1- أقول قد مر في باب الركبان يوم القيامة عن النبي ص برواية ابن عباس أنه قال لن يركب يومئذ إلا أربعة أنا و علي و فاطمة و صالح نبي الله فأما أنا فعلى البراق و أما فاطمة ابنتي فعلى ناقتي العضباء تمام الخبر
2- جا، ]المجالس للمفيد[ عمر بن محمد الصيرفي عن محمد بن همام عن محمد بن القاسم عن إسماعيل بن إسحاق عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن الباقر عن أبيه عن جده ع قال قال رسول الله ص إن الله ليغضب لغضب فاطمة و يرضى لرضاها
3- ل، ]الخصال[ ابن إدريس عن أبيه عن الأشعري عن أبي عبد الله الرازي عن ابن أبي عثمان عن موسى بن بكر عن أبي الحسن الأول ع قال قال رسول الله ص إن الله تعالى اختار من النساء أربع مريم و آسية و خديجة و فاطمة الخبر
4- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن الله ليغضب لغضب فاطمة و يرضى لرضاها
صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن آبائه ع مثله
5- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه ع قال قال النبي ص الحسن و الحسين خير أهل الأرض بعدي و بعد أبيهما و أمهما أفضل نساء أهل الأرض
6- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه ع قال قال النبي ص إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار
7- لي، ]الأمالي للصدوق[ الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي عن محمد بن علي بن خلف عن حسين بن صالح بن أبي الأسود عن أبي معشر عن محمد بن قيس قال كان النبي ص إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة ع فدخل عليها فأطال عندها المكث فخرج مرة في سفر فصنعت فاطمة ع مسكتين من ورق و قلادة و قرطين و سترا لباب البيت لقدوم أبيها و زوجها ع فلما قدم رسول الله ص دخل عليها فوقف أصحابه على الباب لا يدرون يقفون أو ينصرفون لطول مكثه عندها فخرج عليهم رسول الله ص و قد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر فظنت فاطمة ع أنه إنما فعل ذلك رسول الله ص لما رأى من المسكتين و القلادة و القرطين و الستر فنزعت قلادتها و قرطيها و مسكتيها و نزعت الستر فبعثت به إلى رسول الله ص و قالت للرسول قل له تقرأ عليك ابنتك السلام و تقول اجعل هذا في سبيل الله فلما أتاه قال فعلت فداها أبوها ثلاث مرات ليست الدنيا من محمد و لا من آل محمد و لو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما أسقى فيها كافرا شربة ماء ثم قام فدخل عليها
8- ج، ]الإحتجاج[ عن الحسين بن زيد عن جعفر الصادق ع أن رسول الله ص قال لفاطمة يا فاطمة إن الله عز و جل يغضب لغضبك و يرضى لرضاك قال فقال المحدثون بها قال فأتاه ابن جريح فقال يا أبا عبد الله حدثنا اليوم حديثا استشهره الناس قال و ما هو قال حدثت أن رسول الله ص قال لفاطمة إن الله ليغضب لغضبك و يرضى لرضاك قال فقال ع نعم إن الله ليغضب فيما تروون لعبده المؤمن و يرضى لرضاه فقال نعم فقال ع فما تنكرون أن تكون ابنة رسول الله ص مؤمنة يرضى الله لرضاها و يغضب لغضبها قال صدقت اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ
9- لي، ]الأمالي للصدوق[ القطان عن السكري عن الجوهري عن العباس بن بكار عن عبد الله بن المثنى عن عمه ثمامة بن عبد الله عن أنس بن مالك عن أمه قالت ما رأت فاطمة ع دما في حيض و لا في نفاس
10- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن أبي إسحاق عن الحسن بن زياد العطار قال قلت لأبي عبد الله ع قول رسول الله ص فاطمة سيدة نساء أهل الجنة أ سيدة نساء عالمها قال تاك مريم و فاطمة سيدة نساء أهل الجنة من الأولين و الآخرين فقلت فقول رسول الله ص الحسن و الحسين سيدا شباب الجنة قال هما و الله سيدا شباب أهل الجنة من الأولين و الآخرين
11- لي، ]الأمالي للصدوق[ الطالقاني عن أحمد بن إسحاق المادرائي عن أبي قلابة عن غانم بن الحسن السعدي عن مسلم بن خالد المكي عن جعفر بن محمد عن أبيه ع عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن علي بن أبي طالب ع قال قالت فاطمة ع لرسول الله ص يا أبتاه أين ألقاك يوم الموقف الأعظم و يوم الأهوال و يوم الفزع الأكبر قال يا فاطمة عند باب الجنة و معي لواء الحمد لله و أنا الشفيع لأمتي إلى ربي قالت يا أبتاه فإن لم ألقك هناك قال القيني على الحوض و أنا أسقي أمتي قالت يا أبتاه فإن لم ألقك هناك قال القيني على الصراط و أنا قائم أقول رب سلم أمتي قالت فإن لم ألقك هناك قال القيني و أنا عند الميزان أقول رب سلم أمتي قالت فإن لم ألقك هناك قال القيني على شفير جهنم أمنع شررها و لهبها عن أمتي فاستبشرت فاطمة بذلك صلى الله عليها و على أبيها و بعلها و بنيها
12- لي، ]الأمالي للصدوق[ يحيى بن زيد بن العباس عن عمه علي بن العباس عن علي بن المنذر عن عبد الله بن سالم عن حسين بن زيد عن علي بن عمر بن علي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب ع عن رسول الله ص أنه قال يا فاطمة إن الله تبارك و تعالى ليغضب لغضبك و يرضى لرضاك قال فجاء صندل فقال لجعفر بن محمد ع يا أبا عبد الله إن هؤلاء الشباب يجيئونا عنك بأحاديث منكرة فقال له جعفر ع و ما ذاك يا صندل قال جاءونا عنك أنك حدثتهم إن الله ليغضب لغضب فاطمة و يرضى لرضاها قال فقال جعفر ع يا صندل أ لستم رويتم فيما تروون أن الله تبارك و تعالى ليغضب لغضب عبده المؤمن و يرضى لرضاه قال بلى قال فما تنكرون أن تكون فاطمة ع مؤمنة يغضب الله لغضبها و يرضى لرضاها قال فقال له اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ
ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الغضائري عن الصدوق عن يحيى مثله
13- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن موسى عن الأسدي عن البرمكي عن جعفر بن أحمد التميمي عن أبيه عن عبد الملك بن عمير عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن النبي ص قال ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين الخبر
14- لي، ]الأمالي للصدوق[ الطالقاني عن الجلودي عن هشام بن جعفر عن حماد عن عبد الله بن سليمان قال قرأت في الإنجيل في وصف النبي ص نكاح النساء ذو النسل القليل إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صخب فيه و لا نصب يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك لها فرخان مستشهدان و قد مر الخبر بتمامه في كتاب أحوال النبي ص
15- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن إدريس عن أبيه عن ابن عيسى عن محمد بن يحيى الخزاز عن موسى بن إسماعيل عن أبيه عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال علي ع إن رسول الله ص دخل على ابنته فاطمة ع و إذا في عنقها قلادة فأعرض عنها فقطعتها و رمت بها فقال لها رسول الله ص أنت مني يا فاطمة ثم جاء سائل فناولته القلادة ثم قال رسول الله ص اشتد غضب الله و غضبي على من أهرق دمي و آذاني في عترتي
كشف، ]كشف الغمة[ عن موسى بن جعفر ع مثله
16- فس، ]تفسير القمي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع في قوله إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لِلْبَشَرِ قال يعني فاطمة ع
17- جا، ]المجالس للمفيد[ ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن المراغي عن الحسن بن علي الكوفي عن جعفر بن محمد بن مروان عن أبيه عن عبد الله بن الحسن الأحمسي عن خالد بن عبد الله عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن سعد بن مالك يعني ابن أبي وقاص قال سمعت رسول الله ص يقول فاطمة بضعة مني من سرها فقد سرني و من ساءها فقد ساءني فاطمة أعز الناس علي
18- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن يعقوب بن يوسف الضبي عن عبيد الله بن موسى عن جعفر الأحمري عن الشيباني عن جميع بن عمير قال قالت عمتي لعائشة و أنا أسمع لله أنت مسيرك إلى علي ع ما كان قالت دعينا منك إنه ما كان من الرجال أحب إلى رسول الله ص من علي ع و لا من النساء أحب إليه من فاطمة ع
19- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بالإسناد إلى عبيد الله بن موسى عن زكريا عن فراس عن مسروق عن عائشة قالت أقبلت فاطمة ع تمشي لا و الله الذي لا إله إلا هو ما مشيها يخرم من مشية رسول الله ص فلما رآها قال مرحبا بابنتي مرتين قالت فاطمة ع فقال لي أ ما ترضين أن تأتي يوم القيامة سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة
توضيح قال الجوهري ما خرمت منه شيئا أي ما نقصت و ما قطعت و قال الجزري في حديث سعد ما خرمت من صلاة رسول الله ص شيئا أي ما تركت
20- لي، ]الأمالي للصدوق[ الهمداني عن علي بن إبراهيم عن جعفر بن سلمة الأهوازي عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إبراهيم بن موسى عن أبي قتادة عن عبد الرحمن بن علاء الحضرمي عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال إن رسول الله ص كان جالسا ذات يوم و عنده علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع فقال اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي و أكرم الناس علي فأحبب من أحبهم و أبغض من أبغضهم و وال من والاهم و عاد من عاداهم و أعن من أعانهم و اجعلهم مطهرين من كل رجس معصومين من كل ذنب و أيدهم بروح القدس منك ثم قال ع يا علي أنت إمام أمتي و خليفتي عليها بعدي و أنت قائد المؤمنين إلى الجنة و كأني أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور عن يمينها سبعون ألف ملك و عن يسارها سبعون ألف ملك و بين يديها سبعون ألف ملك و خلفها سبعون ألف ملك تقود مؤمنات أمتي إلى الجنة فأيما امرأة صلت في اليوم و الليلة خمس صلوات و صامت شهر رمضان و حجت بيت الله الحرام و زكت مالها و أطاعت زوجها و والت عليا بعدي دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة و إنها لسيدة نساء العالمين فقيل يا رسول الله أ هي سيدة نساء عالمها فقال ص ذاك لمريم بنت عمران فأما ابنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين و إنها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين و ينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون يا فاطمة إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ ثم التفت إلى علي ع فقال يا علي إن فاطمة بضعة مني و هي نور عيني و ثمرة فؤادي يسوؤني ما ساءها و يسرني ما سرها و إنها أول من يلحقني من أهل بيتي فأحسن إليها بعدي و أما الحسن و الحسين فهما ابناي و ريحانتاي و هما سيدا شباب أهل الجنة فليكرما عليك كسمعك و بصرك ثم رفع ص يده إلى السماء فقال اللهم إني أشهدك أني محب لمن أحبهم و مبغض لمن أبغضهم و سلم لمن سالمهم و حرب لمن حاربهم و عدو لمن عاداهم و ولي لمن والاهم
21- ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي جميلة عن أبي جعفر ع قال إن بنات الأنبياء صلوات الله عليهم لا يطمثن إنما الطمث عقوبة و أول من طمثت سارة
22- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ حمويه عن أبي الحسين عن أبي خليفة عن العباس بن الفضل عن عثمان بن عمر عن إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت ما رأيت من الناس أحدا أشبه كلاما و حديثا برسول الله ص من فاطمة كانت إذا دخلت عليه رحب بها و قبل يديها و أجلسها في مجلسه فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبت به و قبلت يديه و دخلت عليه في مرضه فسارها فبكت ثم سارها فضحكت فقلت كنت أرى لهذه فضلا على النساء فإذا هي امرأة من النساء بينما هي تبكي إذ ضحكت فسألتها فقالت إذا إني لبذرة فلما توفي رسول الله ص سألتها فقالت إنه أخبرني أنه يموت فبكيت ثم أخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحكت
بيان قال الجزري في حديث فاطمة عند وفاة النبي ص قالت لعائشة إني إذا لبذرة البذر الذي يفشي السر و يظهر ما يسمعه
23- فس، ]تفسير القمي[ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً قال نزلت فيمن غصب أمير المؤمنين حقه و أخذ حق فاطمة و آذاها و قد قال النبي ص من آذاها في حياتي كمن آذاها بعد موتي و من آذاها بعد موتي كمن آذاها في حياتي و من آذاها فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله و هو قول الله إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ الآية
24- ل، ]الخصال[ فيما أوصى به النبي ص إلى علي ع يا علي إن الله عز و جل أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين بعدي ثم اطلع الثالثة فاختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين بعدك ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين
25- مع، ]معاني الأخبار[ الهمداني عن علي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل قال قلت لأبي عبد الله ع أخبرني عن قول رسول الله ص في فاطمة أنها سيدة نساء العالمين أ هي سيدة نساء عالمها فقال ذاك لمريم كانت سيدة نساء عالمها و فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين
26- مع، ]معاني الأخبار[ القطان عن أحمد الهمداني عن المنذر بن محمد عن جعفر بن محمد عن جعفر بن سليمان عن إسماعيل بن مهران عن عباية عن ابن عباس عن النبي ص أنه قال إن فاطمة شجنة مني يؤذيني ما آذاها و يسرني ما سرها و إن الله تبارك و تعالى ليغضب لغضب فاطمة و يرضى لرضاها
27- مع، ]معاني الأخبار[ محمد بن هارون الزنجاني عن علي بن عبد العزيز قال سمعت القاسم بن سلام يقول في معنى قول النبي ص الرحم شجنة من الله عز و جل يعني أنه قرابة مشتبكة كاشتباك العروق و قول القائل الحديث ذو شجون إنما هو تمسك بعضه ببعض و قال بعض أهل العلم يقال شجر مشجن إذا التف بعضه ببعض و يقال شجنة و شجنة و الشجنة كالغصن يكون من الشجرة
28- صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن آبائه عن علي بن الحسين ع قال حدثتني أسماء بنت عميس قالت كنت عند فاطمة جدتك إذ دخل رسول الله ص و في عنقها قلادة من ذهب كان علي بن أبي طالب ع اشتراها له من فيء له فقال النبي ص لا يغرنك الناس أن يقولوا بنت محمد و عليك لباس الجبابرة فقطعتها و باعتها و اشترت بها رقبة فأعتقتها فسر رسول الله ص بذلك
29- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن عمران بن الحصين قال كنت عند النبي ص جالسا إذ أقبلت فاطمة ع و قد تغير وجهها من الجوع فقال لها ادني فدنت منه فرفع يده حتى وضعها على صدرها في موضع القلادة و هي صغيرة ثم قال اللهم مشبع الجاعة و رافع الوضعة لا تجع فاطمة قال فرأيت الدم على وجهها كما كانت الصفرة فقالت ما جعت بعد ذلك
30- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن جابر بن عبد الله قال إن رسول الله ص أقام أياما و لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه فطاف في ديار أزواجه فلم يصب عند إحداهن شيئا فأتى فاطمة فقال يا بنية هل عندك شيء آكله فإني جائع قالت لا و الله بنفسي و أخي فلما خرج عنها بعثت جارية لها رغيفين و بضعة لحم فأخذته و وضعته تحت جفنة و غطت عليها و قالت و الله لأوثرن بها رسول الله ص على نفسي و غيري و كانوا محتاجين إلى شبعة طعام فبعثت حسنا أو حسينا إلى رسول الله ص فرجع إليها فقالت قد أتانا الله بشيء فخبأته لك فقال هلمي علي يا بنية فكشفت الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا و لحما فلما نظرت إليه بهتت و عرفت أنه من عند الله فحمدت الله و صلت على نبيه أبيها و قدمته إليه فلما رآه حمد الله و قال من أين لك هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ فبعث رسول الله ص إلى علي فدعاه و أحضره و أكل رسول الله ص و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و جميع أزواج النبي حتى شبعوا قالت فاطمة و بقيت الجفنة كما هي فأوسعت منها على جميع جيراني جعل الله فيها بركة و خيرا كثيرا
31- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أبا عبد الله ع قال إن خديجة لما توفيت جعلت فاطمة تلوذ برسول الله ص و تدور حوله و تسأله يا رسول الله أين أمي فجعل النبي ص لا يجيبها فجعلت تدور على من تسأله و رسول الله لا يدري ما يقول فنزل جبرئيل فقال إن ربك يأمرك أن تقرأ على فاطمة السلام و تقول لها إن أمك في بيت من قصب كعابه من ذهب و عمده من ياقوت أحمر بين آسية امرأة فرعون و مريم بنت عمران فقالت فاطمة إن الله هو السلام و منه السلام و إليه السلام
إيضاح قال الجوهري كعوب الرمح النواشر في أطراف الأنابيب
32- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أم أيمن لما توفيت فاطمة حلفت أن لا تكون بالمدينة إذ لا تطيق أن تنظر إلى مواضع كانت بها فخرجت إلى مكة فلما كانت في بعض الطريق عطشت عطشا شديدا فرفعت يديها قالت يا رب أنا خادمة فاطمة تقتلني عطشا فأنزل الله عليها دلوا من السماء فشربت فلم تحتج إلى الطعام و الشراب سبع سنين و كان الناس يبعثونها في اليوم الشديد الحر فما يصيبها عطش
33- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن سلمان قال كانت فاطمة ع جالسة قدامها رحى تطحن بها الشعير و على عمود الرحى دم سائل و الحسين في ناحية الدار يتضور من الجوع فقلت يا بنت رسول الله دبرت كفاك و هذه فضة فقالت أوصاني رسول الله ص أن تكون الخدمة لها يوما فكان أمس يوم خدمتها قال سلمان قلت إني مولى عتاقه إما أنا أطحن الشعير أو أسكت الحسين لك فقالت أنا بتسكينه أرفق و أنت تطحن الشعير فطحنت شيئا من الشعير فإذا أنا بالإقامة فمضيت و صليت مع رسول الله ص فلما فرغت قلت لعلي ما رأيت فبكى و خرج ثم عاد فتبسم فسأله عن ذلك رسول الله ص قال دخلت على فاطمة و هي مستلقية لقفاها و الحسين نائم على صدرها و قدامها رحى تدور من غير يد فتبسم رسول الله ص و قال يا علي أ ما علمت أن لله ملائكة سيارة في الأرض يخدمون محمدا و آل محمد إلى أن تقوم الساعة
34- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أبا ذر قال بعثني رسول الله ص أدعو عليا فأتيت بيته فناديته فلم يجبني أحد و الرحى تطحن و ليس معها أحد فناديته فخرج و أصغى إليه رسول الله فقال له شيئا لم أفهمه فقلت عجبا من رحى في بيت علي تدور و ليس معها أحد قال إن ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها و جوارحها إيمانا و يقينا و إن الله علم ضعفها فأعانها على دهرها و كفاها أ ما علمت أن لله ملائكة موكلين بمعونة آل محمد ص
35- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن عليا ع أصبح يوما فقال لفاطمة عندك شيء تغذينيه قالت لا فخرج و استقرض دينارا ليبتاع ما يصلحهم فإذا المقداد في جهد و عياله جياع فأعطاه الدينار و دخل المسجد و صلى الظهر و العصر مع رسول الله ص ثم أخذ النبي بيد علي و انطلقا إلى فاطمة و هي في مصلاها و خلفها جفنة تفور فلما سمعت كلام رسول الله ص خرجت فسلمت عليه و كانت أعز الناس عليه فرد السلام و مسح بيده على رأسها ثم قال عشينا غفر الله لك و قد فعل فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول الله ص قال يا فاطمة أنى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه قط و لم أشم مثل رائحته قط و لم آكل أطيب منه و وضع كفه بين كتفي و قال هذا بدل عن دينارك إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ
أقول قال الزمخشري في الكشاف عند ذكر قصة زكريا و مريم و عن النبي ص أنه جاع في زمن قحط فأهدت له فاطمة رغيفين و بضعة لحم آثرته بها فرجع بها إليها فقال هلمي يا بنية و كشفت عن الطبق فإذا هو مملوء خبزا و لحما فبهتت و علمت أنها نزلت من الله فقال لها أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ فقال ع الحمد لله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل ثم جمع رسول الله ص علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين و جميع أهل بيته حتى شبعوا و بقي الطعام كما هو و أوسعت فاطمة على جيرانها
-36 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن عليا استقرض من يهودي شعيرا فاسترهنه شيئا فدفع إليه ملاءة فاطمة رهنا و كانت من الصوف فأدخلها اليهودي إلى دار و وضعها في بيت فلما كانت الليلة دخلت زوجته البيت الذي فيه الملاءة بشغل فرأت نورا ساطعا في البيت أضاء به كله فانصرفت إلى زوجها فأخبرته بأنها رأت في ذلك البيت ضوءا عظيما فتعجب اليهودي زوجها و قد نسي أن في بيته ملاءة فاطمة فنهض مسرعا و دخل البيت فإذا ضياء الملاءة ينشر شعاعها كأنه يشتعل من بدر منير يلمع من قريب فتعجب من ذلك فأنعم النظر في موضع الملاءة فعلم أن ذلك النور من ملاءة فاطمة فخرج اليهودي يعدو إلى أقربائه و زوجته تعدو إلى أقربائها فاجتمع ثمانون من اليهود فرأوا ذلك فأسلموا كلهم
بيان الملاءة بالضم و المد الإزار و الريطة
37- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن اليهود كان لهم عرس فجاءوا إلى رسول الله ص و قالوا لنا حق الجوار فنسألك أن تبعث فاطمة بنتك إلى دارنا حتى يزداد عرسنا بها و ألحوا عليه فقال إنها زوجة علي بن أبي طالب و هي بحكمه و سألوه أن يشفع إلى علي في ذلك و قد جمع اليهود الطم و الرم من الحلي و الحلل و ظن اليهود أن فاطمة تدخل في بذلتها و أرادوا استهانة بها فجاء جبرئيل بثياب من الجنة و حلي و حلل لم يروا مثلها فلبستها فاطمة و تحلت بها فتعجب الناس من زينتها و ألوانها و طيبها فلما دخلت فاطمة دار اليهود سجد لها نساؤهم يقبلن الأرض بين يديها و أسلم بسبب ما رأوا خلق كثير من اليهود
إيضاح قال الجوهري الرم بالكسر الثرى يقال جاء بالطم و الرم إذا جاء بالمال الكثير و قال الطم البحر و قال الفيروزآبادي جاء بالطم و الرم بالبحري و البري أو الرطب و اليابس أو التراب و الماء أو بالمال الكثير و الرم بالكسر ما يحمله الماء أو ما على وجه الأرض من فتات الحشيش و قال الطم بالكسر الماء أو ما على وجهه أو ما ساقه من غثاء و البحر و العدد الكثير
38- شي، ]تفسير العياشي[ عن سيف عن نجم عن أبي جعفر ع قال إن فاطمة ع ضمنت لعلي ع عمل البيت و العجين و الخبز و قم البيت و ضمن لها علي ع ما كان خلف الباب نقل الحطب و أن يجيء بالطعام فقال لها يوما يا فاطمة هل عندك شيء قالت و الذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام شيء نقريك به قال أ فلا أخبرتني قالت كان رسول الله ص نهاني أن أسألك شيئا فقال لا تسألين ابن عمك شيئا إن جاءك بشيء عفو و إلا فلا تسأليه قال فخرج ع فلقي رجلا فاستقرض منه دينارا ثم أقبل به و قد أمسى فلقي مقداد بن الأسود فقال للمقداد ما أخرجك في هذه الساعة قال الجوع و الذي عظم حقك يا أمير المؤمنين قال قلت لأبي جعفر ع و رسول الله ص حي قال و رسول الله ص حي قال فهو أخرجني و قد استقرضت دينارا و سأوثرك به فدفعه إليه فأقبل فوجد رسول الله ص جالسا و فاطمة تصلي و بينهما شيء مغطى فلما فرغت اجترت ذلك الشيء فإذا جفنة من خبز و لحم قال يا فاطمة أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ فقال له رسول الله ص أ لا أحدثك بمثلك و مثلها قال بلى قال مثلك مثل زكريا إذا دخل على مريم المحراب ف وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ فأكلوا منها شهرا و هي الجفنة التي يأكل منها القائم ع و هي عندنا
39- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الخركوشي في كتابيه اللوامع و شرف المصطفى بإسناده عن سلمان و أبو بكر الشيرازي في كتابه عن أبي صالح و أبو إسحاق الثعلبي و علي بن أحمد الطائي و أبو محمد الحسن بن علوية القطان في تفاسيرهم عن سعيد بن جبير و سفيان الثوري و أبو نعيم الأصفهاني فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين ع عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس و عن أبي مالك عن ابن عباس و القاضي النطنزي عن سفيان بن عيينة عن جعفر الصادق ع و اللفظ له في قوله مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ قال علي و فاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه و في رواية بَيْنَهُما بَرْزَخٌ رسول الله يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ الحسن و الحسين ع
عمار بن ياسر في قوله تعالى فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى قال فالذكر علي و الأنثى فاطمة ع وقت الهجرة إلى رسول الله ص في الليلة
الباقر ع في قوله تعالى وَ ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى فالذكر أمير المؤمنين و الأنثى فاطمة ع إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى لمختلف فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى بقوته و صام حتى وفى بنذره و تصدق بخاتمه و هو راكع و آثر المقداد بالدينار على نفسه قال وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى و هي الجنة و الثواب من الله فسنيسره لك فجعله إماما في الخير و قدوة و أبا للأئمة يسره الله لليسرى
الباقر ع في قوله تعالى وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ كلمات في محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ذريتهم ع كذا نزلت على محمد ص
القاضي أبو محمد الكرخي في كتابه عن الصادق ع قالت فاطمة ع لما نزلت لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً رهبت رسول الله ص أن أقول له يا أبة فكنت أقول يا رسول الله فأعرض عني مرة أو اثنتين أو ثلاثا ثم أقبل علي فقال يا فاطمة إنها لم تنزل فيك و لا في أهلك و لا في نسلك أنت مني و أنا منك إنما نزلت في أهل الجفاء و الغلظة من قريش أصحاب البذخ و الكبر قولي يا أبة فإنها أحيا للقلب و أرضى للرب و اعلم أن الله تعالى ذكر اثنتي عشرة امرأة في القرآن على وجه الكناية اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ حواء ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ امرأة فرعون وَ امْرَأَتُهُ قائِمَةٌ لإبراهيم وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ لزكريا الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ زليخا وَ آتَيْناهُ أَهْلَهُ لأيوب إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ بلقيس إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ لموسى وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً حفصة و عائشة وَ وَجَدَكَ عائِلًا خديجة مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ فاطمة ع ثم ذكرهن بخصال التوبة من حواء قالا رَبَّنا ظَلَمْنا و الشوق من آسية رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً و الضيافة من سارة وَ امْرَأَتُهُ قائِمَةٌ و العقل من بلقيس إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً و الحياء من امرأة موسى فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي و الإحسان من خديجة وَ وَجَدَكَ عائِلًا و النصيحة لعائشة و حفصة يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ إلى قوله وَ أَطِعْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ و العصمة من فاطمة ع وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ و إن الله تعالى أعطى عشرة أشياء لعشرة من النساء التوبة لحواء زوجة آدم و الجمال لسارة زوجة إبراهيم و الحفاظ لرحمة زوجة أيوب و الحرمة لآسية زوجة فرعون و الحكمة لزليخا زوجة يوسف و العقل لبلقيس زوجة سليمان و الصبر لبرخانة أم موسى و الصفوة لمريم أم عيسى و الرضى لخديجة زوجة المصطفى و العلم لفاطمة زوجة المرتضى و الإجابة لعشرة وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ يوسف قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما موسى و هارون فَاسْتَجَبْنا لَهُ يونس فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ أيوب فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ وَهَبْنا لَهُ يَحْيى زكريا ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ للمخلصين أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ للمضطرين وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي للداعين فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ فاطمة و زوجها و كان رسول الله ص يهتم لعشرة أشياء فآمنه الله منها و بشره بها لفراقه وطنه فأنزل الله إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ و لتبديل القرآن بعده كما فعل بسائر الكتب فنزل إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ و لأمته من العذاب فنزل وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ و لظهور الدين فنزل لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ و للمؤمنين بعده فنزل يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ و لخصمائهم فنزل يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا و الشفاعة فنزل وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى و للفتنة بعده على وصيه فنزل فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ يعني بعلي و لثبات الخلافة في أولاده فنزل لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ و لابنته حال الهجرة فنزل الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً الآيات و رأس التوابين أربعة آدم قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا و يونس قال سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ و داود وَ خَرَّ راكِعاً وَ أَنابَ و فاطمة الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً و خوف أربعة من الصالحات آسية عذبت بأنواع العذاب فكانت تقول رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ و مريم خافت من الناس و هربت فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي و خديجة عذلها النساء في النبي ص فهجرنها فقالت فاطمة أ ما كان أبي رسول الله ص أ لا يحفظ في ولده أسرع ما أخذتم و أعجل ما نكصتم و رأس البكاءين ثمانية آدم و نوح و يعقوب و يوسف و شعيب و داود و فاطمة و زين العابدين ع قال الصادق أما فاطمة فبكت على رسول الله ص حتى تأذى بها أهل المدينة فقالوا لها قد آذيتينا بكثرة بكائك إما أن تبكي بالليل و إما أن تبكي بالنهار فكانت تخرج إلى مقابر الشهداء
فتبكي و خير نساء العالمين أربعة
كتاب أبي بكر الشيرازي و روى أبو الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن أبيه أن رسول الله ص قرأ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ الآية فقال لي يا علي خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران و خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد و آسية بنت مزاحم
أبو نعيم في الحلية و ابن البيع في المسند و الخطيب في التاريخ و ابن بطة في الإبانة و أحمد السمعاني في الفضائل بأسانيدهم عن معمر عن قتادة عن أنس و روى الثعلبي في تفسيره و السلامي في تاريخ خراسان و أبو صالح المؤذن في الأربعين بأسانيدهم عن أبي هريرة و روى الشعبي عن جابر بن عبد الله و سعيد بن المسيب و روى كريب عن ابن عباس و روى مقاتل عن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس و قد رواه أبو مسعود و عبد الرزاق و أحمد و إسحاق كلهم عن النبي ص و اللفظ للحلية أنه قال ص حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران و خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد و آسية امرأة فرعون و في رواية مقاتل و الضحاك و عكرمة عن ابن عباس و أفضلهن فاطمة
الفضائل عن عبد الملك العكبري و مسند أحمد بإسنادهما عن كريب عن ابن عباس أنه قال ص سيدة نساء أهل الجنة مريم الخبر سواء
تاريخ بغداد بإسناد الخطيب عن حميد الطويل عن أنس قال النبي ص خير نساء العالمين الخبر سواء ثم إن النبي ص فضلها على سائر نساء العالمين في الدنيا و الآخرة
روت عائشة و غيرها عن النبي ص أنه قال يا فاطمة أبشري فإن الله تعالى اصطفاك على نساء العالمين و على نساء الإسلام و هو خير دين
حذيفة أن النبي ص قال أتاني ملك فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة أو نساء أمتي
البخاري و مسلم في صحيحيهما و أبو السعادات في فضائل العشرة و أبو بكر بن شيبة في أماليه و الديلمي في فردوسه أنه ص قال فاطمة سيدة نساء أهل الجنة
حلية أبي نعيم روى جابر بن سمرة عن النبي ص في خبر أما أنها سيدة نساء يوم القيامة
تاريخ البلاذري أن النبي ص قال لفاطمة أنت أسرع أهلي لحاقا بي فوجمت فقال لها أ ما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة فتبسمت
بيان وجم كوعد أي سكت على غيظ
40- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت أسر النبي ص إلى فاطمة شيئا فضحكت فسألتها فقالت قال لي أ لا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء أمتي
حلية الأولياء و كتاب الشيرازي روى عمران بن حصين و جابر بن سمرة أن النبي ص دخل على فاطمة فقال كيف تجدينك يا بنية قالت إني لوجعة و إنه ليزيدني أنه ما لي طعام آكله قال يا بنية أ ما ترضين أنك سيدة نساء العالمين قالت يا أبة فأين مريم بنت عمران قال تلك سيدة نساء عالمها و إنك سيدة نساء عالمك أم و الله زوجتك سيدا في الدنيا و الآخرة
و قيل للصادق ع قول الرسول ص فاطمة سيدة نساء أهل الجنة أي سيدة نساء عالمها قال ذاك مريم و فاطمة سيدة نساء أهل الجنة من الأولين و الآخرين
و في الحديث أن آسية بنت مزاحم و مريم بنت عمران و خديجة يمشين أمام فاطمة كالحجاب لها إلى الجنة و سأل بزل الهروي الحسين بن روح ره فقال كم بنات رسول الله ص فقال أربع فقال أيتهن أفضل فقال فاطمة قال و لم صارت أفضل و كانت أصغرهن سنا و أقلهن صحبة لرسول الله ص قال لخصلتين خصها الله بهما أنها ورثت رسول الله ص و نسل رسول الله ص منها و لم يخصها بذلك إلا بفضل إخلاص عرفه من نيتها
و قال المرتضى رحمه الله التفضيل هو كثرة الثواب بأن يقع إخلاص و يقين و نية صافية و لا يمتنع من أن تكون ع قد فضلت على أخواتها بذلك و يعتمد على أنها ع أفضل نساء العالمين بإجماع الإمامية و على أنه قد ظهر من تعظيم الرسول ص لشأن فاطمة ع و تخصيصها من بين سائرهن ما ربما لا يحتاج إلى الاستدلال عليه
جامع الترمذي و إبانة العكبري و أخبار فاطمة عن أبي علي الصولي و تاريخ خراسان عن السلامي مسندا أن جميعا التيمي قال دخلت مع عمتي على عائشة فقالت لها عمتي ما حملك على الخروج على علي فقالت عائشة دعينا فو الله ما كان أحد من الرجال أحب إلى رسول الله من علي و لا من النساء أحب إليه من فاطمة
فضائل العشرة عن أبي السعادات و فضائل الصحابة عن السمعاني و في روايات عن الشريك و الأعمش و كثير النواء و ابن الحجام كلهم عن جميع بن عمير عن عائشة و عن أسامة عن النبي ص و روي عن عبد الله بن عطا عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال سألت رسول الله ص أي النساء أحب إليك قال فاطمة قلت من الرجال قال زوجها
جامع الترمذي قال بريدة كان أحب النساء إلى رسول الله ص فاطمة و من الرجال علي
قوت القلوب عن أبي طالب المكي و الأربعين عن أبي صالح المؤذن و فضائل الصحابة عن أحمد بالإسناد عن سفيان و عن الأعمش عن أبي الجحاف عن جميع عن عائشة أنه قال علي للنبي ص لما جلس بينه و بين فاطمة و هما مضطجعان أينا أحب إليك أنا أو هي فقال ص هي أحب إلي و أنت أعز علي منها
و في خبر عن جابر بن عبد الله أنه افتخر علي و فاطمة بفضائلهما فأخبر جبرئيل النبي ص أنهما قد أطالا الخصومة في محبتك فاحكم بينهما فدخل و قص عليهما مقالتهما ثم أقبل على فاطمة و قال لك حلاوة الولد و له عز الرجال و هو أحب إلي منك فقالت فاطمة و الذي اصطفاك و اجتباك و هداك و هدى بك الأمة لا زلت مقرة له ما عشت
عامر الشعبي و الحسن البصري و سفيان الثوري و مجاهد و ابن جبير و جابر الأنصاري و محمد الباقر و جعفر الصادق ع عن النبي ص أنه قال إنما فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني أخرجه البخاري عن المسور بن مخرمة
و في رواية جابر فمن آذاها فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله
و في مسلم و الحلية إنما فاطمة ابنتي بضعة مني يريبني ما أرابها و يؤذيني ما آذاها
بيان قال الجزري و في الحديث فاطمة بضعة مني البضعة بالفتح القطعة من اللحم و قد تكسر أي أنها جزء مني كما أن القطعة من اللحم جزء من اللحم و قال و في حديث فاطمة يريبني ما يريبها أي يسوؤني ما يسوؤها و يزعجني ما يزعجها يقال رابني هذا الأمر و أرابني إذا رأيت منه ما تكره
41- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ سعد بن أبي وقاص سمعت النبي ص يقول فاطمة بضعة مني من سرها فقد سرني و من ساءها فقد ساءني فاطمة أعز البرية علي
مستدرك الحاكم عن أبي سهل بن زياد عن إسماعيل و حلية أبي نعيم عن الزهري و ابن أبي مليكة و المسور بن مخرمة أن النبي ص قال إنما فاطمة شجنة مني يقبضني ما يقبضها و يبسطني ما يبسطها
و جاء سهل بن عبد الله إلى عمر بن عبد العزيز فقال إن قومك يقولون إنك تؤثر عليهم ولد فاطمة فقال عمر سمعت الثقة من الصحابة أن النبي ص قال فاطمة بضعة مني يرضيني ما أرضاها و يسخطني ما أسخطها فو الله إني لحقيق أن أطلب رضي رسول الله و رضاه و رضاها في رضى ولدها
و قد علموا أن النبي يسره مسرتها جدا و يشني اغتمامها
قوله ص هذا يدل على عصمتها لأنها لو كانت ممن تقارف الذنوب لم يكن مؤذيها مؤذيا له ص على كل حال بل كان من فعل المستحق من ذمها و إقامة الحد إن كان الفعل يقتضيه سارا له ص و مطيعا
أبو ثعلبة الخشني قال كان رسول الله ص إذا قدم من سفره يدخل على فاطمة فدخل عليها فقامت إليه و اعتنقته و قبلت بين عينيه
الأربعين عن ابن المؤذن بإسناده عن النضر بن شميل عن ميسرة عن المنهال عن عائشة بنت طلحة عن عائشة بنت أبي بكر و في فضائل السمعاني بإسناده عن عكرمة قالا كان النبي ص إذا قدم من مغازيه قبل فاطمة
و رووا عن عائشة أن فاطمة كانت إذا دخلت على رسول الله ص قام لها من مجلسه و قبل رأسها و أجلسها مجلسه و إذا جاء إليها لقيته و قبل كل واحد منهما صاحبه و جلسا معا
أبو السعادات في فضائل العشرة و ابن المؤذن في الأربعين بالإسناد عن عكرمة عن ابن عباس و عن أبي ثعلبة الخشني و عن نافع عن ابن عمر قالوا كان النبي ص إذا أراد سفرا كان آخر الناس عهدا بفاطمة و إذا قدم كان أول الناس عهدا بفاطمة و لو لم يكن لها عند الله تعالى فضل عظيم لم يكن رسول الله ص يفعل معها ذلك إذ كانت ولده و قد أمر الله بتعظيم الولد للوالد و لا يجوز أن يفعل معها ذلك و هو بضد ما أمر به أمته عن الله تعالى
أبو سعيد الخدري قال كانت فاطمة من أعز الناس على رسول الله ص فدخل عليها يوما و هي تصلي فسمعت كلام رسول الله ص في رحلها فقطعت صلاتها و خرجت من المصلى فسلمت عليه فمسح يده على رأسها و قال يا بنية كيف أمسيت رحمك الله عشينا غفر الله لك و قد فعل
أخبار فاطمة عن أبي علي الصولي قال عبد الله بن الحسن دخل رسول الله ص على فاطمة فقدمت إليه كسرة يابسة من خبز شعير فأفطر عليها ثم قال يا بنية هذا أول خبز أكل أبوك منذ ثلاثة أيام فجعلت فاطمة تبكي و رسول الله يمسح وجهها بيده
أبو صالح المؤذن في الأربعين بالإسناد عن شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن مسروق عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله ص يقول إن الله تعالى لما أمرني أن أزوج فاطمة من علي ففعلت فقال لي جبرئيل إن الله تعالى بنى جنة من لؤلؤة بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوت مشذرة بالذهب و جعل سقوفها زبرجدا أخضر و جعل فيها طاقات من لؤلؤ مكللة بالياقوت ثم جعل غرفها لبنة من ذهب و لبنة من فضة و لبنة من در و لبنة من ياقوت و لبنة من زبرجد ثم جعل فيها عيونا تنبع من نواحيها و حفت بالأنهار و جعل على الأنهار قبابا من در قد شعبت بسلاسل الذهب و حفت بأنواع الشجر و بنى في كل غصن قبة و جعل في كل قبة أريكة من درة بيضاء غشاؤها السندس و الإستبرق و فرش أرضها بالزعفران و فتق بالمسك و العنبر و جعل في كل قبة حوراء و القبة لها مائة باب على كل باب جاريتان و شجرتان في كل قبة مفرش و كتاب مكتوب حول القباب آية الكرسي فقلت يا جبرئيل لمن بنى الله هذه الجنة قال بناها لعلي بن أبي طالب و فاطمة ابنتك سوى جنانهما تحفة أتحفهما الله و لتقر بذلك عينك يا رسول الله
بيان قوله لؤلؤ من ياقوت لعل المعنى أنها في صفاء اللؤلؤ و لون الياقوت و لا يبعد أن تكون من زائدة من النساخ أو يكون الظرف متعلقا بقوله مشذرة أي اللؤلؤ مرصعة من الياقوت بالذهب قال الفيروزآبادي الشذر قطع من الذهب تلقط من معدنه بلا إذابة أو خرز يفصل بها النظم أو هو اللؤلؤ الصغار. قوله قد شعبت الشعب الجمع و التفريق و لعل الأظهر هنا الأول و قال الفيروزآبادي الأريكة كسفينة سرير في حجلة أو كل ما يتكأ عليه من سرير و منصة و فراش أو سرير منجد مزين في قبة أو بيت فإذا لم يكن فيه سرير فهو حجلة و السندس الرقيق من الحرير و الإستبرق الغليظ منه. قوله و فتق أي جعل بين الزعفران المسك و العنبر أو بين فرشها المبسوطة من الفتق بمعنى الشق و المفرش كمنبر شيء كالشاذكونة
-42 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ابن عبد ربه الأندلسي في العقد عن عبد الله بن الزبير في خبر عن معاوية بن أبي سفيان قال دخل الحسن بن علي على جده ص و هو يتعثر بذيله فأسر إلى النبي ص سرا فرأيته و قد تغير لونه ثم قام النبي ص حتى أتى منزل فاطمة فأخذ بيدها فهزها إليه هزا قويا ثم قال يا فاطمة إياك و غضب علي فإن الله يغضب لغضبه و يرضى لرضاه ثم جاء علي فأخذ النبي ص بيده ثم هزها إليه هزا خفيفا ثم قال يا أبا الحسن إياك و غضب فاطمة فإن الملائكة تغضب لغضبها و ترضى لرضاها فقلت يا رسول الله مضيت مذعورا و قد رجعت مسرورا فقال يا معاوية كيف لا أسر و قد أصلحت بين اثنين هما أكرم الخلق على الله
و في رواية عبد الله بن الحارث و حبيب بن ثابت و علي بن إبراهيم أحب اثنين في الأرض إلي
قال ابن بابويه هذا غير معتمد لأنهما منزهان أن يحتاجا أن يصلح بينهما رسول الله ص
الباقر و الصادق ع أنه كان النبي ص لا ينام حتى يقبل عرض وجه فاطمة يضع وجهه بين ثديي فاطمة و يدعو لها و في رواية حتى يقبل عرضه وجنة فاطمة أو بين ثدييها
أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي و ابن شهاب الزهري و ابن المسيب كلهم عن سعد بن أبي وقاص و أبو معاذ النحوي المروزي و أبو قتادة الحراني عن سفيان الثوري عن هاشم بن عروة عن أبيه عن عائشة و الخركوشي في شرف النبي و الأشنهي في الاعتقاد و السمعاني في الرسالة و أبو صالح المؤذن في الأربعين و أبو السعادات في الفضائل و من أصحابنا أبو عبيدة الحذاء و غيره عن الصادق ع أنه كان رسول الله ص يكثر تقبيل فاطمة فأنكرت عليه بعض نسائه فقال ص إنه لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلتها في رواية فناولني منها تفاحة فأكلتها فتحول ذلك نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ففاطمة حوراء إنسية فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي و دخل النبي ص على فاطمة فرآها منزعجة فقال لها ما بك فقالت الحميراء افتخرت على أمي أنها لم تعرف رجلا قبلك و إن أمي عرفتها مسنة فقال ص إن بطن أمك كان للإمامة وعاء
ابن عبد ربه في العقد إن المهدي رأى في منامه شريكا القاضي مصروفا وجهه عنه فلما انتبه قص رؤياه على الربيع فقال إن شريكا مخالف لك و إنه فاطمي محضا قال المهدي علي بشريك فأتي به فلما دخل عليه قال بلغني أنك فاطمي قال أعيذك بالله أن تكون غير فاطمي إلا أن تعني فاطمة بنت كسرى قال لا و لكن أعني فاطمة بنت محمد قال فتلعنها قال لا معاذ الله قال فما تقول في من يلعنها قال عليه لعنة الله قال فالعن هذا يعني الربيع قال لا و الله ما ألعنها يا أمير المؤمنين قال له شريك يا ماجن فما ذكرك لسيدة نساء العالمين و ابنة سيد المرسلين في مجالس الرجال قال المهدي فما وجه المنام قال إن رؤياك ليست برؤيا يوسف ع و إن الدماء لا تستحل بالأحلام و أتي برجل شتم فاطمة إلى الفضل بن الربيع فقال لابن غانم انظر في أمره ما تقول قال يجب عليه الحد قال له الفضل هي ذا أمك إن حددته فأمر بأن يضرب ألف سوط و يصلب في الطريق
43- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ روي أن فاطمة تمنت وكيلا عند غزاة علي ع فنزل رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا
صحيح الدارقطني أن رسول الله ص أمر بقطع لص فقال اللص يا رسول الله قدمته في الإسلام و تأمره بالقطع فقال لو كانت ابنتي فاطمة فسمعت فاطمة فحزنت فنزل جبرئيل بقوله لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ فحزن رسول الله ص فنزل لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فتعجب النبي من ذلك فنزل جبرئيل و قال كانت حزنت من قولك فهذه الآيات لموافقتها لترضى
بيان لعل المعنى أن هذه الآيات نزلت لتعلم فاطمة ع أن مثل هذا الكلام المشروط لا ينافي جلالة المخاطب و المسند إليه و براءته لوقوع ذلك بالنسبة إلى الرسول ص من الله عز و جل أو لبيان أن قطع يد فاطمة بمنزلة الشرك أو أن هذا النوع من الخطاب المراد به الأمة إنما صدر لصدور هذا النوع من الكلام بالنسبة إلى فاطمة فكان خلافا للأولى و الأول أصوب و أوفق بالأصول
44- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ معنى حي على خير العمل فقال خير العمل بر فاطمة و ولدها و في خبر آخر الولاية
أبو صالح في الأربعين عن أبي حامد الأسفرائيني بإسناده عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص أول شخص تدخل الجنة فاطمة
عن النبي ص قال لما خلق الله الجنة خلقها من نور وجهه ثم أخذ ذلك النور فقذفه فأصابني ثلث النور و أصاب فاطمة ثلث النور و أصاب عليا و أهل بيته ثلث النور فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمد و من لم يصبه من ذلك النور ضل عن ولاية آل محمد
الحسين بن زيد بن علي عن الصادق ع و جابر الجعفي عن الباقر ع قال النبي ص إن الله ليغضب لغضب فاطمة و يرضى لرضاها
ابن شريح بإسناده عن الصادق ع و أبو سعيد الواعظ في شرف النبي ص عن أمير المؤمنين و أبو صالح المؤذن في الفضائل عن ابن عباس و أبو عبد الله العكبري في الإبانة و محمود الأسفرائيني في الديانة رووا جميعا أن النبي ص قال يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبك و يرضى لرضاك
أبو بكر مردويه في كتابه بالإسناد عن سنان الأوسي قال النبي ص حدثني جبرئيل إن الله تعالى لما زوج فاطمة عليا ع أمر رضوان فأمر شجرة طوبى فحملت رقاعا لمحبي آل بيت محمد ص ثم أمطرها ملائكة من نور بعدد تيك الرقاع فأخذ تلك الملائكة الرقاع فإذا كان يوم القيامة و استوت بأهلها أهبط الله الملائكة بتلك الرقاع فإذا لقي ملك من تلك الملائكة رجلا من محبي آل بيت محمد دفع إليه رقعة براءة من النار
و جاء في كثير من الكتب منها كشف الثعلبي و فضائل أبي السعادات في معنى قوله لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِيراً أنه قال ابن عباس بينا أهل الجنة في الجنة بعد ما سكنوا رأوا نورا أضاء الجنان فيقول أهل الجنة يا رب إنك قد قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً فينادي مناد ليس هذا نور الشمس و لا نور القمر و إن عليا و فاطمة تعجبا من شيء فضحكا فأشرقت الجنان من نورهما
أبو علي الصولي في أخبار فاطمة و أبو السعادات في فضائل العشرة بالإسناد عن أبي ذر الغفاري قال بعثني النبي ص أدعو عليا فأتيت بيته و ناديته فلم يجبني فأخبرت النبي ص فقال عد إليه فإنه في البيت و دخلت عليه فرأيت الرحى تطحن و لا أحد عندها فقلت لعلي إن النبي ص يدعوك فخرج متوحشا حتى أتى النبي ص فأخبرت النبي ص بما رأيت فقال يا أبا ذر لا تعجب فإن لله ملائكة سياحون في الأرض موكلون بمعونة آل محمد
الحسن البصري و ابن إسحاق عن عمار و ميمونة أن كليهما قالا وجدت فاطمة نائمة و الرحى تدور فأخبرت رسول الله بذلك فقال إن الله علم ضعف أمته فأوحى إلى الرحى أن تدور فدارت و قد رواه أبو القاسم البستي في مناقب أمير المؤمنين ع و أبو صالح المؤذن في الأربعين عن الشعبي بإسناده عن ميمونة و ابن فياض في شرح الأخبار
و روي أنها ع ربما اشتغلت بصلاتها و عبادتها فربما بكى ولدها فرأى المهد يتحرك و كان ملك يحركه
محمد بن علي بن الحسين بن علي ع قال بعث رسول الله ص سلمان إلى فاطمة قال فوقفت بالباب وقفة حتى سلمت فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من جوا و الرحى تدور من برا و ما عندها أنيس و قال في آخر الخبر فتبسم رسول الله ص و قال يا سلمان إن ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها و جوارحها إيمانا إلى مشاشها تفرغت لطاعة الله فبعث الله ملكا اسمه زوقابيل و في خبر آخر جبرئيل فأدار لها الرحى و كفاها الله مئونة الدنيا مع مئونة الآخرة
بيان المراد بالجوا داخل البيت و بالبرا خارجه و لم أظفر بهما في اللغة نعم قال في النهاية في حديث سلمان من أصلح جوانيه أصلح الله برانيه أراد بالبراني العلانية و الألف و النون من زيادات النسب و أصله من قولهم خرج فلان برا أي خرج إلى البر و الصحراء و قال الفيروزآبادي الجو داخل البيت كالجوانية و قال في النهاية في صفته ص جليل المشاش أي عظيم رءوس العظام كالمرفقين و الكعبين و الركبتين و قال الجوهري هي رءوس العظام اللينة التي يمكن مضغها و منه الحديث مليء عمار إيمانا إلى مشاشه انتهى
45- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ علي بن معمر قال خرجت أم أيمن إلى مكة لما توفيت فاطمة ع و قالت لا أرى المدينة بعدها فأصابها عطش شديد في الجحفة حتى خافت على نفسها قال فكسرت عينيها نحو السماء ثم قالت يا رب أ تعطشني و أنا خادمة بنت نبيك قال فنزل إليها دلو من ماء الجنة فشربت و لم تجع و لم تطعم سبع سنين
بيان قال الفيروزآبادي كسر من طرفه غض
46- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ مالك بن دينار رأيت في مودع الحج امرأة ضعيفة على دابة نحيفة و الناس ينصحونها لتنكص فلما توسطنا البادية كلت دابتها فعذلتها في إتيانها فرفعت رأسها إلى السماء و قالت لا في بيتي تركتني و لا إلى بيتك حملتني فو عزتك و جلالك لو فعل بي هذا غيرك لما شكوته إلا إليك فإذا شخص أتاها من الفيفاء و في يده زمام ناقة فقال لها اركبي فركبت و سارت الناقة كالبرق الخاطف فلما بلغت المطاف رأيتها تطوف فحلفتها من أنت فقالت أنا شهرة بنت مسكة بنت فضة خادمة الزهراء ع و رهنت ع كسوة لها عند امرأة زيد اليهودي في المدينة و استقرضت الشعير فلما دخل زيد داره قال ما هذه الأنوار في دارنا قالت لكسوة فاطمة فأسلم في الحال و أسلمت امرأته و جيرانه حتى أسلم ثمانون نفسا و سألت ع رسول الله ص خاتما فقال أ لا أعلمك ما هو خير من الخاتم إذا صليت صلاة الليل فاطلبي من الله عز و جل خاتما فإنك تنالين حاجتك قال فدعت ربها تعالى فإذا بهاتف يهتف يا فاطمة الذي طلبت مني تحت المصلى فرفعت المصلى فإذا الخاتم ياقوت لا قيمة له فجعلته في إصبعها و فرحت فلما نامت من ليلتها رأت في منامها كأنها في الجنة فرأت ثلاثة قصور لم تر في الجنة مثلها قالت لمن هذه القصور قالوا لفاطمة بنت محمد قال فكأنها دخلت قصرا من ذلك و دارت فيه فرات سريرا قد مال على ثلاث قوائم فقالت ع ما لهذا السرير قد مالت على ثلاث قالوا لأن صاحبته طلبت من الله خاتما فنزع أحد القوائم و صيغ لها خاتما و بقي السرير على ثلاث قوائم فلما أصبحت دخلت على رسول الله ص و قصت القصة فقال النبي ص معاشر آل عبد المطلب ليس لكم الدنيا إنما لكم الآخرة و ميعادكم الجنة ما تصنعون بالدنيا فإنها زائلة غرارة فأمرها النبي ص أن ترد الخاتم تحت المصلى فردت ثم نامت على المصلى فرأت في المنام أنها دخلت الجنة فدخلت ذلك القصر و رأت السرير على أربع قوائم فسألت عن حاله فقالوا ردت الخاتم و رجع السرير إلى هيئته
أبو جعفر الطوسي في اختيار الرجال عن أبي عبد الله ع و عن سلمان الفارسي أنه لما استخرج أمير المؤمنين ع من منزله خرجت فاطمة حتى انتهت إلى القبر فقالت خلوا عن ابن عمي فو الذي بعث محمدا بالحق لئن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري و لأضعن قميص رسول الله ص على رأسي و لأصرخن إلى الله فما ناقة صالح بأكرم على الله من ولدي قال سلمان فرأيت و الله أساس حيطان المسجد تقلعت من أسفلها حتى لو أراد رجل أن ينقذ من تحتها نفذ فدنوت منها و قلت يا سيدتي و مولاتي إن الله تبارك و تعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة فرجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا
بريدة قال النبي ص إن ملك الموت خيرني فاستنظرته إلى نزول جبرئيل فتجلى ابنته فاطمة الغشي فقال لها يا بنتي احفظي عليك فإنك و بعلك و ابنيك معي في الجنة بشرت مريم بولدها إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ و بشرت فاطمة بالحسن و الحسين في الحديث أن النبي ص بشرها عند ولادة كل منهما بأن يقول لها ليهنئك أن ولدت إماما يسود أهل الجنة و أكمل الله تعالى ذلك في عقبها قوله وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ يعني عليا ع
أبو عبد الله ع كانت مدة حملها تسع ساعات و ولدت فاطمة الحسن و الحسين و بينهما ستة أشهر على رواية وردت و مريم بنت عمران و فاطمة بنت محمد ص و شرف الناس بآبائهم و نذرت أم مريم لله محررا و محمد ص أكثر الخلق تقربا إلى الله في سائر الأحوال و ذلك يوجب أن يكون قد أتى عند أن سأله الزهراء ع بأضعاف ما قالت أم مريم بموجب فضله على الخلائق و كان نذرها من قبل الأم و هو يقتضي تنصف منزلته مما ينذره الأب قوله وَ كَفَّلَها زَكَرِيَّا و الزهراء كفلها رسول الله ص و لا خلاف في فضل كفالة رسول الله ص على كل كفالة و كفالة اليتيم مندوب إليها و كفالة الولد واجبة ولدت مريم بعيسى ع في أيام الجاهلية و ولدت فاطمة بالحسن و الحسين على فطرة الإسلام و كان الله أعلم مريم بسلامتها و بسلامة ما حملته فلا يجوز أن يتطرق إليها خوف و الزهراء حملت بهما و هي لا تعلم ما يكون من حالها في الحمل و الوضع من السلامة و العطب فينبغي أن يكون في ذلك مثوبة زائدة و لذلك فضل المسلمون على الملائكة يوم بدر في القتال لأنهم كانوا بين الخوف و الرجاء في سلامتهم و الملائكة ليسوا كذلك و قيل لها لا تَحْزَنِي و قال النبي ص ص يا فاطمة إن الله يرضى لرضاك و قيل لها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا و فاطمة ع خامسة أهل العباء و افتخار جبرئيل بكل واحد منهم قوله من مثلي و أنا سادس خمسة و لها تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا فَكُلِي وَ اشْرَبِي يحتمل أن النخلة و النهر كانا موجودين قبل ذلك لأنه لم يبق لهما أثر مثل ما بقي لزمزم و المقام و موضع التنور و انفلاق البحر و رد الشمس و للزهراء ع حديث التمر الصيحاني و قدس الماء و روي أنه بكت أم أيمن و قالت يا رسول الله فاطمة زوجتها و لم تنثر عليها شيئا فقال يا أم أيمن لم تكذبين فإن الله تعالى لما زوج فاطمة عليا أمر أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليها و حللها و ياقوتها و درها و زمردها و إستبرقها فأخذوا منها ما لا يعلمون و تكلمت الملائكة مع مريم إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ أراد نساء عالم أهل زمانها كقوله لبني إسرائيل وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ و ليسوا بأفضل من المسلمين قوله كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ثم إن الصفات في هذه الآية يشاركها غيرها قوله إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ إلى قوله ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ و فاطمة و ذريتها من جملتهم و قال النبي ص فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين و إنها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من المقربين و ينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون يا فاطمة إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ
و إنه كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً و ليس في نفس الآية أن ذلك كان الله تعالى يخلقه اختراعا أو يأتيها به الملك و إنما هو يدل على كثرة شكرها لله تعالى كما تقول رزقني الله اليوم درهما كما قال قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ و للزهراء من هذا الباب ما لا ينكره مسلم من حديث المقداد و خبر الطائر و الرمان و العنب و التفاح و السفرجل و غيرها و ذلك مما يقطع على أنها كانت تأكل ما لم يكن لغيرها من جميع الخلق بعد هبوط آدم و حواء و في الحديث أن النبي ص دخل على فاطمة و هي في مصلاها و خلفها جفنة يفور دخانها فأخرجت فاطمة الجفنة فوضعتها بين أيديهما فسأل علي ع أنى لك هذا قالت هو من فضل الله و رزقه إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ و رزق مريم من الجنة و خلق فاطمة من رزق الجنة و في الحديث فناولني جبرئيل رطبة من رطبها فأكلتها فتحولت ذلك نطفة في صلبي و قد مدح الله تعالى مريم في القرآن بعشرين مدحة و صح في الأخبار لفاطمة عشرون اسما كل اسم يدل على فضيلة ذكرها ابن بابويه في كتاب مولد فاطمة ع و قال لها وَ مَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها يريد بذلك العفاف لا الملامسة و الذرية لأنه لو لم يكن كذلك لجعل حملها له و وضعها و مخاضها بغير ما جرت به العادة فلما جعله على مجرى العادة دل على مقالنا و يؤكد ذلك الأخبار الواردة في مدح التزويج و طلب الولد و ذم العزوبة و قال تعالى للزهراء و لأولادها إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ حسان بن ثابت
و إن مريم أحصنت فرجها و جاءت بعيسى كبدر الدجىفقد أحصنت فاطم بعدها و جاءت بسبطي نبي الهدى
47- يل، ]الفضائل لابن شاذان[ فض، ]كتاب الروضة[ دخل رسول الله ص على علي فوجده هو و فاطمة ع يطحنان في الجاروش فقال النبي ص أيكما أعيا فقال علي فاطمة يا رسول الله فقال لها قومي يا بنية فقامت و جلس النبي ص موضعها مع علي ع فواساه في طحن الحب
48- كشف، ]كشف الغمة[ من كتاب معالم العترة، لعبد العزيز بن الأخضر بأسانيده مرفوعا إلى قتادة عن أنس قال قال رسول الله ص خير نسائها مريم و خير نسائها فاطمة بنت محمد ص
و بإسناده إلى أحمد بن حنبل يرفعه إلى أنس أن النبي ص قال حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران و خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد ص و آسية بنت مزاحم امرأة فرعون
و بإسناده عن أنس أن النبي ص قال حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران و خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد ص و منه قالت عائشة لفاطمة ع أ لا أبشرك أني سمعت رسول الله ص يقول لسيدات نساء أهل الجنة أربع مريم بنت عمران و فاطمة بنت محمد و خديجة بنت خويلد و آسية بنت مزاحم امرأة فرعون
و من مسند أحمد عن عائشة قالت أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله ص فقال مرحبا يا بنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها حديثا فبكت قلت استخصك رسول الله ص بحديثه ثم تبكين ثم أسر إليها حديثا فضحكت فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فسألتها عما قال فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله ص حتى قبض رسول الله ص سألتها فقالت أسر إلي فقال إن جبرئيل ع كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة و إنه عارضني به العام مرتين و لا أراه إلا قد حضر أجلي و إنك أول أهل بيتي لحوقا بي و نعم السلف أنا لك فبكيت لذلك فقال أ لا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة و نساء المؤمنين قالت فضحكت لذلك
و روى ابن خالويه في كتاب الآل عن أبي عبد الله الحنبلي عن محمد بن أحمد بن قضاعة عن عبد الله بن محمد عن أبي محمد العسكري عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لما خلق الله آدم و حواء تبخترا في الجنة فقال آدم لحواء ما خلق الله خلقا هو أحسن منا فأوحى الله إلى جبرئيل ائت بعبدي الفردوس الأعلى فلما دخلا الفردوس نظرا إلى جارية على درنوك من درانيك الجنة و على رأسها تاج من نور و في أذنيها قرطان من نور قد أشرقت الجنان من حسن وجهها فقال آدم حبيبي جبرئيل من هذه الجارية التي قد أشرقت الجنان من حسن وجهها فقال هذه فاطمة بنت محمد نبي من ولدك يكون في آخر الزمان قال فما هذا التاج الذي على رأسها قال بعلها علي بن أبي طالب ع قال ابن خالويه البعل في كلام العرب خمسة أشياء الزوج و الصنم من قوله أَ تَدْعُونَ بَعْلًا و البعل اسم امرأة و بها سميت بعلبك و البعل من النخل ما شرب بعروقه من غير سقي و البعل السماء و العرب يقول السماء بعل الأرض قال فما القرطان اللذان في أذنيها قال ولداها الحسن و الحسين قال آدم حبيبي جبرئيل أ خلقوا قبلي قال هم موجودون في غامض علم الله قبل أن تخلق بأربعة آلاف سنة
و عن ابن خالويه من كتاب الآل يرفعه إلى علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة ع بنت محمد ص
و زاد ابن عرفة عن رجاله يرفعه إلى أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله ص إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش يا أهل الجمع نكسوا رءوسكم و غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة ع على الصراط فتمر و معها سبعون ألف جارية من الحور العين
و منه عن نافع بن أبي الحمراء قال شهدت رسول الله ص ثمانية أشهر إذا خرج إلى صلاة الغداة مر بباب فاطمة ع فقال السلام عليكم أهل البيت و رحمة الله و بركاته الصلاة إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
و منه عن الحسين بن علي عن أبيه عن النبي ص أنه قال يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبك و يرضى لرضاك
و من كتاب أبي إسحاق الثعلبي عن جميع بن عمير عن عمته قالت سألت عائشة من كان أحب إلى رسول الله ص فقالت فاطمة ع قلت إنما أسألك عن الرجال قالت زوجها و ما يمنعه فو الله إن كان ما علمت صواما قواما جديرا أن يقول بما يحب الله و يرضى
و عن جابر قال ما رأيت فاطمة ع تمشي إلا ذكرت رسول الله ص تميل على جانبها الأيمن مرة و على جانبها الأيسر مرة
و عن عائشة و ذكرت فاطمة ع ما رأيت أصدق منها إلا أباها
و من كتاب مولد فاطمة لابن بابويه روي أن النبي ص قال اشتاقت الجنة إلى أربع من النساء مريم بنت عمران و آسية بنت مزاحم زوجة فرعون و هي زوجة النبي ص في الجنة و خديجة بنت خويلد زوجة النبي ص في الدنيا و الآخرة و فاطمة بنت محمد ص
و روي عن علي ع قال كنا جلوسا عند رسول الله ص فقال أخبروني أي شيء خير للنساء فعيينا بذلك كلنا حتى تفرقنا فرجعت إلى فاطمة ع فأخبرتها الذي قال لنا رسول الله ص و ليس أحد منا علمه و لا عرفه فقالت و لكني أعرفه خير للنساء أن لا يرين الرجال و لا يراهن الرجال فرجعت إلى رسول الله ص فقلت يا رسول الله سألتنا أي شيء خير للنساء و خير لهن أن لا يرين الرجال و لا يراهن الرجال قال من أخبرك فلم تعلمه و أنت عندي فاطمة فأعجب ذلك رسول الله ص و قال إن فاطمة بضعة مني
و روي عن مجاهد قال خرج النبي ص و هو آخذ بيد فاطمة ع فقال من عرف هذه فقد عرفها و من لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد و هي بضعة مني و هي قلبي و روحي التي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله
و روي عن جعفر بن محمد ع قال قال رسول الله ص إن الله ليغضب لغضب فاطمة و يرضى لرضاها
و بهذا الإسناد عنه ع مثله فقال له يا ابن رسول الله بلغنا أنك قلت و ذكر الحديث قال فما تنكرون من هذا فو الله إن الله ليغضب لغضب عبده المؤمن و يرضى لرضاه
و عنه ع قال قال رسول الله ص إن فاطمة شجنة مني يسخطني ما أسخطها و يرضيني ما أرضاها
و بالإسناد عنه ع مثله
و نقلت من كتاب لأبي إسحاق الثعلبي عن مجاهد قال خرج رسول الله ص و قد أخذ بيد فاطمة و قال من عرف هذه فقد عرفها و من لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد و هي بضعة مني و هي قلبي الذي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله
و عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله إن فاطمة شعرة مني فمن آذى شعرة مني فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله و من آذى الله لعنه الله ملء السماوات و الأرض
و عن حذيفة كان رسول الله ص لا ينام حتى يقبل عرض وجنة فاطمة ع أو بين ثدييها
و عن جعفر بن محمد ع كان النبي ص لا ينام ليلته حتى يضع وجهه بين ثديي فاطمة ع
و روي أن محمد بن أبي بكر قرأ و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث قلت و هل تحدث الملائكة إلا الأنبياء قال مريم لم تكن نبية و سارة امرأة إبراهيم قد عاينت الملائكة و بشروها بإسحاق و من وراء إسحاق يعقوب و لم تكن نبية و فاطمة بنت محمد رسول الله ص كانت محدثة و لم تكن نبية
و عن أم سلمة قالت كانت فاطمة بنت رسول الله ص أشبه الناس وجها و شبها برسول الله ص
و روي عن علي ع عن فاطمة ع قالت قال لي رسول الله ص يا فاطمة من صلى عليك غفر الله له و ألحقه بي حيث كنت من الجنة
و روي عن الزهري عن علي بن الحسين ع قال قال علي بن أبي طالب لفاطمة ع سألت أباك فيما سألت أين تلقينه يوم القيامة قالت نعم قال لي اطلبيني عند الحوض قلت إن لم أجدك هاهنا قال تجديني إذا مستظلا بعرش ربي و لن يستظل به غيري قالت فاطمة فقلت يا أبة أهل الدنيا يوم القيامة عراة فقال نعم يا بنية فقلت و أنا عريانة قال نعم و أنت عريانة و إنه لا يلتفت فيه أحد إلى أحد قالت فاطمة ع فقلت له وا سوأتاه يومئذ من الله عز و جل فما خرجت حتى قال لي هبط علي جبرئيل الروح الأمين ع فقال لي يا محمد أقرئ فاطمة السلام و أعلمها أنها استحيت من الله تبارك و تعالى فاستحيا الله منها فقد وعدها أن يكسوها يوم القيامة حلتين من نور قال علي ع فقلت لها فهلا سألتيه عن ابن عمك فقالت قد فعلت فقال إن عليا أكرم على الله عز و جل من أن يعريه يوم القيامة
-49 فضائل شهر رمضان، للصدوق عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق عن أحمد بن محمد الكوفي عن المنذر بن محمد عن الحسن بن علي الخزاز عن الرضا ع قال في حديث طويل كانت فاطمة ع إذا طلع هلال شهر رمضان يغلب نورها الهلال و يخفى فإذا غابت عنه ظهر
50- بشا، ]بشارة المصطفى[ بالإسناد إلى أبي علي الحسن بن محمد الطوسي عن محمد بن الحسين المعروف بابن الصقال عن محمد بن معقل العجلي عن محمد بن أبي الصهبان عن ابن فضال عن حمزة بن حمران عن الصادق عن أبيه ع عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال صلى بنا رسول الله ص صلاة العصر فلما انفتل جلس في قبلته و الناس حوله فبينا هم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب عليه سمل قد تهلل و أخلق و هو لا يكاد يتمالك كبرا و ضعفا فأقبل عليه رسول الله ص يستحثه الخبر فقال الشيخ يا نبي الله أنا جائع الكبد فأطعمني و عاري الجسد فاكسني و فقير فارشني فقال ص ما أجد لك شيئا و لكن الدال على الخير كفاعله انطلق إلى منزل من يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله يؤثر الله على نفسه انطلق إلى حجرة فاطمة و كان بيتها ملاصق بيت رسول الله ص الذي ينفرد به لنفسه من أزواجه و قال يا بلال قم فقف به على منزل فاطمة فانطلق الأعرابي مع بلال فلما وقف على باب فاطمة نادى بأعلى صوته السلام عليكم يا أهل بيت النبوة و مختلف الملائكة و مهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل من عند رب العالمين فقالت فاطمة و عليك السلام فمن أنت يا هذا قال شيخ من العرب أقبلت على أبيك سيد البشر مهاجرا من شقة و أنا يا بنت محمد عاري الجسد جائع الكبد فواسيني يرحمك الله و كان لفاطمة و علي في تلك الحال و رسول الله ص ثلاثا ما طعموا فيها طعاما و قد علم رسول الله ص ذلك من شأنهما فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ كان ينام عليه الحسن و الحسين فقالت خذ هذا أيها الطارق فعسى الله أن يرتاح لك ما هو خير منه قال الأعرابي يا بنت محمد شكوت إليك الجوع فناولتيني جلد كبش ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب قال فعمدت لما سمعت هذا من قوله إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب فقطعته من عنقها و نبذته إلى الأعرابي فقالت خذه و بعه فعسى الله أن يعوضك به ما هو خير منه فأخذ الأعرابي العقد و انطلق إلى مسجد رسول الله و النبي ص جالس في أصحابه فقال يا رسول الله أعطتني فاطمة بنت محمد هذا العقد فقالت بعه فعسى الله أن يصنع لك قال فبكى النبي ص و قال و كيف لا يصنع الله لك و قد أعطتكه فاطمة بنت محمد سيدة بنات آدم فقام عمار بن ياسر رحمة الله عليه فقال يا رسول الله أ تأذن لي بشراء هذا العقد قال اشتره يا عمار فلو اشترك فيه الثقلان ما عذبهم الله بالنار فقال عمار بكم العقد يا أعرابي قال بشبعة من الخبز و اللحم و بردة يمانية أستر بها عورتي و أصلي فيها لربي و دينار يبلغني إلى أهلي و كان عمار قد باع سهمه الذي نفله رسول الله ص من خيبر و لم يبق منه شيئا فقال لك عشرون دينارا و مائتا درهم هجرية و بردة يمانية و راحلتي تبلغك أهلك و شبعك من خبز البر و اللحم فقال الأعرابي ما أسخاك بالمال أيها الرجل و انطلق به عمار فوفاه ما ضمن له و عاد الأعرابي إلى رسول الله ص فقال له رسول الله ص أ شبعت و اكتسيت قال الأعرابي نعم و استغنيت بأبي أنت و أمي قال فأجز فاطمة بصنيعها فقال الأعرابي اللهم إنك إله ما استحدثناك و لا إله لنا نعبده سواك و أنت رازقنا على كل الجهات اللهم أعط فاطمة ما لا عين رأت و لا أذن سمعت فأمن النبي ص على دعائه و أقبل على أصحابه فقال إن الله قد أعطى
فاطمة في الدنيا ذلك أنا أبوها و ما أحد من العالمين مثلي و علي بعلها و لو لا علي ما كان لفاطمة كفو أبدا و أعطاها الحسن و الحسين و ما للعالمين مثلهما سيدا شباب أسباط الأنبياء و سيدا شباب أهل الجنة و كان بإزائه مقداد و عمار و سلمان فقال و أزيدكم قالوا نعم يا رسول الله قال أتاني الروح يعني جبرئيل ع أنها إذا هي قبضت و دفنت يسألها الملكان في قبرها من ربك فتقول الله ربي فيقولان فمن نبيك فتقول أبي فيقولان فمن وليك فتقول هذا القائم على شفير قبري علي بن أبي طالب ع ألا و أزيدكم من فضلها إن الله قد وكل بها رعيلا من الملائكة يحفظونها من بين يديها و من خلفها و عن يمينها و عن شمالها و هم معها في حياتها و عند قبرها و عند موتها يكثرون الصلاة عليها و على أبيها و بعلها و بنيها فمن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي و من زار فاطمة فكأنما زارني و من زار علي بن أبي طالب فكأنما زار فاطمة و من زار الحسن و الحسين فكأنما زار عليا و من زار ذريتهما فكأنما زارهما فعمد عمار إلى العقد فطيبه بالمسك و لفه في بردة يمانية و كان له عبد اسمه سهم ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر فدفع العقد إلى المملوك و قال له خذ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله ص و أنت له فأخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله ص و أخبره بقول عمار فقال النبي انطلق إلى فاطمة فادفع إليها العقد و أنت لها فجاء المملوك بالعقد و أخبرها بقول رسول الله ص فأخذت فاطمة ع العقد و أعتقت المملوك فضحك الغلام فقالت ما يضحكك يا غلام فقال أضحكني عظم بركة هذا العقد أشبع جائعا و كسا عريانا و أغنى فقيرا و أعتق عبدا و رجع إلى ربه
بيان السمل بالتحريك الثوب الخلق قوله قد تهلل أي الرجل من قولهم تهلل وجهه إذا استنار و ظهر فيه آثار السرور أو الثوب كناية عن انخراقه. قوله يستحثه الخبر أي يسأله الخبر و يحثه و يرغبه على ذكر أحواله. قوله أرشني قال الجزري يقع الرياش على الخصب و المعاش و المال المستفاد و منه حديث عائشة و يريش مملقها أي يكسوه و يعينه و أصله من الريش كان الفقير المملق لا نهوض به كالمقصوص الجناح يقال راشه يريشه إذا أحسن إليه و القرظ ورق السلم يدبغ به و يقال ارتاح الله لفلان أي رحمه و السغب الجوع و قال الجزري يقال للقطعة من الفرسان رعلة و لجماعة الخيل رعيل و منه حديث علي ع سراعا إلى أمره رعيلا أي ركابا على الخيل
51- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبيد بن كثير معنعنا عن أبي سعيد الخدري قال أصبح علي بن أبي طالب ع ذات يوم ساغبا فقال يا فاطمة هل عندك شيء تغذينيه قالت لا و الذي أكرم أبي بالنبوة و أكرمك بالوصية ما أصبح الغداة عندي شيء و ما كان شيء أطعمناه مذ يومين إلا شيء كنت أؤثرك به على نفسي و على ابني هذين الحسن و الحسين فقال علي يا فاطمة أ لا كنت أعلمتيني فأبغيكم شيئا فقالت يا أبا الحسن إني لأستحيي من إلهي أن أكلف نفسك ما لا تقدر عليه فخرج علي بن أبي طالب من عند فاطمة ع واثقا بالله بحسن الظن فاستقرض دينارا فبينا الدينار في يد علي بن أبي طالب ع يريد أن يبتاع لعياله ما يصلحهم فتعرض له المقداد بن الأسود في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه و آذته من تحته فلما رآه علي بن أبي طالب ع أنكر شأنه فقال يا مقداد ما أزعجك هذه الساعة من رحلك قال يا أبا الحسن خل سبيلي و لا تسألني عما ورائي فقال يا أخي إنه لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك فقال يا أبا الحسن رغبة إلى الله و إليك أن تخلي سبيلي و لا تكشفني عن حالي فقال له يا أخي إنه لا يسعك أن تكتمني حالك فقال يا أبا الحسن أما إذ أبيت فو الذي أكرم محمدا بالنبوة و أكرمك بالوصية ما أزعجني من رحلي إلا الجهد و قد تركت عيالي يتضاغون جوعا فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض فخرجت مهموما راكب رأسي هذه حالي و قصتي فانهملت عينا علي بالبكاء حتى بلت دمعته لحيته فقال له أحلف بالذي حلفت ما أزعجني إلا الذي أزعجك من رحلك فقد استقرضت دينارا فقد آثرتك على نفسي فدفع الدينار إليه و رجع حتى دخل مسجد النبي ص فصلى فيه الظهر و العصر و المغرب فلما قضى رسول الله ص المغرب مر بعلي بن أبي طالب و هو في الصف الأول فغمزه برجله فقام علي ع متعقبا خلف رسول الله ص حتى لحقه على باب من أبواب المسجد فسلم عليه فرد رسول الله ص السلام فقال يا أبا الحسن هل عندك شيء نتعشاه فنميل معك فمكث مطرقا لا يحير جوابا حياء من رسول الله ص و هو يعلم ما كان من أمر الدينار و من أين أخذه و أين وجهه و قد كان أوحى الله تعالى إلى نبيه محمد ص أن يتعشى الليلة عند علي بن أبي طالب ع فلما نظر رسول الله ص إلى سكوته فقال يا أبا الحسن ما لك لا تقول لا فأنصرف أو تقول نعم فأمضي معك فقال حياء و تكرما فاذهب بنا فأخذ رسول الله ص يدي علي بن أبي طالب ع فانطلقا حتى دخلا على فاطمة الزهراء ع و هي في مصلاها قد قضت صلاتها و خلفها جفنة تفور دخانا فلما سمعت كلام رسول الله ص في رحلها خرجت من مصلاها فسلمت عليه و كانت أعز الناس عليه فرد عليه السلام و مسح بيده على رأسها و قال لها يا بنتاه كيف أمسيت رحمك الله تعالى عشينا غفر الله لك و قد فعل فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي النبي ص و علي بن أبي طالب فلما نظر علي بن أبي طالب إلى طعام و شم ريحه رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا قالت له فاطمة سبحان الله ما أشح نظرك و أشده هل أذنبت فيما بيني و بينك ذنبا استوجبت به السخطة قال و أي ذنب أعظم من ذنب أصبتيه أ ليس عهدي إليك اليوم الماضي و أنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما مذ يومين قال فنظرت إلى السماء فقالت إلهي يعلم في سمائه و يعلم في أرضه أني لم أقل إلا حقا فقال لها يا فاطمة أنى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه قط و لم أشم مثل ريحه قط و ما آكل أطيب منه قال فوضع رسول الله ص كفه الطيبة المباركة بين كتفي علي بن أبي طالب ع فغمزها ثم قال يا علي هذا بدل دينارك و هذا جزاء دينارك من عند الله إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ثم استعبر النبي ص باكيا ثم قال الحمد لله الذي هو أبي لكم أن تخرجا من الدنيا حتى يجزيكما و يجريك يا علي مجرى زكريا و يجري فاطمة مجرى مريم بنت عمران كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً
كشف، ]كشف الغمة[ عن أبي سعيد مثله ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر بن مسكان عن عبد الله بن الحسين عن يحيى بن عبد الحميد الحماني عن قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد مثله بيان قال الجوهري لوحت الشيء بالنار أحميته و قال في النهاية فيه إن شئت دعوت الله أن يسمعك تضاغيهم في النار أي صياحهم و بكاءهم يقال ضغا يضغو ضغوا و ضغاء إذا صاح و منه الحديث و صبيتي يتضاغون حولي. قوله رميا شحيحا الشح البخل مع حرص و هو لا يناسب المقام إلا بتكلف و يحتمل أن يكون أصله سحيحا بالسين المهملة من السح بمعنى السيلان كناية عن المبالغة في النظر و التحديق بالبصر و على ما في النسخ يحتمل أن يكون من الحرص كناية عن المبالغة في النظر أو البخل كناية عن النظر بطرف البصر على وجه الغيظ
52- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إسحاق بن عبد العزيز عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال جاءت فاطمة تشكو إلى رسول الله ص بعض أمرها فأعطاها رسول الله ص كربه و قال تعلمي ما فيها فإذا فيها من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذي جاره و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت
بيان كرب النخل أصول السعف أمثال الكتف
53- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن عبيد بن معاوية عن معاوية بن شريح عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال خرج رسول الله ص يريد فاطمة ع و أنا معه فلما انتهينا إلى الباب وضع يده عليه فدفعه ثم قال السلام عليكم فقالت فاطمة ع عليك السلام يا رسول الله قال أدخل قالت ادخل يا رسول الله قال أدخل أنا و من معي فقالت يا رسول الله ليس علي قناع فقال يا فاطمة خذي فضل ملحفتك فقنعي به رأسك ففعلت ثم قال السلام عليكم فقالت و عليك السلام يا رسول الله قال أدخل قالت نعم ادخل يا رسول الله قال أنا و من معي قالت أنت و من معك قال جابر فدخل رسول الله ص و دخلت أنا و إذا وجه فاطمة أصفر كأنه بطن جرادة فقال رسول الله ص ما لي أرى وجهك أصفر قالت يا رسول الله الجوع فقال اللهم مشبع الجوعة و رافع الضيعة أشبع فاطمة بنت محمد فقال جابر فو الله فنظرت إلى الدم ينحدر من قصاصها حتى عاد وجهها أحمر فما جاعت بعد ذلك اليوم
54- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن سعيد معنعنا عن جعفر عن أبيه قال قال رسول الله ص إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب الله إلى قصرها فتمر إلى قصرها فاطمة ابنتي و عليها ريطتان خضراوان حواليها سبعون ألف حوراء فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن قائما و الحسين نائما مقطوع الرأس فتقول للحسن من هذا فيقول هذا أخي إن أمة أبيك قتلوه و قطعوا رأسه فيأتيها النداء من عند الله يا بنت حبيب الله إني إنما أريتك ما فعلت به أمة أبيك لأني ادخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه إني جعلت تعزيتك اليوم أني لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخل الجنة أنت و ذريتك و شيعتك و من أولاكم معروفا ممن ليس هو من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة العباد فتدخل فاطمة ابنتي الجنة و ذريتها و شيعتها و من أولادها معروفا ممن ليس من شيعتها فهو قول الله عز و جل لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ قال هول يوم القيامة وَ هُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ هي و الله فاطمة و ذريتها و شيعتها و من أولاهم معروفا ممن ليس هو من شيعتها
55- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال النبي ص لفاطمة يا فاطمة قومي فاخرجي تلك الصحفة فقامت فأخرجت صحفة فيها تريد و عراق يفور فأكل النبي ص و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع ثلاثة عشر يوما ثم إن أم أيمن رأت الحسين معه شيء فقالت له من أين لك هذا قال إنا لنأكله منذ أيام فأتت أم أيمن فاطمة ع فقالت يا فاطمة إذا كان عند أم أيمن شيء فإنما هو لفاطمة و لولدها و إذا كان عند فاطمة شيء فليس لأم أيمن منه شيء فأخرجت لها منه فأكلت منه أم أيمن و نفدت الصحفة فقال لها النبي ص أما لو لا أنك أطعمتها لأكلت منها أنت و ذريتك إلى أن تقوم الساعة ثم قال أبو جعفر ع و الصحفة عندنا يخرج بها قائمنا ع في زمانه
بيان قال الجوهري العرق العظم الذي أخذ عنه اللحم و الجمع عراق بالضم انتهى. و المراد هنا العظم مع اللحم كما ورد في اللغة أيضا قال الفيروزآبادي العرق و كغراب العظم أكل لحمه و الجمع ككتاب و غراب نادر أو العرق العظم بلحمه فإذا أكل لحمه فعراق أو كلاهما لكليهما
-56 كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن بزيع عن صالح بن عقبة عن عقبة عن أبي جعفر ع قال ما عبد الله بشيء من التمجيد أفضل من تسبيح فاطمة ع و لو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله ص فاطمة
57- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ سهل بن أحمد الدينوري معنعنا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع قال قال جابر لأبي جعفر ع جعلت فداك يا ابن رسول الله حدثني بحديث في فضل جدتك فاطمة إذا أنا حدثت به الشيعة فرحوا بذلك قال أبو جعفر ع حدثني أبي عن جدي عن رسول الله ص قال إذا كان يوم القيامة نصب للأنبياء و الرسل منابر من نور فيكون منبري أعلى منابرهم يوم القيامة ثم يقول الله يا محمد اخطب فأخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأنبياء و الرسل بمثلها ثم ينصب للأوصياء منابر من نور و ينصب لوصيي علي بن أبي طالب في أوساطهم منبر من نور فيكون منبره أعلى منابرهم ثم يقول الله يا علي اخطب فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأوصياء بمثلها ثم ينصب لأولاد الأنبياء و المرسلين منابر من نور فيكون لابني و سبطي و ريحانتي أيام حياتي منبر من نور ثم يقال لهما اخطبا فيخطبان بخطبتين لم يسمع أحد من أولاد الأنبياء و المرسلين بمثلهما ثم ينادي المنادي و هو جبرئيل ع أين فاطمة بنت محمد أين خديجة بنت خويلد أين مريم بنت عمران أين آسية بنت مزاحم أين أم كلثوم أم يحيى بن زكريا فيقمن فيقول الله تبارك و تعالى يا أهل الجمع لمن الكرم اليوم فيقول محمد و علي و الحسن و الحسين لله الواحد القهار فيقول الله تعالى يا أهل الجمع إني قد جعلت الكرم لمحمد و علي و الحسن و الحسين و فاطمة يا أهل الجمع طأطئوا الرءوس و غضوا الأبصار فإن هذه فاطمة تسير إلى الجنة فيأتيها جبرئيل بناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين خطامها من اللؤلؤ المخفق الرطب عليها رحل من المرجان فتناخ بين يديها فتركبها فيبعث إليها مائة ألف ملك فيسيرون على يمينها و يبعث إليها مائة ألف ملك فيصيرون على يسارها و يبعث إليها مائة ألف ملك يحملونها على أجنحتهم حتى يسيرونها على باب الجنة فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت فيقول الله يا بنت حبيبي ما التفاتك و قد أمرت بك إلى جنتي فتقول يا رب أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم فيقول الله يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك أو لأحد من ذريتك خذي بيده فأدخليه الجنة قال أبو جعفر ع و الله يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها و محبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا فيقول الله عز و جل يا أحبائي ما التفاتكم و قد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي فيقولون يا رب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم فيقول الله يا أحبائي ارجعوا و انظروا من أحبكم لحب فاطمة انظروا من أطعمكم لحب فاطمة انظروا من كساكم لحب فاطمة انظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة انظروا من رد عنكم غيبة في حب فاطمة خذوا بيده و أدخلوه الجنة قال أبو جعفر و الله لا يبقى في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق فإذا صاروا بين الطبقات نادوا كما قال الله تعالى فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ فيقولون فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قال أبو جعفر ع هيهات هيهات منعوا ما طلبوا وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ
58- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن أبي عبد الله ع أنه قال إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ الليلة فاطمة و القدر الله فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر و إنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها
-59 مهج، ]مهج الدعوات[ عن الشيخ علي بن محمد بن علي بن عبد الصمد عن جده عن الفقيه عن أبي الحسن عن أبي البركات علي بن الحسين الجوزي عن الصدوق عن الحسن بن محمد بن سعيد عن فرات بن إبراهيم عن جعفر بن محمد بن بشرويه عن محمد بن إدريس بن سعيد الأنصاري عن داود بن رشيد و الوليد بن شجاع بن مروان عن عاصم عن عبد الله بن سلمان الفارسي عن أبيه قال خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول الله ص بعشرة أيام فلقيني علي بن أبي طالب ع ابن عم الرسول محمد ص فقال لي يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله ص فقلت حبيبي أبا الحسن مثلكم لا يجفى غير أن حزني على رسول الله ص طال فهو الذي منعني من زيارتكم فقال ع يا سلمان ائت منزل فاطمة بنت رسول الله ص فإنها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قد أتحفت بها من الجنة قلت لعلي ع قد أتحفت فاطمة ع بشيء من الجنة بعد وفاة رسول الله ص قال نعم بالأمس قال سلمان الفارسي فهرولت إلى منزل فاطمة ع بنت محمد ص فإذا هي جالسة و عليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها و إذا غطت ساقها انكشف رأسها فلما نظرت إلي اعتجرت ثم قال يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي ص قلت حبيبتي أ أجفاكم قالت فمه اجلس و اعقل ما أقول لك إني كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس و باب الدار مغلق و أنا أتفكر في انقطاع الوحي عنا و انصراف الملائكة عن منزلنا فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد فدخل علي ثلاث جوار لم ير الراءون بحسنهن و لا كهيئتهن و لا نضارة وجوههن و لا أزكى من ريحهن فلما رأيتهن قمت إليهن متنكرة لهن فقلت بأبي أنتن من أهل مكة أم من أهل المدينة فقلن يا بنت محمد لسنا من أهل مكة و لا من أهل المدينة و لا من أهل الأرض جميعا غير أننا جوار من الحور العين من دار السلام أرسلنا رب العزة إليك يا بنت محمد إنا إليك مشتاقات فقلت للتي أظن أنها أكبر سنا ما اسمك قالت اسمي مقدودة قلت و لم سميت مقدودة قالت خلقت للمقداد بن الأسود الكندي صاحب رسول الله ص فقلت للثانية ما اسمك قالت ذرة قلت و لم سميت ذرة و أنت في عيني نبيلة قالت خلقت لأبي ذر الغفاري صاحب رسول الله ص فقلت للثالثة ما اسمك قالت سلمى قلت و لم سميت سلمى قالت أنا لسلمان الفارسي مولى أبيك رسول الله ص قالت فاطمة ثم أخرجن لي رطبا أزرق كأمثال الخشكنانج الكبار أبيض من الثلج و أزكى ريحا من المسك الأذفر فأحضرته فقالت لي يا سلمان أفطر عليه عشيتك فإذا كان غدا فجئني بنواه أو قالت عجمه قال سلمان فأخذت الرطب فما مررت بجمع من أصحاب رسول الله ص إلا قالوا يا سلمان أ معك مسك قلت نعم فلما كان وقت الإفطار أفطرت عليه فلم أجد له عجما و لا نوى فمضيت إلى بنت رسول الله ص في اليوم الثاني فقلت لها لي أفطرت على ما أتحفتيني به فما وجدت له عجما و لا نوى قالت يا سلمان و لن يكون له عجم و لا نوى و إنما هو نخل غرسه الله في دار السلام بكلام علمنيه أبي محمد ص كنت أقوله غدوة و عشية قال سلمان قلت علمني الكلام يا سيدتي فقالت إن سرك أن لا يمسك أذى الحمى ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه ثم قال سلمان علمتني هذا الحرز فقالت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بسم الله النور بسم الله نور النور بسم الله نور على نور بسم الله الذي هو مدبر الأمور بسم الله الذي خلق النور من النور الحمد لله الذي خلق النور من النور و أنزل النور على الطور في كِتابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ بقدر مقدور على نبي محبور الحمد لله الذي هو بالعز مذكور و بالفخر مشهور و على السراء و الضراء مشكور و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين قال سلمان فتعلمتهن فو الله لقد علمتهن أكثر من ألف نفس من أهل المدينة و مكة ممن بهم الحمى فكل برأ من مرضه بإذن الله تعالى
بيان الاعتجار لف العمامة على الرأس قولها ع فمه أي فما السبب في ترك زيارتنا أو اسكت و التنكر التغير على وجه الاستيحاش و الكراهة و لما كانت الذرة موضوعة للصغيرة من النملة قالت ع أنت مع نبلك و شرفك لم سميت باسم يدل على الحقارة و الخشكنانج لعله معرب أي الخبز اليابس
60- من بعض كتب المناقب، بإسناده عن أسامة قال مررت بعلي و العباس و هما قاعدان في المسجد فقالا يا أسامة استأذن لنا على رسول الله ص فقلت يا رسول الله هذا علي و العباس يستأذنان فقال هل تدري ما جاء بهما قلت لا و الله ما أدري قال لكني أدري ما جاء بهما فأذن لهما فدخلا فسلما ثم قعدا فقالا يا رسول الله أي أهلك أحب إليك قال فاطمة
و بإسناده عن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة أنها كانت إذا ذكرت فاطمة بنت النبي ص قالت ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها
و بإسناده عن أحمد بن محمد الثعلبي عن عبد الله بن حامد عن أبي محمد المزني عن أبي يعلى الموصلي عن سهل بن زنجلة الرازي عن عبد الله بن صالح عن ابن لهيعة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله إن النبي ص أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه و طاف في منازل أزواجه فلم يصب عند واحدة منهن شيئا فأتى فاطمة فقال يا بنية هل عندك شيء آكله فإني جائع فقالت لا و الله بأبي أنت و أمي فلما خرج من عندها بعث إليها جارة لها برغيفين و قطعة لحم فأخذته منها فوضعته في جفنة لها و غطت عليها و قالت لأوثرن بها رسول الله ص على نفسي و من عندي و كانوا جميعا محتاجين إلى شبعة طعام فبعثت حسنا أو حسينا إلى رسول الله ص فرجع إليها فقالت بأبي أنت و أمي قد أتانا الله بشيء فخبأته قال هلمي فأتته فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا و لحما فلما نظرت إليه بهتت فعرفت أنها كرامة من الله عز و جل فحمدت الله و صلت على نبيه فقال ص من أين لك هذا يا بنية فقالت هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ فحمد الله عز و جل و قال الحمد لله الذي جعلك شبيهة بسيدة نساء العالمين في نساء بني إسرائيل في وقتهم فإنها كانت إذا رزقها الله تعالى فسئلت عنه قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ فبعث رسول الله ص إلى علي ثم أكل رسول الله ص و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و جميع أزواج النبي ص و أهل بيته جميعا و شبعوا و بقيت الجفنة كما هي قالت فاطمة فأوسعت منها على جميع جيراني و جعل الله فيها البركة و الخير كما فعل الله بمريم ع
قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الثعلبي في تفسيره و ابن المؤذن في الأربعين بإسنادهما عن محمد بن المنكدر عن جابر مثله
61- و من كتاب المناقب، المذكور عن أبي الفرج محمد بن أحمد المكي عن المظفر بن أحمد بن عبد الواحد عن محمد بن علي الحلواني عن كريمة بنت أحمد بن محمد المروزي و أخبرني أيضا به عاليا قاضي القضاة محمد بن الحسين البغدادي عن الحسين بن محمد بن علي الزينبي عن الكريمة فاطمة بنت أحمد بن محمد المروزية بمكة حرسها الله تعالى عن أبي علي زاهر بن أحمد عن معاذ بن يوسف الجرجاني عن أحمد بن محمد بن غالب عن عثمان بن أبي شيبة عن ابن نمير عن مجالد عن ابن عباس قال خرج أعرابي من بني سليم يتبدى في البرية فإذا هو بضب قد نفر من بين يديه فسعى وراءه حتى اصطاده ثم جعله في كمه و أقبل يزدلف نحو النبي ص فلما أن وقف بإزائه ناداه يا محمد يا محمد و كان من أخلاق رسول الله ص إذا قيل له يا محمد قال يا محمد و إذا قيل له يا أحمد قال يا أحمد و إذا قيل له يا أبا القاسم قال يا أبا القاسم و إذا قيل له يا رسول الله قال لبيك و سعديك و تهلل وجهه فلما أن ناداه الأعرابي يا محمد يا محمد قال له النبي يا محمد يا محمد قال له أنت الساحر الكذاب الذي ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء من ذي لهجة هو أكذب منك أنت الذي تزعم أن لك في هذه الخضراء إلها بعث بك إلى الأسود و الأبيض و اللات و العزى لو لا أني أخاف أن قومي يسمونني العجول لضربتك بسيفي هذا ضربة أقتلك بها فأسود بك الأولين و الآخرين فوثب إليه عمر بن الخطاب ليبطش به فقال النبي ص اجلس يا با حفص فقد كاد الحليم أن يكون نبيا ثم التفت النبي ص إلى الأعرابي فقال له يا أخا بني سليم هكذا تفعل العرب يتهجمون علينا في مجالسنا يجبهوننا بالكلام الغليظ يا أعرابي و الذي بعثني بالحق نبيا إن من ضربي في دار الدنيا هو غدا في النار يتلظى يا أعرابي و الذي بعثني بالحق نبيا إن أهل السماء السابعة يسمونني أحمد الصادق يا أعرابي أسلم تسلم من النار يكون لك ما لنا و عليك ما علينا و تكون أخانا في الإسلام قال فغضب الأعرابي و قال و اللات و العزى لا أومن بك يا محمد أو يؤمن هذا الضب ثم رمى بالضب عن كمه فلما أن وقع الضب على الأرض ولى هاربا فناداه النبي ص أيها الضب أقبل إلي فأقبل الضب ينظر إلى النبي ص قال فقال له النبي ص أيها الضب من أنا فإذا هو ينطق بلسان فصيح ذرب غير قطع فقال أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف فقال له النبي ص من تعبد قال أعبد الله عز و جل الذي فلق الحبة و برأ النسمة و اتخذ إبراهيم خليلا و اصطفاك يا محمد حبيبا ثم أنشأ يقول
ألا يا رسول الله إنك صادق فبوركت مهديا و بوركت هادياشرعت لنا دين الحنيفة بعد ما عبدنا كأمثال الحمير الطواغيا
فيا خير مدعو و يا خير مرسل إلى الجن بعد الإنس لبيك داعياو نحن أناس من سليم و إننا أتيناك نرجو أن ننال العوالياأتيت ببرهان من الله واضح فأصبحت فينا صادق القول زاكيافبوركت في الأحوال حيا و ميتا و بوركت مولودا و بوركت ناشيا
قال ثم أطبق على فم الضب فلم يحر جوابا فلما أن نظر الأعرابي إلى ذلك قال وا عجبا ضب اصطدته من البرية ثم أتيت به في كمي لا يفقه و لا ينقه و لا يعقل يكلم محمدا ص بهذا الكلام و يشهد له بهذه الشهادة أنا لا أطلب أثرا بعد عين مد يمينك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله فأسلم الأعرابي و حسن إسلامه ثم التفت النبي ص إلى أصحابه فقال لهم علموا الأعرابي سورا من القرآن قال فلما أن علم الأعرابي سورا من القرآن قال له النبي ص هل لك شيء من المال قال و الذي بعثك بالحق نبيا إنا أربعة آلاف رجل من بني سليم ما فيهم أفقر مني و لا أقل مالا ثم التفت النبي ص إلى أصحابه فقال لهم من يحمل الأعرابي على ناقة أضمن له على الله ناقة من نوق الجنة قال فوثب إليه سعد بن عبادة قال فداك أبي و أمي عندي ناقة حمراء عشراء و هي للأعرابي فقال له النبي ص يا سعد تفخر علينا بناقتك أ لا أصف لك الناقة التي نعطيكها بدلا من ناقة الأعرابي فقال بلى فداك أبي و أمي فقال يا سعد ناقة من ذهب أحمر و قوائمها من العنبر و وبرها من الزعفران و عيناها من ياقوتة حمراء و عنقها من الزبرجد الأخضر و سنامها من الكافور الأشهب و ذقنها من الدر و خطامها من اللؤلؤ الرطب عليها قبة من درة بيضاء يرى باطنها من ظاهرها و ظاهرها من باطنها تطير بك في الجنة ثم التفت النبي ص إلى أصحابه فقال لهم من يتوج الأعرابي أضمن له على الله تاج التقى قال فوثب إليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و قال فداك أبي و أمي و ما تاج التقى فذكر من صفته قال فنزع علي ع عمامته فعمم بها الأعرابي ثم التفت النبي ص فقال من يزود الأعرابي و أضمن له على الله عز و جل زاد التقوى قال فوثب إليه سلمان الفارسي فقال فداك أبي و أمي و ما زاد التقوى قال يا سلمان إذا كان آخر يوم من الدنيا لقنك الله عز و جل قول شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فإن أنت قلتها لقيتني و لقيتك و إن أنت لم تقلها لم تلقني و لم ألقك أبدا قال فمضى سلمان حتى طاف تسعة أبيات من بيوت رسول الله ص فلم يجد عندهن شيئا فلما أن ولى راجعا نظر إلى حجرة فاطمة ع فقال إن يكن خير فمن منزل فاطمة بنت محمد ص فقرع الباب فأجابته من وراء الباب من بالباب فقال لها أنا سلمان الفارسي فقالت له يا سلمان و ما تشاء فشرح قصة الأعرابي و الضب مع النبي ص قالت له يا سلمان و الذي بعث محمدا ص بالحق نبيا إن لنا ثلاثا ما طعمنا و إن الحسن و الحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان و لكن لا أرد الخير إذا نزل الخير ببابي يا سلمان خذ درعي هذا ثم امض به إلى شمعون اليهودي و قل له تقول لك فاطمة بنت محمد أقرضني عليه صاعا من تمر و صاعا من شعير أرده عليك إن شاء الله تعالى قال فأخذ سلمان الدرع ثم أتى به إلى شمعون اليهودي فقال له يا شمعون هذا درع فاطمة بنت محمد ص تقول لك أقرضني عليه صاعا من تمر و صاعا من شعير أرده عليك إن شاء الله قال فأخذ شمعون الدرع ثم جعل يقلبه في كفه و عيناه تذرفان بالدموع و هو يقول يا سلمان هذا هو الزهد في الدنيا هذا الذي أخبرنا به موسى بن عمران
في التوراة أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله فأسلم و حسن إسلامه ثم دفع إلى سلمان صاعا من تمر و صاعا من شعير فأتى به سلمان إلى فاطمة فطحنته بيدها و اختبزته خبزا ثم أتت به إلى سلمان فقالت له خذه و امض به إلى النبي ص قال فقال لها سلمان يا فاطمة خذي منه قرصا تعللين به الحسن و الحسين فقالت يا سلمان هذا شيء أمضيناه لله عز و جل لسنا نأخذ منه شيئا قال فأخذه سلمان فأتى به النبي ص فلما نظر النبي ص إلى سلمان قال له يا سلمان من أين لك هذا قال من منزل بنتك فاطمة قال و كان النبي ص لم يطعم طعاما منذ ثلاث قال فوثب النبي ص حتى ورد إلى حجرة فاطمة فقرع الباب و كان إذا قرع النبي ص الباب لا يفتح له الباب إلا فاطمة فلما أن فتحت له الباب نظر النبي ص إلى صفار وجهها و تغير حدقتيها فقال لها يا بنية ما الذي أراه من صفار وجهك و تغير حدقتيك فقالت يا أبة إن لنا ثلاثا ما طعمنا طعاما و إن الحسن و الحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان قال فأنبههما النبي ص فأخذ واحدا على فخذه الأيمن و الآخر على فخذه الأيسر و أجلس فاطمة بين يديها و اعتنقها النبي ص و دخل علي بن أبي طالب ع فاعتنق النبي ص من ورائه ثم رفع النبي ص طرفه نحو السماء فقال إلهي و سيدي و مولاي هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا قال ثم وثبت فاطمة بنت محمد ص حتى دخلت إلى مخدع لها فصفت قدميها فصلت ركعتين ثم رفعت باطن كفيها إلى السماء و قالت إلهي و سيدي هذا محمد نبيك و هذا علي ابن عم نبيك و هذان الحسن و الحسين سبطا نبيك إلهي أنزل علينا مائدة من السماء كما أنزلتها على بني إسرائيل أكلوا منها و كفروا بها اللهم أنزلها علينا فإنا بها مؤمنون قال ابن عباس و الله ما استتمت الدعوة فإذا هي بصحفة من ورائها يفور قتارها و إذا قتارها أزكى من المسك الأذفر فاحتضنتها ثم أتت بها إلى النبي ص و علي و الحسن و الحسين فلما أن نظر إليها علي بن أبي طالب ع قال لها يا فاطمة من أين لك هذا و لم يكن عهد عندها شيئا فقال له النبي ص كل يا أبا الحسن و لا تسأل الحمد لله الذي لم يمتني حتى رزقني ولدا مثلها مثل مريم بنت عمران كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ قال فأكل النبي ص و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و خرج النبي ص و تزود الأعرابي و استوى على راحلته و أتى بني سليم و هم يومئذ أربعة آلاف رجل فلما أن وقف في وسطهم ناداهم بعلو صوته قولوا لا إله إلا الله محمدا رسول الله قال فلما سمعوا منه هذه المقالة أسرعوا إلى سيوفهم فجردوها ثم قالوا له لقد صبوت إلى دين محمد الساحر الكذاب فقال لهم ما هو بساحر و لا كذاب ثم قال يا معشر بني سليم إن إله محمد ص خير إله و إن محمدا ص خير نبي أتيته جائعا فأطعمني و عاريا فكساني و راجلا فحملني ثم شرح لهم قصة الضب مع النبي ص و أنشدهم الشعر الذي أنشد في النبي ص ثم قال يا معاشر بني سليم أسلموا تسلموا من النار فأسلم في ذلك اليوم أربعة آلاف رجل و هم أصحاب الرايات الخضر و هم حول رسول الله ص
أقول وجدت هذا الحديث في كتاب قديم من مؤلفات العامة قال حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الطرشيشي ببغداد سنة أربع و ثمانين و أربعمائة قال حدثتنا كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزي بمكة حرسها الله بقراءتها علينا في المسجد الحرام في ذي الحجة سنة إحدى و ثلاثين و أربعمائة قالت أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه بسرخس قال حدثنا معاذ بن يوسف الجرجاني قال حدثنا أحمد بن محمد بن غالب عن عثمان بن أبي شيبة عن ابن نمير عن مجالد عن ابن عباس مثله بيان قال الجوهري تبدى الرجل أقام بالبادية و ازدلف أي تقدم و قطع كفرح و كرم لم يقدر على الكلام و نقه الحديث كفرح فهمه و العشراء من النوق بضم العين و فتح الشين التي مضى لحملها عشرة أشهر أو ثمانية أو هي كالنفساء من النساء و ذرفت عينه أي سال دمعها و يقال علله بطعام و غيره أي شغله به و المخدع البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير و تضم ميمه و تفتح و يقال صبأ فلان إذا خرج عن دين إلى دين غيره و قد تقلب الهمزة واوا
62- و من الكتاب المذكور، روي في المراسيل أن الحسن و الحسين كان عليهما ثياب خلق و قد قرب العيد فقالا لأمهما فاطمة ع إن بني فلان خيطت لهم الثياب الفاخرة أ فلا تخيطين لنا ثيابا للعيد يا أماه فقالت يخاط لكما إن شاء الله فلما أن جاء العيد جاء جبرئيل بقميصين من حلل الجنة إلى رسول الله ص فقال له رسول الله ص ما هذا يا أخي جبرئيل فأخبره بقول الحسن و الحسين لفاطمة و بقول فاطمة يخاط لكما إن شاء الله ثم قال جبرئيل قال الله تعالى لما سمع قولها لا نستحسن أن نكذب فاطمة بقولها يخاط لكما إن شاء الله
و عن سعيد الحفاظ الديلمي بإسناده عن أنس قال قال رسول الله ص بينما أهل الجنة في الجنة يتنعمون و أهل النار في النار يعذبون إذا لأهل الجنة نور ساطع فيقول بعضهم لبعض ما هذا النور لعل رب العزة اطلع فنظر إلينا فيقول لهم رضوان لا و لكن علي ع مازح فاطمة فتبسمت فأضاء ذلك النور من ثناياها
و بالإسناد عن ابن عباس عن النبي ص قال لما أسري بي و دخلت الجنة بلغت إلى قصر فاطمة فرأيت سبعين قصرا من مرجانة حمراء مكللة باللؤلؤ أبوابها و حيطانها و أسرتها من عرق واحد و قال الحسن ما كان في الدنيا أعبد من فاطمة ع كانت تقوم حتى تتورم قدماها
63- نبه، ]تنبيه الخاطر[ بينما النبي ص و الناس في المسجد ينتظرون بلالا أن يأتي فيؤذن إذ أتى بعد زمان فقال له النبي ص ما حبسك يا بلال فقال إني اجتزت بفاطمة ع و هي تطحن واضعة ابنها الحسن عند الرحى و هي تبكي فقلت لها أيما أحب إليك إن شئت كفيتك ابنك و إن شئت كفيتك الرحى فقالت أنا أرفق بابني فأخذت الرحى فطحنت فذاك الذي حبسني فقال النبي ص رحمتها رحمك الله
أقول روى ابن شيرويه في الفردوس عن ابن عباس و أبي سعيد عن النبي ص قال فاطمة سيدة نساء العالمين ما خلا مريم بنت عمران
و عن المسور بن مخرمة عنه ص قال فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني أو آذاها فقد آذاني
و عن عمر بن الخطاب عنه ص فاطمة و علي و الحسن و الحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن عز و جل
أقول قال السيد بن طاوس قدس الله روحه في كتاب سعد السعود قال وجدت في كتاب ما نزل من القرآن الحكيم في النبي ص و أهل بيته ع تأليف محمد بن العباس بن علي بن مروان قال حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد البخاري عن جعفر بن عبد الله العلوي عن يحيى بن هاشم عن جعفر بن سليمان عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال أهديت إلى رسول الله ص قطيفة منسوجة بالذهب أهداها له ملك الحبشة فقال رسول الله ص لأعطينها رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله فمد أصحاب رسول الله ص أعناقهم إليها فقال رسول الله ص أين علي قال عمار بن ياسر فلما سمعت ذلك وثبت حتى أتيت عليا ع فأخبرته فجاء فدفع رسول الله ص القطيفة إليه فقال أنت لها فخرج بها إلى سوق الليل فنقضها سلكا سلكا فقسمها في المهاجرين و الأنصار ثم رجع إلى منزله و ما معه منها دينار فلما كان من غد استقبله رسول الله ص فقال يا أبا الحسن أخذت أمس ثلاث آلاف مثقال من ذهب فأنا و المهاجرون و الأنصار نتغدى عندك غدا فقال علي ع نعم يا رسول الله فلما كان الغد أقبل رسول الله ص في المهاجرين و الأنصار حتى قرعوا الباب فخرج إليهم و قد عرق من الحياء لأنه ليس في منزله قليل و لا كثير فدخل رسول الله ص و دخل المهاجرون و الأنصار حتى جلسوا و دخل علي على فاطمة فإذا هو بجفنة مملوءة ثريدا عليها عراق يفور منها ريح المسك الأذفر فضرب علي بيده عليها فلم يقدر على حملها فعاونته فاطمة على حملها حتى أخرجها فوضعها بين يدي رسول الله فدخل ص على فاطمة فقال أي بنية أنى لك هذا قالت يا أبت هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ فقال رسول الله ص الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى رأيت في ابنتي ما رأى زكريا في مريم بنت عمران فقالت فاطمة يا أبة أنا خير أم مريم فقال رسول الله ص أنت في قومك و مريم في قومها
64- مصباح الأنوار، عن أبي جعفر ع قال أقبلت فاطمة ع إلى رسول الله ص فعرف في وجهها الخمص قال يعني الجوع فقال لها يا بنية هاهنا فأجلسها على فخذه الأيمن فقالت يا أبتاه إني جائعة فرفع يديه إلى السماء فقال اللهم رافع الوضعة و مشبع الجاعة أشبع فاطمة بنت نبيك قال أبو جعفر ع فو الله ما جاعت بعد يومها حتى فارقت الدنيا
و عن أمير المؤمنين ع قال إن فاطمة بنت محمد وجدت علة فجاءها رسول الله ص عائدا فجلس عندها و سألها عن حالها فقالت إني أشتهي طعاما طيبا فقام النبي ص إلى طاق في البيت فجاء بطبق فيه زبيب و كعك و أقط و قطف عنب فوضعه بين يدي فاطمة ع فوضع رسول الله ص يده في الطبق و سمى الله و قال كلوا بسم الله فأكلت فاطمة و رسول الله ص و علي و الحسن و الحسين فبينما هم يأكلون إذ وقف سائل على الباب فقال السلام عليكم أطعمونا مما رزقكم الله فقال النبي ص اخسأ فقالت فاطمة يا رسول الله ما هكذا تقول للمسكين فقال النبي ص إنه الشيطان و إن جبرئيل جاءكم بهذا الطعام من الجنة فأراد الشيطان أن يصيب منه و ما كان ذلك ينبغي له
و عن حذيفة قال كان النبي ص لا ينام حتى يقبل عرض وجنة فاطمة ع أو بين ثدييها
و عن جعفر بن محمد ع قال كان رسول الله ص لا ينام حتى يضع وجهه الكريم بين ثديي فاطمة ع
65- ع، ]علل الشرائع[ القطان عن السكري عن الجوهري عن شعيب بن واقد عن إسحاق بن جعفر بن محمد بن عيسى بن زيد بن علي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إنما سميت فاطمة محدثة لأن الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران فتقول يا فاطمة إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ يا فاطمة اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ فتحدثهم و يحدثونها فقالت لهم ذات ليلة أ ليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران فقالوا إن مريم كانت سيدة نساء عالمها و إن الله عز و جل جعلك سيدة نساء عالمك و عالمها و سيدة نساء الأولين و الآخرين
كتاب دلائل الإمامة، للطبري عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن الصدوق مثله
66- ع، ]علل الشرائع[ أبي عن عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إسماعيل بن بشار قال حدثنا علي بن جعفر الحضرمي بمصر منذ ثلاثين سنة قال حدثنا سليمان قال محمد بن أبي بكر لما قرأ و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث قلت و هل يحدث الملائكة إلا الأنبياء قال إن مريم لم تكن نبية و كانت محدثة و أم موسى بن عمران كانت محدث و لم تكن نبية و سارة امرأة إبراهيم قد عاينت الملائكة فبشروها بِإِسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ و لم تكن نبية و فاطمة بنت رسول الله ص كانت محدثة و لم تكن نبية
قال الصدوق رحمه الله قد أخبر الله عز و جل في كتابه بأنه ما أرسل من النساء أحدا إلى الناس في قوله تبارك و تعالى وَ ما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ و لم يقل نساء و المحدثون ليسوا برسل و لا أنبياء
67- ير، ]بصائر الدرجات[ كا، ]الكافي[ أحمد بن محمد و محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة قال سأل أبا عبد الله ع بعض أصحابنا عن الجفر فقال هو جلد ثور مملوء علما فقال له ما الجامعة قال تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج فيها كل ما يحتاج الناس إليه و ليس من قضية إلا و فيها حتى أرش الخدش قال له فمصحف فاطمة فسكت طويلا ثم قال إنكم لتبحثون عما تريدون و عما لا تريدون إن فاطمة مكثت بعد رسول الله ص خمسة و سبعين يوما و قد كان دخلها حزن شديد على أبيها و كان جبرئيل يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها و يطيب نفسها و يخبرها عن أبيها و مكانه و يخبرها بما يكون بعدها في ذريتها و كان علي ع يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة
-68 ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن حماد بن عثمان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول تظهر زنادقة سنة ثمانية و عشرين و مائة و ذلك لأني نظرت في مصحف فاطمة قال فقلت و ما مصحف فاطمة فقال إن الله تبارك و تعالى لما قبض نبيه ص دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز و جل فأرسل إليها ملكا يسلي عنها غمها و يحدثها فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ع فقال لها إذا أحسست بذلك و سمعت الصوت قولي لي فأعلمته فجعل يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا قال ثم قال أما إنه ليس من الحلال و الحرام و لكن فيه علم ما يكون
69- كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد مثله
أقول قد أوردنا كثيرا من فضائلها و مناقبها و سيرها صلوات الله عليها في باب غصب فدك و باب فضائل أصحاب الكساء ع
و روى الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر من تفسير الثعلبي بإسناده عن مجاهد قال خرج رسول الله ص و قد أخذ بيد فاطمة ع و قال من عرف هذه فقد عرفها و من لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد و هي بضعة مني و هي قلبي الذي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله
كتاب الدلائل، للطبري عن أبي الفرج المعافا عن إسحاق بن محمد عن أحمد بن الحسن عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن جعفر بن محمد عن أبيه عن عمه زيد بن علي قال حدثتني فاطمة بنت رسول الله ص قالت قال لي رسول الله ص أ لا أبشرك إذا أراد الله أن يتحف زوجة وليه في الجنة بعث إليك تبعثين إليها من حليك