1- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن علي بن حبيش عن العباس بن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان عن الحسين بن أبي غندر عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول اتقوا الله و عليكم بالطاعة لائمتكم قولوا ما يقولون و اصمتوا عما صمتوا فإنكم في سلطان من قال الله تعالى وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ يعني بذلك ولد العباس فاتقوا الله فإنكم في هدنة صلوا في عشائرهم و اشهدوا جنائزهم و أدوا الأمانة إليهم الخبر
2- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ أحمد بن محمد بن الصقر و علي بن محمد بن مهرويه معا عن عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه عن الحسن بن الفضل عن الرضا عن أبيه صلوات الله عليهما قال أرسل أبو جعفر الدوانيقي إلى جعفر بن محمد ع ليقتله و طرح له سيفا و نطعا و قال يا ربيع إذا أنا كلمته ثم ضربت بإحدى يدي على الأخرى فاضرب عنقه فلما دخل جعفر بن محمد ع و نظر إليه من بعيد تحرك أبو جعفر على فراشه قال مرحبا و أهلا بك يا أبا عبد الله ما أرسلنا إليك إلا رجاء أن نقضي دينك و نقضي ذمامك ثم ساءله مساءلة لطيفة عن أهل بيته و قال قد قضى الله حاجتك و دينك و أخرج جائزتك يا ربيع لا تمضين ثلاثة حتى يرجع جعفر إلى أهله فلما خرج قال له الربيع يا أبا عبد الله رأيت السيف إنما كان وضع لك و النطع فأي شيء رأيتك تحرك به شفتيك قال جعفر بن محمد ع نعم يا ربيع لما رأيت الشر في وجهه قلت حسبي الرب من المربوبين و حسبي الخالق من المخلوقين و حسبي الرازق من المرزوقين و حسبي الله رب العالمين حسبي من هو حسبي حسبي من لم يزل حسبي حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
3- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن المفضل عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي عن أبيه عن عمه عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال بعث أبو جعفر المنصور إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد ع و أمر بفرش فطرحت له إلى جانبه فأجلسه عليها ثم قال علي بمحمد علي بالمهدي يقول ذلك مرارا فقيل له الساعة الساعة يأتي يا أمير المؤمنين ما يحبسه إلا أنه يتبخر فما لبث أن وافى و قد سبقته رائحته فأقبل المنصور على جعفر ع فقال يا أبا عبد الله حديث حدثتنيه في صلة الرحم أذكره يسمعه المهدي قال نعم حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي ع قال قال رسول الله ص إن الرجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها الله عز و جل ثلاثين سنة و يقطعها و قد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيرها الله ثلاث سنين ثم تلا ع يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ قال هذا حسن يا أبا عبد الله و ليس إياه أردت قال أبو عبد الله نعم حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي ع قال قال رسول الله ص صلة الرحم تعمر الديار و تزيد في الأعمار و إن كان أهلها غير أخيار قال هذا حسن يا أبا عبد الله و ليس هذا أردت فقال أبو عبد الله نعم حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي ع قال قال رسول الله ص صلة الرحم تهون الحساب و تقي ميتة السوء قال المنصور نعم هذا أردت
4- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن محمد بن عيسى العراد عن محمد بن الحسن بن شمون عن الحسن الفضل بن الربيع حاجب المنصور لقيته بمكة قال حدثني أبي عن جدي الربيع قال دعاني المنصور يوما فقال يا ربيع أحضر جعفر بن محمد و الله لأقتلنه فوجهت إليه فلما وافى قلت يا ابن رسول الله إن كان لك وصية أو عهد تعهده فافعل فقال استأذن لي عليه فدخلت إلى المنصور فأعلمته موضعه فقال أدخله فلما وقعت عين جعفر ع على المنصور رأيته يحرك شفتيه بشيء لم أفهمه و مضى فلما سلم على المنصور نهض إليه فاعتنقه و أجلسه إلى جانبه و قال له ارفع حوائجك فأخرج رقاعا لأقوام و سأل في آخرين فقضيت حوائجه فقال المنصور ارفع حوائجك في نفسك فقال له جعفر لا تدعني حتى أجيئك فقال له المنصور ما لي إلى ذلك سبيل و أنت تزعم للناس يا أبا عبد الله أنك تعلم الغيب فقال جعفر ع من أخبرك بهذا فأومأ المنصور إلى شيخ قاعد بين يديه فقال جعفر ع للشيخ أنت سمعتني أقول هذا قال الشيخ نعم قال جعفر للمنصور أ يحلف يا أمير المؤمنين فقال له المنصور احلف فلما بدأ الشيخ في اليمين قال جعفر ع للمنصور حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين أن العبد إذا حلف باليمين التي ينزه الله عز و جل فيها و هو كاذب امتنع الله عز و جل من عقوبته عليها في عاجلته لما نزه الله عز و جل و لكني أنا أستحلفه فقال المنصور ذلك لك فقال جعفر ع للشيخ قل أبرأ إلى الله من حوله و قوته و ألجأ إلى حولي و قوتي إن لم أكن سمعتك تقول هذا القول فتلكأ الشيخ فرفع المنصور عمودا كان في يده فقال و الله لئن لم تحلف لأعلونك بهذا العمود فحلف الشيخ فما أتم اليمين حتى دلع لسانه كما يدلع الكلب و مات لوقته و نهض جعفر ع قال الربيع فقال لي المنصور ويلك اكتمها الناس لا يفتتنون قال الربيع فحلفت جعفرا ع فقلت له يا ابن رسول الله إن منصورا كان قد هم بأمر عظيم فلما وقعت عينك عليه و عينه عليك زال ذلك فقال يا ربيع إني رأيت البارحة رسول الله ص في النوم فقال لي يا جعفر خفته فقلت نعم يا رسول الله فقال لي إذا وقعت عينك عليه فقل ببسم الله أستفتح و ببسم الله أستنجح و بمحمد ص أتوجه اللهم ذلل لي صعوبة أمري و كل صعوبة و سهل لي حزونة أمري و كل حزونة و اكفني مئونة أمري و كل مئونة
بيان تلكأ عليه اعتل و عنه أبطأ
5- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن محمد بن همام عن أحمد بن موسى النوفلي عن محمد بن عبد الله بن مهران عن معاوية بن حكيم عن عبد الله بن سليمان التميمي قال لما قتل محمد و إبراهيم ابنا عبد الله بن الحسن بن الحسن ع صار إلى المدينة رجل يقال له شيبة بن غفال ولاه المنصور على أهلها فلما قدمها و حضرت الجمعة صار إلى مسجد النبي ص فرقى المنبر و حمد الله و أثنى عليه ثم قال أما بعد فإن علي بن أبي طالب شق عصا المسلمين و حارب المؤمنين و أراد الأمر لنفسه و منعه أهله فحرمه الله عليه و أماته بغصته و هؤلاء ولده يتبعون أثره في الفساد و طلب الأمر بغير استحقاق له فهم في نواحي الأرض مقتولون و بالدماء مضرجون قال فعظم هذا الكلام منه على الناس و لم يجسر أحد منهم ينطق بحرف فقام إليه رجل عليه إزار قومسي سخين فقال و نحن نحمد الله و نصلي على محمد خاتم النبيين و سيد المرسلين و على رسل الله و أنبيائه أجمعين أما ما قلت من خير فنحن أهله و ما قلت من سوء فأنت و صاحبك به أولى فاختبر يا من ركب غير راحلته و أكل غير زاده ارجع مأزورا ثم أقبل على الناس فقال أ لا أنبئكم بأخلى الناس ميزانا يوم القيامة و أبينهم خسرانا من باع آخرته بدنيا غيره و هو هذا الفاسق فأسكت الناس و خرج الوالي من المسجد لم ينطق بحرف فسألت عن الرجل فقيل لي هذا جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم
بيان ضرجه بالدم أدماه و قومس بالضم و فتح الميم صقع كبير بين خراسان و بلاد الجبل و إقليم بالأندلس و قومسان قرية بهمدان ذكرها الفيروزآبادي.
أقول روى الصدوق في كتاب صفات الشيعة بإسناده قال أبو جعفر الدوانيقي بالحيرة أيام أبي العباس للصادق ع يا أبا عبد الله ما بال الرجل من شيعتكم يستخرج ما في جوفه في مجلس واحد حتى يعرف مذهبه فقال ع ذلك لحلاوة الإيمان في صدورهم من حلاوته يبدونه تبديا
6- ع، ]علل الشرائع[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن أبيه عمن ذكره عن الربيع صاحب المنصور قال قال المنصور يوما لأبي عبد الله ع و قد وقع على المنصور ذباب فذبه عنه ثم وقع عليه فذبه عنه ثم وقع عليه فذبه عنه فقال يا أبا عبد الله لأي شيء خلق الله عز و جل الذباب قال ليذل به الجبارين
7- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ حلية الأولياء عن أحمد بن المقدام الرازي مثله
8- ع، ]علل الشرائع[ ابن المتوكل عن محمد بن علي ماجيلويه عن البرقي عن أبيه عن حماد بن عثمان عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله ع قال كنت عند زياد بن عبيد الله و جماعة من أهل بيتي فقال يا بني علي و فاطمة ما فضلكم على الناس فسكتوا فقلت إن من فضلنا على الناس إنا لا نحب أن نكون من أحد سوانا و ليس أحد من الناس لا يحب أن يكون منا إلا أشرك ثم قال ارووا هذا الحديث
-9 لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن البرقي عن أبيه عن جده عن جعفر بن عبد الله النماونجي عن عبد الجبار بن محمد عن داود الشعيري عن الربيع صاحب المنصور قال بعث المنصور إلى الصادق جعفر بن محمد ع يستقدمه لشيء بلغه عنه فلما وافى بابه خرج إليه الحاجب فقال أعيذك بالله من سطوة هذا الجبار فإني رأيت حرده عليك شديدا فقال الصادق ع علي من الله جنة واقية تعينني عليه إن شاء الله استأذن لي عليه فاستأذن فأذن له فلما دخل سلم فرد عليه السلام ثم قال له يا جعفر قد علمت أن رسول الله ص قال لأبيك علي بن أبي طالب ع لو لا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك قولا لا تمر بملإ إلا أخذوا من تراب قدميك يستشفون به و قال علي ع يهلك في اثنان و لا ذنب لي محب غال و مبغض مفرط قال قال ذلك اعتذارا منه أنه لا يرضى بما يقول فيه الغالي و المفرط و لعمري إن عيسى ابن مريم ع لو سكت عما قالت فيه النصارى لعذبه الله و لقد تعلم ما يقال فيك من الزور و البهتان و إمساكك عن ذلك و رضاك به سخط الديان زعم أوغاد الحجاز و رعاع الناس أنك حبر الدهر و ناموسه و حجة المعبود و ترجمانه و عيبة علمه و ميزان قسطه و مصباحه الذي يقطع به الطالب عرض الظلمة إلى ضياء النور و أن الله لا يقبل من عامل جهل حدك في الدنيا عملا و لا يرفع له يوم القيامة وزنا فنسبوك إلى غير حدك و قالوا فيك ما ليس فيك فقل فإن أول من قال الحق جدك و أول من صدقه عليه أبوك و أنت حري أن تقتص آثارهما و تسلم سبيلهما فقال الصادق ع أنا فرع من فرع الزيتونة و قنديل من قناديل بيت النبوة و أديب السفرة و ربيب الكرام البررة و مصباح من مصابيح المشكاة التي فيها نور النور و صفوة الكلمة الباقية في عقب المصطفين إلى يوم الحشر فالتفت المنصور إلى جلسائه فقال هذا قد أحالني على بحر مواج لا يدرك طرفه و لا يبلغ عمقه تحار فيه العلماء و يغرق فيه السبحاء و يضيق بالسابح عرض الفضاء هذا الشجا المعترض في حلوق الخلفاء الذي لا يجوز نفيه و لا يحل قتله و لو لا ما يجمعني و إياه
شجرة طاب أصلها و بسق فرعها و عذب ثمرها و بوركت في الذر و قدست في الزبر لكان مني إليه ما لا يحمد في العواقب لما يبلغني عنه من شدة عيبه لنا و سوء القول فينا فقال الصادق ع لا تقبل في ذي رحمك و أهل الرعاية من أهل بيتك قول من حرم الله عليه الجنة و جعل مأواه النار فإن النمام شاهد زور و شريك إبليس في الإغراء بين الناس فقد قال الله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ و نحن لك أنصار و أعوان و لملكك دعائم و أركان ما أمرت بالمعروف و الإحسان و أمضيت في الرعية أحكام القرآن و أرغمت بطاعتك لله أنف الشيطان و إن كان يجب عليك في سعة فهمك و كثرة علمك و معرفتك بآداب الله أن تصل من قطعك و تعطي من حرمك و تعفو عمن ظلمك فإن المكافي ليس بالواصل إنما الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها فصل رحمك يزد الله في عمرك و يخفف عنك الحساب يوم حشرك فقال المنصور قد صفحت عنك لقدرك و تجاوزت عنك لصدقك فحدثني عن نفسك بحديث أتعظ به و يكون لي زاجر صدق عن الموبقات فقال الصادق ع عليك بالحلم فإنه ركن العلم و املك نفسك عند أسباب القدرة فإنك إن تفعل ما تقدر عليه كنت كمن شفى غيظا أو تداوى حقدا أو يحب أن يذكر بالصولة و اعلم أنك إن عاقبت مستحقا لم تكن غاية ما توصف به إلا العدل و الحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر فقال المنصور وعظت فأحسنت و قلت فأوجزت فحدثني عن فضل جدك علي بن أبي طالب ع حديثا لم تأثره العامة فقال الصادق ع حدثني أبي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء عهد إلي ربي جل جلاله في علي ثلاث كلمات فقال يا محمد فقلت لبيك ربي و سعديك فقال عز و جل إن عليا إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و يعسوب المؤمنين فبشره بذلك فبشره النبي ص بذلك فخر علي ع ساجدا شكرا لله عز و جل ثم رفع رأسه فقال يا رسول الله بلغ من قدري حتى أني أذكر هناك قال نعم و إن الله يعرفك و إنك لتذكر في الرفيق الأعلى فقال المنصور ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ
10- كتاب الاستدراك، بإسناده عن الحسين بن محمد بن عامر بإسناده مثله
بيان الحرد المغضب و الوغد الأحمق الضعيف الرذل الدني و خادم القوم و الجمع أوغاد و الرعاع بالفتح الأحداث الطغام و الحبر بالكسر و يفتح العالم بتحبير الكلام و العلم و تحسينه و الناموس العالم بالسر و صاحب الوحي و الفرع بضمتين جمع فرع و السفرة الملائكة و الشجا ما اعترض في الحلق من عظم و نحوه
11- خص، ]منتخب البصائر[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن علي بن ميسر قال لما قدم أبو عبد الله ع على أبي جعفر أقام أبو جعفر مولى له على رأسه و قال له إذا دخل علي فاضرب عنقه فلما أدخل أبو عبد الله ع نظر إلى أبي جعفر و أسر شيئا بينه و بين نفسه لا يدرى ما هو ثم أظهر يا من يكفي خلقه كلهم و لا يكفيه أحد اكفني شر عبد الله بن علي فصار أبو جعفر لا يبصر مولاه و صار مولاه لا يبصره قال فقال أبو جعفر يا جعفر بن محمد لقد أتعبتك في هذا الحر فانصرف فخرج أبو عبد الله ع من عنده فقال أبو جعفر لمولاه ما منعك أن تفعل ما أمرتك به فقال لا و الله ما أبصرته و لقد جاء شيء حال بيني و بينه فقال أبو جعفر و الله لئن حدثت بهذا الحديث لأقتلنك
-12 يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن علي بن ميسرة مثله
13- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أبا عبد الله ع قال دعاني أبو جعفر الخليفة و معي عبد الله بن الحسن و هو يومئذ نازل بالحيرة قبل أن تبنى بغداد يريد قتلنا لا يشك الناس فيه فلما دخلت عليه دعوت الله بكلام فقال لابن نهيك و هو القائم على رأسه إذا ضربت بإحدى يدي على الأخرى فلا تناظره حتى تضرب عنقه فلما تكلمت بما أردت نزع الله من قلب أبي جعفر الخليفة الغيظ فلما دخلت أجلسني مجلسه و أمر لي بجائزة و خرجنا من عنده فقال له أبو بصير و كان حضر ذلك المجلس ما كان الكلام قال دعوت الله بدعاء يوسف فاستجاب الله لي و لأهل بيتي
14- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن صفوان الجمال قال كنت بالحيرة مع أبي عبد الله ع إذ أقبل الربيع و قال أجب أمير المؤمنين فلم يلبث أن عاد قلت أسرعت الانصراف قال إنه سألني عن شيء فاسأل الربيع عنه فقال صفوان و كان بيني و بين الربيع لطف فخرجت إلى الربيع و سألته فقال أخبرك بالعجب إن الأعراب خرجوا يجتنون الكمأة فأصابوا في البر خلقا ملقى فأتوني به فأدخلته على الخليفة فلما رآه قال نحه و ادع جعفرا فدعوته فقال يا أبا عبد الله أخبرني عن الهواء ما فيه قال في الهواء موج مكفوف قال ففيه سكان قال نعم قال و ما سكانه قال خلق أبدانهم أبدان الحيتان و رءوسهم رءوس الطير و لهم أعرفة كأعرفة الديكة و نغانغ كنغانغ الديكة و أجنحة كأجنحة الطير من ألوان أشد بياضا من الفضة المجلوة فقال الخليفة هلم الطشت فجئت بها و فيها ذلك الخلق و إذا هو و الله كما وصفه جعفر فلما نظر إليه جعفر قال هذا هو الخلق الذي يسكن الموج المكفوف فأذن له بالانصراف فلما خرج قال ويلك يا ربيع هذا الشجا المعترض في حلقي من أعلم الناس
-15 كشف، ]كشف الغمة[ من دلائل الحميري مثله
بيان قال الفيروزآبادي النغنغ موضع بين اللهاة و شوارب الحنجور و اللحمة في الحلق عند اللهازم و الذي يكون عند عنق البعير إذا اجتر تحرك
16- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن هارون بن خارجة قال كان رجل من أصحابنا طلق امرأته ثلاثا فسأل أصحابنا فقالوا ليس بشيء فقالت امرأته لا أرضى حتى تسأل أبا عبد الله و كان بالحيرة إذ ذاك أيام أبي العباس قال فذهب إلى الحيرة و لم أقدر على كلامه إذ منع الخليفة الناس من الدخول على أبي عبد الله ع و أنا أنظر كيف ألتمس لقاءه فإذا سوادي عليه جبة صوف يبيع خيارا فقلت له بكم خيارك هذا كله قال بدرهم فأعطيته درهما و قلت له أعطني جبتك هذه فأخذتها و لبستها و ناديت من يشتري خيارا و دنوت منه فإذا غلام من ناحية ينادي يا صاحب الخيار فقال ع لي لما دنوت منه ما أجود ما احتلت أي شيء حاجتك قلت إني ابتليت فطلقت أهلي في دفعة ثلاثا فسألت أصحابنا فقالوا ليس بشيء و إن المرأة قالت لا أرضى حتى تسأل أبا عبد الله ع فقال ارجع إلى أهلك فليس عليك شيء
17- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن محرمة الكندي قال إن أبا الدوانيق نزل بالربذة و جعفر الصادق ع بها قال من يعذرني من جعفر و الله لأقتلنه فدعاه فلما دخل عليه جعفر ع قال يا أمير المؤمنين ارفق بي فو الله لقلما أصحبك قال أبو الدوانيق انصرف ثم قال لعيسى بن علي الحقه فسله أ بي أم به فخرج يشتد حتى لحقه فقال يا أبا عبد الله إن أمير المؤمنين يقول أ بك أم به قال لا بل بي
-18 يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن مهاجر بن عمار الخزاعي قال بعثني أبو الدوانيق إلى المدينة و بعث معي بمال كثير و أمرني أن أتضرع لأهل هذا البيت و أتحفظ مقالتهم قال فلزمت الزاوية التي مما يلي القبر فلم أكن أتنحى منها في وقت الصلاة لا في ليل و لا في نهار قال و أقبلت أطرح إلى السؤال الذين حول القبر الدراهم و من هو فوقهم الشيء بعد الشيء حتى ناولت شبابا من بني الحسن و مشيخة حتى ألفوني و ألفتهم في السر قال و كنت كلما دنوت من أبي عبد الله يلاطفني و يكرمني حتى إذا كان يوما من الأيام دنوت من أبي عبد الله و هو يصلي فلما قضى صلاته التفت إلي و قال تعال يا مهاجر و لم أكن أتسمى و لا أتكنى بكنيتي فقال قل لصاحبك يقول لك جعفر كان أهل بيتك إلى غير هذا منك أحوج منهم إلى هذا تجيء إلى قوم شباب محتاجين فتدس إليهم فلعل أحدهم يتكلم بكلمة تستحل بها سفك دمه فلو بررتم و وصلتهم و أغنيتهم كانوا أحوج ما تريد منهم قال فلما أتيت أبا الدوانيق قلت جئتك من عند ساحر كذاب كاهن من أمره كذا و كذا قال صدق و الله كانوا إلى غير هذا أحوج و إياك أن يسمع هذا الكلام منك إنسان
19- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن الرضا عن أبيه ع قال جاء رجل إلى جعفر بن محمد ع فقال له انج بنفسك هذا فلان بن فلان قد وشى بك إلى المنصور و ذكر أنك تأخذ البيعة لنفسك على الناس لتخرج عليهم فتبسم و قال يا عبد الله لا ترع فإن الله إذا أراد فضيلة كتمت أو جحدت أثار عليها حاسدا باغيا يحركها حتى يبينها اقعد معي حتى يأتيني الطلب فتمضي معي إلى هناك حتى تشاهد ما يجري من قدرة الله التي لا معزل عنها لمؤمن فجاءوا و قالوا أجب أمير المؤمنين فخرج الصادق ع و دخل و قد امتلأ المنصور غيظا و غضبا فقال له أنت الذي تأخذ البيعة لنفسك على المسلمين تريد أن تفرق جماعتهم و تسعى في هلكتهم و تفسد ذات بينهم فقال الصادق ع ما فعلت شيئا من هذا قال المنصور فهذا فلان يذكر أنك فعلت فقال إنه كاذب قال المنصور إني أحلفه إن حلف كفيت نفسي مئونتك فقال الصادق ع إنه إذا حلف كاذبا باء بإثم قال المنصور لحاجبه حلف هذا الرجل على ما حكاه عن هذا يعني الصادق ع فقال الحاجب قل و الله الذي لا إله إلا هو و جعل يغلظ عليه اليمين فقال الصادق ع لا تحلفه هكذا فإني سمعت أبي يذكر عن جدي رسول الله ص أنه قال إن من الناس من يحلف كاذبا فيعظم الله في يمينه و يصفه بصفاته الحسنى فيأتي تعظيمه لله على إثم كذبه و يمينه فيؤخر عنه البلاء و لكني أحلفه باليمين التي حدثني أبي عن جدي رسول الله أنه لا يحلف بها حالف إلا باء بإثمه فقال المنصور فحلفه إذا يا جعفر فقال الصادق للرجل قل إن كنت كاذبا عليك فقد برئت من حول الله و قوته و لجأت إلى حولي و قوتي فقالها الرجل فقال الصادق ع اللهم إن كان كاذبا فأمته فما استتم حتى سقط الرجل ميتا و احتمل و مضى و أقبل المنصور على الصادق ع فسأله عن حوائجه فقال ع ما لي حاجة إلا أن أسرع إلى أهلي فإن قلوبهم بي متعلقة فقال ذلك إليك فافعل ما بدا لك فخرج من عنده مكرما قد تحير منه المنصور فقال قوم رجل فاجأه الموت و جعل الناس يخوضون في أمر ذلك الميت و ينظرون إليه فلما استوى على سريره جعل الناس يخوضون فمن ذام له و حامد إذا قعد على سريره و كشف عن وجهه و قال يا أيها الناس إني لقيت ربي فلقاني السخط و اللعنة و اشتد غضب زبانيته علي على الذي كان مني إلى جعفر بن محمد الصادق فاتقوا الله و لا تهلكوا فيه كما هلكت ثم أعاد كفنه على وجهه و عاد في موته فرأوه لا حراك فيه و هو ميت فدفنوه
20- طب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ الأشعث بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن أبي الحسن الرضا ع عن موسى بن جعفر قال لما طلب أبو الدوانيق أبا عبد الله ع و هم بقتله فأخذه صاحب المدينة و وجه به إليه و كان أبو الدوانيق استعجله و استبطأ قدومه حرصا منه على قتله فلما مثل بين يديه ضحك في وجهه ثم رحب به و أجلسه عنده و قال يا ابن رسول الله و الله لقد وجهت إليك و أنا عازم على قتلك و لقد نظرت فألقي إلي محبة لك فو الله ما أجد أحدا من أهل بيتي أعز منك و لا آثر عندي و لكن يا أبا عبد الله ما كلام يبلغني عنك تهجننا فيه و تذكرنا بسوء فقال يا أمير المؤمنين ما ذكرتك قط بسوء فتبسم أيضا و قال و الله أنت أصدق عندي من جميع من سعى بك إلي هذا مجلسي بين يديك و خاتمي فانبسط و لا تخشني في جليل أمرك و صغيره فلست أردك عن شيء ثم أمره بالانصراف و حباه و أعطاه فأبى أن يقبل شيئا و قال يا أمير المؤمنين أنا في غناء و كفاية و خير كثير فإذا هممت ببري فعليك بالمتخلفين من أهل بيتي فارفع عنهم القتل قال قد قبلت يا أبا عبد الله و قد أمرت بمائة ألف درهم ففرق بينهم فقال وصلت الرحم يا أمير المؤمنين فلما خرج من عنده مشى بين يديه مشايخ قريش و شبانهم من كل قبيلة و معه عين أبي الدوانيق فقال له يا ابن رسول الله لقد نظرت نظرا شافيا حين دخلت على أمير المؤمنين فما أنكرت منك شيئا غير أني نظرت إلى شفتيك و قد حركتهما بشيء فما كان ذلك قال إني لما نظرت إليه قلت يا من لا يضام و لا يرام و به تواصل الأرحام صل على محمد و آله و اكفني شره بحولك و قوتك و الله ما زدت على ما سمعت قال فرجع العين إلى أبي الدوانيق فأخبره بقوله فقال و الله ما استتم ما قال حتى ذهب ما كان في صدري من غائلة و شر
21- شا، ]الإرشاد[ روى نقلة الآثار أن المنصور لما أمر الربيع بإحضار أبي عبد الله ع فأحضره فلما بصر به المنصور قال له قتلني الله إن لم أقتلك أ تلحد في سلطاني و تبغيني الغوائل فقال له أبو عبد الله ع و الله ما فعلت و لا أردت فإن كان بلغك فمن كاذب و لو كنت فعلت لقد ظلم يوسف فغفر و ابتلي أيوب فصبر و أعطي سليمان فشكر فهؤلاء أنبياء الله و إليهم يرجع نسبك فقال له المنصور أجل ارتفع هاهنا فارتفع فقال له إن فلان بن فلان أخبرني عنك بما ذكرت فقال أحضره يا أمير المؤمنين ليوافقني على ذلك فأحضر الرجل المذكور فقال له المنصور أنت سمعت ما حكيت عن جعفر قال نعم فقال له أبو عبد الله ع فاستحلفه على ذلك فقال له المنصور أ تحلف قال نعم و ابتدأ باليمين فقال له أبو عبد الله ع دعني يا أمير المؤمنين أحلفه أنا فقال له افعل فقال أبو عبد الله ع للساعي قل برئت من حول الله و قوته و التجأت إلى حولي و قوتي لقد فعل كذا و كذا جعفر فامتنع منها هنيئة ثم حلف بها فما برح حتى ضرب برجله فقال أبو جعفر جروا برجله فأخرجوه لعنه الله قال الربيع و كنت رأيت جعفر بن محمد ع حين دخل على المنصور يحرك شفتيه و كلما حركهما سكن غضب المنصور حتى أدناه منه و قد رضي عنه فلما خرج أبو عبد الله ع من عند أبي جعفر المنصور اتبعته فقلت له إن هذا الرجل كان من أشد الناس غضبا عليك فلما دخلت عليه و أنت تحرك شفتيك كلما حركتهما سكن غضبه فبأي شيء كنت تحركهما قال بدعاء جدي الحسين بن علي ع قلت جعلت فداك و ما هذا الدعاء قال يا عدتي عند شدتي و يا غوثي في كربتي احرسني بعينك التي لا تنام و اكنفني بركنك الذي لا يرام قال الربيع فحفظت هذا الدعاء فما نزلت بي شدة قط إلا دعوت به ففرج قال و قلت لجعفر بن محمد ع لم منعت الساعي أن يحلف بالله قال كرهت أن يراه الله يوحده و يمجده فيحلم عنه و يؤخر عقوبته فاستحلفته بما سمعت فأخذه الله أَخْذَةً رابِيَةً
بيان قال البيضاوي في قوله تعالى أَخْذَةً رابِيَةً أي زائدة في الشدة زيادة أعمالهم في القبح
22- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن و معتب و مصادف موليا الصادق ع في خبر أنه لما دخل هشام بن الوليد المدينة أتاه بنو العباس و شكوا من الصادق ع أنه أخذ تركات ماهر الخصي دوننا فخطب أبو عبد الله ع فكان مما قال إن الله تعالى لما بعث رسوله محمدا ص كان أبونا أبو طالب المواسي له بنفسه و الناصر له و أبوكم العباس و أبو لهب يكذبانه و يؤلبان عليه شياطين الكفر و أبوكم يبغي له الغوائل و يقود إليه القبائل في بدر و كان في أول رعيلها و صاحب خيلها و رجلها المطعم يومئذ و الناصب الحرب له ثم قال فكان أبوكم طليقنا و عتيقنا و أسلم كارها تحت سيوفنا لم يهاجر إلى الله و رسوله هجرة قط فقطع الله ولايته منا بقوله وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ في كلام له ثم قال هذا مولى لنا مات فحزنا تراثه إذ كان مولانا و لأنا ولد رسول الله ص و أمنا فاطمة أحرزت ميراثه
بيان ألبت الجيش أي جمعته و التأليب التحريض و الرعيل القطعة من الخيل
23- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو بصير قال كنت مع أبي جعفر ع في المسجد إذ دخل عليه أبو الدوانيق و داود بن علي و سليمان بن مجالد حتى قعدوا في جانب المسجد فقال لهم هذا أبو جعفر فأقبل إليه داود بن علي و سليمان بن مجالد فقال لهما ما منع جباركم أن يأتيني فعذروه عنده فقال ع يا داود أما لا تذهب الأيام حتى يليها و يطأ الرجال عقبه و يملك شرقها و غربها و تدين له الرجال و تذل رقابها قال فلها مدة قال نعم و الله ليتلقفنها الصبيان منكم كما تتلقف الكرة فانطلقا فأخبرا أبا جعفر بالذي سمعا من محمد بن علي ع فبشراه بذلك فلما وليا دعا سليمان بن مجالد فقال يا سليمان بن مجالد إنهم لا يزالوا في فسحة من ملكهم ما لم يصيبوا دما و أومأ بيده إلى صدره فإذا أصابوا ذلك الدم فبطنها خير لهم من ظهرها فجاء أبو الدوانيق إليه و سأله عن مقالهما فصدقهما الخبر فكان كما قال
24- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ روى الأعمش و الربيع و ابن سنان و علي بن أبي حمزة و حسين بن أبي العلا و أبو المغراء و أبو بصير أن داود بن علي بن عبد الله بن العباس لما قتل المعلى بن خنيس و أخذ ماله قال الصادق ع قتلت مولاي و أخذت مالي أ ما علمت أن الرجل ينام على الثكل و لا ينام على الحرب أما و الله لأدعون الله عليك فقال له داود تهددنا بدعائك كالمستهزئ بقوله فرجع أبو عبد الله ع إلى داره فلم يزل ليله كله قائما و قاعدا فبعث إليه داود خمسة من الحرس و قال ائتوني به فإن أبى فأتوني برأسه فدخلوا عليه و هو يصلي فقالوا له أجب داود قال فإن لم أجب قالوا أمرنا بأمر قال فانصرفوا فإنه هو خير لكم في دنياكم و آخرتكم فأبوا إلا خروجه فرفع يديه فوضعهما على منكبيه ثم بسطهما ثم دعا بسبابته فسمعناه يقول الساعة الساعة حتى سمعنا صراخا عاليا فقال لهم إن صاحبكم قد مات فانصرفوا فسئل فقال بعث إلي ليضرب عنقي فدعوت عليه بالاسم الأعظم فبعث الله إليه ملكا بحربة فطعنه في مذاكيره فقتله و في رواية لبابة بنت عبد الله بن العباس بات داود تلك الليلة حائرا قد أغمي عليه فقمت أفتقده في الليل فوجدته مستلقيا على قفاه و ثعبان قد انطوى على صدره و جعل فاه على فيه فأدخلت يدي في كمي فتناولته فعطف فاه إلي فرميت به فانساب في ناحية البيت و أنبهت داود فوجدته حائرا قد احمرت عيناه فكرهت أن أخبره بما كان و جزعت عليه ثم انصرفت فوجدت ذلك الثعبان كذلك ففعلت به مثل الذي فعلت المرأة الأولى و حركت داود فأصبته ميتا فما رفع جعفر رأسه من سجوده حتى سمع الواعية
بيان الحرب بالتحريك نهب مال الإنسان و تركه بلا شيء
25- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ قال الربيع الحاجب أخبرت الصادق بقول المنصور لأقتلنك و لأقتلن أهلك حتى لا أبقي على الأرض منكم قامة سوط و لأخربن المدينة حتى لا أترك فيها جدارا قائما فقال لا ترع من كلامه و دعه في طغيانه فلما صار بين السترين سمعت المنصور يقول أدخلوه إلي سريعا فأدخلته عليه فقال مرحبا بابن العم النسيب و بالسيد القريب ثم أخذ بيده و أجلسه على سريره و أقبل عليه ثم قال أ تدري لم بعثت إليك فقال و أنى لي علم بالغيب فقال أرسلت إليك لتفرق هذه الدنانير في أهلك و هي عشرة آلاف دينار فقال ولها غيري فقال أقسمت عليك يا أبا عبد الله لتفرقها على فقراء أهلك ثم عانقه بيده و أجازه و خلع عليه و قال لي يا ربيع أصحبه قوما يردونه إلى المدينة قال فلما خرج أبو عبد الله ع قلت له يا أمير المؤمنين لقد كنت من أشد الناس عليه غيظا فما الذي أرضاك عنه قال يا ربيع لما حضرت الباب رأيت تنينا عظيما يقرض بأنيابه و هو يقول بألسنة الآدميين إن أنت أشكت ابن رسول الله لأفصلن لحمك من عظمك فأفزعني ذلك و فعلت به ما رأيت
إيضاح القرض بالمعجمة و المهملة القطع و القبض و أشكت أي أدخلت الشوكة في جسمه مبالغة في تعميم أنواع الضرر
26- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ في الترغيب و الترهيب، عن أبي القاسم الأصفهاني و العقد عن ابن عبد ربه الأندلسي أن المنصور قال لما رآه قتلني الله إن لم أقتلك فقال له إن سليمان أعطي فشكر و إن أيوب ابتلي فصبر و إن يوسف ظلم فغفر و أنت على إرث منهم و أحق بمن تأسى بهم فقال إلي يا أبا عبد الله فأنت القريب القرابة و ذو الرحم الواشجة السليم الناحية القليل الغائلة ثم صافحه بيمينه و عانقه بشماله و أمر له بكسوة و جائزة و في خبر آخر عن الربيع أنه أجلسه إلى جانبه فقال له ارفع حوائجك فأخرج رقاعا لأقوام فقال المنصور ارفع حوائجك في نفسك فقال لا تدعوني حتى أجيئك فقال ما إلى ذلك سبيل
بيان وشجت العروق و الأغصان اشتبكت
27- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الحسين بن محمد قال سخط علي بن هبيرة على رفيد فعاذ بأبي عبد الله ع فقال له انصرف إليه و أقرئه مني السلام و قل له إني أجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه بسوء فقال جعلت فداك شامي خبيث الرأي فقال اذهب إليه كما أقول لك قال فاستقبلني أعرابي ببعض البوادي فقال أين تذهب إني أرى وجه مقتول ثم قال لي أخرج يدك ففعلت فقال يد مقتول ثم قال لي أخرج لسانك ففعلت فقال امض فلا بأس عليك فإن في لسانك رسالة لو أتيت بها الجبال الرواسي لانقادت لك قال فجئت فلما دخلت عليه أمر بقتلي فقلت أيها الأمير لم تظفر بي عنوة و إنما جئتك من ذات نفسي و هاهنا أمر أذكره لك ثم أنت و شأنك فأمر من حضر فخرجوا فقلت له مولاك جعفر بن محمد يقرئك السلام و يقول لك قد أجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه بسوء فقال الله لقد قال لك جعفر هذه المقالة و أقرأني السلام فحلفت فرددها علي ثلاثا ثم حل كتافي ثم قال لا يقنعني منك حتى تفعل بي ما فعلت بك قلت ما تكتف يدي يديك و لا تطيب نفسي فقال و الله ما يقنعني إلا ذلك ففعلت كما فعل و أطلقته فناولني خاتمه و قال أمري في يدك فدبر فيها ما شئت التمس محمد بن سعيد من الصادق رقعة إلى محمد بن أبي حمزة الثمالي في تأخير خراجه فقال ع قل له سمعت جعفر بن محمد يقول من أكرم لنا مواليا فبكرامة الله تعالى بدأ و من أهانه فلسخط الله تعرض و من أحسن إلى شيعتنا فقد أحسن إلى أمير المؤمنين و من أحسن إلى أمير المؤمنين فقد أحسن إلى رسول الله و من أحسن إلى رسول الله فقد أحسن إلى الله و من أحسن إلى الله كان و الله معنا في الرفيع الأعلى قال فأتيته و ذكرته فقال بالله سمعت هذا الحديث من الصادق ع فقلت نعم فقال اجلس ثم قال يا غلام ما على محمد بن سعيد من الخراج قال ستون ألف درهم قال امح اسمه من الديوان و أعطاني بدرة و جارية و بغلة بسرجها و لجامها قال فأتيت أبا عبد الله فلما نظر إلي تبسم فقال يا أبا محمد تحدثني أو أحدثك فقلت يا ابن رسول الله منك أحسن فحدثني و الله الحديث كأنه حاضر معي
محمد بن سنان عن المفضل بن عمر أن المنصور قد كان هم بقتل أبي عبد الله ع غير مرة فكان إذا بعث إليه و دعاه ليقتله فإذا نظر إليه هابه و لم يقتله غير أنه منع الناس عنه و منعه من القعود للناس و استقصى عليه أشد الاستقصاء حتى أنه كان يقع لأحدهم مسألة في دينه في نكاح أو طلاق أو غير ذلك فلا يكون علم ذلك عندهم و لا يصلون إليه فيعتزل الرجل و أهله فشق ذلك على شيعته و صعب عليهم حتى ألقى الله عز و جل في روع المنصور أن يسأل الصادق ع ليتحفه بشيء من عنده لا يكون لأحد مثله فبعث إليه بمخصرة كانت للنبي ص طولها ذراع ففرح بها فرحا شديدا و أمر أن تشق له أربعة أرباع و قسمها في أربعة مواضع ثم قال له ما جزاؤك عندي إلا أن أطلق لك و تفشي علمك لشيعتك و لا أتعرض لك و لا لهم فاقعد غير محتشم و أفت الناس و لا تكن في بلد أنا فيه ففشى العلم عن الصادق ع
بيان في القاموس المخصرة كمكنسة ما يتوكأ عليها كالعصا و نحوه و ما يأخذه الملك يشير به إذا خاطب و الخطيب إذا خطب.
أقول روى البرسي في مشارق الأنوار، عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع إن المعلى بن خنيس ينال درجتنا و إن المدينة من قابل يليها داود بن عروة و يستدعيه و يأمره أن يكتب له أسماء شيعتنا فيأبى فيقتله و يصلبه فينا و بذلك ينال درجتنا فلما ولي داود المدينة من قابل أحضر المعلى و سأله عن الشيعة فقال ما أعرفهم فقال اكتبهم لي و إلا ضربت عنقك فقال بالقتل تهددني و الله لو كانت تحت أقدامي ما رفعتها عنهم فأمر بضرب عنقه و صلبه فلما دخل عليه الصادق ع قال يا داود قتلت مولاي و وكيلي و ما كفاك القتل حتى صلبته و الله لأدعون الله عليك ليقتلك كما قتلته فقال له داود تهددني بدعائك ادع الله لك فإذا استجاب لك فادعه علي فخرج أبو عبد الله ع مغضبا فلما جن الليل اغتسل و استقبل القبلة ثم قال يا ذا يا ذي يا ذوا ارم داود بسهم من سهامك تقلقل به قلبه ثم قال لغلامه اخرج و اسمع الصائح فجاء الخبر أن داود قد هلك فخر الإمام ساجدا و قال إنه لقد دعوت الله عليه بثلاث كلمات لو أقسمت على أهل الأرض لزلزلت بمن عليها
قال و روي أن المنصور لما أراد قتل أبي عبد الله استدعى قوما من الأعاجم لا يفهمون و لا يعقلون فخلع عليهم الديباج و الوشي و حمل إليهم الأموال ثم استدعاهم و كانوا مائة رجل و قال للترجمان قل لهم إن لي عدوا يدخل علي الليلة فاقتلوه إذا دخل قال فأخذوا أسلحتهم و وقفوا متمثلين لأمره فاستدعى جعفرا و أمره أن يدخل وحده ثم قال للترجمان قل لهم هذا عدوي فقطعوه فلما دخل ع تعاووا عوى الكلب و رموا أسلحتهم و كتفوا أيديهم إلى ظهورهم و خروا له سجدا و مرغوا وجوههم على التراب فلما رأى المنصور ذلك خاف على نفسه و قال ما جاء بك قال أنت و ما جئتك إلا مغتسلا محنطا فقال المنصور معاذ الله أن يكون ما تزعم ارجع راشدا فرجع جعفر ع و القوم على وجوههم سجدا فقال للترجمان قل لهم لم لا قتلتم عدو الملك فقالوا نقتل ولينا الذي يلقانا كل يوم و يدبر أمرنا كما يدبر الرجل ولده و لا نعرف وليا سواه فخاف المنصور من قولهم و سرحهم تحت الليل ثم قتله ع بالسم
28- كشف، ]كشف الغمة[ من كتاب محمد بن طلحة قال حدث عبد الله بن الفضل بن الربيع عن أبيه قال حج المنصور سنة سبع و أربعين و مائة فقدم المدينة و قال للربيع ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتينا به متعبا قتلني الله إن لم أقتله فتغافل الربيع عنه لينساه ثم أعاد ذكره للربيع و قال ابعث من يأتي به متعبا فتغافل عنه ثم أرسل إلى الربيع رسالة قبيحة أغلظ عليه فيها و أمره أن يبعث من يحضر جعفرا ففعل فلما أتاه قال له الربيع يا أبا عبد الله اذكر الله فإنه قد أرسل إليك بما لا دافع له غير الله فقال جعفر لا حول و لا قوة إلا بالله ثم إن الربيع أعلم المنصور بحضوره فلما دخل جعفر عليه أوعده و أغلظ و قال أي عدو الله اتخذك أهل العراق إماما يبعثون إليك زكاة أموالهم و تلحد في سلطاني و تبغيه الغوائل قتلني الله إن لم أقتلك فقال له يا أمير المؤمنين إن سليمان ع أعطي فشكر و إن أيوب ابتلي فصبر و إن يوسف ظلم فغفر و أنت من ذلك السنخ فلما سمع المنصور ذلك منه قال له إلي و عندي أبا عبد الله أنت البريء الساحة السليم الناحية القليلة الغائلة جزاك الله من ذي رحم أفضل ما جزى ذوي الأرحام عن أرحامهم ثم تناول يده فأجلسه معه على فرشه ثم قال علي بالطيب فأتي بالغالية فجعل يغلف لحية جعفر ع بيده حتى تركها تقطر ثم قال قم في حفظ الله و كلاءته ثم قال يا ربيع ألحق أبا عبد الله جائزته و كسوته انصرف أبا عبد الله في حفظه و كنفه فانصرف قال الربيع و لحقته فقلت إني قد رأيت قبلك ما لم تره و رأيت بعدك ما لا رأيته فما قلت يا أبا عبد الله حين دخلت قال قلت اللهم احرسني بعينك التي لا تنام و اكنفني بركنك الذي لا يرام و اغفر لي بقدرتك علي و لا أهلك و أنت رجائي اللهم أنت أكبر و أجل مما أخاف و أحذر اللهم بك أدفع في نحره و أستعيذ بك من شره ففعل الله بي ما رأيت
توضيح قال الجزري فيه كنت أغلف لحية رسول الله ص بالغالية أي ألطخها به و أكثر و الغالية ضرب مركب من الطيب
29- كشف، ]كشف الغمة[ من كتاب الدلائل للحميري عن رزام بن مسلم مولى خالد بن عبد الله القسري قال إن المنصور قال لحاجبه إذا دخل علي جعفر بن محمد ع فاقتله قبل أن يصل إلي فدخل أبو عبد الله ع فجلس فأرسل إلى الحاجب فدعاه فنظر إليه و جعفر ع قاعد قال ثم قال عد إلى مكانك قال و أقبل يضرب يده على يده فلما قام أبو عبد الله ع و خرج دعا حاجبه فقال بأي شيء أمرتك قال لا و الله ما رأيته حين دخل و لا حين خرج و لا رأيته إلا و هو قاعد عندك
و عن عبد الله بن أبي ليلى قال كنت بالربذة مع المنصور و كان قد وجه إلى أبي عبد الله ع فأتي به و بعث إلي المنصور فدعاني فلما انتهيت إلى الباب سمعته يقول عجلوا علي به قتلني الله إن لم أقتله سقى الله الأرض من دمي إن لم أسق الأرض من دمه فسألت الحاجب من يعني قال جعفر بن محمد ع فإذا هو قد أتي به مع عدة جلاوزة فلما انتهى إلى الباب قبل أن يرفع الستر رأيته قد تململت شفتاه عند رفع الستر فدخل فلما نظر إليه المنصور قال مرحبا يا ابن عم مرحبا يا ابن رسول الله فما زال يرفعه حتى أجلسه على وسادته ثم دعا بالطعام فرفعت رأسي و أقبلت أنظر إليه و يلقمه جديا باردا و قضى حوائجه و أمره بالانصراف فلما خرج قلت له قد عرفت موالاتي لك و ما قد ابتليت به في دخولي عليهم و قد سمعت كلام الرجل و ما كان يقول فلما صرت إلى الباب رأيتك قد تململت شفتاك و ما أشك أنه شيء قلته و رأيت ما صنع بك فإن رأيت أن تعلمني ذلك فأقوله إذا دخلت عليه قال نعم قلت ما شاء الله ما شاء الله لا يأتي بالخير إلا الله ما شاء الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله ما شاء الله ما شاء الله كل نعمة فمن الله ما شاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله
و قال الآبي قال للصادق ع أبو جعفر المنصور إني قد عزمت على أن أخرب المدينة و لا أدع بها نافخ ضرمة فقال يا أمير المؤمنين لا أجد بدا من النصاحة لك فاقبلها إن شئت أو لا قال قل قال إنه قد مضى لك ثلاثة أسلاف أيوب ابتلي فصبر و سليمان أعطي فشكر و يوسف قدر فغفر فاقتد بأيهم شئت قال قد عفوت و قال وقف أهل مكة و أهل المدينة بباب المنصور فأذن الربيع لأهل مكة قبل أهل المدينة فقال جعفر ع أ تأذن لأهل مكة قبل أهل المدينة فقال الربيع مكة العش فقال جعفر ع عش و الله طار خياره و بقي شراره و قيل له إن أبا جعفر المنصور لا يلبس منذ صارت الخلافة إليه إلا الخشن و لا يأكل إلا الجشب فقال يا ويحه مع ما قد مكن الله له من السلطان و جبي إليه من الأموال فقيل إنما يفعل ذلك بخلا و جمعا للأموال فقال الحمد لله الذي حرمه من دنياه ماله ترك دينه
و قال ابن حمدون كتب المنصور إلى جعفر بن محمد ع لم لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس فأجابه ليس لنا ما نخافك من أجله و لا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له و لا أنت في نعمة فنهنئك و لا تراها نقمة فنعزيك بها فما نصنع عندك قال فكتب إليه تصحبنا لتنصحنا فأجابه من أراد الدنيا لا ينصحك و من أراد الآخرة لا يصحبك فقال المنصور و الله لقد ميز عندي منازل الناس من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة و إنه ممن يريد الآخرة لا الدنيا
30- كش، ]رجال الكشي[ صدقة بن حماد عن سهل عن موسى بن سلام عن الحكم بن مسكين عن عيص بن القاسم قال دخلت على أبي عبد الله ع مع خالي سليمان بن خالد فقال لخالي من هذا الفتى قال هذا ابن أختي قال فيعرف أمركم فقال له نعم فقال الحمد لله الذي لم يجعله شيطانا ثم قال يا ليتني و إياكم بالطائف أحدثكم و تؤنسوني و أضمن لهم أن لا نخرج عليهم أبدا
31- كش، ]رجال الكشي[ علي بن الحكم عن منصور بن يونس عن عنبسة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أشكو إلى الله وحدتي و تقلقلي من أهل المدينة حتى تقدموا و أراكم و أسر بكم فليت هذه الطاغية أذن لي فاتخذت قصرا فسكنته و أسكنتكم معي و أضمن له أن لا يجيء من ناحيتنا مكروه أبدا
32- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم مثله
33- تم، ]فلاح السائل[ ذكر الكراجكي في كتاب كنز الفوائد قال جاء في الحديث أن أبا جعفر المنصور خرج في يوم جمعة متوكئا على يد الصادق جعفر بن محمد ع فقال رجل يقال له رزام مولى خالد بن عبد الله من هذا الذي بلغ من خطره ما يعتمد أمير المؤمنين على يده فقيل له هذا أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلى الله عليه فقال إني و الله ما علمت لوددت أن خد أبي جعفر نعل لجعفر ثم قام فوقف بين يدي المنصور فقال له أسأل يا أمير المؤمنين فقال له المنصور سل هذا فقال إني أريدك بالسؤال فقال له المنصور سل هذا فالتفت رزام إلى الإمام جعفر بن محمد ع فقال له أخبرني عن الصلاة و حدودها فقال له الصادق ع للصلاة أربعة آلاف حد لست تؤاخذ بها فقال أخبرني بما لا يحل تركه و لا تتم الصلاة إلا به فقال أبو عبد الله ع لا تتم الصلاة إلا لذي طهر سابغ و تمام بالغ غير نازغ و لا زائغ عرف فوقف و أخبت فثبت فهو واقف بين اليأس و الطمع و الصبر و الجزع كان الوعد له صنع و الوعيد به وقع بذل عرضه و تمثل غرضه و بذل في الله المهجة و تنكب إليه غير المحجة مرتغم بارتغام يقطع علائق الاهتمام بعين من له قصد و إليه وفد و منه استرفد فإذا أتى بذلك كانت هي الصلاة التي بها أمر و عنها أخبر و إنها هي الصلاة التي تنهى عن الفحشاء و المنكر فالتفت المنصور إلى أبي عبد الله ع فقال له يا أبا عبد الله لا نزال من بحرك نغترف و إليك نزدلف تبصر من العمى و تجلو بنورك الطخياء فنحن نعوم في سبحات قدسك و طامي بحرك
بيان النزع الطعن و الاغتياب و الإفساد و الوسوسة و الزيغ الميل و الطخياء الظلمة و طمى الماء علا
34- نبه، ]تنبيه الخاطر[ قيل للمنصور في حبسك محمد بن مروان فلو أمرت بإحضاره و سألته عما جرى بينه و بين ملك النوبة فقال صرت إلى جزيرة النوبة في آخر أمرنا فأمرت بالمضارب فضربت فخرج النوب يتعجبون و أقبل ملكهم رجل طويل أصلع حاف عليه كساء فسلم و جلس على الأرض فقلت ما لك لا تقعد على البساط قال أنا ملك و حق لمن رفعه الله أن يتواضع له إذا رفعه ثم قال ما بالكم تطئون الزرع بدوابكم و الفساد محرم عليكم في كتابكم فقلت عبيدنا فعلوه بجهلهم قال فما بالكم تشربون الخمر و هي محرمة عليكم في دينكم قلت أشياعنا فعلوه بجهلهم قال فما بالكم تلبسون الديباج و تتحلون بالذهب و هي محرمة عليكم على لسان نبيكم قلت فعل ذلك أعاجم من خدمنا كرهنا الخلاف عليهم فجعل ينظر في وجهي و يكرر معاذيري على وجه الاستهزاء ثم قال ليس كما تقول يا ابن مروان و لكنكم قوم ملكتم فظلمتم و تركتم ما أمرتم فأذاقكم الله وبال أمركم و لله فيكم نقم لم تبلغ و إني أخشى أن ينزل بك و أنت في أرضي فيصيبني معك فارتحل عني
35- غو، ]غوالي اللئالي[ قال الصادق ع طلب المنصور علماء المدينة فلما وصلنا إليه خرج إلينا الربيع الحاجب فقال ليدخل على أمير المؤمنين منكم اثنان فدخلت أنا و عبد الله بن الحسن فلما جلسنا عنده قال أنت الذي تعلم الغيب فقلت لا يَعْلَمُ... الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ فقال أنت الذي يجبى إليك الخراج فقلت بل الخراج يجبى إليك فقال أ تدري لم دعوتكم فقلت لا فقال إنما دعوتكم لأخرب رباعكم و أوغر قلوبكم و أنزلكم بالسراة فلا أدع أحدا من أهل الشام و الحجاز يأتون إليكم فإنهم لكم مفسدة فقلت إن أيوب ابتلي فصبر و إن يوسف ظلم فغفر و إن سليمان أعطي فشكر و أنت من نسل أولئك القوم فسري عنه ثم قال حدثني الحديث الذي حدثتني به منذ أوقات عن رسول الله ص قلت حدثني أبي عن جدي عن رسول الله أنه قال الرحم حبل ممدود من الأرض إلى السماء يقول من قطعني قطعه الله و من وصلني وصله الله فقال لست أعني هذا فقلت حدثني أبي عن جدي عن رسول الله قال الله تعالى أنا الرحمن خلقت الرحم و شققت لها اسما من أسمائي فمن وصلها وصلته و من قطعها قطعته قال لست أعني ذلك فقلت حدثني أبي عن جدي عن رسول الله ص أنه قال إن ملكا من ملوك بني إسرائيل كان قد بقي من عمره ثلاث سنين و وصل رحمه فجعلها الله ثلاثين سنة و إن ملكا من ملوك بني إسرائيل كان قد بقي من عمره ثلاثون سنة فقطع رحمه فجعله الله ثلاث سنين فقال هذا الذي قصدت و الله لأصلن اليوم رحمي ثم سرحنا إلى أهلنا سراحا جميلا
بيان الوغر الحقد و الضغن و العداوة و التوقد من الغيظ و أوغر صدره أدخلها فيه و سراة الطريق ظهره و معظمه أي أجعلكم فقراء تجلسون على الطريق للسؤال و سري عنه على بناء التفعيل مجهولا أي كشف عنه الحزن و الغضب
36- مهج، ]مهج الدعوات[ روينا بإسنادنا إلى الشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري رضي الله عنه عن محمد بن علي الصيرفي عن ابن أبي نجران عن ياسر مولى الربيع قال سمعت الربيع قال لما حج المنصور و صار بالمدينة سهر ليلة فدعاني فقال يا ربيع انطلق في وقتك هذا على أخفض جناح و ألين مسير فإن استطعت أن تكون وحدك فافعل حتى تأتي أبا عبد الله جعفر بن محمد فقل له هذا ابن عمك يقرأ عليك السلام و يقول لك إن الدار و إن نأت و الحال و إن اختلفت فإنا نرجع إلى رحم أمس من يمين بشمال و نعل بقبال و هو يسألك المصير إليه في وقتك هذا فإن سمح بالمسير معك فأوطه خدك و إن امتنع بعذر أو غيره فاردد الأمر إليه في ذلك فإن أمرك بالمصير إليه في تأن فيسر و لا تعسر و اقبل العفو و لا تعتف في قول و لا فعل قال الربيع فصرت إلى بابه فوجدته في دار خلوته فدخلت عليه من غير استئذان فوجدته معفرا خديه مبتهلا بظهر يديه قد أثر التراب في وجهه و خديه فأكبرت أن أقول شيئا حتى فرغ من صلاته و دعائه ثم انصرف بوجهه فقلت السلام عليك يا أبا عبد الله فقال و عليك السلام يا أخي ما جاء بك فقلت ابن عمك يقرأ عليك السلام و يقول حتى بلغت إلى آخر الكلام فقال ويحك يا ربيع أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَ ما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَ لا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ويحك يا ربيع أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ أَ وَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَ هُمْ يَلْعَبُونَ أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ قرأت على أمير المؤمنين السلام و رحمة الله و بركاته ثم أقبل على صلاته و انصرف إلى توجهه فقلت هل بعد السلام من مستعتب عليه أو إجابة فقال نعم قل له أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى وَ أَعْطى قَلِيلًا وَ أَكْدى أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى وَ إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى أنا و الله يا أمير المؤمنين قد خفناك و خافت لخوفنا النسوة اللاتي أنت أعلم بهن و لا بد لنا من الإيضاح به فإن كففت و إلا أجرينا اسمك على الله عز و جل في كل يوم خمس مرات و أنت حدثتنا عن أبيك عن جدك أن رسول الله ص قال أربع دعوات لا يحجبن عن الله تعالى دعاء الوالد لولده و الأخ بظهر الغيب لأخيه و المظلوم و المخلص قال الربيع فما استتم الكلام حتى أتت رسل المنصور تقفو أثري و تعلم خبري فرجعت و أخبرته بما كان فبكى ثم قال ارجع إليه و قل له الأمر في لقائك إليك و الجلوس عنا و أما النسوة اللاتي ذكرتهن فعليهن السلام فقد آمن الله روعهن و جلا همهن قال فرجعت إليه فأخبرته بما قال المنصور فقال قل له وصلت رحما و جزيت خيرا ثم اغرورقت عيناه حتى قطر من الدمع في حجره قطرات ثم قال يا ربيع إن هذه الدنيا و إن أمتعت ببهجتها و غرت بزبرجها فإن آخرها لا يعدو أن يكون كآخر الربيع الذي يروق بخضرته ثم يهيج عند انتهاء مدته و على من نصح لنفسه و عرف حق ما عليه و له أن ينظر إليها نظر من عقل عن ربه جل و علا و حذر سوء منقلبه فإن هذه الدنيا قد خدعت قوما فارقوها أسرع ما كانوا إليها و أكثر ما كانوا اغتباطا بها طرقتهم آجالهم بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ أو ضُحًى وَ هُمْ يَلْعَبُونَ فكيف أخرجوا عنها و إلى ما صاروا بعدها أعقبتهم الألم و أورثتهم الندم و جرعتهم مر المذاق و غصصتهم بكأس الفراق
فيا ويح من رضي عنها و أقر عينا بها أ ما رأى مصرع آبائه و من سلف من أعدائه و أوليائه يا ربيع أطول بها حيرة و أقبح بها كثرة و أخسر بها صفقة و أكبر بها ترحة إذا عاين المغرور بها أجله و قطع بالأماني أمله و ليعمل على أنه أعطي أطول الأعمار و أمدها و بلغ فيها جميع الآمال هل قصاراه إلا الهرم أو غايته إلا الوخم نسأل الله لنا و لك عملا صالحا بطاعته و مآبا إلى رحمته و نزوعا عن معصيته و بصيرة في حقه فإنما ذلك له و به فقلت يا أبا عبد الله أسألك بكل حق بينك و بين الله جل و علا إلا عرفتني ما ابتهلت به إلى ربك تعالى و جعلته حاجزا بينك و بين حذرك و خوفك لعل الله يجبر بدوائك كسيرا و يغني به فقيرا و الله ما أعني غير نفسي قال الربيع فرفع يده و أقبل على مسجده كارها أن يتلو الدعاء صحفا و لا يحضر ذلك بنية فقال اللهم إني أسألك يا مدرك الهاربين إلى آخر ما سيأتي في كتاب الدعاء
بيان قبال النعل ككتاب زمام بين الإصبع الوسطى و التي تليها و الزبرج بالكسر الزينة و راقه أعجبه و هاج النبت يبس و الترح محركة الهم قوله ع و قطع بالأماني أمله ينبغي أن يقرأ على بناء المجهول أي قطع أمله مع الأماني التي كان يأمل حصولها و يقال طعام وخيم أي غير موافق
37- ق، ]كتاب العتيق الغروي[ مهج، ]مهج الدعوات[ الحسن بن محمد النوفلي عن الربيع صاحب المنصور قال حججت مع أبي جعفر المنصور فلما كان في بعض الطريق قال لي المنصور يا ربيع إذا نزلت المدينة فاذكر لي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي فو الله العظيم لا يقتله أحد غيري احذر تدع أن تذكرني به قال فلما صرنا إلى المدينة أنساني الله عز و جل ذكره قال فلما صرنا إلى مكة قال لي يا ربيع أ لم آمرك أن تذكرني بجعفر بن محمد إذا دخلنا المدينة قال فقلت نسيت ذلك يا مولاي يا أمير المؤمنين قال فقال لي إذا رجعت إلى المدينة فاذكرني به فلا بد من قتله فإن لم تفعل لأضربن عنقك فقلت نعم يا أمير المؤمنين ثم قلت لغلماني و أصحابي اذكروني بجعفر بن محمد إذا دخلنا المدينة إن شاء الله تعالى فلم يزل غلماني و أصحابي يذكروني به في كل وقت و منزل ندخله و ننزل فيه حتى قدمنا المدينة فلما نزلنا بها دخلت إلى المنصور فوقفت بين يديه و قلت له يا أمير المؤمنين جعفر بن محمد قال فضحك و قال لي نعم اذهب يا ربيع فأتني به و لا تأتني به إلا مسحوبا قال فقلت له يا مولاي يا أمير المؤمنين حبا و كرامة و أنا أفعل ذلك طاعة لأمرك قال ثم نهضت و أنا في حال عظيم من ارتكابي ذلك قال فأتيت الإمام الصادق جعفر بن محمد ع و هو جالس في وسط داره فقلت له جعلت فداك إن أمير المؤمنين يدعوك إليه فقال لي السمع و الطاعة ثم نهض و هو معي يمشي قال فقلت له يا ابن رسول الله إنه أمرني أن لا آتيه بك إلا مسحوبا قال فقال الصادق امتثل يا ربيع ما أمرك به قال فأخذت بطرف كمه أسوقه إليه فلما أدخلته إليه رأيته و هو جالس على سريره و في يده عمود حديد يريد أن يقتله به و نظرت إلى جعفر ع و هو يحرك شفتيه فلم أشك أنه قاتله و لم أفهم الكلام الذي كان جعفر يحرك شفتيه به فوقفت أنظر إليهما قال الربيع فلما قرب منه جعفر بن محمد قال له المنصور ادن مني يا ابن عمي و تهلل وجهه و قربه منه حتى أجلسه معه على السرير ثم قال يا غلام ائتني بالحقة فأتاه بالحقة فإذا فيها قدح الغالية فغلفه منها بيده ثم حمله على بغلة و أمر له ببدرة و خلعة ثم أمره بالانصراف قال فلما نهض من عنده خرجت بين يديه حتى وصل إلى منزله فقلت له بأبي أنت و أمي يا ابن رسول الله إني لم أشك فيه ساعة تدخل عليه يقتلك و رأيتك تحرك شفتيك في وقت دخولك فما قلت قال لي نعم يا ربيع اعلم أني قلت حسبي الرب من المربوبين الدعاء
-38 مهج، ]مهج الدعوات[ بإسنادنا إلى الصفار في كتاب فضل الدعاء عن إبراهيم بن جبلة عن مخرمة الكندي قال لما نزل أبو جعفر المنصور الربذة و جعفر بن محمد يومئذ بها قال من يعذرني من جعفر هذا قدم رجلا و أخر أخرى يقول أتنحى عن محمد أقول يعني محمد بن عبد الله بن الحسن فإن يظفر فإنما الأمر لي و إن تكن الأخرى فكنت قد أحرزت نفسي أما و الله لأقتلنه ثم التفت إلى إبراهيم بن جبلة قال يا ابن جبلة قم إليه فضع في عنقه ثيابه ثم ائتني به سحبا قال إبراهيم فخرجت حتى أتيت منزله فلم أصبه فطلبته في مسجد أبي ذر فوجدته في باب المسجد قال فاستحييت أن أفعل ما أمرت به فأخذت بكمه فقلت له أجب أمير المؤمنين فقال إنا لله و إنا إليه راجعون دعني حتى أصلي ركعتين ثم بكى بكاء شديدا و أنا خلفه ثم قال اللهم أنت ثقتي الدعاء ثم قال اصنع ما أمرت به فقلت و الله لا أفعل و لو ظننت أني أقتل فأخذت بيده فذهبت به لا و الله ما أشك إلا أنه يقتله قال فلما انتهيت إلى باب الستر قال يا إله جبرئيل الدعاء ثم قال إبراهيم فلما أدخلته عليه قال فاستوى جالسا ثم أعاد عليه الكلام فقال قدمت رجلا و أخرت أخرى أما و الله لأقتلنك فقال يا أمير المؤمنين ما فعلت فارفق بي فو الله لقل ما أصحبك فقال له أبو جعفر انصرف ثم التفت إلى عيسى بن علي فقال له يا أبا العباس الحقه فسله أ بي أم به فخرج يشتد حتى لحقه فقال يا أبا عبد الله إن أمير المؤمنين يقول لك أ بك أم به فقال لا بل بي فقال أبو جعفر صدق قال إبراهيم ثم خرجت فوجدته قاعدا ينتظرني يتشكر لي صنعي به و إذا به يحمد الله و ذكر الدعاء
بيان قدم رجلا و أخر أخرى أي وافق محمد بن عبد الله في بعض الأمر و حثه على الخروج و تنحى عنه ظاهرا أو حرف الناس عن ناحيتنا و لم يوافقه في الخروج يقول أي الصادق ع أتنحى عن محمد بن عبد الله بن الحسن فإن يظفر محمد فالأمر لي لكثرة شيعتي و علم الناس بأني أعلم و أصلح لذلك و إن انهزم و قتل فقد نجيت نفسي من القتل. و يحتمل أن يكون قدم رجلا و أخر أخرى بمعناه المعروف أي تفكر و تردد حتى عزم على ذلك لكنه بعيد عن السياق و قوله أقول يعني كلام السيد رحمه الله
39- مهج، ]مهج الدعوات[ محمد بن أبي القاسم الطبري عن محمد بن أحمد بن شهريار عن محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري عن محمد بن عمر بن القطان عن عبد الله بن خلف عن محمد بن إبراهيم الهمداني عن الحسن بن علي البصري عن الهيثم بن عبد الله الرماني و العباس بن عبد العظيم العنبري عن الفضل بن الربيع عن أبيه قال بعث المنصور إبراهيم بن جبلة ليشخص جعفر بن محمد ع فحدثني إبراهيم أنه لما أخبره برسالة المنصور سمعه يقول اللهم أنت ثقتي الدعاء قال الربيع فلما وافى إلى حضرة المنصور دخلت فأخبرته بقدوم جعفر بن محمد و إبراهيم فدعا المسيب بن زهير الضبي فدفع إليه سيفا و قال له إذا دخل جعفر بن محمد فخاطبته و أومأت إليك فاضرب عنقه و لا تستأمر فخرجت إليه و كان صديقا لي ألاقيه و أعاشره إذا حججت فقلت يا ابن رسول الله إن هذا الجبار قد أمر فيك بأمر كرهت أن ألقاك به و إن كان في نفسك شيء تقوله أو توصيني به فقال لا يروعك ذلك فلو قد رآني لزال ذلك كله ثم أخذ بمجامع الستر فقال يا إله جبرئيل الدعاء ثم دخل فحرك شفتيه بشيء لم أفهمه فنظرت إلى المنصور فما شبهته إلا بنار صب عليها ماء فخمدت ثم جعل يسكن غضبه حتى دنا منه جعفر بن محمد ع و صار مع سريره فوثب المنصور فأخذ بيده و رفعه على سريره ثم قال له يا أبا عبد الله يعز علي تعبك و إنما أحضرتك لأشكو إليك أهلك قطعوا رحمي و طعنوا في ديني و ألبوا الناس علي و لو ولي هذا الأمر غيري ممن هو أبعد رحما مني لسمعوا له و أطاعوا فقال له جعفر ع يا أمير المؤمنين فأين يعدل بك عن سلفك الصالح إن أيوب ع ابتلي فصبر و إن يوسف ظلم فغفر و إن سليمان أعطي فشكر فقال المنصور قد صبرت و غفرت و شكرت ثم قال يا أبا عبد الله حدثنا حديثا كنت سمعته منك في صلة الأرحام قال نعم حدثني أبي عن جدي أن رسول الله ص قال البر و صلة الأرحام عمارة الدنيا و زيادة الأعمار قال ليس هذا هو قال نعم حدثني أبي عن جدي قال قال رسول الله ص من أحب أن ينسى في أجله و يعافى في بدنه فليصل رحمه قال ليس هذا هو قال نعم حدثني أبي عن جدي أن رسول الله ص قال رأيت رحما متعلقا بالعرش يشكو إلى الله عز و جل قاطعها فقلت يا جبرئيل كم بينهم فقال سبعة آباء فقال ليس هذا هو قال نعم حدثني أبي عن جدي قال قال رسول الله ص احتضر رجل بار في جواره رجل عاق قال الله عز و جل لملك الموت يا ملك الموت كم بقي من أجل العاق قال ثلاثون سنة قال حولها إلى هذا البار فقال المنصور يا غلام ائتني بالغالية فأتاه بها فجعل يغلفه بيده ثم دفع إليه أربعة آلاف و دعا بدابته فأتاه بها فجعل يقول قدم قدم إلى أن أتى بها إلى عند سريره فركب جعفر بن محمد ع و عدوت بين يديه فسمعته يقول الحمد لله الدعاء فقلت له يا ابن رسول الله إن هذا الجبار يعرضني على السيف كل قليل و قد دعا المسيب بن زهير فدفع إليه سيفا و أمره أن يضرب عنقك و إني رأيتك تحرك شفتيك حين دخلت بشيء لم أفهمه عنك فقال ليس هذا موضعه فرحت إليه عشيا فعلمني الدعاء
بيان يعرضني على السيف كل قليل أي يأمرني بالقتل في كل زمان قليل أو لكل أمر قليل أو يأمر بقتلي كذلك و الغرض بيان كونه سفاكا لا يبالي بالقتل
-40 مهج، ]مهج الدعوات[ من كتاب عتيق به حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن صفوة عن محمد بن العباس العاصمي عن الحسن بن علي بن يقطين عن أبيه عن محمد بن الربيع الحاجب قال قعد المنصور يوما في قصره في القبة الخضراء و كانت قبل قتل محمد و إبراهيم تدعى الحمراء و كان له يوم يقعد فيه يسمى ذلك اليوم يوم الذبح و كان أشخص جعفر بن محمد ع من المدينة فلم يزل في الحمراء نهاره كله حتى جاء الليل و مضى أكثره قال ثم دعا أبي الربيع فقال له يا ربيع إنك تعرف موضعك مني و إني يكون لي الخبر و لا تظهر عليه أمهات الأولاد و تكون أنت المعالج له فقال قلت يا أمير المؤمنين ذلك من فضل الله علي و فضل أمير المؤمنين و ما فوقي في النصح غاية قال كذلك أنت سر الساعة إلى جعفر بن محمد بن فاطمة فأتني على الحال الذي تجده عليه لا تغير شيئا مما هو عليه فقلت إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ هذا و الله هو العطب إن أتيت به على ما أراه من غضبه قتله و ذهبت الآخرة و إن لم آت به و أدهنت في أمره قتلني و قتل نسلي و أخذ أموالي فخيرت بين الدنيا و الآخرة فمالت نفسي إلى الدنيا قال محمد بن الربيع فدعاني أبي و كنت أفظ ولده و أغلظهم قلبا فقال لي امض إلى جعفر بن محمد بن علي فتسلق على حائطه و لا تستفتح عليه بابا فيغير بعض ما هو عليه و لكن انزل عليه نزولا فأت به على الحال التي هو فيها قال فأتيته و قد ذهب الليل إلى أقله فأمرت بنصب السلاليم و تسلقت عليه الحائط فنزلت عليه داره فوجدته قائما يصلي و عليه قميص و منديل قد ائتزر به فلما سلم من صلاته قلت له أجب أمير المؤمنين فقال دعني أدعو و ألبس ثيابي فقلت له ليس إلى تركك و ذلك سبيل قال و أدخل المغتسل فأتطهر قال قلت و ليس إلى ذلك
سبيل فلا تشغل نفسك فإني لا أدعك شيئا قال فأخرجته حافيا حاسرا في قميصه و منديله و كان قد جاوز ع السبعين فلما مضى بعض الطريق ضعف الشيخ فرحمته فقلت له اركب فركب بغل شاكري كان معنا ثم صرنا إلى الربيع فسمعته و هو يقول له ويلك يا ربيع قد أبطأ الرجل و جعل يستحثه استحثاثا شديدا فلما أن وقعت عين الربيع على جعفر بن محمد و هو بتلك الحال بكى و كان الربيع يتشيع فقال له جعفر ع يا ربيع أنا أعلم ميلك إلينا فدعني أصلي ركعتين و أدعو قال شأنك و ما تشاء فصلى ركعتين خففهما ثم دعا بعدهما بدعاء لم أفهمه إلا أنه دعاء طويل و المنصور في ذلك كله يستحث الربيع فلما فرغ من دعائه على طوله أخذ الربيع بذراعيه فأدخله على المنصور فلما صار في صحن الإيوان وقف ثم حرك شفتيه بشيء لم أدر ما هو ثم أدخلته فوقف بين يديه فلما نظر إليه قال و أنت يا جعفر ما تدع حسدك و بغيك و إفسادك على أهل هذا البيت من بني العباس و ما يزيدك الله بذلك إلا شدة حسد و نكد ما تبلغ به ما تقدره فقال له و الله يا أمير المؤمنين ما فعلت شيئا من هذا و لقد كنت في ولاية بني أمية و أنت تعلم أنهم أعدى الخلق لنا و لكم و أنهم لا حق لهم في هذا الأمر فو الله ما بغيت عليهم و لا بلغهم عني سوء مع جفاهم الذي كان بي و كيف يا أمير المؤمنين أصنع الآن هذا و أنت ابن عمي و أمس الخلق بي رحما و أكثرهم عطاء و برا فكيف أفعل هذا فأطرق المنصور ساعة و كان على لبد و عن يساره مرفقة جرمقانية و تحت لبده سيف ذو فقار كان لا يفارقه إذا قعد في القبة قال أبطلت و أثمت ثم رفع ثني الوسادة فأخرج منها إضبارة كتب فرمى بها إليه و قال هذه كتبك إلى أهل خراسان تدعوهم إلى نقض بيعتي و أن يبايعوك دوني فقال و الله يا أمير المؤمنين ما فعلت و لا أستحل ذلك و لا هو من مذهبي و إني لمن يعتقد طاعتك على كل حال و قد بلغت من السن ما قد أضعفني عن ذلك لو أردته فصيرني في بعض جيوشك حتى يأتيني الموت فهو مني قريب فقال لا و لا كرامة ثم أطرق و ضرب يده إلى السيف فسل منه مقدار شبر و أخذ بمقبضه فقلت إنا لله ذهب و الله الرجل ثم رد السيف و قال يا جعفر أ ما تستحي مع هذه الشيبة و مع هذا النسب أن تنطق بالباطل و تشق عصا المسلمين تريد أن تريق الدماء و تطرح الفتنة بين الرعية و الأولياء فقال لا و الله يا أمير المؤمنين ما فعلت و لا هذه كتبي و لا خطي و لا خاتمي فانتضى من السيف ذراعا فقلت إنا لله مضى الرجل و جعلت في نفسي إن أمرني فيه بأمر أن أعصيه لأنني ظننت أنه يأمرني أن آخذ السيف فأضرب به جعفرا فقلت إن أمرني ضربت المنصور و إن أتى ذلك علي و علي ولدي و تبت إلى الله عز و جل مما كنت نويت فيه أولا فأقبل يعاتبه و جعفر يعتذر ثم انتضى السيف إلا شيئا يسيرا منه فقلت إنا لله مضى و الله الرجل ثم أغمد السيف و أطرق ساعة ثم رفع رأسه و قال أظنك صادقا يا ربيع هات العيبة من موضع كانت فيه في القبة فأتيته بها فقال ادخل يدك فيها فكانت مملوءة غالية وضعها في لحيته و كانت بيضاء فاسودت و قال لي احمله على فاره من دوابي التي أركبها و أعطه عشرة آلاف درهم و شيعه إلى منزله مكرما و خيره إذا أتيت به إلى المنزل بين المقام عندنا فنكرمه و الانصراف إلى مدينة جده رسول الله ص فخرجنا من عنده و أنا مسرور فرح بسلامة جعفر ع و متعجب مما أراد المنصور و ما صار إليه من أمره فلما صرنا في الصحن قلت له يا ابن رسول الله إني لأعجب مما عمد إليه هذا في بابك و ما أصارك الله إليه من كفايته و دفاعه و لا عجب من أمر الله عز و جل و قد سمعتك تدعو في عقيب الركعتين بدعاء لم أدر ما هو إلا أنه طويل و رأيتك قد حركت
شفتيك هاهنا أعني الصحن بشيء لم أدر ما هو فقال لي أما الأول فدعاء الكرب و الشدائد لم أدع به على أحد قبل يومئذ جعلته عوضا من دعاء كثير أدعو به إذا قضيت صلاتي لأني لم أترك أن أدعو ما كنت أدعو به و أما الذي حركت به شفتي فهو دعاء رسول الله ص يوم الأحزاب ثم ذكر الدعاء ثم قال لو لا الخوف من أمير المؤمنين لدفعت إليك هذا المال و لكن قد كنت طلبت مني أرضي بالمدينة و أعطيتني بها عشرة آلاف دينار فلم أبعك و قد وهبتها لك قلت يا ابن رسول الله إنما رغبتي في الدعاء الأول و الثاني فإذا فعلت هذا فهو البر و لا حاجة لي الآن في الأرض فقال إنا أهل بيت لا نرجع في معروفنا نحن ننسخك الدعاء و نسلم إليك الأرض صر معي إلى المنزل فصرت معه كما تقدم المنصور و كتب لي بعهدة الأرض و أملى علي دعاء رسول الله ص و أملى علي الذي دعا هو بعد الركعتين قال فقلت يا ابن رسول الله لقد كثر استحثاث المنصور و استعجاله إياي و أنت تدعو بهذا الدعاء الطويل متمهلا كأنك لم تخشه قال فقال لي نعم قد كنت أدعو به بعد صلاة الفجر بدعاء لا بد منه فأما الركعتان فهما صلاة الغداة خففتهما و دعوت بذلك الدعاء بعدهما فقلت له أ ما خفت أبا جعفر و قد أعد لك ما أعد قال خيفة الله دون خيفته و كان الله عز و جل في صدري أعظم منه قال الربيع كان في قلبي ما رأيت من المنصور و من غضبه و خيفته على جعفر و من الجلالة له في ساعة ما لم أظنه يكون في بشر فلما وجدت منه خلوة و طيب نفسي قلت يا أمير المؤمنين رأيت منك عجبا قال ما هو قلت يا أمير المؤمنين رأيت غضبك على جعفر غضبا لم أرك غضبته على أحد قط و لا على عبد الله بن الحسن و لا على غيره من كل الناس حتى بلغ بك الأمر أن تقتله بالسيف و حتى إنك أخرجت من سيفك شبرا ثم أغمدته ثم عاتبته ثم أخرجت منه ذراعا ثم عاتبته ثم أخرجته كله إلا شيئا يسيرا فلم أشك في قتلك له ثم انجلى ذلك كله فعاد رضى حتى أمرتني فسودت لحيته بالغالية التي لا يتغلف منها إلا أنت و لا يغلف منها ولدك المهدي و لا من وليته عهدك و لا عمومتك و أجزته و حملته و أمرتني بتشييعه مكرما فقال ويحك يا ربيع ليس هو كما ينبغي أن تحدث به و ستره أولى و لا أحب أن يبلغ ولد فاطمة فيفتخرون و يتيهون بذلك علينا حسبنا ما نحن فيه و لكن لا أكتمك شيئا انظر من في الدار فنحهم قال فنحيت كل من في الدار ثم قال لي ارجع و لا تبق أحدا ففعلت ثم قال لي ليس إلا أنا و أنت و الله لئن سمعت ما ألقيته إليك من أحد لأقتلنك و ولدك و أهلك أجمعين و لآخذن مالك قال قلت يا أمير المؤمنين أعيذك بالله قال يا ربيع قد كنت مصرا على قتل جعفر و أن لا أسمع له قولا و لا أقبل له عذرا و كان أمره و إن كان ممن لا يخرج بسيف أغلظ عندي و أهم علي من أمر عبد الله بن الحسن فقد كنت أعلم هذا منه و من آبائه على عهد بني أمية فلما هممت به في المرة الأولى تمثل لي رسول الله ص فإذا هو حائل بيني و بينه باسط كفيه حاسر عن ذراعيه قد عبس و قطب في وجهي عنه ثم هممت به في المرة الثانية و انتضيت من السيف أكثر مما انتضيت منه في المرة الأولى فإذا أنا برسول الله ص قد قرب مني و دنا شديدا و هم لي أن لو فعلت لفعل فأمسكت ثم تجاسرت و قلت هذا بعض أفعال الرئي ثم انتضيت السيف في الثالثة فتمثل لي رسول الله ص باسط ذراعيه قد تشمر و احمر و عبس و قطب حتى كاد أن يضع يده علي فخفت و الله لو فعلت لفعل و كان مني ما رأيت و هؤلاء من بني فاطمة صلوات الله عليهم لا يجهل حقهم إلا جاهل لا حظ له في الشريعة فإياك أن يسمع هذا منك أحد قال محمد بن الربيع فما حدثني به أبي حتى مات المنصور و ما حدثت أنا به حتى مات المهدي و موسى و هارون و قتل محمد
بيان تسلق الجدار تسوره و علاه و الشاكري الأجير و المستخدم معرب چاكر قاله الفيروزآبادي و قال الجرامقة قوم من العجم صاروا بالموصل في أوائل الإسلام الواحد جرمقاني و كساء جرمقي بالكسر. و قال الإضبارة بالكسر و الفتح الحزمة من الصحف و الرئي على فعيل التابع من الجن
41- مهج، ]مهج الدعوات[ وجدت في حديث عتيق حدثنا محمد بن جعفر الرزاز عن محمد بن عيسى بن عبيد عن بشير بن حماد عن صفوان بن مهران الجمال رفع رجل من قريش المدينة من بني مخزوم إلى أبي جعفر المنصور و ذلك بعد قتله لمحمد و إبراهيم ابني عبد الله بن الحسن أن جعفر بن محمد بعث مولاه المعلى بن خنيس بجباية الأموال من شيعته و أنه كان يمد بها محمد بن عبد الله فكاد المنصور أن يأكل كفه على جعفر غيظا و كتب إلى عمه داود و داود إذ ذاك أمير المدينة أن يسير إليه جعفر بن محمد و لا يرخص له في التلوم و المقام فبعث إليه داود بكتاب المنصور و قال اعمل في المسير إلى أمير المؤمنين في غد و لا تتأخر قال صفوان و كنت بالمدينة يومئذ فأنفذ إلي جعفر ع فصرت إليه فقال لي تعهد راحلتنا فإنا غادون في غد إن شاء الله إلى العراق و نهض من وقته و أنا معه إلى مسجد النبي ص و كان ذلك بين الأولى و العصر فركع فيه ركعات ثم رفع يديه فحفظت يومئذ من دعائه يا من ليس له ابتداء الدعاء قال صفوان سألت أبا عبد الله الصادق ع بأن يعيد الدعاء علي فأعاده و كتبته فلما أصبح أبو عبد الله ع رحلت له الناقة و سار متوجها إلى العراق حتى قدم مدينة أبي جعفر و أقبل حتى استأذن فأذن له قال صفوان فأخبرني بعض من شهد عن أبي جعفر قال فلما رآه أبو جعفر قربه و أدناه ثم أسند قصة الرافع على أبي عبد الله ع يقول في قصته إن معلى بن خنيس مولى جعفر بن محمد يجبي له الأموال فقال أبو عبد الله ع معاذ الله من ذلك يا أمير المؤمنين قال له تحلف على براءتك من ذلك قال نعم أحلف بالله أنه ما كان من ذلك شيء قال أبو جعفر لا بل تحلف بالطلاق و العتاق فقال أبو عبد الله أ ما ترضى يميني بالله الذي لا إله إلا هو قال أبو جعفر فلا تفقه علي فقال أبو عبد الله ع فأين يذهب بالفقه مني يا أمير المؤمنين قال له دع عنك هذا فإني أجمع الساعة بينك و بين الرجل الذي رفع عنك حتى يواجهك فأتوا بالرجل و سألوه بحضرة جعفر فقال نعم هذا صحيح و هذا جعفر بن محمد و الذي قلت فيه كما قلت فقال أبو عبد الله ع تحلف أيها الرجل أن هذا الذي رفعته صحيح قال نعم ثم ابتدأ الرجل باليمين فقال و الله الذي لا إله إلا هو الطالب الغالب الحي القيوم فقال له جعفر ع لا تعجل في يمينك فإني أنا أستحلف قال المنصور و ما أنكرت من هذه اليمين قال إن الله تعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا أثنى عليه أن يعاجله بالعقوبة لمدحه له و لكن قل يا أيها الرجل أبرأ إلى الله من حوله و قوته و ألجأ إلى حولي و قوتي إني لصادق بر فيما أقول فقال المنصور للقرشي احلف بما استحلفك به أبو عبد الله فحلف الرجل بهذه اليمين فلم يستتم الكلام حتى أجذم و خر ميتا فراع أبا جعفر ذلك و ارتعدت فرائصه فقال يا أبا عبد الله سر من غد إلى حرم جدك إن اخترت ذلك و إن اخترت المقام عندنا لم نأل في إكرامك و برك فو الله لا قبلت عليك قول أحد بعدها أبدا
بيان تلوم في الأمر تمكث و انتظر و قوله لم نأل أي لم نقصر
42- مهج، ]مهج الدعوات[ روى محمد بن عبيد الله الإسكندري أنه قال كنت من جملة ندماء أمير المؤمنين المنصور أبي جعفر و خواصه و كنت صاحب سره من بين الجميع فدخلت عليه يوما فرأيته مغتما و هو يتنفس نفسا باردا فقلت ما هذه الفكرة يا أمير المؤمنين فقال لي يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة مقدار مائة و قد بقي سيدهم و إمامهم فقلت له من ذلك قال جعفر بن محمد الصادق فقلت له يا أمير المؤمنين إنه رجل أنحلته العبادة و اشتغل بالله عن طلب الملك و الخلافة فقال يا محمد و قد علمت أنك تقول به و بإمامته و لكن الملك عقيم و قد آليت على نفسي أن لا أمسي عشيتي هذه أو أفرغ منه قال محمد و الله لقد ضاقت علي الأرض برحبها ثم دعا سيافا و قال له إذا أنا أحضرت أبا عبد الله الصادق و شغلته بالحديث و وضعت قلنسوتي عن رأسي فهي العلامة بيني و بينك فاضرب عنقه ثم أحضر أبا عبد الله ع في تلك الساعة و لحقته في الدار و هو يحرك شفتيه فلم أدر ما الذي قرأ فرأيت القصر يموج كأنه سفينة في لجج البحار فرأيت أبا جعفر المنصور و هو يمشي بين يديه حافي القدمين مكشوف الرأس قد اصطكت أسنانه و ارتعدت فرائصه يحمر ساعة و يصفر أخرى و أخذ بعضد أبي عبد الله الصادق ع و أجلسه على سرير ملكه و جثا بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه ثم قال له يا ابن رسول الله ما الذي جاء بك في هذه الساعة قال جئتك يا أمير المؤمنين طاعة لله عز و جل و لرسول الله ص و لأمير المؤمنين أدام الله عزه قال ما دعوتك و الغلظ من الرسول ثم قال سل حاجتك فقال أسألك أن لا تدعوني لغير شغل قال لك ذلك و غير ذلك ثم انصرف أبو عبد الله ع سريعا و حمدت الله عز و جل كثيرا و دعا أبو جعفر المنصور بالدواويج و نام و لم ينتبه إلا في نصف الليل فلما انتبه كنت عند رأسه جالسا فسره ذلك و قال لي لا تخرج حتى أقضي ما فاتني من صلاتي فأحدثك بحديث فلما قضى صلاته أقبل علي و قال لي لما أحضرت أبا عبد الله الصادق و هممت به ما هممت من السوء رأيت تنينا قد حوى بذنبه جميع داري و قصري و قد وضع شفتيه العليا في أعلاها و السفلى في أسفلها و هو يكلمني بلسان طلق ذلق عربي مبين يا منصور إن الله تعالى جده قد بعثني إليك و أمرني إن أنت أحدثت في أبي عبد الله الصادق ع حدثا فأنا أبتلعك و من في دارك جميعا فطاش عقلي و ارتعدت فرائصي و اصطكت أسناني قال محمد بن عبد الله الإسكندري قلت له ليس هذا بعجيب يا أمير المؤمنين و عنده من الأسماء و سائر الدعوات التي لو قرأها على الليل لأنار و لو قرأها على النهار لأظلم و لو قرأها على الأمواج في البحور لسكنت قال محمد فقلت له بعد أيام أ تأذن لي يا أمير المؤمنين أن أخرج إلى زيارة أبي عبد الله الصادق فأجاب و لم يأب فدخلت على أبي عبد الله و سلمت و قلت له أسألك يا مولاي بحق جدك محمد رسول الله ص أن تعلمني الدعاء الذي تقرؤه عند دخولك إلى أبي جعفر المنصور قال لك ذلك ثم علمه ع الدعاء على ما سيأتي في موضعه
43- مهج، ]مهج الدعوات[ علي بن عبد الصمد عن عم والده محمد بن علي بن عبد الصمد عن جعفر بن محمد الدوريستي عن والده عن الصدوق قال و حدثني الشيخ جدي عن والده علي بن عبد الصمد عن محمد بن إبراهيم بن نبال عن الصدوق عن أبيه عن شيوخه عن محمد بن عبيد الله الإسكندري مثله
بيان الدواج كرمان و غراب اللحاف الذي يلبس ذكره الفيروزآبادي
44- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن بعض أصحابه عن صفوان الجمال قال حملت أبا عبد الله الحملة الثانية إلى الكوفة و أبو جعفر المنصور بها فلما أشرف على الهاشمية مدينة أبي جعفر أخرج رجله من غرز الرحل ثم نزل و دعا ببغلة شهباء و لبس ثيابا بيضا و تكة بيضاء فلما دخل عليه قال له أبو جعفر لقد تشبهت بالأنبياء فقال أبو عبد الله و أنى تبعدني من أبناء الأنبياء قال لقد هممت أن أبعث إلى المدينة من يعقر نخلها و يسبي ذريتها فقال و لم ذاك يا أمير المؤمنين فقال رفع إلي أن مولاك المعلى بن خنيس يدعو إليك و يجمع لك الأموال فقال و الله ما كان فقال لست أرضى منك إلا بالطلاق و العتاق و الهدي و المشي فقال أ بالأنداد من دون الله تأمرني أن أحلف إنه من لم يرض بالله فليس من الله في شيء فقال أ تتفقه علي فقال و أنى تبعدني من التفقه و أنا ابن رسول الله ص قال فإني أجمع بينك و بين من سعى بك قال فافعل قال فجاء الرجل الذي سعى به فقال أبو عبد الله ع يا هذا قال فقال نعم و الله الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ... الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ لقد فعلت فقال له أبو عبد الله ع يا ويلك تجلل الله فيستحيي من تعذيبك و لكن قل برئت من حول الله و قوته و ألجأت إلى حولي و قوتي فحلف بها الرجل فلم يستتمها حتى وقع ميتا فقال له أبو جعفر لا أصدق بعدها عليك أبدا و أحسن جائزته و رده
45- مهج، ]مهج الدعوات[ رأيت بخط عبد السلام البصري بمدينة السلام أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمد الرازي عن جده محمد بن سليمان عن ابن أبي الخطاب عن ابن سنان عن ابن مسكان و أبي سعيد المكاري و غير واحد من عبد الأعلى بن أعين عن رزام بن مسلم مولى خالد قال بعثني أبو الدوانيق أنا و نفرا معي إلى أبي عبد الله ع و هو بالحيرة لنقتله فدخلنا عليه في رواقه ليلا فنلنا منه حاجتنا و من ابنه إسماعيل ثم رجعنا إلى أبي الدوانيق فقلنا له فرغنا مما أمرتنا به فلما أصبحنا من الغد وجدنا في رواقه ناقتين منحورتين قال أبو الحسن محمد بن يوسف إن جعفر بن محمد حال الله بينهم و بينه
46- مهج، ]مهج الدعوات[ من كتاب الخصائص للحافظ أبي الفتح محمد بن أحمد بن علي النطنزي عن عبد الواحد بن علي عن أحمد بن إبراهيم عن منصور بن أحمد الصيرفي عن إسحاق بن عبد الرب بن المفضل عن عبد الله بن عبد الحميد عن محمد بن مهران الأصفهاني عن خلاد بن يحيى عن قيس بن الربيع عن أبيه قال دعاني المنصور يوما قال أ ما ترى ما هو هذا يبلغني عن هذا الحبشي قلت و من هو يا سيدي قال جعفر بن محمد و الله لاستأصلن شأفته ثم دعا بقائد من قواده فقال انطلق إلى المدينة في ألف رجل فاهجم على جعفر بن محمد و خذ رأسه و رأس ابنه موسى بن جعفر في مسيرك فخرج القائد من ساعته حتى قدم المدينة و أخبر جعفر بن محمد فأمر فأتي بناقتين فأوثقهما على باب البيت و دعا بأولاده موسى و إسماعيل و محمد و عبد الله فجمعهم و قعد في المحراب و جعل يهمهم قال أبو بصير فحدثني سيدي موسى بن جعفر أن القائد هجم عليه فرأيت أبي و قد همهم بالدعاء فأقبل القائد و كل من كان معه قال خذوا رأسي هذين القائمين فاجتزوا رأسهما ففعلوا و انطلقوا إلى المنصور فلما دخلوا عليه اطلع المنصور في المخلاة التي كان فيها الرأسان فإذا هما رأسا ناقتين فقال المنصور أي شيء هذا قال يا سيدي ما كان بأسرع من أني دخلت البيت الذي فيه جعفر بن محمد فدار رأسي و لم أنظر ما بين يدي فرأيت شخصين قائمين خيل إلي أنهما جعفر بن محمد و موسى ابنه فأخذت رأسيهما فقال المنصور اكتم علي فما حدثت به أحدا حتى مات قال الربيع فسألت موسى بن جعفر ع عن الدعاء فقال سألت أبي عن الدعاء فقال هو دعاء الحجاب و ذكر الدعاء
بيان قال الجوهري الشأفة قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوى فتذهب و إذا قطعت مات صاحبها و الأصل و استأصل الله شأفته أذهبه كما تذهب تلك القرحة أو معناه أزاله من أصله
-47 كشف، ]كشف الغمة[ و قال الحافظ عبد العزيز روي عن جعفر بن محمد ع قال لما دفعت إلى أبي جعفر المنصور انتهرني و كلمني بكلام غليظ ثم قال لي يا جعفر قد علمت بفعل محمد بن عبد الله الذي يسمونه النفس الزكية و ما نزل به و إنما أنتظر الآن أن يتحرك منكم أحد فألحق الكبير بالصغير قال فقلت يا أمير المؤمنين حدثني محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب أن النبي ص قال إن الرجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلاث سنين فيمدها الله إلى ثلاث و ثلاثين سنة و إن الرجل ليقطع رحمه و قد بقي من عمره ثلاث و ثلاثون سنة فيبترها الله إلى ثلاث سنين قال فقال لي الله لقد سمعت هذا من أبيك قلت نعم حتى رددها علي ثلاثا ثم قال انصرف
و من كتاب الحافظ عبد العزيز قال حدث أبو الحسين يحيى بن الحسين بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع قال كتب إلي عباد بن يعقوب يخبرني عن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد عن أبيه قال دخل جعفر بن محمد على أبي جعفر المنصور فتكلم فلما خرجوا من عنده أرسل إلى جعفر بن محمد ع فرده فلما رجع حرك شفتيه بشيء فقيل له ما قلت قال قلت اللهم أنت تكفي من كل شيء و لا يكفي منك شيء فاكفنيه فقال لي ما يبرك عندي فقال له أبو عبد الله ع قد بلغت أشياء لم يبلغها أحد من آبائي في الإسلام و ما أراني أصحبك إلا قليلا ما أرى هذه السنة تتم لي قال فإن بقيت قال ما أراني أبقى قال فقال أبو جعفر احسبوا له فحسبوا فمات في شوال
48- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن مرازم عن أبيه قال خرجنا مع أبي عبد الله ع حيث خرج من عند أبي جعفر من الحيرة فخرج ساعة أذن له و انتهى إلى السالحين في أول الليل فعرض له عاشر كان يكون في السالحين في أول الليل فقال له لا أدعك تجوز فألح عليه و طلب إليه فأبى إباء و مصادف معه فقال له مصادف جعلت فداك إنما هذا كلب قد آذاك و أخاف أن يردك و ما أدري ما يكون من أمر أبي جعفر و أنا و مرازم أ تأذن لنا أن نضرب عنقه ثم نطرحه في النهر فقال كف يا مصادف فلم يزل يطلب إليه حتى ذهب من الليل أكثره فأذن له فمضى و فقال يا مرازم هذا خير أم الذي قلتماه قلت هذا جعلت فداك فقال يا مرازم إن الرجل يخرج من الذل الصغير فيدخله ذلك في الذل الكبير
49- أعلام الدين، للديلمي روي عن الحسن بن علي بن يقطين عن أبيه عن جده قال ولي علينا بالأهواز رجل من كتاب يحيى بن خالد و كان علي بقايا من خراج كان فيها زوال نعمتي و خروجي من ملكي فقيل لي إنه ينتحل هذا الأمر فخشيت أن ألقاه مخافة أن لا يكون ما بلغني حقا فيكون خروجي من ملكي و زوال نعمتي فهربت منه إلى الله تعالى و أتيت الصادق ع مستجيرا فكتب إليه رقعة صغيرة فيها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إن لله في ظل عرشه ظلا لا يسكنه إلا من نفس عن أخيه كربة و أعانه بنفسه أو صنع إليه معروفا و لو بشق تمرة و هذا أخوك المسلم ثم ختمها و دفعها إلي و أمرني أن أوصلها إليه فلما رجعت إلى بلادي صرت إلى منزله فاستأذنت عليه و قلت رسول الصادق ع بالباب فإذا أنا به و قد خرج إلي حافيا فلما بصر بي سلم علي و قبل ما بين عيني ثم قال لي يا سيدي أنت رسول مولاي فقلت نعم فقال هذا عتقي من النار إن كنت صادقا فأخذ بيدي و أدخلني منزله و أجلسني في مجلسه و قعد بين يدي ثم قال يا سيدي كيف خلفت مولاي فقلت بخير فقال الله الله قلت الله حتى أعادها ثم ناولته الرقعة فقرأها و قبلها و وضعها على عينيه ثم قال يا أخي مر بأمرك فقلت في جريدتك علي كذا و كذا ألف درهم و فيه عطبي و هلاكي فدعا بالجريدة فمحا عني كل ما كان فيها و أعطاني براءة منها ثم دعا بصناديق ماله فناصفني عليها ثم دعا بدوابه فجعل يأخذ دابة و يعطيني دابة ثم دعا بغلمانه فجعل يعطيني غلاما و يأخذ غلاما ثم دعا بكسوته فجعل يأخذ ثوبا و يعطيني ثوبا حتى شاطرني جميع ملكه و يقول هل سررتك و أقول إي و الله و زدت على السرور فلما كان في الموسم قلت و الله لا كان جزاء هذا الفرح بشيء أحب إلى الله و إلى رسوله من الخروج إلى الحج و الدعاء له و المصير إلى مولاي و سيدي الصادق ع و شكره عنده و أسأله الدعاء له فخرجت إلى مكة و جعلت طريقي إلى مولاي ع فلما دخلت عليه رأيته و السرور في وجهه و قال يا فلان ما كان من خبرك من الرجل فجعلت أورد عليه خبري و جعل يتهلل وجهه و يسر السرور فقلت يا سيدي هل سررت بما كان منه إلي فقال إي و الله سرني إي و الله لقد سر آبائي إي و الله لقد سر رسول الله ص إي و الله لقد سر الله في عرشه
50- عدة عن الحسين مثله و رواه في الإختصاص و فيه مكان الصادق الكاظم ع و لعله أظهر
51- كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن أبي القاسم الكوفي عن محمد بن إسماعيل عن معاوية بن عمار و العلا بن سيابة و ظريف بن ناصح قال لما بعث أبو الدوانيق إلى أبي عبد الله رفع يده إلى السماء ثم قال اللهم إنك حفظت الغلامين لصلاح أبويهما فاحفظني لصلاح آبائي محمد و علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي ع اللهم إني أدرأ بك في نحره و أعوذ بك من شره ثم قال للجمال سر فلما استقبله الربيع بباب أبي الدوانيق قال له يا أبا عبد الله ما أشد باطنه عليك لقد سمعته يقول و الله لا تركت لهم نخلا إلا عقرته و لا مالا إلا نهبته و لا ذرية إلا سبيتها قال فهمس بشيء خفي و حرك شفتيه فلما دخل سلم و قعد فرد عليه السلام ثم قال أ ما و الله لقد هممت أن لا أترك لك نخلا إلا عقرته و لا مالا إلا أخذته فقال أبو عبد الله ع يا أمير المؤمنين إن الله عز و جل ابتلى أيوب فصبر و أعطى داود فشكر و قدر يوسف فغفر و أنت من ذلك النسل و لا يأتي ذلك النسل إلا بما يشبهه فقال صدقت قد عفوت عنكم فقال له يا أمير المؤمنين إنه لم ينل منا أهل البيت أحد دما إلا سلبه الله ملكه فغضب لذلك و استشاط فقال على رسلك يا أمير المؤمنين إن هذا الملك كان في آل أبي سفيان فلما قتل يزيد لعنه الله حسينا سلبه الله ملكه فورثه آل مروان فلما قتل هشام زيدا سلبه الله ملكه فورثه مروان بن محمد فلما قتل مروان إبراهيم سلبه الله ملكه فأعطاكموه فقال صدقت هات ارفع حوائجك فقال الإذن فقال هو في يدك متى شئت فخرج فقال له الربيع قد أمر لك بعشرة آلاف درهم قال لا حاجة لي فيها قال إذن تغضبه فخذها ثم تصدق بها
بيان الرسل بالكسر الرفق و التؤدة
52- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن حماد بن عثمان عن المسمعي قال لما قتل داود بن علي المعلى بن خنيس قال أبو عبد الله ع لأدعون الله تعالى على من قتل مولاي و أخذ مالي فقال له داود بن علي إنك لتهددني بدعائك قال حماد قال المسمعي فحدثني معتب أن أبا عبد الله ع لم يزل ليلته راكعا و ساجدا فلما كان في السحر سمعته يقول و هو ساجد اللهم إني أسألك بقوتك القوية و بجلالك الشديد الذي كل خلقك له ذليل أن تصلي على محمد و أهل بيته و أن تأخذه الساعة الساعة فما رفع رأسه حتى سمعنا الصيحة في دار داود بن علي فرفع أبو عبد الله ع رأسه و قال إني دعوت الله عليه بدعوة بعث الله عز و جل عليه ملكا فضرب رأسه بمرزبة من حديد انشقت منها مثانته فمات
بيان المرزبة بالكسر المطرقة الكبيرة التي تكون للحداد
53- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر عن داود بن الحصين عن رجل من أصحابه عن أبي عبد الله ع قال و هو بالحيرة في زمان أبي العباس إني دخلت عليه و قد شك الناس في الصوم و هو و الله من شهر رمضان فسلمت عليه فقال يا أبا عبد الله أ صمت اليوم فقلت لا و المائدة بين يديه قال فادن فكل قال فدنوت فأكلت قال و قلت الصوم معك و الفطر معك فقال الرجل لأبي عبد الله ع تفطر يوما من شهر رمضان فقال إي و الله أفطر يوما من شهر رمضان أحب إلي من أن يضرب عنقي
54- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن علي بن الحكم عن رفاعة عن رجل عن أبي عبد الله ع قال دخلت على أبي العباس بالحيرة فقال يا أبا عبد الله ما تقول في الصيام اليوم فقلت ذاك إلى الإمام إن صمت صمنا و إن أفطرت أفطرنا فقال يا غلام علي بالمائدة فأكلت معه و أنا أعلم و الله أنه يوم من يوم شهر رمضان فكان إفطاري يوما و قضاؤه أيسر علي من أن يضرب عنقي و لا يعبد الله
أقول روى أبو الفرج الأصفهاني في كتاب مقاتل الطالبيين بإسناده إلى أيوب بن عمر قال لقي جعفر ع أبا جعفر المنصور فقال اردد على عين أبي زياد آكل من سعفها قال إياي تكلم بهذا الكلام و الله لأزهقن نفسك قال لا تعجل قد بلغت ثلاثا و ستين و فيها مات أبي و جدي علي بن أبي طالب فعلي كذا و كذا إن آذيتك بنفسي أبدا و إن بقيت بعدك إن آذيت الذي يقوم مقامك فرق له و أعفاه
و بإسناده عن يونس بن أبي يعقوب قال حدثنا جعفر بن محمد صلوات الله عليه من فيه إلى أذني قال لما قتل إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بباخمرا و حشرنا من المدينة فلم يترك فيها منا محتلم حتى قدمنا الكوفة فمكثنا فيها شهرا نتوقع فيها القتل ثم خرج إلينا الربيع الحاجب فقال أين هؤلاء العلوية أدخلوا على أمير المؤمنين رجلين منكم من ذوي الحجى قال فدخلنا إليه أنا و حسن بن زيد فلما صرت بين يديه قال لي أنت الذي تعلم الغيب قلت لا يعلم الغيب إلا الله قال أنت الذي يجبى إليك هذا الخراج قلت إليك يجبى يا أمير المؤمنين الخراج قال أ تدرون لم دعوتكم قلت لا قال أردت أن أهدم رباعكم و أغور قليبكم و أعقر نخلكم و أنزلكم بالشراة لا يقربكم أحد من أهل الحجاز و أهل العراق فإنهم لكم مفسدة فقلت له يا أمير المؤمنين إن سليمان أعطي فشكر و إن أيوب ابتلي فصبر و إن يوسف ظلم فغفر و أنت من ذلك النسل قال فتبسم و قال أعد علي فأعدت فقال مثلك فليكن زعيم القوم و قد عفوت عنكم و وهبت لكم جرم أهل البصرة حدثني الحديث الذي حدثتني عن أبيك عن آبائه عن رسول الله ص قلت حدثني أبي عن آبائه عن علي عن رسول الله ص قال صلة الرحم تعمر الديار و تطيل الأعمار و تكثر العمار و إن كانوا كفارا فقال ليس هذا فقلت حدثني أبي عن آبائه عن علي عن رسول الله ص قال الأرحام معلقة بالعرش تنادي صل من وصلني و اقطع من قطعني قال ليس هذا قلت حدثني أبي عن آبائه عن علي عن رسول الله ص قال إن الله عز و جل يقول أنا الرحمن خلقت الرحم و شققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته و من قطعها قطعته قال ليس هذا الحديث قلت حدثني أبي عن آبائه عن علي عن رسول الله ص أن ملكا من ملوك الأرض كان بقي من عمره ثلاث سنين فوصل رحمه فجعلها الله ثلاثين سنة فقال هذا الحديث أردت أي البلاد أحب إليك فو الله لأصلن رحمي إليكم قلنا المدينة فسرحنا إلى المدينة و كفى الله مئونته