1- العلل، عن علي بن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن أحمد بن إسماعيل العلوي عن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال حدثنا علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر بن محمد ع قال المسوخ ثلاثة عشر الفيل و الدب و الأرنب و العقرب و الضب و العنكبوت و الدعموص و الجري و الوطواط و القرد و الخنزير و الزهرة و سهيل قيل يا ابن رسول الله ما كان سبب مسخ هؤلاء قال أما الفيل فكان رجلا جبارا لوطيا لا يدع رطبا و لا يابسا و أما الدب فكان رجلا مؤنثا يدعو الرجال إلى نفسه و أما الأرنب فكانت امرأة قذرة لا تغتسل من حيض و لا غير ذلك و أما العقرب فكان رجلا همازا لا يسلم منه أحد و أما الضب فكان رجلا أعرابيا يسرق الحجاج بمحجنه و أما العنكبوت فكانت امرأة سحرت زوجها و أما الدعموص فكان رجلا نماما يقطع بين الأحبة و أما الجري فكان رجلا ديوثا يجلب الرجال على حلائله و أما الوطواط فكان رجلا سارقا يسرق الرطب من رءوس النخل و أما القردة فاليهود اعتدوا في السبت و أما الخنازير فالنصارى حين سألوا المائدة فكانوا بعد نزولها أشد ما كانوا تكذيبا و أما سهيل فكان رجلا عشارا باليمن و أما الزهرة فإنها كانت امرأة تسمى ناهيد و هي التي تقول الناس إنه افتتن بها هاروت و ماروت
بيان لا يدع رطبا و لا يابسا أي كان يطأ كل من يقدر عليه من الرجال و المحجن كمنبر العصا المعوجة قوله ع و هي التي إلخ يدل على أنه مما اشتهر عند العامة و لا أصل له فما سيأتي محمول على التقية كما مر و الديوث بفتح الدال و تشديد الياء هو ما ذكر في الخبر
2- العلل، عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن الحسن بن زعلان قال سألت أبا الحسن ع عن المسوخ فقال اثنا عشر صنفا و لها علل فأما الفيل فإنه مسخ كان ملكا زناء لوطيا و مسخ الدب لأنه كان أعرابيا ديوثا و مسخت الأرنب لأنها كانت امرأة تخون زوجها و لا تغتسل من حيض و لا جنابة و مسخ الوطواط لأنه كان يسوق تمور الناس و مسخ سهيل لأنه كان عشارا باليمن و مسخت الزهرة لأنها كانت امرأة فتن بها هاروت و ماروت و أما القردة و الخنازير فإنهم قوم من بني إسرائيل اعتدوا في السبت و أما الجري و الضب ففرقة من بني إسرائيل حين نزلت المائدة على عيسى ع لم يؤمنوا به فتاهوا فوقعت فرقة في البحر و فرقة في البر و أما العقرب فإنه كان رجلا نماما و أما الزنبور فكان لحاما يسرق في الميزان
بيان مسخ أصحاب السبت خنازير مخالف لظاهر الآية و ما مر أصوب و يمكن الجمع بأن التعبير في الآية بالقردة لكون أكثرهم مسخوا بها و أما أصحاب المائدة فيمكن أن يكون فيهم أيضا خنازير لم يذكر في هذا الخبر و سائر الاختلافات في تلك الأخبار يمكن حمل بعضها على التقية و بعضها على تعدد وقوع المسخ
3- العلل، عن علي بن عبد الله الوراق عن سعد بن عبد الله عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن الرضا ع أنه قال كان الخفاش امرأة سحرت ضرة لها فمسخها الله عز و جل خفاشا و إن الفأر كان سبطا من اليهود غضب الله عز و جل عليهم فمسخهم فأرا و إن البعوض كان رجلا يستهزئ بالأنبياء فمسخه الله عز و جل بعوضا و إن القملة هي من الجسد و إن نبيا من أنبياء بني إسرائيل كان قائما يصلي إذ أقبل إليه سفيه من سفهاء بني إسرائيل فجعل يهزأ به و يكلح في وجهه فما برح من مكانه حتى مسخه الله عز و جل قملة و إن الوزغ كان سبطا من أسباط بني إسرائيل يسبون أولاد الأنبياء و يبغضونهم فمسخهم الله أوزاغا و أما العنقاء فمن غضب الله عز و جل عليه فمسخه و جعله مثلة فنعوذ بالله من غضب الله و نقمته
بيان هي من الجسد أي تتولد من جسد الإنسان و لكن شبيهها كانت من مسوخ بني إسرائيل و في بعض النسخ بالحاء المهملة أي كان سبب مسخها الحسد و في القاموس كلح كمنع كلوحا بالضم تكشر في عبوس و تكلح تبسم
4- المحاسن، و العلل، عن محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن أسباط عن علي بن جعفر عن مغيرة عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده ع قال المسوخ من بني آدم ثلاثة عشر صنفا منهم القردة و الخنازير و الخفاش و الضب و الدب و الفيل و الدعموص و الجريث و العقرب و سهيل و قنفذ و الزهرة و العنكبوت فأما القردة فكانوا قوما ينزلون بلدة على شاطئ البحر اعتدوا في السبت فصادوا الحيتان فمسخهم الله عز و جل قردة و أما الخنازير فكانوا قوما من بني إسرائيل دعا عليهم عيسى ابن مريم ع فمسخهم الله عز و جل خنازير و أما الخفاش فكانت امرأة مع ضرة لها فسحرتها فمسخها الله عز و جل خفاشا و أما الضب فكان أعرابيا بدويا لا يرع عن قتل من مر به من الناس فمسخه الله عز و جل ضبا و أما الفيل فكان رجلا ينكح البهائم فمسخه الله عز و جل فيلا و أما الدعموص فكان رجلا زاني الفرج لا يرع من شيء فمسخه الله عز و جل دعموصا و أما الجريث فكان رجلا نماما فمسخه الله عز و جل جريثا و أما العقرب فكان رجلا همازا لمازا فمسخه الله عز و جل عقربا و أما الدب فكان رجلا يسرق الحاج فمسخه الله عز و جل دبا و أما السهيل فكان رجلا عشارا صاحب مكاس فمسخه الله عز و جل سهيلا و أما الزهرة فكانت امرأة فتنت بها هاروت و ماروت فمسخها الله عز و جل زهرة و أما العنكبوت فكانت امرأة سيئة الخلق عاصية لزوجها مولية عنه فمسخها الله عز و جل عنكبوتا و أما القنفذ فكان رجلا سيئ الخلق فمسخه الله عز و جل قنفذا
توضيح لا يرع من الورع أي لا يتقي و لا يكف الهمز و اللمز العيب و الإشارة بالعين و الحاجب و نحوهما و اللمزة من يعيبك في وجهك و الهمزة من يعيبك في الغيب و المكس النقص و الظلم و تماكسا في البيع تشاحا و دون ذلك مكاس و عكاس بكسرهما و هو أن تأخذ بناصيته و يأخذ بناصيتك
5- المجالس، و العلل، عن علي بن عبد الله الأسواري عن مكي بن أحمد بن سعدويه البردعي عن أبي محمد زكريا بن يحيى بن عبيد العطار عن القلانسي عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي عن علي بن جعفر عن معتب مولى جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب ع قال سئل رسول الله ص عن المسوخ قال هم ثلاثة عشر الدب و الفيل و الخنزير و القرد و الجريث و الضب و الوطواط و الدعموس و العقرب و العنكبوت و الأرنب و زهرة و سهيل فقيل يا رسول الله ما كان سبب مسخهم قال أما الفيل فكان رجلا لوطيا لا يدع رطبا و لا يابسا و أما الدب فكان رجلا مؤنثا يدعو الرجال إلى نفسه و أما الخنزير فقوم نصارى سألوا ربهم عز و جل إنزال المائدة عليهم فلما نزلت عليهم كانوا أشد كفرا و أشد تكذيبا و أما القردة فقوم اعتدوا في السبت و أما الجريث فكان ديوثا يدعو الرجال إلى أهله و أما الضب فكان أعرابيا يسرق الحاج بمحجنه و أما الوطواط فكان يسرق الثمار من رءوس النخل و أما الدعموص فكان نماما يفرق بين الأحبة و أما العقرب فكان رجلا لذاعا لا يسلم على لسانه أحد و أما العنكبوت فكانت امرأة سحرت زوجها و أما الأرنب فكانت امرأة لا تطهر من حيض و لا غيره و أما سهيل فكان عشارا باليمن و أما الزهرة فكانت امرأة نصرانية و كانت لبعض ملوك بني إسرائيل و هي التي فتن بها هاروت و ماروت و كان اسمها ناهيل و الناس يقولون ناهيد
قال الصدوق رضي الله عنه إن الناس يغلطون في الزهرة و سهيل و يقولون إنهما كوكبان و ليسا كما يقولون و لكنهما دابتان من دواب البحر سميا بكوكبين كما سمي الحمل و الثور و السرطان و الأسد و العقرب و الحوت و الجدي و هذه حيوانات سميت على أسماء الكواكب و كذلك الزهرة و سهيل و إنما غلط الناس فيهما دون غيرهما لتعذر مشاهدتهما و النظر إليهما لأنهما من البحر المطيف بالدنيا بحيث لا تبلغه سفينة و لا تعمل فيه حيلة و ما كان الله عز و جل ليمسخ العصاة أنوارا مضيئة فيبقيهما ما بقيت الأرض و السماء و المسوخ لم تبق أكثر من ثلاثة أيام حتى ماتت و هذه الحيوانات التي تسمى المسوخ فالمسوخية لها اسم مستعار مجازي بل هي مثل المسوخ التي حرم الله تعالى أكل لحومها لما فيه من المضار
و قال أبو جعفر الباقر ع نهى الله عز و جل عن أكل المثلة لكيلا ينتفع بها و لا يستخف بعقوبته
-6 العلل، عن محمد بن علي بن بشار القزويني عن المظفر بن أحمد القزويني قال سمعت أبا الحسين محمد بن جعفر الأسدي الكوفي يقول في سهيل و زهرة إنهما دابتان من دواب البحر المطيف بالدنيا في موضع لا تبلغه سفينة و لا تعمل فيه حيلة و هما المسخان المذكوران في أصناف المسوخ و يغلط من يزعم أنهما الكوكبان المعروفان بسهيل و الزهرة و أن هاروت و ماروت كانا روحانيين قد هيئا و رشحا للملائكة و لم يبلغ بهما حد الملائكة فاختار المحنة و الابتلاء فكان من أمرهما ما كان و لو كانا ملكين لعصما فلم يعصيا و إنما سماها الله عز و جل في كتابه ملكين بمعنى أنهما خلقا ليكونا ملكين كما قال الله عز و جل لنبيه إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ بمعنى ستكون ميتا و يكونون موتى
توضيح قال الجوهري فلان يرشح للوزارة أي يربى و يؤهل لها قوله للملائكة أي لكونهم منهم و الأظهر للملكية
7- الإختصاص، و البصائر، عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي عن كرام عن عبد الله بن طلحة قال سألت أبا عبد الله ع عن الوزغ فقال هو رجس و هو مسخ فإذا قتلته فاغتسل ثم قال إن أبي كان قاعدا في الحجر و معه رجل يحدثه فإذا وزغ يولول بلسانه فقال أبي للرجل أ تدري ما يقول هذا الوزغ فقال الرجل لا علم لي بما يقول قال فإنه يقول و الله لئن ذكرت عثمان لأسبن عليا أبدا حتى يقوم من هاهنا
دلائل الطبري، عن علي بن هبة الله عن الصدوق عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد مثله كا، ]الكافي[ عن علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحسن بن علي مثله و زاد في آخره قال و قال أبي ليس يموت من بني أمية ميت إلا مسخ وزغا
8- المحاسن، عن محمد بن علي أبي سمينة عن محمد بن أسلم عن الحسين بن خالد قال سألت أبا الحسن موسى ع هل يحل أكل لحم الفيل فقال لا فقلت و لم قال لأنه مثلة و قد حرم الله لحوم الأمساخ و لحوم ما مثل به في صورها
العلل، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن محمد بن أسلم الجبلي مثله
9- الإختصاص، عن محمد بن أبي عاتكة الدمشقي عن الوليد بن سلمة عن موسى بن عبد الرحمن القرشي عن حذيفة بن اليمان قال كنا مع رسول الله ص إذ قال إن الله تبارك و تعالى مسخ من بني إسرائيل اثني عشر جزءا فمسخ منهم القردة و الخنازير و السهيل و الزهرة و العقرب و الفيل و الجري و هو سمك لا يؤكل الدعموص و الدب و الضب و العنكبوت و القنفذ قال حذيفة بأبي أنت و أمي يا رسول الله فسر لنا هذا كيف مسخوا قال ص أما القردة فمسخوا لأنهم اصطادوا الحيتان في السبت على عهد داود النبي ع و أما الخنازير فمسخوا لأنهم كفروا بالمائدة التي نزلت من السماء على عيسى ابن مريم ع و أما السهيل فمسخ لأنه كان رجلا عشارا فمر به عابد من عباد ذلك الزمان فقال العشار دلني على اسم الله الذي يمشى به على وجه الماء و يصعد به إلى السماء فدله على ذلك فقال العشار قد ينبغي لمن عرف هذا الاسم أن لا يكون في الأرض بل يصعد به إلى السماء فمسخه الله و جعله آية للعالمين و أما الزهرة فمسخت لأنها هي المرأة التي فتنت هاروت و ماروت الملكين و أما العقرب فمسخ لأنه كان رجلا نماما يسعى بين الناس بالنميمة و يغري بينهم العداوة و أما الفيل فإنه كان رجلا جميلا فمسخ لأنه كان ينكح البهائم البقر و الغنم شهوة من دون النساء و أما الجري فمسخ لأنه كان رجلا من التجار و كان يبخس الناس في المكيال و الميزان و أما الدعموص فمسخ لأنه كان رجلا إذا جامع النساء لم يغتسل من الجنابة و يترك الصلاة فجعل الله قراره في الماء يوم القيامة من جزعه عن البرد و أما الدب فمسخ لأنه كان رجلا يقطع الطريق لا يرحم غريبا و لا فقيرا إلا صلبه و أما الضب فمسخ لأنه كان رجلا من الأعراب و كانت خيمته على ظهر الطريق و كان إذا مرت القافلة تقول له يا عبد الله كيف نأخذ الطريق إلى كذا و كذا فإن أراد القوم المشرق ردهم إلى المغرب و إن أرادوا المغرب ردهم إلى المشرق و تركهم يهيمون لم يرشدهم إلى سبيل الخير و أما العنكبوت فمسخت لأنها كانت خائنة للبعل و كانت تمكن فرجها سواه و أما القنفذ فإنه كان رجلا من صناديد العرب فمسخ لأنه إذا نزل به الضيف رد الباب في وجهه و يقول لجاريته اخرجي إلى الضيف فقولي له إن مولاي غائب عن المنزل فيبيت الضيف بالباب جوعا و يبيت أهل البيت شباعا مخصبين
10- البصائر، عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي الوشاء عن كرام عن عبد الله بن طلحة قال سألت أبا عبد الله ع عن الوزغ فقال رجس و هو مسخ كله فإذا قتلته فاغتسل
11- كتاب محمد بن المثنى، عن عبد السلام بن سالم عن ابن أبي البلاد عن عمار بن عاصم السجستاني قال جئت إلى باب أبي عبد الله ع فدخلت عليه فقلت أخبرني عن الحية و العقرب و الخنفس و ما أشبه ذلك قال فقال أ ما تقرأ كتاب الله قال قلت و ما كل كتاب الله أعرف فقال أ و ما تقرأ أ و لم يروا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إن في ذلك لآية أ فلا يتذكرون قال فقال هم أولئك خرجوا من الدار فقيل لهم كونوا شيئا
12- الكافي، عن الحسين بن محمد عن المعلى عن الحسن عن أبان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال سمعت أبا عبد الله ع يقول خرج رسول الله ص من حجرته و مروان و أبوه يستمعان إلى حديثه فقال له الوزغ بن الوزغ قال أبو عبد الله ع فمن يومئذ يرون أن الوزغ يسمع الحديث
بيان أي لما شبههما ص بالوزغ حين استمعا إلى حديثه فهو أن الوزغ أيضا تفعل ذلك
13- الكافي، عن العدة عن أحمد البرقي عن بكر بن صالح عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا ع قال الطاوس مسخ كان رجلا جميلا فكابر امرأة رجل مؤمن تحبه فوقع بها ثم راسلته بعد فمسخهما الله طاوسين أنثى و ذكرا فلا تأكل لحمه و لا بيضه
14- و منه، عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن علي عن سماعة بن مهران عن الكلبي النسابة قال سألت أبا عبد الله ع عن الجري فقال إن الله مسخ طائفة من بني إسرائيل فما أخذ منهم بحرا فهو الجري و الزمير و المارماهي و ما سوى ذلك و ما أخذ منهم برا فالقردة و الخنازير و الورك و ما سوى ذلك
15- دلائل الطبري، عن أبي المفضل محمد بن عبد الله عن محمد بن جعفر الزيات عن محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال كنت مع أبي عبد الله ع و هو راكب و أنا أمشي معه فمررنا بعبد الله بن الحسن و هو راكب فلما بصر بنا شال المقرعة ليضرب بها فخذ أبي عبد الله ع فأومأ إليها الصادق ع فجفت يمينه و المقرعة فيها فقال له يا أبا عبد الله بالرحم إلا عفوت عني فأومأ إليه بيده فرجعت يده ثم أقبل علي و قال لي يا مفضل و قد مرت عظاية من العظاء ما يقول الناس في هذه قلت يقولون إنها حملت الماء فأطفأت نار إبراهيم فتبسم ع ثم قال لي يا مفضل و لكن هذا عبد الله و ولده و إنما يرق الناس عليهم لما مسهم من الولادة و الرحم
بيان كان المعنى أنهم أرجاس أعداء لأهل البيت ع مثل هذه المسوخ و ضمير عليهم إما راجع إلى عبد الله و ولده أو إلى المسوخ. تذييل اعلم أن أنواع المسوخ غير مضبوطة في كلام أكثر الأصحاب بل أحالوها على هذه الروايات و إن كان في أكثرها ضعفا على مصطلحهم فالذي يحصل من جميعها ثلاثون صنفا الفيل و الدب و الأرنب و العقرب و الضب و الوزغ و العظاية و العنكبوت و الدعموص و الجري و الوطواط و القرد و الخنزير و الكلب و الزهرة و سهيل و طاوس و الزنبور و البعوض و الخفاش و الفأر و القملة و العنقاء و القنفذ و الحية و الخنفساء و الزمير و المارماهي و الوبر و الورل لكن يرجع بعضها إلى بعض. قال الدميري الفيل معروف و جمعه أفيال و فيول و فيلة و قال ابن السكيت و لا تقل أفيلة و الفيلة ضربان فيل و زندفيل و هما كالبخاتي و العراب و بعضهم يقول الفيل الذكر و الزند فيل الأنثى و هذا النوع لا يلاقح إلا في بلاده و معادنه و إن صار أهليا و هو إذا اغتلم أشبه الجمل في ترك الماء و العلف حتى تتورم رأسه و لم يكن لسواسه غير الهرب منه و الذكر ينزو إذا مضى من عمره خمس سنين و زمان نزوه الربيع و الأنثى تحمل سنتين فإذا حملت لا يقربها الذكر و لا يمسها و لا ينزو عليها إذا وضعت إلا بعد ثلاث سنين و قال عبد اللطيف البغدادي إنها تحمل سبع سنين و لا ينزو إلا على فيلة واحدة و له عليها خيرة شديدة و إذا تم حملها و أرادت الوضع دخلت النهر حتى تضع ولدها لأنها تلد و هي قائمة و لا فواصل لقوائمها و الذكر عند ذلك يحرسها و ولدها من الحيات و يقال الفيل يحقد كالجمل فربما قتل سائسه حقدا عليه. تزعم الهند أن لسان الفيل مقلوب و لو لا ذلك لتكلم و يعظم ناباه و ربما بلغ الواحد منهما مائة من و خرطومه من غضروف و هو أنفه و يده التي يوصل بها الطعام و الشراب إلى فيه و يقاتل بها و يصيح و ليس صياحه على مقدار جثته و إنه كصياح الصبي و له فيه من القوة بحيث يقلع به الشجر من منابتها و فيه من الفهم ما يقبل به التأديب و يفعل ما يأمره به سائسه من السجود للملوك و غير ذلك من الخير و الشر في حالتي السلم و الحرب و فيه من الأخلاق أنه يقاتل بعضه بعضا و المقهور منها يخضع للقاهر و الهند تعظمه لما اشتمل عليه من الخصال المحمودة من علو سمكه و عظم صورته و بديع منظره و طول خرطومه و سعة أذنه و طول عمره و ثقل حمله و خفة وطئه فإنه ربما مر بالإنسان فلا يشعر به من حسن خطوه و استقامته. و لطول عمره حكى أرسطو أن فيلا ظهر أن عمره أربعمائة سنة و اعتبر ذلك بالوسم و بينه و بين السنور عداوة طبيعية حتى أن الفيل يهرب منه كما أن السبع يهرب من الديك الأبيض و كما أن العقرب متى أبصرت الوزغة ماتت. و في الحلية في ترجمة أبي عبد الله القلانسي أنه ركب البحر في بعض سياحاته فعصفت عليهم الريح فتضرع أهل السفينة إلى الله تعالى و نذروا النذور إن نجاهم الله تعالى فألحوا على أبي عبد الله في النذر فأجرى الله على لسانه أن قال إن خلصني الله
تعالى مما أنا فيه لا آكل لحم الفيل فانكسرت السفينة و أنجاه الله و جماعة من أهلها إلى الساحل فأقاموا بها أياما من غير زاد فبينما هم كذلك إذا هم بفيل صغير فذبحوه و أكلوا لحمه سوى أبي عبد الله فلم يأكل منه وفاء بالعهد الذي كان منه فلما نام القوم جاءتهم أم ذلك الفيل تتبع أثره و تشم الرائحة فمن وجدت منه رائحة لحمه داسته بيديها و رجليها إلى أن تقتله قال فقتلت الجميع ثم جاءت إلي فلم تجد مني رائحة اللحم فأشارت إلي أن اركبها فركبتها فسارت بي سيرا شديدا الليل كله ثم أصبحت في أرض ذات حرث و زرع فأشارت إلي أن أنزل فنزلت عن ظهرها فحملني أولئك القوم إلى ملكهم فسألني ترجمانه فأخبرته بالقصة فقال لي إن الفيلة سارت بك في هذه الليلة مسيرة ثمانية أيام قال فكنت عندهم إلى أن حملت و رجعت إلى أهلي. و لما كان في أول المحرم سنة اثنين و ثمانين و ثمانمائة من تاريخ ذي القرنين و كان النبي ص حملا في بطن أمه حضر أبرهة ملك الحبشة يريد هدم الكعبة و معه جيش عظيم و معه فيله محمود و كان قويا عظيما و اثنا عشر فيلا غيره و قيل ثمانية و ساق الحديث كما مر في كتاب أحوال النبي ص إلى أن قال ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة و دعا الله تعالى ثم قال.
لاهم إن المرء يمنع رحله فامنع حلالكو انصر على آل الصليب و عابديه اليوم آلكلا يغلبن صليبهم و محالهم أبدا محالك
ثم أرسل حلقة الباب و انطلق هو و من معه من قريش إلى الجبال و أبرهة متهيئ لدخولها و هدمها و قدم فيله محمودا أمام جيشه فلما وجه الفيل إلى مكة أقبل نفيل بن حبيب فأخذ بأذن الفيل و قال ابرك محمودا و ارجع راشدا فإنك في بلد الله الحرام ثم أرسل أذنه فبرك الفيل و ضربوه بالحديد حتى أدموه ليقوم فأبى فوجهوه إلى اليمن فقام يهرول فوجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك فعند ذلك أرسل الله عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فتساقطوا بكل طريق و هلكوا على كل منهل و أصيب أبرهة حتى تساقط أنملة أنملة حتى قدموا به صنعاء و هو مثل فرخ الطائر حتى انصدع صدره عن قلبه و انفلت وزيره و طائر يحلق فوقه حتى بلغ النجاشي فقص عليه القصة فلما انتهى وقع عليه الحجر فخر ميتا بإذن الله بين يديه. قال السهيلي قوله فبرك الفيل فيه نظر فإن الفيل لا يبرك كما يبرك الجمل فيحتمل أن يكون بروكه سقوطه إلى الأرض لما جاء من أمر الله سبحانه و يحتمل أن يكون فعل فعل البارك الذي يلزم موضعه و لا يبرح فعبر بالبارك عن ذلك قال و قد سمعت من يقول إن في الفيلة صنفا يبرك كما يبرك الجمل فإن صح و إلا فتأويله ما قدمناه قال و قول عبد المطلب لاهم إلى آخره العرب تحذف الألف و اللام من اللهم و يكتفى بما بقي و الحلال متاع البيت و أراد به سكان الحرم و معنى محالك كيدك و قوتك. و قال الدب من السباع و الأنثى دبة و هو يحب العزلة فإذا جاء الشتاء دخل وجاره الذي اتخذه في الغيران و لا يخرج حتى يطيب الهواء و إذا جاع يمص يديه و رجليه فيندفع بذلك عنه الجوع و يخرج في الربيع أسمن ما كان و هو مختلف الطباع لأنه يأكل ما تأكله السباع و ما ترعاه البهائم و ما يأكله الإنسان و في طبعه فطنة عجيبة لقبول التأديب لكنه لا يطيع معلمه إلا بعنف عظيم و ضرب شديد. و قال الضب بفتح الضاد حيوان بري معروف يشبه الورل قال ابن خالويه الضب لا يشرب الماء و يعيش سبعمائة سنة فصاعدا و يقال أنه يبول في كل أربعين يوما قطرة و لا يسقط له سن و يقال إن سنه قطعة واحدة ليست بمفرجة قال عبد اللطيف البغدادي الورل و الضب و الحرباء و شحمة الأرض و الوزغ كلها متناسبة في الخلق و للضب ذكران و للأنثى فرجان كما للورل و الحرذون و الضب يخرج من جحره كليل البصر فيجلوه بالتحدق للشمس و يغتذي بالنسيم و يعيش ببرد الهواء و ذلك عند الهرم و فناء الرطوبات و نقص الحرارات و بينه و بين العقرب مودة فلذلك يهيئ في جحره لتلسع المتحرش إذا أدخل يده لأخذه و لا يتخذ جحره إلا في كدية حجر خوفا من السيل و الحافر و لذلك توجد براثنه ناقصة كليلة و ذلك لحفر الأماكن الصعبة و في طبعه النسيان و عدم الهداية و به يضرب المثل في الحيرة و لذلك لا يحفر جحره إلا عند أكمة أو صخرة لئلا يضل عنه إذا خرج لطلب الطعم و يوصف بالعقوق لأنه يأكل حسوله و هو طويل العمر و من هذه الجهات يناسب الحيات و الأفاعي و من شأنه أنه لا يخرج في الشتاء من جحره
روى الدارقطني و البيهقي و الحاكم و ابن عدي عن ابن عمر أن النبي ص كان في محفل من الصحابة إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضبا و جعله في كمه ليذهب به إلى رحله فرأى جماعة فقال على من هؤلاء الجماعة فقالوا على هذا الذي يزعم أنه نبي فأتاه فقال يا محمد ما اشتملت النساء على ذي لهجة أكذب منك فلو لا أن يسميني العرب عجولا لقتلتك و سررت الناس بقتلك أجمعين فقال عمر يا رسول الله دعني أقتله فقال ص لا أ ما علمت أن الحليم كاد أن يكون نبيا ثم أقبل الأعرابي على رسول الله ص فقال و اللات و العزى لا آمنت بك أو يؤمن بك هذا الضب و أخرج الضب من كمه فطرحه بين يدي رسول الله ص فقال إن آمن بك آمنت بك فقال ص يا ضب فكلمه الضب بلسان طلق فصيح عربي مبين يفهمه القوم جميعا لبيك و سعديك يا رسول رب العالمين فقال ص من تعبد قال الذي في السماء عرشه و في الأرض سلطانه و في البحر سبيله و في الجنة رحمته و في النار عذابه فقال ص فمن أنا يا ضب قال أنت رسول الله و خاتم النبيين قد أفلح من صدقك و قد خاب من كذبك فقال الأعرابي أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله حقا و الله لقد أتيتك و ما على وجه الأرض أحد هو أبغض إلي منك و و الله لأنت الساعة أحب إلي من نفسي و من ولدي فقد آمن بك شعري و بشري و داخلي و خارجي و سري و علانيتي فقال له رسول الله ص الحمد لله الذي هداك إلى هذا الذي يعلو و لا يعلى عليه و لا يقبله الله إلا بصلاة و لا يقبل الصلاة إلا بقرآن قال فعلمني فعلمه النبي ص سورة الفاتحة و سورة الإخلاص فقال يا رسول الله ما سمعت في البسيط و لا في الوجيز أحسن من هذا فقال ص إن هذا كلام رب العالمين و ليس بشعر إذا قرأت قل هو الله أحد فكأنما قرأت ثلث القرآن و إذا قرأتها مرتين فكأنما قرأت ثلثي القرآن و إذا قرأتها ثلاثا فكأنما قرأت القرآن كله فقال الأعرابي إن إلهنا يقبل اليسير و يعطي الكثير ثم قال له النبي ص أ لك مال فقال ما في بني سليم قاطبة رجل أفقر مني فقال ص لأصحابه أعطوه فأعطوه حتى أبطروه فقال عبد الرحمن بن عوف يا رسول الله أنا أعطيته ناقة عشراء تلحق و لا تلحق أهديت إلي يوم تبوك فخرج الأعرابي من عند رسول الله ص فتلقاه ألف أعرابي على ألف دابة بألف سيف فقال لهم أين تريدون فقالوا نريد هذا الذي يكذب و يزعم أنه نبي فقال الأعرابي أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فقالوا له صبؤت فحدثهم بحديثه فقالوا كلهم لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم أتوا النبي فقالوا يا رسول الله مرنا بأمرك فقال ص كونوا تحت راية خالد بن الوليد فلم يؤمن في أيامه ص من العرب و لا من غيرهم ألف غيرهم
و قال في الحكم، يحل أكل الضب بالإجماع و حكى القاضي عياض عن قوم تحريمه. و قال الوزغة بفتح الواو و الزاي و الغين المعجمة دويبة معروفة و هي و سام أبرص جنس فسام أبرص كباره و اتفقوا على أن الوزغ من الحشرات المؤذيات و جمع الوزغة وزغ و أوزاغ و وزغان و إزغان على البدل
و روى البخاري و مسلم و النسائي و ابن ماجة عن أم شريك أنها استأمرت النبي ص في قتل الوزغان فأمرها بذلك
و في الصحيحين أن النبي ص أمر بقتل الوزغ و سماه فويسقا و قال كان ينفخ النار على إبراهيم
و كذلك رواه أحمد في مسنده
و روى الحاكم في المستدرك عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي ص فيدعو له فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال هو الوزغ بن الوزغ الملعون بن الملعون
ثم قال صحيح الإسناد و روى بعده بيسير عن محمد بن زياد قال لما بايع معاوية لابنه يزيد قال مروان سنة أبي بكر و عمر فقال عبد الرحمن بن أبي بكر سنة هرقل و قيصر فقال له مروان أنت الذي أنزل الله فيك وَ الَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما فبلغ ذلك عائشة فقالت كذب و الله ما هو به و لكن رسول الله ص لعن أبا مروان و مروان في صلبه
ثم روي عن عمرو بن مرة الجهني و كانت له صحبة أن الحكم بن أبي العاص استأذن على النبي ص فعرف صوته فقال ائذنوا له عليه لعنة الله و على من يخرج من صلبه إلا المؤمن منهم و قليل ما هم يسرفون في الدنيا و يضيعون في الآخرة ذوو مكر و خديعة يعطون في الدنيا و ما لهم فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ
و أما تسمية الوزغ فويسقا فنظيره الفواسق الخمس التي تقتل في الحل و الحرم و أصل الفسق الخروج و هذه المذكورات خرجت عن خلق معظم الحشرات و نحوها بزيادة الضرر و الأذى و ذكر أصحاب الآثار أن الوزغ أصم قالوا و السبب في صممه ما تقدم من نفخة النار على إبراهيم فصم لأجل ذلك و برص و من طبعه أنه لا يدخل بيتا فيه رائحة الزعفران و الحيات تألفه كما تألف العقارب الخنافس و هو يلقح بفيه و يبيض كما تبيض الحيات و يقيم في جحره زمن الشتاء لا يطعم شيئا و قال العظاءة بالظاء المعجمة و المد دويبة أكبر من الوزغة و قال الأزهري هي دويبة ملساء تعدو و تتردد كثيرا تشبه بسام أبرص إلا أنها أحسن منه و لا تؤذي و هي أنواع كثيرة منها الأبيض و الأحمر و الأصفر و الأخضر و كلها منقطة بالسواد و في طبعها محبة الشمس لتصلب فيها. و قال السام أبرص بتشديد الميم قال أهل اللغة هو من كبار الوزغ و قال الدعموص بفتح الدال دويبة كالخنفساء و بضم الدال دويبة تغوص في الماء و الجمع الدعاميص قال السهيلي الدعموص سمكة صغيرة كحية الماء و في الحديث أن رجلا زنى فمسخه الله تعالى دعموصا. قال الجاحظ إذا كبر الناموس صار دعاميص و هو تتولد من الماء الراكد و إذا كبر صار فراشا و لعل هذا هو عمدة من جعل الجراذ بحريا و الدعموص هو من الخلق الذي لا يعيش في ابتداء أمره إلا في الماء ثم بعد ذلك يستحيل بعوضا و ناموسا و قال الوطواط الخفاش انتهى. و قال الفيروزآبادي الوطواط الخفاش و ضرب من خطاطيف الجبال و قال الدميري القرد حيوان معروف و جمعه قرود و قد يجمع على قردة بكسر القاف و فتح الراء المهملة و الأنثى قردة بكسر القاف و إسكان الراء و جمعها قردة بكسر القاف و فتح الراء و هو حيوان قبيح مليح ذكي سريع الفهم يتعلم الصنعة أهدى ملك النوبة إلى المتوكل قردا خياطا و آخر صائغا و أهل اليمن يعلمون القرد القيام بحوائجهم حتى أن البقال و القصاب يعلم القرد حفظ الدكان حتى يعود صاحبه و يعلم السرقة فيسرق و القردة تلد في البطن الواحد عشرة و اثني عشر و الذكر ذو غيرة شديدة على الإناث و هذا الحيوان شبيه بالإنسان في غالب حالاته فإنه يضحك و يطرب و يقعي و يحكي و يتناول الشيء بيده و له أصابع مفصلة إلى أنامل و أظفار و يقبل التلقين و التعليم و يأنس بالناس و يمشي على رجلين حينا يسيرا و يمشي على أربع مشيه المعتاد و لشفر عينيه الأسفل أهداب و ليس ذلك لشيء من الحيوان سواه و هو كالإنسان إذا سقط في الماء غرق كالإنسان الذي لا يحسن السباحة و يأخذ نفسه بالزواج و الغيرة على الإناث و هما خصلتان من مفاخر الإنسان و إذا زاد به الشبق استمنى بفيه و تحمل الأنثى ولدها كما تحمل المرأة و فيه من قبول التأديب و التعليم ما لا يخفى و لقد درب قرد ليزيد على ركوب الحمار و سابق به مع الخيل و روى ابن عدي في كامله عن أحمد بن طاهر أنه قال شهدت بالرملة قردا صائغا فإذا أراد أن ينفخ أشار إلى رجل حتى ينفخ له.
و روى البيهقي أن رسول الله ص قال لا تشوبوا اللبن بالماء فإن رجلا كان فيمن كان قبلكم يبيع اللبن و يشوبه بالماء فاشترى قردا و ركب البحر حتى إذا لحج فيه ألهم الله تعالى القرد صرة الدنانير فأخذها و صعد الدقل ففتح الصرة و صاحبها ينظر إليه فأخذ دينارا و رمى به في البحر و دينارا في السفينة حتى قسمها نصفين فألقى ثمن الماء في البحر و ثمن اللبن في السفينة
و روى الحاكم في المستدرك عن عكرمة قال دخلت على ابن عباس و هو يقرأ في المصحف قبل ذهاب بصره و يبكي فقلت ما يبكيك جعلني الله فداك قال هذه الآية وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ قال ثم قال أ تعرف أيلة قلت و ما أيلة قال قرية كان بها أناس من اليهود فحرم الله تعالى عليهم صيد الحيتان يوم السبت فكانت الحيتان تأتيهم يوم السبت شرعا بيضا سمانا كأمثال المخاض فإذا كان غير يوم السبت لا يجدونها و لم يدركوها إلا بمشقة و مئونة ثم إن رجلا منهم أخذ حوتا يوم السبت فربطه إلى وتد في الساحل و تركه في الماء حتى إذا كان الغد أخذه فأكله ففعل ذلك أهل بيت منهم فأخذوا و شووا فوجد جيرانهم ريح الشواء ففعلوا كفعلهم و كثر ذلك فيهم فافترقوا فرقا فرقة أكلت و فرقة نهت و فرقة قالوا لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ الآية و قالت الفرقة التي نهت إنما نحذركم غضب الله و عقابه أن يصيبكم بخسف أو قذف أو بعض ما عنده من العذاب و الله ما نساكنكم في مكان أنتم فيه و خرجوا من السور ثم غدوا عليه من الغد فضربوا باب السور فلم يجبهم أحد و تسور إنسان منهم السور فقال قردة و الله لها أذناب تتعاوى ثم نزل و فتح الباب و دخل الناس عليهم فعرفت القردة أنسابها من الإنس و لم تعرف الإنس أنسابها من القردة قال فيأتي القردة إلى نسيبه و قريبه فيحتك به و يلصق إليه فيقول له أنت فلان فيشير برأسه أن نعم و يبكي و تأتي القردة إلى نسيبها و قريبها الإنسي فيقول أنت فلانة فيشير برأسها أن نعم و تبكي قال ابن عباس فأسمع الله تعالى يقول أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَ أَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ فلا أدري ما فعلت الفرقة الثالثة فكم قد رأينا منكرا فلم ننه عنه فقال عكرمة فقلت ما ترى جعلني الله فداك إنهم قد أنكروا و كرهوا حين قالوا لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً فأعجبه قولي ذلك و أمر لي ببردين غليظين فكسانيهما
ثم قال هذا صحيح الإسناد و أيلة بين مدين و الطور على شاطئ البحر و قال الزهري القرية طبرية الشام.
و في المستدرك عن أبي هريرة أن النبي ص قال رأيت في منامي كأن بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة فما رئي ص ضاحكا حتى مات
ثم قال صحيح الإسناد عن شرط مسلم.
و روى الطبراني في معجمه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ص في آخر الزمان تأتي المرأة فتجد زوجها قد مسخ قردا لأنه لا يؤمن بالقدر
و اختلف العلماء في الممسوخ هل يعقب أم لا على قولين أحدهما نعم و هو قول الزجاج و القاضي أبي بكر المغربي المالكي و قال الجمهور لا يكون ذلك قال ابن عباس لم يعش ممسوخ قط أكثر من ثلاثة أيام و لا يأكل و لا يشرب. و قال الخنزير مشترك بين البهيمة و السبعية فالذي فيه من السبع الناب و أكل الجيف و الذي فيه من البهيمة الظلف و أكل العشب و العلف و يقال أنه ليس لشيء من ذوات الأذناب ما للخنزير من قوة نابه حتى أنه يضرب بنابه صاحب السيف و الرمح فيقطع كل ما لاقى من جسده من عظم و عصب و ربما طال ناباه فيلتقيان فيموت عند ذلك جوعا لأنهما يمنعانه من الأكل و يأكل الحيات أكلا ذريعا و لا تؤثر فيه سمومها و من عجيب أمره إذا قلعت إحدى عينيه مات سريعا. و ذكر أهل التفسير أن عيسى ع استقبل رهطا من اليهود فلما رأوه قالوا جاء الساحر ابن الساحرة و قذفوه و أمه فدعا عليهم و لعنهم فمسخهم الله خنازير.
و روى ابن ماجة عن أنس أن النبي ص قال طلب العلم فريضة على كل مسلم و واضع العلم في غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر و اللؤلؤ و الدر
قال في الإحياء جاء رجل إلى ابن سيرين و قال رأيت كأني أقلد الدر أعناق الخنازير فقال أنت تعلم الحكمة غير أهلها و قال القمل معروف واحدته قملة. قال الجوهري و القمل المعروف يتولد من العرق و الوسخ إذا أصاب ثوبا أو بدنا أو ريشا أو شعرا حتى يصير المكان عفنا. قال الجاحظ و ربما كان الإنسان قمل الطباع و إن تنظف و تعطر و بدل الثياب قال و من طبعه أنه يكون في شعر الرأس في الأحمر أحمر و في الأسود أسود و في الأبيض أبيض و متى تغير الشعر تغير إلى لونه و هو من الحيوان الذي إناثه أكبر من ذكوره و يقال ذكوره الصيبان و قيل الصيبان بيضه. و قال عنقاء مغرب قال بعضهم هو طائر غريب يبيض بيضا كالجبال و تبعد في طيرانها و قيل سميت بذلك لأنه كان في عنقها بياض كالطوق و قيل هو طائر يكون عند مغرب الشمس و قال القزويني إنها أعظم الطير جثة و أكبرها خلقة تختطف الفيل كما تختطف الحدأة الفأرة و كان في قديم الزمان بين الناس فتأذوا منها إلى أن سلب يوما عروسا بحليها فدعا عليها حنظلة النبي فذهب الله بها إلى بعض جزائر البحر المحيط وراء خط الإستواء و هي جزيرة لا يصل إليه الناس و فيها حيوان كثير كالفيل و الكركدن و الجاموس و الببر و السماع و جوارح الطير و عند طيران عنقاء مغرب يسمع لأجنحتها دوي كدوي الرعد العاصف و السيل و تعيش ألفي سنة و تتزاوج إذا مضى لها خمسمائة سنة فإذا كان وقت بيضها ظهر بها ألم شديد ثم أطال في وصفها. و ذكر أرسطاطاليس في النعوت أن العنقاء قد تصاد فيصنع من مخاليبها أقداح عظام للشرب قال و كيفية صيدها أنهم يوقفون ثورين و يجعلون بينهما عجلة و يثقلونها بالحجارة العظام و يتخذون بين يدي العجلة بيتا يختبئ فيه رجل معه نار فتنزل العنقاء على الثورين لتخطفهما فإذا نشبت أظفارها في الثورين أو أحدهما لم تقدر على اقتلاعهما لما عليهما من الحجارة الثقيلة و لم تقدر على الاستقلال لتخلص بمخاليبها فيخرج الرجل بالنار فيحرق أجنحتها قال و العنقاء لها بطن كبطن الثور و عظام كعظام السبع و هي من أعظم سباع الطير انتهى. و قال العكبري في شرح المقامات إن أهل الرس كان بأرضهم جبل يقال له مخ صاعد في السماء قدر ميل و كان به طيور كثيرة و كانت العنقاء به و هي عظيمة الخلق لها وجه كوجه الإنسان و فيها من كل حيوان شبه و هي من أحسن الطير و كانت تأتي في السنة مرة هذا الجبل فتلتقط طيوره فجاعت في بعض السنين و أعوزها الطير فانقضت على صبي فذهبت به ثم ذهب بجارية أخرى فشكوا ذلك إلى نبيهم حنظلة بن صفوان فدعا عليها فأصابتها صاعقة فاحترقت و كان حنظلة في زمن الفترة بين عيسى و محمد ص.
و في ربيع الأبرار في باب الطير عن ابن عباس أن الله تعالى خلق في زمن موسى طائرا اسمها العنقاء لها أربعة أجنحة من كل جانب و وجهها كوجه الإنسان و أعطاها من كل شيء قسطا و خلق لها ذكرا مثلها و أوحى إليه أني خلقت طائرين عجيبين و جعلت رزقهما في الوحوش التي حول بيت المقدس و جعلتهما زيادة فيما وصلت به بني إسرائيل و تناسلا و كثر نسلهما فلما توفي موسى ع انتقلت فوقعت بنجد و الحجاز فلم تزل تأكل الوحوش و تخطف الصبيان إلى أن بني خالد بن سنان العبسي من بني عبس قبل النبي ص فشكوا إليه ما يلقون منها فدعا الله عليها فانقطع نسلها و انقرضت فلا توجد اليوم
و قال القنفذ بالذال المعجمة و بضم القاف و بفتحها هو صنفان قنفذ يكون بأرض مصر قدر الفأر و قنفذ يكون بأرض الشام و العراق بقدر الكلب القلطي و بينهما كالفرق بين الفأر و الجراد و هو لا يظهر إلا ليلا و هو مولع بأكل الأفاعي و لا يتألم بها و إذا لذعته الحية أكل السعتر البري فيبرأ و له خمسة أسنان في فيه و البرية منها تسفد قائمة و ظهر الذكر لاصق ببطن الأنثى.
و روى الطبراني و غيره عن قتادة بن النعمان أنه قال كانت ليلة شديدة الظلمة و المطر فقلت لو اغتنمت الليلة شهود العتمة مع رسول الله ص ففعلت فلما رآني قال قتادة قلت لبيك يا رسول الله ص ثم قلت علمت أن شاهد الصلاة في هذه الليلة قليل فأحببت أن أشهدها معك فقال ص إذا انصرفت فأتني فلما فرغت من الصلاة أتيت إليه فأعطاني عرجونا كان في يده فقال هذا يضيء أمامك عشرا و من خلفك عشرا ثم قال إن الشيطان قد خلفك في أهلك فاذهب بهذا العرجون فاستضئ به حتى تأتي بيتك فتجده في زاوية البيت فاضربه بالعرجون قال فخرجت من المسجد فأضاء العرجون مثل الشمعة نورا فاستضأت به و أتيت أهلي فوجدتهم قد رقدوا فنظرت إلى الزاوية فإذا فيها قنفذ فلم أزل أضربه بالعرجون حتى خرج و رواه أحمد و البزاز و رجال أحمد رجال الصحيح
و قال الوبر بفتح الواو و تسكين الباء الموحدة دويبة أصغر من السنور طحلاء اللون لا ذنب لها تقيم في البيوت و جمعها وبور و بيرر و بار و الأنثى وبرة و قول الجوهري لا ذنب لها أي لا ذنب طويل و إلا فالوبر له ذنب قصير جدا و الناس يسمون الوبر بغنم بني إسرائيل و يزعمون أنها مسخت لأن ذنبها مع صغره يشبه إليه الخروف و هو قول شاذ لا يلتفت إليه. و قال الورل بفتح الواو و الراء المهملة و باللام في آخره دابة على خلقه الضب إلا أنه أعظم منه و الجمع أورال و ورلان و الأنثى ورلة. و قال القزويني إنه أعظم من الوزغ و سام أبرص طويل الذنب سريع السير خفيف الحركة و قال عبد اللطيف الورل و الضب و الحرباء و شحمة الأرض و الوزغ كلها متناسبة في الخلق فأما الورل و هو الحرذون فليس في الحيوان أكثر سفادا منه و بينه و بين الضب عداوة فيغلب الورل الضب و يقتله لكنه لا يأكله كما يفعل بالحية و هو لا يتخذ بيتا لنفسه و لا يحفر جحرا بل يخرج الضب من جحره صاغرا و يستولي عليه و إن كان أقوى براثن منه لكن الظلم يمنعه من الحفر و لهذا يضرب به المثل في الظلم و يقال أظلم أو أجبر من ورل و يكفي في ظلمه أنه يغصب الحية جحرها و يبلعها و ربما قتل فوجد في جوفه الحية العظيمة و هو لا يبتلعها حتى يشدخ رأسها و يقال أنه يقاتل الضب و الجاحظ يقول الحرذون غير الورل و وصفه بأنه دابة تكون بناحية مصر مليحة موشاة بألوان كثيرة و لها كف ككف الإنسان مقسومة أصابعها إلى الأنامل