1- جا، ]المجالس للمفيد[ ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن عمران عن محمد بن إبراهيم عن عبد الله بن أبي سعد عن مسعود بن عمرو عن إبراهيم بن داحة قال أول شعر رثي به الحسين بن علي ع قول عقبة بن عمرو السهمي من بني سهم بن عوف بن غالب
إذا العين قرت في الحياة و أنتم تخافون في الدنيا فأظلم نورهامررت على قبر الحسين بكربلاء ففاض عليه من دموعي غزيرهافما زلت أرثيه و أبكي لشجوه و يسعد عيني دمعها و زفيرهاو بكيت من بعد الحسين عصائب أطافت به من جانبيها قبورهاسلام على أهل القبور بكربلاء و قل لها مني سلام يزورهاسلام بآصال العشي و بالضحى تؤديه نكباء الرياح و مورهاو لا برح الوفاد زوار قبره يفوح عليهم مسكها و عبيرها
قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ مرسلا مثله بيان النكباء الريح الناكبة التي تنكب عن مهاب الرياح القوم ذكره الجوهري و قال الفيروزآبادي ريح انحرفت و وقعت بين ريحين أو بين الصبا و الشمال و المور بالضم الغبار بالريح
2- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الكميت
أضحكني الدهر و أبكاني و الدهر ذو صرف و ألوانلتسعة بالطف قد غودروا صاروا جميعا رهن أكفان
و ستة لا يتجازى بهم بنو عقيل خبير فرسانثم علي الخير مولاهم ذكرهم هيج أحزاني
بيان التجازي التقاضي
3- قب السري الرفاء
أقام روح و ريحان على جدث ثوى الحسين به ظمآن آميناكأن أحشاءنا من ذكره أبدا تطوى على الجمر أو تحشي السكاكينامهلا فما نقضوا أوتار والده و إنما نقضوا في قتله الدينا
بيان لعل الأوتار جمع وتر القوس كناية عن العهود و المواثيق
4- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ دعبل
هلا بكيت على الحسين و أهله هلا بكيت لمن بكاه محمدفلقد بكته في السماء ملائك زهر كرام راكعون و سجدلم يحفظوا حب النبي محمد إذ جرعوه حرارة ما تبردقتلوا الحسين فأثكلوه بسبطه فالثكل من بعد الحسين مبددهذا حسين بالسيوف مبضع متخضب بدمائه مستشهدعار بلا ثوب صريع في الثرى بين الحوافر و السنابك يقصدكيف القرار و في السبايا زينب تدعو بفرط حرارة يا أحمديا جد إن الكلب يشرب آمنا ريا و نحن عن الفرات نطرديا جد من ثكلى و طول مصيبتي و لما أعانيه أقوم و أقعد
بيان قوله فالثكل من بعد الحسين مبدد أي تفرق و كثر القتل و الثكل بعد قتله ع في أولاد الرسول ص أو سائر الخلق أيضا و لا يبعد أن يكون فالكل فصحف
-5 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ كشاجم
إذا تفكرت في مصابهم أثقب زند الهموم قادحةفبعضهم قربت مصارعه و بعضهم بعدت مطارحهأظلم في كربلاء يومهم ثم تجلى و هم ذبائحهذل حماه و قل ناصره و نال أقوى مناه كاشحة
خالد بن معدان
جاءوا برأسك يا ابن بنت محمد مترملا بدمائه ترميلاقتلوك عطشانا و لم يترقبوا في قتلك التنزيل و التأويلاو كأنما بك يا ابن بنت محمد قتلوا جهارا عامدين رسولاو يكبرون بأن قتلت و إنما قتلوا بك التكبير و التهليلا
سليمان بن قته الهاشمي
مررت على أبيات آل محمد فلم أرها أمثالها يوم حلتأ لم تر أن الأرض أضحت مريضة لفقد حسين و البلاد اقشعرتو إن قتيل الطف من آل هاشم أذل رقاب المسلمين فذلتو كانوا رجاء ثم عادوا رزية لقد عظمت تلك الرزايا و جلت
السوسي
لهفي على السبط و ما ناله قد مات عطشانا بكرب الظمإلهفي لمن نكس عن سرجه ليس من الناس له من حما
لهفي على بدر الهدى إذ علا في رمحه يحكيه بدر الدجىلهفي على النسوة إذ برزت تساق سوقا بالعنا و الجفالهفي على تلك الوجوه التي أبرزن بعد الصون بين الملالهفي على ذاك العذار الذي علاه بالطف تراب العرالهفي على ذاك القوام الذي حناه بالطف سيوف العدا
و له
كم دموع ممزوجة بدماء سكبتها العيون في كربلاءلست أنساه بالطفوف غريبا مفردا بين صحبه بالعراءو كأني به و قد خر في الترب صريعا مخضبا بالدماءو كأني به و قد لحظ النسوان يهتكن مثل هتك الإماء
و له
جودي على حسين يا عين بانغزار جودي على الغريب إذا الجار لا يجارجودي على النساء مع الصبية الصغار جودي على القتيل مطروح في القفار
و له
ألا يا بني الرسول لقد قل الاصطبار ألا يا بني الرسول خلت منكم الديارألا يا بني الرسول فلا قر لي قرار
و له
لا عذر للشيعي يرقأ دمعه و دم الحسين بكربلاء أريقايا يوم عاشوراء لقد خلفتني ما عشت في بحر الهموم غريقافيك استبيح حريم آل محمد و تمزقت أسبابهم تمزيقاأ أذوق ري الماء و ابن محمد لم يرو حتى للمنون أذيقا
و له
و كل جفني بالسهاد مذ عرس الحزن في فؤاديناع نعى بالطفوف بدرا أكرم به رائحا و غادي
نعى حسينا فدته روحي لما أحاطت به الأعاديفي فتية ساعدوا و واسوا و جاهدوا أعظم الجهادحتى تفانوا و ظل فردا و نكسوه عن الجوادو جاء شمر إليه حتى جرعه الموت و هو صادو ركب الرأس في سنان كالبدر يجلو دجى السوادو احتملوا أهله سبايا على مطايا بلا مهاد
و له أيضا
أ أنسى حسينا بالطفوف مجدلا و من حوله الأطهار كالأنجم الزهرأ أنسى حسينا يوم سير برأسه على الرمح مثل البدر في ليلة البدرأ أنسى السبايا من بنات محمد يهتكن من بعد الصيانة و الخدر
بيان و هو صاد أي عطشان
6- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ العوني
فيا بضعة من فؤاد النبي بالطف أضحت كثيبا مهيلاو يا كبدا من فؤاد البتول بالطف شلت فأضحت أكيلاقتلت فأبكيت عين الرسول و أبكيت من رحمة جبرئيلا
و له
يا قمرا غاب حين لاحا أورثني فقدك المنايايا نوب الدهر لم يدع لي صرفك من حادث صلاحاأ بعد يوم الحسين ويحي استعذب اللهو و المزاحايا بأبي أنفس ظلماء ماتوا و لم يشربوا المباحايا بأبي غرة هداة باكرها حتفها صباحايا سادتي يا بني علي بكى الهدى فقدكم و ناحا
يا سادتي يا بني إمامي أقولها عنوة صراحاأوحشتم الحجر و المساعي آنستم القفر و البطاحاأوحشتم الذكر و المثاني و السور النول الفصاحا
بيان النول كركع جمع النائل أي العطاء
7- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ و له
لم أنس يوما للحسين و قد ثوى بالطف مسلوب الرداء خليعاظمآن من ماء الفرات معطشا ريان من غصص الحتوف نقيعايرنو إلى ماء الفرات بطرفه فيراه عنه محرما ممنوعا
بيان نقيعا أي كأنه نقع له سم الحتوف أو من قولهم سم ناقع أي بالغ و سم منقع أي مربى و رنا إليه يرنو رنوا أدام النظر
8- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الزاهي
أعاتب عيني إذا أقصرت و أفني دموعي إذا ما جرتلذكراكم يا بني المصطفى دموعي على الخد قد سطرتلكم و عليكم جفت غمضها جفوني عن النوم و استشعرتأ مثل أجسادكم بالعراق و فيها الأسنة قد كسرتأ مثلكم في عراق الطفوف بدورا تكسف إذ أقمرتغدت أرض يثرب من جمعكم كخط الصحيفة إذ أقفرتو أضحى بكم كربلاء مغربا لزهر النجوم إذا غورتكأني بزينب حول الحسين و منها الذوائب قد نشرتتمرغ في نحره شعرها و تبدي من الوجد ما أضمرتو فاطمة عقلها طائر إذا السوط في جنبها أبصرت
و للسبط فوق الثرى شيبة يفيض دم النحر قد عفرتو رأس الحسين أمام الرفاق كغرة صبح إذا أسفرت
و له أيضا
لست أنسى النساء في كربلاء و حسين ظام فريد وحيدساجد يلثم الثرى و عليه قضب الهند ركع و سجوديطلب الماء و الفرات قريب و يرى الماء و هو عنه بعيد
بيان جفت أي أبعدت و قوله جفوني فاعله و قوله عن النوم متعلق به بتضمين معنى الفرار و نحوه أي أبعدت و تركت جفوني غمضها و ضمها فرارا عن النوم و استشعرت أي أضمرت حزنا يقال استشعر فلان خوفا أي أضمره قوله إذ أقمرت أي قبل أن تصل إلى البدرية و الكمال تكسفت قوله إذ أقفرت أي خلت أرض يثرب منكم فبقي منكم فيها آثار خربة كخط الصحيفة يقال سيف قاضب و قضيب أي قطاع و الجمع قواضب و قضب
9- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الناشي
مصائب نسل فاطمة البتول نكت حسراتها كبد الرسولألا بأبي البدور لقين كسفا و أسلمها الطلوع إلى الأفولألا يا يوم عاشوراء رماني مصابي منك بالداء الدخيلكأني بابن فاطمة جديلا يلاقي الترب بالوجه الجميليجرن في الثرى قدا و نحرا على الحصباء بالخد التليلصريعا ظل فوق الأرض أرضا فوا أسفا على الجسم النحيلأعاديه توطأه و لكن تخطاه العتاق من الخيولو قد قطع العداة الرأس منه و علوه على رمح طويلو قد برز النساء مهتكات يجززن الشعور من الأصوليسرن مع اليتامى من قتيل يخضب بالدماء إلى قتيلفطورا يلتثمن بني علي و طورا يلتثمن بني عقيل
و فاطمة الصغيرة بعد عز كساها الحزن أثواب الذليلتنادي جدها يا جد إنا طلبنا بعد فقدك بالذحول
بيان قال الفيروزآبادي داء و حب دخيل أي داخل و الجديل الصريع و جرن الحب طحنه و جرن الثوب جرونا انسحق و القد القامة و تله للجبين أي صرعه و الذحول جمع الذحل يقال طلب بذحله أي بثأره
10- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ المرتضى
إن يوم الطف يوما كان للدين عصيبا لم يدع للقلب مني في المسرات نصيبالعن الله رجالا أترعوا الدنيا غصوبا سالموا عجزا فلما قدروا شنوا الحروباطلبوا أوتار بدر عندنا ظلما و حوبا و له لقد كسرت للدين في يوم كربلاءكسائر لا تؤسى و لا هي تجبر فإما سبي بالرماح مسوقو إما قتيل بالتراب معفر و جرحى كما اختارت رماح و أنصلو صرعى كما شاءت ضباع و أنسر
بيان يوم عصيب أي شديد و أترعه أي ملأه و الترع محركة الإسراع إلى الشر و ترع فلان كفرح اقتحم الأمور مرحا و نشاطا و الحوب بالضم الإثم و الهلاك و البلاء قوله لا تؤسى من أسوت الجرح أي داويته الرضي
كربلاء لا زلت كربا و بلا ما لقي عندك آل المصطفىكم على تربك لما صرعوا من دم سال و من دمع جرىو ضيوف لفلاة قفرة نزلوا فيها على غير قرىلم يذوقوا الماء حتى اجتمعوا بحدى السيف على ورد الردىتكسف الشمس شموس منهم لا تدانيها علوا و ضيا
و تنوش الوحش من أجسادهم أرجل السبق و أيمان النداو وجوها كالمصابيح فمن قمر غاب و من نجم هوىغيرتهن الليالي و غدا جائر الحكم عليهن البلىيا رسول الله لو عاينتهم و هم ما بين قتل و سبامن رميض يمنع الظل و من عاطش يسقي أنابيب القناو مسوق عاثر يسعى به خلف محمول على غير وطءجزروا جزر الأضاحي نسله ثم ساقوا أهله سوق الإماقتلوه بعد علم منهم إنه خامس أصحاب الكساميت تبكي له فاطمة و أبوها و علي ذو العلا
و له أيضا
شغل الدموع عن الديار بكاؤها لبكاء فاطمة على أولادهالم يخلفوها في الشهيد و قد رأى دفع الفرات يذاد عن ورادهاأ ترى درت أن الحسين طريده لقنا بني الطرداء عند ولادهاكانت مآتم بالعراق تعدها أموية بالشام من أعيادهاما راقبت غضب النبي و قد غدا زرع النبي مظنة لحصادهاجعلت رسول الله من خصمائها فلبئس ما ادخرت ليوم معادهانسل النبي على صعاب مطيها و دم الحسين على رءوس صعادهاوا لهفتاه لعصبة علوية تبعت أمية بعد ذل قيادهاجعلت عران الذل في آنافها و غلاظ وسم الضيم في أجيادهاو استأثرت بالأمر عن غيابها و قضت بما شاءت على أشهادهاطلبت تراث الجاهلية عندها و شفت قديم الغل من أحقادهايا يوم عاشوراء كم لك لوعة تترقص الأشياء من إيقادها
أقول و في بعض الكتب فيه زيادة
إن قوضت تلك القباب فإنها خرت عماد الدين قبل عمادها
هي صفوة الله التي أوحي بها و قضى أوامره إلى أمجادهايروي مناقب فضلها أعداؤها أبدا فيسندها إلى أضدادهايا فرقة ضاعت دماء محمد و بنيه بين يزيدها و زيادهاصغرا بمال الله ملء أكفها و أكف آل الله في أصفادهاضربوا بسيف محمد أبناءه ضرب الغرائب عدن بعد ذيادهايا يوم عاشوراء كم لك لوعة تترقص الأحشاء من إيقادهاما عدت إلا عاد قلبي علة حزني و لو بالغت في إيرادها
بيان قوله بحدى السيف أي حداهم السيف حتى اجتمعوا على نوبة هلاكهم أو على ما يورد عليه من الهلاك و يمكن أن يكون بحد السيف على التخفيف لضرورة الشعر و في بعض النسخ بحذا السيف أي قبال السيف قوله تكسف الشمس أي هم شموس كل منهم يغلب نوره نور الشمس و يكسفها و النوش التناول قوله جائر الحكم حال عن البلى أي بلى كثير كأنه جار في الحكم و لعل مراده غير المعصوم فإنه لا يتطرق إليه البلى مع أنه في الشعر قد لا يراعى تلك الأمور. قوله شغل الدموع أي شغل البكاء على تلك المصيبة الدموع عن انصبابها لذكر ديار المحبوبين و منازلهم فالضمير في بكاؤها راجع إلى العيون بقرينة المقام و الأصوب شغل العيون أي عن النظر إلى الديار قوله لم يخلفوها أي لم يرعوا حرمة فاطمة في الشهيد و الدفع بضم الدال و فتح الفاء جمع الدفعة أي دفعات الفرات و انصباباتها و الدفاع طحمة الموج و السيل. قوله درت أي علمت فاطمة ع قوله بني الطرداء أي أبناء الذين كانوا مطرودين ملعونين حين تلد فاطمة تلك الأولاد و الزرع الولد و هنا معناه الآخر مرعى و السعدة القناة المستوية تنبت كذلك لا تحتاج إلى تثقيف و الصعاد جمعها و العران العود الذي يجعل في وتره أنف البختي
11- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ آخر
تبيت النشاوى من أمية نوما و بالطف قتلى ما ينام حميمهاو ما قتل الإسلام إلا عصابة تأمر نوكاها و نام زعيمهافأضحت قناة الدين في كف ظالم إذا اعوج منها جانب لا يقيمها
غيره
وا خجلة الإسلام من أضداده ظفروا له بمعايب و معايرآل العزير يعظمون حماره و يرون فوزا لثمهم للحافرو سيوفكم بدم ابن بنت نبيكم مخضوبة لرضى يزيد الفاجر
و في رواية
وا خجلة الإسلام من أضداده ظفروا له بمعايب و معايررأس ابن بنت محمد و وصيه تهدى جهارا للشقي الفاجر
الصنوبري
يا خير من لبس النبوة من جميع الأنبياءوجدي على سبطيك وجد ليس يؤذن بانقضاءهذا قتيل الأشقياء و ذا قتيل الأدعياءيوم الحسين هرقت دمع الأرض بل دمع السماءيوم الحسين تركت باب العز مهجور الفناءيا كربلاء خلفت من كرب علي و من بلاءكم فيك من وجه تشرب ماؤه ماء البهاءنفسي فداء المصطلي نار الوغى أي اصطلاءحيث الأسنة في الجواشن كالكواكب في السماءفاختار درع الصبر حيث الصبر من لبس السناء
و أبا إباء الأسد إن الأسد صادقة الإباءو قضى كريما إذ قضى ظمآن في نفر ظماءمنعوه طعم الماء لا وجدوا لما طعم ماءمن ذا لمعفور الجواد ممال أعواد الخباءمن للطريح الشلو عريانا مخلى بالعراءمن للمحنط بالتراب و للمغسل بالدماءمن لابن فاطمة المغيب عن عيون الأولياء
بيان الشلو بالكسر العضو من أعضاء اللحم و أشلاء الإنسان أعضاؤه بعد التفرق
12- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ للشافعي
تأوه قلبي و الفؤاد كئيب و أرق نومي فالسهاد عجيبفمن مبلغ عني الحسين رسالة و إن كرهتها أنفس و قلوبذبيح بلا جرم كأن قميصه صبيغ بماء الأرجوان خضيبفللسيف إعوال و للرمح رنة و للخيل من بعد الصهيل نحيبتزلزلت الدنيا لآل محمد و كادت لهم صم الجبال تذوبو غارت نجوم و اقشعرت كواكب و هتك أستار و شق جيوبيصلى على المبعوث من آل هاشم و يغزي بنوه إن ذا لعجيبلئن كان ذنبي حب آل محمد فذلك ذنب لست عنه أتوبهم شفعائي يوم حشري و موقفي إذا ما بدت للناظرين خطوب
الجوهري
عاشورنا ذا ألا لهفي على الدين خذوا حدادكم يا آل ياسيناليوم شقق جيب الدين و انتهبت بنات أحمد نهب الروم و الصيناليوم قام بأعلا الطف نادبهم يقول من ليتيم أو لمسكيناليوم خضب جيب المصطفى بدم أمسى عبير نحور الحور و العين
اليوم خر نجوم الفخر من مضر على مناخر تذليل و توهيناليوم أطفئ نور الله متقدا و جزرت لهم التقوى على الظيناليوم هتك أسباب الهدى مزقا و برقعت عزة الإسلام بالهوناليوم زعزع قدس من جوانبه و طاح بالخيل ساحات المياديناليوم نال بنو حرب طوائلها مما صلوه ببدر ثم صفيناليوم جدك سبط المصطفى شرقا من نفسه بنجيع غير مسنون
إيضاح الحداد بالكسر ثياب المأتم السود و طاح أي هلك و سقط و الطوائل جمع طائلة و هي العداوة و الترة و النجيع من الدم ما كان إلى السواد و قيل هو دم الجوف خاصة و المسنون المتغير المنتن و قوله شرقا فعل و الألف للإشباع أي شرق بسبب مصيبة من هو بمنزلة نفسه بدم طري من الحزن
13- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ شاعر
يا كربلاء يا كربتي و زفرتي كم فيك من ساق و من جمجمةو من يمين بالحسام بينت للفاطميات العظام الحرمةقد خر أركان العلي و انهدت و غلقت أبوابه و سدتتلك الرزايا عظمت و جلت
آخر
كم سيد لي بكربلاء فديته السيد الغريبكم سيد لي بكربلاء للموت في صدره وجيبكم سيد لي بكربلاء عسكره بالعرا نهيبكم سيد لي بكربلاء ليس لما يشتهي طبيبكم سيد لي بكربلاء خاتمه و الرداء سليبكم سيد لي بكربلاء خضب من نحره المشيب
كم سيد لي بكربلاء ملثمه و الردا خضيبكم سيد لي بكربلاء يسمع صوتي و لا يجيبكم سيد لي بكربلاء ينقر في ثغرة القضيب
آخر
رأس ابن بنت محمد و وصيه للناظرين على قناة يرفعو المسلمون بمنظر و بمسمع لا منكر منهم و لا متفجعكحلت بمنظرك العيون عماية و أصم رزءك كل أذن يسمعأيقظت أجفانا و كنت لها كرى و أنمت عينا لم تكن بك تهجعما روضة إلا تمنت أنها لك منزل و لخط قبرك مضجع
آخر
إذا جاء عاشوراء تضاعف حسرتي لآل رسول الله و انهل عبرتيهو اليوم فيه اغبرت الأرض كلها وجوما عليها و السماء اقشعرتأريقت دماء الفاطميين بالملإ فلو عقلت شمس النهار لخرتبنفسي خدود في التراب تعفرت بنفسي جسوم بالعراء تعرتبنفسي رءوس معليات على القنا إلى الشام تهدى بازفات الأسنةبنفسي شفاه ذابلات من الظمإ و لم تحظ من ماء الفرات بقطرةبنفسي عيون غائرات سواهر إلى الماء منها قطرة بعد قطرةبنفسي من آل النبي خرائد حواسر لم تعرف عليهم بسترة
إيضاح قال الجوهري وجم من الأمر وجوما و الواجم الذي اشتد حزنه حتى أمسك عن الكلام و يوم وجيم أي شديد الحر و قال الفيروزآبادي الزفت الملء و الغيظ و الطرد و السوق و الدفع و المنع و بالكسر القار و المزفت المطلي به و الظاهر بارقات كما ستجيء و الخريدة من النساء الحيية و الجمع خرائد قوله لم تعرف من العرف و المعروف بمعنى الإحسان
14- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ لأبي الفرج بن الجوزي
أ حسين و المبعوث جدك بالهدى قسما يكون الحق فيه مسائليلو كنت شاهد كربلاء لبذلت في تنفيس كربك جهد بذل الباذلو سقيت حد السيف من أعدائكم جللا و حد السمهري الذابللكنني أخرت عنك لشقوتي فبلابلي بين الغري و بابلإذ لم أفز بالنصر من أعدائكم فأقل من حزن و دمع سائل
آخر
يا حر صدري يا لهيب الحشا انهد ركني يا أخي و القواكنت أخي ركني و لم يبق لي ذخر و لا ركن و لا ملتجاو كنت أرجوك فقد خانني ما كنت أرجوه فخاب الرجاأ يا ابن أمي لو تأملتني رأيت مني ما يسر العداحل بأعدائك ما حل بي من ألم السير و ذل السباو يا شقيقي أنا أفديك من يومك هذا و أكون الفداو لا هنأني العيش يا سيدي ما عشت من بعدك أو أدفنا
آخر
يا من رأى حسينا شلوا لدى الفلاة و الرأس منه عال في ذروة القناةو زينب تنادي قد قتلوا حماتي يا جد لو ترانا أسرى مهتكات
توضيح الجلل بالتحريك العظيم و السمهري الرمح الصلب و البلابل شدة الهموم و الوساوس
-15 أقول رأيت في بعض مؤلفات المتأخرين أنه قال حكى دعبل الخزاعي قال دخلت على سيدي و مولاي علي بن موسى الرضا ع في مثل هذه الأيام فرأيته جالسا جلسة الحزين الكئيب و أصحابه من حوله فلما رآني مقبلا قال لي مرحبا بك يا دعبل مرحبا بناصرنا بيده و لسانه ثم إنه وسع لي في مجلسه و أجلسني إلى جانبه ثم قال لي يا دعبل أحب أن تنشدني شعرا فإن هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت و أيام سرور كانت على أعدائنا خصوصا بني أمية يا دعبل من بكى و أبكى على مصابنا و لو واحدا كان أجره على الله يا دعبل من ذرفت عيناه على مصابنا و بكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا يا دعبل من بكى على مصاب جدي الحسين غفر الله له ذنوبه البتة ثم إنه ع نهض و ضرب سترا بيننا و بين حرمه و أجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا على مصاب جدهم الحسين ع ثم التفت إلي و قال لي يا دعبل ارث الحسين فأنت ناصرنا و مادحنا ما دمت حيا فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت قال دعبل فاستعبرت و سالت عبرتي و أنشأت أقول
أ فاطم لو خلت الحسين مجدلا و قد مات عطشانا بشط فراتإذا للطمت الخد فاطم عنده و أجريت دمع العين في الوجناتأ فاطم قومي يا ابنة الخير و اندبي نجوم سماوات بأرض فلاةقبور بكوفان و أخرى بطيبة و أخرى بفخ نالها صلواتيقبور ببطن النهر من جنب كربلاء معرسهم فيها بشط فراتتوافوا عطاشا بالعراء فليتني توفيت فيهم قبل حين وفاتيإلى الله أشكو لوعة عند ذكرهم سقتني بكأس الثكل و الفضعاتإذا فخروا يوما أتوا بمحمد و جبرئيل و القرآن و السوراتو عدوا عليا ذا المناقب و العلا و فاطمة الزهراء خير بناتو حمزة و العباس ذا الدين و التقى و جعفرها الطيار في الحجبات
أولئك مشئومون هندا و حربها سمية من نوكى و من قذراتهم منعوا الآباء من أخذ حقهم و هم تركوا الأبناء رهن شتاتسأبكيهم ما حج لله راكب و ما ناح قمري على الشجراتفيا عين بكيهم و جودي بعبرة فقد آن للتسكاب و الهملاتبنات زياد في القصور مصونة و آل رسول الله منهتكاتو آل زياد في الحصون منيعة و آل رسول الله في الفلواتديار رسول الله أصبحن بلقعا و آل زياد تسكن الحجراتو آل رسول الله نحف جسومهم و آل زياد غلظ القصراتو آل رسول الله تدمى نحورهم و آل زياد ربة الحجلاتو آل رسول الله تسبى حريمهم و آل زياد آمنوا السرباتإذا وتروا مدوا إلى واتريهم أكفا من الأوتار منقبضاتسأبكيهم ما ذر في الأرض شارق و نادى منادي الخير للصلواتو ما طلعت شمس و حان غروبها و بالليل أبكيهم و الغدوات
أقول سيأتي تمام القصيدة و شرحها في أبواب تاريخ الرضا ع
16- و رأيت في بعض مؤلفات بعض ثقات المعاصرين بعض المراثي فأحببت إيرادها للشيخ الخليعي
لم أبك ربعا للأحبة قد خلا و عفا و غيره الجديد و أمحلاكلا و لا كلفت صحبي وقفة في الدار إن لم اشف ضبا عللاو مطارح النادي و غزلان النقا و الجزع لم أحفل بها متغزلاو بواكر الأظعان لم أسكب لها دمعا و لا خل نأى و ترحلالكن بكيت لفاطم و لمنعها فدكا و قد أتت الخئون الأولاإذ طالبته بإرثها فروى لها خبرا ينافي المحكم المتنزلالهفي لها و جفونها قرحى و قد حملت من الأحزان عبئا مثقلا
و قد اغتدت منفية و حميها متطيرا ببكائها متثقلاتخفي تفجعها و تخفض صوتها و تظل نادبة أباها المرسلاتبكي على تكدير دهر ما صفا من بعده و قرير عيش ما حلالم أنسها إذ أقبلت في نسوة من قومها تروي مدامعها الملاو تنفست صعدا و نادت أيها الأنصار يا أهل الحماية و الكلاأ ترون يا نجب الرجال و أنتم أنصارنا و حماتنا أن نخذلاما لي و ما لدعي تيم ادعى إرثي و ضل مكذبا و مبدلاأ عليه قد نزل الكتاب مبينا حكم الفرائض أم علينا نزلاأم خصه المبعوث منه بعلم ما أخفاه عنا كي نضل و نجهلاأم أنزلت آي بمنعي إرثه قد كان يخفيها النبي إذا تلاأم كان في حكم النبي و شرعه نقص فتممه الغوي و كملاأم كان ديني غير دين أبي فلا ميراث لي منه و ليس له و لاقوموا بنصري إنها لغنيمة لمن اغتدى لي ناصرا متكفلاو استعطفوه و خوفوه و اشهدوا ذلي له و جفاه لي بين الملاإن لج في سخطي فقد عدم الرضي من ذي الجلال و للعقاب تعجلاأو دام في طغيانه فقد اقتنى لعنا على مر الزمان مطولاأين المودة و القرابة يا ذوي الأيمان ما هذا القطيعة و القلاأ فهل عسيتم إن توليتم بأن تمضوا على سنن الجبابرة الأولىو تنكبوا نهج السبيل بقطع ما أمر الإله عباده أن يوصلاو لقد أزالكم الهوى و أحلكم دار البوار من الجحيم و أدخلاو لسوف يعقب ظلمكم أن تتركوا ولدي برمضاء الطفوف مجدلافي فتية مثل البدور كواملا عرض المحاق بها فاضحت آفلاو أقوم من خلل اللحود حزينة و القوم قد نزلت بهم غير البلاءو يروعني نقط القنا بجسومهم و يسوؤني شكل السيوف على الطلى
فأقبل النحر الخضيب و أمسح الوجه التريب مضمخا و مرملاو يقوم سيدنا النبي و رهطه متلهفا متأسفا متقلقلافيرى الغريب المستضام النازح الأوطان ملقى في الثرى ما غسلاو تقوم آسية و تأتي مريم يبكين من كربي بعرصة كربلاءو يطفن حولي نادبات الجن إشفاقا علي يفضن دمعا مسبلاو تضج أملاك السماء لعبرتي و تعج بالشكوى إلى رب العلىو أرى بناتي يشتكين حواسرا نهب المعاجر والهات ثكلاو أرى إمام العصر بعد أبيه في صفد الحديد مغللا و معللاو أرى كريم مؤملي في ذابل كالبدر في ظلم الدياجي يجتلييهدى إلى الرجس اللعين فيشتفي منه فؤاد بالحقود قد امتلأو يظل يقرع منه ثغرا طال ما قدما ترشفه النبي و قبلاو مضلل أضحى يوطئ عذرة و يقول و هو من البصيرة قد خلالو لم يحرم أحمد ميراثه لم يمنعوه أهله و تأولافأجبته إصر بقلبك أم قذا في العين منك عدتك تبصرة الجلاأ و ليس أعطاها ابن خطاب لحيدرة الرضا مستعتبا متنصلاأ تراه حلل ما رآه محرما أم ذاك حرم ما رآه محللايا راكبا تطوي المهامة عيسه طي الردا و تجوب أجواز الفلاعرج بأكناف الغري مبلغا شوقي و ناد بها الإمام الأفضلاو من العجيب تشوقي لمزار من لم يتخذ إلا فؤادي منزلافاحبس و قل يا خير من وطئ الثرى و أعزهم جارا و أعذب منهلالو شئت قمت بنصر بضعة أحمد الهادي بعقد عزيمة لن تحللاو رميت أعداء الرسول بجمرة من حد سيفك حرها لا يصطلىلكن صبرت لأن تقام عليهم حجج الإله و لن ترى أن تعجلاكيلا يقولوا إن عجلت عليهم كنا نراجع أمرنا لو أمهلا
مولاي يا جنب الإله و عينه يا ذا المناقب و المراتب و العلاإحياؤك العظم الرميم و ردك الشمس المنيرة و الدجى قد أسبلاو خضوعها لك في الخطاب و قولها يا قادرا يا قاهرا يا أولاو كلام أصحاب الرقيم و ردهم منك السلام و ما استنار و ما انجلىو حديث سلمان و نصرته على أسد الفرات و علم ما قد أشكلالا يستفز ذوي النهى و يقل من أن يرتضى و يجل من أن يذهلاأخذ الإله لك العهود على الورى في الذر لما أن برا و بك ابتلىفي يوم قال لهم أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ و علي مولاكم معا قالُوا بَلىقسما بوردي من حياض معارفي و بشربي العذب الرحيق السلسلاو من استجارك من نبي مرسل و دعا بحقك ضارعا متوسلالو قلت إنك رب كل فضيلة ما كنت فيما قلته متنحلاأو بحت بالخطر الذي أعطاك رب العرش كادوني و قالوا قد غلافإليك من تقصير عبدك عذره فكثير ما أنهي يراه مقللابل كيف يبلغ كنه وصفك قائل و الله في علياك أبلغ مقولاو نفائس القرآن فيك تنزلت و بك اغتدى متحليا متجملافاستجلها بكرا فأنت مليكها و على سواك تجل من أن تجتليو لئن بقيت لأنظمن قلائد ينسى ترصعها النظام الأولاشهد الإله بأنني متبرئ من حبتر و من الدلام و نعثلاو براءة الخلعي من عصب الخنا تبنى على أن البرا أصل الولاء
قصيدة لابن حماد رحمه الله
مصاب شهيد الطف جسمي أنحلا و كدر من دهري و عيشي ما حلافما هل شهر العشر إلا تجددت بقلبي أحزان توسدني البلى
و أذكر مولاي الحسين و ما جرى عليه من الأرجاس في طف كربلاءفو الله لا أنساه بالطف قائلا لعترته الغر الكرام و من تلاألا فانزلوا في هذه الأرض و اعلموا بأني بها أمسي صريعا مجدلاو أسقى بها كأس المنون على ظما و يصبح جسمي بالدماء مغسلاو لهفي له يدعو اللئام تأملوا مقالي يا شر الأنام و أرذلاأ لم تعلموا أني ابن بنت محمد و والدي الكرار للدين كملافهل سنة غيرتها أو شريعة و هل كنت في دين الإله مبدلاأ حللت ما قد حرم الطهر أحمد أ حرمت ما قد كان قبل محللافقالوا له دع ما تقول فإننا سنسقيك كأس الموت غصبا معجلاكفعل أبيك المرتضى بشيوخنا و نشفي صدورا من ضغائنكم ملافأثنى إلى نحو النساء جواده و أحزانه منها الفؤاد قد امتلأو نادى ألا يا أهل بيتي تصبروا على الضر بعدي و الشدائد و البلاءفإني بهذا اليوم أرحل عنكم على الرغم مني لا ملال و لا قلافقوموا جميعا أهل بيتي و أسرعوا أودعكم و الدمع في الخد مسبلافصبرا جميلا و اتقوا الله إنه سيجزيكم خير الجزاء و أفضلافأثنى على أهل العناد مبادرا يحامي عن دين المهيمن ذي العلاو صال عليهم كالهزبر مجاهدا كفعل أبيه لن يزل و يخذلافمال عليه القوم من كل جانب فألقوه عن ظهر الجواد معجلاو خر كريم السبط يا لك نكبة بها أصبح الدين القويم معطلافارتجت السبع الشداد و زلزلت و ناحت عليه الجن و الوحش في الفلاو راح جواد السبط نحو نسائه ينوح و ينعى الظامئ المترملاخرجن بنيات البتول حواسرا فعاين مهر السبط و السرج قد خلافأدمين باللطم الخدود لفقده و أسكبن دمعا حره ليس يصطلى
و لم أنس زينب تستغيث سكينة أخي كنت لي حصنا حصينا و موئلاأخي يا قتيل الأدعياء كسرتني و أورثتني حزنا مقيما مطولاأخي كنت أرجو أن أكون لك الفدا فقد خبت فيما كنت فيه أؤملاأخي ليتني أصبحت عميا و لا أرى جبينك و الوجه الجميل مرملاو تدعو إلى الزهراء بنت محمد أيا أم ركني قد وهى و تزلزلاأيا أم قد أمسى حبيبك بالعرا طريحا ذبيحا بالدماء مغسلاأيا أم نوحي فالكريم على القنا يلوح كالبدر المنير إذا انجلىو نوحي على النحر الخضيب و اسكبي دموعا على الخد التريب المرملاو نوحي على الجسم التريب تدوسه خيول بني سفيان في أرض كربلاءو نوحي على السجاد في الأسر بعده يقاد إلى الرجس اللعين مغللافيا حسرة ما تنقضي و مصيبة إلى أن نرى المهدي بالنصر أقبلاإمام يقيم الدين بعد خفائه إمام له رب السماوات فضلاأيا آل طه يا رجائي و عدتي و عوني أيا أهل المفاخر و العلايمينا بأني ما ذكرت مصابكم أيا سادتي إلا أبيت مقلقلافحزني عليكم كل آن مجدد مقيم إلى أن أسكن الترب و البلاءعبيدكم العبد الحقير محمد كئيب و قد أمسى عليكم معولايؤملكم يا سادتي تشفعوا له إذا ما أتى يوم الحساب ليسألافو الله ما أرجو النجاة بغيركم غدا يوم آتي خائفا متوجلاإذا فر مني والدي و مصاحبي و عاينت ما قدمت في زمن الخلاو منوا على الحضار بالعفو في غد لأن بكم قدري و قدرهم علاعليكم سلام الله يا آل أحمد سلام على مر الزمان مطولا
أيضا لابن حماد
أ هجرت يا ذات الجمال دلالا و جعلت جسمي للصدود خبالاو سقيتني كأس الفراق مرارة و منعت عذب رضابك السلسالاأسفا كما منع الحسين بكربلاء ماء الفرات و أوسعوه خبالاو سقوه أطراف الأسنة و القنا و يزيد يشرب في القصور زلالالم أنس مولاي الحسين بكربلاء ملقى طريحا بالدماء رمالاوا حسرتى كم يستغيث بجده و الشمر منه يقطع الأوصالاو يقول يا جداه ليتك حاضر فعساك تمنع دوننا الأنذالاو يقول للشمر اللعين و قد علا صدرا تربى في تقى و دلالايا شمر تقتلني بغير جناية حقا ستجزى في الجحيم نكالاو اجتز بالعضب المهند رأسه ظلما و هز برأسه العسالاو علا به فوق السنان و كبروا لله جل جلاله و تعالىفارتجت السبع الطباق و أظلمت و تزلزلت لمصابه زلزالاو بكين أطباق السماء و أمطرت أسفا لمصرعه دما قد سالايا ويلكم أ تكبرون لفقد من قتلوا به التكبير و التهليلاتركوه شلوا في الفلاة و صيروا للخيل في جسد الحسين مجالاو لقد عجبت من الإله و حلمه في الحال جل جلاله و تعالىكفروا فلم يخسف بهم أرضا بما فعلوا و أمهلهم به إمهالاو غدا الحصان من الوقيعة عاريا ينعى الحسين و قد مضى إجفالامتوجها نحو الخيام مخضبا بدم الحسين و سرجه قد مالاو تقول زينب يا سكينة قد أتى فرس الحسين فانظري ذا الحالاقامت سكينة عاينته محمحما ملقى العنان فأعولت إعوالافبكت و قالت وا شماتة حاسدي قتلوا الحسين و أيتموا الأطفالا
يا عمتا جاء الحصان مخضبا بدم الشهيد و دمعه قد سالالما سمعن الطاهرات سكينة تنعى الحسين و تظهر الأعوالاأبرزن من وسط الخدور صوارخا يندبن سبط محمد المفضالافلطمن منهن الخدود و كشفت منها الوجوه و أعلنت إعوالاو خمشن منهن الوجوه لفقد من نادى مناد في السماء و قالاقتل الإمام ابن الإمام بكربلاء ظلما و قاسى منهم الأهوالاو تقول يا جداه نسل أمية قتلوا الحسين و ذبحوا الأطفالايا جدنا فعلوا علوج أمية فعلا شنيعا يدهش الأفعالايا جدنا هذا الحسين بكربلاء قد بضعوه أسنة و نصالاملقى على شاطئ الفرات مجدلا في الغاضرية للورى أمثالاثم استباحوا في الطفوف حريمه نهبوا السراة و قوضوا الأحمالاو غدوا بزين العابدين مكتفا فوق المطية يشتكي الأهوالايبكي أباه بعبرة مسفوحة أسروه مضني لا يطيق نزالاو أتوا به نحو الخيام و أمه تبكي و تسحب خلفه الأذيالاو تقول ليت الموت جاء و لم أر هذي الفعال و أنظر الأنذالالو كان والده علي المرتضى حيا لجدل دونه الأبطالاو لفر جيش المارقين هزيمة من سيفه لا يستطيع قتالايا ويلكم فستسحبون أذلة و ستحملون بفعلكم أثقالافعلى ابن سعد و اللعين عبيده لعن تجدد لا يزول زوالاو على محمد ثم آل محمد روح و ريحان يدوم مقالا
و عليهم صلى المهيمن ما حدا في البيد ركبان تسير عجالافمتى تعود لآل أحمد دولة و نرى لملك الظالمين زوالايا آل أحمد أنتم سفن النجاء و أنا و حقكم لكم أتوالىأرجوكم لي في المعاد ذريعة و بكم أفوز و أبلغ الآمالافلأنتم حجج الإله على الورى من لم يقل ما قلت قال محالاو الله أنزل هل أتى في مدحكم و النمل و الحجرات و الأنفالاو المرتقى من فوق منكب أحمد منكم و لو رام السماء لنالاو عليكم نزل الكتاب مفصلا و الله أنزله لكم إنزالانص بإذن الله لا من نفسه ذو العرش نص به لكم إفضالافتكلم المختار لما جاءه من ربه جبريلهم إرسالاإذ قال هذا وارثي و خليفتي في أمتي فتسمعوا ما قالاأفديكم آل النبي و بمهجتي و أبي و أبذل فيكم الأموالاو أنا ابن حماد وليكم الذي لم يرض غير كم و لم يتوالاأصبحت معتصما بحبل ولائكم جدا و إن قصر الزمان و طالاو أنا الذي أهواكم يا سادتي أرجو بذاك عناية و نوالابعد الصلاة على النبي محمد ما غرد القمري و أرخى البالا
أقول لبعض تلامذة والدي الماجد نور الله ضريحه و هو محمد رفيع بن مؤمن الجيلي تجاوز الله عن سيئاتهما و حشرهما مع ساداتهما مراثي مبكية حسنة السبك جزيلة الألفاظ سألني إيرادها لتكون لسان صدق له في الآخرين و هي هذه المرثية الأولى
كم لريب المنون من وثبات زعزعتني في رقدتي و ثباتيكيف لي و الحمام أغرق في النزع و لا يخطئ الذي في الحياةنفسي المقتضي مسرة نفسي في بلوغي منيتي خطواتيكيف يلتذ عاقل لحياة هي أمطى الرحال نحو المماتهل سليم المذاق يشهى و يستصفي أجاجا في وهدة الكدراتهذه دار رحلة غب حل كالتي في الطريق وسط الفلاةلا مكان الثواء و الطمن و الأمن من الأخذ بغتة و البياتبئست الدار إذ قد اجتمعت فيها صنوف الأكالب الضارياتذل فيها أولو الشرافة و المجد و عزت أراذل العبلاتدور أهل الضلال فيها استجدت و رسوم الهدى عفت داثراتأف للدار هذه ثم تبا لا أرى عندها مكان الثباتكالبغاة الزناة آل زياد نطف العاهرين و العاهراتأ ترى من يقول ذاك افتراه أو رمى المحصنين و المحصناتلا و رب المقام و البيت و الحجر و جمع و الخيف و العرفاتهل سمعت الذي تواتر معنى من نبي الورى بنقل الثقاتإن من كان مبغضا لعلي فهو لا شك خائن الأمهاتما وجدنا أشد بغضا و حقدا من عبيد الغريق في اللعناتكافر فاسق دعي خبيث فاجر ظالم شقي و عاتنال آل الرسول من ذلك الرجس رزايا قد هدت الراسياتيا لها من مصيبة رق فيها قلب كل الأنام حتى العداةيا لها من مصيبة صاح فيها فرق الجن صيحة الثاكلاتيا لها من مصيبة أسبلت دمع الأولى ما بكوا لدى النازلاتلهف قلبي لسادة الخلق إذ هم ذللوا في إسار قوم طغاة
لهف قلبي و لجة البغي هاجت فأمالت باللطم سفن النجاةلهف قلبي لفتية كبدور خسفت من تراكم الظلماتلهف قلبي لنسوة شبه حور أخرجت من حظائر القادساتو كأني بزينب و هي تدعو أمها بالنحيب و الزفراتآه وا سوأتاه يا أم قومي فاثكلينا مجامع النائحاتهل ترينا الحسين منعفر الخد و أوداجه غدت شاخباتهل ترينا الحسين مات عليلا يابس الحلق و هو عند الفراتيا أبي يا أبا الضعاف اليتامى يا مغيث اللهيف في الطائحاتلو رأيت الحسين بين الأعادي كغريب في الأكلب العاوياتطارد ما يصول قدامه إذ عضه في الوراء آخر عاتمستغيث يقول هل من مغيث أو خليل مؤانس و مواتليت في القوم من يدين بديني ليت في القوم من يصلي صلاتيعلكم أيها العصابة صم صمما نالكم من الأمهاتأنتم جاحدوا نبوة جدي أنتم عابدوا منات و لاتهل بكم من مروة المرء شيء أو حياء النساء لا و حياتيأهل بيت الرسول في شرف الموت ليبس الشفاه و اللهواتأنتم مظهرو دهاء و زهو و نشاط بحبس ماء الفراتأهل بيت الرسول في الطف صرعى ذو بطون خميصة ضامراتأنتم في تنعم و رفاه من لذيذ اللحوم و المرقاتأنتم في الرحيب مجتمع الشمل و آل الرسول رهن شتاتأين ترحيبكم أبيدت قراكم بنزيل دعوتم دعواتأين إيفاء ما كتبتم إلينا و وعدتم لنا به وعداتويلكم ما جوابكم إذ دعاكم يوم فصل الخصام قاضي القضاةفعليكم لعن الإله وبيلا ما تلظى السعير باللهبات
ثم لعن الرسول فالخلق طرا كل لعن مستتبع اللعناتو على من بكى لنا أو تباكى صلوات من ربنا دائماترب هذا القصيد قد نظم الجيلي فانظمه في عداد الرثاتو تجاوز عن سيئات جناها يوم يدعى يا غافر السيئات
المرثية الثانية له عفي عنه
أما الهموم فقد حلت بوادينا و استوطنت إذ رأت حسن القرى فيناو هل ترى أحدا أحرى بصحبتها ممن حوى الفضل و الآداب و الديناأنى يكون لأهل الفضل من فرح و ما صفي عيشهم من لوعة حيناأ لا ترى السادة النجب الكرام بني سليلة المصطفى الغر المياميناأصابهم من بني حرب الخباث أذى له السماوات و الأرضون يبكينالهفي على قول مولانا الحسين لصحبه و أعداؤه جاءوا يناووناألا دعوني ألا فامضوا لشأنكم إن البغاة إذن إياي يبغونالا يشتفي غلهم إلا بسفك دمي إن كان ذا فبغيري لا يبالونافقال من هؤلاء الرهط طائفة كانوا نفوسهم للخلد شارينافداك آباؤنا يا ابن الرسول لقد كنا على ما له صرنا مصريناتالله لو قطعت أعضاؤنا قطعا لما عدلنا بها دنيا المضليناهديتمونا إلى الإسلام ليس على وجه البسيط فريق مثلنا دينالولاكم ما عرفنا الله خالقنا و لا صلاة و تطهيرا و تأذيناأنتم دلائلنا أنتم وسائلنا أنتم إلى الفوز بالرضوان هادوناأ ليس جدك خير المرسلين ألا أبوك منه كما موسى و هارونافكيف نسلمك العلج الزنيم و قد نراه أخبث فرعون مضى طينانعوذ بالله من ذا بل نقاتلهم بالسهم و السيف و العسال مسنوناحتى يفيئوا إلى أمر الإله و يرفعوا يد البغي عن خير المصليناقال الحسين أتيتم بالوفاء إذن جزاكم الله عنا آل ياسينا
فأنزلوا يا جنود الله رحلكم ثم استعدوا لبلوى سوف يأتيناشدوا حيازيمكم للموت و اصطبروا و لا تخافوا بأن الموت لاقيناو هل نخاف بأن الخصم يقتلنا و الحق و الله فينا ليس يعدونالا عار للمرء لو تفقأ كريمته إن كان مستبصرا قد أحكم الديناالقوم من نيل روح الله قد يئسوا و موقف العرض من ذا لا يبالوناالقوم قد آثروا الدنيا و زينتها و يعبدون هواهم و الشياطينابغوا رضى بن زياد خاب آملهم يردون أولادنا يسبون أهلينايسقون أفراسهم ماء الفرات و يقتلون آل رسول الله ظامينايا ليت فاطمة الطهر البتول ترى ما نالنا من بني حرب و تبكيناهل من خبير ببلوانا يمر على زقاق طيبة يبكينا و يرثينايقول يا مصطفى إني خرجت و قد تركت ابنك منحورا و مطعونايقول آخر يا طهر البتول لقد تركت ابنك محزونا و مشجوناوا حسرتى لطريح بالعراء و لم يدفن و ما كان مغسولا و مكفوناوا لهف قلبي لفتيان أولي شرف قد قتلوا و هم القرآن تالوناوا لهف قلبي لنسوان مخدرة ابرزن بالطف في قوم ملاعينايا رب عذب عذاب الهون رائسهم يزيد ثم عبيدا فالاعنيناو اغفر لمسكيننا الجيلي زلته آمين آمين يا غفار آمينا
المرثية الثالثة له عفي عنه
ألا ليس من فقد الخليل هزالي و لا من مزاج السوء سوأة حاليو لا نابني ضيق المعاش فعابني خليطي و أقراني بقلة ماليو لكن خيول الغم و الكرب و النوى توالت على بالي و أي تواليلما حل من أصناف بلوى و محنة بآل رسول الله أكرم آلفكم مشرب كأس الحتوف فبعضهم بدس و بعض مؤذنا بقتال
أ لم تسمع الملعونة الرجس إذ مضت توسوس للأخرى بوعد وصالإلى أن قتلن المجتبى الحسن الذي له مع حسن الوجه حسن خصالفيا ليت كبد قطعت حين شربه نقيع سموم خال كأس زلالو يا ليت شمس اليوم كالليل سودت بما اخضر وجه مشرق كلئاليبنفسي إذ جاءته زينب أخته و قد شاهدت حالا و أية حالفقال تعالي يا ابنة الخير فاعجبي فكم فلذة مني سقطن حياليتعالي تعالي يا ابنة الأم فانظري أخاك بكبد قاء أم بطحالبنفسي إذ وصى أخاه معانقا بتقوى الإله الخالق المتعالو بالصبر و التسليم لله و الرضي و بالشكر و التحميد أية حالو قال تذكر نقل معراج جدنا و مالك من قصر الجنان و ماليفهذا اخضراري قد تحقق حسبما هناك و في علم الإله جرى ليسيدمون نحرا كان في غير مرة يقبله الجد الجليل حياليفتحمر وجها حيث لا يتيسر اللواذ بأنصار و لا بمواليفوا حسرتى وا سوأتا وا مصيبتا لمذبوح أرض الطف يوم نزاليزيد بما استحللت هتك حريمه و حرمت شرب الماء رد سؤاليتدور بدور الفخر و العز و العلى زقاق بلاد الشام فوق جمالأطايب بيض كالشموس وجوهها بظهر شموس في مسير قلالذراري رسول الله شد وثاقهم كنحو أسارى أوثقت بحبالتذل مياتيم الحسين معاندا و قد كان للأيتام خير ثمالفكيف إذا استعدى عليك محمد لدى حاكم ذي نقمة و نكالو بطش شديد و انتقام و سطوة و سلطنة في عزة و جلالعليك إلى يوم الجزاء و بعده من الله لعن دائم متتالإلهي أنا الجيلي عبدك مذعنا بما كان مني من قبيح فعالو لكنني راثي الحسين و ناشر مدائح ساداتي بلحن مقال
محبة أولاد الرسول تعرقت ببالي فلا بالموت بعد أباليو لم أتخذ دون الوصي وليجة و هذا عطاء منك قبل سؤاليو أنت عليم من ضميري بأنني بغيض لأعداء الوصي و قالفلا تبعدني عنه حيا و ميتا و عمم بهذا الفضل كل موال
المرثية الرابعة أيضا له عفي عنه
اطلبوا للضحك دوني و على الحزن دعونيحرم الضحك أخلائي عن أهل الشجونحزني ليس لخل أو أنيس أو قرينأو لولد كنت أرجو منهم أن يخلفونيإنما حزني و بثي و رنيني و أنينيلشهيد الطف سبط المصطفى الهادي الأمينلهف قلبي إذ ينادي قومه هل من معينما لقومي لا يجيبونن إذ قد سمعونيألما في قلبهم مني من داء دفينأم لهم بغض على الإسلام أم لم يعرفونيها أنا ابن المصطفى الآتي بقرآن مبينها أنا ابن المرتضى الهادي إلى دين مبينأمي الزهراء مخدومة جبرئيل الأمينمذهبي التوحيد و التقديس و الإسلام دينيهل على الأرض نظيري اليوم قومي أنصفونيفبما استحللتم هتك حريمي أخبرونيويلكم يوم ينادي المرء يا رب ارجعونيو أنا أشكو إلى جدي بالصوت الحزين
جد يا جد ترى قومي كيف استضعفونيثم لم يرضوا بالاستضعاف حتى قتلونيآه من جور عبيد الفاسق العلج الهجينآه من شمر و شبث يظهران الحقد دونيآه من إدماء نحري آه من عفر جبينيآه من أجل صبايا هن من لحمي و طينيآه من ذي ثفنات هو نفسي و وتينيآه إذ أبرزت النسوان من حصن حصينحاسرات ظامئات خافضات للأنينآه من جور يزيد بن اللعين بن اللعينرب عذبهم بتعذيب أليم و مهينو احشر الجيلي في زمرة أصحاب اليمين
أقول روي في بعض كتب المناقب القديمة بإسناده عن البيهقي عن علي بن محمد الأديب يذكر بإسناد له أن رأس الحسين بن علي ع لما صلب بالشام أخفى خالد بن عفران و هو من أفضل التابعين شخصه من أصحابه فطلبوه شهرا حتى وجدوه فسألوه عن عزلته فقال أ ما ترون ما نزل بنا ثم إنشاء يقول
جاءوا برأسك يا ابن بنت محمد مترملا بدمائه ترميلاو كأنما بك يا ابن بنت محمد قتلوا جهارا عامدين رسولاقتلوك عطشانا و لم يترقبوا في قتلك التنزيل و التأويلاو يكبرون بأن قتلت و إنما قتلوا بك التكبير و التهليلا
أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي عن محيي السنة أبي الفتح إجازة قال أنشدني أبو الطيب البابلي أنشدني أبو النجم بدر بن إبراهيم بالدينور للشافعي محمد بن إدريس
تأوب همي و الفؤاد كئيب و أرق نومي فالرقاد غريبو مما نفى جسمي و شيب لمتي تصاريف أيام لهن خطوبفمن مبلغ عني الحسين رسالة و إن كرهتها أنفس و قلوبقتيلا بلا جرم كأن قميصه صبيغ بماء الأرجوان خضيبو للسيف إعوال و للرمح رنة و للخيل من بعد الصهيل نحيبتزلزلت الدنيا لآل محمد و كادت لها صم الجبال تذوبيصلي على المهدي من آل هاشم و يغزي بنوه إن ذا لعجيبلئن كان ذنبي حب آل محمد فذلك ذنب لست منه أتوب
أخبرني أبو منصور الديلمي عن أحمد بن علي بن عامر الفقيه أنشدني أحمد بن منصور بن علي القطيعي المعروف بالقطان ببغداد لنفسه
يا أيها المنزل المحيل غاثك مستخفر هطولأودى عليك الزمان لما شجاك من أهله الرحيللا تغترر بالزمان و اعلم أن يد الدهر تستطيلفإن آجالنا قصار فيه و آمالنا تطولتفنى الليالي و ليس يفنى شوقي و لا حسرتي تزوللا صاحب منصف فأسلو به و لا حافظ وصولو كيف أبقى بلا صديق باطنه باطن جميليكون في البعد و التداني يقول مثل الذي أقولهيهات قل الوفاء فيهم فلا حميم و لا وصوليا قوم ما بالنا جفينا فلا كتاب و لا رسوللو وجدوا بعض ما وجدنا لكاتبونا و لم يحولوالكن خانوا و لم يجودوا لنا بوصل و لم ينيلواقلبي قريح به كلوم أفتنه طرفك البخيلأنحل جسمي هواك حتى كأنه حصرك النحيل
يا قاتلي بالصدود رفقا بمهجة شفها غليلغصن من البان حيث مالت ريح الخزامي به تميليسطو علينا بغنج لحظ كأنه مرهف صقيلكما سطت بالحسين قوم أراذل ما لهم أصوليا أهل كوفان لم غدرتم بنا و كم أنتم نكولأنتم كتبتم إلي كتبا و في طرياتها ذحولفراقبوا الله في خباي فيه لنا فتية غفولو أم كلثوم قد تنادي ليس الذي حل بي قليلتقول لما رأته خلوا قد خسفت صدره الخيولجاشت بشط الفرات تدعو ما فعل السيد القتيلأين الذي حين أرضعوه ناغاه في المهد جبرئيلأين الذي حين غمدوه قبله أحمد الرسولأين الذي جده النبي و أمه فاطم البتولأنا ابن منصور لي لسان على ذوي النصب يستطيلما الرفض ديني و لا اعتقادي و لست عن مذهبي أحول
قال و لدعبل الخزاعي رحمه الله
أ أسبلت دمع العين بالعبرات و بت تقاسي شدة الزفراتو تبكي لآثار لآل محمد فقد ضاق منك الصدر بالحسراتألا فابكهم حقا و بل عليهم عيونا لريب الدهر منسكباتو لا تنس في يوم الطفوف مصابهم و داهية من أعظم النكباتسقى الله أجداثا على أرض كربلاء مرابيع أمطار من المزنات
و صلى على روح الحسين حبيبه قتيلا لدى النهرين بالفلواتقتيلا بلا جرم فجيعا بفقده فريدا ينادي أين أين حماتيأنا الظامئ العطشان في أرض غربة قتيلا و مطلوبا بغير تراتو قد رفعوا رأس الحسين على القنا و ساقوا نساء ولها خفراتفقل لابن سعد عذب الله روحه ستلقى عذاب النار باللعناتسأقنت طول الدهر ما هبت الصبا و أقنت بالآصال و الغدواتعلى معشر ضلوا جميعا و ضيعوا مقال رسول الله بالشبهات
قال و لدعبل أيضا رحمه الله
يا أمة قتلت حسينا عنوة لم ترع حق الله فيه فتهتديقتلوه يوم الطف طعنا بالقنا و بكل أبيض صارم و مهندو لطال ما ناداهم بكلامه جدي النبي خصيمكم في المشهدجدي النبي أبي علي فاعلموا و الفخر فاطمة الزكية محتدييا قوم إن الماء يشربه الورى و لقد ظمئت و قل منه تجلديقد شقني عطشى و أقلقني الذي ألفاه من ثقل الحديد المؤيدقالوا له هذا عليك محرم هذا حلال من يبايع للغبيفأتاه سهم من يد مشئومة من قوس ملعون خبيث المولديا عين جودي بالدموع و جودي و ابكي الحسين السيد بن السيد
قال و لبعضهم
إن كنت محزونا فما لك ترقد هلا بكيت لمن بكاه محمدهلا بكيت على الحسين و نسله إن البكاء لمثلهم قد يحمدلتضعضع الإسلام يوم مصابه فالجود يبكي فقده و السؤددأ نسيت إذ سارت إليه كتائب فيها ابن سعد و الطغاة الجحدفسقوه من جرع الحتوف بمشهد كثر العداة به و قل المسعد
ثم استباحوا الصائنات حواسرا و الشمل من بعد الحسين مبددكيف القرار و في السبايا زينب تدعو المسا يا جدنا يا أحمدهذا حسين بالحديد مقطع متخضب بدمائه مستشهدعار بلا كفن صريع في الثرى تحت الحوافر و السنابك مقصدو الطيبون بنوك قتلى حوله فوق التراب ذبائح لا تلحديا جد قد منعوا الفرات و قتلوا عطشا فليس لهم هنالك مورديا جد من ثكلى و طول مصيبتي و لما أعاينه أقوم و أقعد
و له
حسب الذي قتل الحسين من الخسارة و الندامةأن الشفيع لدى الإله خصيمه يوم القيامة
قال و لدعبل أيضا رحمه الله
منازل بين أكناف الغري إلى وادي المياه إلى الطويلقد شغل الدموع عن الغواني مصاب الأكرمين بني عليأتى أسفي على هفوات دهر تضاءل فيه أولاد الزكيأ لم تقف البكاء على حسين و ذكرك مصرع الحبر التقيأ لم يحزنك أن بني زياد أصابوا بالتراب بني النبيو أن بني الحصان يمر فيهم علانية سيوف بني البغي
قال و للرضي الموسوي نقيب النقباء البغدادي
سقى الله المدينة من محل لباب الودق بالنطف العذابو جاد على البقيع و ساكنيه رخي البال ملئان الوطابو أعلام الغري و ما أساخت معالمها من الحسب اللبابو قبرا بالطفوف يضم شلوا قضى ظمأ إلى برد الشرابو بغدادا و سامرا و طوسا هطول الودق منخرق العباب
بكم في الشعر فخري لا بشعري و عنكم طال باعي في الخطابو من أولى بكم مني وليا و في أيديكم طرف انتسابي
قال و لأبي الحسن علي بن أحمد الجرجاني من قصيدة طويلة يمدح أهل البيت ع
وجدي بكوفان ما وجدي بكوفان تهمي عليه ضلوعي قبل أجفانأرض إذا نفحت ريح العراق بها أتت بشاشتها أقصى خراسانو من قتيل بأعلى كربلاء على جهد الصدى فتراه غير صديانو ذي صفائح يستسقى البقيع به ري الجوانح من روح و رضوانهذا قسيم رسول الله من آدم قدا معا مثل ما قد الشراكانو ذاك سبطا رسول الله جدهما وجه الهدى و هما في الوجه عيناهوا خجلتا من أبيهم يوم يشهدهم مضرجين نشاوى من دم قانيقول يا أمة حف الضلال بها فاستبدلت للعمى كفرا بإيمانما ذا جنيت عليكم إذ أتيتكم بخير ما جاء من آي و فرقانأ لم أجركم و أنتم في ضلالتكم على شفا حفرة من حر نيرانأ لم أؤلف قلوبا منكم مزقا فرقا مثارة بين أحقاد و أضغانأ ما تركت كتاب الله بينكم و آية الغر في جمع و قرآنأ لم أكن فيكم غوثا لمضطهد أ لم أكن فيكم ماء لظمآنقتلتم ولدي صبرا على ظمإ هذا و ترجون عند الحوض إحسانيسبيتم ثكلتكم أمهاتكم بني البتول و هم لحمي و جثمانيمزقتم و نكثتم عهد والدهم و قد قطعتم بذاك النكث أقرانييا رب خذ لي منهم إذ هم ظلموا كرام رهطي و راموا هدم بنيانيما ذا تجيبون و الزهراء خصمكم و الحاكم الله للمظلوم و الجاني
أهل الكساء صلاة الله ما نزلت عليكم الدهر من مثنى و وحدانأنتم نجوم بني حواء ما طلعت شمس النهار و ما لاح السماكانما زلت منكم على شوق يهيجني و الدهر يأمرني فيه و ينهانيحتى أتيتك و التوحيد راحلتي و العدل زادي و تقوى الله إمكانيهذي حقائق لفظ كلما برقت ردت بلالائها أبصار عميانهي الحلي لبني طه و عترتهم هي الردي لبني حرب و مروانهي الجواهر جاء الجوهري بها محبة لكم من أرض جرجان
قال و له أيضا في يوم عاشوراء من قصيدته الطويلة
يا أهل عاشوراء يا لهفي على الدين خذوا حدادكم يا آل ياسين
إلى آخر ما مضى في رواية ابن شهرآشوب و زاد فيه
زادوا عليه بحبس الماء غلته تبا لرأي فريق فيه مغبوننالوا أزمة دنياهم ببغيهم فليتهم سمحوا منها بماعونحتى يصيح بقنسرين راهبها يا فرقة الغي يا حزب الشياطينأ تهزءون برأس بات منتصبا على القناة بدين الله يوصينيآمنت ويحكم بالله مهتديا و بالنبي و حب المرتضى دينيفجدلوه صريعا فوق جبهته و قسموه بأطراف السكاكينو أوقروا صهوات الخيل من أحن على أساراهم فعل الفراعينمصفدين على أقتاب أرحلهم محمولة بين مضروب و مطعونأطفال فاطمة الزهراء قد فطموا من الثدي بأنياب الثعابينيا أمة ولي الشيطان رأيتها و مكن الغي منها كل تمكين
ما المرتضى و بنوه من معاوية و لا الفواطم من هند و ميسونآل الرسول عباديد السيوف فمن هام على وجهه خوفا و مسجونيا عين لا تدعي شيئا لغادية تهمي و لا تدعي دمعا لمحزونقومي على جدث بالطف فانتقضي بكل لؤلؤ دمع فيك مكنونيا آل أحمد إن الجوهري لكم سيف يقطع عنكم كل موصون
قال و لغيره عاشورية طويلة انتخبت منها هذه الأبيات
إذا جاء عاشوراء تضاعف حسرتي لآل رسول الله و انهل عبرتيهو اليوم فيه اغبرت الأرض كلها وجوما عليهم و السماء اقشعرتمصائب ساءت كل من كان مسلما و لكن عيون الفاجرين أقرتإذا ذكرت نفسي مصيبة كربلاء و أشلاء سادات بها قد تفرتأضاقت فؤادي و استباحت تجارتي و عظم كربي ثم عيشي أمرتأريقت دماء الفاطميين بالملا فلو عقلت شمس النهار لخرتإلا بأبي تلك الدماء التي جرت بأيدي كلاب في الجحيم استقرتتوابيت من نار عليهم قد أطبقت لهم زفرة في جوفها بعد زفرةفشتان من في النار قد كان هكذا و من هو في الفردوس فوق الأسرةبنفسي خدود في التراب تعفرت بنفسي جسوم بالعراء تعرتبنفسي رءوس معليات على القنا إلى الشام تهدى بارقات الأسنةبنفسي شفاه ذابلات من الظمإ و لم تحظ من ماء الفرات بقطرةبنفسي عيون غائرات سواهر إلى الماء منها نظرة بعد نظرةبنفسي من آل النبي خرائد حواسر لم تقذف عليهم بسترهتفيض دموعا بالدماء مشوبة كقطر الغوادي من مدافع سرة
على خير قتلى من كهول و فتية مصاليت أنجاد إذا الخيل كرتربيع اليتامى و الأرامل فابكها مدارس للقرآن في كل سحرةو أعلام دين المصطفى و ولاته و أصحاب قربان و حج و عمرةينادون يا جداه أية محنة تراه علينا من أمية مرتضغائن بدر بعد ستين أظهرت و كانت أجنت في الحشا و أسرتشهدت بأن لم ترض نفس بهذه و فيها من الإسلام مثقال ذرةكأني ببنت المصطفى قد تعلقت يداها بساق العرش و الدمع أذرتو في حجرها ثوب الحسين مضرجا و عنها جميع العالمين بحسرةتقول أيا عدل اقض بيني و بين من تعدى على ابني بعد قهر و قسرةأجالوا عليه بالصوارم و القنا و كم جال فيهم من سنان و شفرةعلى غير جرم غير إنكار بيعة لمنسلخ من دين أحمد عرةفيقضي على قوم عليه تألبوا بسوء عذاب النار من غير فترةو يسقون من ماء صديد إذا دنا شوي الوجه و الأمعاء منه تهددتمودة ذي القربى رعوها كما ترى و قول رسول الله أوصى بعترتيفكم عجرة قد اتبعوها بعجرة و كم غدرة قد ألحقوها بغدرةهم أول العادين ظلما على الورى و من سار فيهم بالأذى و المضرةمضوا و انقضت أيامهم و عهودهم سوى لعنة باءوا بها مستمرةلآل رسول الله ودي خالصا كما لمواليهم ولائي و نصرتيو ها أنا مذ أدركت حد بلاغتي أصلي عليهم في عشيي و بكرتيو قول النبي المرء مع من أحبه يقوي رجائي في إقالة عثرتيعلى حبهم يا ذا الجلال توفني و حرم على النيران شيبي و كبرتي
قال و لعلي بن الحسين الدوادي من قصيدة طويلة انتخبت منها
بنو المصطفى المختار أحمد طهروا و أثنى عليهم محكم السورات
بنو حيدر المخصوص بالدرجات من الله و الخواض في الغمراتفروع النبي المصطفى و وصيه و فاطم طابت تلك من شجراتو سائلة لم تسكب الدمع دائبا و تقذف نارا منك في الزفراتفقلت على وجه الحسين و قد ذرت عليه السوافي ثائر الهبواتفقد غرقت منه المحاسن في دم و أهدي للفجار فوق قناةو حلئ عن ماء الفرات و قد صفت موارده للشاء و الحمراتعلى أم كلثوم تساق سبية و زينب و السجاد ذي الثفناتأصيبوا بأطراف الرماح فأهلكوا و هم للورى أمن من الهلكاتبهم عن شفير النار قد نجى الورى فجازوهم بالسيف ذي الشفراتفيا أقبرا حطت على أنجم هوت و فرقن في الأطراف مغترباتو ليس قبورا هن بل هي روضة منورة مخضرة الجنباتو ما غفل الرحمن عن عصبة طغت و ما هتكت ظلما من الحرماتأ مقروعة في كل يوم صفاتكم بأيدي رزايا فتن كل صفاتفحتام ألقى جدكم و هو مطرق غضيض و ألقى الدهر غير مواتفيا رب غير ما تراه معجلا تعاليت يا ربي عن الغفلات
قال و للصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن عباد من قصيدة طويلة انتخبت منها هذه الأبيات
بلغت نفسي مناها بالموالي آل طاهابرسول الله من حاز المعالي و حواهاو ببنت المصطفى من أشبهت فضلا أباهاو بحب الحسن البالغ في العليا مداهاو الحسين المرتضى يوم المساعي إذ حواهاليس فيهم غير نجم قد تعالى و تناهى
عترة أصبحت الدنيا جميعا في حماها ما يحدث عصب البغي بأنواع عماهاأردت الأكبر بالسم و ما كان كفاها و انبرت تبغي حسينا و عرته و عراهامنعته شربه و الطير قد أروت صداها فأفاتت نفسه يا ليت روحي قد فداهابنته تدعو أباها أخته تبكي أخاها لو رأى أحمد ما كان دهاه و دهاهاو رأى زينب إذ شمر أتاها و سباها لشكا الحال إلى الله و قد كان شكاهاو إلى الله سيأتي و هو أولى من جزاها
و للصاحب أيضا منتخبة من قصيدته
ما لعلي العلا أشباه لا و الذي لا إله إلا هومبناه مبني النبي تعرفه و ابناه عند التفاخر ابناهلو طلب النجم ذات أخمصه أعلاه و الفرقدان نعلاهيا بأبي السيد الحسين و قد جاهد في الدين يوم بلواهيا بأبي أهله و قد قتلوا من حوله و العيون ترعاهيا قبح الله أمة خذلت سيدها لا تريد مرضاةيا لعن الله جيفة نجسا يقرع من بغضه ثناياه
و للصاحب أيضا منتخبة من قصيدته
برئت من الأرجاس رهط أمية لما صح عندي من قبيح غذائهمو لعنهم خير الوصيين جهرة لكفرهم المعدود في شردائهمو قتلهم السادات من آل هاشم و سبيهم عن جرأة لنسائهمو ذبحهم خير الرجال أرومة حسين العلا بالكرب في كربلائهم
و تشتيتهم شمل النبي محمد لما ورثوا من بغضه في قنائهمو ما غضبت إلا لأصنامها التي أديلت و هم أنصارها لشقائهمأيا رب جنبني المكاره و اعف عن ذنوبي لما أخلصته من ولائهمأيا رب أعدائي كثير فزدهم بغيظهم لا يظفروا بابتغائهمأيا رب من كان النبي و أهله و سائله لم يخش من غلوائهمحسين توصل لي إلى الله إنني بليت بهم فادفع عظيم بلائهمفكم قد دعوني رافضيا لحبكم فلم ينثني عنكم طويل عوائهم
و للصاحب أيضا من قصيدته منتخبة
يا أصل عترة أحمد لولاك لم يك أحمد المبعوث ذا أعقابردت عليك الشمس و هي فضيلة بهرت فلم تستر بكف نقابلم أحك إلا ما روته نواصب عادتك فهي مباحة الأسلابعوملت يا تلو النبي و صنوه بأوابد جاءت بكل عجابقد لقبوك أبا تراب بعد ما باعوا شريعتهم بكف ترابأ تشك في لعني أمية بعد ما كفرت على الأحرار و الأطيابقتلوا الحسين فيا لعولي بعده و لطول حزني أو أصير لما بيفسبوا بنات محمد فكأنما طلبوا ذحول الفتح و الأحزابرفقا ففي يوم القيامة غنية و النار باطشة بصوت عقاب
و للصاحب أيضا من قصيدته الطويل
أجروا دماء أخي النبي محمد فلتجر غزر دموعنا و لتهملو لتصدر اللعنات غير مزالة لعداه من ماض و من مستقبلو تجردوا لبنيه ثم بناته بعظائم فاسمع حديث المقتلمنعوا الحسين الماء و هو مجاهد في كربلاء فنح كنوح المعولمنعوه أعذب منهل و كذا غدا يردون في النيران أوخم منهلأ يجز رأس ابن النبي و في الورى حي أمام ركابه لم يقتل
و بنو السفاح تحكموا في أهل حي على الفلاح بفرصة و تعجلنكت الدعي بن البغي ضواحكا هي للنبي الخير خير مقبلتمضي بنو هند سيوف الهند في أوداج أولاد النبي و تعتليناحت ملائكة السماء لقتلهم و بكوا فقد سقوا كئوس الذبلفأرى البكاء على الزمان محللا و الضحك بعد الطف غير محللكم قلت للأحزان دومي هكذا و تنزلي في القلب لا تترحل
و لزينب بنت فاطمة البتول من قصيدة انتخبت منها هذه
تمسك بالكتاب و من تلاه فأهل البيت هم أهل الكتاببهم نزل الكتاب و هم تلوه و هم كانوا الهداة إلى الصوابإمامي وحد الرحمن طفلا و آمن قبل تشديد الخطابعلي كان صديق البرايا علي كان فاروق العذابشفيعي في القيامة عند ربي نبيي و الوصي أبو ترابو فاطمة البتول و سيدا من يخلد في الجنان مع الشبابعلى الطف السلام و ساكنيه و روح الله في تلك القبابنفوسا قدست في الأرض قدما و قد خلصت من النطف العذابفضاجع فتية عبدوا فناموا هجودا في الفدافد و الشعابعلتهم في مضاجعهم كعاب بأوراق منعمة رطابو صيرت القبور لهم قصورا مناخا ذات أفنية رحابلئن وارتهم أطباق أرض كما أغمدت سيفا في قرابكأقمار إذا جاسوا رواض و آساد إذا ركبوا غضابلقد كانوا البحار لمن أتاهم من العافين و الهلكى السغابفقد نقلوا إلى جنات عدن و قد عيضوا النعيم من العقاببنات محمد أضحت سبايا يسقن مع الأسارى و النهابمغبرة الذيول مكشفات كسبي الروم دامية الكعاب
لئن أبرزن كرها من حجاب فهن من التعفف في حجابأ يبخل في الفرات على حسين و قد أضحى مباحا للكلابفلي قلب عليه ذو التهاب و لي جفن عليه ذو انسكاب
و لدعبل الخزاعي من قصيدته الطويلة
جاءوا من الشام المشومة أهلها للشوم يقدم جندهم إبليسلعنوا و قد لعنوا بقتل إمامهم تركوه و هم مبضع مخموسو سبوا فوا حزني بنات محمد عبري حواسر ما لهن لبوستبا لكم يا ويلكم أ رضيتم بالنار ذل هنالك المحبوسبعتم بدنيا غيركم جهلا بكم عز الحياة و إنه لنفيسأخسر بها من بيعة أموية لعنت و حظ البائعين خسيسبؤسا لمن بايعتم و كأنني بأمامكم وسط الجحيم حبيسيا آل أحمد ما لقيتم بعده من عصبة هم في القياس مجوسكم عبرة فاضت لكم و تقطعت يوم الطفوف على الحسين نفوسصبرا موالينا فسوف نديلكم يوما على آل اللعين عبوسما زلت متبعا لكم و لأمركم و عليه نفسي ما حييت أسوس
و من قصيدة لجعفر بن عفان الطائي رحمه الله
ليبك على الإسلام من كان باكيا فقد ضيعت أحكامه و استحلتغداة حسين للرماح ذرية و قد نهلت منه السيوف و علتو غودر في الصحراء لحما مبددا عليه عناق الطير باتت و ظلتفما نصرته أمة السوء إذ دعا لقد طاشت الأحلام منها و ضلتألا بل محوا أنوارهم بأكفهم فلا سلمت تلك الأكف و شلتو ناداهم جهدا بحق محمد فإن ابنه من نفسه حيث حلتفما حفظوا قرب الرسول و لا رعوا و زلت بهم أقدامهم و استزلتأذاقته حر القتل أمة جده هفت نعلها في كربلاء و زلت
فلا قدس الرحمن أمة جده و إن هي صامتا للإله و صلتكما فجعت بنت الرسول بنسلها و كانوا حماة الحرب حين استقلت
و من قصيدة طويلة انتخبت منها أبياتا
بكى الحسين لركن الدين حين وها و للأمور العظيمات الجليلاتهل لامرئ عاذر في حزن دمعته بعد الحسين و مسبى الفاطمياتأم هل لمكتئب حران فقده لذاذة العيش تكرار الفجيعاتمثل النجوم الدراري في مراتبها إن غاب نجم بدا نجم لميقاتيا أمة السوء هاتوا ما حجاجكم إذا برزتم لجبار السماواتو أحمد خصمكم و الله منصفه بالحق و العدل منه لا المحاباتأ لم أبين لكم ما فيه رشدكم من الحلال و من ترك الخبيثاتفما صنعتم أضل الله سعيكم فيما عهدت إليكم في وصاياتأما بني فمقتول و مكبول و هارب في رءوس المشمخراتو قد أخفتم بناتي بين أظهركم ما ذا أردتم شفيتم من بنياتيينقلن من عند جبار يعاهده إلى جبابر أمثال السبياتأ كان هذا جزائي لا أبا لكم في أقربائي و في أهل الحرماتردوا الجحيم فحلوها بسعيكم ثم أخلدوا في عقوبات أليمات
قال و من مرثية زينب بنت فاطمة أخت الحسين ع حين أدخلوا دمشق
أ ما شجاك يا سكن قتل الحسين و الحسنظمآن من طول الحزن و كل وغد ناهليقول يا قوم أبي علي البر الوصيو فاطم أمي التي لها التقى و النائلمنوا على ابن المصطفى بشربة يحيا بهاأطفالنا من الظماء حيث الفرات سائلقالوا له لا ماء لا إلا السيوف و القنافانزل بحكم الأدعيا فقال بل أناضلحتى أتاه مشقص رماه وغد أبرصمن سقر لا يخلص رجس دعي واغلفهللوا بختله و اعصوصبوا لقتلهو موته في نضله قد أقحم المناضلو عفروا جبينه و خضبوا عثنونهبالدم يا معينة ما أنت عنه غافل
و هتكوا حريمه و ذبحوا فطيمهو آثروا كلثومه و سقيت الحلائليسقن بالتنايف بضجة الهواتفو أدمع ذوارف عقولها زوائليقلن يا محمد يا جدنا يا أحمدقد أسرتنا الأعبد و كلنا ثواكلتهدى سبايا كربلاء إلى الشئام و البلاءقد انتعلن بالدماء ليس لهن ناعلإلى يزيد الطاغية معدن كل داهيةمن نحو باب الجابية بجاحد و خاللحتى دنا بدر الدجى رأس الإمام المرتجىبين يدي شر الورى ذاك اللعين القاتليظل في بنانه قضيب خيزرانهينكت في أسنانه قطعت الأناملأنامل بجاحد و حافد مراصدمكابد معاند في صدره غوائلطوائل بدرية غوائل كفريةشوهاء جاهلية ذلت لها الأفاضلفيا عيوني اسكبي على بني بنت النبيبفيض دمع ناضب كذاك يبكي العاقل
روي أن أبا يوسف عبد السلام بن محمد القزويني ثم البغدادي قال لأبي العلاء المعري هل لك شعر في أهل بيت رسول الله فإن بعض شعراء قزوين يقول فيهم ما لا يقول شعراء تنوخ فقال له المعري و ما ذا تقول شعراؤهم فقال يقولون
رأس ابن بنت محمد و وصيه للمسلمين على قناة يرفعو المسلمون بمنظر و بمسمع لا جازع منهم و لا متوجعأيقظت أجفانا و كنت لها كرى و أنمت عينا لم تكن بك تهجعكحلت بمنظرك العيون عماية و أصم نعيك كل أذن تسمعما روضة إلا تمنت أنها لك مضجع و لخط قبر موضع
فقال المعري و أنا أقول
مسح الرسول جبينه فله بريق في الخدودأبواه من عليا قريش جده خير الجدود
و لبعض التابعين
يا حسين بن علي يا قتيل بن زياد يا حسين بن علي يا صريعا في البوادي
لو رأت فاطم بكت بدموع كالعهاد لو رأت فاطم ناحت نوح ورقاء بواديو لقامت و هي ولهاء و تبكي و تنادي ولدي سبط نبي قد بالسمر الشدادآه من شمر بغي كافر و ابن زياد لعن الله يزيدا و ابن حرب لعن عادهم أعادي لرسول الله أبناء أعادي و لهم عاجل خزي و عذاب في التنادو مهاد في الجحيم إنها شر مهاد
و لبعض الشيعة
متى يشفيك دمعك من همول و يبرد ما بقلبك من غليلقتيل ما قتيل بني زياد إلا بأبي و نفسي من قتيلأريق دم الحسين فلم يراعوا و في الأحياء أموات العقولفدت نفسي جبينك من جبين جرى دمه على خد أسيلأ يخلو قلب ذي ورع تقي من الأحزان و الألم الطويلو قد شرقت رماح بني زياد بري من دماء بني الرسولفؤادك و السلو فإن قلبي سيأبى أن يعود إلى ذهولفيا طول الأسى من بعد قوم أدير عليهم كأس الأفولتعاورهم أسنة آل حرب و أسياف قليلات الفلولبتربة كربلاء لهم ديار ينام الأهل دارسة السلولتحيات و مغفرة و روح على تلك المحلة و الحلولو أوصال الحسين ببطن قاع ملاعب للدبور و للقبول
برئنا يا رسول الله ممن أصابك بالأذاء و بالذحول
و لمنصور بن النمري
يقتل ذرية النبي و يرجون جنان الخلود للقاتلما الشك عندي في كفر قاتله لكنني قد أشك في الخاذل
و للصاحب رحمه الله
لا يشتفي إلا بسبي بناته وجدانها التخويف و الإبعادإن لم أكن حربا لحرب كلها فنفاني الآباء و الأجدادإن لم أفضل أحمدا و وصيه لهدمت مجدا شأوه عباديا كربلاء تحدثي ببلايا و بكربنا أن الحديث يعادأسد نماه أحمد و وصيه أرداه كلب قد نماه زيادفالدين يبكي و الملائك تشتكي و الجو أكلف و السنون جماد
و لسليمان بن قتة
مررت على أبيات آل محمد فلم أرها أمثالها حين حلت
فلا يبعد الله الديار و أهلها و إن أصبحت منهم بزعمي تخلتألا إن قتلى الطف من آل هاشم أذلت رقاب المسلمين فذلتو كانوا غياثا ثم أضحوا رزية ألا عظمت تلك الرزايا و جلت
و أنشدني الإمام الأجل ركن الإسلام أبو الفضل الكرماني رحمه الله أنشدني الإمام الأجل الأستاذ فخر القضاة محمد بن الحسين الأرسايندي لواحد من الشعراء
عين جودي بعبرة و عويل و اندبي إن بكيت آل الرسولو اندبي تسعة لصلب علي قد أصيبوا و خمسة لعقيلو اندبي كلهم فليس إذا ما ضن بالخير كلهم بالبخيلو اندبي إن ندبت عونا أخاهم ليس فيما ينوبهم بخذولو سمي النبي غودر فيهم قد علوه بصارم مسلول
قال فخر القضاة و أنشدني القاضي الإمام محمد بن عبد الجبار السمعاني من قيله
بمحمد سلوا سيوف محمد رضخوا بها هامات آل محمد
و لغيره
محن الزمان سحائب مترادفة هي بالفوادح و الفواجع ساجمةو إذا الهموم تعاورتك فسلها بمصاب أولاد البتولة فاطمة
و للصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن عباد رحمه الله
عين جودي على الشهيد القتيل و اترك الخد كالمحيل المحيلكيف يشفي البكاء في قتل مولاي إمام التنزيل و التأويلو لو أن البحار صارت دموعي ما كفتني لمسلم بن عقيلقاتلوا الله و النبي و مولاهم عليا إذ قاتلوا ابن الرسولصرعوا حوله كواكب دجن قتلوا حوله ضراغم خيلإخوة كل واحد منهم ليث عرين و حد سيف صقيل
أوسعوهم ضربا و طعنا و نحرا و انتهابا يا ضلة من سبيلو الحسين الممنوع شربة ماء بين حر الظبي و حر الغليلمثكلا بابنه و قد ضمه و هو غريق من الدماء الهمولفجعوه من بعده برضيع هل سمعتم بمرضع مقتولثم لم يشفهم سوى قتل نفس هي نفس التكبير و التهليلهي نفس الحسين نفس رسول الله نفس الوصي نفس البتولذبحوه ذبح الأضاحي فيا قلب تصدع على العزيز الذليلوطئوا جسمه و قد قطعوه ويلهم من عقاب يوم وبيلأخذوا رأسه و قد بضعوه إن سعي الكفار في تضليلنصبوه على القنا فدمائي لا دموعي تسيل كل مسيلو استباحوا بنات فاطمة الزهراء لما صرخن حول القتيلحملوهن قد كشفن على الأقتاب سبيا بالعنف و التهويليا لكرب بكربلاء عظيم و لرزء على النبي ثقيلكم بكى جبرئيل مما دهاه في بنيه صلوا على جبرئيلسوف تأتي الزهراء تلتمس الحكم إذ حان محشر التعديلو أبوها و بعلها و بنوها حولها و الخصام غير قليلو تنادي يا رب ذبح أولادي لما ذا و أنت خير مديلفينادي بمالك ألهب النار و أجج و خذ بأهل الغلوليا بني المصطفى بكيت و أبكيت و نفسي لم تأت بعد بسؤلليت روحي ذابت دموعا فأبكي للذي نالكم من التذليلفولائي لكم عتادي و زادي يوم ألقاكم على سلسبيللي فيكم مدائح و مراثي حفظت حفظ محكم التنزيلقد كفاها في الشرق و الغرب فخرا أن يقولوا هي من قيل إسماعيلو متى كادني النواصب فيكم حسبي الله و هو خير وكيل
و للصاحب أيضا رحمه الله من قصيدة طويلة
هم وكدوا أمر الدعي يزيد ملفوظ السفاحفسطا على روح الحسين و أهله جم الجماحصرعوهم قتلوهم نحروهم نحر الأضاحييا دمع حي على انسجام ثم حي على انسفاحفي أهل حي على الصلاة و أهل حي على الفلاحيحمي يزيد نساءه بين النضائد و الوشاحو بنات أحمد قد كشفن على حريم مستباحليت النوائح ما سكتن عن النياحة و الصياحيا سادتي لكم ودادي و هو داعية امتداحيو بذكر فضلكم اغتباقي كل يوم و اصطباحيلزم ابن عباد ولاءكم الصريح بلا براح
أقول و قال ابن نما رحمه الله رويت إلى ابن عائشة قال مر سليمان بن قتة العدوي مولى بني تيم بكربلاء بعد قتل الحسين ع بثلاث فنظر إلى مصارعهم فاتكأ على فرس له عربية و أنشأ
مررت على أبيات آل محمد فلم أرها أمثالها يوم حلتأ لم تر أن الشمس أضحت مريضة لفقد حسين و البلاد اقشعرتو كانوا رجاء ثم أضحوا رزية لقد عظمت تلك الرزايا و جلتو تسألنا قيس فنعطي فقيرها و تقتلنا قيس إذا النعل زلت
و عند غني قطرة من دمائنا سنطلبهم يوما بها حيث حلتفلا يبعد الله الديار و أهلها و إن أصبحت منهم بزعمي تخلتو إن قتيل الطف من آل هاشم أذل رقاب المسلمين فذلتو قد أعولت تبكي السماء لفقده و أنجمها ناحت عليه و صلت
و قيل الأبيات لأبي الرمح الخزاعي حدث المرزباني قال دخل أبو الرمح إلى فاطمة بنت الحسين بن علي ع فأنشدها مرثية في الحسين ع
أجالت على عيني سحائب عبرة فلم تصح بعد الدمع حتى ارمعلتتبكي على آل النبي محمد و ما أكثرت في الدمع لا بل أقلتأولئك قوم لم يشيموا سيوفهم و قد نكأت أعداؤهم حين سلتو إن قتيل الطف من آل هاشم أذل رقابا من قريش فذلت
فقالت فاطمة يا أبا رمح هكذا تقول قال فكيف أقول جعلني الله فداك قالت قل
أذل رقاب المسلمين فذلت
فقال لا أنشدها بعد اليوم إلا هكذا أقول ما قيل من المراثي في مصيبته صلوات الله عليه جمة لا تحصى و لا يناسب إيرادها ما نحن بصدده في هذا الكتاب و إنما أوردنا قليلا منها رجاء أن يشركني الله تعالى مع من يبكي و ينوح بها في ثوابه و لذلك عدونا ما التزمناه في صدر الكتاب بذكر بعض القصص عن التواريخ و الكتب التي لم تكن في درجة ما أوردته في الفهرست في الوثوق و الاعتماد و تأسينا بذلك بسنة علمائنا الماضين رضوان الله عليهم فإنهم في إيراد تلك القصص الهائلة اعتمدوا على التواريخ لقلة ورود خصوصياتها في الأخبار على أن أكثرها مؤيدة بالأخبار المعتبرة التي أوردتها و الله الموفق و عليه التكلان