1- الخصال، عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد الأشعري عن محمد بن عيسى اليقطيني عن عبيد الله الدهقان عن درست عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن الأول ع قال ثلاثة يجلين البصر النظر إلى الخضرة و النظر إلى الماء الجاري و النظر إلى الوجه الحسن
2- المحاسن، عن السياري عن عمرو بن إسحاق عن محمد بن صالح عن عبد الله بن زياد عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال قال رسول الله ص السداب جيد لوجع الأذن
تأييد قال في القانون السداب الرطب حار يابس في الثاني و اليابس حار يابس في الثالثة و اليابس السري حار يابس في الرابعة و عصارته المسخنة في قشور الرمان يقطر في الأذن فينقيها و يسكن الوجع و الطنين و الدوي و يقتل الدود و يطلى به قروح الرأس و يحد البصر خصوصا عصارته مع عصارة الرازيانج و العسل كحلا و أكلا و قد يضمد به مع السويق على ضربان العين
3- المحاسن، عن النوفلي عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن إبراهيم بن علي الرافعي عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص الكمأة من نبت الجنة ماؤه نافع من وجع العين
4- و منه، عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع السواك يجلو البصر
5- و منه، عن محمد بن علي عن علي بن فضال عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله ع قال السواك يذهب بالدمعة و يجلو البصر
6- و منه، عن محمد بن علي عن أحمد بن المحسن الميثمي عن زكريا عن أبي عبد الله ع قال عليكم بالسواك فإنه يجلو البصر
7- الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ دواء لوجع الأذن يؤخذ كف سمسم غير مقشر و كف خردل يدق كل واحد على حدة ثم يخلطان جميعا و يستخرج دهنهما و يجعل في قارورة و يختم بخاتم حديد فإذا أردت شيئا منه فقطر منه في الأذن قطرتين و سدها بقطنة ثلاثة أيام فإنها تبرأ بإذن الله تعالى
8- و منه، دواء الأذن إذا ضربت عليك يؤخذ السداب و يطبخ بزيت و يقطر فيها قطرات فإنه يسكن بإذن الله عز و جل
بيان إذا ضربت عليك أي إذا وجعت
9- الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن عبد الله بن الأجلح عن إبراهيم بن محمد المتطبب قال شكا رجل من الأولياء إلى بعضهم ع وجع الأذن و أنه يسيل منه الدم و القيح قال له خذ جبنا عتيقا أعتق ما تقدر عليه فدقه دقا ناعما جيدا ثم اخلطه بلبن امرأة و سخنه بنار لينة ثم صب منه قطرات في الأذن التي يسيل منها الدم فإنها تبرأ بإذن الله عز و جل
10- و منه، عن أحمد بن بشير عن جعفر بن محمد بن عبد الله الجمال رفع الحديث إلى أمير المؤمنين ع قال اشتكت عين سلمان و أبي ذر رضي الله عنهما قال فأتاهما النبي ص عائدا لهما فلما نظر إليهما قال لكل واحد منهما لا تنم على جانب الأيسر ما دمت شاكيا من عينيك و لن تقرب التمر حتى يعافيك الله عز و جل
11- و منه، عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي الحسن قال قال أبو عبد الله الصادق ع من أخذ من أظفاره كل خميس لم ترمد عيناه و من أخذها كل جمعة خرج من تحت كل ظفر داء قال و الكحل يزيد في ضوء البصر و ينبت الأشفار
12- و عنه ع أنه كان يقلم أظفاره كل خميس يبدأ بالخنصر الأيمن ثم يبدأ بالأيسر و قال من فعل ذلك كان كمن أخذ أمانا من الرمد
13- و منه، عن أحمد بن الجارود العبدي عن عثمان بن عيسى عن ميسر الحلبي عن أبي عبد الله ع قال السمك يذيب شحمة العين
14- و عنه ع قال قال الباقر ع إن هذا السمك لرديء لغشاوة العين و إن هذا اللحم الطري ينبت اللحم
15- و منه، عن الحسين بن بسطام عن عبد الله بن موسى عن المطلب بن زياد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال الخف مصحة للبصر
16- و منه، عن عبد الله و الحسين ابني بسطام عن محمد بن خلف عن عمر بن نوبة عن أبيه عن الصادق ع أن رجلا شكا إليه بياضا في عينه و وجعا في ضرسه و رياحا في مفاصله فأمره أن يأخذ فلفلا أبيض و دار فلفل من كل واحد وزن درهمين و نشادرا جيدا صافيا وزن درهم و اسحقها كلها و انخلها و اكتحل بها في كل عين ثلاثة مراود و اصبر عليها ساعة فإنه يقطع البياض و ينقي لحم العين و يسكن الوجع بإذن الله تعالى فاغسل عينيك بالماء البارد و اتبعه بالإثمد
بيان المرود الميل
17- الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن أحمد بن حبيب عن نضر بن سويد عن جميل بن صالح عن ذريح قال شكا رجل إلى أبي جعفر الباقر ع بياضا في عينه فقال خذ توتيا هندي جزءا و إقليمياء الذهب جزءا و إثمد جيدا جزءا و ليجعل معها جزءا من الهليلج الأصفر و جزءا من أندراني و اسحق كل واحد منهما على حدة بماء السماء ثم اجمعه بعد السحق فاكتحل به فإنه يقطع البياض و يصفي لحم العين و ينقيه من كل علة بإذن الله عز و جل
18- و منه، عن الحسن بن أورمة عن عبد الله بن المغيرة عن بزيع المؤذن قال قلت لأبي عبد الله ع إني أريد أن أقدح عيني فقال لي استخر الله و افعل قلت هم يزعمون أنه ينبغي للرجل أن ينام على ظهره كذا و كذا و لا يصلي قاعدا فقال افعل
19- كشف الغمة، من كتاب الحافظ عبد العزيز عن جميل بن دراج قال كنت عند أبي عبد الله ع فدخل عليه بكير بن أعين و هو أرمد فقال له أبو عبد الله ع الظريف يرمد فقال و كيف يصنع قال إذا غسل يده من الغمر مسحها على عينه قال ففعلت ذلك فلم أرمد
بيان الظريف يرمد استفهام إنكاري و الظريف الكيس و الظرف البراعة و ذكاء القلب و الحذق ذكرها الفيروزآبادي
20- الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن رجل قال دخل رجل على أبي عبد الله ع و هو يشتكي عينه فقال له أين أنت عن هذه الأجزاء الثلاثة الصبر و الكافور و المر ففعل الرجل ذلك فذهب عنه
الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عنه ع مرسلا مثله بيان الصبر من الأدوية المشهورة للعين عند الأطباء أكلا و كحلا قال في القانون ينقي الفضول الصفراوية التي في الرأس و ينفع من قروح العين و جربها و أوجاعها و من حكة المأق و يجفف رطوبتها و قال في الكافور يقع في أدوية الرمد الحار و قال المر يملأ قروح العين و يجلو بياضها و ينفع من خشونة الأجفان و يحلل المدة في العين بغير لدغ و ربما حلل الماء في ابتداء نزوله إذا كان رقيقا
21- الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح قال قلت لأبي عبد الله ع إن لنا فتاة كانت ترى الكوكب مثل الجرة قال نعم و تراه مثل الحب قلت إن بصرها ضعيف فقال اكحلها بالصبر و المر و الكافور أجزاء سواء فكحلناها به فنفعها
بيان و تراه أي بعد ذلك إن لم تعالج أو أنها ترى في الحال كذلك
22- الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن داود بن محمد عن محمد بن الفيض عن أبي عبد الله ع قال كنت عند أبي جعفر يعني أبا الدوانيق فجاءه خريطة فحلها و نظر فيها فأخرج منها شيئا فقال يا أبا عبد الله أ تدري ما هذا قلت و ما هو قال هذا شيء يؤتى به من خلف إفريقية من طنجة أو طينة شك محمد قلت ما هو قال جبل هناك يقطر منه في السنة قطرات فتجمد و هو جيد للبياض يكون في العين يكتحل بهذا فيذهب بإذن الله عز و جل قلت نعم أعرفه و إن شئت أخبرتك باسمه و حاله قال فلم يسألني عن اسمه قال و ما حاله فقلت هذا جبل كان عليه نبي من أنبياء بني إسرائيل هاربا من قومه يعبد الله عليه فعلم به قومه فقتلوه و هو يبكي على ذلك النبي و هذه القطرات من بكائه و له من الجانب الآخر عين ينبع من ذلك الماء بالليل و النهار و لا يوصل إلى تلك العين
توضيح قال الفيروزآبادي الإفريقية بلاد واسعة قبالة الأندلس و قال طنجة بلد بساحل بحر المغرب و قال الطينة بلد قرب دمياط. و أقول كأنه المعروف بالدهنج المنسوب إلى الأفرنج في بعض الكتب دهنج أنواع كثيرة الأخضر الشديد الخضرة و الموسى يحد عليه و على لون ريش الطاوس و الكمد و نسبة الدهنج إلى النحاس كنسبة الزبرجد إلى الذهب و هو حجر يصفو الجو و ينكدر بكدورته. و من عجيب خواصه أنه إذا سقي إنسان من محكوكه يفعل فعل السم و إن سقي شارب السم نفعه و إن لدغ إنسان فمسح الموضع به سكن وجعه و يسحق بالخل و يطلى به القوابي فإنه يذهب بها و قيل ينفع من خفقان القلب و يدخل في أدوية العين يشد أعصابها و إذا طلي بحكاكته بياض البرص أزاله و إن علق على إنسان تغلبه قوة الباه
23- الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن سليم مولى علي بن يقطين أنه كان يلقى من عينيه أذى قال فكتب إليه أبو الحسن ع ابتداء من عنده ما يمنعك من كحل أبي جعفر ع جزء كافور رباحي و جزء صبر أسقوطري يدقان جميعا و ينخلان بحريرة يكتحل منه مثل ما يكتحل من الإثمد الكحلة في الشهر تحدر كل داء في الرأس و تخرجه من البدن قال و كان يكتحل به فما اشتكى عينه حتى مات
بيان قال في القاموس الرباحي جنس من الكافور و قول الجوهري الرباح دويبة يجلب منها الكافور خلف و أصلح في بعض النسخ و كتب بلد بدل دويبة و كلاهما غلط لأن الكافور صمغ شجر يكون داخل الخشب و يتخشخش فيه إذا حرك فينشر و يستخرج و قال أسقطرى جزيرة ببحر الهند على يسار الجائي من بلاد الزنج و العامة تقول سقوطرة يجلب منها الصبر و دم الأخوين و قال الإثمد بالكسر حجر الكحل. أقول و زعم الأطباء أن الكافور أصناف قيصوري و رباحي و الأزاد و الأسفرك الأزرق و أجوده القيصوري ثم الرباحي الأبيض الكبار و قالوا الصبر أجوده السقوطري و قلب السين بالصاد للتعريب. قال أي ابن أبي عمير و كان يكتحل أي سليم
24- دعوات الراوندي، قال الصادق ع الكحل عند النوم أمان من الماء و قال إن الرجل إذا صام زالت عيناه و بقي مكانهما فإذا أفطر عادتا إلى مكانهما
بيان لعل الغرض أن الصوم مما يضعف البصر في أثنائه لكن لا يضر بأصل النور بل يعود عند الإفطار
25- الدعائم، عن رسول الله ص أنه نهى أن يحتمي المريض إلا من التمر في الرمد فإنه نظر إلى سلمان يأكل تمرا و هو رمد فقال يا سلمان أ تأكل التمر و أنت رمد إن لم يكن بد فكل بضرسك اليمنى إن رمدت بعينك اليسرى و بضرسك اليسرى إن رمدت بعينك اليمنى
26- و عنه، ص أنه نهى أن يكتحل إلا وترا و أمر بالكحل عند النوم و أمر بالاكتحال بالإثمد و قال عليكم به فإنه مذهبة للقذى مصفاة للبصر
27- و عن علي ع أنه قال الكمأة من المن و ماؤها شفاء للعين
قال زيد بن علي بن الحسين صفة ذلك أن يأخذ كمأة فيغسلها حتى ينقيها ثم يعصرها بخرقة و يأخذ ماءها فيرفعه على النار حتى ينعقد ثم يلقي فيه قيراطا من مسك ثم يجعل ذلك في قارورة و يكتحل منه من أوجاع العين كلها فإذا جف فاسحقه بماء السماء أو غيره ثم اكتحل منه
-28 المحاسن، عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص الكمأة من المن و المن من الجنة و ماؤها شفاء للعين
الكافي، عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي مثله الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن سنان عن يونس بن ظبيان عن جابر الجعفي عن الباقر عن أبيه عن جده ع عن النبي ص مثله بيان مضمون هذا الخبر مروي في روايات العامة من صحاحهم و غيرها بأسانيد
فمنها ما رووه عن سعيد بن زيد قال قال النبي ص الكمأة من المن و ماؤها شفاء العين و في بعضها الكمأة من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل و ماؤها شفاء للعين
و عن أبي هريرة قال كنا نتحدث على عهد رسول الله ص أن الكمأة جدري الأرض فنمى الحديث إلى رسول الله ص فقال الكمأة من المن و ماؤها شفاء للعين و العجوة من الجنة و هو شفاء من السم
و عن أبي هريرة قال أخذت ثلاثة أكماء أو خمسا أو سبعا فعصرتهن فجعلت ماءهن في قارورة كحلت به جارية لي فبرأت. و قال الجزري في قوله ص من المن أي هي مما من الله به على عباده و قيل شبهها بالمن و هو العسل الحلو الذي ينزل من السماء عفوا بلا علاج و كذلك الكمأة لا مئونة فيها ببذر و لا سقي و قال الكمأة واحدها كموء على غير قياس و هي من النوادر فإن القياس العكس. و في القاموس الكموء نبات معروف و الجمع أكمؤ و كمأة أو هي اسم للجمع أو هي للواحد و الكموء للجمع أو هي تكون واحدة و جمعا انتهى. و قيل هو شيء أبيض مثل شحم ينبت من الأرض يقال له شحم الأرض. و قال النوري في شرح حديث أبي هريرة شبه الكمأة بالجدري و هو الحب الذي يظهر في جسد الصبي لظهورها من بطن الأرض كما يظهر الجدري من باطن الجلد و أريد ذمها فمدحها ص بأنها من المن و معناه أنها من من الله تعالى و فضله على عباده و قيل شبهت بالمن الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل لأنه كان يحصل لهم بلا كلفة و لا علاج و لا زرع و لا بذر و لا سقي و لا غيره. و قيل هي من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل حقيقة عملا بظاهر اللفظ. و قوله ص و ماؤها شفاء للعين قيل هو نفس الماء مجردا قيل معناه أن يخلط ماؤها بدواء يعالج به العين. و قيل إن كان لتبريد ما في العين من حرارة فماؤها مجردا شفاء و إن كان غير ذلك فمركبا مع غيره و الصحيح بل الصواب أن ماءها مجردا شفاء للعين مطلقا فيعسر ماءها و يجعل في العين منه و قد رأيت أنا و غيري في زمننا من كان أعمى و ذهب بصره حقيقة فكحل عينه بماء الكمأة مجردا فشفي و عاد إليه بصره انتهى. و أقول قال الشيخ في القانون ماؤه كما هو يجلو العين مرويا عن النبي ص و اعترافا عن مسيح الطبيب و غيره انتهى. و قال ابن حجر قال الخطابي إنما اختصت الكمأة بهذه الفضيلة لأنها من الحلال المحض الذي ليس في اكتسابه شبهة و يستنبط منه أن استعمال الحلال المحض يجلو البصر و العكس بالعكس. قال ابن الجوزي في المراد لكونها شفاء للعين قولان أحدهما ماؤها حقيقة إلا أن أصحاب هذا القول اتفقوا على أنه لا يستعمل صرفا في العين لكن اختلفوا كيف يصنع به على رأيين. أحدهما أنه يخلط في الأدوية التي يكتحل بها حكاه أبو عبيد قال و يصدق هذا الذي حكاه أبو عبيد أن بعض الأطباء قالوا أكل الكمأة يجلو البصر. و ثانيهما أن يؤخذ فيشق و يوضع على الجمع حتى يغلي ماؤها ثم يؤخذ الميل فيجعل في ذلك الشق و هو فاتر فيكتحل بمائها لأن النار تلطفه و تذهب فضلاته الرديئة و تبقى النافع منه و لا يجعل الميل في مائها و هي باردة يابسة فلا ينجع. و قد حكى إبراهيم الجرفي عن صالح و عبد الله ابني أحمد بن حنبل أنهما اشتكت أعينهما فأخذا كمأة و عصراها و اكتحلا بمائها فهاجت أعينهما و رمدا. قال ابن الجوزي و حكى شيخنا أبو بكر بن عبد الباقي أن بعض الناس عصر ماء كمأة فاكتحل به فذهبت عينه. و القول الثاني أن المراد ماؤها الذي ينبت به فإنه أول مطر يقع في الأرض فتربى به الأكحال قال ابن التميم و هذا أضعف الوجوه. قلت و فيما ادعاه ابن الجوزي من الاتفاق على أنها لا تستعمل صرفا نظر فحكى عياض عن بعض أهل الطب في التداوي بماء الكمأة تفصيلا و هو إن كان لتبريد ما يكون بالعين من الحرارة فتستعمل مفردة و إن كان لغير ذلك فتستعمل مركبة. و بهذا جزم ابن العربي فقال الصحيح أنه ينفع بصورته في حال و بإضافته في أخرى و قد جرب ذلك فوجد صحيحا نعم جزم الخطابي بما قال ابن الجوزي فقال يربى بها التوتياء و غيرها من الأكحال و لا يستعمل صرفا فإن ذلك يؤذي العين.
و قال العافقي في المفردات ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين إذا عجن به الإثمد و اكتحل به فإنه يقوي الجفن و يزيد الروح الباصرة حدة و قوة و يدفع عنها النوازل. ثم ذكر ما مر من كلام النوري ثم قال و ينبغي تقييد ذلك بمن عرف من نفسه قوة اعتقاد في صحة الحديث و العمل به. و قال ابن التميم اعترف فضلاء الأطباء بأن ماء الكمأة يجلو العين منهم المسيحي و ابن سينا و غيرهما و الذي يزيل الإشكال عن هذا الاختلاف أن الكمأة و غيرها من المخلوقات خلقت في الأصل سليمة من المضار ثم عرضت لها الآفات بأمور أخرى من مجاورة أو امتزاج أو غير ذلك من الأسباب التي أرادها الله تعالى فالكمأة في الأصل نافعة لما اختصت به من وصفها بأنها من الله و إنما عرضت لها المضار بالمجاورة و استعمال كل ما وردت به السنة بصدق ينتفع به من يستعمله و يدفع الله عنه الضرر لنيته و العكس بالعكس و الله أعلم