1- مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن جعفر الرزاز عن ابن أبي الخطاب عن ابن أبي نجران عن يزيد بن إسحاق عن الحسن بن عطية عن أبي عبد الله ع قال إذا دخلت الحير فقل اللهم إن هذا مقام أكرمتني به و شرفتني به اللهم فأعطني فيه رغبتي على حقيقة إيماني بك و برسلك سلام عليك يا ابن رسول الله و سلام على ملائكته فيما تروح به الرائحات الطاهرات لك و عليك و سلام على ملائكة الله المقربين و سلام على المسلمين لك بقلوبهم الناطقين لك بفضلك بألسنتهم أشهد أنك صادق صديق صدقت فيما دعوت إليه و صدقت فيما أتيت به و أنك ثار الله في الأرض من الدم الذي لا يدرك ثاره من الأرض إلا بأوليائك اللهم حبب إلي مشاهدهم و شهادتهم حتى تلحقني بهم و تجعلني لهم فرطا و تابعا في الدنيا و الآخرة ثم تمشي قليلا و تكبر سبع تكبيرات ثم تقوم بحيال القبر و تقول سبحان الذي سبح له الملك و الملكوت و قدست بأسمائه جميع خلقه و سبحان الملك القدوس رب الملائكة و الروح اللهم اكتبني في وفدك إلى خير بقاعك و خير خلقك اللهم العن الجبت و الطاغوت و العن أشياعهم و أتباعهم اللهم أشهدني مشاهد الخير كلها مع أهل بيت نبيك اللهم تَوَفَّنِي مُسْلِماً و اجعل لي قدما مع الباقين الوارثين الذين يرثون الأرض من عبادك الصالحين ثم تكبر خمس تكبيرات ثم تمشي قليلا و تقول اللهم إني بك مؤمن و بوعدك موقن اللهم اكتب لي إيمانا و ثبته في قلبي اللهم اجعل ما أقول بلساني حقيقته في قلبي و شريعته في عملي اللهم اجعلني ممن له مع الحسين ع قدما ثابتا و أثبتني فيمن استشهد معه ثم كبر ثلاث تكبيرات و ترفع يديك حتى تضعهما معا على القبر ثم تقول أشهد أنك طهر طاهر من طهر طاهر طهرت و طهرت لك البلاد و طهرت أرض أنت بها و طهر حرمها أشهد أنك أمرت بالقسط و دعوت إليه و أنك ثار الله في أرضه حتى يستثير لك من جميع خلقه ثم ضع خديك جميعا على القبر ثم تجلس فتذكر الله بما شئت و توجه إلى الله فيما شئت أن تتوجه ثم تعود فتضع يديك عند رجله ثم تقول صلوات الله على روحك و على بدنك صدقت و أنت الصادق المصدق و قتل الله من قتلك بالأيدي و الألسن ثم تقبل إلى علي ابنه فتقول ما أحببت ثم تقوم قائما فتستقبل القبور قبور الشهداء فتقول السلام عليكم أيها الشهداء أنتم لنا فرط و نحن لكم تبع أبشروا بموعد الله الذي لا خلف له الله مدرك لكم وتركم و مدرك لكم في الأرض عدوه أنتم سادة الشهداء في الدنيا و الآخرة ثم تجعل القبر بين يديك ثم تصلي ما بدا لك ثم تقول جئت وافدا إليك و أتوسل إلى الله بك في جميع حوائجي
من أمر دنياي و آخرتي بك يتوسل المتوسلون إلى الله في حوائجهم و بك يدرك عند الله أهل الترات طلبتهم ثم تكبر إحدى عشرة تكبيرة متتابعة و لا تعجل فيها ثم تمشي قليلا فتقوم مستقبل القبلة فتقول الحمد لله الواحد المتوحد في الأمور كلها خلق الخلق فلم يغب شيء من أمورهم عن علمه فعلمه بقدرته ضمنت الأرض و من عليها دمك و ثارك يا ابن رسول الله صلى الله عليك أشهد أن لك من الله ما وعدك من النصر و الفتح و إن لك من الله الوعد الصادق في هلاك أعدائك و تمام موعد الله إياك أشهد أن من تبعك الصادقون الذين قال الله تبارك و تعالى فيهم أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ ثم كبر سبع تكبيرات ثم تمشي قليلا ثم تستقبل القبر و تقول الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً أشهد أنك دعوت إلى الله و إلى رسوله و وفيت لله بعهده و قمت لله بكلماته و جاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين لعن الله أمة قتلتك و لعن الله أمة خذلتك و لعن الله أمة خذلت عنك اللهم إني أشهدك بالولاية لمن واليت و والته رسلك و أشهد بالبراءة ممن برئت منه و برئت منه رسلك اللهم العن الذين كذبوا رسلك و هدموا كعبتك و حرفوا كتابك و سفكوا دماء أهل بيت نبيك و أفسدوا في بلادك و استذلوا عبادك اللهم ضاعف لهم العذاب فيما جرى من سبلك و برك و بحرك اللهم العنهم في مستسر السرائر في سمائك و أرضك و كلما دخلت الحير فسلم و ضع خدك على القبر
بيان قوله ع و سلام على ملائكته فيما تروح به الرائحات أي سلام على ملائكة الله في ضمن التحيات التي تأتيك من الله في وقت الرواح أو مطلقا فقوله لك و عليك صفة أو حال للرائحات و الأظهر ما في بعض النسخ و هو قوله و سلام ملائكته فيما تغتدي و تروح و الغدوة البكرة و يقال غدا عليه و اغتدى أي بكر و الرواح من زوال الشمس إلى الليل يقال راح يروح رواحا أي سلام ملائكته فيما يأتون به عليك في أول النهار و آخره و قد يقال راح يروح إذا أتى أي وقت كان فعلى النسخة الأولى هذا هو المراد قوله ع و أنك ثار الله في الأرض الثأر بالهمز الدم و طلب الدم أي أنك أهل ثار الله و الذي يطلب الله بدمه من أعدائه أو هو الطالب بدمه و دماء أهل بيته بأمر الله في الرجعة و قيل هو تصحيف ثائر و الثائر من لا يبقى على شيء حتى يدرك ثاره. ثم اعلم أن المضبوط في نسخ الدعاء بغير همز و الذي يظهر من كتب اللغة أنه مهموز و لعله خفف في الاستعمال قوله ع و شهادتهم أي حضورهم أو أصير شهيدا كما صاروا و الأول أظهر قوله و تجعلني لهم فرطا هو بالتحريك من يتقدم القوم ليرتاد لهم الماء و يهيئ لهم الدلاء و الأرشية أي تجعلني خادما لهم ساعيا في أمورهم قوله ع من جميع خلقه أي ممن له مدخل في ذلك بالتأسيس و الخذلان و الرضا به في كل دهر و أوان و الوتر بالكسر و يفتح و الترة بكسر التاء و فتح الراء الثأر
2- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي نجران عن يزيد بن إسحاق عن الحسن بن عطية قال إذا فرغت من السلام على الشهداء فأت قبر أبي عبد الله ع فاجعله بين يديك ثم تصلي ما بدا لك
3- مل، ]كامل الزيارات[ أبي و علي بن الحسين و ابن الوليد جميعا عن سعد عن ابن عيسى عن القاسم بن يحيى عن الحسن بن راشد عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة قال كنت أنا و يونس بن ظبيان و المفضل بن عمر و أبو سلمة السراج جلوسا عند أبي عبد الله ع و كان المتكلم يونس و كان أكبرنا سنا فقال له جعلت فداك إني أحضر مجالس هؤلاء القوم يعني ولد س ا ب ع فما أقول قال إذا حضرتهم و ذكرتنا فقل اللهم أرنا الرخاء و السرور فإنك تأتي على كل ما تريد فقلت جعلت فداك إني كثيرا ما أذكر الحسين ع فأي شيء أقول قال قل السلام عليك يا أبا عبد الله تعيد ذلك ثلاثا فإن السلام يصل إليه من قريب و من بعيد ثم قال إن أبا عبد الله ع لما مضى بكت عليه السماوات السبع و الأرضون السبع و ما فيهن و ما بينهن و من يتقلب في الجنة و النار من خلق ربنا و ما يرى و ما لا يرى بكاء على أبي عبد الله ع إلا ثلاثة أشياء لم تبك عليه قلت جعلت فداك ما هذه الثلاثة الأشياء قال لم تبك عليه البصرة و لا دمشق و لا آل عثمان قال قلت جعلت فداك إني أريد أن أزوره فكيف أقول و كيف أصنع قال إذا أتيت أبا عبد الله ع فاغتسل على شاطئ الفرات ثم البس ثيابك الطاهرة ثم امش حافيا فإنك في حرم من حرم الله و رسوله بالتكبير و التهليل و التمجيد و التعظيم لله كثيرا و الصلاة على محمد ص و أهل بيته حتى تصير إلى باب الحسين ع ثم قل السلام عليك يا حجة الله و ابن حجته السلام عليكم يا ملائكة الله و زوار قبر ابن نبي الله ثم اخط عشر خطا فكبر ثم قف فكبر ثلاثين تكبيرة ثم امش حتى تأتيه من قبل وجهه و استقبل وجهك بوجهه و تجعل القبلة بين كتفيك ثم تقول السلام عليك يا حجة الله و ابن حجته السلام عليك يا قتيل الله و ابن قتيله السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره السلام عليك يا وتر الله الموتور في السماوات و الأرض أشهد أن دمك سكن في الخلد و اقشعرت له أظلة العرش و بكى له جميع الخلائق و بكت له السماوات السبع و الأرضون السبع و ما فيهن و ما بينهن و من يتقلب في الجنة و النار من خلق ربنا و ما يرى و ما لا يرى أشهد أنك حجة الله و ابن حجته و أشهد أنك قتيل الله و ابن قتيله و أشهد أنك ثار الله في الأرض و ابن ثاره و أشهد أنك وتر الله الموتور في السماوات و الأرض و أشهد أنك قد بلغت و نصحت و وفيت و وافيت و جاهدت في سبيل ربك و مضيت للذي كنت عليه شهيدا و مستشهدا و شاهدا و مشهودا أنا عبد الله و مولاك و في طاعتك و الوافد إليك ألتمس كمال المنزلة عند الله و ثبات القدم في الهجرة إليك و السبيل الذي لا يختلج دونك من الدخول في كفالتك التي أمرت بها
من أراد الله بدأ بكم من أراد الله بدأ بكم من أراد الله بدأ بكم بكم يبين الله الكذب و بكم يباعد الله الزمان الكلب و بكم فتح الله و بكم يختم الله و بكم يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ بكم يُثْبِتُ و بكم يفك الذل من رقابنا و بكم يدرك الله ترة كل مؤمن يطلب و بكم تنبت الأرض أشجارها و بكم تخرج الأشجار أثمارها و بكم تنزل السماء قطرها و رزقها و بكم يكشف الله الكرب و بكم ينزل الله الغيث و بكم تسبح الله الأرض التي تحمل أبدانكم و تستقل جبالها على مراسيها إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم و تصدر من بيوتكم و الصادق عما فصل من أحكام العباد لعنت أمة قتلتكم و أمة خالفتكم و أمة جحدت ولايتكم و أمة ظاهرت عليكم و أمة شهدت و لم تستشهد الحمد لله الذي جعل النار مأواهم و بئس ورد الواردين وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و تقول ثلاثا صلى الله عليك يا أبا عبد الله صلى الله عليك يا أبا عبد الله صلى الله عليك يا أبا عبد الله أنا إلى الله ممن خالفك بريء أنا إلى الله ممن خالفك بريء أنا إلى الله ممن خالفك بريء ثم تقوم فتأتي ابنه عليا ع و هو عند رجله فتقول السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين السلام عليك يا ابن الحسن و الحسين السلام عليك يا ابن خديجة و فاطمة صلى الله عليك صلى الله عليك صلى الله عليك لعن الله من قتلك لعن الله من قتلك لعن الله من قتلك أنا إلى الله منهم بريء أنا إلى الله بريء أنا إلى الله بريء ثم تقوم فتومئ بيدك إلى الشهداء و تقول السلام عليكم السلام عليكم السلام عليكم فزتم و الله فزتم و الله فزتم و الله فليت أني معكم فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ثم تدور فتجعل قبر أبي عبد الله صلى الله عليه بين يديك أماما فتصلي ست ركعات و قد تمت زيارتك و إن شئت فأقم و إن شئت فانصرف
-4 كا، ]الكافي[ العدة عن ابن عيسى مثله
بيان قوله يعني ولد سابع هو مقلوب عباس هكذا عبر تقية قوله ع يا قتيل الله أي الذي قتل لله و في سبيله أو القتيل الذي طلب دمه و ثاره إلى الله قوله ع وتر الله أي الفرد المتفرد في الكمال من نوع البشر في عصره الشريف أو المراد ثار الله كما مر أي الذي الله تعالى طالب دمه و الموتور الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه تقول منه وتره يتره وترا و ترة و كذلك وتره حقه نقصه ذكره الجوهري. و قال الجزري فيه من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله و ماله أي نقص يقال وترته إذا نقصته فكأنك جعلته وترا بعد أن كان كثيرا و قيل هو من الوتر الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي فشبه ما يلحق من فاتته صلاة العصر بمن قتل حميمه أو سلب أهله و ماله انتهى. أقول فالمعنى الذي قتل في سبيل الله و قتل أقرباؤه و سلب أمواله و قيل الموتور تأكيد للوتر كقوله حجرا محجورا قوله في السماوات و الأرض أي ينتظر طلب ثاره أهل السماوات و الأرض أو عظمت مصيبته فيهما. قوله ع و اقشعرت له أظلة العرش الأظلة جمع ظلال و هو ما أظلك من سقف أو غيره و المراد هنا ما فوق العرش أو أطباقه و بطونه فإن كل طبقة و بطن منه ظل لطائفة أو أجزاء العرش فإن كل جزء منه ظل لمن يسكن تحته و قد يطلق الظلال على الأشخاص و الأجسام اللطيفة و عالم الأرواح فيمكن أن يكون المراد بها الأرواح المقدسة و الملائكة الساكنين في العرش و في بعض النسخ ظلة العرش بالضم فالإضافة بيانية. قوله ع و أشهد أنك ثار الله في بعض نسخ الكافي هنا ثائر الله في الأرض و ابن ثائره قوله ع و وافيت أي أتيت هذه الجماعة لإعلاء الكلمة و إتمام الحجة و ما قصرت في ذلك. و في أكثر نسخ الكافي و التهذيب و أوفيت من قوله تعالى وَ مَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ تأكيدا للسابق أو بمعنى توفية الحق كملا أي أعطيت كل امرئ ما يلزمك من الهداية و إعطاء النصيحة أو وفيت ربك ما كلفك كما قال تعالى وَ إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى و مضى شرح قوله مضيت للذي كنت عليه في زيارات أمير المؤمنين. قوله ع و ثبات القدم في الهجرة إليك أي أطلب ثبات القدم و المداومة في الهجرة إليك و الإتيان لزيارتك و يحتمل أن تكون في تعليلية أي ثبات القدم في الدين لهجرتي إليك. قوله ع و السبيل الذي لا يختلج دونك الاختلاج الاضطراب و اختلجه أي جذبه و اقتطعه قال في النهاية و منه الحديث ليردن علي الحوض أقوام ثم ليختلجن دوني أي يجتذبون و يقتطعون انتهى فيمكن أن يقرأ يختلج على بناء الفاعل و على بناء المفعول و الثاني أظهر و على التقديرين السبيل إما معطوف على الهجرة أو على إثبات القدم و الأخير أظهر و على التقادير حاصل الكلام أني ألتمس منك السبيل المستقيم غير المضطرب أو السبيل الذي من سلكه لا يجتذب و لا ينتزع و لا يمنع من الوصول إليكم في الدنيا و الآخرة. و كلمة من في قوله من الدخول إما تعليلية أو بيانية فيكون بيانا للسبيل أو صلة للاختلاج على المعنى الثاني و أمرت على بناء المجهول و الكفالة هي الحفظ و الرعاية و الشفاعة اللاتي أمرهم الله تعالى بها لشيعتهم و يقال كلب الدهر على أهله إذا ألح عليهم و اشتد. قوله ع و بكم فتح الله أي الإيجاد أو العلم أو الخلافة و الإمامة كقوله ص كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين قوله و بكم يدرك الله ترة
كل مؤمن يطلب أي ما يقع على الشيعة من القتل و النهب و الضرب و الشتم و سائر مضار الدين و الدنيا أنتم الطالب لها في الرجعة و المنتقم لهم فيها و منهم من صحف و قرأ بطلت أي ترة و جناية بطلت و لم يطلبها صاحبه و أولياؤه و هو مخالف لما في النسخ المعتبرة. قوله ع و بكم تسبح الأرض المراد بالأرض إما كلها أو مواضع استقرارهم ع حيا و ميتا و تسبيح الأرض على نحو ما قال تعالى وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ أو المراد تسبيح سكانها من الملائكة و الجن بل الإنس أيضا فإن ببركتهم يعبد الله في روضاتهم و بيوتهم و يمكن أن يقرأ على بناء المجهول أي تقدس و تنزه و تذكر بالخير بيوتكم و قبوركم و مواضع آثاركم كما قال تعالى فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ و قد مرت الأخبار في تفسيرها في كتاب الإمامة و في بعض نسخ الكتاب و التهذيب و أكثر نسخ الكافي تسيخ بالياء المثناة من تحت و الخاء المعجمة أي تثبت و تستقر و هو أظهر. قوله ع تستقل جبالها الضمير راجع إلى الأرض على مراسيها أي أماكنها و محال ثبوتها و استقرارها و في الكافي تستقر مكان تستقل و قوله إرادة الرب مبتدأ و تهبط إليكم على بناء المعلوم أو المجهول خبره أي تقديراته تعالى تنزل عليكم في ليلة القدر و تصدر من بيوتكم أي يأخذها الخلق و يتعلمها منكم و في بعض نسخ الكتاب و عامة نسخ الكافي و التهذيب و غيرهما و الصادر بالراء المهملة و هو مبتدأ و خبره مقدر بقرينة ما سبق أي يصدر من بيوتكم و في بعض نسخ الكتاب الصادق بالقاف و لا يختلف التقدير و يمكن أن يقرأ فصل على بناء المعلوم و المجهول من باب التفعيل و المجرد. و الحاصل أن أحكام العباد و ما بين منها أو ما يفصل بينهم في قضاياهم أو ما يميز بين الحق و الباطل أو ما خرج من الوحي منها يؤخذ منكم فإن الصادر عن الماء مثلا هو الذي يرد الماء فيأخذ منه حاجته و يرجع فإذا كان علم ما فصل من أحكام العباد في بيوتهم فالصادر عنه لا بد أن يصدر من بيوتهم و لا يبعد أن يكون الواو في قوله و الصادر زيد من النساخ فيكون فاعل يصدر و لا يحتاج إلى تقدير. قوله ع و لم تستشهد على بناء المجهول أي أمة حضرت عندك و لم تجاهد حتى تقتل دونك ممن كان مأمورا بالجهاد و منهم من قرأ على بناء المعلوم أي لم تطلب شهوده و حضوره و لا يخفى بعده. قوله ع وَ بِئْسَ الْوِرْدُ بالكسر الماء الذي ترد عليه و الْمَوْرُودُ تأكيد له كقوله تعالى قَدَراً مَقْدُوراً أي بئس الماء المورود عليه مورده و هذا على سبيل التهكم كقوله تعالى فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ أي النار لهم بدل مما يرد عليه أهل الجنة من الأنهار و العيون و أنواع النعيم و هي مؤكدة للفقرة السابقة قوله ع يا ابن الحسن هذا على سبيل المجاز فإن العرب يسمي العم أبا كما قيل في قوله تعالى لِأَبِيهِ آزَرَ
5- مل، ]كامل الزيارات[ أبي و ابن الوليد معا عن ابن أبان عن الأهوازي عن فضالة عن نعيم بن الوليد عن يوسف الكناسي عن أبي عبد الله ع قال إذا أتيت قبر الحسين ع فأت الفرات و اغتسل بحيال قبره و توجه إليه و عليك السكينة و الوقار حتى تدخل الحير من جانبه الشرقي و قل حين تدخله السلام على ملائكة الله المقربين السلام على ملائكة الله المنزلين السلام على ملائكة الله المردفين السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا الحير بإذن الله مقيمون فإذا استقبلت قبر الحسين ع فقل السلام على رسول الله صلى الله على أمين الله على رسله و عزائم أمره الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته ثم تقول السلام على أمير المؤمنين عبدك و أخي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثت برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على الحسن بن علي عبدك و ابن رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثت برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته ثم تسلم على الحسين و سائر الأئمة كما صليت و سلمت على الحسن بن علي ثم تأتي قبر الحسين ع فتقول السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله صلى الله عليك يا أبا عبد الله رحمك الله يا أبا عبد الله أشهد أنك قد بلغت عن الله ما أمرك به و لم تخش أحدا غيره و جاهدت في سبيله و عبدته مخلصا حتى أتاك اليقين أشهد أنكم كلمة التقوى و باب الهدى و العروة الوثقى و الحجة على من يبقى و من تحت الثرى أشهد أن ذلك لكم سابق فيما مضى و ذلك لكم فاتح فيما بقي أشهد أن أرواحكم و طينتكم طيبة طيبة طابت و طهرت هي بعضها من بعض من الله و من رحمته فأشهد الله و أشهدكم أني بكم مؤمن و لكم تابع في ذات نفسي و شرائع ديني و خاتمة عملي و منقلبي و مثواي فأسأل الله البر الرحيم أن يتمم لي ذلك و أشهد أنكم قد بلغتم عن الله ما أمركم به لم تخشوا أحدا غيره و جاهدتم في سبيله و عبدتموه حتى أتاكم اليقين فلعن الله من قتلكم و لعن الله من أمر به و لعن الله من بلغه ذلك فرضي به أشهد أن الذين انتهكوا حرمتك و سفكوا دمك ملعونون على لسان النبي الأمي ثم تقول اللهم العن الذين بدلوا نعمتك و خالفوا ملتك و رغبوا عن أمرك و اتهموا رسولك و صدوا عن سبيلك اللهم احش قبورهم نارا و أجوافهم نارا و احشرهم و أتباعهم إلى جهنم زرقا اللهم العنهم لعنا يلعنهم به كل ملك مقرب و كل نبي مرسل و كل عبد مؤمن امتحنت قلبه للإيمان اللهم العنهم في مستسر السر و ظاهر العلانية اللهم العن جوابيت هذه الأمة و العن طواغيتها و العن فراعنتها و العن قتلة أمير المؤمنين و العن قتلة الحسين و عذبهم عذابا لا تعذب
به أحدا من العالمين اللهم اجعلنا ممن تنصره و تنتصر به و تمن عليه بنصرك لدينك في الدنيا و الآخرة ثم اجلس عند رأسه صلوات الله عليه فقل صلى الله عليك أشهد أنك عبد الله و أمينه بلغت ناصحا و أديت أمينا و قتلت صديقا و مضيت على يقين لو تؤثر عمى على هدى و لم تمل من حق إلى باطل أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و اتبعت الرسول و تلوت الكتاب حق تلاوته و دعوت إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ صلى الله عليك و سلم تسليما أشهد أنك كنت على بينة من ربك قد بلغت ما أمرت به و قمت بحقه و صدقت من قبلك غير واهن و لا موهن صلى الله عليك و سلم تسليما فجزاك الله من صديق خيرا عن رعيتك أشهد أن الجهاد معك جهاد و أن الحق معك و إليك و أنت أهله و معدنه و ميراث النبوة عندك و عند أهل بيتك صلى الله عليه و آله و سلم تسليما أشهد أنك صديق عند الله و حجته على خلقه و أشهد أن دعوتك حق و كل داع منصوب غيرك فهو باطل مدحوض و أشهد أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ثم تحول عند رجليه و تخير من الدعاء و تدعو لنفسك ثم تحول عند رأس علي بن الحسين ع و تقول سلام الله و سلام ملائكته المقربين و أنبيائه المرسلين عليك يا مولاي و ابن مولاي و رحمة الله و بركاته صلى الله عليك و على أهل بيتك و عترة آبائك الأخيار الأبرار الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ثم تأتي قبور الشهداء و تسلم عليهم و تقول السلام عليكم أيها الربانيون أنتم لنا فرط و سلف و نحن لكم أتباع و أنصار أشهد أنكم أنصار الله كما قال الله تبارك و تعالى في كتابه وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا فما وهنتم و ما ضعفتم و ما استكنتم حتى لقيتم الله على سبيل الحق و نصرة كلمة الله التامة صلى الله على أرواحكم و أبدانكم و سلم تسليما أبشروا بموعد الله الذي لا خلف له إنه لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ الله مدرك لكم ثار ما وعدكم أنتم سادة الشهداء في الدنيا و الآخرة أنتم السابقون و المهاجرون و الأنصار أشهد أنكم قد جاهدتم في سبيل الله و قتلتم على منهاج رسول الله و سلم تسليما الحمد لله الذي صدقكم وعده و أراكم ما تحبون ثم تقول أتيتك يا حبيب رسول الله و ابن رسوله و إني لك عارف و بحقك مقر و بفضلك مستبصر و بضلالة من خالفك موقن عارف بالهدى الذي أنت عليه بأبي أنت و أمي و نفسي اللهم إني أصلي عليه كما صليت أنت عليه و رسلك و أمير المؤمنين صلاة متتابعة متواصلة مترادفة يتبع بعضها بعضا لا انقطاع لها و لا أمد و لا أبد و لا أحل في محضرنا و إذا غبنا و شهدنا و السلام عليك و رحمة الله و بركاته
6- كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن الأهوازي مثله
توضيح في الكافي و قل حين تدخله السلام على ملائكة الله المنزلين السلام على ملائكة الله المردفين السلام على ملائكة الله المسومين السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا الحرم مقيمون هذه الفقرات إشارات إلى قوله تعالى أَ لَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا وَ يَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ و قوله تعالى فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ قال البيضاوي في قوله مُسَوِّمِينَ أي معلمين من التسويم الذي هو إظهار سيماء الشيء لقوله ص لأصحابه تسوموا فإن الملائكة قد تسومت أو مرسلين من التسويم بمعنى الإسامة و قال في قوله مُرْدِفِينَ أي متبعين المؤمنين أو بعضهم بعضا من أردفته أنا إذا جئت بعده أو متبعين بعضهم بعضا أو أنفسهم المؤمنين من أردفته إياه فردفه و قرأ نافع و يعقوب مردفين بفتح الدال أي متبعين أو متبعين بمعنى أنهم كانوا مقدمة الجيش أو ساقتهم انتهى. أقول يمكن أن يكون المراد في هذا المقام السلام على تلك الأصناف من الملائكة الذين عاونوا الرسول ص في غزواته مقدما على السلام على الذين عاونوا سبطه الشهيد ع و زواره مع أنه يحتمل أن يكون هؤلاء الأملاك أيضا من الحاضرين في هذا المشهد الشريف كما يظهر من بعض الأخبار و يحتمل أن يكون المراد توصيف الملائكة المقيمين في هذا المشهد بأنهم معلمون بعلامة أو مرسلون لإعانة الزائرين و أنهم يردف بعضهم بعضا في النزول لزيارته و يردفون المؤمنين الزائرين في الزيارة و يشيعونهم إلى أوطانهم و الأول أظهر. ثم اعلم أن المسومين يحتمل أن يكون بكسر الواو المشددة و بفتحها كما قرئ بهما في الآية و أشير إلى تفسيرهما قوله ع و من تحت الثرى أي الأموات لأنهم مسئولون عن إمامتهم ع في حفرهم و بعد حشرهم قوله ع سابق فيما مضى أي تلك الأحوال و الفضائل حاصلة فيمن مضى من الأئمة و هي سبب لفتح أبواب الإمامة و الخلافة و العلوم و المعارف فيما بقي من الأئمة فيكون ما بمعنى من أو المعنى أن تلك الأحوال مثبتة لكم في الكتب السالفة و يفتح لكم القرآن الباقي مدى الأعصار تلك الفضائل و الأحوال. و قرأ بعض الأصحاب فائح بالهمزة بعد الألف من الفوح و هو انتشار الريح الطيبة أي يفوح من القرآن الباقي شميم فضائلهم قوله ع في ذات نفسي أي أعزم و أوطن نفسي على أن أكون تابعا لكم في الأمور المتعلقة بنفسي و في سائر شرائع ديني و في خاتمة عملي و في منقلبي إلى ربي عند موتي و في مثواي في قبري و في الجنة و لما لم يكن بعض هذه الأمور باختيار العبد و ما كان باختياره لا يتأتى إلا بتوفيقه تعالى قال فأسأل الله البر الرحيم أن يتمم ذلك لي و يجعل ما
عزمت عليه حاصلا لي. و يحتمل أن يكون المراد بالذات الحقيقة و يكون الفقرات متعلقة بقوله مؤمن و تابع معا على التنازع أو على اللف و النشر أي أومن إيمانا منبعثا من حقيقة نفسي أي صميم قلبي و يظهر أثره في أعمالي و في خاتمة عملي و يكون ثابتا معي عند الموت و في القبر أو أني مؤمن بكم و تابع لما اعتقدتموه و بينتموه في حقيقة نفسي و صانعها و أحوالها و في شرائع ديني و فيما يجب أن يكون عليه خاتمة عملي و فيما ذكرتموه من أحوال الموت و القبر و الجنة و النار و أما اللف و النشر فيظهر مما ذكر قوله ع الذين بدلوا نعمتك أي الإمام المنصوب من قبل الله تعالى كما مر في كتاب الإمامة في قوله تعالى أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً قوله و اتهموا رسولك أي في تعيين وصيه أمير المؤمنين ع و أنه إنما فعل ذلك لهوى نفسه. و قال الفيروزآبادي في قوله زُرْقاً أي عميا و قد مر سائر التفاسير في كتاب المعاد. قوله ع امتحنت قلبه أي اختبرتها بالآفات و المصائب و المحن و الفتن و الشدائد حتى خلص لقبول الإيمان و كماله كما يمتحن الذهب بالنار إذا أذيب حتى يذهب غشه و يبقى خالصه و الرباني منسوب إلى الرب و الألف و النون من زيادات النسب أي العالم الراسخ في الدين و العلم أو الذي يطلب بعلمه وجه الله أو من الرب بمعنى التربية أي الذين يربون المتعلمين و الربيون بالكسر أيضا منسوب إلى الرب بالفتح و الكسر من تغييرات النسب أي المتمسكون بعبادة الله و علمه و قيل منسوب إلى الربة و هي الجماعة الكثيرة. وَ مَا اسْتَكانُوا أي و ما خضعوا لعدوهم و قد مضى شرح كثير من الفقرات في زيارة أمير المؤمنين ع
7- مل، ]كامل الزيارات[ أبي و محمد بن عبد الله معا عن الحميري عن عبد الله بن محمد بن خالد عن الحسن بن علي عن أبيه عن فضيل بن عثمان الصائغ عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ع ما أقول إذا أتيت قبر الحسين ع قال قل السلام عليك يا أبا عبد الله صلى الله عليك يا أبا عبد الله رحمك الله يا أبا عبد الله لعن الله من قتلك و لعن الله من شرك في دمك و لعن الله من بلغه ذلك فرضي به أنا إلى الله من ذلك بريء
8- مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن سعد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن الحسن بن محمد بن عبد الكريم عن المفضل بن عمر عن جابر الجعفي قال قال أبو عبد الله ع للمفضل كم بينك و بين قبر الحسين ع قال قلت بأبي أنت و أمي يوم و بعض يوم آخر قال فتزوره فقال نعم قال فقال أ لا أبشرك أ لا أفرحك ببعض ثوابه قلت بلى جعلت فداك قال فقال لي إن الرجل منكم ليأخذ في جهازه و يتهيأ لزيارته فيتباشر به أهل السماء فإذا خرج من باب منزله راكبا أو ماشيا وكل الله به أربعة آلاف ملك من الملائكة يصلون عليه حتى يوافي الحسين ع يا مفضل إذا أتيت قبر الحسين بن علي ع فقف بالباب و قل هذه الكلمات فإن لك بكل كلمة كفلا من رحمة الله فقلت ما هي جعلت فداك قال تقول السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله السلام عليك يا وارث علي وصي رسول الله السلام عليك يا وارث الحسن الرضي السلام عليك يا وارث فاطمة بنت رسول الله السلام عليك أيها الشهيد الصديق السلام عليك أيها الوصي البار التقي السلام على الأرواح التي حلت بفنائك و أناخت برحلك السلام على ملائكة الله المحدقين بك أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و عبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين السلام عليك و رحمة الله و بركاته ثم تسعى فلك بكل قدم رفعتها أو وضعتها كثواب المتشحط بدمه في سبيل الله فإذا سلمت على القبر فالتمسه بيدك و قل السلام عليك يا حجة الله في سمائه و أرضه ثم تمضي إلى صلاتك و لك بكل ركعة ركعتها عنده كثواب من حج و اعتمر ألف عمرة و أعتق ألف رقبة و كأنما وقف في سبيل الله ألف مرة مع نبي مرسل فإذا انقلبت من عند قبر الحسين ع ناداك مناد لو سمعت مقالته لأقمت عمرك عند قبر الحسين ع و هو يقول طوبى لك أيها العبد قد غنمت و سلمت قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل فإن هو مات في عامه أو في ليلته أو يومه لم يل قبض روحه إلا الله و تقبل الملائكة معه يستغفرون له و يصلون عليه حتى يوافي منزله و تقول الملائكة يا رب هذا عبدك قد وافى قبر ابن نبيك ص و قد وافى منزله فأين نذهب فيأتيهم النداء من السماء يا ملائكتي قفوا بباب عبدي فسبحوا و قدسوا و اكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم يتوفى قال فلا يزالون ببابه إلى يوم يتوفى يسبحون الله و يقدسونه و يكتبون ذلك في حسناته و إذا توفي شهدوا كفنه و غسله و الصلاة عليه و يقولون ربنا وكلتنا بباب عبدك و قد توفي فأين نذهب فيناديهم يا ملائكتي قفوا بقبر عبدي فسبحوا و قدسوا و اكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم القيامة
9- مل، ]كامل الزيارات[ حكيم بن داود عن سلمة بن الخطاب عن الجاموراني عن الحسن بن علي مثله
بيان لا يخفى ما في سند الخبر لأنه إما أن يكون مكان المفضل رجل آخر أو مكان عن في قوله عن جابر الواو و إلا فلا يستقيم إلا بتكلف بعيد و هو أن يقال المفضل كان نسي الخبر ثم أخبره جابر به
10- و رواه في البلد الأمين، مرسلا عن جابر
-11 و رواه مؤلف المزار الكبير عن الشيخ هبة الله بن نما عن الحسين بن محمد بن طحال عن السيد هبة الله بن ناصر بن الحسين بن نصر عن سعد بن وهب بن أحمد بن علي بن الحسين بن سلمان الدهقان عن محمد بن علي بن خلف البزاز عن علي بن الحسين بن كعب عن إسماعيل بن صبيح عن الحسن بن سعيد الأعمش عن جابر الجعفي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع أنه قال لجابر كم بينكم و بين قبر الحسين ع و ساق الحديث إلى آخره مثل ما مر و لم يذكر المفضل أصلا لكن ألفاظ زيارته توافق ما سيأتي برواية السيد ابن طاوس ره
12- مل، ]كامل الزيارات[ الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى عن أبيه عن جده عن إبراهيم بن أبي البلاد قال قلت لأبي الحسن ع ما تقول في زيارة قبر الحسين ع فقال لي ما تقولون أنتم فيه فقلت بعضنا يقول حجة و بعضنا يقول عمرة قال فأي شيء تقول إذا أتيت فقلت أقول السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و دعوت إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ و أشهد أن الذين سفكوا دمك و استحلوا حرمتك ملعونون معذبون على لسان داود و عيسى ابن مريم ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ
13- مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن موسى بن جعفر البغدادي عمن حدثه عن أبي البلاد قال قال لي أبو الحسن ع كيف السلام على أبي عبد الله ع قال قلت أقول السلام عليك يا أبا عبد الله و ذكر مثله و زاد في آخره قال نعم هو هكذا
14- مل، ]كامل الزيارات[ ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن عبد الجبار عن ابن أبي نجران عن عامر بن جذاعة عن أبي عبد الله ع قال إذا أتيت الحسين ع فقل الحمد لله و صلى الله على محمد و آله و السلام عليه و عليهم و رحمة الله و بركاته صلى الله عليك يا أبا عبد الله لعن الله من قتلك و من شارك في دمك و من بلغه ذلك فرضي به أنا إلى الله منهم بريء
15- مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن سعد و الحميري معا عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن سعيد عن مصدق عن عمار عن أبي عبد الله ع قال تقول إذا انتهيت إلى قبره ع السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا سيد شباب أهل الجنة و رحمة الله و بركاته يا من رضاه من رضى الرحمن و سخطه من سخط الرحمن السلام عليك يا أمين الله و حجة الله و باب الله و الدليل على الله و الداعي إلى الله أشهد أنك قد حللت حلال الله و حرمت حرام الله و أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و دعوت إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ و أشهد أنك و من قتل معك شهداء أحياء عند ربك ترزقون و أشهد أن قاتلك في النار أدين الله بالبراءة ممن قتلك و ممن قاتلك و شايع عليك و ممن جمع عليك و ممن سمع صوتك و لم يعنك يا ليتني كنت معكم فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً
16- لد، ]بلد الأمين[ عن عمار مثله
17- مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن أبي سعيد المدائني قال دخلت على أبي عبد الله ع فقلت جعلت فداك آتي قبر الحسين ع قال نعم يا أبا سعيد ائت قبر الحسين ع ابن رسول الله ص أطيب الطيبين و أطهر الطاهرين و أبر الأبرار و إذا زرته يا أبا سعيد فسبح عند رأسه تسبيح أمير المؤمنين ع ألف مرة و سبح عند رجليه تسبيح فاطمة ع ألف مرة ثم صل عنده ركعتين تقرأ فيهما يس و الرحمن فإذا فعلت ذلك كتب الله لك ثواب ذلك إن شاء الله قال قلت جعلت فداك علمني تسبيح علي و فاطمة صلوات الله عليهما قال نعم يا أبا سعيد تسبيح علي ع سبحان الذي لا تنفد خزائنه سبحان الذي لا تبيد معالمه سبحان الذي لا يفنى ما عنده سبحان الذي لا يشرك أحدا في حكمه سبحان الذي لا اضمحلال لفخره سبحان الذي لا انقطاع لمدته سبحان الذي لا إله غيره و تسبيح فاطمة ع سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم سبحان ذي العز الشامخ المنيف سبحان ذي الملك الفاخر القديم سبحان ذي البهجة و الجمال سبحان من تردى بالنور و الوقار سبحان من يرى أثر النمل في الصفا و وقع الطير في الهواء
بيان الباذخ العالي و البهجة الحسن قوله ع و وقع الطير في الهواء وقوع الطير سقوطها فالمراد سقوطها على الأشجار و الأعشاش الواقعة في الهواء عرفا أو يكون في بمعنى من و سيأتي التسبيحان بوجه آخر مع شرحهما في خبر الثمالي
18- مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن ابن أبي عمير عن عامر بن جذاعة عن أبي عبد الله ع قال إذا أتيت الحسين ع فقل الحمد لله و صلى الله على محمد و أهل بيته و السلام عليه و عليهم السلام و رحمة الله و بركاته عليك السلام يا أبا عبد الله و رحمة الله يا أبا عبد الله صلى الله عليك يا أبا عبد الله لعن الله من قتلك و من شارك في دمك و من بلغه ذلك فرضي به أنا إلى الله منهم بريء
19- مل، ]كامل الزيارات[ أبي و غير واحد عن سعد عن ابن عيسى عن العباس بن موسى الوراق عن يونس عن عامر بن جذاعة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إذا أتيت الحسين ع يعني قبره صلوات الله عليه فقل السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا أبا عبد الله لعن الله من قتلك و من بلغه ذلك فرضي به أنا إلى الله منهم بريء
20- مل، ]كامل الزيارات[ الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال إذا أتيت القبر بدأت فأثنيت على الله عز و جل و صليت على النبي ص و اجتهدت في ذلك إن شاء الله ثم تقول سلام الله و سلام ملائكته فيما تروح و تغدو و الزاكيات الطاهرات لك و عليك سلام الملائكة المقربين و المسلمين لك بقلوبهم و الناطقين بفضلك و الشهداء على أنك صادق و صديق صدقت و نصحت فيما أتيت به و أنك ثار الله في الأرض و الدم الذي لا يدرك ترته أحد من أهل الأرض و لا يدركه إلا الله وحده جئتك يا ابن رسول الله وافدا إليك أتوسل إلى الله بك في جميع حوائجي من أمر آخرتي و دنياي و بك يتوسل المتوسلون إلى الله في حوائجهم و بك يدرك أهل الترات من عباد الله طلبتهم ثم امش قليلا ثم قم مستقبل القبر فقل الحمد لله الواحد المتوحد بالأمور كلها خالق الخلق فلم يعزب عنه شيء من أمرهم و عالم كل شيء بغير تعليم ضمن الأرض و من عليها دمك و ثارك يا ابن رسول الله أشهد أن لك من الله ما وعدك من النصر و الفتح و أن لك من الله الوعد الحق في هلاك عدوك و تمام موعده إياك أشهد أنه قاتل معك ربيون كثير كما قال الله وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ ثم كبر سبع تكبيرات ثم امش قليلا و استقبل القبر ثم قل الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صاحبة و لا وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً أشهد أنك قد بلغت عن الله ما أمرت به و وفيت بعهد الله و تمت بك كلماته و جاهدت في سبيله حتى أتاك اليقين و لعن الله أمة قتلتك و لعن الله أمة ظلمتك و لعن الله أمة خذلت عنك اللهم إني أشهد بالولاية لمن واليت و والت رسلك و أشهد بالبراءة ممن تبرأت منه و برئت منه رسلك اللهم العن الذين كذبوا رسولك و هدموا كعبتك و حرفوا كتابك و سفكوا دم أهل بيت نبيك و أفسدوا عبادك و استذلوهم اللهم ضاعف لهم اللعنة فيما جرت به سنتك في برك و بحرك اللهم العنهم في سمائك و أرضك اللهم وَ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ في أوليائك و حبب إلي مشاهدهم حتى تلحقني بهم و تجعلهم لي فرطا و تجعلني لهم تبعا في الدنيا و الآخرة ثم امش قليلا فكبر سبعا و هلل سبعا و احمد الله سبعا و سبح الله سبعا و أجبه سبعا تقول لبيك داعي الله إن كان لم يجبك بدني فقد أجابك قلبي و شعري و بشري و رأيي و هواي على التسليم لخلف النبي المرسل و السبط المنتجب و الدليل العالم و الأمين المستخزن و الموصي البليغ و المظلوم المهتضم جئت انقطاعا إليك و إلى ولدك و ولد ولدك الخلف من بعدك على بركة الحق فقلبي لك مسلم و أمري لك متبع و نصرتي لك معدة حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ لدينه و يبعثكم فمعكم معكم لا مع عدوكم إني من المؤمنين برجعتكم لا أنكر لله قدرة و لا أكذب له مشية و لا أزعم أن ما شاء لا يكون ثم امش حتى تنتهي إلى القبر فقل و أنت قائم سبحان الله يسبح لله ذي الملك و الملكوت و يقدس بأسمائه جميع خلقه سبحان الله الملك القدوس رب الملائكة و الروح اللهم اجعلني في وفدك إلى خير بقاعك و خير خلقك اللهم العن الجبت و الطاغوت ثم ارفع يديك حتى تضعهما ممددتين على القبر ثم تقول أشهد أنك طهر طاهر من طهر طاهر قد طهرت بك البلاد و طهرت أرض أنت فيها و أنك ثار الله في الأرض حتى يستثير لك من جميع خلقه ثم ضع يديك و خديك جميعا على القبر ثم اجلس عند رأسه فاذكر الله بما أحببت و توجه إليه و اسأل الله حوائجك
ثم ضع يديك و خديك عند رجليه و قل صلى الله على روحك و بدنك فلقد صبرت و أنت الصادق المصدق قتل الله من قتلك بالأيدي و الألسن ثم قم إلى قبر ولده فتثني عليهم بما أحببت و تسأل ربك حوائجك و ما بدا لك ثم تستقبل قبور الشهداء قائما فتقول السلام عليكم أيها الربانيون أنتم لنا فرط و نحن لكم تبع و أنصار أبشروا بموعد الله الذي لا خلف له و إن الله مدرك بكم ثاركم و أنتم سادة الشهداء في الدنيا و الآخرة ثم اجعل القبر بين يديك و صل ما بدا لك و كلما دخلت الحير فسلم ثم امش حتى تضع يديك و خديك جميعا على القبر فإذا أردت أن تخرج فاصنع مثل ذلك و لا تقصر عنده من الصلوات ما أقمت فإذا انصرفت من عنده فودعه و قل سلام الله و سلام ملائكته المقربين و أنبيائه المرسلين و عباده الصالحين عليك يا ابن رسول الله و على روحك و بدنك و ذريتك و من حضرك من أوليائك
بيان قوله ع ضمن الأرض و من عليها دمك تضمين الأرض إما على سبيل المبالغة و المجاز كناية عن تعظيم الأمر و تفخيمه أو المراد أن الله يأمر الأرض في القبر بتعذيب قاتليه و في الرجعة بخسفهم و غيره أو المراد أهل الأرض من الملائكة و الجن فيكون المراد بمن عليها الإنس أو الأعم تعميما بعد التخصيص. و يحتمل أن يكون المراد أن الله أودع الأرض أجساد قاتليه حتى ينتقم له منهم في الرجعة و في القيامة أو أنه تعالى لما خرب الأرض بعد شهادته و سفكت فيها الدماء و قتل الله قاتليه و أشباههم بأيدي من خرج بعده فكأنه ضمن الأرض دمه حيث جرى انتقامه عليها أيضا قوله على بركة الحق قد مر بيانه في شرح زيارة أمير المؤمنين ع قوله المهتضم على صيغة المفعول أي المظلوم المغصوب قوله جميع خلقه تنازع فيه يسبح و يقدس قوله و توجه إليه أي إلى الله أو إلى الحسين ع و الأول أظهر
21- مل، ]كامل الزيارات[ أحمد بن محمد بن الحسن عن أبيه عن جده الحسن بن سهل عن موسى بن الحسن بن عامر عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي عن سعدان بن مسلم عن رجل عن أبي عبد الله ع مثله و زاد في آخره من عند و من حضرك من أوليائك فإذا بلغت الرواح فقل هذا الكلام من أوله إلى آخره كما قلت حين دخلت الحير فإذا دخلت منزلك فقل الحمد لله الذي سلمني و سلم مني الحمد لله في الأمور كلها و على كل حال الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ثم كبر إحدى و عشرين تكبيرة متتابعة و سهل و لا تعجل فيها إن شاء الله و الباقي مثله
بيان قوله و سلم مني أي سلم غيري من شري و كف أذاي عنهم قوله ع و سهل أي اقرأ بتأن أو امش من قولهم أسهل إذا أتى السهل و هو ضد الحزن و على أي وجه لا يخلو من تكلف و لعله تصحيف و ترسل من الترسل التأني
22- مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن سعد عن الحسن بن علي بن عبد الله عن العباس بن عامر عن أبان عن الحسين بن عطية عن أبي باب بياع السابري قال سمعت أبا عبد الله ع و هو يقول من أتى قبر الحسين ع كتب الله له حجة و عمرة أو عمرة و حجة قال قلت جعلت فداك فما أقول إذا أتيته قال تقول السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يوم ولدت و يوم تموت و يوم تبعث حيا أشهد أنك حي شهيد ترزق عند ربك و أتوالى وليك و أبرأ من عدوك و أشهد أن الذين قاتلوك و انتهكوا حرمك ملعونون على لسان النبي الأمي أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و جاهدت في سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ أسأل الله وليك و ولينا أن يجعل تحفتنا من زيارتك الصلاة على نبينا و المغفرة لذنوبنا اشفع لي يا ابن رسول الله عند ربك
23- مل، ]كامل الزيارات[ علي بن الحسين عن سعد عن الحسن بن علي بن عبد الله عن العباس بن عامر عن جابر المكفوف عن أبي الصامت قال سمعت أبا عبد الله ع و هو يقول من أتى الحسين ع ماشيا كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة و محا عنه ألف سيئة و رفع له ألف درجة فإذا أتيت الفرات فاغتسل و علق نعليك و امش حافيا و امش مشي العبد الذليل فإذا أتيت باب الحير فكبر الله أربعا و صل عنده و اسأل الله حاجتك
24- مل، ]كامل الزيارات[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن فضال عن صفوان بن يحيى عن أبي الصباح عن أبي عبد الله ع أو عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قلت كيف السلام على الحسين بن علي ع قال تقول السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله لعن الله من قتلك و لعن الله من أعان عليك و من بلغه ذلك فرضي به أنا إلى الله منهم بريء
25- مل، ]كامل الزيارات[ بهذا الإسناد عن ابن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن أبان بن عثمان عن أبي همام عن أبي عبد الله ع قال إذا أتيت قبر الحسين ع فقل السلام عليك يا أبا عبد الله لعن الله من قتلك و من اشترك في دمك و من بلغه ذلك فرضي به و أنا إلى الله منهم بريء
26- مل، ]كامل الزيارات[ حكيم بن داود عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن زكريا عن سليمان بن حفص المروزي عن المبارك قال تقول عند قبر الحسين ع السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا حجة الله في أرضه و شاهده على خلقه السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن علي المرتضى السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و جاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين فصلى الله عليك حيا و ميتا ثم ضع خدك الأيمن على القبر و قل أشهد أنك على بينة من ربك جئتك مقرا بالذنوب لتشفع لي عند ربك يا ابن رسول الله ثم اذكر الأئمة بأسمائهم واحدا واحدا و قل أشهد أنكم حجج الله ثم قل اكتب لي عندك ميثاقا و عهدا أني أتيتك مجددا الميثاق فاشهد لي عند ربك إنك أنت الشاهد
27- مل، ]كامل الزيارات[ حكيم عن سلمة عن علي بن محمد عن بعض أصحابه عن المروزي عن الرجل قال تقول عند قبر الحسين ع و ذكر مثله
28- يب، ]تهذيب الأحكام[ كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن ابن أورمة عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع مثله
29- كا، ]الكافي[ محمد بن جعفر الرزاز عن اليقطيني عمن ذكره عن أبي الحسن ع مثله
30- مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن أحمد بن الحسين العسكري و محمد بن الحسن معا عن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن مروان عن الثمالي قال قال الصادق ع إذا أردت المسير إلى قبر الحسين بن علي ع فصم يوم الأربعاء و الخميس و الجمعة فإذا أردت الخروج فاجمع أهلك و ولدك و ادع بدعاء السفر و اغتسل قبل خروجك و قل حين تغتسل اللهم طهرني و طهر قلبي و اشْرَحْ لِي صَدْرِي و أجر على لساني ذكرك و مدحتك و الثناء عليك فإنه لا قوة إلا بك و قد علمت أن قوام ديني التسليم لأمرك و الاتباع لسنة نبيك و الشهادة على أنبيائك و رسلك إلى جميع خلقك اللهم اجعله نورا و طهورا و حرزا و شفاء من كل داء و سقم و آفة و عاهة و من شر ما أخاف و أحذر فإذا خرجت فقل اللهم إني إليك وجهت وجهي و إليك فوضت أمري و إليك أسلمت نفسي و إليك ألجأت ظهري و عليك توكلت لا منجى و لا ملجأ إلا إليك تباركت و تعاليت عز جارك و جل ثناؤك ثم قل بسم الله و بالله و من الله و إلى الله و في سبيل الله و على ملة رسول الله ص على الله تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ فاطر السماوات السبع و الأرضين السبع و رب العرش العظيم اللهم صل على محمد و آل محمد و احفظني في سفري و اخلفني في أهلي بأحسن الخلافة اللهم إليك توجهت و إليك خرجت و إليك وفدت و لخيرك تعرضت و بزيارة حبيب حبيبك تقربت اللهم لا تمنعني ما عندك بشر ما عندي اللهم اغفر لي ذنوبي و كفر عني سيئاتي و حط عني خطاياي و اقبل مني حسناتي و تقول اللهم اجعلني في درعك الحصينة التي تجعل فيها من تريد اللهم إني أبرأ إليك من الحول و القوة ثلاث مرات و اقرأ فاتحة الكتاب و المعوذتين و قل هو الله أحد و إنا أنزلناه و آية الكرسي و يس و آخر الحشر لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ و لا تدهن و لا تكتحل حتى تأتي الفرات و أقل من الكلام و المزاح و أكثر من ذكر الله تعالى و إياك و المزاح و الخصومة فإذا كنت راكبا أو ماشيا فقل اللهم إني أعوذ بك من سطوات النكال و عواقب الوبال و فتنة الضلال و من أن نلقى بمكروه و أعوذ بك من الحبس و اللبس و من وسوسة الشيطان و طوارق السوء و شر كل ذي شر و من شر شياطين الجن و الإنس و من شر من ينصب لأولياء الله العداوة و من أن يفرطوا علي أو أن يطغوا و أعوذ بك من شر عيون الظلمة و من شر الشر و شرك إبليس و من يرد عن الخير
باللسان و اليد فإذا خفت شيئا فقل لا حول و لا قوة إلا بالله به احتجبت و به اعتصمت اللهم اعصمني من شر خلقك فإنما أنا بك و أنا عبدك فإذا أتيت الفرات فقل قبل أن تعبره اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال و أنت يا سيدي أكرم مأتي و أكرم مزور و قد جعلت لكل زائر كرامة و لكل وافد تحفة و قد أتيتك زائرا قبر ابن نبيك صلواتك عليه فاجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار و تقبل مني عملي و اشكر سعيي و ارحم مسيري إليك بغير من مني بل لك المن علي إذ جعلت لي السبيل إلى زيارته و عرفتني فضله و حفظتني حتى بلغتني قبر ابن وليك و قد رجوتك فصل على محمد و آل محمد و لا تقطع رجائي و قد أتيتك فلا تخيب أملي و اجعل هذا كفارة لما قبله من ذنوبي و اجعلني من أنصاره يا أرحم الراحمين ثم اعبر الفرات و قل اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعل سعيي مشكورا و ذنبي مغفورا و عملي مقبولا و اغسلني من الخطايا و الذنوب و طهر قلبي من كل آفة تمحق ديني أو تبطل عملي يا أرحم الراحمين ثم تأتي النينوى فتضع رحلك بها و لا تدهن و لا تكتحل و لا تأكل اللحم ما دمت مقيما بها ثم تأتي الشط بحذاء نخل القبر فاغتسل و عليك المئزر و قل و أنت تغتسل اللهم طهرني و طهر قلبي و اشْرَحْ لِي صَدْرِي و أجر على لساني محبتك و مدحتك و الثناء عليك فإنه لا حول و لا قوة إلا بك و قد علمت أن قوام ديني التسليم لأمرك و الشهادة على جميع أنبيائك و رسلك بالألفة بينهم أشهد أنهم أنبياؤك و رسلك إلى جميع خلقك اللهم اجعله نورا و طهورا و حرزا و شفاء من كل سقم و داء و من كل آفة و عاهة و من شر ما أخاف و أحذر اللهم طهر به جوارحي و عظامي و لحمي و دمي و شعري و بشري و مخي و عصبي و ما أقلت الأرض مني و اجعله لي شاهدا يوم فقري و فاقتي ثم البس أطهر ثيابك فإذا لبستها فقل الله أكبر الله أكبر ثلاثين مرة و تقول الحمد لله الذي إليه قصدت فبلغني و إياه أردت فقبلني و لم يقطع بي و رحمته ابتغيت فسلمني اللهم أنت حصني و كهفي و حرزي و رجائي و أملي لا إله إلا أنت يا رب العالمين فإذا أردت المشي فقل اللهم إني أردتك فأردني و إني أقبلت بوجهي إليك فلا تعرض بوجهك عني فإن كنت علي ساخطا فتب علي و ارحم مسيري إلى ابن حبيبك أبتغي بذلك رضاك عني فارض عني و لا تخيبني يا أرحم الراحمين ثم امش حافيا و عليك السكينة و الوقار بالتكبير و التهليل و التحميد و التمجيد و التعظيم لله و لرسوله و الصلاة على محمد و آله و قل أيضا الحمد لله الواحد المتوحد بالأمور كلها خالق الخلق و لم يعزب عنه شيء من أمورهم و علم كل شيء بغير تعليم صلوات الله و سلام ملائكته المقربين و أنبيائه و رسله أجمعين على محمد و أهل بيته الأوصياء الحمد لله الذي أنعم علي و عرفني فضل محمد و أهل بيته ص ثم تمشي قليلا و قصر خطاك فإذا وقفت على التل و استقبلت القبر فقف و قل الله أكبر الله أكبر ثلاثين مرة و تقول لا إله إلا الله في علمه منتهى علمه و لا إله إلا الله بعد علمه منتهى علمه منتهى علمه و لا إله إلا الله مع علمه منتهى علمه و الحمد لله في علمه منتهى علمه و الحمد لله بعد علمه منتهى علمه و الحمد لله مع علمه منتهى علمه و سبحان الله في علمه منتهى علمه و سبحان الله بعد علمه منتهى علمه و سبحان الله مع علمه منتهى علمه و الحمد لله بجميع محامده على جميع نعمه و لا إله إلا الله و الله أكبر و حق له ذلك لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله نور السماوات السبع و نور الأرضين السبع و نور العرش العظيم وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ السلام عليك يا حجة الله و ابن حجته السلام عليكم يا ملائكة الله و زوار قبر ابن نبي الله
ثم امش عشر خطوات و كبر ثلاثين تكبيرة و قل و أنت تمشي لا إله إلا الله تهليلا لا يحصيه غيره قبل كل أحد و بعد كل أحد و مع كل أحد و عدد كل أحد و سبحان الله تسبيحا لا يحصيه غيره قبل كل أحد و بعد كل أحد و مع كل أحد و عدد كل أحد و سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر قبل كل أحد و بعد كل أحد و مع كل أحد و عدد كل أحد أبدا أبدا أبدا اللهم إني أشهدك و كفى بك شهيدا فاشهد لي أني أشهد أنك حق و أن رسولك حق و أن قولك حق و أن قضاءك حق و أن قدرك حق و أن فعلك حق و أن جنتك حق و أن نارك حق و أنك مميت الأحياء و أنك محيي الموتى و أنك باعث من في القبور و أنك جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ و أنك لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ السلام عليك يا حجة الله و ابن حجته السلام عليكم يا ملائكة الله و يا زوار قبر أبي عبد الله ع ثم امش قليلا و عليك السكينة و الوقار بالتكبير و التهليل و التمجيد و التحميد و التعظيم لله و لرسوله ص و قصر خطاك فإذا أتيت الباب الذي يلي المشرق فقف على الباب و قل أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا ص عبده و رسوله و أمين الله على خلقه و أنه سيد الأولين و الآخرين و و أنه سيد الأنبياء و المرسلين سلام على رسول الله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ اللهم إني أشهد أن هذا قبر ابن حبيبك و صفوتك من خلقك و أنه الفائز بكرامتك أكرمته بكتابك و خصصته و ائتمنته على وحيك و أعطيته مواريث الأنبياء و جعلته حجة على خلقك فأعذر في الدعوة و بذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الضلالة و الجهالة و العمى و الشك و الارتياب إلى باب الهدى من الردى و أنت ترى و لا ترى و أنت بالمنظر الأعلى حتى ثار عليه من خلقك من غرته الدنيا و باع الآخرة بالثمن الأوكس و أسخطك و أسخط رسولك و أطاع من عبيدك من أهل النفاق و حملة الأوزار من استوجب النار لعن الله قاتلي ولد رسولك و ضاعف عليهم العذاب الأليم ثم تدنو قليلا و قل السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله ص السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول الله السلام عليك يا وارث الحسن بن علي الزكي السلام عليك يا وارث فاطمة الصديقة السلام عليك أيها الصديق الشهيد السلام عليك أيها الوصي الرضي البار التقي أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و عبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين السلام عليك يا أبا عبد الله و رحمة الله و بركاته السلام عليك و على الأرواح التي حلت بفنائك و أناخت برحلك السلام على ملائكة الله المحدقين بك السلام على ملائكة الله و زوار قبر ابن نبي الله ثم ادخل الحير و قل حين تدخل السلام على ملائكة الله المقربين السلام على ملائكة الله المنزلين السلام على ملائكة الله المسومين السلام على ملائكة الله الذين هم بهذا الحير يعملون و بإذن الله مسلمون السلام عليك يا ابن رسول الله و ابن أمين الله و ابن خالصة الله السلام عليك يا أبا عبد الله إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ما أعظم مصيبتك عند أبيك رسول الله و ما أعظم مصيبتك عند من عرف الله عز و جل و أجل مصيبتك عند الملإ الأعلى و عند أنبياء الله و عند رسل الله السلام مني إليك و التحية مع عظيم الرزية كنت نورا في الأصلاب الشامخة و نورا في ظلمات الأرض و نورا في الهواء و نورا في السماوات العلى كنت فيها نورا ساطعا لا يطفى و أنت الناطق بالهدى
ثم امش قليلا و قل الله أكبر الله أكبر سبع مرات و هلله سبعا و احمده سبعا و سبحه سبعا و قل لبيك داعي الله سبعا و قل إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك فقد أجابك قلبي و سمعي و بصري و رأيي و هواي على التسليم لخلف النبي المرسل و السبط المنتجب و الدليل العالم و الأمين المستخزن و المؤدي المبلغ و المظلوم المضطهد جئتك انقطاعا إليك و إلى جدك و أبيك و ولدك الخلف من بعدك فقلبي لك مسلم و رأيي لك متبع و نصرتي لك معدة حتى يحكم الله بدينه و يبعثكم و أشهد الله أنكم الحجة و بكم ترجى الرحمة فمعكم معكم لا مع عدوكم إني بكم من المؤمنين لا أنكر لله قدرة و لا أكذب منه بمشية ثم امش و قصر خطاك حتى تستقبل القبر و اجعل القبلة بين كتفيك و استقبل وجهه بوجهك و قل السلام من الله و السلام على محمد أمين الله على رسله و عزائم أمره الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كله و السلام عليك و رحمة الله و بركاته اللهم صل على محمد صاحب ميثاقك و خاتم رسلك و سيد عبادك و أمينك في بلادك و خير بريتك كما تلا كتابك و جاهد عدوك حتى أتاه اليقين اللهم صل على أمير المؤمنين عبدك و أخي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثت برسالتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم أتمم به كلماتك و أنجز به وعدك و أهلك به عدوك و اكتبنا في أوليائه و أحبائه اللهم اجعلنا له شيعة و أنصارا و أعوانا على طاعتك و طاعة رسولك و ما وكلت به و استخلفت عليه يا رب العالمين اللهم صل على فاطمة بنت نبيك و زوجة وليك و أم السبطين الحسن و الحسين الطاهرة المطهرة الصديقة الزكية سيدة نساء أهل الجنة أجمعين صلاة لا يقوى على إحصائها
غيرك اللهم صل على الحسن بن علي عبدك و ابن أخي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثت برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على الحسين بن علي عبدك و ابن أخي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثت برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته و تصلي على الأئمة كلهم كما صليت على الحسن و الحسين ع و تقول اللهم أتمم بهم كلماتك و أنجز بهم وعدك و أهلك بهم عدوك و عدوهم من الجن و الإنس أجمعين اللهم اجزهم عنا خير ما جزيت نذيرا عن قومه اللهم اجعلنا لهم شيعة و أنصارا و أعوانا على طاعتك و طاعة رسولك اللهم اجعلنا ممن يتبع النور الذي أنزل معهم و أحينا محياهم و أمتنا مماتهم و أشهدنا مشاهدهم في الدنيا و الآخرة اللهم إن هذا مقام أكرمتني به و شرفتني به و أعطيتني فيه رغبة على حقيقة إيماني بك و برسولك ثم تدنو قليلا و تقول السلام عليك يا ابن رسول الله و سلام الله و سلام ملائكته المقربين و أنبيائه المرسلين كلما تروح الرائحات الطاهرات لك و عليك سلام المؤمنين لك بقلوبهم الناطقين لك بفضلك و ألسنتهم أشهد أنك صادق صديق صدقت فيما دعوت إليه و صدقت فيما أتيت به و أنك ثار الله في الأرض اللهم أدخلني في أوليائك و حبب إلي شهادتهم و مشاهدهم في الدنيا و الآخرة إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ و تقول السلام عليك يا أبا عبد الله رحمك الله يا أبا عبد الله صلى الله عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا إمام الهدى السلام عليك يا علم التقى السلام عليك يا حجة الله على أهل الدنيا السلام عليك يا حجة الله و ابن حجته السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره السلام عليك يا وتر الله و ابن وتره أشهد أنك قتلت مظلوما و أن قاتلك في النار و أشهد أنك جاهدت في سبيل الله حق جهاده لم تأخذك في الله لومة لائم و أنك عبدته حتى أتاك اليقين أشهد أنكم كلمة التقوى و باب الهدى و الحجة على خلقه أشهد أن ذلك لكم سابق فيما مضى و فاتح فيما بقي و أشهد أن أرواحكم و طينتكم طينة طيبة طابت و طهرت بعضها من بعض من الله و من رحمته فأشهد الله تبارك و تعالى و كفى به شهيدا و أشهدكم أني بكم مؤمن و لكم تابع في ذات نفسي و شرائع ديني و خاتمة عملي و منقلبي و مثواي فأسأل الله البار الرحيم أن يتمم ذلك لي أشهد أنكم قد بلغتم و نصحتم و صبرتم و قتلتم و غصبتم و أسيء إليكم فصبرتم لعنت أمة خالفتكم و أمة جحدت ولايتكم و أمة تظاهرت عليكم و أمة شهدت و لم تستشهد الحمد لله الذي جعل النار مثواهم وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ و بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ و تقول صلى الله عليك يا أبا عبد الله صلى الله عليك يا أبا عبد الله صلى الله عليك يا أبا عبد الله و على روحك و بدنك لعن الله قاتليك و لعن الله سالبيك و لعن الله خاذليك و لعن الله من شايع على قتلك و من أمر بذلك و شارك في دمك و لعن الله من بلغه ذلك فرضي به أو سلم إليه أنا أبرأ إلى الله من ولايتهم و أتولى الله و رسوله و آل رسوله و أشهد أن الذين انتهكوا حرمك و سفكوا دمك ملعونون على لسان النبي الأمي اللهم العن الذين كذبوا رسلك و سفكوا دماء أهل بيت نبيك صلواتك عليهم اللهم العن قتلة أمير المؤمنين و ضاعف عليهم العذاب الأليم اللهم العن قتلة الحسين بن علي و قتلة أنصار الحسين بن علي ع و أصلهم حر نارك و أذقهم بأسك و ضاعف عليهم عذابك و العنهم لعنا وبيلا اللهم أحلل بهم نقمتك و أتهم من حيث لا يحتسبون و خذهم مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ و عذبهم عَذاباً نُكْراً
و العن أعداء نبيك و أعداء آل نبيك لعنا وبيلا اللهم العن الجبت و الطاغوت و الفراعنة إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ و تقول بأبي أنت و أمي يا أبا عبد الله إليك كانت رحلتي مع بعد شقتي و لك فاضت عبرتي و عليك كان أسفي و نحيبي و صراخي و زفرتي و شهقي و إليك كان مجيئي و بك أستتر من عظيم جرمي أتيتك زائرا وافدا قد أوقرت ظهري بأبي أنت و أمي يا سيدي بكيتك يا خيرة الله و ابن خيرته و حق لي أن أبكيك و قد بكتك السماوات و الأرضون و الجبال و البحار فما عذري إن لم أبكك و قد بكاك حبيب ربي و بكتك الأئمة صلوات الله عليهم و بكاك من دون سدرة المنتهى إلى الثرى جزعا عليك ثم استلم القبر و قل السلام عليك يا أبا عبد الله يا حسين بن علي يا ابن رسول الله السلام عليك يا حجة الله و ابن حجته أشهد أنك عبد الله و أمينه بلغت ناصحا و أديت أمينا و قلت صادقا و قتلت صديقا فمضيت على يقين لم تؤثر عمى على هدى و لم تمل من حق إلى باطل و لم تحب إلا الله وحده و أشهد أنك كنت على بينة من ربك بلغت ما أمرت به و قمت بحقه و صدقت من كان قبلك غير واهن و لا موهن فصلى الله عليك و سلم تسليما جزاك الله من صديق خيرا أشهد أن الجهاد معك جهاد و أن الحق معك و إليك و أنت أهله و معدنه و ميراث النبوة عندك و عند أهل بيتك أشهد أنك قد بلغت و نصحت و وفيت و جاهدت في سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ و مضيت للذي كنت عليه شهيدا و مستشهدا و مشهودا فصلى الله عليك و سلم تسليما أشهد أنك طهر طاهر مطهر من طهر طاهر مطهر طهرت و طهرت أرض أنت بها و طهر حرمك أشهد أنك أمرت بالقسط و دعوت إليه و أشهد أن أمة قتلتك أشرار خلق الله و كفرته و إني أستشفع بك إلى الله ربك و ربي من جميع ذنوبي و أتوجه بك إلى الله في حوائجي و رغبتي في أمر آخرتي و دنياي ثم ضع خدك الأيمن على القبر و قل اللهم إني أسألك بحق هذا القبر و من فيه و بحق هذه القبور و من أسكنتها أن تكتب اسمي عندك في أسمائهم حتى توردني مواردهم و تصدرني مصادرهم إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ و تقول رب أفحمتني ذنوبي و قطعت مقالتي فلا حجة لي و لا عذر لي فأنا المقر بذنوبي الأسير ببليتي المرتهن بعملي المتجلد في خطيئتي المتحير عن قصدي المنقطع بي قد أوقفت يا رب نفسي موقف الأشقياء الأذلاء المذنبين المجترءين عليك بوعيدك يا سبحانك أي جرأة اجترأت عليك و أي تغرير غررت بنفسي و أي سكرة أوبقتني و أي غفلة أعطبتني ما كان أقبح سوء نظري و أوحش فعلي يا سيدي فارحم كبوتي لحر وجهي و زلة قدمي و تعفيري في التراب خدي و ندامتي على ما فرط مني و أقلني عثرتي و ارحم صرختي و عبرتي و اقبل معذرتي و عد بحلمك على جهلي و بإحسانك على خطيئاتي و بعفوك علي رب أشكو إليك قساوة قلبي و ضعف عملي فارتح لمسألتي فأنا المقر بذنبي المعترف بخطيئتي و ها هذه يدي و ناصيتي أستكين لك بالقود من نفسي فاقبل توبتي و نفس كربتي و ارحم خشوعي و خضوعي و انقطاعي إليك سيدي و أسفي على ما كان مني و تمرغي و تعفيري في تراب قبر ابن نبيك بين يديك فأنت رجائي و معتمدي و ظهري و عدتي لا إله إلا أنت ثم كبر خمسا و ثلاثين تكبيرة ثم ترفع يديك و تقول إليك يا رب صمدت من أرضي و إلى ابن نبيك قطعت البلاد رجاء للمغفرة فكن لي يا سيدي سكنا و شفيعا و كن بي رحيما و كن لي منجى يوم لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى يوم لا تنفع شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ و يوم يقول أهل الضلالة ما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ فكن يومئذ في مقامي بين يدي ربي لي منقذا فقد عظم جرمي إذا ارتعدت فرائصي و أخذ بسمعي و أنا منكس رأسي بما قدمت من سوء عملي و أنا عار كما ولدتني أمي و ربي يسألني فكن لي يومئذ شافعا و منقذا فقد أعددتك
ليوم حاجتي و يوم فقري و فاقتي ثم ضع خدك الأيسر على القبر و تقول اللهم ارحم تضرعي في تراب قبر ابن نبيك فإني موضع رحمة يا رب و تقول بأبي أنت و أمي يا ابن رسول الله إني أبرأ إلى الله من قاتلك و من سالبك يا ليتني كنت معك فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً و أبذل مهجتي فيك و أقيك بنفسي و كنت فيمن أقام بين يديك حتى يسفك دمي معك فأظفر معك بالسعادة و الفوز بالجنة و تقول لعن الله من رماك لعن الله من طعنك لعن الله من احتز رأسك لعن الله من حمل رأسك لعن الله من نكت بقضيبه بين ثناياك لعن الله من أبكى نساءك لعن الله من أيتم أولادك لعن الله من أعان عليك لعن الله من سار إليك لعن الله من منعك ماء الفرات لعن الله من غشك و خلاك لعن الله من سمع صوتك فلم يجبك لعن الله ابن آكلة الأكباد و لعن الله ابنه و أعوانه و أتباعه و أنصاره ابن سمية و لعن الله جميع قاتليك و قاتلي أبيك و من أعان على قتلكم و حشا الله أجوافهم و بطونهم و قبورهم نارا و عذبهم عذابا أليما ثم تسبح عند رأسه ألف تسبيحة من تسبيح أمير المؤمنين ع فإن أحببت تحولت إلى عند رجليه و تدعو بما قد فسرت لك ثم تدور من عند رجليه إلى عند رأسه فإذا فرغت من الصلاة سبحت و التسبيح تقول سبحان من لا تبيد معالمه سبحان من لا تنقص خزائنه سبحان من لا انقطاع لمدته سبحان من لا ينفد ما عنده سبحان من لا اضمحلال لفخره سبحان من لا يشاور أحدا في أمره سبحان من لا إله غيره ثم تحول عند رجليه و ضع يديك على القبر و قل صلى الله عليك يا أبا عبد الله ثلاثا صبرت و أنت الصادق المصدق قتل الله من قتلكم بالأيدي و الألسن و تقول اللهم رب الأرباب صريخ الأخيار إني عذت معاذا ففك رقبتي من النار جئتك يا ابن رسول الله وافدا إليك أتوسل إلى الله في جميع حوائجي من أمر آخرتي و دنياي و بك يتوسل المتوسلون إلى الله في جميع حوائجهم و بك يدرك أهل الثواب من عباد الله طلبتهم أسأل وليك و ولينا أن يجعل حظي من زيارتك الصلاة على محمد و آله و المغفرة لذنوبي اللهم اجعلنا ممن تنصره و تنتصر به لدينك في الدنيا و الآخرة ثم تضع خدك عليه و تقول اللهم رب الحسين اشف صدر الحسين اللهم رب الحسين اطلب بدم الحسين اللهم رب الحسين انتقم ممن رضي بقتل الحسين اللهم رب الحسين انتقم ممن خالف الحسين اللهم رب الحسين انتقم ممن فرح بقتل الحسين و تبتهل في اللعنة على من قتل الحسين و أمير المؤمنين ع و تسبح عند رجليه ألف تسبيحة من تسبيح فاطمة صلى الله عليها فإن لم تقدر فمائة تسبيحة و تقول سبحان ذي العز الشامخ المنيف سبحان ذي الجلال الفاخر العظيم سبحان ذي الملك الفاخر القديم سبحان ذي الملك الفاخر العظيم سبحان من لبس العز و الجمال سبحان من تردى بالنور و الوقار سبحان من يرى أثر النمل في الصفا و خفقان الطير في الهواء سبحان من هو هكذا و لا هكذا غيره ثم صر إلى قبر علي بن الحسين فهو عند رجلي الحسين بن علي ع فإذا وقفت عليه فقل السلام عليك يا ابن رسول الله و رحمة الله و بركاته و ابن خليفة رسول الله و ابن بنت رسول الله و رحمة الله و بركاته مضاعفة كلما طلعت شمس أو غربت السلام عليك و على روحك و بدنك بأبي أنت و أمي من مذبوح و مقتول من غير جرم و بأبي أنت و أمي دمك المرتقى به إلى حبيب الله و بأبي أنت و أمي من مقدم بين يدي أبيك يحتسبك و يبكي عليك محرقا عليك قلبه يرفع دمك بكفه إلى أعنان السماء لا ترجع منه قطرة و لا تسكن عليك من أبيك زفرة ودعك للفراق فمكانكما عند الله مع آبائك الماضين و مع أمهاتك في
الجنان منعمين أبرأ إلى الله ممن قتلك و ذبحك ثم انكب على القبر و ضع يدك عليه و قل سلام الله و سلام ملائكته المقربين و أنبيائه المرسلين و عباده الصالحين عليك يا مولاي و ابن مولاي و رحمة الله و بركاته صلى الله عليك و على عترتك و أهل بيتك و آبائك و أبنائك و أمهاتك الأخيار الأبرار الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا السلام عليك يا ابن رسول الله و ابن أمير المؤمنين و ابن الحسين بن علي و رحمة الله و بركاته لعن الله قاتلك و لعن الله من استخف بحقكم و قتلكم لعن الله من بقي منهم و من مضى نفسي فداؤكم و لمضجعكم صلى الله عليكم و سلم تسليما ثم ضع خدك على القبر و قل صلى الله عليك يا أبا الحسن ثلاثا بأبي أنت و أمي أتيتك زائرا وافدا عائذا مما جنيت على نفسي و احتطبت على ظهري و أسأل وليك و وليي أن يجعل حظي من زيارتك عتق رقبتي من النار و تدعو بما أحببت ثم تأتي قبر الحسين ع ثم تدور من خلفه إلى عند رأس الحسين ع و صل عند رأسه ركعتين تقرأ في الأولى الحمد و يس و في الثانية الحمد و الرحمن و إن شئت صليت خلف القبر و عند رأسه أفضل فإذا فرغت فصل ما أحببت إلا أن الركعتين ركعتي الزيارة لا بد منهما عند كل قبر فإذا فرغت من الصلاة فارفع يدك و قل اللهم إنا أتيناه مؤمنين به مسلمين له معتصمين بحبله عارفين بحقه مقرين بفضله مستبصرين بضلالة من خالفه عارفين بالهدى الذي هو عليه اللهم إني أشهدك و أشهد من حضرني من ملائكتك أني بهم مؤمن و أني بمن قتلهم كافر اللهم اجعل لما أقول إيمانا حقيقة في قلبي و شريعة في عملي اللهم اجعلني ممن له مع الحسين بن علي ع قدم ثابت و أثبتني فيمن استشهد معه اللهم العن الذين بدلوا نعمتك كفرا سبحانك يا حليم عما يعمل الظالمون في الأرض تباركت و تعاليت يا عظيم ترى عظيم الجرم من عبادك فلا تعجل عليهم تعاليت يا كريم أنت شاهد غير غائب و عالم بما أتى إلى أهل صفوتك و أحبائك من الأمر الذي لا تحمله سماء و لا أرض و لو شئت لانتقمت منهم و لكنك ذو أناة و قد أمهلت الذين اجترءوا عليك و على رسولك و حبيبك فأسكنتهم أرضك و غذوتهم بنعمتك إلى أجل هم بالغوه و وقت هم صائرون إليه ليستكملوا العمل الذي قدرت و الأجل الذي أجلت لتخلدهم في محط و وثاق و نار و حميم و غساق و الضريع و الأحراق و الأغلال و الأوثاق و غسلين و زقوم و صديد مع طول المقام في أيام لظى و في سقر التي لا تبقي و لا تذر و في الحميم و الجحيم ثم تنكب على القبر و تقول يا سيدي أتيتك زائرا موقرا من الذنوب أتقرب إلى ربي بوفودي إليك و بكائي عليك و عويلي و حسرتي و أسفي و بكائي و ما أخاف على نفسي رجاء أن تكون لي حجابا و سندا و كهفا و حرزا و شافعا و وقاية من النار غدا و أنا من مواليكم الذين أعادي عدوكم و أوالي وليكم على ذلك أحيا و عليه أموت و عليه أبعث إن شاء الله و قد أشخصت بدني و ودعت أهلي و بعدت شقتي و أؤمل في قربكم النجاة و أرجو في إتيانكم الكرة و أطمع في النظر إليكم و إلى مكانكم غدا في جنان ربي مع آبائكم الماضين و تقول يا أبا عبد الله يا حسين بن رسول الله جئتك مستشفعا بك إلى الله اللهم إني أستشفع إليك بولد حبيبك و بالملائكة الذين يضجون عليه و يبكون و يصرخون لا يفترون و لا يسأمون و هم من خشيتك مشفقون و من عذابك حذرون لا تغيرهم الأيام و لا يهرمون في نواحي الحير يشهقون و سيدهم يرى ما يصنعون و ما فيه يتقلبون قد انهملت منهم العيون فلا ترقأ و اشتد منهم الحزن بحرقة لا تطفأ ثم ترفع يديك و تقول اللهم إني أسألك مسألة المسكين المستكين الذليل الذي لم يرد بمسكنته غيرك فإن لم تدركه رحمتك عطب أسألك أن تداركني بلطف منك فأنت الذي لا تخيب سائلك و تعطي المغفرة و تغفر الذنوب فلا أكونن يا سيدي أنا
أهون خلقك عليك و لا أكون أهون من وفد إليك بابن حبيبك فإني أملت و رجوت و طمعت و زرت و اغتربت رجاء لك أن تكافيني إذا أخرجتني من رحلي فأذنت لي بالمسير إلى هذا المكان رحمة منك و تفضلا منك يا رحمان يا رحيم و اجتهد في الدعاء ما قدرت عليه و أكثر منه إن شاء الله ثم تخرج من السقيفة و تقف بحذاء قبور الشهداء و تومئ إليهم أجمعين و تقول السلام عليكم و رحمة الله و بركاته السلام عليكم يا أهل القبور من أهل ديار المؤمنين السلام عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ السلام عليكم يا أولياء الله السلام عليكم يا أنصار الله و أنصار رسوله و أنصار أمير المؤمنين و أنصار ابن رسوله و أنصار دينه أشهد أنكم أنصار الله كما قال الله عز و جل وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا فما ضعفتم و ما استكنتم حتى لقيتم الله على سبيل الحق صلى الله عليكم و على أرواحكم و أجسادكم أبشروا بموعد الله الذي لا خلف له و لا تبديل إن الله لا يخلف وعده و الله مدرك بكم ثار ما وعدكم أنتم خاصة الله اختصكم الله لأبي عبد الله ع أنتم الشهداء و أنتم السعداء سعدتم عند الله و فزتم بالدرجات من جنات لا يطعن أهلها و لا يهرمون و رضوا بالمقام في دار السلام مع من نصرتم جزاكم الله خيرا من أعوان جزاء من صبر مع رسول الله ص أنجز الله ما وعدكم من الكرامة في جواره و داره مع النبيين و المرسلين و أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين أسأل الله الذي حملني إليكم حتى أراني مصارعكم أن يرينيكم على الحوض رواء مرويين و يريني أعداءكم في أسفل درك من الجحيم فإنهم قتلوكم ظلما و أرادوا إماتة الحق و سلبوكم لابن سميه و ابن آكلة الأكباد فاسأل الله أن يرينيهم ظماء مظمئين مسلسلين مغللين يساقون إلى الجحيم السلام عليكم يا أنصار ابن رسول الله مني ما بقيت و السلام عليكم دائما إذا فنيت و بليت لهفي عليكم أي مصيبته أصابت كل مولى لمحمد و آل محمد لقد عظمت و خصت و جلت و عمت
مصيبتكم أنا بكم لجزع و أنا بكم لموجع محزون و أنا بكم لمصاب ملهوف هنيئا لكم ما أعطيتم و هنيئا لكم ما به حييتم فلقد بكتكم الملائكة و حفتكم و سكنت معسكركم و حلت مصارعكم و قدست و صفت بأجنحتها عليكم ليس لها عنكم فراق إلى يوم التلاق و يوم المحشر و يوم المنشر طافت عليكم رحمة من الله بلغتم بها شرف الآخرة أتيتكم شوقا و زرتكم خوفا أسأل الله أن يرينيكم على الحوض و في الجنان مع الأنبياء و المرسلين وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ثم در في الحير و أنت تقول يا من إليه وفدت و إليه خرجت و به استجرت و إليه قصدت و إليه بابن نبيه تقربت صل على محمد و آل محمد و من علي بالجنة و فك رقبتي من النار اللهم ارحم غربتي و بعد داري و ارحم مسيري إليك و إلى ابن حبيبك و اقلبني مفلحا منجحا قد قبلت معذرتي و خضوعي و خشوعي عند إمامي و سيدي و مولاي و ارحم صرختي و بكائي و همي و جزعي و حزني و ما قد باشر قلبي من الجزع عليه فبنعمتك علي و لطفك لي خرجت إليه و بتقويتك إياي و صرفك المحذور عني و كلاءتك بالليل و النهار لي و بحفظك و كرامتك لي و كل بحر قطعته و كل واد فلاة سلكتها و كل منزل نزلته فأنت حملتني في البر و البحر و أنت الذي بلغتني و وفقتني و كفيتني و بفضل منك و وقاية بلغت و كانت المنة لك علي في ذلك كله و أثري مكتوب عندك و اسمي و شخصي فلك الحمد على ما أبليتني و اصطنعت عندي اللهم فارحم فرقي منك و مقامي بين يديك و تملقي و اقبل مني توسلي إليك بابن حبيبك و صفوتك و خيرتك من خلقك و توجهي إليك و أقلني عثرتي و اقبل عظيم ما سلف مني و لا يمنعك ما تعلم مني من العيوب و الذنوب و الإسراف على نفسي و إن كنت لي ماقتا فارض عني و إن كنت علي ساخطا فتب علي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللهم اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ و ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً و اجزهما عني خيرا اللهم اجزهما بالإحسان إحسانا و بالسيئات غفرانا اللهم أدخلهما الجنة برحمتك و حرم وجوههما عن عذابك و برد عليهما مضاجعهما و افسح لهما في قبريهما و عرفنيهما في مستقر من رحمتك و جوار حبيبك محمد ص
بيان قوله ع من سطوات النكال السطوة البطش و القهر و النكال العقوبة التي تنكل الناس عن فعل ما جعلتها له جزاء أي من سطوات الله التي توجب عبرة من اطلع عليها و يحتمل أن يكون المراد سطوات الجبارين في الدنيا و الوبال الثقل و المكروه و العذاب أي العواقب المنتهية إلى الوبال قوله ع و فتنة الضلال أي الامتحان الذي يوجب الضلال عن الحق و يمكن قراءة الضلال بالضم و التشديد بصيغة الجمع و اللبس بالفتح الاختلاط و اشتباه الحق بالباطل و اللبس بالضم الشبهة. و يقال فرط عليه يفرط بالضم إذا أسرف عليه في القول ذكره الفيروزآبادي و قال الطبرسي في قوله تعالى قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أي نخشى أن يتقدم فينا بعذاب و يعجل علينا أَوْ أَنْ يَطْغى أي يتجاوز الحد في الإساءة بنا قوله فإنما أنا بك أي متوسل و معتصم بك أو ليس وجودي و سائر أموري إلا بك. قوله ع و ما أقلت الأرض مني أي حملت الأرض مني أي جميع أعضائي و أجزائي فإن كلها على وجه الأرض و التمجيد ذكره تعالى بالمجد و هو العظمة و الثناء عليه و أخص الأذكار به لا حول و لا قوة إلا بالله قوله ع لم يعزب أي لم يغب. قوله ع في علمه منتهى علمه أي أهلله تهليلا كائنا في علمه أي كما يعلمه الله و ينبغي له بعدد منتهى علمه أي ما لا نهاية له قوله بعد علمه أي تهليلا محققا ثابتا يكون بعد علمه بصدوره مني قوله مع علمه أي تهليلا باقيا مع علمه أزلا و أبدا و يكون في كل آن عدد منتهى علمه و كذا البواقي قوله ع و أنت بالمنظر الأعلى أي أنت مطلع على جميع أمور الخلق كالذي يكون جالسا على المنظر الرفيع مشرفا على من دونه أو أنه لا يصل أنظار الخلق و أفكارهم إليك و الوكس النقص و الزكي الطاهر من الذنوب و العيوب أو النامي في الفضائل و الكمالات. قوله حتى أتاك اليقين أي الموت الذي لا شك فيه و الرزيئة بالهمز المصيبة و قد يخفف فيقرأ بالياء المشددة و تعديته بعلى بتضمين معنى التوجع و الحزن و الشامخة الرفيعة قوله على التسليم يحتمل أن يكون خبرا لقوله و رأيي و هواي و يحتمل أن يكون حالا أي حال كوني ثابتا على التسليم و يمكن أن يكون صلة للإجابة بأن يكون علي في مقام في أي أجابك في التسليم لك و المضطهد على بناء المفعول المقهور قوله ع على رسله أي على علومهم أي تصديقهم أو على أنفسهم لأنه إمام الأنبياء و الأظهر على رسالاته كما مر مرارا. قوله ع و أتمم بهم كلماتك أي مواعيدك في نصر الدين و إعلاء الحق و إذلال الباطل أو شرائعك و أحكامك أو آيات كلامك و الأول أظهر. قوله ع و أعطيتني فيه رغبتي أي مرغوبي و مطلوبي من الحوائج و المطالب على قدر إيماني بك و برسولك فإن قضاء الحوائج و حصول المطالب إنما يكون على قدر الإيمان و اليقين بالإجابة و بشرف المكان و صاحبه. و يحتمل أن تكون على تعليلية أي هذا التشريف و الإكرام و العطاء إنما هو لأني آمنت بك و برسولك كما هو حق الإيمان بحسب قابليتي و يحتمل أن يكون متعلقا بالرغبة أي ما رغبت فيه إليك من المثوبات بسبب أني آمنت بك و بثوابك و بما أخبر به رسولك و آله صلوات الله عليهم في ثواب زيارته ع و لذا أتيته زائرا. قوله ع و سلام الله هو مبتدأ خبره قوله لك أو خبره مقدر و لك متعلق بتروح و قوله و عليك خبر قوله سلام المؤمنين قوله و حبب إلي
شهادتهم أي أن أصير شهيدا مثلهم أو في سبيلهم و يحتمل أن يكون المراد بالشهادة الحضور أي أحب حضورهم و ظهورهم و مشاهدهم مواطن حضورهم و ظهورهم أحياء و أمواتا. قوله ع و بِئْسَ الرِّفْدُ الرفد بالكسر العطاء و الصلة يقال رفده يرفده أعطاه و الْمَرْفُودُ تأكيد للرفد أي بئس العطاء المعطى عطاؤهم و هو على سبيل التهكم و الوبيل الشديد و النكر بالضم المنكر و الأمر الشديد قوله ع من عظيم جرمي أي من عذابك بسبب عظيم جرمي فيكون من تعليلية أو بتقدير مضاف أي من عذاب عظيم جرمي أو المعنى أستتر من جرمي ليفارقني و لا يكون أثره معي و لا يأتيني مثله بعد ذلك أبدا و النحيب أشد البكاء و الصراخ كغراب الصوت الشديد و الصارخة صوت الاستغاثة. و يقال زفر يزفر زفرا و زفيرا إذا أخرج نفسه بعد مدة إياه و الزفرة التنفس كذلك و الشهيق تردد البكاء في الصدر قوله ع المتجلد في خطيئتي التجلد التكلف أي أسعى فيها بغاية جهدي و سعيي قوله عن قصدي أي عن مقصودي أو عن الطريق المستقيم و يقال فلان انقطع به مجهولا أي عجز عن سفره و الكبوة الانكباب على الوجه و حر الوجه بالضم ما أقبل عليك و بدا لك منه و يقال ارتاح الله له برحمته أي أنقذه من البلية و الارتياح النشاط و الرحمة. قوله صمدت أي قصدت و في بعض النسخ عمدت بمعناه قوله ع فكن لي يا سيدي سكنا عدل الخطاب عن الله تعالى إلى الإمام ع و السكن بالتحريك ما يسكن إليه و الرحمة و البركة و النكت أن تضرب في الأرض بقضيب فيؤثر فيها قوله ع ابن سميه أي هو و أشباهه و لعله سقط اللعن قبله من النساخ. قوله ع فإن أحببت تحولت الظاهر أن المراد أنك مخير بين الإتيان بالتسبيح في هذا الوقت و بين تأخيره إلى التحول إلى الرجلين و إتيان ما سيأتي بعد ذلك من الأعمال حتى تأتي بالصلاة التي سيأتي ذكرها ثم يأتي بالتسبيح أما بعد الصلاة بلا فصل أو بعد الإتيان بما بعدها أيضا إلى زيارة الشهداء كلاهما محتمل و التأخير عن زيارة الشهداء أيضا بعيد و لا يبعد أن يكون هذا التخيير جاريا في التسبيح الآتي أيضا و على التقادير يكون المراد بقوله ما قد فسرت لك ما سأفسره لك و يحتمل أن يكون المراد الإتيان بالأدعية و الأفعال السابقة مرة أخرى عند الرجلين ثم الإتيان بالتسبيح و الأول أظهر. قوله من لا تبيد معالمه أي لا يذهب و لا ينقطع ما يستدل به على وجوده و سائر صفاته الكمالية أو أسباب علمه و الأول أظهر و الصريخ المغيث و الانتصار الانتقام و الشامخ المرتفع و الشامخ أيضا الرافع أنفه عزا و المنيف العالي المشرف و الوقار كسحاب الرزانة و خفقان الطائر طيرانه و ضربه بجناحيه. أقول في كيفية التسبيحين اختلاف بين هذا الخبر و خبر أبي سعيد المتقدم و بأيهما عمل كان صوابا و لو عمل بهما كان أصوب قوله يا ابن رسول الله و رحمة الله و بركاته الظاهر أن قوله و رحمة الله و بركاته زيد هنا من النساخ. قوله ع يحتسبك قال الجزري الاحتساب في الأعمال الصالحة و عند المكروهات هو البدار إلى طلب الأجر و تحصيله بالتسليم و الصبر أو باستعمال أنواع البر و القيام بها على الوجه المرسوم فيها طلبا للثواب المرجو منها و منه الحديث من مات له ولد فاحتسبه أي احتسب الأجر بصبره على مصيبته يقال فلان احتسب ابنا له إذا مات كبيرا و افترط إذا مات صغيرا انتهى و في بعض النسخ يحقبك من أحقبه أي أردفه خلفه. و أعنان السماء نواحيها و المحط محل الانحطاط و النزول إلى السفل و الوثاق بالفتح و قد يكسر ما يشد به و الغساق بالتخفيف و التشديد ما يسيل من صديد أهل النار و قيل ما يسيل من دموعهم و قيل هو الزمهرير و الضريع هو نوع من الشوك يقال له الشبرق و أهل الحجاز يسمونه الضريع و هو أخبث طعام و أبشعه لا ترعاه دابة.
و روي عن النبي ص أنه شيء يكون في النار يشبه الشوك أمر من الصبر و أنتن من الجيفة و أشد حرا من النار سماه الله الضريع
و قيل هو سم و قيل هو الحجارة و الأحراق بالفتح جمع الحرق بالتحريك و هو لهب النار و الغسلين هو ما انغسل من لحوم أهل النار و صديدهم. و الزقوم ما وصف الله تعالى في كتابه العزيز فقال إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ و هو فعول من الزقم و هو اللقم الشديد و الشرب المفرط و لظى اسم من أسماء النار أو لطبقة منها و كذا السقر لا تبقي أي على شيء يلقى فيها و لا تدعه حتى تهلكه و قد مرت تفاسير تلك الكلمات مستوفاة في كتاب المعاد. و العويل رفع الصوت بالبكاء و ذكر البكاء ثانيا إما زيادة من النساخ أو تأكيد أو المراد بالأول البكاء عليه صلوات الله عليه و بالثاني البكاء على نفسه قوله ع الذين أعادي فيه التفات من الغيبة إلى التكلم و لا يبعد أن يكون في الأصل الذي بصيغة الفرد و الشقة بالضم و الكسر الناحية و السفر البعيد. قوله و أرجو في إتيانكم الكرة أي الرجوع في الرجعة أو إلى الزيارة أو إلى أهلي و الأول أظهر و في بعض النسخ الكثرة أي في الخيرات و المثوبات و هو تصحيف و انهملت عينه فاضت و رقا الدمع كجعل جف و سكن. قوله القليل أي الحقير الضعيف قال الفيروزآبادي القليل القصير النحيف و هي بهاء و قوم قليلون و أقلاء و قلل و قللون يكون ذلك في قلة العدد و دقة الجثة انتهى و يحتمل أن يكون متعلقه محذوفا للتعميم أي القليل المال و العلم و العز و سائر الكمالات و في بعض النسخ العليل بالعين المهملة فلا يحتاج إلى تكلف قوله و اغتربت أي اخترت الغربة و تركت الوطن قوله ثار ما وعدكم لعل الإضافة بيانية أو المعنى ثار ما وعدكم ثاره و في التهذيب ثارا وعدكم و هو أظهر. قوله لا يطعن أهلها على بناء المعلوم بضم العين أي لا يشيبون من قولهم طعن في السن إذا ذهب فيه أو على بناء المجهول من الطعن بالرمح و نحوه أو من الطاعون و في بعض النسخ بالظاء المعجمة من الظعن بمعنى السير أي لا يخرجون منها قوله ع مع من نصرتم لعله متعلق بقوله فزتم. قوله مرويين هو من قولهم رويت القوم أرويهم ريا إذا استقيت لهم الماء و هو تأكيد للرواء بالكسر و المد أي رواء من الماء رواهم ساقي الحوض صلوات الله عليه و كذا قوله مظمئين على بناء المفعول من باب الإفعال أو التفعيل تأكيد للظماء بالكسر من قولهم أظمأته و ظمأته أي عطشته أي جعلهم الله ظماء و منع منهم الماء لسوء أعمالهم أو المراد كثرة أسباب عطشهم من شدة الحر و الحركات العنيفة و أمثالها. و قال الفيروزآبادي لهف كفرح حزن و تحسر كتلهف عليه و يا لهفه كلمة يتحسر بها على فائت و يقال يا لهفي عليك و يا لهف و يا لهفا إلى آخر ما قال و الاصطناع افتعال من الصنيعة و هي العطية و الكرامة و الإحسان
31- بشا، ]بشارة المصطفى[ محمد بن شهريار عن محمد بن محمد البرسي عن محمد بن الحسين القرشي عن أحمد بن أحمد بن حمران عن إسحاق بن محمد بن علي المقري عن عبيد الله بن محمد الأيادي عن عمر بن مدرك عن محمد بن زياد المكي عن جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن عطية العوفي قال خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري رحمه الله زائرين قبر الحسين بن علي بن أبي طالب ع فلما وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثم ائتزر بإزار و ارتدى بآخر ثم فتح صرة فيها سعد فنثرها على بدنه ثم لم يخط خطوة إلا ذكر الله حتى إذا دنا من القبر قال ألمسنيه فألمسته فخر على القبر مغشيا عليه فرششت عليه شيئا من الماء فأفاق و قال يا حسين ثلاثا ثم قال حبيب لا يجيب حبيبه ثم قال و أنى لك بالجواب و قد شحطت أوداجك على أثباجك و فرق بين بدنك و رأسك فأشهد أنك ابن النبيين و ابن سيد المؤمنين و ابن حليف التقوى و سليل الهدى و خامس أصحاب الكساء و ابن سيد النقباء و ابن فاطمة سيدة النساء و ما لك لا تكون هكذا و قد غذتك كف سيد المرسلين و ربيت في حجر المتقين و رضعت من ثدي الإيمان و فطمت بالإسلام فطبت حيا و طبت ميتا غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة لفراقك و لا شاكة في الخيرة لك فعليك سلام الله و رضوانه و أشهد أنك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا ثم جال ببصره حول القبر و قال السلام عليكم أيها الأرواح التي حلت بفناء قبر الحسين و أناخت برحله أشهد أنكم أقمتم الصلاة و آتيتم الزكاة و أمرتم بالمعروف و نهيتم عن المنكر و جاهدتم الملحدين و عبدتم الله حتى أتاكم اليقين و الذي بعث محمدا بالحق لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه قال عطية فقلت لجابر كيف و لم نهبط واديا و لم نعل جبلا و لم نضرب بسيف و القوم قد فرق بين رءوسهم و أبدانهم و أولادهم و أرملت الأزواج فقال لي يا عطية سمعت حبيبي رسول الله ص يقول من أحب قوما حشر معهم و من أحب عمل قوم أشرك في عملهم و الذي بعث محمدا بالحق إن نيتي و نية أصحابي على ما مضى عليه الحسين و أصحابه خذوني نحو أبيات كوفان فلما صرنا في بعض الطريق فقال لي يا عطية هل أوصيك و ما أظن أنني بعد هذه السفرة ملاقيك أحبب محب آل محمد ص ما أحبهم و أبغض مبغض آل محمد ما أبغضهم و إن كان صواما قواما و ارفق بمحب آل محمد فإنه إن تزل قدم بكثرة ذنوبهم ثبتت لهم أخرى بمحبتهم فإن محبهم يعود إلى الجنة و مبغضهم يعود إلى النار
إيضاح السعد بالضم طيب معروف قوله و قد شحطت بكسر الحاء على بناء المجرد من الشحط و هو الاضطراب في الدم أو على بناء المجهول من باب التفعيل يقال شحطه تشحيطا ضرجه بالدم فتشحط تضرج به و اضطرب فيه و على التقديرين تعديته بعلى لتضمين معنى الصب و الأظهر شخبت بالخاء المعجمة المفتوحة و الباء الموحدة كما في بعض النسخ و الشخب السيلان و قد ورد مثله في الحديث كثيرا كقوله ص إن المقتول يجيء يوم القيامة و أوداجه تشخب دما. و الأوداج هي ما أحاط بالعنق من العروق التي يقطعها الذابح و قيل الودجان عرقان غليظان عن جانبي ثغرة النحر و الثبج الوسط و ما بين الكاهل إلى الظهر و الجمع باعتبار الأجزاء و السليل الولد قوله و فطمت بالإسلام كناية عن سبق الإسلام و استقراره فيه بأن كان عند الفطام مغذى بالإيمان و الإسلام
32- مصبا، ]المصباحين[ روى لنا جماعة عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال عن أبيه عن جده عن صفوان قال استأذنت الصادق ع لزيارة مولاي الحسين ع و سألته أن يعرفني ما أعمل عليه فقال يا صفوان صم ثلاثة أيام قبل خروجك و اغتسل في اليوم الثالث ثم اجمع إليك أهلك ثم قل اللهم إني استودعت اليوم نفسي و أهلي و مالي و ولدي و من كان مني بسبيل الشاهد منهم و الغائب اللهم صل على محمد و آل محمد و احفظنا بحفظ الإيمان و احفظ علينا اللهم اجعلنا في حرزك و لا تسلبنا نعمتك و لا تغير ما بنا من عافيتك و زدنا من فضلك إنا إليك راغبون اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر و من كآبة المنقلب و من سوء المنظر في النفس و الأهل و المال و الولد اللهم ارزقنا حلاوة الإيمان و برد المغفرة و آمنا من عذابك إنا إليك راغبون و آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ و آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فإذا أتيت الفرات يعني شريعة الصادق ع بالعلقمي فقل اللهم أنت خير من وفدت إليه الرجال و أنت سيدي أكرم مقصود و أفضل مزور و قد جعلت لكل زائر كرامة و لكل وافد تحفة فأسألك أن تجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار و قد قصدت وليك و ابن نبيك و صفيك و ابن صفيك و نجيبك و ابن نجيبك و حبيبك و ابن حبيبك اللهم فاشكر سعيي و ارحم مسيري إليك بغير من مني عليك بل لك المن علي إذ جعلت لي السبيل إلى زيارته و عرفتني فضله و حفظتني في الليل و النهار حتى بلغتني هذا المكان اللهم فلك الحمد على نعمائك كلها و لك الشكر على مننك كلها ثم اغتسل من الفرات فإن أبي حدثني عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن ابني هذا الحسين يقتل بعدي على شاطئ الفرات فمن زاره و اغتسل من الفرات تساقطت خطاياه كهيئة يوم ولدته أمه فإذا اغتسلت فقل في غسلك بسم الله و بالله اللهم اجعله نورا و طهورا و حرزا و شفاء من كل داء و آفة و سقم و عاهة اللهم طهر به قلبي و اشرح به صدري و سهل به أمري فإذا فرغت من غسلك فالبس ثوبين طاهرين و صل ركعتين خارج المشرعة و هو المكان الذي قال الله تعالى وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَ جَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ فإذا فرغت من صلاتك فتوجه نحو الحائر و عليك السكينة و الوقار و قصر خطاك فإن الله تعالى يكتب لك بكل خطوة حجة و عمرة و سر خاشعا باكية عينك و أكثر من التكبير و التهليل و الثناء على الله عز و جل و الصلاة على نبيه ص و الصلاة على الحسين خاصة و لعن من قتله و البراءة ممن أسس ذلك عليه فإذا أتيت باب الحائر فقف و قل الله أكبر كبيرا و الحمد لله كثيرا و سبحان
الله بكرة و أصيلا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ ثم قل السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا خاتم النبيين السلام عليك يا سيد المرسلين السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا سيد الوصيين السلام عليك يا قائد الغر المحجلين السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين السلام عليك و على الأئمة من ولدك السلام عليك يا وصي أمير المؤمنين السلام عليك أيها الصديق الشهيد السلام عليكم يا ملائكة الله المقيمين في هذا المقام الشريف السلام عليكم يا ملائكة ربي المحدقين بقبر الحسين السلام عليكم مني أبدا ما بقيت و بقي الليل و النهار ثم تقول السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك المقر بالرق و التارك للخلاف عليكم و الموالي لوليكم و المعادي لعدوكم قصد حرمك و استجار بمشهدك و تقرب إليك بقصدك أ أدخل يا سيد الوصيين أ أدخل يا فاطمة سيدة نساء العالمين أ أدخل يا مولاي يا أبا عبد الله أ أدخل يا مولاي يا ابن رسول الله فإن خشع قلبك و دمعت عينك فهو علامة الإذن فادخل ثم قال الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي هداني لولايتك و خصني بزيارتك و سهل لي قصدك ثم تأتي باب القبة و قف من حيث يلي الرأس و قل السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين ولي الله السلام عليك يا ابن محمد المصطفى السلام عليك يا ابن علي المرتضى السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره و الوتر
الموتور أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و أطعت الله و رسوله حتى أتاك اليقين فلعن الله أمة قتلتك و لعن الله أمة ظلمتك و لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به يا مولاي يا أبا عبد الله أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة و الأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها و لم تلبسك مدلهمات ثيابها و أشهد أنك من دعائم الدين و أركان المؤمنين و أشهد أنك الإمام البر التقي الرضي الزكي الهادي المهدي و أشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى و أعلام الهدى و العروة الوثقى و الحجة على أهل الدنيا و أشهد الله و ملائكته و أنبياءه و رسله أني بكم مؤمن و بإيابكم موقن بشرائع ديني و خواتيم عملي و قلبي لقلبكم سلم و أمري لأمركم متبع صلوات الله عليكم و على أرواحكم و على أجسادكم و على شاهدكم و على غائبكم و على ظاهركم و على باطنكم ثم انكب على القبر و قبله و قل بأبي أنت و أمي يا ابن رسول الله بأبي أنت و أمي يا أبا عبد الله لقد عظمت الرزية و جلت المصيبة بك علينا و على جميع أهل السماوات و الأرض فلعن الله أمة أسرجت و ألجمت و تهيأت لقتالك يا مولاي يا أبا عبد الله قصدت حرمك و أتيت إلى مشهدك أسأل الله بالشأن الذي لك عنده و بالمحل الذي لك لديه أن يصلي على محمد و آل محمد و أن يجعلني معكم في الدنيا و الآخرة ثم قم فصل ركعتين عند الرأس اقرأ فيهما ما أحببت فإذا فرغت من صلاتك فقل اللهم إني صليت و ركعت و سجدت لك وحدك لا شريك لك لأن الصلاة و الركوع و السجود لا تكون إلا لك لأنك أنت الله لا إله إلا أنت اللهم صل على محمد و آل محمد و أبلغهم عني أفضل الصلاة و التحية و اردد علي منهم السلام اللهم فهاتان الركعتان هدية مني إلى مولاي الحسين بن علي ع اللهم صل على محمد و آله و تقبلها مني و أجزني على ذلك بأفضل أملي و رجائي فيك و في وليك يا ولي المؤمنين ثم قم و صر إلى عند رجلي القبر و قف عند رأس علي بن الحسين ع و قل السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن نبي الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين السلام عليك يا ابن الحسين الشهيد السلام عليك أيها الشهيد و ابن الشهيد السلام عليك أيها المظلوم و ابن المظلوم لعن الله أمة قتلتك و لعن الله أمة ظلمتك و لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به ثم انكب على القبر و قبله و قل السلام عليك يا ولي الله و ابن وليه لقد عظمت المصيبة و جلت الرزية بك علينا و على جميع المسلمين فلعن الله أمة قتلتك و أبرأ إلى الله و إليك منهم ثم اخرج من الباب الذي عند رجلي علي بن الحسين عليهما السلام ثم توجه إلى الشهداء و قل السلام عليكم يا أولياء الله و أحباءه السلام عليكم يا أصفياء الله و أوداءه السلام عليكم يا أنصار دين الله السلام عليكم يا أنصار رسول الله السلام عليكم يا أنصار أمير المؤمنين السلام عليكم يا أنصار فاطمة سيدة نساء العالمين السلام عليكم يا أنصار أبي محمد الحسن بن علي الزكي الناصح السلام عليكم يا أنصار أبي عبد الله بأبي أنتم و أمي طبتم و طابت الأرض التي فيها دفنتم و فزتم فوزا عظيما فيا ليتني كنت معكم فأفوز معكم ثم عد إلى عند رأس الحسين ع و أكثر من الدعاء لك و لأهلك و لوالديك و لإخوانك فإن مشهده لا ترد فيه دعوة داع و لا سؤال سائل فإذا أردت الخروج فانكب على القبر و قل السلام عليك يا مولاي السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا خاصة الله السلام عليك يا خالصة الله السلام عليك يا أمين الله سلام مودع لا قال و لا سئم فإن أمض فلا عن ملالة و إن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين و لا جعله الله يا مولاي آخر العهد مني لزيارتك و رزقني العود إلى مشهدك و المقام في حرمك و إياه أسأل أن يسعدني بك و بالأئمة من ولدك و يجعلني معكم في الدنيا و الآخرة
ثم قم و اخرج و لا تول ظهرك و أكثر من قول إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ حتى تغيب عن القبر فمن زار الحسين ع بهذه الزيارة كتب الله عز و جل له بكل خطوة مائة ألف حسنة و محا عنه مائة ألف سيئة و رفع له مائة ألف درجة و قضى له مائة ألف حاجة أسهلها أن يزحزحه عن النار و كان كمن استشهد مع الحسين ع حتى يشركهم في درجاتهم
أقول أورد الشيخ المفيد رحمه الله هذه الزيارة في مزاره مع اختصار في بعض الفضائل لا في الأذكار و الأدعية و الظاهر أن رواية صفوان انتهت هاهنا و ما سيذكره الشيخان الجليلان بعد ذلك مأخوذ مما مر من الزيارة الكبيرة التي رواها أبو حمزة الثمالي مع اختصار و تغيير يسير يظهر لك عند الرجوع إليها
ثم قال الشيخ زيارة الشهداء من رواية أبي حمزة الثمالي السلام عليكم يا أنصار دين رسول الله مني ما بقيت و السلام عليكم دائما إذا فنيت و بليت لهفي عليكم أي مصيبة أصابت كل مولى لمحمد و آل محمد لقد عظمت و خصت و جلت و عمت مصيبتكم إني بكم لجزع و إني بكم لموجع محزون و أنا بكم لمصاب ملهوف هنيئا لكم ما أعطيتم و هنيئا لكم ما به حبيتم و لقد بكتكم الملائكة و حفت بكم و سكنت معسكركم و حلت مصارعكم و قدست و صفت بأجنحتها عليكم ليس لها عنكم فراق إلى يوم التلاق و يوم المحشر و يوم المنشر طافت عليكم رحمة بلغتم بها شرف الآخرة أتيتكم مشتاقا و زرتكم خائفا أسأل الله أن يرينيكم على الحوض و في الجنان مع الأنبياء و المرسلين وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً
ثم قال الشيخان رحمهما الله ثم امش إلى مشهد العباس بن علي رحمة الله عليه و ساقا الزيارة كما سيأتي في بابها برواية الثمالي
ثم قالا ثم ارجع إلى مشهد الحسين ع للوداع فإذا أردت أن تودعه فقف عليه كوقوفك أول الزيارة و استقبله بوجهك و قل السلام عليك يا ولي الله السلام عليك يا أبا عبد الله أنت لي جنة من العذاب و هذا أوان انصرافي غير راغب عنك و لا مستبدل بك سواك و لا مؤثر عليك غيرك و لا زاهد في قربك و قد جدت بنفسي للحدثان و تركت الأهل و الأوطان فكن لي شافعا يوم حاجتي و فقري و فاقتي يوم لا يغني عني والدي و لا ولدي و لا حميمي و لا قريبي أسأل الله الذي قدر و خلق أن ينفس بكم كربي و أسأل الله الذي قدر علي فراق مكانك ألا يجعله آخر العهد مني و من رجوعي و أسأل الله الذي أبكى عيني عليك أن يجعله سندا لي و أسأل الله الذي نقلني إليك من رحلي و أهلي أن يجعله ذخرا لي و أسأل الله الذي أراني مكانك و هداني للتسليم عليك و لزيارتي إياك أن يوردني حوضك و يرزقني مرافقتك في الجنان مع آبائك الصالحين السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك و على محمد بن عبد الله السلام على محمد حبيب الله و صفوته و أمينه و رسوله و سيد النبيين السلام على أمير المؤمنين و وصي رسول رب العالمين و قائد الغر المحجلين السلام على الأئمة الراشدين السلام على من في الحائر منكم و رحمة الله و بركاته السلام على ملائكة الله الباقين المقيمين المسبحين الذين هم بأمر الله مقيمون السلام علينا و على عباد الله الصالحين وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ثم أشر إلى القبر بمسبحتك اليمنى و قل سلام الله و سلام ملائكته المقربين و أنبيائه المرسلين و عباده الصالحين يا ابن رسول الله عليك و على روحك و بدنك و على ذريتك و من حضرك من أوليائك أستودعك الله و أسترعيك و أقرأ عليك السلام آمنا بالله و برسوله و بما جاء به من عند الله اللهم اكتبنا مع الشاهدين ثم ارفع يديك إلى السماء و قل اللهم إني أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و إن لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياه فإن جعلته يا رب فاحشرني معه و مع آبائه و أوليائه و إن أبقيتني يا رب فارزقني العود إليه ثم العود إليه برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ في أوليائك اللهم صل على محمد و آل محمد و لا تشغلني عن ذكرك بإكثار من الدنيا تلهيني عجائب بهجتها و تفتنني زهرات زينتها و لا بإقلال يضر بعملي كده و يملأ صدري همه و أعطني من ذلك غنى عن شرار خلقك و بلاغا أنال به رضاك يا رحمان السلام عليكم يا ملائكة الله و زوار قبر أبي عبد الله ع ثم ضع خدك الأيمن على القبر مرة و الأيسر مرة و ألح في الدعاء و المسألة ثم حول وجهك إلى قبور الشهداء فودعهم و قل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياهم و أشركني معهم في صالح ما أعطيتهم على نصرتهم ابن نبيك و حجتك على خلقك و جهادهم معه اللهم اجمعنا و إياهم في جنتك مع الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً أستودعكم الله و أقرأ عليكم السلام اللهم ارزقني العود إليهم و احشرني معهم يا أرحم الراحمين ثم اخرج و لا تول وجهك عن القبر حتى يغيب عن معاينتك و قف على الباب متوجها إلى القبلة و قل اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تتقبل عملي و تشكر سعيي و لا تجعله آخر العهد مني أبدا ما أبقيتني و ارددني إليه ببر و تقوى و عرفني به و زيارتي إليه و قربتي و عرفني بركته عاجلا صبا صبا من غير كد و لا من من أحد من خلقك و اجعله واسعا من فضلك و كثيرا من عطيتك من فضلك الواسع الفاضل المفضل الطيب و ارزقني رزقا واسعا حلالا كثيرا فإنك تقول وَ سْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فمن فضلك أسأل و من
عطيتك أسأل و من كثير ما عندك أسأل و من خزائنك أسأل و من يدك الملأى أسأل فلا تردني خائبا فإني ضعيف فضاعف لي و عافني إلى منتهى أجلي و اجعل لي من كل نعمة أنعمتها على عبادك أوفر النصيب و اجعل لي خيرا مما أنا عليه و اجعل ما أصير إليه خيرا مما ينقطع عني و اجعل سريرتي خيرا من علانيتي و أعذني من أن أرى الناس أن في خيرا و لا خير في و ارزقني من التجارة أوسعها رزقا و أعظمها فضلا و خيرها لي و لعيالي و أهل عنايتي في الدنيا و الآخرة عافية و أتني يا سيدي و عيالي برزق واسع تغنينا به عن دناة خلقك و لا تجعل لأحد من العباد فيه منا و اجعلني ممن استجاب لك و آمن بوعدك و أتبع أمرك و لا تجعلني أخيب وفدك و زوار ابن نبيك و أعذني من الفقر و مواقف الخزي في الدنيا و الآخرة و اصرف عني شر الدنيا و الآخرة و اقلبني مفلحا منجحا مستجابا لي بأفضل ما ينقلب به أحد من زوار أوليائك و لا تجعله آخر العهد من زيارتهم و إن لم تكن استجبت لي و غفرت لي و رضيت عني فمن الآن فاستجب لي و اغفر لي و ارض قبل أن تنأى عن ابن نبيك داري فهذا أوان انصرافي إن كنت أذنت لي غير راغب عنك و لا عن أوليائك و لا مستبدل بك و لا بهم اللهم احفظني من بين يدي و من خلفي و عن يميني و عن شمالي حتى تبلغني أهلي فإذا بلغتني فلا تبرأ مني و ألبسني و إياهم درعك الحصينة و اكفني مئونة عيالي و مئونة جميع خلقك و امنعني من أن يصل إلى أحد من خلقك بسوء فإنك وليي في كل ذلك و القادر عليه و أعطني جميع ما سألتك و من علي به و زدني من فضلك يا أرحم الراحمين ثم انصرف و أنت تحمد الله و تسبحه و تهلله و تكبره إن شاء الله تعالى
بيان قوله يعني شرعة الصادق ع بالعلقمي هذا التفسير من المفيد و الشيخ رحمهما الله و الشرعة بالكسر و المشرعة مورد الشاربة من النهر و الآن النهر العلقمي مطموس و شرعة الصادق ع غير معلوم لكن ينسب إليه ع موضع في تلك الجهة فلعله هي ففي أي موضع من الفرات و الأنهار المنشعبة منه اغتسل و أتي بهذه الأعمال كان مجزيا. قوله ع المحدقين أي المطيفين به و قال الفيروزآبادي ادلهم الظلام كثف و اسود مدلهم مبالغة قوله فلا عن سوء ظني أي ليس إقامتي لسوء ظني بما وعدت الصابرين بل أعلم أني إذا فارقتك لما يلزمني من المصالح و صبرت على مفارقتك يأجرني الله عليها و يحتمل أن يكون عن بمعنى مع مجازا فإنها قد تكون للظرفية أي مع المجاورة اعلم أن الله يأجرني على الصبر على ترك الأهل و الوطن و لا يخفى بعده. قوله ع السلام على من في الحائر منكم الظاهر أن الخطاب متوجه إلى الأئمة و المراد الحسين ع أو المراد من أهل بيتكم و أولادكم و يحتمل أن يكون المراد به إمام الزمان ع إذ يمكن أن يكون حاضرا و لا تراه أو مع أرواح سائر الأئمة أيضا فإنه قد مر في أخبار كثيرة أنهم يحضرون للزيارة و قال الجزري الزهرة البياض النير و زهرة الدنيا حسنها و بهجتها و كثرة خيرها. قوله صبا صبا مصدر بمعنى الفاعل أو المفعول من قولهم صب الماء إذا أفرغه فصب لازم و متعد و هو كناية عن الكثرة
33- ثم قال المفيد و مؤلف المزار رحمهما الله زيارة أخرى له ع برواية أخرى غير مقيدة بوقت من الأوقات إذا وردت إن شاء الله أرض كربلاء فانزل منها بشاطئ العلقمي ثم اخلع ثياب سفرك و اغتسل غسل الزيارة مندوبا و قل و أنت تغتسل بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله ص اللهم صل على محمد و آل محمد و طهر قلبي و زك عملي و نور بصري و اجعل غسلي هذا طهورا و حرزا و شفاء من كل داء و سقم و آفة و عاهة و من شر ما أحاذر إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللهم صل على محمد و آل محمد و اغسلني من الذنوب كلها و الآثام و الخطايا و طهر جسمي و قلبي من كل آفة تمحق بها ديني و اجعل عملي خالصا لوجهك يا أرحم الراحمين اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعله لي شاهدا يوم حاجتي و فقري و فاقتي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ و اقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر فإذا فرغت من الغسل فالبس ما طهر من ثيابك ثم توجه إلى المشهد على ساكنه السلام و عليك السكينة و الوقار و أنت متحف خاضع ذليل تكبر الله و تحمده و تسبحه و تستغفره و تكثر من الصلاة على نبيه محمد و آله الطاهرين فإذا انتهيت إلى بابه فقف عليه و كبر أربعا ثم قل اللهم إن هذا مقام أكرمتني به و شرفتني اللهم فأعطني فيه رغبتي على حقيقة إيماني بك و برسولك ع ثم أدخل رجلك اليمنى قبل اليسرى و قل بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله ص اللهم أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ثم امش حتى تدخل الصحن فإذا دخلته فكبر أربعا و توجه إلى القبلة و ارفع يديك و قل اللهم إني إليك توجهت و إليك خرجت و إليك وفدت و لخيرك تعرضت و بزيارة حبيب حبيبك إليك تقربت اللهم فلا تمنعني خير ما عندك لشر ما عندي اللهم اغفر لي ذنوبي و كفر عني سيئاتي و حط عني خطيئاتي و اقبل حسناتي ثم اقرأ الحمد و المعوذتين و قل هو الله أحد و إنا أنزلناه في ليلة القدر و آية الكرسي و آخر الحشر لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ثم صل ركعتين تحية المشهد فإذا فرغت منهما و سبحت فقل الحمد لله الواحد في الأمور كلها خالق الخلق لم يعزب عنه شيء من أمورهم عالم كل شيء بغير تعليم و صلوات الله و صلوات ملائكته و أنبيائه و رسله و جميع خلقه على محمد المصطفى و أهل بيته الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات الحمد لله الذي أنعم علي و عرفني فضل أهل بيته صلى الله عليه و عليهم و رحمة الله و بركاته اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال و شدت إليه الرحال و أنت يا سيدي أكرم مأتي و أكرم مزور و قد جعلت لكل آت تحفة فاجعل تحفتي بزيارة قبر وليك و ابن نبيك و حجتك على خلقك فكاك رقبتي من النار اللهم صل على محمد و آل محمد و تقبل عملي و اشكر سعيي و ارحم مسيري من أهلي بغير من اللهم مني عليك بل لك المن علي إذ جعلت لي السبيل إلى زيارة وليك و عرفتني فضله و حفظتني حتى بلغتني اللهم و قد أتيتك و أملتك فلا تخيب أملي و لا تقطع رجائي و اجعل مسيري هذا كفارة لما قبله من ذنوبي و رضوانا تضاعف به حسناتي و سببا لنجاح طلباتي و طريقا لقضاء حوائجي يا أرحم الراحمين اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعل سعيي مشكورا و ذنبي مغفورا و عملي مقبولا و دعائي مستجابا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللهم إني أردتك فأردني و أقبلت بوجهي إليك فلا تعرض عني و قصدتك فتقبل مني و إن كنت لي ماقتا فارض عني و ارحم تضرعي إليك و لا تخيبني يا أرحم الراحمين ثم امش حتى تعاين الجدث فإذا عاينته فكبر أربعا و استقبل وجهه بوجهك
و اجعل القبلة بين كتفيك و قل اللهم أنت السلام و منك السلام و إليك يرجع السلام يا ذا الجلال و الإكرام السلام على رسول الله أمين الله على وحيه و عزائم أمره الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كله و رحمة الله و بركاته السلام على أمير المؤمنين عبد الله و أخي رسوله الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين السلام على الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين السلام على أئمة الهدى الراشدين السلام على الطاهرة الصديقة فاطمة سيدة فاطمة سيدة نساء العالمين السلام على ملائكة الله المنزلين السلام على ملائكة الله المردفين السلام على ملائكة الله المسومين السلام على ملائكة الله الزوارين السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا المشهد بإذن الله مقيمون ثم امش حتى تقف عليه فإذا وقفت فاستقبله بوجهك المرسوم لك عند المعاينة و قل السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله السلام عليك يا وارث وصي رسول الله السلام عليك يا وارث الحسن الرضي السلام عليك أيها الشهيد الصديق السلام عليك أيها الوصي البر التقي السلام عليك و على الأرواح التي حلت بفنائك و أناخت برحلك السلام على ملائكة الله المحدقين بك أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و تلوت الكتاب حق تلاوته و جاهدت في الله حق جهاده و صبرت على الأذى في جنبه و عبدته مخلصا حتى أتاك اليقين لعن الله أمة ظلمتك و أمة قاتلتك و أمة قتلتك و أمة أعانت عليك و أمة خذلتك و أمة دعتك فلم تجبك و أمة بلغها ذلك فرضيت به و ألحقهم الله بدرك الجحيم اللهم العن الذين كذبوا رسلك و هدموا كعبتك و استحلوا حرمك و ألحدوا في البيت الحرام و حرفوا كتابك و سفكوا دماء أهل بيت نبيك و أظهروا الفساد في أرضك و استذلوا عبادك المؤمنين اللهم ضاعف عليهم العذاب الأليم و اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ في أوليائك المصطفين و حبب إلي مشاهدهم و ألحقني بهم و اجعلني معهم في الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين ثم ضع يدك اليسرى على القبر و أشر بيدك اليمنى و قل السلام عليك يا ابن رسول الله إن لم يكن أدركت نصرتك بيدي فها أنا ذا وافد إليك بنصري قد أجابك سمعي و بصري و بدني و رأيي و هواي على التسليم لك و للخلف الباقي من بعدك و الأدلاء على الله من ولدك فنصرتي لكم معدة حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ ثم ارفع يديك إلى السماء و قل اللهم إني أشهد أن هذا القبر قبر حبيبك و صفوتك من خلقك الفائز بكرامتك أكرمته بالشهادة و أعطيته مواريث الأنبياء و جعلته حجة لك على خلقك فأعذر في الدعوة و بذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الضلالة و الجهالة و العمى و الشك و الارتياب إلى باب الهدى و الرشاد و أنت يا سيدي بالمنظر الأعلى ترى و لا ترى و قد توازر عليه في طاعتك من خلقك من غرته الدنيا و باع آخرته بالثمن الأوكس و أسخطك و أسخط رسولك ع و أطاع من عبادك أهل الشقاق و النفاق و حملة الأوزار المستوجبين النار اللهم العنهم لعنا وبيلا و عذبهم عذابا أليما ثم حط يدك اليسرى و أشر باليمنى منهما إلى القبر و قل السلام عليك يا وارث الأنبياء السلام عليك يا وصي الأوصياء السلام عليك و على آلك و ذريتك الذين حباهم الله بالحجج البالغة و النور و الصراط المستقيم بأبي أنت و أمي ما أجل مصيبتك و أعظمها عند الله و ما أجل مصيبتك و أعظمها عند رسول الله و ما أجل مصيبتك و أعظمها عند الملإ الأعلى و ما أجل مصيبتك و أعظمها عند شيعتك خاصة بأبي أنت و أمي يا ابن رسول الله أشهد أنك كنت نورا في الظلمات و أشهد أنك أمين الله و حجته و خازن علمه و وصي نبيه و أشهد أنك قد بلغت و نصحت و صبرت على الأذى في جنبه و أشهد أنك
قد قتلت و حرمت و غصبت و ظلمت و أشهد أنك قد جحدت و اهتضمت و صبرت في ذات الله و أنك قد كذبت و دفعت عن حقك و أسيء إليك و احتملت و أشهد أنك الإمام الراشد الهادي هديت و قمت بالحق و عملت به و أشهد أن طاعتك مفترضة و قولك الصدق و دعوتك الحق و أنك دعوت إلى الحق و إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ فلم تجب و أمرت بطاعة الله فلم تطع و أشهد أنك من دعائم الدين و عموده و ركن الأرض و عمادها و أشهد أنك و الأئمة من أهل بيتك كلمة التقوى و باب الهدى و العروة الوثقى و الحجة على أهل الدنيا و أشهد الله و ملائكته و أنبياءه و رسله و أشهدكم أني بكم مؤمن و لكم تابع في ذات نفسي و شرائع ديني و خواتيم عملي و منقلبي إلى ربي و أشهد أنك قد أديت عن الله و عن رسوله صادقا و قلت أمينا و نصحت لله و رسوله مجتهدا و مضيت على يقين لم تؤثر ضلالا على هدى و لم تمل من حق إلى باطل فجزاك الله عن رعيته خيرا و صلى الله عليك صلاة لا يحصيها غيره و عليك السلام و رحمة الله و بركاته اللهم إني أصلي عليه كما صليت عليه و صلى عليه ملائكتك و أنبياؤك و رسلك و أمير المؤمنين و الأئمة أجمعون صلاة كثيرة متتابعة مترادفة يتبع بعضها بعضا في محضرنا هذا و إذا غبنا و على كل حال صلاة لا انقطاع لها و لا نفاد اللهم أبلغ روحه و جسده في ساعتي هذه و في كل ساعة تحية مني كثيرة و سلاما آمنا بالله وحده و اتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين السلام عليك يا ابن رسول الله أتيتك بأبي و أمي زائرا وافدا إليك متوجها بك إلى ربك و ربي لينجح لي بك حوائجي و يعطيني بك سؤلي فاشفع لي عنده و كن لي شفيعا فقد جئتك هاربا من ذنوبي متنصلا إلى ربي من سيئ عملي راجيا في موقفي هذا الخلاص من عقوبة ربي طامعا أن يستنقذني ربي بك من الردي أتيتك يا مولاي وافدا إليك إذ رغب عن زيارتك أهل الدنيا و إليك كانت رحلتي و لك عبرتي و صرختي و عليك أسفي و لك نحيبي و زفرتي و
عليك تحيتي و سلامي ألقيت رحلي بفنائك مستجيرا بك و بقبرك مما أخاف من عظيم جرمي و أتيتك زائرا ألتمس ثبات القدم في الهجرة إليك و قد تيقنت أن الله جل ثناؤه بكم ينفس الهم و بكم يكشف الكرب و بكم يباعد نائبات الزمان الكلب و بكم فتح الله و بكم يختم و بكم ينزل الغيث و بكم ينزل الرحمة و بكم يمسك الأرض أن تسيخ بأهلها و بكم يثبت الله جبالها على مراسيها و قد توجهت إلى ربي بك يا سيدي في قضاء حوائجي و مغفرة ذنوبي فلا أخيبن من بين زوارك فقد خشيت ذلك إن لم تشفع لي و لا ينصرفون زوارك يا مولاي بالعطاء و الحباء و الخير و الجزاء و المغفرة و الرضا و أنصرف أنا مجبوها بذنوبي مردودا على عملي قد خيبت لما سلف مني فإن كانت هذه حالي فالويل لي ما أشقاني و أخيب سعيي و في حسن ظني بربي و بنبيي و بك يا مولاي و بالأئمة من ذريتك ساداتي أن لا أخيب فاشفع لي إلى ربي ليعطيني أفضل ما أعطى أحدا من زوارك و الوافدين إليك و يحبوني و يكرمني و يتحفني بأفضل ما من به على أحد من زوارك و الوافدين إليك ثم ارفع يديك إلى السماء و قل اللهم قد ترى مكاني و تسمع كلامي و ترى مكاني و تضرعي و ملاذي بقبر وليك و حجتك و ابن نبيك و قد علمت يا سيدي حوائجي و لا يخفى عليك حالي و قد توجهت إليك بابن رسولك و حجتك و أمينك و قد أتيتك متقربا به إليك و إلى رسولك فاجعلني به عندك وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ و أعطني بزيارتي أملي و هب لي مناي و تفضل علي بشهوتي و رغبتي و اقض لي حوائجي و لا تردني خائبا و لا تقطع رجائي و لا تخيب دعائي و عرفني الإجابة في جميع ما دعوتك من أمر الدين و الدنيا و الآخرة و اجعلني من عبادك الذين صرفت عنهم البلايا و الأمراض و الفتن و الأعراض من الذين تحييهم في عافية و تميتهم في عافية و تدخلهم الجنة في عافية و تجيرهم من النار في عافية و وفق لي بمن منك صلاح ما أؤمل في نفسي و أهلي و ولدي و إخواني و مالي و جميع ما أنعمت
به علي يا أرحم الراحمين ثم انكب على القبر و قل السلام عليك يا حجة الله و ابن حجته أشهد أنك حجة الله و أمينه و خليفته في عباده و خازن علمه و مستودع سره بلغت عن الله ما أمرت به و وفيت و أوفيت و مضيت على يقين شهيدا و شاهدا و مشهودا صلوات الله و رحمته عليك أنا يا مولاي وليك اللائذ بك في طاعتك ألتمس ثبات القدم في الهجرة عندك و كمال المنزلة في الآخرة بك أتيتك بأبي أنت و أمي و نفسي و مالي و ولدي زائرا و بحقك عارفا متبعا للهدى الذي أنت عليه موجبا لطاعتك مستيقنا فضلك مستبصرا بضلالة من خالفك عالما به متمسكا بولايتك و ولاية آبائك و ذريتك الطاهرين ألا لعن الله أمة قتلتكم و خالفتكم و شهدتكم فلم تجاهد معكم و غصبتكم حقكم أتيتك يا ابن رسول الله مكروبا و أتيتك مغموما و أتيتك مفتقرا إلى شفاعتك و لكل زائر حق على من أتاه و أنا زائرك و مولاك و ضيفك النازل بك و الحال بفنائك و لي حوائج من حوائج الدنيا و الآخرة بك أتوجه إلى الله في نجحها و قضائها فاشفع لي عند ربك و ربي في قضاء حوائجي كلها و قضاء حاجتي العظمى التي إن أعطانيها لم يضرني ما منعني و إن منعنيها لم ينفعني ما أعطاني فكاك رقبتي من النار و الدرجات العلى و المنة علي بجميع سؤلي و رغبتي و شهواتي و إرادتي و مناي و صرف جميع المكروه و المحذور عني و عن أهلي و ولدي و إخواني و مالي و جميع ما أنعم علي و السلام عليك و رحمة الله و بركاته ثم ارفع رأسك و قل الحمد لله الذي جعلني من زوار ابن نبيه و رزقني معرفة فضله و الإقرار بحقه و الشهادة بطاعته رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ السلام عليك يا ابن رسول الله لعن الله قاتليك و لعن الله خاذليك و لعن الله سالبيك و لعن الله من رماك و لعن الله من طعنك و لعن الله المعينين عليك و لعن الله السائرين إليك و لعن الله من منعك شرب ماء الفرات و لعن الله من دعاك و غشك و خذلك و لعن الله ابن آكلة الأكباد و لعن الله ابنه الذي وترك و لعن الله أعوانهم و أتباعهم و أنصارهم و محبيهم و من أسس لهم و حشا الله قبورهم نارا و السلام عليك بأبي أنت و أمي و رحمة الله و بركاته ثم انحرف عن القبر و حول وجهك إلى القبلة و ارفع يديك إلى السماء و قل اللهم من تهيأ و تعبأ و أعد و استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده و جائزته و نوافله و فواضله و عطاياه فإليك يا رب كانت تهيئتي و تعبئتي و إعدادي و استعدادي و سفري و إلى قبر وليك وفدت و بزيارته إليك تقربت رجاء رفدك و جوائزك و نوافلك و عطاياك و فواضلك اللهم و قد رجوت كريم عفوك و واسع مغفرتك فلا تردني خائبا فإليك قصدت و ما عندك أردت و قبر إمامي الذي أوجبت على طاعته زرت فاجعلني به عندك وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ و أعطني به جميع سؤلي و اقض لي به جميع حوائجي و لا تقطع رجائي و لا تخيب دعائي و ارحم ضعفي و قلة حيلتي و لا تكلني إلى نفسي و لا إلى أحد من خلقك مولاي فقد أفحمتني ذنوبي و قطعت حجتي و ابتليت بخطيئتي و ارتهنت بعملي و أوبقت نفسي و وقفتها موقف الأذلاء المذنبين المجترءين عليك التاركين أمرك المغترين بك المستخفين بوعدك و قد أوبقني ما كان من قبيح جرمي و سوء نظري لنفسي فارحم تضرعي و ندامتي و أقلني عثرتي و ارحم عبرتي و اقبل معذرتي و عد بحلمك على جهلي و بإحسانك على إساءتي و بعفوك على جرمي و إليك أشكو ضعف عملي فارحمني يا أرحم الراحمين اللهم اغفر لي فإني مقر بذنبي معترف بخطيئتي و هذه يدي و ناصيتي أستكين بالفقر مني يا سيدي فاقبل توبتي و نفس كربي و ارحم خشوعي و خضوعي و أسفي على ما كان مني و وقوفي عند قبر وليك و ذلي بين يديك فأنت رجائي
و معتمدي و ظهري و عدتي فلا تردني خائبا و تقبل عملي و استر عورتي و آمن روعتي و لا تخيبني و لا تقطع رجائي من بين خلقك يا سيدي اللهم و قد قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل ص ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ يا رب و قولك الحق و أنت الذي لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ فاستجب لي يا رب فقد سألك السائلون و سألتك و طلب الطالبون و طلبت منك و رغب الراغبون و رغبت إليك و أنت أهل أن لا تخيبني و لا تقطع رجائي فعرفني الإجابة يا سيدي و اقض لي حوائج الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين ثم انحرف إلى عند الرأس فصل ركعتين تقرأ في الأولى منهما فاتحة الكتاب و سورة يس و في الثانية فاتحة الكتاب و سورة الرحمن فإذا سلمت و سبحت تسبيح الزهراء ع مجد الله كثيرا و استغفر لذنبك و صل على رسول الله ص ثم ارفع يديك و قل اللهم إنا أتيناه مؤمنين به مسلمين له معتصمين بحبله عارفين بحقه مقرين بفضله مستبصرين بضلالة من خالفه عارفين بالهدى الذي هو عليه اللهم إني أشهدك و أشهد من حضر من ملائكتك أني بهم مؤمن و بمن قتلهم كافر اللهم اجعل لما أقول بلساني حقيقة في قلبي و شريعة في عملي اللهم اجعلني ممن له مع الحسين بن علي قدم ثابت و أثبتني فيمن استشهد معه اللهم العن الذين بدلوا نعمتك كفرا سبحانك يا حليم عما يعمل الظالمون في الأرض يا عظيم ترى عظيم الجرم من عبادك فلا تعجل عليهم فتعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا يا كريم أنت شاهد غير غائب و عالم بما أتى إلى أهل صلواتك و أحبائك من الأمر الذي لا تحمله سماء و لا أرض و لو شئت لانتقمت منهم و لكنك ذو أناة و قد أمهلت الذين اجترءوا عليك و على رسولك و حبيبك فأسكنتهم أرضك و غذوتهم بنعمتك إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ و وقت هم صائرون إليه ليستكملوا العمل
فيه الذي قدرت و الأجل الذي أجلت في عذاب و وثاق و حميم و غساق و الضريع و الأحراق و الأغلال و الأوثاق و غسلين و زقوم و صديد مع طول المقام في أيام لظى و في سقر التي لا تُبْقِي وَ لا تَذَرُ في الحميم و الجحيم وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ثم استغفر لذنبك و ادع بما أحببت فإذا فرغت من الدعاء فاسجد و قل في سجودك اللهم إني أشهدك و أشهد ملائكتك و أنبياءك و رسلك و جميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت ربي و الإسلام ديني و محمد نبيي و علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الخلف الباقي عليهم أفضل الصلوات أئمتي بهم أتولى و من عدوهم أتبرأ اللهم إني أنشدك دم المظلوم ثلاثا اللهم إني أنشدك بإيوائك على نفسك لأوليائك لتظفرنهم بعدوك و عدوهم أن تصلي على محمد و على المستحفظين من آل محمد اللهم إني أسألك اليسر بعد العسر ثلاثا ثم ضع خدك الأيمن على الأرض و قل يا كهفي حين تعييني المذاهب و تضيق علي الأرض بما رحبت و يا بارئ خلقي رحمة بي و قد كان عن خلقي غنيا صل على محمد و على المستحفظين من آل محمد ثلاثا ثم ضع خدك الأيسر على الأرض و قل يا مذل كل جبار و يا معز كل ذليل صل على محمد و آل محمد و فرج عني ثم قل يا حنان يا منان يا كاشف الكرب العظام ثلاثا ثم عد إلى السجود و قل شكرا شكرا مائة مرة و اسأل حاجتك ثم امض إلى عند الرجلين فقف على علي بن الحسين ع و قل سلام الله و سلام ملائكته المقربين و أنبيائه المرسلين و عباده الصالحين عليك يا مولاي و ابن مولاي و رحمة الله و بركاته و صلى الله عليك و على أهل بيتك و على عترة آبائك الأخيار الأبرار الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و عذب الله قاتلك بأنواع العذاب و السلام عليك و رحمة الله و بركاته ثم أوم إلى ناحية الرجلين بالسلام على الشهداء فإنهم هناك و قل السلام عليكم أيها الربانيون أنتم لنا فرط و نحن لكم تبع و أنصار أشهد أنكم أنصار الله جل اسمه و سادة الشهداء في الدنيا و الآخرة صبرتم و احتسبتم و لم تهنوا و لم تضعفوا و لم تستكينوا حتى لقيتم الله جل و عز على سبيل الحق و نصره و كلمة الله التامة صلى الله على أرواحكم و أبدانكم و سلم تسليما أبشروا رضوان الله عليكم بموعد الله الذي لا خلف له الله تعالى مدرك بكم ثار ما وعدكم إنه لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ أشهد أنكم جاهدتم في سبيل الله و قتلتم على منهاج رسول الله ص و ابن رسوله ص فجزاكم الله عن الرسول و ابنه و ذريته أفضل الجزاء الحمد لله الذي صدقكم وعده و أراكم ما تحبون ثم امش حتى تأتي مشهد العباس بن علي ع فإذا أتيت فقف على باب السقيفة و قل سلام الله و سلام ملائكته المقربين و أنبيائه المرسلين و عباده الصالحين و جميع الشهداء و الصديقين و الزاكيات الطيبات فيما تغتدي و تروح عليك يا ابن أمير المؤمنين أشهد لك بالتسليم و التصديق و الوفاء و النصيحة لخلف النبي ص المرسل و السبط المنتجب و الدليل العالم و الوصي المبلغ و المظلوم المهتضم فجزاك الله عن رسوله و عن فاطمة و عن أمير المؤمنين و عن الحسن و الحسين أفضل الجزاء بما صبرت و احتسبت و أعنت فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ لعن الله من قتلك و لعن الله من جهل حقك و استخف بحرمتك و لعن الله من حال بينك و بين ماء الفرات أشهد أنك قتلت مظلوما و أن الله منجز لكم ما
وعدكم جئتك يا ابن أمير المؤمنين وافدا إليكم و قلبي مسلم لكم و أنا لكم تابع و نصرتي لكم معدة حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ فمعكم معكم لا مع عدوكم إني بكم و بإيابكم من المؤمنين و بمن خالفكم و قتلكم من الكافرين لعن الله أمة قتلتكم بالأيدي و الألسن ثم ادخل و انكب على القبر و قل السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله و لرسوله و لأمير المؤمنين و الحسن و الحسين صلى الله عليهم و سلم و السلام عليك و رحمة الله و بركاته و مغفرته و على روحك و بدنك أشهد أنك مضيت على ما مضى عليه البدريون و المجاهدون في سبيل الله المناصحون له في جهاد أعدائه المبالغون في نصرة أوليائه الذابون عن أحبائه فجزاك الله أفضل الجزاء و أوفر جزاء أحد ممن وفى ببيعته و استجاب له دعوته و أطاع ولاة أمره أشهد أنك قد بالغت في النصيحة و أعطيت غاية المجهود فبعثك الله في الشهداء و جعل روحك مع أرواح السعداء و أعطاك من جنانه أفسحها منزلا و أفضلها غرفا و رفع ذكرك في العليين و حشرك مع النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً أشهد أنك لم تهن و لم تنكل و أنك مضيت على بصيرة من أمرك مقتديا بالصالحين و متبعا للنبيين فجمع الله بيننا و بينك و بين رسوله و أوليائه في منازل المخبتين فإنه أرحم الراحمين ثم انحرف إلى عند الرأس فصل ركعتين ثم صل بعدهما ما بدا لك و ادع الله كثيرا و قل عقيب الركعات اللهم صل على محمد و آل محمد و لا تدع لي في هذا المكان المكرم و المشهد المعظم ذنبا إلا غفرته و لا هما إلا فرجته و لا مرضا إلا شفيته و لا عيبا إلا سترته و لا رزقا إلا بسطته و لا خوفا إلا آمنته و لا شملا إلا جمعته و لا غائبا إلا حفظته و أديته و لا حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة لك فيها رضى و لي فيها صلاح إلا قضيتها يا أرحم الراحمين ثم عد إلى الضريح فقف عند الرجلين و قل السلام عليك يا أبا الفضل العباس بن أمير المؤمنين السلام عليك يا ابن سيد الوصيين السلام عليك يا ابن أول القوم إسلاما و أقدمهم إيمانا و أقومهم بدين الله و أحوطهم على الإسلام أشهد لقد نصحت لله و لرسوله و لأخيك فنعم الأخ المواسي فلعن الله أمة قتلتك و لعن الله أمة ظلمتك و لعن الله أمة استحلت منك المحارم و انتهكت حرمة الإسلام فنعم الصابر المجاهد المحامي الناصر و الأخ الدافع عن أخيه المجيب إلى طاعة ربه الراغب فيما زهد فيه غيره من الثواب الجزيل و الثناء الجميل فألحقك الله بدرجة آبائك في دار النعيم اللهم إني تعرضت لزيارة أوليائك رغبة في ثوابك و رجاء لمغفرتك و جزيل إحسانك فأسألك أن تصلي على محمد و آله الطاهرين و أن تجعل رزقي بهم دارا و عيشي قارا و زيارتي بهم مقبولة و حياتي بهم طيبة و أدرجني إدراج المكرمين و اجعلني ممن ينقلب من زيارة مشاهد أحبائك منجحا قد استوجب غفران الذنوب و ستر العيوب و كشف الكروب إنك أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ فإذا أردت وداعه للانصراف فقف عند القبر و قل أستودعك الله و أسترعيك و أقرأ عليك السلام آمنا بالله و برسوله و بكتابه و بما جاء به من عند الله اللهم اكتبنا مع الشاهدين اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر ابن أخي رسولك ص و ارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني و احشرني معه و مع آبائه في الجنان و عرف بيني و بينه و بين رسولك و أوليائك اللهم صل على محمد و آل محمد و توفني على الإيمان بك و التصديق برسولك و الولاية لعلي بن أبي طالب و الأئمة ع و البراءة من عدوهم فإني رضيت بذلك و صلى الله على محمد و آل محمد ثم ادع لنفسك و لوالديك و للمؤمنين و المؤمنات و تخير من الدعاء ما شئت ثم ارجع إلى مشهد الحسين ع و أكثر من الصلاة فيه و الزيارة و الدعاء و ليكن رحلك بنينوى و الغاضرية و خلوتك للنوم و الطعام و الشراب هناك فإذا أردت الرحيل فودع الحسين ع بأن تأتي قبره الشريف و تقف عليه كوقوفك أول الزيارة و تستقبله بوجهك و تقول السلام عليك يا ولي الله
أقول و ذكر زيارة الوداع و الأدعية المتعلقة بها مثل ما مر في الزيارة السابقة سواء. توضيح قوله في الأمور كلها متعلق بالواحد أي المتوحد في خلق الأشياء و تربيتها و تدبيرها و يحتمل تعلقه بالحمد و ما في زيارة الثمالي من قوله الواحد المتوحد بالأمور أظهر و الجدث محركة القبر. قوله ع أنت السلام أي أنت السالم من المعائب و النقائص و منك سلامة الخلق منها و إليك ترجع سلامتهم إذا نظر إلى العلل فإنه علة العلل و آخر العلل بحسب النظر أو المعنى أنت المستحق للسلام و التحية و الثناء و بتوفيقك يكون ما يصدر من ذلك من الخلق و إليك ترجع تحياتهم بعض لبعض فإن كل تحية و ثناء فإنما هو على كمال و شرف و أنت علة ذلك كله و قال الجزري الملأ أشراف الناس و رؤساؤهم و مقدموهم الذين يرجع إلى قولهم و منه الحديث هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى يريد الملائكة المقربين. قوله ع و اهتضمت على بناء المجهول أي غصبت و يقال تنصل إليه من الجناية إذا خرج و تبرأ قوله ع أن تسيخ بأهلها أي تغوص في الماء مع أهلها يقال ساخت يد فرسي أي غاصت في الأرض و يقال جبهه كمنعه أي ضرب جبهته و رده أو لقيه بما يكره. قوله ع و تعبأ أي تهيأ و تجهز و أعد أي هيأ ما يصلحه لسفره قوله ع فقد أفحمتني أي أسكتتني و لم تدع لي عذرا و جوابا و يقال أوبقه أي حبسه و أهلكه و وقف يكون لازما و متعديا قوله ع سبحانك يا حليم أي أنزهك من أن يكون ما يعمل الظالمون منسوبا إليك أو تكون راضيا به بل تحلم عنهم لما تعلم من المصالح و إليه يرجع قوله فتعاليت عما يقول الظالمون أي من نسبتك إلى الجبر و أنك تجري أفعال الظالمين على أيديهم و أنك الفاعل لفعلهم. قوله ع إلى أهل صلواتك أي الذين تصلي عليهم و أمرت جميع خلقك بالصلاة عليهم أو أهل رحماتك الخاصة التي لم يستأهلها غيرهم و في رواية الثمالي أهل صفوتك و لعله أظهر قوله ع اللهم إني أنشدك أنشد على وزن أقعد يقال نشدت فلانا و أنشده أي قلت له نشدتك بالله أي سألتك بالله و المراد هنا أسألك بحقك أن تأخذ بدم المظلوم أي الحسين ع و تنتقم من قاتليه و من الأولين الذين أسسوا أساس الظلم عليه و على أمه و أبيه و أخيه سلام الله عليهم أجمعين. قوله ع بإيوائك الوأي الوعد الذي يوثقه الرجل على نفسه و يعزم على الوفاء به و عدي بعلى بتضمين معنى الجعل و قوله لتظفرنهم متعلق بالإيواء أي أسألك و أقسم عليك بسبب الوعد أو بحق الوعد الذي جعلته لازما على نفسك و هو أن تظفرهم على عدوك و عدوهم. و المستحفظين يقرأ بالبناء للفاعل و البناء للمفعول أي استحفظوا الشريعة و العلوم و الحكم و المعارف أي حفظوها أو استحفظهم الله تعالى إياها. قوله ع حين تعييني بياءين مثناتين من تحت و في بعض النسخ بنونين أولهما مشددة و بينهما ياء مثناة تحتانية أي يا ملجإي حين تتعبني مسالكي إلى الخلق و تردداتي إليهم قوله بما رحبت ما مصدرية أي برحبها و سعتها. قوله ع أنتم لنا فرط قال الجزري في الحديث أنا فرطكم على الحوض أي متقدمكم إليه يقال فرط يفرط فهو فارط و فرط إذا تقدم و سبق القوم ليرتاد لهم الماء و يهيئ لهم الدلاء و الأرشية و منه الدعاء للطفل اللهم اجعله لنا فرطا أي أجرا يتقدمنا و منه الحديث أنا و النبيون فراط أي متقدمون إلى الشفاعة و قيل إلى الحوض انتهى قوله رضوان الله عليكم جملة معترضة
دعائية و قوله بموعد الله متعلق البشارة. قوله و الزاكيات الطيبات أي التحيات الزاكيات مني عليك مع ما تأتيك من الله و من ملائكته و أنبيائه و عباده الصالحين من التحيات و الرحمات في أول النهار و آخره. قوله ع و بإيابكم أي برجعتكم و في بعض النسخ و بآبائكم و هو تصحيف و قال الجوهري جمع الله شملهم أي ما تشتت من أمرهم. قوله المواسي المواساة المشاركة و المساهمة في المعاش و الرزق و غير ذلك و أصلها الهمزة فقلبت واوا تخفيفا و المراد أنه بذل نفسه لأخيه و لم يضن به قوله دارا أي كثيرا يتجدد شيئا فشيئا من قولهم در اللبن إذا زاد و كثر جريانه من الضرع. قوله و عيشي قارا أي مستقرا دائما غير منقطع أو واصلا إلى حال قراري في بلدي فلا أحتاج في تحصيله إلى السفر أو قار العين في سرور و ابتهاج مأخوذة من قرة العين قوله ع و أدرجني أي أمتني من قولهم درج أي مات أقول ذكر السيد ابن طاوس رحمه الله في كتابه زيارة كبيرة أكثرها موافقة لهذه الزيارة و ضم إليها بعض الأدعية من الزيارات السابقة و اللاحقة أعرضنا عنها حذرا من الإطناب و التكرار
34- زيارة أخرى أوردها السيد رحمه الله قال تقف على باب قبته الشريفة و تقول اللهم صل على محمد و آل محمد و أعطني في هذا المقام رغبتي على حقيقة إيماني بك و برسولك و بولاة أمرك الحرم حرم الله و حرم رسوله و حرمك يا مولاي أ تأذن لي بالدخول إلى حرمك فإن لم أكن لذلك أهلا فأنت لذلك أهل عن إذنك يا مولاي أدخل حرم الله و حرمك ثم تدخل و تجعل الضريح بين يديك و تستقبله بوجهك و تقول السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله السلام عليك يا وارث علي أمير المؤمنين السلام عليك يا وارث الحسن الشهيد سبط رسول الله السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن البشير النذير و ابن سيد الوصيين السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا خيرة الله و ابن خيرته السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره السلام عليك أيها الوتر الموتور السلام عليك أيها الإمام الهادي الزكي و على الأرواح التي حلت بفنائك و أقامت في جوارك و وفدت مع زوارك السلام عليك مني ما بقيت و بقي الليل و النهار فلقد عظمت بك الرزية و جل المصاب في المؤمنين و المسلمين و في أهل السماوات أجمعين و في سكان الأرضين ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ و صلوات الله و بركاته و تحياته عليك و على آبائك الطيبين المنتجبين و على ذراريهم الهداة المهديين السلام عليك يا مولاي و عليهم و على روحك و على أرواحهم و على تربتك و على تربتهم اللهم لقهم رحمة و رضوانا و روحا و ريحانا السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله يا ابن خاتم النبيين و ابن سيد الوصيين و يا ابن سيدة نساء العالمين السلام عليك يا شهيد يا ابن الشهيد يا أخا الشهيد يا أبا الشهداء اللهم بلغه عني في هذه الساعة و في هذا اليوم و في هذا الوقت و في كل وقت تحية كثيرة و سلاما سلام الله عليك و رحمة الله و بركاته يا ابن سيد العالمين و على المستشهدين معك سلاما متصلا ما اتصل الليل و النهار السلام على الحسين بن علي الشهيد السلام على علي بن الحسين الشهيد السلام على العباس بن أمير المؤمنين الشهيد السلام على الشهداء من ولد أمير المؤمنين السلام على الشهداء من ولد الحسن السلام على الشهداء من ولد الحسين السلام
على الشهداء من ولد جعفر و عقيل السلام على كل مستشهد معهم من المؤمنين اللهم صل على محمد و آل محمد و بلغهم عني تحية كثيرة و سلاما السلام عليك يا رسول الله أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين السلام عليك يا فاطمة أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين السلام عليك يا أمير المؤمنين أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين السلام عليك يا أبا محمد الحسن أحسن الله لك العزاء في أخيك الحسين يا مولاي يا أبا عبد الله أنا ضيف الله و ضيفك و جار الله و جارك و لكل ضيف و جار قرى و قراي في هذا الوقت أن تسأل الله سبحانه و تعالى أن يرزقني فكاك رقبتي من النار إنه سميع الدعاء قريب مجيب ثم قبل الضريح و انتقل إلى عند الرأس و قف عنده و قل السلام عليك يا صريع العبرة الساكبة السلام عليك يا قرين المصيبة الراتبة بالله أقسم لقد طيب الله بك التراب و أعظم بك المصاب و أوضح بك الكتاب و جعلك و جدك و أباك و أمك و أخاك و أبناءك عبرة لأولي الألباب أشهد أنك تسمع الخطاب و ترد الجواب فصلى الله عليك يا ابن الميامين الأطياب فها أنا ذا نحوك قد أتيت و إلى فنائك التجأت أرجو بذلك القربة إليك و إلى جدك و أبيك فصلى الله عليك يا إمامي و ابن إمامي كأني بك يا مولاي في عرصات كربلاء تنادي فلا تجاب و تستغيث فلا تغاث و تستجير فلا تجار يا ليتني كنت معك فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً اللهم صل على روحه و جسده و بلغه عني تحية كثيرة و سلاما و رحمة و بركة و رضوانا و خيرا دائما و غفرانا إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ قَرِيبٌ مُجِيبٌ ثم انكب على القبر فقبله و قل بأبي أنت و أمي يا ابن رسول الله بأبي أنت و أمي يا أبا عبد الله لقد عظمت المصيبة و جلت الرزية بك علينا و على جميع أهل السماوات و الأرض فلعن الله أمة أسرجت و ألجمت و تهيأت لقتالك يا مولاي يا أبا عبد الله قصدت حرمك و أتيت مشهدك أسأل الله بالشأن الذي لك عنده و بالمحل الذي لك لديه أن يصلي على محمد و آل محمد و أن يجعلني معكم في الدنيا و الآخرة ثم صل ركعتين عند الرأس تقرأ فيهما ما أحببت و ادع الله بما أردت ثم قم و امض و سلم على علي بن الحسين و على الشهداء من أصحاب الحسين بما ذكرناه أولا ثم ارفع رأسك و صل عليه بهذه الصلاة صلى الله عليه اللهم صل على محمد و آل محمد و صل على الحسين المظلوم الشهيد قتيل العبرات و أسير الكربات صلاة نامية زاكية مباركة يصعد أولها و لا ينفذ آخرها أفضل ما صليت على أحد من أولاد الأنبياء و المرسلين يا رب العالمين اللهم صل على الإمام الشهيد المقتول المظلوم المخذول و السيد القائد العابد الزاهد الوصي الخليفة الإمام الصديق الطهر الطاهر الطيب المبارك و الرضي المرضي و التقي الهادي المهدي الزاهد الذائد المجاهد العالم إمام الهدى و سبط الرسول و قرة عين البتول ص اللهم صل على سيدي و مولاي كما عمل بطاعتك و نهى عن معصيتك و بالغ في رضوانك و أقبل على إيمانك غير قابل فيك عذرا سرا و علانية يدعو العباد إليك و يدلهم عليك و قام بين يديك يهدم الجور بالصواب و يحيي السنة بالكتاب فعاش في رضوانك مكدودا و مضى على طاعتك و في أوليائك مكدوحا و قضى إليك مفقودا لم يعصك في ليل و لا في نهار بل جاهد فيك المنافقين و الكفار اللهم فأجزه خير جزاء الصادقين الأبرار و ضاعف عليهم العذاب و لقاتليه العقاب فقد قاتل كريما و قتل مظلوما و مضى مرحوما يقول أنا ابن رسول الله محمد و ابن من زكى و عبد فقتلوه بالعمد المعتمد قتلوه على الإيمان و أطاعوا في قتله الشيطان و لم يراقبوا فيه الرحمن اللهم فصل على سيدي و مولاي صلاة ترفع بها ذكره و تظهر بها أمره و تعجل بها نصره و اخصصه بأفضل قسم الفضائل يوم القيامة و زده شرفا في أعلى عليين و بلغه أعلى شرف المكرمين و ارفعه من شرف رحمتك في شرف المقربين
في الرفيع الأعلى و بلغه الوسيلة و المنزلة الجليلة و الفضل و الفضيلة و الكرامة الجزيلة اللهم و اجزه عنا أفضل ما جازيت إماما عن رعيته و صل على سيدي و مولاي كلما ذكر و كلما لم يذكر يا سيدي و مولاي أدخلني في حزبك و زمرتك و استوهبني من ربك و ربي فإن لك عند الله جاها و قدرا و منزلة رفيعة إن سألت أعطيت و إن شفعت شفعت الله الله في عبدك و مولاك لا تخلني عند الشدائد و الأهوال لسوء عملي و قبيح فعلي و عظيم جرمي فإنك أملي و رجائي و ثقتي و معتمدي و وسيلتي إلى الله ربي و ربك لم يتوسل المتوسلون إلى الله بوسيلة هي أعظم حقا و لا أوجب حرمة و لا أجل قدرا عنده منكم أهل البيت لا خلفني الله عنكم بذنوبي و جمعني و إياكم في جنة عدن التي أعدها لكم و لأوليائكم إنه خير الغافرين و أرحم الراحمين اللهم أبلغ سيدي و مولاي تحية كثيرة و سلاما و اردد علينا منه التحية و السلام إنك جواد كريم و صل عليه كلما ذكر السلام و كلما لم يذكر يا رب العالمين ثم صل ركعتين للزيارة و ادع بعدهما بما قدمناه عقيب صلاة زيارته الأولى و شرحناه و زر بعد ذلك علي بن الحسين و الشهداء أيضا على ذلك الوجه الذي ذكرناه هناك و حررناه و كذلك في الوداع و ما جرى مجراه
بيان قوله وفدت مع زوارك يمكن أن يكون إشارة إلى حركة أرواحهم في الليالي إلى دار السلام أو مطلقا حيث شاءوا أو المعنى أنهم وفدوا أولا عليك فهم مع زائريك كل يوم أو يكون المراد بها أرواح الأنبياء و الأوصياء و الأولياء الذين يأتون لزيارته فعلى هذا تكون الأوصاف للتقسيم. قوله مكدودا أي متعبا تقول كددت الشيء أي أتعبته قوله مكدوحا أي مجروحا يقال أصابه شيء فكدح وجهه أي خدشه و قيل الكدح أكثر من الخدش و يحتمل أن يكون المفعول بمعنى الفاعل أي عاملا ساعيا في عبادة الله كقوله تعالى إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً و في المكدود أيضا يحتمل ذلك. قوله و في أوليائك أي معهم و في بعض النسخ ولائك و هو أظهر قوله و قضى إليك أي مات و مضى و قال الفراء في قوله تعالى ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ يعني امضوا إلي و في بعض النسخ و مضى قوله بالعمد المعتمد تأكيد أي معتمدين على عملهم و قال الجوهري راقب الله في أمره أي خافه. قوله الله الله بالنصب أي اذكر الله أو بتقدير حرف القسم فيحتمل الجر أيضا أقول في بعض النسخ القديمة من مؤلفات أصحابنا بعد قوله معكم في الدنيا و الآخرة ثم صل ركعتين عند الرأس تقرأ فيهما ما أحببت و ادع الله بما أردت ثم قم و امض و سلم على علي بن الحسين و على الشهداء من أصحاب الحسين بما ذكرناه أولا ثم ارفع رأسك إلى آخر ما مر
35- زيارة أخرى مطلقة رواها السيد قدس الله روحه قال روي أن رجلا أتى الحسين ع فأناخ راحلته بقرب الظلال و نزل و عليه حلية الأعراب ثم مضى نحو الضريح و عليه سكينة و وقار حتى وقف بباب الظلال ثم أومأ بيده نحو الضريح و قال السلام عليك يا ولي الله و حجته سلام مسلم لله فيك راد إلى الله و إليك مراع حق ما استرعاك الله خلقه و استرعاك حقه فأنت حجته الكبرى و كلمته العظمى و طريقته المثلى و حجته على أهل الدنيا و خليفته في الأرض و السماوات العلى أتيتك زائرا و لآلاء الله ذاكرا أصبح ذنبي عظيما و أصبحت به عليما فكن لي بحطه زعيما صلى الله عليك و سلم تسليما ثم حط خده على الضريح و قال أتيتك للذنوب مقترفا فكن لي إلى الله شافعا فها أنا ذا قد جئت عنهن نازعا إلى الله أتنصل و بكم يا آل محمد أتوسل الآخر منكم و الأول صلى الله عليكم و سلم و كرم و أجزل و رحمة الله و بركاته ثم وقف و الضريح قبلته فصلى و أكثر ما لم أحصه ثم دعا و استغفر و سجد و عفر فدنوت منه فسمعته يقول في سجوده إلهي إياك قصدت و إلى وليك و ابن وليك وفدت نازلا بعقوبتك عائذا بعفوك من عقوبتك فارحم غربتي و أقل عثرتي و اقبل توبتي و أحسن أوبتي مشكور البصيرة مغفور العلانية و السريرة من كل كبيرة و صغيرة اللهم ارحم ضراعتي إليك و تقبل شفاعتي به إليك و اقض حاجتي و وسيلتي به لديك و اجعلها نجاتي من النار و سوء هذه الدار و حطيطة لذنوبي و الآصار يا عالم الخفايا و الأسرار إلهي إني امتطيت إليك المهانة و ادرعت المثابة لأيا بعد لأي في غدوي و مسائي إلى أئمتي و أوليائي فابعثني في أسرتهم و احشرني في زمرتهم يوم أدعى من الحافرة لحضور الساهرة و موقف الحساب و الآخرة ثم عفر خديه يتضرع و يبكي و قال يا ذا الجلال و الإكرام يا ذا الحول و الطول يا ذا القوة و الحول نجني من خطل العمل و القول و آمني يوم الفزع و الهول ثم جلس و هو يهينم بما لم أفهمه ثم قام فوقف عند رأس الحسين ع و قال السلام عليك و على من اتبعك و شهد المعركة معك و الواردين مصرعك يا ليتني كنت معكم فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً أتيتك زائرا يا ولي الله و ابن وليه و وصي نبيه و انصرفت مودعا غير سئم و لا قال فاجعلني منك ببال ثم انصرف إلى راحلته فركبها و مضى و لم أكلمه و لا كلمني
توضيح قوله حق ما استرعاك الله كلمة ما مصدرية و الزعيم الكفيل و يقال تنصل فلان من ذنبه أي تبرأ و اعتذر و العقوة الساحة و ما حول الدار و الضراعة الخضوع و التذلل قوله و اجعلها أي حاجتي أو زيارتي و الآصار الذنوب و الأثقال قوله إني امتطيت إليك المهانة أي اتخذت متوجها إليك المهانة مطيتي و مركوبي على الاستعارة و المهانة الحقارة و المذلة و الضعف أو من المهنة بمعنى الخدمة. قوله و ادرعت المثابة أي اتخذت المثابة و المرجع إلى أوليائي و أئمتي درعي من المهالك و المخاوف و اللأي الإبطاء و الاحتباس و الشدة أي رجوعي حينا بعد حين مع شدة و جهد و إبطاء و أسرة الرجل رهطه الأدنون و المراد بالحافرة هنا الأرض المحفورة أي القبر فاسم الفاعل بمعنى المفعول و المشهورة في قوله تعالى إِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ أي إلى أمرنا الأولى و هو الحياة يقال رجع على حافرته أي على الطريق الذي جاء منه و الساهرة وجه الأرض و الهينمة الصوت الخفي. قوله فاجعلني منك ببال أي اجعلني في بالك أي قلبك و خاطرك و لعله كان إما الخضر أو أحد الأئمة ع
36- زيارة أخرى أوردها السيد رحمه الله و قد قدمنا روايتها من كامل الزيارة بالإسناد عن المفضل عن جابر الجعفي و إنما أعدنا هنا أصل الزيارة لاختلاف يسير بين ألفاظهما و أحلنا فضلها على ما سبق قال عن جابر الجعفي عن أبي عبد الله ع قال فإذا أتيت قبر الحسين ع قمت على الباب و قلت هذه الكلمات فإن لك بكل منهن كفلا من رحمة الله قال قلت و ما هن جعلت فداك قال تقول السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد سيد رسل الله السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين و خير الوصيين السلام عليك يا وارث الحسن الرضي الطاهر الراضي المرضي السلام عليك أيها الصديق الأكبر السلام عليك أيها الوصي البر التقي السلام عليك و على الأرواح التي حلت بفنائك و أناخت برحلك السلام عليك و على الملائكة الحافين بك أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و جاهدت الملحدين و عبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين السلام عليك و رحمة الله و بركاته ثم تمشي إليه فلك بكل قدم ترفعها أو تضعها كثواب المتشحط بدمه في سبيل الله تعالى فإذا مشيت و وقفت على القبر فاستلمه بيدك و قل السلام عليك يا حجة الله في أرضه ثم امض إلى صلاتك فلك بكل ركعة تركعها عنده كثواب من حج ألف حجة و اعتمر ألف عمرة و أعتق ألف رقبة و كمن وقف ألف مرة مع نبي مرسل إلى آخر ما مر من الخبر
ثم قال رحمه الله و يستحب للإنسان كلما زار الحسين ع و أراد الخروج من عنده أن ينكب على القبر و يقبله و يقول السلام عليك يا مولاي السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا خالصة الله السلام عليك يا قتيل الظمإ السلام عليك يا غريب الغرباء السلام عليك سلام مودع لا سئم و لا قال فإن أمض فلا عن ملالة و إن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين لا جعله الله آخر العهد مني لزيارتك و رزقني الله العود إلى مشهدك و المقام بفنائك و القيام في حرمك و إياه أسأل أن يسعدني بكم و يجعلني معكم في الدنيا و الآخرة
37- زيارة أخرى رواها الكفعمي في البلد الأمين عن الصادق ع قال إذا وصلت إلى الفرات فاغتسل و البس أنظف ثوب تقدر عليه ثم صر إلى القبر حافيا و عليك السكينة و الوقار و قف بالباب و كبر أربعا و ثلاثين تكبيرة و قل السلام عليك يا وارث آدم فطرة الله السلام عليك يا وارث نوح صفوة الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله السلام عليك يا حسين بن علي الرضي الزكي السلام عليك أيها البر التقي السلام عليك أيها الصديق الشهيد السلام على ملائكة الله المقربين الذين هم بك محدقون أشهد أنك أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و عبدت الله حتى أتاك اليقين و السلام عليك و رحمة الله و بركاته ثم التزم القبر و قل السلام عليك يا حجة الله في أرضه و سمائه ثم انكب على القبر و قل اللهم رب الحسين اشف صدر الحسين و اطلب بثأره اللهم انتقم ممن قتله و أعان عليه ثم ارفع رأسك و يديك إلى السماء و قل سلام الله و ملائكته و أنبيائه و رسله و الصالحين من عباده و جميع خلقه و رحمته و بركاته على محمد و أهل بيته و عليك يا مولاي الشهيد المظلوم لعن الله قاتلك و خاذلك برئت إلى الله عز و جل منهم و من فعالهم و ممن شايع و رضي به و أشهد أنهم كفار مشركون و الله و رسوله براء منهم
قال ثم زر علي بن الحسين ثم الشهداء و العباس بما سنذكره إن شاء الله في زيارة عرفة و تصلي ركعات الزيارات و هي ثمان و تدعو بعد كل ركعتين منهما بما ذكرناه في زيارة عاشوراء. بيان الظاهر أن قوله ثم زر إلى آخره من كلام المؤلف
38- زيارة أخرى له صلوات الله عليه أوردها السيد و غيره و الظاهر أنه من تأليف السيد المرتضى رضي الله عنه قال في مصباح الزائر زيارة بألفاظ شافية يذكر فيها بعض مصائب يوم الطف يزار بها الحسين صلوات الله عليه و سلامه زار بها المرتضى علم الهدى رضوان الله عليه و سأذكرها على الوصف الذي أشار هو إليه قال فإذا أردت الخروج من بيتك فقل اللهم إليك توجهت و عليك توكلت و بك استعنت و وجهك طلبت و لزيارة ابن نبيك أردت و لرضوانك تعرضت اللهم احفظني في سفري و حضري و من بين يدي و من خلفي و عن يميني و عن شمالي و من فوقي و من تحتي و أعوذ بعظمتك من شر كل ذي شر اللهم احفظني بما حفظت به كتابك المنزل على نبيك المرسل يا من قال و هو أصدق القائلين إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ فإذا بلغت المنزل تقول رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً الله أكبر الله أكبر الله أكبر اللهم إني أسألك خير هذه البقعة المباركة و خير أهلها و أعوذ بك من شرها و شر أهلها اللهم حببني إلى خلقك و أفض علي من سعة رزقك و وفقني للقيام بأداء حقك برحمتك و رضوانك و منك و إحسانك يا كريم فإذا رأى القبة فيقول الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ سَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و سلام على آل يس إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ و السلام على الطيبين الطاهرين الأوصياء الصادقين القائمين بأمر الله و حججه الداعين إلى سبيل الله المجاهدين في الله حق جهاده و الناصحين لجميع عباده المستخلفين في بلاده المرشدين إلى هدايته و إرشاده إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ فإذا قرب من المشهد يقول اللهم إليك قصد القاصدون و في فضلك طمع الراغبون و بك اعتصم المعتصمون و عليك توكل المتوكلون و قد قصدتك وافدا و إلى سبط نبيك واردا و برحمتك طامعا و لعزتك خاضعا و لولاة أمرك طائعا و لأمرهم متابعا و بك و بمنك عائذا و بقبر وليك متمسكا و بحبلك معتصما اللهم ثبتني على محبة أوليائك و لا تقطع أثري عن زيارتهم و احشرني في زمرتهم و أدخلني الجنة بشفاعتهم فإذا بلغ موضع القتل يقول أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ
وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ وَ أَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَ لا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ وَ أَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَ وَ لَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ وَ سَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَ تَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَ ضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ وَ قَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَ عِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا عند الله نحتسب مصيبتنا في سبط نبينا و سيدنا و إمامنا أعزز علينا يا أبا عبد الله بمصرعك هذا فريدا وحيدا قتيلا غريبا عن الأوطان بعيدا عن الأهل و الإخوان مسلوب الثياب معفرا في التراب قد نحر نحرك و خسف صدرك و استبيح حريمك و ذبح فطيمك و سبي أهلك و انتهب رحلك تقلب يمينا و شمالا و تتجرع من الغصص أهوالا لهفي عليك و أنت لهفان و أنت مجدل على الرمضاء ظمآن لا تستطيع خطابا و لا ترد جوابا قد فجعت بك نسوانك و ولدك و اجتز رأسك من جسدك لقد صرع بمصرعك الإسلام و تعطلت الحدود و الأحكام و أظلمت الأيام و انكسفت الشمس و أظلم القمر و احتبس الغيث و المطر و اهتز العرش و السماء و اقشعرت الأرض و البطحاء و شمل البلاء و اختلفت الأهواء و فجع بك الرسول و أزعجت البتول و طاشت العقول فلعنه الله على من جار عليك و ظلمك و منعك الماء و اهتضمك و غدر بك و خذلك و ألب عليك و قتلك و نكث بيعتك و عهدك و أخلف ميثاقك و وعدك و أعان عليك ضدك و أغضب بفعاله جدك و سلام الله و رضوانه و بركاته و تحياته عليك و على الأزكياء من ذريتك و النجباء من عترتك إنه حميد مجيد ثم تدخل القبة و تقف على القبر و تقول السلام على آدم صفوة الله في خليقته السلام على شيث ولي الله و خيرته السلام على إدريس القائم لله بحجته السلام على نوح المجاب في دعوته السلام على هود المؤيد من الله بمعونته السلام على صالح الذي توجه الله بكرامته السلام على إبراهيم الذي حباه الله بخلته السلام على إسماعيل الذي فداه الله بِذِبْحٍ عَظِيمٍ من جنته السلام على إسحاق الذي جعل الله النبوة في ذريته السلام على يعقوب الذي رد الله عليه بصره برحمته السلام على يوسف الذي نجاه الله من الجب بعظمته السلام على موسى الذي فلق الله له البحر بقدرته السلام على هارون الذي خصه الله بنبوته السلام على شعيب الذي نصره الله على أمته السلام على داود الذي تاب الله عليه من بعد خطيئته السلام على سليمان الذي ذلت له الجن بعزته السلام على أيوب الذي شفاه الله من علته السلام على يونس الذي أنجز الله له مضمون عدته السلام على زكريا الصابر على محنته السلام على عزير الذي أحياه الله بعد ميتته السلام على يحيى الذي أزلفه الله بشهادته السلام على عيسى الذي هو روح الله و كلمته السلام على محمد حبيب الله و صفوته السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المخصوص بكرامته و إخوته السلام على فاطمة الزهراء ابنته السلام على أبي محمد الحسن وصي أبيه و خليفته السلام على الحسين الذي سمحت نفسه بمهجته السلام على من أطاع الله في سره و علانيته السلام على من جعل الله الشفاء في تربته السلام على من الإجابة تحت قبته السلام على من الأئمة من ذريته السلام على ابن خاتم الأنبياء السلام على ابن سيد الأوصياء السلام على ابن فاطمة
الزهراء السلام على ابن خديجة الكبرى السلام على ابن سدرة المنتهى السلام على ابن جنة المأوى السلام على ابن زمزم و الصفا السلام على المرمل بالدماء السلام على المهتوك الخباء السلام على خامس أهل الكساء السلام على غريب الغرباء السلام على شهيد الشهداء السلام على قتيل الأدعياء السلام على ساكن كربلاء السلام على من بكته ملائكة السماء السلام على من ذريته الأزكياء السلام علي يعسوب الدين السلام على منازل البراهين السلام على الأئمة السادات السلام على الجيوب المضرجات السلام على الشفاه الذابلات السلام على النفوس المصطلمات السلام على الأرواح المختلسات السلام على الأجساد العاريات السلام على الجسوم الشاحبات السلام على الدماء السائلات السلام على الأعضاء المقطعات السلام على الرءوس المشالات السلام على النسوة البارزات السلام على حجة رب العالمين السلام عليك و على آبائك الطاهرين السلام عليك و على أبنائك المستشهدين السلام عليك و على ذريتك الناصرين السلام عليك و على الملائكة المضاجعين السلام على القتيل المظلوم السلام على أخيه المسموم السلام على علي الكبير السلام على الرضيع الصغير السلام على الأبدان السليبة السلام على العترة الغريبة السلام على الأئمة السادات السلام على المجدلين في الفلوات السلام على النازحين عن الأوطان السلام على المدفونين بلا أكفان السلام على الرءوس المفرقة عن الأبدان السلام على المحتسب الصابر السلام على المظلوم بلا ناصر السلام على ساكن التربة الزاكية السلام على صاحب القبة السامية السلام على من طهره الجليل السلام على من افتخر به جبرئيل السلام على من ناغاه في المهد ميكائيل السلام على من نكثت ذمته و ذمة حرمة السلام على من انتهكت حرمة الإسلام في إراقة دمه السلام على المغسل بدم الجراح السلام على المجرع بكاسات مرارات الرماح السلام على المستضام المستباح السلام على المهجور في الورى السلام على المنفرد بالعراء السلام على من تولى دفنه أهل القرى السلام على المقطوع الوتين السلام على المحامي بلا معين السلام على الشيب الخضيب السلام على الخد التريب السلام على البدن السليب السلام على المقروع بالقضيب السلام على الودج المقطوع السلام على الرأس المرفوع السلام على الشلو الموضوع السلام عليك و رحمة الله و بركاته ثم تحول إلى عند الرأس و قل السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن سيد الوصيين السلام عليك يا ابن خيرة رب العالمين السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى أم المؤمنين السلام عليك يا من بكت في مصابه السماوات العلى السلام عليك يا من بكت لفقده الأرضون السفلى السلام عليك يا حجة الله على أهل الدنيا السلام عليك يا صريع الدمعة العبرى السلام عليك يا مذيب الكبد الحرى السلام عليك يا ابن يعسوب الدين السلام عليك يا عصمة المتقين السلام عليك يا علم المهتدين السلام عليك يا حجة الله الكبرى السلام على الإمام المفطوم من الزلل المبرأ من كل عيب و خطل السلام على ابن الرسول و قرة عين البتول السلام على من كان يناغيه جبرئيل و يلاعبه ميكائيل السلام على التين و الزيتون السلام على كفتي الميزان المذكور في سورة الرحمن المعبر عنهما باللؤلؤ و المرجان السلام على أمناء المهيمن المنان السلام عليك و رحمة الله و بركاته السلام على المقتول المظلوم السلام على الممنوع من ماء الفرات السلام على سيد السادات السلام على قائد القادات السلام على حبل الله المتين السلام عليك يا حجة الله و ابن حجته و أبا حججه أشهد لقد طيب الله بك التراب و أوضح بك الكتاب و أعظم بك المصاب و جعلك و جدك و أباك و أمك و أخاك و أبناءك عبرة لأولي الألباب يا ابن الميامين الأطياب التالين الكتاب وجهت سلامي إليك و عولت
في قضاء حوائجي بعد الله عليك ما خاب من تمسك بك و لجأ إليك صلى الله عليك و جعل أفئدة من الناس تهوي إليك و السلام عليك و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا ابن خيرة الأخيار السلام عليك يا ابن عنصر الأبرار السلام عليك يا ابن قسيم الجنة و النار السلام عليك يا ابن بقية النبيين السلام عليك يا ابن صالح المؤمنين السلام عليك يا ابن النبإ العظيم السلام عليك يا ابن الصراط المستقيم أشهد أنك حجة الله في أرضه و أشهد أن الذين خالفوك و أن الذين قتلوك و الذين خذلوك و أن الذين جحدوا حقك و منعوك إرثك ملعونون على لسان النبي الأمي وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَرى لعن الله الظالمين منكم من الأولين و الآخرين و ضاعف لهم العذاب الأليم عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين ثم انكب على الضريح و قبل التربة و قل السلام عليك يا أول مظلوم انتهك دمه و ضيعت فيه حرمة الإسلام فلعن الله أمة أسست أساس الظلم و الجور عليكم أهل البيت أشهد أني سلم لمن سالمت و حرب لمن حاربت مبطل لما أبطلت محقق لما حققت فاشفع لي عند ربي و ربك في خلاص رقبتي من النار و قضاء حوائجي في الدنيا و الآخرة صلوات الله عليك و رحمة الله و بركاته ثم تحول إلى جانب القبر و تستقبل القبلة و ترفع يديك و تقول اللهم إن استغفاري إياك و أنا مصر على ما نهيت قلة حياء و تركي الاستغفار مع علمي بسعة حلمك تضييع لحق الرجاء اللهم إن ذنوبي تؤيسني أن أرجوك و إن علمي بسعة رحمتك يؤمنني أن أخشاك فصل على محمد و آل محمد و حقق رجائي لك و كذب خوفي منك و كن لي عند أحسن ظني بك يا أكرم الأكرمين و أيدني بالعصمة و أنطق لساني بالحكمة و اجعلني ممن يندم على ما صنعه في أمسه اللهم إن الغني من استغنى عن خلقك بك فصل على محمد و آل محمد و أغنني يا رب عن خلقك و اجعلني ممن لا يبسط كفه إلا إليك اللهم إن الشقي من قنط و أمامه التوبة و خلفه الرحمة و إن كنت ضعيف العمل فإني في رحمتك قوي الأمل فهب لي ضعف عملي لقوة أملي اللهم أمرت فعصينا و نهيت فما انتهينا و ذكرت فتناسينا و بصرت فتعامينا و حذرت فتعدينا و ما كان ذلك جزاء إحسانك إلينا و أنت أعلم بما أعلنا و ما أخفينا و أخبر بما نأتي و ما أتينا فصل على محمد و آل محمد و لا تؤاخذنا بما أخطأنا فيه و نسينا و هب لنا حقوقك لدينا و تمم إحسانك إلينا و أسبغ رحمتك علينا إنا نتوسل إليك بهذا الصديق الإمام و نسألك بالحق الذي جعلته له و لجده رسولك و لأبويه علي و فاطمة أهل بيت الرحمة إدرار الرزق الذي به قوام حياتنا و صلاح أحوال عيالنا فأنت الكريم الذي تعطي من سعة و تمنع عن قدرة و نحن نسألك من الخير ما يكون صلاحا للدنيا و بلاغا للآخرة و آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ ثم تحول إلى عند الرجلين و قل السلام عليك يا أبا عبد الله و على ملائكة الله المرفرفين حول قبتك الحافين بتربتك الطائفين بعرصتك الواردين لزيارتك السلام عليك فإني قصدت إليك و رجوت الفوز لديك السلام عليك سلام العارف بحرمتك المخلص في ولايتك المتقرب إلى الله بمحبتك البريء من أعدائك سلام من قلبه بمصابك مقروح و دمعه عند ذكرك مسفوح سلام المفجوع المحزون الواله المسكين سلام من لو كان معك بالطفوف لوقاك بنفسه من حد السيوف و بذل حشاشته دونك للحتوف و جاهد بين يديك و نصرك على من بغى عليك و فداك بروحه و جسده و ماله و ولده و روحه لروحك الفداء و أهله لأهلك وقاء فلئن أخرتني الدهور و عاقني عن نصرتك المقدور و لم أكن لمن حاربك محاربا و لمن نصب لك العداوة مناصبا فلأندبنك صباحا و مساء و لأبكين عليك بدل الدموع دما حسرة عليك و تأسفا و تحسرا على ما دهاك
و تلهفا حتى أموت بلوعة المصاب و غصة الاكتياب أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و العدوان و أطعت الله و ما عصيته و تمسكت بحبله فارتضيته و خشيته و راقبته و استحيته و سننت السنن و أطفأت الفتن و دعوت إلى الرشاد و أوضحت سبل السداد و جاهدت في الله حق الجهاد و كنت لله طائعا و لجدك محمد ص تابعا و لقول أبيك سامعا و إلى وصية أخيك مسارعا و لعماد الدين رافعا و للطغيان قامعا و للطغاة مقارعا و للأمة ناصحا و في غمرات الموت سابحا و للفساق مكافحا و بحجج الله قائما و للإسلام عاصما و للمسلمين راحما و للحق ناصرا و عند البلاء صابرا و للدين كالئا و عن حوزته مراميا و عن الشريعة محاميا تحوط الهدى و تنصره و تبسط العدل و تنشره و تنصر الدين و تظهره و تكف العابث و تزجره تأخذ للدني من الشريف و تساوي في الحكم بين القوي و الضعيف كنت ربيع الأيتام و عصمة الأنام و عز الإسلام و معدن الأحكام و حليف الإنعام سالكا في طريقة جدك و أبيك مشبها في الوصية لأخيك وفي الذمم رضي الشيم ظاهر الكرم مجتهدا في العبادة في حندس الظلم قويم الطرائق عظيم السوابق شريف النسب منيف الحسب رفيع الرتب كثير المناقب محمود الضرائب جزيل المواهب حليما شديدا عليما رشيدا إماما شهيدا أواها منيبا جوادا مثيبا حبيبا مهيبا كنت للرسول ولدا و للقرآن سندا و للأمة عضدا و في الطاعة مجتهدا حافظا للعهد و الميثاق ناكبا عن سبيل الفساق تتأوه تأوه المجهود طويل الركوع و السجود زاهدا في الدنيا زهد الراحل عنها ناظرا إليها بعين المستوحش منها آمالك عنها مكفوفة و همتك عن زينتها مصروفة و لحاظك عن بهجتها مطروفة و رغبتك في الآخرة معروفة حتى إذا الجور مد باعه و أسفر الظلم قناعه و دعا الغي أتباعه و أنت في حرم جدك قاطن و للظالمين مباين جليس البيت و المحراب معتزل عن اللذات و الأحباب تنكر المنكر بقلبك و لسانك على حسب طاقتك و إمكانك ثم اقتضاك العلم للإنكار و ألزمك أن تجاهد الكفار فسرت في أولادك و أهاليك و شيعتك و مواليك و صدعت بالحق و البينة و دعوت إلى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة و أمرت بإقامة الحدود و طاعة المعبود و نهيت عن الخيانة و الطغيان فواجهوك بالظلم و العدوان فجاهدتهم بعد الإيعاد إليهم و تأكيد الحجة عليهم فنكثوا ذمامك و بيعتك و أسخطوا ربك و أغضبوا جدك و أنذروك بالحرب فثبت للطعن و الضرب و طحطحت جنود الكفار و شردت جيوش الأشرار و اقتحمت قسطل الغبار مجالدا بذي الفقار كأنك علي المختار فلما رأوك ثابت الجأش غير خائف و لا خاش نصبوا لك غوائل مكرهم و قاتلوك بكيدهم و شرهم و أجلب اللعين عليك جنوده و منعوك الماء و وروده و ناجزوك القتال و عاجلوك النزال و رشقوك بالسهام و بسطوا إليك الأكف للاصطلام و لم يرعوا لك الذمام و لا راقبوا فيك الأنام و في قتلهم أولياءك و نهبهم رحالك و أنت مقدم في الهبوات محتمل للأذيات و قد عجبت من صبرك ملائكة السماوات و أحدقوا بك من كل الجهات و أثخنوك بالجراح و حالوا بينك و بين ماء الفرات و لم يبق لك ناصر و أنت محتسب صابر تذب عن نسوانك و أولادك فهويت إلى الأرض طريحا ظمآن جريحا تطؤك الخيول بحوافرها و تعلوك الطغاة ببواترها قد رشح للموت جبينك و اختلفت بالانبساط و الانقباض شمالك و يمينك تدير طرفا منكسرا إلى رحلك و قد شغلت بنفسك عن ولدك و أهلك و أسرع فرسك شاردا و إلى خيامك قاصدا محمحما باكيا فلما رأين النساء جوادك مخزيا و أبصرن سرجك ملويا برزن من الخدور للشعور ناشرات و للخدود لاطمات و للوجوه سافرات و بالعويل داعيات
و بعد العز مذللات و إلى مصرعك مبادرات و شمر جالس على صدرك مولغ سيفه في نحرك قابض شيبتك بيده ذابح لك بمهنده و قد سكنت حواسك و خمدت أنفاسك و ورد على القناة رأسك و سبي أهلك كالعبيد و صفدوا في الحديد فوق أقتاب المطيات تلفح وجوههم حرور الهاجرات يساقون في الفلوات أيديهم مغلولة إلى الأعناق يطاف بهم في الأسواق فالويل للعصاة الفساق لقد قتلوا بقتلك الإسلام و عطلوا الصلاة و الصيام و نقضوا السنن و الأحكام و هدموا قواعد الإيمان و حرفوا آيات القرآن و هملجوا في البغي و العدوان لقد أصبح رسول الله ص من أجلك موتورا و عاد كتاب الله مهجورا و غودر الحق إذ قهرت مقهورا و فقد بفقدك التكبير و التهليل و التحريم و التحليل و التنزيل و التأويل و ظهر بعدك التغيير و التبديل و الإلحاد و التعطيل و الأهواء و الأضاليل و الفتن و الأباطيل و قام ناعيك عند قبر جدك الرسول ص فنعاك إليه بالدمع الهطول قائلا يا رسول الله قتل سبطك و فتاك و استبيح أهلك و حماك و سبي بعدك ذراريك و وقع المحذور بعترتك و بنيك فنزع الرسول الرداء و عزاه بك الملائكة و الأنبياء و فجعت بك أمك فاطمة الزهراء و اختلفت جنود الملائكة المقربين تعزى أباك أمير المؤمنين و أقيمت عليك المأتم في أعلى عليين تلطم عليك فيها الحور العين و تبكيك السماوات و سكانها و الجبال و خزانها و السحاب و أقطارها و الأرض و قيعانها و البحار و حيتانها و مكة و بنيانها و الجنان و ولدانها و البيت و المقام و المشعر الحرام و الحطيم و زمزم و المنبر المعظم و النجوم الطوالع و البروق اللوامع و الرعود القعاقع و الرياح الزعازع و الأفلاك الروافع فلعن الله من قتلك و سلبك و اهتضمك و غصبك و بايعك فاعتزلك و حاربك و ساقك و جهز الجيوش إليك و وثب الظلمة عليك أبرأ إلى الله سبحانه من الآمر و الفاعل و الغاشم و الخاذل اللهم فثبتني على الإخلاص و الولاء و التمسك بحبل أهل الكساء و انفعني بمودتهم و احشرني في زمرتهم و أدخلني الجنة بشفاعتهم
إنك ولي ذلك يا أرحم الراحمين ذكر زيارة علي بن الحسين ع ثم تحول إلى عند رجلي الحسين فقف على علي بن الحسين ع و قل السلام عليك أيها الصديق الطيب الطاهر و الزكي الحبيب المقرب و ابن ريحانة رسول الله ص السلام عليك من شهيد محتسب و رحمة الله و بركاته ما أكرم مقامك و أشرف منقلبك أشهد لقد شكر الله سعيك و أجزل ثوابك و ألحقك بالذروة العالية حيث الشرف كل الشرف في الغرف السامية في الجنة فوق الغرف كما من عليك من قبل و جعلك من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و الله ما ضرك القوم بما نالوا منك و من أبيك الطاهر صلوات الله عليكما و لا ثلموا منزلتكما من البيت المقدس و لا وهنتما بما أصابكما في سبيل الله و لا ملتما إلى العيش في الدنيا و لا تكرهتما مباشرة المنايا إذ كنتما قد رأيتما منازلكما في الجنة قبل أن تصيرا إليها فاخترتماها قبل أن تنتقلا إليها فسررتم و سررتم فهنيئا لكم يا بني عبد المطلب التمسك من النبي ص بالسيد السابق حمزة بن عبد المطلب و قدمتما عليه و قد ألحقتما بأوثق عروة و أقوى سبب صلى الله عليك أيها الصديق الشهيد المكرم و السيد المقدم الذي عاش سعيدا و مات شهيدا و ذهب فقيدا فلم تتمتع من الدنيا إلا بالعمل الصالح و لم تتشاغل إلا بالمتجر الرابح أشهد أنك من الفرحين بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ و تلك منزلة كل شهيد فكيف منزلة الحبيب إلى الله القريب إلى رسول الله ص زادك الله من فضله في كل لفظة و لحظة و سكون و حركة مزيدا يغبط و يسعد أهل عليين به يا كريم النفس يا كريم الأب يا كريم الجد إلى أن يتناهى رفعكم الله من أن يقال رحمكم الله و افتقر إلى ذلك غيركم من كل من خلق الله ثم تقول صلوات الله عليكم و رضوانه و رحمة الله و بركاته فاشفع لي أيها السيد الطاهر إلى ربك في حط الأثقال عن ظهري و تخفيفها عني و ارحم ذلي و خضوعي لك و للسيد أبيك صلى الله عليكما ثم انكب على القبر و قل زاد الله في شرفكم في الآخرة كما شرفكم في الدنيا و أسعدكم كما أسعد بكم و أشهد أنكم أعلام الدين و نجوم العالمين زيارة الشهداء رضوان الله عليهم ثم تتوجه إلى البيت الذي عند رجلي علي بن الحسين ع و تقول السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين سلاما لا يفنى أمده و لا ينقطع مدده سلاما تستوجبه باجتهادك و تستحقه بجهادك عشت حميدا و ذهبت فقيدا لم يمل بك حب الشهوات و لم يدنسك طمع النزهات حتى كشفت لك الدنيا عن عيوبها و رأيت سوء عاقبتها و قبح مصيرها فبعتها بالدار الآخرة و شريت نفسك شراء المتاجرة فأربحتها أكرم الأرباح و لحقت بها الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَ كَفى بِاللَّهِ عَلِيماً السلام على القاسم بن الحسن بن علي و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا ابن حبيب الله السلام عليك يا ابن ريحانة رسول الله السلام عليك من حبيب لم يقض من الدنيا وطرا و لم يشف من أعداء الله صدرا حتى عاجله الأجل و فاته الأمل فهنيئا لك يا حبيب حبيب رسول الله ما أسعد جدك و أفخر مجدك و أحسن منقلبك السلام عليك يا عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب السلام عليك يا ابن الناشي في حجر رسول الله و المقتدي بأخلاق رسول الله و الذاب عن حريم رسول الله صبيا و الذائد عن حرم رسول الله مباشرا للحتوف مجاهدا بالسيوف قبل أن يقوى جسمه و يشتد عظمه و يبلغ أشده ما زلت من العلاء منذ يفعت تطلب الغاية القصوى في الخير منذ ترعرعت حتى رأيت أن تنال الحظ السني في الآخرة ببذل نفسك في سبيل الله و القتال
لأعداء الله فتقربت و المنايا دانية و زحفت و النفس مطمئنة طيبة تلقى بوجهك بوادر السهام و تباشر بمهجتك حد الحسام حتى وفدت إلى الله تعالى بأحسن عمل و أرشد سعي إلى أكرم منقلب و تلقاك ما أعده لك من النعيم المقيم الذي يزيد و لا يبيد و الخير الذي يتجدد و لا ينفد فصلوات الله عليك تترى تتبع أخراهن الأولى السلام عليك يا عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب صنو الوصي أمير المؤمنين صلوات الله عليه و آله عليك و على أبيك ما دجى ليل و أضاء نهار و ما طلع هلال و ما أخفاه سرار و جزاك الله عن ابن عمك و الإسلام أحسن ما جزى الأبرار الأخيار الذين نابذوا الفجار و جاهدوا الكفار فصلوات الله عليك يا خير ابن عم زادك الله فيما آتاك حتى تبلغ رضاك كما بلغت غاية رضاه و جاوز بك أفضل ما كنت تتمناه السلام عليك يا جعفر بن عقيل بن أبي طالب سلاما يقضي حقك في نسبك و قرابتك و قدرك في منزلتك و عملك في مواساتك و مساهمتك ابن عمك بنفسك و مبالغتك في مواساته حتى شربت بكأسه و حللت محله في رمسه و استوجبت ثواب من بايع الله في نفسه فاستبشر ببيعه الذي بايعه به وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ فاجتمع لك ما وعدك الله من النعيم بحق المبايعة إلى ما أوجبه الله عز و جل لك بحق النسب و المشاركة ففزت فوزين لا ينالهما إلا من كان مثلك في قرابته و مكارمته و بذل ماله و مهجته لنصرة إمامه و ابن عمه فزادك الله حبا و كرامة حتى تنتهي إلى أعلى عليين في جوار رب العالمين السلام عليك يا عبد الله بن مسلم بن عقيل فما أكرم مقامك في نصرة ابن عمك و ما أحسن فوزك عند ربك و لقد كرم فعلك و أجل أمرك و أعظم في الإسلام سهمك رأيت الانتقال إلى رب العالمين خيرا من مجاورة الكافرين و لم تر شيئا للانتقال أكرم من الجهاد و القتال فكافحت الفاسقين بنفس لا تحيم عند البأس و يد لا تلين عند المراس حتى قتلك الأعداء من بعد أن رويت سيفك و سنانك من أولاد الأحزاب و الطلقاء و قد عضك السلاح و أثبتك الجراح فغلبت على ذات نفسك غير مسالم و لا مستأسر فأدركت ما كنت تتمناه و جاوزت ما كنت تطلبه و تهواه فهنأك الله بما صرت إليه و زادك ما ابتغيت الزيادة عليه السلام عليك يا عبد الله بن علي بن أبي طالب و رحمة الله و بركاته فإنك الغرة الواضحة و اللمعة اللائحة ضاعف الله رضاه عنك و أحسن لك ثواب ما بذلته منك فلقد واسيت أخاك و بذلت مهجتك في رضا ربك السلام عليك يا عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب و رحمة الله و بركاته سلاما يرجيه البيت الذي أنت فيه أضأت و النور الذي فيه استضأت و الشرف الذي فيه اقتديت و هنأك الله بالفوز الذي إليه وصلت و بالثواب الذي ادخرت لقد عظمت مواساتك بنفسك و بذلك مهجتك في رضا ربك و نبيك و أبيك و أخيك ففاز قدحك و زاد ربحك حتى مضيت شهيدا و لقيت الله سعيدا صلوات الله عليك و على أخيك و على إخوتك الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا السلام عليك يا أبا بكر بن علي بن أبي طالب ع و رحمة الله و بركاته ما أحسن بلاءك و أزكى سعيك و أسعدك بما نلت من الشرف و فزت به من الشهادة فواسيت أخاك و إمامك و مضيت على يقينك حتى لقيت ربك صلوات الله عليك و ضاعف الله ما أحسن به إليك السلام عليك يا عثمان بن علي بن أبي طالب و رحمة الله و بركاته فما أجل قدرك و أطيب ذكرك و أبين أثرك و أشهر خيرك و أعلى مدحك و أعظم مجدك فهنيئا لكم يا أهل بيت الرحمة و مختلف الملائكة و مفاتيح الخير تحيات الله غادية و رائحة في كل يوم و طرفة عين و لمحة و صلوات الله عليكم يا أنصار دين الله و أنصار أهل البيت من مواليهم و أشياعهم و لقد نلتم الفوز و حزتم الشرف في الدنيا و الآخرة يا ساداتي يا أهل البيت وليكم الزائر لكم المثنى عليكم بما أولاكم و أنتم له أهل المجيب لكم سائر جوارحه يستشفع بكم
إلى الله ربكم و ربه في إحياء قلبه و تزكية عمله و إجابة دعائه و تقبل ما يتقرب به و المعونة على أمر دنياه و آخرته فقد سأل الله تعالى ذلك و توسل إليه بكم و هو نعم المسئول و نِعْمَ الْمَوْلى وَ نِعْمَ النَّصِيرُ ثم تسلم على الشهداء من أصحاب الحسين عليه و عليهم السلام تستقبل و تقول السلام عليكم يا أنصار الله و أنصار رسوله و أنصار علي بن أبي طالب و أنصار فاطمة الزهراء و أنصار الحسن و الحسين و أنصار الإسلام أشهد لقد نصحتم لله و جاهدتم في سبيله فجزاكم الله عن الإسلام و أهله أفضل الجزاء فزتم و الله فوزا عظيما يا ليتني كنت معكم فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً أشهد أنكم أحياء عند ربكم ترزقون و أشهد أنكم الشهداء و أنكم السعداء و أنكم في درجات العلى و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ثم عد إلى موضع رأس الحسين صلوات الله عليه و استقبل القبلة و صل ركعتين صلاة الزيارة تقرأ في الأولى الحمد و سورة الأنبياء و في الثانية الحمد و سورة الحشر أو ما تهيأ لك من القرآن فإذا فرغت من الصلاة فقل سبحان ذي القدرة و الجبروت سبحان ذي العزة و الملكوت سبحان المسبح له بكل لسان سبحان المعبود في كل أوان الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ اللهم ثبتني على الإقرار بك و احشرني عليه و ألحقني بالعصبة المعتقدين له الذين لم يعترضهم فيك الريب و لم يخالطهم الشك الذين أطاعوا نبيك و وازروه و عاضدوه وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ و لم يكن اتباعهم إياه طلب الدنيا الفانية و لا انحرافا عن الآخرة الباقية و لا حب الرئاسة و الإمرة و لا إيثار الثروة بل تاجروا بأموالهم و أنفسهم و ربحوا حين خسر الباخلون و فازوا حين خاب المبطلون و أقاموا حدود ما أمرت به من
المودة في ذوي القربى التي جعلتها أجر رسول الله ص فيما أداه إلينا من الهداية إليك و أرشدنا إليه من التعبد لك و تمسكوا بطاعتهم و لم يميلوا إلى غيرهم اللهم إني أشهدك أني معهم و فيهم و بهم و لا أميل عنهم و لا أنحرف إلى غيرهم و لا أقول لمن خالفهم هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا اللهم صل على محمد و آل محمد و عترته صلاة ترضيه و تحظيه و تبلغه أقصى رضاه و أمانيه و على ابن عمه و أخيه المهتدي بهدايته المستبصر بمشكاته القائم مقامه في أمته و على الأئمة من ذريته الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجة بن الحسن اللهم إن هذا مقام إن ربح فيه القائم بأهل ذلك فهو من الفائزين و إن خسر فهو من الهالكين اللهم إني لا أعلم شيئا يقربني من رضاك في هذا المقام إلا التوبة من معاصيك و الاستغفار من الذنوب و التوسل بهذا الإمام الصديق ابن رسول الله و أنا بحيث تنزل الرحمة و ترفرف الملائكة و تأتيه الأنبياء و تغشاه الأوصياء فإن خفت مع كرمك و مع هذه الوسيلة إليك أن تعذبني فقد ضل سعيي و خسر عملي فيا حسرة نفسي ]و[ إن لم تغفر لي و ترحمني ف أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ثم قبل الضريح و قل السلام عليك أيها الإمام الكريم و ابن الرسول الكريم أتيتك بزيارة العبد لمولاه الراجي فضله و جدواه الأمل قضاء الحق الذي أظهره الله لك و كيف أقضي حقك مع عجزي و صغر جدي و جلالة أمرك و عظيم قدرك و هل هي إلا المحافظة على ذكرك و الصلاة عليك مع أبيك و جدك و المتابعة لك و البراءة من أعدائك و المنحرفين عنك فلعن الله من خالفك في سره و جهره و من أجلب عليك بخيله و رجله و من كثر أعداءك بنفسه و ماله و من سره ما ساءك و من أرضاه ما أسخطك و من جرد سيفه لحربك و من شهر نفسه في معاداتك و من قام في المحافل بذمك و من خطب في المجالس بلومك سرا و جهرا اللهم جدد عليهم اللعنة كما جددت الصلاة عليه اللهم لا تدع لهم دعامة إلا قصمتها و لا كلمة مجتمعة إلا فرقتها اللهم أرسل عليهم من الحق يدا حاصدة تصرع قائمهم و تهشم سوقهم و تجدع معاطسهم اللهم صل على محمد و آل محمد و عترته الطاهرين الذين بذكرهم ينجلي الظلام و ينزل الغمام و على أشياعهم و مواليهم و أنصارهم و احشرني معهم و تحت لوائهم أيها الإمام الكريم اذكرني بحرمة جدك عند ربك ذكرا ينصرني على من يبغي علي و يعاندني فيك و يعاديني من أجلك فاشفع لي إلى ربك في إتمام النعمة لدي و إسباغ العافية علي و سوق الرزق إلي و توسيعه علي لأعود بالفضل منه على مبتغيه فما أسأل مع الكفاف إلا ما أكتسب به الثواب فإنه لا ثواب لمن لا يشاركك في ماله و لا حاجة لي فيما يكنز في الأرض و لا ينفق في نافلة و لا فرض اللهم إني أسألك و أبتغيه من لدنك حلالا طيبا فأعني على ذلك و أقدرني عليه و لا تبتليني بالحاجة فأتعرض بالرزق للجهات التي يقبح أمرها و يلزمني وزرها اللهم و مد لي في العمر ما دامت الحياة موصولة بطاعتك مشغولة بعبادتك فإذا صارت الحياة مرتعة للشيطان فاقبضني إليك قبل أن يسبق إلي مقتك و يستحكم علي سخطك اللهم صل على محمد و آل محمد و يسر لي العود إلى هذا المشهد الذي عظمت حرمته في كل حول بل في كل شهر بل في كل أسبوع فإن زيارته في كل حول مع قبولك ذلك بركة شاملة فكيف إذا قربت المدة و تلاحقت القدرة اللهم إنه لا عذر لي في التأخر عنه و الإخلال بزيارته مع قرب المسافة إلا المخاوف الحائلة بيني و بينه و لو لا ذلك لتقطعت نفسي حسرة لانقطاعي عنه أسفا على ما يفوتني منه اللهم يسر لي الإتمام و أعني على تأدية ما أضمره فيه و أراه أهله و مستوجبه فأنت بنعمتك الهادي إليه و المعين عليه اللهم فتقبل فرضي و نوافلي و
زيارتي و اجعلها زيارة مستمرة و عادة مستقرة و لا تجعل ذلك منقطع التواتر يا كريم فإذا أردت الوداع فصل ركعتين و قل السلام عليك يا خير الأنام لأكرم إمام و أكرم رسول وليك يودعك توديع غير قال لقربك و لا سئم للمقام لديك و لا مؤثر لغيرك عليك و لا منصرف لما هو أنفع له منك توديع متأسف على فراقك و متشوق إلى عود لقائك وداع من يعد الأيام لزيارتك و يؤثر الغدو و الرواح إليك و يتلهف على القرب منك و مشاهدة نجواك صلى الله عليك ما اختلف الجديدان و تناوح العصران و تعاقب الأيام ثم انكب على القبر و قل يا مولاي ما تروى النفس من مناجاتك و لا يقنع القلب إلا بمجاورتك فلو عذرتني الحال التي ورائي لتركتها و لا استبدلت بها جوارك فما أسعد من يغاديك و يراوحك و ما أرغد عيش من يمسيك و يصبحك اللهم احرس هذه الآثار من الدروس و أدم لها ما هي عليه من الأنس و البركات و السعود و مواصلة ما كرمتها به من زوار الأنبياء و الملائكة و الوافدين إليها في كل يوم و ساعة و اعمر الطريق بالزائرين لها و آمن سبلها إليها اللهم صل على محمد و آل محمد و لا تجعله آخر العهد من زيارتهم و إتيان مشاهدهم إنك ولي الإجابة يا كريم
إيضاح قوله أعزز علينا على صيغة الأمر للتعجب أي ما أعز علينا و أشد كقوله تعالى أَسْمِعْ بِهِمْ وَ أَبْصِرْ قوله لهفان أي يا لهفان و هو المظلوم المضطر يستغيث و يتحسر قوله و ألب عليك أي أقام. قوله المضرجات أي الملطخات بالدم و الذابلات اليابسات من العطش و اصطلمه استأصله و شحب لونه تغير من هزال أو جوع أو سفر و أشال الشيء رفعه و الفلوات الصحاري الخالية أو التي لا ماء فيها و النازح البعيد و يقال ناغت الأم صبيها إذا لاطفته و شاغلته بالمحادثة و الملاعبة. و النكث نقض العهد و الذمة العهد و الأمان و المستضام المظلوم المأخوذ حقه و العراء الفضاء لا يستتر فيه بشيء و لم يرد المقصور كما يقتضيه السجع و الشلو بالكسر العضو و الجسد و الموضوع خلاف المرفوع أو المراد به المتروك بغير دفن و رفرف الطائر أي بسط جناحيه. و قال الجزري الطفوف جمع طف و هو ساحل البحر و جانب البر و منه حديث مقتل الحسين ع أنه يقتل بالطف سمي به لأنه طرف البر مما يلي الفرات و كانت تجري يومئذ قريبا منه انتهى و الحشاشة بالضم بقية الروح في المريض و الجريح و الحتوف جمع الحتف و هو الموت و اللوعة حرقة القلب. و قال الفيروزآبادي كفحه كمنعه كشف عنه غطاءه و بالعصا ضربه و لجام الدابة جذبه كأكفحه انتهى قوله ربيع الأيتام أي كنت لهم كالربيع في أنه يأتي بكل خير للناس و يميل قلوبهم إليه. قوله حليف الإنعام بالكسر من النعمة أو بالفتح جمعها و الضرائب جمع الضريبة و هي الطبيعة و صدع بالحق جهر به و أظهره و أوعز إليه تقدم و أمر و طحطح كسر و فرق و بدد إهلاكا و القسطل الغبار فالإضافة للتأكيد و الجأش بالهمز رواغ القلب إذا اضطرب عند الفزع و نفس الإنسان و قد لا يهمز و الغوائل الدواهي و المناجزة المعاجلة في القتال و الهبوات جمع الهبوة و هي الغبرة. قوله للأذيات في بعض النسخ للأسلات أي الرماح أو السهام و الباتر السيف القاطع و الحمحمة صوت الفرس قوله محرنا في أكثر النسخ بالراء المهملة و الحرون الدابة التي إذا اشتد جريها وقفت و الأظهر محزنا بالزاء المعجمة أي رأين عليه أثر الحزن و في زيارة المفيد مخزيا و أبصرن سرجك ملويا فهو من الخزي و المذلة و الملوي من لواه أي عطفه و ثناه و في بعض النسخ القديمة جوادك ملويا منكوبا و أبصرت سرجك مكبوبا. قوله مولغ من ولوغ الكلب على سبيل الاستعارة و في أكثر النسخ بالعين من أولعه به أي أغراه و الأول أظهر و تهنيد السيف تشحيذه و الهملجة نوع من عدو الدابة و الهطول السائل و القعاقع تتابع أصوات الرعد و ريح زعزع و زعزعان و زعزاع و زعازع بالضم يزعزع الأشياء و يحركها و الغشم الظلم و الثلم الكسر و الهدم و يفع الغلام و أيفع راهق العشرين. و ترعرع الصبي تحرك و نشأ و الزحف المشي و بوادر السهام أوائلها أو حدها و الحسام بالضم السيف القاطع و سرار الشمس بالفتح و الكسر هو آخر ليلة يستسر الهلال بنور الشمس و المنابذة المكاشفة و المقاتلة و الرمس بالفتح القبر قوله لا يخيم عند البأس و يقال خام عنه يخيم نكص و جبن و البأس الشدة في الحرب و المراس بالكسر الشدة قوله قدحك بالكسر أي نصيبك مأخوذ من قداح الميسر. قوله و لأبيك و أخيك ظاهر تلك الفقرات أنه عبد الرحمن بن علي بن أبي طالب لا عقيل بن أبي طالب كما في أكثر النسخ و كذا الظاهر مكان إخوتك أخويك على صيغة التثنية إشارة إلى الحسين صلوات الله عليهما أو أولاد أخيك. قوله و تحظيه من الحظوة و هي المكانة و المنزلة و الهشم كسر العظام و الجدع قطع الأنف قوله بركة شاملة الظاهر أنه سقط في هذا المكان شيء من النساخ و التناوخ التقابل و العصران اليوم و الليلة و قد يطلق على البكرة و العشي و الظاهر أن هذه الزيارة من مؤلفات السيد و المفيد رحمهما الله و لعله وصل إليهما خبر في كيفية الصلاة فإن الاختراع فيها غير جائز
39- ق، ]كتاب العتيق الغروي[ زيارة مشهد سيدنا أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه و الدعاء عنده و إذا خرجت من منزلك فقل بسم الله و بالله و إلى الله و ما شاء الله تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ و توجهت إلى الله و لا حول و لا حيلة و لا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إليك توجهت و إياك طلبت و وجهك أردت و إلى ابن نبيك و مولاي و إمامي وفدت و حق عليك ألا تخيب وافده و زائره اللهم أعني و سلمني و سلم مني و بلغني و احفظني في نفسي و عيالي و ما خولتني بخير و أستودعك نفسي و ديني و أمانتي و أهلي و ولدي و ذريتي و عيالي و ما خولتني فإنك خير مستودع و خير حافظ ثم اقرأ الحمد و المعوذتين و قل هو الله أحد و آية الكرسي و آخر الحشر ثم امض على بركة الله و قوته و حسن توفيقه فإذا وصلت تأتي الفرات فتغتسل ثم تقول اللهم طهرني و طهر لي قلبي و اشْرَحْ لِي صَدْرِي و أجر على لساني محبتك و الثناء عليك فإنه لا قوة إلا بك و قد علمت أن قوام ديني التسليم لأمرك و الشهادة على جميع أنبيائك و رسلك بالألفة بينهم أشهد أنهم أنبياؤك و رسلك إلى جميع خلقك ثم تأتي القبر و تستقبله و تكبر بإحدى عشرة تكبيرة ثم تقول الحمد لله خالق الخلق رب الخلق و إليه المعاد اللهم هذه تربة مباركة طيبة طهرتها و فضلتها و اتخذتها لابن نبيك فأسألك اللهم بحق نبيك و رسلك من علمت منهم و من لم أعلم و بحق ملائكتك أن تجعلني من أفضل وفدك الذين قسمت لهم الوفادة إلى ابن نبيك و أسألك بركة ما جئت له مما أرجو من تحطيط الخطيئة عني اللهم هذا مكان العائذ بك من النار ثم كبر سبع تكبيرات و تدنو قليلا و لا تلتفت و لا تحد عينيك عن القبر فإنه قبر الطيب انتخبه الله لعلمه و اختاره بالخيرة التي اختار بها أولياءه من قبله ثم تقول آمنت بالله و كفرت بالجبت و الطاغوت و أشهد أن وعد ربنا حق و أن لقاءه حق وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها و أن الله يُحْيِي وَ يُمِيتُ و يميت و يحيي و أنه يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ و يعلم ما في الصدور ثم تدنو و تكبر سبعا و تقول الحمد لله النافذ أمره الصادق وعده لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثم تقول لعن الله أمة قتلتك و ظاهرت على قتلك و اتخذت وليا غيرك و أشهد أنك و آباءك الذين كانوا من قبلك و أبناءك الذين من بعدك موالي و أوليائي و أشهد أنكم أصفياء الله و خيرته من خلقه و سفرته إلى جميع خلقه ثم تكثر من التسبيح و التحميد و التهليل ثم تقول إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ اللهم العن قتلة أصفيائك و أنبيائك و أبناء أنبيائك لعنا وبيلا و احلل عليهم نقمتك و ائتهم من حيث لا يحتسبون كما بدلوا كلماتك و بدلوا كتابك و استحلوا حرامك و أفسدوا في بلادك و تظاهروا على عبادك الذين أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا ثم كبر ثلاث تكبيرات و لا تلتفت عن القبر ثم تقول سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا ثم تصلي على النبي و على أمير المؤمنين و ذريتهما و تقول اللهم صل على محمد صاحب ميثاقك و خاتم رسلك و سيد عبادك و أمينك في بلادك كما تلا كتابك و جاهد عدوك و بلغ رسالاتك و عبدك حتى أتاه اليقين اللهم صل على أمير المؤمنين اللهم أكرم مآبه و أنجز وعده اللهم صل على فاطمة بنت نبيك و على ذريتها اللهم صل على الحسن و الحسين و على ذريتهما اللهم صل على أئمتنا أولهم و آخرهم اللهم و استخلفهم في الأرض كما استخلفت الذين من قبلهم و مكن لهم دينهم الذي ارتضيت لنفسك حتى لا تدان إلا به كي نسبحك كثيرا و نذكرك كثيرا ثم تناد به و تقول بأبي و أمي ولد رسول الله بأبي و أمي من بكته لطيب وفاته سماء الله و أرضه و ملائكته بأبي و أمي من ذابت لحبه كبدي و على طول وتره جسمي أشهد أنك من السفرة الكرام البررة و أشهد لك بذلك في مقامي و مقعدي و مرقدي
ثم تقول و أنت مستلم القبر اللهم رب الأرباب صريخ الأخيار إني عذت بك فافكك رقبتي من النار تقول ذلك ثلاث مرات ثم تجلس عند رأسه فتختار من الدعاء لنفسك و تقول آمنت بالله و بما أنزل عليكم و أتولى آخركم بما توليت به أولكم و كفرت بالجبت و الطاغوت و اللات و العزى اللذين بدلا نعمتك و خالفا كتابك و اتهما نبيك و صدا عن سبيلك اللهم احش قبورهما نارا و أجوافهما نارا و العنهما لعنا يلعنهما به كل نبي مرسل و كل ملك مقرب أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ثم تأتي قبور الشهداء و تسلم و تقول أنتم لنا سلف و نحن لكم تبع أشهد أنكم مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ثم تقول السلام على رسول الله السلام على أمين الله على رسله و عزائم أمره الفاتح لما غلق و الخاتم فيما سبق و المهيمن على ذلك كله السلام على ملائكة الله أجمعين و لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ السلام عليك يا أبا عبد الله و رحمة الله و بركاته و السلام على زوارك من الجن و الإنس فهنيئا لكم كرامة الله و الحمد لله الذي صدقكم وعده و أراكم الذي تحبون أنتم لنا فرط و نحن لكم تبع و إنا بكم لاحقون وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ثم تأتي القبر من قبل رأسه و تقول إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ السلام عليك يوم ولدت يا ابن رسول الله و رحمة الله و بركاته السلام عليك يوم ولدت و يوم مت و يوم تبعث حيا أشهد أنك حي عند الله ترزق و أنا أتولى وليك و أبرأ إلى الله من عدوك و أشهد أن من اتبعك على الحق و الهدى و أن من قاتلك و أنكر حقك على الضلالة و أبرأ إلى الله منهم و أتقرب إلى الله بذلك و أطلب بذلك وجه الله و الدار الآخرة ثم تضع خدك على القبر ثم تقول اللهم رب الحسين اشف صدر الحسين اطلب بدم الحسين انتقم للحسين اللهم و من أعان على قتله أو رضي بقتله فالعنه إله الحق يا أرحم الراحمين و يا إله العالمين ثم تقرأ على سيدي السلام و تقول اللهم اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ إِسْرافَنا فِي أَمْرِنا و تقبل توبتنا و تجاوز عنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ و أرحم الراحمين اللهم اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ و لإخوتي و أهلي و ولدي و استرني و إياهم في ديننا و دنيانا و آخرتنا و شفع لنا محمدا و آله في ذنوبنا و السلام على سيدي رسول الله في العالمين و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله على سيدنا محمد النبي و على آله و سلم تسليما و حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ الوداع فإذا أردت وداعه فقل الحمد لله الواحد العلي و السلام على الإمام الصالح الزكي أودعك شهادة مني لك تقربني إليك في يوم شفاعتك بل برجاء حياتك أحييت قلوب شيعتك و بضياء نورك اهتدى الطالبون إليك سيدي أشهد أنك نور الله الذي لم يطفأ و لا يطفأ أبدا و أشهد أن هذه التربة تربتك و الحرم حرمك و المصرع مصرع بدنك مولاي لا ذليل و الله معزك و لا مغلوب و الله ناصرك هذه شهادة لي عندك إلى قبض نفسي بحضرتك السلام عليك يا عبرة كل مؤمن و مؤمنة و رحمة الله و بركاته و على أنصارك من أهل بيتك و أهل شهادتك و على الملائكة الحافين بك و على زوارك العارفين بك و علي شيعتك المستبصرين بحقك مني و من لحمي و دمي و من والدي و أهلي و ولدي و إخوتي و أخواتي و ممن حملني الرسالة إليك و رحمة الله و بركاته إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ أستودعك الله و أقرأ عليك السلام آمنا بالله و بالرسول و بما جئت به و دللت عليه وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ اللهم لا تجعله آخر العهد منا و من زيارة ابن رسولك و ارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني اللهم إنا نسألك أن تنفعنا بحبه اللهم أقمه مقاما محمودا تنتصر به لدينك و تقتل به عدوك و تبير به من نصب حربا لآل محمد ص فإنك وعدته ذلك و أنت لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ السلام عليك و رحمة الله و بركاته أشهد أنكم جاهدتم في سبيل الله و قتلتم على منهاج رسول الله صلى الله عليه و عليكم أجمعين أنتم
السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ و المهاجرون و الأنصار و أشهد أنكم أنصار أبناء رسوله ص و الحمد لله الذي صدقكم وعده و أرواحكم بالحياة و صلى الله على محمد سيد الأولين و الآخرين و على آله الطيبين الطاهرين أجمعين و سلم تسليما اللهم اغْفِرْ وَ ارْحَمْ و تجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم و حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
40- قال مؤلف المزار الكبير زيارة أخرى له صلوات الله عليه مختصرة يزار بها في كل يوم و في كل شهر و يزار بها أيضا عند قائم الغري فقد جاء في الأثر أن رأس الحسين ع هناك و أن الصادق جعفر بن محمد ع زاره هناك بهذه الزيارة و صلى عنده أربع ركعات تأتي مشهده صلى الله عليه بعد اغتسالك و لباسك أطهر ثيابك فإذا وقفت على قبره فاستقبله بوجهك و اجعل القبلة بين كتفيك و قل السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين السلام عليك يا ابن الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله و رحمة الله و بركاته أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و تلوت الكتاب حق تلاوته و جاهدت في الله حق جهاده و صبرت على الأذى في جنبه محتسبا حتى أتاك اليقين أشهد أن الذين خالفوك و حاربوك و أن الذين خذلوك و أن الذين قتلوك ملعونون على لسان النبي الأمي وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَرى لعن الله الظالمين لكم من الأولين و الآخرين و ضاعف عليهم العذاب الأليم أتيتك يا مولاي يا ابن رسول الله زائرا عارفا بحقك مواليا لأوليائك معاديا لأعدائك مستبصرا بالهدى الذي أنت عليه عارفا بضلالة من خالفك فاشفع لي عند ربك ثم انكب على القبر و ضع خدك عليه و تحول إلى عند الرأس و قل السلام عليك يا حجة الله في أرضه و سمائه صلى الله على روحك الطيبة و جسدك الطاهر و عليك السلام يا مولاي و رحمة الله و بركاته ثم تحول إلى عند الرجلين فزر علي بن الحسين ع و قل السلام عليك يا مولاي و ابن مولاي و رحمة الله و بركاته لعن الله من ظلمك و لعن الله من قتلك و ضاعف عليهم العذاب الأليم ثم ادع ما أردت و زر الشهداء منحرفا عند الرجلين إلى القبلة فقل السلام عليكم أيها الصديقون السلام عليكم أيها الشهداء الصابرون أشهد أنكم جاهدتم في سبيل الله و صبرتم على الأذى في جنب الله و نصحتم لله و لرسوله و لابن رسوله حتى أتاكم اليقين أشهد أنكم أحياء عند ربكم جزاكم الله عن الإسلام و أهله أفضل جزاء المحسنين و جمع بيننا و بينكم في محل النعيم ثم امض إلى قبر العباس بن أمير المؤمنين ع فإذا أتيته فقف عليه و قل السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله و لرسوله أشهد أنك جاهدت و نصحت و صبرت حتى أتاك اليقين لعن الله الظالمين لكم من الأولين و الآخرين و ألحقهم بدرك الجحيم ثم صل في مسجده تطوعا ما أحببت و انصرف فإذا أردت وداع سيدنا أبي عبد الله ع عند انصرافك من مشهده فقف على قبره كما وقفت عليه أولا و قل السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله هذا أوان انصرافي غير راغب عنك و لا مستبدل بك غيرك و أستودعك الله و أقرأ عليك السلام آمنا بالله و بالرسول و بما جئت به و دللت عليه اللهم اكتبنا مع الشاهدين اللهم لا تجعل زيارتي هذه آخر العهد مني بزيارته و ارزقني العود إليه أبدا ما أحييتني فإذا توفيتني فاحشرني معه و اجمع بيني و بينه في جنات النعيم
أقول لعله كان في الأصل أن رأس الحسين ع وضع هناك فقد مر مرارا أن قائم الغري هو مسجد الحنانة و هو الموضع الذي وضعوا فيه رأسه ع عند ذهابهم به إلى ابن زياد لعنه الله
41- ثم قال زيارة أخرى له صلوات الله عليه روى صفوان الجمال أنه قال قال لي مولاي جعفر بن محمد الصادق ع إذ أردت زيارة الحسين بن علي صلوات الله عليه فصم قبل ذلك ثلاثة أيام و اغتسل في اليوم الرابع و اجمع إليك أهلك و ولدك و قل قبل مسيرك اللهم إني أستودعك اليوم نفسي و أهلي و مالي و ولدي و من كان مني بسبيل الشاهد منهم و الغائب اللهم اجعلنا من الفائزين و احفظنا بحفظ الإيمان و احفظ علينا اللهم اجعلنا في جوارك و حفظك و حرزك و لا تغير ما بنا من نعمتك و زدنا من فضلك إنا إليك راغبون اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر و كآبة المنقلب و سوء المنظر في المال و الأهل و الولد اللهم ارزقنا حلاوة الإيمان و برد المغفرة و أمانا من عذابك و آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنه لا يملك ذلك غيرك فإذا أتيت الفرات فكبر الله مائة مرة و هلل مائة مرة و صل على النبي ص مائة مرة ثم قل بعد ذلك اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال و أنت سيدي خير مقصود و قد جعلت لكل زائر كرامة و لكل وافد تحفة فأسألك أن تجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار و اشكر سعيي و ارحم مسيري إليك من غير من عليك بل لك المن علي إذ جعلت لي السبيل إلى زيارته و عرفتني فضله و شرفه اللهم فاحفظني بالليل و النهار حتى تبلغني هذا المكان فقد رجوتك فلا تقطع رجائي و قد أملتك فلا تخيب أملي و اجعل مسيري هذا كفارة لذنوبي يا رب العالمين فإذا أردت الغسل ندبا فقل بسم الله و بالله و لا حول و لا قوة إلا بالله و على ملة رسول الله ص و على الأئمة الصادقين اللهم طهر به قلبي و اشرح به صدري و نور به بصري اللهم اجعله نورا و طهورا و خيرا و شفاء من كل داء و سقم و عافني من كل ما أخاف و أحذر اللهم اجعله لي شاهدا يوم حاجتي و فقري و فاقتي إليك يا رب العالمين إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فإذا فرغت من غسلك فالبس ثوبين طاهرين أو ثوبا و صل ركعتين ندبا خارج المشرعة و هو المكان الذي قال الله عز و جل وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَ جَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ
و اقرأ في أول ركعة فاتحة الكتاب و قل هو الله أحد و في الثانية فاتحة الكتاب و قل يا أيها الكافرون فإذا سلمت فكبر الله ما استطعت و قل الحمد لله الواحد المتوحد في الأمور كلها الرحمن الرحيم و الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ اللهم لك الحمد حمدا كثيرا دائما سرمدا لا ينقطع و لا يفنى حمدا ترضى به عنا حمدا يتصل أوله و لا ينفد آخره حمدا يزيد و لا يبيد و صلى الله على محمد و آله و سلم فإذا توجهت إلى الحائر فقل اللهم إليك قصدت و لبابك قرعت و بفنائك نزلت و بك اعتصمت و لرحمتك تعرضت و بوليك الحسين ع توسلت اللهم صل على محمد و آله و اجعل زيارتي مبرورة و دعائي مقبولا فإذا أتيت الباب فقف خارج القبة و أوم بطرفك نحو القبر و قل يا مولاي يا أبا عبد الله يا ابن رسول الله عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك الذليل بين يديك المقصر في علو قدرك المعترف بحقك جاءك مستجيرا بذمتك قاصدا إلى حرمك متوجها إلى مقامك متوسلا إلى الله تبارك و تعالى بك أ فأدخل يا مولاي يا حجة الله أ أدخل يا أمير المؤمنين أ أدخل يا ولي الله أ أدخل يا باب الله أ أدخل يا ملائكة الله أ أدخل أيتها الملائكة المحدقون بهذا الحرم المقيمون بهذا المشهد ثم أدخل رجلك اليمنى القبة و أخر اليسرى و قل الله أكبر كبيرا و سبحان الله بكرة و أصيلا و الحمد لله الفرد الأحد الصمد الواحد المتفضل المتطول الجبار الذي بطوله من علي و سهل زيارة مولاي و لم يجعلني ممنوعا و عن دينه مدفوعا بل تطول و منح فله الحمد ثم ادخل الحائر و قم بحذائه بخشوع و قل السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله السلام عليك يا وارث علي حجة الله السلام عليك يا وارث الحسن الداعي إلى الله السلام عليك يا وارث نبي الله السلام عليك أيها الصديق الشهيد السلام عليك أيها البر الوصي السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره و الوتر الموتور أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و عبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين ثم ادخل عند القبر و قم عند الرأس خاشعا قلبك و قل السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين سيد الوصيين السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين السلام عليك يا خازن الكتاب المشهور السلام عليك يا أس الإسلام الناصر لدين الله السلام عليك يا نظام المسلمين يا مولاي أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة و الأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها أشهد أنك يا مولاي من دعائم الدين و أركان المسلمين و معقل المؤمنين و أشهد أنك الإمام البر المطهر الزكي الهادي المهدي و أشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى و أعلام الهدى و العروة الوثقى و الحجة على أهل الدنيا من أوليائك ثم انكب على القبر و قل إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ يا مولاي أنا موال لوليكم معاد لعدوكم و أنا بكم موقن بشرائع ديني و خواتيم عملي و قلبي لقلبكم سلم و أمري لأمركم متبع يا مولاي آمنت بسركم و علانيتكم و ظاهركم و باطنكم و أولكم و آخركم يا مولاي أتيتك خائفا فآمني و أتيتك مستجيرا فأجرني يا سيدي أنت وليي و مولاي و حجة الله على الخلق أجمعين آمنت بسركم و علانيتكم و بظاهركم و باطنكم يا مولاي أنت السفير بيننا و بين الله و الداعي إلى الله بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت ثم صل عند الرأس ركعتي الزيارة ندبا فإذا سلمت فقل بعد ذلك اللهم إني صليت و ركعت و سجدت لك وحدك لا شريك لك اللهم صل على محمد و آله و بلغهم عني السلام كثيرا و أفضل التحية و السلام و اردد علي منهم السلام كثيرا
ثم تقول اللهم هاتان الركعتان هدية مني و كرامة لسيدي و مولاي أبي عبد الله الحسين بن علي أمير المؤمنين صلوات الله عليهما اللهم صل على محمد و آل محمد و تقبل مني و أجرني و بلغني أفضل أملي و رجائي فيك و في وليك أمير المؤمنين ع ثم انكب على القبر ثانية و قل يا مولاي أشهد أن الله عز و جل منجز لك ما وعدك و معذب من قتلك عليه اللعنة إلى يوم الدين ثم تأتي إلى قبر علي بن الحسين ع فتقبله و تقول السلام عليك يا ولي الله و ابن وليه السلام عليك يا حبيب الله و ابن حبيبه السلام عليك يا خليل الله و ابن خليله عشت سعيدا و مت فقيدا و قتلت مظلوما يا شهيد ابن الشهيد عليك من الله السلام ثم تصلي ركعتين و تكثر بعدهما من الصلاة على النبي و آله و تسأل حاجتك ثم تأتي إلى قبر العباس بن علي ع و تقول السلام عليك أيها الولي الصالح الناصح الصديق أشهد أنك آمنت بالله و نصرت ابن رسول الله ص و دعوت إلى سبيل الله و واسيت بنفسك و بذلت مهجتك فعليك من الله السلام التام ثم تنكب على القبر و تقبله و تقول بأبي و أمي يا ناصر دين الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين السلام عليك يا ناصر الحسين الصديق السلام عليك يا شهيد ابن الشهيد السلام عليك مني أبدا ما بقيت و صلى الله على محمد و آله و سلم و تخرج من عنده فترجع إلى قبر الحسين ع فتقيم عنده ما أحببت و لا أحب لك أن تجعله مبيتك فإذا أردت الوداع فقم عند الرأس و أنت تبكي و تقول يا مولاي السلام عليك سلام مودع لا قال و لا سئم فإن أنصرف يا مولاي فلا عن ملالة و إن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين يا مولاي لا جعله الله آخر العهد مني من زيارتك و تقبل مني و رزقني العود إليك و المقام في حرمك و الكون في مشهدك آمين رب العالمين ثم تقبله و تمر سائر بدنك و وجهك على القبر فإنه أمان و حرز من كل ما تخاف و تحذر بإذن الله و تمشي القهقرى و تقول السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا باب المقام السلام عليك يا سفينة النجاة السلام عليكم يا ملائكة ربي المقيمين في هذا الحرم السلام عليك يا مولاي و على الملائكة المحدقين بك السلام عليك و على الأرواح التي حلت بفنائك السلام عليك أبدا مني ما بقيت و بقي الليل و النهار و تقول إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله على محمد و آله و سلم تسليما كثيرا كثيرا
42- أقول وجدت في نسخة قديمة من مؤلفات أصحابنا زيارة أخرى له صلوات الله عليه قال إذا أتيت باب القبة فاستأذن و قل الله أكبر كبيرا و الحمد لله كثيرا و سبحان الله بكرة و أصيلا و الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا خاتم النبيين السلام عليك يا سيد المرسلين السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا سيد الوصيين السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا قائد الغر المحجلين السلام عليك يا فاطمة سيدة نساء العالمين السلام على مولانا أبي محمد الحسن الزكي بن علي أمير المؤمنين السلام عليك يا أبا عبد الله و على الأئمة من ولدك السلام عليك يا وصي وصي أمير المؤمنين السلام عليك أيها الصديق الشهيد السلام عليكم يا ملائكة الله المحدقين بقبر الحسين السلام عليكم يا ملائكة الله المقيمين بهذا المشهد الشريف السلام عليكم مني أبدا ما بقيت و بقي الليل و النهار السلام عليك يا ابن رسول الله عبدك و ابن أمتك المقر بالرق و التارك للخلاف عليكم و الموالي لوليكم و المعادي لعدوكم قصد حرمك و استجار بمشهدك و تقرب إلى الله و إليك بقصدك أ أدخل يا رسول الله أ أدخل يا نبي الله أ أدخل يا أمير المؤمنين أ أدخل يا سيد الوصيين أ أدخل يا فاطمة سيدة نساء العالمين أ أدخل يا مولاي يا أبا محمد الحسن أ أدخل يا مولاي يا أبا عبد الله أ أدخل يا مولاي يا ابن رسول الله الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي هداني لولايتك و خصني بزيارتك و سهل لي قصدك ثم ادخل و قف على القبر مستقبلا له بوجهك و قل السلام على رسول الله أمين الله على وحيه و عزائم أمره الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على أمير المؤمنين عبدك و أخي نبيك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على فاطمة الطيبة الطاهرة المطهرة التي انتجبتها و طهرتها و فضلتها على نساء العالمين و جعلت فيها أئمة الهدى الذين يقومون بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ صلى الله عليها و على أبيها و بعلها و بنيها و السلام عليها و رحمة الله و بركاته اللهم صل على الحسن بن علي عبدك و ابن رسولك و ابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على الحسين بن علي عبدك و ابن رسولك و ابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك
كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على علي بن الحسين عبدك و ابن رسولك و ابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على محمد بن علي عبدك و ابن رسولك و ابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على جعفر بن محمد عبدك و ابن رسولك و ابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على موسى بن جعفر عبدك و ابن رسولك و ابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على علي بن موسى عبدك و ابن رسولك و ابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على محمد بن علي عبدك و ابن رسولك و ابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على علي بن محمد عبدك و ابن رسولك و ابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على الحسن بن علي عبدك و ابن رسولك و ابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على القائم بالحق الحجة بن الحسن عبدك و ابن رسولك و ابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا بقية الله في أرضه و حجته على خلقه و المولى لأمره و المؤتمن على سره السلام على المهدي الذي وعد الله تعالى الأمم أن يجمع به الكلم و يلم به الشعث و يملأ به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و أن يمكن له و به و ينجز وعده للمؤمنين الذين يستخلفهم فيها حتى يعبدوه بعد الخوف آمنين و بعد الرجاء متيقنين لا يشركون به شيئا و السلام على من بينه و بين أول خلق الله و آخره من رسله و حججه و العالمين من خلقه و ملائكته و عباده المصطفين و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله أشهد أنك قد بلغت عن الله ما أمرك به و لم تخش أحدا غيره و جاهدت في سبيل الله و عبدته خالصا حتى أتاك اليقين أشهد أنك كلمة التقوى و باب الهدى و العروة الوثقى و الحجة على من يبقى و من تحت الثرى و أشهد أن ذلك سابق لكم
فيما مضى و ذلك لكم فاتح فيما يبقى و أشهد أن أرواحكم و طينتكم واحدة طابت و طهرت بعضها من بعض منا من الله و رحمة و أشهد الله و أشهدكم أني بكم مؤمن و لكم تابع في ذات نفسي و شرائع ديني و خواتيم عملي و منقلبي في آخرتي و مثواي و أسأل الله البار الرحيم أن يتمم لي ذلك لعن الله أمة قتلتكم و لعن الله أمة بلغها ذلك فرضيت به أشهد أن الذين انتهكوا حرمتك و سفكوا دمك ملعونون على لسان النبي الأمي اللهم العن الذين بدلوا نعمتك و خالفوا ملتك و زاغوا عن أمرك و آذوا رسولك و ضلوا عن سبيلك اللهم العنهم لعنا يلعنهم به كل ملك مقرب و كل عبد مؤمن امتحنت قلبه للإيمان اللهم العنهم في مستسر السر و ظاهر العلانية اللهم العن قتلة أمير المؤمنين و قتلة الحسين و أصحاب الحسين و عذبهم عذابا لا يعذب به أحد من العالمين اللهم اجعلنا ممن تنصره و ينتصر به و من عليه بنصرك في الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين ثم قبل الضريح و مل إلى الرأس و قل السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره السلام عليك يا وتر الله الموتور في السماوات و الأرض أشهد أن دمك سكن في الخلد فاقشعرت له أظلة العرش و بكت لك جميع الخلائق و بكت لك السماوات السبع و الأرضون السبع و من فيهن و ما بينهن و ما يتقلب في الجنة و النار من خلق ربنا و ما يرى و ما لا يرى أشهد أنك حجة الله و ابن حجته و أشهد أنك قد بلغت عن الله و نصحت و وفيت و أوفيت و جاهدت في سبيل الله و مضيت للذي كنت عليه شهيدا و شاهدا و مشهودا أنا عبد الله و مولاك في طاعتك و الوافد إليك ألتمس بذلك كمال المنزلة عند الله عز و جل و ثبات القدم في الهجرة إليك أنا إلى الله ممن خالفك بريء السلام عليك يا حجة الله و ابن حجته و شاهده على خلقه السلام عليك يا ابن رسول الله أشهد أنك عبد الله و أمينه بلغت ناصحا و أديت أمينا و قتلت مظلوما و مضيت على يقين لم تؤثر عمى على هدى و لم تمل من حق إلى باطل و أشهد أنك أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و اتبعت الرسول ص و تلوت الكتاب حق تلاوته و دعوت إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ صلى الله عليك و سلم تسليما فجزاك الله من صديق خيرا عن رعيتك أشهد أن الجهاد معك جهاد حق و أن الحق معك و إليك و أنت أهله و معدنه و أنك الصديق عند الله و أن دعوتك حق و كل داع منصوب غيرك فهو باطل مدحوض أتيتك يا حبيب الله و رسوله و ابن رسوله عارفا بحقك مقرا بفضلك مستبصرا بضلالة من خالفك عارفا بالهدى الذي أنت عليه عالما به بأبي أنت و أمي و نفسي و مالي اللهم إني أصلي عليه كما صليت عليه و صلى عليه رسولك و أمير المؤمنين صلاة متتابعة متواصلة مترادفة يتبع بعضها بعضا في محضرنا هذا و إذا غبنا و على كل حال صلاة لا انقطاع لها و لا أمد و لا أجل و السلام عليك و رحمة الله و بركاته ثم ضع خدك الأيمن على الضريح و قل إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ يا مولاي يا أبا عبد الله أنا موال لوليك معاد لعدوك و أنا بكم مؤمن و بإيابكم موقن في شرائع ديني و خواتيم عملي و قلبي لك سلم و أمري لأمرك تبع يا مولاي أتيتك عارفا بحقك خائفا فآمني و مستجيرا بك فأجرني يا سيدي و مولاي يا حجة الله على العالمين أشهد أنك على بينة من ربك يا مولاي فاكتب لي عندك عهدا و ميثاقا إني أتيتك آخذا بالعهد و الميثاق فاشهد لي عند ربك أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ ثم ارفع رأسك و قل اللهم صل على الحسين الأمين و النور المبين و الشهيد التقي الرضي الزكي الهادي المهدي إمام المتقين و خير أسباط المرسلين اللهم إني أشهد أنه وليك و ابن نبيك و صفيك و ابن صفيك و حبيبك و ابن
حبيبك و نجيك القائم بقسطك و الداعي إلى دينك بالحكمة و الموعظة الحسنة حتى خذلته أمة نبيك و جحدته حقه اللهم صل عليه صلاة تعلي بها ذكره و ترفع بها درجته و تنير بها وجوه أوليائه و شيعته و تلعن بها من نصب له حربا و جحد له حقا يا إله العالمين إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ثم قبل الضريح و انحرف إلى القبلة و صل صلاة الزيارة و ما بدا لك و ادع الله كثيرا و استغفر لذنبك و لإخوانك المؤمنين ثم قم و امض فسلم على علي بن الحسين و على الشهداء من أصحاب الحسين ع و كلما زرت الحسين ع و أردت الخروج من عنده فانكب على القبر و قبله و قل السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا خاصة الله السلام عليك يا أمين الله السلام عليك يا خالصة الله السلام عليك يا قتيل الظالمين السلام عليك يا غريب الغرباء السلام عليك سلام مودع لا سئم و لا قال و لا مال فإن أمض فلا عن ملالة و إن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين لا جعله الله آخر العهد مني لزيارتك و رزقني الله العود إلى مشهدك و المقام بفنائك و القيام في حرمك و إياه أسأل أن يسعدني بكم و يجعلني معكم في الدنيا و الآخرة السلام عليك و رحمة الله و بركاته