أقول قد أوردنا ما يناسب هذا الباب في كتاب الطهارة و الصلاة و الدعاء و الصوم و المزار و أحوال مولانا الحسين صلوات الله عليه فليراجع إلى مواضعها.
1- قل، ]إقبال الأعمال[ عمل ليلة عاشوراء و فضل إحيائها اعلم أن هذه الليلة أحياها مولانا الحسين صلوات الله عليه و أصحابه بالصلوات و الدعوات و قد أحاط بهم زنادقة الإسلام ليستبيحوا منهم النفوس المعظمات و ينتهكوا منهم الحرمات و يسبوا نساءهم المصونات فينبغي لمن أدرك هذه الليلة أن يكون مواسيا لبقايا أهل آية المباهلة و آية التطهير فيما كانوا عليه في ذلك المقام الكبير و على قدم الغضب مع الله جل جلاله و رسوله صلوات الله عليه و الموافقة لهما فيما جرت الحال عليه و يتقرب إلى الله جل جلاله بالإخلاص من موالاة أوليائه و معاداة أعدائه و أما فضل إحيائها
فقد رأينا في كتاب دستور المذكرين بإسناده عن النبي ص قال قال رسول الله ص من أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عبد الله عبادة جميع الملائكة و أجر العامل فيها كأجر سبعين سنة
و أما تعيين الأعمال من صلاة أو ابتهال فمن ذلك الرواية عن النبي ص
وجدناها عن محمد بن أبي بكر المديني الحافظ من كتاب دستور المذكرين بإسناده المتصل عن وهب بن منبه عن ابن عباس قال قال رسول الله ص من صلى ليلة عاشوراء أربع ركعات من آخر الليل فقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب و آية الكرسي عشر مرات و قل هو الله أحد عشر مرات و قل أعوذ برب الفلق عشر مرات و قل أعوذ برب الناس عشر مرات فإذا سلم قرأ قل هو الله أحد مائة مرة بنى الله تعالى له في الجنة مائة ألف ألف مدينة من نور في كل مدينة ألف ألف قصر في كل قصر ألف ألف بيت في كل بيت ألف ألف سرير في كل سرير ألف ألف فراش في كل فراش زوجة من الحور العين في كل بيت ألف ألف مائدة في كل مائدة ألف ألف قصعة في كل قصعة مائة ألف ألف لون و من الخدم على كل مائدة ألف ألف وصيف و مائة ألف ألف وصيفة على عاتق كل وصيف و وصيفة منديل قال وهب بن منبه صمت أذناي إن لم أكن سمعت هذا من ابن عباس
و من ذلك ما رويناه أيضا في كتاب دستور المذكرين بإسناده المتصل عن أبي أمامة قال قال رسول الله ص من صلى ليلة عاشوراء مائة ركعة بالحمد مرة و قل هو الله أحد ثلاث مرات و يسلم بين كل ركعتين فإذا فرغ من جميع صلاته قال سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم سبعين مرة قال قال رسول الله ص من صلى هذه الصلاة من الرجال و النساء ملأ الله قبره إذا مات مسكا و عنبرا و يدخل إلى قبره في كل يوم نور إلى أن ينفخ في الصور و توضع له مائدة يتناعم به أهل الدنيا منذ يوم خلق إلى أن ينفخ في الصور و ليس من الرجال إذا وضع في قبره إلا يتساقط شعورهم إلا من صلى هذه الصلاة و ليس أحد يخرج من قبره إلا أبيض الشعر إلا من صلى هذه الصلاة و الذي بعثني بالحق إنه من صلى هذه الصلاة فإن الله عز و جل ينظر إليه في قبره بمنزلة العروس في حجلته إلى أن ينفخ في الصور فإذا نفخ في الصور يخرج من قبره كهيئته إلى الجنان كما يزف العروس إلى زوجها
ثم ذكر تمام الحديث في تعظيم يوم عاشوراء و عمل الخير فيه و عن قصدنا ما يتعلق بليلة العاشوراء و قد ذكرنا فيما تقدم من اعتمادنا في مثل هذه الأحاديث على
ما رويناه عن الصادق ع أنه من بلغه شيء من الخير فعمل كان له ذلك و إن لم يكن الأمر كما بلغه
و من ذلك ما رويناه في بعض كتب العبادات عن النبي ص أنه قال من صلى مائة ركعة ليلة عاشوراء يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و قل هو الله أحد ثلاث مرات و يسلم بين كل ركعتين فإذا فرغ من جميع صلاته قال سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و استغفر الله سبعين مرة
و ذكر من الثواب و الأقبال ما يبلغه كثير من الآمال و الأعمال و يطول به شرح المقال و من الصلوات يوم عاشوراء في رواية أخرى
عن النبي ص أنه قال يصلى ليلة عاشوراء أربع ركعات في كل ركعة الحمد مرة و قل هو الله أحد خمسون مرة فإذا سلمت من الرابعة فأكثر ذكر الله تعالى و الصلاة على رسوله و اللعن لأعدائهم ما استطعت
و من الصلوات و الدعوات في ليلة عاشوراء ما ذكره صاحب المختصر من المنتخب فقال ما هذا لفظه الدعاء في ليلة عاشوراء أن يصلي عشر ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة و قل هو الله أحد مائة مرة
و قد روي أن يصلي مائة ركعة يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و قل هو الله أحد ثلاث مرات فإذا فرغت منهن و سلمت تقول سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم مائة مرة
و روي سبعين مرة و أستغفر الله مائة مرة
و قد روي سبعين مرة و صلى الله على محمد و آل محمد مائة مرة
و قد روي سبعين مرة
و تقول دعاء فيه فضل عظيم هو ثابت في كتاب الرياض
اللهم إني أسألك يا الله يا رحمان يا الله يا رحمان يا الله يا رحمان يا الله يا رحمان يا الله يا رحمان يا الله يا رحمان يا الله يا رحمان يا الله يا رحمان يا الله يا رحمان يا الله يا رحمان يا الله يا رحمان و أسألك بأسمائك الوضيئة الرضية المرضية الكبيرة الكثيرة يا الله و أسألك بأسمائك العزيزة المنيعة يا الله و أسألك بأسمائك الكاملة التامة يا الله و أسألك بأسمائك المشهورة المشهودة لديك يا الله يا الله و أسألك بأسمائك التي لا ينبغي لشيء أن يتسمى بها غيرك يا الله و أسألك بأسمائك التي لا ترام و لا تزول يا الله و أسألك بما تعلم أنه لك رضا من أسمائك يا الله و أسألك بأسمائك التي سجد لها كل شيء دونك يا الله و أسألك بأسمائك التي لا يعدلها علم و لا قدس و لا شرف و لا وقار يا الله و أسألك من مسائلك بما عاهدت أوفى العهد أن تجيب سائلك بها يا الله و أسألك بالمسألة التي أنت لها أهل يا الله و أسألك بالمسألة التي تقول لسائلها و ذاكرها سل ما شئت فقد وجبت لك الإجابة يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله و أسألك بجملة ما خلقت من المسائل التي لا يقوى بحملها شيء دونك يا الله و أسألك من مسائلك بأعلاها علوا و أرفعها رفعة و أسناها ذكرا و أسطعها نورا و أسرعها نجاحا و أقربها إجابة و أتمها تماما و أكملها كمالا و كل مسائلك عظيمة يا الله و أسألك بما لا ينبغي أن يسأل به غيرك من العظمة و القدس و الجلال و الكبرياء و الشرف و النور و الرحمة و القدرة و الإشراف و المسألة و الجود و العظمة و المدح و العز و الفضل العظيم و الرواج و المسائل التي بها تعطي من تريد و بها تبدئ و تعيد يا الله و أسألك بمسائلك العالية البينة المحجوبة من كل شيء دونك يا الله و أسألك بأسمائك المخصوصة يا الله و أسألك بأسمائك الجليلة الكريمة الحسنة يا جليل يا جميل يا الله يا عظيم يا عزيز يا كريم يا فرد يا وتر يا أحد يا صمد يا الله يا رحمان يا رحيم أسألك بمنتهى أسمائك التي محلها في نفسك يا الله و أسألك بما سميته به نفسك مما لم يسمك به أحد غيرك يا الله و أسألك بما لا يرى من أسمائك يا الله و أسألك من أسمائك بما لا يعلمه غيرك يا الله و أسألك بما نسبت إليه نفسك مما تحبه يا الله و أسألك بجملة مسائلك الكبرياء و بكل مسألة وجدته حتى ينتهي إلى الاسم الأعظم يا الله و أسألك بأسمائك الحسنى كلها يا الله و أسألك بكل اسم وجدته حتى ينتهي إلى الاسم الأعظم الكبير الأكبر العلي الأعلى و هو اسمك الكامل الذي فضلته على جميع ما تسمي به نفسك يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا رحمان يا رحيم أدعوك و أسألك بحق هذه الأسماء و تفسيرها فإنه لا يعلم تفسيرها أحد غيرك يا الله و أسألك بما لا أعلم و لو علمته سألتك به و بكل اسم استأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلي على محمد عبدك و رسول و أمينك على وحيك و أن تغفر لي جميع ذنوبي و تقضي لي جميع حوائجي و تبلغني آمالي و تسهل لي محابي و تيسر لي مرادي و توصلني إلى بغيتي سريعا عاجلا و ترزقني رزقا واسعا و تفرج عني همي و غمي و كربي يا أرحم الراحمين
2- قل، ]إقبال الأعمال[ عن شيخ الطائفة فيما رواه عن جابر الجعفي عن أبي عبد الله ع قال من بات عند قبر الحسين ع ليلة عاشوراء لقي الله يوم القيامة ملطخا بدمه و كأنما قتل معه في عرصة كربلاء
و قال شيخنا المفيد في كتاب التواريخ الشرعية و روي أن من زاره ع و بات عنده في ليلة عاشوراء حتى يصبح حشره الله تعالى ملطخا بدم الحسين ع في جملة الشهداء معه ع
3- قل، ]إقبال الأعمال[ اعلم أن الروايات وردت متظافرات في تحريم صوم يوم عاشوراء على وجه الشماتات و ذلك معلوم بين أهل الديانات و وردت أخبار كثيرة بالحث على صيامه
منها ما رويناه بإسنادنا عن علي بن فضال بإسناده عن أبي عبد الله ع قال استوت السفينة يوم عاشوراء على الجودي فأمر نوح من معه من الجن و الإنس أن يصوموا ذلك اليوم
و قال أبو جعفر ع أ تدرون ما هذا اليوم الذي تاب الله عز و جل فيه على آدم ع و حواء هذا اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني إسرائيل فأغرق فرعون و من معه و هذا اليوم الذي غلب فيه موسى فرعون و هذا اليوم الذي ولد فيه إبراهيم ع و هذا اليوم الذي تاب الله فيه على قوم يونس و هذا اليوم الذي ولد فيه عيسى ابن مريم ع و هذا اليوم يقوم فيه القائم ع
و منها بإسنادنا إلى هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع عن أبيه أن عليا ع قال صوموا من عاشوراء التاسع و العاشر فإنه يكفر ذنوب سنة
أقول و رأيت من طريقهم في المجلد الثالث من تاريخ النيشابوري للحاكم في ترجمة نصر بن عبد الله النيشابوري بإسناده إلى سعيد بن المسيب عن سعد أن النبي ص لم يصم عاشوراء
و أما الدعاء فيه فقد ذكر صاحب كتاب المختصر من المنتخب فقال ما هذا لفظه تصبح يوم عاشوراء صائما و تقول
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحان الله آناءَ اللَّيْلِ وَ أَطْرافَ النَّهارِ سبحان الله بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ سبحان اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً عدد كل شيء و ملء كل شيء و زنة كل شيء و أضعاف ذلك مضاعفة أبدا سرمدا كما ينبغي لعظمته سبحان ذي الملك و الملكوت سبحان ذي العزة و الجبروت سبحان الحي الذي لا يموت سبحان الملك القدوس سبحان القائم الدائم سبحان الحي القيوم سبحان العلي الأعلى سبحانه و تعالى سبحان الله سبوح قدوس رب الملائكة و الروح اللهم إني أصبحت في منة و نعمة و عافية فأتمم علي نعمتك يا الله و منك و عافيتك و ارزقني شكرك اللهم بنور وجهك اهتديت و بفضلك استغنيت و بنعمتك أصبحت و أمسيت أصبحت أشهدك و كفى بك شهيدا و أشهد ملائكتك و حملة عرشك و جميع خلقك و سمائك و أرضك و جنتك و نارك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن ما دون عرشك إلى قرار أرضك من معبود دونك باطل مضمحل و أشهد أن محمدا عبدك و رسولك و أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها و أنك باعث من في القبور اللهم فاكتب شهادتي هذه عندك حتى ألقاك بها و قد رضيت عني يا أرحم الراحمين اللهم فلك الحمد حمدا تضع لك السماء كنفيها و تسبح لك الأرض و من عليها حمدا يصعد و لا ينفد حمدا يزيد و لا يبيد حمدا سرمدا لا انقطاع له و لا نفاد حمدا يصعد أوله و لا يفنى آخره و لك الحمد علي و فوقي و معي و أمامي و قبلي و لدي و إذا مت و فنيت و بقيت يا مولاي و لك الحمد بجميع محامدك كلها على جميع نعمائك كلها و لك الحمد في كل عرق ساكن و في كل أكلة و شربة و لباس و قوة و بطش و على موضع كل شعرة اللهم لك الحمد كله و لك الملك كله و بيدك الخير كله و إليك يرجع الأمر كله علانيته و سره و أنت منتهى الشأن كله اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك و لك الحمد على عفوك بعد قدرتك اللهم لك الحمد يا باعث الحمد و لك الحمد يا وارث الحمد و بديع الحمد و منتهى الحمد و مبدئ الحمد و وفي العهد صادق الوعد عزيز الجد و قديم المجد اللهم و لك الحمد رفيع الدرجات مجيب الدعوات منزل الآيات من فوق سبع سماوات تخرج من في الظلمات إلى النور مبدل السيئات حسنات و جاعل الحسنات درجات اللهم لك الحمد غافر الذنب و قابل التوب شديد العقاب ذا الطول لا إله إلا أنت إليك المصير اللهم لك الحمد في اللَّيْلِ إِذا يَغْشى و في النَّهارِ إِذا تَجَلَّى و لك الحمد في الآخرة و الأولى اللهم لك الحمد عدد كل نجم في السماء و لك الحمد بعدد كل ملك في السماء و لك الحمد عدد كل قطرة في البحر و لك الحمد عدد أوراق الأشجار و لك الحمد عدد الجن و الإنس و عدد الثرى و البهائم و السباع و الطير و لك الحمد عدد ما في جوف الأرض و لك الحمد عدد ما على وجه الأرض و لك الحمد عدد ما أحصى كتابك و أحاط به علمك و زنة
عرشك حمدا كثيرا مباركا فيه اللهم لك الحمد عدد ما تقول و عدد ما تعلم و عدد ما يعمل خلقك كلهم الأولون و الآخرون و زنة ذلك كله و عدد ما سمينا كله إذا متنا و فنينا لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وحده لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تقول أستغفر الله عشر مرات يا الله يا الله عشر مرات يا رحمان يا رحمان عشر مرات يا رحيم يا رحيم عشر مرات يا حنان يا منان عشر مرات يا لا إله إلا أنت عشر مرات و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم عشر مرات آمين آمين عشر مرات بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عشر مرات و صلى الله على محمد النبي و آله و سلم عشر مرات ثم تقول اللهم أنت ثقتي في كل كرب و رجائي في كل شديدة و أنت لي في كل أمر نزل بي ثقة و عدة كم من كرب يضعف فيه الفؤاد و تقل فيه الحيلة و يخذل فيه القريب و يشمت فيه العدو و أنزلته بك و شكوته إليك رغبة فيه إليك عمن سواك ففرجته و كشفته و كفيته فأنت ولي كل نعمة و صاحب كل حسنة و منتهى كل رغبة فلك الحمد كثيرا و لك المن فاضلا اللهم صل على محمد و على آل محمد و سهل لي محنتي و يسر لي إرادتي و بلغني أمنيتي و أوصلني إلى بغيتي سريعا عاجلا و اقض عني ديني يا أرحم الراحمين
4- قل، ]إقبال الأعمال[ روي عن الصادق ع أنه قال من قرأ يوم عاشوراء ألف مرة سورة الإخلاص نظر الرحمن إليه و من نظر الرحمن إليه لم يعذبه أبدا
قال السيد ره لعل معنى نظر الرحمن إليه أراد به نظر الرحمة للعبد و الرضا عنه و الشفقة عليه
5- قل، ]إقبال الأعمال[ روينا بإسنادنا إلى مولانا علي بن موسى الرضا ع أنه قال من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا و الآخرة و من كان يوم عاشوراء يوم مصيبته و حزنه و بكائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه و سروره و قرت بنا في الجنة عينه و من سمى يوم عاشوراء يوم بركة و ادخر لمنزله فيه شيئا لم يبارك له فيما ادخر و حشر يوم القيامة مع يزيد و عبيد الله بن زياد و عمر بن سعد لعنهم الله في أسفل درك من النار
قال السيد ره و إذا عزمت على ما لا بد منه من الطعام و الشراب بعد انقضاء وقت المصاب فقل ما معناه اللهم إنك قلت وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فالحسين صلوات الله عليه و على أصحابه عندك الآن يأكلون و يشربون فنحن في هذا الطعام و الشراب بهم مقتدون.
6- قل، ]إقبال الأعمال[ فإذا كان أواخر نهار يوم عاشوراء فقم قائما و سلم على رسول الله ص و على مولانا أمير المؤمنين ع و على مولانا الحسن بن علي و على سيدتنا فاطمة الزهراء و عترتهم الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين و عزهم على هذه المصائب بقلب محزون و عين باكية و لسان ذليل بالنوائب ثم اعتذر إلى الله جل جلاله و إليهم من التقصير فيما يجب لهم عليك و أن يعفو عما لم تعمله مما كنت تعمله مع من يعز عليك فإنه من المستبعد أن يقام في هذا المصاب الهائل بقدر خطبة النازل و اجعل كلما يكون من الحركات و السكنات في الجزع عليه خدمة لله جل جلاله و متقربا بذلك إليه و اسأل من الله جل جلاله و منهم ما يريدون أن يسأله منهم و ما أنت محتاج إليه و إن لم تعرفه و لم تبلغ أملك إليه فإنهم أحق أن يعطوك على قدر إمكانهم و يعاملوك بما يقصر عنه سؤالك من إحسانهم و لعل قائلا يقول هلا كان الحزن الذي يعملونه من أول عشر المحرم قبل وقوع القتل يعملونه بعد يوم عاشوراء لأجل تجدد القتل فأقول إن أول العشر كان الحزن خوفا مما جرت الحال عليه فلما قتل صلوات الله عليه و آله دخل تحت قول الله تعالى وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ فلما صاروا فرحين بسعادة الشهادة وجب المشاركة لهم في السرور بعد القتل لنظفر معهم بالسعادة فإن قيل فعلام تجددون قراءة المقتل و الحزن كل عام فأقول لأن قراءته هو عوض قصة القتل على عدل الله جل جلاله ليأخذ بثأره كما وعد من العدل و أما تجدد الحزن كل عشر و الشهداء صاروا مسرورين فلأنه مواساة لهم في أيام العشر حيث كانوا فيها ممتحنين ففي كل سنة ينبغي لأهل الوفاء أن يكونوا وقت الحزن محزونين و وقت السرور مسرورين