1- لي، ]الأمالي للصدوق[ علي بن حاتم عن أحمد الهمداني عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الآية قال إن رهطا من اليهود أسلموا منهم عبد الله بن سلام و أسد و ثعلبة و ابنيامين و ابن صوريا فأتوا النبي ص فقالوا يا نبي الله إن موسى أوصى إلى يوشع بن نون فمن وصيك يا رسول الله و من ولينا بعدك فنزلت هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ ثم قال رسول الله ص قوموا فقاموا فأتوا المسجد فإذا سائل خارج فقال يا سائل أ ما أعطاك أحد شيئا قال نعم هذا الخاتم قال من أعطاكه قال أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلي قال على أي حال أعطاك قال كان راكعا فكبر النبي ص و كبر أهل المسجد فقال النبي ص علي بن أبي طالب وليكم بعدي قالوا رضينا بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد نبيا و بعلي بن أبي طالب وليا فأنزل الله عز و جل وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ
فروي عن عمر بن الخطاب أنه قال و الله لقد تصدقت بأربعين خاتما و أنا راكع لينزل في ما نزل في علي بن أبي طالب فما نزل
قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ مرسلا عنه مثله
2- ج، ]الإحتجاج[ في رسالة أبي الحسن العسكري إلى أهل الأهواز في الجبر و التفويض قال و أصح خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله ص حيث قال إني مستخلف فيكم خليفتين كتاب الله و عترتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض و اللفظة الأخرى عنه في هذا المعنى بعينه قوله ص إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا فلما وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب الله مثل قوله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ ثم اتفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين ع أنه تصدق بخاتمه و هو راكع فشكر الله ذلك له و أنزل الآية فيه ثم وجدنا رسول الله قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و قوله ص علي يقضي ديني و ينجز موعدي و هو خليفتي عليكم بعدي و قوله ص حيث استخلفه على المدينة فقال يا رسول الله أ تخلفني على النساء و الصبيان فقال أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فعلمنا أن الكتاب شهد بتصديق هذه الأخبار و تحقيق هذه الشواهد فيلزم الأمة الإقرار بها إذا كانت هذه الأخبار وافقت القرآن و وافق القرآن هذه الأخبار الخبر
3- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الكاتب عن الزعفراني عن الثقفي عن محمد بن علي عن العباس بن عبد الله عن عبد الرحمن بن الأسود اليشكري عن عون بن عبيد الله عن أبيه عن جده أبي رافع قال دخلت على رسول الله ص يوما و هو نائم و حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظ النبي ص فظننت أنه يوحى إليه فاضطجعت بينه و بين الحية فقلت إن كان منها سوء كان إلي دونه فمكثت هنيئة فاستيقظ النبي ص و هو يقرأ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا حتى أتى على آخر الآية ثم قال الحمد لله الذي أتم لعلي نعمته و هنيئا له بفضل الله الذي آتاه ثم قال لي ما لك هاهنا فأخبرته بخبر الحية فقال لي اقتلها ففعلت ثم قال يا أبا رافع كيف أنت و قوم يقاتلون عليا و هو على الحق و هم على الباطل جهادهم حق لله عز اسمه فمن لم يستطع فبقلبه و ليس من ورائه شيء فقلت يا رسول الله ادع الله لي إن أدركتهم أن يقويني على قتالهم قال فدعا النبي ص و قال إن لكل نبي أمينا و إن أميني أبو رافع الخبر
أقول روى ابن بطريق في المستدرك عن الحافظ أبي نعيم بإسناده إلى عون مثله إلى قوله و ليس وراءه شيء
4- أقول و رواه السيوطي في الدر المنثور عن ابن مردويه و الطبراني و أبي نعيم بأسانيدهم عن أبي رافع إلى قوله و هنيئا لعلي بفضل الله الذي آتاه ثم قال و أخرج الخطيب في المتفق و المفترق عن ابن عباس قال تصدق علي بخاتمه و هو راكع فقال النبي ص للسائل من أعطاك هذا الخاتم قال ذاك الراكع فأنزل الله فيه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و أبو الشيخ و ابن مردويه عن ابن عباس في قوله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ الآية قال نزلت في علي بن أبي طالب ع
و أخرج الطبراني في الأوسط بسند فيه مجاهيل و ابن مردويه عن عمار بن ياسر قال وقف لعلي ع سائل و هو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله ص فأعلمه ذلك فنزلت على النبي ص هذه الآية فقرأها على أصحابه ثم قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه
و أخرج أبو الشيخ و ابن مردويه و ابن عساكر عن علي بن أبي طالب ع قال نزلت هذه الآية على رسول الله ص في بيته فخرج و دخل المسجد و جاء الناس يصلون بين راكع و ساجد و قائم يصلي فإذا سائل فقال يا سائل هل أعطاك أحد شيئا قال لا إلا ذاك الراكع يشير لعلي بن أبي طالب ع أعطاني خاتمه
و أخرج ابن أبي حاتم و أبو الشيخ و ابن عساكر عن سلمة بن كهيل قال تصدق علي بخاتمه و هو راكع فنزلت الآية
و أخرج ابن جرير عن مجاهد و عن السدي و عتبة بن حكيم مثله انتهت أخبار السيوطي أخذناها من عين كتابه
5- فس، ]تفسير القمي[ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ الآية حدثني أبي عن صفوان عن أبان بن عثمان عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال بينما رسول الله ص جالس و عنده قوم من اليهود فيهم عبد الله بن سلام إذ نزلت عليه هذه الآية فخرج رسول الله ص إلى المسجد فاستقبله سائل فقال هل أعطاك أحد شيئا قال نعم ذاك المصلي فجاء رسول الله ص فإذا هو أمير المؤمنين ع
6- شف، ]كشف اليقين[ محمد بن جرير الطبري عن القاضي أبي الفرج المعافي عن محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي عن القاسم بن هشام بن يونس النهشلي عن الحسن بن الحسين عن معاذ بن مسلم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله عز و جل إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ قال اجتاز عبد الله بن سلام و رهطه معه برسول الله ص فقالوا يا رسول الله بيوتنا قاصية و لا نجد متحدثا دون المسجد إن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله و رسوله و تركنا دينهم أظهروا لنا العداوة و البغضاء و أقسموا أن لا يخالطونا و لا يكلمونا فشق ذلك علينا فبينا هم يشكون إلى النبي ص إذ نزلت هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ فلما قرأها عليهم قالوا قد رضينا بما رضي الله و رسوله و رضينا بالله و رسوله و بالمؤمنين و أذن بلال العصر و خرج النبي ص فدخل و الناس يصلون ما بين راكع و ساجد و قائم و قاعد و إذا مسكين يسأل فقال النبي ص هل أعطاك أحد شيئا فقال نعم قال ما ذا قال خاتم فضة قال من أعطاكه قال ذاك الرجل القائم قال النبي ص على أي حال أعطاكه قال أعطانيه و هو راكع فنظرنا فإذا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع
7- شي، ]تفسير العياشي[ عن خالد بن يزيد عن معمر بن المكي عن إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد بن الحسن عن جده ع قال سمعت عمار بن ياسر يقول وقف لعلي بن أبي طالب ع سائل و هو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله ص فأعلمه بذلك فنزل على النبي هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ إلى آخر الآية فقرأها رسول الله ص علينا ثم قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه
8- شي، ]تفسير العياشي[ عن ابن أبي يعفور قال قلت لأبي عبد الله ع أعرض عليك ديني الذي أدين الله به قال هاته قلت أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله و أقر بما جاء به من عند الله قال ثم وصفت له الأئمة حتى انتهيت إلى أبي جعفر ع قلت و أقول فيك ما أقول فيهم فقال أنهاك أن تذهب باسمي في الناس قال أبان قال ابن أبي يعفور قلت له مع الكلام الأول و أزعم أنهم الذين قال الله في القرآن أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فقال أبو عبد الله ع و الآية الأخرى فاقرأ قال قلت له جعلت فداك أي آية قال إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ
9- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال بينا رسول الله ص جالس في بيته و عنده نفر من اليهود أو قال خمسة من اليهود فيهم عبد الله بن سلام فنزلت هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ فتركهم رسول الله ص في منزله و خرج إلى المسجد فإذا بسائل قال له رسول الله ص أ صدق عليك أحد بشيء قال نعم هو ذاك المصلي فإذا هو علي ع
10- شي، ]تفسير العياشي[ عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن أحدهما ع أنه قال لما نزلت هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا شق ذلك على النبي ص و خشي أن يكذبه قريش فأنزل الله يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الآية فقام بذلك يوم غدير خم
11- شي، ]تفسير العياشي[ عن الفضيل عن أبي جعفر ع في قوله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا قال هم الأئمة ع
12- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي جميلة عن بعض أصحابه عن أحدهما ع قال إن رسول الله ص قال إن الله أوحى إلي أن أحب أربعة عليا و أبا ذر و سلمان و المقداد فقلت ألا فما كان من كثرة الناس أ ما كان أحد يعرف هذا الأمر فقال بلى ثلاثة قلت هذه الآيات التي أنزلت إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا و قوله أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ أ ما كان أحد يسأل فيم نزلت فقال من ثم أتاهم لم يكونوا يسألون
13- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ قوله تعالى إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ اجتمعت الأمة أن هذه الآية نزلت في علي ع لما تصدق بخاتمه و هو راكع لا خلاف بين المفسرين في ذلك
ذكره الثعلبي و الماوردي و القشيري و القزويني و الرازي و النيسابوري و الفلكي و الطوسي و الطبري في تفاسيرهم عن السدي و المجاهد و الحسن و الأعمش و عتبة بن أبي حكيم و غالب بن عبد الله و قيس بن الربيع و عباية الربعي و عبد الله بن عباس و أبي ذر الغفاري و ذكره ابن البيع في معرفة أصول الحديث عن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب و الواحدي في أسباب نزول القرآن عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس و السمعاني في فضائل الصحابة عن حميد الطويل عن أنس و سلمان بن أحمد في معجمه الأوسط عن عمار و أبو بكر البيهقي في المقنف و محمد الفتال في التنوير و في الروضة عن عبد الله بن سلام و أبي صالح و الشعبي و المجاهد و زرارة بن أعين عن محمد بن علي ع و النطنزي في الخصائص عن ابن عباس و الإبانة عن الفلكي عن جابر الأنصاري و ناصح التميمي و ابن عباس و الكلبي في روايات مختلفة الألفاظ متفقة المعاني و في أسباب النزول عن الواحدي أن عبد الله بن سلام أقبل و معه نفر من قومه و شكوا بعد المنزل عن المسجد و قالوا إن قومنا لما رأونا أسلمنا رفضونا و لا يكلمونا و لا يجالسونا و لا يناكحونا فنزلت هذه الآية فخرج النبي ص إلى المسجد فرأى سائلا فقال هل أعطاك أحد شيئا قال نعم خاتم فضة و في رواية خاتم ذهب قال من أعطاكه قال أعطانيه هذا الراكع
كتاب أبي بكر الشيرازي، أنه لما سأل السائل وضعها على ظهره إشارة إليه أن ينزعها فمد السائل يده و نزع الخاتم من يده و دعا له فباهى الله تعالى ملائكته بأمير المؤمنين ع و قال ملائكتي أ ما ترون عبدي جسده في عبادتي و قلبه معلق عندي و هو يتصدق بماله طلبا لرضاي أشهدكم أني رضيت عنه و عن خلفه يعني ذريته و نزل جبرئيل بالآية
و في المصباح، تصدق به يوم الرابع و العشرين من ذي الحجة و في رواية أبي ذر أنه كان في صلاة الظهر و روي أنه كان في نافلة الظهر
أسباب النزول، عن الواحدي وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ يعني يحب الله وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا يعني عليا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ يعني شيعة الله و رسوله و وليه هُمُ الْغالِبُونَ يعني هم العالون على جميع العباد فبدأ في هذه الآية بنفسه ثم بنبيه ثم بوليه و كذلك في الآية الثانية و في الحساب، إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ وزنه محمد المصطفى رسول الله ص و بعده المرتضى علي بن أبي طالب و عترته و عدد حساب كل واحد منهما ثلاثة آلاف و خمسمائة و ثمانون
الكافي، جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال لما نزلت إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ اجتمع نفر من أصحاب رسول الله ص في مسجد المدينة و قال بعضهم لبعض ما تقولون في هذه الآية قال بعضهم إنا إن كفرنا بهذه الآية لكفرنا بسائرها و إن آمنا فإن هذا ذل حين يسلط علينا علي بن أبي طالب فقالوا قد علمنا أن محمدا صادق فيما يقول و لكن نتوالاه و لا نطيع عليا فيما أمرنا فنزل يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها يعني ولاية علي وَ أَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ بولاية علي
علي بن جعفر عن أبي الحسن ع في قوله تعالى وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى أوحى الله إليه يا محمد إني أمرت فلم أطع فلا تجزع أنت إذا أمرت فلم تطع في وصيك
خزيمة بن ثابت
فديت عليا إمام الورى سراج البرية مأوى التقىوصي الرسول و زوج البتول إمام البرية شمس الضحىتصدق خاتمه راكعا فأحسن بفعل إمام الورىففضله الله رب العباد و أنزل في شأنه هل أتى
و له أبا حسن تفديت نفسي و أسرتي إلى آخر ما سيأتي عن حسان ثم قال و أنشأ حسان بن ثابت و هو في ديوان الحميري رضي الله عنه
علي أمير المؤمنين أخو الهدى و أفضل ذي نعل و من كان حافياو أول من أدى الزكاة بكفه و أول من صلى و من صام طاويافلما أتاه سائل مد كفه إليه و لم يبخل و لم يك جافيافدس إليه خاتما و هو راكع و ما زال أواها إلى الخير داعيافبشر جبريل النبي محمدا بذاك و جاء الوحي في ذاك ضاحيا
-14 يل، ]الفضائل لابن شاذان[ فض، ]كتاب الروضة[ بالإسناد يرفعه إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال كنا جلوسا عند رسول الله إذ ورد علينا أعرابي أشعث الحال عليه أثواب رثة و الفقر بين عينيه فلما دخل و سلم قال شعرا
أتيتك و العذراء تبكي برنة و قد ذهلت أم الصبي عن الطفلو أخت و بنتان و أم كبيرة و قد كدت من فقري أخالط في عقليو قد مسني فقر و ذل و فاقة و ليس لنا شيء يمر و لا يحليو ما المنتهى إلا إليك مفرنا و أين مفر الخلق إلا إلى الرسل
قال فلما سمع النبي ص ذلك بكى بكاء شديدا ثم قال لأصحابه معاشر المسلمين إن الله تعالى سبق إليكم جزاء و الجزاء من الله غرف في الجنة تضاهي غرف إبراهيم الخليل ع فمن كان منكم يواسي هذا الفقير فقال فلم يجبه أحد و كان في ناحية المسجد علي بن أبي طالب يصلي ركعات التطوع كانت له دائما فأومأ إلى الأعرابي بيده فدنا منه فرفع إليه الخاتم من يده و هو في صلاته فأخذه الأعرابي و انصرف و هو يقول بعد الصلاة على رسول
أنت مولى يرتجى به من الله في الدنيا إقامة الدينخمسة في الأنام كلهم و أنتم في الورى ميامين
ثم إن النبي أتاه جبرئيل و نادى السلام عليك يا رسول الله ربك يقرئك السلام و يقول لك اقرأ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ فعند ذلك قام النبي ص قائما على قدميه و قال معاشر المسلمين أيكم اليوم عمل خيرا حتى جعله الله ولي كل من آمن قالوا يا رسول الله ما فينا من عمل خيرا سوى ابن عمك علي بن أبي طالب ع فإنه تصدق على الأعرابي بخاتمه و هو يصلي قال النبي ص وجبت الغرف لابن عمي علي بن أبي طالب ع فقرأ عليهم الآية قال فتصدق الناس في ذلك اليوم على ذلك الأعرابي فولى و هو يقول
أنا مولى لخمسة أنزلت فيهم السورأهل طه و هل أتى فاقرءوا يعرف الخبرو الطواسين بعدها و الحواميم و الزمرأنا مولى لهؤلاء و عدو لمن كفر
بيان الرثة البذاذة و سوء الحال قوله يمر و لا يحلي هما على الإفعال من المرارة و الحلاوة أي ما لنا حلو و لا مر قال الجوهري أحليت الشيء جعلته حلوا يقال ما أمر و لا أحلى إذا لم يقل شيئا
15- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ كشف، ]كشف الغمة[ الثعلبي في تفسيره يرفعه بسنده قال بينا عبد الله بن عباس جالس على شفير زمزم يقول قال رسول الله ص إذا قبل رجل متعمم بعمامة فجعل ابن عباس لا يقول قال رسول الله إلا قال الرجل قال رسول الله ص فقال ابن عباس سألتك بالله من أنت فكشف العمامة عن وجهه و قال يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني أنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري سمعت رسول الله ص بهاتين و إلا فصمتا و رأيته بهاتين و إلا فعميتا يقول علي قائد البررة و قاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله أما إني صليت مع رسول الله ص يوما من الأيام الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا فرفع السائل يده إلى السماء و قال اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئا و كان علي ع في الصلاة راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمنى و كان متختما فيها فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره و ذلك بمرأى من النبي ص و هو يصلي فلما فرغ النبي ص من صلاته رفع رأسه إلى السماء و قال اللهم إن أخي موسى سألك فقال رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي فأنزلت عليه قرآنا ناطقا سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا اللهم و أنا محمد نبيك و صفيك اللهم ف اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي... وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي عليا اشدد به ظهري قال أبو ذر فما استتم رسول الله ص كلامه حتى نزل جبرئيل من عند الله عز و جل فقال يا محمد اقرأ فأنزل الله عليه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ
أقول قال السيد بن طاوس في الطرائف قال السدي و عتبة بن أبي حكيم و غالب بن عبد الله إنما عني بهذه الآية علي بن أبي طالب ع لأنه مر به سائل و هو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه و رواه الثعلبي من عدة طرق فمنها ما رفعه إلى عباية بن ربعي قال بينا عبد الله بن عباس جالس و ذكر مثله سواء. و قال الشيخ أمين الدين الطبرسي حدثنا السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسني عن أبي القاسم الحسكاني عن محمد بن القاسم الفقيه الصيدلاني عن عبد الله بن محمد الشعراني عن أحمد بن علي بن رزين الياشاني عن المظفر بن الحسين الأنصاري عن السندي بن علي الوراق عن يحيى بن عبد الحميد الحماني عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية مثله ثم قال و روى هذا الخبر الثعلبي في تفسيره بهذا الإسناد بعينه و روى أبو بكر الرازي في كتاب أحكام القرآن على ما حكاه المغربي عنه و الرماني و الطبري أنها نزلت في علي ع حين تصدق بخاتمه و هو راكع و هو قول مجاهد و السدي و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و جميع علماء أهل البيت ع و قال الكلبي نزل في عبد الله بن سلام و أصحابه لما أسلموا فقطعت اليهود فنزلت الآية و في رواية عطاء قال عبد الله بن سلام أنا رأيت عليا ع تصدق بخاتمه و هو راكع فنحن نتولاه
16- كشف، ]كشف الغمة[ نقلت من مناقب أبي المؤيد الخوارزمي يرفعه إلى ابن عباس قال أقبل عبد الله بن سلام و معه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي ص فقال يا رسول الله إن منازلنا بعيدة ليس لنا مجلس و لا متحدث دون هذا المجلس و إن قومنا لما رأونا آمنا بالله و رسوله و صدقناه رفضونا و آلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا و لا يناكحونا و لا يكلمونا فشق ذلك علينا فقال لهم النبي ص إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ ثم إن النبي ص خرج إلى المسجد و الناس بين قائم و راكع و بصر بسائل فقال له النبي ص هل أعطاك أحد شيئا قال نعم خاتما من ذهب فقال له النبي ص من أعطاكه قال ذاك القائم و أومأ بيده إلى أمير المؤمنين علي ع فقال ص على أي حال أعطاك قال أعطاني و هو راكع فكبر النبي ص ثم قرأ وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ فأنشأ حسان بن ثابت يقول
أبا حسن تفديك نفسي و مهجتي و كل بطيء في الهدى و مسارعأ يذهب مدحي و المحبر ضائع و ما المدح في جنب الإله بضائعفأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا فدتك نفوس القوم يا خير راكعفأنزل فيك الله خير ولاية و بينها في محكمات الشرائع
بيان تحبير الخط و الشعر و غيرهما تحسينه. فأقول رواه علي بن عيسى في كشف الغمة عن ابن مردويه بأسانيد عن ابن عباس و روى السيوطي في الدر المنثور عن ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس و روي أيضا ابن بطريق من كتاب ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين ع تأليف الحافظ أبي نعيم الأصفهاني بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس و رواه الطبرسي عن السيد أبي الحمد عن الحسكاني بإسناده إلى أبي صالح عن ابن عباس مثله إلا أنه قال خاتم من فضة
فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبيد بن كثير معنعنا عن ابن عباس مثله إلى قوله هُمُ الْغالِبُونَ و زاد بعده فقال النبي ص الحمد لله الذي جعلها في و في أهل بيتي قال و كان في خاتمه الذي أعطاه السائل سبحان من فخري بأني له عبد
17- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ إسماعيل بن إبراهيم عن ابن أبي الخطاب عن البزنطي عن ثعلبة عن سليمان بن ظريف عن محمد بن مسلم قال كنا عند أبي جعفر ع جلوسا صفين و هو على السرير و قد در علينا بالحديث و فينا من السرور و قرة العين ما شاء الله فكأنا في الجنة فبينا نحن كذلك إذا بالآذن فقال سلام الجعفي بالباب فقال أبو جعفر ع ائذن له فدخلنا هم و غم و مشقة كراهية أن يكف عنا ما كنا فيه فدخل و سلم عليه فرد أبو جعفر ع عليه السلام ثم قال سلام يا ابن رسول الله حدثني عنك خيثمة عن قول الله تعالى إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا إن الآية نزلت في علي بن أبي طالب ع قال صدق خيثمة
18- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن الحكم معنعنا عن جعفر ع إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا نزلت في علي بن أبي طالب ع
19- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد بن سعيد عن المنهال قال سألت عن علي بن الحسين و عبد الله بن محمد عن قول الله تعالى إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا قالا في علي بن أبي طالب ع
20- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن سعيد معنعنا عن أبي جعفر ع أن رسول الله ص كان يصلي ذات يوم في مسجده فمر به فقير فقال له رسول الله ص هل تصدق عليك بشيء قال نعم مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه و أشار بيده فإذا هو بعلي بن أبي طالب ع فنزلت هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ فقال رسول الله ص هو وليكم من بعدي
و قال ابن عباس نزلت في علي بن أبي طالب ع خاصة و قوله وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ علي بن أبي طالب ع
21- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ زيد بن حمزة بن محمد بن علي بن زياد القصار معنعنا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع أنه كان يقول من أحب الله أحب النبي ص و من أحب النبي أحبنا و من أحبنا أحب شيعتنا فإن النبي ص و نحن و شيعتنا من طينة واحدة و نحن في الجنة لا نبغض من يحبنا و لا نحب من أبغضنا اقرءوا إن شئتم إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا إلى آخر الآية قال الحارث صدق الله ما نزلت إلا فيه
22- يف، ]الطرائف[ من كتاب الجمع بين الصحاح الستة من صحيح النسائي عن ابن سلام قال أتيت رسول الله ص فقلت إن قومنا حادونا لما صدقنا الله و رسوله و أقسموا أن لا يكلمونا فأنزل الله تعالى إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الآية ثم أذن بلال لصلاة الظهر فقام الناس يصلون فمن بين ساجد و راكع و سائل إذا سأل فأعطى علي خاتمه و هو راكع فأخبر السائل رسول الله ص فقرأ علينا رسول الله ص إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إلى قوله الْغالِبُونَ
و رواه الشافعي ابن المغازلي من خمس طرق فمنها عن عبد الله بن عباس قال مر سائل بالنبي ص و في يده خاتم قال من أعطاك هذا الخاتم قال ذاك الراكع و كان علي يصلي فقال الحمد لله الذي جعلها في و في أهل بيتي
و من روايات الشافعي ابن المغازلي في المعنى يرفعه إلى علي بن عابس قال دخلت أنا و أبو مريم على عبد الله بن عطاء فقال أبو مريم كنت مع أبي جعفر ع جالسا إذ مر ابن عبد الله بن سلام فقلت جعلت فداك هذا ابن الذي عنده علم الكتاب قال لا و لكنه صاحبكم علي بن أبي طالب ع الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عز و جل وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ
و ذكر السدي في تفسيره أن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب ع
أقول روى ابن بطريق في العمدة ما مر في روايات السيد و غيره بأسانيد جمة من صحاحهم فمن أراد تحقيق أسانيدها فليرجع إليها
23- و أقول روي في جامع الأصول من صحيح النسائي عن ابن سلام مثل الخبر الأول الذي رواه السيد إلا أنه قال أتيت رسول الله ص و رهط من قومي فقلنا إن قومنا إلى قوله بين ساجد و راكع و سائل إذا سأل فأعطاه علي إلى آخر الخبر
و روى ابن بطريق أيضا في المستدرك عن الحافظ أبي نعيم بإسناده عن زيد بن الحسن عن أبيه قال سمعت عمار بن ياسر يقول وقف لعلي سائل و هو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه فأتى رسول الله ص فأعلمه فنزلت هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ
و بإسناده عن الضحاك عن ابن عباس في قوله عز و جل إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا يريد علي بن أبي طالب ع الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ قال عبد الله بن سلام يا رسول الله أنا رأيت علي بن أبي طالب ع تصدق بخاتمه و هو راكع على محتاج فنحن نتولاه
و بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان النبي ص يتوضأ للصلاة فنزل عليه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ الآية فتوجه النبي ص و خرج إلى المسجد فاستقبل سائلا فقال من تركت في المسجد فقال له رجلا تصدق علي بخاتمه و هو راكع فدخل النبي ص فإذا هو علي ع
و بإسناده يرفعه إلى أبي الزبير عن جابر قال جاء عبد الله بن سلام و أناس معه يسألون مجانبة الإنس إياهم منذ أسلموا فقال رسول الله ص ابغوا إلي سائلا فدخلنا المسجد فدنا سائل إليه فقال له أعطاك أحد شيئا قال نعم مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه قال فاذهب فأره لي فقال فذهبنا فإذا علي قائم فقال هذا فنزلت إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ الآية
و بإسناده يرفعه إلى عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس أن قول الله تعالى إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ نزلت في علي بن أبي طالب ع
و بإسناده يرفعه إلى موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال تصدق علي بخاتمه و هو راكع فنزلت إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ الآية
24- أقول قال السيد في كتاب سعد السعود رأيت في تفسير محمد بن العباس بن علي بن مروان أنه روى نزول آية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ في علي ع من تسعين طريقا بأسانيد متصلة كلها أو جلها من رجال المخالفين لأهل البيت ع منهم علي ع و عمر بن الخطاب و عثمان و زبير و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص و طلحة و ابن عباس و أبو رافع و جابر الأنصاري و أبو ذر و الخليل بن مرة و علي بن الحسين و الباقر و الصادق ع و عبد الله بن محمد بن الحنفية و مجاهد و محمد بن سري و عطاء بن السائب و محمد بن السائب و عبد الرزاق فمن ذلك ما رواه عن إسماعيل بن إسحاق الراشدي عن يحيى بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن عون بن عبيد الله عن أبيه عن جده أبي رافع قال دخلت على رسول الله ص و هو نائم أو يوحى إليه فإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه و ظننت أنه يوحى إليه فاضطجعت بينه و بين الحية لئن كان منها سوء يكون في دونه قال فاستيقظ النبي ص و هو يتلو هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ ثم قال الحمد لله الذي أكمل لعلي نعمه و هنيئا لعلي بتفضيل الله قال ثم التفت إلي فقال ما يضجعك هاهنا فأخبرته الخبر فقال لي قم إليها فاقتلها ثم أخذ رسول الله ص بيدي فقال يا أبا رافع ليكونن علي منك بمنزلتي غير أنه لا نبي بعدي إنه سيقاتله قوم يكون حقا في الله جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فجاهدهم بلسانه فإن لم يستطع بلسانه فجاهدهم بقلبه ليس وراء ذلك شيء و هو على الحق و هم على الباطل قال ثم خرج و قال أيها الناس من كان يحب أن ينظر إلى أميني فهذا أميني يعني أبا رافع قال محمد بن عبيد الله فلما بويع علي بن أبي طالب ع و سار طلحة و الزبير إلى البصرة و خالفه معاوية و أهل الشام قال أبو رافع هذا قول رسول الله ص إنه سيقاتل عليا قوم يكون حقا في الله جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه و من لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك شيء فباع أبو رافع داره و أرضه بخيبر ثم خرج مع علي بقبيلته و عياله و هو شيخ كبير ابن خمس و ثمانين سنة ثم قال الحمد لله لقد أصبحت و ما أعلم أحدا بمنزلتي لقد بايعت البيعتين بيعة العقبة و بيعة الرضوان و لقد صليت القبلتين و هاجرت الهجر الثلاث فقيل له ما الهجر الثلاث قال هجرة مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي إذ بعثه رسول الله و هجرة إلى المدينة مع رسول الله ص و هذه هجرة مع علي بن أبي طالب ع إلى الكوفة ثم لم يزل معه حتى استشهد أمير المؤمنين ع و رجع أبو رافع مع الحسن ع إلى المدينة و لا دار له و لا أرض فقسم له الحسن ع دار علي بن أبي طالب نصفين و أعطاه بينبع أرضا أقطعها إياه فباعها عبيد الله بن أبي رافع بعد من معاوية بمائتي ألف درهم و ستين ألفا
و روي أيضا عن أحمد بن منصور عن عبد الرزاق قال كان خاتم علي ع الذي تصدق به و هو راكع حلقة فضة فيها مثقال عليها منقوش الملك لله
و روي أيضا عن الحسن بن محمد العلوي عن جده يحيى عن أحمد بن يزيد عن عبد الوهاب عن مخلد عن المبارك عن الحسن قال قال عمر بن الخطاب أخرجت من مال صدقة يتصدق بها عني و أنا راكع أربعا و عشرين مرة على أن ينزل في ما نزل في علي فما نزل
تذنيب اعلم أن الاستدلال بالآية الكريمة على إمامته ص يتوقف على بيان أمور. الأول أن الآية خاصة و ليست بعامة لجميع المؤمنين و بيانه أنه تعالى خص الحكم بالولاية بالمؤمنين المتصفين بإقامة الصلاة و إيتاء الزكاة في حال الركوع و ظاهر أن تلك الأوصاف غير شاملة لجميع المؤمنين و ليس لأحد أن يقول إن المراد بقوله وَ هُمْ راكِعُونَ أن هذه شيمتهم و عادتهم و لا يكون حالا عن إيتاء الزكاة و ذلك لأن قوله يُقِيمُونَ الصَّلاةَ قد دخل فيه الركوع فلو لم يحمل على الحالية لكان كالتكرار و التأويل المفيد أولى من البعيد الذي لا يفيد و أما حمل الركوع على غير الحقيقة الشرعية بحمله على الخضوع من غير داع إليه سوى العصبية فلا يرضى به ذو فطنة رضية مع أن الآية على أي حال تنادي بسياقها على الاختصاص. و قد قيل وجه آخر هو أن قوله تعالى إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ خطاب عام لجميع المؤمنين و دخل في الخطاب النبي ص و غيره ثم قال وَ رَسُولُهُ فأخرج النبي ص من جملتهم لكونهم مضافين إلى ولايته ثم قال وَ الَّذِينَ آمَنُوا فوجب أن يكون الذي خوطب بالآية غير الذي جعلت له الولاية و إلا أدى إلى أن يكون المضاف هو المضاف إليه بعينه و إلى أن يكون كل واحد من المؤمنين ولي نفسه و ذلك محال و فيه ضعف و الأول أولى. الثاني أن المراد بالولي هنا الأولى بالتصرف و الذي يلي تدبير الأمر كما يقال فلان ولي المرأة و ولي الطفل و ولي الدم و السلطان ولي أمر الرعية و يقال لمن يقيمه بعده هو ولي عهد المسلمين و قال الكميت يمدح عليا.
و نعم ولي الأمر بعد وليه. و منتجع التقوى و نعم المؤدب.
و قال المبرد في كتاب العبارة عن صفات الله أصل الولي الذي هو أولى أي أحق و الولي و إن كان يستعمل في مكان آخر كالمحب و الناصر لكن لا يمكن إرادة غير الأولى بالتصرف و التدبير هاهنا لأن لفظة إنما يفيد التخصيص و لا يرتاب فيه من تتبع اللغة و كلام الفصحاء و موارد الاستعمالات و تصريحات القوم و التخصيص ينافي حمله على المعاني الأخر إذ سائر المعاني المحتملة في بادئ الرأي لا يختص شيء منها ببعض المؤمنين دون بعض كما قال تعالى وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ و بعض الأصحاب استدل على ذلك بأن الظاهر من الخطاب أن يكون عاما لجميع المكلفين من المؤمنين و غيرهم كما في قوله تعالى كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ و غير ذلك فإذا دخل الجميع تحته استحال أن يكون المراد باللفظة الموالاة في الدين لأن هذه الموالاة يختص بها المؤمنون دون غيرهم فلا بد إذا من حملها على ما يصح دخول الجميع فيه و هو معنى الإمام و وجوب الطاعة و فيه كلام. الثالث أن الآية نازلة فيه ع و قد عرفت بما أوردنا من الأخبار تواترها من طريق المخالف و المؤالف مع أن ما تركناه مخافة الإطناب و حجم الكتاب أكثر مما أوردناه و عليه إجماع المفسرين و قد رواها الزمخشري و البيضاوي و الرازي في تفاسيرهم مع شدة تعصبهم و كثرة اهتمامهم في إخفاء فضائله ع إذ كان هذا في الاشتهار كالشمس في رائعة النهار فإخفاء ذلك مما يكشف الأستار عن الذي انطوت عليه ضمائرهم الخبيثة من بغض الحيدر الكرار. و قد روى الرازي عن ابن عباس برواية عكرمة و عن أبي ذر نحو مما مر من روايتهما و قد عرفت ما نقل في ذلك أكابر المفسرين و المحدثين من قدماء المخالفين الذين عليهم مدار تفاسيرهم. و أما إطلاق الجمع على الواحد تعظيما فهو شائع ذائع في اللغة و العرف و قد ذكر المفسرون هذا الوجه في كثير من الآيات الكريمة كما قال تعالى وَ السَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ و إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً و إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ و قوله الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ مع أن القائل كان واحدا و أمثالها كثيرة و من خطاب الملوك و الرؤساء فعلنا كذا و أمرنا بكذا و من الخطاب الشائع في عرف العرب و العجم إذا خاطبوا واحدا فعلتم كذا و قلتم كذا تعظيما له. و قال الزمخشري فإن قلت كيف صح أن يكون لعلي و اللفظ لفظ جماعة قلت جيء به على لفظ الجمع و إن كان السبب فيه رجلا واحدا ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه و لينبه على أن سجية المؤمنين تجب أن يكون على هذه
الغاية من الحرص على البر و الإحسان و تفقد الفقراء حتى إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير و هم في الصلاة لم يؤخروه إلى الفراغ منها انتهى. على أنه يظهر من بعض روايات الشيعة أن المراد به جميع الأئمة ع و أنهم قد وفقوا جميعا لمثل ذلك الفضيلة و أيضا كل من قال بأن المراد بالولي في هذه الآية ما يرجع إلى الإمامة قائل بأن المقصود بها علي ع و لا قائل بالفرق فإذا ثبت الأول ثبت الثاني هذا ملخص استدلال القوم و أما تفاصيل القول فيه و دفع الشبه الواردة عليه فموكول إلى مظانه كالشافي و غيره و ليس وظيفتنا في هذا الكتاب إلا نقل الأخبار و لو أردنا التعرض لأمثال ذلك لكان كل باب كتابا و ما أوردته كاف لمن أراد صوابا