1- المحاسن، عن السياري عن أبي جعفر عن إسحاق بن مطهر قال أبو عبد الله ع كل التفاح فإنه يطفئ الحرارة و يبرد الجوف و يذهب بالحمى
2- و منه، عن أبي يوسف عن القندي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال ذكر له الحمى قال إنا أهل بيت لا نتداوى إلا بإفاضة الماء البارد يصب علينا و أكل التفاح
3- و منه، عن بعضهم عن أبي عبد الله ع أطعموا محموميكم التفاح فما من شيء أنفع من التفاح
4- و منه، عن أبيه عن يونس عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال لو يعلم الناس ما في التفاح ما داووا مرضاهم إلا به
5- و منه، عن محمد بن علي الهمداني عن عبد الله بن سنان عن درست قال بعثني المفضل بن عمر إلى أبي عبد الله ع فدخلت عليه في يوم صائف و قدامه طبق فيه تفاح أخضر فو الله إن صبرت أن قلت له جعلت فداك أ تأكل هذا و الناس يكرهونه قال كأنه لم يزل يعرفني إني وعكت في ليلتي هذه فبعثت فأتيت به و هذا يقطع الحمى و يسكن الحرارة فقدمت فأصبت أهلي محمومين فأطعمتهم فأقلعت عنهم
الكافي، عن علي بن محمد بن بندار عن أبيه عن محمد بن علي الهمداني عن عبد الله الدهقان عن درست بن أبي منصور قال بعثني المفضل بن عمر إلى أبي عبد الله ع بلطف فدخلت عليه إلى قوله فأقلعت الحمى عنهم
بيان بلطف بضم اللام و فتح الطاء جمع اللطفة بالضم بمعنى الهدية كما في القاموس أو بضم اللام و سكون الطاء أي لطلب لطف و بر و الأول كأنه أظهر. و قوله بحوائج في الخبر الآتي أيضا يحتمل الوجهين فتأمل و إن في قوله إن صبرت نافية كأنه لم يزل يعرفني أي قال ذلك على وجه الاستئناس و اللطف في مقابلة سوء أدبي. و اعلم أن أكثر الأطباء يزعمون أن التفاح بأنواعه مضر للحمى يهيج لها و قد ألفيت أهل المدينة زادها الله شرفا يستشفون في حمياتهم الحارة بأكل التفاح الحامض و صب الماء البارد عليهم في الصيف و يذكرون أنهم ينتفعون بها و أحكام البلاد في أمثال ذلك مختلفة جدا
6- المحاسن، عن محمد بن جمهور عن الحسن بن المثنى عن سليمان بن درستويه الواسطي قال وجهني المفضل بن عمر بحوائج إلى أبي عبد الله ع فإذا قدامه تفاح أخضر فقلت له جعلت فداك ما هذا فقال يا سليمان إني وعكت البارحة فبعثت إلى هذا لأكله أستطفئ به الحرارة و يبرد الجوف و يذهب بالحمى و رواه أبو الخزرج عن سليمان
7- الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن أحمد بن المرزبان بن أحمد عن أحمد بن خالد الأشعري عن عبد الله بن بكير قال كنت عند أبي عبد الله ع و هو محموم فدخلت عليه مولاة له فقالت كيف تجدك فديتك نفسي و سألته عن حاله و عليه ثوب خلق قد طرحه على فخذيه فقالت له لو تدثرت حتى تعرق فقد أبرزت جسدك للريح فقال اللهم أولعتهم بخلاف نبيك ص
قال رسول الله ص الحمى من فيح جهنم و ربما قال من فور جهنم فأطفئوها بالماء البارد
بيان أولعتهم أي جعلتهم حرصا على مخالفته بأن تركتهم حتى اختاروا ذلك و في بعض النسخ و ألعنهم و على التقديرين ضمير الجمع راجع إلى المخالفين أو الأطباء لأنها كانت أخذت ذلك عنهم و قال في النهاية فيه شدة الحر من فيح جهنم الفيح سطوح الحر و فورانه و يقال بالواو و فاحت القدر تفوح و تفيح إذا غلت و قد أخرجه مخرج التشبيه و التمثيل أي كأنه نار جهنم في حرها
8- الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن الخضيب بن المرزبان العطار عن صفوان بن يحيى و فضالة عن علا عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء البارد
9- و منه، عن أبي غسان عبد الله بن خالد بن نجيح عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنه كان إذا حم بل ثوبين يطرح عليه أحدهما فإذا جف طرح عليه الآخر
و قال محمد بن مسلم سمعت أبا عبد الله ع يقول ما وجدنا للحمى مثل الماء البارد و الدعاء
بيان الاستشفاء بصب الماء البارد على البدن و ترطيب هواء الموضع الذي فيه المريض برش الماء على الأرض و الجدار و الحشائش و الرياحين و غير ذلك مما ذكره الأطباء في الحميات الحارة و المحترقة
10- الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن عون بن محمد بن القاسم عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي أسامة الشحام قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ما اختار جدنا ص للحمى إلا وزن عشرة دراهم سكر بماء بارد على الريق
11- العيون، عن محمد بن علي بن الشاه عن أبي بكر بن عبد الله النيسابوري عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه عن الرضا ع و عن أحمد بن إبراهيم الخوزي عن إبراهيم بن مروان عن جعفر بن محمد بن زياد عن أحمد بن عبد الله الهروي عن الرضا ع و عن الحسين بن محمد الأشناني المعدل عن علي بن مهروبة القزويني عن داود بن سليمان عن الرضا عن آبائه عن الحسين بن علي ع أنه دخل رسول الله ص على علي بن أبي طالب ع و هو محموم فأمره بأكل الغبيراء
بيان قال بعض الأطباء الغبيراء يابس في آخر الثانية بارد في الأولى قبضه و عقله أقل من الزعرور يدفع الصفراء المنصبة إلى الأحشاء و يقطع كل سيلان و ينفع من السعال الحار و يحبس القيء و ينفع من السجج الصفراوي و يعقل البطن و ينفع من كثرة البول و قيل إنه يضر بالمعدة و الهضم و يصلحه الفانيذ انتهى. و لا يبعد نفعه في بعض الحميات
12- الخصال، عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار عن يونس عن أبي الحسن ع قال علامات الدم أربعة الحكة و البثرة و النعاس و الدوران
13- و منه، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع ليس من داء إلا و هو من داخل الجوف إلا الجراحة و الحمى فإنهما يردان ورودا اكسروا حر الحمى بالبنفسج و الماء البارد فإن حرها من فيح جهنم
و قال ع صبوا على المحموم الماء البارد في الصيف فإنه يسكن حرها
و قال ع ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك و الأسقام و وسواس الريب
و قال ع اشربوا ماء السماء فإنه يطهر البدن و يدفع الأسقام قال الله تبارك و تعالى وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَ لِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ
بيان فإنهما يردان ورودا أي بلا مادة في الجسد كورود الجراحة من الخارج و الحمى بسبب هواء بارد أو حار بالبنفسج أي بشرب الشراب المعمول منه فإن الأطباء ذكروا لأكثر الحميات سيما المحترقة شراب البنفسج أو استشمامه أيضا فإنهم ذكروا للمحترقة يقرب إليه من الأزهار النيلوفر و البنفسج. قوله ع فإنه يطهر البدن يدل على أن التطهير في الآية أعم من تطهير الظاهر و الباطن
14- مجالس ابن الشيخ، عن والده عن هلال بن محمد الحفار عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه علي بن علي أخي دعبل الخزاعي عن الرضا ع عن آبائه ع عن علي بن الحسين ع أنه قال بللوا جوف المحموم بالسويق و العسل ثلاث مرات و يحول من إناء إلى إناء و يسقى المحموم فإنه يذهب بالحمى الحارة و إنما عمل بالوحي
بيان لعله محمول على الحميات البلغمية الغالبة في البلاد الحارة
15- المحاسن، عن عدة من أصحابه عن ابن أسباط عن يحيى بن بشير النبال قال قال أبو عبد الله ع لأبي يا بشير بأي شيء تداوون مرضاكم قال بهذه الأدوية المرار قال لا إذا مرض أحدكم فخذ السكر الأبيض فدقه ثم صب عليه الماء البارد و اسقه إياه فإن الذي جعل الشفاء في المرار قادر أن يجعله في الحلاوة
بيان كأن المراد بالسكر الأبيض ما يسمى بالفارسية بالقند و يحتمل النبات الأبيض و كأنه في الحميات البلغمية
16- المحاسن، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن حماد بن عثمان عن محمد بن سوقة عن أبي عبد الله ع قال الكباب يذهب بالحمى
17- و منه، عن يونس بن يعقوب عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال مرضت سنتين أو أكثر فألهمني الله الأرز فأمرت به فعسل و جفف ثم أشم النار و طحن فجعلت بعضه سفوفا و بعضه حسوا
بيان الإشمام كناية عن تشويته بالنار قليلا و في القاموس حسا المرق شربه شيئا بعد شيء كتحساه و احتساه و اسم ما يتحسى الحسية و الحسا و يمد و الحسوة بالضم الشيء القليل منه
18- المحاسن، عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر قال قال أبو عبد الله ع البصل يذهب بالحمى
19- الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن عون عن أبي عيسى عن الحسين عن أبي أسامة قال سمعت الصادق ع يقول إن الحمى تضاعف على أولاد الأنبياء
بيان أي الحمى العارضة لهم أشد من حمى غيرهم
20- الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن السري بن أحمد بن السري عن محمد بن يحيى الأرمني عن محمد بن سنان عن يونس بن ظبيان عن محمد بن إسماعيل بن أبي زينب قال سمعت الباقر ع يقول إخراج الحمى في ثلاثة أشياء في القيء و في العرق و في إسهال البطن
21- و منه، بهذا الإسناد عن محمد بن سنان عن الرضا ع قال سمعت موسى بن جعفر ع و قد اشتكى فجاءه المترفعون بالأدوية يعني الأطباء فجعلوا يصفون له العجائب فقال أين يذهب بكم اقتصروا على سيد هذه الأدوية الهليلج و الرازيانج و السكر في استقبال الصيف ثلاثة أشهر في كل شهر ثلاث مرات و في استقبال الشتاء ثلاثة أشهر في كل شهر ثلاثة مرات و يجعل موضع الرازيانج مصطكى فلا يمرض إلا مرض الموت
بيان و يجعل موضع الرازيانج أي في الشتاء
-22 الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن عبد الله بن بسطام عن كامل عن محمد بن إبراهيم الجعفي عن أبيه قال دخلت على أبي عبد الله ع فقال ما لي أراك شاحب الوجه قلت أنا في حمى الربع فقال من أين أنت عن المبارك الطيب اسحق السكر ثم خذه بالماء و اشربه على الريق عند الحاجة إلى الماء قال ففعلت فما عادت إلي بعد
23- و منه، عن الحسن بن شاذان عن أبي جعفر عن أبي الحسن ع قال سئل عن الحمى الغب الغالبة قال يؤخذ العسل و الشونيز و يلعق منه ثلاث لعقات فإنها تنقلع و هما المباركان قال الله تعالى في العسل يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ و قال رسول الله ص في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام قيل يا رسول الله و ما السام قال الموت قال و هذان لا يميلان إلى الحرارة و البرودة و لا إلى الطبائع إنما هما شفاء حيث وقعا
بيان لا يميلان أي ليس تأثيرها بالطبع بل بالخاصية
24- الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن الحسن بن شاذان عن أبي جعفر عن أبي الحسن الثالث ع قال خير الأشياء لحمى الربع أن يؤكل في يومها الفالوذج المعمول بالعسل و يكثر زعفرانه و لا يؤكل في يومها غيره
25- و منه، عن عبد الله بن عبيد عن محمد بن عيسى عن ميسر عن ابن سنان قال قال الصادق ع إن للدم و هيجانه ثلاث علامات البثرة في الجسد و الحكة و دبيب الدواب
بيان البثور و الحكة غالبهما بمدخلية كثرة الدم و إن كانتا من غيره من الأخلاط أيضا و كأن المراد بدبيب الدواب ما يتخيله الإنسان من دبيب نملة أو دابة في جلده و تسميه الأطباء التنمل
26- الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن الحسين بن بسطام عن محمد بن خلف عن الوشاء عن الحسين بن علي عن عبد الله بن سنان قال قال جعفر بن محمد ع لو يعلم الناس ما في التفاح ما داووا مرضاهم إلا به
27- و منه، عن إبراهيم بن خالد عن زرعة عن سماعة قال سألت أبا عبد الله الصادق ع عن مريض اشتهى التفاح و قد نهي عنه أن يأكله فقال أطعموا محموميكم التفاح فما من شيء أنفع من التفاح
28- و منه، عن حماد بن مهران البلخي قال كنا نختلف إلى الرضا ع بخراسان فشكا إليه يوما من الأيام شاب منا اليرقان فقال خذ خيار باذرنج فقشره ثم اطبخ قشوره بالماء ثم اشربه ثلاثة أيام على الريق كل يوم مقدار رطل فأخبرنا الشاب بعد ذلك أنه عالج به صاحبه مرتين فبرأ بإذن الله تعالى
29- المكارم، عن طب الأئمة قال الصادق ع إن للدم ثلاث علامات البثر في الجسد و الحكة و دبيب الدواب و في حديث آخر النعاس و كان إذا اعتل إنسان من أهل الدار قال انظروا في وجهه فإن قالوا أصفر قال هو من المرة الصفراء فيأمر بماء فيسقى و إن قالوا أحمر قال دم فيأمر بالحجامة
30- الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي أيوب عن أبي عبد الله ع قال ما من داء إلا و هو شارع إلى الجسد ينظر متى يؤمر به فيأخذه و في رواية أخرى إلا الحمى فإنها ترد ورودا
بيان إلا و هو شارع أي له طريق إليه من قولهم شرعت الباب إلى الطريق أي أنفذته إليه و لعل المعنى أن أكثر الأدواء لها مادة في الجسد تشتد ذلك حتى ترد عليه بإذن الله بخلاف الحمى فإنها قد ترد بغير مادة بل بالأسباب الخارجة كتصرف هواء حار أو بارد أو عفن أو سمي
31- الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن علي بن أبي حمزة عن أبي إبراهيم ع قال قال لي إني لموعوك منذ سبعة أشهر و لقد وعك ابني اثني عشر شهرا و هي تضاعف علينا أشعرت أنها لا تأخذ في الجسد كله و ربما أخذت في أعلى الجسد و لم تأخذ في أسفله و ربما أخذت في أسفله و لم تأخذ في أعلى الجسد كله قلت جعلت فداك إن أذنت لي حدثتك بحديث عن أبي بصير عن جدك أنه كان إذا وعك استعان بالماء البارد فيكون له ثوبان ثوب في الماء البارد و ثوب على جسده يراوح بينهما ثم ينادي حتى يسمع صوته على باب الدار يا فاطمة بنت محمد فقال صدقت قلت جعلت فداك فما وجدتم للحمى عندكم دواء فقال ما وجدنا لها عندنا دواء إلا الدعاء و الماء البارد إني اشتكيت فأرسل إلي محمد بن إبراهيم بطبيب له فجاءني بدواء فيه قيء فأبيت أن أشربه لأني إذا قيئت زال كل مفصل مني
توضيح قال الجوهري الوعك الحمى و قيل ألمها و قد وعكه المرض فهو موعوك قوله ع أشعرت بصيغة المتكلم على بناء المجهول من الإفعال أو على صيغة الخطاب المعلوم مع همزة الاستفهام أي هل أحسست بذلك و لعل المعنى أن الحرارة قد تظهر آثارها في أعالي الجسد و قد تظهر في أسافلها قوله ع ثم ينادي لعل النداء كان استشفاعا بها صلوات الله عليها للشفاء زال كل مفصل مني أي لا أقدر لكثرة الضعف على القيء و الخبر يدل على أن بيان كيفية المرض و مدته ليس من الشكاية المذمومة
32- الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد رفعه إلى أبي عبد الله ع قال الحمى يخرج في ثلاث في العرق و البطن و القيء
بيان في العرق بالتحريك أو بالكسر أي إخراج الدم من العرق يريد به الفصد أو الأعم منه و من الحجامة و الأول أظهر و البطن أي إسهال البطن كما مر
33- الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن كامل بن محمد عن محمد بن إبراهيم الجعفي قال حدثني أبي قال دخلت على أبي عبد الله ع فقال لي ما لي أراك ساهم الوجه فقلت إن بي حمى الربع قال فما يمنعك من المبارك الطيب اسحق السكر ثم امخضه بالماء و اشربه على الريق و عند المساء قال ففعلت فما عادت إلي
بيان قال الجوهري السهام بالضم الضمر و التغير و قد سهم وجهه و سهم أيضا بالضم انتهى. و السكر معرب شكر و الواحدة بهاء و رطب طيب و الظاهر هنا الأول بقرينة السحق ثم امخضه أي حركه تحريكا شديدا
34- الدعائم، عن النبي ص أنه قال الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء و كان إذا وعك دعا بماء فأدخل فيه يده
-35 و عن علي ع أنه قال اعتل الحسن ع فاشتد وجعه فاحتملته فاطمة ع فأتت به النبي ص مستغيثة مستجيرة و قالت له يا رسول الله ادع الله لابنك أن يشفيه و وضعته بين يديه فقام ص حتى جلس عند رأسه ثم قال يا فاطمة يا بنية إن الله هو الذي وهبه لك و هو قادر على أن يشفيه فهبط عليه جبرئيل فقال يا محمد إن الله جل و عز لم ينزل عليك سورة من القرآن إلا و فيها فاء و كل فاء من آفة ما خلا الحمد فإنه ليس فيها فاء فادع قدحا من ماء فاقرأ فيه الحمد أربعين مرة ثم صبه عليه فإن الله يشفيه ففعل ذلك فكأنما أنشط من عقال
الشهاب، الحمى رائد الموت الحمى من فيح جهنم الحمى حظ كل مؤمن من النار. الضوء، ]ضوء الشهاب[ الحمى عبارة عن التهاب الحرارة على البدن و هي فعل من حممت الماء أحمه و أحممته أي أسخنته و الحميم الماء الحار يقال حم الرجل و أحمه الله و هو محموم و هو شاذ مثل زكم الرجل و أزكمه الله فهو مزكوم و الرائد الذي يتقدم القوم يطلب لهم الماء و الكلأ و في المثل الرائد لا يكذب أهله و الموت عبارة عن تعطل الجسد من حلية الحياة و هو عند المحققين ليس بذات إنما المرجع فيه إلى النفي يعني ص أن الحمى عنوان الموت و رسول الذي قدمه و ما أقرب وصول المرسل بالمرسل و فيه إعلام أن العاقل ينبغي أن يكون متأهبا لأمره مستعدا لشأنه مرتبا أحواله أحسن الترتيب حتى لا يخترمه الموت عن أمور متشعثة و أحوال غير منتظمة و حسرات غير مجدية فالواجب عليه أن يعتقد أن حماه النازلة به هي القالعة له من الأهل و الولد و المعطلة من القوة و الجلد و فائدة الحديث الأمر بالاستشعار من الموت و الحذر منه و التوقع لهجومه و قلة الإخلاد إلى الحياة الفانية و الوثوق بها و سوء الظن بأدنى مرض يعتري و حسبان أنه مرض الموت و راوي الحديث الحسن و تمامه و هي سجن الله في الأرض يحبس بها عبده إذا شاء و يرسله. و قال الفيح تصاعد الحر يقال فاحت القدر تفيح إذا غلت و أفحتها أنا يعني أن الحمى و شدة توهجها إلى الإنسان مما يحت ذنوبه و يخلصه من خبث المعاصي و يكفر عنه سيئاته فكأنه ص جعل اشتعالها على بدنه وفاء ما يستحقه من العذاب على طريق التشبيه و التمثيل فإذا استوفى عقابه المستحق بقي له الثواب الدائم. و هذا الحديث قريب المعنى من الذي يليه و هو متضمن لتسلية المؤمن و تصبيره على مزاولة ما يسوقه الله تعالى إلى بدنه تصفية له و تطهيرا من الذنوب.
و روي عنه ص من حم ثلاث ساعات فصبر فيها باهى الله به ملائكته فقال ملائكتي انظروا إلى عبدي و صبره على بلائي اكتبوا لعبدي براءة من النار قال فيكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هذا كتاب من الله العزيز الحكيم براءة من الله لعبده فلان بن فلان إني قد أمنتك عن عذابي و أوجبت لك جنتي فادخلها بسلام
و عن أبي الدرداء قال ما يسرني من وصب ليلة حمر النعم مرض المؤمن تكفير خطيئته. و عن الحسن البصري أن الله تعالى يكفر عن المؤمن خطاياه كلها بحمى ليلة و فائدة الحديث الأمر بالتصبر و الاستسلام لله تعالى فيما يؤدب به من الأمراض و الأسقام و إعلام أنها لا تخلو من التطهير و التمحيص فضلا عما فيها من الأعواض و في الصبر عليها من الثواب و راوية الحديث عائشة و تمامه فأبردوها بالماء. و قال في الحديث الثالث هو قريب المعنى من الذي قبله و الحظ النصيب و جمعه القليل أحظ و الكثير حظوظ و حظاظ قال.
و ليس الغنى و الفقر من حيلة الفتى و لكن أحاظ أقسمت و جدود.
و أحاظ جمع أحظ جمع القلة لحظ على قلب إحدى الظاءين ياء من باب قصيت أظفاري و خابَ مَنْ دَسَّاها فهو إذا جمع جمع القلة و معنى الحديث أن الله يحط عنه أوزاره و يغفر له بما ساقه من المرض إليه فتصبر عليه و لا يعاقبه بالنار فكأن الحمى كان حظه من نار جهنم.
و روي في حديث آخر عنه ص ما من آدمي إلا و له حظ من النار و حظ المؤمن الحمى
و عن مجاهد في قوله تعالى إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا قال من حم من المسلمين فقد وردها و هو حظ المؤمن منها. و فائدة الحديث التسلية و تطييب القلوب عما يكابده الإنسان من الآلام و الأدواء بما يحط فيها من الأوزار و الأعباء و إعلام أنه مما يقتصر عليه في عقوبته و توفية استحقاقه على التقريب و راوي الحديث عبد الله بن مسعود و تمام الحديث و حمى ليلة تكفر خطايا سنة مجرمة. و أقول مجرمة أي تامة قال في القاموس حول مجرم كمعظم تام
36- الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن جعفر بن يحيى الخزاعي عن الحسين بن الحسن عن عاصم بن يونس عن رجل عن أبي عبد الله ع قال قال لرجل بأي شيء تعالجون محموميكم قال أصلحك الله بهذه الأدوية المرة بسفايج و الغافث و ما أشبهه فقال سبحان الله الذي يقدر أن يبرأ بالمر يقدر أن يبرأ بالحلو ثم قال إذا حم أحدكم فليأخذ إناء نظيفا فيجعل فيه سكرة و نصفا ثم يقرأ عليه ما حضر من القرآن ثم يضعها تحت النجوم و يجعل عليها حديدة فإذا كان في الغداة صب عليه الماء و مرسه بيده ثم شربه فإذا كانت الليلة الثانية زاده سكرة أخرى فصارت سكرتين و نصفا فإذا كانت الليلة الثالثة زاده سكرة أخرى فصارت ثلاث سكرات و نصفا
بيان يدل على أنه كان للسكر مقدار معين و كأنه الذي يصبونه في الرجاج و نحوه و ينعقد منه حبات صغيرة و كبيرة متشابهة و يسمونها في العرف النبات و يحتمل غيره كما سيأتي في بابه إن شاء الله تعالى و قال الجوهري مرست التمر و غيره في الماء إذا نقعته و مرسته بيدك انتهى. و البسفايج كما ذكره الأطباء عود أغبر إلى السواد و الحمرة اليسيرة دقيق عريض ذو شعب كالدودة الكثيرة الأرجل و في مذاقه حلاوة مع قبض فتسقى المسكر قال بعضهم إنه ينبت على شجرة في الغياض و قيل إنه ينبت على الأحجار حار في الثانية يابس إلى الثالثة بالغ في التجفيف يجفف الرطوبات و يسهل منه وزن ثلاثة دراهم من السوداء بلا مغص و بلغما و كيموسا مائيا و نحو ذلك ذكر في القانون. و قال الغافث من الحشائش الشاكة و له ورق كورق الشهدانج و زهر كالنيلوفر هو المستعمل أو عصارته حار في الأولى يابس في الثانية لطيف قطاع جلاء بلا جذب و لا حرارة ظاهرة و فيه قبض يسير و عفوصة و مرارة شديدة كمرارة الصبر جيد من ابتداء داء الثعلب و داء الحية يطلى بشحم عتيق على القروح العسرة الاندمال. عصارته نافعة من الجرب و الحكة إذا شربت بماء الشاهترج و السكنجبين و كذلك زهرة نافع لأوجاع الكبد و سددها و يقويها و من صلابة الطحال و أورام الكبد و أورام المعدة حشيشا و عصارة و من سوء القنية و أعراض الاستسقاء نافع من الحميات المزمنة و العتيقة خصوصا عصارته و خصوصا مع عصارة الأفسنتين. أقول سيأتي كثير من الأخبار في أبواب الأدوية و الرياحين و الفواكه و الحبوب إن شاء الله تعالى