1- مع، ]معاني الأخبار[ محمد بن إبراهيم عن أحمد بن يونس المعاذي عن أحمد الهمداني عن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل عن أبيه عن جده عن جعفر بن محمد ع قال كان للحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما صديق و كان ماجنا فتباطأ عليه أياما فجاءه يوما فقال له الحسن ع كيف أصبحت فقال يا ابن رسول الله أصبحت بخلاف ما أحب و يحب الله و يحب الشيطان فضحك الحسن ع ثم قال و كيف ذاك قال لأن الله عز و جل يحب أن أطيعه و لا أعصيه و لست كذلك و الشيطان يحب أن أعصي الله و لا أطيعه و لست كذلك و أنا أحب أن لا أموت و لست كذلك فقام إليه رجل فقال يا ابن رسول الله ما بالنا نكره الموت و لا نحبه قال فقال الحسن ع إنكم أخربتم آخرتكم و عمرتم دنياكم فأنتم تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب
2- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ من أصحاب الحسن بن علي ع عبد الله بن جعفر الطيار و مسلم ابن عقيل و عبد الله بن العباس و حبابة بنت جعفر الوالبية و حذيفة بن أسيد و الجارود بن أبي بشر و الجارود بن المنذر و قيس بن أشعث بن سوار و سفيان بن أبي ليلى الهمداني و عمرو بن قيس المشرفي و أبو صالح كيسان بن كليب و أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي و مسلم البطين و أبو رزين مسعود بن أبي وائل و هلال بن يساف و أبو إسحاق بن كليب السبيعي و أصحابه من خواص أبيه مثل حجر و رشيد و رفاعة و كميل و المسيب و قيس و ابن واثلة و ابن الحمق و ابن أرقم و ابن صرد و ابن عقلة و جابر و الدولي و حبة و عباية و جعيد و سليم و حبيب و الأحنف و الأصبغ و الأعور مما لا تحصى كثرة
3- كا، ]الكافي[ علي بن محمد بن بندار عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري عن عبد الله بن حماد عن أبي مريم الأنصاري عن أبي برزة الأسلمي قال ولد للحسن بن علي ع مولود فأتته قريش فقالوا يهنؤك الفارس فقال و ما هذا من الكلام قولوا شكرت الواهب و بورك لك في الموهوب و بلغ الله به أشده و رزقك بره
4- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن بكر بن صالح عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال هنا رجل رجلا أصاب ابنا فقال يهنؤك الفارس فقال الحسن ع له ما علمك يكون فارسا أو راجلا قال جعلت فداك فما أقول قال تقول شكرت الواهب و بورك لك في الموهوب و بلغ أشده و رزقك بره
5- كا، ]الكافي[ محمد بن الحسن و علي بن محمد بن بندار عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الرحمن بن حماد عن أبي مريم الأنصاري رفعه قال إن الحسن بن علي ع خرج من الحمام فلقيه إنسان فقال طاب استحمامك فقال يا لكع و ما تصنع بالاست هاهنا فقال طاب حميمك فقال أ ما تعلم أن الحميم العرق قال طاب حمامك فقال و إذا طاب حمامي فأي شيء لي قل طهر ما طاب منك و طاب ما طهر منك
بيان قال الفيروزآبادي استحم اغتسل بالماء الحار و الماء البارد ضد و قال و لا يقال طاب حمامك و إنما يقال طابت حمتك بالكسر أي حميمك أي طاب عرقك انتهى. و لعله ع قال ما تصنع بالاست على وجه المطايبة لكون الاست موضوعا لأمر قبيح و إن لم يكن مقصودا هاهنا تنبيها له على أنه لا بد أن يرجع في تلك الأمور إلى المعصوم و لا يخترعوا بآرائهم و يحتمل أن يكون المراد أن الألف و السين و التاء الموضوعة للطلب غير مناسب في المقام فيكون إشارة إلى أن الاستحمام بمعنى الاغتسال لغة غير فصيحة
6- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أصحابه أصحاب أبيه و بابه قيس بن ورقا المعروف بسفينة و رشيد الهجري و يقال و ميثم التمار
7- ختص، ]الإختصاص[ أصحاب الحسن بن علي ع سفيان بن أبي ليلى الهمداني حذيفة بن أسيد الغفاري أبو رزين الأسدي
8- ختص، ]الإختصاص[ ابن الوليد عن الصفار عن علي بن سليمان بن داود و عن العطار عن سعد عن علي بن سليمان عن علي بن أسباط عن أبيه عن أبي الحسن موسى ع قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري الحسن بن علي بن فاطمة بنت محمد رسول الله ص فيقوم سفيان بن أبي ليلى الهمداني و حذيفة بن أسيد الغفاري ثم ينادي أين حواري الحسين بن علي فيقوم كل من استشهد معه و لم يتخلف عنه الخبر
9- فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ عن عبد الملك بن عمير عن أبيه عن ربعي عن خراش قال سأل معاوية بن عباس قال فما تقول في علي بن أبي طالب ع قال علي أبو الحسن ع علي كان و الله علم الهدى و كهف التقى و محل الحجى و محتد الندا و طود النهى و علم الورى و نورا في ظلمة الدجى و داعيا إلى المحجة العظمى و مستمسكا بالعروة الوثقى و ساميا إلى المجد و العلا و قائد الدين و التقى و سيد من تقمص و ارتدى بعل بنت المصطفى و أفضل من صام و صلى و أفخر من ضحك و بكى صاحب القبلتين فهل يساويه مخلوق كان أو يكون كان و الله كالأسد مقاتلا و لهم في الحروب حاملا على مبغضيه لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ إلى يوم التناد
إيضاح المحتد بالكسر الأصل و الندا العطاء و الطود الجبل العظيم
10- ل، ]الخصال[ ابن موسى عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن العباس بن الفرج عن أبي سلمة الغفاري عن عبد الله بن إبراهيم بن أبي فروة عن عبد الملك بن مروان قال كنا عند معاوية ذات يوم و قد اجتمع عنده جماعة من قريش و فيهم عدة من بني هاشم فقال معاوية يا بني هاشم بم تفخرون علينا أ ليس الأب و الأم واحدا و الدار و المولد واحدا فقال ابن عباس نفخر عليكم بما أصبحت تفخر به على سائر قريش و تفخر به قريش على الأنصار و تفخر به الأنصار على سائر العرب و تفخر به العرب على العجم برسول الله ص و بما لا تستطيع له إنكارا و لا منه فرارا فقال معاوية يا ابن عباس لقد أعطيت لسانا ذلقا تكاد تغلب بباطلك حق سواك فقال ابن عباس مه فإن الباطل لا يغلب الحق و دع عنك الحسد فلبئس الشعار الحسد فقال معاوية صدقت أما و الله إني لأحبك لخصال أربع مع مغفرتي لك خصالا أربعا فأما ما أحبك فلقرابتك برسول الله ص و أما الثانية فإنك رجل من أسرتي و أهل بيتي و من مصاص عبد مناف و أما الثالثة فإن أبي كان خلا لأبيك و أما الرابعة فإنك لسان قريش و زعيمها و فقيهها و أما الأربع التي غفرت لك فعدوك علي بصفين فيمن عدا و إساءتك في خذلان عثمان فيمن أساء و سعيك على عائشة أم المؤمنين فيمن سعى و نفيك عني زيادا فيمن نفى فضربت أنف هذا الأمر و عينه حتى استخرجت عذرك من كتاب الله عز و جل و قول الشعراء أما ما وافق كتاب الله عز و جل فقوله خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً و أما ما قالت الشعراء فقول أخي بني دينار
و لست بمستبق أخا لا تلمه على شعث أي الرجال المهذب
فاعلم أني قد قبلت فيك الأربع الأولى و غفرت لك الأربع الأخرى و كنت في ذلك كما قال الأول
سأقبل ممن قد أحب جميله و أغفر ما قد كان من غير ذلكا
ثم أنصت فتكلم ابن عباس فقال بعد حمد الله و الثناء عليه أما ما ذكرت أنك تحبني لقرابتي من رسول الله ص فذلك الواجب عليك و على كل مسلم آمن بالله و رسوله لأنه الأجر الذي سألكم رسول الله ص على ما آتاكم به من الضياء و البرهان المبين فقال عز و جل قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فمن لم يجب رسول الله ص إلى ما سأله خاب و خزي و كبا في جهنم و أما ما ذكرت أني رجل من أسرتك و أهل بيتك فذلك كذلك و إنما أردت به صلة الرحم و لعمري إنك اليوم وصول معما قد كان منك مما لا تثريب عليك فيه اليوم و أما قولك إن أبي كان خلا لأبيك فقد كان ذلك و قد سبق فيه قول الأول
سأحفظ من آخى أبي في حياته و أحفظه من بعده في الأقاربو لست لمن لا يحفظ العهد وامقا و لا هو عند النائبات بصاحبي
و أما ما ذكرت أني لسان قريش و زعيمها و فقيهها فإني لم أعط من ذلك شيئا إلا و قد أوتيته غير أنك قد أبيت بشرفك و كرمك إلا أن تفضلني و قد سبق في ذلك قول الأول
و كل كرم للكرام مفضل يراه له أهلا و إن كان فاضلا
و أما ما ذكرت من عدوي عليك بصفين فو الله لو لم أفعل ذلك لكنت من ألأم العالمين أ كانت نفسك تحدثك يا معاوية إني أخذل ابن عمي أمير المؤمنين و سيد المسلمين و قد حشد له المهاجرون و الأنصار و المصطفون الأخيار لم يا معاوية أ شك في ديني أم حيرة في سجيتي أم ضن بنفسي و أما ما ذكرت من خذلان عثمان فقد خذله من كان أمس رحما به مني و لي في الأقربين و الأبعدين أسوة و إني لم أعد عليه فيمن عدا بل كففت عنه كما كف أهل المروءات و الحجى و أما ما ذكرت من سعيي على عائشة فإن الله تبارك و تعالى أمرها أن تقر في بيتها و تحتجب بسترها فلما كشفت جلباب الحياء و خالفت نبيها ص وسعنا ما كان منا إليها و أما ما ذكرت من نفي زياد فإني لم أنفه بل نفاه رسول الله ص إذ قال الولد للفراش و للعاهر الحجر و إني من بعد هذا لأحب ما سرك في جميع أمورك فتكلم عمرو بن العاص فقال يا أمير المؤمنين و الله ما أحبك ساعة قط غير أنه قد أعطي لسانا ذربا يقلبه كيف شاء و إن مثلك و مثله كما قال الأول و ذكر بيت شعر فقال ابن عباس إن عمرا داخل بين العظم و اللحم و العصا و اللحا و قد تكلم فليستمع فقد وافق قرنا أما و الله يا عمرو إني لأبغضك في الله و ما أعتذر منه إنك قمت خطيبا فقلت أنا شانئ محمد فأنزل الله عز و جل إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ فأنت أبتر الدين و الدنيا و أنت شانئ محمد في الجاهلية و الإسلام و قد قال الله تبارك و تعالى لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ و قد حاددت الله و رسوله قديما و حديثا و لقد جهدت على رسول الله جهدك و أجلبت عليه بخيلك و رجلك حتى إذا غلبك الله على أمرك و رد كيدك في نحرك و أوهن قوتك و أكذب أحدوثتك نزعت و أنت حسير ثم كدت بجهدك لعداوة أهل بيت نبيه من بعده ليس بك في ذلك حب معاوية و لا آل معاوية إلا العداوة لله عز و جل و لرسوله ص مع بغضك و حسدك القديم لأبناء عبد مناف و مثلك في ذلك كما قال الأول
تعرض لي عمرو و عمرو خزاية تعرض ضبع القفر للأسد الوردفما هو لي ند فأشتم عرضه و لا هو لي عبد فأبطش بالعبد
فتكلم عمرو بن العاص فقطع عليه معاوية و قال أما و الله يا عمرو ما أنت من رجاله فإن شئت فقل و إن شئت فدع فاغتنمها عمرو و سكت فقال ابن عباس دعه يا معاوية فو الله لأسمنه بميسم يبقى عليه عاره و شناره إلى يوم القيامة تتحدث به الإماء و العبيد و يتغنى به في المجالس و يحدث به في المحافل ثم قال ابن عباس يا عمرو و ابتدأ في الكلام فمد معاوية يده فوضعها علي في ابن عباس و قال له أقسمت عليك يا ابن عباس إلا أمسكت و كره أن يسمع أهل الشام ما يقول ابن عباس و كان آخر كلامه اخسأ أيها العبد و أنت مذموم و افترقوا
إيضاح ذلاقة اللسان حدته يقال لسان ذلق بالفتح و ذلق بضمتين و ذلق بضم الأول و فتح الثاني و المصاص بالضم خالص كل شيء يقال فلان مصاص قومه إذا كان أخلصهم نسبا و زعيم القوم سيدهم. قوله فضربت أنف هذا الأمر هذا مثل تقوله العرب إذا أرادت بيان الاستقصاء في البحث و الفكر و إنما خص الأنف و العين لأنهما صورة الوجه و الذي يتأمل من الإنسان إنما هو وجهه أي عرضت وجوه هذا الأمر على العقل واحدا واحدا و تأملت فيها و قال الخليل في كتاب العين الضرب يقع على جميع الأعمال. أقول و يحتمل أن يكون الضرب بمعناه كناية عن زجره بأي وجه يمكن حتى اتجه الغدر فيه. و لم الله شعثه بالتحريك أي أصلح و جمع ما تفرق من أموره أي لا يبقى لك أخ أن ترع عند النكبات حاله فإن المهذب الأخلاق من الرجال قليل و الوامق المحب و قال الجوهري الورد الذي يشم الواحدة وردة و بلونه قليل للأسد ورد و للفرس ورد
11- جا، ]المجالس للمفيد[ محمد بن عمران المرزباني عن محمد بن الحسين الجوهري عن علي بن سليمان عن الزبير بن بكار عن علي بن صالح عن عبد الله بن مصعب عن أبيه قال حضر عبد الله بن عباس مجلس معاوية بن أبي سفيان فأقبل عليه معاوية فقال يا ابن عباس إنكم تريدون أن تحرزوا الإمامة كما اختصصتم بالنبوة و الله لا يجتمعان أبدا إن حجتكم في الخلافة مشتبهة على الناس إنكم تقولون نحن أهل بيت النبي ص فما بال خلافة النبوة في غيرنا و هذه شبهة لأنها لا يشبه الحق و بها مسحة من العدل و ليس الأمر كما تظنون إن الخلافة ينقلب في أحياء قريش برضى العامة و شورى الخاصة و لسنا نجد الناس يقولون ليت بني هاشم ولونا و لو ولونا كان خيرا لنا في دنيانا و أخرانا و لو كنتم زهدتم فيها أمس كما تقولون ما قاتلتم عليها اليوم و الله لو ملكتموها يا بني هاشم لما كانت ريح عاد و لا صاعقة ثمود بأهلك للناس منكم فقال ابن عباس رحمه الله أما قولك يا معاوية إنا نحتج بالنبوة في استحقاق الخلافة فهو و الله كذلك فإن لم يستحق الخلافة بالنبوة فبم يستحق و أما قولك إن الخلافة و النبوة لا يجتمعان لأحد فأين قول الله عز و جل أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فالكتاب هو النبوة و الحكمة هي السنة و الملك هو الخلافة فنحن آل إبراهيم و الحكم بذلك جار فينا إلى يوم القيامة و أما دعواك على حجتنا أنها مشتبهة فليس كذلك و حجتنا أضوأ من الشمس و أنور من القمر كتاب الله معنا و سنة نبيه ص فينا و إنك لتعلم ذلك و لكن ثنى عطفك و صعرك قتلنا أخاك و جدك و خالك و عمك فلا تبك على أعظم حائلة و أرواح في النار هالكة و لا تغضبوا لدماء أراقها الشرك و أحلها الكفر و وضعها الدين و أما ترك تقديم الناس لنا فيما خلا و عدولهم عن الإجماع علينا فما حرموا منا أعظم مما حرمنا منهم و كل أمر إذا حصل حاصله ثبت حقه و زال باطله و أما افتخارك بالملك الزائل الذي توصلت إليه بالمحال الباطل فقد ملك فرعون من قبلك فأهلكه الله و ما تملكون يوما يا بني أمية إلا و نملك بعدكم يومين و لا شهرا إلا ملكنا شهرين و لا حولا إلا ملكنا حولين و أما قولك إنا لو ملكنا كان ملكنا أهلك للناس من ريح عاد و صاعقة ثمود فقول الله يكذبك في ذلك قال الله عز و جل وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ فنحن أهل بيته الأدنون و ظاهر العذاب بتملكك رقاب المسلمين ظاهر للعيان و سيكون من بعدك تملك ولدك و ولد أبيك أهلك للخلق من الريح العقيم ثم ينتقم الله بأوليائه و يكون الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
بيان قال الجوهري يقال ثنى فلان عني عطفه إذا أعرض عنك و قال صعر خده و صاعر أي أماله من الكبر
12- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن مالك النحوي عن أحمد بن علي المعدل عن عثمان بن سعيد عن محمد بن سليمان الأصفهاني عن عمر بن قيس المكي عن عكرمة صاحب ابن عباس قال لما حج معاوية نزل المدينة فاستؤذن لسعد بن أبي وقاص عليه فقال لجلسائه إذا أذنت لسعد و جلس فخذوا عن علي بن أبي طالب فأذن له و جلس معه على السرير قال و شتم القوم أمير المؤمنين صلوات الله عليه و آله فانسكبت عينا سعد بالبكاء فقال له معاوية ما يبكيك يا سعد أ تبكي أن يشتم قاتل أخيك عثمان بن عفان قال و الله ما أملك البكاء خرجنا من مكة مهاجرين حتى نزلنا هذا المسجد يعني مسجد الرسول ص فكان فيه مبيتنا و مقيلنا إذا أخرجنا منه و ترك علي بن أبي طالب فيه فاشتد ذلك علينا و هبنا نبي الله أن نذكر ذلك له فأتتنا عائشة فقلنا يا أم المؤمنين إن لنا صحبة مثل صحبة علي و هجرة مثل هجرته و إنا قد أخرجنا من المسجد و ترك فيه فلا ندري من سخط من الله أو من غضب من رسوله فاذكري ذلك له فإنا نهابه فذكرت ذلك لرسول الله ص فقال لها يا عائشة لا و الله ما أنا أخرجتهم و لا أنا أسكنته بل الله أخرجهم و أسكنه و غزونا خيبر فانهزم عنها من انهزم فقال نبي الله ص لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله فدعاه و هو أرمد فتفل في عينه و أعطاه الراية ففتح الله له و غزونا تبوك مع رسول الله ص فودع على النبي ص على ثنية الوداع و بكى فقال له النبي ص ما يبكيك فقال كيف لا أبكي و لم أتخلف عنك في غزاة منذ بعثك الله تعالى فما بالك تخلفني في هذه الغزاة فقال له النبي ص أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فقال علي ع بلى رضيت
13- من بعض كتب المناقب القديمة، روي أن معاوية كتب إلى مروان و هو عامله على المدينة أن يخطب على يزيد بنت عبد الله بن جعفر على حكم أبيها في الصداق و قضاء دينه بالغا ما بلغ و على صلح الحيين بني هاشم و بني أمية فبعث مروان إلى عبد الله بن جعفر يخطب إليه فقال عبد الله إن أمر نسائنا إلى الحسن بن علي ع فاخطب إليه فأتى مروان الحسن خاطبا فقال الحسن اجمع من أردت فأرسل مروان فجمع الحيين من بني هاشم و بني أمية فتكلم مروان فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أما بعد فإن أمير المؤمنين معاوية أمرني أن أخطب زينب بنت عبد الله بن جعفر على يزيد بن معاوية على حكم أبيها في الصداق و قضاء دينه بالغا ما بلغ و على صلح الحيين بني هاشم و أمية و يزيد بن معاوية كفو من لا كفو له و لعمري لمن يغبطكم بيزيد أكثر ممن يغبط يزيد بكم و يزيد ممن يستسقى الغمام بوجهه ثم سكت فتكلم الحسن ع فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أما ما ذكرت من حكم أبيها في الصداق فإنا لم نكن لنرغب عن سنة رسول الله ص في أهله و بناته و أما قضاء دين أبيها فمتى قضت نساؤنا ديون آبائهن و أما صلح الحيين فإنا عاديناكم لله و في الله فلا نصالحكم للدنيا و أما قولك من يغبطنا بيزيد أكثر ممن يغبطه بنا فإن كانت الخلافة فاقت النبوة فنحن المغبوطون به و إن كانت النبوة فاقت الخلافة فهو المغبوط بنا و أما قولك إن الغمام يستسقى بوجه يزيد فإن ذلك لم يكن إلا لآل رسول الله ص و قد رأينا أن نزوجها من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر و قد زوجتها منه و جعلت مهرها ضيعتي التي لي بالمدينة و كان معاوية أعطاني بها عشرة آلاف دينار و لها فيها غنى و كفاية فقال مروان أ غدرا يا بني هاشم فقال الحسن واحدة بواحدة و كتب مروان بذلك إلى معاوية فقال معاوية خطبنا إليهم فلم يفعلوا و لو خطبوا إلينا لما رددناهم و روي أن معاوية نظر إلى الحسن بن علي ع و هو بالمدينة و قد أحتف به خلق من قريش يعظمونه فتداخله حسد فدعا أبا الأسود الدؤلي و الضحاك بن قيس الفهري فشاورهما في أمر الحسن و الذي يهم به من الكلام فقال له أبو الأسود رأي أمير المؤمنين أفضل و أرى أن لا تفعل فإن أمير المؤمنين
لن يقول فيه قولا إلا أنزله سامعوه منه به حسدا و رفعوا به صعدا و الحسن يا أمير المؤمنين معتدل شبابه أحضر ما هو كائن جوابه فأخاف أن يرد عليك كلامك بنوافذ تردع سهامك فيقرع بذلك ظنبوبك و يبدي به عيوبك فإذا كلامك فيه صار له فضلا و عليك كلا إلا أن تكون تعرف له عيبا في أدب أو وقيعة في حسب و إنه لهو المهذب قد أصبح من صريح العرب في غر لبابها و كريم محتدها و طيب عنصرها فلا تفعل يا أمير المؤمنين ثم قال الضحاك بن قيس الفهري امض يا أمير المؤمنين فيه رأيك و لا تنصرف عنه بلأيك فإنك لو رميته بقوارض كلامك و محكم جوابك لقد ذل لك كما يذل البعير الشارف من الإبل فقال أفعل و حضرت الجمعة فصعد معاوية المنبر فحمد الله و أثنى عليه و صلى على نبيه ص و ذكر علي بن أبي طالب فتنقصه ثم قال أيها الناس إن شيبة من قريش ذوي سفه و طيش و تكدر من عيش أتعبتهم المقادير اتخذ الشيطان رءوسهم مقاعد و ألسنتهم مبادر فباض و فرخ في صدورهم و درج في نحورهم فركب بهم الزلل و زين لهم الخطل و أعمى عليهم السبل و أرشدهم إلى البغي و العدوان و الزور و البهتان فهم له شركاء و هو لهم قرين و من يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا و كفى بي لهم و لهم مؤدبا و المستعان الله فوثب الحسن بن علي ع و أخذ بعضادة المنبر فحمد الله و صلى على نبيه ثم قال أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبي طالب أنا ابن نبي الله أنا ابن من جعلت له الأرض مسجدا و طهورا أنا ابن السراج المنير أنا ابن البشير النذير أنا ابن خاتم النبيين و سيد المرسلين و إمام المتقين و رسول رب العالمين أنا ابن من بعث إلى الجن و الإنس أنا ابن من بعث رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ فلما سمع كلامه معاوية غاظ منطقه و أراد أن يقطع عليه فقال يا حسن عليك بصفة الرطب فقال الحسن ع الريح تلقحه و الحر ينضجه و الليل يبرده و يطيبه على رغم أنفك يا معاوية ثم أقبل على كلامه فقال أنا ابن المستجاب الدعوة أنا ابن الشفيع المطاع أنا ابن أول من ينفض رأسه من التراب و يقرع باب الجنة أنا ابن من قاتلت الملائكة معه و لم تقاتل مع نبي قبله أنا ابن من نصر على الأحزاب أنا ابن من ذل له قريش رغما فقال معاوية أما إنك تحدث نفسك بالخلافة و لست هناك فقال الحسن ع أما الخلافة فلمن عمل بكتاب الله و سنة نبيه ص ليست الخلافة لمن خالف كتاب الله و عطل السنة إنما مثل ذلك مثل رجل أصاب ملكا فتمتع به و كأنه انقطع عنه و بقيت تبعاته عليه فقال معاوية ما في قريش رجل إلا و لنا عنده نعم مجللة و يد جميلة قال بلى من تعززت به بعد الذلة و تكثرت به بعد القلة فقال معاوية من أولئك يا حسن قال من يلهيك عن معرفته قال الحسن عليه الصلاة و السلام أنا ابن من ساد قريشا شابا و كهلا أنا ابن من ساد الورى كرما و نبلا أنا ابن من ساد أهل الدنيا بالجود الصادق و الفرع الباسق و الفضل السابق أنا ابن من رضاه رضى الله و سخطه سخط الله فهل لك أن تساميه يا معاوية فقال أقول لا تصديقا لقولك فقال الحسن ع الحق أبلج و الباطل لجلج و لن يندم من ركب الحق و قد خاب من ركب الباطل و الحق يعرفه ذوو الألباب ثم نزل معاوية و أخذ بيد الحسن و قال لا مرحبا بمن ساءك
بيان الظنبوب هو حرف العظم اليابس من الساق و الصريح الرجل الخالص النسب قوله بلأيك يقال فعل كذا بعد لأي أي بعد شدة و إبطاء و لآي لأيا أي أبطأ و في بعض النسخ بدأيك قال الجوهري الدأي من البعير الموضع الذي تقع عليه ظلفة الرحل فتعقره أبو زيد دأيت الشيء أدأى له دأيا إذا ختلته و الشارف المسنة من النوق. قوله إن شيبة أي ذوي شيبة و قال الجوهري التلجلج التردد في الكلام يقال الحق أبلج و الباطل لجلج أي يردد من غير أن ينفذ
14- ختص، ]الإختصاص[ محمد بن الحسين عن محمد بن جعفر المؤدب عن محمد بن عبد الله بن عمران عن عبد الله يزيد الغساني يرفعه قال قدم وفد العراقيين على معاوية فقدم في وفد أهل الكوفة عدي بن حاتم الطائي و في وفد أهل البصرة الأحنف بن قيس و صعصعة بن صوحان فقال عمرو بن العاص لمعاوية هؤلاء رجال الدنيا و هم شيعة علي ع الذين قاتلوا معه يوم الجمل و يوم صفين فكن منهم على حذر فأمر لكل رجل منهم بمجلس سري و استقبل القوم بالكرامة فلما دخلوا عليه قال لهم أهلا و سهلا قدمتم أرض المقدسة و الأنبياء و الرسل و الحشر و النشر فتكلم صعصعة و كان من أحضر الناس جوابا فقال يا معاوية أما قولك أرض المقدسة فإن الأرض لا تقدس أهلها و إنما تقدسهم الأعمال الصالحة و أما قولك أرض الأنبياء و الرسل فمن بها من أهل النفاق و الشرك و الفراعنة و الجبابرة أكثر من الأنبياء و الرسل و أما قولك أرض الحشر و النشر فإن المؤمن لا يضره بعد المحشر و المنافق لا ينفعه قربه فقال معاوية لو كان الناس كلهم أولدهم أبو سفيان لما كان فيهم إلا كيسا رشيدا فقال صعصعة قد أولد الناس من كان خيرا من أبي سفيان فأولد الأحمق و المنافق و الفاجر و الفاسق و المعتوه و المجنون آدم أبو البشر فخجل معاوية
15- نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن أبيه ع قال كان الحسن و الحسين ع يصليان خلف مروان بن الحكم فقالوا لأحدهما ما كان أبوك يصلي إذا رجع إلى البيت فقال لا و الله ما كان يزيد على صلاة
16- ج، ]الإحتجاج[ عن سليم بن قيس قال قدم معاوية بن أبي سفيان حاجا في خلافته فاستقبله أهل المدينة فنظر فإذا الذين استقبلوه ما منهم إلا قرشي فلما نزل قال ما فعلت الأنصار و ما بالهم لم يستقبلوني فقيل له إنهم محتاجون ليس لهم دواب فقال معاوية و أين نواضحهم فقال قيس بن سعد بن عبادة و كان سيد الأنصار و ابن سيدها أفنوها يوم بدر و أحد و ما بعدهما من مشاهد رسول الله ص حين ضربوك و أباك على الإسلام حتى ظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ و أنتم كارهون فسكت معاوية فقال قيس أما إن رسول الله ص عهد إلينا أنا سنلقي بعده أثرة قال معاوية فما أمركم به فقال أمرنا أن نصبر حتى نلقاه قال فاصبروا حتى تلقوه ثم إن معاوية مر بحلقة من قريش فلما رأوه قاموا غير عبد الله بن عباس فقال له يا ابن عباس ما منعك من القيام كما قام أصحابك إلا لموجدة أني قاتلتكم بصفين فلا تجد من ذلك يا ابن عباس فإن عثمان قتل مظلوما قال ابن عباس فعمر بن الخطاب قد قتل مظلوما قال عمر قتله كافر قال ابن عباس فمن قتل عثمان قال قتله المسلمون قال فذاك أدحض لحجتك قال فإنا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي و أهل بيته ع فكف لسانك فقال يا معاوية أ تنهانا عن قراءة القرآن قال لا قال أ فتنهانا عن تأويله قال نعم قال فنقرؤه و لا نسأل عما عنى الله به ثم قال فأيهما أوجب علينا قراءته أو العمل به قال العمل به قال كيف نعمل به و لا نعلم ما عنى الله قال سل عن ذلك من يتأوله على غير ما تتأوله أنت و أهل بيتك قال إنما أنزل القرآن على أهل بيتي أ نسأل عنه آل أبي سفيان يا معاوية أ تنهانا أن نعبد الله بالقرآن بما فيه من حلال و حرام فإن لم تسأل الأمة عن ذلك حتى تعلم تهلك و تختلف قال اقرءوا القرآن و تأولوه و لا ترووا شيئا مما أنزل الله فيكم و ارووا ما سوى ذلك قال فإن الله يقول في القرآن يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ قال يا ابن عباس اربع على نفسك و كف لسانك و إن كنت لا بد فاعلا فليكن ذلك سرا لا يسمعه أحد علانية ثم رجع إلى بيته فبعث إليه بمائة ألف درهم و نادى منادي معاوية أن برئت الذمة ممن روى حديثا في مناقب علي و فضل أهل بيته و كان أشد الناس بلية أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة فاستعمل زياد ابن أبيه و ضم إليه العراقين الكوفة و البصرة فجعل يتتبع الشيعة و هو بهم عارف يقتلهم تحت كل حجر و مدر و أخافهم و قطع الأيدي و الأرجل و صلبهم في جذوع النخل و سمل أعينهم و طردهم و شردهم حتى نفوا عن العراق فلم يبق بها أحد معروف مشهور فهم بين مقتول أو مصلوب أو محبوس أو طريد أو شريد و كتب معاوية إلى جميع عماله في الأمصار أن لا تجيزوا لأحد من شيعة علي و أهل بيته شهادة و انظروا من قبلكم من شيعة عثمان و محبيه و محبي أهل بيته و أهل ولايته و الذين يروون فضله و مناقبه فادنوا مجالسهم و قربوهم و أكرموهم و اكتبوا بمن يروي من مناقبه باسمه و اسم أبيه و قبيلته ففعلوا حتى كثرت الرواية في عثمان و افتعلوها لما كان يبعث إليهم من الصلات و الخلع و القطائع من العرب و الموالي فكثر ذلك في كل مصر و تنافسوا في الأموال و الدنيا فليس أحد يجيء من مصر من الأنصار فيروي في عثمان منقبة أو فضيلة إلا كتب اسمه و قرب و أجيز فلبثوا بذلك ما شاء الله ثم كتب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر و فشا في كل مصر فادعوا الناس إلى الرواية في معاوية و فضله و سوابقه فإن ذلك أحب إلينا و أقر لأعيننا و أدحض لحجة أهل هذا البيت و أشد عليهم
فقرأ كل أمير و قاض كتابه على الناس فأخذ الناس في الروايات في فضائل معاوية على المنبر في كل كورة و كل مسجد زورا و ألقوا ذلك إلى معلمي الكتاتيب فعلموا ذلك صبيانهم كما يعلمونهم القرآن حتى علموه بناتهم و نساءهم و حشمهم فلبثوا بذلك ما شاء الله و كتب زياد ابن أبيه إليه في حق الحضرميين أنهم على دين علي و على رأيه فكتب إليه معاوية اقتل كل من كان على دين علي و رأيه فقتلهم و مثل بهم و كتب معاوية إلى جميع البلدان انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا و أهل بيته فامحوه عن الديوان و كتب كتابا آخر انظروا من قبلكم من شيعة علي و اتهمتموه بحبه فاقتلوه و إن لم تقم عليه البينة فقتلوهم على التهمة و الظنة و الشبهة تحت كل حجر حتى لو كان الرجل تسقط منه كلمة ضربت عنقه و حتى كان الرجل يرمى بالزندقة و الكفر كان يكرم و يعظم و لا يتعرض له بمكروه و الرجل من الشيعة لا يأمن على نفسه في بلد من البلدان لا سيما الكوفة و البصرة حتى لو أن أحدا منهم أراد أن يلقي سرا إلى من يثق به لأتاه في بيته فيخاف خادمه و مملوكه فلا يحدثه إلا بعد أن يأخذ عليه الأيمان المغلظة ليكتمن عليه ثم لا يزداد الأمر إلا شدة حتى كثر و ظهر أحاديثهم الكاذبة و نشأ عليه الصبيان يتعلمون ذلك و كان أشد الناس في ذلك القراء المراءون المتصنعون الذين يظهرون الخشوع و الورع فكذبوا و انتحلوا الأحاديث و ولدوها فيحظون بذلك عند الولاة و القضاة و يدنون مجالسهم و يصيبون بذلك الأموال و القطائع و المنازل حتى صارت أحاديثهم و رواياتهم عندهم حقا و صدقا فرووها و قبلوها و تعلموها و علموها و أحبوا عليها و أبغضوا من ردها أو شك فيها فاجتمعت على ذلك جماعتهم و صارت في يد المتنسكين و المتدينين منهم الذين لا يستحلون الافتعال لمثلها فقبلوها و هم يرون أنها حق و لو علموا بطلانها و تيقنوا أنها مفتعلة لأعرضوا عن روايتها و لم يدينوا بها و لم يبغضوا من خالفها فصار الحق في ذلك الزمان عندهم باطلا و الباطل حقا و الكذب صدقا و الصدق كذبا فلما مات الحسن بن علي ع ازداد البلاء و الفتنة فلم يبق لله ولي إلا خائف على نفسه أو مقتول أو طريد أو شريد فلما كان قبل موت معاوية بسنتين حج الحسين بن علي ع و عبد الله بن جعفر و عبد الله بن عباس معه و قد جمع الحسين بن علي ع بني هاشم رجالهم و نساءهم و مواليهم و شيعتهم من حج منهم و من لم يحج و من بالأمصار ممن يعرفونه و أهل بيته ثم لم يدع أحدا من أصحاب رسول الله ص و من أبنائهم و التابعين و من الأنصار المعروفين بالصلاح و النسك إلا جمعهم فاجتمع إليهم بمنى أكثر من ألف رجل و الحسين بن علي ع في سرادقه عامتهم التابعون و أبناء الصحابة فقام الحسين ع فيهم خطيبا فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أما بعد فإن هذا الطاغية قد صنع بنا و بشيعتنا ما قد علمتم و رأيتم و شهدتم و بلغكم و إني أريد أن أسألكم عن أشياء فإن صدقت فصدقوني و إن كذبت فكذبوني اسمعوا مقالتي و اكتموا قولي ثم ارجعوا إلى أمصاركم و قبائلكم من أمنتم و وثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون فإني أخاف أن يندرس هذا الحق و يذهب وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ فما ترك الحسين ع شيئا أنزل الله فيهم من القرآن إلا قاله و فسره و لا شيئا قاله الرسول ص في أبيه و أمه و أهل بيته إلا رواه و كل ذلك يقول الصحابة اللهم نعم قد سمعناه و شهدناه و يقول التابعون اللهم قد حدثناه من نصدقه و نأتمنه حتى لم يترك شيئا إلا قاله ثم قال أنشدكم بالله إلا رجعتم و حدثتم به من تثقون به ثم نزل و تفرق الناس عن ذلك
بيان قال الجوهري قال ابن السكيت ربع الرجل يربع إذا وقف و تحبس و منه قولهم اربع على نفسك و اربع على ظلعك أي ارفق بنفسك و كف و قال الكتاب و المكتب واحد و الجمع الكتاتيب. أقول قد روينا الخبر من أصل كتاب سليم أبسط من ذلك في كتاب الفتن
17- جا، ]المجالس للمفيد[ ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الكاتب عن الزعفراني عن الثقفي عن جعفر بن محمد الوراق عن عبد الله بن الأزرق عن أبي الجحاف عن معاوية بن ثعلبة قال لما استوثق الأمر لمعاوية بن أبي سفيان أنفذ بسر بن أرطاة إلى الحجاز في طلب شيعة أمير المؤمنين ع و كان على مكة عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب فطلبه فلم يقدر عليه فأخبر أن له ولدين صبيين فبحث عنهما فوجدهما فأخذهما و أخرجهما من الموضع الذي كانا فيه و لهما ذؤابتان فأمر بذبحهما فذبحا و بلغ أمهما الخبر فكادت نفسها تخرج ثم أنشأت تقول
ها من أحس بابني اللذين هما كالدرتين تشظى عنهما الصدفها من أحس بابني اللذين هما سمعي و عيني فقلبي اليوم مختطفنبئت بسرا و ما صدقت ما زعموا من قولهم و من الإفك الذي اقترفواأضحت على ودجي طفلي مرهفة مشحوذة و كذاك الظلم و السرفمن دل والهة عبراء مفجعة على صبيين فاتا إذ مضى السلف
قال ثم اجتمع عبيد الله بن العباس من بعد و بسر بن أرطاة عند معاوية فقال معاوية لعبيد الله أ تعرف هذا الشيخ قاتل الصبيين قال بسر نعم أنا قاتلهما فمه فقال عبيد الله لو أن لي سيفا قال بسر فهاك سيفي و أومأ إلى سيفه فزبره معاوية و انتهره و قال أف لك من شيخ ما أحمقك تعمد إلى رجل قد قتلت ابنيه فتعطيه سيفك كأنك لا تعرف أكباد بني هاشم و الله لو دفعته إليه لبدأ بك و ثنى بي فقال عبيد الله بل و الله كنت أبدأ بك و أثني به
بيان ها حرف تنبيه و قال الجوهري الشظية الفلقة من العصا و نحوها و الجمع الشظايا يقال تشظى الشيء إذا تطاير شظايا و قال
كالدرتين تشظى عنهما الصدف
18- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن مالك النحوي عن الحسين بن عطار عن محمد بن سعيد البصري عن أبي عبد الرحمن الإصباعي عن عطاء بن مسلم عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال كنت غازيا زمن معاوية بخراسان و كان علينا رجل من التابعين فصلى بنا يوما الظهر ثم صعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه و قال أيها الناس إنه قد حدث في الإسلام حدث عظيم لم يكن منذ قبض الله نبيه ص مثله بلغني أن معاوية قتل حجرا و أصحابه فإن يك عند المسلمين غير فسبيل ذلك و إن لم يكن عندهم غير فأسأل الله أن يقبضني إليه و أن يعجل إليه و أن يعجل ذلك قال الحسن بن أبي الحسن فلا و الله صلى بنا صلاة غيرها حتى سمعنا عليه الصياح
بيان الغير بكسر الغين و فتح الياء الاسم من قولك غيرت الشيء فتغير
19- ج، ]الإحتجاج[ عن صالح بن كيسان قال لما قتل معاوية حجر بن عدي و أصحابه حج ذلك العام فلقي الحسين بن علي ع فقال يا أبا عبد الله هل بلغك ما صنعنا بحجر و أصحابه و أشياعه و شيعة أبيك فقال و ما صنعت بهم قال قتلناهم و كفناهم و صلينا عليهم فضحك الحسين ع ثم قال خصمك القوم يا معاوية لكننا لو قتلنا شيعتك ما كفناهم و لا صلينا عليهم و لا أقبرناهم و لقد بلغني وقيعتك في علي ع و قيامك بنقصنا و اعتراضك بني هاشم بالعيوب فإذا فعلت ذلك فارجع في نفسك ثم سلها الحق عليها و لها فإن لم تجدها أعظم عيبا فما أصغر عيبك فيك فقد ظلمناك يا معاوية و لا توترن غير قوسك و لا ترمين غير غرضك و لا ترمنا بالعداوة من مكان قريب فإنك و الله قد أطعت فينا رجلا ما قدم إسلامه و لا حدث نفاقه و لا نظر لك فانظر لنفسك أو دع يعني عمرو بن العاص
كشف لما قتل معاوية حجر بن عدي و ذكر نحوه
20- كش، ]رجال الكشي[ جبرئيل بن أحمد عن محمد بن عبد الله بن مهران عن ابن محبوب عن معاوية بن عمار رفعه قال أرسل رسول الله ص سرية فقال لهم إنكم تضلون ساعة كذا من الليل فخذوا ذات اليسار فإنكم تمرون برجل في شاته فتسترشدونه فيأبى أن يرشدكم حتى تصيبوا من طعامه فيذبح لكم كبشا فيطعمكم ثم يقوم فيرشدكم فأقرءوه مني السلام و أعلموه أني قد ظهرت بالمدينة فمضوا فضلوا الطريق فقال قائل منهم أ لم يقل لكم رسول الله ص تياسروا فافعلوا فمروا بالرجل الذي قال لهم رسول الله ص فاسترشدوه فقال لهم الرجل لا أفعل حتى تصيبوا من طعامي ففعلوا فأرشدهم الطريق و نسوا أن يقرءوه السلام من رسول الله ص فقال لهم الرجل و هو عمرو بن الحمق أ ظهر النبي ص بالمدينة فقالوا نعم فلحق به و لبث معه ما شاء الله ثم قال له رسول الله ص ارجع إلى الموضع الذي منه هاجرت فإذا تولى أمير المؤمنين فأته فانصرف الرجل حتى إذا نزل أمير المؤمنين ع الكوفة أتاه فأقام معه بالكوفة ثم إن أمير المؤمنين ع قال له لك دار قال نعم قال بعها و اجعلها في الأزد فإني غدا لو غبت لطلبت فمنعك الأزد حتى تخرج من الكوفة متوجها إلى حصن الموصل فتمر برجل مقعد فتقعد عنده ثم تستسقيه فيسقيك و يسألك عن شأنك فأخبره و ادعه إلى الإسلام فإنه يسلم و امسح بيدك على وركيه فإن الله يمسح ما به و ينهض قائما فيتبعك و تمر برجل أعمى على ظهر الطريق فتستسقيه فيسقيك و يسألك عن شأنك فأخبره و ادعه إلى الإسلام فإنه يسلم و امسح بيدك على عينيه فإن الله عز و جل يعيده بصيرا فيتبعك و هما يواريان بدنك في التراب ثم تتبعك الخيل فإذا صرت قريبا من الحصن في موضع كذا و كذا رهقتك الخيل فانزل عن فرسك و مر إلى الغار فإنه يشترك في دمك فسقة من الجن و الإنس ففعل ما قال أمير المؤمنين ع قال فلما انتهى إلى الحصن قال للرجلين اصعدا فانظرا هل تريان شيئا قالا نرى خيلا مقبلة فنزل عن فرسه و دخل الغار و عار فرسه فلما دخل الغار ضربه أسود سالخ فيه و جاءت الخيل فلما رأوا فرسه عائرا قالوا هذا فرسه و هو قريب و طلبه الرجال فأصابوه في الغار فكلما ضربوا أيديهم إلى شيء من جسمه تبعهم اللحم فأخذوا رأسه فأتوا به معاوية فنصبه على رمح و هو أول رأس نصب في الإسلام
إيضاح عار الفرس أي انفلت و ذهب هاهنا و هاهنا من مرحه ذكره الجوهري و قال السالخ الأسود من الحيات يقال أسود سالخ غير مضاف لأنه يسلخ جلده كل عام. أقول قد مر أخبار فضله و شهادته رضي الله عنه في كتاب الفتن في باب أحوال أصحاب أمير المؤمنين صلوات عليه
21- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن علي التمار عن محمد بن القاسم الأنباري عن أبيه عن علي بن الحسن الأعرابي عن علي بن عمروس عن هشام بن السائب عن أبيه قال خطب الناس يوما معاوية بمسجد دمشق و في الجامع يومئذ من الوفود علماء قريش و خطباء ربيعة و مدارهها و صناديد اليمن و ملوكها فقال معاوية إن الله تعالى أكرم خلفاءه فأوجب لهم الجنة و أنقذهم من النار ثم جعلني منهم و جعل أنصاري أهل الشام الذابين عن حرم الله المؤيدين بظفر الله المنصورين على أعداء الله قال و كان في الجامع من أهل العراق الأحنف بن قيس و صعصعة بن صوحان فقال الأحنف لصعصعة أ تكفيني أم أقوم إليه أنا فقال صعصعة للأحنف بل أكفيكه أنا ثم قام صعصعة فقال يا ابن أبي سفيان تكلمت فأبلغت و لم تقصر دون ما أردت و كيف يكون ما تقول و قد غلبتنا قسرا و ملكتنا تجبرا و دنتنا بغير الحق و استوليت بأسباب الفضل علينا فأما إطراؤك لأهل الشام فما رأيت أطوع لمخلوق و أعصي لخالق منهم قوم ابتعت منهم دينهم و أبدانهم بالمال فإن أعطيتهم حاموا عليك و نصروك و إن منعتهم قعدوا عنك و رفضوك قال معاوية اسكت ابن صوحان فو الله لو لا أني لم أتجرع غصة غيظ قط أفضل من حلم و أحمد من كرم سيما في الكف عن مثلك و الاحتمال لذويك لما عدت إلى مثل مقالتك فقعد صعصعة فأنشأ معاوية يقول قبلت جاهلهم حلما و مكرمة و الحلم عن قدرة فضل من الكرم
إيضاح المدرة كمنبر السيد الشريف و المقدم في اللسان و اليد عند الخصومة و القتال
22- جا، ]المجالس للمفيد[ ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن عمران المرزباني عن محمد بن أحمد الحكيمي عن إسماعيل بن إسحاق عن سعيد بن يحيى عن يحيى بن سعيد عن عبد الملك بن عمير اللخمي قال قدم حارثة بن قدامة السعدي على معاوية و مع معاوية على السرير الأحنف بن قيس و الحباب المجاشعي فقال له معاوية من أنت قال أنا حارثة بن قدامة قال و كان نبيلا فقال له معاوية ما عسيت أن تكون هل أنت إلا نحلة فقال لا تفعل يا معاوية قد شبهتني بالنحلة و هي و الله حامية اللسعة حلوة البصاق ما معاوية إلا كلبة تعاوي الكلاب و ما أمية إلا تصغير أمة فقال معاوية لا تفعل قال إنك فعلت ففعلت قال له فادن اجلس معي على السرير فقال لا أفعل قال و لم قال لأني رأيت هذين قد أماطاك عن مجلسك فلم أكن لأشاركهما قال له معاوية ادن أسارك فدنا منه فقال يا حارثة إني اشتريت من هذين الرجلين دينهما قال و مني فاشتر يا معاوية قال له لا تجهر
بيان حامية اللسعة إما كناية عن عدم الشوك فيها و عدم التضرر بها أو أنها لطولها يمكن التحرز عن المؤذيات بالصعود عليها أو أن ثمرها ينفع في دفع السموم