1- مهج، ]مهج الدعوات[ حرز مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يكتب و يشد على العضد الأيمن و هو بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أي كنوش أي كنوش أره شش عطيطسفيخ يا مطيطرون قربالسيون ما و ما ساما سوما طيسطالوس حنطوس مسفقلس مساصعوس اقرطيعوس لطفيكس هذا وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَ ما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ اخرج بقدرة الله منها أيها اللعين بقوة رب العالمين اخرج منها و إلا كنت مِنَ الْمَسْجُونِينَ اخرج منها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً ملعونا كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا اخرج يا ذا المحزون اخرج يا سورا يا سورا سور بالاسم المخزون يا ططرون طرعون مراعون فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ يا هيا يا هيا شراهيا حيا قيوما بالاسم المكتوب على جبهة إسرافيل اطردوا عن صاحب هذا الكتاب كل جني و جنية و شيطان و شيطانة و تابع و تابعة و ساحر و ساحرة و غول و غولة و كل متعبث و عابث يعبث بابن آدم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله على محمد و آله أجمعين
2- ق، ]كتاب العتيق الغروي[ مهج، ]مهج الدعوات[ حرز آخر عن مولانا و عروتنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع اللهم بتألق نور بهاء عرشك من أعدائي استترت و بسطوة الجبروت من كمال عزك ممن يكيدني احتجبت و بسلطانك العظيم من شر كل سلطان و شيطان استعذت و من فرائض نعمتك و جزيل عطيتك يا مولاي طلبت كيف أخاف و أنت أملي و كيف أضام و عليك متكلي أسلمت إليك نفسي و فوضت إليك أمري و توكلت في كل أحوالي عليك صل على محمد و آل محمد و اشفني و اكفني و اغلب لي من غلبني يا غالبا غير مغلوب زجرت كل راصد رصد و مارد مرد و حاسد حسد و عدو كند و عاند عند ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ كذلك الله ربنا كذلك الله ربنا كذلك الله ربنا عز و جل حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ إنه أقوى معين
3- نهج، ]نهج البلاغة[ و من كلمات كان يدعو بها ع اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني فإن عدت فعد لي بالمغفرة اللهم اغفر لي ما وأيت من نفسي و لم تجد له وفاء عندي اللهم اغفر لي ما تقربت به إليك بلساني ثم خالفه قلبي اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ و سقطات الألفاظ و شهوات الجنان و هفوات اللسان
4- نهج، ]نهج البلاغة[ و من دعائه كان يدعو به ع كثيرا الحمد لله الذي لم يصبح بي ميتا و لا سقيما و لا مضروبا على عروقي بسوء و لا مأخوذا بأسوإ عملي و لا مقطوعا دابري و لا مرتدا عن ديني و لا منكرا لربي و لا مستوحشا من إيماني و لا ملتبسا عقلي و لا معذبا بعذاب الأمم من قبلي أصبحت عبدا مملوكا ظالما لنفسي لك الحجة علي و لا حجة لي لا أستطيع أن آخذ إلا ما أعطيتني و لا أتقي إلا ما وقيتني اللهم إني أعوذ بك أن أفتقر في غناك أو أضل في هداك أو أضام في سلطانك أو أضطهد و الأمر لك اللهم اجعل نفسي أول كريمة تنتزعها من كرائمي و أول وديعة ترتجعها من ودائع نعمك عندي اللهم إنا نعوذ بك أن نذهب عن قولك أو نفتتن عن دينك أو تتابع بنا أهواؤنا دون الهدى الذي جاء من عندك
5- نهج، ]نهج البلاغة[ من دعاء له ع اللهم صن وجهي باليسار و لا تبذل جاهي بالإقتار فأسترزق طالبي رزقك و أستعطف شرار خلقك و أبتلي بحمد من أعطاني و أفتتن بذم من منعني و أنت من وراء ذلك كله ولي الإعطاء و المنع إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
6- نهج، ]نهج البلاغة[ و من دعاء له ع اللهم إنك آنس الآنسين بأوليائك و أحضرهم بالكفاية للمتوكلين عليك تشاهدهم في سرائرهم و تطلع عليهم في ضمائرهم و تعلم مبلغ بصائرهم فأسرارهم لك مكشوفة و قلوبهم إليك ملهوفة إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك و إن صبت عليهم المصائب لجئوا إلى الاستجارة بك علما بأن أزمة الأمور بيدك و مصادرها عن قضائك اللهم إن فههت عن مسألتي أو عميت عن طلبتي فدلني على مصالحي و خذ بقلبي إلى مراشدي فليس ذاك بنكر من هدايتك و لا ببدع من كفايتك اللهم احملني على عفوك و لا تحملني على عدلك
7- نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لامعة العيون علانيتي و تقبح فيما أبطن لك سريرتي محافظا على رئاء الناس من نفسي بجميع ما أنت مطلع عليه مني فأبدي للناس حسن ظاهري و أفضي إليك بسوء عملي تقربا إلى عبادك و تباعدا من مرضاتك
8- مهج، ]مهج الدعوات[ دعاء لمولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه الحمد لله أول محمود و آخر معبود و أقرب موجود البديء بلا معلوم لأزليته و لا آخر لأوليته و الكائن قبل الكون بغير كيان و الموجود في كل مكان بغير عيان و القريب من كل نجوى بغير تدان علنت عنده الغيوب و ضلت في عظمته القلوب فلا الأبصار تدرك عظمته و لا القلوب على احتجابه تنكر معرفته تمثل في القلوب بغير مثال تحده الأوهام أو تدركه الأحلام ثم جعل من نفسه دليلا على تكبره عن الضد و الند و الشكل و المثل فالوحدانية آية الربوبية و الموت الآتي على خلقه مخبر عن خلقه و قدرته ثم خلقهم من نطفة و لم يكونوا شيئا دليل على إعادتهم خلقا جديدا بعد فنائهم كما خلقهم أول مرة وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الذي لم يضره بالمعصية المتكبرون و لم ينفعه بالطاعة المتعبدون الحليم عن الجبابرة المدعين و الممهل الزاعمين له شريكا في ملكوته الدائم في سلطانه بغير أمد و الباقي في ملكه بعد انقضاء الأبد و الفرد الواحد الصمد و المتكبر عن الصاحبة و الولد رافع السماء بغير عمد و مجري السحاب بغير صفد قاهر الخلق بغير عدد لكن الله الأحد الفرد الصمد الذي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ و الحمد لله الذي لم يخل من فضله المقيمون على معصيته و لم يجازه لأصغر نعمه المجتهدون في طاعته الغني الذي لا يضن برزقه على جاحده و لا ينقص عطاياه أرزاق خلقه خالق الخلق و مغنيه و معيده و مبديه و معافيه عالم ما أكنته السرائر و أخبته الضمائر و اختلف به الألسن و أنسته الأزمن الحي الذي لا يموت و القيوم الذي لا ينام و الدائم الذي لا يزول و العدل الذي لا يجور و الصافح عن الكبائر بفضله و المعذب من عذب بعدله لم يخف الفوت فحلم و علم الفقر فرحم و قال في محكم كتابه وَ لَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ أحمده حمدا أستزيده في نعمته و أستجير به من نقمته و أتقرب إليه بالتصديق لنبيه المصطفى لوحيه المتخير لرسالته المختص بشفاعته القائم بحقه محمد صلى الله عليه و آله و على أصحابه و على النبيين و المرسلين و الملائكة أجمعين و سلم تسليما إلهي درست الآمال و تغيرت الأحوال و كذبت الألسن و أخلفت العداة إلا عدتك فإنك وعدت مغفرة و فضلا اللهم صل على محمد و آل محمد و أعطني من فضلك و أعذني من الشيطان الرجيم سبحانك و بحمدك ما أعظمك و أحلمك و أكرمك وسع بفضلك حلمك تمرد المستكبرين و استغرقت نعمتك شكر الشاكرين و عظم حلمك عن إحصاء المحصين و جل طولك عن وصف الواصفين كيف لو لا فضلك حلمت عمن خلقته من نطفة وَ لَمْ يَكُ شَيْئاً فربيته بطيب رزقك و أنشأته في تواتر نعمتك و مكنت له في مهاد أرضك و دعوته إلى طاعتك فاستنجد على عصيانك بإحسانك و جحدك و عبد غيرك في سلطانك كيف لو لا حلمك أمهلتني و قد شملتني بسترك و أكرمتني بمعرفتك و أطلقت لساني بشكرك و هديتني السبيل إلى طاعتك و سهلتني المسلك إلى كرامتك
و أحضرتني سبيل قربتك فكان جزاؤك مني أن كافأتك عن الإحسان بالإساءة حريصا على ما أسخطك منتقلا فيما أستحق به المزيد من نقمتك سريعا إلى ما أبعد من رضاك مغتبطا بغرة الأمل معرضا عن زواجر الأجل لم ينفعني حلمك عني و قد أتاني توعدك بأخذ القوة مني حتى دعوتك على عظيم الخطيئة أستزيدك في نعمك غير متأهب لما قد أشرفت عليه من نقمتك مستبطئا لمزيدك و متسخطا لميسور رزقك مقتضيا جوائزك بعمل الفجار كالمراصد رحمتك بعمل الأبرار مجتهدا أتمنى عليك العظائم كالمدل الآمن من قصاص الجرائم ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ مصيبة عظم رزؤها و جل عقابها بل كيف لو لا أملي و وعدك الصفح عن زللي أرجو إقالتك و قد جاهرتك بالكبائر مستخفيا عن أصاغر خلقك فلا أنا راقبتك و أنت معي و لا راعيت حرمة سترك علي بأي وجه ألقاك و بأي لسان أناجيك و قد نقضت العهود و الأيمان بعد توكيدها و جعلتك علي كفيلا ثم دعوتك مقتحما في الخطيئة فأجبتني و دعوتني و إليك فقري فلم أجب فوا سوأتاه و قبح صنيعاه أية جرأة تجرأت و أي تغرير غررت نفسي سبحانك فبك أتقرب إليك و بحقك أقسم عليك و منك أهرب إليك بنفسي استخففت عند معصيتي لا بنفسك و بجهلي اغتررت لا بحلمك و حقي أضعت لا عظيم حقك و نفسي ظلمت و لرحمتك الآن رجوت و بك آمنت و عليك توكلت و إليك أنبت و تضرعت فارحم إليك فقري و فاقتي و كبوتي لحر وجهي و حيرتي في سوأة ذنوبي إنك أرحم الراحمين يا أسمع مدعو و خير مرجو و أحلم مقض و أقرب مستغاث أدعوك مستغيثا بك استغاثة المتحير المستيئس من إغاثة خلقك فعد بلطفك على ضعفي و اغفر بسعة رحمتك كبائر ذنوبي و هب لي عاجل صنعك إنك أوسع الواهبين لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ يا الله يا أحد يا الله يا صمد يا من لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ اللهم أعيتني المطالب و ضاقت علي المذاهب و أقصاني الأباعد و ملني الأقارب و أنت الرجاء إذا انقطع الرجاء و المستعان إذا عظم البلاء و اللجأ في الشدة و الرخاء فنفس كربة نفس إذا ذكرها القنوط مساويها أيأست من رحمتك لا تؤيسني من رحمتك يا أرحم الراحمين
9- مهج، ]مهج الدعوات[ دعاء لمولانا أمير المؤمنين ع روي أنه دعا به يوم الجمل قبل الواقعة اللهم إني أحمدك و أنت للحمد أهل على حسن صنعك إلي و تعطفك علي و على ما وصلتني به من نورك و تداركتني به من رحمتك و أسبغت علي من نعمتك فقد اصطنعت عندي يا مولاي ما يحق لك به جهدي و شكري لحسن عفوك و بلائك القديم عندي و تظاهر نعمائك علي و تتابع أياديك لدي لم أبلغ إحراز حظي و لا إصلاح نفسي و لكنك يا مولاي بدأتني أولا بإحسانك فهديتني لدينك و عرفتني نفسك و ثبتني في أموري كلها بالكفاية و الصنع لي فصرفت عني جهد البلاء و منعت مني محذور القضاء فلست أذكر منك إلا جميلا و لم أر منك إلا تفضيلا يا إلهي كم من بلاء و جهد صرفته عني و أريتنيه في غيري و كم من نعمة أقررت بها عيني و كم من صنيعة شريفة لك عندي إلهي أنت الذي تجيب عند الاضطرار دعوتي و أنت الذي تنفس عند الغموم كربتي و أنت الذي تأخذ لي من الأعداء بظلامتي فما وجدتك و لا أجدك بعيدا مني حين أريدك و لا متقبضا عني حين أسألك و لا معرضا عني حين أدعوك فأنت إلهي أجد صنيعك عندي محمودا و حسن بلائك عندي موجودا و جميع فعلك عندي جميلا يحمدك لساني و عقلي و جوارحي و جميع ما أقلت الأرض مني يا مولاي أسألك بنورك الذي اشتققته من عظمتك و عظمتك التي اشتققتها من مشيتك و أسألك باسمك الذي علا أن تمن علي بواجب شكري نعمتك رب ما أحرصني على ما زهدتني فيه و حثثتني عليه إن لم تعني على دنياي بزهد و على آخرتي بتقوى هلكت ربي دعتني دواعي الدنيا من حرث النساء و البنين فأجبتها سريعا و ركنت إليها طائعا و دعتني دواعي الآخرة من الزهد و الاجتهاد فكبوت لها و لم أسارع إليها مسارعتي إلى الحطام الهامد و الهشيم البائد و السراب الذاهب عن قليل رب خوفتني و شوقتني و احتججت علي فما خفتك حق خوفك و أخاف أن أكون قد تثبطت عن السعي لك و تهاونت بشيء من احتجابك اللهم فاجعل في هذه الدنيا سعيي لك و في طاعتك و املأ قلبي خوفك و حول تثبيطي و تهاوني و تفريطي و كل ما أخافه من نفسي فرقا منك و صبرا على طاعتك و عملا به يا ذا الجلال و الإكرام و اجعل جنتي من الخطايا حصينة و حسناتي مضاعفة فإنك تضاعف لمن تشاء اللهم اجعل درجاتي في الجنان رفيعة و أعوذ بك ربي من رفيع المطعم و المشرب و أعوذ بك من شر ما أعلم و من شر ما لا أعلم و أعوذ بك من الفواحش كلها ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ و أعوذ بك ربي أن أشتري الجهل بالعلم كما اشترى غيري أو السفه بالحلم أو الجزع بالصبر أو الضلالة بالهدى أو الكفر بالإيمان يا رب من علي بذلك فإنك تتولى الصالحين و لا تضيع أجر المحسنين وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و من ذلك دعاء لمولانا و مقتدانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع عند ابتداء القتال يوم صفين من كتاب صفين لعبد العزيز الجلودي من أصحابنا رحمه الله تعالى قال فلما زحفوا باللواء قال علي صلوات الله عليه و آله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ يا الله يا رحمان يا رحيم يا أحد يا صمد يا إله محمد إليك نقلت الأقدام و أفضت القلوب و شخصت الأبصار و مدت الأعناق و طلبت الحوائج و رفعت الأيدي اللهم افْتَحْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ ثم قال لا إله إلا الله و الله أكبر ثلاثا و من ذلك في رواية من كتاب الجلودي قال كان علي بن أبي طالب ع إذا سار إلى القتال ذكر اسم الله تعالى حتى يركب ثم يقول سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ الحمد لله على نعمه علينا و فضله العظيم عندنا ثم يستقبل القبلة ببغلة رسول الله ص و يرفع يديه و يدعو الدعاء الأول و فيه تقديم و تأخير
فصل وجدت في آخر كتاب قالبه نصف ثمن الورق بخط ابن الباقلاني المتكلم النحوي مناما بغير خطه هذا لفظه حدثني السيد الأجل الأوحد العالم مؤيد الدين شرف القضاة عبد الملك أدام الله علوه أنه كان مريضا فجاء أمير المؤمنين ع و كأنه قد نزل من الهواء فأراد أن يسأله الدعاء لكونه مريضا فلم يسأله فقال له الشفاء و مر يده على ذراعه الأيمن ثم قال له قل ثلاث مرات يحفظك الله بها قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ و إذا قلت الذين الآية قال الله تعالى فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ و إذا قلت أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ قال الله تعالى فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ و إذا قلت ما يَفْتَحِ اللَّهُ الآية و هذا الإيمان التام هذا تفسير أمير المؤمنين صلوات الله عليه و سلامه أقول أنا و قد سقط تمام تفسير الآية الأخيرة
و من ذلك دعاء مولانا و مقتدانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يوم الهرير بصفين روينا بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله في كتاب الدعاء قال حدثني محمد بن عبد الله المسمعي عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم و حدثني موسى بن جعفر بن وهب البغدادي عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي جعفر محمد بن النعمان الأحول عن أبي عبد الله ع قال دعا أمير المؤمنين ع يوم الهرير حين اشتد على أوليائه الأمر دعاء الكرب من دعا به و هو في أمر قد كربه و غمه نجاه الله منه و هو اللهم لا تحبب إلي ما أبغضت و لا تبغض إلي ما أحببت اللهم إني أعوذ بك أن أرضى سخطك أو أسخط رضاك أو أرد قضاءك أو أعدو قولك أو أناصح أعداءك أو أعدو أمرك فيهم اللهم ما كان من عمل أو قول يقربني من رضوانك و يباعدني من سخطك فصيرني له و احملني عليه يا أرحم الراحمين اللهم إني أسألك لسانا ذاكرا و قلبا شاكرا و يقينا صادقا و إيمانا خالصا و جسدا متواضعا و ارزقني منك حبا و أدخل قلبي منك رعبا اللهم فإن ترحمني فقد حسن ظني بك و إن تعذبني فبظلمي و جوري و جرمي و إسرافي على نفسي فلا عذر لي إن اعتذرت و لا مكافاة أحتسب بها اللهم إذا حضرت الآجال و نفدت الأيام و كان لا بد من لقائك فأوجب لي من الجنة منزلا يغبطني به الأولون و الآخرون لا حسرة بعدها و لا رفيق بعد رفيقها في أكرمها منزلا اللهم ألبسني خشوع الإيمان بالعز قبل خشوع الذل في النار أثني عليك رب أحسن الثناء لأن بلاءك عندي أحسن البلاء اللهم فأذقني من عونك و تأييدك و توفيقك و رفدك و ارزقني شوقا إلى لقائك و نصرا في نصرك حتى أجد حلاوة ذلك في قلبي و اعزم لي على أرشد أموري فقد ترى موقفي و موقف أصحابي و لا يخفى عليك شيء من أمري اللهم إني أسألك النصر الذي نصرت به رسولك و فرقت به بين الحق و الباطل حتى أقمت به دينك و أفلجت به حجتك يا من هو لي في كل مقام و ذكر سعد بن عبد الله أن هذا الدعاء دعا به علي صلوات الله عليه قبل رفع المصاحف الشريفة ثم قال ما معناه إن إبليس صرخ صرخة سمعها بعض العسكر يشير على معاوية و أصحابه برفع المصاحف الجليلة للحيلة فأجابه الخوارج لمعاوية إلى شبهاته فرفعوها فاختلف أصحاب أمير المؤمنين علي ع كما اختلفوا في طاعة رسول الله ص في حياته فدعا ع فقال اللهم إني أسألك العافية من جهد البلاء و من شماتة الأعداء اللهم اغفر لي ذنبي و زك عملي و اغسل خطاياي فإني ضعيف إلا ما قويت و اقسم لي حلما تسد به باب الجهل و علما تفرج به الجهلات و يقينا تذهب به الشك عني و فهما تخرجني به من الفتن المعضلات و نورا أمشي به في الناس و أهتدي به في الظلمات اللهم أصلح لي سمعي و بصري و شعري و بشري و قلبي صلاحا باقيا تصلح بها ما بقي من جسدي أسألك الراحة عند الموت و العفو عند الحساب اللهم إني أسألك أي عمل كان أحب إليك و أقرب لديك أن تستعملني فيه أبدا ثم لقني أشرف الأعمال عندك و آتني فيه قوة و صدقا و جدا و عزما منك و نشاطا ثم اجعلني أعمل ابتغاء وجهك و معاشه فيما آتيت صالحي عبادك ثم اجعلني لا أشتري به ثمنا قليلا و لا أبتغي به بدلا و لا تغيره في سراء و لا ضراء
و لا كسلا و لا نسيانا و لا رياء و لا سمعة حتى تتوفاني عليه و ارزقني أشرف القتل في سبيلك أنصرك و أنصر رسولك أشتري الحياة الباقية بالدنيا و أغنني بمرضاة من عندك اللهم و أسألك قلبا سليما حفيظا منيبا يعرف المعروف فيتبعه و ينكر المنكر فيجتنبه لا فاجرا و لا شقيا و لا مرتابا يا باسط اليدين بالرحمة يا من سبقت رحمته غضبه أسألك أن تجعل حياتي زيادة لي في كل خير و اجعل الوفاة نجاة لي من كل شر و اختم لي عملي بالشهادة يا عدتي في كربتي و يا صاحبي في حاجتي و وليي في نعمتي و أسألك أن ترزقني شكر نعمتك و صبرا على بليتك و رضا بقدرك و تصديقا بوعدك و حفظا لوصيتك و ورعا و توكلا عليك و اعتصاما بحبلك و تمسكا بكتابك و معرفة بحقك و قوة في عبادتك و نشاطا لذكرك ما استعمرتني في أرضك فإذا كان ما لا بد منه الموت فاجعل منيتي قتلا في سبيلك بيد شر خلقك و اجعل مصيري في الأحياء المرزوقين عندك في دار الحيوان اللهم اجعل النور في بصري و اليقين في قلبي و خوفك في نفسي و ذكرك على لساني اللهم اجعل رغبتي في مسألتي إياك رغبة أوليائك في مسائلهم و اجعل رهبتي إياك في استجارتي من عذابك رهبة أوليائك اللهم و استعملني في مرضاتك و طاعتك عملا لا أترك شيئا من مرضاتك و طاعتك مخافة أحد من خلقك دونك اللهم ما آتيتني من خير فآتني معه شكرا تحدث به لي ذكرا و أحسن لي به ذخرا و ما زويت عني من عطاء آتيتني عنه غنى فاجعل لي فيه أجرا و آتني عليه صبرا اللهم سد فقري في الدنيا و لا تلهني عن عبادتك و لا تنسني ذكرك و لا تقصر رغبتي فيما عندك اللهم إني أعوذ بك من الغم و الحزن و العجز و الكسل و الجبن و البخل و سوء الخلق و ضلع الدين و غلبة الرجال و غلبة العدو و توالي الأيام و من شر ما يعمل الظالمون في الأرض و من بلية لا أستطيع عليها صبرا و أعوذ بك من كل شيء زحزح بيني و بينك أو باعد منك أو صرف عني وجهك أو نقص به من حظي عندك و أعوذ بك أن تحول خطاياي و ظلمي أو إسرافي على نفسي و اتباع هواي و استعمال شهوتي دون رحمتك و برك و فضلك و بركاتك و موعودك على نفسك اللهم إني أعوذ بك من صاحب سوء في المغيب و المحضر فإن قلبه يرعاني و عيناه تنظراني و أذناه تسمعاني إن رأى حسنة أطفأها و إن رأى سيئة أبداها و أعوذ بك من طمع يدني إلى طبع و أعوذ بك من ضلالة ترديني و من فتنة تعرض لي و من خطيئة لا توبة معها و من منظر سوء في الأهل و المال و الولد و عند غضاضة الموت و أعوذ بك من الكفر و الشك و البغي و الحمية و الغضب و أعوذ بك من غنى يطغيني و من فقر ينسيني و من هوى يرديني و من عمل يخزيني و من صاحب يغويني اللهم إني أعوذ بك من شر يوم أوله فزع و أوسطه وجع و آخره جزع تسود فيه الوجوه و تجف فيه الأكباد و أعوذ بك أن أعمل ذنبا محبطا لا تغفره أبدا و من ذنب يمنع خير الآخرة و من أمل يمنع خير العمل و حياة تمنع خير الممات و أعوذ بك من الجهل و الهزل و من شر القول و الفعل و من سقم يشغلني و من صحة تلهيني و أعوذ بك من التعب و النصب و الوصب و الضيق و الضلالة و القائلة و الذلة و المسكنة و الرياء و السمعة و الندامة و الحزن و الخشوع و البغي و الفتن و من جميع الآفات و السيئات و بلاء الدنيا و الآخرة و أعوذ بك من الفواحش ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ و أعوذ بك من وسوسة الأنفس مما لا تحب من القول و الفعل و العمل
اللهم إني أعوذ بك من الجن و الإنس و الحس و اللبس و من طوارق الليل و النهار و أنفس الجن و أعين الإنس اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي و من شر لساني و من شر سمعي و من شر بصري و أعوذ بك من بطن لا يشبع و من قلب لا يخشع و من دعاء لا يسمع و صلاة لا ترفع اللهم لا تجعلني في شيء من عذابك و لا تردني في ضلالة اللهم إني أسألك بشدة ملكك و عزة قدرتك و عظمة سلطانك و من شر خلقك أجمعين ثم قال أبو عبد الله ع هذا الدعاء و هو لكل أمر مهم شديد و كرب و هو دعاء لا يرد من دعا به إن شاء الله تعالى
دعاء آخر لمولانا أمير المؤمنين عليه الصلاة و السلام يوم صفين وجدناه و رويناه من كتاب الدعاء و الذكر تصنيف الحسين بن سعيد الأهوازي رحمه الله بإسناده عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع قال كان من دعاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه يوم صفين اللهم رب هذا السقف المرفوع المكفوف المحفوظ الذي جعلته مغيض الليل و النهار و جعلت فيها مجاري الشمس و القمر و منازل الكواكب و النجوم و جعلت ساكنه سبطا من الملائكة لا يسأمون العبادة و رب هذه الأرض التي جعلتها قرارا للناس و الأنعام و الهوام و ما نعلم و ما لا نعلم مما يرى و مما لا يرى من خلقك العظيم و رب الجبال التي جعلتها للأرض أوتادا و للخلق متاعا و رب البحر المسجور المحيط بالعالم و رب السحاب المسخر بين السماء و الأرض و رب الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ إن أظفرتنا على عدونا فجنبنا الكبر و سددنا للرشد و إن أظفرتهم علينا فارزقنا الشهادة و اعصم بقية أصحابي من الفتنة و هذا آخر الدعاء و كان فيه أظفرتنا و أظفرتهم و لعلها أظهرتنا و أظهرتهم لأجل أنه قال بعدها على و لو كانت أظفرتنا كانت بعدها با بأعدائنا و إن كانت حروف الخفض يقوم بعضها مقام بعض رأيت في آخر مجموع لأحمد بن الحسين بن سليمان ما هذا لفظه من دعاء النبي صلى الله عليه و آله و سلم اللهم إني أعوذ بك أن أفتقر في غناك أو أضل في هداك أو أذل في عزك أو أضام في سلطانك أو أضطهد و الأمر إليك اللهم إني أعوذ بك أن أقول زورا أو أغشى فجورا أو أن أكون بك مغرورا و من ذلك دعاء لمولانا و مقتدانا أمير المؤمنين علي ع في صفين وجدته في الجزء الرابع من كتاب دفع الهموم و الأحزان لأحمد بن داود النعمان قال ابن عباس قلت لأمير المؤمنين ع ليلة صفين أ ما ترى الأعداء قد أحدقوا بنا فقال و قد راعك هذا قلت نعم فقال اللهم إني أعوذ بك أن أضام في سلطانك اللهم إني أعوذ بك أن أظل في هداك اللهم إني أعوذ بك أن أفتقر في غناك اللهم إني أعوذ بك أن أضيع في سلامتك اللهم إني أعوذ بك أن أغلب و الأمر إليك
10- ق، ]كتاب العتيق الغروي[ روي عن أمير المؤمنين ع أنه رأى رجلا يدعو من دفتر دعاء طويلا فقال له يا هذا الرجل إن الذي يسمع الكثير هو يجيب عن القليل فقال الرجل يا مولاي فما أصنع قال قل الحمد لله على كل نعمة و أسأل الله من كل خير و أعوذ بالله من كل شر و أستغفر الله من كل ذنب
11- اختيار السيد بن الباقي دعاء الصباح لمولانا أمير المؤمنين ع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه و سرح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه و أتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه و شعشع ضياء الشمس بنور تأججه يا من دل على ذاته بذاته و تنزه عن مجانسة مخلوقاته و جل عن ملائمة كيفياته يا من قرب من خطرات الظنون و بعد عن ملاحظة العيون و علم بما كان قبل أن يكون يا من أرقدني في مهاد أمنه و أمانه و أيقظني إلى ما منحني به من مننه و إحسانه و كف أكف السوء عني بيده و سلطانه صل اللهم على الدليل إليك في الليل الأليل و المتمسك من أسبابك بحبل أشرف الأطول و الناصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل و الثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأول و على آله الأخيار المصطفين الأبرار و افتح اللهم لنا مصاريع الصباح بمفاتيح الرحمة و الفلاح و ألبسني اللهم من أفضل خلع الهداية و الصلاح و اغرس اللهم بعظمتك في شرب جناني ينابيع الخشوع و أجر اللهم لهيبتك من آماقي زفرات الدموع و أدب اللهم نزق الخرق مني بأزمة القنوع إلهي إن لم تبتدئني الرحمة منك بحسن التوفيق فمن السالك بي إليك في واضح الطريق و إن أسلمتني أناتك لقائد الأمل و المنى فمن المقيل عثراتي من كبوات الهوى و إن خذلني نصرك عند محاربة النفس و الشيطان فقد وكلني خذلانك إلى حيث النصب و الحرمان إلهي أ تراني ما أتيتك إلا من حيث الآمال أم علقت بأطراف حبالك إلا حين باعدت بي ذنوبي عن دار الوصال فبئس المطية التي امتطت نفسي من هواها فواها لها لما سولت لها ظنونها و مناها و تبا لها لجرأتها على سيدها و مولاها إلهي قرعت باب رحمتك بيد رجائي و هربت إليك لاجئا من فرط أهوائي و علقت بأطراف حبالك أنامل ولائي فاصفح اللهم عما كنت أجرمته من زللي و خطائي و أقلني من صرعة دائي إنك سيدي و مولاي و معتمدي و رجائي و أنت غاية مطلوبي و مناي في منقلبي و مثواي إلهي كيف تطرد مسكينا التجأ إليك من الذنوب هاربا أم كيف تخيب مسترشدا قصد إلى جنابك ساعيا أم كيف ترد ظمآن ورد على حياضك شاربا كلا و حياضك مترعة في ضنك المحول و بابك مفتوح للطلب و الوغول و أنت غاية السئول و نهاية المأمول إلهي هذه أزمة نفسي عقلتها بعقال مشيتك و هذه أعباء ذنوبي درأتها بعفوك و رحمتك و هذه أهوائي المضلة وكلتها إلى جناب لطفك و رأفتك فاجعل اللهم صباحي هذا نازلا علي بضياء الهدى و بالسلامة في الدين و الدنيا و مسائي جنة من كيد الأعداء و وقاية من مرديات الهوى إنك قادر على ما تشاء تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ لا إله إلا أنت سبحانك اللهم و بحمدك من ذا يعرف قدرك فلا يخافك و من ذا يعلم ما أنت فلا يهابك ألفت بقدرتك الفرق و فلقت بلطفك الفلق و أنرت بكرمك دياجي الغسق و أنهرت المياه من الصم الصياخيد عذبا و أجاجا و أنزلت مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً و جعلت الشمس و القمر للبرية سِراجاً وَهَّاجاً من غير أن تمارس فيما ابتدأت به لغوبا و لا علاجا فيا من توحد بالعز و البقاء و قهر العباد بالموت و الفناء صل على محمد و آله الأتقياء و اسمع ندائي و استجب دعائي و حقق بفضلك أملي و رجائي يا خير من انتجع لكشف الضر و المأمول لكل عسر و يسر بك أنزلت حاجتي فلا تردني من سني مواهبك خائبا يا كريم يا كريم برحمتك يا أرحم الراحمين و صلى الله على خير خلقه محمد و آله أجمعين ثم يسجد و يقول إلهي قلبي محجوب و نفسي معيوب و عقلي مغلوب و هوائي غالب و طاعتي قليل و معصيتي كثير و لساني مقر و معترف بالذنوب فكيف حيلتي يا ستار العيوب و يا علام الغيوب و يا كاشف الكروب اغفر ذنوبي كلها بحرمة محمد و آل محمد يا غفار يا غفار يا غفار برحمتك يا أرحم الراحمين
بيان هذا الدعاء من الأدعية المشهورة و لم أجده في الكتب المعتبرة إلا في مصباح السيد ابن الباقي رحمه الله و وجدت منه نسخة قرأه المولى الفاضل مولانا درويش محمد الأصبهاني جد والدي من قبل أمه على العلامة مروج المذهب نور الدين علي بن عبد العالي الكركي قدس الله روحه فأجازه و هذه صورته. الحمد لله قرأ علي هذا الدعاء و الذي قبله عمدة الفضلاء الأخيار الصلحاء الأبرار مولانا كمال الدين درويش محمد الأصفهاني بلغه الله ذروة الأماني قراءة تصحيح كتبه الفقير علي بن عبد العالي في سنة تسع و ثلاثين و تسعمائة حامدا مصليا. و وجدت في بعض الكتب سندا آخر له هكذا قال الشريف يحيى بن قاسم العلوي ظفرت بسفينة طويلة مكتوب فيها بخط سيدي و جدي أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين ليث بني غالب علي بن أبي طالب عليه أفضل التحيات ما هذه صورته بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هذا دعاء علمني رسول الله ص و كان يدعو به في كل صباح و هو اللهم يا من دلع لسان الصباح اه و كتب في آخره كتبه علي بن أبي طالب في آخر نهار الخميس حادي عشر شهر ذي الحجة سنة خمس و عشرين من الهجرة. و قال الشريف نقلته من خطه المبارك و كان مكتوبا بالقلم الكوفي على الرق في السابع و العشرين من ذي القعدة سنة أربع و ثلاثين و سبعمائة. إيضاح بعض ما ربما يشتبه على القارئ فإن شرحه كما ينبغي لا يناسب هذا الكتاب. قوله يا من دلع أي أخرج يقال دلع لسانه فاندلع أي أخرجه فخرج و دلع لسانه أي خرج يتعدى و لا يتعدى قيل و إنما لم يجعله هاهنا لازما إذ لا بد لمن من ضمير راجع إليها لسان الصباح هو ضد المساء و المراد بلسان الصباح الشمس عند طلوعها و النور المرتفع عن الأفق قبل طلوعها بنطق تبلجه النطق هو التكلم و قد يطلق على الأعم فإن المراد به في قولهم ما له صامت و لا ناطق الحيوان و بالصامت ما سواه و التبلج الإضاءة و الإشراق و إضافة النطق إليه بيانية أي بنطق هو إشراق ذلك اللسان و تشبيه الإشراق بالنطق لأجل دلالته على كمال الصانع و يقال بلج الصبح يبلج بالضم أي أضاء و ابتلج و تبلج مثله. و هذه الفقرة موافقة لقوله تعالى وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ فإن كل شيء يدل على أنه تعالى متصف بصفات الكمال مقدس عن سمات النقص فكأنه يحمده و يسبحه و ذهب الكبراء إلى أن ذلك الحمد و التسبيح حقيقيان لا مجازيان و الإعجاز في تسبيح الحصى في كف النبي ص إنما هو باعتبار إسماع المحجوبين و يساعد هذا قوله تعالى قالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ و قد ناسب إثبات النطق للصبح قوله تعالى وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ. و يا من سرح بالتخفيف أو التشديد و الأول أنسب لفظا بقوله دلع أي أرسل يقال سرحت فلانا إلى موضع كذا إذا أرسلته إليه و قال الله تعالى أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ أقول و يحتمل أن يكون من تسريح الشعر قطع الليل المظلم القطع بكسر القاف و فتح الطاء جمع قطعة و الظلمة عدم النور و ظلم الليل بالكسر و أظلم بمعنى و في بعض النسخ المدلهم بدل المظلم و ليلة مدلهمة أي مظلمة بغياهب هي جمع غيهب و هو الظلمة و الباء إما بمعنى مع و متعلقة بقوله سرح أو للسببية و متعلقة بقوله المظلم و المعنى يا من أذهب القطع المختلفة من الليل المظلم مع ظلماته المحسوسة في تردده أو المظلم بسبب هذه الظلمات تلجلجه التلجلج التردد و الاضطراب و قيل يقال يلجلج في فمه مضغة أي يرددها في فمه للمضغ و معنى قولهم الحق أبلج و الباطل لجلج أن الحق ظاهر و الباطل غير مستقيم بل متردد و لجة البحر تردد أمواجه و لجة الليل تردد ظلامه. و يا من أتقن أي أحكم صنع الفلك الدوار الصنع بالضم الفعل و الفلك ما سوى العنصريات من الأجسام و الدوار أي المتحركة بالاستدارة بمقادير تبرجه المقادير جمع مقدور من القدرة و هي ضد العجز و التبرج هو إظهار
المرأة زينتها و محاسنها للرجال قال تعالى وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ و المراد بمقادير تبرج الفلك ما يمكن من تزينه و هذه الفقرة موافقة لقوله تعالى صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ وَ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ. و يا من شعشع يقال شعشعت التراب أي مزجته أي مزج ضياء الشمس القائم بها بنور تأججه يعني بنور يحصل من تلهب ذلك الضياء و هو شعاع الشمس أي ما يرى من ضوئها عند طلوعها كالأغصان أو نقول التشعشع مأخوذ من الشعاع كما أن التلجلج مأخوذ من اللجة و هو مطاوع الشعشعة أي جعل ضياء الشمس القائم بها ذا شعاع بسبب نور ظهوره الذي هو مقتضى ذاته أزلا و أبدا فالضمير على الأول راجع إلى الضياء و على الثاني إلى من و الأجيج تلهب النار و قد أجت تأج أجيجا و أججتها فتأججت. يا من دل على ذاته بذاته أبرز حرف النداء لتغيير الفاصلة يعني يا من كان نور ذاته دليلا موصلا للطالبين إلى ذاته المتعالية من مدارك الأفهام و مسالك الأوهام و هذا مشهد عظيم مخصوص بالكاملين و أما الناقصون فيستدلون من الأثر على المؤثر و الفرق بين الفريقين كالفرق بين من رأى الشمس بنور الشمس و بين من استدل على وجود الشمس بظهور أشعتها و يقال دله على الطريق يدله دلالة و دلالة و دلالة مثلثة الدال و الفتح أولى و قال الراغب في تأنيث ذو ذات و في تثنيته ذواتا و في جمعها ذوات و قد استعار أصحاب المعاني الذات فجعلوها عبارة عن عين الشيء جوهرا كان أو عرضا و ليس ذلك من كلام العرب. و يا من تنزه أي تباعد قال ابن السكيت مما يضعه الناس في غير موضعه قولهم تنزهوا أي أخرجوا إلى البساتين و إنما التنزه أي التباعد عن المياه و المزارع و فيه قيل فلان يتنزه عن الأقذار و ينزه نفسه عنها أي يباعدها عنها عن مجانسة مخلوقاته أي عن أن يكون من جنسها إذ لا يشاركه شيء في الماهية و الخلق أصله التقدير المستقيم و يستعمل في إبداع الشيء من غير أصل و لا احتذاء قال تعالى خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ و في إيجاد الشيء من الشيء نحو خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ و ليس الخلق بمعنى الإبداع إلا لله و لذا قال أَ فَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ و أما الخلق الذي يكون بمعنى الاستحالة فعام قال تعالى وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي و يا من جل أي ترفع عن ملاءمة كيفياته أي عن أن يكون ملائما و مناسبا بكيفيات المخلوق فالضمير راجع إلى المخلوق المذكور في ضمن مخلوقاته كما رجع هو في قوله تعالى اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى إلى العدل المذكور في ضمن اعدلوا و كيف للاستفهام عن الحال و الكيفية منسوبة إلى الكيف أي الحال المنسوب إلى كيف و التأنيث له باعتبار الحال فإنها تؤنث سماعا. يا من قرب من خطرات الظنون أي من كان قريبا من الظنون الذي تخطر بالقلوب و فيه إيماء إلى أن العلم بذاته و صفاته مستحيل و غاية الأمر في هذا المقام هو الظن و الخطرات جمع خطرة و هي الخطور.
و يا من بعد عن ملاحظة العيون يلوح منه أن الله تعالى يمكن إدراكه بالعقل و لا يمكن إبصاره بالعين كما هو مذهب المعتزلة و يؤيده قوله تعالى لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ و التحقيق أنه لا يمكن أن يحوم الأبصار حول جنابه في مرتبة إطلاقه و إن أمكن إبصاره في مرتبة التمثل و التنزل إلى مراتب الظهور و مدارج البروز و لذا قال النبي ص إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته و الكلام السابق ينادي بأنه ع في هذا المقام بصدد التنزيه فاللائق به نفي الإبصار و لا يبقى في هذا المشهد السني نزاع بين الأشاعرة و المعتزلة في مسألة اللقاء و في بعض النسخ و كان بلا كيف مكنون أي مستور عن العقول فكيف بالكيف الظاهر و لا كيف هاهنا بمنزلة كلمة واحدة و لذا دخل عليه حرف الجر و جعلها مجرورة. و يا من علم بما كان قبل أن يكون الكون المستعمل هاهنا تام أي تعلق علمه بما وجد في الخارج قبل أن يوجد فيه و ذلك لأن لجميع الأشياء صورا علمية أزلية في ذات الحق و يسمى تلك الصور أعيانا ثابتة و شئونا إلهية و هي التي سماها الحكماء بالماهيات و تخرج من مكمن الغيب العلمي إلى مشهد الشهادة العينية تدريجا على حسب استعداداتها. يا من أرقدني أي أنامني قبل هذا الصباح في مهاد أمنه و أمانه المهد مهد الصبي و المهاد الفراش و الأمن طمأنينة النفس و زوال الخوف و الأمان و الأمانة في الأصل مصدران و قد يستعمل الأمان في الحالة التي يكون عليها الإنسان في الأمن. و يا من أيقظني أي نبهني من النوم متوجها إلى ما منحني أي أعطاني يقال منحه يمنحه و يمنحه بالفتح و الكسر و الاسم المنحة بالكسر و هي العطية به الضمير راجع إلى ما من مننه و إحسانه بيان لما و المنن جمع منة و هي النعمة الثقيلة. و يا من كف أكف السوء عني الأكف بضم الكاف جمع الكف و السوء ما يغم الإنسان و أثبت للسوء أكفا كما يثبتون للمنية أظفارا و مخالب بيده أي قدرته الباهرة و سلطانه أي سلطنته القاهرة قال تعالى وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً. صل الصلاة من الله الرحمة و من الملك الاستغفار و من البشر الدعاء و الصلاة التي هي العبادة المخصوصة أصلها الدعاء و صليت عليه أي دعوت له و يقال صليت صلاة و لا يقال تصلية اللهم أي يا الله و الميم عوض عن يا و لذلك لا يجتمعان و قيل أصله يا الله أمنا بخير فخفف بحذف حرف النداء و متعلقات الفعل و همزته و الأم القصد و بعضهم زعموا أن الأصل اللهم يا الله آتنا بالخير و أورد الرضي رحمه الله النقض بما إذا قلنا يا الله لا تأتهم بالخير و لا يبعد أن يقال لا نسلم إطلاق لفظة اللهم في غير مقام الاسترحام بل لا يبعد أن يقال إن الميم اختصار من ارحم و التشديد عوض عما أسقط تقديره يا الله ارحم و الحاصل أنا لم نظفر باستعمالهم هذه اللفظة في غير مقام الدعاء و الاسترحام. فإن قيل كثيرا ما ورد في مقام الدعوة على العدو قلنا الدعاء على العدو يرجع إلى الدعاء لنفسه و قيل لو كان اللهم أصله يا الله أو آتنا بالخير لجاز أن يقال حالة الذكر اللهم اللهم اللهم كما يقال يا الله يا الله يا الله. على الدليل إليك أي من كان هاديا لنا و المراد به النبي ص في الليل الأليل أي البالغ في الظلمة و هذا مثل قولهم ظل ظليل و عرب عرباء و المراد به زمان انقطاع العلم و المعرفة و الماسك عطف على الدليل و إمساك الشيء التعلق به و حفظه من أسبابك السبب الحبل و كل شيء يتوصل به إلى غيره بحبل الشرف أي العلو الأطول صفة الحبل و المراد الذي يمسك من حبالك
بالحبل الأطول من الشرف. و الناصع أي الخالص من كل شيء يقال أبيض ناصع و أصفر ناصع و نصح الأمر وضح و بان الحسب هو ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه و قال ابن السكيت الحسب و الكرم يكونان في الرجل و إن لم يكن آباء لهم شرف و الشرف و المجد لا يكونان إلا بالآباء في ذروة الكاهل هو ما بين الكتفين و ذرى الشيء بالضم أعاليه الواحدة ذروة بكسر الذال و ذروة بالضم أيضا و هي أيضا أعلى السنام و فلان يذري حسبه أي يمدحه و يرفع شأنه و الأعبل أي الضخيم الغليظ و المراد النبي الخالص حسبه أو الواضح حسبه في أعلى مراتب المجد الراسخ و الشرف الشامخ. و الثابت القدم على زحاليفها الضمير للقدم فإنها مؤنث سماعي و الزحلفة بضم الزاء آثار تزلج الصبيان من فوق التل إلى أسفله و هي لغة أهل العالية و تميم يقوله بالقاف و الجمع زحالف و زحاليف و قال ابن الأعرابي الزحلوفة مكان منحدر يملس لأنهم يزحلفون فيه و الزحلفة كالدحرجة و الدفع يقال زحلفته فتزحلف في الزمن أي الزمان الأول المراد النبي ص الذي ثبت قدمه على المواضع التي هي مظان مزلة القدم قبل النبوة أو في أوائل زمان النبوة. و على آله هو من يئول إليه بالقرابة الصورية أو المعنوية الأخيار جمع خير كشر و أشرار و قيل جمع خير أو خير على تخفيفه كأموات في جمع ميت أو ميت المصطفين من الناس يقال اصطفيته أي اخترته الأبرار قال صاحب الكشاف هو جمع بر و بار فلا يصح ما ذكره الجوهري من أن فاعلا لا يجمع على أفعال و عن علي ع كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد ص رواه الطيراني في المعجم الأوسط و قال أبو سليمان الداراني إذا سألت الله حاجة فابدأ بالصلاة على النبي ص ثم ادع ما شئت ثم اختم بالصلاة عليه فإن الله سبحانه يقبل الصلاتين و هو أكرم من أن يدع بينهما و لذا بدأ علي ع هذا الدعاء بالصلاة على النبي ص و صلى عليه في آخره. و افتح اللهم لنا عطف على صل مصاريع الصباح جمع مصراع و المصراعان من الأبواب و به شبه المصراعان في الشعر بمفاتيح هو جمع مفتاح الرحمة و هي رقة في القلب تقتضي الإحسان و يضاف إليها باعتبار غايتها و الفلاح هو الظفر و إدراك البغية و في بعض النسخ بدل الفلاح النجاح و النجح و النجاح الظفر بالحوائج. و ألبسني من الإلباس أي ألبسني خلعة من أفضل خلع و هي جمع خلعة الهداية قد تطلق على إراءة الطريق كما في قوله تعالى وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى و قد تطلق على الإراءة و الإيصال إلى المقصد كما في قوله تعالى إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ و الصلاح هو ضد الفساد. و اغرز اللهم إما بتقديم الراء المهملة على المعجمة يقال غرزت الجرادة بذنبها في الأرض تغريزا و غرزت الشيء بالإبرة أغرزه غرزا و إما بتقديم المعجمة من باب الإفعال كما في بعض النسخ و الغزارة الكثرة و قد غزر الشيء بالضم يغزر فهو غزر و غزرت الناقة غزارة كثر لبنها بعظمتك عظم الشيء و أصله كبر عظمه ثم استعير لكل كبير فأجري مجراه محسوسا كان أو معقولا عينا كان أو معنى في شرب هو بكسر الشين الحظ من الماء جناني هو بالفتح القلب ينابيع جمع ينبوع و هو عين الماء من نبع الماء ينبع و نبع نبوعا أي خروجا الخشوع هو الضراعة و أكثر ما يستعمل فيما يوجد في الجوارح و الضراعة أكثر ما يستعمل فيما يوجد في القلب و أجر من الإجراء بهيبتك على الإجلال و المخافة من آماقي موق العين طرفها مما يلي الأنف و الأذن و اللحاظ طرفها الذي يلي الأذن و الجمع آماق و أمآق زفرات الدموع هي جمع دمع و
الزفرة بالكسر القربة و منه قيل للإماء اللواتي يحملن القرب زوافر. و أدب اللهم من التأديب نزق الخرق مني النزق هو الخفة و الطيش و الخرق ضد الرفق و قد خرق يخرق خرقا و الاسم الخرق بالضم و قال في القاموس الخرق بالضم و بالتحريك ضد الرفق انتهى و قال في النهاية و في الحديث الرفق يمن و الخرق شوم الخرق بالضم الجهل و الحمق بأزمة جمع زمام و هو الخيط الذي في البرة أو في الخشاش ثم يشد في طرفه المقود و قد يسمى المقود زماما و الخشاش بالكسر الذي في أنف البعير و هو من خشب و البرة من صفر و الخزامة من شعر القنوع هي بالضم السؤال و التذلل للمسألة و قد شبه ع نزق الخرق أي الطيش الناشي من غلظة الطبيعة بحيوان يحتاج إلى أن يؤدب بالأزمة. اللهم إن لم تبتدئني الرحمة منك أي لم تبتدئني شأني رحمتك بحسن التوفيق هو جعل الله تدبيرنا موافقا لتقديره فمن بالفتح للاستفهام السالك السلوك النفاذ في الطريق بي المشهور أن مثل هذه الباء للتعدية و يمكن أن يقال المراد فمن السالك معي أي بمصاحبتي و لا يخفى أنه أبعد عن التكلف واضح الطريق من إضافة الصفة إلى الموصوف أي الطريق الواضح. و إن أسلمتني أي سلمتني أناتك أي حلمك و يقال تأنى في الأمر ترفق و انتظر و الاسم الأناة مثل قناة لقائد الأمل أي الرجاء و يقال قدت الفرس و غيره أقوده قودا و مقاودة و قيدودة و المنى بالضم جمع منية و هي الصورة الحاصلة في النفس من تمني الشيء فمن المقيل يقال أقلت البيع إقالة أي فسخته عثراتي العثرة الزلة أي فمن يفسخ و يمحو زلاتي الحاصلة من كبوات يقال كبا بوجهه يكبو سقط الهوى هو بالقصر هوى النفس و جمعه أهواء. و إن خذلني نصرك يقال خذله خذلانا أي ترك عونه و نصره عند محاربة النفس أي وقت محاربتي للنفس الأمارة بالسوء و محاربة الشيطان و هو عند الصوفية النفس الكلية التي تتمثل أحيانا بالصور الجسمانية و قيل هو القوة الواهمة فقد وكلني يقال وكله إلى نفسه وكلا و وكولا و هذا الأمر موكول
إلى رأيك نصرك و في بعض النسخ خذلانك إلى حيث النصب أي إلى مكان فيه النصب و هو بفتح النون و الصاد التعب و الحرمان أي المحروم الذي لم يوسع عليه في الرزق كما وسع على غيره إلهي أي يا معبودي من أله إلهية أي عبد أ تراني من الرؤية و همزة الاستفهام هاهنا للإنكار ما أتيتك من الإتيان و المراد به التوجه إليه تعالى إلا من حيث الآمال أي ليس توجهي إليك إلا لأجل الآمال و أما التوجه الخالص الصافي عن الأغراض النفسانية فلم يوجد مني أم تراني علقت بكسر اللام أي تعلقت يقال علق به علقا أي تعلق به بأطراف حبالك أي حبال فضلك و كرمك إلا حين باعدتني أي أبعدتني و في بعض النسخ أبعدتني ذنوبي جمع ذنب و هو الكدورة الحاصلة لمرآة القلب من ارتكاب القبائح عن ضربة الوصال الضربة بالكسر أبيات مجتمعة فبئس المطية هي واحد المطي يذكر و يؤنث التي امتطأت نفسي أي امتطأته نفسي يقال امتطأتها أي اتخذتها مطية من هواها بيان المطية و الضمير راجع إلى النفس فإنها مؤنث سماعي. فواها لها كلمة تعجب فإذا تعجبت من شيء قلت واها له لما سولت لها ما مصدرية و سولت له نفسه أي زينته ظنونها الباطلة و مناها العاطلة و تبا لها التباب الخسران و الهلاك تقول تبا لفلان تنصبه على المصدر بإضمار فعل أي ألزمه الله هلاكا و خسرانا له لجرأتها أي شجاعتها على سيدها المراد به هو الله تعالى يقال ساد قومه يسودهم سيادة و سؤددا و سيدودة فهو سيد و مولاها هو المعتق و المعتق و ابن العم و الجار و الحليف و الناصر و المتولي للأمر و المراد هاهنا الناصر أو المتولي للأمر قال النبي ص من كنت مولاه فعلي مولاه و المولى في هذا الحديث يختص بالمعنى الأخير. إلهي قرعت أي ضربت ضربا شديدا باب روضة رحمتك بيد رجائي أصل يد يدي بسكون الدال و هربت أي فررت إليك هذا ناظر إلى قوله تعالى فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ لاجيا أي ملتجيا يقال لجأت لجأ بالتحريك و ملجأ من فرط أهوائي الفرط بسكون الراء التجاوز عن الحد و قد عرفت أن الهوى بالقصر هوى النفس و الأهواء جمعه و علقت أي تعلقت بأطراف حبالك أي حبال كرمك أنامل ولائي أنامل جمع أنملة و هي رءوس الأصابع و يقال بينهما ولاء بالفتح أي قرابة. فاصفح اللهم يقال صفحت عن فلان إذا أعرضت عن ذنبه عما أجرمته الجرم و الجريمة الذنب يقال جرم و اجترم بمعنى و في بعض النسخ عما كان من زللي يقال زللت يا فلان تزل زليلا إذا زل في الطين أو منطق و قال الفراء زللت بالكسر تزل زللا و الاسم الزلة و خطائي الخطاء بالقصر نقيض الصواب و قد يمد و قرئ بهما وَ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً. و أقلني من الإقالة أي خلصني من صرعة دائي أي مرضي يقال صارعته فصرعته صرعا بالكسر لقيس و صرعا بالفتح لتميم و الصرعة مثل الركبة و الجلسة و الصرع علة معروفة سيدي و مولاي أي ناصري و متولي أمري و معتمدي أي محل اعتمادي أو الذي اعتمدت عليه و رجائي أي مرجوي و غاية مناي أي نهاية مقاصدي في منقلبي قلبت الشيء فانقلبت أي انكب و المنقلب يكون مصدرا و مكانا مثل منصرف و المراد هاهنا هو المكان قال الله تعالى وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ و مثواي يقال ثوى بالمكان يثوي ثواء و ثويا أي أقام. إلهي كيف تطرد الطرد الإبعاد و الطرد بالتحريك تقول طردته فذهب مسكينا قيل هو الذي لا شيء له و هو أبلغ من الفقر و قوله تعالى أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ فإنه جعلهم مساكين بعد ذهاب سفينتهم أو لأن
سفينتهم غير معتد بها في جنب ما كان بهم من المسكنة و قوله تعالى ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَ الْمَسْكَنَةُ فالميم في ذلك زائدة في أصح القولين التجأ إليك من الذنوب متعلق بقوله هاربا أي ما يباعد عنها. أم كيف تخيب يقال خاب الرجل خيبة إذا لم ينل ما طلب و خيبته أنا تخييبا مسترشدا أي طالبا للرشاد و هو ضد الغي قصد القصد إتيان الشيء تقول قصدته و قصدت إليه بمعنى إلى جنابك الجناب بالفتح الفناء و بالكسر ما قرب من محلة القوم صاقبا يقال صقب داره بالكسر أي قريب و في بعض النسخ ساعيا و يقال سعى الرجل يسعى سعيا إذا عدا و كذا إذا عمل و كتب. أم كيف ترد يقال رده عن وجهه يرده ردا و مردا صرفه ظمآن أي عطشان يقال ظمأ ظمأ أي عطش ورد الورود أصله قصد الماء ثم يستعمل في غيره قال الله تعالى وَ لَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ إلى حياضك هي جميع حوض. شاربا كلا أي لا طرد و لا تخييب و لا رد و حياضك الواو للحال مترعة يقال حوض ترع بالتحريك و كوز ترع أيضا أي ممتل و قد ترع الإناء بالكسر ترعا أي امتلأ و أترعته أنا و جفنة مترعة في ضنك المحول أي في زمان ضيق حاصل من المحول و المحل الجدب و هو انقطاع المطر و يبس الأرض و بابك مفتوح للطلب أي لطلب السائلين و الوغول أي الدخول و التواري يقال وغل الرجل يغل وغولا أي دخل في الشجر و توارى فيه و أنت غاية المسئول أي نهاية ما يسأل و ليس قبلك مسئول سألته الشيء و سألته عن الشيء سؤالا و مسألة و في بعض النسخ السؤل و هو ما يسأله الإنسان و نهاية المأمول أي المرجو و ليس بعدك مأمول. إلهي هذه أزمة نفسي عقلتها العقل الإمساك و الضمير للنفس بعقال مشيتك أي إرادتك و العقال بالكسر خيط يكون آلة لإمساك البعير و هذه أعباء ذنوبي العباء بالكسر الحمل و الجمع أعباء درأتها أي دفعتها عن نفسي بعفوك يقال عفوت عن ذنبه إذا تركته و لم تعاقبه و رحمتك و هذه أهوائي المضلة أي الموجبة للضلالة و أصله أضاعه و أهلكه وكلتها أي جعلتها موكولة إلى جناب لطفك الهادي لكل شيء إلى ما يستعده و رأفتك هي أشد الرحمة. فاجعل اللهم صباحي هذا هو صفة صباحي نازلا على النزول الحلول تقول نزلت نزولا و منزلا بضياء الهدى هو الرشاد و الدلالة يذكر و يؤنث و السلامة هي التعري عن الآفات في الدين و هو الطاعة و الجزاء و استعير للشريعة قال الله تعالى إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ و الدنيا مؤنث أدنى من الدنو أو الدناءة أي الدار التي لها زيادة قرب إلينا بالنسبة إلى الآخرة أو لها زيادة دناءة بالنسبة إلى الآخرة و الدار مؤنث سماعي. و اجعل مسائي هو ضد الصباح جنة بضم الجيم هو ما استترت به من سلاح من كيد الأعداء أي مكرهم و الأعداء جمع عدو و هو ضد الصديق و وقاية هي حفظ الشيء مما يضره و قد يطلق على ما به ذلك الحفظ و هو المراد هاهنا من مرديات الهوى أي المهالك الناشئة من هوى النفس يقال ردي بالكسر ردى أي هلك و أردأه غيره فإنك قادر القدرة ضد العجز على ما تشاء أي تريد. تُؤْتِي أي تعطي من الإتيان و هو الإعطاء الْمُلْكِ هو التصرف بالأمر و النهي في الجمهور و ذلك مختص بسياسة الناطقين و لذا يقال مَلِكِ النَّاسِ و لا يقال ملك الأشياء مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ يقال نزعت الشيء من مكانه أنزعه نزعا قلعته وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ العزة حالة مانعة للإنسان من أن يغلب من قولهم أرض عزاز أي صلبة وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ الذل بالضم ضد العز و بالكسر اللين و أذله و استذله و ذلله بمعنى بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ذكر الخير
وحده لأنه المقضي بالذات و الشر مقضي بالعرض إذ لا يوجد شر جزئي ما لم يتضمن خيرا كليا أو لمراعاة الأدب في الخطاب و نبه على أن الشر أيضا بيده بقوله إنك على اه. تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ أي تنقص من قوس الليل و تزيد في قوس النهار و الولوج الدخول في مضيق وَ تُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ أي تنقص من قوس النهار و تزيد في قوس الليل وَ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ بتشديد الياء و تسكينها و ذلك بإنشاء الحيوان من النطفة وَ تُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ و ذلك بإنشاء النطفة من الحيوان وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ الرزق يقال للعطاء الجاري و للنصيب و لما يصل إلى الجوف و يتغدى به قال الله تعالى أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ بِغَيْرِ حِسابٍ هو استعمال العدد. لا إله أي لا معبود بالحق إلا أنت و إنما خصصنا المعبود بالحق لأن غير الله قد يعبد بالباطل كالأصنام و الكواكب و بعض الصوفية يطلقون المعبود و يقولون كل ما يعبد فهو الله في الحقيقة لأن الموجود الحقيقي نور واحد ظهر بصورة العالم و نسبة الحق إلى العالم كنسبة البحر إلى الأمواج سبحانك اللهم التسبيح التنزيه و سبحان في الأصل مصدر كغفران و هو هاهنا مفعول مطلق أي أسبحك تسبيحا و بحمدك أي و كان ذلك التسبيح مقرونا بحمدك و الحمد عند الصوفية إظهار صفات الكمال. من ذا يعرف ذا هاهنا بمعنى الذي و المعرفة و العرفان إدراك الشيء بفكر و تدبر لأثر و هو أخص من العلم و يضاده الإنكار قدرك قدر الشيء مبلغه و في بعض النسخ قدرتك فلا يخافك الخوف ضد الرجاء و من ذا يعلم العلم إدراك الشيء بحقيقته و ذلك ضربان إدراك ذات الشيء و الحكم بوجود الشيء له أو نفي الشيء عنه و الأول يتعدى إلى مفعول واحد نحو لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ. و الثاني يتعدى إلى مفعولين نحو فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ ما أنت أي أي شيء أنت فلا يهابك أي لا يخافك ألفت قال الإمام الراغب المؤلف ما جمع من أجزاء مختلفة و رتب ترتيبا قدم فيه ما حقه أن يقدم و أخر فيه ما حقه أن يؤخر بمشيتك أي إرادتك الأزلية الفرق هي القطعة المنفصلة و منه الفرق للجماعة المنفردة من الناس و فلقت بقدرتك الفلق هو شق الشيء و إبانة بعضه عن بعض الفلق هو الصبح و قيل الأنهار المذكورة في قوله تعالى أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَ جَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً. و أنرت من الإنارة بكرمك دياجي الغسق قال الجوهري دياجي الليل حنادسه و الحندس بالكسر الليل الشديد الظلمة و الغسق هو أول ظلمة الليل و أنهرت المياه يقال أنهرت الدم أي أسلته و في بعض النسخ أهمرت و الهمر الصب و قد همر الدمع و الماء يهمره همرا من الصم يقال حجر صم أي صلب مصمت الصياخيد هي جمع صيخود و صخرة صيخود أي شديدة عذبا هو الماء الطيب و قد عذب عذوبة و أُجاجاً ماء أجاج أي ملح و أنزلت مِنَ الْمُعْصِراتِ هي السحاب التي تعصر بالمطر ماءً هو الذي يشرب و الهمزة فيه مبدلة من الهاء بدليل مويه و أصله موه بالتحريك لأنه يجمع على أمواه في القلة و مياه في الكثرة ثَجَّاجاً يقال ثججت الدم و الماء إذا أسلته بالوادي يثججه أي يسيله و مطر ثجاج إذا انصب جدا. و جعلت الشمس و القمر للبرية يقال برأ الله الخلق برءا و هو البارئ و البرية الخلق و قد ترك العرب همزه و قال الفراء إن أخذت البرية من البري و هو التراب فأصلها غير الهمز سِراجاً هو الزاهر بفتيلة و دهن و يعبر به عن كل مضيء وَهَّاجاً الوهج بالتسكين مصدر وهجت النار وهجانا إذا اتقدت
من غير أن تمارس المراس و الممارسة المعالجة و المراد من غير أن ترتكب فيما ابتدأت به لغوبا هو التعب و الإعياء و لا علاجا يقال عالجت الشيء معالجة و علاجا إذا زاولته. فيا من توحد أي تفرد بالعز و البقاء هو دوام الوجود و توحده بالعز لأن كل ممكن فوجوده و جميع صفاته مستعارة من الله فهو في حد ذاته ذليل و إنما العزة لله و توحده بالبقاء لأن كل شيء هالك إلا وجهه و قهر أي غلب عباده العبودية التذلل و العبادة أبلغ منها لأنها غاية التذلل بالموت هو مفارقة الروح من البدن و الفناء هو العدم بعد الوجود. صل على محمد و آله الأتقياء التقي المتقي يقال اتقى يتقي و توهموا أن التاء من نفس الكلمة و قالوا تقى يتقي مثل قضى يقضي و ناسب هذا الوصف قول النبي ص كل تقي آلي و استمع يقال استمعت له أي أصغيت إليه ندائي أي صوته و استجب دعائي الإجابة و الاستجابة بمعنى و الدعاء واحد الأدعية و أصله دعاو لأنه من دعوت إلا أن الواو لما جاءت بعد الألف همزت و حقق أي ثبت من حق يحق بمعنى ثبت بفضلك هو و الإفضال الإحسان أملي في الدنيا و رجائي في الآخرة. يا خير من دعي يقال دعوت فلانا أي صحت به و استدعيته لدفع الضر هو بالضم الهزال و سوء الحال و في بعض النسخ لكشف الضر يقال كشفت الثوب عن الوجه و كشفت غمه قال الله تعالى وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ و المأمول أي المرجو في كل عسر يراد دفعه و العسر نقيض اليسر قال عيسى بن عمر كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم و أوسطه ساكن فمن العرب من يثقله و منهم من يخففه مثل عسر و عسر و رحم و رحم و حكم و حكم. و في كل يسر بك لا بغيرك أنزلت حاجتي الحاجة إلى الشيء الفقر إليه مع محبته فلا تردني صيغة نهي للدعاء من باب موهبتك وهبت له الشيء وهبا و وهبا بالتحريك و هبة و الاسم الموهب و الموهبة بكسر الهاء فيهما خائبا أي غير واجد للمطلوب يا كريم يا كريم يا كريم كرر النداء بعنوان الكريم إظهارا للاعتماد على كرم الحق لا حول أي لا قوة في الظاهر و لا قوة أي في الباطن إلا بالله العلي بذاته العظيم بصفاته. و اعلم أنا قد أوردنا هذا الدعاء الشريف مع شرحه في كتاب الصلاة في أبواب أدعية الصباح و المساء و إنما كررناه للفاصلة الكثيرة و لشدة مناسبته بهذا المقام أيضا