أقول قد مضى بعض أحرازه ع في جملة أحراز أبيه الباقر ع
1- مهج، ]مهج الدعوات[ بالإسناد إلى هارون بن موسى التلعكبري عن محمد بن علي الصيرفي عن ابن أبي نجران عن ياسر مولى الربيع قال سمعت الربيع يقول لما حج المنصور و صار بالمدينة سهر ليلة فدعاني فقال يا ربيع انطلق في وقتك هذا على أخفض جناح و ألين مسير فإن استطعت أن تكون وحدك فافعل حتى تأتي أبا عبد الله جعفر بن محمد فقل له هذا ابن عمك يقرأ عليك السلام و يقول لك إن الدار و إن نأت و الحال و إن اختلفت فإنا نرجع إلى رحم أمس من يمين بشمال و نعل بقبال و هو يسألك المصير إليه في وقتك هذا فإن سمع بالمسير معك فأوطه خدك و إن امتنع بعذر أو غيره فاردد الأمر إليه في ذلك فإن أمرك بالمصير إليه في تأن فيسر و لا تعسر و اقبل العفو و لا تعنف في قول و لا فعل قال الربيع فصرت إلى بابه فوجدته في دار خلوته فدخلت عليه من غير استئذان فوجدته معفرا خديه مبتهلا بظهر يديه قد أثر التراب في وجهه و خديه فأكبرت أن أقول شيئا حتى فرغ من صلاته و دعائه ثم انصرف بوجهه فقلت السلام عليك يا أبا عبد الله فقال و عليك السلام يا أخي ما جاء بك فقلت ابن عمك يقرأ عليك السلام و يقول حتى بلغت آخر الكلام فقال ويحك يا ربيع أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَ ما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَ لا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ويحك يا ربيع أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ أَ وَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَ هُمْ يَلْعَبُونَ أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ قرأت على أمير المؤمنين السلام و رحمة الله و بركاته ثم أقبل على صلاته و انصرف إلي بوجهه فقلت هل بعد السلام من مستعتب عليه أو إجابة فقال نعم قل له أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى وَ أَعْطى قَلِيلًا وَ أَكْدى أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى وَ إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى إنا و الله يا أمير المؤمنين قد خفناك و خافت لخوفنا النسوة اللاتي أنت أعلم بهن و لا بد لنا من الإيضاح به فإن كففت و إلا أجرينا اسمك على الله عز و جل في كل يوم خمس مرات و أنت حدثتنا عن أبيك عن جدك أن رسول الله ص قال أربع دعوات لا يحجبن عن الله تعالى دعاء الوالد لولده و الأخ
لظهر الغيب لأخيه و المظلوم و المخلص قال الربيع فما استتم الكلام حتى أتت رسل المنصور تقفو أثري و تعلم خبري فرجعت و أخبرته بما كان فبكى ثم قال ارجع إليه و قل له الأمر في لقائك إليك و الجلوس عنا و أما النسوة اللاتي ذكرتهن فعليهن السلام فقد آمن الله روعهن و جلا همهن قال فرجعت إليه فأخبرته بما قال المنصور فقال له وصلت رحما و جزيت خيرا ثم اغرورقت عيناه حتى قطر من الدمع في حجره قطرات ثم قال يا ربيع إن هذه الدنيا و إن أمتعت ببهجتها و غرت بزبرجها فإن آخرها لا يعدو أن يكون كآخر الربيع الذي يروق بخضرته ثم يهيج عند انتهاء مدته و على من نصح لنفسه و عرف حق ما عليه و له أن ينظر إليها نظر من عقل عن ربه جل و علا و حذر سوء منقلبه فإن هذه الدنيا قد خدعت قوما فارقوها أسر ما كانوا إليها و أكثر ما كانوا اغتباطا بها طرقتهم آجالهم بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ أو ضُحًى وَ هُمْ يَلْعَبُونَ فكيف أخرجوا عنها و إلى ما صاروا بعدها أعقبتهم الألم و أورثتهم الندم و جرعتهم مر المذاق و غصصتهم بكأس الفراق فيا ويح من رضي عنها بها أو أقر عينا أ ما رأى مصرع آبائه و من سلف من أعدائه و أوليائه يا ربيع أطول بها حسرة و أقبح بها كثرة و أخسر بها صفقة و أكبر بها ترحة إذا عاين المغرور بها أجله و قطع بالأماني أمله و ليعمل على أنها أعطي أطول الأعمار و أمدها و بلغ فيها جميع الآمال هل قصاراه إلا الهرم أو غايته إلا الوخم نسأل الله لنا و لك عملا صالحا بطاعته و مآبا إلى رحمته و نزوعا عن معصيته و بصيرة في حقه فإنما ذلك له و به فقلت يا أبا عبد الله أسألك بكل حق بينك و بين الله جل و علا إلا عرفتني ما ابتهلت به إلى ربك تعالى و جعلته حاجزا بينك و بين حذرك و خوفك لعل الله يجبر بدوائك كسيرا و يغني به فقيرا و الله ما أغني غير نفسي قال الربيع فرفع يده و أقبل على مسجده كارها أن يتلو الدعاء صحفا و لا يحضر ذلك بنية فقال اللهم إني أسألك يا مدرك الهاربين و يا ملجأ الخائفين و يا صريخ المستصرخين و يا غياث المستغيثين و يا منتهى غاية السائلين و يا مجيب دعوة المضطرين يا أرحم الراحمين يا حق يا مبين يا ذا الكيد المتين يا منصف المظلومين من الظالمين يا مؤمن أوليائه من العذاب المهين يا من يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ بخافيات لحظ الجفون و سرائر القلوب و ما كان و ما يكون يا رب السماوات و الأرضين و الملائكة المقربين و الأنبياء المرسلين و رب الجن و الإنس أجمعين يا شاهدا لا يغيب يا غالبا غير مغلوب يا من هو على كل شيء رقيب و على كل أمر حسيب و من كل عبد قريب و لكل دعوة مستجيب يا إله الماضين و الغابرين و المقرين و الجاحدين و إله الصامتين و الناطقين و رب الأحياء و الميتين يا الله يا رباه يا عزيز يا حكيم يا غفور يا رحيم يا أول يا قديم يا شكور يا حليم يا قاهر يا عليم يا سميع يا بصير يا لطيف يا خبير يا عالم يا قدير يا قهار يا غفار يا جبار يا خالق يا رازق يا راتق يا فاتق يا صادق يا أحد يا صمد يا واحد يا ماجد يا رحمان يا فرد يا منان يا سبوح يا حنان يا قدوس يا رءوف يا مهيمن يا حميد يا مجيد يا مبدئ يا معيد يا ولي يا علي يا قوي يا غني يا بارئ يا مصور يا ملك يا مقتدر يا باعث يا وارث يا متكبر يا عظيم يا باسط يا قابض يا سلام يا مؤمن يا بار يا وتر يا معطي يا مانع يا ضار يا نافع يا مفرق يا جامع يا حق يا مبين يا حي يا قيوم يا ودود يا معيد يا طالب يا غالب يا مدرك يا جليل يا مفضل يا كريم يا متفضل يا متطول يا أواب يا سمح
يا فارج الهم و يا كاشف الغم يا منزل الحق يا قابل الصدق يا فاطر السماوات و الأرض يا عماد السماوات و الأرض يا ممسك السماوات و الأرض يا ذا البلاء الجميل و الطول العظيم يا ذا السلطان الذي لا يذل و العز الذي لا يضام يا معروفا بالإحسان يا موصوفا بالامتنان يا ظاهرا بلا مشافهة يا باطنا بلا ملامسة يا سابق الأشياء بنفسه يا أولا بغير غاية يا آخرا بغير نهاية يا قائما بغير انتصاب يا عالما بلا اكتساب يا ذا الأسماء الحسنى و الصفات المثلى و المثل الأعلى يا من قصرت عن وصفه ألسن الواصفين و انقطعت عنه أفكار المتفكرين و علا و تكبر عن صفات الملحدين و جل و عز عن عيب العائبين و تبارك و تعالى عن كذب الكاذبين و أباطيل المبطلين و أقاويل العادلين يا من بطن فخبر و ظهر فقدر و أعطى فشكر و علا فقهر يا رب العين و الأثر و الجن و البشر و الأنثى و الذكر و البحث و النظر و القطر و المطر و الشمس و القمر يا شاهد النجوى و كاشف الغمى و دافع البلوى و غاية كل شكوى يا نعم النصير و المولى يا من هو عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى يا منعم يا مفضل يا مجمل يا محسن يا كافي يا شافي يا محيي يا مميت يا من يرى و لا يرى و لا يستعين بسناء الضياء يا محصي عدد الأشياء يا علي الجد يا غالب الجند يا من له على كل شيء يد و في كل شيء كبد يا من لا يشغله صغير عن كبير و لا حقير عن خطير و لا يسير عن عسير يا فاعل بغير مباشرة يا عالم من غير تعلم يا من بدأ بالنعمة قبل استحقاقها و الفضيلة قبل استيجابها يا من أنعم على المؤمن و الكافر و استصلح الفاسد و الصالح عليه ورد المعاند و الشارد عنه يا من أهلك بعد البينة و أخذ بعد قطع المعذرة و أقام الحجة و درأ عن القلوب الشبهة و أقام الدلالة و قاد إلى معاينة الآية يا بارئ الجسد و موسع الولد و مجري القوت و منشر العظام بعد الموت و منزل الغيث يا سامع الصوت و سابق الفوت يا رب الآيات و المعجزات مطر و نبات و آباء و أمهات و بنين و بنات و ذاهب و آت و ليل داج و سماء ذات أبراج و سراج وهاج و بحر عجاج و نجوم تمور و أرواح تدور و مياه تفور و مهاد موضوع و ستر مرفوع و رياح و بلاء مدفوع و كلام مسموع و منام و سباع و أنعام و دواب و هوام و غمام و آكام و أمور ذات نظام من شتاء و مصيف و ربيع و خريف أنت أنت خلقت هذا يا رب فأحسنت و قدرت فأتقنت و سويت فأحكمت و نبهت على الفكرة فأنعمت و ناديت الأحياء فأفهمت فلم يبق علي إلا الشكر لك و الذكر لمحامدك و الانقياد إلى طاعتك و الاستماع للداعي إليك فإن عصيتك فلك الحجة و إن أطعتك فلك المنة يا من يمهل فلا يعجل و يعلم فلا يجهل و يعطي فلا يبخل يا أحق من عبد و حمد و سئل و رجي و اعتمد أسألك بكل اسم مقدس مطهر مكنون اخترته لنفسك و كل ثناء عال رفيع كريم رضيت به مدحة لك و بحق كل ملك قريب منزلته عندك و بحق كل نبي أرسلته إلى عبادك و بكل شيء جعلته مصدقا لرسلك و بكل كتاب فصلته و بينته و أحكمته و شرعته و نسخته و بكل دعاء سمعته فأجبته و عمل رفعته و أسألك بكل من عظمت حقه و أعليت قدره و شرفت بنيانه ممن أسمعتنا ذكره و عرفتنا أمره و ممن لم تعرفنا مقامه و لم تظهر لنا شأنه ممن خلقته من أول ما ابتدأت به خلقك و ممن تخلقه إلى انقضاء علمك و أسألك بتوحيدك الذي فطرت عليه العقول و أخذت به المواثيق و أرسلت به الرسل و أنزلت عليه الكتب و جعلته أول فروضك و نهاية طاعتك فلم تقبل حسنة إلا معها و لم تغفر سيئة إلا بعدها و أتوجه إليك بجودك و مجدك و كرمك و عزك و جلالك و عفوك و امتنانك و تطولك و بحقك الذي هو أعظم من حقوق خلقك
و أسألك يا الله يا الله يا الله يا رباه يا رباه يا رباه يا رباه يا رباه و أرغب إليك خاصا و عاما و أولا و آخرا و بحق محمد الأمين رسولك سيد المرسلين و نبيك إمام المتقين و بالرسالة التي أداها و العبادة التي اجتهد فيها و المحنة التي صبر عليها و المغفرة التي دعا إليها و الديانة التي أحرض عليها منذ وقت رسالتك إياه إلى أن توفيته بما بين ذلك من أقواله الحكيمة و أفعاله الكريمة و مقاماته المشهورة و ساعاته المعدودة أن تصلي عليه كما وعدته من نفسك و تعطيه أفضل ما أمل من ثوابك و تزلف لديك منزلته و تعلي عندك درجته و تبعثه المقام المحمود و تورده حوض الكرم و الجود و تبارك عليه بركة عامة تامة خاصة ماسة زاكية عالية سامية لا انقطاع لدوامها و لا نقيصة في كمالها و لا مزيد إلا في قدرتك عليها و تزيده بعد ذلك مما أنت أعلم به و أقدر عليه و أوسع له و تؤتي ذلك حتى ازداد في الإيمان به بصيرة و في محبته ثباتا و حجة و على آله الطاهرين الطيبين الأخيار المنتجبين الأبرار و على جبرئيل و ميكائيل و الملائكة المقربين و حملة عرشك أجمعين و على جميع النبيين و المرسلين و الصديقين و الشهداء و الصالحين عليه و عليهم السلام و رحمة الله و بركاته اللهم إني أصبحت لا أملك لنفسي ضرا و لا نفعا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا قد زل مصرعي و انقطع مسألتي و ذل ناصري و أسلمني أهلي و ولدي بعد قيام حجتك و ظهور براهينك عندي و وضوح دلائلك اللهم إنه قد أكدى الطلب و أعيت الحيل إلا عندك و انغلقت الطرق و ضاقت المذاهب إلا إليك و درست الآمال و انقطع الرجاء إلا منك و كذب الظن و أخلفت العداة إلا عدتك اللهم إن مناهل الرجاء لفضلك مترعة و أبواب الدعاء لمن دعاك مفتحة و الاستغاثة لمن استغاث بك مباحة و أنت لداعيك بموضع الإجابة و الصارخ إليك ولي الإغاثة و القاصد إليك قريب المسافة و إن موعدك عوض عن منع الباخلين و مندوحة عما في أيدي المستأثمين و درك من حبل الموازين و الراحل إليك يا رب قريب المسافة منك و أنت لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الأعمال السيئة دونك و ما أبرئ نفسي منها و لا أرفع قدري عنها إني لنفسي يا سيدي لظلوم و بقدري لجهول إلا أن ترحمني و تعود بفضلك علي و تدرأ عقابك عني و ترحمني و تلحظني بالعين التي أنقذتني بها من حيرة الشك و رفعتني من هوة الضلالة و أنعشتني من ميتة الجهالة و هديتني بها من الأنجاح الحائرة اللهم و قد علمت أن أفضل زاد الراحل إليك عزم إرادة و إخلاص نية و قد دعوتك بعزم إرادتي و إخلاص طويتي و صادق نيتي فها أنا ذا مسكينك بائسك أسيرك فقيرك سائلك منيخ بفنائك قارع باب رجائك و أنت آنس الآنسين لأوليائك و أحرى بكفاية المتوكل عليك و أولى بنصر الواثق بك و أحق برعاية المنقطع إليك سري لك مكشوف و أنا إليك ملهوف و أنا عاجز و أنت قدير و أنا صغير و أنت كبير و أنا ضعيف و أنت قوي و أنا فقير و أنت غني إذا أوحشتني الغربة آنسني ذكرك و إذا صبت علي الأمور استجرت بك و إذا تلاحكت علي الشدائد أملتك و أين يذهب بي عنك و أنت أقرب من وريدي و أحصن من عديدي و أوجد من مكاني و أصح في معقولي و أزمة الأمور كلها بيدك صادرة عن قضائك مذعنة بالخضوع لقدرتك فقيرة إلى عفوك ذات فاقة إلى قارب من رحمتك و قد مسني الفقر و نالني الضر و شملتني الخصاصة و عرتني الحاجة و توسمت بالذلة و غلبتني المسكنة و حقت علي الكلمة و أحاطت بي الخطيئة و هذا الوقت الذي وعدت أولياءك فيه الإجابة فامسح ما بي بيمينك الشافية و انظر إلي بعينك الراحمة و أدخلني في رحمتك الواسعة و أقبل علي بوجهك يا ذا الجلال و الإكرام فإنك إذا أقبلت على أسير فككته و على ضال هديته و على حائر آويته و على ضعيف قويته و على خائف آمنته اللهم إنك أنعمت علي فلم أشكر و ابتليتني فلم أصبر فلم يوجب عجزي عن شكرك منع المؤمل من فضلك و أوجب عجزي عن الصبر على بلائك كشف ضرك و إنزال رحمتك فيا من قل عند بلائه صبري فعافاني و عند نعمائه شكري فأعطاني أسألك المزيد من فضلك
و الإيزاع لشكرك و الاعتداد بنعمائك في أعفى العافية و أسبغ النعمة إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللهم لا تخلني من يدك و لا تتركني لقاء عدوك و لا لعدوي و لا توحشني من لطائفك الخفية و كفايتك الجميلة و إن شردت عنك فارددني إليك و إن فسدت عليك فأصلحني لك فإنك ترد الشارد و تصلح الفاسد و أنت على كل شيء قدير اللهم هذا مقام العائذ بك اللائذ بعفوك المستجير بعز جلالك قد رأى أعلام قدرتك فأره آثار رحمتك فإنك تبدئ الخلق ثم تعيده و هو أهون عليك و لك المثل الأعلى في السماوات و الأرض و أنت العزيز الحكيم اللهم فتولني ولاية تغنيني بها عن سواها و أعطني عطية لا أحتاج إلى غيرك معها فإنها ليست ببدع من ولايتك و لا بنكر من عطيتك و لا بأولى من كفايتك ادفع الصرعة و انعش السقطة و تجاوز عن الزلة و اقبل التوبة و ارحم الهفوة و أنج من الورطة و أقل العثرة يا منتهى الرغبة و غياث الكربة و ولي النقمة و صاحبي في الشدة و رحمان الدنيا و الآخرة أنت رحماني إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أو عدو يملك أمري و إن لم تك علي ساخطا فما أبالي غير أن عفوك لا يضيق عني و رضاك ينفعني و كنفك يسعني و يدك الباسطة تدفع عني فخذ بيدي من دحض الذلة فقد كبوت فثبتني على الصراط المستقيم و اهدني و إلا غويت يا هادي الطريق يا فارج المضيق يا إلهي بالتحقيق يا جاري اللصيق يا ركني الوثيق يا كنزي العتيق احلل عني المضيق و اكفني شر ما أطيق و ما لا أطيق يا أهل التقوى و أهل المغفرة و ذا العز و القدرة و الآلاء و العظمة يا أرحم الراحمين و خير الغافرين و أكرم الناظرين و رب العالمين لا تقطع منك رجائي و لا تخيب دعائي و لا تجهد بلائي و لا تسئ قضائي و لا تجعل النار مأواي و اجعل الجنة مثواي و أعطني من الدنيا سؤلي و مناي و بلغني من الآخرة
أملي و رضاي و آتني في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا برحمتك عذاب النار يا أرحم الراحمين إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ و بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ و أنت حسبي و نعم الوكيل قال مؤلفه كتبته من مجموع بخط الشيخ الجليل أبي الحسين محمد بن هارون التلعكبري أدام الله تأييده هكذا كان في الأصل و من ذلك دعاء الصادق ع لما استدعاه المنصور مرة ثانية بعد عوده من مكة إلى المدينة حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن النوفلي قال حدثني الربيع صاحب أبي جعفر المنصور قال حججت مع أبي جعفر المنصور فلما كنا في بعض الطريق قال لي المنصور يا ربيع إذا نزلت المدينة فاذكر لي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي فو الله العظيم لا يقتله أحد غيري احذر تدع أن تذكرني به قال فلما صرنا إلى المدينة أنساني الله عز و جل ذكره قال فلما صرنا إلى مكة قال لي يا ربيع أ لم آمرك أن تذكرني بجعفر بن محمد إذا دخلنا المدينة قال فقلت نسيت ذلك يا مولاي يا أمير المؤمنين قال فقال لي إذا رجعت إلى المدينة فاذكرني به فلا بد من قتله فإن لم تفعل لأضربن عنقك فقلت نعم يا أمير المؤمنين ثم قلت لغلماني و أصحابي اذكروني بجعفر بن محمد إذا دخلنا المدينة إن شاء الله تعالى فلم يزل غلماني و أصحابي يذكروني به في كل وقت و منزل ندخله و ننزل فيه حتى قدمنا المدينة فلما نزلنا بها دخلت إلى المنصور فوقفت بين يديه و قلت له يا أمير المؤمنين جعفر بن محمد قال فضحك و قال لي نعم اذهب يا ربيع فأتني به و لا تأتني به إلا مسحوبا قال فقلت له يا مولاي يا أمير المؤمنين حبا و كرامة و أنا أفعل ذلك طاعة لأمرك قال ثم نهضت و أنا في حال عظيم من ارتكابي ذلك قال فأتيت الإمام الصادق جعفر بن محمد ع و هو جالس في وسط داره فقلت له جعلت فداك إن أمير المؤمنين يدعوك إليه فقال لي السمع و الطاعة ثم نهض و هو معي يمشي قال فقلت له يا ابن رسول الله إنه أمرني أن لا آتيه بك إلا مسحوبا قال فقال الصادق امتثل يا ربيع ما أمرك به قال فأخذت بطرف كمه أسوقه إليه فلما أدخلته إليه رأيته و هو جالس على سريره و في يده عمود حديد يريد أن يقتله به و نظرت إلى جعفر ع و هو يحرك شفتيه فلم أشك أنه قاتله و لم أفهم الكلام الذي كان جعفر ع يحرك به شفتيه به فوقفت أنظر إليهما قال الربيع فلما قرب منه جعفر بن محمد قال له المنصور ادن مني يا ابن عمي و تهلل وجهه و قربه منه حتى أجلسه معه على السرير ثم قال يا غلام ائتني بالحقة فأتاه بالحقة فإذا فيها قدح الغالية فغلفه منها بيده ثم حمله على بغلة و أمر له ببدرة و خلعة ثم أمره بالانصراف قال فلما نهض من عنده خرجت بين يديه حتى وصل إلى منزله فقلت له بأبي أنت و أمي يا ابن رسول الله إني لم أشك فيه ساعة تدخل عليه يقتلك و رأيتك تحرك شفتيك في وقت دخولك فما قلت قال لي نعم يا ربيع اعلم أني قلت حسبي الرب من المربوبين حسبي الخالق من المخلوقين حسبي من لم يزل حسبي حَسْبِيَ اللَّهُ الذي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ حسبي الذي لم يزل حسبي حسبي حسبي حسبي الله وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ اللهم احرسني بعينك التي لا تنام و اكنفني بركنك الذي لا يرام و احفظني بعزك و اكفني شره بقدرتك و من علي بنصرك و إلا هلكت و أنت ربي اللهم إنك أجل و أخير مما أخاف و أحذر اللهم إني أدرأ بك في نحره و أعوذ بك من شره و أستعينك عليه و أستكفيك إياه يا كافي موسى فرعون و محمد ص الأحزاب الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ
و وجدت عقيب هذا الدعاء ما هذا لفظه عوذة مولانا جعفر الصادق ع حين استدعاه المنصور برواية الربيع بالله أستفتح و بالله أستنجح و برسوله ص و بأمير المؤمنين صلى الله عليه أتشفع و بالحسن و الحسين صلى الله عليهما أتقرب اللهم لين لي صعوبته و سهل لي حزونته و وجه سمعه و بصره و جميع جوارحه إلي بالرأفة و الرحمة و أذهب عني غيظه و بأسه و مكره و جنوده و أحزابه و انصرني عليه بحق كل ملك سائح في رياض قدسك و فضاء نورك و شرب من حيوان مائك و أنقذني بنصرك العام المحيط جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن يساري و محمد ص أمامي و الله وليي و حافظي و ناصري و أماني فإن حزب الله هم الغالبون استترت و احتجبت و امتنعت و تعززت بكلمة الله الوحدانية الأزلية الإلهية التي من امتنع بها كان محفوظا إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ قال الربيع فكتبته في رق و جعلته في حمائل سيفي فو الله ما هبت المنصور بعدها
ق، ]كتاب العتيق الغروي[ حدثنا أبو محمد الحسين بن محمد النوفلي و ذكره نحوه إلى قوله ما هبت المنصور بعدها
2- مهج، ]مهج الدعوات[ أقول و قد رأيت في كتاب عتيق من وقف أم الخليفة الناصر أوله أخبار وقعة الحرة بإسناده عن أبي عبد الله ع قال قرأت إنا أنزلناه في ليلة القدر حين دخلت على أبي جعفر و هو يريد قتلي فحال الله بينه و بين ذلك فلما قرأها حين نظر إليه لم يخرج إليه حتى ألطفه و قيل له بما احترست قال بالله و بقراءة إنا أنزلناه في ليلة القدر ثم قلت يا الله يا الله سبعا إني أتشفع إليك بمحمد ص من أن تقلبه لي فمن ابتلي بمثل ذلك فليصنع بمثل صنعي و لو لا أننا نقرؤها و نأمر بقراءتها شيعتنا لتخطفهم الناس و لكن هي و الله لهم كهف
و من ذلك دعاء الصادق ع لما استدعاه المنصور مرة ثالثة بالربذة رويناه بإسنادنا إلى محمد بن الحسن الصفار بإسناده في كتاب الدعاء عن إبراهيم بن جبلة عن مكرمة الكندي قال لما نزل أبو جعفر المنصور الربذة و جعفر بن محمد يومئذ بها قال من يعذرني من أبي جعفر هذا قدم رجلا و أخر أخرى يقول أتنحى عن محمد أقول يعني محمد بن عبد الله بن الحسن فإن يظفر فإنما الأمر لي و إن تكن الأخرى فكنت قد أحرزت نفسي أما و الله لأقتلنه ثم التفت إلى إبراهيم بن جبلة قال يا ابن جبلة قم إليه فضع في عنقه ثيابه ثم ائتني به سحبا قال إبراهيم فخرجت حتى أتيت منزله فلم أصبه فطلبته في مسجد أبي ذر فوجدته في باب المسجد قال فاستحييت أن أفعل ما أمرت به فأخذت بكمه فقلت له أجب أمير المؤمنين فقال إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ دعني حتى أصلي ركعتين ثم بكى بكاء شديدا و أنا خلفه ثم قال اللهم أنت ثقتي في كل كرب و رجائي في كل شدة و أنت لي في كل أمر نزل بي ثقة و عدة فكم من كرب يضعف عنه الفؤاد و تقل فيه الحيلة و يخذل فيه القريب و يشمت به العدو و تعييني فيه الأمور أنزلته بك و شكوته إليك راغبا فيه إليك عمن سواك ففرجته و كشفته و كفيتنيه فأنت ولي كل نعمة و صاحب كل حسنة و منتهى كل حاجة فلك الحمد كثيرا و لك المن فاضلا
أقول و وجدت زيادة هذا الدعاء عن مولانا الرضا ع بنعمتك اللهم تتم الصالحات يا معروفا بالمعروف يا من هو بالمعروف موصوف أنلني من معروفك معروفا تغنيني به عن معروف من سواك برحمتك يا أرحم الراحمين ثم قال اصنع ما أمرت به فقلت و الله لا أفعل و لو ظننت أني أقتل فأخذت بيده فذهبت به لا و الله ما أشك إلا أنه يقتله قال فلما انتهيت إلى باب الستر قال يا إله جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و إله إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و محمد ص تول في هذه الغداة عافيتي و لا تسلط علي في هذه الغداة أحدا من خلقك بشيء لا طاقة لي به ثم قال إبراهيم فلما أدخلته عليه قال فاستوى جالسا ثم أعاد عليه الكلام فقال قدمت رجلا و أخرت أخرى أما و الله لأقتلنك فقال يا أمير المؤمنين ما فعلت فارفق بي فو الله لقل ما أصحبك فقال له أبو جعفر انصرف ثم قال التفت إلى عيسى بن علي فقال له يا أبا العباس ألحقه فسله أ بي أم به قال فخرج يشتد حتى لحقه فقال يا أبا عبد الله إن أمير المؤمنين يقول لك أ بك أم به فقال لا بل بي فقال أبو جعفر صدق قال إبراهيم ثم خرجت فوجدته قاعدا ينتظرني يتشكر لي صنعي به و إذا به يحمد الله و يقول الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني و إن كنت بطيئا حين يدعوني و الحمد لله الذي أسأله فيعطيني و إن كنت بخيلا حين يستقرضني و الحمد لله الذي استوجب الشكر علي بفضله و إن كنت قليلا شكري و الحمد لله الذي وكلني الناس إليه فأكرمني و لم يكلني إليهم فيهينوني فرضيت بلطفك يا رب لطفا و بكفايتك خلفا اللهم يا رب ما أعطيتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب اللهم و ما زويت عني مما أحب فاجعله قواما فيما تحب اللهم أعطني ما أحب و اجعله خيرا لي و اصرف عني ما أكره و اجعله خيرا لي اللهم ما غيبت عني من الأمور فلا تغيبني عن حفظك و ما فقدت فلا أفقد عونك و ما نسيت فلا أنسى ذكرك و ما ملكت فما أمل شكرك عليك توكلت حسبي الله و نعم الوكيل
و من ذلك دعاء الصادق ع لما استدعاه المنصور مرة رابعة إلى الكوفة حدث الشيخ العالم أبو جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري بمشهد مولانا أمير المؤمنين ع في شوال من سنة خمس و خمسين و خمسمائة قال حدثنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد أمير المؤمنين ع في صفر سنة ستة عشر و خمسمائة قال أخبرنا الشيخ أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز العكبري المعدل ببغداد في ذي القعدة من سنة سبعين و أربعمائة قال قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن عمر بن حلوية القطان قراءة عليه بعكبرا قال حدثنا عبد الله بن خلف بن علي بن الحسين بن مليح الشروطي بعكبرا عن القاضي أبي بكر محمد بن إبراهيم الهمداني عن الحسن بن علي البصري عن الهيثم بن عبد الله الرماني و العباس بن عبد العظيم العنبري قال حدثنا الفضل بن الربيع قال قال أبي الربيع الحاجب بعث المنصور إبراهيم بن جبلة إلى المدينة ليشخص جعفر بن محمد فحدثني إبراهيم بعد قدومه بجعفر أنه لما دخل إليه فأخبره برسالة المنصور سمعته يقول اللهم أنت ثقتي في كل كرب و رجائي في كل شدة و اتكالي في كل أمر نزل بي عليك ثقة و بك عدة فكم من كرب يضعف فيه القوى و تقل فيه الحيلة و تعيا فيه الأمور و يخذل فيه القريب و يشمت فيه العدو و أنزلته بك و شكوته إليك راغبا فيه إليك عمن سواك ففرجته و كشفته فأنت ولي كل نعمة و منتهى كل حاجة لك الحمد كثيرا و لك المن فاضلا فلما قدموا راحلته و خرج ليركب سمعته يقول اللهم بك أستفتح و بك أستنجح و بمحمد ص أتوجه اللهم ذلل لي حزونته و كل حزونة و سهل لي صعوبته و كل صعوبة و ارزقني من الخير فوق ما أرجو و اصرف عني من الشر فوق ما أحذر فإنك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب قال فلما دخلنا الكوفة نزل فصلى ركعتين ثم رفع يده إلى السماء فقال اللهم رب السماوات السبع و ما أظلت و رب الأرضين السبع و ما أقلت و الرياح و ما ذرأت و الشياطين و ما أضلت و الملائكة و ما عملت و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن ترزقني خير هذه البلدة و خير ما فيها و خير أهلها و خير ما قدمت له و أن تصرف عني شرها و شر ما فيها و شر أهلها و شر ما قدمت له قال الربيع فلما وافى إلى حضرة المنصور دخلت فأخبرته بقدوم جعفر بن محمد و إبراهيم فدعا المسيب بن زهير الضبي فدفع إليه سيفا و قال له إذا دخل جعفر بن محمد فخاطبته و أومأت إليك فاضرب عنقه و لا تستأمر فخرجت إليه و كان صديقا لي ألاقيه و أعاشره إذا حججت فقلت يا ابن رسول الله إن هذا الجبار قد أمر فيك بأمر كرهت أن ألقاك به و إن كان في نفسك شيء تقول أو توصيني به فقال لا يروعك ذلك فلو قد رآني لزال ذلك كله ثم أخذ بمجامع الستر فقال يا إله جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و إله إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و محمد صلى الله عليه و عليهم تولني في هذه الغداة و لا تسلط علي أحدا من خلقك بشيء لا طاقة لي به ثم دخل به فحرك شفتيه بشيء لم أفهمه فنظرت إلى المنصور فما شبهته إلا بنار صب عليها ماء فخمدت ثم جعل يسكن غضبه حتى دنا منه جعفر بن محمد ع و صار مع سريره فوثب المنصور فأخذ بيده و رفعه على سريره ثم
قال له يا أبا عبد الله يعز علي تعبك و إنما أحضرتك لأشكو إليك أهلك قطعوا رحمي و طعنوا في ديني و ألبوا الناس علي و لو ولي هذا الأمر غيري ممن هو أبعد رحما مني لسمعوا له و أطاعوا فقال جعفر ع يا أمير المؤمنين فأين يعدل بك عن سلفك الصالح إن أيوب ع ابتلي فصبر و إن يوسف ظلم فغفر و إن سليمان أعطي فشكر فقال المنصور قد صبرت و غفرت و شكرت ثم قال يا أبا عبد الله حدثنا حديثا كنت سمعته منك في صلة الأرحام قال نعم حدثني أبي عن جدي قال قال رسول الله ص من أحب أن ينسأ في أجله و يعافى في بدنه فليصل رحمه قال ليس هذا هو قال نعم حدثني أبي عن جدي أن رسول الله ص قال رأيت رحما متعلقا بالعرش يشكو إلى الله تعالى عز و جل قاطعها فقلت يا جبرئيل كم بينهم فقال سبعة آباء فقال ليس هذا هو قال نعم حدثني أبي عن جدي قال قال رسول الله ص احتضر رجل بار في جواره رجل عاق قال الله عز و جل لملك الموت يا ملك الموت كم بقي من أجل العاق قال ثلاثون سنة قال حولها إلى هذا البار فقال المنصور يا غلام ائتني بالغالية فأتاه بها فجعل يغلفه بيديه ثم دفع إليه أربعة آلاف و دعا بدابته فأتاه بها فجعل يقول قدم قدم إلى أن أتى بها إلى عند سريره فركب جعفر بن محمد ع و عدوت بين يديه فسمعته يقول الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني و إن كنت بطيئا حين يدعوني و الحمد لله الذي أسأله فيعطيني و إن كنت بخيلا حين يسألني و الحمد لله الذي استوجب مني الشكر و إن كنت قليلا شكري و الحمد لله الذي وكلني الناس إليه فأكرمني و لم يكلني إليهم فيهينوني يا رب كفى بلطفك لطفا و بكفايتك خلفا فقلت له يا ابن رسول الله إن هذا الجبار يعرضني على السيف كل قليل و قد دعا المسيب بن زهير فدفع إليه سيفا و أمره أن يضرب عنقك و إني رأيتك تحرك شفتيك حين دخلت بشيء لم أفهمه عنك فقال ليس هذا موضعه فرحت إليه عشيا قال نعم حدثني أبي عن جدي أن رسول الله ص لما ألبت عليه اليهود و فزارة و غطفان و هو قوله تعالى إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا و كان ذلك اليوم من أغلظ يوم على رسول الله ص فجعل يدخل و يخرج و ينظر إلى السماء و يقول ضيقي تتسعي ثم خرج في بعض الليل فرأى شخصا حفيا فقال لحذيفة انظر من هذا فقال يا رسول الله هذا علي بن أبي طالب فقال له رسول الله ص يا أبا الحسن أ ما خشيت أن تقع عليك عين قال إني وهبت نفسي لله و لرسوله و خرجت حارسا للمسلمين في هذه الليلة فما انقضى كلامهما حتى نزل جبرئيل ع و قال يا محمد إن الله يقرئك السلام و يقول لك قد رأيت موقف علي بن أبي طالب ع منذ الليلة و أهديت له من مكنون علمي كلمات لا يتعوذ بها عند شيطان مارد و لا سلطان جائر و لا حرق و لا غرق و لا هدم و لا ردم و لا سبع ضار و لا لص قاطع إلا آمنه الله من ذلك و هو أن يقول اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام و اكنفنا بركنك الذي لا يرام و أعزنا بسلطانك الذي لا يضام و ارحمنا بقدرتك علينا و لا تهلكنا فأنت الرجاء رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري و كم بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني و يا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني يا ذا المعروف الدائم الذي لا ينقضي أبدا و يا ذا النعماء التي لا تحصى عددا أسألك أن تصلي على محمد و آله الطاهرين و أدرأ بك في نحور الأعداء و الجبارين اللهم أعني على ديني بدنياي و على آخرتي بتقواي و احفظني فيما غبت عنه و لا تكلني إلى نفسي فيما حضرته يا من لا تنقصه المغفرة و لا تضره المعصية أسألك فرجا عاجلا و صبرا جميلا و رزقا واسعا و العافية من جميع البلاء و الشكر على العافية يا أرحم الراحمين
قال الربيع و الله لقد دعاني المنصور ثلاث مرات يريد قتلي فتعوذت بهذه الكلمات فيحول الله بينه و بين قتلي قال الحسن بن علي قال العباس بن عبد العظيم ما انصرفت ليلة من حانوتي إلا دعوت بهذه الكلمات فأنسيت ليلة من الليالي أن أقرأها قبل انصرافي فلما كان في بعض الليل و أنا نائم استيقظت فذكرت أني لم أقرأها فجعلت أعوذ حانوتي بها و أنا في فراشي و أدير يدي عليه فلما كان في الغد بكرت فوجدت في حانوتي رجلا و إذا الحانوت مغلق عليه فقلت له ما شأنك و ما تصنع هاهنا فقال دخلت إلى حانوتك لأسترق منه شيئا و كلما أردت الخروج حيل بيني و بين ذلك بسور من حديد
و من ذلك دعاء لمولانا الصادق ع لما استدعاه المنصور مرة خامسة إلى بغداد قبل قتل محمد و إبراهيم ابني عبد الله بن الحسن ع وجدتها في كتاب عتيق في آخره و كتب الحسين بن علي بن هند بخطه في شوال سنة ست و تسعين و ثلاثمائة قال حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن صفوة الهمداني بالمصيصة قال حدثنا محمد بن العباس بن داود العاصمي قال حدثنا الحسن بن علي بن يقطين عن أبيه قال حدثني محمد بن الربيع الحاجب قال قعد المنصور أمير المؤمنين يوما في قصره في القبة الخضراء و كانت قبل قتل محمد و إبراهيم تدعى الحمراء و كان له يوم يقعد فيه يسمى ذلك اليوم يوم الذبح و قد كان أشخص جعفر بن محمد ع من المدينة فلم يزل في الحمراء نهاره كله حتى جاء الليل و مضى أكثره قال ثم دعا أبي الربيع فقال له يا ربيع إنك تعرف موضعك مني و أني يكون لي الخبر و لا تظهر عليه أمهات الأولاد و تكون أنت المعالج له فقال قلت يا أمير المؤمنين ذلك من فضل الله علي و فضل أمير المؤمنين و ما فوقي في النصح غاية قال كذلك أنت سر الساعة إلى جعفر بن محمد بن فاطمة فأتني به على الحال الذي تجده عليه لا تغير شيئا مما هو عليه فقلت إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ هذا و الله هو العطب إن أتيت به على ما أراه من غضبه قتله و ذهبت الآخرة و إن لم آت به و ادهنت في أمره قتلني و قتل نسلي و أخذ أموالي فخيرت بين الدنيا و الآخرة فمالت نفسي إلى الدنيا قال محمد بن الربيع فدعاني أبي و كنت أفظ ولده و أغلظهم قلبا فقال لي امض إلى جعفر بن محمد بن علي فتسلق على حائطه و لا تستفتح عليه بابا فيغير بعض ما هو عليه و لكن انزل عليه نزولا فأت به على الحال التي هو فيها قال فأتيته و قد ذهب الليل إلا أقله فأمرت بنصب السلاليم و تسلقت عليه الحائط فنزلت عليه داره فوجدته قائما يصلي و عليه قميص و منديل قد ائتزر به فلما سلم من صلاته قلت له أجب أمير المؤمنين فقال دعني أدعو و ألبس ثيابي فقلت له ليس إلى تركك و ذلك سبيل قال و أدخل المغتسل فأتطهر قال قلت و ليس إلى ذلك سبيل فلا تغسل نفسك فإني لا أدعك تغير شيئا قال فأخرجته حافيا حاسرا في قميصه و منديله و كان ع قد جاوز السبعين فلما مضى بعض الطريق ضعف الشيخ فرحمته فقلت له اركب فركب بغل شاكري كان معنا ثم صرنا إلى الربيع فسمعته و هو يقول له ويلك يا ربيع قد أبطأ الرجل و جعل يستحثه استحثاثا شديدا فلما أن وقعت عين الربيع على جعفر بن محمد و هو بتلك الحال بكى و كان الربيع يتشيع فقال له جعفر ع يا ربيع أنا أعلم ميلك إلينا فدعني أصلي ركعتين و أدعو قال شأنك و ما تشاء فصلى ركعتين خففهما ثم دعا بعدهما بدعاء لم أفهمه إلا أنه دعاء طويل و المنصور في ذلك كله يستحث الربيع فلما فرغ من دعائه على طوله أخذ الربيع بذراعيه فأدخله على المنصور فلما صار في صحن الإيوان وقف ثم حرك شفتيه بشيء ما لم
أدر ما هو ثم أدخلته فوقف بين يديه فلما نظر إليه قال و أنت يا جعفر ما تدع حسدك و بغيك و إفسادك على أهل هذا البيت من بني العباس و ما يزيدك الله بذلك إلا شدة حسد و نكد ما يبلغ به ما تقدره فقال له و الله يا أمير المؤمنين ما فعلت شيئا من هذا و لقد كنت في ولاية بني أمية و أنت تعلم أنهم أعدى الخلق لنا و لكم و أنهم لا حق لهم في هذا الأمر فو الله ما بغيت عليهم و لا بلغهم عني سوء مع جفاهم الذي كان بي و كيف يا أمير المؤمنين أصنع الآن هذا و أنت ابن عمي و أمس الخلق بي رحما و أكثرهم عطاء و برا فكيف أفعل هذا فأطرق المنصور ساعة و كان على لبد و عن يساره مرفقة جرمقانية و تحت لبده سيف ذو فقار كان لا يفارقه إذا قعد في القبة قال أبطلت و أثمت ثم رفع ثني الوسادة فأخرج منها إضبارة كتب فرمى بها إليه و قال هذه كتبك إلى أهل خراسان تدعوهم إلى نقض بيعتي و أن يبايعوك دوني فقال و الله يا أمير المؤمنين ما فعلت و لا أستحل ذلك و لا هو من مذهبي و إني لممن يعتقد طاعتك على كل حال و قد بلغت من السن ما قد أضعفني عن ذلك لو أردته فصيرني في بعض جيوشك حتى تأتيني الموت فهو مني قريب فقال لا و لا كرامة ثم أطرق و ضرب يده إلى السيف فسل منه مقدار شبر و أخذ بمقبضه فقلت إنا لله ذهب و الله الرجل ثم رد السيف ثم قال يا جعفر أ ما تستحيي مع هذه الشيبة و مع هذا النسب أن تنطق بالباطل و تشق عصا المسلمين تريد أن تريق الدماء و تطرح الفتنة بين الرعية و الأولياء فقال لا و الله يا أمير المؤمنين ما فعلت و لا هذه كتبي و لا خطي و لا خادمي فانتضى من السيف ذراعا فقلت إنا لله مضى الرجل و جعلت في نفسي إن أمرني فيه
بأمر أن أعصيه لأنني ظننت أنه يأمرني أن آخذ السيف فأضرب به جعفرا فقلت إن أمرني ضربت المنصور و إن أتى ذلك علي و على ولدي و تبت إلى الله عز و جل مما كنت نويت فيه أول اغ أقبل يعاتبه و جعفر يعتذر ثم انتضى السيف إلا شيئا يسيرا منه فقلت إنا لله مضى و الله الرجل ثم أغمد السيف و أطرق ساعة ثم رفع رأسه و قال أظنك صادقا يا ربيع هات العيبة من موضع كانت فيه من القبة فأتته بها فقال أدخل يدك فيها فكانت مملوءة غالية و ضعها في لحيته و كانت بيضاء فاسودت و قال لي احمله على فاره من دوابي التي أركبها و أعطه عشرة آلاف درهم و شيعه إلى منزله مكرما و خيره إذا أتيت به إلى المنزل بين المقام عندنا فنكرمه و الانصراف إلى مدينة جده رسول الله ص فخرجنا من عنده و أنا مسرور فرح بسلامة جعفر ع و متعجب مما أراد المنصور و ما صار إليه من أمره فلما صرنا في الصحن قلت له يا ابن رسول الله إني لأعجب مما عمد إليه هذا في بابك و ما أصارك الله إليه من كفايته و دفاعه و لا عجب من أمر الله عز و جل و قد سمعتك تدعو في عقيب الركعتين بدعاء لم أدر ما هو إلا أنه طويل و رأيتك قد حركت شفتيك هاهنا أعني الصحن بشيء لم أدر ما هو فقال لي أما الأول فدعاء الكرب و الشدائد لم أدع به على أحد قبل يومئذ جعلته عوضا من دعاء كثير أدعو به إذا قضيت صلاتي لأني لم أترك أن أدعو ما كنت أدعو به و أما الذي حركت به شفتي فهو دعاء رسول الله ص يوم الأحزاب حدثني به أبي عن جده عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال لما كان يوم الأحزاب كانت المدينة كالإكليل من جنود المشركين كانوا كما قال الله عز و جل إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً فدعا رسول الله ص بهذا الدعاء و كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يدعو به إذا حزبه أمر اللهم احرسني بعينك التي لا تنام و اكنفني بركنك الذي لا يضام و اغفر لي بقدرتك علي رب لا أهلك و أنت الرجاء اللهم أنت أعز و أكبر مما أخاف و أحذر بالله أستفتح و بالله أستنجح و بمحمد رسول الله ص أتوجه يا كافي إبراهيم نمرود و موسى فرعون اكفني مما أنا فيه الله ربي لا أشرك به شيئا حسبي الرب من المربوبين حسبي الخالق من المخلوقين حسبي المانع من الممنوعين حسبي من لم يزل حسبي مذ قط حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ثم قال لو لا الخوف من أمير المؤمنين لدفعت إليك هذا المال و لكن قد كنت طلبت مني أرضي بالمدينة و أعطيتني بها عشرة آلاف دينار فلم أبعك و قد وهبتها لك قلت يا ابن رسول الله إنما رغبتي في الدعاء الأول و الثاني فإذا فعلت هذا فهو البر و لا حاجة لي الآن في الأرض فقال إنا أهل البيت لا نرجع في معروفنا نحن ننسخك الدعاء و نسلم إليك الأرض صر معي إلى المنزل فصرت معه كما تقدم المنصور و كتب لي بعهده الأرض و أملى علي دعاء رسول الله ص و أملى علي الذي دعا هو بعد الركعتين ثم ذكر في هذه الرواية الدعاء الذي قدمناه نحن في الرواية الأولى الذي أوله اللهم إني أسألك يا مدرك الهاربين يا ملجأ الخائفين و هو في النسخة العتيقة نحو ست قوائم بالطالبي إلى آخره ثم قال و قوله أنت ربي و أنت حسبي و نعم الوكيل و المعين قال فقلت يا ابن رسول الله لقد كثر استحثاث المنصور و استعجاله إياي و أنت تدعو بهذا الدعاء الطويل متمهلا كأنك لم تخشه قال فقال لي نعم قد كنت أدعو به بعد صلاة الفجر بدعاء لا بد منه و أما الركعتان
فهما صلاة الغداة خففتهما و دعوت بذلك الدعاء بعدهما فقلت له أ ما خفت أبا جعفر و قد أعد لك ما أعد قال خيفة الله دون خيفته و كان الله عز و جل في صدري أعظم منه قال الربيع كان في قلبي ما رأيت من المنصور و من غضبه و حنقه على جعفر و من الجلالة له في ساعة ما لم أظنه يكون في بشر فلما وجدت منه خلوة و طيب نفس قلت يا أمير المؤمنين رأيت منك عجبا قال ما هو قلت يا أمير المؤمنين رأيت غضبك على جعفر غضبا لم أرك غضبته على أحد قط و لا على عبد الله بن الحسن و لا على غيره من كل الناس حتى بلغ بك الأمر أن تقتله بالسيف و حتى أنك أخرجت من سيفك شبرا ثم أغمدته ثم عاتبته ثم أخرجت منه ذراعا ثم عاتبته ثم أخرجته كله إلا شيئا يسيرا فلم أشك في قتلك له ثم انجلى ذلك كله فعاد رضى حتى أمرتني فسودت لحيته بالغالية التي لا يتغلف منها إلا أنت و لا يغلف منها ولدك المهدي و لا من وليته عهدك و لا عمومتك و أجزته و حملته و أمرتني بتشييعه مكرما فقال ويحك يا ربيع ليس هو كما ينبغي أن تحدث به و ستره أولى و لا أحب أن يبلغ ولد فاطمة ع فيفتخرون و يتيهون بذلك علينا حسبنا ما نحن فيه و لكن لا أكتمك شيئا انظر من في الدار فنحهم قال فنحيت كل من في الدار ثم قال لي ارجع و لا تبق أحدا ففعلت ثم قال لي ليس إلا أنا و أنت و الله لئن سمعت ما ألقيته إليك من أحد لأقتلنك و ولدك و أهلك أجمعين و لآخذن مالك قال قلت يا أمير المؤمنين أعيذك بالله قال يا ربيع قد كنت مصرا على قتل جعفر و لا أسمع له قولا و لا أقبل له عذرا و كان أمره و إن كان ممن لا يخرج بسيف أغلظ عندي و أهم على من أمر عبد الله بن الحسن و قد كنت أعلم هذا منه و من آبائه على عهد بني أمية فلما هممت به في المرة الأولى تمثل لي رسول الله ص فإذا هو حائل بيني و بينه باسط كفيه حاسر عن ذراعيه قد عبس و قطب في وجهي فصرفت وجهي عنه ثم هممت به في المرة الثانية و انتضيت من السيف أكثر مما انتضيت منه في المرة الأولى فإذا أنا برسول الله ص قد قرب مني و دنا شديدا و هم بي أن لو فعلت لفعل فأمسكت ثم تجاسرت و قلت هذا بعض أفعال الرئي ثم انتضيت السيف في الثالثة فتمثل لي رسول الله ص باسط ذراعيه قد تشمر و احمر و عبس و قطب حتى كاد أن يضع يده علي فخفت و الله لو فعلت لفعل و كان مني ما رأيت و هؤلاء من بني فاطمة صلوات الله عليهم لا يجهل حقهم إلا جاهل لا حظ له في الشريعة فإياك أن يسمع هذا منك أحد قال محمد بن الربيع فما حدثني به أبي حتى مات المنصور و ما حدثت أنا به حتى مات المهدي و موسى و هارون و قتل محمد
و من ذلك دعاء لمولانا الصادق جعفر بن محمد عليه أفضل الصلاة و السلام لما استدعاه المنصور به مرة سادسة و هي ثاني مرة إلى بغداد بعد قتل محمد و إبراهيم ابني عبد الله بن الحسن وجدتها في الكتاب العتيق الذي قدمت ذكره بخط الحسين بن علي بن هند قال حدثنا محمد بن جعفر الرزاز القرشي قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين قال حدثنا بشير بن حماد عن صفوان بن مهران الجمال قال رفع رجل من قريش المدينة من بني مخزوم إلى أبي جعفر المنصور و ذلك بعد قتله لمحمد و إبراهيم ابني عبد الله بن الحسن أن جعفر بن محمد بعث مولاه المعلى بن خنيس بجباية الأموال من شيعته و أنه كان يمد بها محمد بن عبد الله فكاد المنصور أن يأكل كفه على جعفر غيظا و كتب إلى عمه داود و داود إذ ذاك أمير المدينة أن يسير إليه جعفر بن محمد و لا يرخص له في التلوم و المقام فبعث إليه داود بكتاب المنصور و قال اعمل في المسير إلى أمير المؤمنين في غد و لا تتأخر قال صفوان و كنت بالمدينة يومئذ فأنفذ إلي جعفر ع فصرت إليه فقال لي تعهد راحلتنا فإنا غادون في غد هذا إن شاء الله العراق و نهض من وقته و أنا معه إلى مسجد النبي ص و كان ذلك بين الأولى و العصر فركع فيه ركعات ثم رفع يديه فحفظت يومئذ من دعائه يا من ليس له ابتداء و لا انتهاء يا من ليس له أمد و لا نهاية و لا ميقات و لا غاية يا ذا العرش المجيد و البطش الشديد يا من هو فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ يا من لا يخفى عليه اللغات و لا تشتبه عليه الأصوات يا من قامت بجبروته الأرض و السماوات يا حسن الصحبة يا واسع المغفرة يا كريم العفو صل على محمد و آل محمد و احرسني في سفري و مقامي و في حركتي و انتقالي بعينك التي لا تنام و اكنفني بركنك الذي لا يضام اللهم إني أتوجه في سفري هذا بلا ثقة مني لغيرك و لا رجاء يأوي بي إلا إليك و لا قوة لي أتكل عليها و لا حيلة ألجأ إليها إلا ابتغاء فضلك و التماس عافيتك و طلب فضلك و إجرائك لي على أفضل عوائدك عندي اللهم و أنت أعلم بما سبق لي في سفري هذا مما أحب و أكره فمهما أوقعت عليه قدرك فمحمود فيه بلاؤك منتصح فيه قضاؤك و أنت تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب اللهم فاصرف عني فيه مقادير كل بلاء و مقضي كل لأواء و ابسط علي كنفا من رحمتك و لطفا من عفوك و تماما من نعمتك حتى تحفظني فيه بأحسن ما حفظت به غائبا من المؤمنين و خلقته في ستر كل عورة و كفاية كل مضرة و صرف كل محذور و هب لي فيه أمنا و إيمانا و عافية و يسرا و صبرا و شكرا و ارجعني فيه سالما إلى سالمين يا أرحم الراحمين قال صفوان سألت أبا عبد الله الصادق ع بأن يعيد الدعاء علي فأعاده و
كتبته فلما أصبح أبو عبد الله ع رحلت له الناقة و سار متوجها إلى العراق حتى قدم مدينة أبي جعفر و أقبل حتى استأذن فأذن له قال صفوان فأخبرني بعض من شهد عن أبي جعفر قال فلما رآه أبو جعفر قربه و أدناه ثم استدعى قصة الرافع على أبي عبد الله ع يقول في قصته إن معلى بن خنيس مولى جعفر بن محمد يجبي له الأموال من جميع الآفاق و أنه مد بها محمد بن عبد الله فدفع إليه القصة فقرأ أبو عبد الله ع فأقبل عليه المنصور فقال يا جعفر بن محمد ما هذه الأموال التي يجبيها لك معلى بن خنيس فقال أبو عبد الله ع معاذ الله من ذلك يا أمير المؤمنين قال له تحلف على براءتك من ذلك قال نعم أحلف بالله أنه ما كان من ذلك شيء قال أبو جعفر لا بل تحلف بالطلاق و العتاق فقال أبو عبد الله أ ما ترضى يميني بالله الذي لا إله إلا هو قال أبو جعفر فلا تفقه علي فقال أبو عبد الله و أين تذهب بالفقه مني يا أمير المؤمنين قال له دع عنك هذا فإني أجمع الساعة بينك و بين الرجل الذي رفع عنك حتى يواجهك فأتوا بالرجل و سألوه بحضرة جعفر فقال نعم هذا صحيح و هذا جعفر بن محمد و الذي قلت فيه كما قلت فقال أبو عبد الله ع تحلف أيها الرجل أن هذا الذي رفعته صحيح قال نعم ثم ابتدأ الرجل باليمين فقال و الله الذي لا إله إلا هو الطالب الغالب الحي القيوم فقال له جعفر ع لا تعجل في يمينك فإني أنا أستحلف قال المنصور و ما أنكرت من هذه اليمين قال ع إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا أثنى عليه أن يعاجله بالعقوبة لمدحه له و لكن قل يا أيها الرجل أبرأ إلى الله من حوله و قوته و ألجأ إلى حولي و قوتي إني لصادق بر فيما أقول فقال المنصور للقرشي احلف بما استحلفك به أبو عبد الله فحلف الرجل بهذه اليمين فلم يستتم الكلام حتى أجذم و خر ميتا فراع أبا جعفر ذلك و ارتعدت فرائصه فقال يا أبا عبد الله سر من غد إلى حرم جدك إن اخترت ذلك و إن اخترت المقام عندنا لم نأل في إكرامك و برك فو الله لا قبلت عليك قول أحد بعدها أبدا و من ذلك دعاء الصادق ع لما استدعاه المنصور مرة سابعة و قد قدمنا في الأحراز عن الصادق ع لكن فيه هاهنا زيادة عما ذكرنا و لعل هذه الزيادة كانت قبل استدعائه لسعاية القرشي و هذه برواية محمد بن عبد الله الإسكندري و هو دعاء جليل مضمون الإجابة نقلناه من كتاب قالبه نصف الثمن يشتمل على عدة كتب أولها كتاب التنبيه لمن يتفكر فيه و هذا الدعاء في آخره فقال ما هذا لفظه روى محمد بن عبد الله الإسكندري أنه قال كنت من جملة ندماء أمير المؤمنين المنصور أبي جعفر و خواصه و كنت صاحب سره من بين الجميع فدخلت عليه يوما فرأيته مغتما و هو يتنفس نفسا باردا فقلت ما هذه الفكرة يا أمير المؤمنين فقال لي يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة مقدار مائة أو يزيدون و قد بقي سيدهم و إمامهم فقلت له من ذلك قال جعفر بن محمد الصادق فقلت له يا أمير المؤمنين إنه رجل أنحلته العبادة و اشتغل بالله عن طلب الملك و الخلافة فقال يا محمد و قد علمت أنك تقول به و بإمامته و لكن الملك عقيم و قد آليت على نفسي أن لا أمسى عشيتي هذه أو أفرغ منه قال محمد و الله لقد ضاقت علي الأرض برحبها ثم دعا سيافا و قال له إذا أنا أحضرت أبا عبد الله الصادق و شغلته بالحديث و وضعت قلنسوتي عن رأسي فهو العلامة بيني و بينك فاضرب عنقه ثم أحضر أبا عبد الله عليه الصلاة و السلام في تلك الساعة و لحقته في الدار و هو يحرك شفتيه فلم أدر ما الذي قرأ فرأيت القصر يموج كأنه سفينة في لجج البحار فرأيت أبا جعفر المنصور و هو يمشي بين يديه حافي القدمين مكشوف الرأس قد اصطكت أسنانه و ارتعدت فرائصه يحمر ساعة و يصفر أخرى و أخذ بعضد أبي عبد الله الصادق ع و أجلسه على سرير ملكه و جثا بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه ثم قال له يا ابن رسول الله ما الذي جاء بك في هذه الساعة قال جئتك
يا أمير المؤمنين طاعة لله عز و جل و لرسول الله ص و لأمير المؤمنين أدام الله عزه قال ما دعوتك و الغلط من الرسول ثم قال سل حاجتك فقال أسألك أن لا تدعوني لغير شغل قال لك ذلك و غير ذلك ثم انصرف أبو عبد الله سريعا و حمدت الله عز و جل كثيرا و دعا أبو جعفر المنصور بالدواويج و نام و لم ينتبه إلا في نصف الليل فلما انتبه كنت عند رأسه جالسا فسره ذلك و قال لي لا تخرج حتى أقضي ما فاتني من صلاتي فأحدثك بحديث فلما قضى صلاته أقبل علي و قال لي لما أحضرت أبا عبد الله الصادق و هممت به ما هممت من السوء رأيت تنينا قد حوى بذنبه جميع داري و قصري و قد وضع شفتيه العليا في أعلاها و السفلى في أسفلها و هو يكلمني بلسان طلق ذلق عربي مبين يا منصور إن الله تعالى جده قد بعثني إليك و أمرني إن أنت أحدثت في أبي عبد الله الصادق ع حدثا فأنا أبتلعك و من في دارك جميعا فطاش عقلي و ارتعدت فرائصي و اصطكت أسناني قال محمد بن عبد الله الإسكندري قلت له ليس هذا بعجيب يا أمير المؤمنين فإن أبا عبد الله ع وارث علم النبي و جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و عنده من الأسماء و سائر الدعوات التي لو قرأها على الليل لأنار و لو قرأها على النهار لأظلم و لو قرأها على الأمواج في البحر لسكنت قال محمد فقلت له بعد أيام أ تأذن لي يا أمير المؤمنين أن أخرج إلى زيارة أبي عبد الله الصادق ع فأجاب فلم يأب فدخلت على أبي عبد الله ع و سلمت و قلت له أسألك يا مولاي بحق جدك محمد رسول الله ص أن تعلمني الدعاء الذي كنت تقرؤه عند دخولك على أبي جعفر المنصور قال لك ذلك ثم قال لي يا محمد هذا الدعاء حرز جليل و دعاء عظيم حفظته عن آبائه الكرام ع و هو حرز مستخرج من كتاب الله عز و جل العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد و قال اكتب و أملى علي ذلك و هو حرز جليل و دعاء عظيم مبارك مستجاب فلما ورد أبو مخلد عبد الله بن يحيى من بغداد لرسالة خراسان إلى عند الأمير أبي الحسن نصر بن أحمد ببخارا كان هذا الحرز مكتوبا في دفتر أوراقها من فضة و كتابتها بماء الذهب وهبها من الشيخ أبي الفضل محمد بن عبد الله البلعمي و قال له إن هذه من أسنى التحف و أجل الهبات فمن وفقه الله عز و جل لقراءتها صبيحة كل يوم حفظه الله من جميع البلايا و أعاذه من شر مردة الجن و الإنس و الشياطين و السلطان الجائر و السباع و من شر الأمراض و الآفات و العاهات كلها و هو مجرب إلا أن لا يخلص لله عز و جل و هذا أول الدعاء لا إله إلا الله أبدا حقا حقا لا إله إلا الله إيمانا و صدقا لا إله إلا الله تعبدا و رقا لا إله إلا الله تلطفا و رفقا لا إله إلا الله حقا حقا لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه و آله أعيذ نفسي و شعري و بشري و ديني و أهلي و مالي و ولدي و ذريتي و دنياي و جميع من أمره يعنيني من شر كل من يؤذيني أعيذ نفسي و جميع ما رزقني ربي و ما أغلقت عليه أبوابي و أحاطت به جدراني و جميع ما أتقلب فيه من نعم الله عز و جل و إحسانه و جميع إخواني و أخواتي من المؤمنين و المؤمنات بالله العلي العظيم و بأسمائه التامة الكاملة المتعالية المنيفة الشريفة الشافية الكريمة الطيبة الفاضلة المباركة الطاهرة المطهرة العظيمة المخزونة المكنونة التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر و بأم الكتاب و فاتحته و خاتمته و ما بينهما من سورة شريفة و آية كريمة محكمة و شفاء و رحمة و عوذة و بركة و بالتوراة و الإنجيل و الزبور و القرآن العظيم و بصحف إبراهيم و موسى و بكل كتاب أنزله الله عز و جل و بكل رسول أرسله الله عز و جل و بكل برهان أظهره الله عز و جل و بآلاء الله و عزة الله و قدرة الله و جلال الله و قوة الله و عظمة الله
و سلطان الله و منعة الله و من الله و حلم الله و عفو الله و غفران الله و ملائكة الله و كتب الله و أنبياء الله و رسل الله و محمد رسول الله ص و أعوذ بالله من غضب الله و عقابه و سخط الله و نكاله و من نقمته و إعراضه و صدوده و خذلانه و من الكفر و النفاق و الحيرة و الشرك و الشك في دين الله و من شر يوم الحشر و النشور و الموقف و الحساب و من شر كتاب قد سبق و من زوال النعمة و حلول النقمة و تحول العافية و موجبات الهلكة و مواقف الخزي و الفضيحة في الدنيا و الآخرة و أعوذ بالله العظيم من هوى مرد و قرين سوء مكد و جار موذ و غنى مطغ و فقر منس و أعوذ بالله العظيم من قلب لا يخشع و صلاة لا تنفع و دعاء لا يسمع و عين لا تدمع و بطن لا يشبع و من نصب و اجتهاد يوجبان العذاب و من مرد إلى النار و سوء المنظر في النفس و الأهل و المال و الولد و عند معاينة ملك الموت ع و أعوذ بالله العظيم من شر كل دابة هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها و من شر كل ذي شر و من ما أخاف و أحذر و من شر فسقة العرب و العجم و من شر فسقة الجن و الإنس و الشياطين و من شر إبليس و جنوده و أشياعه و أتباعه و من شر السلاطين و أتباعهم و من شر ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما يَعْرُجُ فِيها و من شر ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَ ما يَخْرُجُ مِنْها و من شر كل سقم و آفة و غم و هم و فاقة و عدم و من شر ما في البر و البحر و من شر الفساق و الفجار و الذعار و الحساد و الأشرار و السراق و اللصوص و من شر كل دابة هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ اللهم إني أحتجز بك من شر كل شيء خلقته و أحترس بك منهم و أعوذ بالله العظيم من الحرق و الغرق و الشرق و الهدم و الخسف و المسخ و الحجارة و الصيحة و الزلازل و الفتن و العين و الصواعق و الجنون و الجذام و البرص و الأمراض و الآفات
و المصيبات و العاهات و أكل السبع و ميتة السوء و جميع أنواع البلايا في الدنيا و الآخرة و أعوذ بالله العظيم من شر ما استعاذ منه الملائكة المقربون و الأنبياء المرسلون و خاصة مما استعاذ منه به محمد عبدك و رسولك ص أسألك أن تعطيني من خير ما سألوا و أن تعيذني من شر ما استعاذوا و أسألك من الخير كله عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم بسم الله و بالله و الحمد لله و اعتصمت بالله و ألجأت ظهري إلى الله وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ و ما شاءَ اللَّهُ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ و ما صبري إلا بالله و نعم القادر الله و نعم المولى الله و نعم النصير الله و لا يأتي بالحسنات إلا الله و لا يصرف السيئات إلا الله و لا يسوق الخير إلا الله و إن الأمر كله بيد الله و أستكفي الله بالله و أستغني بالله و أستقيل الله و أستغيث بالله و أستغفر الله و صلى الله على محمد رسول الله و على أنبياء الله و على رسل الله و ملائكة الله و على الصالحين من عباد الله إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَ أْتُونِي مُسْلِمِينَ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ وَ زادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً وَ قَرَّبْناهُ نَجِيًّا وَ رَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَ لِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَ لا تَحْزَنَ وَ قَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَ فَتَنَّاكَ فُتُوناً لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى لا تَخافُ دَرَكاً وَ لا تَخْشى لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَرى لا تَخَفْ... إِنَّا مُنَجُّوكَ وَ أَهْلَكَ
وَ يَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً وَ يَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً وَ ما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَ قَدْ هَدانا سُبُلَنا وَ لَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَ أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَ مَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَ رَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَ لا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَ رَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ لَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَ الَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَ يَسْقِينِ وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَ الَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَ الَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ وَ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ وَ اجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ وَ اغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ وَ لا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الصَّافَّاتِ صَفًّا فَالزَّاجِراتِ زَجْراً فَالتَّالِياتِ ذِكْراً إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ رَبُّ الْمَشارِقِ إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ وَ حِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَ يُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ دُحُوراً وَ لَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ
وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَ لا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ وَ قالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَ رَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ مَتابِ يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ وَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ اللهم من أراد بي شرا أو بأهلي شرا أو بأسا أو ضرا فاقمع رأسه و اصرف عني سوءه و مكروهه و اعقد عني لسانه و احبس كيده و اردد عني إرادته اللهم صل على محمد و آل محمد كما هديتنا به من الكفر أفضل ما صليت على أحد من خلقك و صل على محمد و آل محمد كما ذكرك الذاكرون و اغفر لنا و لآبائنا و لأمهاتنا و ذرياتنا و جميع المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات و تابع بيننا و بينهم بالخيرات إنك مجيب الدعوات و منزل البركات و دافع السيئات إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللهم إني أستودعك ديني و دنياي و أهلي و أولادي و عيالي و أمانتي و جميع ما أنعمت به علي في الدنيا و الآخرة فإنه لا تضيع صنائعك و لا تضيع ودائعك و لا يجيرني منك أحد اللهم رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ إلى هنا و الزيادة على هذا من الكتاب فإني أرجوك و لا أرجو أحدا سواك فإنك الله الغفور الرحيم اللهم أدخلني الجنة و نجني من النار برحمتك يا أرحم الراحمين و ذكر في النسخة التي نقل منها إلى هاهنا آخر الدعاء و الزيادة من كتاب النسخة التي نقل منها
أقول وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي رحمه الله نقلا من خط الشهيد محمد بن مكي قدس الله روحه للصادق ع و قد كان فيه أدعية للكاظم و الرضا عليهما السلام أيضا و هذا لفظه هذه من دعوات مولانا الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع في دخلاته على المنصور و قد ذكر صاحب الاستدراك منها ثلاثا و عشرين و هو يروي عن الشيخ أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه و طبقته و عن جماعة بمصر و خراسان و قد كان في الرواية تهدد المنصور له بالقتل و مشافهته به بعض الأحيان دعاؤه عليه السلام لما قدم إبراهيم بن جبلة إلى المدينة عن المنصور و أبلغه رسالته اللهم أنت ثقتي في كل كرب إلى آخر ما مر برواية السيد ثم قال دعاؤه ع عند خروجه إليه للركوب اللهم بك أستفتح إلى آخر الدعاء ثم قال لما دخل الكوفة و صلى ركعتين اللهم رب السماوات السبع إلى آخر الدعاء ثم قال دعاؤه ع و قد أخذ بمجامع ستر المنصور و كان أمر المسيب بن زهير بقتله إذا دخل يا إله جبرئيل إلى قوله تولني في هذه الغداة و لا تسلطه علي و لا على أحد من خلقك بشيء لا طاقة لي به ثم قال دعاؤه ع عند نظره إلى المنصور و رواه عن جده رسول الله ص أن جبرئيل أهداه إلى علي ع ليلة الأحزاب لدفع الشيطان و السلطان و الغرق و الحرق و الهدم و السبع و اللص فصرف عنه كيد المنصور و اعتذر إليه و حباه اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام إلى آخر الدعاء ثم قال تحميده ع عند انصرافه عنه مكرما الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني إلى آخر الدعاء ثم قال دعاؤه ع في دخلة أخرى فأكرمه رواه ولده موسى ع اللهم يا خالق الخمسة و رب الخمسة أسألك بحق الخمسة أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تصرف أذيته و معرته عني و ترزقني معروفه و مودته
دعاؤه ع في دخلة أخرى عليه رواه الفضل بن الربيع و أخبره أنه أمان من الغرق و الحرق و الأعداء و أنه نزل به جبرئيل ع يوم الأحزاب جمعته من روايات شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إلى سَرِيعُ الْحِسابِ اللهم إني أعوذ بنور قدسك و عظمة طهارتك و تزكية جلالك من كل آفة و عاهة و طارق الإنس و الجن إلا طارقا يطرق بخير اللهم أنت عياذي فبك أعوذ و أنت ملاذي فبك ألوذ يا من ذلت له رقاب الجبابرة و خضعت له مغاليظ الفراعنة أعوذ بجلال وجهك و كرم جلالك من خزيك و كشف سترك و نسيان ذكرك و الإضراب عن شكرك أنا في كنفك من ليلي و نهاري و نومي و قراري و ظعني و استقراري ذكرك شعاري و ثناؤك دثاري لا إله إلا أنت تنزيها لوجهك و كرما لسبحات وجهك صل على محمد و آله و أجر لي كنفك و قني شر عذابك و اضرب علي سرادقات حفظك و وق روعي بحرمتك و احفظ عنايتك يا أرحم الراحمين و وق روعتي بخير و أمن و ستر و حفظ منك سبحانك و الحمد لله عدد الرمل و الحصى سبحانك و الحمد لله عدد قطرات ماء البحار سبحانك و لك الحمد عدد قطرات الأمطار سبحانك و الحمد لله عدد ما أحصاه المحصون و تكلم به المتكلمون و فوق ذلك و قدر ذلك إلى منتهى قدرتك يا ذا الجلال و الإكرام دعاؤه ع في دخلة أخرى رواه الربيع و قد أغلظ له القول و جذب السيف إلى آخره فأكرمه اللهم إني أسألك بعينك التي لا تنام و بركنك الذي لا يضام و بقدرتك على خلقك و باختصاصك نبيك محمدا ص أنت المنجي من الهلكات أتقرب إليك بمحمد ص و أدرأ بك في نحره فاكفنيه يا كافي محمد الأحزاب و إبراهيم النمرود الله الله الله ربي لا أشرك به شيئا حسبي الرازق من المرزوقين حسبي الرب من المربوبين حسبي الخالق من المخلوقين حسبي من لم يزل حسبي حسبي ثم هو حسبي و حسبي الله وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ اللهم احرسني بعينك التي لا تنام و احفظني بركنك الذي لا يرام و بقدرتك على خلقك اللهم لا أهلك و أنت رجائي أنت أجل و أكبر مما أخاف و أحذر بالله أستفتح و بالله أستنجح و بمحمد ص أثق اللهم رب جبرئيل و ميكائيل فإني أدرأ بك في نحره و أستعين بك عليه فاكفنيه يا كافي موسى فرعون و يا كافي محمد الأحزاب دعاؤه ع في دخلة أخرى رواه عن السيد زيد العلوي العريضي بمصر يا من لا يضام و لا يرام يا من تواصلت به الأرحام أسألك بحق محمد و آل محمد الذين حقهم عليك من فضل حقك عليهم يا حافظ الغلامين لصلاح أبيهما احفظني لرسول الله ص قال المؤلف ينبغي إذا قال الداعي احفظني لرسول الله ص أن يقول و أهل بيته الطاهرين لأنه لا وصول إلى رسول الله إلا بأهل بيته و لا وصول إلى الله عز و جل إلا بنبيه ص و لأنا لسنا لهم صلى الله عليهم دعاؤه ع في دخلة أخرى روي أنه علمه إياه رسول الله ص في منامه اللهم قد أكدى الطلب و أعيت الحيلة إلا إليك و درست الآمال و انقطع الرجاء إلا منك و خابت الثقة و أخلف الظن إلا بك و كذبت الألسن و أخلفت العدات إلا عدتك اللهم إني أجد سبل المطالب إليك مشرعة و مناهل الدعاء لك مفتحة و أجدك لدعاتك بموضع إجابة و للصارخ إليك بمرصد إغاثة و أن في اللهف إلى جودك من الرضا بضمانك عوضا من منع الباخلين و مندوحة عما في أيدي المستأثرين و أعلم أنك لا تحجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الأعمال دونك فاعلم أن أفضل زاد الراحل إليك عزم الإرادة و خضوع الاستغاثة و قد ناجاك بعزم الإرادة و خضوع الاستكانة قلبي فأسألك اللهم بكل دعوة دعاك بها راج بلغته بها أمله أو صارخ أغثت صرخته أو ملهوف مكروب فرجت عنه
و لتلك الدعوة عليك حق و عندك منزلة إلا صليت على محمد و آله و خلصتني من كل مكروه و فعلت بي كذا و كذا دعاؤه ع في دخلة أخرى اللهم لك الحمد و إليك المشتكى و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم أنت الأول القديم و الآخر الدائم و الديان يوم الدين تفعل ما تشاء بلا مغالبة و تعطي من تشاء بلا من و تقضي ما تشاء بلا ظلم و تداول الأيام بين الناس و يركبون طبقا عن طبق و أسألك من خيرك خير ما أرجو و ما لا أرجو و أعوذ بك من شر ما أحذر و ما لا أحذر أن خذلت فبعد تمام الحجة و إن عصمت فتمام النعمة يا صاحب محمد ص يوم حنين و يا صاحب علي يوم صفين و يا مبير الجبارين و يا عاصم النبيين أسألك بيس و القرآن الحكيم و أسألك بطه و القرآن العظيم أن تصلي على محمد و آله و أن ترزقني تأييدا تربط به أجاشي و تسد به خللي و أدرؤك في نحور الأعداء يا كريم ها أنا ذا فاصنع بي ما شئت لن يصيبني إلا ما كتبت لي أنت حسبي وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ دعاؤه ع في دخلة أخرى رواه عن جده صلوات الله عليه و آله و هي السبع الكلمات المنزلة عليه مع السبع المثاني اللهم يا كافي كل شيء و لا يكفي منه شيء يا رب كل شيء اكفنا كل شيء حتى لا يضر مع اسمك شيء دعاؤه ع في دخلة أخرى عقيب صلاة أربع ركعات قاله ثلاثا اللهم يا كافي من كل شيء و لا يكفي منك شيء اكفني عادية فلان دعاؤه ع على النجف عقيب الصلاة و كان قد استدعاه المنصور إلى الكوفة و وقع بدمه يا ناصر المظلومين المبغي عليهم يا حافظ الغلامين لأبيهما احفظني اليوم لآبائي محمد و علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي اضرب بالذل بين عينيه بالله أستفتح و به أستنجح و بمحمد ص أتوجه اللهم إنك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب قال المؤلف ليقل الداعي احفظني اليوم بآباء مولاي أبي عبد الله محمد و علي إلى آخرهم دعاؤه ع في دخلة أخرى و قد أمر بضرب عنقه عند رفع رأسه اللهم لا يكفيني منك أحد من خلقك و أنت تكفي من خلقك أجمعين فاكفني شر عبد الله بن محمد و ما نصب لي من حربه فقال الغلام و الله ما أبصرتك و لقد حيل بيني و بينك دعاؤه ع في دخلة أخرى يا من يكفي من خلقه كله و لا يكفيه أحد اكفني شر عبد الله بن محمد بن علي دعاؤه ع علمه لبعض أصحابه لدفع الهول و الغم أعددت لكل عظيمة لا إله إلا الله و لكل هم و غم لا حول و لا قوة إلا بالله محمد النور الأول و علي النور الثاني و الأئمة الأبرار عدة للقاء الله و حجاب من أعداء الله ذل كل شيء لعظمة الله و أسأل الله عز و جل الكفاية دعاء علمه ع لحسن العطار و كان قد أخذ السلطان ضياعه يدعى به عقيب ركعتي الفجر و الخد الأيمن على الأرض يا حي لا إله إلا أنت حتى ينقطع النفس انقطع الرجاء إلا منك حتى ينقطع النفس يا أحد من لا أحد له حتى ينقطع النفس ارزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ حتى ينقطع النفس قال ففعلت ذلك ثلاثة أيام فرد علي مالي و زيد مائة ألف درهم دعاؤه ع عند دخوله على المنصور من غير الكتاب و رواه عن رسول الله ص أنه علمه عليا ع عند النائبة اللهم إني أدرأ بك في نحره و أستعيذ بك من شره و أستعين بك عليه يا كافي يا شافي يا معافي اكفني كل شيء حتى لا أخاف
معك شيئا دعاؤه ع في دخول آخر عليه و كان قد أمر بقتله فلقيه و أمر له بثلاثين بدرة بعد أن قام له و جلس بين يديه أهداه جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليهما و على آل محمد اللهم إني أسألك يا سابغ النعم يا دافع النقم يا بارئ النسم و عالما غير معلم و عالما بجميع الأمم و يا مونس المستوحشين في الظلم ادفع عني كل بأس و ألم و عافني من كل عاهة و سقم و من شر من لا يخشاك من جميع العرب و العجم فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ دعاء مولانا الصادق ع برواية أخرى و قد مر ببعض التغيير و هذا ذكره ابن أنجب في تواريخ الأئمة الاثني عشر عليهم السلام لما أمر المنصور الربيع بإحضاره عليه السلام و عزم على قتله فلما بصر به قال مرحبا بالنقي الساحة البريء من الدغل و الخيانة أخي و ابن عمي و أجلسه على سريره و سأله عن حاله و حوائجه و طيبه بالغالية فقال الربيع يا ابن رسول الله أتيت بك و لا أشك أنه قاتلك و كان منه ما رأيت و قد رأيتك تحرك شفتيك بشيء عند الدخول فما هو قال قلت اللهم احرسني بعينك التي لا تنام و اكنفني بركنك الذي لا يرام و احفظني بقدرتك علي و لا تهلكني و أنت رجائي رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري و كم من بلية ابتليتني بها قل لك عند بليتي صبري فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني و يا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني و يا من رآني على المعاصي فلم يفضحني يا ذا النعماء التي لا تحصى عددا و يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا أعني على ديني بدنيا و على آخرتي بتقوى و احفظني فيما غبت عنه و لا تكلني إلى نفسي فيما حضرت يا من لا تضره الذنوب و لا تنقصه المغفرة اغفر لي ما لا يضرك و أعطني ما لا ينقصك يا وهاب أسألك لي فرجا قريبا و صبرا جميلا و العافية من كل بلاء و شكر العافية
من الكتاب دعاء الإمام أبي الحسن الكاظم ع تحت الميزاب و روي أنه فيه الاسم الأعظم يا نور يا قدوس ثلاثا يا حي يا قيوم ثلاثا يا حي لا يموت ثلاثا يا حي حين لا حي ثلاثا يا حي لا إله أنت ثلاثا أسألك يا لا إله إلا أنت أربعا يا حي لا إله إلا أنت أسألك بلا إله إلا أنت ثلاثا أسألك بلا إله إلا أنت مرتين أسألك باسمك الله الرحمن الرحيم العزيز المبين ثلاثا دعاؤه ع في حبس الرشيد فأطلق أخرجه إلي أبو الحسن الرازي المؤذن بمشهد الحسين ع يا سامع كل صوت يا محيي النفوس من بعد الموت ما لي إله غيرك فأدعوه و لا شريك لك فأرجوه صل على محمد و آل محمد و خلصني يا رب مما أنا فيه و مما أخاف و أحذر بحولك و قوتك و بحق محمد و آله كما تخلص الولد من ضيق المشيمة و اللحم برحمتك و صل على محمد و آله و خلصني يا رب مما أنا فيه و مما أخاف و أحذر بمشيتك و إرادتك بحق محمد و آل محمد كما تخلص الثمرة من بين ماء و طين و رمل بقدرتك و جلالك و صل على محمد و آل محمد و خلصني يا رب مما أنا فيه و مما أخاف و أحذر بحولك و قوتك و بحق محمد و آله كما تخلص البيضة من جوف الطائر بعفوك و صل على محمد و آل محمد و خلصني يا رب مما أنا فيه و مما أخاف و أحذر بنعمتك و تكبرك و صل على محمد و آل محمد و خلصني مما أنا فيه و مما أخاف و أحذر بقوتك و بحق محمد و آل محمد كما تخلص الطائر من جوف البيضة بعزتك إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ دعاؤه ع حين دخل على المهدي امتنعت بحول الله و قوته من حولك و قوتك و أعوذ برب الفلق من شر ما خلق و أقول ما شاء الله كان و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم دعاؤه ع محبوسا و هو ساجد يقلب خديه على التراب يا مذل كل جبار و معز كل ذليل قد و حقك بلغ مجهودي فصل على محمد و آل محمد و فرج عني دعاء مولانا الإمام الرضا ع و قد غضب عليه المأمون فسكن بالله أستفتح و بالله أستنجح و بمحمد ص أتوجه اللهم سهل لي حزونة أمري كله و يسر لي صعوبته إنك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب
و أسنده عن علي ع أنه قال ما أهمني أمر قط و لا ضاق علي معاشي قط و لا بارزت قرنا قط فقلته إلا فرج الله همي و غمي و رزقني النصر على أعدائي هذا آخر ما وجدناه بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي
3- العدد القوية، لأخي العلامة نقلا من كتاب الروضة بحذف الإسناد عن الربيع حاجب المنصور قال لما استوت الخلافة له قال يا ربيع ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتيني به ثم قال بعد ساعة أ لم أقل لك أن تبعث إلى جعفر بن محمد فو الله لتأتينني به و إلا قتلتك فلم أجد بدا فذهبت إليه فقلت يا أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين فقام معي فلما دنونا من الباب رأيته يحرك شفتيه ثم دخل فسلم عليه فلم يرد عليه و وقف فلم يجلسه ثم رفع إليه رأسه فقال يا جعفر أنت الذي ألببت علي و كثرت
فقد حدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي ص قال ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به فقال جعفر بن محمد ع و حدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي ص قال ينادي مناد يوم القيامة من بطنان العرش ألا فليقم كل من أجره علي فلا يقوم إلا من عفا عن أخيه فما زال يقول حتى سكن ما به و لان له فقال اجلس أبا عبد الله ارتفع أبا عبد الله ثم دعا بمدهن من غالية فجعل يغلفه بيده و الغالية تقطر من بين أنامل أمير المؤمنين ثم قال انصرف أبا عبد الله في حفظ الله و قال لي يا ربيع اتبع أبا عبد الله جائزته و أضعفها له قال فخرجت فقلت أبا عبد الله تعلم محبتي لك قال نعم يا ربيع أنت منا حدثني أبي عن أبيه عن جده عن النبي ص قال مولى القوم من أنفسهم فأنت منا قلت يا أبا عبد الله شهدت ما لم نشهد و سمعت ما لم نسمع و قد دخلت عليه و رأيتك تحرك شفتيك عند الدخول عليه قال نعم دعاء كنت أدعو به فقلت أ دعاء كنت تلقنه عند الدخول أو بشيء تأثره عن آبائك الطيبين فقال بل حدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي ص كان إذا حزبه أمر دعا بهذا الدعاء و كان يقال له دعاء الفرج و هو اللهم احرسني بعينك التي لا تنام و اكنفني بركنك الذي لا يرام و ارحمني بقدرتك علي و لا أهلك و أنت رجاي فكم من نعمة أنعمت بها علي قل لك بها شكري و كم من بلية ابتليتني قل لك بها صبري فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني و يا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني و يا من رآني على الخطايا فلم يفضحني أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد اللهم أعني على ديني بالدنيا و على آخرتي بالتقوى و احفظني فيما غبت عنه و لا تكلني إلى نفسي فيما حضرته يا من لا تضره الذنوب و لا تنقصه المغفرة هب لي ما لا ينقصك و اغفر لي ما لا يضرك إنك رب وهاب أسألك فرجا قريبا و صبرا جميلا و رزقا واسعا و العافية من البلاء و شكر العافية و في رواية و أسألك تمام العافية و أسألك دوام العافية و أسألك الغنى عن الناس و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم قال الربيع فكتبته من جعفر بن محمد ع في رقعة و ها هو ذا في جيبي و قال موسى بن سهل كتبته من الربيع و ها هو في جيبي و قال محمد بن هارون كتبته من العبسي و ها هو في جيبي و قال علي بن أحمد المحتسب كتبته من محمد بن هارون و ها هو في جيبي و قال علي بن الحسن كتبته من المحتسب و ها هو في جيبي و قال السلمي مثله و قال أبو صالح مثله و قال الحافظ أبو منصور مثله
أقول و هذا الدعاء من الأدعية الجليلة العظيمة الشأن و لكن الروايات في ألفاظها و فقراتها مختلفة جدا ففي بعضها كما نقلناه أولا من المهج لابن طاوس رضوان الله عليه و في بعضها كما ذكرناه في طي ما وجدناه من خط الشيخ محمد بن علي الجبعي من أدعيته ع و في بعضها كما حكيناه من كتاب العدد القوية المشار إليه و قد وقع في بعض الكتب هكذا اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام و اكنفنا بركنك الذي لا يرام و ارحمنا بقدرتك و لا تهلكنا فأنت الرجاء رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري و كم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني و يا من قل عند بلائه صبري فلم يخذلني و يا من رآني على المعاصي فلم يفضحني و يا ذا المعروف الدائم الذي لا ينقضي أبدا و يا ذا النعماء التي لا تحصى عددا صل على محمد و آل محمد الطيبين و أدرأ بك في نحر الأعداء و الجبارين اللهم أعني على ديني بدنياي و على آخرتي بتقواي و احفظني فيما غبت عنه و لا تكلني إلى نفسي فيما حذرته يا من لا تنقصه المغفرة و لا تضره المعصية أسألك فرجا عاجلا و صبرا جميلا و رزقا واسعا و العافية من جميع البلاء و الشكر على العافية يا ولي العافية برحمتك يا أرحم الراحمين و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين و اغْفِرْ وَ ارْحَمْ