1- قل، ]إقبال الأعمال[ بإسناده إلى شيخنا المفيد في كتاب حدائق الرياض قال ليلة إحدى و عشرين من المحرم و كانت ليلة خميس سنة ثلاث من الهجرة كان زفاف فاطمة ابنة رسول الله ص إلى منزل أمير المؤمنين ع يستحب صومه شكرا لله تعالى لما وفق من جمع حجته و صفوته و من تاريخ بغداد بإسناده إلى ابن عباس قال لما زفت فاطمة ع إلى علي ع كان النبي ص قدامها و جبرئيل عن يمينها و ميكائيل عن يسارها و سبعون ألف ملك خلفها يسبحون الله و يقدسونه حتى طلع الفجر
2- مصباح، في أول يوم من ذي الحجة زوج رسول الله ص فاطمة ع من أمير المؤمنين ع و روي أنه كان يوم السادس
3- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ جعفر بن نعيم الشاذاني عن أحمد بن إدريس عن ابن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي ع قال قال لي رسول الله ص يا علي لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة و قالوا خطبناها إليك فمنعتنا و زوجت عليا فقلت لهم و الله ما أنا منعتكم و زوجته بل الله منعكم و زوجه فهبط علي جبرئيل فقال يا محمد إن الله جل جلاله يقول لو لم أخلق عليا لما كان لفاطمة ابنتك كفو على وجه الأرض آدم فمن دونه
ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الهمداني عن علي عن أبيه عن علي بن معبد مثله
4- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن الحسين عن الحسين بن محمد الأسدي عن جعفر بن عبد الله العلوي عن يحيى بن هاشم الغساني عن محمد بن مروان عن جوير بن سعد عن الضحاك بن مزاحم قال سمعت علي بن أبي طالب ع يقول أتاني أبو بكر و عمر فقالا لو أتيت رسول الله ص فذكرت له فاطمة قال فأتيته فلما رآني رسول الله ص ضحك ثم قال ما جاء بك يا أبا الحسن حاجتك قال فذكرت له قرابتي و قدمي في الإسلام و نصرتي له و جهادي فقال يا علي صدقت فأنت أفضل مما تذكر فقلت يا رسول الله فاطمة تزوجنيها فقال يا علي إنه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها و لكن على رسلك حتى أخرج إليك فدخل عليها فقامت فأخذت رداءه و نزعت نعليه و أتته بالوضوء فوضأته بيدها و غسلت رجليه ثم قعدت فقال لها يا فاطمة فقالت لبيك لبيك حاجتك يا رسول الله قال إن علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته و فضله و إسلامه و إني قد سألت ربي أن يزوجك خير خلقه و أحبهم إليه و قد ذكر من أمرك شيئا فما ترين فسكتت و لم تول وجهها و لم ير فيه رسول الله ص كراهة فقام و هو يقول الله أكبر سكوتها إقرارها فأتاه جبرئيل ع فقال يا محمد زوجها علي بن أبي طالب فإن الله قد رضيها له و رضيه لها قال علي فزوجني رسول الله ص ثم أتاني فأخذ بيدي فقال قم بسم الله و قل على بركة الله و ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ثم جاءني حتى أقعدني عندها ع ثم قال اللهم إنهما أحب خلقك إلي فأحبهما و بارك في ذريتهما و اجعل عليهما منك حافظا و إني أعيذهما بك و ذريتهما من الشيطان الرجيم
بيان الرسل بالكسر التأني و الرفق
-5 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري عن خاله عن الأشعري عن البرقي عن ابن أسباط عن داود عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع قال لما زوج رسول الله ص عليا فاطمة ع دخل عليها و هي تبكي فقال لها ما يبكيك فو الله لو كان في أهل بيتي خير منه زوجتك و ما أنا زوجتك و لكن الله زوجك و أصدق عنك الخمس ما دامت السماوات و الأرض قال علي ع قال رسول الله ص قم فبع الدرع فقمت فبعته و أخذت الثمن و دخلت على رسول الله ص فسكبت الدراهم في حجره فلم يسألني كم هي و لا أنا أخبرته ثم قبض قبضة و دعا بلالا فأعطاه فقال ابتع لفاطمة طيبا ثم قبض رسول الله ص من الدراهم بكلتا يديه فأعطاه أبا بكر و قال ابتع لفاطمة ما يصلحها من ثياب و أثاث البيت و أردفه بعمار بن ياسر و بعده من أصحابه فحضروا السوق فكانوا يعترضون الشيء مما يصلح فلا يشترونه حتى يعرضوه على أبي بكر فإن استصلحه اشتروه فكان مما اشتروه قميص بسبعة دراهم و خمار بأربعة دراهم و قطيفة سوداء خيبرية و سرير مزمل بشريط و فراشين من خيش مصر حشو أحدهما ليف و حشو الآخر من جز الغنم و أربع مرافق من أدم الطائف حشوها إذخر و ستر من صوف و حصير هجري و رحى لليد و مخضب من نحاس و سقاء من أدم و قعب للبن و شن للماء و مطهرة مزفتة و جرة خضراء و كيزان خزف حتى إذا استكمل الشراء حمل أبو بكر بعض المتاع و حمل أصحاب رسول الله ص الذين كانوا معه الباقي فلما عرض المتاع على رسول الله ص جعل يقلبه بيده و يقول بارك الله لأهل البيت قال علي ع فأقمت بعد ذلك شهرا أصلي مع رسول الله ص و أرجع إلى منزلي و لا أذكر شيئا من أمر فاطمة ع ثم قلن أزواج رسول الله ص أ لا نطلب لك من رسول الله ص دخول فاطمة عليك فقلت افعلن فدخلن عليه فقالت أم أيمن يا رسول الله لو أن خديجة باقية لقرت عينها بزفاف فاطمة و إن عليا يريد أهله فقر عين فاطمة ببعلها و اجمع شملها و قر عيوننا بذلك فقال فما بال علي لا يطلب مني زوجته فقد كنا نتوقع ذلك منه قال علي فقلت الحياء يمنعني يا رسول الله فالتفت إلى النساء فقال من هاهنا فقالت أم سلمة أنا أم سلمة و هذه زينب و هذه فلانة و فلانة فقال رسول الله ص هيئوا لابنتي و ابن عمي في حجري بيتا فقالت أم سلمة في أي حجرة يا رسول الله فقال رسول الله في حجرتك و أمر نساءه أن يزين و يصلحن من شأنها قالت أم سلمة فسألت فاطمة هل عندك طيب ادخرتيه لنفسك قالت نعم فأتت بقارورة فسكبت منها في راحتي فشممت منها رائحة ما شممت مثلها قط فقلت ما هذا فقالت كان دحية الكلبي يدخل على رسول الله ص فيقول لي يا فاطمة هات الوسادة فاطرحيها لعمك فأطرح له الوسادة فيجلس عليها فإذا نهض سقط من بين ثيابه شيء فيأمرني بجمعه فسأل علي ع رسول الله ص عن ذلك فقال هو عنبر يسقط من أجنحة جبرئيل قال علي ثم قال لي رسول الله يا علي اصنع لأهلك طعاما فاضلا ثم قال من عندنا اللحم و الخبز و عليك التمر و السمن فاشتريت تمرا و سمنا فحسر رسول الله ص عن ذراعه و جعل يشدخ التمر في السمن حتى اتخذه حيسا و بعث إلينا كبشا سمينا فذبح و خبز لنا خبز كثير ثم قال لي رسول الله ص ادع من أحببت فأتيت المسجد و هو مشحن بالصحابة فأحييت أن أشخص قوما و أدع قوما ثم صعدت على ربوة هناك و ناديت أجيبوا إلى وليمة فاطمة فأقبل الناس أرسالا فاستحييت من كثرة الناس و قلة
الطعام فعلم رسول الله ص ما تداخلني فقال يا علي إني سأدعو الله بالبركة قال علي فأكل القوم عن آخرهم طعامي و شربوا شرابي و دعوا لي بالبركة و صدروا و هم أكثر من أربعة آلاف رجل و لم ينقص من الطعام شيء ثم دعا رسول الله ص بالصحاف فملئت و وجه بها إلى منازل أزواجه ثم أخذ صحفة و جعل فيها طعاما و قال هذا لفاطمة و بعلها حتى إذا انصرفت الشمس للغروب قال رسول الله ص يا أم سلمة هلمي فاطمة فانطلقت فأتت بها و هي تسحب أذيالها و قد تصببت عرقا حياء من رسول الله ص فعثرت فقال رسول الله ص أقالك الله العثرة في الدنيا و الآخرة فلما وقفت بين يديه كشف الرداء عن وجهها حتى رآها علي ع ثم أخذ يدها فوضعها في يد علي ع و قال بارك الله لك في ابنة رسول الله يا علي نعم الزوجة فاطمة و يا فاطمة نعم البعل علي انطلقا إلى منزلكما و لا تحدثا أمرا حتى آتيكما قال علي فأخذت بيد فاطمة و انطلقت بها حتى جلست في جانب الصفة و جلست في جانبها و هي مطرقة إلى الأرض حياء مني و أنا مطرق إلى الأرض حياء منها ثم جاء رسول الله ص فقال من هاهنا فقلنا ادخل يا رسول الله مرحبا بك زائرا و داخلا فدخل فأجلس فاطمة من جانبه ثم قال يا فاطمة ايتيني بماء فقامت إلى قعب في البيت فملأته ماء ثم أتته به فأخذ جرعة فتمضمض بها ثم مجها في القعب ثم صب منها على رأسها ثم قال أقبلي فلما أقبلت نضح منه بين ثدييها ثم قال أدبري فأدبرت فنضح منه بين كتفيها ثم قال اللهم هذه ابنتي و أحب الخلق إلي اللهم و هذا أخي و أحب الخلق إلي اللهم اجعله لك وليا و بك حفيا و بارك له في أهله ثم قال يا علي ادخل بأهلك بارك الله لك و رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ... إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
بيان مزمل أي ملفوف و الشريط خوص مفتول يشرط به السرير و نحوه و قال الفيروزآبادي الخيش ثياب في نسجها رقة و خيوطها غلاظ من مشاقة الكتان أو من أغلظ العصب قوله من جز الغنم بالكسر أي الصوف الذي جز من الغنم و المخضب كمنبر المركن. قوله فقر عين فاطمة ظاهره أنه بصيغة الأمر بناء على أن مجرده يكون متعديا أيضا لكنه لم يرد فيما عندنا من كتب اللغة. و قال الجوهري جمع الله شملهم أي ما تشتت من أمرهم و شتت الله شمله أي ما اجتمع من أمره و قال الشدخ كسر الشيء الأجوف و قال الحيس هو تمر يخلط بسمن و أقط و السحب الجر و القعب قدح من خشب قوله ص و بك حفيا قال الجوهري تقول حفيت به بالكسر أي بالغت في إكرامه و ألطافه انتهى أي مطيعا لك غاية الإطاعة أو مشفقا على الخلق ناصحا لهم بسبب إطاعة أمرك
6- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي غالب الزراري عن الكليني عن عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن الخيبري عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول لو لا أن الله خلق أمير المؤمنين لفاطمة ما كان لها كفو على الأرض
7- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ روي أن أمير المؤمنين ع دخل بفاطمة بعد وفاة أختها رقية زوجة عثمان بستة عشر يوما و ذلك بعد رجوعه من بدر و ذلك لأيام خلت من شوال و روي أنه دخل بها يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة و الله تعالى أعلم
8- ل، ]الخصال[ الطالقاني عن الحسن بن علي العدوي عن عمرو بن المختار عن يحيى الحماني عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن أبي أيوب الأنصاري قال إن رسول الله ص مرض مرضه فأتته فاطمة ع تعوده و هو ناقه من مرضه فلما رأت ما برسول الله ص من الجهد و الضعف خنقتها العبرة حتى جرت دمعتها على خدها فقال النبي ص لها يا فاطمة إن الله جل ذكره اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك فأوحى إلي فأنكحتكه أ ما علمت يا فاطمة أن لكرامة الله إياك زوجك أقدمهم سلما و أعظمهم حلما و أكثرهم علما قال فسرت بذلك فاطمة ع و استبشرت بما قال لها رسول الله ص فأراد رسول الله ص أن يزيدها مزيد الخير كله من الذي قسمه الله له و لمحمد و آل محمد فقال يا فاطمة لعلي ثمان خصال إيمانه بالله و برسوله و علمه و حكمته و زوجته و سبطاه الحسن و الحسين و أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر و قضاؤه بكتاب الله يا فاطمة إنا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين قبلنا و لا يدركها أحد من الآخرين بعدنا نبينا خير الأنبياء و هو أبوك و وصينا خير الأوصياء و هو بعلك و شهيدنا سيد الشهداء و هو حمزة عم أبيك و منا من له جناحان يطير بهما في الجنة و هو جعفر و منا سبطا هذه الأمة و هما ابناك
9- لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي و العطار عن محمد العطار عن محمد بن عبد الجبار عن أبي أحمد الأزدي عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله ص إن الله تبارك و تعالى آخى بيني و بين علي بن أبي طالب و زوجه ابنتي من فوق سبع سماواته و أشهد على ذلك مقربي ملائكته و جعله لي وصيا و خليفة فعلي مني و أنا منه محبه محبي و مبغضه مبغضي و إن الملائكة لتتقرب إلى الله بمحبته
10- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن سعد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلا عن الصادق عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع دخلت أم أيمن على النبي ص و في ملحفتها شيء فقال لها رسول الله ص ما معك يا أم أيمن فقالت إن فلانة أملكوها فنثروا عليها فأخذت من نثارها ثم بكت أم أيمن و قالت يا رسول الله فاطمة زوجتها و لم تنثر عليها شيئا فقال رسول الله ص يا أم أيمن لم تكذبين فإن الله تبارك و تعالى لما زوجت فاطمة عليا ع أمر أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليها و حللها و ياقوتها و درها و زمردها و إستبرقها فأخذوا منها ما لا يعلمون و لقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة ع فجعلها في منزل علي ع
شي، ]تفسير العياشي[ عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع مثله
11- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن بعض أصحابه رفعه قال كانت فاطمة ع لا يذكرها أحد لرسول الله ص إلا أعرض عنه حتى آيس الناس منها فلما أراد أن يزوجها من علي أسر إليها فقالت يا رسول الله أنت أولى بما ترى غير أن نساء قريش تحدثني عنه أنه رجل دحداح البطن طويل الذراعين ضخم الكراديس أنزع عظيم العينين و السكنة مشاشار كمشاشير البعير ضاحك السن لا مال له فقال لها رسول الله ص يا فاطمة أ ما علمت أن الله أشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين ثم اطلع فاختار عليا على رجال العالمين ثم اطلع فاختارك على نساء العالمين يا فاطمة إنه لما أسري بي إلى السماء وجدت مكتوبا على صخرة بيت المقدس لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بوزيره و نصرته بوزيره فقلت لجبرئيل و من وزيري فقال علي بن أبي طالب فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي محمد صفوتي من خلقي أيدته بوزيره و نصرته بوزيره فقلت لجبرئيل و من وزيري قال علي بن أبي طالب ع فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش رب العالمين وجدت مكتوبا على قائمة من قوائم العرش أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا محمد حبيبي أيدته بوزيره و نصرته بوزيره فلما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى أصلها في دار علي و ما في الجنة قصر و لا منزل إلا و فيها فتر منها و أعلاها أسفاط حلل مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط في كل سفط مائة ألف حلة ما فيه حلة تشبه الأخرى على ألوان مختلفة و هو ثياب أهل الجنة وسطها ظل ممدود عرض الجنة كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ و رسوله يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مائة عام فلا يقطعه و ذلك قوله وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ و أسفلها ثمار أهل الجنة و طعامهم متدلل في بيوتهم يكون في القضيب منها مائة لون من الفاكهة مما رأيتم في دار الدنيا و ما لم تروه و ما سمعتم به و ما لم تسمعوا مثلها و كلما يجتنى منها شيء نبتت مكانها أخرى لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ و يجري نهر في أصل تلك الشجرة تنفجر منها الأنهار الأربعة أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى يا فاطمة إن الله أعطاني في علي سبع خصال هو أول من ينشق عنه القبر معي و هو أول من يقف معي على الصراط فيقول للنار خذي ذا و ذري ذا و أول من يكسى إذا كسيت و أول من يقف معي على يمين العرش و أول من يقرع معي باب الجنة و أول من يسكن معي عليين و أول من يشرب معي من الرحيق المختوم خِتامُهُ مِسْكٌ وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ يا فاطمة هذا ما أعطاه الله عليا في الآخرة و أعد له في الجنة إذا كان في الدنيا لا مال له فأما ما قلت إنه بطين فإنه مملوء من علم خصه الله به و أكرمه من بين أمتي و أما ما قلت إنه أنزع عظيم العينين فإن الله خلقه بصفة آدم ع و أما طول يديه فإن الله عز و جل طولها ليقتل بها أعداءه و أعداء رسوله و به يظهر الله الدين وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ و به يفتح الله الفتوح و يقاتل المشركين على تنزيل القرآن و المنافقين من أهل البغي و النكث و الفسوق على تأويله و يخرج الله من صلبه سيدي شباب أهل الجنة و يزين بهما عرشه يا فاطمة ما بعث الله نبيا إلا جعل له ذرية من صلبه و جعل ذريتي من صلب علي و لو لا علي ما كانت لي ذرية فقالت فاطمة يا رسول الله ما اختار عليه أحدا من أهل الأرض فزوجها رسول الله ص فقال ابن عباس عند ذلك و الله ما كان لفاطمة كفو غير علي ع
إيضاح الدحداح القصير السمين و اندح بطنه اندحاحا اتسع و كل عظمين التقيا في مفصل فهو كردوس نحو المنكبين و الركبتين و الوركين و الأنزع هو الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته و السكنة كقرحة مقر الرأس من العنق و لم أجد لمشاشار معنى في اللغة و لعله كان في الأصل له مشاش كمشاش البعير و المشاش رءوس العظام و لم تكن تلك الفقرة في بعض النسخ و هو أصوب. قوله إلا و فيها فتر بالفاء المكسورة ما بين طرف الإبهام و طرف المشيرة و في بعضها بالقاف قال الفيروزآبادي القتر القدر و يحرك و في بعضها قنو بالكسر أي عذق و التدلل التدلي و الآسن الآجن المتغير و قد مر شرح سائر أجزاء الخبر في كتاب الفتن و كتاب أحوال أمير المؤمنين ع
12- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن الصفار عن سلمة بن الخطاب عن إبراهيم بن مقاتل عن حامد بن محمد عن عمر بن هارون عن الصادق عن آبائه عن علي ع قال لقد هممت بتزويج فاطمة ابنة محمد ص و لم أتجرأ أن أذكر ذلك للنبي و إن ذلك ليختلج في صدري ليلي و نهاري حتى دخلت على رسول الله ص فقال يا علي قلت لبيك يا رسول الله قال هل لك في التزويج قلت رسول الله أعلم و إذا هو يريد أن يزوجني بعض نساء قريش و إني لخائف على فوت فاطمة فما شعرت بشيء إذ أتاني رسول رسول الله ص فقال لي أجب النبي ص و أسرع فما رأينا رسول الله ص أشد فرحا منه اليوم قال فأتيته مسرعا فإذا هو في حجرة أم سلمة فلما نظر إلى تهلل وجهه فرحا و تبسم حتى نظرت إلى بياض أسنانه يبرق فقال أبشر يا علي فإن الله عز و جل قد كفاني ما قد كان أهمني من أمر تزويجك فقلت و كيف ذلك يا رسول الله قال أتاني جبرئيل و معه من سنبل الجنة و قرنفلها فناولنيهما فأخذتهما و شممتهما فقلت ما سبب هذا السنبل و القرنفل فقال إن الله تبارك و تعالى أمر سكان الجنان من الملائكة و من فيها أن يزينوا الجنان كلها بمغارسها و أشجارها و ثمارها و قصورها و أمر ريحها فهبت بأنواع العطر و الطيب و أمر حور عينها بالقراءة فيها بسورة طه و طواسين و يس و حمعسق ثم نادى مناد من تحت العرش ألا إن اليوم يوم وليمة علي بن أبي طالب ع ألا إني أشهدكم أني قد زوجت فاطمة بنت محمد من علي بن أبي طالب رضى مني بعضهما لبعض ثم بعث الله تبارك و تعالى سحابة بيضاء فقطرت عليهم من لؤلؤها و زبرجدها و يواقيتها و قامت الملائكة فنثرت من سنبل الجنة و قرنفلها هذا مما نثرت الملائكة ثم أمر الله تبارك و تعالى ملكا من ملائكة الجنة يقال له راحيل و ليس في الملائكة أبلغ منه فقال اخطب يا راحيل فخطب بخطبة لم يسمع بمثلها أهل السماء و لا أهل الأرض ثم نادى مناد ألا يا ملائكتي و سكان جنتي باركوا على علي بن أبي طالب حبيب محمد و فاطمة بنت محمد فقد باركت عليهما ألا إني قد زوجت أحب النساء إلي من أحب الرجال إلي بعد النبيين و المرسلين فقال راحيل الملك يا رب و ما بركتك فيهما بأكثر مما رأينا لهما في جنانك و دارك فقال عز و جل يا راحيل إن من بركتي عليهما أن أجمعهما على محبتي و اجعلهما حجة على خلقي و عزتي و جلالي لأخلقن منهما خلقا و لأنشأن منهما ذرية اجعلهم خزاني في أرضي و معادن لعلمي و دعاة إلى ديني بهم أحتج على خلقي بعد النبيين و المرسلين فأبشر يا علي فإن الله عز و جل أكرمك كرامة لم يكرم بمثلها أحدا و قد زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمن و قد رضيت لها بما رضي الله لها فدونك أهلك فإنك أحق بها مني و لقد أخبرني جبرئيل ع أن الجنة مشتاقة إليكما و لو لا أن الله عز و جل قدر أن يخرج منكما ما يتخذه على الخلق حجة لأجاب فيكما الجنة و أهلها فنعم الأخ أنت و نعم الختن أنت و نعم الصاحب أنت و كفاك برضى الله رضى قال علي ع فقلت يا رسول الله بلغ من قدري حتى أني ذكرت في الجنة و زوجني الله في ملائكته فقال إن الله عز و جل إذا أكرم وليه و أحبه أكرمه بما لا عين رأت و لا أذن سمعت فحباها الله لك يا علي فقال علي ع رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فقال رسول الله ص آمين
ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ محمد بن علي بن الشاه عن أحمد بن المظفر عن محمد بن زكريا عن مهدي بن سابق عن الرضا عن آبائه عن علي ع مثله ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الدقاق عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن أحمد بن الحارث عن أبي معاوية عن الأعمش عن الصادق ع عن آبائه عن علي ع مثله
13- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عقبة بن مكرم الضبي عن محمد بن علي بن عمرو عن عمرو بن عبد الله بن هارون الطوسي عن أحمد بن عبد الله الشيباني عن محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن آبائه عن علي ع مثله و في آخره فإنما حباك الله في الجنة بما لا عين رأت و لا أذن سمعت فقال علي بن أبي طالب ع يا رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلى والِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي فقال النبي ص آمين يا رب العالمين و يا خير الناصرين
14- ب، ]قرب الإسناد[ ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه ع قال كان فراش علي و فاطمة حين دخلت عليه إهاب كبش إذا أرادا أن يناما عليه قلباه فناما على صوفه قال و كانت وسادتهما أدما حشوها ليف قال و كان صداقها درعا من حديد
15- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن محمد بن أحمد بن الحسن عن موسى بن إبراهيم المروزي عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده ع عن جابر بن عبد الله قال لما زوج رسول الله ص فاطمة من علي أتاه أناس من قريش فقالوا إنك زوجت عليا بمهر خسيس فقال ما أنا زوجت عليا و لكن الله عز و جل زوجه ليلة أسرى بي عند سدرة المنتهى أوحى الله إلى السدرة أن انثري ما عليك فنثرت الدر و الجوهر و المرجان فابتدر الحور العين فالتقطن فهن يتهادينه و يتفاخرن و يقلن هذا من نثار فاطمة بنت محمد ص فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي ببغلته الشهباء و ثنى عليها قطيفة و قال لفاطمة اركبي و أمر سلمان أن يقودها و النبي ص يسوقها فبينما هو في بعض الطريق إذ سمع النبي ص وجبة فإذا هو بجبرئيل في سبعين ألفا و ميكائيل في سبعين ألفا فقال النبي ص ما أهبطكم إلى الأرض قالوا جئنا نزف فاطمة إلى علي بن أبي طالب فكبر جبرئيل و كبر ميكائيل و كبرت الملائكة و كبر محمد ص فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة
بيان الوجبة السقطة مع الهدة أو صوت الساقط و في بعض النسخ وحية بالحاء المهملة و الياء المثناة و الوحي الكلام الخفي
16- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه ع قال قال النبي ص ما زوجت فاطمة إلا بعد ما أمرني الله عز و جل بتزويجها
-17 ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص أتاني ملك فقال يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام و يقول لك قد زوجت فاطمة من علي فزوجها منه و قد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر و الياقوت و المرجان و إن أهل السماء قد فرحوا لذلك و سيولد منها ولدان سيدا شباب أهل الجنة و بهما يزين أهل الجنة فأبشر يا محمد فإنك خير الأولين و الآخرين
صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه ع مثله
18- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحفار عن الجعابي عن علي بن أحمد العجلي عن عباد بن يعقوب عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عن أبيه عن جده عن علي ع قال جاء رسول الله ص يطلبني فقال أين أخي يا أم أيمن قالت و من أخوك قال علي قالت يا رسول الله تزوجه ابنتك و هو أخوك قال نعم أما و الله يا أم أيمن لقد زوجتها كفوا شريفا وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ
19- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن علي بن حبيش عن العباس بن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان عن الحسين بن أبي غندر عن إسحاق بن عمار و أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى أمهر فاطمة ع ربع الدنيا فربعها لها و أمهرها الجنة و النار تدخل أعداءها النار و تدخل أولياءها الجنة و هي الصديقة الكبرى و على معرفتها دارت القرون الأولى
20- ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن الوليد عن ابن بكير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول زوج رسول الله ص عليا فاطمة صلوات الله عليهما على درع له حطمية تسوى ثلاثين درهما
أقول سيأتي في تزويج أبي جعفر الثاني ع أنه قال إن محمد بن علي بن موسى يخطب أم الفضل بنت عبد الله المأمون و بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة و هو خمس مائة درهم جياد
-21 يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه لما كان وقت زفاف فاطمة ع اتخذ النبي ص طعاما و خبيصا و قال لعلي ادع الناس قال علي ع جئت إلى الناس فقلت أجيبوا الوليمة فأقبلوا فقال النبي ص أدخل عشرة فدخلوا و قدم إليهم الطعام و الثريد فأكلوا ثم أطعمهم السمن و التمر فلا يزداد الطعام إلا بركة فلما أطعم الرجال عمد إلى ما فضل منها فتفل فيها و بارك عليها و بعث منها إلى نسائه و قال قل لهن كلن و أطعمن من غشيكن ثم إن رسول الله ص دعا بصحفة فجعل فيها نصيبا فقال هذا لك و لأهلك و هبط جبرئيل في زمرة من الملائكة بهدية فقال لأم سلمة املئي القعب ماء فقال لي يا علي اشرب نصفه ثم قال لفاطمة اشربي و أبقي ثم أخذ الباقي فصبه على وجهها و نحرها ثم فتح السلة فإذا فيها كعك و موز و زبيب فقال هذا هدية جبرئيل ثم أقلب من يده سفرجلة فشقها نصفين و أعطى عليا و قال هذه هدية من الجنة إليكما و أعطى عليا نصفا و فاطمة نصفا
22- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ابن عباس و ابن مسعود و جابر و البراء و أنس و أم سلمة و السدي و ابن سيرين و الباقر ع في قوله تعالى وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً قالوا هو محمد و علي و الحسن و الحسين ع وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً القائم في آخر الزمان لأنه لم يجتمع نسب و سبب في الصحابة و القرابة إلا له فلأجل ذلك استحق الميراث بالنسب و السبب و في رواية البشر الرسول و النسب فاطمة و الصهر علي ع
تفسير الثعلبي، قال ابن سيرين نزلت في النبي و علي زوج فاطمة و هو ابن عمه و زوج ابنته فكان نسبا و صهرا
ابن الحجاج
بالمصطفى و بصهره و وصيه يوم الغدير
كعب بن زهير
صهر النبي و خير الناس كلهم
الصادق ع أوحى الله تعالى إلى رسول الله ص قل لفاطمة لا تعصي عليا فإنه إن غضب غضبت لغضبه
عوتب النبي ص في أمر فاطمة فقال لو لم يخلق الله علي بن أبي طالب ما كان لفاطمة كفو و في خبر لولاك لما كان لها كفو على وجه الأرض
المفضل عن أبي عبد الله ع قال لو لا أن الله تعالى خلق أمير المؤمنين لم يكن لفاطمة كفو على وجه الأرض آدم فمن دونه
و قالوا تزوج النبي ص من الشيخين و زوج من عثمان بنتين قلنا التزويج لا يدل على الفضل و إنما هو مبني على إظهار الشهادتين ثم إنه ص تزوج في جماعة و أما عثمان ففي زواجه خلاف كثير و أنه كان زوجهما من كافرين قبله و ليست حكم فاطمة مثل ذلك لأنها وليدة الإسلام و من أهل العباء و المباهلة و المهاجرة في أصعب وقت و ورد فيها آية التطهير و افتخر جبرئيل بكونه منهم و شهد الله لهم بالصدق و لها أمومة الأئمة إلى يوم القيامة و منها الحسن و الحسين و عقب الرسول ص و هي سيدة نساء العالمين و زوجها من أصلها و ليس بأجنبي و أما الشيخان فقد توسلا إلى النبي ص بذلك و أما علي فتوسل النبي ص إليه بعد ما رد خطبتهما و العاقد بينهما هو الله تعالى و القابل جبرئيل و الخاطب راحيل و الشهود حملة العرش و صاحب النثار رضوان و طبق النثار شجرة طوبى و النثار الدر و الياقوت و المرجان و الرسول هو المشاطة و أسماء صاحبه الحجلة و وليد هذا النكاح الأئمة ع
ابن شاهين المروزي في كتاب فضائل فاطمة ع بإسناده عن الحسين بن واقد عن أبي بريدة عن أبيه و البلاذري في التاريخ بأسانيده أن أبا بكر خطب إلى النبي ص فاطمة ع فقال انتظر لها القضاء ثم خطب إليه عمر فقال انتظر لها القضاء الخبر
مسند أحمد و فضائله و سنن أبي داود و إبانة ابن بطة و تاريخ الخطيب و كتاب ابن شاهين و اللفظ له بالإسناد عن خالد الحذاء و أبي أيوب و عكرمة و أبي نجيح و عبيدة بن سليمان كلهم عن ابن عباس أنه لما زوج النبي ص فاطمة عليا قال له النبي أعطها شيئا قال ما عندي شيء قال فأين درعك الحطمية و في رواية غيره أنه قال علي عندي قال فأعطها إياها
تاريخي الخطيب و البلاذري و حلية أبي نعيم و إبانة العكبري سفيان الثوري عن الأعمش عن الثوري عن علقمة عن ابن مسعود قال أصاب فاطمة صبيحة يوم العرس رعدة فقال لها النبي ص يا فاطمة زوجتك سيدا في الدنيا و إنه في الآخرة لمن الصالحين يا فاطمة لما أراد الله تعالى أن أملكك بعلي أمر الله تعالى جبرئيل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفا ثم خطب عليهم فزوجك من علي ثم أمر الله سبحانه شجر الجنان فحملت الحلي و الحلل ثم أمرها فنثرته على الملائكة فمن أخذ منهم يومئذ شيئا أكثر مما أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة قالت أم سلمة لقد كانت فاطمة ع تفتخر على النساء لأنها من خطب عليها جبرئيل ع
و قد اشتهر في الصحاح بالأسانيد عن أمير المؤمنين ع و ابن عباس و ابن مسعود و جابر الأنصاري و أنس بن مالك و البراء بن عازب و أم سلمة بألفاظ مختلفة و معاني متفقه أن أبا بكر و عمر خطبا إلى النبي ص فاطمة مرة بعد أخرى فردهما
و روى أحمد في الفضائل عن بريدة أن أبا بكر و عمر خطبا إلى النبي ص فاطمة فقال إنها صغيرة
و روى ابن بطة في الإبانة أنه خطبها عبد الرحمن فلم يجبه
و في رواية غيره أنه قال بكذا من المهر فغضب ص و مد يده إلى حصى فرفعها فسبحت في يده فجعلها في ذيله فصارت درا و مرجانا يعرض به جواب المهر و لما خطب علي ع قال سمعتك يا رسول الله تقول كل سبب و نسب منقطع إلا سببي و نسبي فقال النبي ص أما السبب فقد سبب الله و أما النسب فقد قرب الله و هش و بش في وجهه و قال أ لك شيء أزوجك منها فقال لا يخفى عليك حالي إن لي فرسا و بغلا و سيفا و درعا فقال بع الدرع
و روي أنه أتى سلمان إليه و قال أجب رسول الله ص فلما دخل عليه قال أبشر يا علي فإن الله قد زوجك بها في السماء قبل أن أزوجكها في الأرض و لقد أتاني ملك و قال أبشر يا محمد باجتماع الشمل و طهارة النسل قلت و ما اسمك قال نسطائيل من موكلي قوائم العرش سألت الله هذه البشارة و جبرئيل على أثري
أبو بريدة عن أبيه أن عليا ع خطب فاطمة فقال له النبي ص مرحبا و أهلا فقيل لعلي يكفيك من رسول الله ص إحداهما أعطاك الأهل و أعطاك الرحب
ابن بطة و ابن المؤذن و السمعاني في كتبهم بالإسناد عن ابن عباس و أنس بن مالك قالا بينما رسول الله ص جالس إذ جاء علي فقال يا علي ما جاء بك قال جئت أسلم عليك قال هذا جبرئيل يخبرني أن الله عز و جل زوجك فاطمة و أشهد على تزويجها أربعين ألف ملك و أوحى الله إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر و الياقوت فنثرت عليهم الدر و الياقوت فابتدرن إليه الحور العين يلتقطن في أطباق الدر و الياقوت و هن يتهادينه بينهن إلى يوم القيامة و كانوا يتهادون و يقولون هذه تحفة خير النساء
و في رواية ابن بطة عن عبد الله فمن أخذ منه يومئذ شيئا أكثر مما أخذ صاحبه أو أحسن افتخر به على صاحبه إلى يوم القيامة
ابن مردويه في كتابه بإسناده عن علقمة قال لما تزوج علي فاطمة تناثر ثمار الجنة على الملائكة
عبد الرزاق بإسناده إلى أم أيمن في خبر طويل عن النبي ص و عقد جبرئيل و ميكائيل في السماء نكاح علي و فاطمة فكان جبرئيل المتكلم عن علي و ميكائيل الراد عني
و في حديث خباب بن الأرت أن الله تعالى أوحى إلى جبرئيل زوج النور من النور و كان الولي الله و الخطيب جبرئيل و المنادي ميكائيل و الداعي إسرافيل و الناثر عزرائيل و الشهود ملائكة السماوات و الأرضين ثم أوحى إلى شجرة طوبى أن انثري ما عليك فنثرت الدر الأبيض و الياقوت الأحمر و الزبرجد الأخضر و اللؤلؤ الرطب فبادرن الحور العين يلتقطن و يهدين بعضهن إلى بعض
الصادق ع في خبر أنه دعاه رسول الله ص و قال أبشر يا علي فإن الله قد كفاني ما كان همني من تزويجك
ثم ذكر ابن شهرآشوب مختصرا مما مر برواية الصدوق رحمه الله ثم قال و قد جاء في بعض الكتب أنه خطب راحيل في البيت المعمور في جمع من أهل السماوات السبع فقال الحمد لله الأول قبل أولية الأولين الباقي بعد فناء العالمين نحمده إذ جعلنا ملائكة روحانيين و بربوبيته مذعنين و له على ما أنعم علينا شاكرين حجنا من الذنوب و سترنا من العيوب أسكننا في السماوات و قربنا إلى السرادقات و حجب عنا النهم للشهوات و جعل نهمتنا و شهوتنا في تقديسه و تسبيحه الباسط رحمته الواهب نعمته جل عن إلحاد أهل الأرض من المشركين و تعالى بعظمته عن إفك الملحدين ثم قال بعد كلام اختار الملك الجبار صفوة كرمه و عبد عظمته لأمته سيدة النساء بنت خير النبيين و سيد المرسلين و إمام المتقين فوصل حبله بحبل رجل من أهله و صاحبه المصدق دعوته المبادر إلى كلمته على الوصول بفاطمة البتول ابنة الرسول
و روي أن جبرئيل روى عن الله تعالى عقيبها قوله عز و جل الحمد ردائي و العظمة كبريائي و الخلق كلهم عبيدي و إمائي زوجت فاطمة أمتي من علي صفوتي اشهدوا ملائكتي و كان بين تزويج أمير المؤمنين و فاطمة ع في السماء إلى تزويجهما في الأرض أربعين يوما زوجها رسول الله ص من علي أول يوم من ذي الحجة
و روي أنه كان يوم السادس منه
-23 مع، ]معاني الأخبار[ ل، ]الخصال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن مسرور عن ابن عامر عن المعلى عن البزنطي عن علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر ع يقول بينا رسول الله ص جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة و عشرون وجها فقال له رسول الله ص حبيبي جبرئيل لم أرك في مثل هذه الصورة فقال الملك لست بجبرئيل أنا محمود بعثني الله عز و جل أن أزوج النور من النور قال من ممن فقال فاطمة من علي قال فلما ولى الملك إذا بين كتفيه محمد رسول الله علي وصيه فقال له رسول الله ص منذ كم كتب هذا بين كتفيك فقال من قبل أن يخلق الله عز و جل آدم باثنين و عشرين ألف عام
24- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن علي بن جعفر مثله ثم قال و في رواية بأربعة و عشرين ألف عام
عبد الله بن ميمون حدثنا أبو هريرة عن أبي الزبير عن جابر الأنصاري في حديث محمود و أنبأني أبو يعلى العطار و أبو المؤيد الخطيب بنحو هذا الخبر إلا أنهما رويا ملك له عشرون رأسا في كل رأس ألف لسان و كان اسم الملك صرصائيل
أبو بكر مردويه في فضائل أمير المؤمنين بالإسناد عن أنس بن مالك و كتاب أبي القاسم سليمان الطبري بإسناده عن شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن مسروق عن ابن مسعود كلاهما أن النبي ص قال إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي
كتاب ابن مردويه قال ابن سيرين قال عبيدة إن عمر بن الخطاب ذكر عليا فقال ذاك صهر رسول الله ص نزل جبرئيل على رسول الله ص فقال إن الله يأمرك أن تزوج فاطمة من علي
ابن شاهين بالإسناد عن أبي أيوب قال النبي ص أمرت بتزويجك من البيضاء و في رواية من السماء
الضحاك أن النبي ص قال لفاطمة إن علي بن أبي طالب ممن قد عرفت قرابته و فضله من الإسلام و إني سألت ربي أن يزوجك خير خلقه و أحبهم إليه و قد ذكر من أمرك شيئا فما ترين فسكتت فخرج رسول الله ص و هو يقول الله أكبر سكوتها إقرارها
و روى ابن مردويه أنه ص قال لعلي تكلم خطيبا لنفسك فقال الحمد لله الذي قرب من حامديه و دنا من سائليه و وعد الجنة من يتقيه و أنذر بالنار من يعصيه نحمده على قديم إحسانه و أياديه حمد من يعلم أنه خالقه و باريه و مميته و محييه و مسائله عن مساويه و نستعينه و نستهديه و نؤمن به و نستكفيه و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تبلغه و ترضيه و أن محمدا عبده و رسوله ص صلاة تزلفه و تحظيه و ترفعه و تصطفيه و النكاح مما أمر الله به و يرضيه و اجتماعنا مما قدره الله و أذن فيه و هذا رسول الله ص زوجني ابنته فاطمة على خمس مائة درهم و قد رضيت فاسألوه و اشهدوا
و في خبر و قد زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمن و قد رضيت بما رضي الله لها فدونك أهلك فإنك أحق بها مني
و في خبر فنعم الأخ أنت و نعم الختن أنت و نعم الصاحب أنت و كفاك برضى الله رضى فخر علي ساجدا شكرا لله تعالى و هو يقول رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ الآية فقال النبي ص آمين فلما رفع رأسه قال النبي ص بارك الله عليكما و بارك فيكما و أسعد جدكما و جمع بينكما و أخرج منكما الكثير الطيب ثم أمر النبي ص بطبق بسر و أمر بنهبه و دخل حجرة النساء و أمر بضرب الدف
الحسين بن علي ع في خبر زوج النبي ص فاطمة عليا على أربعمائة و ثمانين درهما
و روي أن مهرها أربعمائة مثقال فضة و روي أنه كان خمسمائة درهم و هو أصح
و سبب الخلاف في ذلك ما روى عمرو بن أبي المقدام و جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال كان صداق فاطمة برد حبرة و إهاب شاة على عرار
و روي عن الصادق ع قال كان صداق فاطمة درع حطمية و إهاب كبش أو جدي رواه أبو يعلى في المسند عن مجاهد
كافي الكليني زوج النبي ص فاطمة من علي على جرد برد و قيل للنبي ص قد علمنا مهر فاطمة في الأرض فما مهرها في السماء قال سل عما يعنيك و دع ما لا يعنيك قيل هذا مما يعنينا يا رسول الله قال كان مهرها في السماء خمس الأرض فمن مشى عليها مغضبا لها و لولدها مشى عليها حراما إلى أن تقوم الساعة
و في الجلاء و الشفاء في خبر طويل عن الباقر ع و جعلت نحلتها من علي خمس الدنيا و ثلث الجنة و جعلت لها في الأرض أربعة أنهار الفرات و نيل مصر و نهروان و نهر بلخ فزوجها أنت يا محمد بخمسمائة درهم تكون سنة لأمتك
و في حديث حباب بن الأرت ثم قال النبي ص زوجت فاطمة ابنتي منك بأمر الله تعالى على صداق خمس الأرض و أربعمائة و ثمانين درهما الآجل خمس الأرض و العاجل أربعمائة و ثمانين درهما
و قد روي حديث خمس الأرض عن الصادق ع عن يعقوب بن شعيب إسحاق بن عمار و أبو بصير قال الصادق ع إن الله تعالى مهر فاطمة ربع الدنيا فربعها لها و مهرها الجنة و النار فتدخل أولياءها الجنة و أعداءها النار
أمالي أبي جعفر الطوسي قال الصادق ع في خبر و سكب الدراهم في حجره فأعطى منها قبضة كانت ثلاثة و ستين أو ستة و ستين إلى أم أيمن لمتاع البيت و قبضة إلى أسماء بنت عميس للطيب و قبضة إلى أم سلمة للطعام و أنفذ عمارا و أبا بكر و بلالا لابتياع ما يصلحها
أقول ثم ذكر نحوا مما نقلنا عن أمالي الشيخ إلى قوله و جرة خضراء و كيزان خزف ثم قال و في رواية و نطع من أدم و عباء قطواني و قربة ماء وهب بن وهب القرشي و كان من تجهيز على داره انتشار رمل لين و نصب خشبة من حائط إلى حائط للثياب و بسط إهاب كبش و مخدة ليف
أبو بكر مردويه في حديثه فمكث علي تسعا و عشرين ليلة فقال له جعفر و عقيل سله أن يدخل عليك أهلك فعرفت أم أيمن ذلك و قالت هذا من أمر النساء و خلت به أم سلمة فطالبته بذلك فدعاه النبي ص و قال حبا و كرامة فأتى الصحابة بالهدايا فأمر بطحن البر و خبزه و أمر عليا بذبح البقر و الغنم فكان النبي ص يفصل و لم ير على يده أثر دم فلما فرغوا من الطبخ أمر النبي ص أن ينادى على رأس داره أجيبوا رسول الله و ذلك كقوله وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ فأجابوا من النخلات و الزروع فبسط النطوع في المسجد و صدر الناس و هم أكثر من أربعة آلاف رجل و سائر نساء المدينة و رفعوا منها ما أرادوا و لم ينقص من الطعام شيء ثم عادوا في اليوم الثاني و أكلوا و في اليوم الثالث أكلوا مبعوثة أبي أيوب ثم دعا رسول الله ص بالصحاف فملئت و وجه إلى منازل أزواجه ثم أخذ صحفة و قال هذا لفاطمة و بعلها ثم دعا فاطمة و أخذ يدها فوضعها في يد علي و قال بارك الله لك في ابنة رسول الله يا علي نعم الزوج فاطمة و يا فاطمة نعم البعل علي و كان النبي ص أمر نساءه أن يزينها و يصلحن من شأنها في حجرة أم سلمة فاستدعين من فاطمة ع طيبا فأتت بقارورة فسئلت عنها فقالت كان دحية الكلبي يدخل على رسول الله ص فيقول لي يا فاطمة هاتي الوسادة فاطرحيها لعمك فكان إذا نهض سقط من بين ثيابه شيء فيأمرني بجمعه فسئل رسول الله ص عن ذلك فقال هو عنبر يسقط من أجنحة جبرئيل و أتت بماء ورد فسألت أم سلمة عنه فقالت هذا عرق رسول الله ص كنت آخذه عند قيلولة النبي ص عندي
و روي أن جبرئيل أتى بحلة قيمتها الدنيا فلما لبستها تحيرت نسوة قريش منها و قلن من أين لك هذا قالت هذا من عند الله
تاريخ الخطيب و كتاب ابن مردويه و ابن المؤذن و شيرويه الديلمي بأسانيدهم عن علي بن الجعد عن ابن بسطام عن شعبة بن الحجاج و عن علوان عن شعبة عن أبي حمزة الضبعي عن ابن عباس و جابر أنه لما كانت الليلة التي زفت فاطمة إلى علي ع كان النبي ص أمامها و جبرئيل عن يمينها و ميكائيل عن يسارها و سبعون ألف ملك من خلفها يسبحون الله و يقدسونه حتى طلع الفجر
كتاب مولد فاطمة عن ابن بابويه في خبر أمر النبي ص بنات عبد المطلب و نساء المهاجرين و الأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة و أن يفرحن و يرجزن و يكبرن و يحمدن و لا يقلن ما لا يرضى الله قال جابر فأركبها على ناقته و في رواية على بغلته الشهباء و أخذ سلمان زمامها و حولها سبعون ألف حوراء و النبي ص و حمزة و عقيل و جعفر و أهل البيت يمشون خلفها مشهرين سيوفهم و نساء النبي ص قدامها يرجزن فأنشأت أم سلمة شعر
سرن بعون الله جاراتي و اشكرنه في كل حالاتو اذكرن ما أنعم رب العلى من كشف مكروه و آفاتفقد هدانا بعد كفر و قد أنعشنا رب السماواتو سرن مع خير نساء الورى تفدي بعمات و خالاتيا بنت من فضله ذو العلى بالوحي منه و الرسالات
ثم قالت عائشة شعر
يا نسوة استرن بالمعاجر و اذكرن ما يحسن في المحاضرو اذكرن رب الناس إذ يخصنا بدينه مع كل عبد شاكرو الحمد لله على إفضاله و الشكر لله العزيز القادرسرن بها فالله أعطى ذكرها و خصها منه بطهر طاهر
ثم قالت حفصة شعر
فاطمة خير نساء البشر و من لها وجه كوجه القمرفضلك الله على كل الورى بفضل من خص بآي الزمرزوجك الله فتى فاضلا أعني عليا خير من في الحضرفسرن جاراتي بها إنها كريمة بنت عظيم الخطر
ثم قالت معاذة أم سعد بن معاذ شعر
أقول قولا فيه ما فيه و أذكر الخير و أبديهمحمد خير بني آدم ما فيه من كبر و لا تيهبفضله عرفنا رشدنا فالله بالخير يجازيهو نحن مع بنت نبي الهدى ذي شرف قد مكنت فيهفي ذروة شامخة أصلها فما أرى شيئا يدانيه
و كانت النسوة يرجعن أول بيت من كل رجز ثم يكبرن و دخلن الدار ثم أنفذ رسول الله ص إلى علي و دعاه إلى المسجد ثم دعا فاطمة فأخذ يديها و وضعها في يده و قال بارك الله في ابنة رسول الله
كتاب ابن مردويه أن النبي سأل ماء فأخذ منه جرعة فتمضمض بها ثم مجها في القعب ثم صبها على رأسها ثم قال أقبلي فلما أقبلت نضح من بين ثدييها ثم قال أدبري فلما أدبرت نضح من بين كتفيها ثم دعا لهما
كتاب ابن مردويه اللهم بارك فيهما و بارك عليهما و بارك لهما في شبليهما
و روي أنه قال اللهم إنهما أحب خلقك إلي فأحبهما و بارك في ذريتهما و اجعل عليهما منك حافظا و إني أعيذهما بك و ذريتهما من الشيطان الرجيم
و روي أنه دعا لها فقال أذهب الله عنك الرجس و طهرك تطهيرا
و روي أنه قال مرحبا ببحرين يلتقيان و نجمين يقترنان ثم خرج إلى الباب يقول طهركما و طهر نسلكما أنا سلم لمن سالمكما و حرب لمن حاربكما أستودعكما الله و أستخلفه عليكما و باتت عندها أسماء بنت عميس أسبوعا بوصية خديجة إليها فدعا لها النبي ص في دنياها و آخرتها ثم أتاهما في صبيحتهما و قال السلام عليكم أدخل رحمكم الله ففتحت أسماء الباب و كانا نائمين تحت كساء فقال على حالكما فأدخل رجليه بين أرجلهما فأخبر الله عن أورادهما تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ الآية فسأل عليا كيف وجدت أهلك قال نعم العون على طاعة الله و سأل فاطمة فقالت خير بعل فقال اللهم اجمع شملهما و ألف بين قلوبهما و اجعلهما و ذريتهما مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ و ارزقهما ذرية طاهرة طيبة مباركة و اجعل في ذريتهما البركة و اجعلهم أئمة يهدون بأمرك إلى طاعتك و يأمرون بما يرضيك ثم أمر بخروج أسماء و قال جزاك الله خيرا ثم خلا بها بإشارة الرسول ص
و روى شرحبيل بإسناده قال لما كان صبيحة عرس فاطمة جاء النبي بعس فيه لبن فقال لفاطمة اشربي فداك أبوك و قال لعلي اشرب فداك ابن عمك
25- مكا، ]مكارم الأخلاق[ عن جابر عن أبي جعفر ع قال لما تزوج علي فاطمة بسط البيت كثيبا و كان فراشهما إهاب كبش و مرفقهما محشوة ليفا و نصبوا عودا يوضع عليه السقاء فستره بكساء
عن الحسين بن نعيم عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول أدخل رسول الله ص فاطمة على علي و سترها عباءة و فرشها إهاب كبش و وسادتها أدم محشوة بمسد
بيان قال الفيروزآبادي المسد حبل من ليف أو ليف المقل أو من أي شيء كان
26- كشف، ]كشف الغمة[ روى الحافظ محمد بن محمود النجار عن رجال ذكرهم قال سمعت أسماء بنت عميس تقول سمعت سيدتي فاطمة ع تقول ليلة دخل بي علي بن أبي طالب ع أفزعني في فراشي فقلت أ فزعت يا سيدة النساء قالت سمعت الأرض تحدثه و يحدثها فأصبحت و أنا فزعة فأخبرت والدي ص فسجد سجدة طويلة ثم رفع رأسه و قال يا فاطمة أبشري بطيب النسل فإن الله فضل بعلك على سائر خلقه و أمر الأرض أن تحدثه بأخبارها و ما يجري على وجهها من شرق الأرض إلى غربها
27- مل، ]كامل الزيارات[ قل، ]إقبال الأعمال[ أخبرني محمد بن النجار فيما أجازه لي من كتاب تذييله على تاريخ الخطيب في ترجمة أحمد بن محمد الدلال حدث عن أحمد بن محمد الأطروش و أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن يوسف البزاز و أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام السامريان أخبرنا أبو علي ضياء بن أحمد بن أبي علي و أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت و يوسف بن الميال بن كامل قالوا أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد البرسي قال حدثني القاضي أحمد بن محمد بن يوسف السامري حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الشاهد المعروف بالدلال أخبرنا محمد بن أحمد المعروف بالأطروش أخبرنا أبو عمرو سليمان بن أبي معشر عن سليمان بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن عن أسماء بنت واثلة بن الأسقع عن أسماء بنت عميس مثله
28- كشف، ]كشف الغمة[ من مناقب الخوارزمي عن علي ع قال خطبت فاطمة إلى رسول الله ص فقالت لي مولاه هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله ص قلت لا قالت فقد خطبت فما يمنعك أن تأتي رسول الله ص فيزوجك فقلت و عندي شيء أتزوج به قالت إنك إن جئت إلى رسول الله زوجك فو الله ما زالت تزجيني حتى دخلت على رسول الله ص و كان لرسول الله ص جلالة و هيبة فلما قعدت بين يديه أفحمت فو الله ما استطعت أن أتكلم فقال رسول الله ص ما جاء بك أ لك حاجة فسكت فقال لعلك جئت تخطب فاطمة فقلت نعم فقال و هل عندك من شيء تستحلها به فقلت لا و الله يا رسول الله قال ما فعلت الدرع التي سلحتكها فقلت عندي فو الذي نفس علي بيده إنها لحطمية ما ثمنها أربعمائة درهم فقال ص قد زوجتكها فابعث بها إليها فاستحلها بها فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله ص
بيان قال الجزري في حديث علي ع ما زالت تزجيني حتى دخلت عليه أي تسوقني و تدفعني
29- كشف، ]كشف الغمة[ و عنه عن أنس قال كنت عند النبي ص فغشيه الوحي فلما أفاق قال لي يا أنس أ تدري ما جاءني به جبرئيل من عند صاحب العرش قال قلت الله و رسوله أعلم قال أمرني أن أزوج فاطمة من علي فانطلق فادع لي أبا بكر و عمر و عثمان و عليا و طلحة و الزبير و بعددهم من الأنصار قال فانطلقت فدعوتهم له فلما أن أخذوا مجالسهم قال رسول الله ص الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته المطاع في سلطانه المرهوب من عذابه المرغوب إليه فيما عنده النافذ أمره في أرضه و سمائه الذي خلق الخلق بقدرته و ميزهم بأحكامه و أعزهم بدينه و أكرمهم بنبيه محمد إن الله جعل المصاهرة نسبا لاحقا و أمرا مفترضا و شج بها الأرحام و ألزمها الأنام فقال تبارك اسمه و تعالى جده وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً فأمر الله يجري إلى قضائه و قضاؤه يجري إلى قدره فلكل قضاء قدر و لكل قدر أجل و لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ثم إني أشهدكم أني قد زوجت فاطمة من علي على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علي و كان غائبا قد بعثه رسول الله ص في حاجة ثم أمر رسول الله ص بطبق فيه بسر فوضع بين أيدينا ثم قال انتهبوا فبينا نحن كذلك إذ أقبل علي فتبسم إليه رسول الله ص ثم قال يا علي إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة و قد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة أ رضيت قال رضيت يا رسول الله ثم قام علي فخر لله ساجدا فقال النبي ص جعل الله فيكم الخير الكثير الطيب و بارك فيكما قال أنس و الله لقد أخرج منها الكثير الطيب
قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ خطب النبي ص على المنبر في تزويج فاطمة خطبة رواها يحيى بن معين في أماليه و ابن بطة في الإبانة بإسنادهما عن أنس بن مالك مرفوعا و روينا عن الرضا ع و ذكر نحوه بيان قال الجزري وشجت العروق و الأغصان اشتبكت و منه حديث علي ع و وشج بينها و بين أزواجها أي خلط و ألف
30- كشف، ]كشف الغمة[ و من المناقب عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله ص يا فاطمة زوجتك سيدا في الدنيا وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ لما أراد الله أن أملكك من على أمر الله جبرئيل فقام في السماء الرابعة و صف الملائكة صفوفا ثم خطب عليهم فزوجك من علي ثم أمر الله شجر الجنان فحملت الحلي و الحلل ثم أمرها فنثرت على الملائكة فمن أخذ منها شيئا أكثر مما أخذه غيره افتخر به إلى يوم القيامة
و منه عن ابن عباس قال كانت فاطمة تذكر لرسول الله ص فلا يذكرها أحد إلا صد عنه حتى يئسوا منها فلقي سعد بن معاذ عليا فقال إني و الله ما أرى رسول الله ص يحبسها إلا عليك فقال له علي فلم ترى ذلك فو الله ما أنا بواحد الرجلين ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي و قد علم ما لي صفراء و لا بيضاء قال سعد فإني أعزم عليك لتفرجنها عني فإن لي في ذلك فرجا قال فأقول ما ذا قال تقول جئت خاطبا إلى الله و إلى رسوله فاطمة بنت محمد ص قال فانطلق علي فعرض للنبي ص و هو ثقيل حصر فقال له النبي ص كان لك حاجة يا علي قال أجل جئتك خاطبا إلى الله و إلى رسوله فاطمة بنت محمد فقال له النبي ص مرحبا كلمة ضعيفة فعاد إلى سعد فأخبره فقال أنكحك فو الذي بعثه بالحق إنه لا خلف الآن و إلا كذب عنده أعزم عليك لتأتينه غدا و لتقولن يا نبي الله متى تبين لي قال علي هذا أشد علي من أولى أو لا أقول يا رسول الله حاجتي قال قل كما أمرتك فانطلق علي فقال يا رسول الله متى تبين لي قال الليلة إن شاء الله ثم دعا بلالا فقال يا بلال إني قد زوجت ابنتي من ابن عمي و أنا أحب أن يكون من سنة أمتي الطعام عند النكاح فأت الغنم فخذ شاة منها و أربعة أمداد فاجعل لي قصعة لعلي أجمع عليها المهاجرين و الأنصار فإذا فرغت منها فآذني بها فانطلق ففعل ما أمر به ثم أتاه بقصعة فوضعها بين يديه فطعن رسول الله في رأسها ثم قال أدخل على الناس زفة زفة لا تغادر زفة إلى غيرها يعني إذا فرغت زفة لم تعد ثانية فجعل الناس يزفون كلما فرغت زفة وردت أخرى حتى فرغ الناس ثم عمد النبي ص إلى فضل ما فيها فتفل فيه و بارك و قال يا بلال احملها إلى أمهاتك و قل لهن كلن و أطعمن من غشيكن ثم إن النبي ص قام حتى دخل على النساء فقال إني زوجت ابنتي ابن عمي و قد علمتن منزلتها مني و إني لدافعها إليه ألا فدونكن ابنتكن فقام النساء فغلفنها من طيبهن و حليهن و جعلن في بيتها فراشا حشوه ليف و وسادة و كساء خيبريا و مخضبا و اتخذن أم أيمن بوابه ثم إن النبي ص دخل فلما رآه النساء وثبن و بينهن و بين النبي ص سترة و تخلفت أسماء بنت عميس فقال لها النبي ص كما أنت على رسلك من أنت قالت أنا التي أحرس ابنتك إن الفتاة ليلة يبنى بها لا بد لها من امرأة تكون قريبة منها إن عرضت لها حاجة أو أرادت شيئا أفضت بذلك إليها قال فإني أسأل الله أن يحرسك من بين يديك و من خلفك و عن يمينك و عن شمالك من الشيطان الرجيم ثم صرخ بفاطمة فأقبلت فلما رأت عليا جالسا إلى جنب رسول الله ص حصرت و بكت فأشفق النبي ص أن يكون بكاؤها لأن عليا لا مال له فقال لها النبي ص ما يبكيك فو الله ما ألوتك و نفسي فقد أصبت لك خير أهلي و ايم الذي نفسي بيده لقد زوجتكه سيدا في الدنيا وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ فلان منها و أمكنته من كفها فقال النبي ص يا أسماء ائتيني بالمخضب فملأته ماء فمج النبي ص فيه و غسل قدميه و وجهه ثم دعا بفاطمة فأخذ كفا من ماء فضرب به على رأسها و كفا بين يديها ثم رش جلده و جلدها ثم التزمها فقال اللهم إنها مني و أنا منها اللهم كما أذهبت عني الرجس و طهرتني فطهرها ثم دعا بمخضب آخر ثم دعا عليا ع فصنع به كما صنع بها ثم دعا له كما دعا لها ثم قال قوما إلى بيتكما جمع الله بينكما و بارك في نسلكما و أصلح بالكما ثم قام فأغلق عليه بابه قال ابن عباس فأخبرتني أسماء بنت عميس أنها رمقت رسول الله ص فلم يزل يدعو لهما خاصة و لا يشركهما في دعائه أحدا حتى توارى في حجرته
بيان قوله ع ما أنا بواحد الرجلين أي لست ممن يشار إليه و يعرف من بين الناس حتى يقال أنه أحد الرجلين المعروفين و يحتمل أن يكون قوله ما أنا بصاحب دنيا تفصيلا للرجلين فذكر أحدهما و أحال الآخر على الظهور أي لست بمعروف بين الناس أو لم يمهله المخاطب لذكر الآخر. و قال الجزري في حديث تزويج فاطمة ع أنه صنع طعاما و قال لبلال أدخل الناس علي زفة زفة أي طائفة بعد طائفة و زمرة بعد زمرة سميت بذلك لزفيفها في مشيها و إقبالها بسرعة قوله لا تغادر زفة أي لا تترك جماعة مائلا إلى غيرهم و تفسيره لا يخلو من بعد. و قال في النهاية في حديث زواج فاطمة ع فلما رأت عليا جالسا إلى جنب النبي ص حصرت و بكت أي استحيت و انقطعت كأن الأمر ضاق بها كما يضيق الحبس على المحبوس. و قال قال النبي ص لفاطمة ما يبكيك فما ألوتك و نفسي و قد أصبت لك خير أهلي أي ما قصرت في أمرك و أمري حيث اخترت لك عليا زوجا. قوله فلان منها من للتبعيض أي لأن شيء منها و المعنى حصول بعض اللين و الانقياد منها. قوله ثم رش جلده و جلدها لعله ص رش أولا عليهما ثم خص عليا ع بالرش و الأظهر ثم رش جلدها كما سيأتي
31- كشف، ]كشف الغمة[ قال الخوارزمي و أنبأني أبو العلا الحافظ الهمداني يرفعه إلى الحسين بن علي ع قال بينا رسول الله ص في بيت أم سلمة إذ هبط عليه ملك له عشرون رأسا في كل رأس ألف لسان يسبح الله و يقدسه بلغة لا تشبه الأخرى و راحته أوسع من سبع سماوات و سبع أرضين فحسب النبي ص أنه جبرئيل فقال يا جبرئيل لم تأتني في مثل هذه الصورة قط قال ما أنا جبرئيل أنا صرصائيل بعثني الله إليك لتزوج النور من النور فقال النبي ص من ممن قال ابنتك فاطمة من علي بن أبي طالب فزوج النبي ص فاطمة من علي بشهادة جبرئيل و ميكائيل و صرصائيل قال فنظر النبي ص فإذا بين كتفي صرصائيل لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب مقيم الحجة فقال النبي ص يا صرصائيل منذ كم هذا كتب بين كتفيك قال من قبل أن يخلق الله الدنيا باثني عشر ألف سنة
و من كتاب المناقب، عن بلال بن حمامة قال طلع علينا رسول الله ص ذات يوم و وجهه مشرق كدارة القمر فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال يا رسول الله ما هذا النور قال بشارة أتتني من ربي في أخي و ابن عمي و ابنتي و أن الله زوج عليا من فاطمة و أمر رضوان خازن الجنان فهز شجرة طوبى فحملت رقاعا يعني صكاكا بعدد محبي أهل بيتي و أنشأ من تحتها ملائكة من نور و دفع إلى كل ملك صكا فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق فلا يبقى محب لأهل البيت إلا دفعت إليه صكا فيه فكاكه من النار بأخي و ابن عمي و ابنتي فكاك رقاب رجال و نساء من أمتي من النار
يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن النبي ص مثله
قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ تاريخ بغداد بالإسناد عن بلال بن حمامة مثله ثم قال و في رواية أنه يكون في الصكوك براءة من العلي الجبار لشيعة علي و فاطمة من النار
32- كشف، ]كشف الغمة[ و من المناقب عن ابن عباس قال لما أن كانت ليلة زفت فاطمة إلى علي بن أبي طالب كان النبي ص قدامها و جبرئيل عن يمينها و ميكائيل عن يسارها و سبعون ألف ملك من ورائها يسبحون الله و يقدسونه حتى طلع الفجر
و من المناقب، عن علي ع قال قال رسول الله ص أتاني ملك فقال يا محمد إن الله عز و جل يقرأ عليك السلام و يقول قد زوجت فاطمة من علي فزوجها منه و قد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر و الياقوت و المرجان و إن أهل السماء قد فرحوا لذلك و سيولد منهما ولدان سيدا شباب أهل الجنة و بهما يزين الجنة فأبشر يا محمد فإنك خير الأولين و الآخرين
و من المناقب، عن أم سلمة و سلمان الفارسي و علي بن أبي طالب ع و كل قالوا إنه لما أدركت فاطمة بنت رسول الله ص مدرك النساء خطبها أكابر قريش من أهل الفضل و السابقة في الإسلام و الشرف و المال و كان كلما ذكرها رجل من قريش لرسول الله ص أعرض عنه رسول الله ص بوجهه حتى كان الرجل منهم يظن في نفسه أن رسول الله ص ساخط عليه أو قد نزل على رسول الله ص فيه وحي من السماء و لقد خطبها من رسول الله ص أبو بكر فقال له رسول الله ص أمرها إلى ربها و خطبها بعد أبي بكر عمر بن الخطاب فقال له رسول الله ص كمقالته لأبي بكر قال و إن أبا بكر و عمر كانا ذات يوم جالسين في مسجد رسول الله ص و معهما سعد بن معاذ الأنصاري ثم الأوسي فتذاكروا من فاطمة بنت رسول الله ص فقال أبو بكر قد خطبها الأشراف من رسول الله ص فقال إن أمرها إلى ربها إن شاء أن يزوجها زوجها و إن علي بن أبي طالب لم يخطبها من رسول الله ص و لم يذكرها له و لا أراه يمنعه من ذلك إلا قلة ذات اليد و إنه ليقع في نفسي أن الله عز و جل و رسوله ص إنما يحبسانها عليه قال ثم أقبل أبو بكر على عمر بن الخطاب و على سعد بن معاذ فقال هل لكما في القيام إلى علي بن أبي طالب حتى نذكر له هذا فإن منعه قلة ذات اليد واسيناه و أسعفناه فقال له سعد بن معاذ وفقك الله يا أبا بكر فما زلت موفقا قوموا بنا على بركة الله و يمنه قال سلمان الفارسي فخرجوا من المسجد و التمسوا عليا في منزله فلم يجدوه و كان ينضح ببعير كان له الماء على نخل رجل من الأنصار بأجرة فانطلقوا نحوه فلما نظر إليهم علي ع قال ما وراءكم و ما الذي جئتم له فقال أبو بكر يا أبا الحسن إنه لم يبق خصلة من خصال الخير إلا و لك فيها سابقة و فضل و أنت من رسول الله ص بالمكان الذي قد عرفت من القرابة و الصحبة و السابقة و قد خطب الأشراف من قريش إلى رسول الله ص ابنته فاطمة فردهم و قال إن أمرها إلى ربها إن شاء أن يزوجها زوجها فما يمنعك أن تذكرها لرسول الله ص و تخطبها منه فإني أرجو أن يكون الله عز و جل و رسوله ص إنما يحبسانها عليك قال فتغرغرت عينا علي بالدموع و قال يا أبا بكر لقد هيجت مني ساكنا و أيقظتني لأمر كنت عنه غافلا و الله إن فاطمة لموضع رغبة و ما مثلي قعد عن مثلها غير أنه يمنعني من ذلك قلة ذات اليد فقال أبو بكر لا تقل هذا يا أبا الحسن فإن الدنيا و ما فيها عند الله تعالى و رسوله كهباء منثور
قال ثم إن علي بن أبي طالب ع حل عن ناضحه و أقبل يقوده إلى منزله فشده فيه و لبس نعله و أقبل إلى رسول الله ص فكان رسول الله ص في منزل زوجته أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة المخزومي فدق علي ع الباب فقالت أم سلمة من بالباب فقال لها رسول الله ص من قبل أن يقول علي أنا علي قومي يا أم سلمة فافتحي له الباب و مريه بالدخول فهذا رجل يحبه الله و رسوله و يحبهما فقالت أم سلمة فداك أبي و أمي و من هذا الذي تذكر فيه هذا و أنت لم تره فقال مه يا أم سلمة فهذا رجل ليس بالخرق و لا بالنزق هذا أخي و ابن عمي و أحب الخلق إلي قالت أم سلمة فقمت مبادرة أكاد أن أعثر بمرطي ففتحت الباب فإذا أنا بعلي بن أبي طالب ع و و الله ما دخل حين فتحت حتى علم أني قد رجعت إلى خدري ثم إنه دخل على رسول الله ص فقال السلام عليك يا رسول الله و رحمة الله و بركاته فقال له النبي ص و عليك السلام يا أبا الحسن اجلس قالت أم سلمة فجلس علي بن أبي طالب ع بين يدي رسول الله ص و جعل ينظر إلى الأرض كأنه قصد الحاجة و هو يستحيي أن يبديها فهو مطرق إلى الأرض حياء من رسول الله ص فقالت أم سلمة فكان النبي ص علم ما في نفس علي ع فقال له يا أبا الحسن إني أرى أنك أتيت لحاجة فقل حاجتك و أبد ما في نفسك فكل حاجة لك عندي مقضية قال علي ع فقلت فداك أبي و أمي إنك لتعلم أنك أخذتني من عمك أبي طالب و من فاطمة بنت أسد و أنا صبي لا عقل لي فغذيتني بغذائك و أدبتني بأدبك فكنت إلي أفضل من أبي طالب و من فاطمة بنت أسد في البر و الشفقة و إن الله تعالى هداني بك و على يديك و استنقذني مما كان عليه آبائي و أعمامي من الحيرة و الشك و إنك و الله يا رسول الله ذخري و ذخيرتي في الدنيا و الآخرة يا رسول الله فقد أحببت مع ما شد الله من عضدي بك أن يكون لي بيت و أن يكون لي زوجة أسكن إليها و قد أتيتك خاطبا راغبا أخطب إليك ابنتك فاطمة فهل أنت مزوجي يا رسول الله قالت أم سلمة فرأيت وجه رسول الله ص يتهلل فرحا و سرورا ثم تبسم في وجه علي ع فقال يا أبا الحسن فهل معك شيء أزوجك به فقال علي ع فداك أبي و أمي و الله ما يخفى عليك من أمري شيء أملك سيفي و درعي و ناضحي و ما أملك شيئا غير هذا فقال له رسول الله ص يا علي أما سيفك فلا غنا بك عنه تجاهد به في سبيل الله و تقاتل به أعداء الله و ناضحك تنضح به على نخلك و أهلك و تحمل عليه رحلك في سفرك و لكني قد زوجتك بالدرع و رضيت بها منك يا أبا الحسن أبشرك قال علي ع قلت نعم فداك أبي و أمي بشرني فإنك لم تزل ميمون النقيبة مبارك الطائر رشيد الأمر صلى الله عليك فقال لي رسول الله ص أبشر يا أبا الحسن فإن الله عز و جل قد زوجكها في السماء من قبل أن أزوجك في الأرض و لقد هبط علي في موضعي من قبل أن تأتيني ملك من السماء له وجوه شتى و أجنحة شتى لم أر قبله من الملائكة مثله فقال لي السلام عليك و رحمة الله و بركاته أبشر يا محمد باجتماع الشمل و طهارة النسل فقلت و ما ذاك أيها الملك فقال لي يا محمد أنا سيطائيل الملك الموكل بإحدى قوائم العرش سألت ربي عز و جل أن يأذن لي في بشارتك و هذا جبرئيل ع في أثري يخبرك عن ربك عز و جل بكرامة الله عز و جل قال النبي ص فما استتم كلامه حتى هبط علي جبرئيل فقال السلام عليك و رحمة الله و بركاته يا نبي الله ثم إنه وضع في يدي حريرة بيضاء من حرير الجنة و فيه سطران مكتوبان بالنور فقلت حبيبي جبرئيل ما هذه الحريرة و ما هذه الخطوط فقال جبرئيل يا محمد إن الله عز و جل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارك من خلقه فبعثك برسالته ثم اطلع إلى الأرض ثانية فاختار لك منها أخا و وزيرا
و صاحبا و ختنا فزوجه ابنتك فاطمة فقلت حبيبي جبرئيل و من هذا الرجل فقال لي يا محمد أخوك في الدنيا و ابن عمك في النسب علي بن أبي طالب و إن الله أوحى إلى الجنان أن تزخرفي فتزخرفت الجنان و إلى شجرة طوبى احملي الحلي و الحلل و تزينت الحور العين و أمر الله الملائكة أن تجتمع في السماء الرابعة عند البيت المعمور فهبط من فوقها إليها و صعد من تحتها إليها و أمر الله عز و جل رضوان فنصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور و هو الذي خطب عليه آدم عرض الأسماء على الملائكة و هو منبر من نور فأوحى إلى ملك من ملائكة حجبه يقال له راحيل أن يعلو ذلك المنبر و أن يحمده بمحامده و يمجده و بتمجيده و أن يثني عليه بما هو أهله و ليس في الملائكة أحسن منطقا و لا أحلى لغة من راحيل الملك فعلا المنبر و حمد ربه و مجده و قدسه و أثنى عليه بما هو أهله فارتجت السماوات فرحا و سرورا قال جبرئيل ثم أوحى الله إلي أن أعقد عقدة النكاح فإني قد زوجت أمتي فاطمة بنت حبيبي محمد عبدي علي بن أبي طالب فعقدت عقدة النكاح و أشهدت على ذلك الملائكة أجمعين و كتب شهادتهم في هذه الحريرة و قد أمرني ربي عز و جل أن أعرضها عليك و أن أختمها بخاتم مسك و أن أدفعها إلى رضوان و إن الله عز و جل لما أشهد الملائكة على تزويج علي من فاطمة أمر شجرة طوبى أن تنثر حملها من الحلي و الحلل فنثرت ما فيها فالتقطته الملائكة و الحور العين و إن الحور العين ليتهادينه و يفخرن به إلى يوم القيامة يا محمد إن الله عز و جل أمرني أن آمرك أن تزوج عليا في الأرض فاطمة و تبشرهما بغلامين زكيين نجيبين طاهرين طيبين خيرين فاضلين في الدنيا و الآخرة يا أبا الحسن فو الله ما عرج الملك من عندي حتى دققت الباب ألا و إني منفذ فيك أمر ربي عز و جل امض يا أبا الحسن أمامي فإني خارج إلى المسجد و مزوجك على رءوس الناس و ذاكر من فضلك ما تقر به عينك و أعين محبيك في الدنيا و الآخرة قال علي فخرجت من عند رسول الله ص مسرعا و أنا لا أعقل فرحا و سرورا فاستقبلني أبو بكر و عمر فقالا ما وراءك فقلت زوجني رسول الله ص ابنته فاطمة و أخبرني أن الله عز و جل زوجنيها من السماء و هذا رسول الله ص خارج في أثري ليظهر ذلك بحضرة الناس ففرحا بذلك فرحا شديدا و رجعا معي إلى المسجد فما توسطناه حتى لحق بنا رسول الله ص و إن وجهه ليتهلل سرورا و فرحا فقال يا بلال فأجابه فقال لبيك يا رسول الله قال اجمع إلي المهاجرين و الأنصار فجمعهم ثم رقى درجة من المنبر فحمد الله و أثنى عليه و قال معاشر المسلمين إن جبرئيل أتاني آنفا فأخبرني عن ربي عز و جل أنه جمع الملائكة عند البيت المعمور و أنه أشهدهم جميعا أنه زوج أمته فاطمة ابنة رسول الله من عبده علي بن أبي طالب و أمرني أن أزوجه في الأرض و أشهدكم على ذلك ثم جلس و قال لعلي ع قم يا أبا الحسن فاخطب أنت لنفسك قال فقام فحمد الله و أثنى عليه و صلى على النبي ص و قال الحمد لله شكرا لأنعمه و أياديه و لا إله إلا الله شهادة تبلغه و ترضيه و صلى الله على محمد صلاة تزلفه و تحظيه و النكاح مما أمر الله عز و جل به و رضيه و مجلسنا هذا مما قضاه الله و أذن فيه و قد زوجني رسول الله ص ابنته فاطمة و جعل صداقها درعي هذا و قد رضيت بذلك فاسألوه و اشهدوا فقال المسلمون لرسول الله ص زوجته يا رسول الله فقال نعم فقالوا بارك الله لهما و عليهما و جمع شملهما و انصرف رسول الله إلى أزواجه فأمرهن أن يدففن لفاطمة فضربن بالدفوف قال علي فأقبل رسول الله ص فقال يا أبا الحسن انطلق الآن فبع درعك و ائتني بثمنه حتى أهيئ لك و لابنتي فاطمة ما يصلحكما
قال علي فانطلقت فبعته بأربعمائة درهم سود هجرية من عثمان بن عفان فلما قبضت الدراهم منه و قبض الدرع مني قال يا أبا الحسن لست أولى بالدرع منك و أنت أولى بالدرهم مني فقلت بلى قال فإن الدرع هدية مني إليك فأخذت الدرع و الدراهم و أقبلت إلى رسول الله ص فطرحت الدرع و الدراهم بين يديه و أخبرته بما كان من أمر عثمان فدعا له بخير و قبض رسول الله ص قبضة من الدراهم و دعا بأبي بكر فدفعها إليه و قال يا أبا بكر اشتر بهذه الدراهم لابنتي ما يصلح لها في بيتها و بعث معه سلمان و بلالا ليعيناه على حمل ما يشتريه قال أبو بكر و كانت الدراهم التي أعطانيها ثلاثة و ستين درهما فانطلقت و اشتريت فراشا من خيش مصر محشوا بالصوف و نطعا من أدم و وسادة من أدم حشوها من ليف النخل و عباءة خيبرية و قربة للماء و كيزانا و جرارا و مطهرة للماء و ستر صوف رقيقا و حملناه جميعا حتى وضعناه بين يدي رسول الله ص فلما نظر إليه بكى و جرت دموعه ثم رفع رأسه إلى السماء و قال اللهم بارك لقوم جل آنيتهم الخزف قال علي و دفع رسول الله ص باقي ثمن الدرع إلى أم سلمة فقال اتركي هذه الدراهم عندك و مكثت بعد ذلك شهرا لا أعاود رسول الله ص في أمر فاطمة بشيء استحياء من رسول الله ص غير أني كنت إذا خلوت برسول الله يقول لي يا أبا الحسن ما أحسن زوجتك و أجملها أبشر يا أبا الحسن فقد زوجتك سيدة نساء العالمين قال علي فلما كان بعد شهر دخل علي أخي عقيل بن أبي طالب فقال يا أخي ما فرحت بشيء كفرحي بتزويجك فاطمة بنت محمد ص يا أخي فما بالك لا تسأل رسول الله ص يدخلها عليك فنقر عينا باجتماع شملكما قال علي و الله يا أخي إني لأحب ذلك و ما يمنعني من مسألته إلا الحياء منه فقال أقسمت عليك إلا قمت معي فقمنا نريد رسول الله ص فلقينا في طريقنا أم أيمن مولاة رسول الله ص فذكرنا ذلك لها فقالت لا تفعل و دعنا نحن نكلمه فإن كلام النساء في هذا الأمر أحسن و أوقع بقلوب الرجال ثم انثنت راجعة فدخلت إلى أم سلمة فأعلمتها بذلك و أعلمت نساء النبي ص فاجتمعن عند رسول الله ص و كان في بيت عائشة فأحدقن به و قلن فديناك بآبائنا و أمهاتنا يا رسول الله قد اجتمعنا لأمر لو أن خديجة في الأحياء لقرت بذلك عينها قالت أم سلمة فلما ذكرنا خديجة بكى رسول الله ص ثم قال خديجة و أين مثل خديجة صدقتني حين كذبني الناس و وازرتني على دين الله و أعانتني عليه بمالها إن الله عز و جل أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب الزمرد لا صخب فيه و لا نصب قالت أم سلمة فقلنا فديناك بآبائنا و أمهاتنا يا رسول الله إنك لم تذكر من خديجة أمرا إلا و قد كانت كذلك غير أنها قد مضت إلى ربها فهنأها الله بذلك و جمع بيننا و بينها في درجات جنته و رضوانه و رحمته يا رسول الله و هذا أخوك في الدنيا و ابن عمك في النسب علي بن أبي طالب يحب أن تدخل عليه زوجته فاطمة ع و تجمع بها شمله فقال يا أم سلمة فما بال علي لا يسألني ذلك فقلت يمنعه الحياء منك يا رسول الله قالت أم أيمن فقال لي رسول الله ص انطلقي إلى علي فأتيني به فخرجت من عند رسول الله ص فإذا علي ينتظرني ليسألني عن جواب رسول الله ص فلما رآني قال ما وراك يا أم أيمن قلت أجب رسول الله ص قال ع فدخلت عليه و قمن أزواجه فدخلن البيت و جلست بين يديه مطرقا نحو الأرض حياء منه فقال أ تحب أن تدخل عليك زوجتك فقلت و أنا مطرق نعم فداك أبي و أمي فقال نعم و كرامة يا أبا الحسن أدخلها عليك في ليلتنا هذه أو في ليلة غد إن شاء الله فقمت فرحا مسرورا و أمر ص أزواجه أن يزين
فاطمة ع و يطيبنها و يفرشن لها بيتا ليدخلنها على بعلها ففعلن ذلك و أخذ رسول الله ص من الدراهم التي سلمها إلى أم سلمة عشرة دراهم فدفعها إلي و قال اشتر سمنا و تمرا و أقطا فاشتريت و أقبلت به إلى رسول الله ص فحسر عن ذراعيه و دعا بسفرة من أدم و جعل يشدخ التمر و السمن و يخلطهما بالأقط حتى اتخذه حيسا ثم قال يا علي ادع من أحببت فخرجت إلى المسجد و أصحاب رسول الله ص متوافرون فقلت أجيبوا رسول الله ص فقاموا جميعا و أقبلوا نحو النبي ص فأخبرته أن القوم كثير فجلل السفرة بمنديل و قال أدخل علي عشرة بعد عشرة ففعلت و جعلوا يأكلون و يخرجون و لا ينقص الطعام حتى لقد أكل من ذلك الحيس سبع مائة رجل و امرأة ببركة النبي ص قالت أم سلمة ثم دعا بابنته فاطمة و دعا بعلي ع فأخذ عليا بيمينه و فاطمة بشماله و جمعهما إلى صدره فقبل بين أعينهما و دفع فاطمة إلى علي و قال يا علي نعم الزوجة زوجتك ثم أقبل على فاطمة و قال يا فاطمة نعم البعل بعلك ثم قام يمشي بينهما حتى أدخلهما بيتهما الذي هيئ لهما ثم خرج من عندهما فأخذ بعضادتي الباب فقال طهركما الله و طهر نسلكما أنا سلم لمن سالمكما و حرب لمن حاربكما أستودعكما الله و أستخلفه عليكما قال علي و مكث رسول الله ص بعد ذلك ثلاثا لا يدخل علينا فلما كان في صبيحة اليوم الرابع جاءنا ليدخل علينا فصادف في حجرتنا أسماء بنت عميس الخثعمية فقال لها ما يقفك هاهنا و في الحجرة رجل فقالت فداك أبي و أمي إن الفتاة إذا زفت إلى زوجها تحتاج إلى امرأة تتعاهدها و تقوم بحوائجها فأقمت هاهنا لأقضي حوائج فاطمة ع قال ص يا أسماء قضى الله لك حوائج الدنيا و الآخرة قال علي ع و كانت غداة قرة و كنت أنا و فاطمة تحت العباء فلما سمعنا كلام رسول الله ص لأسماء ذهبنا لنقوم فقال بحقي عليكما لا تفترقا حتى أدخل عليكما فرجعنا إلى حالنا و دخل ص و جلس عند رءوسنا و أدخل رجليه فيما بيننا و أخذت رجله اليمنى فضممتها إلى صدري و أخذت فاطمة رجله اليسرى فضمتها إلى صدرها و جعلنا ندفئ رجليه من القر حتى إذا دفئتا قال يا علي ائتني بكوز من ماء فأتيته فتفل فيه ثلاثا و قرأ فيه آيات من كتاب الله تعالى ثم قال يا علي اشربه و اترك فيه قليلا ففعلت ذلك فرش باقي الماء على رأسي و صدري و قال أذهب الله عنك الرجس يا أبا الحسن و طهرك تطهيرا و قال ائتني بماء جديد فأتيته به ففعل كما فعل و سلمة إلى ابنته ع و قال لها اشربي و اتركي منه قليلا ففعلت فرشه على رأسها و صدرها و قال ص أذهب الله عنك الرجس و طهرك تطهيرا و أمرني بالخروج من البيت و خلا بابنته و قال كيف أنت يا بنية و كيف رأيت زوجك قالت له يا أبة خير زوج إلا أنه دخل علي نساء من قريش و قلن لي زوجك رسول الله ص من فقير لا مال له فقال لها يا بنية ما أبوك بفقير و لا بعلك بفقير و لقد عرضت علي خزائن الأرض من الذهب و الفضة فاخترت ما عند ربي عز و جل يا بنية لو تعلمين ما علم أبوك لسمجت الدنيا في عينيك و الله يا بنية ما ألوتك نصحا إن زوجتك أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أعظمهم حلما يا بنية إن الله عز و جل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار من أهلها رجلين فجعل أحدهما أباك و الآخر بعلك يا بنية نعم الزوج زوجك لا تعصي له أمرا ثم صاح بي رسول الله ص يا علي فقلت لبيك يا رسول الله قال ادخل بيتك و الطف بزوجتك و ارفق بها فإن فاطمة بضعة مني يؤلمني ما يؤلمها و يسرني
ما يسرها أستودعكما الله و أستخلفه عليكما قال علي ع فو الله ما أغضبتها و لا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز و جل و لا أغضبتني و لا عصت لي أمرا و لقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم و الأحزان قال علي ع ثم قال رسول الله ص لينصرف فقالت له فاطمة يا أبة لا طاقة لي بخدمة البيت فأخدمني خادما تخدمني و تعينني على أمر البيت فقال لها يا فاطمة أ و لا تريدين خيرا من الخادم فقال على قولي بلى قالت يا أبة خيرا من الخادم فقال تسبحين الله عز و جل في كل يوم ثلاثا و ثلاثين مرة و تحمدينه ثلاثا و ثلاثين مرة و تكبرينه أربعا و ثلاثين مرة فذلك مائة باللسان و ألف حسنة في الميزان يا فاطمة إنك إن قلتها في صبيحة كل يوم كفاك الله ما أهمك من أمر الدنيا و الآخرة
تبيان أقول روي مثل تلك الرواية من كتاب كفاية الطالب تأليف محمد بن يوسف الكنجي الشافعي بإسناده عن ابن عباس باختصار و تغيير تركناه لتكرر مضامينه ثم قال قال محمد بن يوسف هكذا رواه ابن بطة و هو حسن عال و ذكر أسماء بنت عميس في هذا الحديث غير صحيح لأن أسماء هذه امرأة جعفر بن أبي طالب تزوجها بعده أبو بكر فولدت له محمدا فلما مات أبو بكر تزوجها علي بن أبي طالب ع و إن أسماء التي حضرت في عرس فاطمة ع إنما هي أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصاري و أسماء بنت عميس كان مع زوجها جعفر بالحبشة و قدم بها يوم فتح خيبر سنة سبع و كان زواج فاطمة ع بعد وقعة بدر بأيام يسيرة فصح بهذا أن أسماء المذكورة في هذا الحديث إنما هي بنت يزيد و لها أحاديث عن النبي ص انتهى. أقول المرط كساء من صوف أو خز كان يؤتزر بها و الخدر بالكسر الستر قوله ع مما كان عليه آبائي أي الحيرة في بعض الأمور التي اهتدى إليه أمير المؤمنين و خص به من العلوم الربانية و الشرك إنما هو للأعمام أو يكون المراد بعض الأجداد من جهة الأم و قال الجزري في ميمون النقيبة أي منجح الفعال مظفر المطالب و النقيبة النفس و قيل الطبيعة و الخليفة و قال طائر الإنسان ما حصل له في علم الله مما قدر له و منه الحديث بالميمون طائره أي بالمبارك حظه و يجوز أن يكون أصله من الطير السانح و البارح قوله ع تزلفه أي تقر به قوله و تحظيه من باب الإفعال يقال فلان أحظى مني أي أقرب إليه مني قوله ثم انثنت أي انصرفت قال الجوهري ثنيته صرفته عن حاجته و قال الجزري الصخب الضجة و اضطراب الأصوات للخصام و منه حديث خديجة لا صخب فيه و لا نصب قوله فجلل السفرة أي ستر ما فيها بمنديل لئلا يرى الآكلون ما فيها فيحصل فيها البركة و قد تكرر ذلك في الأخبار المشتملة على إعجاز البركة
33- كشف، ]كشف الغمة[ و نقلت من كتاب الذرية الطاهرة، تصنيف أبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري المعروف بالدولابي من نسخة بخط الشيخ ابن وضاح الحنبلي الشهرباني و أجاز لي أن أروي عنه كلما يروي عن مشايخه و هو يروي كثيرا و أجاز لي السيد جلال الدين بن عبد الحميد بن فخار الموسوي الحائري أدام الله شرفه أن أرويه عنه عن الشيخ عبد العزيز بن الأخضر المحدث إجازة في محرم سنة عشر و ستمائة و عن الشيخ برهان الدين أبي الحسين أحمد بن علي الغزنوي إجازة في ربيع الأول سنة أربع عشرة و ستمائة كلاهما عن الشيخ الحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي بإسناده و السيد أجاز لي قديما رواية كلما يرويه و بهذا الكتاب في ذي الحجة من سنة ست و سبعين و ستمائة عن علي ع قال خطب أبو بكر و عمر إلى رسول الله ص فأبى رسول الله ص فقال عمر أنت لها يا علي فقال ما لي من شيء إلا درعي أرهنها فزوجه رسول الله ص فاطمة فلما بلغ ذلك فاطمة بكت قال فدخل عليها رسول الله ص فقال ما يبكيك يا فاطمة فو الله لقد أنكحتك أكثرهم علما و أفضلهم حلما و أولهم سلما
و عن جعفر بن محمد ع قال تزوج علي فاطمة في شهر رمضان و بنى بها في ذي الحجة من السنة الثانية من الهجرة
و عن مجاهد عن علي ع قال خطبت فاطمة إلى رسول الله ص فقالت مولاة لي هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله ص قلت لا قالت فقد خطبت فما يمنعك أن تأتي رسول الله ص فيزوجك فقلت و هل عندي شيء أتزوج به فقالت إنك إن جئت إلى رسول الله ص زوجك فو الله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله ص و كانت له جلالة و هيبة فلما قعدت بين يديه أفحمت فو الله ما استطعت أن أتكلم فقال ما جاء بك أ لك حاجة فسكت فقال لعلك جئت تخطب فاطمة قلت نعم قال فهل عندك من شيء تستحلها به قلت لا و الله يا رسول الله فقال ما فعلت الدرع التي سلحتكها فقلت عندي و الذي نفسي بيده إنها لحطمية ما ثمنها إلا أربعمائة درهم قال قد زوجتكها فابعث بها فإن كانت لصداق بنت رسول الله ص
بيان تقول سلحته و أسلحه إذا أعطيته سلاحا و قال الجزري في حديث زواج فاطمة أنه قال لعلي أين درعك الحطمية هي التي تحطم السيوف أي تكسرها و قيل هي العريضة الثقيلة و قيل هي منسوبة إلى بطن من عبد القيس يقال لهم حطمة بن محارب كانوا يعملون الدروع و هذا أشبه الأقوال
34- كشف، ]كشف الغمة[ و عن عطاء بن أبي رباح قال لما خطب علي فاطمة أتاها رسول الله ص فقال إن عليا قد ذكرك فسكتت فخرج فزوجها
و عن ابن بريدة عن أبيه قال قال نفر من الأنصار لعلي بن أبي طالب ع اخطب فاطمة فأتى رسول الله ص فسلم عليه فقال له ما حاجة علي بن أبي طالب قال يا رسول الله ذكرت فاطمة بنت رسول الله ص فقال مرحبا و أهلا لم يزد عليها فخرج علي على أولئك الرهط من الأنصار و كانوا ينتظرونه قالوا ما وراك قال ما أدري غير أنه ص قال مرحبا و أهلا قالوا يكفيك من رسول الله أحدهما أعطاك الأهل و الرحب فلما كان بعد ذلك قال يا علي إنه لا بد للعرس من وليمة فقال سعد عندي كبش و جمع له رهط من الأنصار آصعا من ذرة فلما كان ليلة البناء قال لا تحدثن شيئا حتى تلقاني فدعا رسول الله ص بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على علي و قال اللهم بارك فيهما و بارك عليهما و بارك لهما في شبليهما و قال ابن ناصر في نسليهما
و عن أسماء بنت عميس قالت كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله ص فلما أصبحنا جاء النبي ص إلى الباب فقال يا أم أيمن ادعي لي أخي قالت هو أخوك و تنكحه ابنتك قال نعم يا أم أيمن قالت و سمع النساء صوت النبي ص فتنحين و اختبيت أنا في ناحية فجاء علي ع فنضح النبي ص من الماء و دعا له ثم قال ادعي لي فاطمة فجاءت خرقة من الحياء فقال لها رسول الله ص اسكني لقد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي ثم نضح عليها من الماء و دعا لها قالت ثم رجع رسول الله ص فرأى سوادا بين يديه فقال من هذا فقلت أنا أسماء بنت عميس قال جئت في زفاف فاطمة تكرمينها قلت نعم قالت فدعا لي
قال علي بن عيسى و حدثني السيد جلال الدين عبد الحميد بن فخار الموسوي بما هذا معناه و ربما اختلف الألفاظ قال قالت أسماء بنت عميس هذه حضرت وفاة خديجة ع فبكت فقلت أ تبكين و أنت سيدة نساء العالمين و أنت زوجة النبي ص مبشرة على لسانه بالجنة فقالت ما لهذا بكيت و لكن المرأة ليلة زفافها لا بد لها من امرأة تفضي إليها بسرها و تستعين بها على حوائجها و فاطمة حديثة عهد بصبي و أخاف أن لا يكون لها من يتولى أمرها حينئذ فقلت يا سيدتي لك علي عهد الله إن بقيت إلى ذلك الوقت أن أقوم مقامك في هذا الأمر فلما كانت تلك الليلة و جاء النبي ص أمر النساء فخرجن و بقيت فلما أراد الخروج رأى سوادي فقال من أنت فقلت أسماء بنت عميس فقال أ لم آمرك أن تخرجي فقلت بلى يا رسول الله فداك أبي و أمي و ما قصدت خلافك و لكني أعطيت خديجة عهدا و حدثته فبكى فقال بالله لهذا وقفت فقلت نعم و الله فدعا لي عدنا إلى ما أورده الدولابي
و عن أسماء بنت عميس قالت لقد جهزت فاطمة بنت رسول الله ص إلى علي بن أبي طالب ع و ما كان حشو فرشهما و وسائدهما إلا ليف و لقد أولم علي لفاطمة ع فما كانت وليمة ذلك الزمان أفضل من وليمته رهن درعه عند يهودي و كانت وليمته آصعا من شعير و تمر و حيس
بيان قال الجزري في حديث تزويج فاطمة ع فلما أصبح دعاها فجاءت خرقة من الحياء أي خجلة مدهوشة من الخرق التحير و يحتمل أن يكون بالحاء المهملة و الزاء المعجمة فالمراد تقارب الخطو في المشي قال الجوهري الحزق القصير المتقارب الخطو و كذا الحزقة و روي أنها أتته تعثر في مرطها من الخجل و قال الجوهري و قضينا إليه ذلك الأمر أي أنهيناه إليه
35- كشف، ]كشف الغمة[ و من كتاب كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب ع تأليف محمد بن يوسف الكنجي الشافعي عن أبي هريرة قال قالت فاطمة يا رسول الله زوجتني علي بن أبي طالب و هو فقير لا مال له فقال يا فاطمة أ ما ترضين أن الله اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها رجلين أحدهما أبوك و الآخر بعلك
و عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله ص أيها الناس هذا علي بن أبي طالب و أنتم تزعمون أني أنا زوجته ابنتي فاطمة و لقد خطبها إلي أشراف قريش فلم أجب كل ذلك أتوقع الخبر من السماء حتى جاءني جبرئيل ليلة أربع و عشرين من شهر رمضان فقال يا محمد العلي الأعلى يقرأ عليك السلام و قد جمع الروحانيين و الكروبيين في واد يقال له الأفيح تحت شجرة طوبى و زوج فاطمة عليا و أمرني فكنت الخاطب و الله تعالى الولي و أمر شجرة طوبى فحملت الحلي و الحلل و الدر و الياقوت ثم نثرته و أمر الحور العين فاجتمعن فلقطن فهن يتهادينه إلى يوم القيامة و يقلن هذا نثار فاطمة
و عن علقمة عن عبد الله أنه قال أصاب فاطمة ع ليلة صبيحة العرس رعدة فقال لها النبي ص زوجتك سيدا في الدنيا وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ يا فاطمة لما أردت أن أملكك بعلي أمر الله شجر الجنان فحملت حليا و حللا و أمرها فنثرته على الملائكة فمن أخذ منه يومئذ شيئا أكثر مما أخذ منه صاحبه أو أحسن افتخر به على صاحبه إلى يوم القيامة قالت أم سلمة فلقد كانت فاطمة تفتخر على النساء لأن أول من خطب عليها جبرئيل
و روي أن رسول الله ص دخل على فاطمة ليلة عرسها بقدح من لبن فقال اشربي هذا فداك أبوك ثم قال لعلي ع اشرب فداك ابن عمك
و روي أنه لما زفت فاطمة إلى علي ع نزل جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و معهم سبعون ألف ملك و قدمت بغلة رسول الله ص الدلدل و عليها فاطمة ع مشتملة قال فأمسك جبرئيل باللجام و أمسك إسرافيل بالركاب و أمسك ميكائيل بالثفر و رسول الله ص يسوي عليها الثياب فكبر جبرئيل و كبر إسرافيل و كبر ميكائيل و كبرت الملائكة و جرت السنة بالتكبير في الزفاف إلى يوم القيامة
بيان قال في النهاية الاشتمال افتعال من الشملة و هو كساء يتغطى به و يتلفف فيه و قال ثفر الدابة الذي يجعل تحت ذنبها
36- كشف، ]كشف الغمة[ و عن جعفر بن محمد عن آبائه ع أن أبا بكر أتى النبي ص فقال يا رسول الله ص زوجني فاطمة فأعرض عنه فأتاه عمر فقال مثل ذلك فأعرض عنه فأتيا عبد الرحمن بن عوف فقالا أنت أكثر قريش مالا فلو أتيت رسول الله ص فخطبت إليه فاطمة زادك الله مالا إلى مالك و شرفا إلى شرفك فأتى النبي ص فقال له ذلك فأعرض عنه فأتاهما فقال قد نزل بي مثل الذي نزل بكما فأتيا علي بن أبي طالب و هو يسقي نخلات له فقالا قد عرفنا قرابتك من رسول الله ص و قدمتك في الإسلام فلو أتيت رسول الله ص فخطبت إليه فاطمة لزادك الله فضلا إلى فضلك و شرفا إلى شرفك فقال لقد نبهتماني فانطلق فتوضأ ثم اغتسل و لبس كساء قطريا و صلى ركعتين ثم أتى النبي ص و قال يا رسول الله زوجني فاطمة قال إذا زوجتكها فما تصدقها قال أصدقها سيفي و فرسي و درعي و ناضحي قال أما ناضحك و سيفك و فرسك فلا غنى بك عنها تقاتل المشركين و أما درعك فشأنك بها فانطلق علي و باع درعه بأربع مائة و ثمانين درهما قطريا فصبها بين يدي النبي ص فلم يسأله عن عددها و لا هو أخبره عنها فأخذ منها رسول الله ص قبضة فدفعها إلى المقداد بن الأسود فقال ابتع من هذا ما تجهز به فاطمة و أكثر لها من الطيب فانطلق المقداد فاشترى لها رحى و قربة و وسادة من أدم و حصيرا قطريا فجاء به فوضعه بين يدي النبي ص و أسماء بنت عميس معه فقالت يا رسول الله خطب إليك ذوو الأسنان و الأموال من قريش و لم تزوجهم فزوجتها من هذا الغلام فقال يا أسماء أما إنك ستزوجين بهذا الغلام و تلدين له غلاما هذا مع ما روي أنها كانت في الحبشة غريب فإنها تزوجت بأمير المؤمنين ع و ولدت منه كما ذكر ص فلما كان الليل قال لسلمان ايتني ببغلتي الشهباء فأتاه بها فحمل عليها فاطمة ع فكان سلمان يقودها و رسول الله ص يقوم بها فبينا هو كذلك إذ سمع حسا خلف ظهره فالتفت فإذا هو جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل في جمع كثير من الملائكة فقال يا جبرئيل ما أنزلكم قال نزف فاطمة إلى زوجها فكبر جبرئيل ثم كبر ميكائيل ثم كبر إسرافيل ثم كبرت الملائكة ثم كبر النبي ص ثم كبر سلمان الفارسي فصار التكبير خلف العرائس سنة من تلك الليلة فجاء بها فأدخلها على علي ع فأجلسها إلى جنبه على الحصير القطري ثم قال يا علي هذه بنتي فمن أكرمها فقد أكرمني و من أهانها فقد أهانني ثم قال اللهم بارك لهما و بارك عليهما و اجعل لهما ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ثم وثب فتعلقت به و بكت فقال لها ما يبكيك فقد زوجتك أعظمهم حلما و أكثرهم علما
إيضاح قال الجزري فيه أنه ع كان متوشحا بثوب قطري هو ضرب من البرود فيه حمرة و لها أعلام فيها بعض الخشونة و قيل هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين و قال الأزهري في أعراض البحرين قرية يقال لها قطر و أحسب الثياب القطرية نسبت إليها فكسروا القاف للنسبة و خففوا
37- كشف، ]كشف الغمة[ قد أورد صاحب كتاب الفردوس في الأحاديث عن النبي ص لو لا علي لم يكن لفاطمة كفو
و روى صاحب الفردوس أيضا عن ابن عباس عن النبي ص يا علي إن الله زوجك فاطمة و جعل صداقها الأرض فمن مشى عليها مبغضا لك مشى حراما
و روى ابن بابويه من حديث طويل أورده في تزويج أمير المؤمنين بفاطمة ع أنه أخذ في فيه ماء و دعا فاطمة فأجلسها بين يديه ثم مج الماء في المخضب و هو المركن و غسل قدميه و وجهه ثم دعا فاطمة ع و أخذ كفا من ماء فضرب به على رأسها و كفا بين يديها ثم رش جلدها ثم دعا بمخضب آخر ثم دعا عليا فصنع به كما صنع بها ثم التزمهما فقال اللهم إنهما مني و أنا منهما اللهم كما أذهبت عني الرجس و طهرتني تطهيرا فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ثم قال قوما إلى بيتكما جمع الله بينكما و بارك في سيركما و أصلح بالكما ثم قام فأغلق عليهما الباب بيده
قال ابن عباس فأخبرتني أسماء أنها رمقت رسول الله ص فلم يزل يدعو لهما خاصة لا يشركهما في دعائه أحدا حتى توارى في حجرته
و في رواية أنه قال بارك الله لكما في سيركما و جمع شملكما و ألف على الإيمان بين قلوبكما شأنك بأهلك السلام عليكما
و روي عن جابر بن عبد الله قال لما زوج رسول الله ص فاطمة من علي ع كان الله تعالى مزوجه من فوق عرشه و كان جبرئيل الخاطب و كان ميكائيل و إسرافيل في سبعين ألفا من الملائكة شهودا و أوحى الله إلى شجرة طوبى أن انثري ما فيك من الدر و الياقوت و اللؤلؤ و أوحى الله إلى الحور العين أن التقطنه فهن يتهادينه إلى يوم القيامة فرحا بتزويج فاطمة عليا
و عن شرحبيل بن سعيد قال دخل رسول الله ص على فاطمة في صبيحة عرسها بقدح فيه لبن فقال اشربي فداك أبوك ثم قال لعلي ع اشرب فداك ابن عمك
و عن شرحبيل بن سعيد الأنصاري قال لما كانت صبيحة العرس أصاب فاطمة ع رعدة فقال لها رسول الله ص زوجتك سيدا في الدنيا وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ
و عن أبي جعفر ع قال شكت فاطمة ع إلى رسول الله ص عليا فقالت يا رسول الله ما يدع شيئا من رزقه إلا وزعه بين المساكين فقال لها يا فاطمة أ تسخطيني في أخي و ابن عمي إن سخطه سخطي و إن سخطي لسخط الله فقالت أعوذ بالله من سخط الله و سخط رسوله
و روي عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول و الله لأتكلمن بكلام لا يتكلم به غيري إلا كذاب ورثت نبي الرحمة و زوجتي خير نساء الأمة و أنا خير الوصيين
38- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن البزنطي عن عبد الكريم بن عمرو عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن عليا تزوج فاطمة ع على جرد برد و درع و فراش كان من إهاب كبش
بيان قوله على جرد برد أي برد خلق
39- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن ابن بكير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول زوج رسول الله ص فاطمة على درع حطمية يسوى ثلاثين درهما
40- كا، ]الكافي[ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ع قال زوج رسول الله ص عليا فاطمة على درع حطمية و كان فراشها إهاب كبش يجعلان الصوف إذا اضطجعا تحت جنوبهما
41- كا، ]الكافي[ بعض أصحابنا عن علي بن الحسين عن العباس بن عامر عن عبد الله بن أبي بكير عن أبي عبد الله ع قال زوج رسول الله ص عليا فاطمة على درع حطمية تساوي ثلاثين درهما
بيان يمكن الجمع بين تلك الروايات بوجوه الأول أن يكون المراد كون الدرع جزءا للمهر. الثاني أن يكون المعنى أنه لو كان هذا اليوم لساوى ثلاثين درهما و إن كانت قيمته في ذلك الزمان أكثر. الثالث أن يقال أنه كان يسوى ثلاثين درهما لكن بيع بخمسمائة درهم. الرابع أن يكون بعض الأخبار محمولا على التقية
42- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد الخزاز عن يونس بن يعقوب عن أبي مريم الأنصاري عن أبي جعفر ع قال كان صداق فاطمة جرد برد حبرة و درع حطمية و كان فراشها إهاب كبش يلقيانه و يفرشانه و ينامان عليه
43- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن علي بن أسباط عن داود عن يعقوب بن شعيب قال لما زوج رسول الله ص عليا فاطمة دخل عليها و هي تبكي فقال لها ما يبكيك فو الله لو كان في أهلي خير منه ما زوجتكه و ما أنا زوجتكه و لكن الله زوجك و أصدق عنك الخمس ما دامت السماوات و الأرض
44- كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن عبد الله بن إسحاق عن الحسين بن علي بن سليمان عمن حدثه عن أبي عبد الله ع قال إن فاطمة ع قالت لرسول الله ص زوجتني بالمهر الخسيس فقال لها رسول الله ص ما أنت زوجتك و لكن الله زوجك من السماء و جعل مهرك خمس الدنيا ما دامت السماوات و الأرض
45- كا علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال لا غيرة في الحلال بعد قول رسول الله ص لا تحدثا شيئا حتى أرجع إليكما فلما أتاهما أدخل رجليه بينهما في الفراش
46- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن أبي عبد الله البرقي رفعه قال لما زوج رسول الله ص فاطمة قالوا بالرفاء و البنين قال لا بل على الخير و البركة
إيضاح قال الجزري فيه نهى أن يقال للمتزوج بالرفاء و البنين الرفاء الالتيام و الاتفاق و البركة و النماء و إنما نهى عنه كراهية لأنه كان من عادتهم و لهذا سن فيه غيره
47- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن مخلد بن موسى عن إبراهيم بن علي عن علي بن يحيى اليربوعي عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أتزوج فيكم و أزوجكم إلا فاطمة فإن تزويجها نزل من السماء
48- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن ابن عباس رضي الله عنه في قول الله تعالى وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً قال خلق الله نطفة بيضاء مكنونة فجعلها في صلب آدم ثم نقلها من صلب آدم إلى صلب شيث و من صلب شيث إلى صلب أنوش و من صلب أنوش إلى صلب قينان حتى توارثتها كرام الأصلاب في مطهرات الأرحام حتى جعلها الله في صلب عبد المطلب ثم قسمها نصفين فألقى نصفها إلى صلب عبد الله و نصفها إلى صلب أبي طالب و هي سلالة تولد من عبد الله محمدا و من أبي طالب عليا عليهما الصلاة و السلام فذلك قول الله تعالى وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً و زوج فاطمة بنت محمد عليا فعلي من محمد و محمد من علي و الحسن و الحسين و فاطمة نسب و علي الصهر
49- مصباح الأنوار، و كتاب المحتضر، للحسن بن سليمان نقلا من كتاب الفردوس عن النبي ص أنه قال لو لا علي لم يكن لفاطمة كفو
و منه رفعه بإسناده عن ابن عباس أن النبي ص قال لعلي ع يا علي إن الله عز و جل زوجك فاطمة و جعل صداقها الأرض فمن مشى عليها مبغضا لك مشى عليها حراما