1- المحاسن، عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي سعيد دينار بن عقيصا التيمي قال مررت بالحسن و الحسين ع و هما بالفرات مستنقعين في إزارهما فقالا إن للماء سكانا كسكان الأرض ثم قالا أين تذهب فقلت إلى هذا الماء قالا و ما هذا الماء قلت ماء تشرب في هذا الحير يخف له الجسد و يخرج الحر و يسهل البطن هذا الماء المر فقالا ما نحسب أن الله تبارك و تعالى جعل في شيء مما قد لعنه شفاء فقلت و لم ذاك فقالا إن الله تبارك و تعالى لما آسفه قوم نوح فتح السماء بماء منهمر فأوحى الله إلى الأرض فاستعصت عليه عيون منها فلعنها فجعلها ملحا أجاجا
بيان في أكثر النسخ دينار بن عقيصا و الظاهر زيادة ابن لأن دينارا كنيته أبو سعيد و لقبه عقيصا و يؤيده أن في الكافي عن أبي سعيد عقيصا و في القاموس العقيصا كرشة صغيرة مقرونة بالكرش الكبرى.
و أقول في الكافي رواه عن محمد بن يحيى عن حمدان بن سليمان عن محمد بن يحيى بن زكريا و عن العدة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه جميعا عن محمد بن سنان و فيه و هما في الفرات مستنقعان في إزارين فقلت لهما يا ابني رسول الله أفسدتما الإزارين فقالا لي يا با سعيد فساد الإزارين أحب إلينا من فساد الدين إن للماء أهلا و سكانا إلى قوله فقلت أريد دواء أشرب من هذا الماء المر لعلة بي أرجو أن يخف له الجسد و يسهل البطن فقالا إلى آخر الخبر ثم قال و في رواية حمدان بن سليمان أنهما قالا يا با سعيد تأتي ماء ينكر ولايتنا في كل يوم ثلاث مرات إن الله عز و جل عرض ولايتنا على المياه فما قبل ولايتنا عذب و طاب و ما جحد ولايتنا جعله الله عز و جل مرا و ملحا أجاجا
و أقول لما آسفه إشارة إلى قوله تعالى فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ يقال آسفه أي أغضبه بِماءٍ مُنْهَمِرٍ أي منصب بلا قطر و الخطاب إليها و عدم قبولها الولاية إما بأن أودع الله فيها في تلك الحال ما تفهم به الخطاب أو استعارة تمثيلية لبيان عدم قابليتها لترتب خير عليها و رداءة أصلها فإن للأشياء الطيبة مناسبة واقعية بعضها لبعض و كذا الأشياء الخبيثة و قد مضى تحقيق ذلك في مجلدات الإمامة
2- المحاسن، عن بعضهم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال نهى رسول الله عن الاستشفاء بالعيون الحارة التي تكون في الجبال التي توجد منها رائحة الكبريت فإنها من فوح جهنم
3- و منه، بهذا الإسناد عن أبي عبد الله ع قال إن النبي ص نهى أن يستشفى بالحمات التي توجد في الجبال
4- الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال نهى رسول الله عن الاستشفاء بالحمات و هي العيون الحارة التي تكون في الجبال التي توجد فيها روائح الكبريت فإنها من فوح جهنم
توضيح قال في النهاية الحمة عين ماء حار يستشفي بها المرضى و قال من فوح جهنم أي شدة غليانها و حرها و يروى بالياء بمعناه
5- الكافي، عن العدة عن سهل عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال إن نوحا ع لما كان في أيام الطوفان دعا المياه كلها فأجابته إلا الماء الكبريت و الماء المر فلعنهما
و منه عن العدة عن سهل عن محمد بن سنان عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال كان أبي يكره أن يتداوى بالماء المر و بماء الكبريت و كان يقول إن نوحا ع لما كان الطوفان دعا المياه فأجابته كلها إلا الماء المر و ماء الكبريت فدعا عليهما و لعنهما
بيان قال أبو الصلاح في الكافي يكره شرب الماء الملح و الكبريتي و المتغير اللون أو الطعم أو الرائحة بغير النجاسات