1- لي، ]الأمالي للصدوق[ الطالقاني عن أحمد الهمداني عن أحمد بن صالح عن حكيم بن عبد الرحمن عن مقاتل بن سليمان عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لعلي بن أبي طالب ع يا علي أنت مني بمنزلة هبة الله من آدم و بمنزلة سام من نوح و بمنزلة إسحاق من إبراهيم و بمنزلة هارون من موسى و بمنزلة شمعون من عيسى إلا أنه لا نبي بعدي يا علي أنت وصيي و خليفتي فمن جحد وصيتك و خلافتك فليس مني و لست منه و أنا خصمه يوم القيامة يا علي أنت أفضل أمتي فضلا و أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أوفرهم حلما و أشجعهم قلبا و أسخاهم كفا يا علي أنت الإمام بعدي و الأمير و أنت الصاحب بعدي و الوزير و مالك في أمتي من نظير يا علي أنت قسيم الجنة و النار بمحبتك يعرف الأبرار من الفجار و يميز بين الأشرار و الأخيار و بين المؤمنين و الكفار
2- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عن علي ع قال قال لي النبي ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى
3- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن عمران المرزباني عن أحمد بن محمد بن عيسى المكي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن عباية الأسدي عن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب قال قال رسول الله ص لأم سلمة يا أم سلمة علي مني و أنا من علي لحمه من لحمي و دمه من دمي و هو مني بمنزلة هارون من موسى يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي سيد المسلمين
4- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى بن زكريا عن إسماعيل بن أبان عن أبي مريم عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة السلولي قال سمعت رسول الله ص يقول لعلي ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
5- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بالإسناد المتقدم عن إسماعيل عن أبي عبد الله المعلى عن سماك عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله ص يقول لعلي ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
6- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى عن عبد الرحمن بن شريك عن أبيه عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ص لعلي بن أبي طالب ع في غزوة تبوك اخلفني في أهلي فقال علي ع يا رسول الله إني أكره أن تقول العرب خذل ابن عمه و تخلف عنه فقال أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى قال بلى قال ص فاخلفني
7- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ محمد بن أحمد بن أبي الفوارس عن أحمد بن محمد الصائغ عن محمد بن إسحاق عن قتيبة بن سعيد عن حاتم عن بكير بن يسار عن عامر بن سعد عن أبيه قال سمعت رسول الله ص يقول لعلي ع و خلفه في بعض مغازيه فقال ع يا رسول الله تخلفني مع النساء و الصبيان فقال رسول الله ص أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
8- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن مزيد بن محمود بن أبي الأزهر النحوي عن أبي كريب محمد بن العلي عن إسماعيل بن صبيح اليشكري عن أبي أويس عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله إن النبي ص قال لعلي ع أ لا ترضى أن تكون مني كهارون من موسى إلا أنه لا نبي من بعدي و لو كان لكنته قال أبو المفضل و ما كتبت هذا الحديث إلا عن ابن أبي الأزهر
9- كنز الكراجكي، عن محمد بن أحمد بن شاذان عن المعافا بن زكريا عن محمد بن مزيد عن أبي كريب مثله
و روي بأسانيد عن سعيد بن المسيب سمعت رسول الله ص يقول لعلي ع حين خرج إلى غزاة تبوك إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك و أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي قال نعم و قد سمعت رسول الله ص يقول لعلي ع هذه المقالة في غزاته هذه غير مرة
10- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن علي بن محمد بن علي عن جعفر بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن علي عن الرضا عن آبائه ع قال خلف رسول الله ص عليا في غزوة تبوك فقال يا رسول الله تخلفني بعدك قال أ لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
11- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بإسناد المجاشعي عن الصادق عن أبيه عن جده علي بن الحسين ع قال حدثني عمر و سلمة ابنا أبي سلمة ربيبا رسول الله ص أنهما سمعا رسول الله ص يقول في حجته علي يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظالمين علي أخي و مولى المؤمنين من بعدي و هو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أن الله تعالى ختم النبوة بي فلا نبي بعدي و هو خليفة في الأهل و المؤمنين بعدي
12- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن جده يحيى بن الحسين عن أبي مصعب يحيى بن أحمد عن يوسف بن الماجشون عن محمد بن المنكدر قال سمعت سعيد بن المسيب يقول سألت سعد بن أبي وقاص أ سمعت من رسول الله ص يقول لعلي ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس معي نبي قال نعم فقلت أنت سمعته قال فأدخل إصبعيه في أذنيه و قال نعم و إلا فاستكتا
بيان قال الجزري الاستكاك الصمم و ذهاب السمع
13- شف، ]كشف اليقين[ أحمد بن مردويه عن عبد الله بن محمد بن جعفر عن جعفر بن محمد العلوي عن محمد بن الحسين المعلكي عن أحمد بن موسى الخراز عن بليد بن سليمان عن جابر الجعفي عن محمد بن علي عن أنس بن مالك قال بينما أنا عند النبي ص إذ قال يطلع الآن قلت فداك أبي و أمي من ذا قال سيد المسلمين و أمير المؤمنين و خير الوصيين و أولى الناس بالنبيين قال فطلع علي ع ثم قال لعلي ع أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
14- شف، ]كشف اليقين[ الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني عن أحمد بن جعفر النسائي عن محمد بن حريز عن عبد الله بن داهر عن أبي داهر بن يحيى الأحمري عن الأعمش عن عباية عن ابن عباس قال قال رسول الله ص هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي و دمه من دمي و هو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و قال ص يا أم سلمة اشهدي و اسمعي هذا علي أمير المؤمنين و سيد المسلمين و عيبة علمي و بابي الذي أوتى منه و الوصي على أمتي من أهل بيتي أخي في الدنيا و خديني في الآخرة و معي في السنام الأعلى
بيان الخدين الصديق
15- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن يهوديا جاء إليه ص يقال له سجت الفارسي فقال أسألك عن ربك يا محمد إن أجبتني أتبعك و كان رجلا من ملوك فارس و كان ذربا فقال أين الله قال هو في كل مكان و لا يوصف بمكان و لا يزول بل لم يزل بلا مكان و لا يزال فقال يا محمد إنك لتصف ربا عظيما بلا كيف فكيف لي أعلم أنه أرسلك قال علي بن أبي طالب ع فلم يبق بحضرتنا ذلك اليوم حجر و لا مدر إلا قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و قلت أيضا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا رسول الله فأسلم سجت و سماه رسول الله ص عبد الله فقال يا رسول الله من هذا قال هذا خير أهلي و أقرب الخلق مني و هو الوزير في حياتي و الخليفة بعد وفاتي كما كان هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فاسمع له و أطعه فإنه على الحق
16- شف، ]كشف اليقين[ من تفسير الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي بإسناده رفعه قال أقبل صخر بن حرب حتى جلس إلى رسول الله ص فقال يا محمد هذا الأمر لنا من بعدك أم لمن قال يا صخر الأمر من بعدي لمن هو مني بمنزلة هارون من موسى فأنزل الله تعالى عَمَّ يَتَساءَلُونَ يعني يسألك أهل مكة عن خلافة علي بن أبي طالب عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ منهم المصدق بولايته و خلافته كَلَّا ردع و رد عليهم سَيَعْلَمُونَ سيعرفون خلافته بعدك أنها حق يكون ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ سيعرفون خلافته و ولايته إذ يسألون عنها في قبورهم فلا يبقى ميت في شرق و لا في غرب و لا في بر و لا في بحر إلا و منكر و نكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين بعد الموت يقولان للميت من ربك و ما دينك و من نبيك و من إمامك
17- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ و أما الخبر أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
فقد أخرجه الشيخان في صحيحهما و النطنزي في الخصائص أنه سئل رجل شافعي عن علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة
و صنف أحمد بن محمد بن سعيد كتابا في طرقه قد تلقته الأمة بالقبول إجماعا و قد قال ص ذلك مرارا منها لما خلفه في غزاة تبوك على المدينة و الحرم فريدا لأن تبوك بعيدة منها فلم يأمن أن يصيروا إليها و إنه قد علم أنه لا يكون هناك قتال و خرج في جيش أربعين ألف رجل و خلف جيشا و هو علي وحده و قد قال الله تعالى في غيره رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ الآية فما ظنك بالمدينة ليس فيها إلا منافق أو امرأة قال أبو سعيد الخدري فلما وصل النبي إلى الجرف أتاه علي ع فقال يا نبي الله زعم المنافقون أنك لما خلفتني أنك استثقلتني و تخففت مني فقال ص كذبوا إنما خلفتك لما وراي فارجع فاخلفني في أهلي و أهلك أ فلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فرجع علي ع و في روايات كثيرة إلا أنه لا نبي بعدي و لو كان لكنته رواه الخطيب في التاريخ و عبد الملك العكبري في الفضائل و أبو بكر بن مالك و ابن الثلاج و علي بن الجعد في أحاديثهم و ابن فياض في شرح الأخبار عن عمار بن مالك عن سعيد عن أبيه
18- كشف، ]كشف الغمة[ من مناقب الخوارزمي عن جابر بن عبد الله أنه قال جاءنا رسول الله ص و نحن مضطجعون في المسجد و في يده عسيب رطب فقال ترقدون في المسجد قلنا قد أجفلنا و أجفل علي معنا فقال رسول الله ص تعال يا علي إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي أ لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة و الذي نفسي بيده إنك لذائد عن حوضي يوم القيامة تذود عنه رجالا كما يذاد البعير الضال عن الماء بعصا لك من عوسج كأني أنظر إلى مقامك من حوضي
19- بشا، ]بشارة المصطفى[ محمد بن علي عن أبيه عن جده عبد الصمد عن محمد بن القاسم الفارسي عن محمد بن الفضل المذكر عن عبد العزيز بن عبد الله عن أبي سعيد العدوي عن سلمة بن شبيب عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن عباس قال رأيت حسان بن ثابت واقفا بمنى و النبي ص و أصحابه مجتمعين فقال النبي ص معاشر المسلمين هذا علي بن أبي طالب سيد العرب و الوصي الأكبر منزلته مني منزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي لا تقبل التوبة من تائب إلا بحبه يا حسان قل فيه شيئا فأنشأ حسان بن ثابت يقول
لا تقبل التوبة من تائب إلا بحب ابن أبي طالبأخي رسول الله بل صهره و الصهر لا يعدل بالصاحبو من يكن مثل علي و قد ردت له الشمس من المغربردت عليه الشمس في ضوئها بيضا كأن الشمس لم تغرب
-20 مد، ]العمدة[ بإسناده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن وكيع عن فضل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ص لعلي ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
21- و بالإسناد عن عبد الله عن أبيه عن عبد الرزاق عن معمر عن عبادة و علي بن زيد بن جزعان قالا حدثنا ابن المسيب قال حدثني ابن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال فدخلت على سعد فقلت حديث حدثته عنك حدثنيه حين استخلف النبي عليا على المدينة قال فغضب سعد و قال من حدثك به فكرهت أن أخبره أن ابنه حدثنيه فيغضب عليه ثم قال إن رسول الله ص حين خرج في غزاة تبوك استخلف عليا ع على المدينة فقال علي ع يا رسول الله ما كنت أحب أن تخرج في وجه إلا و أنا معك فقال ص أ و ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي
22- و بالإسناد عن عبد الله عن أبيه عن سفيان بن عيينة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن سعد أن النبي ص قال لعلي ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى قيل لسفيان غير أنه لا نبي بعدي قال نعم
23- و بالإسناد عن عبد الله عن أبيه عن محمد بن جعفر عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال خلف رسول الله ص علي بن أبي طالب ع في غزاة تبوك فقال يا رسول الله تخلفني في النساء و الصبيان قال أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي
24- و بهذا الإسناد عن شعبة عن سعد بن إبراهيم يحدث عن سعد عن النبي ص أنه قال لعلي ع أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
-25 و بالإسناد عن عبد الله عن أبيه عن أبي سعيد عن سليمان بن بلال عن جعيد بن عبد الرحمن عن عائشة بنت سعد عن أبيها سعد أن عليا ع خرج معي النبي ص حتى جاء ثنية الوداع و هو يبكي و يقول تخلفني مع الخوالف فقال أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة
26- و بالإسناد عن عبد الله عن أبيه عن يحيى بن سعيد عن موسى الجهني قال دخلت على فاطمة فقال رفيقي أبو مهدي كم لك فقالت ست و ثمانين سنة قال ما سمعت من أبيك شيئا قال قالت حدثتني أسماء بنت عميس أن رسول الله ص قال لعلي ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي
27- و بالإسناد عن عبد الله عن إبراهيم عن حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال قلت لسعد بن مالك إني أريد أن أسألك عن حديث و أنا أهابك أن أسألك عنه قال فقال لا تفعل يا ابن أخي إذا علمت أن عندي علما بشيء فاسألني عنه و لا تهبني فقلت قول النبي ص لعلي ع حين خلفه في المدينة فقال إن رسول الله استخلفه حين خرج في غزاة تبوك فقال علي ع يا رسول الله تخلفني في الخوالف في النساء و الصبيان فقال أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى قال بلى فرجع مسرعا كأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع
28- و بالإسناد عن عبد الله عن إبراهيم عن يوسف بن يعقوب الماجشون عن محمد بن المنكدر عن ابن المسيب عن عامر بن سعد عن أبيه أنه سمع رسول الله ص يقول لعلي ع أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي قال سعيد فأحببت أن أشافه بذلك سعدا فلقيته فذكرت له ما ذكر لي عامر قال فوضع إصبعه في أذنه و قال استكتا إن لم أكن سمعته عن النبي ص
و رواه مسلم في الجزء الرابع على حد كراسين من آخره عن يحيى بن يحيى التميمي و أبي جعفر محمد بن الصباح و عبيد الله القواريري و شريح بن يونس كلهم عن يوسف الماجشون و اللفظ لابن الصباح عن محمد بن المنكدر إلى آخر ما مر إلا أن فيه فوضع إصبعيه في أذنيه و قال نعم و إلا استكتا
و رواه أيضا في الجزء المذكور في باب مناقبه ع بهذا الإسناد و روي رزين في الجمع بين الصحاح الستة من صحيح أبي داود و صحيح الترمذي بإسنادهما عن ابن المسيب مثله
و رواه أيضا ابن المغازلي عن أحمد بن المظفر العطار يرفعه إلى عامر بن سعد و ذكر مثله
و روى ابن المغازلي أيضا عن عبد الرحمن بن عبد الله الإسكافي يرفعه إلى سعيد بن المسيب نحوه
و روي أيضا عن أحمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق الهاشمي يرفعه إلى ابن المسيب مثله
29- و بالإسناد عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن إسحاق بن الحسن عن الفضل بن دكين عن الحسن بن صالح عن موسى الجهني عن فاطمة بنت علي عن أسماء بنت عميس أن النبي ص قال لعلي ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
30- و بالإسناد عن عبد الله عن أبيه قال و فيما كتب إلينا محمد بن عبد الله يذكر أن يزيد بن مهران حدثهم قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأجلح عن حبيب عن أبي ثابت عن ابن السمان عن سعيد بن زيد قال قال رسول الله ص لعلي ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى
31- و من صحيح البخاري من الجزء الخامس في الكراس السادس منه عن مدد عن يحيى عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله ص خرج إلى تبوك و استخلف عليا فقال أ تخلفني في النساء و الصبيان فقال ص أ لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
بالإسناد قال أبو داود حدثنا شعبة عن الحكم سمعت عن مصعب مثله
و رواه مسلم في صحيحه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن غندر عن شعبة مثله
و عن محمد بن المثنى و ابن بشار عن محمد بن جعفر عن شعبة مثله
و عن عبد الله بن معاذ عن أبيه عن شعبة مثله
32- و من الجزء الرابع من صحيح البخاري على حدود ربعه الأخير عن محمد بن بشار عن غندر عن شعبة عن سعد سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه قال قال النبي ص لعلي ع أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
33- و قال مسلم في صحيحه حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن غندر عن شعبة و حدثنا محمد بن المثنى و ابن بشار عن محمد بن جعفر عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص و سمعت إبراهيم بن سعد عن سعد أن النبي ص قال لعلي ع أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
34- و قال حدثنا قتيبة بن سعيد و محمد بن عباد و تقاربا في اللفظ قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا تراب فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله ص فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله ص يقول له و قد خلفه في بعض مغازيه فقال له يا رسول الله خلفتني مع النساء و الصبيان فقال له رسول الله ص أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي و سمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله و رسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتي به أرمد العين فبصق في عينه و دفع الراية إليه ففتح الله على يديه و لما نزلت هذه الآية نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ دعا رسول الله ص عليا و فاطمة و حسنا و حسينا ع فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي
35- و من مناقب الفقيه ابن المغازلي عن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب يرفعه إلى عامر بن سعد عن أبيه عن النبي ص أنه قال لعلي ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
و روي عن أحمد بن محمد السمسار يرفعه إلى أنس بن مالك عنه مثله
و روي أيضا عن محمد بن أحمد بن عثمان المعروف بابن الدنيا يرفعه إلى الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري عنه ص مثله
و روي عن عبد الوهاب بن محمد بن موسى يرفعه إلى ابن المسيب عن سعد بن أبي وقاص عنه ص مثله
و عن محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي يرفعه إلى ابن المسيب مثله
و عن الحسين بن الحسن بن يعقوب الدباس رفعه إلى عائشة بنت سعد عن سعد مثله
و عن عبد الله بن محمد بن عبد الله الرفاعي الأصفهاني رفعه إلى عبد الله بن مسعود عنه ص مثله
36- و روي عن محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي يرفعه إلى عروة بن الزبير عن جابر قال غزا رسول الله ص غزاة فقال لعلي ع اخلفني في أهلي فقال يا رسول الله يقول الناس خذل ابن عمه فرددها عليه فقال رسول الله ص أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
و روي عن علي بن عبد الواحد الواسطي يرفعه إلى إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عنه ص مثله
37- و روي عن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب يرفعه إلى عمر بن ميمون عن ابن عباس قال أخرج الناس في غزاة تبوك فقال علي ع يعني للنبي ص أخرج معك قال لا فبكى فقال له أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي
38- و روي عن أحمد بن محمد بن موسى بن عبد الوهاب الطحان و أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان رويا عن أحمد بن محمد بن جعفر بن المعلى يرفعه إلى مصعب بن سعد عن أبيه قال قال معاوية أ تحب عليا قال فقلت و كيف لا أحبه و قد سمعت رسول الله ص يقول له أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و لقد رأيته بارز يوم بدر و جعل يحمحم كما يحمحم الفرس و يقول
بازل عامين حديث سني سنحنح الليل كأني جنيلمثل هذا ولدتني أمي
قال فما رجع حتى خضب دما
39- و روي عن علي بن عمر بن عبد الله بن شوذب يرفعه إلى سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله ص لعلي ع أقم بالمدينة قال فقال له علي ع إنك ما خرجت في غزاة فخلفتني فقال النبي ص إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك و أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي قال سعيد فقلت لسعد أنت سمعت هذا من رسول الله قال نعم لا مرة و لا مرتين يقول ذلك لعلي ع
40- و روي عن عبد الواحد بن علي بن العباس البزاز رفعه إلى إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال سأل رجل معاوية عن مسألة فقال سل عنها علي بن أبي طالب فإنه أعلم قال يا أمير المؤمنين قولك فيها أحب إلي من قول علي قال بئس ما قلت به و لؤم ما جئت به لقد كرهت رجلا كان رسول الله ص يغره العلم غرا لقد قال له رسول الله ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و لقد كان عمر بن الخطاب يسأله فيأخذ عنه و لقد شهدت عمر إذا أشكل عليه شيء قال هاهنا علي قم لا أقام الله رجليك و محا اسمه من الديوان
بيان الحمحمة صوت الفرس دون الصهيل و رجل سنحنح لا ينام الليل و غر الطائر فرخه زقه. أقول
و روى ابن بطريق أيضا في المستدرك من كتاب المغازي لمحمد بن إسحاق بإسناده قال لما خرج رسول الله ص إلى غزاة تبوك خلف علي بن أبي طالب ع على أهله و أمره بالإقامة فيهم فأرجف المنافقون و قالوا ما خلفه إلا استثقالا له و تخفيفا منه فلما قالوا ذلك أخذ علي بن أبي طالب ع سلاحه ثم خرج إلى رسول الله ص و هو نازل بالجرف فقال يا رسول الله زعم المنافقون أنك إنما خلفتني تستثقلني و تخفف مني فقال كذبوا و لكني خلفتك لما تركت ورائي فارجع فاخلفني في أهلي و أهلك أ لا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فرجع إلى المدينة و مضى رسول الله ص لسفره
و بالإسناد عن زيد بن رمانة قال بلغني أن رجلا من قريش كان يقول و الله ما أدري لعله سيكون نبي بعد محمد فلقيت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص فقلت يا أبا إسحاق سمعت أباك يذكر مقالة رسول الله ص لعلي بن أبي طالب يوم غزوة تبوك فضحك فظن أن ذلك من هوى مني في علي فقلت إني و الله ما أسألك عنه لذلك و لكنه بلغني أن رجلا من قومك يقول ما أدري لعله سيكون نبي بعد محمد فقال نعم أشهد لسمعت أبي سعد بن أبي وقاص يقول سمعت رسول الله ص يقول لعلي يوم رده من غزوة تبوك أ لا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
و من كتاب الفردوس في باب الباء بالإسناد عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله ص يا علي أنت أول المسلمين إسلاما و أنت أول المؤمنين إيمانا و أنت مني بمنزلة هارون من موسى
أقول ذكر ابن الأثير في كتاب كامل التواريخ نحوا مما رواه ابن بطريق عن محمد بن إسحاق و روى السيد بن طاوس أكثر ما رواه ابن بطريق في كتاب الطرائف ثم قال و قد صنف القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي و هو من أعيان رجالهم كتابا سماه ذكر الروايات عن النبي ص أنه قال لأمير المؤمنين ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و بيان طرقها و اختلاف وجوهها رأيت هذا الكتاب من نسخة نحو ثلاثين ورقة عتيقة عليها رواية تاريخ الرواية سنة خمس و أربعين و أربع مائة و روى التنوخي حديث النبي ص لعلي ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى عن عمر بن الخطاب و عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و سعد بن أبي وقاص و عبد الله بن مسعود و عبد الله بن عباس و جابر بن عبد الله الأنصاري و أبي هريرة و أبي سعيد الخدري و جابر بن سمرة و مالك بن حويرث و البراء بن عازب و زيد بن أرقم و أبي رافع مولى رسول الله و عبد الله بن أبي أوفى و أخيه زيد و أبي سريحة و حذيفة بن أسيد و أنس بن مالك و أبي بريدة الأسلمي و أبي أيوب الأنصاري و عقيل بن أبي طالب و حبشي بن جنادة السلولي و معاوية بن أبي سفيان و أم سلمة زوجة النبي ص و أسماء بنت عميس و سعيد بن المسيب و محمد بن علي بن الحسين ع و حبيب بن أبي ثابت و فاطمة بنت علي ع و شرحبيل بن سعد قال التنوخي كلهم عن النبي ص ثم شرح الروايات بأسانيدها و طرقها. و قد ذكر الحاكم أبو نصر الحربي في كتاب التحقيق لما احتج به أمير المؤمنين ع يوم الشورى و هذا الحاكم المذكور من أعيان الأربعة المذاهب و قد كان أدرك حياة أبي العباس ابن عقدة الحافظ و كان وفاة ابن عقدة سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاث مائة فذكر أنه روي قول النبي في علي ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى عن خلق كثير ثم ذكر أنه رواه عن أبي بكر و عمر و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الله بن عوف و سعد بن أبي وقاص و الحسن بن علي بن أبي طالب و عبد الله بن عباس و عبد الله بن عمر بن الخطاب و ابن المنذر و أبي بن كعب و أبي اليقظان و عمار بن ياسر و جابر بن عبد الله الأنصاري و أبي سعيد الخدري و مالك بن حويرث و زيد بن أرقم و البراء بن عازب و أنس بن مالك و جابر بن سمرة و حبشي بن جنادة و معاوية بن أبي سفيان و بريدة الأسلمي و فاطمة بنت رسول الله ص و فاطمة بنت حمزة و أسماء بنت عميس و أروى بنت الحارث بن عبد المطلب انتهى. أقول روى ابن الأثير في جامع الأصول من صحيح البخاري و صحيح مسلم و صحيح الترمذي عن سعد بن أبي وقاص بسندين و عن جابر حديث المنزلة كما مر برواية ابن بطريق و رواه البغوي في المصابيح و شرح السنة و البيضاوي في المشكاة عن الصحيحين و مسند أحمد و الصحيحان و كتاب الفردوس عندي منها نسخ مصححه لكني أنقل ممن نقل منها من علماء الفريقين لما أجد من موافقتها لما نقلوه عنها و لكونه أبعد من الريب. أقول و روى ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح البخاري في المجلد السادس منه في شرح حديث المنزلة ما هذا لفظه أي نازلا مني منزلة هارون من موسى و الباء زائدة و في رواية سعيد بن المسيب عن سعد فقال علي ع رضيت رضيت أخرجه أحمد و لابن سعد من حديث البراء و زيد بن أرقم في نحو هذه القصة قال بلى يا رسول الله قال فإنه كذلك و في أول حديثهما أنه ص قال لعلي ع لا بد أن أقيم أو تقيم فأقام علي ع فسمع ناسا يقولون إنما خلفه لشيء كرهه منه فتبعه فذكر له ذلك فقال له الحديث و إسناده قوي و وقع في رواية عامر بن سعد بن
أبي وقاص عند مسلم و الترمذي قال قال معاوية لسعد قال ما منعك أن تسب أبا تراب قال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله ص فلن أسبه فذكر هذا الحديث و قوله لأعطين الراية رجلا يحبه الله و رسوله و قوله ص لما نزلت فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ دعا عليا و فاطمة و الحسن و الحسين ع فقال ص اللهم هؤلاء أهل بيتي. و عند أبي يعلى عن سعد من وجه آخر لا بأس به قال لو وضع المنشار على مفرقي على أن أسب عليا ما سببته أبدا و هذا الحديث أعني حديث الباب من دون الزيادة روي عن النبي ص من غير سعد من حديث عمر و علي و أبي هريرة و ابن عباس و جابر بن عبد الله و البراء و زيد بن أرقم و أبي سعيد و أنس و جابر بن سمرة و حبشي بن جنادة و معاوية و أسماء بنت عميس و غيرهم و قد استوعب طرقه بن عساكر في ترجمة علي انتهى كلامه مأخوذا من عين كتابه. أقول و يؤيده ما رواه السيد الرضي في نهج البلاغة على ما سيأتي في باب اختصاصه ع بالرسول ص أنه قال قال الرسول ص إنك تسمع ما أسمع و ترى ما أرى إلا أنك لست بنبي و لكنك وزير و إنك على خير و قال ابن أبي الحديد في شرحه بعد نقل الأخبار المؤيدة لذلك و يدل على أنه وزير رسول الله ص من نص الكتاب و السنة قول الله وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي و قال النبي ص في الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الإسلام أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فأثبت له جميع مراتب هارون و منازله من موسى ع فإذن هو وزير رسول الله ص و شاد أزره و لو لا أنه خاتم النبيين لكان شريكا في أمره انتهى. و قال في موضع آخر قال علي ع يوم الشورى أ فيكم أحد قال له رسول الله أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي غيري قالوا لا. أقول اكتفينا بما أوردنا عن كثير مما تركنا و الحمد لله الذي أظهر عناد من نسب هذا الخبر إلى الشذوذ مع اعتراف هؤلاء الأعاظم من علمائهم بصحته بل بتواتره وَ اللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ
41- كنز الكراجكي، عن القاضي أسد بن إبراهيم السلمي عن عمر بن علي العتكي عن محمد بن إبراهيم السمرقندي عن محمد بن عبد الله بن حكيم عن سفيان بن بشر الأسدي عن علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع أن النبي ص جمع بني عبد المطلب في الشعب و هم يومئذ أربعون رجلا قال فجعل لهم علي ع فخذا من شاة ثم ثرد لهم ثريدة و صب عليها المرق و ترك عليها اللحم و قدمها فأكلوا منها حتى شبعوا ثم سقاهم عسا واحدا فشربوا كلهم منه حتى رووا فقال أبو لهب و الله إن منا لنفرا يأكل الرجل منهم الجفنة فما تكاد تشبعه و يشرب الفرق فما يرويه و إن هذا الرجل دعانا فجمعنا على رجل شاة و عس من لبن فشبعنا و روينا منهما إن هذا لهو السحر المبين ثم دعاهم فقال إن الله عز و جل أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين و رهطي المخلصين و إن الله تعالى لم يبعث نبيا إلا جعل له من أهله أخا و وارثا و وزيرا و وصيا و خليفة في أهله فأيكم يبايعني على أنه أخي و وزيري و وارثي دون أهلي و يكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فسكت القوم فأعاد الكلام عليهم ثلاث مرات و قال و الله ليقومن قائمكم أو يكون في غيركم ثم لتندمن قال فقام علي ع و هم ينظرون كلهم إليه فبايعه و أجابه إلى ما دعاه فقال له ادن مني فدنا منه فقال افتح فاك ففتح فاه فمج فيه من ريقه و تفل بين كتفيه و تفل بين قدميه فقال أبو لهب لبئس ما حبوت به ابن عمك إذ جاءك فملأت فاه بزاقا فقال رسول الله ص ملئ حكمة و علما و فهما فقال لأبي طالب ليهنئك أن تدخل اليوم في دين ابن أخيك و قد جعل ابنك مقدما عليك
و عن السلمي عن العتكي عن سعيد بن محمد الحافظ عن محمد بن الحسين الكوفي عن عبادة الأزدي عن كادح العابد عن ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن زياد عن مسلم بن يسار عن جابر بن عبد الله قال لما قدم علي ع على رسول الله ص بفتح خيبر قال رسول الله ص لو لا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصارى في المسيح ابن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملإ إلا أخذوا التراب من تحت قدميك و من فضل طهورك فاستشفوا به و لكن حسبك أن تكون مني و أنا منك ترثني و أرثك و أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و إنك تبرئ ذمتي و تقاتل على سنتي و إنك غدا في الآخرة أقرب الناس مني و إنك أول من يرد علي الحوض و إنك على الحوض خليفتي و إنك أول من يكسى معي و إنك أول داخل الجنة من أمتي و أن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي أشفع لهم و يكونون غدا في الجنة جيراني و أن حربك حربي و أن سلمك سلمي و أن سريرتك سريرتي و علانيتك علانيتي و أن ولدك ولدي و إنك منجز عداتي و إنك علي و ليس أحد من الأمة يعدلك عندي و أن الحق على لسانك و في قلبك و بين عينيك و أن الإيمان خالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي و أنه لا يرد الحوض مبغض لك و لا يغيب محب لك غدا عني حتى يرد علي الحوض معك يا علي فخر علي ع ساجدا ثم قال الحمد لله الذي من علي بالإسلام و علمني القرآن و حببني إلى خير البرية خاتم النبيين و سيد المرسلين إحسانا منه إلي و فضلا منه علي فقال رسول الله ص يا علي لو لا أنت لم يعرف المؤمنون من بعدي
42- مع، ]معاني الأخبار[ الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي عن فرات بن إبراهيم عن محمد بن علي بن معمر عن أحمد بن علي الرملي عن محمد بن موسى عن يعقوب بن إسحاق المروزي عن عمرو بن منصور عن إسماعيل بن أبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبيه عن أبي هارون العبدي قال سألت جابر بن عبد الله الأنصاري عن معنى قول النبي ص لعلي ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي قال استخلفه بذلك و الله على أمته في حياته و بعد وفاته و فرض عليهم طاعته فمن لم يشهد له بعد هذا القول بالخلافة فهو من الظالمين
43- مع، ]معاني الأخبار[ القطان عن السكري عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه عن أبي خالد الكابلي قال قلت لسيد العابدين علي بن الحسين ع إن الناس يقولون إن خير الناس بعد رسول الله ص أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ع قال فما يصنعون بخبر رواه سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص عن النبي ص أنه قال لعلي ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فمن كان في زمن موسى ع مثل هارون
قال الصدوق قدس الله روحه أجمعنا و خصومنا على نقل قول النبي ص لعلي ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فهذا القول يدل على أن منزلة علي منه في جميع أحواله منزلة هارون من موسى في جميع أحواله إلا ما خصه الاستثناء الذي في نفس الخبر فمن منازل هارون من موسى أنه كان أخاه ولادة و العقل يخص هذه و يمنع أن يكون النبي ص عناها بقوله لأن عليا لم يكن أخاه ولادة و من منازل هارون من موسى أنه كان نبيا معه و استثناء النبي يمنع من أن يكون علي ع نبيا. و من منازل هارون من موسى بعد ذلك أشياء ظاهرة و أشياء باطنة فمن الظاهرة أنه كان أفضل أهل زمانه و أحبهم إليه و أخصهم به و أوثقهم في نفسه و أنه كان يخلفه على قومه إذا غاب موسى عنهم و أنه كان بابه في العلم و أنه لو مات موسى و هارون حي كان هو خليفته بعد وفاته فالخبر يوجب أن هذه الخصال كلها لعلي ع من النبي ص و ما كان من منازل هارون من موسى باطنا وجب أن الذي لم يخصه العقل منها كما خص إخوته بالولادة فهو لعلي ع من النبي ص و إن لم نحط به علما لأن الخبر يوجب ذلك و ليس لقائل أن يقول إن النبي ص عنى بعض هذه المنازل دون بعض فيلزمه أن يقال عنى البعض الآخر دون ما ذكرته فيبطل حينئذ أن يكون عنى معنى بتة و يكون الكلام هذرا و النبي ص لا يهذر في قوله لأنه إنما كلمنا ليفهمنا و يعلمنا فلو جاز أن يكون عنى بعض منازل هارون من موسى دون بعض و لم يكن في الخبر تخصيص ذلك لم يكن أفهمنا بقوله قليلا و لا كثيرا فلما له يكن ذلك وجب أنه قد عنى كل منزلة كانت لهارون من موسى مما لم يخصه العقل و لا الاستثناء في نفس الخبر و إذا وجب ذلك فقد تبينت الدلالة على أن عليا ع أفضل أصحاب رسول الله و أعلمهم و أحبهم إلى رسول الله ص و أوثقهم في نفسه و أنه يجب له أن يخلفه على قومه إذا غاب عنهم غيبة سفر أو غيبة موت لأن ذلك كله كان في شرط هارون و منزلته من موسى. فإن قال قائل إن هارون مات قبل موسى ع و لم يكن إماما بعده فكيف قيس أمر علي على أمر هارون بقول النبي ص هو مني بمنزلة هارون من موسى و علي ع قد بقي بعد النبي ص قيل له نحن إنما قسنا أمر علي ع على أمر هارون ع بقول النبي ص هو مني بمنزلة هارون من موسى فلما كانت هذه المنزلة لعلي ع و بقي علي فوجب أن يخلف النبي ص بعد وفاته و مثال ذلك ما أنا ذاكره إن شاء الله. لو أن الخليفة قال لوزيره لزيد عليك في كل يوم يلقاك فيه دينار و لعمرو عليك مثل ما شرطته لزيد فقد وجب لعمرو مثل ما لزيد فإذا جاء زيد إلى الوزير ثلاثة أيام فأخذ ثلاثة دنانير ثم انقطع و لم يأته و أتى عمرو الوزير ثلاثة أيام فقبض ثلاثة دنانير فلعمرو أن يأتي يوما رابعا و خامسا و أبدا و سرمدا ما بقي عمرو و على هذا الوزير ما بقي عمرو أن يعطيه في كل يوم أتاه دينارا و إن كان زيد لم يقبض إلا ثلاثة أيام و ليس للوزير أن يقول لعمرو لا أعطيك إلا مثل ما قبض زيد لأنه كان في شرط زيد أنه كلما أتاك فأعطه دينارا و لو أتى زيد لقبض و فعل هذا الشرط لعمرو و قد أتى فواجب أن يقبض فكذلك إذا كان في شرط هارون الوصي أن يخلف موسى ع على قومه و مثل ذلك لعلي ع فبقي علي على قومه و مثل ذلك لعلي فواجب أن يخلف النبي ص في قومه نظير ما مثلناه في زيد و عمرو و هذا ما لا بد منه ما أعطى القياس حقه. فإن قال قائل لم يكن لهارون لو مات موسى ع أن يخلفه على قومه قيل له بأي شيء ينفصل من قول قائل قال لك إنه لم يكن هارون أفضل أهل زمانه
بعد موسى و لا أوثقهم في نفسه و لا نائبه في العلم فإنه لا يجد فصلا لأن هذه المنازل لهارون من موسى مشهورة فإن جحد جاحد واحدة منها لزمه جحود كلها. فإن قال قائل إن هذه المنزلة التي جعلها النبي ص لعلي إنما جعلها في حياته قيل له نحن ندلك بدليل واضح على أن الذي جعله النبي ص لعلي بقوله أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي إنما جعله له بعد وفاته لا معه في حياته فتفهم ذلك إن شاء الله فمما يدل على ذلك أن في قول النبي ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي معنيين أحدهما إيجاب فضيلة و منزلة لعلي ع منه و الآخرة نفي لأن يكون نبيا بعده و وجدنا نفيه أن يكون علي نبيا بعده دليلا على أنه لو لم ينف ذلك لجاز لمتوهم أن يتوهم أنه نبي بعده لأنه ص قال فيه أنت مني بمنزلة هارون من موسى و قد كان هارون نبيا فلما كان نفي النبوة لا بد منه وجب أن يكون نفيها عن علي ع في الوقت الذي جعل الفضيلة و المنزلة له فيه لأنه من أجل الفضيلة و المنزلة احتاج ص أن ينفي أن يكون علي ع نبيا لأنه لو لم يقل إنه مني بمنزلة هارون من موسى لم يحتج إلى أن يقول إلا أنه لا نبي بعدي فلما كان نفيه النبوة إنما هو لعلة الفضيلة و المنزلة التي توجب النبوة وجب أن يكون نفي النبوة عن علي ع في الوقت الذي جعل الفضيلة له فيه مما جعل له من منزلة هارون و لو كان النبي ص إنما نفى النبوة بعده في وقت و الوقت الذي بعده عند مخالفينا لم يجعل لعلي ع فيه منزلة توجب له نبوة لكان ذلك من لغو الكلام لأن استثناء النبوة إنما وقع بعد الوفاة و المنزلة التي توجب النبوة في حال الحياة التي لم ينتف النبوة فيها فلو كان استثناء النبوة بعد الوفاة مع وجوب الفضيلة و المنزلة في حال حياة لوجب أن يكون نبيا في حياته ففسد ذلك و وجب أن يكون استثناء النبوة إنما هو في الوقت الذي جعل النبي ص لعلي ع المنزلة فيه لئلا يستحق النبوة مع ما استحقه من الفضيلة و المنزلة. و مما يزيد ذلك بيانا أن النبي ص لو قال علي مني بعد وفاتي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي معي في حياتي لوجب بهذا القول أن لا يمتنع علي أن يكون نبيا بعد وفاة النبي ص لأنه إنما منعه ذلك في حياته و أوجب له أن يكون نبيا بعد وفاته لأن إحدى منازل هارون أن كان نبيا فلما كان ذلك كذلك وجب أن النبي إنما نفى أن يكون علي نبيا في الوقت الذي جعل له فيه الفضيلة لأن بسببها احتاج إلى نفي النبوة و إذا وجب أن المنزلة هي في وقت نفي النبوة وجب أنها بعد الوفاة لأن نفي النبوة بعد الوفاة و إذا وجب أن عليا ع بعد رسول الله ص بمنزلة هارون من موسى في حياة موسى فقد وجبت له الخلافة على المسلمين و فرض الطاعة و أنه أعلمهم و أفضلهم لأن هذه كانت منازل هارون من موسى في حياة موسى. فإن قال قائل لعل قول النبي ص بعدي إنما دل به على بعد نبوتي و لم يرد بعد وفاتي قيل له لو جاز ذلك لجاز أن يكون كل خبر رواه المسلمون من أنه لا نبي بعد محمد ص أنه إنما هو لا نبي بعد نبوته و أنه قد يجوز أن يكون بعد وفاته أنبياء.
فإن قال قد اتفق المسلمون على أن معنى قوله لا نبي بعدي هو أنه لا نبي بعد وفاتي إلى يوم القيامة فكذلك يقال له في كل خبر و أثر روي فيه أنه لا نبي بعده. فإن قال إن قول النبي ص لعلي ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى إنما كان حيث خرج النبي ص إلى غزوة تبوك فاستخلف عليا فقال يا رسول الله تخلفني مع النساء و الصبيان فقال له رسول الله ص أ لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى. قيل هذا غلط في النظر لأنك لا تروي خبرا تخصص به معنى الخبر المجمع عليه إلا و روينا بإزائه ما ينقضه و يخصص الخبر المجمع عليه على المعنى الذي ندعيه دون ما تذهب إليه و لا يكون لك و لا لنا في ذلك حجة لأن الخبرين مخصوصان و يبقى الخبر على عمومه و يكون دلالته و ما يوجبه و وروده عموما لنا دونك لأنا نروي بإزاء ما رويته أن النبي ص جمع المسلمين و قال لهم و قد استخلفت عليا عليكم بعد وفاتي و قلدته أمركم و ذلك بوحي من الله عز و جل إلي فيه ثم قال له بعقب هذا القول مؤكدا له أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فيكون هذا القول بعد ذلك الشرح بينا مقاوما لخبركم المخصوص و يبقى الخبر الذي أجمعنا عليه و على نقله من أن النبي ص قال لعلي ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي بحاله نتكلم في معناه على ما تحمله اللغة و المشهور من التفاهم و هو ما تكلمنا فيه و شرحناه و ألزمنا به أن النبي ص قد نص على إمامة علي ع بعده و أنه استخلفه و فرض طاعته وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ على نهج الحق المبين. أقول قد أثبتنا هذا الخبر في باب غزوة تبوك و في باب الغدير و في أكثر احتجاجاته على القوم و في باب اعتذاره ع عن القعود عن قتال من تقدم عليه و في احتجاجات الحسن ع و في أحوال ولادة الحسنين ع و في احتجاج سعد بن أبي وقاص على معاوية و في كثير من الأبواب الآتية و لنذكر بعض ما ذكره السيد المرتضى رضوان الله عليه في هذا المقام فإنه كالشرح لما ذكره الصدوق رحمه الله. قال الخبر دال على النص من وجهين أحدهما أن قوله ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي يقتضي حصول جميع منازل هارون من موسى لأمير المؤمنين ع إلا خصه الاستثناء و ما جرى مجراه من العرف و قد علمنا أن من منازل هارون من موسى ع الشركة في النبوة و أخوة النسب و الفضل في المحبة و الاختصاص على جميع قومه و الخلافة في حال غيبته على أمته و أنه لو بقي بعده لخلفه فيهم و لم يجز أن يخرج القيام بأمورهم عنه إلى غيره و إذا خرج بالاستثناء منزلة النبوة و خص العرف منزلة الإخوة في النسب وجب القطع على ثبوت ما عداها و من جملته أنه لو بقي خلفه دبر أمر أمته و قام فيهم مقامه و علمنا بقاء أمير المؤمنين ع بعد وفاة الرسول ص فوجبت له الإمامة بلا شبهه. ثم قال رضي الله عنه و أما الدليل على أن هارون ع لو بقي بعد موسى ع لخلفه في أمته فهو أنه قد ثبتت خلافته له في حال حياته بلا خلاف و في قوله تعالى وَ قالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي أكبر شاهد بذلك و إذا ثبتت الخلافة في حياته
وجب حصولها له بعد الوفاة لو بقي إليها لأن خروجها عنه في حال من الأحوال مع بقائه حط له من مرتبة كان عليها و صرف عن ولاية فوضت إليه و ذلك يقتضي من التنفير أكثر مما يعترف خصومنا من المعتزلة بأن الله يجنب أنبياءه ع من القباحة في الخلق و الدنامة المفرطة و الصغائر المسخفة و أن لا يجيبهم الله تعالى إلى ما يسألونه لأمتهم من حيث لا يظهر لهم فإن قيل إذا ثبت أنه منفر وجب أن يجنبه هارون من حيث كان نبيا و مؤديا عن الله عز و جل فكان نبوته هي المقتضية لاستمرار خلافته إلى بعد الوفاة و إذا كان النبي ص قد استثنى من الخبر النبوة وجب أن يخرج معها ما هي مقتضية له و كالسبب فيه و إذا خرجت هذه المنزلة مع النبوة لم يكن في الخبر دلالة على النص الذي تدعونه قيل له إن أردت بقولك أن الخلافة من مقتضى النبوة أنه من حيث كان نبيا يجب له هذه المنزلة كما يجب له سائر شروط النبوة فليس الأمر كذلك لأنه غير منكر أن يكون هارون قبل استخلاف موسى له شريكا في نبوته و تبليغ شرعه و إن لم يكن خليفة له فيما سوى ذلك في حياته و لا بعد وفاته و إن أردت أن هارون بعد استخلاف موسى له في حياته يجب أن يستمر حاله و لا يخرج عن هذه المنزلة لأن خروجه عنها يقتضي التنفير الذي يمنع نبوة هارون منه و أشرت في قولك إن النبوة يقتضي الخلافة بعد الوفاة إلى هذا الوجه فهو صحيح غير أنه لا يجب ما ظننته من استثناء الخلافة باستثناء النبوة لأن أكثر ما فيه أن يكون كالسبب في ثبوت الخلافة بعد الوفاة و غير واجب أن ينفي ما هو كالمسيب عن غيره عند نفي الغير أ لا ترى أن أحدنا لو قال لوصيه أعط فلانا من مالي كذا و كذا و ذكر مبلغا عينه فإنه يستحق هذا المبلغ علي من ثمن سلعة ابتعتها منه و أنزل فلانا منزلة فلان الذي أوصيتك به و أجره مجراه فإن ذلك يجب له من أرش جناية أو قيمة سلعة أو ميراث أو غير ذلك لوجب على الوصي أن يسوي بينهما في العطية و لا يخالف بينهما فيها من حيث اختلفت جهة استحقاقهما و لا يكون قول هذا القائل عند أحد من العقلاء يقتضي سلب المعطي الثاني العطية من حيث سلب جهة استحقاقها في الأول فوجب بما ذكرناه أن يكون منزلة هارون من موسى في استحقاق خلافته له بعد وفاته ثابتة لأمير المؤمنين ع لاقتضاء اللفظ هنا و إن كانت تجب لهارون من حيث كان في انتفائها تنفير تمنع نبوته و يجب لأمير المؤمنين ع من غير هذا الوجه. و يزيد ما ذكرناه وضوحا أن النبي ص لو صرح به حتى يقول ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى في خلافته له في حياته و استحقاقها له لو بقي إلى بعد وفاته إلا أنك لست بنبي كان كلامه ص صحيحا غير متناقض و لا خارج عن الحقيقة و لم يجب عند أحد أن يكون باستثناء النبوة نافيا لما أثبته من منزلة الخلافة بعد الوفاة و قد يمكن مع ثبوت هذه الجملة أن يرتب الدليل في الأصل على وجه يجب معه كون هارون مفترض الطاعة على أمة موسى ع لو بقي إلى بعد وفاته و ثبوت مثل هذه المنزلة لأمير المؤمنين ع و إن لم يرجع إلى كونه خليفة له في حال حياته و وجوب استمرار ذلك إلى بعد الوفاة فإن في المخالفين من يحمل نفسه على دفع خلافة هارون لموسى في حياته و إنكار كونها منزلة تفضل عن نبوته و إن كان فيما حمل عليه نفسه ظاهره المكابرة و نقول قد ثبت أن هارون كان مفترض الطاعة على أمة موسى لمكان
شركته له في النبوة التي لا يتمكن أحد من دفعها و ثبت أنه لو بقي بعده لكان ما يجب من طاعته على جميع أمة موسى ع يجب له لأنه لا يجوز خروجه عن النبوة و هو حي و إذا وجب ما ذكرناه و كان النبي ص قد أوجب بالخبر لأمير المؤمنين جميع منازل هارون من موسى و نفى أن يكون نبيا و كان من جملة منازله أنه لو بقي بعده لكان طاعته مفترضة على أمته و إن كانت تجب لمكان نبوته وجب أن يكون أمير المؤمنين ع مفترض الطاعة على سائر الأمة بعد وفاة النبي ص و إن لم يكن نبيا لأن نفي النبوة لا يقتضي نفي ما يجب لمكانها على ما بيناه و إنما كان يجب بنفي النبوة نفي فرض الطاعة لو لم يصح حصول فرض الطاعة إلا للنبي و إذا جاز أن يحصل لغير النبي كالإمام دل على انفصاله من النبوة و أنه ليس من شرائطها و حقائقها التي تثبت بثبوتها و تنتفي بانتفائها و المثال الذي تقدم يكشف عن صحة قولنا و أن النبي ص لو صرح أيضا بما ذكرناه حتى يقول أنت مني بمنزلة هارون من موسى في فرض الطاعة على أمتي و إن لم تكن شريكي في النبوة و تبليغ الرسالة لكان كلامه مستقيما بعيدا من التنافي. فإن قال فيجب على هذه الطريقة أن يكون أمير المؤمنين ع مفترض الطاعة على الأمة في حال حياة النبي كما كان هارون كذلك في حال حياة موسى قيل لو خلينا و ظاهر الكلام لأوجبنا ما ذكرته غير أن الإجماع مانع منه لأن الأمة لا تختلف في أنه ع لم يكن مشاركا للرسول في فرض الطاعة على الأمة على جميع أحوال حياته حسب ما كان عليه هارون في حياة موسى و من قال منهم إنه كان مفترض الطاعة في تلك الأحوال يجعل ذلك في أحوال غيبة الرسول ص على وجه الخلافة لا في أحوال حضوره و إذا خرجت أحوال الحياة بالدليل ثبتت الأحوال بعد الوفاة بمقتضى اللفظ. فإن قال ظاهر قوله ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى يمنع ما ذكرتموه لأنه يقتضي من المنازل ما حصل لهارون من جهة موسى و استفاده به و إلا فلا معنى لنسبة المنازل إلى أنها منه و فرض الطاعة الحاصل عن النبوة غير متعلق بموسى و لا واجب من جهته. قيل له أما سؤالك فظاهر السقوط على كلامنا لأن خلافة هارون لموسى عليهما السلام في حياته لا شك في أنها منزلة منه و واجبة بقوله الذي ورد به القرآن فأما ما أوجبناه من استحقاقه للخلافة بعده فلا مانع من إضافته أيضا إلى موسى لأنه من حيث استخلفه في حياته و فوض إليه تدبير قومه و لم يجز أن يخرج عن ولاية جعلت له وجب حصول هذه المنزلة بعد الوفاة فتعلقها بموسى ع تعلق قوي فلم يبق إلا أن يبين الجواب على الطريقة التي استأنفناها. و الذي يبينه أن قوله ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى لا يقتضي ما ظنه السائل من حصول المنازل بموسى و من جهته كما أن قول أحدنا أنت مني بمنزلة أخي مني أو بمنزلة أبي مني لا يقتضي كون الأخوة و الأبوة به و من جهته و ليس يمكن أحدا أن يقول في هذا القول إنه مجاز أو خارج عن حكم الحقيقة و لو كانت هذه الصيغة تقتضي ما ادعي لوجب أيضا أن لا يصح استعمالها في الجمادات و كل ما لا يصح منه فعل و قد علمنا صحة استعمالها فيما ذكرناه و أنهم لا يمنعون من القول بأن منزلة دار زيد من دار عمرو بمنزلة دار خالد من دار بكر و منزلة بعض أعضاء الإنسان منه منزلة بعض آخر منه و إنما يفيدون تشابه الأحوال و تقاربها و يجري لفظة من في هذه الوجوه مجرى عند و مع و كان القائل أراد محلك عندي و حالك معي في الإكرام و الإعطاء كحال أبي عندي و محله فيهما. و مما يكشف عن صحة ما ذكرناه حسن استثناء الرسول النبوة من جملة المنازل و نحن نعلم أنه لم يستثن إلا ما يجوز دخوله تحت اللفظ عندنا أو يجب دخوله عند مخالفنا
و نحن نعلم أيضا أن النبوة المستثناة لم تكن بموسى و إذا ساغ استثناء النبوة من جملة ما اقتضى اللفظ مع أنها لم تكن بموسى بطل أن يكون اللفظ متناولا لما وجب من جهة موسى من المنازل. و أما الذي يدل على أن اللفظ يوجب حصول جميع المنازل إلا ما أخرجه الاستثناء و ما جرى مجراه و إن لم يكن من ألفاظ العموم الموجبة للاشتمال و الاستغراق و لا كان أيضا من مذهبنا أن في اللفظ المستغرق للجنس على سبيل الوجوب لفظا موضوعا له فهو أن دخول الاستثناء في اللفظ الذي يقتضي على سبيل الإجمال أشياء كثيرة متى صدر من حكيم يريد البيان و الإفهام دليل على أن ما يقتضيه اللفظ و يحتمله بعد ما خرج بالاستثناء مراد بالخطاب و داخل ما تحته و يصير دخول الاستثناء كالقرينة أو الدلالة التي توجب الاستغراق و الشمول يدل على صحة ما ذكروه أن الحكيم منا إذا قال من دخل داري أكرمه إلا زيدا فهمنا من كلامه بدخول الاستثناء أن من عدا زيد مراد بالقول لأنه لو لم يكن مرادا لوجب استثناؤه مع إرادة الإفهام و البيان و هذا وجه. و وجه آخر و هو أنا وجدنا الناس في هذا الخبر على فرقتين منهم من ذهب إلى أن المراد منزلة واحدة لأجل السبب الذي يدعون خروج الخبر عليه و لأجل عهد أو عرف و الفرقة الأخرى تذهب إلى عموم القول لجميع ما هو منزلة هارون من موسى بعد ما أخرج الدليل على اختلافهم في تفصيل المنازل و تعيينها و هؤلاء هم الشيعة و أكثر مخالفيهم لأن القول الأول لم يذهب إليه إلا الواحد و الاثنان و إنما يمتنع من خالف الشيعة من إيجاب كون أمير المؤمنين صلوات الله عليه خليفة للنبي بعده حيث لم يثبت عندهم أن هارون لو بقي بعد موسى لخلفه و لا أن ذلك مما يصح أن يعد في جملة منازله فكان كل من ذهب إلى أن اللفظ يصح تعديه المنزلة الواحدة ذهب إلى عمومه فإذا فسد قول من قصر القول على المنزلة الواحدة لما سنذكره و بطل وجب عمومه لأن أحدا لم يقل بصحة تعديه مع الشك في عمومه بل القول بأنه مما يصح أن يتعدى و ليس بعام خروج عن الإجماع. فإن قال و بأي شيء تفسدون أن يكون الخبر مقصورا على منزلة واحدة قيل له أما ما تدعي من السبب الذي هو إرجاف المنافقين و وجوب حمل الكلام عليه و أن لا يتعداه فيبطل من وجوه. منها أن ذلك غير معلوم على حد نفس الخبر بل غير معلوم أصلا و إنما وردت به أخبار آحاد و أكثر الأخبار واردة بخلافه و أن أمير المؤمنين ع لما خلفه النبي ص بالمدينة في غزوة تبوك كره أن يتخلف عنه و أن ينقطع عن العادة التي كان يجري ع عليها في مواساته له بنفسه و ذبه الأعداء عن وجهه فلحق به و سكن إليه ما يجده من ألم الوحشة فقال له هذا القول و ليس لنا أن نخصص خبرا معلوما بأمر غير معلوم على أن كثيرا من الروايات قد أتت بأن النبي ص قال له أنت مني بمنزلة هارون من موسى في أماكن مختلفة و أحوال شتى و ليس لنا أيضا أن نخصه بغزاة تبوك دون غيرها بل الواجب القطع على الخبر و الرجوع إلى ما يقتضيه و الشك فيما لم تثبت صحته من الأسباب و الأحوال. و منها أن الذي يقتضيه السبب مطابقة القول له و ليس يقتضي مع مطابقته له أن لا يتعداه و إذا كان السبب ما يدعونه من إرجاف المنافقين و استثقاله ص إذ كان الاستخلاف في حال الغيبة و السفر فالقول على مذهبنا و تأويلنا يطابقه و يتناوله و إن تعداه إلى غيره من الاستخلاف بعد الوفاة الذي لا ينافي ما يقتضيه السبب يبين ذلك أن النبي ص لو صرح بما ذهبنا إليه حتى يقول أنت مني بمنزلة هارون من موسى في المحبة و الفضل و الاختصاص و الخلافة في الحياة و بعد الوفاة لكان السبب الذي يدعى
غير مانع من صحة الكلام و استقامته. و منها أن القول لو اقتضى منزلة واحدة إما الخلافة في السفر أو ما ينافي إرجاف المنافقين من المحبة فكيف يصح الاستثناء لأن ظاهره لا يقتضي تناول الكلام لأكثر من منزلة واحدة أ لا ترى أنه لا يحسن أن يقول أحدنا لغيره منزلتك مني في الشركة في المتاع المخصوص دون غيرها منزلة فلان من فلان إلا أنك لست بجاري و إن كان الجوار ثابتا بينه و بين من ذكره من حيث لم يصح تناول قوله الأول ما يصح دخول منزلة الجوار فيه و كذلك لا يصح أن يقول ضربت غلامي زيدا إلا غلامي عمرا و إن صح أن يقول ضربت غلماني إلا غلامي عمرا من حيث تناول اللفظ الواحد دون الجميع. و بهذا الوجه يسقط قول من ادعى أن الخبر يقتضي منزلة واحدة لأن ظاهر اللفظ لم يتناول أكثر من المنزلة الواحدة و أنه لو أراد منازل كثيرة لقال أنت مني بمنازل هارون من موسى و ذلك أن اعتبار الاستثناء يدل على أن الكلام يتناول أكثر من منزلة واحدة و العادة في الاستعمال جارية بأن يستعمل مثل هذا الخطاب و إن كان المراد المنازل الكثيرة لأنهم يقولون منزلة فلان من الأمير كمنزلة فلان منه و إن أشاروا إلى أحوال مختلفة و منازل كثيرة و لا يكادون يقولون بدلا مما ذكرناه منازل فلان كمنازل فلان و إنما حسن منهم ذلك من حيث اعتقدوا أن ذوي المنازل الكثيرة و الرتب المختلفة قد حصل لهم بمجموعها منزلة واحدة كأنها جملة متفرعة إلى غيرها فتقع الإشارة منهم إلى الجملة بلفظ الوحدة. و باعتبار ما اعتبرناه من الاستثناء يبطل قول من حمل الكلام على منزلة يقتضيها العهد أو العرف و لأنه ليس في العرف أن لا يستعمل لفظ منزلة إلا في شيء مخصوص دون ما عداه لأنه لا حال من الأحوال يحصل لأحد مع غير من نسب و جوار و ولاية و محبة و اختصاص إلى سائر الأحوال إلا و يصح أن يقال فيه أنه منزلة و من ادعى عرفا في بعض المنازل كمن ادعاه في غيره و كذلك لا عهد يشار إليه في منزلة من منازل هارون من موسى ع دون غيرها فلا اختصاص بشيء من منازله ليس في غيره بل سائر منازله كالمعهود من جهة أنها معلومة بالأدلة عليها و كل ما ذكرناه واضح لمن أنصف من نفسه. طريقة أخرى من الاستدلال بالخبر على النص و هي أنه إذا ثبت كون هارون خليفة لموسى على أمته في حياته و مفترض الطاعة عليهم و أن هذه المنزلة من جملة منازله و وجدنا النبي ص استثنى ما لم يرده من المنازل بعده بقوله إلا أنه لا نبي بعدي دل هذا الاستثناء على أن ما لم يستثنه حاصل لأمير المؤمنين ع بعده و إذا كان من جملة المنازل الخلافة في الحياة فتثبت بعده فقد صح وجه النص بالإمامة. فإن قال و لم قلتم إن الاستثناء في الخبر يدل على بقاء ما لم يستثن من المنازل و ثبوته بعده قيل له بأن الاستثناء كما من شأنه إذا كان مطلقا أن يوجب ما لم يستثن مطلقا كذلك من شأنه إذا قيد بحال أو وقت أن يوجب ثبوت ما لم يستثن في تلك الحال و في ذلك الوقت لأنه لا فرق بين أن يستثنى من الجملة في حال مخصوص ما لم تتضمنه الجملة في تلك الحال و بين أن يستثنى منها ما لم تتضمنه على وجه من الوجوه أ لا ترى أن قول القائل ضربت غلماني إلا زيدا في الدار و إلا زيدا فإني لم أضربه في الدار يدل على أن ضربة غلمانه كان في الدار لموضع تعلق الاستثناء بها و أن الضرب لو لم يكن في الدار لكان تضمن الاستثناء لذكر الدار كتضمنه ذكر ما لا تشتمل عليه الجملة الأولى من بهيمة و غيرها و ليس لأحد أن يقول و يتعلق بأن لفظة بعدي مستثنى بمشية الله و لا له أن يقول من أين لكم ثبوت ما لم يدخل تحت الاستثناء من المنازل لأنا قد دللنا على ذلك في الطريقة الأولى.
فإن قيل لعل المعنى بعد كوني نبيا لا بعد وفاتي قلنا لا يخل ذلك بصحة تأويلنا لأنا نعلم أن الذي أشاروا إليه من الأحوال تشتمل على أحوال الحياة و أحوال الممات إلى قيام الساعة و يجب بظاهر الكلام و بما حكمنا به من مطابقة الاستثناء في الحال التي فيها المستثنى منه أن يجب لأمير المؤمنين ع الإمامة في جميع الأحوال التي تعلق النفي بها فإن أخرجت دلالة شيئا من هذه الأحوال أخرجناه لها و أبقينا ما عداه لاقتضاء ظاهر الكلام له فكان ما طعن به مخالفونا إنما زاد قولنا صحة و تأكيدا انتهى كلامه قدس الله روحه ملخصا و قد أطنب رحمه الله بعد ذلك في رد الشبه و الإشكالات الموردة على الاستدلالات بالخبر بما لا مزيد عليه فمن أراد الاطلاع عليها فليرجع إلى الكتاب. ثم أقول لا يخفى على منصف بعد الاطلاع على الأخبار التي أوردناها و ما اشتملت عليه من القرائن الدالة على أن المراد بها ما ذكرناه على ما مر في كلام الفاضلين أن مدلول الخبر صريح في النص عليه ع لا سيما و قد انضمت إليها قرائن أخر منها الحديث المشهور الدال على أنه يقع في هذه الأمة كل ما وقع في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و لم يقع في هذه الأمة ما يشبه قصة هارون و عبادة العجل إلا بعد وفاة النبي ص من غصب الخلافة و ترك نصرة الوصي و قد ورد في روايات الفريقين أن أمير المؤمنين استقبل قبر الرسول صلوات الله عليهما عند ذلك و قال ما قاله هارون يا ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي و منها ما ذكره جماعة من المخالفين أن وصاية موسى و خلافته انتهى إلى أولاد هارون فمن منازل هارون من موسى كون أولاده خليفة موسى فيلزم بمقتضى المنزلة أن يكون الحسنان ع المسميان باسمي ابني هارون باتفاق الخاص و العام خليفتي الرسول فيلزم خلافة أبيهما لعدم القول بالفصل و ممن ذكر ذلك محمد
الشهرستاني حيث قال في أثناء بيان أحوال اليهود إن الأمر كان مشتركا بين موسى ع و بين أخيه هارون إذ قال وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي و كان هو الوصي فلما مات هارون في حياته انتقلت الوصاية إلى يوشع وديعة ليوصلها إلى شبير و شبر ابني هارون ع قرارا و ذلك أن الوصية و الإمامة بعضها مستقر و بعضها مستودع انتهى. مع أنك إذا رجعت إلى الأخبار الواردة في تسميتهما وجدتها صريحة في عموم المنزلة لجميع الأحوال و الأوصاف و منها ما مر و سيأتي من الأخبار المتواترة الدالة بأجمعها على أنه ص كان بصدد تعيينه للخلافة و إظهار فضله لذلك في كل موطن و مقام إلى غير ذلك مما سيأتي في الأبواب الآتية و سنشير إليها. و أقول بعد ذلك أيضا أنا لو سلمنا للخصم جميع ما يناقشنا فيه مع أنا قد أقمنا الدلائل على خلافها فلا يناقشنا في أنه يدل على أنه ع كان أخص الناس بالرسول و أحبهم إليه و لا يكون أحبهم إليه إلا لكونه أفضلهم كما مر بيانه في الأبواب السابقة فتقديم غيره عليه مما لا يقبله العقل و يعده قبيحا و أي عقل يجوز كون صاحب المنزلة الهارونية مع ما انضم إليها من سائر المناقب العظيمة و الفضائل الجليلة رعية و تابعا لمن ليس له إلا المثالب الفظيعة و المقابح الشنيعة و الحمد لله الذي أوضح الحق لطالبيه و لم يدع لأحد شبهة فيه