1- ختص، ]الإختصاص[ ابن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن محمد بن إسماعيل العلوي قال حدثني محمد بن الزبرقان الدامغاني قال قال أبو الحسن موسى بن جعفر ع لما أمر هارون الرشيد بحملي دخلت عليه فسلمت فلم يرد السلام و رأيته مغضبا فرمى إلي بطومار فقال اقرأه فإذا فيه كلام قد علم الله عز و جل براءتي منه و فيه أن موسى بن جعفر يجبى إليه خراج الآفاق من غلاة الشيعة ممن يقول بإمامته يدينون الله بذلك و يزعمون أنه فرض عليهم إلى أن يرث الله الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَيْها و يزعمون أنه من لم يذهب إليه بالعشر و لم يصل بإمامتهم و لم يحج بإذنهم و يجاهد بأمرهم و يحمل الغنيمة إليهم و يفضل الأئمة على جميع الخلق و يفرض طاعتهم مثل طاعة الله و طاعة رسوله فهو كافر حلال ماله و دمه و فيه كلام شناعة مثل المتعة بلا شهود و استحلال الفروج بأمره و لو بدرهم و البراءة من السلف و يلعنون عليهم في صلاتهم و يزعمون أن من لم يتبرأ منهم فقد بانت امرأته منه و من أخر الوقت فلا صلاة له لقول الله تبارك و تعالى أَضاعُوا الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا يزعمون أنه واد في جهنم و الكتاب طويل و أنا قائم أقرأ و هو ساكت فرفع رأسه و قال اكتفيت بما قرأت فكلم بحجتك بما قرأته قلت يا أمير المؤمنين و الذي بعث محمدا ص بالنبوة ما حمل إلي أحد درهما و لا دينارا من طريق الخراج لكنا معاشر آل أبي طالب نقبل الهدية التي أحلها الله عز و جل لنبيه ص في قوله لو أهدي لي كراع لقبلت و لو دعيت إلى ذراع لأجبت و قد علم أمير المؤمنين ضيق ما نحن فيه و كثرة عدونا و ما منعنا السلف من الخمس الذي نطق لنا به الكتاب فضاق بنا الأمر و حرمت علينا الصدقة و عوضنا الله عز و جل عنها الخمس و اضطررنا إلى قبول الهدية و كل ذلك مما علمه أمير المؤمنين فلما تم كلامي سكت ثم قلت إن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لابن عمه في حديث عن آبائه عن النبي ص فكأنه اغتمها فقال مأذون لك هاته فقلت حدثني أبي عن جدي يرفعه إلى النبي ص أن الرحم إذا مست رحما تحركت و اضطربت فإن رأيت أن تناولني يدك فأشار بيده إلي ثم قال ادن فدنوت فصافحني و جذبني إلى نفسه مليا ثم فارقني و قد دمعت عيناه فقال لي اجلس يا موسى فليس عليك بأس صدقت و صدق جدك و صدق النبي ص لقد تحرك دمي و اضطربت عروقي و اعلم أنك لحمي و دمي و أن الذي حدثتني به صحيح و إني أريد أن أسألك عن مسألة فإن أجبتني أعلم أنك صدقتني خليت عنك و وصلتك و لم أصدق ما قيل فيك فقلت ما كان علمه عندي أجبتك فيه فقال لم لا تنهون شيعتكم عن قولهم لكم يا ابن رسول الله و أنتم ولد علي و فاطمة إنما هي وعاء و الولد ينسب إلى الأب لا إلى الأم فقلت إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من هذه المسألة فعل فقال لست أفعل أو أجبت فقلت فأنا في أمانك أن لا يصيبني من آفة السلطان شيء فقال لك الأمان قلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَ نُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسى وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَ زَكَرِيَّا وَ يَحْيى وَ عِيسى
فمن أبو عيسى فقال ليس له أب إنما خلق من كلام الله عز و جل و روح القدس فقلت إنما ألحق عيسى بذراري الأنبياء من قبل مريم و ألحقنا بذراري الأنبياء من قبل فاطمة لا من قبل علي ع فقال أحسنت أحسنت يا موسى زدني من مثله فقلت اجتمعت الأمة برها و فاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبي ص إلى المباهلة لم يكن في الكساء إلا النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع فقال الله تبارك و تعالى فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ فكان تأويل أبناءنا الحسن و الحسين و نساءنا فاطمة و أنفسنا علي بن أبي طالب فقال أحسنت ثم قال أخبرني عن قولكم ليس للعم مع ولد الصلب ميراث فقلت أسألك يا أمير المؤمنين بحق الله و بحق رسوله ص أن تعفيني من تأويل هذه الآية و كشفها و هي عند العلماء مستورة فقال إنك قد ضمنت لي أن تجيب فيما أسألك و لست أعفيك فقلت فجدد لي الأمان فقال قد أمنتك فقلت إن النبي ص لم يورث من قدر على الهجرة فلم يهاجر و إن عمي العباس قدر على الهجرة فلم يهاجر و إنما كان في عدد الأسارى عند النبي ص و جحد أن يكون له الفداء فأنزل الله تبارك و تعالى على النبي ص يخبره بدفين له من ذهب فبعث عليا ع فأخرجه من عند أم الفضل و أخبر العباس بما أخبره جبرئيل عن الله تبارك و تعالى فأذن لعلي و أعطاه علامة الذي دفن فيه فقال العباس عند ذلك يا ابن أخي ما فاتني منك أكثر و أشهد أنك رسول رب العالمين فلما أحضر علي الذهب فقال العباس أفقرتني يا ابن أخي فأنزل الله تبارك و تعالى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ و قوله وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا ثم قال وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ فرأيته قد اغتم ثم قال أخبرني من أين قلتم إن الإنسان يدخله الفساد من قبل النساء لحال الخمس الذي لم يدفع إلى أهله فقلت أخبرك يا أمير المؤمنين بشرط أن لا تكشف هذا الباب لأحد ما دمت حيا و عن قريب يفرق الله بيننا و بين من ظلمنا و هذه مسألة لم يسألها أحدا من السلاطين غير أمير المؤمنين قال و لا تيم و لا عدي و لا بنو أمية و لا أحد من آبائنا قلت ما سئلت و لا سئل أبو عبد الله جعفر بن محمد عنها قال فإن بلغني عنك أو عن أحد من أهل بيتك كشف ما أخبرتني به رجعت عما أمنتك فقلت لك علي ذلك فقال أحببت أن تكتب لي كلاما موجزا له أصول و فروع يفهم تفسيره و يكون ذلك سماعك من أبي عبد الله ع فقلت نعم و على عيني يا أمير المؤمنين قال فإذا فرغت فارفع حوائجك و قام و وكل بي من يحفظني و بعث إلي في كل يوم بمائدة سرية فكتبت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أمور الدنيا أمران أمر لا اختلاف فيه و هو إجماع الأمة على الضرورة التي يضطرون إليها و الأخبار المجتمع عليها المعروض عليها شبهة و المستنبط منها كل حادثة و أمر يحتمل الشك و الإنكار و سبيل استنصاح أهله الحجة عليه فما ثبت لمنتحليه من كتاب مستجمع على تأويله أو سنة عن النبي ص لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله ضاق على من استوضح تلك الحجة ردها و وجب عليه قبولها و الإقرار و الديانة بها و ما لم يثبت لمنتحليه به حجة من كتاب مستجمع على تأويله أو سنة عن النبي ص لا اختلاف
فيها أو قياس تعرف العقول عدله وسع خاص الأمة و عامها الشك فيه و الإنكار له كذلك هذان الأمران من أمر التوحيد فما دونه إلى أرش الخدش فما دونه فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين فما ثبت لك برهانه اصطفيته و ما غمض عنك ضوؤه نفيته و لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ و حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ فأخبرت الموكل بي أني قد فرغت من حاجته فأخبره فخرج و عرضت عليه فقال أحسنت هو كلام موجز جامع فارفع حوائجك يا موسى فقلت يا أمير المؤمنين أول حاجتي إليك أن تأذن لي في الانصراف إلى أهلي فإني تركتهم باكين آيسين من أن يروني أبدا فقال مأذون لك ازدد فقلت يبقي الله أمير المؤمنين لنا معاشر بني عمه فقال ازدد فقلت علي عيال كثير و أعيننا بعد الله ممدودة إلى فضل أمير المؤمنين و عادته فأمر لي بمائة ألف درهم و كسوة و حملني و ردني إلى أهلي مكرما
بيان قد أثبتنا شرح أجزاء الخبر في المحال المناسبة لها و قد مر بتغيير في كتاب الاحتجاج و رواه في كتاب الاستدراك أيضا عن هارون بن موسى التلعكبري بإسناده إلى علي بن أبي حمزة عنه ع باختصار و أدنى تغيير و أما عدم ذكر الجواب عن الفساد من قبل النساء للعهد الذي جرى بينه ع و بين الرشيد و سيأتي ما يظهر منه الجواب في كتاب الخمس إن شاء الله تعالى في الاستدراك أنه أجاب ع أنه من جهة الخمس
2- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ أبو أحمد هانئ بن محمد بن محمود العبدي رضي الله عنه عن أبيه بإسناده رفعه إلى موسى بن جعفر ع قال لما أدخلت على الرشيد سلمت عليه فرد علي السلام ثم قال يا موسى بن جعفر خليفتين يجبى إليهما الخراج فقلت يا أمير المؤمنين أعيذك بالله أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَ إِثْمِكَ و تقبل الباطل من أعدائنا علينا فقد علمت أنه قد كذب علينا منذ قبض رسول الله ص بما علم ذلك عندك فإن رأيت بقرابتك من رسول الله ص أن تأذن لي أحدثك بحديث أخبرني به أبي عن آبائه عن جدي رسول الله ص فقال قد أذنت لك فقلت أخبرني أبي عن آبائه عن جدي رسول الله ص قال إن الرحم إذا مست الرحم تحركت و اضطربت فناولني يدك جعلني الله فداك فقال ادن فدنوت منه فأخذ بيدي ثم جذبني إلى نفسه و عانقني طويلا ثم تركني و قال اجلس يا موسى فليس عليك بأس فنظرت إليه فإذا أنه قد دمعت عيناه فرجعت إلى نفسي فقال صدقت و صدق جدك ص لقد تحرك دمي و اضطربت عروقي حتى غلبت علي الرقة و فاضت عيناي و أنا أريد أن أسألك عن أشياء تتلجلج في صدري منذ حين لم أسأل عنها أحدا فإن أنت أجبتني عنها خليت عنك و لم أقبل قول أحد فيك و قد بلغني أنك لم تكذب قط فأصدقني عما أسألك مما في قلبي فقلت ما كان علمه عندي فإني مخبرك به إن أنت آمنتني قال لك الأمان إن صدقتني و تركت التقية التي تعرفون بها معشر بني فاطمة فقلت ليسأل أمير المؤمنين عما شاء قال أخبرني لم فضلتم علينا و نحن و أنتم من شجرة واحدة و بنو عبد المطلب و نحن و أنتم واحد إنا بنو العباس و أنتم ولد أبي طالب و هما عما رسول الله ص و قرابتهما منه سواء فقلت نحن أقرب قال و كيف ذلك قلت لأن عبد الله و أبا طالب لأب و أم و أبوكم العباس ليس هو من أم عبد الله و لا من أم أبي طالب قال فلم ادعيتم أنكم ورثتم النبي ص و العم يحجب ابن العم و قبض رسول الله ص و قد توفي أبو طالب قبله و العباس عمه حي فقلت له إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من هذه المسألة و يسألني عن كل باب سواه يريده فقال لا أو تجيب فقلت فآمني قال قد آمنتك قبل الكلام فقلت إن في قول علي بن أبي طالب ع إذ ليس مع ولد الصلب ذكرا كان أو أنثى لأحد سهم إلا للأبوين و الزوج و الزوجة و لم يثبت للعم مع ولد الصلب
ميراث و لم ينطق به الكتاب إلا أن تيما و عديا و بني أمية قالوا العم والد رأيا منهم بلا حقيقة و لا أثر عن النبي ص و من قال بقول علي ع من العلماء قضاياهم خلاف قضايا هؤلاء هذا نوح بن دراج يقول في هذه المسألة بقول علي ع و قد حكم به و قد ولاه أمير المؤمنين المصرين الكوفة و البصرة و قد قضى به فأنهي إلى أمير المؤمنين فأمر بإحضاره و إحضار من يقول بخلاف قوله منهم سفيان الثوري و إبراهيم المدني و الفضيل بن عياض فشهدوا أنه قول علي ع في هذه المسألة فقال لهم فيما أبلغني بعض العلماء من أهل الحجاز فلم لا تفتون به و قد قضى به نوح بن دراج فقالوا جسر نوح و جبنا و قد أمضى أمير المؤمنين قضيته بقول قدماء العامة عن النبي ص أنه قال علي أقضاكم و كذلك قال عمر بن الخطاب علي أقضانا و هو اسم جامع لأن جميع ما مدح به النبي ص أصحابه من القراءة و الفرائض و العلم داخل في القضاء قال زدني يا موسى قلت المجالس بالأمانات و خاصة مجلسك فقال لا بأس عليك فقلت إن النبي ص لم يورث من لم يهاجر و لا أثبت له ولاية حتى يهاجر فقال ما حجتك فيه قلت قول الله تبارك و تعالى وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا و إن عمي العباس لم يهاجر فقال لي أسألك يا موسى هل أفتيت بذلك أحدا من أعدائنا أم أخبرت أحدا من الفقهاء في هذه المسألة بشيء فقلت اللهم لا و ما سألني عنها إلا أمير المؤمنين ثم قال لم جوزتم للعامة و الخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله ص و يقولون لكم يا بني رسول الله و أنتم بنو علي و إنما ينسب المرء إلى أبيه و فاطمة إنما هي وعاء و النبي ع جدكم من قبل أمكم فقلت يا أمير المؤمنين لو أن النبي ص نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه فقال سبحان الله و لم لا أجيبه بل أفتخر على العرب و العجم و قريش بذلك فقلت لكنه ع لا يخطب إلي و لا أزوجه فقال و لم فقلت لأنه ولدني و لم يلدك فقال أحسنت يا موسى ثم قال كيف قلتم إنا ذرية النبي و النبي ع لم يعقب و إنما العقب للذكر لا للأنثى و أنتم ولد الابنة و لا يكون لها عقب فقلت أسألك بحق القرابة و القبر و من فيه إلا ما أعفيتني عن هذه المسألة فقال لا أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي و أنت يا موسى يعسوبهم و إمام زمانهم كذا أنهي إلي و لست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله فأنتم تدعون معشر ولد علي أنه لا يسقط عنكم منه شيء ألف و لا واو إلا و تأويله عندكم و احتججتم بقوله عز و جل ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ و قد استغنيتم عن رأي العلماء و قياسهم فقلت تأذن لي في الجواب قال هات فقلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسى وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَ زَكَرِيَّا وَ يَحْيى وَ عِيسى من أبو عيسى يا أمير المؤمنين فقال ليس لعيسى أب فقلت إنما ألحقناه بذراري الأنبياء ع من طريق مريم ع و كذلك ألحقنا بذراري النبي ص من قبل أمنا فاطمة ع أزيدك يا أمير المؤمنين قال هات قلت قول الله عز و جل فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ و لم يدع أحد أنه أدخل النبي ص تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلا علي بن أبي طالب و فاطمة و الحسن و الحسين ع فكان تأويل قوله عز و جل أَبْناءَنا الحسن و الحسين
و نِساءَنا فاطمة و أَنْفُسَنا علي بن أبي طالب إن العلماء قد أجمعوا على أن جبرئيل قال يوم أحد يا محمد إن هذه لهي المواساة من علي قال لأنه مني و أنا منه فقال جبرئيل و أنا منكما يا رسول الله ثم قال لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي فكان كما مدح الله عز و جل به خليله ع إذ يقول فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ إنا معشر بني عمك نفتخر بقول جبرئيل إنه منا فقال أحسنت يا موسى ارفع إلينا حوائجك فقلت له أول حاجة أن تأذن لابن عمك أن يرجع إلى حرم جده ع و إلى عياله فقال ننظر إن شاء الله فروي أنه أنزله عند السندي بن شاهك فزعم أنه توفي عنده و الله أعلم
3- ج، ]الإحتجاج[ مرسلا مثله إلى قوله ننظر إن شاء الله
4- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الوراق و المكتب و الهمداني و ابن تاتانة و أحمد بن علي بن إبراهيم و ماجيلويه و ابن المتوكل رضي الله عنهم جميعا عن علي عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سفيان بن نزار قال كنت يوما على رأس المأمون فقال أ تدرون من علمني التشيع فقال القوم جميعا لا و الله ما نعلم قال علمنيه الرشيد قيل له و كيف ذلك و الرشيد كان يقتل أهل هذا البيت قال كان يقتلهم على الملك لأن الملك عقيم و لقد حججت معه سنة فلما صار إلى المدينة تقدم إلى حجابه و قال لا يدخلن علي رجل من أهل المدينة و مكة من أبناء المهاجرين و الأنصار و بني هاشم و سائر بطون قريش إلا نسب نفسه فكان الرجل إذا دخل عليه قال أنا فلان بن فلان حتى ينتهي إلى جده من هاشمي أو قرشي أو مهاجري أو أنصاري فيصله من المائة بخمسة آلاف درهم و ما دونها إلى مائتي دينار على قدر شرفه و هجرة آبائه فأنا ذات يوم واقف إذ دخل الفضل بن الربيع فقال يا أمير المؤمنين على الباب رجل زعم أنه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع فأقبل علينا و نحن قيام على رأسه و الأمين و المؤتمن و سائر القواد فقال احفظوا على أنفسكم ثم قال لآذنه ائذن له و لا ينزل إلا على بساطي فأنا كذلك إذ دخل شيخ مسخد قد أنهكته العبادة كأنه شن بال قد كلم السجود وجهه و أنفه فلما رأى الرشيد رمى بنفسه عن حمار كان راكبه فصاح الرشيد لا و الله إلا على بساطي فمنعه الحجاب من الترجل و نظرنا إليه بأجمعنا بالإجلال و الإعظام فما زال يسير على حماره حتى سار إلى البساط و الحجاب و القواد محدقون به فنزل فقام إليه الرشيد و استقبله إلى آخر البساط و قبل وجهه و عينيه و أخذ بيده حتى صيره في صدر المجلس و أجلسه معه فيه و جعل يحدثه و يقبل بوجهه عليه و يسأله عن أحواله ثم قال يا أبا الحسن ما عليك من العيال فقال يزيدون على الخمسمائة قال أولاد كلهم قال لا أكثرهم موالي و حشم فأما الولد فلي نيف و ثلاثون الذكران منهم كذا و النسوان منهم كذا قال فلم لا تزوج النسوان من بني عمومتهن و أكفائهن قال اليد تقصر عن ذلك قال فما حال الضيعة قال تعطي في وقت و تمنع في آخر قال فهل عليك دين قال نعم قال كم قال نحو من عشرة آلاف دينار فقال الرشيد يا ابن عم أنا أعطيك من المال ما تزوج به الذكران و النسوان و تعمر الضياع فقال له وصلتك رحم يا ابن عم و شكر الله لك هذه النية الجميلة و الرحم ماسة و القرابة واشجة و النسب واحد و العباس عم النبي ص و صنو أبيه و عم علي بن أبي طالب ع و صنو أبيه و ما أبعدك الله من أن تفعل ذلك و قد بسط يدك و أكرم عنصرك و أعلى محتدك فقال أفعل ذلك يا أبا الحسن و كرامة
فقال يا أمير المؤمنين إن الله عز و جل قد فرض على ولاة عهده أن ينعشوا فقراء الأمة و يقضوا عن الغارمين و يؤدوا عن المثقل و يكسوا العاري و يحسنوا إلى العاني و أنت أولى من يفعل ذلك فقال أفعل يا أبا الحسن ثم قام فقام الرشيد لقيامه و قبل عينيه و وجهه ثم أقبل علي و على الأمين و المؤتمن فقال يا عبد الله و يا محمد و يا إبراهيم بين يدي عمكم و سيدكم خذوا بركابه و سووا عليه ثيابه و شيعوه إلى منزله فأقبل أبو الحسن موسى بن جعفر ع سرا بيني و بينه فبشرني بالخلافة و قال لي إذا ملكت هذا الأمر فأحسن إلى ولدي ثم انصرفنا و كنت أجرأ ولد أبي عليه فلما خلا المجلس قلت يا أمير المؤمنين من هذا الرجل الذي قد عظمته و أجللته و قمت من مجلسك إليه فاستقبلته و أقعدته في صدر المجلس و جلست دونه ثم أمرتنا بأخذ الركاب له قال هذا إمام الناس و حجة الله على خلقه و خليفته على عباده فقلت يا أمير المؤمنين أ و ليست هذه الصفات كلها لك و فيك فقال أنا إمام الجماعة في الظاهر بالغلبة و القهر و موسى بن جعفر إمام حق و الله يا بني إنه لأحق بمقام رسول الله ص مني و من الخلق جميعا و و الله لو نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك فإن الملك عقيم فلما أراد الرحيل من المدينة إلى مكة أمر بصرة سوداء فيها مائتا دينار ثم أقبل على الفضل بن الربيع فقال له اذهب بهذه إلى موسى بن جعفر و قل له يقول لك أمير المؤمنين نحن في ضيقة و سيأتيك برنا بعد هذا الوقت فقمت في صدره فقلت يا أمير المؤمنين تعطي أبناء المهاجرين و الأنصار و سائر قريش و بني هاشم و من لا يعرف حسبه و نسبه خمسة آلاف دينار إلى ما دونها و تعطي موسى بن جعفر و قد أعظمته و أجللته مائتي دينار أخس عطية أعطيتها أحدا من الناس فقال اسكت لا أم لك فإني لو أعطيت هذا ما ضمنته له ما كنت آمنه أن يضرب وجهي غدا بمائة ألف سيف من شيعته و مواليه و فقر هذا و أهل بيته أسلم لي و لكم من بسط أيديهم و أعينهم فلما نظر إلى ذلك مخارق المغني دخله في ذلك غيظ فقام إلى الرشيد فقال يا أمير المؤمنين قد دخلت المدينة و أكثر أهلها يطلبون مني شيئا و إن خرجت و لم أقسم فيهم شيئا لم يتبين لهم تفضل أمير المؤمنين علي و منزلتي عنده فأمر له بعشرة آلاف دينار فقال له يا أمير المؤمنين هذا لأهل المدينة و علي دين أحتاج أن أقضيه فأمر له بعشرة آلاف دينار أخرى فقال له يا أمير المؤمنين بناتي أريد أن أزوجهن و أنا محتاج إلى جهازهن فأمر له بعشرة آلاف دينار أخرى فقال له يا أمير المؤمنين لا بد من غلة تعطينيها ترد علي و على عيالي و بناتي و أزواجهن القوت فأمر له بأقطاع ما يبلغ غلته في السنة عشرة آلاف دينار و أمر أن يعجل ذلك له من ساعته ثم قام مخارق من فوره و قصد موسى بن جعفر ع و قال له قد وقفت على ما عاملك به هذا الملعون و ما أمر لك به و قد احتلت عليه لك و أخذت منه صلات ثلاثين ألف دينار و أقطاعا تغل في السنة عشرة آلاف دينار و لا و الله يا سيدي ما أحتاج إلى شيء من ذلك و ما أخذته إلا لك و أنا أشهد لك بهذه الأقطاع و قد حملت المال إليك فقال بارك الله لك في مالك و أحسن جزاك ما كنت لآخذ منه درهما واحدا و لا من هذه الأقطاع شيئا و قد قبلت صلتك و برك فانصرف راشدا و لا تراجعني في ذلك فقبل يده و انصرف
5- ج، ]الإحتجاج[ روي أن المأمون قال لقومه أ تدرون من علمني التشيع إلى قوله أسلم لي و لكم من بسط أيديهم و إغنائهم
بيان قال الفيروزآبادي الملك عقيم أي لا ينفع فيه نسب لأنه يقتل في طلبه الأب و الأخ و العم و الولد و قال الجوهري أصبح فلان مسخدا إذا أصبح مصفرا ثقيلا مورما قوله ع وصلتك رحم أي صارت الرحم سببا لصلتك لنا أو دعاء له بأن تصله الرحم و تعينه و تجزيه بما رعى لها و الأخير أظهر و الواشجة المشتبكة و المحتد الأصل و نعشه أي رفعه و العاني الأسير
6- لي، ]الأمالي للصدوق[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ أبي عن علي عن أبيه عن الريان بن شبيب قال سمعت المأمون يقول ما زلت أحب أهل البيت ع و أظهر للرشيد بغضهم تقربا إليه فلما حج الرشيد و كنت أنا و محمد و القاسم معه فلما كان بالمدينة استأذن عليه الناس فكان آخر من أذن له موسى بن جعفر ع فدخل فلما نظر إليه الرشيد تحرك و مد بصره و عنقه إليه حتى دخل البيت الذي كان فيه فلما قرب منه جثا الرشيد على ركبتيه و عانقه ثم أقبل عليه فقال له كيف أنت يا أبا الحسن كيف عيالك و عيال أبيك كيف أنتم ما حالكم فما زال يسأله عن هذا و أبو الحسن ع يقول خير خير فلما قام أراد الرشيد أن ينهض فأقسم عليه أبو الحسن ع فقعد و عانقه و سلم عليه و ودعه قال المأمون و كنت أجرأ ولد أبي عليه فلما خرج أبو الحسن موسى بن جعفر ع قلت لأبي يا أمير المؤمنين لقد رأيتك عملت بهذا الرجل شيئا ما رأيتك فعلته بأحد من أبناء المهاجرين و الأنصار و لا ببني هاشم فمن هذا الرجل فقال يا بني هذا وارث علم النبيين هذا موسى بن جعفر بن محمد إن أردت العلم الصحيح فعند هذا قال المأمون فحينئذ انغرس في قلبي حبهم
-7 ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن عيسى عن بعض من ذكره أنه كتب أبو الحسن موسى ع إلى الخيزران أم أمير المؤمنين يعزيها بموسى ابنه و يهنيها بهارون ابنها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ للخيزران أم أمير المؤمنين من موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين أما بعد أصلحك الله و أمتع بك و أكرمك و حفظك و أتم النعمة و العافية في الدنيا و الآخرة لك برحمته ثم إن الأمور أطال الله بقاءك كلها بيد الله عز و جل يمضيها و يقدرها بقدرته فيها و السلطان عليها توكل بحفظ ماضيها و تمام باقيها فلا مقدم لما أخر منها و لا مؤخر لما قدم استأثر بالبقاء و خلق خلقه للفناء أسكنهم دنيا سريعا زوالها قليلا بقاؤها و جعل لهم مرجعا إلى دار لا زوال لها و لا فناء و كتب الموت على جميع خلقه و جعلهم أسوة فيه عدلا منه عليهم عزيزا و قدرة منه عليهم لا مدفع لأحد منهم و لا محيص له عنه حتى يجمع الله تبارك و تعالى بذلك إلى دار البقاء خلقه و يرث به أرضه و من عليها و إليه يرجعون بلغنا أطال الله بقاك ما كان من قضاء الله الغالب في وفاة أمير المؤمنين موسى صلوات الله عليه و رحمته و مغفرته و رضوانه و إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ إعظاما لمصيبته و إجلالا لرزئه و فقده ثم إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ صبرا لأمر الله عز و جل و تسليما لقضائه ثم إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ لشدة مصيبتك علينا خاصة و بلوغها من حر قلوبنا و نشوز أنفسنا نسأل الله أن يصلي على أمير المؤمنين و أن يرحمه و يلحقه بنبيه ص و بصالح سلفه و أن يجعل ما نقله إليه خيرا مما أخرجه منه و نسأل الله أن يعظم أجرك أمتع الله بك و أن يحسن عقباك و أن يعوضك من المصيبة بأمير المؤمنين أفضل ما وعد الصابرين من صلواته و رحمته و هداه و نسأل الله أن يربط على قلبك و يحسن عزاك و سلوتك و الخلف عليك و لا يريك بعده مكروها في نفسك و لا في شيء من نعمته و أسأل الله أن يهنيك خلافة أمير المؤمنين أمتع الله به و أطال بقاه و مد في عمره و أنسأ في أجله و أن يسوغكما بأتم النعمة و أفضل الكرامة و أطول العمر و أحسن الكفاية و أن يمتعك و إيانا خاصة و المسلمين عامة بأمير المؤمنين حتى نبلغ به أفضل الأمل فيه لنفسه و منك أطال الله بقاه و منا له لم يكن أطال الله بقاك أحد من أهلي و قومك و خاصتك و حرمتك كان أشد لمصيبتك إعظاما و بها حزنا و لك بالأجر عليها دعاء و بالنعمة التي أحدث الله لأمير المؤمنين أطال الله بقاه دعاء بتمامها و دوامها و بقائها و دفع المكروه فيها مني و الحمد لله لما جعلني الله عليه بمعرفتي بفضلك و النعمة عليك و بشكري بلاءك و عظيم رجائي لك أمتع الله بك و أحسن جزاك إن رأيت أطال الله بقاك أن تكتبي إلي بخبرك في خاصة نفسك و حال جزيل هذه المصيبة و سلوتك عنها فعلت فإني بذلك مهتم و إلى ما جاءني من خبرك و حالك فيه متطلع أتم الله لك أفضل ما عودك من نعمته و اصطنع عندك من كرامته و السلام عليك و رحمة الله و بركاته كتب يوم الخميس لسبع ليال خلون من شهر ربيع الآخر سنة سبعين و مائة
توضيح المحيص المهرب و الرزء المصيبة و قوله و نشوز أنفسنا معطوف على بلوغها من حر قلوبنا يقال نشزت المرأة نشوزا أي استصعبت على بعلها و أنغصته قوله ع أن يسوغكما بأتم النعمة الباء للتعدية يقال ساغ الشراب يسوغ سوغا أي سهل مدخله في الحلق و سغته أنا أسوغه و أسيغه يتعدى و لا يتعدى. أقول انظر إلى شدة التقية في زمانه ع حتى أحوجته إلى أن يكتب مثل هذا الكتاب لموت كافر لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ فهذا يفتح لك من التقية كل باب
8- ج، ]الإحتجاج[ قيل لما دخل هارون الرشيد المدينة توجه لزيارة النبي ص و معه الناس فتقدم إلى قبر النبي ص فقال السلام عليك يا ابن عم مفتخرا بذلك على غيره فتقدم أبو الحسن موسى بن جعفر الكاظم ع إلى القبر فقال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبة فتغير وجه الرشيد و تبين الغيظ فيه
9- مل، ]كامل الزيارات[ الكليني العدة من أصحابه عن سهل عن علي بن حسان عن بعض أصحابنا قال حضرت أبا الحسن الأول و هارون الخليفة و عيسى بن جعفر و جعفر بن يحيى بالمدينة و قد جاءوا إلى قبر النبي ص فقال هارون لأبي الحسن ع تقدم فأبى فتقدم هارون فسلم و قام ناحية فقال عيسى بن جعفر لأبي الحسن ع تقدم فأبى فتقدم عيسى فسلم و وقف مع هارون فقال جعفر لأبي الحسن ع تقدم فأبى فتقدم جعفر فسلم و وقف مع هارون و تقدم أبو الحسن ع فقال السلام عليك يا أبة أسأل الله الذي اصطفاك و اجتباك و هداك و هدى بك أن يصلي عليك فقال هارون لعيسى سمعت ما قال قال نعم قال هارون أشهد أنه أبوه حقا
10- من كتاب حقوق المؤمنين، لأبي علي بن طاهر قال استأذن علي بن يقطين مولاي الكاظم ع في ترك عمل السلطان فلم يأذن له و قال لا تفعل فإن لنا بك أنسا و لإخوانك بك عزا و عسى أن يجبر الله بك كسرا و يكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه يا علي كفارة أعمالكم الإحسان إلى إخوانكم اضمن لي واحدة و أضمن لك ثلاثا اضمن لي أن لا تلقى أحدا من أوليائنا إلا قضيت حاجته و أكرمته و أضمن لك أن لا يظلك سقف سجن أبدا و لا ينالك حد سيف أبدا و لا يدخل الفقر بيتك أبدا يا علي من سر مؤمنا فبالله بدأ و بالنبي ص ثنى و بنا ثلث
11- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن علي بن يقطين كتب إلى موسى بن جعفر ع اختلف في المسح على الرجلين فإن رأيت أن تكتب ما يكون عملي عليه فعلت فكتب أبو الحسن الذي آمرك به أن تتمضمض ثلاثا و تستنشق ثلاثا و تغسل وجهك ثلاثا و تخلل شعر لحيتك ثلاثا و تغسل يديك ثلاثا و تمسح ظاهر أذنيك و باطنهما و تغسل رجليك ثلاثا و لا تخالف ذلك إلى غيره فامتثل أمره و عمل عليه فقال الرشيد أحب أن أستبرئ أمر علي بن يقطين فإنهم يقولون إنه رافضي و الرافضة يخففون في الوضوء فناطه بشيء من الشغل في الدار حتى دخل وقت الصلاة و وقف الرشيد وراء حائط الحجرة بحيث يرى علي بن يقطين و لا يراه هو و قد بعث إليه بالماء للوضوء فتوضأ كما أمره موسى فقام الرشيد و قال كذب من زعم أنك رافضي فورد على علي بن يقطين كتاب موسى بن جعفر توضأ من الآن كما أمر الله اغسل وجهك مرة فريضة و الأخرى إسباغا و اغسل يديك من المرفقين كذلك و امسح مقدم رأسك و ظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك فقد زال ما يخاف عليك
12- عم، ]إعلام الورى[ شا، ]الإرشاد[ روى عبد الله بن إدريس عن ابن سنان قال حمل الرشيد في بعض الأيام إلى علي بن يقطين ثيابا أكرمه بها و كان في جملتها دراعة خز سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب فأنفذ علي بن يقطين جل تلك الثياب إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ع و أنفذ في جملتها تلك الدراعة و أضاف إليها مالا كان أعده له على رسم له فيما يحمله إليه من خمس ماله فلما وصل ذلك إلى أبي الحسن قبل المال و الثياب و رد الدراعة على يد الرسول إلى علي بن يقطين و كتب إليه أن احتفظ بها و لا تخرجها عن يدك فسيكون لك بها شأن تحتاج إليها معه فارتاب علي بن يقطين بردها عليه و لم يدر ما سبب ذلك فاحتفظ بالدراعة فلما كان بعد أيام تغير علي بن يقطين على غلام كان يختص به فصرفه عن خدمته و كان الغلام يعرف ميل علي بن يقطين إلى أبي الحسن ع و يقف على ما يحمله إليه في كل وقت من مال و ثياب و ألطاف و غير ذلك فسعى به إلى الرشيد فقال إنه يقول بإمامة موسى بن جعفر و يحمل إليه خمس ماله في كل سنة و قد حمل إليه الدراعة التي أكرمه بها أمير المؤمنين في وقت كذا و كذا فاستشاط الرشيد لذلك و غضب غضبا و قال لأكشفن عن هذه الحال فإن كان الأمر كما يقول أزهقت نفسه و أنفذ في الوقت بإحضار علي بن يقطين فلما مثل بين يديه قال له ما فعلت بالدراعة التي كسوتك بها قال هي يا أمير المؤمنين عندي في سفط مختوم فيه طيب و قد احتفظت بها و قلما أصبحت إلا و فتحت السفط فنظرت إليها تبركا بها و قبلتها و رددتها إلى موضعها و كلما أمسيت صنعت مثل ذلك فقال أحضرها الساعة قال نعم يا أمير المؤمنين و استدعى بعض خدمه و قال له امض إلى البيت الفلاني من الدار فخذ مفتاحه من خازنتي فافتحه و افتح الصندوق الفلاني و جئني بالسفط الذي فيه بختمه فلم يلبث الغلام أن جاءه بالسفط مختوما فوضع بين يدي الرشيد فأمر بكسر ختمه و فتحه فلما فتح نظر إلى الدراعة فيه بحالها مطوية مدفونة في الطيب فسكن الرشيد من غضبه ثم قال لعلي بن يقطين ارددها إلى مكانها و انصرف راشدا فلن أصدق عليك بعدها ساعيا و أمر أن يتبع بجائزة سنية و تقدم بضرب الساعي ألف سوط فضرب نحوا من خمسمائة سوط فمات في ذلك
13- شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال كان مما قال هارون لأبي الحسن موسى ع حين أدخل عليه ما هذه الدار قال هذه دار الفاسقين قال و قرأ سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ إِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا فقال له هارون فدار من هي قال هي لشيعتنا فترة و لغيرهم فتنة قال فما بال صاحب الدار لا يأخذها قال أخذت منه عامرة و لا يأخذها إلا معمورة
بيان لعل المعنى أنه لا يأخذها إلا في وقت يمكنه عمارتها و هذا ليس أوانه
14- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ابن عبد ربه في العقد أن المهدي رأى في منامه شريكا القاضي مصروفا وجهه عنه فلما انتبه قص رؤياه على الربيع فقال إن شريكا مخالف لك فإنه فاطمي محض قال المهدي علي بشريك فأتي به فلما دخل عليه قال بلغني أنك فاطمي قال أعيذك بالله أن تكون غير فاطمي إلا أن تعني فاطمة بنت كسرى قال لا و لكن أعني فاطمة بنت محمد قال فتلعنها قال لا معاذ الله قال فما تقول فيمن يلعنها قال عليه لعنة الله قال فالعن هذا يعني الربيع قال لا و الله ما ألعنها يا أمير المؤمنين قال له شريك يا ماجن فما ذكرك لسيدة نساء العالمين و ابنة سيد المرسلين في مجالس الرجال قال المهدي فما وجه المنام قال إن رؤياك ليست برؤيا يوسف ع و إن الدماء لا تستحل بالأحلام و أتي برجل شتم فاطمة إلى الفضل بن الربيع فقال لابن غانم انظر في أمره ما تقول قال يجب عليه الحد قال له الفضل هي ذا أمك إن حددته فأمر بأن يضرب ألف سوط و يصلب في الطريق
15- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ لما بويع محمد المهدي دعا حميد بن قحطبة نصف الليل و قال إن إخلاص أبيك و أخيك فينا أظهر من الشمس و حالك عندي موقوف فقال أفديك بالمال و النفس فقال هذا لسائر الناس قال أفديك بالروح و المال و الأهل و الولد فلم يجبه المهدي فقال أفديك بالمال و النفس و الأهل و الولد و الدين فقال لله درك فعاهد على ذلك و أمره أن يقتل الكاظم ع في السحرة بغتة فنام فرأى في منامه عليا ع يشير إليه و يقرأ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ فانتبه مذعورا و نهى حميدا عما أمره و أكرم الكاظم و وصله
بيان السحرة بالضم السحر
16- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ علي بن أبي حمزة قال كان يتقدم الرشيد إلى خدمه إذا خرج موسى بن جعفر من عنده أن يقتلوه فكانوا يهمون به فيتداخلهم من الهيبة و الزمع فلما طال ذلك أمر بتمثال من خشب و جعل له وجها مثل وجه موسى بن جعفر و كانوا إذا سكروا أمرهم أن يذبحوها بالسكاكين و كانوا يفعلون ذلك أبدا فلما كان في بعض الأيام جمعهم في الموضع و هم سكارى و أخرج سيدي إليهم فلما بصروا به هموا به على رسم الصورة فلما علم منهم ما يريدون كلمهم بالخزرية و التركية فرموا من أيديهم السكاكين و وثبوا إلى قدميه فقبلوهما و تضرعوا إليه و تبعوه إلى أن شيعوه إلى المنزل الذي كان ينزل فيه فسألهم الترجمان عن حالهم فقالوا إن هذا الرجل يصير إلينا في كل عام فيقضي أحكامنا و يرضي بعضا من بعض و نستسقي به إذا قحط بلدنا و إذا نزلت بنا نازلة فزعنا إليه فعاهدهم أنه لا يأمرهم بذلك فرجعوا
بيان الزمع بالتحريك الدهش
17- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ حكي أنه مغص بعض الخلفاء فعجز بختيشوع النصراني عن دوائه و أخذ جليدا فأذابه بدواء ثم أخذ ماء و عقده بدواء و قال هذا الطب إلا أن يكون مستجاب دعاء ذا منزلة عند الله يدعو لك فقال الخليفة علي بموسى بن جعفر فأتي به فسمع في الطريق أنينه فدعا الله سبحانه و زال مغص الخليفة فقال له بحق جدك المصطفى أن تقول بم دعوت لي فقال ع قلت اللهم كما أريته ذل معصيته فأره عز طاعتي فشفاه الله من ساعته
توضيح المغص تقطيع في المعا و وجع و الجليد ما يسقط على الأرض من الندى فيجمد
18- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الفضل بن الربيع و رجل آخر قالا حج هارون الرشيد و ابتدأ بالطواف و منعت العامة من ذلك لينفرد وحده فبينما هو في ذلك إذ ابتدر أعرابي البيت و جعل يطوف معه فقال الحاجب تنح يا هذا عن وجه الخليفة فانتهرهم الأعرابي و قال إن الله ساوى بين الناس في هذا الموضع فقال سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَ الْبادِ فأمر الحاجب بالكف عنه فكلما طاف الرشيد طاف الأعرابي أمامه فنهض إلى الحجر الأسود ليقبله فسبقه الأعرابي إليه و التثمه ثم صار الرشيد إلى المقام ليصلي فيه فصلى الأعرابي أمامه فلما فرغ هارون من صلاته استدعى الأعرابي فقال الحجاب أجب أمير المؤمنين فقال ما لي إليه حاجة فأقوم إليه بل إن كانت الحاجة له فهو بالقيام إلي أولى قال صدق فمشى إليه و سلم عليه فرد عليه السلام فقال هارون اجلس يا أعرابي فقال ما الموضع لي فتستأذنني فيه بالجلوس إنما هو بيت الله نصبه لعباده فإن أحببت أن تجلس فاجلس و إن أحببت أن تنصرف فانصرف فجلس هارون و قال ويحك يا أعرابي مثلك من يزاحم الملوك قال نعم و في مستمع قال فإني سائلك فإن عجزت آذيتك قال سؤالك هذا سؤال متعلم أو سؤال متعنت قال بل سؤال متعلم قال اجلس مكان السائل من المسئول و سل و أنت مسئول فقال هارون أخبرني ما فرضك قال إن الفرض رحمك الله واحد و خمسة و سبعة عشر و أربع و ثلاثون و أربع و تسعون و مائة و ثلاثون و خمسون على سبعة عشر و من اثني عشر واحد و من أربعين واحد و من مائتين خمس و من الدهر كله واحد و واحد بواحد قال فضحك الرشيد و قال ويحك أسألك عن فرضك و أنت تعد علي الحساب قال علمت أن الدين كله حساب و لو لم يكن الدين حسابا لما اتخذ الله للخلائق حسابا ثم قرأ وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَ كَفى بِنا حاسِبِينَ قال فبين لي ما قلت و إلا أمرت بقتلك بين الصفا و المروة فقال الحاجب تهبه لله و لهذا المقام قال فضحك الأعرابي من قوله فقال الرشيد مما ضحكت يا أعرابي قال تعجبا منكما إذ لا أدري من الأجهل منكما الذي يستوهب أجلا قد حضر أو الذي استعجل أجلا لم يحضر فقال الرشيد فسر ما قلت قال أما قولي الفرض واحد فدين الإسلام كله واحد و عليه خمس صلوات و هي سبع عشرة ركعة و أربع و ثلاثون سجدة و أربع و تسعون تكبيرة و مائة و ثلاث و خمسون تسبيحة و أما قولي من اثني عشر واحد فصيام شهر رمضان من اثني عشر شهرا و أما قولي من الأربعين واحد فمن ملك أربعين دينارا أوجب الله عليه دينارا و أما قولي من مائتين خمسة فمن ملك مائتي درهم أوجب الله عليه خمسة دراهم و أما قولي فمن الدهر كله واحد فحجة الإسلام و أما قولي واحد من واحد فمن أهرق دما من غير حق وجب إهراق دمه قال الله تعالى النَّفْسَ بِالنَّفْسِ فقال الرشيد لله درك و أعطاه بدرة فقال فبم استوجبت منك هذه البدرة يا هارون بالكلام أو بالمسألة قال بالكلام قال فإني سائلك عن مسألة فإن أتيت بها كانت البدرة لك تصدق بها في هذا الموضع الشريف و إن لم تجبني عنها أضفت إلى البدرة بدرة أخرى لأتصدق بها على فقراء الحي من قومي فأمر بإيراد أخرى و قال سل عما بدا لك فقال أخبرني عن الخنفساء تزق أم ترضع ولدها فحرد هارون و قال ويحك يا أعرابي مثلي من يسأل عن هذه المسألة فقال سمعت ممن سمع من رسول الله ص يقول من ولي أقواما وهب له من العقل كعقولهم و أنت إمام هذه الأمة يجب أن لا تسأل عن شيء من أمر دينك و من الفرائض إلا أجبت عنها فهل عندك له الجواب قال هارون رحمك الله لا فبين لي ما قلته و خذ البدرتين فقال إن الله تعالى لما خلق الأرض خلق دبابات الأرض الذي من غير فرث و لا دم خلقها من التراب و جعل رزقها و عيشها منه فإذا فارق الجنين أمه لم تزقه و لم ترضعه و كان عيشها من التراب فقال هارون و الله ما ابتلي أحد بمثل هذه المسألة و أخذ الأعرابي البدرتين و خرج فتبعه بعض الناس و سأله عن اسمه فإذا هو موسى بن جعفر بن محمد ع فأخبر هارون بذلك فقال و الله لقد كان ينبغي أن تكون هذه الورقة من تلك الشجرة
قوله ع و في مستمع أي علم يجب أن يستمع إليه
19- الشريف المرتضى في الغرر، و الديلمي في أعلام الدين، عن أبي عبد الله بإسناده عن أيوب الهاشمي أنه حضر باب الرشيد رجل يقال له نفيع الأنصاري و حضر موسى بن جعفر ع على حمار له فتلقاه الحاجب بالإكرام و عجل له بالإذن فسأل نفيع عبد العزيز بن عمر من هذا الشيخ قال شيخ آل أبي طالب شيخ آل محمد هذا موسى بن جعفر قال ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير أما إن خرج لأسوأنه فقال له عبد العزيز لا تفعل فإن هؤلاء أهل بيت قل ما تعرض لهم أحد في الخطاب إلا وسموه في الجواب سمة يبقى عارها عليه مدى الدهر قال و خرج موسى و أخذ نفيع بلجام حماره و قال من أنت يا هذا قال يا هذا إن كنت تريد النسب أنا ابن محمد حبيب الله بن إسماعيل ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله و إن كنت تريد البلد فهو الذي فرض الله على المسلمين و عليك إن كنت منهم الحج إليه و إن كنت تريد المفاخرة فو الله ما رضوا مشركو قومي مسلمي قومك أكفاء لهم حتى قالوا يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش و إن كنت تريد الصيت و الاسم فنحن الذين أمر الله بالصلاة علينا في الصلوات المفروضة تقول اللهم صل على محمد و آل محمد فنحن آل محمد خل عن الحمار فخلى عنه و يده ترعد و انصرف مخزيا فقال له عبد العزيز أ لم أقل لك
20- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ في كتاب أخبار الخلفاء أن هارون الرشيد كان يقول لموسى بن جعفر خذ فدكا حتى أردها إليك فيأبى حتى ألح عليه فقال ع لا آخذها إلا بحدودها قال و ما حدودها قال إن حددتها لم تردها قال بحق جدك إلا فعلت قال أما الحد الأول فعدن فتغير وجه الرشيد و قال أيها قال و الحد الثاني سمرقند فاربد وجهه قال و الحد الثالث إفريقية فاسود وجهه و قال هيه قال و الرابع سيف البحر مما يلي الجزر و أرمينية قال الرشيد فلم يبق لنا شيء فتحول إلى مجلسي قال موسى قد أعلمتك أنني إن حددتها لم تردها فعند ذلك عزم على قتله
و في رواية ابن أسباط أنه قال أما الحد الأول فعريش مصر و الثاني دومة الجندل و الثالث أحد و الرابع سيف البحر فقال هذا كله هذه الدنيا فقال ع هذا كان في أيدي اليهود بعد موت أبي هالة فأفاءه الله على رسوله بلا خيل و لا ركاب فأمره الله أن يدفعه إلى فاطمة ع
بيان قال الفيروزآبادي إيه بكسر الهمزة و الهاء و فتحها و تنون المكسورة كلمة استزادة و استنطاق و قال هيه بالكسر كلمة استزادة و قال الربدة بالضم لون إلى الغبرة و قد اربد و ارباد
21- نجم، ]كتاب النجوم[ من كتاب نزهة الكرام و بستان العوام تأليف محمد بن الحسين بن الحسن الرازي و هذا الكتاب خطه بالعجمية تكلفنا من نقله إلى العربية فذكر في أواخر المجلد الثاني منه ما هذا لفظ من أعربه و روي أن هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر ع فأحضره فلما حضر عنده قال إن الناس ينسبونكم يا بني فاطمة إلى علم النجوم و إن معرفتكم بها معرفة جيدة و فقهاء العامة يقولون إن رسول الله ص قال إذا ذكرني أصحابي فاسكنوا و إذا ذكروا القدر فاسكتوا و إذا ذكروا النجوم فاسكتوا و أمير المؤمنين ع كان أعلم الخلائق بعلم النجوم و أولاده و ذريته الذين يقول الشيعة بإمامتهم كانوا عارفين بها فقال له الكاظم صلوات الله عليه هذا حديث ضعيف و إسناده مطعون فيه و الله تبارك و تعالى قد مدح النجوم و لو لا أن النجوم صحيحة ما مدحها الله عز و جل و الأنبياء ع كانوا عالمين بها و قد قال الله تعالى في حق إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ و قال في موضع آخر فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ فلو لم يكن عالما بعلم النجوم ما نظر فيها و ما قال إني سقيم و إدريس ع كان أعلم أهل زمانه بالنجوم و الله تعالى قد أقسم بمواقع النجوم وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ و قال في موضع وَ النَّازِعاتِ غَرْقاً إلى قوله فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً يعني بذلك اثني عشر برجا و سبعة سيارات و الذي يظهر بالليل و النهار بأمر الله عز و جل و بعد علم القرآن ما يكون أشرف من علم النجوم و هو علم الأنبياء و الأوصياء و ورثة الأنبياء الذين قال الله عز و جل وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ و نحن نعرف هذا العلم و ما نذكره فقال له هارون بالله عليك يا موسى هذا العلم لا تظهره عند الجهال و عوام الناس حتى لا يشنعوا عليك و انفس عن العوام به و غط هذا العلم و ارجع إلى حرم جدك ثم قال له هارون و قد بقي مسألة أخرى بالله عليك أخبرني بها قال له سل فقال بحق القبر و المنبر و بحق قرابتك من رسول الله ص أخبرني أنت تموت قبلي أو أنا أموت قبلك لأنك تعرف هذا من علم النجوم فقال له موسى ع آمني حتى أخبرك فقال لك الأمان فقال أنا أموت قبلك و ما كذبت و لا أكذب و وفاتي قريب فقال له هارون قد بقي مسألة تخبرني بها و لا تضجر فقال له سل فقال خبروني أنكم تقولون إن جميع المسلمين عبيدنا و جوارينا و أنكم تقولون من يكون لنا عليه حق و لا يوصله إلينا فليس بمسلم فقال له موسى ع كذب الذين زعموا أننا نقول ذلك و إذا كان الأمر كذلك فكيف يصح البيع و الشراء عليهم و نحن نشتري عبيدا و جواري و نعتقهم
و نقعد معهم و نأكل معهم و نشتري المملوك و نقول له يا بني و للجارية يا بنتي و نقعدهم يأكلون معنا تقربا إلى الله سبحانه فلو أنهم عبيدنا و جوارينا ما صح البيع و الشراء و قد قال النبي ص لما حضرته الوفاة الله الله في الصلاة و ما ملكت أيمانكم يعني صلوا و أكرموا مماليككم و جواريكم و نحن نعتقهم و هذا الذي سمعته غلط من قائله و دعوى باطلة و لكن نحن ندعي أن ولاء جميع الخلائق لنا يعني ولاء الدين و هؤلاء الجهال يظنونه ولاء الملك حملوا دعواهم على ذلك و نحن ندعي ذلك لقول النبي ص يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه و ما كان يطلب بذلك إلا ولاء الدين و الذي يوصلونه إلينا من الزكاة و الصدقة فهو حرام علينا مثل الميتة و الدم و لحم الخنزير و أما الغنائم و الخمس من بعد موت رسول الله ص فقد منعونا ذلك و نحن محتاجون إلى ما في يد بني آدم الذين لنا ولاؤهم بولاء الدين ليس بولاء الملك فإن نفذ إلينا أحد هدية و لا يقول إنها صدقة نقبلها لقول النبي ص لو دعيت إلى كراع لأجبت و لو أهدي لي كراع لقبلت و الكراع اسم القرية و الكراع يد الشاة و ذلك سنة إلى يوم القيامة و لو حملوا إلينا زكاة و علمنا أنها زكاة رددناها و إن كانت هدية قبلناها ثم إن هارون أذن له في الانصراف فتوجه إلى الرقة ثم تقولوا عليه أشياء فاستعاده هارون و أطعمه السم فتوفي ع
بيان إذا ذكرني أصحابي فاسكنوا بالنون أي فاسكنوا إلى قولهم و في الآخرين فاسكتوا بالتاء إما على بناء المجرد أو على بناء الإفعال قوله و انفس العوام به أي لا تعلمهم من قولهم نفست عليه الشيء نفاسة إذا لم تره له أهلا قوله فكيف يصح البيع و الشراء عليهم أي كيف يصح بيع الناس العبيد لنا و شراؤنا منهم
-22 كشف، ]كشف الغمة[ قال محمد بن طلحة نقل عن الفضل بن الربيع أنه أخبر عن أبيه أن المهدي لما حبس موسى بن جعفر ففي بعض الليالي رأى المهدي في منامه علي بن أبي طالب ع و هو يقول له يا محمد فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ قال الربيع فأرسل إلي ليلا فراعني و خفت من ذلك و جئت إليه و إذا هو يقرأ هذه الآية و كان أحسن الناس صوتا فقال علي الآن بموسى بن جعفر فجئته به فعانقه و أجلسه إلى جانبه و قال يا أبا الحسن رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في النوم فقرأ علي كذا فتؤمنني أن تخرج علي أو على أحد من ولدي فقال و الله لا فعلت ذلك و لا هو من شأني قال صدقت يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار و زوده إلى أهله إلى المدينة قال الربيع فأحكمت أمره ليلا فما أصبح إلا و هو في الطريق خوف العوائق و رواه الجنابذي و ذكر أنه وصله بعشرة آلاف دينار
و قال الحافظ عبد العزيز حدث أحمد بن إسماعيل قال بعث موسى بن جعفر ع إلى الرشيد من الحبس برسالة كانت أنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نقضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون
23- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن البرقي عن محمد بن يحيى عن حماد بن عثمان قال بينا موسى بن عيسى في داره التي في المسعى تشرف على المسعى إذ رأى أبا الحسن موسى ع مقبلا من المروة على بغلة فأمر ابن هياج رجلا من همدان منقطعا إليه أن يتعلق بلجامه و يدعي البغلة فأتاه فتعلق باللجام و ادعى البغلة فثنى أبو الحسن ع رجله فنزل عنها و قال لغلمانه خذوا سرجها و ادفعوها إليه فقال و السرج أيضا لي فقال له أبو الحسن ع كذبت عندنا البينة بأنه سرج محمد بن علي و أما البغلة فأنا اشتريتها منذ قريب و أنت أعلم و ما قلت
24- كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن بعض أصحابنا و علي عن أبيه جميعا عن ابن البطائني عن أبيه عن علي بن يقطين قال سأل المهدي أبا الحسن ع عن الخمر هل هي محرمة في كتاب الله عز و جل فإن الناس إنما يعرفون النهي عنها و لا يعرفون التحريم لها فقال له أبو الحسن ع بل هي محرمة في كتاب الله عز و جل يا أمير المؤمنين فقال له في أي موضع هي محرمة في كتاب الله عز و جل يا أبا الحسن فقال قول الله عز و جل إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ وَ الْإِثْمَ وَ الْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ فأما قوله ما ظهر منها يعني الزنا المعلن و نصب الرايات التي كانت ترفعها الفواجر للفواحش في الجاهلية و أما قوله عز و جل وَ ما بَطَنَ يعني ما نكح الآباء لأن الناس كانوا قبل أن يبعث النبي ص إذا كان للرجل زوجة و مات عنها تزوجها ابنه من بعده إذا لم تكن أمه فحرم الله عز و جل ذلك و أما الإثم فإنها الخمرة بعينها و قد قال الله تبارك و تعالى في موضع آخر يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَ الْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ فأما الإثم في كتاب الله فهي الخمر و الميسر و إثمهما كبير كما قال الله عز و جل قال فقال المهدي يا علي بن يقطين هذه و الله فتوى هاشمية قال فقلت له صدقت و الله يا أمير المؤمنين الحمد لله الذي لم يخرج هذا العلم منكم أهل البيت قال فو الله ما صبر المهدي أن قال لي صدقت يا رافضي
-25 مهج، ]مهج الدعوات[ أبو علي الحسن بن محمد بن علي الطوسي و عبد الجبار بن جبار بن عبد الله بن علي الرازي و أبو الفضل منتهى بن أبي زيد الحسيني و محمد بن أحمد بن شهريار الخازن جميعا عن محمد بن الحسن الطوسي عن ابن الغضائري و أحمد بن عبدون و أبي طالب بن العزور و أبي الحسن الصفار و الحسن بن إسماعيل بن أشناس جميعا عن أبي المفضل الشيباني عن محمد بن يزيد بن أبي الأزهر عن أبي الوضاح محمد بن عبد الله النهشلي عن أبيه قال سمعت الإمام أبا الحسن موسى بن جعفر ع يقول التحدث بنعم الله شكر و ترك ذلك كفر فارتبطوا نعم ربكم تعالى بالشكر و حصنوا أموالكم بالزكاة و ادفعوا البلاء بالدعاء فإن الدعاء جنة منجية ترد البلاء و قد أبرم إبراما قال أبو الوضاح و أخبرني أبي قال لما قتل الحسين بن علي صاحب فخ و هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بفخ و تفرق الناس عنه حمل رأسه و الأسرى من أصحابه إلى موسى بن المهدي فلما بصر بهم أنشأ يقول متمثلا
بني عمنا لا تنقطوا الشعر بعد ما دفنتم بصحراء الغميم القوافيافلسنا كمن كنتم تصيبون نيله فنقبل ضيما أو نحكم قاضياو لكن حكم السيف فينا مسلط فنرضى إذا ما أصبح السيف راضياو قد ساءني ما جرت الحرب بيننا بني عمنا لو كان أمرا مدانيافإن قلتم إنا ظلمنا فلم نكن ظلمنا و لكن قد أسأنا التقاضيا
ثم أمر برجل من الأسرى فوبخه ثم قتله ثم صنع مثل ذلك بجماعة من ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و أخذ من الطالبيين و جعل ينال منهم إلى أن ذكر موسى بن جعفر صلوات الله عليه فنال منه قال و الله ما خرج حسين إلا عن أمره و لا اتبع إلا محبته لأنه صاحب الوصية في أهل هذا البيت قتلني الله إن أبقيت عليه فقال له أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي و كان جريئا عليه يا أمير المؤمنين أقول أم أسكت فقال قتلني الله إن عفوت عن موسى بن جعفر و لو لا ما سمعت من المهدي فيما أخبر به المنصور بما كان به جعفر من الفضل المبرز عن أهله في دينه و علمه و فضله و ما بلغني عن السفاح فيه من تقريظه و تفضيله لنبشت قبره و أحرقته بالنار إحراقا فقال أبو يوسف نساؤه طوالق و عتق جميع ما يملك من الرقيق و تصدق بجميع ما يملك من المال و حبس دوابه و عليه المشي إلى بيت الله الحرام إن كان مذهب موسى بن جعفر الخروج لا يذهب إليه و لا مذهب أحد من ولده و لا ينبغي أن يكون هذا منهم ثم ذكر الزيدية و ما ينتحلون فقال و ما كان بقي من الزيدية إلا هذه العصابة الذين كانوا قد خرجوا مع حسين و قد ظفر أمير المؤمنين بهم و لم يزل يرفق به حتى سكن غضبه قال و كتب علي بن يقطين إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ع بصورة الأمر فورد الكتاب فلما أصبح أحضر أهل بيته و شيعته فأطلعهم أبو الحسن ع على ما ورد عليه من الخبر و قال لهم ما تشيرون في هذا فقالوا نشير عليك أصلحك الله و علينا معك أن تباعد شخصك عن هذا الجبار و تغيب شخصك دونه فإنه لا يؤمن شره و عاديته و غشمه سيما و قد توعدك و إيانا معك فتبسم موسى ع ثم تمثل ببيت كعب بن مالك أخي بني سلمة و هو
زعمت سخينة أن ستغلب ربها فليغلبن مغالب الغلاب
ثم أقبل على من حضره من مواليه و أهل بيته فقال ليفرخ روعكم إنه لا يرد أول كتاب من العراق إلا بموت موسى بن المهدي و هلاكه فقال و ما ذلك أصلحك الله قال قد و حرمة هذا القبر مات في يومه هذا و الله إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ سأخبركم بذلك بينما أنا جالس في مصلاي بعد فراغي من وردي و قد تنومت عيناي إذ سنح جدي رسول الله ص في منامي فشكوت إليه موسى بن المهدي و ذكرت ما جرى منه في أهل بيته و أنا مشفق من غوائله فقال لي لتطب نفسك يا موسى فما جعل الله لموسى عليك سبيلا فبينما هو يحدثني إذ أخذ بيدي و قال لي قد أهلك الله آنفا عدوك فليحسن لله شكرك قال ثم استقبل أبو الحسن ع القبلة و رفع يديه إلى السماء يدعو فقال أبو الوضاح فحدثني أبي قال كان جماعة من خاصة أبي الحسن ع من أهل بيته و شيعته يحضرون مجلسه و معهم في أكمامهم ألواح آبنوس لطاف و أميال فإذا نطق أبو الحسن ع بكلمة و أفتى في نازلة أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك قال فسمعناه و هو يقول في دعائه شكرا لله جلت عظمته ثم ذكر الدعاء و قال ثم أقبل علينا مولانا أبو الحسن ع ثم قال سمعت من أبي جعفر بن محمد يحدث عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين ع أنه قد سمع رسول الله ص يقول اعترفوا بنعمة الله ربكم عز و جل و توبوا إليه من جميع ذنوبكم فإن الله يحب الشاكرين من عباده قال ثم قمنا إلى الصلاة و تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى بن المهدي و البيعة لهارون الرشيد
بيان لا تنقطوا الشعر فيه حذف و إيصال أي بالشعر و دفن القوافي كناية عن الموت أي متم و تركتم القوافي و صحراء الغميم لعل المراد به كراع الغميم و هو واد على مرحلتين من مكة و في المناقب بصحراء الغوير و الغوير كزبير ماء لبني كلاب قوله كمن كنتم تصيبون نيله أي عطاءه و في المناقب سلمه أي مسالمته و مصالحته و الضيم الظلم و في المناقب فيقبل قيلا و رضى السيف كناية عن المبالغة في القتل. و قوله لو كان أمرا مدانيا لو للتمني أي ليت محل النزاع بيننا و بينكم كان أمرا قريبا فلا نرضى بقتلكم و لكن بين مطلوبنا و مطلوبكم بون بعيد قوله و لكن قد أسأنا التقاضيا أي لم نظلمكم أولا بل بدأتم بالظلم و طلبنا منكم الثأر بأقبح وجه و التقريظ مدح الإنسان و هي حي و الغشم الظلم و أفرح الروع ذهب و هوم الرجل إذا هز رأسه من النعاس أقول رواه في الكتاب العتيق عن أبي المفضل الشيباني إلى آخر السند
26- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم أو غيره رفعه قال خرج عبد الصمد بن علي و معه جماعة فبصر بأبي الحسن ع مقبلا راكبا بغلا فقال لمن معه مكانكم حتى أضحككم من موسى بن جعفر فلما دنا منه قال له ما هذه الدابة التي لا تدرك عليها الثأر و لا تصلح عند النزال فقال له أبو الحسن ع تطأطأت عن سمو الخيل و تجاوزت قموء العير و خير الأمور أوسطها فأفحم عبد الصمد فما أحار جوابا
بيان القمء الذل و الصغار و العير الحمار و كان عبد الصمد هو ابن علي بن عبد الله بن العباس و قد عد من أصحاب الصادق ع
27- مهج، ]مهج الدعوات[ قال الفضل بن الربيع لما اصطبح الرشيد يوما استدعى حاجبه فقال له امض إلى علي بن موسى العلوي و أخرجه من الحبس و ألقه في بركة السباع فما زلت ألطف به و أرفق و لا يزداد إلا غضبا و قال و الله لئن لم تلقه إلى السباع لألقينك عوضه قال فمضيت إلى علي بن موسى الرضا فقلت له إن أمير المؤمنين أمرني بكذا و بكذا قال افعل ما أمرت به فإني مستعين بالله تعالى عليه و أقبل بهذه العوذة و هو يمشي معي إلى أن انتهيت إلى البركة ففتحت بابها و أدخلته فيها و فيها أربعون سبعا و عندي من الغم و القلق أن يكون قتل مثله على يدي و عدت إلى موضعي فلما انتصف الليل أتاني خادم فقال لي إن أمير المؤمنين يدعوك فصرت إليه فقال لعلي أخطأت البارحة بخطيئة أو أتيت منكرا فإني رأيت البارحة مناما هالني و ذلك أني رأيت جماعة من الرجال دخلوا علي و بأيديهم سائر السلاح و في وسطهم رجل كأنه القمر و دخل إلى قلبي هيبته فقال لي قائل هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و على أبنائه فتقدمت إليه لأقبل قدميه فصرفني عنه فقال فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ثم حول وجهه فدخل بابا فانتبهت مذعورا لذلك فقلت يا أمير المؤمنين أمرتني أن ألقي علي بن موسى للسباع فقال ويلك ألقيته فقلت إي و الله فقال امض و انظر ما حاله فأخذت الشمع بين يدي و طالعته فإذا هو قائم يصلي و السباع حوله فعدت إليه فأخبرته فلم يصدقني و نهض و اطلع إليه فشاهده في تلك الحال فقال السلام عليك يا ابن عم فلم يجبه حتى فرغ من صلاته ثم قال و عليك السلام يا ابن عم قد كنت أرجو أن لا تسلم علي في مثل هذا الموضع فقال أقلني فإني معتذر إليك فقال له قد نجانا الله تعالى بلطفه فله الحمد ثم أمر بإخراجه فأخرج فقال فلا و الله ما تبعه سبع فلما حضر بين يدي الرشيد عانقه ثم حمله إلى مجلسه و رفعه فوق سريره و قال يا ابن عم إن أردت المقام عندنا ففي الرحب و السعة و قد أمرنا لك و لأهلك بمال و ثياب فقال له لا حاجة لي في المال و لا الثياب و لكن في قريش نفر يفرق ذلك عليهم و ذكر له قوله فأمر له بصلة و كسوة ثم سأله أن يركبه على بغال البريد إلى الموضع الذي يحب فأجابه إلى ذلك و قال لي شيعه فشيعته إلى بعض الطريق و قلت له يا سيدي إن رأيت أن تطول علي بالعوذة فقال منعنا أن ندفع عوذنا و تسبيحنا إلى كل أحد و لكن لك علي حق الصحبة و الخدمة فاحتفظ بها فكتبتها في دفتر و شددتها في منديل في كمي فما دخلت إلى أمير المؤمنين إلا ضحك إلي و قضى حوائجي و لا سافرت إلا كانت حرزا و أمانا من كل مخوف و لا وقعت في الشدة إلا دعوت بها ففرج عني ثم ذكرها
أقول قال السيد ره لربما كان هذا الحديث عن الكاظم موسى بن جعفر ع لأنه كان محبوسا عند الرشيد لكنني ذكرت هذا كما وجدته
28- ختص، ]الإختصاص[ عبد الله بن محمد السائي عن الحسن بن موسى عن عبد الله بن محمد النهيكي عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال كان مما قال هارون لأبي الحسن ع حين أدخل عليه ما هذه الدار فقال هذه دار الفاسقين قال الله تعالى سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ إِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا الآية فقال له هارون فدار من هي قال هي لشيعتنا فترة و لغيرهم فتنة قال فما بال صاحب الدار لا يأخذها فقال أخذت منه عامرة و لا يأخذها إلا معمورة قال فأين شيعتك فقرأ أبو الحسن ع لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ قال فقال له فنحن كفار قال لا و لكن كما قال الله الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ فغضب عند ذلك و غلظ عليه فقد لقيه أبو الحسن ع بمثل هذه المقالة و ما رهبه و هذا خلاف قول من زعم أنه هرب منه من الخوف
29- كا، ]الكافي[ علي بن محمد بن عبد الله عن بعض أصحابنا أظنه السياري عن علي بن أسباط قال لما ورد أبو الحسن موسى ع على المهدي رآه يرد المظالم فقال يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد فقال له و ما ذاك يا أبا الحسن قال إن الله تبارك و تعالى لما فتح على نبيه ص فدك و ما والاها لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب فأنزل الله على نبيه ص وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ فلم يدر رسول الله ص من هم فراجع في ذلك جبرئيل و راجع جبرئيل ع ربه فأوحى الله إليه أن ادفع فدك إلى فاطمة ع فدعاها رسول الله ص فقال لها يا فاطمة إن الله أمرني أن أدفع إليك فدك فقالت قد قبلت يا رسول الله من الله و منك فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله ص فلما ولي أبو بكر أخرج عنها وكلاءها فأتته فسألته أن يردها عليها فقال لها ايتيني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك فجاءت بأمير المؤمنين ع و أم أيمن فشهدا لها فكتب لها بترك التعرض فخرجت و الكتاب معها فلقيها عمر فقال ما هذا معك يا بنت محمد قالت كتاب كتب لي ابن أبي قحافة قال أرينيه فأبت فانتزعه من يدها و نظر فيه ثم تفل فيه و محاه و خرقه فقال لها هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل و لا ركاب فضعي الجبال في رقابنا فقال له المهدي يا أبا الحسن حدها إلي فقال حد منها جبل أحد و حد منها عريش مصر و حد منها سيف البحر و حد منها دومة الجندل فقال له كل هذا قال نعم يا أمير المؤمنين هذا كله إن هذا مما لم يوجف أهله على رسول الله بخيل و لا ركاب فقال كثير و أنظر فيه
بيان قوله فضعي الجبال في بعض النسخ بالحاء المهملة و يحتمل أن يكون حينئذ كناية عن الترافع إلى الحكام بأن يكون لعنه الله قال ذلك تعجيزا لها و تحقيرا لشأنها أو المعنى أنك إذا أعطيت ذلك وضعت الحبال على رقابنا بالعبودية أو أنك إذا حكمت على ما لم يوجف عليها بخيل بأنها ملكك فاحكمي على رقابنا أيضا بالملكية و في بعض النسخ بالجيم أي إن قدرت على وضع الجبال على رقابنا جزاء بما صنعنا فافعلي و يحتمل أن يكون على هذا كناية عن ثقل الآثام و الأوزار
-30 كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن يقطين عن أبي الحسن موسى ع قال قلت له إني قد أشفقت من دعوة أبي عبد الله ع علي بن يقطين و ما ولد فقال يا أبا الحسن ليس حيث تذهب إنما المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة في اللبنة يجيء المطر فيغسل اللبنة فلا يضر الحصاة شيئا
31- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عمن ذكره عن علي بن أسباط عن إبراهيم بن أبي محمود عن علي بن يقطين قال قلت لأبي الحسن ع ما تقول في أعمال هؤلاء قال إن كنت لا بد فاعلا فاتق أموال الشيعة قال فأخبرني على أنه كان يجبيها من الشيعة علانية و يردها عليهم في السر
32- ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن عيسى عن علي بن يقطين أو عن زيد عن علي بن يقطين أنه كتب إلى أبي الحسن موسى ع إن قلبي يضيق مما أنا عليه من عمل السلطان و كان وزيرا لهارون فإن أذنت لي جعلني الله فداك هربت منه فرجع الجواب لا آذن لك بالخروج من عملهم و اتق الله أو كما قال
33- كتاب الاستدراك، عن التلعكبري بإسناده عن الكاظم ع قال قال لي هارون أ تقولون إن الخمس لكم قلت نعم قال إنه لكثير قال قلت إن الذي أعطاناه علم أنه لنا غير كثير