1- ج، ]الإحتجاج[ جعفر بن محمد الصادق عن آبائه عن علي ع قال كنت أنا و رسول الله ص في المسجد بعد أن صلى الفجر ثم نهض و نهضت معه و كان إذا أراد أن يتجه إلى موضع أعلمني بذلك فكان إذا أبطأ في الموضع صرت إليه لأعرف خبره لأنه لا يتقار قلبي على فراقه ساعة فقال لي أنا متجه إلى بيت عائشة فمضى و مضيت إلى بيت فاطمة ع فلم أزل مع الحسن و الحسين و هي و أنا مسروران بهما ثم إني نهضت و صرت إلى باب عائشة فطرقت الباب فقالت لي عائشة من هذا فقلت لها أنا علي فقالت إن النبي ص راقد فانصرفت ثم قلت النبي راقد و عائشة في الدار فرجعت و طرقت الباب فقالت لي عائشة من هذا فقلت أنا علي فقالت إن النبي على حاجة فانثنيت مستحييا من دقي الباب و وجدت في صدري ما لا أستطيع عليه صبرا فرجعت مسرعا فدققت الباب دقا عنيفا فقالت لي عائشة من هذا فقلت أنا علي فسمعت رسول الله ص يقول لها يا عائشة افتحي له الباب ففتحت فدخلت فقال لي اقعد يا أبا الحسن أحدثك بما أنا فيه أو تحدثني بإبطائك عني فقلت يا رسول الله حدثني فإن حديثك أحسن فقال يا أبا الحسن كنت في أمر كتمته من ألم الجوع فلما دخلت بيت عائشة و أطلت القعود ليس عندها شيء تأتي به مددت يدي و سألت الله القريب المجيب فهبط علي حبيبي جبرئيل ع و معه هذا الطير و وضع إصبعه على طائر بين يديه فقال إن الله عز و جل أوحى إلي أن آخذ هذا الطير و هو أطيب طعام في الجنة فأتيتك به يا محمد فحمدت الله كثيرا و عرج جبرئيل فرفعت يدي إلى السماء فقلت اللهم يسر عبدا يحبك و يحبني يأكل معي هذا الطائر فمكثت مليا فلم أر أحدا يطرق الباب فرفعت يدي ثم قلت اللهم يسر عبدا يحبك و يحبني و تحبه و أحبه يأكل معي هذا الطائر فسمعت طرقك للباب و ارتفاع صوتك فقلت لعائشة أدخلي عليا فدخلت فلم أزل حامدا لله حتى بلغت إلي إذ كنت تحب الله و تحبني و يحبك الله و أحبك فكل يا علي فلما أكلت أنا و النبي الطائر قال لي يا علي حدثني فقلت يا رسول الله لم أزل منذ فارقتك أنا و فاطمة و الحسن و الحسين مسرورين جميعا ثم نهضت أريدك فجئت فطرقت الباب فقالت لي عائشة من هذا فقلت لها أنا علي فقالت إن النبي ص راقد فانصرفت فلما صرت إلى الطريق الذي سلكته رجعت فقلت النبي راقد و عائشة في الدار لا يكون هذا فجئت فطرقت الباب فقالت لي من هذا فقلت أنا علي فقالت إن النبي على حاجة فانصرفت مستحييا فلما انتهيت إلى الموضع الذي رجعت منه أول مرة وجدت في قلبي ما لم أستطع عليه صبرا و قلت النبي على حاجة و عائشة في الدار فرجعت فدققت الباب الدق الذي سمعته يا رسول الله فسمعتك يا رسول الله أنت تقول لها أدخلي عليا فقال النبي ص أبيت إلا أن يكون الأمر هكذا يا حميراء ما حملك على هذا فقالت يا رسول الله اشتهيت أن يكون أبي يأكل من الطير فقال لها ما هو بأول ضغن بينك و بين علي و قد وقفت على ما في قلبك لعلي إنك لتقاتلينه فقالت يا رسول الله و تكون النساء يقاتلن الرجال فقال لها يا عائشة إنك
لتقاتلين عليا و يصحبك و يدعوك إلى هذا نفر من أصحابي فيحملونك عليه و ليكونن في قتالك له أمر تتحدث به الأولون و الآخرون و علامة ذلك أنك تركبين الشيطان ثم تبتلين قبل أن تبلغي إلى الموضع الذي يقصد بك إليه فتنبح عليك كلاب الحوأب فتسألين الرجوع فيشهد عندك قسامة أربعين رجلا ما هي كلاب الحوأب فتصيرين إلى بلد أهله أنصارك هو أبعد بلاد على الأرض إلى السماء و أقربها إلى الماء و لترجعين و أنت صاغرة غير بالغة إلى ما تريدين و يكون هذا الذي يردك مع من يثق به من أصحابه أنه لك خير منك له و لينذرنك ما يكون الفراق بيني و بينك في الآخرة و كل من فرق علي بيني و بينه بعد وفاتي ففراقه جائز فقالت يا رسول الله ليتني مت قبل أن يكون ما تعدني فقال لها هيهات هيهات و الذي نفسي بيده ليكونن ما قلت حتى كأني أراه ثم قال لي قم يا علي فقد وجبت صلاة الظهر حتى آمر بلالا بالأذان فأذن بلال و أقام الصلاة و صلى و صليت معه و لم نزل في المسجد
2- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن محمد بن أحمد بن الحسن عن يوسف بن عدي عن حماد بن المختار عن عبد الملك بن عمير عن أنس بن مالك قال أهدي لرسول الله ص طائر فوضع بين يديه فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي فجاء علي ع فدق الباب فقلت من ذا فقال أنا علي فقلت إن النبي ص على حاجة حتى فعل ذلك ثلاثا فجاء الرابعة فضرب الباب برجله فدخل فقال النبي ص ما حبسك قال قد جئت ثلاث مرات فقال النبي ص ما حملك على ذلك قال قلت كنت أحب أن يكون رجلا من قومي
-3 شف، ]كشف اليقين[ أحمد بن مردويه عن محمد بن القاسم بن أحمد عن أحمد بن محمد بن سليمان عن محمد بن علي بن خلف عن محمد بن القاسم الكوفي عن إسماعيل بن زياد البزاز عن أبي إدريس عن رافع مولى عائشة قال كنت غلاما أخدمها فكنت إذا كان رسول الله ص عندها أكون قريبا أعاطيها قال فبينا رسول الله ص عندها ذات يوم إذ جاء جاء فدق الباب قال فخرجت إليه فإذا جارية معها إناء مغطى قال فرجعت إلى عائشة فأخبرتها قالت أدخلها فدخلت فوضعته بين يدي عائشة فوضعته عائشة بين يدي رسول الله ص و جعل يأكل و خرجت الجارية فقال رسول الله ص ليت أمير المؤمنين و سيد المسلمين و إمام المتقين عندي يأكل معي فجاء جاء فدق الباب فخرجت إليه فإذا هو علي بن أبي طالب ع قال فرجعت فقلت هذا علي فقال النبي ص أدخله فلما دخل قال النبي ص مرحبا و أهلا لقد تمنيتك مرتين حتى لو أبطأت علي لسألت الله عز و جل أن يأتي بك اجلس فكل معي
بشا، ]بشارة المصطفى[ محمد بن علي بن عبد الصمد عن أبيه عن جده عن محمد بن القاسم الفارسي عن عبد الله بن أبي حامد عن زيد بن محمد بن جعفر عن محمد بن جعفر العباب عن الحسن بن سليمان عن محمد بن كثير عن إسماعيل البزاز مثله و زاد في آخره ثم قال رسول الله ص قاتل الله من قاتلك و عادى من عاداك مرتين أو ثلاثا
4- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ روى حديث الطير جماعة منهم الترمذي في جامعه و أبو نعيم في حلية الأولياء و البلاذري في تاريخه و الخركوشي في شرف المصطفى و السمعاني في فضائل الصحابة و الطبري في الولاية و ابن البيع في الصحيح و أبو يعلى في المسند و أحمد في الفضائل و النطنزي في الاختصاص و قد رواه محمد بن إسحاق و محمد بن يحيى الأزدي و سعيد و المازني و ابن شاهين و السدي و أبو بكر البيهقي و مالك و إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة و عبد الملك بن عمير و مسعر بن كدام و داود بن علي بن عبد الله بن عباس و أبو حاتم الرازي بأسانيدهم عن أنس و ابن عباس و أم أيمن و رواه ابن بطة في الإبانة من طريقين و الخطيب و أبو بكر في تاريخ بغداد من سبعة طرق و قد صنف أحمد بن محمد بن سعيد كتاب الطير و قال القاضي أحمد قد صح عندي حديث الطير و قال أبو عبد الله البصري إن طريقة أبي عبد الله الجبائي في تصحيح الأخبار يقتضي القول بصحة هذا الخبر لإيراده يوم الشورى فلم ينكر قال الشيخ قد استدل به أمير المؤمنين ع على فضله في قصة شورى بمحضر من أهلها فما كان فيهم إلا من عرفه و أقر به و العلم بذلك كالعلم بالشورى نفسها فصار متواترا و ليس في الأمة على اختلافها من دفع هذا الخبر و حدثني أبو العزيز كادش العكبري عن أبي طالب الحربي العشاري عن ابن شاهين الواعظ في كتابه ما قرب سنده قال حدثني نصر بن أبي القاسم الفرائضي قال محمد بن عيسى الجوهري قال قال نعيم بن سالم بن قنبر قال قال أنس بن مالك الخبر و قد أخرجه علي بن إبراهيم في كتاب قرب الإسناد و قد رواه خمسة و ثلاثون رجلا من الصحابة عن أنس و عشرة عن رسول الله ص فقد صح أن الله تعالى و النبي يحبانه و ما صح ذلك لغيره فيجب الاقتداء به و من عزى خبر الطائر إليه قصر الإمامة عليه و مجمع الحديث أن أنسا تعصب بعصابة فسئل عنها فقال هذه دعوة علي قيل و كيف ذلك قال أهدي إلى رسول الله ص طائر مشوي فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير فجاء علي ع فقلت له رسول الله ص عنك مشغول و أحببت أن يكون رجلا من قومي فدعا رسول الله ص ثانيا فجاء علي ع فقلت رسول الله عنك مشغول فدعا رسول الله ص ثالثا فجاء علي ع فقلت رسول الله ص عنك مشغول فرفع علي صوته و قال و ما يشغل رسول الله ص عني و سمعه رسول الله ص فقال يا أنس من هذا قلت علي بن أبي طالب ع قال ائذن له فلما دخل قال له يا علي إني قد دعوت الله ثلاث مرات أن يأتيني بأحب خلقه إليه و إلي أن يأكل معي هذا الطير و لو لم تجئني في الثالثة لدعوت الله باسمك أن يأتيني بك فقال يا رسول الله إني قد جئت ثلاث مرات كل ذلك يردني أنس و يقول رسول الله عنك مشغول فقال لي رسول الله ص ما حملك على هذا قلت أحببت أن يكون رجلا من قومي فرفع علي يده إلى السماء فقال اللهم ارم أنسا بوضح لا يستره من الناس
و في رواية لا تواريه العمامة ثم كشف العمامة عن رأسه فقال هذه دعوة علي هذه دعوة علي
لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن علي عن أبيه عن أبي هدبة قال رأيت أنس بن مالك معصوبا بعصابة فسألته عنها فقال هي دعوة علي بن أبي طالب ع فقلت له و كيف كان ذلك و ساق الحديث مثل ما مر
و في بعض النسخ فلما كان يوم الدار استشهدني علي ع فكتمته فقلت إني أنسيته فرفع علي يده إلى آخر الخبر
5- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أنه ع كان أحب الخلق إلى الله و إلى رسوله لوجوه منها قوله ص اللهم ائتني بأحب الخلق إليك و إلي يأكل معي من هذا الطائر و منها قوله ص لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله و منها ادعوا إلي خليلي فدعوا لفلان و فلان فأعرض فإذا ثبت أن عليا ع كان أحب الخلق إلى الله و إلى رسوله فلا يجوز لغيره أن يتقدم عليه و قد قال الله تعالى قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ إبانة بن بطة و فضائل أحمد في خبر عن عكرمة عن ابن عباس قال و لقد عاتب الله أصحاب محمد ص في غير آي من القرآن و ما ذكر عليا إلا بخير و ذلك نحو قوله وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ و قوله تعالى وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ الآية و قوله تعالى في آية المناجاة فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ البخاري توفي النبي ص و هو عنه راض يعني عن علي ع و قد ذكرنا أنه أولى الناس لقوله تعالى لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ لأنه قد صح أنه لم يفر قط من زحف و ما ثبت ذلك لغيره
6- كشف، ]كشف الغمة[ من مناقب الخوارزمي عن أنس قال كان عند النبي ص طير فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير فجاء علي ع فأكل معه
و منه عن ابن عباس قال أتي النبي ص بطائر فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك فجاءه علي بن أبي طالب ع فقال اللهم واله
أبو عيسى الترمذي هذا الحديث في جامعه و ذكره النسائي في حديثه
7- بشا، ]بشارة المصطفى[ محمد بن علي بن عبد الصمد عن أبيه عن جده عن محمد بن القاسم الفارسي عن عبد الله بن أبي حامد عن محمد بن إبراهيم بن أحمد عن أحمد بن مدرك عن إبراهيم بن سعد عن حسين بن محمد عن سليمان بن قرط عن محمد بن شعيب عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده أن النبي ص أتي بطير فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك فجاء علي ع فقال اللهم وال من والاه و عاد من عاداه
8- يف، ]الطرائف[ أحمد بن حنبل في مسنده يرفعه إلى سفينة مولى رسول الله ص أن امرأة من الأنصار أهدت إلى رسول الله ص طيرين بين رغيفين فقدمت إليه الطيرين فقال رسول الله ص اللهم ائتني بأحب خلقك إليك و إلى رسولك فجاء علي ع فرفع صوته فقال رسول الله ص من هذا قلت علي قال افتح له ففتحت له فأكل مع النبي ص حتى فنيا
و مما يدل على أن هذا المعنى قد تكرر من النبي ص في عدة أطيار و عدة مجالس ما رووه من غير هذا الطريق في الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثالث في باب مناقب أمير المؤمنين علي ع من صحيح أبي داود و هو كتاب السنن بإسناد متصل عن أنس بن مالك قال كان عند النبي ص طائر قد طبخ له فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي فجاء علي ع فأكل معه منه
و رواه الشافعي ابن المغازلي في كتابه من نحو أكثر من ثلاثين طريقا فمنها ما يدل على أن ذلك قد وقع من النبي ص في طائر آخر قال بإسناده عن الزبير بن عدي عن أنس قال أهدي إلى رسول الله ص طير مشوي فلما وضع بين يديه قال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك حتى يأكل معي من هذا الطير قال فقلت في نفسي اللهم اجعله رجلا من الأنصار قال فجاء علي ع فقرع الباب قرعا خفيفا فقلت من هذا فقال علي فقلت إن رسول الله ص على حاجة فانصرف قال فرجعت إلى رسول الله ص و هو يقول الثانية اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فقلت في نفسي اللهم اجعله رجلا من الأنصار قال فجاء علي ع فقرع الباب فقلت أ لم أخبرك أن رسول الله ص على حاجة فانصرف فرجعت إلى رسول الله ص و هو يقول الثالثة اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير قال فجاء علي ع فضرب الباب ضربا شديدا فقال رسول الله ص افتح افتح افتح قال فلما نظر إليه رسول الله ص قال اللهم و إلي اللهم و إلي اللهم و إلي قال فجلس مع رسول الله ص فأكل معه من الطير
و في بعض روايات ابن المغازلي أن النبي ص قال لعلي ع ما أبطأك قال هذه ثالثة و يردني أنس قال النبي ص يا أنس ما حملك على ما صنعت قال رجوت أن يكون رجلا من الأنصار فقال لي يا أنس أ و في الأنصار خير من علي أ و في الأنصار أفضل من علي
9- مد، ]العمدة[ من مناقب ابن المغازلي عن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب السمسار عن أحمد بن علي الحنوطي عن إسماعيل بن محمد الطبيب عن أحمد بن عبد بن المفضل الواسطي عن محمد بن أحمد بن سهل النحوي عن علي بن الحسن الطحان عن محمد بن عثمان المعدل عن أسلم بن سهل البزاز عن وهب بن بقية الواسطي عن إسحاق بن يوسف الأزرق عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أنس بن مالك قال دخلت على محمد بن الحجاج فقال يا أبا حمزة حدثنا عن رسول الله ص حديثا ليس بينك و بينه فيه أحد فقلت تحدثوا فإن الحديث شجون يجر بعضه بعضا فذكر أنس حديثا عن علي بن أبي طالب ع فقال له محمد بن الحجاج عن أبي تراب تحدثنا دعنا من أبي تراب فغضب أنس و قال لعلي تقول هذا أما و الله إذ قلت هذا فلأحدثنك بحديث فيه سمعته من رسول الله ص أهديت له ص يعاقيب فأكل منها و فضلت فضلة و شيء من خبز فلما أصبح أتيته به فقال رسول الله ص ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فجاء رجل فضرب الباب فرجوت أن يكون من الأنصار فإذا أنا بعلي ع فقلت أ ليس إنما جئت الساعة فرجعت ثم قال رسول الله ص اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فجاء رجل فضرب الباب فإذا به علي ع فسمعه رسول الله ص فقال اللهم و إلي اللهم و إلي
قال أسلم روي هذا الحديث عن أنس بن مالك يوسف بن إبراهيم الواسطي و إسماعيل سليمان الأزرق و إسماعيل السدي و إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة و يمامة بن عبد الله بن أنس و سعيد بن زربي قال ابن سمعان سعيد بن زربي إنما حدث به عن أنس و قد روى جماعة عن أنس منهم سعيد بن المسيب و عبد الملك بن عمير و مسلم الملائي و سليمان بن الحجاج الطائفي و ابن أبي الرجاء الكوفي و إسماعيل بن عبد الله بن جعفر و نعيم بن سالم و غيرهم أقول روى ابن بطريق هذا الخبر بعبارات قريبة المضامين من مسند أحمد بسند و من مناقب ابن المغازلي بأربعة و عشرين سندا و من سنن أبي داود بسندين. و قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب الفصول عند اعتراض السائل بأن هذا الخبر من أخبار الآحاد لأنه إنما رواه أنس بن مالك وحده فأجاب بأن الأمة بأجمعها قد تلقته بالقبول و لم يروا أن أحدا رده على أنس و لا أنكر صحته عند روايته فصار الإجماع عليه هو الحجة في صوابه مع أن التواتر قد ورد بأن أمير المؤمنين ع احتج به في مناقبه يوم الدار فقال أنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله ص اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فجاء أحد غيري قالوا اللهم لا قال اللهم اشهد فاعترف الجميع بصحته و لم يكن أمير المؤمنين ع ليحتج بباطل لا سيما و هو في مقام المنازعة و التوصل بفضائله إلى أعلى الرتب التي هي الإمامة و الخلافة للرسول ص و إحاطة علمه بأن الحاضرين معه في الشورى يريدون الأمر دونه مع قول النبي ص علي مع الحق و الحق مع علي يدور حيثما دار.
و روى العلامة من كتاب المناقب لابن مردويه بإسناده إلى أبي ذر رضي الله عنه قال دخلنا على رسول الله ص فقلنا من أحب أصحابك إليك و إن كان أمر كنا معه و إن كان نائبة كنا دونه قال هذا علي أقدمكم سلما و إسلاما انتهى
و روى ابن الأثير في جامع الأصول من صحيح الترمذي عن أنس قال كان عند رسول الله ص طير فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير فجاء علي ع فأكل معه
و قال رزين قال أبو عيسى في هذا الحديث قصة و في آخرها أن أنسا قال لعلي ع استغفر لي و لك عندي بشارة ففعل فأخبره بقول رسول الله ص
تنقيح اعلم أن تلك الأخبار مع تواترها و اتفاق الفريقين على صحتها تدل على كونه صلوات الله عليه أفضل الخلق و أحق بالخلافة بعد الرسول ص أما دلالتها على كونه أفضل فلأن حب الله تعالى ليس إلا كثرة الثواب و التوفيق و الهداية المترتبة على كثرة الطاعة و الاتصاف بالصفات الحسنة كما برهن في محله أنه تعالى منزه عن الانفعالات و التغيرات و إنما اتصافه بالحب و البغض و أمثالهما باعتبار الغايات و قد مر تحقيق ذلك في كتاب التوحيد و أنه ليس إثباته تعالى و إكرامه بدون فضيلة و خصلة كريمة و أعمال حسنة توجب ذلك لحكم العقل بقبح تفضيل الناقص على الكامل و العاصي على المطيع و الجاهل على العالم و الفائق في الكمالات على القاصر فيها و قد قال تعالى قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ فظهر أن حبه تعالى إنما يترتب على متابعة الرسول ص فثبت أنه ص أفضل من جميع الخلق و إنما خص الرسول بالإجماع و بقرينة أنه كان هو القائل لذلك فالظاهر أن مراده أحب سائر الخلق إليه تعالى. و أما كونه أحق بالخلافة فلأن من كان أفضل من جميع الصحابة بل من سائر الأنبياء و الأوصياء لا يجوز العقل تقدم غيره عليه لا سيما تقدم من لا يثبت له فضيلة واحدة إلا بروايات المعاندين التي تظهر عليها أمارات الوضع و الافتراء و اختيار رضى سلاطين الجور على طاعة رب الأرض و السماء. و قد نوقش في دلالة الخبر على أفضليته ص بوجهين الأول أنه يحتمل أن يكون أراد ص أحب خلق الله إليه في أكل هذا الطير لا أحب الخلق إليه مطلقا و الجواب عنه و إن كان لوهنه و ركاكته لا يحتاج إلى الجواب و قائله لا يستحق الخطاب هو أن قوله ص يأكل جواب للأمر و لا يفهم أحد له أدنى أنس بكلام العرب منه سوى هذا المعنى فلو خصص الحب بذلك لكان تخصيصا من غير قرينة تدل عليه و برهان يدعو إليه و لو جعل يأكل قيدا للحب فمع بعده محتاج إلى تقدير في أن يأكل و هو خلاف الأصل لا يصار إليه إلا بدليل على أن في بعض الروايات ليس يأكل أصلا و في بعضها حتى يأكل و هما لا يحتملان ذلك.
و أجاب الشيخ المفيد عن ذلك بوجه آخر و هو أنه لو كان الكلام يحتمل ذلك لما كان فيه فضل فلم يكن أنس يرده مرتين ليكون ذلك الفضل للأنصار و لما قرره الرسول ص على ذلك و أيضا لو كان محتملا لذلك لم يكن أمير المؤمنين ع يحتج بذلك يوم الدار و لا قبل الحاضرون ذلك منه و لقالوا إن ذلك لا يدل على فضيلة توجب الإمامة و الخلافة. الثاني أنه يحتمل أن يكون في ذلك الوقت أحب الخلق و أفضلهم فلم لا يجوز أن يصير بعض الصحابة بعد ذلك أفضل منه و الجواب أن ذلك أيضا خلاف عموم اللفظ و إطلاقه فإن الظاهر من اللفظ أحب جميع الخلق في جميع الأحوال و الأزمنة و لو كان مراده غير ذلك لقيده بشيء منها و لم يدل دليل من خارج الكلام على التخصيص. و أجاب الشيخ بوجهين أيضا الأول أن هذا خرق للإجماع المركب لأن الأمة بأسرها بين قولين إما تفضيله في جميع الأحوال و الأوقات أو تفضيل غيره عليه كذلك فما ذكرت قول لم يقل به أحد و الثاني أن احتجاجه صلوات الله عليه بعد الرسول ص بذلك و تسليم القوم له ذلك مما يدفع هذا الاحتمال