يا أيها الناس إن كنتم في مرية من البعث فتفكروا أن الذي أوجدكم عن عدم و خلقكم من غير قدم و خلقكم في الأرحام نطفا و مضغا ثم صوركم و أخرجكم من بطون أمهاتكم ضعفاء فقواكم و أقدركم و غيركم من حال إلى حال و صيركم في كل الأمور ذوي زوال و انتقال قادر على أن يعيدكم كما بدأكم و يبعثكم كما خلقكم و ذلك في عقول الناس أهون و أقرب فأما الله فلا يتعاظمه كبير لكبره و لا يتعذر عليه صغير لصغره و كل الأمور بيده هين لا ينصب فيها و لا يتعب و لا يعيا و لا يلغب إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ذلكم الله خالق الخلق أجمعين