الآيات الأنعام وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَ مَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ
1- فس، ]تفسير القمي[ وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَ مَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ فإنها نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح و كان أخا عثمان من الرضاعة
حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخو عثمان من الرضاعة أسلم و قدم المدينة و كان له خط حسن و كان إذا نزل الوحي على رسول الله ص دعاه فكتب ما يمليه عليه رسول الله ص فكان إذا قال له رسول الله ص سَمِيعٌ بَصِيرٌ يكتب سميع عليم و إذا قال وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ يكتب بصير و يفرق بين التاء و الياء و كان رسول الله ص يقول هو واحد فارتد كافرا و رجع إلى مكة و قال لقريش و الله ما يدري محمد ما يقول أنا أقول مثل ما يقول فلا ينكر على ذلك فأنا أنزل مثل ما ينزل فأنزل الله على نبيه ص في ذلك وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَ مَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ فلما فتح رسول الله ص مكة أمر بقتله فجاء به عثمان قد أخذ بيده و رسول الله في المسجد فقال يا رسول الله اعف عنه فسكت رسول الله ص ثم أعاد فسكت ثم أعاد فقال هو لك فلما مر قال رسول الله ص لأصحابه أ لم أقل من رآه فليقتله فقال رجل عيني إليك يا رسول الله ص أن تشير إلي فأقتله فقال رسول الله ص إن الأنبياء لا يقتلون بالإشارة فكان من الطلقاء
2- مع، ]معاني الأخبار[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص و معاوية يكتب بين يديه و أهوى بيده إلى خاصرته بالسيف من أدرك هذا يوما أميرا فليبقرن خاصرته بالسيف فرآه رجل ممن سمع ذلك من رسول الله ص يوما و هو يخطب بالشام على الناس فاخترط سيفه ثم مشى إليه فحال الناس بينه و بينه فقالوا يا عبد الله ما لك فقال سمعت رسول الله ص يقول من أدرك هذا يوما أميرا فليبقر خاصرته بالسيف قال فقالوا أ تدري من استعمله قال لا قالوا أمير المؤمنين عمر فقال الرجل سمعا و طاعة لأمير المؤمنين
قال الصدوق رضوان الله عليه إن الناس شبه عليهم أمر معاوية بأن يقولوا كان كاتب الوحي و ليس ذاك بموجب له فضيلة و ذلك أنه قرن في ذلك إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح فكانا يكتبان له الوحي و هو الذي قال سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ فكان النبي ص يملي عليه وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ فيكتب و الله عزيز حكيم و يملي عليه وَ اللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ فيكتب و الله عليم حكيم فيقول له النبي ص هو واحد فقال عبد الله بن سعد أن محمدا لا يدري ما يقول إنه يقول و أنا أقول غير ما يقول فيقول لي هو واحد هو واحد إن جاز هذا فإني سأنزل مثل ما أنزل الله فأنزل الله فيه وَ مَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ فهرب و هجا النبي ص فقال النبي ص من وجد عبد الله بن سعد بن أبي سرح و لو كان متعلقا بأستار الكعبة فليقتله و إنما كان النبي ص يقول له فيما يغيره هو واحد هو واحد لأنه لا ينكتب ما يريده عبد الله إنما كان ينكتب ما كان يمليه ع فقال هو واحد غيرت أم لم تغير لم ينكتب ما تكتبه بل ينكتب ما أمليه عن الوحي و جبرئيل ع يصلحه و في ذلك دلالة للنبي ص و وجه الحكمة في استكتاب النبي ص الوحي معاوية و عبد الله بن سعد و هما عدوان هو أن المشركين قالوا إن محمدا يقول هذا القرآن من تلقاء نفسه و يأتي في كل حادثة بآية يزعم أنها أنزلت عليه و سبيل من يضع الكلام في حوادث يحدث في الأوقات أن يغير الألفاظ إذا استعيد ذلك الكلام و لا يأتي به في ثاني الأمر و بعد مرور الأوقات عليه إلا مغيرا عن حالة الأولى لفظا و معنى أو لفظا دون معنى فاستعان في كتب ما ينزل عليه في الحوادث الواقعة بعدوين له في دينه عدلين عند أعدائه ليعلم الكفار و المشركون أن كلامه في ثاني الأمر كلامه في الأول غير مغير و لا مزال عن جهته فيكون أبلغ للحجة عليهم و لو استعان في ذلك بوليين مثل سلمان و أبي ذر و أشباههما لكان الأمر عند أعدائه غير واقع هذا الموقع و كانت يتخيل فيه التواطي و التطابق فهذا وجه الحكمة في استكتابهما واضح مبين و الحمد لله
3- شي، ]تفسير العياشي[ عن الحسين بن سعيد عن أحدهما قال سألته عن قول الله أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ قال نزلت في ابن سرح الذي كان عثمان بن عفان استعمله على مصر و هو ممن كان رسول الله ص يوم فتح مكة هدر دمه و كان يكتب لرسول الله ص فإذا أنزل الله عليه فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ كتب فإن الله عليم حكيم فيقول له رسول الله ص دعها فإن الله عليم حكيم و قد كان ابن أبي سرح يقول للمنافقين إني لأقول الشيء مثل ما يجيء به هو فما يغير علي فأنزل الله فيه الذي أنزل
4- كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أحدهما ع مثله
أقول في خبر المفضل بن عمر الذي مضى بطوله في كتاب الغيبة أنه قال الصادق ع يا مفضل إن القرآن نزل في ثلاث و عشرين سنة و الله يقول شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ و قال إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ و قال لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ قال المفضل يا مولاي فهذا تنزيله الذي ذكره الله في كتابه و كيف ظهر الوحي في ثلاث و عشرين سنة قال نعم يا مفضل أعطاه الله القرآن في شهر رمضان و كان لا يبلغه إلا في وقت استحقاق الخطاب و لا يؤديه إلا في وقت أمر و نهي فهبط جبرئيل عليه السلام بالوحي فبلغ ما يؤمر به و قوله لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ فقال المفضل أشهد أنكم من علم الله علمتم و بقدرته قدرتم و بحكمه نطقتم و بأمره تعملون