرضي. و العلامة الحلي و غيرهم رضي الله عنهم.
و مقابر قم مملوة من الأفاضل و المحدثين و تعظيمهم من تعظيم الدين و إكرامهم من إكرام الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين