الحمد لله الذي ابتدأ خلقه بنعمته و أسبغ عليهم ظلال رحمته ثم فرض عليهم شكر ما أدى إليهم و وفقهم بمنه لأداء ما فرض عليهم و نهج لهم من سبيل هدايته ما يستوجبون به واسع مغفرته فبتوفيقه قام القائمون بطاعته و بعصمته امتنع المؤمنون من معصيته و بنعمته أدى الشاكرون حق نعمته و برحمته وصل المسلمون إلى رحمته فسبحان من لا يستجار منه إلا به و لا يهرب منه إلا إليه و تبارك الذي خلق الحيوان من ماء مهين و جعلهم في قرار مكين ثم صيرهم متبائنين في الخلق و الأخلاق و قدر لهم ما لا مغير له من الآجال و الأرزاق له سبحت السماوات العلى و الأرضون السفلى و ما بينهما و ما تحت الثرى بألسن فصح و عجم و آثار ناطقة و بكم تلوح للعارفين مواقع تسبيحها و لا يخفى على المؤمنين سواطع تقديسها فله في كل نظرة نعم لا تحد و في كل طرفة آلاء لا تعد ضلت الأفهام في جبروته و تحيرت الأوهام في ملكوته فلا وصول إليه إلا به و لا ملجأ منه إلا إليه ذلكم الله رب العالمين