1- ك، ]إكمال الدين[ القطان و ابن موسى و الشيباني جميعا عن ابن زكريا القطان عن محمد بن إسماعيل عن عبد الله بن محمد عن أبيه و عبد الرحمن بن محمد عن محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن هرثم عن أبيه عن جده أن أبا طالب قال لما فارقه بحيراء بكى بكاء شديدا و أخذ يقول يا ابن آمنة كأني بك و قد رمتك العرب بوترها و قد قطعك الأقارب و لو علموا لكنت لهم بمنزلة الأولاد ثم التفت إلي و قال أما أنت يا عم فارع فيه قرابتك الموصولة و احفظ فيه وصية أبيك فإن قريشا ستهجرك فيه فلا تبال فإني أعلم أنك لا تؤمن به و لكن سيؤمن به ولد تلده و سينصره نصرا عزيزا اسمه في السماوات البطل الهاصر و الشجاع الأقرع منه الفرخان المستشهدان و هو سيد العرب و رئيسها و ذو قرنيها و هو في الكتب أعرف من أصحاب عيسى ع فقال أبو طالب قد رأيت و الله كل الذي وصف بحيراء و أكثر
-2 ك، ]إكمال الدين[ القطان و ابن موسى و السناني جميعا عن ابن زكريا القطان عن محمد بن إسماعيل عن عبد الله بن محمد عن أبيه و قيس بن سعد الدؤلي عن عبد الله بن بحير الفقعسي عن بكر بن عبد الله الأشجعي عن آبائه قالوا خرج سنة خرج رسول الله ص إلى الشام عبد مناة بن كنانة و نوفل بن معاوية بن عروة بن صخر بن نعمان بن عدي تجارا إلى الشام فلقيهما أبو المويهب الراهب فقال لهما من أنتما قالا نحن تجار من أهل الحرم من قريش فقال لهما من أي قريش فأخبراه فقال لهما هل قدم معكما من قريش غيركما قالا نعم شاب من بني هاشم اسمه محمد فقال أبو المويهب الراهب إياه و الله أردت فقالا و الله ما في قريش أخمل منه ذكرا إنما يسمونه بيتيم قريش و هو أجير لامرأة منا يقال لها خديجة فما حاجتك إليه فأخذ يحرك رأسه و يقول هو هو فقال لهما تدلاني عليه فقالا تركناه في سوق بصرى فبينا في الكلام إذ طلع رسول الله ص فقال هو هذا فخلا به ساعة يناجيه و يكلمه ثم أخذ يقبل بين عينيه و أخرج شيئا من كمه لا ندري ما هو و رسول الله ص يأبى أن يقبله فلما فارقه قال لنا تسمعان مني هذا و الله نبي آخر الزمان و الله سيخرج إلى قريب يدعو الناس إلى شهادة أن لا إله إلا الله فإذا رأيتم ذلك فاتبعوه ثم قال هل ولد لعمه أبي طالب ولد يقال له علي فقلنا لا فقال إما أن يكون قد ولد أو يولد في سنته هو أول من يؤمن به نعرفه و إنا لنجد صفته عندنا بالوصية كما نجد صفة محمد بالنبوة و إنه سيد العرب و ربانيها و ذو قرنيها يعطي السيف حقه اسمه في الملإ علي و هو أعلى الخلق يوم القيامة بعد الأنبياء ذكرا و تسميه الملائكة البطل الأزهر المفلح لا يتوجه إلى وجه إلا أفلح و ظفر و الله هو أعرف بين أصحابه في السماء من الشمس الطالعة
3- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ روى الكلبي عن الشرقي بن القطامي عن تميم بن وعلة المري عن الجارود بن المنذر العبدي و كان نصرانيا فأسلم عام الحديبية و أنشد شعرا يقول
يا نبي الهدى أتتك رجالا قطعت فدفدا و آلا فآلاجابت البيد و المهامة حتى غالها من طوى السرى ما غالاأنبأ الأولون باسمك فينا و بأسماء بعده تتتالا
فقال رسول الله ص أ فيكم من يعرف قس بن ساعدة الأيادي فقال الجارود كلنا يا رسول الله نعرفه غير أني من بينهم عارف بخبره واقف على أثره فقال أخبرنا فقال يا رسول الله لقد شهدت قسا و قد خرج من ناد من أندية إياد إلى ضحضح ذي قتاد و سمر و غياد و هو مشتمل بنجاد فوقف في إضحيان ليل كالشمس رافعا إلى السماء وجهه و إصبعه فدنوت منه فسمعته يقول اللهم رب السماوات الأرفعة و الأرضين الممرعة بحق محمد و الثلاثة المحاميد معه و العليين الأربعة و فاطم و الحسنان الأبرعة و جعفر و موسى التبعة سمي الكليم الضرعة أولئك النقباء الشفعة و الطريق المهيعة داسة الأناجيل و محاة الأضاليل و نفاة الأباطيل الصادقو القيل عدد نقباء بني إسرائيل فهم أول البداية و عليهم تقوم الساعة و بهم تنال الشفاعة و لهم من الله فرض الطاعة اسقنا غيثا مغيثا ثم قال ليتني مدركهم و لو بعد لأي من عمري و محياي ثم أنشأ يقول
أقسم قس قسما ليس به مكتتما لو عاش ألفي سنة لم يلق منها سأما
حتى يلاقي أحمدا و النجباء الحكما هم أوصياء أحمد أفضل من تحت السمايعمى الأنام عنهم و هم ضياء للعمى لست بناس ذكرهم حتى أحل الرجما
قال الجارود فقلت يا رسول الله أنبئني أنبأك الله بخبر هذه الأسماء التي لم نشهدها و أشهدنا قس ذكرها فقال رسول الله يا جارود ليلة أسري بي إلى السماء أوحى الله عز و جل إلي أن سل من قد أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا قلت على ما بعثوا قال بعثتهم على نبوتك و ولاية علي بن أبي طالب و الأئمة منكما ثم عرفني الله تعالى بهم و بأسمائهم ثم ذكر رسول الله ص للجارود أسماءهم واحدا واحدا إلى المهدي ع ثم قال قال لي الرب تعالى هؤلاء أوليائي و هذا المنتقم من أعدائي يعني المهدي فقال الجارود
أتيتك يا ابن آمنة الرسولا لكي بك أهتدي النهج السبيلافقلت و كان قولك قول حق و صدق ما بدا لك أن تقولاو بصرت العمى من عبد شمس و كلا كان من عمه ظليلاو أنبأناك عن قس الأيادي مقالا أنت ظلت به جديلاو أسماء عمت عنا فآلت إلى علم و كنت بها جهولا
و قد ذكر صاحب الروضة أن هذا الاستسقاء كان قبل النبوة بعشر سنين و شهادة سلمان الفارسي بمثل ذلك مشهور و قال الشعبي قال لي عبد الملك بن مروان وجد وكيلي في مدينة الصفر التي بناها سليمان بن داود على سورها أبياتا منها
إن مقاليد أهل الأرض قاطبة و الأوصياء له أهل المقاليدهم الخلائف اثنتا عشرة حججا من بعده الأوصياء السادة الصيدحتى يقوم بأمر الله قائمهم من السماء إذا ما باسمه نودي
فقال عبد الملك للزهري هل علمت من أمر المنادي باسمه من السماء شيئا قال الزهري أخبرني علي بن الحسين أن هذا المهدي من ولد فاطمة فقال عبد الملك كذبتما ذاك رجل منا يا زهري هذا القول لا يسمعه أحد منك
منصور بن حازم قال للصادق ع أ كان رسول الله يعرف الأئمة فقال نعم و نوح ثم تلا شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً الآية
بيان الفدفد الأرض المستوية و الآل جمع الآلة و هي الحالة أي توالت عليها أحوال مختلفة و الآل أيضا خشبات تبنى عليها الخيمة و الآل أيضا السراب كما ذكره في النهاية و الجوب القطع و البيد بالكسر جمع البيداء و هي المفازة و المهامة جمع المهمة و هو المفازة البعيد و غاله الشيء أخذه من حيث لم يدر و يقال غالته غول إذا وقع في مهلكة و الطوى الجوع و السرى بالضم السير بالليل و الضحضح الماء اليسير و القتاد كسحاب شجر صلب له شوك كالإبر و السمر بضم الميم شجر معروف و قال الفيروزآبادي الأغيد من النبات الناعم المتثني و المكان الكثير النبات و النجاد ككتاب حمائل السيف و جمع النجد و هو ما ينجد به البيت من بسط و فرش و وسائد و ليلة إضحيانة بالكسر مضيئة. قوله و الحسنان الأبرعة كذا في النسخ و الأظهر الحسنين على المجرور ليشمل العسكري و يؤيده تأنيث الأبرعة باعتبار الجماعة أي كل منهم أبرع الخلق و أعلاهم في الكمال و على ما في النسخ لعل التثنية باعتبار اللفظ و التوصيف لرعاية المعنى و التبعة لعله مبالغة في التابع و كذلك الضرعة و طريق مهيع كمقعد بين قوله داسة الأناجيل أي يدوسونها كناية عن محوها و نسخها و اللأي كالسعي الإبطاء و الاحتباس و الشدة و الرجم بالتحريك القبر قوله جديلا أي مخاصما مجادلا و قال الجوهري الصيد بالتحريك مصدر الأصيد و هو الذي يرفع رأسه و منه قيل للملك أصيد
4- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ داود الرقي قال أبو عبد الله ع يا سماعة بن مهران ائتني تلك الصحيفة فأتاه بصحيفة بيضاء فدفعها إلي و قال اقرأ هذه قال فقرأتها فإذا فيها سطران السطر الأول لا إله إلا الله محمد رسول الله و السطر الثاني إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ علي بن أبي طالب و الحسن بن علي و الحسين بن علي إلى قوله و الخلف الصالح منهم الحجة لله ثم قال لي يا داود أ تدري أين كان و متى كان مكتوبا قلت يا ابن رسول الله الله أعلم و رسوله و أنتم قال قبل أن يخلق آدم بألفي عام
أبو القاسم الكوفي في الرد على أهل التبديل أن حساد أمير المؤمنين شكوا في مقالة النبي ص في فضائل علي ع فنزل فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ يعني في علي فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ يعني أهل الكتاب عما في كتبهم من ذكر وصي محمد فإنكم تجدون ذلك في كتبهم مذكورا ثم قال لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ وَ لا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ يعني بالآيات هاهنا الأوصياء المتقدمين و المتأخرين
الكافي محمد بن الفضل عن أبي الحسن ع قال ولاية علي مكتوبة في صحف جميع الأنبياء و لن يبعث الله رسولا إلا بنبوة محمد ص و وصية علي
صاحب شرح الأخبار قال أبو جعفر ع في قوله تعالى وَ وَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ بولاية علي
و في بعض الأصول قال سلمان و الذي نفسي بيده لو أخبرتكم بفضل علي ع في التوراة لقالت طائفة منكم إنه لمجنون و لقالت طائفة أخرى اللهم اغفر لقاتل سلمان
روضة الواعظين عن النيسابوري أن فاطمة بنت أسد حضرت ولادة رسول الله ص فلما كان وقت الصبح قالت لأبي طالب رأيت الليلة عجبا يعني حضور الملائكة و غيرها فقال انتظري سبتا تأتين بمثله فولدت أمير المؤمنين ع بعد ثلاثين سنة
كتاب مولد أمير المؤمنين ع عن ابن بابويه أنه رقد أبو طالب في الحجر فرأى في منامه كأن بابا انفتح عليه من السماء فنزل منه نور فشمله فانتبه لذلك و أتى راهب الجحفة فقص عليه فأنشأ الراهب يقول
أبشر أبا طالب عن قليل بالولد الحلاحل النبيليا لقريش فاسمعوا تأويلي هذان نوران على سبيلكمثل موسى و أخيه السؤل
فرجع أبو طالب إلى الكعبة و طاف حولها و أنشد
أطوف للإله حول البيت أدعوك بالرغبة محيي الميتبأن تريني السبط قبل الموت أغر نورا يا عظيم الصوتمنصلتا يقتل أهل الجبت و كل من دان بيوم السبت
ثم عاد إلى الحجر فرقد فيه فرأى في منامه كأنه ألبس إكليلا من ياقوت و سربالا من عبقري و كان قائلا يقول أبا طالب قرت عيناك و ظفرت يداك و حسنت رؤياك فأتي لك بالولد و مالك البلد و عظيم التلد على رغم الحسد فانتبه فرحا فطاف حول الكعبة قائلا
أدعوك رب البيت و الطواف و الولد المحبو بالعفافتعينني بالمنن اللطاف دعاء عبد بالذنوب وافييا سيد السادات و الأشراف
ثم عاد إلى الحجر فرقد فرأى في منامه عبد مناف يقول ما يثبتك عن ابنة أسد في كلام له فلما انتبه تزوج بها و طاف بالكعبة قائلا
قد صدقت رؤياك بالتعبير و لست بالمرتاب في الأمورأدعوك رب البيت و النذور دعاء عبد مخلص فقيرفأعطني يا خالق السرور بالولد الحلاحل المذكوريكون للمبعوث كالوزير يا لهما يا لهما من نورقد طلعا من هاشم البدور في فلك عال على البحورفيطحن الأرض على الكرور طحن الرحى للحب بالتدويرإن قريشا بات بالتكبير منهوكة بالغي و الثبورو ما لها من موئل مجير من سيفه المنتقم المبيرو صفوة الناموس في السفير حسامة الخاطف للكفور
إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن عباس في خبر أنه أتي براهب قرقيسياء إلى أمير المؤمنين ع فلما رآه قال مرحبا ببحيراء الأصغر أين كتاب شمعون الصفا قال و ما يدريك يا أمير المؤمنين قال إن عندنا علم جميع الأشياء و علم جميع تفسير المعاني فأخرج الكتاب و أمير المؤمنين واقف فقال ع أمسك الكتاب معك ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم قضى فيما قضى و سطر فيما كتب أنه باعث في الأميين رسولا منهم يعلمهم الكتاب و الحكمة و يدلهم على سبيل الله لا فظ و لا غليظ و ذكر من صفاته و اختلاف أمته بعده إلى أن قال ثم يظهر رجل من أمته بشاطئ الفرات يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يقضي بالحق و ذكر من سيرته ثم قال و من أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره فإن نصرته عبادة و القتل معه شهادة فقال أمير المؤمنين ع الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسيا الحمد لله الذي ذكر عبده في كتب الأبرار فقتل الرجل في صفين
بيان الحلاحل بالضم السيد الركين و السؤل بالهمز و بغير الهمز ما يسأله الإنسان و لعله إشارة إلى قوله تعالى بعد أن طلب موسى وزيرا من أهله قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى و السبط ولد الولد و إنما عبر عنه بالسبط لأنه سبط إبراهيم أو عبد المطلب و يحتمل أن يكون السبط بالفتح يقال رجل سبط الجسم أي حسن القد و الاستواء و يقال رجل منصلت إذا كان ماضيا في الأمور و العبقري الكامل من كل شيء و ضرب من البسط و التلد بالفتح و الضم و التحريك ما ولد عندك من مالك أو نتج و خلق متلد كمعظم قديم و التلد محركة من ولد بالعجم فحمل صغيرا فنبت بدار الإسلام و تلد كنصر و فرح أقام و تطبيقه على أحد المعاني يحتاج إلى تكلف إما لفظا أو معنى و نهكه كمنعه غلبه
5- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أمالي أبي الفضل الشيباني و أعلام النبوة عن الماوردي و الفتوح عن الأعصم في خبر طويل أن أمير المؤمنين ع لما نزل بليخ من جانب الفرات نزل إليه شمعون بن يوحنا و قرأ عليه كتابا من إملاء المسيح ع و ذكر بعثة النبي و صفته ثم قال فإذا توفاه الله اختلفت أمته ثم اجتمعت لذلك ما شاء الله ثم اختلفت على عهد ثالثهم فقتل قتلا ثم يصير أمرهم إلى وصي نبيهم فيبغون عليه و تسل السيوف من أغمادها و ذكر من سيرته و زهده ثم قال فإن طاعته لله طاعة ثم قال و لقد عرفتك و نزلت إليك فسجد أمير المؤمنين ع و سمع منه يقول شكرا للمنعم شكرا عشرا ثم قال الحمد لله الذي لم يخملني ذكرا و لم يجعلني عنده منسيا فأصيب الراهب ليلة الهرير
و المبشرون به باب يطول ذكره نحو سلمى و قس بن ساعدة و تبع الملك و عبد المطلب و أبو طالب و أبو الحارث بن أسعد الحميري و هو القائل قبل البعثة بسبع مائة سنة
شهدت على أحمد أنه رسول من الله باري النسمفلو مد عمري إلى عمره لكنت وزيرا له و ابن عمو كنت عذابا على المشركين أسقيهم كأس حتف و غم.
و له
حاله حالة هارون لموسى فافهماها ذكره في كتب الله دراها من دراهاأمتا موسى و عيسى قد تلتها فاسألاها.
و ذكر الخبر في الكتب السالفة لا يكون إلا للأولياء الأصفياء و لا يعني به الأمور الدنياوية فإذا قد صح لعلي الأمور الدينية كلها و ذلك لا تصح إلا لنبي أو إمام و إذا لم يكن نبيا لا بد أن يكون إماما
6- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الحارث الأعور و عمر بن حريث و أبو أيوب عن أمير المؤمنين ع أنه لما رجع من وقعة الخوارج نزل يمنا السواد فقال له راهب لا ينزل هاهنا إلا وصي نبي يقاتل في سبيل الله فقال علي ع فأنا سيد الأوصياء وصي سيد الأنبياء قال فإذا أنت أصلع قريش وصي محمد خذ على الإسلام إني وجدت في الإنجيل نعتك و أنت تنزل مسجد براثا بيت مريم و أرض عيسى ع قال أمير المؤمنين ع فاجلس يا حباب قال و هذه دلالة أخرى ثم قال فانزل يا حباب من هذه الصومعة و ابن هذا الدير مسجدا فبنى حباب الدير مسجدا و لحق أمير المؤمنين إلى الكوفة فلم يزل بها مقيما حتى قتل أمير المؤمنين ع فعاد حباب إلى مسجده ببراثا
و في رواية أن الراهب قال قرأت أنه يصلي في هذا الموضع إيليا وصي البارقليطا محمد نبي الأميين الخاتم لمن سبقه من أنبياء الله و رسله في كلام كثير فمن أدركه فليتبع النور الذي جاء به ألا و إنه يغرس في هذه الأيام بهذه البقعة شجرة لا تفسد ثمرتها
و في رواية زاذان قال أمير المؤمنين ع و من أين شربك قال من دجلة قال و لم لم تحفر عينا تشرب منها قال قد حفرتها فخرجت مالحة قال فاحتفر الآن بئرا أخرى فاحتفر فخرج ماؤها عذبا فقال يا حباب ليكن شربك من هاهنا و لا يزال هذا المسجد معمورا فإذا خربوه و قطعوا نخله حلت بهم أو قال بالناس داهية
7- جا، ]المجالس للمفيد[ علي بن بلال عن العباس بن الفضل عن علي بن سعيد الرازي عن محمد بن أبان عن محمد بن تمام بن سابق عن عامر بن سار عن أبي الصباح عن أبي همام عن كعب الخير قال جاء عبد الله بن سلام إلى رسول الله ص قبل أن يسلم فقال يا رسول الله ما اسم علي فيكم فقال له النبي ص عندنا الصديق الأكبر فقال عبد الله أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله إنا لنجد في التوراة محمد نبي الرحمة و علي مقيم الحجة
8- فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ عن سليم بن قيس قال أقبلنا من صفين مع علي بن أبي طالب ع فنزل العسكر قريبا من دير نصراني فخرج علينا من الدير شيخ كبير جميل الوجه حسن الهيئة و السمت و معه كتاب في يده قال فجعل يتصفح الناس حتى أتى عليا ع فسلم عليه بالخلافة ثم قال إني رجل من نسل رجل من حواري عيسى ابن مريم و كان من أفضل حواريه الاثني عشر و أحبهم إليه و أبرهم عنده و إليه أوصى عيسى ابن مريم و أعطاه كتبه و علمه و حكمته فلم تزل أهل بيته متمسكين بملته و لم تبدل و لم تزد و لم تنقص و تلك الكتب عندي إملاء عيسى و خط الأنبياء فيه كل شيء تفعله الناس ملك ملك و كم يملك و كم يكون في زمان كل ملك منهم ثم إن الله تعالى يبعث من العرب رجلا من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل من أرض تهامة من قرية يقال لها مكة نبي يقال له أحمد له اثنا عشر وصيا و ذكر مولده و مبعثه و مهاجرته و من يقاتله و من ينصره و من يعاونه و من يعاديه و كم يعيش و ما تلقى أمته من بعده من الفرقة و الاختلاف و فيه تسمية كل إمام هدى و كل إمام ضلال إلى أن ينزل المسيح من السماء و في ذلك الكتاب أربعة عشر اسما من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله ع و أحبهم إليه الله ولي من والاهم و عدو من عاداهم فمن أطاعهم فقد أطاع الله و من أطاع الله فقد اهتدى و اعتصم طاعتهم لله رضى و معصيتهم لله معصية مكتوبين بأسمائهم و نسبهم و نعوتهم و كم يعيش كل واحد منهم بعد واحد و كم رجل يستسر بدينه و يكتمه من قومه و من يظهره منهم و من يملك و ينقاد له الناس حتى ينزل عيسى على آخرهم فيصلي عيسى خلفه في الصف أولهم أفضلهم و آخرهم له مثل أجورهم و أجور من أطاعهم و اهتدى بهداهم أولهم أحمد رسول الله و اسمه محمد بن عبد الله و يس و طه و نون و الفاتح و الخاتم و الحاشر و العاقب و السابح و العابد و هو نبي الله و خليل الله و حبيب الله و صفوته و خيرته و يراه الله بعينه و يكلمه بلسانه فيتلى بذكره إذا ذكر و هو أكرم خلق الله على الله و أحبهم إلى الله لم يخلق الله ملكا مقربا و لا نبيا مرسلا من عصر آدم إليه أحب إلى الله منه يقعده الله يوم القيامة بين يدي عرشه و ليشفعه في كل من يشفع فيه باسمه جرى القلم في اللوح المحفوظ في أم الكتاب و بذكره محمد صاحب اللواء يوم القيامة يوم الحشر الأكبر و أخوه و وصيه و خليفته في أمته و أحب خلق الله إليه بعده علي بن أبي طالب ابن عمه لأبيه و أمه و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعده ثم أحد عشر رجلا من بعده من ولد محمد من ابنته فاطمة ع أول ولدهم مثل ابني موسى و هارون شبر و شبير و تسعة من ولدهم أصفهم واحدا بعد واحد آخرهم الذي يؤم بعيسى ابن مريم و فيه تسمية أنصارهم و من يظهر منهم ثم يملأ الأرض قسطا و عدلا و يملكون ما بين المشرق إلى المغرب حتى يظهرهم الله على الأديان كلها
فلما بعث هذا النبي ص أتاه أبي و آمن به و صدقه و كان شيخا كبيرا فلما أدركته الوفاة قال لي إن خليفة محمد في هذا الكتاب بعينه سيمر بك إذا مضى ثلاثة أئمة من أئمة الضلال و الدعاة إلى النار و هم عندي مسمون بأسمائهم و قبائلهم و هم فلان و فلان و فلان و كم يملك كل واحد منهم فإذا جاء بعدهم الذي له الحق عليهم فاخرج إليه و بايعه و قاتل معه فإن الجهاد معه مثل الجهاد مع رسول الله ص الموالي له كالموالي لله و المعادي له كالمعادي لله يا أمير المؤمنين مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أنك خليفته في أمته و شاهده على خلقه و حجته على عباده و خليفته في الأرض و أن الإسلام دين الله و أني أبرأ إلى الله من كل من خالف دين الإسلام و أنه دين الله الذي اصطفاه و ارتضاه لأوليائه و أن دين الإسلام دين عيسى ابن مريم و من كان قبله من الأنبياء و الرسل الذين دان لهم من مضى من آبائه و إني أتوالى وليك و أبرأ من عدوك و أتوالى الأئمة الأحد عشر من ولدك و أبرأ من عدوهم و ممن خالفهم و ممن ظلمهم و جحد حقهم من الأولين و الآخرين و عند ذلك ناوله يده و بايعه فقال ناولني كتابك فناوله إياه فقال لرجل من أصحابه مع هذا الرجل فانظر له ترجمان يفهم كلامه فينسخه بالعربية مفسرا فأتني به مكتوبا بالعربية فلما أن أتوا به قال ع لولده الحسين ايتني بذلك الكتاب الذي دفعته إليك فأتى به قال اقرأه و انظر أنت يا فلان في هذا الكتاب فإنه خطي بيدي أملاه رسول الله ص علي فقرأه فما خالف حرف حرفا ما فيه تأخير و لا تقديم كأنه أملاه رجل واحد على رجل واحد فعند ذلك حمد الله علي ع و أثنى عليه و قال الحمد لله الذي جعل ذكري عنده و عند أوليائه و عند رسوله و لم يجعلني من أولياء الشيطان و حزبه قال ففرح عند ذلك من حضر من شيعته من المؤمنين و ساء من كان من المنافقين حتى ظهر في وجوههم و ألوانهم
أقول وجدته في أصل كتاب سليم مع زيادات أوردتها في كتاب أحوال النبي ص
9- فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ بالإسناد يرفعه إلى الحسن عن أبيه عن جده رسول الله ص قال بينا أنا ذات يوم جالس إذ دخل علينا رجل طويل كأنه النخلة فلما قلع رجله عن الأخرى تفرقعا فعند ذلك قال ع أما هذا فليس من ولد آدم فقالوا يا رسول الله و هل يكون أحد من غير ولد آدم قال نعم هذا أحدهم فدنا الرجل فسلم على النبي فقال من تكون قال أنا الهام بن الهيم بن لاقيس بن إبليس قال ص بينك و بين إبليس أبوان قال نعم يا رسول الله قال و كم تعد من السنين قال لما قتل قابيل هابيل كنت غلاما بين الغلمان أفهم الكلام و أدور الآجام و آمر بقطيعة الأرحام فقال ص بئس السيرة التي تذكر إن بقيت عليها فقال كلا يا رسول الله إني لمؤمن تائب قال و على يد من تبت و جرى إيمانك قال على يد نوح و عاتبته على ما كان من دعائه على قومه قال إني على ذلك من النادمين و أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ و صاحبت بعده هودا ع فكنت أصلي بصلاته و أقرأ الصحف التي علمنيها مما أنزل على جده إدريس فكنت معه إلى أن بعث الله الريح العقيم على قومه فنجاه و نجاني معه و صحبت صالحا من بعده فلم أزل معه إلى أن بعث الله على قومه الراجفة فنجاه و نجاني معه و لقيت من بعده أباك إبراهيم فصحبته و سألته أن يعلمني من الصحف التي أنزلت عليه فعلمني و كنت أصلي بصلاته فلما كاده قومه و القوة في النار جعلها الله عليه بردا و سلاما فكنت له مونسا حتى توفي فصحبت بعده ولديه إسماعيل و إسحاق من بعده و يعقوب و لقد كنت مع أخيك يوسف في الجب مونسا و جليسا حتى أخرجه الله و ولاه مصر و رد عليه أبواه و لقيت أخاك موسى و سألته أن يعلمني من التوراة التي
أنزلت عليه فعلمني فلما توفي صحبت وصيه يوشع فلم أزل معه حتى توفي و لم أزل من نبي إلى نبي إلى أخيك داود و أعنته على قتل الطاغية جالوت و سألته أن يعلمني من الزبور الذي أنزل الله إليه فعلمت منه و صحبت بعده سليمان و صحبت بعده وصيه آصف بن برخيا بن سمعيا و لقد لقيت نبيا بعد نبي فكل يبشرني و يسألني أن أقرأ عليك السلام حتى صحبت عيسى و أنا أقرئك يا رسول الله عمن لقيت من الأنبياء السلام و من عيسى خاصة أكثر سلام الله و أتمه فقال رسول الله ص على جميع أنبياء الله و رسله و على أخي عيسى مني السلام و رحمة الله و بركاته ما دامت السماوات و الأرض و عليك يا هام السلام و لقد حفظت الوصية و أديت الأمانة فاسأل حاجتك قال يا رسول الله حاجتي أن تأمر أمتك أن لا يخالفوا أمر الوصي فإني رأيت الأمم الماضية إنما هلكت بتركها أمر الوصي قال النبي ص و هل تعرف وصيي يا هام قال إذا نظرت إليه عرفته بصفته و اسمه التي قرأته في الكتب قال انظر هل تراه ممن حضر فالتفت يمينا و شمالا فقال ليس هو فيهم يا رسول الله فقال يا هام من كان وصي آدم قال شيث قال فمن وصي شيث قال أنوش قال فمن وصي أنوش قال قينان قال فوصي قينان قال مهلائيل قال فوصي مهلائيل قال برد قال فوصي برد قال النبي المرسل إدريس قال فمن وصي إدريس قال متوشلخ قال فمن وصي متوشلخ قال لمك قال فمن وصي لمك قال أطول الأنبياء عمرا و أكثرهم لربه شكرا و أعظمهم أجرأ ذاك أبوك نوح قال فمن وصي نوح قال سام قال فمن وصي سام قال أرفحشذ قال فمن وصي أرفحشذ قال عابر قال فمن وصي عابر قال شالخ قال فمن وصي شالخ قال قالع قال فمن وصي قالع قال أشروغ قال فمن وصي أشروغ قال روغا قال فمن وصي روغا قال ناخور قال فمن وصي ناخور قال تارخ قال فمن وصي تارخ قال لم يكن له وصي بل أخرج الله من صلبه إبراهيم خليل الله قال صدقت يا هام فمن وصي إبراهيم قال إسماعيل قال فمن وصيه قال نبت قال فمن وصي نبت قال حمل قال فمن وصي حمل قال قيدار قال فمن وصي قيدار قال لم يكن له وصي حتى خرج من إسحاق يعقوب قال صدقت يا هام لقد صدقت الأنبياء و الأوصياء فمن وصي يعقوب قال يوسف قال فمن وصي يوسف قال موسى قال فمن وصي موسى قال يوشع بن نون قال فمن وصي يوشع قال داود قال فمن وصي داود قال سليمان قال فمن وصي سليمان قال آصف بن برخيا قال و وصي عيسى شمعون بن الصفا قال هل وجدت صفة وصيي و ذكره في الكتب قال نعم و الذي بعثك بالحق نبيا إن اسمك في التوراة ميدميد و اسم وصيك إليا و اسمك في الإنجيل حمياطا و اسم وصيك فيها هيدار و اسمك في الزبور ماح ماح محي بك كل كفر و شرك و اسم وصيك قاروطيا قال فما معنى اسم وصيي في التوراة إليا قال إنه الولي من بعدك قال فما معنى اسمه في الإنجيل هيدار قال الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم قال فما معنى اسمه في الزبور قاروطيا قال حبيب ربه قال يا هام إذا رأيته تعرفه قال نعم يا رسول الله فهو مدور الهامة معتدل القامة بعيد من الدمامة عريض الصدر ضرغامة كبير العينين آنف الفخذين أخمص الساقين عظيم البطن سوي المنكبين قال يا سلمان ادع لنا عليا فجاء حتى دخل المسجد فالتفت إليه الهام و قال ها هو يا رسول الله بأبي أنت و أمي هذا و الله وصيك فأوص أمتك أن لا يخالفوه فإنه هلك الأمم بمخالفة الأوصياء قال قد فعلنا ذلك يا هام فهل من حاجة فإني أحب قضاءها لك قال نعم يا رسول الله أحب أن تعلمني من هذا القرآن الذي أنزل عليك تشرح لي سنتك و شرائعك لأصلي بصلاتك قال يا أبا الحسن ضمه إليك و علمه قال علي ع فعلمته فاتحة الكتاب و المعوذتين و قل هو الله أحد و آية الكرسي و آيات من آل عمران و الأنعام و الأعراف و الأنفال و ثلاثين سورة من المفصل ثم إنه غاب فلم
ير إلا يوم صفين فلما كان ليلة الهرير نادى يا أمير المؤمنين اكشف عن رأسك فإني أجده في الكتاب أصلعا قال أنا ذلك ثم كشف عن رأسه و قال أيها الهاتف أظهر لي رحمك الله قال فظهر له فإذا هو الهام بن الهيم قال من تكون قال أنا الذي من علي بك ربي و علمتني كتاب الله و آمنت بك و بمحمد ص فعند ذلك سلم عليه و جعل يحادثه و يسأله ثم قاتل إلى الصبح ثم غاب قال الأصبغ بن نباتة فسألت أمير المؤمنين ع بعد ذلك عنه قال قتل الهام بن الهيم رحمة الله عليه
بيان الدمامة قبح الخلقة و حقارتها و الآنف القريب
10- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ سعيد بن الحسين بن مالك معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَ ما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ قال قضى بخلافة يوشع بن نون من بعده ثم قال له لم أدع نبيا من غير وصي و إني باعث نبيا عربيا و جاعل وصيه عليا فذلك قوله وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ
فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن أحمد بن علي بن حاتم معنعنا عن ابن عباس مثله و زاد فيه في الوصاية و حدثه بما كان و ما هو كائن فقال ابن عباس و قد حدث نبيه بما هو كائن و حدثه باختلاف هذه الأمة من بعده فمن زعم أن رسول الله ص مات بغير وصية فقد كذب الله و جهل نبيه
11- يف، ]الطرائف[ ذكر شيخ المحدثين ببغداد في تقديمه على تاريخ الخطيب عن محمد بن حماد الطهراني قال خيرني هشام بن عبد الملك من أرض الحجاز إلى أرض الشام فاخترت البلقاء فوجدت فيها جبلا أسود مكتوبا عليه بالأندر ما هو من سلب آل عمران فسألت عمن يقرؤه فجاءوا بشيخ قد كبرت سنه قال ما أعجب ما عليه بالعبراني مكتوب باسمك اللهم جاء الحق من ربك بلسان عربي لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله و كتب موسى بن عمران بيده
أقول قال ابن أبي الحديد قال نصر بن مزاحم روى حبة أن عليا ع لما نزل إلى الرقة نزل بموضع يقال له البليخ على جانب الفرات فنزل راهب هناك من صومعته فقال لعلي ع إن عندنا كتابا توارثناه عن آبائنا كتبه أصحاب عيسى ابن مريم أعرضه عليك قال نعم فقرأ الراهب الكتاب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الذي قضى فيما قضى و سطر فيما كتب أنه باعث في الأميين رسولا منهم يعلمهم الكتاب و الحكمة و يدلهم على سبيل الله لا فظ و لا غليظ و لا صخاب في الأسواق و لا يجزي بالسيئة السيئة بل يعفو و يصفح أمته الحمادون الذين يحمدون الله على كل نشر و في كل صعود و هبوط تذل ألسنتهم بالتكبير و التهليل و التسبيح و ينصره الله على من ناواه فإذا توفاه الله ثم اختلف أمته من بعده ثم اجتمعت فلبثت ما شاء الله ثم اختلفت فيمر رجل من أمته بشاطئ هذا الفرات يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يقضي بالحق و لا يركس الحكم الدنيا أهون عليه من الرماد في يوم عاصفة به الريح و الموت أهون عنده من شرب الماء على الظمإ يخاف الله في السر و ينصح له في العلانية لا يخاف في الله لومة لائم فمن أدرك ذلك النبي ص من أهل هذه البلاد فآمن به كان ثوابه رضواني و الجنة و من أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره فإن القتل معه شهادة ثم قال أنا مصاحبك فلا أفارقك حتى يصيبني ما أصابك فبكى ع ثم قال الحمد لله الذي لم أكن عنده منسيا الحمد لله الذي ذكرني عنده في كتب الأبرار فمضى الراهب معه فكان فيما ذكروا يتغدى مع أمير المؤمنين و يتعشى حتى أصيب يوم صفين فلما خرج الناس يدفنون قتلاهم قال ع اطلبوه فلما وجدوه صلى عليه و دفنه و قال هذا منا أهل البيت و استغفر له مرارا
روى هذا الخبر نصر بن مزاحم في كتاب صفين عن عمر بن سعد عن مسلم الأعور عن حبة العرني و رواه أيضا عن إبراهيم بن ديزيل الهمداني بهذا الإسناد عن حبة أيضا في كتاب صفين
12- كنز الكراجكي، عن الشريف طاهر بن موسى الحسيني عن عبد الوهاب بن أحمد عن أحمد بن محمد بن زياد عن الطهراني أبي الحسن قال و حدثني محمد بن عبيد عن الحسين بن أبي بكر عن أبي الفضل عن أبي علي بن الحسن التمار عن أبي سعيد عن الطهراني عن عبد الرزاق عن معمر قال أشخصني هشام بن عبد الملك عن أرض الحجاز إلى الشام زائرا له فسرت فلما أتيت أرض البلقاء رأيت جبلا أسود و عليه مكتوب أحرفا لم أعلم ما هي فعجبت من ذلك ثم دخلت عمان قصبة البلقاء فسألت عن رجل يقرأ ما على القبور و الجبال فأرشد إلي شيخ كبير فعرفته ما رأيت فقال اطلب شيئا أركبه لأخرج معك فحملته معي على راحلتي و خرجنا إلى الجبل و معي محبرة و بياض فلما قرأ قال لي ما أعجب ما عليه بالعبرانية فنقلته بالعربية فإذا هو باسمك اللهم جاء الحق من ربك بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله و كتب موسى بن عمران بيده
13- كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن عبد الله بن إسحاق عن الحسن بن علي بن سليمان عن محمد بن عمران عن أبي عبد الله ع قال أتي أمير المؤمنين ع و هو جالس في المسجد بالكوفة بقوم وجدوهم يأكلون بالنهار في شهر رمضان فقال لهم أمير المؤمنين ع أكلتم و أنتم مفطرون قالوا نعم قال أ يهود أنتم قالوا لا قال فنصارى قالوا لا قال فعلى شيء من هذه الأديان المخالفين للإسلام قالوا بل مسلمون قال فسفر أنتم قالوا لا قال فيكم علة استوجبتم الإفطار و لا نشعر بها فإنكم أبصر بأنفسكم منا لأن الله عز و جل يقول بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ قالوا بل أصبحنا ما بنا من علة قال فضحك أمير المؤمنين ع ثم قال تشهدون أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله قالوا لا نعرفه بذلك إنما هو أعرابي دعا إلى نفسه فقال إن أقررتم و إلا قتلتكم قالوا و إن فعلت فوكل بهم شرطة الخميس و خرج بهم إلى الظهر ظهر الكوفة و أمر أن يحفر حفرتين و حفر إحداهما إلى جنب الأخرى ثم خرق فيما بينهما كوة ضخمة شبه الخوخة فقال لهم إني واضعكم في أحد هذين القليبين و أوقد في الآخر النار فأقتلكم بالدخان قالوا و إن فعلت ف إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا فوضعهم في أحد الجبين وضعا رفيقا ثم أمر بالنار فأوقدت في الجب الآخر ثم جعل يناديهم مرة بعد مرة ما تقولون فيجيبون فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ حتى ماتوا قال ثم انصرف فسار بفعله الركبان و تحدث به الناس فبينما هو ذات يوم في المسجد إذ قدم عليه يهودي من أهل يثرب قد أقر له من في يثرب من اليهود أنه أعلمهم و كذلك كانت آباؤه من قبل قال و قدم على أمير المؤمنين ع في عدة من أهل بيته فلما انتهوا إلى المسجد الأعظم بالكوفة أناخوا رواحلهم ثم وقفوا على باب المسجد و أرسلوا إلى أمير المؤمنين ع إنا قوم من اليهود قدمنا من الحجاز و لنا إليك حاجة فهل تخرج إلينا أم ندخل إليك قال فخرج إليهم و هو يقول سيدخلون و يستأنفون باليمين فما حاجتكم فقال له عظيمهم يا ابن أبي طالب ما هذه البدعة التي أحدثت في دين محمد فقال له و أية بدعة فقال له اليهودي زعم قوم من أهل الحجاز أنك عمدت إلى قوم شهدوا أن لا إله إلا الله و لم يقروا أن محمدا رسوله فقتلتهم بالدخان فقال له أمير المؤمنين ع فنشدتك بالتسع الآيات التي أنزلت على موسى ع بطور سيناء و بحق الكنائس الخمس القدس و بحق السمت الديان هل تعلم أن يوشع بن نون أتي بقوم بعد وفاة موسى شهدوا أن لا إله إلا الله و لم يقروا أن موسى رسول الله فقتلهم بمثل هذه القتلة فقال له اليهودي نعم أشهد أنك ناموس موسى قال ثم أخرج من قبائه كتابا فدفعه إلى أمير المؤمنين ع ففضه و نظر فيه و بكى فقال له اليهودي ما يبكيك يا ابن أبي طالب إنما نظرت في هذا الكتاب و هو كتاب سرياني و أنت رجل عربي فهل تدري ما هو فقال له أمير المؤمنين ع نعم هذا اسمي مثبت فقال له اليهودي فأرني اسمك في هذا الكتاب و أخبرني ما اسمك بالسريانية قال فأراه أمير المؤمنين اسمه في الصحيفة و قال اسمي إليا فقال اليهودي أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله و أشهد أنك وصي محمد و أشهد أنك أولى الناس بالناس بعد محمد ص و بايعوا أمير المؤمنين و دخل المسجد فقال أمير المؤمنين ع الحمد لله الذي لم أكن عنده منسيا الحمد لله الذي أثبتني عنده في صحيفة الأبرار