1- ل، ]الخصال[ ابن مسرور عن ابن عامر عن المعلى عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسن العبدي عن ابن طريف عن ابن نباتة عن أمير المؤمنين ع قال أيها الناس إن رسول الله ص أسر إلي ألف حديث في كل حديث ألف باب لكل باب ألف مفتاح الخبر
2- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن اليقطيني عن أحمد بن حمزة عن أبان عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إن رسول الله ص علم عليا بابا يفتح كل باب ألف باب
ير، ]بصائر الدرجات[ اليقطيني مثله بيان قال الشيخ المفيد قدس الله روحه قد تعلق قوم من ضعفة العامة بهذا الخبر على صحة الاجتهاد و القياس فأجاب عن ذلك بوجوه ثم ذكر في تأويل الخبر وجوها. منها أن المعلم له الأبواب هو رسول الله ص فتح له بكل باب منها ألف باب و وقفه على ذلك. و منها أن علمه بكل باب أوجب فكره فيه فبعثه الفكر على المسألة عن شعبه و متعلقاته فاستفاد بالفكر فيه علم ألف باب بالبحث عن كل باب منها و مثل هذا قول النبي ص من عمل بما يعلم ورثه الله علم ما لم يعلم. و منها أنه ص نص له على علامات تكون عندها حوادث كل حادثة تدل على حادث إلى أن تنتهي إلى ألف حادثة فلما عرف الألف علامة عرفه بكل علامة منها ألف علامة و الذي يقرب هذا من الصواب أنه ع أخبرنا بأمور تكون قبل كونها ثم قال عقيب إخباره بذلك علمني رسول الله ص ألف باب فتح لي كل باب ألف باب. و قال بعض الشيعة إن معنى هذا القول أن النبي ص نص على صفة ما فيه الحكم على الجملة دون التفصيل كقوله يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب فكان هذا بابا استفيد منه تحريم الأخت من الرضاعة و الأم و الخالة و العمة و بنت الأخ و بنت الأخت و كقول الصادق ع الربا في كل مكيل و موزون فاستفيد بذلك الحكم في أصناف المكيلات و الموزونات و الأجوبة الأولة لي و أنا أعتمدها انتهى كلامه قدس سره. أقول ينافي الثالث ما صرح به في رواية ابن نباتة و غيره علمني ألف باب من الحلال و الحرام و مما كان و مما هو كائن إلى يوم القيامة و يؤيد الأخير ما ورد في رواية
موسى بن بكر عن أبي عبد الله ع أنه قال كلما غلب الله عليه من أمر فالله أعذر لعبده ثم قال هذا من الأبواب التي يفتح كل باب منها ألف باب
و الظاهر أن المراد أنه ص علمه ألف نوع من أنواع استنباط العلوم يستنبط من كل منها ألف مسألة أو ألف نوع و الاجتهاد إنما يمنع منه لابتنائه على الظن فأما إذا علم الرسول ص كيفية الاستخراج على وجه يحصل العلم بحكمه تعالى فليس من الاجتهاد في شيء و قد أوردت أكثر هذه الأخبار في كتاب العقل و العلم و باب وصية النبي ص و أبواب علوم الأئمة ع
3- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة الثمالي عن أبي إسحاق السبيعي قال سمعت بعض أصحاب أمير المؤمنين ع ممن يثق به قال سمعت عليا ع يقول إن في صدري هذا لعلما جما علمنيه رسول الله ص و لو أجد له حفظة يرعونه حق رعايته و يروونه عني كما يسمعونه مني إذا لأودعتهم بعضه فعلم به كثيرا من العلم إن العلم مفتاح كل باب و كل باب يفتح ألف باب
ير، ]بصائر الدرجات[ ابن عيسى عن ابن محبوب مثله
4- ل، ]الخصال[ أبي و ابن الوليد و العطار جميعا عن سعد عن ابن عيسى عن الحجال عن اللؤلؤي عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله ع قال أوصى رسول الله ص إلى علي ع بألف باب كل باب يفتح ألف باب
ير، ]بصائر الدرجات[ ابن عيسى عن الحجال مثله
-5 ل، ]الخصال[ ماجيلويه عن علي عن أبيه عن يحيى بن عمران عن يونس عن هشام بن الحكم عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله ع بلغنا أن رسول الله ص علم عليا ع ألف باب يفتح كل باب ألف باب قال فقال لي بل علمه بابا واحدا يفتح ذلك الباب ألف باب يفتح كل باب ألف باب
ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن هاشم مثله
6- ل، ]الخصال[ أبي و ابن الوليد معا عن سعد عن اليقطيني و إبراهيم بن إسحاق معا عن عبد الله بن حماد عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ع قال سمعته يقول إن رسول الله ص علمني ألف باب من الحلال و الحرام و مما كان و مما يكون إلى يوم القيامة كل باب منها يفتح ألف باب فذلك ألف ألف باب حتى علمت علم المنايا و البلايا و فصل الخطاب
ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن إسحاق مثله
7- ل، ]الخصال[ أبي و ابن الوليد معا عن سعد عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن أحمد بن عمر الحلبي عن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد الله ع فقلت له إن الشيعة يتحدثون أن رسول الله ص علم عليا ع بابا يفتح منه ألف باب فقال أبو عبد الله ع يا أبا محمد علم و الله رسول الله ص عليا ألف باب يفتح له من كل باب ألف باب قلت له هذا و الله هو العلم قال إنه لعلم و ليس بذاك
ير، ]بصائر الدرجات[ ابن عيسى مثله
8- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الصدوق عن أبيه عن محمد العطار عن البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي قال كان علي أمير المؤمنين ع كثيرا ما يقول سلوني قبل أن تفقدوني فو الله ما من أرض مخصبة و لا مجدبة و لا فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلا و أنا أعلم قائدها و سائقها و ناعقها إلى يوم القيامة
9- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن المراغي عن القاسم بن محمد الدلال عن إسماعيل بن محمد المزني عن عثمان بن سعيد عن علي بن غراب عن موسى بن قيس عن سلمة بن كهيل عن عياض عن أبيه قال مر علي بن أبي طالب ع بملإ فيه سلمان فقال لهم سلمان قوموا فخذوا بحجزة هذا فو الله لا يخبركم بسر نبيكم أحد غيره
10- ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد و ابن هاشم معا عن ابن أبي عمير عن ابن عبد الحميد عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال قال علي ع لقد علمني رسول الله ص ألف باب كل باب يفتح ألف باب
ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد مثله
11- ل، ]الخصال[ أبي و ابن الوليد و العطار جميعا عن سعد عن أحمد بن الحسن بن فضال عن أبيه عن ابن بكير عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن رسول الله ص علم عليا بابا يفتح له ألف باب كل باب يفتح له ألف باب
ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن الحسن مثله ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن عبد الجبار عن عبد الله بن محمد الحجال عن ثعلبة عن عبد الله بن هلال عن أبي عبد الله ع مثله ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عبد الجبار مثله
12- ل، ]الخصال[ أبي و ابن الوليد و العطار جميعا عن سعد عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن مرازم بن حكيم الأزدي عن أبي عبد الله ع قال علم رسول الله ص عليا ألف باب يفتح كل باب ألف باب
ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد مثله
13- ل، ]الخصال[ بالإسناد المتقدم إلى ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن الحضرمي عن أبي جعفر ع قال إن رسول الله ص علم عليا ألف حرف كل حرف يفتح ألف حرف و الألف حرف كل حرف منها يفتح ألف حرف
ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس مثله ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد عن ابن أبي عمير مثله
14- ل، ]الخصال[ الثلاثة عن سعد عن اليقطيني عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله ع قال أوصى رسول الله ص إلى علي ع ألف كلمة و ألف باب يفتح كل كلمة و كل باب ألف كلمة و ألف باب
-15 ل، ]الخصال[ الثلاثة عن سعد عن ابن عيسى عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال كان في ذؤابة سيف رسول الله ص صحيفة صغيرة فقلت لأبي عبد الله ع أي شيء كان في تلك الصحيفة قال هي الأحرف التي يفتح كل حرف منها ألف حرف قال أبو بصير قال أبو عبد الله ع فما خرج منها إلا حرفان حتى الساعة
ير، ]بصائر الدرجات[ ابن عيسى مثله
16- ل، ]الخصال[ أبي و ابن الوليد عن الحميري عن ابن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن ذريح المحاربي عن أبي عبد الله ع قال جلل رسول الله ص على علي ع ثوبا ثم كلمه ألف كلمة يفتح كل كلمة ألف كلمة
ير، ]بصائر الدرجات[ ابن أبي الخطاب
17- ل، ]الخصال[ أبي و ابن المتوكل و ماجيلويه و أحمد بن علي بن إبراهيم و حمزة العلوي و ابن ناتانة و المكتب و الهمداني جميعا عن علي عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن أبي جعفر الثاني ع أنه سمعه يقول علم رسول الله ص عليا ألف كلمة كل كلمة تفتح ألف كلمة
ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن المغيرة عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري عن الحارث بن المغيرة عن أبي جعفر ع مثله
18- ل، ]الخصال[ ابن إدريس عن أبيه عن ابن عيسى و علي بن إسماعيل و ابن هاشم عن جعفر بن محمد بن عبد الله عن القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه ع أن النبي ص حدث عليا ألف كلمة كل كلمة تفتح ألف كلمة فما يدري الناس ما حدثه
ير، ]بصائر الدرجات[ ابن هاشم مثله
19- ل، ]الخصال[ أبي و ابن الوليد و العطار جميعا عن سعد عن ابن عيسى و ابن هاشم معا عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي المغراء عن ذريح المحاربي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول نحن ورثة الأنبياء ثم قال جلل رسول الله ص على علي ع ثوبا ثم علمه و ذلك ما يقول الناس إنه علمه ألف كلمة كل كلمة تفتح ألف كلمة
ير، ]بصائر الدرجات[ ابن هاشم عن ابن فضال مثله
20- ل، ]الخصال[ أبي عن أحمد بن إدريس عن ابن أبي الخطاب عن البزنطي عن ابن أذينة عن بكير عن سالم بن أبي حفصة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن رسول الله ص علم عليا ألف باب يفتح كل باب ألف باب فانطلق أصحابنا فسألوا أبا جعفر ع عن ذلك فإذا سالم قد صدق
قال بكير و حدثني من سمع أبا جعفر ع يحدث بهذا الحديث ثم قال و لم يخرج إلى الناس من تلك الأبواب غير باب أو اثنين و أكثر علمي أنه قال باب واحد
21- ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد و ابن هاشم معا عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال علم رسول الله ص عليا ألف كلمة كل كلمة تفتح ألف كلمة و الألف كلمة تفتح كل كلمة ألف كلمة
ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد و ابن هاشم مثله
22- ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن ابن علوان عن ابن طريف عن ابن نباتة قال سمعت عليا ع يقول حدثني رسول الله ص بألف حديث لكل حديث ألف باب
ير، ]بصائر الدرجات[ ابن عيسى مثله
23- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن ناتانة عن علي بن إبراهيم عن جعفر بن سلمة عن الثقفي عن المسعودي عن يحيى بن سالم عن إسرائيل عن ميسرة عن منهال بن عمرو عن زر بن حبيش قال مر علي ع على بغلة رسول الله ص و سلمان في ملإ فقال سلمان رحمة الله عليه أ لا تقومون تأخذون بحجزته تسألونه فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة إنه لا يخبركم بسر نبيكم أحد غيره و إنه لعالم الأرض و ربانيها و إليه تسكن و لو فقدتموه لفقدتم العلم و أنكرتم الناس
24- لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن المؤدب عن أحمد بن علي عن الثقفي عن محمد بن علي الصراف عن الحسين بن الحسن الأشقر عن علي بن هاشم عن أبي رافع عن محمد بن أبي بكر عن عباد بن عبد الله عن سلمان رحمة الله عليه عن النبي ص قال أقضى أمتي و أعلم أمتي بعدي علي
25- لي، ]الأمالي للصدوق[ بهذا الإسناد عن الحسين بن الحسن الأشقر عن صالح بن أبي الأسود عن أخيه عن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي عن أبيه عن جده ع قال كان النبي ص إذا نزل عليه الوحي نهارا لم يمس حتى يخبر به عليا و إذا نزل عليه ليلا لم يصبح حتى يخبر به عليا
26- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن مخلد عن ابن السماك عن محمد بن عيسى بن السكن عن مسلم بن إبراهيم عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي ع
27- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الجعفي عن جعفر بن بشير و الحسن بن علي بن فضال عن مثنى عن زرارة قال كنت قاعدا عند أبي جعفر ع فقال له رجل من أهل الكوفة سله عن قول أمير المؤمنين ع سلوني عما شئتم و لا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم به فقال إنه ليس أحد عنده علم إلا خرج من عند أمير المؤمنين ع فليذهب الناس حيث شاءوا فو الله ليأتيهم الأمر من هاهنا و أشار بيده إلى المدينة
28- ير، ]بصائر الدرجات[ سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن قاسم عن عمرو بن أبي المقدام يرفعه إلى أمير المؤمنين ع قال لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل القرآن بالقرآن حتى يزهر إلى الله و لحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتى يزهر إلى الله و لحكمت بين أهل الإنجيل بالإنجيل حتى يزهر إلى الله و لحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى الله و لو لا آية في كتاب الله لأنبأتكم بما يكون حتى تقوم الساعة
بيان ثنى الشيء كسعى رد بعضه على بعض ذكره الفيروزآبادي و الوسادة المخدة و قد يطلق على ما يجلس عليه من الفراش و إنما تثنى الوسادة للحكام و الأمراء لترتفع و يجلسوا عليها فيتميزوا أو ليتكئوا عليها و يؤيد الأول ما في بعض الروايات فجلست عليها و ثني الوسادة هنا كناية عن التمكن في الأمر و نفاذ الحكم قال الجزري في قوله ع إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة قيل هو من الوسادة أي إذا وضعت وسادة الملك و الأمر لغير مستحقهما. قوله ع حتى يزهر إلى الله أي يتلألأ و يتضح و يستنير صاعدا إلى الله فاستنارته كناية عن ظهور الأمر و صعوده عن كونه موافقا للحق و يحتمل أن يكون كناية عن شهادته عند الله بأنه حكم بالحق كما سيأتي و الآية التي أشار إليها هو قوله تعالى يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب و قد صرح بذلك في رواية الأصبغ بن نباتة و قد أوردتها مع سائر الأخبار المصدرة بقوله سلوني و غيرها من الأخبار الدالة على وفور علمه ع في كتاب الاحتجاجات و أما حكمه صلوات الله عليه بسائر الكتب فلعل المعنى الاحتجاج عليهم بها أو الحكم بما فيها إذا كان موافقا لشرعنا أو بيان أن حكم كتابهم كذلك و إن لم يحكم بينهم إلا بما يوافق شرعنا
29- ير، ]بصائر الدرجات[ الحسن بن أحمد عن أبيه أحمد عن الحسن بن العباس بن جريش عن أبي جعفر ع قال قال علي ع و الله لا يسألني أهل التوراة و لا أهل الإنجيل و لا أهل الزبور و لا أهل الفرقان إلا فرقت بين أهل كل كتاب بحكم ما في كتابهم
30- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي ع قال لأنا أعلم بالتوراة من أهل التوراة و أعلم بالإنجيل من أهل الإنجيل
31- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عيسى عن أبي محمد الأنصاري عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة المزني عن الأصبغ بن نباتة قال قال لما قدم علي ع الكوفة صلى بهم أربعين صباحا فقرأ بهم سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فقال المنافقون و الله ما يحسن أن يقرأ ابن أبي طالب القرآن و لو أحسن أن يقرأ لقرأ بنا غير هذه السورة قال فبلغه ذلك فقال ويلهم إني لأعرف ناسخه و منسوخه و محكمه و متشابهه و فصاله من وصاله و حروفه من معانيه و الله ما حرف نزل على محمد ص إلا و أنا أعرف فيمن أنزل و في أي يوم نزل و في أي موضع نزل ويلهم أ ما يقرءون إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى و الله عندي ورثتها من رسول الله ص و ورثها رسول الله ص من إبراهيم و موسى ويلهم و الله إني أنا الذي أنزل الله في وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ فإنا كنا عند رسول الله ص فيخبرنا بالوحي فأعيه و يفوتهم فإذا خرجنا قالوا ما ذا قالَ آنِفاً
32- ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد عن إبراهيم بن محمد النوفلي عن الحسين بن المختار عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع عندي صحيفة من رسول الله ص بخاتمه فيها ستون قبيلة بهرجة ليس لها في الإسلام نصيب منهم غني و باهلة و قال يا معشر غني و باهلة أعيدوا علي عطاياكم حتى أشهد لكم عند المقام المحمود أنكم لا تحبوني و لا أحبكم أبدا و قال لآخذن غنيا أخذة تضطرب منها باهلة و قال أخذ في بيت المال من مهور البغايا فقال اقسموه بين غني و باهلة
بيان قال الفيروزآبادي البهرج الباطل و الرديء و المباح و البهرجة أن تعدل بالشيء عن الجادة القاصدة إلى غيرها
33- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن ابن أذينة عن أبان عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين ع قال كنت إذا سألت رسول الله ص أجابني و إن فنيت مسائلي ابتدأني فما نزلت عليه آية في ليل و لا نهار و لا سماء و لا أرض و لا دنيا و لا آخرة و لا جنة و لا نار و لا سهل و لا جبل و لا ضياء و لا ظلمة إلا أقرأنيها و أملاها علي و كتبتها بيدي و علمني تأويلها و تفسيرها و محكمها و متشابهها و خاصها و عامها و كيف نزلت و أين نزلت و فيمن أنزلت إلى يوم القيامة دعا الله لي أن يعطيني فهما و حفظا فما نسيت آية من كتاب الله و لا على من أنزلت أملاه علي
34- ير، ]بصائر الدرجات[ ابن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن عمران بن ميثم عن عباية بن ربعي قال سمعت عليا ع يقول سلوني قبل أن تفقدوني أ لا تسألون من عنده علم المنايا و البلايا و الأنساب
35- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة قال قال بكير بن أعين حدثني من سمع أبا جعفر ع يحدث قال لم يخرج إلى الناس من تلك الأبواب التي علمها رسول الله ص عليا إلا باب أو اثنان و أكثر علمي أنه قال باب واحد
-36 ير، ]بصائر الدرجات[ ابن هاشم عن عثمان بن عيسى عن ابن بكير عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله ع قال علم رسول الله ص عليا حرفا يفتح ألف حرف كل حرف منها يفتح ألف حرف
37- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله ع قال جاء أبو بكر و عمر إلى أمير المؤمنين ع حين دفن النبي ص و الحديث طويل فقال لهما أمير المؤمنين ع أما ما ذكرتما أني لم أشهدكما أمر رسول الله ص فإنه قال لا يرى عورتي أحد غيرك إلا ذهب بصره فلم أكن لأوذيكما به و أما كبي عليه فإنه علمني ألف حرف يفتح ألف حرف فلم أكن لأطلعكما على سر رسول الله ص
38- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين و محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن منصور عن أبي حمزة عن علي بن الحسين ع قال علم رسول الله ص عليا كلمة يفتح ألف كلمة يفتح كل كلمة ألفي كلمة
39- ير، ]بصائر الدرجات[ الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله ع قال أوصى رسول الله ص إلى علي ع بألف كلمة يفتح كل كلمة ألف كلمة
ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عيسى عن ابن سنان مثله
40- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار عن أبي عبد الله ع قال قلت له إن فلانا حدثني أن عليا و الحسن ع كانا محدثين قال قلت كيف ذلك فقال إنه كان ينكت في آذانهما قال صدق
41- ير، ]بصائر الدرجات[ الحسن بن علي عن عبيس بن هشام عن كرام بن عمرو الخثعمي عن عبد الله بن أبي يعفور قال قلت لأبي عبد الله ع إنا نقول إن عليا لينكت في قلبه أو يوقر في صدره فقال إن عليا كان محدثا قال فلما أكثرت عليه قال إن عليا كان يوم بني قريظة و بني النضير كان جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره يحدثانه
أقول قد أوردنا مثله بأسانيد كثيرة في باب أنهم محدثون ع
42- ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن الحارث بن حصيرة عن الأصبغ بن نباتة قال كنا وقوفا على رأس أمير المؤمنين ع بالكوفة و هو يعطي العطاء في المسجد إذ جاءته امرأة فقالت يا أمير المؤمنين أعطيت العطاء جميع الأحياء إلا هذا الحي من مراد لم تعطهم شيئا فقال لها اسكتي يا جرية يا بذية يا سلفع يا سلقلق يا من لا تحيض كما تحيض النساء قال فولت ثم خرجت من المسجد فتبعها عمرو بن حريث فقال لها أيتها المرأة قد قال علي ع ما قال فقالت و الله ما كذب و إن كان ما رماني به لفي و ما اطلع علي أحد إلا الله الذي خلقني و أمي التي ولدتني فرجع عمرو بن حريث فقال يا أمير المؤمنين تبعت المرأة فسألتها عما رميتها به في بدنها فأقرت بذلك كله فمن أين علمت ذلك فقال إن رسول الله ص علمني ألف باب من الحلال و الحرام مما كان و مما هو كائن إلى يوم القيامة كل باب يفتح ألف باب فذلك ألف ألف باب حتى علمت علم المنايا و البلايا و القضايا و فصل الخطاب و حتى علمت المذكرات من النساء و المؤنثين من الرجال
بيان البذية من البذاء و هي الفحش و قال الفيروزآبادي السلفع الصخابة البذيئة السيئة الخلق كالسلفعة و قال السلقان التي تحيض من دبرها و لم يذكر السلقلق
43- ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الأهوازي عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الحارث بن المغيرة عن حمران قال قال لي أبو جعفر ع إن عليا ع كان محدثا قلت فنقول إنه نبي قال فحرك يده هكذا ثم قال أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين أو ما بلغكم أنه قال و فيكم مثله
بيان لعله ع حرك يده إلى جهة الفوق نفيا لما قاله أو يمينا و شمالا لبيان أنه مخير في القول بكل مما يذكر بعد و المراد بصاحب موسى إما الخضر أو يوشع فيدل على عدم كونه نبيا و قد مر الكلام في ذلك في كتاب الإمامة
44- ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن الحارث البصري قال أتانا الحكم بن عيينة قال إن علي بن الحسين ع قال إن علم علي ع كله في آية واحدة قال فخرج حمران بن أعين فوجد علي بن الحسين ع قد قبض فقال لأبي جعفر ع إن الحكم بن عيينة حدثنا أن علي بن الحسين ع قال إن علم علي ع كله في آية واحدة فقال أبو جعفر ع و ما تدري ما هو قال قلت لا قال هو قول الله تبارك و تعالى و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث
45- ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا ع قال سألته فقلت قوله الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ قال إن الله علم القرآن قال قلت خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ قال ذلك أمير المؤمنين ع علمه بيان كل شيء مما يحتاج الناس إليه
46- ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن موسى عن الحسن بن موسى عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ قال وعت أذن أمير المؤمنين ع ما كان و ما يكون
47- ير، ]بصائر الدرجات[ عبد الله بن عامر عن الربيع عن جعفر بن بشير عن عمرو بن أبي المقدام عن عفيف بن أبي سعيد قال كنا في أصحاب البرود و نحن شيان فرجع إلينا أمير المؤمنين ع فقال بعضنا بوداسكفت قد جاءكم فقال علي ع ويحك إن أعلاه علم و أسفله طعام
بيان الشيان البعيد النظر و يحتمل أن يكون بالموحدة جمع الشاب و بوداسكفت لعله كان اسم رجل بطين فأطلقوا عليه صلوات الله عليه لكونه بطينا أو كان في بعض اللغات موضوعا للبطين و إنما أطلقوا ذلك لظنهم أنه ع لا يعرف تلك اللغة فأجابهم بأن أسفل بطني محل الطعام و أعلاه محل العلوم و الأحكام لما مر أنه إنما سمي بطينا لكونه بطينا من العلم و قيل هو اسم من أسماء الكهنة و قيل اسم ابن ملك أتاه بلوهر فصار نبيا و لا يناسبان المقام
48- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عيسى عن ياسين الضرير عن حريز عن أبي بصير قال قال رسول الله ص إن الله تبارك و تعالى فرض العلم عن ستة أجزاء فأعطى عليا منه خمسة أجزاء و له سهم في الجزء الآخر مع الناس
49- شا، ]الإرشاد[ محمد بن جعفر التميمي عن محمد بن القاسم عن هشام بن يونس عن عائذ بن حبيب عن أبي الصباح الكناني عن محمد بن عبد الرحمن السلمي عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله ص علي بن أبي طالب أعلم أمتي و أقضاهم فيما اختلفوا فيه من بعدي
50- شا، ]الإرشاد[ محمد بن عمر الجعابي عن يوسف بن الحكم عن داود بن رشيد عن سلمة بن صالح عن عبد الملك بن عبد الرحمن عن الأشعث بن طليق عن الحسن العرني عن مرة عن عبد الله بن مسعود قال استدعى رسول الله ص عليا فخلا به فلما خرج إلينا سألناه ما الذي عهد إليك فقال علمني ألف باب من العلم فتح لي كل باب ألف باب
51- شا، ]الإرشاد[ محمد بن المظفر البزاز عن أبي مالك كثير بن يحيى عن أبي جعفر محمد بن أبي السري عن أحمد بن عبد الله بن يونس عن سعد الكناني عن ابن نباتة قال لما بويع أمير المؤمنين ع بالخلافة خرج إلى المسجد معتما بعمامة رسول الله ص لابسا برديه فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه و وعظ و أنذر ثم جلس متمكنا و شبك بين أصابعه و وضعهما أسفل سرته ثم قال يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني سلوني فإن عندي علم الأولين و الآخرين أما و الله لو ثني لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم و بين أهل الزبور بزبورهم و بين أهل الفرقان بفرقانهم حتى ينهى كل كتاب من هذه الكتب و يقول يا رب إن عليا قضى بقضائك و الله إني لأعلم بالقرآن و تأويله من كل مدع علمه و لو لا آية في كتاب الله تعالى لأخبرتكم بما يكون إلى يوم القيامة ثم قال سلوني قبل أن تفقدوني فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة لو سألتموني عن آية آية لأخبرتكم بوقت نزولها و فيم نزلت و أنبأتكم بناسخها من منسوخها و خاصها من عامها و محكمها من متشابهها و مكيها من مدنيها و الله ما من فئة تضل أو تهدي إلا و أنا أعرف قائدها و سائقها و ناعقها إلى يوم القيامة
-52 يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي أراكة قال كنا مع علي ع بمسكن فتحدثنا أن عليا ورث من رسول الله ص السيف و قال بعضنا البغلة و الصحيفة في حمائل السيف إذ خرج علينا و نحن في حديثنا فقال ابتداء و ايم الله لو نشطت لحديثكم حتى يحول الحول لا أعيد حرفا ورثت و حويت من رسول الله ص و ايم الله إن عندي صحفا كثيرة و إن عندي الصحيفة يقال لها العبيط ما على العرب أشد منها و إن هنا لتميز القبائل المبهرجة من العرب ما لهم في دين الله من نصيب
53- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ سفيان عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس في قوله الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِيمانَ قال قد يكون مؤمن و لا يكون عالما فو الله لقد جمع لعلي كلاهما العلم و الإيمان
مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس في قوله إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ قال كان علي يخشى الله و يراقبه و يعمل بفرائضه و يجاهد في سبيله
الصفواني في الإحن و المحن عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال حم اسم من أسماء الله عسق علم علي سبق كل جماعة و تعالى كل فرقة
محمد بن مسلم و أبو حمزة الثمالي و جابر بن يزيد عن الباقر ع و علي بن فضال و الفضيل بن يسار و أبو بصير عن الصادق ع و أحمد بن محمد الحلبي و محمد بن الفضيل عن الرضا ع و قد روي عن موسى بن جعفر ع و عن زيد بن علي و عن محمد بن الحنفية رضي الله عنه و عن سلمان الفارسي و عن أبي سعيد الخدري و عن إسماعيل السدي أنهم قالوا في قوله تعالى قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ هو علي بن أبي طالب ع
الثعلبي في تفسيره بإسناده عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس و روي عن عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر ع أنه قيل لهما زعموا أن الذي عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ عبد الله بن سلام قال ذاك علي بن أبي طالب ع
ثم روي أيضا أنه سئل سعيد بن جبير وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ عبد الله بن سلام قال لا فكيف و هذه سورة مكية و قد روي عن ابن عباس لا و الله ما هو إلا علي بن أبي طالب ع لقد كان عالما بالتفسير و التأويل و الناسخ و المنسوخ و الحلال و الحرام
و روي عن ابن الحنفية علي بن أبي طالب عنده علم الكتاب الأول و الآخر
رواه النطنزي في الخصائص و من المستحيل أن الله تعالى يستشهد بيهودي و يجعله ثاني نفسه و قوله قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ موافق لقوله كلا أنزل في أمير المؤمنين علي و عدد حروف كل واحد منهما ثمان مائة و سبعة عشر. قال الجاحظ اجتمعت الأمة على أن الصحابة كانوا يأخذون العلم من أربعة علي و ابن عباس و ابن مسعود و زيد بن ثابت و قال طائفة و عمر بن الخطاب ثم أجمعوا على أن الأربعة كانوا أقرأ لكتاب الله من عمر و قال ص يؤم بالناس أقرؤهم فسقط عمر ثم أجمعوا على أن النبي ص قال الأئمة من قريش فسقط ابن مسعود و زيد و بقي علي و ابن عباس إذا كانا عالمين فقيهين قرشيين فأكثرهما سنا و أقدمهما هجرة علي فسقط ابن العباس و بقي علي أحق بالأمة بالإجماع و كانوا يسألونه و لم يسأل هو أحدا
و قال النبي ص إذا اختلفتم في شيء فكونوا مع علي بن أبي طالب ع
عبادة بن الصامت قال عمر كنا أمرنا إذا اختلفنا في شيء أن نحكم عليا و لهذا تابعه المذكورون بالعلم من الصحابة نحو سلمان و عمار و حذيفة و أبي ذر و أبي بن كعب و جابر الأنصاري و ابن عباس و ابن مسعود و زيد بن صوحان و لم يتأخر إلا زيد بن ثابت و أبو موسى و معاذ و عثمان و كلهم معترفون له بالعلم مقرون له بالفضل. النقاش في تفسيره قال ابن عباس علي علم علما علمه رسول الله ص و رسول الله ص علمه الله فعلم النبي ص من علم الله و علم علي من علم النبي ص و علمي من علم علي ع و ما علمي و علم أصحاب محمد ص في علم علي ع إلا كقطرة في سبعة أبحر. الضحاك عن ابن عباس قال أعطي علي بن أبي طالب ع تسعة أعشار العلم و إنه لأعلمهم بالعشر الباقي. يحيى بن معين بإسناده عن عطاء بن أبي رياح أنه سئل هل تعلم أحدا بعد رسول الله ص أعلم من علي فقال لا و الله ما أعلمه. فأما قول عمر بن الخطاب في ذلك فكثير رواه الخطيب في الأربعين قال عمر العلم ستة أسداس لعلي من ذلك خمسة أسداس و للناس سدس و لقد شاركنا في السدس حتى لهو أعلم منا به.
عكرمة عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب قال له يا أبا الحسن إنك لتعجل في الحكم و الفصل للشيء إذا سئلت عنه قال فأبرز علي كفه و قال له كم هذا فقال عمر خمسة فقال عجلت أبا حفص قال لم يخف علي فقال علي و أنا أسرع فيما لا يخفى علي و استعجم عليه شيء و نازع عبد الرحمن و كتب إليه أن يتجشم بالحضور فكتب إليهما العلم يؤتى و لا يأتي فقال عمر هناك شيخ من بني هاشم و أثارة من علم يؤتى إليه و لا يأتي فصار إليه فوجده متكئا على مسحاة فسأله عما أراد فأعطاه الجواب فقال عمر لقد عدل عنك قومك و إنك لاحق به فقال ع إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً
يونس بن عبيد قال الحسن إن عمر بن الخطاب قال اللهم إني أعوذ من عضيهة ليس لها علي عندي حاضرا. بيان العضيهة البهتان و الكذب و هذا غريب و المعروف في ذلك المعضلة قال الجزري في النهاية يقال أعضل بي الأمر إذا ضاقت عليك فيه الحيل و منه حديث عمر أعوذ بالله من كل معضلة ليس لها أبو حسن و روي معضلة أراد المسألة الصعبة أو الخطة الضيقة المخارج من الإعضال أو التعضيل و يريد بأبي الحسن علي بن أبي طالب ع و منه حديث معاوية و قد جاءته مسألة مشكلة فقال معضلة و لا أبا حسن أبو حسن معرفة وضعت موضع النكرة كأنه قال و لا رجل لها كأبي حسن لأن لا النافية إنما تدخل على النكرات دون المعارف انتهى.
54- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ إبانة ابن بطة كان عمر يقول فيما يسأله عن علي ع فيفرج عنه لا أبقاني الله بعدك. تاريخ البلاذري لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو حسن. الإبانة و الفائق أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن. و قد ظهر رجوعه إلى علي ع في ثلاث و عشرين مسألة حتى قال لو لا علي لهلك عمر و قد رواه الخلق الكثير منهم أبو بكر بن عياش و أبو المظفر السمعاني و قد اشتهر عن أبي بكر قوله فإن استقمت فاتبعوني و إن زغت فقوموني و قوله أما الفاكهة فأعرفها و أما الأب فالله أعلم و قوله في الكلالة أقول فيها برأيي فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمني و من الشيطان الكلالة ما دون الولد و الوالد و عن عمر سؤال صبيع عن الذاريات و قوله لا تتعجبوا من إمام أخطأ و امرأة أصابت ناضلت أميركم فنضلته و المسألة الحمارية و آية الكلالة و قضاؤه في الجد و غير ذلك. و قد شهد له رسول الله ص بالعلم قوله علي عيبة علمي و قوله علي أعلمكم علما و أقدمكم سلما و قوله أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب رواه علي بن هاشم و شيرويه الديلمي بإسنادهما إلى سلمان. النبي ص أعطى الله عليا صلوات الله عليه من الفضل جزءا لو قسم على أهل الأرض لوسعهم و أعطاه من الفهم جزءا لو قسم على أهل الأرض لوسعهم
حلية الأولياء سئل النبي ص عن علي بن أبي طالب ع فقال قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء و الناس جزءا واحدا
ربيع بن خثيم ما رأيت رجلا من يحبه أشد حبا من علي و لا من يبغضه أشد بغضا من علي ع ثم التفت فقال وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً. و استدل بالحساب فقالوا أعلم الأمة علي بن أبي طالب اتفقتا في مائتين و ثمانية عشر و لقد أجمعوا على أن النبي ص قال أقضاكم علي.
و روينا عن سعيد بن أبي الخضيب و غيره أنه قال الصادق ع لابن أبي ليلى أ تقضي بين الناس يا عبد الرحمن قال نعم يا ابن رسول الله قال بأي شيء تقضي قال بكتاب الله قال فما لم تجد في كتاب الله قال من سنة رسول الله ص و ما لم أجده فيهما أخذته عن الصحابة بما اجتمعوا عليه قال فإذا اختلفوا فبقول من تأخذ منهم قال بقول من أردت و أخالف الباقين قال فهل تخالف عليا فيما بلغك أنه قضى به قال ربما خالفته إلى غيره منهم قال أبو عبد الله ع ما تقول يوم القيامة إذا رسول الله ص قال أي رب إن هذا بلغه عني قول فخالفه قال و أين خالفت قوله يا ابن رسول الله قال فبلغك أن رسول الله قال أقضاكم علي قال نعم قال فإذا خالفت قوله لم تخالف قول رسول الله ص فاصفر وجه ابن أبي ليلى و سكت
الإبانة قال أبو أمامة قال رسول الله ص أعلم بالسنة و القضاء بعدي علي بن أبي طالب ع
كتاب الجلاء و الشفاء و الإحن و المحن قال الصادق ع قضى علي بقضية باليمن فأتوا النبي ص فقالوا إن عليا ع ظلمنا فقال ص إن عليا ليس بظالم و لا يخلق للظلم و إن عليا وليكم بعدي و الحكم حكمه و القول قوله لا يرد حكمه إلا كافر و لا يرضى به إلا مؤمن
و إذا ثبت ذلك فلا ينبغي لهم أن يتحاكموا بعده إلى غير علي ع و القضاء يجمع علوم الدين فإذا يكون هو الأعلم فلا يجوز تقديم غيره عليه لأنه يقبح تقديم المفضول على الفاضل. أ فلا يكون أعلم الناس و كان مع النبي ص في البيت و المسجد يكتب وحيه و مسائله و يسمع فتاويه و يسأله و روي أنه كان النبي ص إذا نزل عليه الوحي ليلا لم يصبح حتى يخبر به عليا ع و إذا نزل عليه الوحي نهارا لم يمس حتى يخبر به عليا. و من المشهور إنفاقه الدينار قبل مناجاة الرسول ص و سأله عن عشر مسائل فتح له منها ألف باب فتحت كل باب ألف باب و كذا حين وصى النبي ص قبل وفاته.
أبو نعيم الحافظ بإسناده عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي ع قال علمني رسول الله ص ألف باب يفتح كل باب إلى ألف باب و لقد روى أبو جعفر بن بابويه هذا الخبر في الخصال من أربع و عشرين طريقة و سعد بن عبد الله القمي في بصائر الدرجات من ست و ثلاثين طريقة
أبو عبد الله ع كان في ذؤابة سيف النبي ص صحيفة صغيرة هي الأحرف التي يفتح كل حرف ألف حرف فما خرج منها إلا حرفان حتى الساعة
و في رواية أن عليا ع دفعها إلى الحسن فقرأها أيضا ثم أعطى محمدا فلم يقدر على أن يفتحها
قال أبو القاسم البستي و ذلك نحو أن يقول الربا في كل مكيل في العادة أي موضع كان و في كل موزون و إذا قال يحل من البيض كل ما دق أعلاه و غلظ أسفله و إذا قال يحرم كل ذي ناب من السباع و ذي مخلب من الطير و يحل الباقي قول الصادق ع كل ما غلب الله عليه من أمره فالله أعذر لعبده.
أبان بن تغلب و الحسين بن معاوية و سليمان الجعفري و إسماعيل بن عبد الله بن جعفر كلهم عن أبي عبد الله ع قال لما حضر رسول الله ص الممات دخل عليه علي ع فأدخل رأسه معه ثم قال يا علي إذا أنا مت فغسلني و كفني ثم أقعدني و سائلني و اكتب
تهذيب الأحكام فخذ بمجامع كفني و أجلسني ثم اسألني عما شئت فو الله لا تسألني عن شيء إلا أجبتك فيه
و في رواية أبي عوانة بإسناده قال علي ففعلت فأنبأني بما هو كائن إلى يوم القيامة
جميع بن عمير التميمي عن عائشة في خبر أنها قالت و سالت نفس رسول الله ص في كفه ثم ردها في فيه
و بلغني عن الصفواني أنه قال حدثني أبو بكر بن مهرويه بإسناده إلى أم سلمة في خبر قالت كنت عند النبي ص فدفع إلي كتابا فقال من طلب هذا الكتاب منك ممن يقوم بعدي فادفعيه إليه ثم ذكرت قيام أبي بكر و عمر و عثمان و أنهم ما طلبوه ثم قالت فلما بويع علي ع نزل عن المنبر و مر و قال لي يا أم سلمة هاتي الكتاب الذي دفع إليك رسول الله ص فقالت قلت له أنت صاحبه فقال نعم فدفعته إليه قيل ما كان في الكتاب قالت كل شيء دون قيام الساعة
و في رواية ابن عباس فلما قام علي أتاها و طلب الكتاب ففتحه و نظر فيه ثم قال هذا علم الأبد
قال أبو عبد الله ع يمصون الثماد و يدعون النهر الأعظم فسئل عن معنى ذلك فقال علم النبيين بأسره أوحاه الله إلى محمد ص فجعل محمد ص ذلك كله عند علي ع
و كان يدعي في العلم دعوى ما سمع قط من أحد
روى حبيش الكناني أنه سمع عليا ع يقول و الله لقد علمت بتبليغ الرسالات و تصديق العدات و تمام الكلمات
و قوله إن بين جنبي لعلما جما لو أصبت له حملة
و قوله لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا
و روى ابن أبي البختري من ستة طرق و ابن المفضل من عشر طرق و إبراهيم الثقفي من أربعة عشر طريقا منهم عدي بن حاتم و الأصبغ بن نباتة و علقمة بن قيس و يحيى ابن أم الطويل و زر بن حبيش و عباية بن ربعي و عباية بن رفاعة و أبو الطفيل أن أمير المؤمنين ع قال بحضرة المهاجرين و الأنصار و أشار إلى صدره كيف ملئ علما لو وجدت له طالبا سلوني قبل أن تفقدوني هذا سفط العلم هذا لعاب رسول الله ص هذا ما زقني رسول الله ص زقا فاسألوني فإن عندي علم الأولين و الآخرين أما و الله لو ثنيت لي الوسادة ثم أجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم و بين أهل الزبور بزبورهم و بين أهل الفرقان بفرقانهم حتى ينادي كل كتاب بأن عليا حكم في بحكم الله في
و في رواية حتى ينطق الله التوراة و الإنجيل
و في رواية حتى يزهر كل كتاب من هذه الكتب و يقول يا رب إن عليا قضى بقضائك ثم قال سلوني قبل أن تفقدوني فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة لو سألتموني عن آية آية في ليلة أنزلت أو في نهار أنزلت مكيها و مدنيها و سفريها و حضريها و ناسخها و منسوخها و محكمها و متشابهها و تأويلها و تنزيلها لأخبرتكم
و في غرر الحكم عن الآمدي سلوني قبل أن تفقدوني فإني بطرق السماوات أخبر منكم بطرق الأرض
و في نهج البلاغة فو الذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم و بين الساعة و لا عن فئة تهدي مائة و تضل مائة إلا نبأتكم بناعقها و قائدها و سائقها و مناخ ركابها و محط رحالها و من يقتل من أهلها قتلا و يموت موتا
و في رواية لو شئت أخبرت كل واحد منكم بمخرجه و مولجه و جميع شأنه لفعلت
و عن سلمان أنه قال ع عندي علم المنايا و البلايا و الوصايا و الأنساب و فصل الخطاب و مولد الإسلام و مولد الكفر و أنا صاحب الميسم و أنا الفاروق الأكبر و دولة الدول فسلوني عما يكون إلى يوم القيامة و عما كان قبلي و على عهدي و إلى أن يعبد الله
قال ابن مسيب ما كان في أصحاب رسول الله ص أحد يقول سلوني غير علي بن أبي طالب ع و قال ابن شبرمة ما أحد قال على المنبر سلوني غير علي. و قال الله تعالى تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ و قال وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ و قال وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ فإذا كان لا يوجد في ظاهره فهل يكون موجودا إلا في تأويله كما قال وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ و هو الذي عنى ع سلوني قبل أن تفقدوني و لو كان إنما عنى به ظاهره فكان في الأمة كثير يعلم ذلك و لا يخطئ فيه حرفا و لم يكن ع ليقول من ذلك على رءوس الأشهاد ما يعلم أنه لا يصح من قوله و أن غيره يساويه فيه أو يدعي على شيء منه معه فإذا ثبت أنه لا نظير له في العلم صح أنه أولى بالإمامة. و من عجب أمره في هذا الباب أنه لا شيء من العلوم إلا و أهله يجعلون عليا قدوة فصار قوله قبلة في الشريعة فمنه سمع القرآن ذكر الشيرازي في نزول القرآن و أبو يوسف يعقوب في تفسيره عن ابن عباس في قوله لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ كان النبي ص يحرك شفتيه عند الوحي ليحفظه فقيل له لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ يعني بالقرآن لِتَعْجَلَ بِهِ من قبل أن يفرغ به من قراءته عليك إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ قال ضمن الله محمدا أن يجمع القرآن بعد رسول الله ص علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال ابن عباس فجمع الله القرآن في قلب علي و جمعه علي بعد موت رسول الله ص بستة أشهر.
و في أخبار أبي رافع أن النبي ص قال في مرضه الذي توفي فيه لعلي بن أبي طالب ع يا علي هذا كتاب الله خذه إليك فجمعه علي ع في ثوب فمضى إلى منزله فلما قبض النبي ص جلس علي فألفه كما أنزل الله و كان به عالما
و حدثني أبو العلاء العطار و الموفق خطيب خوارزم في كتابيهما بالإسناد عن علي بن رباح أن النبي ص أمر عليا بتأليف القرآن فألفه و كتبه
جبلة بن سحيم عن أبيه عن أمير المؤمنين ع قال لو ثني لي الوسادة و عرف لي حقي لأخرجت لهم مصحفا كتبته و أملاه علي رسول الله ص
و رويتم أيضا أنه إنما أبطأ علي عن بيعة أبي بكر لتأليف القرآن
أبو نعيم في الحلية و الخطيب في الأربعين بالإسناد عن السدي عن عبد خير عن علي ع قال لما قبض رسول الله ص أقسمت أو حلفت أن لا أضع ردائي عن ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين فما وضعت ردائي حتى جمعت القرآن
و في أخبار أهل البيت ع أنه آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلا للصلاة حتى يؤلف القرآن و يجمعه فانقطع عنهم مدة إلى أن جمعه ثم خرج إليهم به في إزار يحمله و هم مجتمعون في المسجد فأنكروا مصيره بعد انقطاع مع التيه فقالوا لأمر ما جاء أبو الحسن فلما توسطهم وضع الكتاب بينهم ثم قال إن رسول الله ص قال إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي و هذا الكتاب و أنا العترة فقام إليه الثاني فقال له إن يكن عندك قرآن فعندنا مثله فلا حاجة لنا فيكما فحمل ع الكتاب و عاد به بعد أن ألزمهم الحجة
و في خبر طويل عن الصادق ع أنه حمله و ولى راجعا نحو حجرته و هو يقول فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ و لهذا قرأ ابن مسعود إن عليا جمعه و قرآنه فإذا قرأه فاتبعوا قرآنه
فأما ما روي أنه جمعه أبو بكر و عمر و عثمان فإن أبا بكر أقر لما التمسوا منه جمع القرآن فقال كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله ص و لا أمرني به ذكره البخاري في صحيحه و ادعى علي أن النبي ص أمره بالتأليف ثم إنهم أمروا زيد بن ثابت و سعيد بن العاص و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام و عبد الله بن الزبير بجمعه فالقرآن يكون جمع هؤلاء جميعهم. و منهم العلماء بالقراءات
أحمد بن حنبل و ابن بطة و أبو يعلى في مصنفاتهم عن الأعمش عن أبي بكر بن أبي عياش في خبر طويل أنه قرأ رجلان ثلاثين آية من الأحقاف فاختلفا في قراءتهما فقال ابن مسعود هذا الخلاف ما أقرؤه فذهبت بهما إلى النبي ص فغضب و علي عنده فقال علي رسول الله ص يأمركم أن تقرءوا كما علمتم
و هذا دليل على علم علي بوجوه القراءات المختلفة.
و روي أن زيدا لما قرأ التابوه قال علي ع اكتبه التابوت فكتبه كذلك
و القراء السبعة إلى قراءته يرجعون فأما حمزة و الكسائي فيعولان على قراءة علي ع و ابن مسعود و ليس مصحفهما مصحف ابن مسعود فهما إنما يرجعان إلى علي و يوافقان ابن مسعود فيما يجري مجرى الإعراب و قد قال ابن مسعود ما رأيت أحدا أقرأ من علي بن أبي طالب ع للقرآن فأما نافع و ابن كثير و أبو عمرو فمعظم قراءتهم ترجع إلى ابن عباس و ابن عباس قرأ على أبي بن كعب و علي ع و الذي قرأه هؤلاء القراء يخالف قراءة أبي فهو إذا مأخوذ عن علي ع. و أما عاصم فقرأ على أبي عبد الرحمن السلمي و قال أبو عبد الرحمن قرأت القرآن كله على علي بن أبي طالب ع فقالوا أفصح القراءات قراءة عاصم لأنه أتى بالأصل و ذلك أنه يظهر ما أدغمه غيره و يحقق من الهمز ما لينه غيره و يفتح من الألفات ما أماله غيره. و العدد الكوفي في القرآن منسوب إلى علي ع ليس في الصحابة من ينسب إليه العدد غيره و إنما كتب عدد ذلك كل مصر عن بعض التابعين. و منهم المفسرون كعبد الله بن العباس و عبد الله بن مسعود و أبي بن كعب و زيد بن ثابت و هم معترفون له بالتقدم تفسير النقاش قال ابن عباس جل ما تعلمت من التفسير من علي بن أبي طالب ع و ابن مسعود أن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها إلا و له ظهر و بطن و إن علي بن أبي طالب ع علم الظاهر و الباطن. فضائل العكبري قال الشعبي ما أحد أعلم بكتاب الله بعد نبي الله من علي بن أبي طالب ع.
تاريخ البلاذري و حلية الأولياء قال علي ع و الله ما نزلت آية إلا و قد علمت فيما نزلت و أين نزلت أ بليل نزلت أم بنهار نزلت في سهل أو جبل إن ربي وهب لي قلبا عقولا و لسانا سئولا
قوت القلوب قال علي ع لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا في تفسير فاتحة الكتاب
و لما وجد المفسرون قوله لا يأخذون إلا به. سأل ابن الكواء و هو على المنبر ما الذَّارِياتِ ذَرْواً فقال الرياح فقال و ما فَالْحامِلاتِ وِقْراً قال السحاب قال فَالْجارِياتِ يُسْراً قال الفلك قال فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً قال الملائكة فالمفسرون كلهم على قوله و جهلوا تفسير قوله تعالى إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ فقال له ع رجل هو أول بيت قال لا قد كان قبله بيوت و لكنه أول بيت وضع للناس مباركا فيه الهدى و الرحمة و البركة و أول من بناه إبراهيم ثم بناه قوم من العرب من جرهم ثم هدم فبنته العمالقة ثم هدم فبنته قريش. و إنما استحسن قول ابن عباس فيه لأنه قد أخذ منه. أحمد في المسند لما توفي النبي ص كان ابن عباس ابن عشر سنين و كان قرأ المحكم يعني المفصل. و منهم الفقهاء و هو أفقههم فإنه ما ظهر عن جميعهم ما ظهر منه ثم إن جميع فقهاء الأمصار إليه يرجعون و من بحره يغترفون أما أهل الكوفة ففقهاؤهم سفيان الثوري و الحسن بن صالح بن حي و شريك بن عبد الله و ابن أبي ليلى و هؤلاء يفرعون المسائل و يقولون هذا قياس قول علي و يترجمون الأبواب بذلك و أما أهل البصرة ففقهاؤهم الحسن و ابن سيرين و كلاهما كانا يأخذان عمن أخذ عن علي و ابن سيرين يفصح بأنه أخذ عن الكوفيين و عن عبيدة السلماني و هو أخص الناس بعلي و أما أهل مكة فإنهم أخذوا عن ابن عباس و عن علي ع و قد أخذ عبد الله معظم علمه عنه و أما أهل المدينة فعنه أخذوا و قد صنف الشافعي كتابا مفردا في الدلالة على اتباع أهل المدينة لعلي ع و عبد الله و قال محمد بن الحسن الفقيه لو لا علي بن أبي طالب ع ما علمنا حكم أهل البغي و لمحمد بن الحسن كتاب يشتمل على ثلاثمائة مسألة في قتال أهل البغي بناء على فعله.
مسند أبي حنيفة قال هشام بن الحكم قال الصادق ع لأبي حنيفة من أين أخذت القياس قال من قول علي بن أبي طالب ع و زيد بن ثابت حين شاهدهما عمر في الجد مع الإخوة فقال له علي ع لو أن شجرة انشعب منها غصن و انشعب من الغصن غصنان أيما أقرب إلى أحد الغصنين أ صاحبه الذي يخرج معه أم الشجرة فقال زيد لو أن جدولا انبعث فيه ساقية فانبعث من الساقية ساقيتان أيما أقرب أحد الساقيتين إلى صاحبها أم الجدول
و منهم الفرضيون و هو أشهرهم فيها فضائل أحمد قال عبد الله إن أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب ع قال الشعبي ما رأيت أفرض من علي و لا أحسب منه و قد سئل عنه و هو على المنبر يخطب عن رجل مات و ترك امرأة و أبوين و ابنتين كم نصيب المرأة فقال صار ثمنها تسعا فلقبت بالمسألة المنبرية شرح ذلك للأبوين السدسان و للبنتين الثلثان و للمرأة الثمن عالت الفريضة فكان لها ثلاث من أربعة و عشرين ثمنها فلما صارت إلى سبعة و عشرين صار ثمنها تسعا فإن ثلاثة من سبعة و عشرين تسعها و يبقى أربعة و عشرون للابنتين ستة عشر و ثمانية للأبوين سواء قال هذا على الاستفهام أو على قولهم صار ثمنها تسعا أو سئل كيف يجيء الحكم على مذهب من يقول بالعول فبين الجواب و الحساب و القسمة و النسبة و منه المسألة الدينارية و صورتها. و منهم أصحاب الروايات نيف و عشرون رجلا منهم ابن عباس و ابن مسعود و جابر الأنصاري و أبو أيوب و أبو هريرة و أنس و أبو سعيد الخدري و أبو رافع و غيرهم و هو ع أكثرهم رواية و أتقنهم حجة و مأمون الباطن لقوله ص علي مع الحق.
الترمذي و البلاذري قيل لعلي ع ما بالك أكثر أصحاب النبي ص حديثا قال كنت إذا سألته أنبأني و إذا سكت عنه ابتدأني
كتاب ابن مردويه أنه قال كنت إذا سألت أعطيت و إذا سكت ابتديت
و منهم المتكلمون و هو الأصل في الكلام
قال النبي ص علي رباني هذه الأمة
و في الأخبار أن أول من سن دعوة المبتدعة بالمجادلة إلى الحق علي ع و قد ناظره الملحدة في مناقضات القرآن و أجاب مشكلات مسائل الجاثليق حتى أسلم. أبو بكر بن مردويه في كتابه عن سفيان أنه قال ما حاج علي أحدا إلا حجه.
أبو بكر الشيرازي في كتابه عن مالك عن أنس عن ابن شهاب و أبو يوسف يعقوب بن سفيان في تفسيره و أحمد بن حنبل و أبو يعلى في مسنديهما قال ابن شهاب أخبرني علي بن الحسين أن أباه الحسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب ع أخبره أن النبي ص طرقه و فاطمة ع بنت رسول الله ص فقال أ لا تصلون فقلت يا رسول الله ص إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا يبعثنا أي يكثر اللطف بنا فانصرف حين قلت ذلك و لم يرجع إلي ثم سمعته و هو مول يضرب فخذيه يقول وَ كانَ الْإِنْسانُ يعني علي بن أبي طالب ع أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا يعني متكلما بالحق و الصدق و قال لرأس الجالوت لما قال له لم تلبثوا بعد نبيكم إلا ثلاثين سنة حتى ضرب بعضكم وجه بعض بالسيف فقال ع و أنتم لم تجف أقدامكم من ماء البحر حتى قلتم لموسى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ و أرسل إليه أهل البصرة كليبا الجرمي بعد يوم الجمل ليزيل الشبهة عنهم في أمره فذكر له ما علم أنه على الحق ثم قال له بايع فقال إني رسول القوم فلا أحدث حدثا حتى أرجع إليهم فقال أ رأيت لو أن الذين وراءك بعثوك رائدا تبتغي لهم مساقط الغيث فرجعت إليهم فأخبرتهم عن الكلاء و الماء قال فامدد إذا يدك قال كليب فو الله ما استطعت أن أمتنع عند قيام الحجة علي فبايعته و قوله ع أول معرفة الله توحيده و أصل توحيده نفي الصفات عنه إلى آخر الخبر
و ما أطنب المتكلمون في الأصول إنما هو زيادة لتلك الجمل و شرح لتلك الأصول فالإمامية يرجعون إلى الصادق ع و هو إلى آبائه و المعتزلة و الزيدية يرويه لهم القاضي عبد الجبار بن أحمد عن أبي عبد الله الحسين البصري و أبي إسحاق عباس عن أبي هاشم الجبائي عن أبيه أبي علي عن أبي يعقوب الشحام عن أبي الهذيل العلاف عن أبي عثمان الطويل عن واصل بن عطاء عن أبي هاشم عبد الله بن محمد بن علي عن أبيه محمد بن الحنفية عنه ع الوراق القمي
علي لهذا الناس قد بين الذي هم اختلفوا فيه و لم يتوجمعلي أعاش الدين وفاه حقه و لولاه ما أفضي إلى عشر درهم
. و منهم النحاة و هو واضع النحو لأنهم يروونه عن الخليل بن أحمد بن عيسى بن عمرو الثقفي عن عبد الله بن إسحاق الحضرمي عن أبي عمرو بن العلاء عن ميمون الأقرن عن عنبسة الفيل عن أبي الأسود الدؤلي عنه ع و السبب في ذلك أن قريشا كانوا يزوجون بالأنباط فوقع فيما بينهم أولاد ففسد لسانهم حتى أن بنتا لخويلد الأسدي كانت متزوجة في الأنباط فقالت إن أبوي مات و ترك علي مال كثير فلما رأوا فساد لسانها أسس النحو.
و روي أن أعرابيا سمع من سوقي يقرأ إن الله بريء من المشركين و رسوله فشج رأسه فخاصمه إلى أمير المؤمنين ع فقال له في ذلك فقال إنه كفر بالله في قراءته فقال ع إنه لم يتعمد بذلك
و روي أن أبا الأسود كان في بصره سوء و له بنية تقوده إلى علي ع فقالت يا أبتاه ما أشد حر الرمضاء تريد التعجب فنهاها عن مقالها فأخبر أمير المؤمنين ع بذلك فأسس
و روي أن أبا الأسود كان يمشي خلف جنازة فقال له رجل من المتوفي فقال الله ثم إنه أخبر عليا ع بذلك فأسس
فعلى أي وجه كان دفعه إلى أبي الأسود و قال ما أحسن هذا النحو احش له بالمسائل فسمي نحوا قال ابن سلام كانت الرقعة الكلام ثلاثة أشياء اسم و فعل و حرف جاء لمعنى فالاسم ما أنبأ عن المسمى و الفعل ما أنبأ عن حركة المسمى و الحرف ما أوجد معنى في غيره و كتب علي بن أبو طالب فعجزوا عن ذلك فقالوا أبو طالب اسمه لا كنيته و قالوا هذا تركيب مثل حضرموت و قال الزمخشري في الفائق ترك في حال الجر على لفظه في حال الرفع لأنه اشتهر بذلك و عرف فجرى مجرى المثل الذي لا يغير. و منهم الخطباء و هو أخطبهم أ لا ترى إلى خطبة مثل التوحيد و الشقشقية و الهداية و الملاحم و اللؤلؤة و الغراء و القاصعة و الافتخار و الأشباح و الدرة اليتيمة و الأقاليم و الوسيلة و الطالوتية و القصبية و النخيلية و السلمانية و الناطقة و الدامغة و الفاضحة بل إلى نهج البلاغة عن الشريف الرضي و كتاب خطب أمير المؤمنين عن إسماعيل بن مهران السكوني عن زيد بن وهب أيضا قال الرضي كان أمير المؤمنين ع شرع الفصاحة و موردها و منشأ البلاغة و مولدها و منه ظهر مكنونها و عنه أخذت قوانينها.
الجاحظ في كتاب الغرة كتب علي إلى معاوية غرك عزك فصار قصار ذلك ذلك فاخش فاحش فعلك فعلك تهدا بهذا
و قال ع من آمن أمن
و روى الكلبي عن أبي صالح و أبو جعفر بن بابويه بإسناده عن الرضا عن آبائه ع أنه اجتمعت الصحابة فتذاكروا أن الألف أكثر دخولا في الكلام فارتجل ع الخطبة المونقة التي أولها حمدت من عظمت منته و سبغت نعمته و سبقت رحمته و تمت كلمته و نفذت مشيته و بلغت قضية إلى آخرها ثم ارتجل إلى خطبة أخرى من غير النقط التي أولها الحمد لله أهل الحمد و مأواه و له أوكد الحمد و أحلاه و أسرع الحمد و أسراه و أطهر الحمد و أسماه و أكرم الحمد و أولاه إلى آخرها و قد أوردتهما في المخزون المكنون و من كلامه تخففوا تلحقوا فإنما ينتظر بأولكم آخركم و قوله و من يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم بيد واحدة و يقبض منهم عنه أيد كثيرة و من تلن حاشيته يستدم من قومه المودة و قوله من جهل شيئا عاداه مثله بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ و قوله المرء مخبوء تحت لسانه فإذا تكلم ظهر مثله وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ و قوله قيمة كل امرئ ما يحسن مثله إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ و قوله القتل يقل القتل مثله وَ لَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ
و منهم الشعراء و هو أشعرهم الجاحظ في كتاب البيان و التبيين و في كتاب فضائل بني هاشم أيضا و البلاذري في أنساب الأشراف أن عليا أشعر الصحابة و أفصحهم و أخطبهم و أكتبهم تاريخ البلاذري كان أبو بكر يقول الشعر و عمر يقول الشعر و عثمان يقول الشعر و كان علي أشعر الثلاثة. و منهم العروضيون و من داره خرجت العروض روي أن الخليل بن أحمد أخذ رسم العروض عن رجل من أصحاب محمد بن علي الباقر أو علي بن الحسين ع فوضع لذلك أصولا. و منهم أصحاب العربية و هو أحكمهم
ابن الحريري البصري في درة الغواص و ابن فياض في شرح الأخبار أن الصحابة قد اختلفوا في الموءودة فقال لهم علي ع إنها لا تكون موءودة حتى يأتي عليها التارات السبع فقال له عمر صدقت أطال الله بقاك أراد بذلك المبينة في قوله وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ الآية فأشار أنه إذا استهل بعد الولادة ثم دفن فقد وأد
و منهم الوعاظ و ليس لأحد من الأمثال و العبر و المواعظ و الزواجر ما له نحو قوله من زرع العدوان حصد الخسران من ذكر المنية نسي الأمنية من قعد به العقل قام به الجهل يا أهل الغرور ما ألهجكم بدار خيرها زهيد و شرها عتيد و نعيمها مسلوب و عزيزها منكوب و مسالمها محروب و مالكها مملوك و تراثها متروك و صنف عبد الواحد الآمدي غرر الحكم من كلامه ع. و منهم الفلاسفة و هو أرجحهم
قال ع أنا النقطة أنا الخط أنا الخط أنا النقطة أنا النقطة و الخط
فقال جماعة إن القدرة هي الأصل و الجسم حجابه و الصورة حجاب الجسم لأن النقطة هي الأصل و الخط حجابه و مقامه و الحجاب غير الجسد الناسوتي.
و سئل ع عن العالم العلوي فقال صور عارية من المواد عالية عن القوة و الاستعداد تجلى لها فأشرقت و طالعها فتلألأت و ألقي في هويتها مثاله فأظهر عنها أفعاله و خلق الإنسان ذا نفس ناطقة إن زكاها بالعلم فقد شابهت جواهر أوائل عللها و إذا اعتدل مزاجها و فارقت الأضداد فقد شارك بها السبع الشداد
أبو علي سينا لم يكن شجاعا فيلسوفا قط إلا علي ع. الشريف الرضي من سمع كلامه لا يشك أنه كلام من قبع في كسر بيت أو انقطع في سفح جبل لا يسمع إلا حسه و لا يرى إلا نفسه و لا يكاد يوقن بأنه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه فيقط الرقاب و يجدل الأبطال و يعود به ينطف دما و يقطر مهجا و هو مع ذلك زاهد الزهاد و بدل الأبدال و هذه من فضائله العجيبة و خصائصه التي جمع بها بين الأضداد. و منهم المهندسون و هو أعلمهم
حفص بن غالب مرفوعا قال بينا رجلان جالسان في زمن عمر إذ مر بهما عبد مقيد فقال أحدهما إن لم يكن في قيده كذا و كذا فامرأته طالق ثلاثا و حلف الآخر بخلاف مقاله فسئل مولى العبد أن يحل قيده حتى يعرف وزنه فأبى فارتفعا إلى عمر فقال لهما اعتزلا نساءكما و بعث إلى علي ع و سأله عن ذلك فدعا بإجانة فأمر الغلام أن يجعل رجله فيها ثم أمر أن يصب الماء حتى غمر القيد و الرجل ثم علم في الإجانة علامة و أمره أن يرفع قيده عن ساقه فنزل الماء عن العلامة فدعا بالحديد فوضعه في الإجانة حتى تراجع الماء إلى موضعه ثم أمر أن يوزن الماء فوزن فكان وزنه بمثل وزن القيد و أخرج القيد فوزن فكان مثل ذلك فعجب عمر التهذيب قال رجل لأمير المؤمنين ع إني حلفت أن أزن الفيل فقال لم تحلفون بما لا تطيقون فقال قد ابتليت فأمر ع بقرقور فيه قصب فأخرج منه قصب كثير ثم علم صبغ الماء بقدر ما عرف صبغ الماء قبل أن يخرج القصب ثم صير الفيل فيه حتى رجع إلى مقداره الذي كان انتهى إليه صبغ الماء أولا ثم أمر بوزن القصب الذي أخرج فلما وزن قال هذا وزن الفيل و يقال وضع كلكا و عمل المجداف و أجرى على الفرات أيام صفين
و منهم المنجمون و هو أكيسهم
سعيد بن جبير أنه استقبل أمير المؤمنين ع دهقان و في رواية قيس بن سعد أنه مرخان بن شاسوا استقبله من المدائن إلى جسر بوزان فقال له يا أمير المؤمنين تناحست النجوم الطالعات و تناحست السعود بالنحوس فإذا كان مثل هذا اليوم وجب على الحكيم الاختفاء و يومك هذا يوم صعب قد اقترن فيه كوكبان و انكفأ فيه الميزان و انقدح من برجك النيران و ليس الحرب لك بمكان فقال أمير المؤمنين ع أيها الدهقان المنبئ بالآثار المخوف من الأقدار ما كان البارحة صاحب الميزان و في أي برج كان صاحب السرطان و كم الطالع من الأسد و الساعات في الحركات و كم بين السراري و الزراري قال سأنظر في الأسطلاب فتبسم أمير المؤمنين ع و قال له ويلك يا دهقان أنت مسير الثابتات أم كيف تقضي على الجاريات و أين ساعات الأسد من المطالع و ما الزهرة من التوابع و الجوامع و ما دور السراري المحركات و كم قدر شعاع المنيرات و كم التحصيل بالغدوات فقال لا علم لي بذلك يا أمير المؤمنين فقال له يا دهقان هل نتج علمك أن انتقل بيت ملك الصين و احترقت دور بالزنج و خمد بيت نار فارس و انهدمت منارة الهند و غرقت سرانديب و انقض حصن الأندلس و نتج بترك الروم بالرومية و في رواية البارحة وقع بيت بالصين و انفرج برج ماجين و سقط سور سرانديب و انهزم بطريق الروم بإرمينية و فقد ديان اليهود نائله و هاج النمل بوادي النمل و هلك ملك إفريقية أ كنت عالما بهذا قال لا يا أمير المؤمنين و في رواية أظنك حكمت باختلاف المشتري و زحل إنما أنارا لك في الشفق و لاح لك شعاع المريخ في السحر و اتصل جرمه بجرم القمر ثم قال البارحة سعد سبعون ألف عالم و ولد في كل عالم سبعون ألفا و الليلة يموت مثلهم و أومأ بيده إلى سعد بن مسعدة الخارجي و كان جاسوسا للخوارج في عسكره فظن الملعون أنه يقول خذوه فأخذ بنفسه فمات فخر الدهقان ساجدا فلما أفاق قال أمير المؤمنين ع أ لم أروك من عين التوفيق فقال بلى فقال أنا و صاحبي لا شرقيون و لا غربيون نحن ناشئة القطب و أعلام الفلك أما قولك انقدح من برجك النيران و ظهر منه السرطان فكان الواجب أن تحكم به لي لا علي أما نوره و ضياؤه فعندي و أما حريقه و لهبه فذهب عني و هذه مسألة عقيمة احسبها إن كنت حاسبا فقال الدهقان أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا ص رسول الله و أنك علي ولي الله
و منهم الحساب و هو أوفرهم نصيبا ابن أبي ليلى أن رجلين تغذيا في سفر و مع أحدهما خمسة أرغفة و مع الآخر ثلاثة و ساق الحديث إلى آخر ما سيأتي في باب قضاياه ع. و منهم أصحاب الكيمياء و هو أكثرهم حظا
سئل أمير المؤمنين ع عن الصنعة فقال هي أخت النبوة و عصمة المروة و الناس يتكلمون فيها بالظاهر و إني لأعلم ظاهرها و باطنها هي و الله ما هي إلا ماء جامد و هواء راكد و نار جائلة و أرض سائلة و سئل ع في أثناء خطبته هل الكيمياء تكون فقال الكيمياء كان و هو كائن و سيكون فقيل من أي شيء هو فقال إنه من الزيبق الرجراج و الأسرب و الزاج و الحديد المزعفر و زنجار النحاس الأخضر الحبور إلا توقف على عابرهن فقيل فهمنا لا يبلغ إلى ذلك فقال اجعلوا البعض أرضا و اجعلوا البعض ماء و افلجوا الأرض بالماء و قد تم فقيل زدنا يا أمير المؤمنين فقال لا زيادة عليه فإن الحكماء القدماء ما زادوا عليه كيما يتلاعب به الناس
و منهم الأطباء و هو أكثرهم فطنة
أبو عبد الله ع كان أمير المؤمنين ع يقول إذا كان الغلام ملتاث الإزرة صغير الذكر ساكن النظر فهو ممن يرجى خيره و يؤمن شره و إذا كان الغلام شديد الإزرة كبير الذكر حاد النظر فهو ممن لا يرجى خيره و لا يؤمن شره
و عنه ع أنه قال يعيش الولد لستة أشهر و لسبعة و لتسعة و لا يعيش لثمانية أشهر
و عنه ع لبن الجارية و بولها يخرج من مثانة أمها و لبن الغلام يخرج من العضدين و المنكبين
و عنه ع يشب الصبي كل سنة أربع أصابع بأصابع نفسه و سأل رجل أمير المؤمنين ع عن الولد ما باله تارة يشبه أباه و أمه و تارة يشبه خاله و عمه و قال للحسن ع أجبه فقال ع أما الولد فإن الرجل إذا أتى أهله بنفس ساكنة و جوارح غير مضطربة اعتلجت النطفتان كاعتلاج المتنازعين فإن علت نطفة الرجل نطفة المرأة جاء الولد يشبه أباه و إن علت نطفة المرأة نطفة الرجل أشبه أمه و إذا أتاها بنفس مزعجة و جوارح مضطربة غير ساكنة اضطربت النطفتان فسقطتا عن يمنة الرحم و يسرته فإن سقطت عن يمنة الرحم سقطت على عروق الأعمام و العمات فيشبه أعمامه و عماته و إن سقطت عن يسرة الرحم سقطت على عروق الأخوال و الخالات فشبه أخواله و خالاته فقام الرجل و هو يقول الله أعلم حيث يجعل رسالته و روي أنه كان الخضر ع و سئل النبي ص كيف تؤنث المرأة و كيف يذكر الرجل قال يلتقي الماءان فإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت و إن علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت
و منهم من تكلم في علم المعاملة على طريق الصوفية و هم يعترفون أنه الأصل في علومهم و لا يوجد لغيره إلا اليسير حتى قالت مشايخهم لو تفرغ إلى إظهار ما علم من علومنا لاغنا في هذا الباب
و من فرط حكمته ما روي عن أسامة بن زيد و أبي رافع في خبر أن جبرئيل ع نزل على النبي ص فقال يا محمد أ لا أبشرك بخبيئة لذريتك فحدثه بشأن التوراة و قد وجدها رهط من أهل اليمن بين حجرين أسودين و سماهم له فلما قدموا على رسول الله ص قال لهم كما أنتم حتى أخبركم بأسمائكم و أسماء آبائكم و أنكم وجدتم التوراة و قد جئتم بها معكم فدفعوها له و أسلموا فوضعها النبي ص عند رأسه ثم دعا الله باسمه فأصبحت عربية ففتحها و نظر فيها ثم دفعها إلى علي بن أبي طالب ع و قال هذا ذكر لك و لذريتك من بعدي
أمير المؤمنين ع في قوله وَ رُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَ رُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ بعث الله نبيا أسود لم يقص علينا قصته
و من وفور علمه أنه عبر منطق الطير و الوحوش و الدواب
زرارة عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ كما علمه سليمان بن داود كل دابة في بر أو بحر
ابن عباس قال قال علي ع نقيق الديك اذكروا الله يا غافلين و صهيل الفرس اللهم انصر عبادك المؤمنين على عبادك الكافرين و نهيق الحمار أن يلعن العشارين و ينهق في عين الشيطان و نقيق الضفدع سبحان ربي المعبود المسبح في لجج البحار و أنين القبرة اللهم العن مبغضي آل محمد
و روي عن سعد بن طريف عن الصادق ع و روى أبو أمامة الباهلي كلاهما عن النبي ص في خبر طويل و اللفظ لأبي أمامة أن الناس دخلوا النبي ص و هنئوه بمولوده الحسين ع ثم قام رجل في وسط الناس فقال بأبي أنت و أمي يا رسول الله رأينا من علي عجبا في هذا اليوم قال و ما رأيتم قال أتيناك لنسلم عليك و نهنئك بمولودك الحسين ع فحجبنا عنك و أعلمنا أنه هبط عليه مائة ألف ملك و أربعة و عشرون ألف ملك فعجبنا من إحصائه و عده الملائكة فقال النبي ص و أقبل بوجهه عليه متبسما ما علمك أنه هبط علي مائة و أربعة و عشرون ألف ملك قال بأبي أنت و أمي يا رسول الله سمعت مائة ألف لغة و أربعة و عشرين ألف لغة فعلمت أنهم مائة و أربعة و عشرون ألف ملك قال زادك الله علما و حلما يا أبا الحسن
الفائق عن الزمخشري أنه سئل شريح عن امرأة طلقت فذكرت أنها حاضت ثلاث حيض في شهر واحد فقال شريح إن شهدت ثلاث نسوة من بطانة أهلها أنها كانت تحيض قبل أن طلقت في كل شهر فالقول قولها فقال علي ع قالون أي أصبت بالرومية و هذا إذا اتهمت المرأة
بصائر الدرجات عن سعد القمي أن أمير المؤمنين ع حين أتى أهل النهر نزل قطفتا فاجتمع إليه أهل بادوريا فشكوا ثقل خراجهم و كلموه بالنبطية و أن لهم جيرانا أوسع أرضا منهم و أقل خراجا فأجابهم بالنبطية زعرا و طاته من زعراربا معناه دخن صغير خير من دخن كبير
و روي أنه قال ع لابنة يزدجرد ما اسمك قالت جهانبانويه فقال بل شهربانويه أجابها بالعجمية
و إنه قد فسر صوت الناقوس ذكره صاحب مصباح الواعظ و جمهور أصحابنا عن الحارث الأعور و زيد و صعصعة ابني صوحان و البراء بن سبرة و الأصبغ بن نباتة و جابر بن شرجيل و محمود بن الكواء أنه قال ع يقول سبحان الله حقا حقا إن المولى صمد يبقى يحلم عنا رفقا رفقا لو لا حلمه كنا نشقى حقا حقا صدقا صدقا إن المولى يسائلنا و يوافقنا و يحاسبنا يا مولانا لا تهلكنا و تداركنا و استخدمنا و استخلصنا حلمك عنا قد جرأنا يا مولانا عفوك عنا إن الدنيا قد غرتنا و اشتغلتنا و استهوتنا و استلهتنا و استغوتنا يا ابن الدنيا جمعا جمعا يا ابن الدنيا مهلا مهلا يا ابن الدنيا دقا دقا وزنا وزنا تفنى الدنيا قرنا قرنا ما من يوم يمضي عنا إلا تهوى منا ركنا قد ضيعنا دارا تبقى و استوطنا دارا تفنى تفنى الدنيا قرنا قرنا قرنا قرنا كلا موتا كلا موتا كلا موتا كلا دفنا كلا فيها موتا نقلا نقلا دفنا دفنا يا ابن الدنيا مهلا مهلا زن ما يأتي وزنا وزنا لو لا جهلي ما إن كانت عندي الدنيا إلا سجنا خيرا خيرا شرا شرا شيئا شيئا حزنا حزنا ما ذا من ذا كم ذا أم ذا هذا أسنى ترجو تنجو تخشى تردى عجل قبل الموت الوزنا ما من يوم يمضي عنا إلا أوهن منا ركنا إن المولى قد أنذرنا أنا نحشر غرلا بهما قال ثم انقطع صوت الناقوس فسمع الديراني ذلك و أسلم و قال إني وجدت في الكتاب أن في آخر الأنبياء من يفسر ما يقول الناقوس
أجمعوا على أن خيرة الله من خلقه هم المتقون لقوله إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ ثم أجمعوا على أن خيرة المتقين الخاشعون لقوله وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ إلى قوله مُنِيبٍ ثم أجمعوا على أن أعظم الناس خشية العلماء لقوله إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ و أجمعوا على أن أعلم الناس أهداهم إلى الحق و أحقهم أن يكون متبعا و لا يكون تابعا لقوله يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ و أجمعوا على أن أعلم الناس بالعدل أدلهم عليه و أحقهم أن يكون متبعا و لا يكون تابعا لقوله أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فدل كتاب الله و سنة نبيه و إجماع الأمة على أن أفضل هذه الأمة بعد نبيها علي ع. بيان اعلم أن دأب أصحابنا رضي الله عنهم في إثبات فضائله صلوات الله عليه الاكتفاء بما نقل عن كل فرقة من الانتساب إليه ع لبيان أنه كان مشهورا في العلم مسلما في الفضل عند جميع الفرق و إن لم يكن ذلك ثابتا بل و إن كان خلافه عند الإمامية ظاهرا كانتساب الأشعرية و أبي حنيفة و أضرابهم إليه فإن مخالفتهم له ع أظهر من تباين الظلمة و النور و من ذلك ما نقله ابن شهرآشوب رحمه الله من كلامه في الفلسفة فإن غرضه أن هؤلاء أيضا ينتمون إليه و يروون عنه و إلا فلا يخفى على من له أدنى تتبع في كلامه ع أن هذا الكلام لا يشبه شيئا من غرر حكمه و أحكامه بل لا يشبه كلام أصحاب الشريعة بوجه و إنما أدرجت فيه مصطلحات المتأخرين و هل رأيت في كلام أحد من الصحابة و التابعين أو بعض الأئمة الراشدين لفظ الهيولى أو المادة أو الصورة أو الاستعداد أو القوة و العجب أن بعض أهل دهرنا ممن ضل و أضل كثيرا يتمسكون في دفع ما يلزم عليهم من القول بما يخالف ضرورة الدين إلى أمثال هذه العبارات و هل هو إلا كمن يتعلق بنسج العنكبوت للعروج إلى أسباب السماوات أ و لا يعلمون أن ما يخالف ضرورة الدين و لو ورد بأسانيد جمة لكان مؤولا أو مطروحا مع أن أمثال ذلك لا ينفعهم فيما هم بصدده من تخريب قواعد الدين هدانا الله و إياهم إلى سلوك مسالك المتقين و نجانا و جميع المؤمنين من فتن المضلين. و قال الفيروزآبادي قبع الرجل في قميصه دخل و تخلف عن أصحابه و الكسر بالكسر أسفل شقة البيت التي تلي الأرض من حيث يكسر جانباه عن يمينك و يسارك و الالتياف الالتفاف و الاسترخاء و الإزرة هيئة الائتزار فالمعنى من لا يجود شد الإزار بحيث يعجب به الناس أو كناية عن دقة الوسط و عدم ضخامته و في نسخ الكافي بالدال المهملة و الأدرة نفخة في الخصية فهو كناية عن عظمها و استرسالها أو عن الأخير فقط
55- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ تفسير يوسف القطان عن وكيع عن الثوري عن السدي قال كنت عند عمر بن الخطاب إذ أقبل كعب بن الأشرف و مالك بن الصيفي و حيي بن أخطب فقالوا إن في كتابكم وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إذا كان سعة جنة واحدة كسبع سماوات و سبع أرضين فالجنان كلها يوم القيامة أين يكون فقال عمر لا أعلم فبينما هم في ذلك إذ دخل علي ع فقال في أي شيء أنتم فالتفت اليهودي و ذكر المسألة فقال ع لهم خبروني من النهار إذا أقبل الليل أين يكون و الليل إذا أقبل النهار أين يكون فقال له في علم الله يكون قال علي ع كذلك الجنان تكون في علم الله فجاء علي ع إلى النبي ص و أخبره بذلك فنزل فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ
بيان لعل المعنى كما أن الله يوجد النور و الظلمة في كل يوم و ليل فكذلك يخلق الأمكنة بعد إيجاد الجنان و قد تكلمنا في حل الشبهة في كتاب المعاد
56- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ جابر و ابن عباس أن أبي بن كعب قرأ عند النبي ص وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً فقال النبي ص لقوم عنده و فيهم أبو بكر و عبيدة و عمر و عثمان و عبد الرحمن قولوا الآن ما أول نعمه أعزكم الله بها و بلاكم بها فخاضوا من المعاش و الرياش و الذرية و الأزواج فلما أمسكوا قال يا أبا الحسن قل فقال ع إن الله خلقني و لم أك شيئا مذكورا و أن أحسن بي فجعلني حيا لا مواتا و أن أنشأني فله الحمد في أحسن صورة و أعدل تركيب و أن جعلني متفكرا واعيا لا أبله ساهيا و أن جعل لي شواعر أدرك بها ما ابتغيت و جعل في سراجا منيرا و أن هداني لدينه و لن يضلني عن سبيله و أن جعل لي مردا في حياة لا انقطاع لها و أن جعلني ملكا مالكا لا مملوكا و أن سخر لي سماءه و أرضه و ما فيهما و ما بينهما من خلقه و أن جعلنا ذكرانا قواما على حلائلنا لا إناثا و كان رسول الله ص يقول في كل كلمة صدقت ثم قال فما بعد هذا فقال علي ع وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها فتبسم رسول الله ص و قال ليهنئك الحكمة ليهنئك العلم يا أبا الحسن أنت وارث علمي و المبين لأمتي ما اختلفت فيه من بعدي الخبر
الحلية أبو صالح الحنفي عن علي ع قال قلت يا رسول الله أوصني قال قل ربي الله ثم استقم قال قلت ربي الله وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ فقال ص ليهنئك العلم يا أبا الحسن لقد شربت العلم شربا و نهلته نهلا
فضائل أحمد إسماعيل بن عياش بإسناده عن علي ع قضى في عهد رسول الله ص فأعجب رسول الله ص فقال الحمد لله الذي جعل الحكمة فينا أهل البيت
إيضاح و نهلته أي شربته أولا أو بالتشديد أي جعلته منهلا يرد الناس عليه قال الجوهري المنهل المورد و هو عين ماء ترده الإبل في المراعي و النهل الشرب الأول و قد نهل بالكسر و أنهلته أنا لأن الإبل تسقى في أول الورد فترد إلى العطن ثم تسقى الثانية و هي العلل فترد إلى المرعى
57- جا، ]المجالس للمفيد[ علي بن بلال عن علي بن عبد الله عن الثقفي عن القتاد عن علي بن هاشم عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال سمعت يحيى ابن أم الطويل يقول سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يقول ما بين لوحي المصحف من آية إلا و قد علمت فيمن نزلت و أين نزلت في سهل أو جبل و إن بين جوانحي لعلما جما فاسألوني قبل أن تفقدوني فإنكم إن فقدتموني لم تجدوا من يحدثكم مثل حديثي
58- فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال كنت عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في بعض غزواته فمررنا بواد مملوء نملا فقلت يا أمير المؤمنين ترى يكون أحد من خلق الله تعالى يعلم عدد هذا النمل قال نعم يا عمار أنا أعرف رجلا يعلم عدده و كم فيه ذكر و كم فيه أنثى فقلت من ذلك الرجل يا مولاي فقال يا عمار ما قرأت في سورة يس وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ فقلت بلى يا مولاي فقال أنا ذلك الإمام المبين
59- فض، ]كتاب الروضة[ عن ابن عباس قال قال رسول الله ص أتاني جبرئيل بدرنوك من درانيك الجنة فجلست عليه فلما صرت بين يدي ربي فكلمني و ناجاني فما علمت من الأشياء شيئا إلا علمته ابن عمي علي بن أبي طالب ع فهو باب مدينة علمي ثم دعاه النبي ص فقال يا علي سلمك سلمي و حربك حربي و أنت العلم فيما بيني و بين أمتي بعدي
60- فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ بالإسناد يرفعه إلى عبد الملك بن سليمان وجد في قبر الزمازمي رق فيه مكتوب تاريخه ألف و مائتا سنة بالخط السريانية و تفسيره بالعربية قال لما وقعت المشاجرة بين موسى بن عمران و الخضر ع في قوله عز و جل في سورة الكهف في قصة السفينة و الغلام و الجدار و رجع إلى قومه فسأله أخوه هارون عما استعلمه من الخضر فقال علم لا يضر جهله و لكن كان ما هو أعجب من ذلك قال و ما أعجب من ذلك قال بينما نحن على شاطئ البحر وقوف إذا قد أقبل طائر على هيئة الخطاف فنزل على البحر فأخذ بمنقاره فرمى به إلى الشرق ثم أخذ ثانية فرمى به إلى الغرب ثم أخذ ثالثة فرمى به إلى الجنوب ثم أخذ رابعة فرمى به إلى الشمال ثم أخذ فرمى به إلى السماء ثم أخذ فرمى به إلى الأرض ثم أخذ مرة أخرى فرمى به إلى البحر ثم جعل يرفرف و طار فبقينا متحيرين لا نعلم ما أراد الطائر بفعله فبينما نحن كذلك إذ بعث الله علينا ملكا في صورة آدمي فقال ما لي أراكم متحيرين قلنا فيما أراد الطائر بفعله قال ما تعلمان ما أراد قلنا الله أعلم قال إنه يقول و حق من شرق الشرق و غرب الغرب و رفع السماء و دحا الأرض ليبعثن الله في آخر الزمان نبيا اسمه محمد ص له وصي اسمه علي ع علمكما جميعا في علمهما مثل هذه القطرة في هذا البحر
61- كشف، ]كشف الغمة[ من مناقب الخوارزمي عن علي ع قال بعثني رسول الله ص إلى اليمن فقلت تبعثني و أنا شاب أقضي بينهم و لا أدري بالقضاء فضرب في صدري و قال اللهم اهد قلبه و ثبت لسانه قال فو الذي فلق الحبة ما شككت بعد في قضاء بين اثنين
و قد ذكره النسائي و ساقه في صحيحه و قد ذكره أحمد بن حنبل في مسنده قال علي ع بعثني رسول الله ص إلى اليمن و أنا حدث السن قال قلت تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث و لا علم لي بالقضاء قال إن الله سيهدي لسانك و يثبت قلبك فما شككت في قضاء بين اثنين بعد
و من المناقب عن علي بن أبي طالب ع قال قلت يا رسول الله أوصني قال قل ربي الله ثم استقم فقلتها و زدت وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ فقال ليهنئك العلم يا أبا الحسن لقد شربت العلم شربا و نهلته نهلا
و منه قال علي ع و الله ما نزلت آية إلا و قد علمت فيم أنزلت و أين أنزلت إن ربي وهب لي قلبا عقولا و لسانا سئولا
و منه عن أبي البختري قال رأيت عليا ع صعد المنبر بالكوفة و عليه مدرعة كانت لرسول الله ص متقلدا بسيف رسول الله ص متعمما بعمامة رسول الله ص في إصبعه خاتم رسول الله ص فقعد على المنبر و كشف عن بطنه فقال سلوني قبل أن تفقدوني فإنما بين الجوانح مني علم جم هذا سقط العلم هذا لعاب رسول الله ص هذا ما زقني رسول الله ص زقا من غير وحي أوحي إلي فو الله لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم و لأهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الله التوراة و الإنجيل فيقول صدق علي قد أفتاكم بما أنزل في وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ
و من مسند أحمد من حديث معقل بن يسار أن النبي ص قال لفاطمة أ لا ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما و أكثرهم علما و أعظمهم حلما
و نقلت مما خرجه صديقنا العز المحدث الحنبلي قال النبي ص أقضاكم علي
و قال ابن عباس لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم و ايم الله لقد شاركهم في العشر العاشر
و قال أبو الطفيل شهدت عليا يخطب و هو يقول سلوني فو الله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به و اسألوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلا و أنا أعلم أ بليل نزلت أم نهار أم في سهل أم في جبل
و رواه أبو المؤيد في مناقبه أيضا
و قيل لعطاء أ كان في أصحاب محمد ص أحد أعلم من علي قال لا و الله ما أعلمه
و قال عمر بن سعيد قلت لعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة يا عم لم كان صغي الناس إلى علي فقال يا ابن أخي إن عليا كان له ما شئت من ضرس قاطع في العلم و كان له السلطة في العشيرة و القدم في الإسلام و الصهر لرسول الله ص و الفقه في السنة و النجدة في الحرب و الجود في الماعون
و قالت عائشة علي أعلم الناس بالسنة
و من مناقب أبي المؤيد عن ابن عباس قال خطبنا عمر فقال علي أقضانا و أبي أقرؤنا
و من المناقب عن ابن عباس قال العلم ستة أسداس لعلي من ذلك خمسة أسداس و للناس سدس و لقد شاركنا في السدس حتى لهو أعلم به منا
و عن ابن عباس أيضا مثله
و منه قال أخبرني سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه مرفوعا إلى سلمان عن النبي ص أنه قال أعلم أمتي بعدي علي بن أبي طالب ع
و بالإسناد عن شهردار يرفعه إلى عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله ص قسمت الحكمة على عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة و الناس جزءا واحدا
و رواه الحافظ في الحلية أيضا
و منه عن عبد الله قال قرأت على رسول الله ص سبعين سورة و ختمت القرآن على خير الناس علي بن أبي طالب ع
و منه عن عبد خير عن علي قال لما قبض رسول الله ص أقسمت أو حلفت لا أضع ردائي عن ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين فما وضعت ردائي عن ظهري حتى جمعت القرآن
و من المناقب أن عمر أتي بامرأة وضعت لستة أشهر فهم برجمها فبلغ ذلك عليا فقال ليس عليها رجم فبلغ ذلك عمر فأرسل إليه يسأل فقال علي ع وَ الْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ و قال وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً فستة أشهر حمله و حولان تمام لا حد عليها و لا رجم عليها قال فخلى عنها
و منه عن سعيد بن المسيب قال سمعت عمر يقول اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب حيا
و منه عن محمد بن خالد الضبي قال خطبهم عمر بن الخطاب فقال لو صرفناكم عما تعرفون إلى ما تذكرون ما كنتم صانعين قال فأرموا قال ذلك ثلاثا فقام علي ع فقال إذا كنا نستتيبك فإن تبت قبلناك قال و إن لم أتب قال إذا نضرب الذي فيه عيناك فقال الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من إذا اعوججنا أقام أودنا
و هكذا رواه أبو المؤيد الخوارزمي و هو عجيب و فيه خب يظهر لمن تأمله
و قال محمد بن طلحة نقل الحسن بن مسعود البغوي عن أنس أن رسول الله ص لما خصص جماعة من الصحابة كل واحد بفضيلة خصص عليا بعلم القضاء فقال و أقضاهم علي
توضيح قال الفيروزآبادي صغا يصغو صغوا مال و صغاه معك أي ميله و أصغى استمع و قال الجزري فيه فقامت امرأة من سطة النساء أي من أوساطهن حسبا و نسبا و أصل الكلمة الواو و الهاء عوض من الواو كعدة و زنة و قال فيه إنه كان من أوسط قومه أي من أشرفهم و أحسبهم قوله إلى ما تذكرون على بناء المجهول من باب التفعيل و كان غرضه أن يذكرهم ما كانوا عليه من عبادة الأصنام و يصرفهم عن التوحيد إليها و هذا هو الخبء الذي أشار إليه علي بن عيسى و الخبء الشيء المخفي المستور قوله فأرموا بالراء المهملة و الميم المشددة من باب الإفعال أو بالزاي المعجمة و الميم المخففة قال الجزري فيه إنه قال أيكم المتكلم فأزم القوم أي أمسكوا عن الكلام و قال في رمم فأرم القوم أي سكتوا و لم يجيبوا
62- كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن علي بن سليمان الرازي عن الطيالسي عن ابن عميرة عن حكم بن أيمن قال سمعت أبا جعفر ع يقول و الله لقد أوتي علي ع صبيا كما أوتي يحيى بن زكريا الحكم صبيا
63- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه رفعه قال اجتمعت اليهود على رأس الجالوت فقالوا له إن هذا الرجل عالم يعنون أمير المؤمنين ع فانطلق بنا إليه نسأله فأتوه فقيل لهم هو في القصر فانتظروه حتى خرج فقال له رأس الجالوت جئناك نسألك قال سل يا يهودي عما بدا لك فقال أسألك عن ربك متى كان فقال كان بلا كينونة كان بلا كيف كان لم يزل بلا كم و بلا كيف كان ليس له قبل هو قبل القبل بلا قبل و لا غاية و لا منتهى انقطعت عنه الغاية و هو غاية كل غاية فقال رأس الجالوت امضوا بنا فهو أعلم مما يقال فيه
64- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السياري عن محمد بن بكر عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ع أنه قال و الذي بعث محمدا ص بالحق و أكرم أهل بيته ما من شيء يطلبونه من حرز أو حرق أو غرق أو سرق أو إفلات دابة من صاحبها أو ضالة أو آبق إلا و هو في القرآن فمن أراد ذلك فليسألني عنه قال فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عما يؤمن من الحرق و الغرق فقال اقرأ هذه الآيات اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إلى قوله سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ فمن قرأها فقد أمن من الحرق و الغرق قال فقرأها رجل فاضطرمت النار في بيوت جيرانه و بيته وسطها فلم يصبه شيء ثم قام إليه آخر فقال يا أمير المؤمنين إن دابتي استصعبت علي و أنا منها على وجل فقال اقرأ في أذنها اليمنى وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ فقرأها فذلت له دابته و قام إليه رجل آخر فقال يا أمير المؤمنين إن أرضي أرض مسبعة و إن السباع تغشى منزلي و لا تجوز حتى تأخذ فريستها فقال اقرأ لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ فقرأهما الرجل فاجتنبه السباع ثم قام إليه رجل آخر فقال يا أمير المؤمنين إن في بطني ماء أصفر فهل من شفاء فقال نعم بلا درهم و لا دينار و لكن اكتب على بطنك آية الكرسي و تغسلها و تشربها و تجعلها ذخيرة في بطنك فتبرأ بإذن الله عز و جل ففعل الرجل فبرأ بإذن الله تعالى ثم قام إليه آخر فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن الضالة فقال اقرأ يس في ركعتين و قل يا هادي الضالة رد علي ضالتي ففعل فرد الله عز و جل عليه ضالته ثم قام إليه آخر فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن الآبق فقال اقرأ أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ إلى قوله وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ فقالها الرجل فرجع إليه الآبق ثم قام إليه آخر فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن السرق فإنه لا يزال قد يسرق لي الشيء بعد الشيء ليلا فقال اقرأ إذا أويت إلى فراشك تدعو قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما إلى قوله وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً ثم قال أمير المؤمنين ع من بات بأرض قفر فقرأ هذه الآية إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ إلى قوله تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ حرسته الملائكة و تباعدت عنه الشياطين قال فمضى الرجل فإذا هو بقرية خراب فبات فيها فلم يقرأ هذه الآية فتغشاه الشيطان فإذا هو أخذ بخطمه فقال له صاحبه أنظره و استيقظ الرجل فقرأ الآية فقال الشيطان لصاحبه أرغم الله أنفك احرسه الآن حتى يصبح فلما أصبح رجع إلى أمير المؤمنين ع فأخبره و قال رأيت في كلامك الشفاء و الصدق و مضى بعد طلوع الشمس فإذا هو بأثر شعر الشيطان منجرا في الأرض
65- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن موسى عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن عطية بن إسماعيل عن أبي عمارة محمد بن أحمد عن العباس بن يزيد و إسحاق بن إبراهيم جميعا عن ضرار بن صرد عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن الحسن عن أنس قال قال النبي ص علي يبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي
66- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن ناتانة عن علي بن إبراهيم عن جعفر بن سلمة عن الثقفي عن إسماعيل بن بشار عن عبد الله بن بلج المصري عن إبراهيم بن أبي إسحاق المدني عن محمد بن المنكدر قال سمعت أبا أمامة يقول كان علي ع إذا قال شيئا لم نشك فيه و ذلك أنا سمعنا رسول الله ص يقول خازن سري بعدي علي
67- لي، ]الأمالي للصدوق[ أحمد بن محمد الدينوري عن عبد الله بن محمد بن زياد عن أحمد بن منصور عن النضر بن شميل عن عوف بن أبي جميلة عن عبد الله بن عمرو بن هند قال قال علي ع كنت إذا سألت رسول الله ص أعطاني و إذا سكت ابتدأني
68- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عبد الجبار عن عبد الله الحجال عن أبي عبد الله المكي الحذاء عن سوادة بن علي عن بعض رجاله قال قال أمير المؤمنين ع للحارث الأعور و هو عنده هل ترى ما أرى فقال كيف أرى ما ترى و قد نور الله لك و أعطاك ما لم يعط أحدا قال هذا فلان الأول على ترعة من ترع النار يقول يا أبا الحسن استغفر لي لا غفر الله له قال فمكث هنيئة ثم قال يا حارث هل ترى ما أرى فقال و كيف أرى ما ترى و قد نور الله لك و أعطاك ما لم يعط أحدا قال هذا فلان الثاني على ترعة من ترع النار يقول يا أبا الحسن استغفر لي لا غفر الله له
بيان الترعة بالضم الباب
69- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن الحسين بن موسى عن الحسين بن زياد عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال أهدي إلى رسول الله ص دانجوج فيه حب مختلط فجعل رسول الله ص يلقي إلى علي ع حبة و حبة و يسأله أي شيء هذا و يخبره فقال رسول الله ص أما إن جبرئيل أخبرني أن الله علمك اسم كل شيء كما عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها
70- ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن البزنطي عن الحسين بن موسى عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال أهدي إلى رسول الله ص حب و طير مشوي من اليمن فوضعه بين يديه فقال يا علي ما هذه و ما هذه فأخذ علي ع يجيبه عن شيء شيء فقال إن جبرئيل أخبرني أن الله علمك الأسماء كلها كما علم آدم ع
71- البرسي في مشارق الأنوار روى الحسن البصري أن الخضر لما التقى موسى فكان بينهما ما كان جاء عصفور فأخذ قطرة من البحر فوضعها على يد موسى فقال للخضر ما هذا فقال يقول ما علمنا و علم سائر الأولين و الآخرين في علم وصي النبي الأمي إلا كهذه القطرة في هذا البحر
و روى ابن عباس عنه أنه شرح له في ليلة واحدة من حين أقبل ظلامها حتى أسفر صباحها في شرح الباء من بِسْمِ اللَّهِ و لم يتقدم إلى السين و قال لو شئت لأوقرت أربعين بعيرا من شرح بِسْمِ اللَّهِ
72- أقول وجدت في كتاب سليم بن قيس عن أبان عنه قال جلست إلى علي ع بالكوفة في المسجد و الناس حوله فقال سلوني قبل أن تفقدوني سلوني عن كتاب الله فو الله ما نزلت آية من كتاب الله إلا و قد قرأنيها رسول الله ص و علمني تأويلها قال ابن الكواء فما كان ينزل عليه و أنت غائب فقال بل يحفظ ما غبت عنه فإذا قدمت عليه قال لي يا علي أنزل الله بعدك كذا و كذا فيقرئنيه و تأويله كذا و كذا فيعلمنيه
قال أبان قال سليم قلت لابن عباس أخبرني بأعظم ما سمعتم من علي ع ما هو قال سليم فأتاني بشيء قد كنت سمعته أنا من علي ع قال دعاني رسول الله ص و في يده كتاب فقال يا علي دونك هذا الكتاب قلت يا نبي الله ما هذا الكتاب قال كتاب كتبه الله فيه تسمية أهل السعادة و الشقاوة من أمتي إلى يوم القيامة أمرني ربي أن أدفعه إليك
و أقول قال السيد الداماد قدس سره في بعض مؤلفاته رأيت في كتاب قنيس الأنوار في الأوفاق الحرفية و العددية كان علي بن أبي طالب ع يقول بالحروف و العدد و كان أحسب الناس
ثم نقل من كتب الرواية أن يهوديا أتاه ع فقال يا علي أعلمني أي عدد يتصحح منه الكسور التسعة جميعا من غير كسر و كذلك من كل من كسوره التسعة إلا من أربعة فيكون له كل من الكسور التسعة مصححا من غير كسر و لكل من كسوره التسعة كل من الكسور التسعة مصححا من غير كسر إلا الثمن لربعه و الربع لثمنه و السبع لسبعه و التسع لتسعه قال ع إن أعلمتك تسلم قال نعم فقال ع اضرب أسبوعك في شهرك ثم ما حصل لك في أيام سنتك تظفر بمطلوبك فضرب اليهودي سبعة في ثلاثين فكان المرتقى 210- فضرب ذلك في ثلاثمائة و ستين فكان الحاصل 7560- فوجد بغيته فأسلم
و في كتب أصحاب الرواية أنه قالت اليهود لما سمعت قوله سبحانه في شأن أصحاب الكهف وَ لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَ ازْدَادُوا تِسْعاً ما نعرف التسع
ذكرها رهط من المفسرين كالزجاج و غيره أن جماعة من أحبار اليهود أتت المدينة بعد رسول الله ص فقالت ما في القرآن يخالف ما في التوراة إذ ليس في التوراة إلا ثلاثمائة سنين فأشكل الأمر على الصحابة فبهتوا فرفع إلى علي بن أبي طالب ع فقال لا مخالفة إذ المعبر عند اليهود السنة الشمسية و عند العرب السنة القمرية و التوراة نزلت عن لسان اليهود و القرآن العظيم عن لسان العرب و الثلاثمائة من السنين الشمسية ثلاثمائة و تسع من السنين القمرية
و أورده الذي تفلسف في المتأخرين من خفر فارس و كاد يتأله في آخر شرحه لملخص الچغميني في علم الهيئة فقال قالت ليهود ما نعرف تسع سنين حين سمعوا وَ ازْدَادُوا تِسْعاً و قالوا لا يوافق التوراة و وقع إشكال على الصحابة فحله على النهج المذكور الإمام بالحق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع. ثم قال قدس سره تنبيه التحقيق على ما حققناه في علم الهيئة أن السنة القمرية الواسطية ناقصة عن السنة الشمسية الحقيقية بعشرة أيام و إحدى و عشرين ساعة بالتقريب إذا التفاوت بين السنتين على التحقيق عشرة أيام و إحدى و عشرين ساعة و خمس ساعة على قول من يقول بأن سنة الشمسية ثلاثمائة و خمسة و ستون يوما و ربع يوم و عشرة أيام و إحدى و عشرون ساعة و ثلاثة أخماس خمس ساعة على رأي بطلميوس المقرر أن السنة الشمسية ثلاثمائة و خمسة و ستون يوما و خمس ساعات و خمس و خمسون دقيقة و اثنتا عشرة ثانية و عشرة أيام و إحدى و عشرون ساعة إلا دقيقة و ثلاثة أخماس دقيقة من دقائق الساعات على ما ذهب إليه التباني من المتأخرين الذهاب إلى أن السنة الشمسية ثلاثمائة و خمسة و ستون يوما و خمس ساعات و ست و أربعون دقيقة و عشرون ثانية و ذلك مستبين لمن هو ذو دربة في الحساب فإذن ما به المفاوتة بين كل مائة شمسية و مائة سنة قمرية ثلاث سنين قمرية على التقريب و إنما المفاضلة بين ما بالتحقيق و ما بالتقريب بعد جمع الكسور و ضم الكبيسة بما هو بالقرب من عشرين يوما فمائة سنة شمسية ليست على التحقيق إلا مائة سنة و ثلاث سنين قمرية و قريبا من عشرين يوما فإذن الثلاثمائة الشمسيات تزداد على الثلاثمائة القمريات تسعا و قريبا من شهرين و الشهور و لا سيما اليسيرة منها لا تراعى عند ما تحسب السنون الكاملات فما أورده الفاضل المفسر الأعرج النيسابوري في تفسيره أن ذلك شيء تقريبي مما لا رادة له في أثمار التشكك أصلا انتهى. و أقول قد حققنا ذلك في مقام آخر فلا نعيده هنا
73- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ فرات معنعنا عن أبي جعفر ع في قوله تعالى وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ قال هي و الله أذن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع
و قال رسول الله ص ما زلت أسأل الله أن يجعلها أذنك يا علي
و قال أبو جعفر ع الأذن الواعية علي و هو حجة الله على خلقه من أطاعه أطاع الله و من عصاه فقد عصى الله
و كان بريدة رضي الله عنه يقول قال رسول الله ص لعلي ع إن الله أمرني أن أدنيك و لا أقصيك و أن أعلمك و أن تعيه و حق على الله أن تعيه قال و نزلت وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ
74- يف، ]الطرائف[ روى مسلم في صحيحه في أول كراس من جزء منه في النسخة المنقول فيها في تأويل غافِرِ الذَّنْبِ أعني حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ
عن ابن عباس قال كان أمير المؤمنين ع يعرف بها الفتن قال و أراه زاد في الحديث و كل جماعة كانت في الأرض أو تكون في الأرض و من كل قرية كانت أو تكون في الأرض
و روي أن عليا ع قال على المنبر سلوني قبل أن تفقدوني سلوني عن كتاب الله فما من آية إلا و أعلم حيث نزلت بحضيض جبل أو سهل أرض و سلوني عن الفتن فما من فتنة إلا و قد علمت كونها و من يقتل فيها
قال و قد روي عنه نحو هذا كثير و رواه مسلم في صحيحه في الجزء الخامس منه و روى أحمد بن حنبل في مسنده عن سعيد قال لم يكن أحد من أصحاب النبي ص يقول سلوني إلا علي بن أبي طالب ع
و روى ابن المغازلي بإسناده عن ابن عباس قال قال رسول الله ص أتاني جبرئيل ع بدرنوك من الجنة فجلست عليه فلما صرت بين يدي ربي كلمني و ناجاني فما علمني شيئا إلا و علمت عليا فهو باب علم مدينتي ثم دعاه إليه فقال يا علي سلمك سلمي و حربك حربي و أنت العلم بيني و بين أمتي بعدي
أقول روى ابن عبد البر في كتاب الإستيعاب عن جماعة من الرواة و المحدثين قالوا لم يقل أحد من الصحابة سلوني إلا علي بن أبي طالب ع
و قال ابن أبي الحديد روى شيخنا أبو جعفر الإسكافي في كتاب نقض العثمانية عن علي بن الجعد عن ابن شبرمة قال ليس لأحد من الناس أن يقول على المنبر سلوني إلا علي بن أبي طالب ع
75- نهج، ]نهج البلاغة[ و الله لو شئت أن أخبر كل رجل منكم بمخرجه و مولجه و جميع شأنه لفعلت و لكن أخاف أن تكفروا في برسول الله ص ألا و إني مفضيه إلى الخاصة ممن يؤمن ذلك منه و الذي بعثه بالحق و اصطفاه على الخلق ما أنطق إلا صادقا و لقد عهد إلي بذلك كله و بمهلك من يهلك و منجى من ينجو و مال هذا الأمر و ما أبقى شيئا يمر على رأسي إلا أفرغه في أذني و أفضى به إلي أيها الناس إني و الله لا أحثكم على طاعة إلا و أسبقكم إليها و لا أنهاكم عن معصية إلا و أتناهى قبلكم عنها
قال ابن أبي الحديد في قوله إني أخاف أن تكفروا في برسول الله ص أي أخاف عليكم الغلو في أمري و أن تفضلوني على رسول الله ص ثم قال و قد ذكرنا فيما تقدم من إخباره ع عن الغيوب طرفا صالحا و من عجيب ما وقفت عليه من ذلك قوله في الخطبة التي يذكر فيها الملاحم و هو يشير إلى القرامطة ينتحلون لنا الحب و الهوى و يضمرون لنا البغض و القلى و آية ذلك قتلهم وراثنا و هجرهم أحداثنا و صح ما أخبره ع لأن القرامطة قتلت من آل أبي طالب ع خلقا كثيرة و أسماؤهم مذكورة في كتاب مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني و مر أبو طاهر سليمان بن الحسن الجنابي في جيشه بالغري و بالحائر فلم يعرج على واحد منهما و لا دخل و لا وقف و في هذه الخطبة قال و هو يشير إلى السارية التي كان يستند إليها في المسجد الكوفة كأني بالحجر الأسود منصوبا هاهنا ويحهم إن فضيلته ليست في نفسه بل في موضعه و أسه يمكث هاهنا برهة ثم هاهنا برهة و أشار إلى البحرين ثم يعود إلى مأواه و أم مثواه و وقع الأمر في الحجر الأسود بموجب ما أخبر به ع. و قد وقفت له على خطب مختلفة فيها ذكر الملاحم فوجدتها تشتمل على ما يجوز أن ينسب إليه و ما لا يجوز أن ينسب إليه و وجدت في كثير منها اختلالا ظاهرا و هذه المواضع التي أنقلها ليست من تلك الخطب المضطربة بل من كلام له وجدته متفرقا في كتب مختلفة. و من ذلك أن تميم بن أسامة بن زهير بن دريد التميمي اعترضه و هو يخطب على المنبر و يقول سلوني قبل أن تفقدوني فو الله لا تسألوني عن فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلا نبأتكم بناعقها و سائقها و لو شئت لأخبرت كل واحد منكم بمخرجه و مدخله و جميع شأنه فقال له فكم في رأسي طاقة شعر فقال له أما و الله إني لأعلم ذلك و لكن أين برهانه لو أخبرتك به و لقد أخبرت بقيامك و مقالك و قيل لي إن على كل شعرة من شعر رأسك ملكا يلعنك و شيطانا يستنصرك و آية ذلك أن في بيتك سخلا يقتل ابن رسول الله ص أو يحض على قتله فكان الأمر بموجب ما أخبر به ع كان ابنه حصين بالصاد المهملة يومئذ طفلا صغيرا يرضع اللبن ثم عاش إلى أن صار على شرطة عبيد الله بن زياد و أخرجه عبيد الله إلى عمر بن سعد يأمره بمناجزة الحسين ع و يتوعده على لسانه إن أرجى ذلك فقتل حسين ع صبيحة اليوم الذي ورد فيه الحصين بالرسالة في ليلته. و من ذلك قوله ع للبراء بن عازب يوما يا براء أ يقتل الحسين ع و أنت حي فلا تنصره فقال البراء لا كان ذلك يا أمير المؤمنين فلما قتل الحسين ع كان البراء يذكر ذلك و يقول أعظم بها حسرة إذ لم أشهده و أقتل دونه و سنذكر من هذا النمط فيما بعد إذا مررنا بما يقتضي ذكره ما يحضرنا إن شاء الله
76- أقول، روي في جامع الأصول من الموطإ عن ثور بن زيد الدؤلي أن عمر استشار في حد الخمر فقال له علي ع أرى أن تجلده ثمانين جلدة فإنه إذا شرب سكر و إذا سكر هذى و إذا هذى افترى فجلد عمر في حد الخمر ثمانين
و روي عن صحيح الترمذي عن أنس عن النبي ص أنه قال أقضاهم علي
77- نهج، ]نهج البلاغة[ و الله ما معاوية بأدهى مني و لكنه يغدر و يفجر و لو لا كراهية الغدر لكنت أدهى الناس و لكن كل غدرة فجرة و كل فجرة كفرة و لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة و الله ما استغفل بالمكيدة و لا استغمز بالشديدة
بيان الغمز العصر باليد و الكبس أي لا ألين بالخطب الشديد بل أصبر عليه و يروى بالراء المهملة أي لا أستجهل بشدائد المكاره
78- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن القاسم بن زكريا عن عباد بن يعقوب عن مطر بن أرقم عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن صفوان بن قبيصة عن الحارث بن سويد عن عبد الله بن مسعود قال قرأت على النبي ص سبعين سورة من القرآن أخذتها من فيه و زيد ذو ذؤابتين يلعب مع الغلمان و قرأت سائر أو قال بقية القرآن على خير هذه الأمة و أقضاها بعد نبيهم علي بن أبي طالب صلوات الله عليه
79- نهج، ]نهج البلاغة[ من كلامه ع لعمر بن الخطاب و قد استشاره في غزوة الفرس بنفسه أن هذا الأمر لم يكن نصره و لا خذلانه بكثرة و لا بقلة و هو دين الله الذي أظهره و جنده الذي أعده و أمده حتى بلغ و طلع حيث طلع و نحن على موعود من الله و الله منجز وعده و ناصر جنده و مكان القيم بالأمر مكان النظام من الخرز يجمعه و يضمه فإن انقطع النظام تفرق و ذهب ثم لم يجتمع بحذافيره أبدا و العرب اليوم و إن كانوا قليلا فهم كثيرون بالإسلام عزيزون بالاجتماع فكن قطبا و استدر الرحى بالعرب و أصلهم دونك نار الحرب فإنك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها و أقطارها حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهم إليك مما بين يديك إن الأعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولوا هذا أصل العرب فإذا اقتطعتموه استرحتم فيكون ذلك أشد لكلبهم عليك و طمعهم فيك فأما ما ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين فإن الله سبحانه هو أكره لمسيرهم منك و هو أقدر على تغيير ما يكره و أما ما ذكرت من عددهم فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة و إنما كنا نقاتل بالنصر و المعونة
80- نبه، ]تنبيه الخاطر[ روي عن ابن عباس أنه حضر مجلس عمر بن الخطاب يوما و عنده كعب الحبر إذ قال يا كعب أ حافظ أنت للتوراة قال كعب إني لأحفظ منها كثيرا فقال رجل من جنبة المجلس يا أمير المؤمنين سله أين كان الله جل ثناؤه قبل أن يخلق عرشه و مم خلق الماء الذي جعل عليه عرشه فقال عمر يا كعب هل عندك من هذا علم فقال كعب نعم يا أمير المؤمنين نجد في الأصل الحكيم أن الله تبارك و تعالى كان قديما قبل خلق العرش و كان على صخرة بيت المقدس في الهواء فلما أراد أن يخلق عرشه تفل تفلة كانت منها البحار الغامرة و اللجج الدائرة فهناك خلق عرشه من بعض الصخرة التي كانت تحته و آخر ما بقي منها لمسجد قدسه قال ابن عباس و كان علي بن أبي طالب ع حاضرا فعظم على ربه و قام على قدميه و نفض ثيابه فأقسم عليه عمر لما عاد إلى مجلسه ففعله قال عمر غص عليها يا غواص ما تقول يا أبا الحسن فما علمتك إلا مفرجا للغم فالتفت علي ع إلى كعب فقال غلط أصحابك و حرفوا كتب الله و فتحوا الفرية عليه يا كعب ويحك إن الصخرة التي زعمت لا تحوي جلاله و لا تسع عظمته و الهواء الذي ذكرت لا يجوز أقطاره و لو كانت الصخرة و الهواء قديمين معه لكانت لهما قدمته و عز الله و جل أن يقال له مكان يومئ إليه و الله ليس كما يقول الملحدون و لا كما يظن الجاهلون و لكن كان و لا مكان بحيث لا تبلغه الأذهان و قولي كان عجز عن كونه و هو مما علم من البيان يقول الله عز و جل خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ فقولي له كان مما علمني البيان لأنطق بحججه و عظمته و كان و لم يزل ربنا مقتدرا على ما يشاء محيطا بكل الأشياء ثم كون ما أراد بلا فكرة حادثة له أصاب و لا شبهة دخلت عليه فيما أراد و أنه عز و جل خلق نورا ابتدعه من غير شيء ثم خلق منه ظلمة و كان قديرا أن يخلق الظلمة لا من شيء كما خلق النور من غير شيء ثم خلق من الظلمة نورا و خلق من النور ياقوتة غلظها كغلظ سبع سماوات و سبع أرضين ثم زجر الياقوتة فماعت لهيبته فصارت ماء مرتعدا و لا يزال مرتعدا إلى يوم القيامة ثم خلق عرشه من نوره و جعله على الماء و للعرش عشرة آلاف لسان يسبح الله كل لسان منها بعشرة آلاف لغة ليس فيها لغة تشبه الأخرى و كان العرش على الماء من دونه حجب الضباب و ذلك قوله وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ لِيَبْلُوَكُمْ يا كعب ويحك إن من كانت البحار تفلته على قولك كان أعظم من أن تحويه صخرة بيت المقدس أو تحويه الهواء الذي أشرت إليه أنه حل فيه فضحك عمر بن الخطاب و قال هذا هو الأمر و هكذا يكون العلم لا كعلمك يا كعب لا عشت إلى زمان لا أرى فيه أبا حسن
81- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ من فرط حكمته ع كتب معاوية إلى أبي أيوب الأنصاري أما بعد فحاجيتك بما لا تنسى شيباء فقال أمير المؤمنين ع أخبره أنه من قتلة عثمان و أن من قتل عنده بمنزلة الشيباء فإن الشيباء لا تنسى قاتل بكرها و لا أبا عذرها أبدا
بيان لعل معاوية كتب ذلك إلى أبي أيوب على سبيل الإلغاز للامتحان فبينه ع قوله فحاجيتك أي فحاججتك و خاصمتك من قبيل أمليت و أمللت أو هو من الأحجية قال الجوهري حاجيته فحجوته إذا داعيته فغلبته و الاسم الحجيا و الأحجية و هي لعبة و أغلوطة يتعاطى الناس بينهم انتهى فعلى الأول المعنى خاصمتك بقتل عثمان و عبر عن قتله بما سنذكره و على الثاني المعنى ألقي إليك أحجية و أمتحنك بها و قال الجوهري باتت فلانة بليلة شيباء بالإضافة إذا افتضت و باتت بليلة حرة إذا لم تفتض. و قال الميداني في كتاب مجمع الأمثال العرب تسمي الليلة التي تفترع فيها المرأة ليلة شيباء و تسمي الليلة التي لا يقدر الزوج فيها على افتضاضها ليلة حرة فيقال باتت فلانة بليلة حرة إذا لم يغلبها الزوج و باتت بليلة شيباء إذا غلبها فافتضها يضربان للغالب و المغلوب و قال في موضع آخر في المثل لا تنسى المرأة أبا عذرها و قاتل بكرها أي أول ولدها يضرب في المحافظة على الحقوق انتهى. و قال الجوهري يقال فلان أبو عذرها إذا كان هو الذي افترعها و افتضها فأشار معاوية إلى كونه من قتلة عثمان إشارة بعيدة حيث ذكر الشيباء و عدم نسيانها المأخوذ في المثل المعروف و ما يشير إليه الكلام إشارة قريبة هو عدم نسيان من أزال بكارتها و لما كان في المثل المعروف يذكر قاتل بكرها مع أبي عذرها أشار بذلك إليه إشارة بعيدة فأما كلامه ع فقوله أخبره على صيغة الماضي أي أخبر معاوية أبا أيوب في هذا الكلام بأنه من قتلة عثمان و أن من قتل عثمان عند معاوية بمنزلة الشيباء أي يزعم معاوية أن من قتل عثمان ينبغي أن لا ينسى قتله أبدا و ينتظر الانتقام كما لا تنسى الشيباء قاتل بكرها و في بعض النسخ غيره مكان عنده و هو أظهر و يحتمل أن يكون في كلامه ع تقدير مضاف أي من قتل عثمان عند معاوية بمنزلة قاتل بكر الشيباء فيكون معاوية شبه نفسه بالشيباء و بين أنه لا ينسى قتل عثمان أبدا كما لا تنسى الشيباء قاتل بكرها فتدبر فإنه من غوامض الأخبار
82- خص، ]منتخب البصائر[ سعد عن ابن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد قال سمعت أبا إبراهيم ع يقول إن الله عز و جل أوحى إلى محمد ص أنه قد فنيت أيامك و ذهبت دنياك و احتجت إلى لقاء ربك فرفع النبي ص يده إلى السماء باسطا و هو يقول عدتك التي وعدتني إنك لا تخلف الميعاد فأوحى الله عز و جل إليه أن ائت أحدا أنت و من تثق به فأعاد الدعاء فأوحى الله جل و عز إليه امض أنت و ابن عمك حتى تأتي أحدا و تصعد على ظهره و اجعل القبلة في ظهرك ثم ادع وحش الجبل تجبك فإذا أجابتك تعمد إلى جفرة منهن أنثى و هي التي تدعى الجفرة حين ناهد قرناها الطلوع تشخب أودجها دما و هي التي لك فمر ابن عمك فليقم إليها فليذبحها و ليسلخها من قبل الرقبة يقلب داخلها فإنه سيجدها مدبوغة و سأنزل عليك الروح الأمين و جبرئيل و معه دواة و قلم و مداد ليس هو من مداد الأرض يبقى المداد و يبقى الجلد لا تأكله الأرض و لا تبليه التراب لا يزداد كلما نشر إلا جدة غير أنه محفوظ مستور يأتيك علم وحي بعلم ما كان و ما يكون إليك و تمليه على ابن عمك و ليكتب و ليستمد من تلك الدواة فمضى رسول الله ص حتى انتهى إلى الجبل ففعل ما أمره الله به و صادف ما وصفه له ربه فلما ابتدأ علي ع في سلخ الجفرة نزل جبرئيل و الروح الأمين و عدة من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله و من حضر ذلك المجلس بين يديه و جاءته الدواة و المداد خضر كهيئة البقل و أشد خضرة و أنور ثم نزل الوحي على محمد ص و كتب علي ع يصف كل زمان و ما فيه و يخبره بالظهر و البطن و أخبره بما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة و فسر له أشياء لا يعلم تأويلها إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ثم أخبره بكل عدو يكون لهم في كل زمان من الأزمنة حتى فهم ذلك كله و كتبه ثم أخبره بأمر ما يحدث عليه و عليهم من بعده فسأله عنها فقال الصبر الصبر و أوصى إلينا بالصبر و التسليم حتى يخرج الفرج و أخبره بأشراطه و أوانه و أشراط تولده و علامات تكون في ملك بني هاشم فمن هذا الكتاب استخرجت أحاديث الملاحم كلها و صار الولي إذا قضي إليه الأمر تكلم بالعجب
بيان الجفر من أولاد الشاة ما عظم و استكرش أو بلغ أربعة أشهر قوله و هي التي هو تفسير للجفرة أي الأنثى من الضأن تسمى جفرة في أوان طلوع قرنه و هذا معترض و قوله تشخب راجع إلى ما قبله.
أقول وجدت في مزار كبير من مؤلفات السيد فخار أو بعض من عاصره من الأفاضل الكبار قال حدثني أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة العلوي عن أبيه عن جده عن الشيخ محمد بن بابويه عن الحسن بن علي البيهقي عن محمد بن يحيى الصولي عن عون بن محمد الكندي عن علي بن ميثم عن ميثم رضي الله عنه قال أصحر بي مولاي أمير المؤمنين ع ليلة من الليالي قد خرج من الكوفة و انتهى إلى مسجد جعفي توجه إلى القبلة و صلى أربع ركعات فلما سلم و سبح بسط كفيه و قال إلهي كيف أدعوك و قد عصيتك إلى آخر الدعاء ثم قام و خرج فاتبعته حتى خرج إلى الصحراء و خط لي خطة و قال إياك أن تجاوز هذه الخطة و مضى عني و كانت ليلة مدلهمة فقلت يا نفسي أسلمت مولاك و له أعداء كثيرة أي عذر يكون لك عند الله و عند رسوله و الله لأقفون أثره و لأعلمن خبره و إن كنت قد خالفت أمره و جعلت أتبع أثره فوجدته ع مطلعا في البئر إلى نصفه يخاطب البئر و البئر تخاطبه فحس بي و التفت ع و قال من قلت ميثم قال يا ميثم أ لم آمرك أن لا تجاوز الخطة قلت يا مولاي خشيت عليك من الأعداء فلم يصبر لذلك قلبي فقال أ سمعت مما قلت شيئا قلت لا يا مولاي فقال يا ميثم
و في الصدر لبانات إذا ضاق لها صدرينكت الأرض بالكف و أبديت لها سريفمهما تنبت الأرض فذاك النبت من بذري
. أقول تمامه في كتاب المزار. و أقول أخبار علمه صلوات الله عليه مسطورة في الأبواب السابقة و اللاحقة لا سيما باب إخباره ع بالمغيبات و قد أوردت كثيرا منها في باب وصية النبي ص و باب أن جميع العلوم في القرآن و أبواب علوم الأئمة ع