1- ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران الهمداني عن يونس عن علي الصائغ قال لقي أبا عبد الله ع محمد بن عبد الله بن الحسن فدعاه محمد إلى منزله فأبى أن يذهب معه و أرسل معه إسماعيل و أومأ إليه أن كف و وضع يده على فيه و أمره بالكف فلما انتهى إلى منزله أعاد إليه الرسول ليأتيه فأبى أبو عبد الله عليه السلام و أتى الرسول محمدا فأخبره بامتناعه فضحك محمد ثم قال ما منعه من إتياني إلا أنه ينظر في الصحف قال فرجع إسماعيل فحكى لأبي عبد الله ع الكلام فأرسل أبو عبد الله ع رسولا من قبله و قال إن إسماعيل أخبرني بما كان منك و قد صدقت أني أنظر في الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى فسل نفسك و أباك هل ذلك عندكما قال فلما أن بلغه الرسول سكت فلم يجب بشيء و أخبر الرسول أبا عبد الله ع بسكوته فقال أبو عبد الله ع إذا أصاب وجه الجواب قل الكلام
2- ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن الحسن بن فضال عن أبيه عن ابن بكير و أحمد بن محمد عن محمد بن الملك قال كنا عند أبي عبد الله ع نحوا من ستين رجلا و هو وسطنا فجاء عبد الخالق بن عبد ربه فقال له كنت مع إبراهيم بن محمد جالسا فذكروا أنك تقول إن عندنا كتاب علي فقال لا و الله ما ترك علي كتابا و إن كان ترك علي كتابا ما هو إلا إهابين و لوددت أنه عند غلامي هذا فما أبالي عليه قال فجلس أبو عبد الله ع ثم أقبل علينا فقال ما هو و الله كما يقولون إنهما جفران مكتوب فيهما لا و الله إنهما لإهابان عليهما أصوافهما و أشعارهما مدحوسين كتبا في أحدهما و في الآخر سلاح رسول الله ص و عندنا و الله صحيفة طولها سبعون ذراعا ما خلق الله من حلال و حرام إلا و هو فيها حتى أن أرش الخدش و قال بظفره على ذراعه فخط به و عندنا مصحف فاطمة عليها السلام أما و الله ما هو في القرآن
بيان مدحوسين أي مملوءين
3- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن علي بن سعيد قال كنت جالسا عند أبي عبد الله ع فقال رجل جعلت فداك إن عبد الله بن الحسن يقول ما لنا في هذا الأمر ما ليس لغيرنا فقال أبو عبد الله ع بعد كلام أ ما تعجبون من عبد الله يزعم أن أباه عليا لم يكن إماما و يقول إنه ليس عندنا علم و صدق و الله ما عنده علم و لكن و الله و أهوى بيده إلى صدره أن عندنا سلاح رسول الله ص و سيفه و درعه و عندنا و الله مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب الله و إنه لإملاء من إملاء رسول الله و خطه علي بيده و الجفر و ما يدرون ما هو مسك شاة أو مسك بعير
4- ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد و محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن علي بن سعيد قال كنت قاعدا عند أبي عبد الله ع و عنده أناس من أصحابنا فقال له معلى بن خنيس جعلت فداك ما لقيت من الحسن بن الحسن ثم قال له الطيار جعلت فداك بينا أنا أمشي في بعض السكك إذ لقيت محمد بن عبد الله بن الحسن على حمار حوله أناس من الزيدية فقال لي أيها الرجل إلي إلي فإن رسول الله ص قال من صلى صلاتنا و استقبل قبلتنا و أكل ذبيحتنا فذاك المسلم الذي له ذمة الله و ذمة رسوله من شاء أقام و من شاء ظعن فقلت له اتق الله و لا يغرنك هؤلاء الذين حولك فقال أبو عبد الله ع للطيار فلم تقل له غيره قال لا قال فهلا قلت إن رسول الله ص قال ذلك و المسلمون مقرون له بالطاعة فلما قبض رسول الله ص و وقع الاختلاف انقطع ذلك فقال محمد بن عبد الله بن علي العجب لعبد الله بن الحسن أنه يهزأ و يقول هذا في جفركم الذي تدعون فغضب أبو عبد الله ع فقال العجب لعبد الله بن الحسن يقول ليس فينا إمام صدق ما هو بإمام و لا كان أبوه إماما يزعم أن علي بن أبي طالب ع لم يكن إماما و يردد ذلك و أما قوله في الجفر فإنما هو جلد ثور مذبوح كالجراب فيه كتب و علم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال و حرام إملاء رسول الله ص و خط علي ع بيده و فيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن و إن عندي خاتم رسول الله و درعه و سيفه و لواءه و عندي الجفر على رغم أنف من زعم
5- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم و جعفر بن بشير عن عنبسة عن ابن خنيس قال كنت عند أبي عبد الله ع إذ أقبل محمد بن عبد الله بن الحسن فسلم عليه ثم ذهب و رق له أبو عبد الله ع و دمعت عينه فقلت له لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع قال رققت له لأنه ينسب في أمر ليس له لم أجده في كتاب علي من خلفاء هذه الأمة و لا ملوكها
6- ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يعقوب عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن جماعة سمعوا أبا عبد الله ع يقول و قد سئل عن محمد فقال إن عندي لكتابين فيهما اسم كل نبي و كل ملك يملك لا و الله ما محمد بن عبد الله في أحدهما
7- ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الأهوازي عن القاسم بن محمد عن عبد الصمد بن بشير عن فضيل سكرة قال دخلت على أبي عبد الله ع قال يا فضيل أ تدري في أي شيء كنت أنظر فيه قبل قال قلت لا قال كنت أنظر في كتاب فاطمة ع فليس ملك يملك و فيه مكتوب اسمه و اسم أبيه فما وجدت لولد الحسن فيه شيئا
بيان لعل المراد أولاد الحسن ع الذين كانوا في ذلك الزمان
8- ير، ]بصائر الدرجات[ علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن العيص بن القاسم عن ابن خنيس قال قال أبو عبد الله ع ما من نبي و لا وصي و لا ملك إلا في كتاب عندي لا و الله ما لمحمد بن عبد الله بن الحسن فيه اسم
9- ير، ]بصائر الدرجات[ عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن صفوان عن العيص عن أبي عبد الله ع مثله
10- ج، ]الإحتجاج[ روي عنه ع أنه قال ليس منا إلا و له عدو من أهل بيته فقيل له بنو الحسن لا يعرفون لمن الحق قال بلى و لكن يمنعهم الحسد
11- ج، ]الإحتجاج[ عن ابن أبي يعفور قال لقيت أنا و معلى بن خنيس الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع فقال يا يهودي فأخبرنا بما قال جعفر بن محمد ع فقال هو و الله أولى باليهودية منكما إن اليهودي من شرب الخمر
12- ج، ]الإحتجاج[ بهذا الإسناد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لو توفي الحسن بن الحسن بالزنا و الربا و شرب الخمر كان خيرا مما توفي عليه
13- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ أبي عن أحمد بن إدريس عن سهل عن علي بن الريان عن الدهقان عن الحسين بن خالد الكوفي عن أبي الحسن الرضا ع قال قلت جعلت فداك حديث كان يرويه عبد الله بن بكير عن عبيد بن زرارة قال لقيت أبا عبد الله ع في السنة التي خرج فيها إبراهيم بن عبد الله بن الحسن فقلت له جعلت فداك إن هذا قد ألف الكلام و سارع الناس إليه فما الذي تأمر به قال فقال اتقوا الله و اسكنوا ما سكنت السماء و الأرض الخبر
14- كشف، ]كشف الغمة[ عن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر قال وقع بين جعفر ع و عبد الله بن الحسن كلام في صدر يوم فأغلظ له في القول عبد الله بن حسن ثم افترقا و راحا إلى المسجد فالتقيا على باب المسجد فقال أبو عبد الله جعفر بن محمد ع لعبد الله بن الحسن كيف أمسيت يا أبا محمد فقال بخير كما يقول المغضب فقال يا أبا محمد أ ما علمت أن صلة الرحم تخفف الحساب فقال لا تزال تجيء بالشيء لا نعرفه قال فإني أتلو عليك به قرآنا قال و ذلك أيضا قال نعم قال فهاته قال قول الله عز و جل وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ قال فلا تراني بعدها قاطعا رحمنا
15- عم، ]إعلام الورى[ من كتاب نوادر الحكمة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي محمد الحميري عن الوليد بن العلا بن سيابة عن زكار بن أبي زكار الواسطي قال كنت عند أبي عبد الله ع إذ أقبل رجل فسلم ثم قبل رأس أبي عبد الله ع قال فمس أبو عبد الله ع ثيابه و قال ما رأيت كاليوم ثيابا أشد بياضا و لا أحسن منها فقال جعلت فداك هذه ثياب بلادنا و جئتك منها بخير من هذه قال فقال يا معتب اقبضها منه ثم خرج الرجل فقال أبو عبد الله ع صدق الوصف و قرب الوقت هذا صاحب الرايات الذي يأتي بها من خراسان ثم قال يا معتب الحقه فسله ما اسمه ثم قال لي إن كان عبد الرحمن فهو و الله هو قال فرجع معتب فقال قال اسمي عبد الرحمن قال زكار بن أبي زكار فمكث زمانا فلما ولي ولد العباس نظرت إليه و هو يعطي الجند فقلت لأصحابه من هذا الرجل فقالوا هذا عبد الرحمن أبو مسلم
و ذكر ابن جمهور العمي في كتاب الواحدة قال حدث أصحابنا أن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن قال لأبي عبد الله و الله إني لأعلم منك و أسخى منك و أشجع منك فقال أما ما قلت إنك أعلم مني فقد أعتق جدي و جدك ألف نسمة من كد يده فسمهم لي و إن أحببت أن أسميهم لك إلى آدم فعلت و أما ما قلت إنك أسخى مني فو الله ما بت ليلة و لله علي حق يطالبني به و أما ما قلت إنك أشجع فكأني أرى رأسك و قد جيء به و وضع على حجر الزنابير يسيل منه الدم إلى موضع كذا و كذا قال فصار إلى أبيه و قال يا أبت كلمت جعفر بن محمد بكذا فرد علي كذا فقال أبوه يا بني آجرني الله فيك إن جعفرا أخبرني أنك صاحب حجر الزنابير
16- كش، ]رجال الكشي[ حمدويه عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد قال لقيت الحسن بن الحسن فقال أ ما لنا حق أ ما لنا حرمة إذا اخترتم منا رجلا واحدا كفاكم فلم يكن له عندي جواب فلقيت أبا عبد الله ع فأخبرته بما كان من قوله فقال لي القه فقل له أتيناكم فقلنا هل عندكم ما ليس عند غيركم فقلتم لا فصدقناكم و كنت أهل ذلك و أتينا بني عمكم فقلنا هل عندكم ما ليس عند الناس فقالوا نعم فصدقناهم و كانوا أهل ذلك قال فلقيته فقلت له ما قال لي فقال لي الحسن فإن عندنا ما ليس عند الناس فلم يكن عندي شيء فأتيت أبا عبد الله ع فأخبرته فقال لي القه و قل إن الله عز و جل يقول في كتابه ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فاقعدوا لنا حتى نسألكم قال فلقيته فحاججته بذلك فقال أ فما عندكم شيء إلا تعيبونا إن كان فلان تفرغ و شغلنا فذاك الذي يذهب بحقنا
بيان إلا تعيبونا أي إلا أن تعيبونا و يمكن أن يقرأ ألا بالفتح ليكون بدلا أو عطف بيان لقوله شيء و فلان كناية عن الصادق ع و غرضه أن تفرغه صار سببا لأعلميته و اشتغالنا بالأمور سببا لجهلنا
17- غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ جماعة عن البزوفري عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن هشام بن أحمر عن سالمة مولاة أبي عبد الله قالت كنت عند أبي عبد الله جعفر بن محمد ع حين حضرته الوفاة و أغمي عليه فلما أفاق قال أعطوا الحسن بن علي بن الحسين و هو الأفطس سبعين دينارا و أعط فلانا كذا و فلانا كذا فقلت أ تعطي رجلا حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك قال تريدين أن لا أكون من الذين قال الله عز و جل وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ نعم يا سالمة إن الله خلق الجنة فطيبها و طيب ريحها و إن ريحها لتوجد من مسيرة ألفي عام و لا يجد ريحها عاق و لا قاطع رحم
18- عم، ]إعلام الورى[ شا، ]الإرشاد[ وجدت بخط أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصفهاني في أصل كتابه المعروف بمقاتل الطالبيين أخبرني عمر بن عبد الله عن عمر بن شيبة عن الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي و ابن داجة قال أبو زيد و حدثني عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عن الحسين بن أيوب مولى بني نمير عن عبد الأعلى بن أعين قال و حدثني إبراهيم بن محمد بن أبي الكرام الجعفري عن أبيه قال و حدثني محمد بن يحيى عن عبد الله بن يحيى قال و حدثني عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه و قد دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين أن جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالأبواء و فيهم إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس و أبو جعفر المنصور و صالح بن علي و عبد الله بن الحسن و ابناه محمد و إبراهيم و محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان فقال صالح بن علي قد علمتم أنكم الذين تمد الناس إليهم أعينهم و قد جمعكم الله في هذا الموضع فاعقدوا بيعة لرجل منكم تعطونه إياها من أنفسكم و تواثقوا على ذلك حتى يفتح الله و هو خير الفاتحين فحمد الله عبد الله بن الحسن و أثنى عليه ثم قال قد علمتم أن ابني هذا هو المهدي فهلم لنبايعه و قال أبو جعفر لأي شيء تخدعون أنفسكم و الله لقد علمتم ما الناس إلى أحد أمور أعناقا و لا أسرع إجابة منهم إلى هذا الفتى يريد به محمد بن عبد الله قالوا قد و الله صدقت إن هذا الذي نعلم فبايعوا محمدا جميعا و مسحوا على يده قال عيسى و جاء رسول عبد الله بن حسن إلى أبي أن ائتنا فإنا مجتمعون لأمر و أرسل بذلك إلى جعفر بن محمد ع و قال غير عيسى إن عبد الله بن الحسن قال لمن حضر لا تريدوا جعفرا فإنا نخاف أن يفسد عليكم أمركم قال عيسى بن عبد الله بن محمد فأرسلني أبي أنظر ما اجتمعوا له فجئتهم و محمد بن عبد الله يصلي على طنفسة رحل مثنية فقلت لهم أرسلني أبي إليكم أسألكم لأي شيء اجتمعتم فقال عبد الله اجتمعنا لنبايع المهدي محمد بن عبد الله قال و جاء جعفر بن محمد فأوسع له عبد الله بن الحسن إلى جنبه فتكلم بمثل كلامه فقال جعفر لا تفعلوا فإن هذا الأمر لم يأت بعد أن كنت ترى يعني عبد الله إن ابنك هذا هو المهدي فليس به و لا هذا أوانه و إن كنت إنما تريد أن تخرجه غضبا لله و ليأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر فأنا و الله لا ندعك و أنت شيخنا و نبايع ابنك في هذا الأمر فغضب عبد الله بن الحسن و قال لقد علمت خلاف ما تقول و الله ما أطلعك على غيبه و لكن يحملك على هذا الحسد لابني فقال ما و الله ذاك يحملني و لكن هذا إخوته و أبناؤهم دونكم و ضرب بيده على ظهر أبي العباس ثم ضرب بيده على كتف عبد الله بن الحسن و قال إنها و الله ما هي إليك و لا إلى ابنيك و لكنها لهم و إن ابنيك لمقتولان ثم نهض فتوكأ على يد عبد العزيز بن عمران الزهري فقال أ رأيت صاحب الرداء الأصفر يعني أبا جعفر فقال له نعم قال قال إنا و الله نجده يقتله قال له عبد العزيز أ يقتل محمدا قال نعم فقلت في نفسي حسده و رب الكعبة ثم قال و الله ما خرجت من الدنيا حتى رأيته قتلهما قال فلما قال جعفر ع ذلك و نهض و افترقوا تبعه عبد الصمد و أبو جعفر فقالا يا أبا عبد الله أ تقول هذا قال نعم أقوله و الله و أعلمه
قال أبو الفرج و حدثني علي بن العباس المقانعي عن بكار بن أحمد عن حسن بن حسين عن عنبسة بن بجاد العابد قال كان جعفر بن محمد ع إذا رأى محمد بن عبد الله بن الحسن تغرغرت عيناه ثم يقول بنفسي هو أن الناس ليقولون فيه و إنه لمقتول ليس هو في كتاب علي من خلفاء هذه الأمة
بيان مار الشيء يمور مورا أي تحرك و جاء و ذهب و مور العنق هنا كناية عن شدة التسليم و الانقياد له و خفض الرءوس عنده
19- كا، ]الكافي[ بعض أصحابنا عن محمد بن حسان عن محمد بن زنجويه عن عبد الله بن الحكم الأرمني عن عبد الله بن إبراهيم بن محمد الجعفري قال أتينا خديجة بنت عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع نعزيها بابن بنتها فوجدنا عندها موسى بن عبد الله بن الحسن فإذا هي في ناحية قريبا من النساء فعزيناهم ثم أقبلنا عليه فإذا هو يقول لابنه أبي يشكر الراثية قولي فقالت
اعدد رسول الله و اعدد بعده أسد الإله و ثالثا عباساو اعدد علي الخير و اعدد جعفرا و اعدد عقيلا بعده الرؤاسا
فقال أحسنت و أطربتيني زيديني فاندفعت تقول
و منا إمام المتقين محمد و حمزة منا و المهذب جعفرو منا علي صهره و ابن عمه و فارسه ذاك الإمام المطهر
فأقمنا عنده حتى كاد الليل أن يجيء ثم قالت خديجة سمعت عمي محمد بن علي صلوات الله عليه و هو يقول إنما تحتاج المرأة في المأتم إلى النوح لتسيل دمعتها و لا ينبغي لها أن تقول هجرا فإذا جاء الليل فلا تؤذي الملائكة بالنوح ثم خرجنا فغدونا إليها غدوة فتذاكرنا عندها اختزال منزلها من دار أبي عبد الله جعفر بن محمد ع فقال هذه دار تسمى دار السرق فقالت هذا ما اصطفى مهدينا تعني محمد بن عبد الله بن الحسن تمازحه بذلك فقال موسى بن عبد الله و الله لأخبرنكم بالعجب رأيت أبي رحمه الله لما أخذ في أمر محمد بن عبد الله و أجمع على لقاء أصحابه فقال لا أجد هذا الأمر يستقيم إلا أن ألقى أبا عبد الله جعفر بن محمد ع فانطلق و هو متكئ علي فانطلقت معه حتى أتينا أبا عبد الله فلقيناه خارجا يريد المسجد فاستوقفه أبي و كلمه فقال له أبو عبد الله ع ليس هذا موضع ذلك نلتقي إن شاء الله فرجع إلي مسرورا ثم أقام حتى إذا كان الغد أو بعده بيوم انطلقنا حتى أتيناه فدخل عليه أبي و أنا معه فابتدأ الكلام ثم قال له فيما يقول قد علمت جعلت فداك إن السن لي عليك فإن في قومك من هو أسن منك و لكن الله عز و جل قد قدم لك فضلا ليس هو لأحد من قومك و قد جئتك معتمدا لما أعلم من برك و اعلم فديتك أنك إذا أجبتني لم يتخلف عني أحد من أصحابك و لم يختلف علي اثنان من قريش و لا غيرهم فقال له أبو عبد الله ع إنك تجد غيري أطوع لك مني و لا حاجة لك فو الله إنك لتعلم أني أريد البادية أو أهم بها فأثقل عنها و أريد الحج فما أدركه إلا بعد كد و تعب و مشقة على نفسي فاطلب غيري و سله ذلك و لا تعلمهم أنك جئتني فقال له إن الناس مادون أعناقهم إليك و إن أجبتني لم يتخلف عني أحد و لك أن لا تكلف قتالا و لا مكروها قال و هجم علينا ناس فدخلوا و قطعوا كلامنا فقال أبي جعلت فداك ما تقول فقال نلتقي إن شاء الله فقال أ ليس على ما أحب قال على ما تحب إن شاء الله من إصلاح حالك ثم انصرف حتى جاء البيت فبعث رسولا إلى محمد في جبل بجهينة يقال له الأشقر على ليلتين من المدينة فبشره و أعلمه أنه قد ظفر له بوجه حاجته و ما طلب ثم عاد بعد ثلاثة أيام فوقفنا بالباب و لم نكن نحجب إذا جئنا فأبطأ الرسول ثم أذن لنا فدخلنا عليه فجلست في ناحية الحجرة و دنا أبي إليه فقبل رأسه ثم قال جعلت فداك قد عدت إليك راجيا مؤملا قد انبسط رجائي و أملي و رجوت الدرك لحاجتي فقال له أبو عبد الله ع يا ابن عم إني أعيذك بالله من التعرض لهذا الأمر الذي أمسيت فيه و إني لخائف عليك أن يكسبك شرا فجرى الكلام بينهما
حتى أفضى إلى ما لم يكن يريد و كان من قوله بأي شيء كان الحسين أحق بها من الحسن فقال أبو عبد الله ع رحم الله الحسن و رحم الحسين و كيف ذكرت هذا قال لأن الحسين كان ينبغي له إذا عدل أن يجعلها في الأسن من ولد الحسن فقال أبو عبد الله ع إن الله تبارك و تعالى لما أن أوحى إلى محمد ص أوحى إليه بما شاء و لم يؤامر أحدا من خلقه و أمر محمد ص عليا ع بما شاء ففعل ما أمر به و لسنا نقول فيه إلا ما قال رسول الله ص من تبجيله و تصديقه فلو كان أمر الحسين ع أن يصيرها في الأسن أو ينقلها في ولدهما يعني الوصية لفعل ذلك الحسين و ما هو بالمتهم عندنا في الذخيرة لنفسه و لقد ولي و ترك ذلك و لكنه مضى لما أمر به و هو جدك و عمك فإن قلت خيرا فما أولاك به و إن قلت هجرا فيغفر الله لك أطعني يا ابن عم و اسمع كلامي فو الله الذي لا إله إلا هو لا آلوك نصحا و حرصا فكيف و لا أراك تفعل و ما لأمر الله من مرد فسر أبي عند ذلك فقال له أبو عبد الله ع و الله إنك لتعلم أنه الأحول الأكشف الأخضر المقتول بسدة أشجع بين دورها عند بطن مسيلها فقال أبي ليس هو ذاك و الله لنجازين باليوم يوما و بالساعة ساعة و بالسنة سنة و لنقومن بثأر بني أبي طالب جميعا فقال له أبو عبد الله ع يغفر الله لك ما أخوفني أن يكون هذا البيت يلحق صاحبنا منتك نفسك في الخلاء ضلالا لا و الله لا يملك أكثر من حيطان المدينة و لا يبلغ عمله الطائف إذا أحفل يعني إذا أجهد نفسه و ما للأمر من بد أن يقع فاتق الله و ارحم نفسك و بني أبيك فو الله إني لأراه أشأم سلحة أخرجتها أصلاب الرجال إلى أرحام النساء و الله إنه المقتول بسدة أشجع بين دورها و الله لكأني به صريعا مسلوبا بزته بين رجليه لبنة و لا ينفع هذا الغلام ما يسمع قال موسى بن عبد الله يعنيني و ليخرجن معه فينهزم و يقتل صاحبه ثم يمضي فيخرج معه راية أخرى فيقتل كبشها و يتفرق جيشها فإن أطاعني فليطلب الأمان عند ذلك من بني العباس حتى يأتيه الله بالفرج و لقد علمت بأن هذا الأمر لا يتم و إنك لتعلم و نعلم أن ابنك الأحول الأخضر الأكشف المقتول بسدة أشجع بين دورها عند بطن مسيلها فقام أبي و هو يقول بل يغني الله عنك و لتعودن أو ليفيء الله بك و بغيرك و ما أردت بهذا إلا امتناع غيرك و أن تكون ذريعتهم إلى ذاك فقال أبو عبد الله ع الله يعلم ما أريد إلا نصحك و رشدك و ما علي إلا الجهد فقام أبي يجر ثوبه مغضبا فلحقه أبو عبد الله ع فقال له أخبرك أني سمعت عمك و هو خالك يذكر أنك و بني أبيك ستقتلون فإن أطعتني و رأيت أن تدفع بالتي هي أحسن فافعل و و الله الذي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ... الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ على خلقه لوددت أني فديتك بولدي و بأحبهم إلي و بأحب أهل بيتي إلي و ما يعدلك عندي شيء فلا ترى أني غششتك فخرج أبي من عنده مغضبا أسفا قال فما أقمنا بعد ذلك إلا قليلا عشرين ليلة أو نحوها حتى قدمت رسل أبي جعفر فأخذوا أبي و عمومتي سليمان بن حسن و حسن بن حسن و إبراهيم بن حسن و داود بن حسن و علي بن حسن و سليمان بن داود بن حسن و
علي بن إبراهيم بن حسن و حسن بن جعفر بن حسن و طباطبا إبراهيم بن إسماعيل بن حسن و عبد الله بن داود و قال فصفدوا في الحديد ثم حملوا في محامل أعراء لا وطاء فيها و وقفوا بالمصلى لكي يشتمهم الناس قال فكف الناس عنهم و رقوا لهم للحال التي هم فيها ثم انطلقوا بهم حتى وقفوا عند باب مسجد رسول الله ص قال عبد الله بن إبراهيم الجعفري فحدثتنا خديجة بنت عمر بن علي أنهم لما أوقفوا عند باب المسجد الباب الذي يقال له باب جبرئيل اطلع عليهم أبو عبد الله ع و عامة ردائه مطروح بالأرض ثم اطلع من باب المسجد فقال لعنكم الله يا معشر الأنصار ثلاثا ما على هذا عاهدتم رسول الله ص و لا بايعتموه أما و الله إن كنت حريصا و لكني غلبت و ليس للقضاء مدفع ثم قام و أخذ إحدى نعليه فأدخلها رجله و الأخرى في يده و عامة ردائه يجره في الأرض ثم دخل في بيته فحم عشرين ليلة لم يزل يبكي فيها الليل و النهار حتى خفنا عليه فهذا حديث خديجة
قال الجعفري و حدثنا موسى بن عبد الله بن الحسن أنه لما طلع بالقوم في المحامل قام أبو عبد الله ع من المسجد ثم أهوى إلى المحمل الذي فيه عبد الله بن الحسن يريد كلامه فمنع أشد المنع و أهوى إليه الحرسي فدفعه و قال تنح عن هذا فإن الله سيكفيك و يكفي غيرك ثم دخل بهم الزقاق و رجع أبو عبد الله ع إلى منزله فلم يبلغ بهم البقيع حتى ابتلي الحرسي بلاء شديدا رمحته ناقته فدقت وركه فمات فيها و مضي القوم فأقمنا بعد ذلك حينا ثم أتي محمد بن عبد الله بن الحسن فأخبر أن أباه و عمومته قتلوا قتلهم أبو جعفر إلا حسن بن جعفر و طباطبا و علي بن إبراهيم و سليمان بن داود و داود بن حسن و عبد الله بن داود قال فظهر محمد بن عبد الله عند ذلك و دعا الناس لبيعته قال فكنت ثالث ثلاثة بايعوه و استوثق الناس لبيعته و لم يختلف عليه قرشي و لا أنصاري و لا عربي قال و شاور عيسى بن زيد و كان من ثقاته و كان على شرطته فشاوره في البعثة إلى وجوه قومه فقال له عيسى بن زيد إن دعوتهم دعاء يسيرا لم يجيبوك أو تغلظ عليهم فخلني و إياهم فقال له محمد امض إلى من أردت منهم فقال ابعث إلى رئيسهم و كبيرهم يعني أبا عبد الله جعفر بن محمد ع فإنك إذا أغلظت عليه علموا جميعا أنك ستمرهم على الطريق التي أمررت عليها أبا عبد الله قال فو الله ما لبثنا أن أتي بأبي عبد الله ع حتى أوقف بين يديه فقال له عيسى بن زيد أسلم تسلم فقال له أبو عبد الله ع أحدثت نبوة بعد محمد ص فقال له محمد لا و لكن بايع تأمن على نفسك و مالك و ولدك و لا تكلفن حربا فقال له أبو عبد الله ما في حرب و لا قتال و لقد تقدمت إلى أبيك و حذرته الذي حاق به و لكن لا ينفع حذر من قدر يا ابن أخي عليك بالشباب و دع عنك الشيوخ فقال له محمد ما أقرب ما بيني و بينك في السن فقال له أبو عبد الله ع إني لم أعازك و لم أجيء لأتقدم عليك في الذي أنت فيه فقال له محمد لا و الله لا بد من أن تبايع فقال له أبو عبد الله ع ما في يا ابن أخي طلب و لا هرب و إني لأريد الخروج إلى البادية فيصدني ذلك و يثقل علي حتى يكلمني في ذلك الأهل غير مرة و ما يمنعني منه إلا الضعف و الله و الرحم أن تدبر عنا و نشقى بك فقال له يا أبا عبد الله قد و الله مات أبو الدوانيق يعني أبا جعفر فقال له أبو عبد الله ع و ما تصنع بي و قد مات قال أريد الجمال بك قال ما إلى ما تريد سبيل لا و الله ما مات أبو الدوانيق إلا أن يكون مات موت النوم قال و الله لتبايعني طائعا أو مكرها و لا تحمد في بيعتك فأبى عليه إباء شديدا فأمر به إلى الحبس فقال له عيسى بن زيد أما إن طرحناه في السجن و قد خرب السجن و ليس عليه اليوم غلق خفنا أن يهرب منه فضحك أبو عبد الله ع ثم قال لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم أ و تراك تسجنني قال نعم و الذي أكرم محمدا ص بالنبوة لأسجننك و لأشددن عليك فقال عيسى بن زيد احبسوه في المخبأ و ذلك دار ريطة اليوم فقال له أبو عبد الله ع أما و الله إني سأقول ثم أصدق فقال له عيسى بن زيد لو تكلمت لكسرت فمك
فقال له أبو عبد الله ع أما و الله يا أكشف يا أزرق لكأني بك تطلب لنفسك جحرا تدخل فيه و ما أنت في المذكورين عند اللقاء و إني لأظنك إذا صفق خلفك طرت مثل الهيق النافر فنفر عليه محمد بانتهار احبسه و شدد عليه و اغلظ عليه فقال له أبو عبد الله ع أما و الله لكأني بك خارجا من سدة أشجع إلى بطن الوادي و قد حمل عليك فارس معلم في يده طرادة نصفها أبيض و نصفها أسود على فرس كميت أقرح فطعنك فلم يصنع فيك شيئا و ضربت خيشوم فرسه فطرحته و حمل عليك آخر خارج من زقاق آل أبي عمار الدئليين عليه غديرتان مضفورتان قد خرجتا من تحت بيضته كثير شعر الشاربين فهو و الله صاحبك فلا رحم الله رمته فقال له محمد يا أبا عبد الله ع حسبت فأخطأت و قام إليه السراقي بن سلح الحوت فدفع في ظهره حتى أدخل السجن و اصطفى ما كان له من مال و ما كان لقومه ممن لم يخرج مع محمد قال فطلع بإسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب و هو شيخ كبير ضعيف قد ذهبت إحدى عينيه و ذهبت رجلاه و هو يحمل حملا فدعاه إلى البيعة فقال له يا ابن أخي إني شيخ كبير ضعيف و أنا إلى برك و عونك أحوج فقال له لا بد من أن تبايع فقال له و أي شيء تنتفع ببيعتي و الله إني لأضيق عليك مكان اسم رجل إن كتبته قال لا بد لك أن تفعل فأغلظ عليه في القول فقال له إسماعيل ادع لي جعفر بن محمد فلعلنا نبايع جميعا قال فدعا جعفرا ع فقال له إسماعيل جعلت فداك إن رأيت أن تبين له فافعل لعل الله يكفه عنا قال قد أجمعت ألا أكلمه فلير في رأيه فقال إسماعيل لأبي عبد الله ع أنشدك الله هل تذكر يوما أتيت أباك محمد بن علي ع و علي حلتان صفراوان فأدام النظر إلي ثم بكى فقلت له ما يبكيك فقال لي يبكيني أنك تقتل عند كبر سنك ضياعا لا ينتطح في دمك عنزان قال فقلت متى ذاك قال إذا دعيت إلى الباطل فأبيته و إذا نظرت إلى أحول مشوم قومه ينتمي من آل الحسن على منبر رسول الله ص يدعو إلى نفسه قد تسمى بغير اسمه فأحدث عهدك و اكتب وصيتك فإنك مقتول من يومك أو من غد فقال له أبو عبد الله ع نعم و هذا و رب الكعبة لا يصوم من شهر رمضان إلا أقله فأستودعك الله يا أبا الحسن و أعظم الله أجرنا فيك و أحسن الخلافة على من خلفت و إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ قال ثم احتمل إسماعيل و رد جعفر إلى الحبس قال فو الله ما أمسينا حتى دخل عليه بنو أخيه بنو معاوية بن عبد الله بن جعفر فتوطئوه حتى قتلوه و بعث محمد بن عبد الله إلى جعفر ع فخلى سبيله قال و أقمنا بعد ذلك حتى استهللنا شهر رمضان فبلغنا خروج عيسى بن موسى يريد المدينة قال فتقدم محمد بن عبد الله على مقدمته يزيد بن معاوية بن عبد الله بن جعفر و كان على مقدمة عيسى بن موسى ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن و قاسم و محمد بن زيد و علي و إبراهيم بنو الحسن بن زيد فهزم يزيد بن معاوية و قدم عيسى بن موسى المدينة و صار القتال بالمدينة فنزل بذباب و دخلت علينا المسودة من خلفنا و خرج محمد في أصحابه حتى بلغ السوق فأوصلهم و مضى ثم تبعهم حتى انتهى إلى مسجد الخوامين فنظر إلى ما هناك فضاء ليس مسود و لا مبيض فاستقدم حتى انتهى إلى شعب فزارة ثم دخل هذيل ثم مضى إلى أشجع فخرج إليه الفارس الذي قال أبو عبد الله ع من خلفه من سكة هذيل فطعنه فلم يصنع فيه شيئا و حمل على الفارس و ضرب خيشوم فرسه بالسيف فطعنه الفارس فأنفذه في الدرع و انثنى عليه محمد فضربه فأثخنه و خرج إليه حميد بن قحطبة و هو مدبر على الفارس يضربه من زقاق العماريين فطعنه طعنة أنفذ السنان فيه فكسر الرمح و حمل على حميد فطعنه حميد بزج الرمح فصرعه ثم نزل فضربه حتى أثخنه و قتله و أخذ رأسه و دخل الجند من كل جانب و أخذت المدينة و أجلينا هربا في البلاد قال موسى بن عبد الله فانطلقت حتى لحقت بإبراهيم بن عبد الله فوجدت
عيسى بن زيد مكمنا عنده فأخبرته بسوء تدبيره و خرجنا معه حتى أصيب رحمة الله ثم مضيت مع ابن أخي الأشتر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن حسن حتى أصيب بالسند ثم رجعت شريدا طريدا تضيق علي البلاد فلما ضاقت علي الأرض و اشتد الخوف ذكرت ما قال أبو عبد الله ع فجئت إلى المهدي و قد حج و هو يخطب الناس في ظل الكعبة فما شعر إلا و إني قد قمت من تحت المنبر فقلت لي الأمان يا أمير المؤمنين و أدلك على نصيحة لك عندي فقال نعم ما هي قلت أدلك على موسى بن عبد الله بن حسن فقال نعم لك الأمان فقلت له أعطني ما أثق به فأخذت منه عهودا و مواثيق و وثقت لنفسي ثم قلت أنا موسى بن عبد الله فقال لي إذا تكرم و تحبى فقلت له أقطعني إلى بعض أهل بيتك يقوم بأمري عندك فقال انظر إلى من أردت فقلت عمك العباس بن محمد فقال العباس لا حاجة لي فيك فقلت و لكن لي فيك الحاجة أسألك بحق أمير المؤمنين إلا قبلتني فقبلني شاء أو أبى و قال لي المهدي من يعرفك و حوله أصحابنا أو أكثرهم فقلت هذا الحسن بن زيد يعرفني و هذا موسى بن جعفر يعرفني و هذا الحسن بن عبيد الله بن عباس يعرفني فقالوا نعم يا أمير المؤمنين كأنه لم يغب عنا ثم قلت للمهدي يا أمير المؤمنين لقد أخبرني بهذا المقام أبو هذا الرجل و أشرت إلى موسى بن جعفر ع قال موسى بن عبد الله و كذبت على جعفر كذبة فقلت له و أمرني أن أقرئك السلام و قال إنه إمام عدل و سخي قال فأمر لموسى بن جعفر ع بخمسة آلاف دينار فأمر لي موسى ع منها بألفي دينار و وصل عامة أصحابه و وصلني فأحسن صلتي فحيث ما ذكر ولد محمد بن علي بن الحسين فقولوا صلى الله عليهم و ملائكته و حملة عرشه و الكرام الكاتبون و خصوا أبا عبد الله ع بأطيب ذلك و جزى موسى بن جعفر عني خيرا فأنا و الله مولاهم بعد الله
بيان قوله قريبا حال عن الضمير المستتر في الظرف و التذكير لما ذكره الجوهري حيث قال و قوله تعالى إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ و لم يقل قريبة لأنه أراد بالرحمة الإحسان و لأن ما لا يكون تأنيثه حقيقيا جاز تذكيره. و قال الفراء إذا كان القريب في معنى المسافة يذكر و يؤنث و إذا كان في معنى النسب يؤنث بلا اختلاف بينهم انتهى. و أسد الإله حمزة ره و علي الخير على الإضافة هو أمير المؤمنين ع الذي هو منبع جميع الخيرات و الرؤاس بضم الراء و تشديد الهمزة جمع رأس صفة للجميع و الطرب الفرح و الحزن و الثاني أنسب فاندفعت أي شرعت في الكلام و الهجر بالضم الفحش من القول. و الاختزال الانفراد و البعد فقال أي الجعفري هذه أي دار خديجة تسمى دار السرقة لكثرة وقوع السرقة فيها. فقالت خديجة إنما اختارها محمد بن عبد الله فبقينا فيها بعده و يحتمل أن يكون العائد في قوله فقال راجعا إلى موسى و إنما سماها دار السرقة لأنها مما غصبها محمد بن عيد الله ممن خالفه و هو المراد بالاصطفاء و الأول أظهر و ضمير تمازحه للجعفري على الالتفات أو لموسى أو لمحمد أي تستهزئ به لأنه ادعى المهدوية و قتل و تبين كذبه. قوله ع و لقد ولى و ترك أي كيف يدخره لنفسه و قد استشهد و ترك لغيره. قوله ع و هو جدك لأن أمه كانت بنت الحسين ع. و قال المطرزي لا آلوك نصحا معناه لا أمنعكه و لا أنقصكه من آلى في الأمر يألو إذا قصر انتهى. و قوله فكيف من باب الاكتفاء ببعض الكلام أي كيف أقصر في نصحك مع ما يلزمني من مودتك لقرابتك و سنك و قوله و لا أراك كلام مستأنف و يحتمل أن يكون المعنى كيف يكون كلامي محمولا على غير النصح و الحال أني أعلم أنك لا تفعل إذ لو لم يكن لله تعالى و إطاعة أمره لكان ذكره مع عدم تجويز التأثير لغوا و الأول أظهر و قوله لتعلم للاستقبال و دخول اللام لتحقق الوقوع كأنه واقع و يمكن أن يكون للحال بأن يكون علم بإخبار آبائه أو بإخباره ع و مع ذلك كان يسعى في الأمر حرصا على الملك أو لاحتمال البداء و الأكشف من به كشف محركة أي انقلاب من قصاص الناصية كأنها دائرة و العرب تتشأم به و الأخضر الأسود كما في القاموس أو المراد به الأخضر العين و السدة بالضم الباب و قد يقرأ بالفتح لمناسبة المسيل. و الأشجع اسم قبيلة من غطفان و ضمير مسيلها للسدة أو للأشجع لأنه اسم القبيلة ليس هو أي محمد ذاك الذي ذكرت أو ليس الأمر كما ذكرت باليوم أي بكل يوم ظلم لبني أمية و بني العباس يوما أي يوم انتقام و البيت للأخطل يهجو جريرا صدره انعق بضأنك يا جرير فإنما أي إنه ضأنك عن مقابلة الذئب منتك أي جعلتك متمنيا بالأماني الباطلة ضلالا أي محالا و هو أن يغلب الضأن على الذئب و الطائف طائف الحجاز و قيل المراد هنا موضع قرب المدينة. و في القاموس الاحتفال المبالغة و حسن القيام بالأمور رجل حفيل مبالغ فيما أخذ فيه و ما للأمر أي الذي ذكرت من عدم استمرار دولته أو لقضاء الله تعالى و في القاموس السلاح كغراب النجو و في المغرب السلح
التغوط و في المثل أسلح من حبارى و قول عمر لزياد في الشهادة على المغيرة قم يا سلح الغراب معناه يا خبيث و في المصباح سلحة تسمية بالمصدر بين دورها أي قبيلة الأشجع و قيل السدة. و في القاموس البز الثياب و السلاح كالبزة بالكسر و البزة بالكسر الهيئة و يقتل صاحبه أي محمد فيخرج معه أي مع موسى و الأظهر مع بلا ضمير و الكبش بالفتح سيد القوم و قائدهم و المراد هنا إبراهيم لتعودن أي عن الامتناع باختيارك عند ظهور دولتنا أو ليفيء الله بك من الفيء بمعنى الرجوع و الباء للتعدية أي يسهل الله أن نذهب بك جبرا إلا امتناع غيرك أي تريد أن لا يبايعنا غيرك بسبب امتناعك عن البيعة و أن تكون وسيلتهم إلى الامتناع فذاك إشارة إلى الامتناع و في بعض النسخ بهذا الامتناع غيرك أي غرضك من الامتناع أن تخرج أنت و تطلب البيعة لنفسك و أن تكون وسيلتهم إلى الخروج و الجهاد و الأول أظهر. و الجهد بالفتح السعي بأقصى الطاقة عمك أي علي بن الحسين ع مجازا و هو خاله حقيقة لأن أم عبد الله هي فاطمة بنت الحسين ع و بني أبيك أي إخوتك و بنيهم و رأيت أي اخترت أن تدفع بالتي هي أحسن أي تدفع ما زعمته مني سيئة بالصفح و الإحسان مشيرا إلى قوله تعالى ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ. أو المعنى تدفع القتل عنك بالتي هي أحسن و هي ترك الخروج بناء على احتمال البداء و الأول أظهر على خلقه متعلق بالمتعال فديتك على المعلوم أي صرت فداءك و يحتمل أن يكون المراد هنا إنقاذه من الضلالة و من العذاب و ما يعدلك أي يساويك رسل أبي جعفر أي الدوانيقي. فصفدوا على بناء المجهول من باب ضرب و التفعيل من صفده إذا شده و أوثقه و الأعراء جمع عراء كسحاب أي ليس لها أغشية فوقهم و لا وطاء و فرش تحتهم عنهم أي شماتتهم أو شتمهم. أطلع عليهم من باب الإفعال أي رأسه و في الثاني من باب الافتعال أي خرج من الباب و أشرف عليهم أو كلاهما من الافتعال و الاطلاع أولا من الخوخة المفتوحة من المسجد إلى الطريق مقابل مقام جبرئيل قبل الوصول إلى الباب و ثانيا عند الخروج من الباب أو كلاهما من الباب و الأول بمعنى الإشراف و الثاني بمعنى الخروج أو الاطلاع أولا على الطريق و ثانيا على أهل المسجد و الخطاب معهم و الأظهر أن الاطلاع أولا كان من داره ع و ثانيا من باب المسجد ينادي أهله من الأنصار كما سيأتي في رواية أبي الفرج و طرح الرداء و جره على الأرض للغضب و تذكير مطروح باعتبار أن تأنيثه غير حقيقي أو باعتبار الرداء أو لأنها بمعنى أكثر. ما على هذا عاهدتم إشارة إلى ما بايعوه عليه في العقبة على أن يمنعوا رسول الله ص و ذريته مما يمنعون منه أنفسهم و ذراريهم أن كنت أن مخففة و ضمير الشأن محذوف حريصا يعني على دفع هذا الأمر عنهم بالوعظ و النصيحة و لكني غلبت على المجهول أي غلبني القضاء أو شقاوة المنصوح و قلة عقله و الأخرى في يده هذه حالة من غلب عليه غاية الحزن و الأسف حتى خفنا عليه أي الموت لما طلع على المجهول من طلع فلان إذا ظهر و الباء للتعدية ثم أهوى أي مال و الحرسي واحد حرس السلطان سيكفيك أي يدفع شرك فلم يبلغ على المعلوم أو المجهول و يقال رمحه الفرس أي ضربه برجله فمات فيها أي بسببها و الضمير للرمحة أو الناقة و مضي و أتي و أخبر كلها على بناء المجهول و استوسق الناس أي اجتمعوا و في بعض النسخ بالثاء المثلثة أي أخذ الوثيقة فيحتمل رفع الناس و نصبه. و عيسى هو ابن زيد بن علي بن الحسين كما صرح به في مقاتل الطالبيين و الشرط كصرد جمع شرطة بالضم و هو أول كتيبة تشهد الحرب و تتهيأ للموت و
طائفة من أعوان الولاة يسيرا أي رفيقا أو تغلظ أو بمعنى إلى أن أو إلا أن. أسلم من الإسلام و هو ترك الكفر أو الانقياد تسلم من السلامة و قوله ع أحدثت نبوة على الأول ظاهر و على الثاني مبني على أن تغيير الإمام عما وضع عليه الرسول ص لا يكون إلا ببعثة نبي آخر ينسخ دينه لا تكلفن على المجهول و لا قتال بالكسر أي مقاتلة و قوة عليها من عطف أحد المترادفين على الآخر أو بالفتح بمعنى القوة من قدر متعلق بحذر أو بينفع بتضمين معنى الإنجاء و المعازة المغالبة و منه قوله تعالى وَ عَزَّنِي فِي الْخِطابِ فيصدني ذلك أي لا يتيسر لي ذلك الخروج كأنه يمنعني أو ذلك إشارة إلى الضعف المفهوم من الكلام السابق و الله و الرحم بالجر أي أنشد بالله و بالرحم في أن لا تدبر أو بالنصب بتقدير أذكرهما في أن تدبر أي لا تقبل نصيحتنا و نتعب بما يصيبنا من قتلك و مفارقتك أو لا تكلفنا البيعة فتقتل أنت كما هو المقدر و نقع في تعب و مشقة بسبب مبايعتك و هذا أظهر و الجمال الزينة إلا أن يكون استثناء منقطع و موت النوم من قبيل لجين الماء. أما إن طرحناه بالتخفيف خفنا جواب الشرط دار ريطة في بعض النسخ بالباء الموحدة أي دار تربط فيها الخيل و في بعضها بالمثناة التحتانية و هي اسم بنت عبد الله بن محمد بن الحنفية أم يحيى بن زيد فإنها كانت تسكنها كذا خطر بالبال و الريطة أيضا اسم نوع من الثياب فيحتمل ذلك أيضا إني سأقول السين للتأكيد ثم أصدق على بناء المفعول من التفعيل أي يصدقني الناس عند وقوعه أو على بناء المجرد المعلوم فثم للإشعار بأن الصدق في ذلك عظيم دون القول عند اللقاء أي ملاقاة العدو إذا صفق على المجهول و هو الضرب الذي له صوت. و الهيق ذكر النعام و خص به لأنه أشد عدوا و أحذر و في القاموس نفره عليه قضى له عليه بالغلبة و الانتهار الزجر و المخاطب عيسى أو السراقي و أعلم الفارس جعل لنفسه علامة الشجعان في الحرب و هو معلم و الطراد بالكسر رمح صغير و الكميت بين السواد و الحمرة و القرحة البياض في جبهة الفرس دون الغرة. فطرحته الضمير للخيشوم أو الفارس و الدئل بالكسر حيان و الغديرة الذؤابة الضفر نسج الشعر صاحبك أي قاتلك و الرمة بالكسر العظام البالية أي لا رحمة الله أبدا و لو بعد صيرورته رميما حسبت من الحساب أي قلت ذلك بحساب النجوم أو من الحسبان بمعنى الظن فدفع أي ضرب بيده لعنه الله حتى أدخل على المعلوم أو المجهول و كذا اصطفى يحتملهما أي غصب و نهب أمواله و أموال أصحابه فطلع على المجهول أحوج أي مني إلى طلب البيعة لأضيق عليك أي في الدفتر أن تبين له أي عاقبة أمره و عدم جواز ما يفعله قد أجمعت أي عزمت. و في القاموس مات ضياعا كسحاب أي غير مفتقد لا ينتطح في دمك كناية عن عدم وقوع التخاصم في دمه و قيل عن قلة دمه لكبر سنه أي إذا ضربا بقرنهما الأرض فني دمك و الظاهر هو الأول قال في المغرب في الأمثال لا ينتطح فيها عنزان يضرب في أمر هين لا يكون له تغيير و لا نكير و في النهاية لا يلتقي فيها اثنان ضعيفان لأن النطاح من شأن التيوس و الكباش لا العنوز ينتمي أي يرتفع عن درجته و يدعي ما ليس له قد تسمى بغير اسمه كالمهدي و صاحب النفس الزكية فأحدث عهدك أي وصيتك أو إيمانك و ميثاقك أو من غد الترديد من الراوي أو منه ع للمصلحة لئلا ينسب إليه علم الغيب و هذا أي محمد. و بنو معاوية كانوا رجال سوء منهم عبد الله و الحسن و يزيد و علي و صالح كلهم أولاد معاوية بن عبد الله بن جعفر و خرج عبد الله في زمان يزيد بن الوليد فاجتمع إليه
نفر من أهل الكوفة ثم خرج و غلب على البصرة و همدان و قم و الري و قومس و أصبهان و فارس و أقام بأصبهان و استعمل إخوته على البلاد. و قال صاحب مقاتل الطالبيين كان سيئ السيرة رديء المذهب قتالا و كان الذين بايعوا محمدا من أولاد معاوية على ما ذكره صاحب المقاتل الحسن و يزيد و صالحا فتوطئوه أي داسوه بأرجلهم. و عيسى هو ابن أخي الدوانيقي و هو عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس. قوله ولد الحسن بن زيد الظاهر أنه كان هكذا ولد الحسن بن زيد بن الحسن قاسم و زيد و علي و إبراهيم بنو الحسن بن زيد و محمد بن زيد لا يستقيم لأنه لم يكن لزيد ولد سوى الحسن و كان للحسن سبعة أولاد ذكور القاسم و إسماعيل و علي و إسحاق و زيد و عبد الله و إبراهيم. قال صاحب عمدة الطالب إن زيد بن الحسن بن علي ع كان يتولى صدقات رسول الله ص و تخلف عن عمه الحسين و لم يخرج معه إلى العراق و بايع بعد قتل عمه عبد الله بن الزبير لأن أخته كان تحته فلما قتل عبد الله أخذ زيد بيد أخته و رجع إلى المدينة و عاش مائة سنة و قيل خمسا و تسعين و مات بين مكة و المدينة و ابنه الحسن بن زيد كان أمير المدينة من قبل الدوانيقي و عينا له على غير المدينة أيضا و كان مظاهرا لبني العباس على بني عمه الحسن المثنى و هو أول من لبس السواد من العلويين و أدرك زمن الرشيد ثم قال و أعقب الحسن من سبعة رجال القاسم و هو أكبر أولاده و كان زاهدا عابدا إلا أنه كان مظاهرا لبني العباس على بني عمه الحسن بن المثنى انتهى فظهر مما ذكرنا أنه لا يستقيم في العبارة إلا ما ذكرنا أو يكون هكذا ولد الحسن بن زيد بن الحسن قاسم و محمد و إبراهيم بنو الحسن بن زيد و محمد بن زيد فيكون هو محمد بن زيد بن علي بن الحسن ع و له أيضا شواهد. و الذباب بالضم جبل بالمدينة و المسودة بكسر الواو جند بني العباس لتسويدهم ثيابهم كالمبيضة لأصحاب محمد لتبييضهم ثيابهم. و قوله من خلفنا إشارة إلى ما ذكره ابن الأثير أن في أثناء القتال بعد انهزام كثير من أصحاب محمد فتح بنو أبي عمرو الغفاريون طريقا في بني غفار لأصحاب عيسى فدخلوا منه أيضا و جاءوا من وراء أصحاب محمد. قوله و مضى أي لجمع سائر العساكر أو لغيره من مصالح الحرب إلى مسجد الخوامين أي بياعتي الخام و هو الجلد لم يدبغ و الكرباس لم يغسل و الفجل و قوله فضاء بالجر بدل أو بالرفع خبر محذوف فاستقدم أي تقدم أو اجترأ. و الحاصل أنه تقدم حتى انتهى إلى شعب قبيلة فزارة ثم دخل شعب هذيل أو محلتهم ثم مضى إلى شعب أشجع أو محلتهم فأنفذه أي الرمح في الدرع و لم يصل إلى بدنه و انثنى أي انعطف فأثخنه أي أوهنه بالجراحة و هو أي محمد مدبر على الفارس بتضمين معنى الإقبال أو الحملة و الزج بالضم و التشديد الحديدة في أسفل الرمح و يقال أجلوا عن البلاد و أجليتهم أنا يتعدى و لا يتعدى. و في المقاتل أن محمد بن عبد الله خرج لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة خمس و أربعين و مائة و قتل يوم الإثنين لأربع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان. و إبراهيم هو أخو محمد كان يهرب في البلاد خمس سنين إلى أن قدم البصرة في السنة التي خرج فيها أخوه بالمدينة و بايعه من أهلها أربعة آلاف رجل فكتب إليه أخوه يأمره بالظهور فظهر أمره أول شهر رمضان سنة خمس و أربعين و مائة فغلب على البصرة و وجه جنودا إلى الأهواز و فارس و قوى أمره و اضطرب المنصور و كان قد أحصى ديوانه مائة ألف مقاتل و كان رأى أهل البصرة أن
لا يخرج عنهم و يبعث الجنود إلى البلاد فأخطأ و لم يسمع منهم و خرج نحو الكوفة فبعث إليه المنصور عيسى بن موسى في خمسة عشر ألفا و على مقدمته حميد بن قحطبة في ثلاثة آلاف فسار إبراهيم حتى نزل باخمرى و هي من الكوفة على ستة عشر فرسخا و وقع القتال فيه و انهزم عسكر عيسى حتى لم يبق معه إلا قليل فأتى جعفر و إبراهيم ابنا سليمان بن علي من وراء ظهور أصحاب إبراهيم و أحاطوا بهم من الجانبين و قتل إبراهيم و تفرق أصحابه و أتي برأسه إلى المنصور و كان قتله يوم الإثنين لخمس بقين من ذي القعدة و مكث مذ خرج إلى أن قتل ثلاثة أشهر إلا خمسة أيام. قوله مكمنا أي مختفيا عنده خوفا من المنصور أو من الناس لسوء صنيعه بسوء تدبيره الضمير لعيسى أو لمحمد و سوء تدبيرهما كان من جهات شتى لإضرارهم و إهانتهم بأشرف الذرية الطيبة ع و قتلهم إسماعيل و عدم خروجهم من المدينة و قد أمرهم به محمد بن خالد و حفرهم الخندق مع منع الناس عنه و غير ذلك أو في أصل الخروج مع نهي الصادق ع عنه و إخباره بقتلهم. قوله ثم مضيت قال صاحب المقاتل عبد الله الأشتر بن محمد بن عبد الله بن الحسن كان عبد الله بن محمد بن مسعدة الذي كان معلمه أخرجه بعد قتل أبيه إلى بلاد الهند فقتل بها و وجه برأسه إلى المنصور قال ابن مسعدة لما قتل محمد خرجنا بابنه الأشتر فأتينا الكوفة ثم انحدرنا إلى البصرة ثم خرجنا إلى السند ثم دخلنا المنصورية فلم نجد شيئا فدخلنا قندهار فأحللته قلعة لا يرومها رائم و لا يطور بها طائر و كان أفرس من رأيت من عباد الله ما إخال الرمح في يده إلا قلما قال فخرجت لبعض حاجتي و خلفي بعض تجار أهل العراق فقالوا له قد بايع لك أهل المنصورية فلم يزالوا به حتى صار إليها فبعث المنصور هشام بن عمر إلى السند فقتله و بعث برأسه إليه و المهدي محمد بن منصور صار خليفة بعد أبيه في ذي الحجة سنة ثمان و خمسين و مائتين و تحبى على بناء المجهول من الحباء و هو العطاء قوله أقطعني لعله من قولهم أقطعه قطيعة أي طائفة من أرض الخراج كناية عن حفظه له و إنفاقه عليه كأنه ملكه أو من أقطع فلانا إذا جاوز به نهرا مولاهم أي عبدهم أو معتقهم أو محبهم أو تابعهم
20- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن الفضل الكاتب قال كنت عند أبي عبد الله ع فأتاه كتاب أبي مسلم فقال ليس لكتابك جواب اخرج عنا فجعلنا يسار بعضنا بعضا فقال أي شيء تسارون يا فضل إن الله عز ذكره لا يعجل لعجلة العباد و لإزالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجله ثم قال إن فلان بن فلان حتى بلغ السابع من ولد فلان قلت فما العلامة فيما بيننا و بينك جعلت فداك قال لا تبرح الأرض يا فضل حتى يخرج السفياني فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا يقولها ثلاثا و هو من المحتوم
21- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن علي الزعفراني عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال لما خرج طالب الحق قيل لأبي عبد الله ع نرجو أن يكون هذا اليماني فقال لا اليماني يتوالى عليا و هذا يبرأ منه
22- كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن عبيد الله بن أحمد الدهقان عن علي بن الحسن الطاطري عن محمد بن زياد بياع السابري عن أبان عن صباح بن سيابة عن المعلى بن خنيس قال ذهبت بكتاب عبد السلام بن نعيم و سدير و كتب غير واحد إلى أبي عبد الله ع حين ظهرت المسودة قبل أن يظهر ولد العباس بأنا قد قدرنا أن يئول هذا الأمر إليك فما ترى قال فضرب بالكتب الأرض ثم قال أف أف ما أنا لهؤلاء بإمام أ ما يعلمون أنه إنما يقتل السفياني
-23 كا، ]الكافي[ أحمد بن محمد بن أحمد الكوفي عن علي بن الحسن التيمي عن علي بن أسباط عن علي بن جعفر قال حدثني معتب أو غيره قال بعث عبد الله بن الحسن إلى أبي عبد الله ع يقول لك أبو محمد أنا أشجع منك و أنا أسخى منك و أنا أعلم منك فقال لرسوله أما الشجاعة فو الله ما كان موقف يعرف به جبنك من شجاعتك و أما السخي فهو الذي يأخذ الشيء فيضعه في حقه و أما العلم فقد أعتق أبوك علي بن أبي طالب ع ألف مملوك فسم لنا خمسة منهم و أنت عالم فعاد إليه فأعلمه ثم عاد إليه فقال يقول إنك رجل صحفي فقال له أبو عبد الله ع قل إي و الله صحف إبراهيم و موسى و عيسى ورثتها عن آبائي ع
24- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن صفوان الجمال قال وقع بين أبي عبد الله ع و بين عبد الله بن الحسن كلام حتى وقعت الضوضاء بينهم و اجتمع الناس فافترقا عشيتهما بذلك و غدوت في حاجة فإذا أنا بأبي عبد الله ع على باب عبد الله بن الحسن و هو يقول يا جارية قولي لأبي محمد قال فخرج فقال يا أبا عبد الله ما بكر بك قال إني تلوت آية في كتاب الله عز و جل البارحة فأقلقتني فقال و ما هي قال قول الله عز و جل ذكره الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ فقال صدقت لكأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله قط فاعتنقا و بكيا
25- قل، ]إقبال الأعمال[ بإسناده عن شيخ الطائفة عن المفيد و الغضائري عن الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن ابن أبي عمير عن إسحاق بن عمار و أيضا بالإسناد عن الشيخ عن أحمد بن محمد بن سعيد بن موسى الأهوازي عن ابن عقدة عن محمد بن الحسن القطراني عن الحسين بن أيوب الخثعمي عن صالح بن أبي الأسود عن عطية بن نجيح بن المطهر الرازي و إسحاق بن عمار الصيرفي قالا إن أبا عبد الله جعفر بن محمد ع كتب إلى عبد الله بن الحسن حين حمل هو و أهل بيته يعزيه عما صار إليه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إلى الخلف الصالح و الذرية الطيبة من ولد أخيه و ابن عمه أما بعد فلئن كنت قد تفردت أنت و أهل بيتك ممن حمل معك بما أصابكم ما انفردت بالحزن و الغيظ و الكآبة و أليم وجع القلب دوني و لقد نالني من ذلك من الجزع و القلق و حر المصيبة مثل ما نالك و لكن رجعت إلى ما أمر الله جل و عز به المتقين من الصبر و حسن العزاء حين يقول لنبيه ص وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا و حين يقول فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ و حين يقول لنبيه ص حين مثل بحمزة وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ فصبر رسول الله ص و لم يعاقب و حين يقول وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى و حين يقول الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ و حين يقول إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ و حين يقول لقمان لابنه وَ اصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ و حين يقول عن موسى قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَ اصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ و حين يقول الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ و حين يقول ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ و حين يقول وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ و حين يقول وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ و حين يقول وَ الصَّابِرِينَ وَ الصَّابِراتِ و حين يقول وَ اصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ و أمثال ذلك من القرآن كثير و اعلم أي عم و ابن عم أن الله جل و عز لم يبال بضر الدنيا لوليه ساعة قط و لا شيء أحب إليه من الضر و الجهد و البلاء مع الصبر و إنه تبارك و تعالى لم يبال بنعيم الدنيا لعدوه ساعة قط و لو لا ذلك ما كان أعداؤه يقتلون أولياءه و يخوفونهم و يمنعونهم و أعداؤه آمنون مطمئنون عالون ظاهرون و لو لا ذلك لما قتل زكريا و يحيى بن زكريا ظلما و عدوانا في بغي من البغايا و لو لا ذلك ما قتل جدك علي بن أبي طالب ع لما قام بأمر الله جل و عز ظلما و عمك الحسين بن فاطمة ص اضطهادا و عدوانا و لو لا ذلك ما قال الله جل و عز في كتابه وَ لَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَ مَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ و لو لا ذلك لما قال في كتابه أَ يَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ و لو لا ذلك لما جاء في الحديث لو لا أن يحزن المؤمن لجعلت للكافر عصابة
من حديد فلا يصدع رأسه أبدا و لو لا ذلك لما جاء في الحديث أن الدنيا لا تساوي عند الله جل و عز جناح بعوضة و لو لا ذلك ما سقى كافرا منها شربة من ماء و لو لا ذلك لما جاء في الحديث لو أن مؤمنا على قلة جبل لابتعث الله له كافرا أو منافقا يؤذيه و لو لا ذلك لما جاء في الحديث أنه إذا أحب الله قوما أو أحب عبدا صب عليه البلاء صبا فلا يخرج من غم إلا وقع في غم و لو لا ذلك لما جاء في الحديث ما من جرعتين أحب إلى الله عز و جل أن يجرعهما عبده المؤمن في الدنيا من جرعة غيظ كظم عليها و جرعة حزن عند مصيبة صبر عليها بحسن عزاء و احتساب و لو لا ذلك لما كان أصحاب رسول الله ص يدعون على من ظلمهم بطول العمر و صحة البدن و كثرة المال و الولد و لو لا ذلك ما بلغنا أن رسول الله ص كان إذا خص رجلا بالترحم عليه و الاستغفار استشهد فعليكم يا عم و ابن عم و بني عمومتي و إخوتي بالصبر و الرضا و التسليم و التفويض إلى الله جل و عز و الرضا بالصبر على قضائه و التمسك بطاعته و النزول عند أمره أفرغ الله علينا و عليكم الصبر و ختم لنا و لكم بالأجر و السعادة و أنقذنا و إياكم من كل هلكة بحوله و قوته إنه سميع قريب و صلى الله على صفوته من خلقه محمد النبي و أهل بيته
أقول و هذا آخر التعزية بلفظها من أصل صحيح بخط محمد بن علي بن مهجناب البزاز تاريخه في صفر سنة ثمان و أربعين و أربعمائة و قد اشتملت هذه التعزية على وصف عبد الله بن الحسن بالعبد الصالح و الدعاء له و بني عمه بالسعادة و هذا يدل على أن الجماعة المحمولين كانوا عند مولانا الصادق ع معذورين و ممدوحين و مظلومين و بحبه عارفين. أقول و قد يوجد في الكتب أنهم كانوا للصادقين ع مفارقين و ذلك محتمل للتقية لئلا ينسب إظهارهم لإنكار المنكر إلى الأئمة الطاهرين. و مما يدل عليه
ما رويناه بإسنادنا إلى أبي العباس أحمد بن نصر بن سعد من كتاب الرجال مما خرج منه و عليه سماع الحسين بن علي بن الحسن و هو نسخة عتيقة بلفظه قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن سعيد الكندي قال هذا كتاب غالب بن عثمان الهمداني و قرأت فيه أخبرني خلاد بن عمير الكندي مولى آل حجر بن عدي قال دخلت على أبي عبد الله ع قال هل لكم علم بآل الحسن الذين خرج بهم مما قبلنا و كان قد اتصل بنا عنهم خبر فلم نحب أن نبدأه به فقلنا نرجو أن يعافيهم الله فقال و أين هم من العافية ثم بكى ع حتى علا صوته و بكينا ثم قال حدثني أبي عن فاطمة بنت الحسين قالت سمعت أبي صلوات الله عليه يقول يقتل منك أو يصاب منك نفر بشط الفرات ما سبقهم الأولون و لا يدركهم الآخرون و إنه لم يبق من ولدهم غيرهم
أقول و هذه شهادة صريحة من طرق صحيحة بمدح المأخوذين من بني الحسن عليه و عليهم السلام و أنهم مضوا إلى الله جل جلاله بشرف المقام و الظفر بالسعادة و الإكرام.
و من ذلك ما رواه أبو الفرج الأصفهاني عن يحيى بن عبد الله الذي سلم من الذين تخلفوا في الحبس من بني الحسن فقال حدثنا عبد الله بن فاطمة الصغرى عن أبيها عن جدتها فاطمة بنت رسول الله ص قالت قال لي رسول الله ص يدفن من ولدي سبعة بشط الفرات لم يسبقهم الأولون و لم يدركهم الآخرون فقلت نحن ثمانية فقال هكذا سمعت فلما فتحوا الباب وجدوهم موتى و أصابوني و بي رمق و سقوني ماء و أخرجوني فعشت
و من الأخبار الشاهدة بمعرفتهم بالحق ما رواه أحمد بن إبراهيم الحسيني في كتاب المصابيح بإسناده أن جماعة سألوا عبد الله بن الحسن و هو في المحمل الذي حمل فيه إلى سجن الكوفة فقلنا يا ابن رسول الله محمد ابنك المهدي فقال يخرج محمد من هاهنا و أشار إلى المدينة فيكون كلحس الثور أنفه حتى يقتل و لكن إذا سمعتم بالمأثور و قد خرج بخراسان فهو صاحبكم.
أقول لعلها بالموتور و هذا صريح أنه عارف بما ذكرناه.
و مما يزيدك بيانا ما رويناه بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي عن جماعة عن هارون بن موسى التلعكبري عن ابن همام عن جميل عن القاسم بن إسماعيل عن أحمد بن رياح عن أبي الفرج أبان بن محمد المعروف بالسندي نقلناه من أصله قال كان أبو عبد الله ع في الحج في السنة التي قدم فيها أبو عبد الله ع تحت الميزاب و هو يدعو و عن يمينه عبد الله بن الحسن و عن يساره حسن بن حسن و خلفه جعفر بن الحسن قال فجاءه عباد بن كثير البصري فقال له يا أبا عبد الله قال فسكت عنه حتى قالها ثلاثا قال ثم قال له يا جعفر قال فقال له قل ما تشاء يا أبا كثير قال إني وجدت في كتاب لي علم هذه البنية رجل ينقضها حجرا حجرا قال فقال كذب كتابك يا أبا كثير و لكن كأني و الله بأصفر القدمين حمش الساقين ضخم البطن رقيق العنق ضخم الرأس على هذا الركن و أشار بيده إلى الركن اليماني يمنع الناس من الطواف حتى يتذعروا منه ثم يبعث الله له رجلا مني و أشار بيده إلى صدره فيقتله قتل عاد و ثمود و فرعون ذي الأوتاد قال فقال له عند ذلك عبد الله بن الحسن صدق و الله أبو عبد الله ع حتى صدقوه كلهم جميعا
أقول فهل تراهم إلا عارفين بالمهدي و بالحق اليقين. و مما يزيدك بيانا أن بني الحسن ع ما كانوا يعتقدون فيمن خرج منهم أنه المهدي و إن تسموا بذلك إن أولهم خروجا و أولهم تسميا بالمهدي محمد بن عبد الله بن الحسن و قد ذكر يحيى بن الحسين الحسني في كتاب الأمالي بإسناده عن طاهر بن عبيد عن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن أنه سئل عن أخيه محمد أ هو المهدي الذي يذكر فقال إن المهدي عدة من الله تعالى لنبيه صلوات الله عليه وعده أن يجعل من أهله مهديا لم يسم بعينه و لم يوقت زمانه و قد قام أخي لله بفريضة عليه في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فإن أراد الله تعالى أن يجعله المهدي الذي يذكر فهو فضل الله يمن به على من يشاء من عباده و إلا فلم يترك أخي فريضة الله عليه لانتظار ميعاد لم يؤمر بانتظاره.
و روي في حديث قبله بكراريس من الأمالي عن أبي خالد الواسطي أن محمد بن عبد الله بن الحسن قال يا أبا خالد إني خارج و أنا و الله مقتول ثم ذكر عذره في خروجه مع علمه أنه مقتول و كل ذلك يكشف عن تمسكهم بالله و الرسول ص.
و روي في حديث علم محمد بن عبد الله بن الحسن أنه يقتل أحمد بن إبراهيم في كتاب المصابيح في الفصل المتقدم. هذا آخر ما أخرجناه من كتاب الإقبال
26- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن عبد الله بن عثمان أبي إسماعيل السراج عن عبد الله بن وضاح و علي بن أبي حمزة عن إسماعيل بن الأرقط و أمه أم سلمة أخت أبي عبد الله ع قال مرضت في شهر رمضان مرضا شديدا حتى ثقلت و اجتمعت بنو هاشم ليلا للجنازة و هم يرون أني ميت فجزعت أمي علي فقال لها أبو عبد الله ع خالي اصعدي إلى فوق البيت فابرزي إلى السماء و صلي ركعتين فإذا سلمت قولي اللهم إنك وهبته لي و لم يك شيئا اللهم و إني أستوهبكه مبتدئا فأعرنيه قال ففعلت فأفقت و قعدت و دعوا بسحور لهم هريسة فتسحروا بها و تسحرت معهم
أقول روى أبو الفرج الأصفهاني بأسانيده المتكثرة إلى الحسين بن زيد قال إني لواقف بين القبر و المنبر إذا رأيت بني حسن يخرج بهم من دار مروان مع أبي الأزهر يراد بهم الربذة فأرسل إلي جعفر بن محمد فقال ما وراك قلت رأيت بني الحسن يخرج بهم في محامل فقال اجلس فجلست قال فدعا غلاما له ثم دعا ربه كثيرا ثم قال لغلامه اذهب فإذا حملوا فأت فأخبرني قال فأتاه الرسول فقال قد أقبل بهم فقال جعفر ع فوقف وراء ستر شعر أبيض من ورائه فطلع بعبد الله بن الحسن و إبراهيم بن الحسن و جميع أهلهم كل واحد منهم معاد له مسود فلما نظر إليهم جعفر بن محمد ع هملت عيناه حتى جرت دموعه على لحيته ثم أقبل علي فقال يا أبا عبد الله و الله لا تحفظ لله حرمة بعد هذا و الله ما وفت الأنصار و لا أبناء الأنصار لرسول الله ص بما أعطوه من البيعة على العقبة ثم قال جعفر ع حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب ع أن النبي ص قال له خذ عليهم البيعة بالعقبة فقال كيف آخذ عليهم قال خذ عليهم يبايعون الله و رسوله قال ابن الجعد في حديثه على أن يطاع الله فلا يعصى و قال الآخرون على أن يمنعوا رسول الله و ذريته مما يمنعون منه أنفسهم و ذراريهم قال فو الله ما وفوا له حتى خرج من بين أظهرهم ثم لا أحد يمنع يد لامس اللهم فاشدد وطأتك على الأنصار
و بإسناده إلى علي بن إسماعيل أن عيسى بن موسى لما قدم قال جعفر بن محمد ع أ هو هو قيل من تعني يا أبا عبد الله قال المتلعب بدمائنا و الله لا يحلأ منها بشيء
و بإسناده إلى سعيد الرومي مولى جعفر بن محمد قال أرسلني جعفر بن محمد ع أنظر ما يصنعون فجئته فأخبرته أن محمدا قتل و أن عيسى قبض على عين أبي زياد فنكس طويلا ثم قال ما يدعو عيسى إلى أن يسيء بنا و يقطع أرحامنا فو الله لا يذوق هو و لا ولده منها شيئا
و روى بإسناده عن مخول بن إبراهيم قال شهد الحسين بن زيد حرب محمد و إبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بن الحسن ثم توارى و كان مقيما في منزل جعفر بن محمد ع و كان جعفر رباه و نشأ في حجره منذ قتل أبوه و أخذ عنه علما كثيرا
و بإسناده عن عباد بن يعقوب قال كان الحسن بن زيد يلقب ذا الدمعة لكثرة بكائه
27- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين البزاز قال حدثنا أبو منصور المطرز قال سمعت الحاكم أبا أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الأنماطي النيسابوري يقول بإسناد متصل ذكره محمد أنه لما بنى المنصور الأبنية ببغداد جعل يطلب العلوية طلبا شديدا و يجعل من ظفر به منهم في الأسطوانات المجوفة المبنية من الجص و الآجر فظفر ذات يوم بغلام منهم حسن الوجه عليه شعر أسود من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب ع فسلمه إلى البناء الذي كان يبني له و أمره أن يجعله في جوف أسطوانة و يبني عليه و وكل به من ثقاته من يراعي ذلك حتى يجعله في جوف أسطوانة بمشهده فجعله البناء في جوف أسطوانة فدخلته رقة عليه و رحمة له فترك في الأسطوانة فرجة يدخل منها الروح و قال للغلام لا بأس عليك فاصبر فإني سأخرجك من جوف هذه الأسطوانة إذا جن الليل و لما جن الليل جاء البناء في ظلمته و أخرج ذلك العلوي من جوف تلك الأسطوانة و قال له اتق الله في دمي و دم الفعلة الذين معي و غيب شخصك فإني إنما أخرجتك في ظلمة هذه الليلة من جوف هذه الأسطوانة لأني خفت إن تركتك في جوفها أن يكون جدك رسول الله ص يوم القيامة خصمي بين يدي الله عز و جل ثم أخذ شعره بآلات الجصاصين كما أمكن و قال له غيب شخصك و انج بنفسك و لا ترجع إلى أمك قال الغلام فإن كان هذا هكذا فعرف أمي أني قد نجوت و هربت لتطيب نفسها و يقل جزعها و بكاؤها إن لم يكن لعودي إليها وجه فهرب الغلام و لا يدري أين قصد من أرض الله و لا إلى أي بلد وقع قال ذلك البناء و قد كان الغلام عرفني مكان أمه و أعطاني العلامة شعره فانتهيت إليها في الموضع الذي كان دلني عليه فسمعت دويا كدوي النحل من البكاء فعلمت أنها أمه فدنوت منها و عرفتها خبر ابنها و أعطيتها شعره و انصرفت
28- قل، ]إقبال الأعمال[ إنا روينا دعاء النصف من رجب عن خلق كثير قد تضمن ذكر أسمائهم كتاب الإجازات و سوف أذكر كل رواياته فمن الروايات في ذلك أن المنصور لما حبس عبد الله بن الحسن و جماعة من آل أبي طالب و قتل ولديه محمدا و إبراهيم أخذ داود بن الحسن بن الحسن و هو ابن داية أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع لأن أم داود أرضعت الصادق ع منها بلبن ولدها داود و حمله مكبلا بالحديد قالت أم داود فغاب عني حينا بالعراق و لم أسمع له خبرا و لم أزل أدعو و أتضرع إلى الله جل اسمه و أسأل إخواني من أهل الديانة و الجد و الاجتهاد أن يدعوا الله تعالى و أنا في ذلك كله لا أرى في دعائي الإجابة فدخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد صلوات عليهما يوما أعوده في علة وجدها فسألته عن حاله و دعوت له فقال لي يا أم داود و ما فعل داود و كنت قد أرضعته بلبنه فقلت يا سيدي و أين داود و قد فارقني منذ مدة طويلة و هو محبوس بالعراق فقال و أين أنت عن دعاء الاستفتاح و هو الدعاء الذي تفتح له أبواب السماء و يلقى صاحبه الإجابة من ساعته و ليس لصاحبه عند الله تعالى جزاء إلا الجنة فقلت له كيف ذلك يا ابن الصادقين فقال لي يا أم داود قد دنا الشهر الحرام العظيم شهر رجب و هو شهر مسموع فيه الدعاء شهر الله الأصم و صومي الثلاثة الأيام البيض و هي يوم الثالث عشر و الرابع عشر و الخامس عشر و اغتسلي في يوم الخامس عشر وقت الزوال
ثم علمها ع دعاء و عملا مخصوصا سيأتي شرحهما في موضعه
ثم قال السيد رضي الله عنه فقالت أم جدنا داود رضوان الله عليه فكتبت هذا الدعاء و انصرفت و دخل شهر رجب و فعلت مثل ما أمرني به يعني الصادق ع ثم رقدت تلك الليلة فلما كان في آخر الليل رأيت محمدا ص و كل من صليت عليهم من الملائكة و النبيين و محمد صلى الله عليه و عليهم يقول يا أم داود أبشري و كل من ترين من إخوانك و في رواية أعوانك و إخوانك و كلهم يشفعون لك و يبشرونك بنجح حاجتك و أبشري فإن الله تعالى يحفظك و يحفظ ولدك و يرده عليك قالت فانتبهت فما لبثت إلا قدر مسافة الطريق من العراق إلى المدينة للراكب المجد المسرع المعجل حتى قدم على داود فسألته عن حاله فقال إني كنت محبوسا في أضيق حبس و أثقل حديد و في رواية و أثقل قيد إلى يوم النصف من رجب فلما كان الليل رأيت في منامي كأن الأرض قد قبضت لي فرأيتك على حصير صلاتك و حولك رجال رءوسهم في السماء و أرجلهم في الأرض يسبحون الله تعالى حولك فقال لي قائل منهم حسن الوجه نظيف الثوب طيب الرائحة خلته جدي رسول الله ص أبشر يا ابن العجوزة الصالحة فقد استجاب الله لأمك فيك دعاءها فانتبهت و رسل المنصور على الباب فأدخلت عليه في جوف الليل فأمر بفك الحديد عني و الإحسان إلي و أمر لي بعشرة آلاف درهم و حملت على نجيب و سوقت بأشد السير و أسرعه حتى دخلت المدينة قالت أم داود فمضيت به إلى أبي عبد الله فقال ع إن المنصور رأى أمير المؤمنين عليا ع في المنام يقول له أطلق ولدي و إلا ألقيك في النار و رأى كان تحت قدميه النار فاستيقظ و قد سقط في يديه فأطلقك يا داود
بيان سقط في يديه على بناء المجهول أي ندم و منه قوله تعالى وَ لَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ
29- كتاب الاستدراك، بإسناده إلى الأعمش أن المنصور حيث طلبه فتطهر و تكفن و تحنط قال له حدثني بحديث سمعته أنا و أنت من جعفر بن محمد في بني حمان قال قلت له أي الأحاديث قال حديث أركان جهنم قال قلت أ و تعفيني قال ليس إلى ذلك سبيل قال قلت حدثنا جعفر بن محمد عن آبائه ع أن رسول الله ص قال لجهنم سبعة أبواب و هي الأركان لسبعة فراعنة ثم ذكر الأعمش نمرود بن كنعان فرعون الخليل و مصعب بن الوليد فرعون موسى و أبا جهل بن هشام و الأول و الثاني و السادس يزيد قاتل ولدي ثم سكت فقال لي الفرعون السابع قلت رجل من ولد العباس يلي الخلافة يلقب بالدوانيقي اسمه المنصور قال فقال لي صدقت هكذا حدثنا جعفر بن محمد ع قال فرفع رأسه و إذا على رأسه غلام أمرد ما رأيت أحسن وجها منه فقال إن كنت أحد أبواب جهنم فلم أستبق هذا و كان الغلام علويا حسينيا فقال له الغلام سألتك يا أمير المؤمنين بحق آبائي إلا عفوت عني فأبى ذلك و أمر المرزبان به فلما مد يده حرك شفتيه بكلام لم أعلمه فإذا هو كأنه طير قد طار منه قال الأعمش فمر علي بعد أيام فقلت أقسمت عليك بحق أمير المؤمنين لما علمتني الكلام فقال ذاك دعاء المحنة لنا أهل البيت و هو الذي دعا به أمير المؤمنين ع لما نام على فراش رسول الله ص ثم ذكر الدعاء قال الأعمش و أمر المنصور في رجل بأمر غليظ فجلس في بيت لينفذ فيه أمره ثم فتح عنه فلم يوجد فقال المنصور أ سمعتموه يقول شيئا فقال الموكل سمعته يقول يا من لا إله غيره فأدعوه و لا رب سواه فأرجوه نجني الساعة فقال و الله لقد استغاث بكريم فنجاه
أقول مضت الأخبار المناسبة للباب في باب أسماء الملوك عند الأئمة ع