أقول سبق أكثر ما يتعلق بهذا الباب في كتاب الطهارة و الصلاة و الدعاء و كتاب الصوم و سننقل بعضها في كتاب الحج و كتاب المزار إن شاء الله تعالى أيضا فارجع إليها.
1- و قال الكفعمي ره في البلد الأمين و إن استطعت أن تحيي ليلة الأضحى فافعل فإن أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين فإذا أصبحت و صليت العيد فادع بعدها بالدعاءين المذكورين في الصحيفة و هما بعد دعاء يوم عرفة و قال في الحاشية و ادع فيه أيضا بهذا الدعاء و هو مروي عن الصادق ع
اللهم صل على وليك و أخي نبيك و وزيره و حبيبه و خليله و موضع سره و خيرته من أسرته و وصيه و صفوته و خالصته و أمينه و وليه و أشرف عترته الذين آمنوا و أبي ذريته و باب حكمته و الناطق بحجته و الداعي إلى شريعته و الماضي على سنته و خليفته على أمته سيد المسلمين و أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين أفضل ما صليت على أحد من خلقك و أصفيائك و أوصياء أنبيائك اللهم إني أشهد أنه قد بلغ عن نبيك ص ما حمل و رعى ما استحفظ و حفظ ما استودع و حلل حلالك و حرم حرامك و أقام أحكامك و دعا إلى سبيلك و إلى أوليائك و عادى أعداءك و جاهد الناكثين عن سبيلك و القاسطين و المارقين عن أمرك صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر لا تأخذه في الله لومة لائم حتى بلغ في ذلك الرضا و سلم إليك القضاء و عبدك مخلصا و نصح لك مجتهدا حتى أتاه اليقين فقبضته إليك شهيدا سعيدا وليا رضيا زكيا هاديا مهديا اللهم صل على محمد و عليه أفضل ما صليت على أحد من أنبيائك و أصفيائك يا رب العالمين
2- قل، ]إقبال الأعمال[ فيما نذكره مما ينبغي أن يكون أهل السعادات و الإقبال عليه يوم الأضحى من الأحوال اعلم أننا قد ذكرنا في عيد شهر رمضان ما فتحه علينا مالك القلب و اللسان من الآداب عند استقبال ذلك العيد و آداب ذلك النهار ما نستغني به الآن عن التكرار لكن يمكن أنك لا تقدر على نظر ما قدمناه أو لا تعرف معناه فنذكر عرف ما يفتح الله جل جلاله عليه و يحسن به إلينا فنقول اذكر أيها الإنسان أن الله جل جلاله سبقك بالإحسان قبل أن تعرفه و قبل أن تتقرب إليه بشيء من الطاعات فهيأ لك كل ما كنت محتاجا إليه من المهمات حتى بعث لك رسولا من أعز الخلائق عليه يزيل ملوك الكفار و يقطع دابر الأشرار الذين يحولون بينك و بين فوائد أسراره و يشغلونك عن الاهتداء بأنواره فأطفأ نار الكافرين و أذل رقاب ملوك اليهود و النصارى و الملحدين و لم يكلفك أن تكون في تلك الأوقات من المجاهدين و لا تكلفت خطرا و لا تحملت ضررا في استقامة هذا الدين و جاءتك العبادات في عافية و نعمة صافية مما كان فيه سيد المرسلين و خواص عترته الطاهرين صلوات الله عليه و عليهم أجمعين و مما جاهد عليه و وصل إليه السلف من المسلمين فلا تنس المنة عليك في سلامتك من تلك الأهوال و ما ظفرت به من الآمال و الأقبال و جر بلسان الحال بنظرك و اذكر بخاطرك القتلى الذين سفكت دماؤهم في مصلحتك و هدايتك من أهل الكفر و من أهل الإسلام حتى ظفرت أنت بسعادتك و كم خرب من بلاد عامرة و أهلك من أمم غابرة ثم اذكر إبراز الله جل جلاله أسراره بيوم العيد و أظهر لك أنواره بذلك الوقت السعيد من مخزون ما كان مستورا عن الأمم الماضية و القرون الخالية و جعلك أهلا أن تزور عظمته و حضرته فيه و تحدثه بغير واسطة و تناجيه فهل كان هذا في حسنات نطفتك أو علقتك أو مضغتك أو لما كنت جنينا ضعيفا أو لما صرت رضيعا لطيفا أو لما كنت ناشئا صغيرا أو هل وجدت لك في ذلك تدبيرا فكن رحمك الله عبدا مطيعا و مملوكا سميعا لذلك المالك السالك بك في تلك المسالك الواقي لك من المهالك فو الله إنه ليقبح بك مع سلامة عقلك و ما وهب لك من فضله الذي صرت تعتقده من فضلك أن تعمى أو تتعامى عن هذا الإحسان الخارق للألباب أو أن تشغل عنه أو تؤثر عليه شيئا من الأسباب أقول فاستقبل هدية الله جل جلاله إليك يوم عيده بتعظيمه و تمجيده و القيام بحق وعوده و الخوف من وعيده و فرحك و سرورك بما في ذلك من المسار و المبار على قدر الواهب جل جلاله و على قدر ما كنت عليه من ذل التراب و عقبات النشأة الأولى و ما كان فيها من الأخطار و ترددك في الأصلاب و الأرحام ألوفا كثيرة من الأعوام يسار بك في تلك المضايق على مركب السلامة من العوائق حتى وصلت إلى هذه المسافة و أنت مشمول بالرحمة و الرأفة موصول بموائد الضيافة آمنا من المخافة فالعجب كل العجب لك إن جهلت قدر المنة عليك فيما تولاه الله جل جلاله من الإحسان إليك فاشتغل بما يريد و قد كفاك كل هول شديد و هو جل جلاله كافيك ما قد بقي بذلك اللطف و العطف الذي أجزأه على المماليك و العبيد فصل فيما نذكره من الرواية بغسل يوم الأضحى بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه رضوان الله جل جلاله عليه فيما ذكره من كتاب من لا يحضره الفقيه فقال ما هذا لفظه
و روى ابن المغيرة عن القاسم بن الوليد قال سألته عن غسل الأضحى قال واجب إلا بمنى
ثم قال ره و روى أن غسل الأضحى سنة
أقول إنه إذا ورد لفظ الأمر بالوجوب لشيء يكون ظاهر العمل عليه أنه مندوب يعني يكون المراد بلفظ الواجب التأكيد للعمل عليه و إظهار تعظيمه على غيره من غسل مندوب لم يبلغ تعظيمه إليه فصل فيما نذكره مما يعتمد الإنسان في يوم الأضحى عليه بعد الغسل المشار إليه وجدنا ذلك في بعض مصنفات أصحابنا المهتم بالعبادات نسخة عتيقة ذكر مصنفها أنها مختصر من كتاب المنتخب فقال ما هذا لفظه العمل في يوم النحر أن تبكر يوم النحر فتغتسل و تلبس أنظف ثوب لك و تقول عند ذلك
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللهم إنا نستفتح الثناء بحمدك و نستدعي الثواب بمنك فاسمع يا سميع مدحتي فكم يا إلهي من كربة قد كشفتها فلك الحمد و كم يا إلهي من دعوة قد أجبتها فلك الحمد و كم يا إلهي من رحمة قد نشرتها فلك الحمد و كم يا إلهي من عثرة قد أقلتها فلك الحمد و كم يا إلهي من محنة قد أزلتها فلك الحمد و كم يا إلهي من حلقة ضيقة قد فككتها فلك الحمد سبحانك لم تزل عالما كاملا أولا آخرا ظاهرا باطنا ملكا عظيما أزليا قديما عزيزا حكيما رءوفا رحيما جوادا كريما سميعا بصيرا لطيفا خبيرا عليا كبيرا عليما قديرا لا إله إلا أنت سبحانك و تعاليت أستغفرك و أتوب إليك و أنت التواب الرحيم اللهم إني أشهد بحقيقة إيماني و عقد عزائمي و إيقاني و حقائق ذنوبي و مجاري سيول مدامعي و مساغ مطعمي و لذة مشربي و مشامي و لفظي و قيامي و قعودي و منامي و ركوعي و سجودي و بشري و عصبي و قصبي و لحمي و دمي و مخي و عظامي و ما احتوت عليه شراسيف أضلاعي و ما أطبقت عليه شفتاي و ما أقلت الأرض من قدمي إنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك إلها واحدا أحدا فردا صمدا لم تتخذ صاحبة و لا ولدا و لم تلد و لم تولد و لم يكن لك كفوا أحد و كيف لا أشهد لك بذلك يا سيدي و مولاي و أنت خلقتني بشرا سويا و لم أك شيئا مذكورا و كنت يا مولاي عن خلقي غنيا و ربيتني طفلا صغيرا و هديتني للإسلام كبيرا و لو لا رحمتك إياي لكنت من الهالكين نعم فلا إله إلا الله كلمة حق من قالها سعد و عز و من استكبر عنها شقي و ذل و لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمة خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان بها رضى الرحمن و سخط الشيطان
و الحمد لله أضعاف ما حمده جميع خلقه من الأولين و الآخرين و كما يحب ربنا الله لا إله إلا هو و يرضى أن تحمد و كما ينبغي لكرم وجه ربنا و عز جلاله و عظم ربوبيته و مداد كلماته و كما هو أهله و سبحان الله أضعاف ما سبحه جميع خلقه من الأولين و الآخرين و كما يحب ربنا الله لا إله إلا هو و يرضى أن يسبح و كما ينبغي لكرم وجه ربنا و عز جلاله و عظم ربوبيته و مداد كلماته و كما هو أهله و لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا فردا صمدا لم يتخذ صاحبة و لا ولدا و لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أضعاف ما هلله جميع خلقه من الأولين و الآخرين و كما يحب ربنا الله لا إله إلا هو و يرضى أن يهلل و كما ينبغي لكرم وجه ربنا و عز جلاله و عظم ربوبيته و مداد كلماته و كما هو أهله و الله أكبر أضعاف ما كبره جميع خلقه من الأولين و الآخرين و كما يحب ربنا الله لا إله إلا هو و يرضى أن يكبر و كما ينبغي لكرم وجه ربنا و عز جلاله و عظم ربوبيته و مداد كلماته و كما هو أهله و أستغفر الله الذي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ غفار الذنوب و أتوب إليه و أسأله أن يتوب علي أضعاف ما استغفره جميع خلقه من الأولين و الآخرين و كما يحب ربنا الله لا إله إلا هو و يرضى أن يستغفر و كما ينبغي لكرم وجه ربنا و عز جلاله و عظم ربوبيته و مداد كلماته و كما هو أهله اللهم يا الله يا رب يا رحمان يا رحيم يا ملك يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا كبير يا خالق يا بارئ يا مصور يا حكيم يا خبير يا سميع يا بصير يا عالم يا عليم يا جواد يا كريم يا حليم يا قديم يا غني يا عظيم يا متعالي يا عالي يا محيط يا رءوف يا غفور يا ودود يا شكور يا جليل يا جميل يا حميد يا مجيد يا مبدئ يا معيد يا فعالا لما يريد يا باعث يا وارث يا قدير يا مقتدر يا صمد يا قاهر يا تواب يا بار يا قوي يا بديع يا وكيل يا كفيل يا قريب يا مجيب يا أول يا رازق يا منير يا ولي يا هادي يا ناصر يا واسع يا محيي يا مميت يا قابض يا باسط يا قائم يا شهيد يا رقيب يا حبيب يا مالك يا نور يا رفيع يا مولى يا ظاهر يا باطن يا أول يا آخر يا طاهر يا مطهر يا لطيف يا حفي يا خالق يا مالك يا فتاح يا علام يا شاكر يا أحد يا غفار يا ذا الطول يا ذا الحول يا معين يا ذا العرش يا ذا الجلال و الإكرام يا مستعان يا غالب يا مغيث يا محمود يا معبود يا محسن يا مجمل يا فرد يا حنان يا منان يا قديم الإحسان أسألك بحق هذه الأسماء و بحق أسمائك كلها ما علمت منها و ما لم أعلم أن تصلي على محمد نبيك و رسولك و خيرتك من خلقك و على آل محمد الطيبين الأخيار الطاهرين الأبرار و أن تفرج عني كل غم و هم و كرب و ضر و ضيق أنا فيه و توسع علي في رزقي أبدا ما أحييتني و تبلغني أملي سريعا عاجلا و تكبت أعدائي و حسادي و ذوي التعزز علي و الظلم لي و التعدي علي و تنصرني عليهم برحمتك و تكفيني أمرهم بعزتك و تجعلني الظاهر عليهم بقدرتك و غالب مشيتك يا أرحم الراحمين آمين رب العالمين و صلى الله على محمد خاتم النبيين و على أهل بيته الطيبين الطاهرين و سلم تسليما كثيرا و حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ