1- ني، ]الغيبة للنعماني[ سلامة بن محمد عن الحسن بن علي بن مهزيار عن أحمد بن محمد السياري عن أحمد بن هليل قال و حدثنا علي بن محمد بن عبيد الله الجبائي عن أحمد بن هلال عن أمية بنت ميمون الشعيري عن زياد القندي قال سمعت أبا إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد ع يقول إن لله عز و جل بيتا من نور جعل قوائمه أربع أركان أربعة أسماء تبارك و سبحان و الحمد و الله ثم خلق أربعة من أربعة و من أربعة أربعة ثم قال جل و عز إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً
بيان هذا الخبر شبيه بما مر في باب الأسماء من كتاب التوحيد و مضارع له في الإشكال و الإعضال و كان المناسب ذكره هناك و إنما أوردناه هاهنا لأن الظاهر بقرينة الأخبار الأخر الواردة في تفسير الآية أن الغرض تطبيقه على عدد الأئمة و هو من الرموز و المتشابهات التي لا يعلمها إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ و يمكن أن يقال على وجه الاحتمال أن أسماءه تعالى منها ما يدل على الذات و منها ما يدل على صفات الذات و منها ما يدل على التنزيه و منها ما يدل على صفات الفعل فالله يدل على الذات و الحمد على ما يستحق عليه الحمد من الصفات الكمالية الذاتية و سبحان على الصفات التنزيهية و تبارك لكونه من البركة و النماء على صفات الفعل أو تبارك على صفات الذات لكونه من البروك و الثبات و الحمد على صفات الفعل لكونه على النعم الاختيارية. و يتشعب منها أربعة لأنه يتشعب من اسم الذات ما يدل على توحيده و عدم التكثر فيه و لذا بدأ الله تعالى به بعد الله فقال قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و يتشعب من الأحد الصمد لأن كونه غنيا عما سواه و كون ما سواه محتاجا إليه من لوازم أحديته و تفرده بذلك و لذا ثني به في سورة التوحيد بعد ذكر الأحد. و أما صفات الذات فيتشعب أولا منها القدير و لما كانت القدرة الكاملة يستلزم العلم الكامل تشعب منه العليم و سائر صفات الذات ترجع إليهما عند التحقيق و يحتمل العكس أيضا بأن يقال يتشعب القدرة من العلم كما لا يخفى على المتأمل. و أما ما يدل على التنزيه فيتشعب منها أولا السبوح الدال على تنزيه الذات ثم القدوس الدال على تنزيه الصفات. و أما صفات الفعل فيتشعب منها أولا الخالق و لما كان الخلق مستلزما للرزق أو التربية تشعب منه ثانيا الرازق أو الرب و لما كانت تلك الصفات الكمالية دعت إلى بعثة الأنبياء و نصب الحجج ع فبيت النور الذي هو بيت الإمامة كما بين في آية النور مبنية على تلك القوائم أو أنه تعالى لما حلاهم بصفاته و جعلهم مظهر آيات جلاله و عبر عنهم بأسمائه و كلماته فهم متخلقون بأخلاق الرحمن و بيت نورهم و كمالهم مبني على تلك الأركان و بسط القول فيه يفضي إلى ما لا تقبله العقول و الأذهان و لا يجري في تحريره الأقلام بالبنان فهذا جملة مما خطر بالبال في حل هذه الرواية و الله ولي التوفيق و الهداية
-2 نص، ]كفاية الأثر[ محمد بن علي عن الدقاق و الوراق معا عن الصوفي عن الروياني عن عبد العظيم الحسني قال دخلت على سيدي علي بن محمد ع فلما بصر بي قال لي مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقا فقلت له يا ابن رسول الله إني أريد أن أعرض عليك ديني فإن كان مرضيا ثبت عليه حتى ألقى الله عز و جل فقال هات يا أبا القاسم فقلت إني أقول إن الله تبارك و تعالى واحد لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ خارج من الحدين حد الإبطال و حد التشبيه و إنه ليس بجسم و لا صورة و لا عرض و لا جوهر بل هو مجسم الأجسام و مصور الصور و خالق الأعراض و الجواهر و رب كل شيء و مالكه و جاعله و محدثه و إن محمدا عبده و رسوله خاتم النبيين لا نبي بعده إلى يوم القيامة و إن شريعته خاتمة الشرائع و لا شريعة بعده إلى يوم القيامة و أقول إن الإمام و الخليفة و ولي الأمر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم أنت يا مولاي فقال ع و من بعدي الحسن ابني فكيف للناس بالخلف من بعده قال فقلت و كيف ذلك يا مولاي قال لأنه لا يرى شخصه و لا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما قال فقلت أقررت و أقول إن وليهم ولي الله و عدوهم عدو الله و طاعتهم طاعة الله و معصيتهم معصية الله و أقول إن المعراج حق و المساءلة في القبر حق و إن الجنة حق و النار حق و الصراط حق و الميزان حق وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ و أقول إن الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فقال علي بن محمد ع يا أبا القاسم هذا و الله دين الله الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه ثبتك الله بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ
3- نص، ]كفاية الأثر[ علي بن محمد بن منوية عن الهمداني عن علي بن إبراهيم عن عبد الله بن أحمد الموصلي عن الصقر بن أبي دلف قال لما حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن ع جئت أسأل عن خبره قال فنظر إلي حاجب المتوكل فأمر أن أدخل إليه فقال يا صقر ما شأنك فقلت خير أيها الأستاذ فقال اقعد قال الصقر فأخذني ما تقدم و ما تأخر فقلت أخطأت في المجيء قال فوحى الناس عنه ثم قال ما شأنك و فيم جئت قلت بخير ما فقال لعلك جئت تسأل عن خبر مولاك فقلت له و من مولاي مولاي أمير المؤمنين فقال اسكت مولاك هو الحق فلا تحتشمني فإني على مذهبك فقلت الحمد لله فقال تحب أن تراه قلت نعم قال اجلس حتى يخرج صاحب البريد قال فجلست فلما خرج قال لغلامه خذ بيد الصقر فأدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس و خل بينه و بينه قال فأدخلني إلى الحجرة و أومأ إلى بيت فدخلت فإذا هو ع جالس على صدر حصير و بحذاه قبر محفور قال فسلمت فرد علي السلام ثم أمرني بالجلوس فجلست ثم قال يا صقر ما أتى بك قلت سيدي جئت أتعرف خبرك قال ثم نظرت إلى القبر فبكيت فنظر إلي فقال يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء فقلت الحمد لله ثم قلت يا سيدي حديث يروى عن النبي ص لا أعرف معناه فقال و ما هو قلت قوله ص لا تعادوا الأيام فتعاديكم ما معناه فقال نعم الأيام نحن ما قامت السماوات و الأرض فالسبت اسم رسول الله ص و الأحد اسم أمير المؤمنين ع و الاثنين الحسن و الحسين و الثلاثاء علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد ع و الأربعاء موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و أنا و الخميس ابني الحسن و الجمعة ابن ابني و إليه يجتمع عصابة الحق و هو الذي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و هذا معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة ثم قال ع ودع فلا آمن عليك
بيان قال الجزري فيه إن ابن مسعود سلم عليه و هو يصلي و لم يرد عليه قال فأخذني ما قدم و ما حدث أي الحزن و الكأبة يريد أنه عاودته أحزانه القديمة و اتصلت بالحديثة و قيل معناه غلب علي التفكر في أحوالي القديمة و الحديثة أيها كان سببا لترك رده السلام علي انتهى و الوحي الإشارة. أقول وجدنا كثيرا من الأخبار العامية تعرض على الأئمة ع و هم لا يصرحون بكونها موضوعة تقية بل يؤولونها على ما يوافق الحق و يمكن أن يكون هذا الخبر أيضا كذلك مع أن لأخبارهم أيضا ظهرا و بطنا كالقرآن و الله يعلم