1- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ابن إسحاق و ابن شهاب أنه كتب حلية أمير المؤمنين ع عن ثبيت الخادم فأخذها عمرو بن العاص فزم بأنفه و قطعها و كتب أن أبا تراب كان شديد الأدمة عظيم البطن حمش الساقين و نحو ذلك فلذا وقع الخلاف في حليته
و ذكر في كتاب الصفين و نحوه عن جابر و ابن الحنفية أنه كان علي ع رجلا دحداحا ربع القامة أذج الحاجبين أدعج العينين أنجل تميل إلى الشهلة كان وجهه القمر ليلة البدر حسنا و هو إلى السمرة أصلع له حفاف من خلفه كأنه إكليل و كان عنقه إبريق فضة و هو أرقب ضخم البطن أقرأ الظهر عريض الصدر محض المتن شثن الكفين ضخم الكسور لا يبين عضده من ساعده قد أدمجت إدماجا عبل الذراعين عريض المنكبين عظيم المشاشين كمشاش السبع الضاري له لحية قد زانت صدره غليظ العضلات حمش الساقين
قال المغيرة كان علي ع على هيئة الأسد غليظا منه ما استغلظ دقيقا منه ما استدق
بيان أحمش الساقين أي دقيقهما و يقال حمش الساقين أيضا بالتسكين و الدحداح القصير السمين و المراد هنا غير الطويل أو السمين فقط بقرينة ما بعده و الزجج تقوس في الحاجب مع طول في طرفه و امتداده و الدعج شدة السواد في العين أو شدة سوادها في شدة بياضها و النجل سعة العين و الشهلة بالضم أقل من الزرقة في الحدقة و أحسن منه أو أن تشرب الحدقة حمرة ليست خطوطا كالشكلة و لعل المراد هنا الثاني و الصلع انحسار شعر مقدم الرأس و الحفاف ككتاب الطرة حول رأس الأصلع و الإكليل شبه عصابة تزين بالجوهر و الأرقب الغليظ الرقبة. و قال الجوهري و القراء الظهر و ناقة قرواء طويلة السنام و يقال الشديدة الظهر بينة القرى و لا يقال جمل أقرى. و قال الفيروزآبادي المقروري الطويل الظهر و المحض الخالص و متنا الظهر مكتنفا الصلب عن يمين و شمال من عصب و لحم و لعله كناية عن الاستواء أو عن اندماج الأجزاء بحيث لا يبين فيه المفاصل و يرى قطعة واحدة. و قال الجزري في صفته شثن الكفين و القدمين أي أنهما يميلان إلى الغلظ و القصر و قيل هو أن يكون في أنامله غلظ بلا قصر و يحمد ذلك في الرجال لأنه أشد لقبضهم و يذم في النساء. و قال الفيروزآبادي الكسر و يكسر الجزء من العضو أو العضو الوافر أو نصف العظم بما عليه من اللحم أو عظم ليس عليه كثير لحم و الجمع أكسار و كسور و العبل الضخم من كل شيء. و قال الجزري في صفته جليل المشاش أي عظيم رءوس العظام كالمرفقين و الكتفين و الركبتين و قال الجوهري هي رءوس العظام اللينة التي يمكن مضغها. أقول لعل المراد هنا منتهى عظم العضد من جانب المنكب. و السبع الضاري هو الذي اعتاد بالصيد لا يصبر عنه. قوله ما استغلظ أي من الأسد أو من الإنسان أي كلما كان في غيره غليظا ففيه كان أغلظ و كذا العكس
-2 كشف، ]كشف الغمة[ قال الخطيب أبو المؤيد الخوارزمي عن أبي إسحاق قال لقد رأيت عليا أبيض الرأس و اللحية ضخم البطن ربعة من الرجال
و ذكر ابن مندة أنه كان شديد الأدمة ثقيل العينين عظيمهما ذا بطن و هو إلى القصر أقرب أبيض الرأس و اللحية و زاد محمد بن حبيب البغدادي صاحب المحبر الكبير في صفاته آدم اللون حسن الوجه ضخم الكراديس و اشتهر ع بالأنزع البطين أما في الصورة فيقال رجل أنزع بين النزع و هو الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته و موضعه النزعة و هما النزعتان و لا يقال لامرأة نزعاء و لكن زعراء و البطين الكبير البطن و أما المعنى فإن نفسه نزعت يقال نزع إلى أهله ينزع نزاعا اشتاق و نزع عن الأمور نزوعا انتهى عنها عن ارتكاب الشهوات فاجتنبها و نزعت إلى اجتناب السيئات فسد عليها مذهبها و نزعت إلى اكتساب الطاعات فأدركها حين طلبها و نزعت إلى استصحاب الحسنات فارتدى بها و تجلببها و امتلأ علما فلقب بالبطين و أظهر بعضا و أبطن بعضا حسبما اقتضاه علمه الذي عرف به الحق اليقين أما ما ظهر من علومه فأشهر من الصباح و أسير في الآفاق من سرى الرياح و أما ما بطن فقد قال بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوى البعيدة
و مما ورد في صفته ع ما أورده صديقنا العز المحدث و ذلك حين طلب منه السعيد بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل أن يخرج أحاديث صحاحا و شيئا مما ورد في فضائل أمير المؤمنين و صفاته ع و كتب على أتوار الشمع الاثني عشر التي حملت إلى مشهده ع و أنا رأيتها قال كان ربعة من الرجال أدعج العينين حسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر حسنا ضخم البطن عريض المنكبين شثن الكفين أغيد كان عنقه إبريق فضة أصلع كث اللحية لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضاري لا يبين عضده من ساعده و قد أدمجت إدماجا إن أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس شديد الساعد و اليد إذا مشى إلى الحرب هرول ثبت الجنان قوي شجاع منصور على من لاقاه
بيان ذكر كمال الدين بن طلحة مثل ذلك في كتاب مطالب السئول و الظاهر أن علي بن عيسى نقل عنه و كذا ذكره صاحب الفصول المهمة سوى ما ذكر في تفسير الأنزع البطين و رجل ربعة أي مربوع الخلق لا طويل و لا قصير و الكراديس جمع الكردوس و هو كل عظمين التقيا في مفصل المنكبين و الركبتين و الوركين و الغيد النعومة و كث الشيء أي كثف
3- يب ولد ع بمكة في البيت الحرام في يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة و قبض ع قتيلا بالكوفة ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة و له يومئذ ثلاث و ستون سنة و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف و هو أول هاشمي ولد في الإسلام من هاشميين و قبره بالغري من نجف الكوفة بيان قوله أول هاشمي ليس بسديد إذ إخوته كانوا كذلك و كانوا أكبر منه كما سيأتي و قوله ولد في الإسلام لا ينفع في ذلك بل هو أيضا لا يستقيم إذ لو كان مراده بعد البعثة فولادته ع كان قبله و لو كان مراده بعد ولادة الرسول ص فإخوته أيضا كذلك مع أن هذا الاصطلاح غير معهود و الأصوب أن يقول كما قال شيخه المفيد رحمه الله و يمكن أن تحمل الأولية على الإضافية
4- كا، ]الكافي[ ولد ع بعد عام الفيل بثلاثين سنة و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف و هو أول هاشمي ولده هاشم مرتين
5- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن محمد بن يحيى الفارسي عن أبي حنيفة محمد بن يحيى عن الوليد بن أبان عن محمد بن عبد الله بن مسكان عن أبيه قال قال أبو عبد الله ع إن فاطمة بنت أسد جاءت إلى أبي طالب لتبشره بمولد النبي ص فقال أبو طالب اصبري سبتا آتيك أبشرك بمثله إلا النبوة و قال السبت ثلاثون سنة و كان بين رسول الله ص و أمير المؤمنين ع ثلاثون سنة
6- كا، ]الكافي[ بعض أصحابنا عمن ذكره عن ابن محبوب عن عمر بن أبان الكلبي عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لما ولد رسول الله ص فتح لآمنة بياض فارس و قصور الشام فجاءت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين ع إلى أبي طالب ضاحكة مستبشرة فأعلمته ما قالت آمنة فقال لها أبو طالب و تتعجبين من هذا إنك تحبلين و تلدين بوصيه و وزيره
7- مصبا، ]المصباحين[ ذكر ابن عياش أن اليوم الثالث عشر من رجب كان مولد أمير المؤمنين ع في الكعبة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة و روي عن عتاب بن أسيد أنه قال ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع بمكة في بيت الله الحرام يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب و للنبي ص ثمان و عشرون سنة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة
و روى صفوان الجمال عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع قال ولد أمير المؤمنين ع في يوم الأحد لسبع خلون من شعبان
8- قل، ]إقبال الأعمال[ روي أن يوم ثالث عشر شهر رجب كان مولد مولانا أبي الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في الكعبة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة
9- أقول قال الشهيد رحمه الله في الدروس علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم و طالب و عبد الله أخوان للأبوين و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم و هو و إخوته أول هاشمي ولد بين هاشميين ولد يوم الجمعة ثالث عشر شهر رجب و روي سابع شهر شعبان بعد مولد النبي ص بثلاثين سنة انتهى
10- أقول و قد قيل إنه ع ولد في الثالث و العشرين من شعبان و قال علي بن محمد المالكي في الفصول المهمة كان ولد أبو طالب طالبا و لا عقب له و عقيلا و جعفرا و عليا و كل واحد أسن من الآخر بعشر سنين و أم هانئ و اسمها فاختة و أمهم جميعا فاطمة بنت أسد هكذا ذكر موفق بن أحمد الخوارزمي في كتاب المناقب ولد بمكة المشرفة داخل البيت الحرام في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة بثلاث و عشرين سنة و قيل بخمس و عشرين و قبل المبعث باثنتي عشرة سنة و قيل بعشر سنين و لم يولد في بيت الحرام قبله أحد سواه و هي فضيلة خصه الله تعالى بها إجلالا له و إعلاء لمرتبته و إظهارا لكرامته و كان هاشميا من هاشميين و أول من ولده هاشم مرتين و كان مولده بعد أن دخل رسول الله ص بخديجة بثلاث سنين و كان عمر رسول الله ص يوم ولادة علي ثماني و عشرين سنة انتهى كلام المالكي
11- ع، ]علل الشرائع[ مع، ]معاني الأخبار[ ني، ]الغيبة للنعماني[ الدقاق عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن محمد بن سنان عن المفضل عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير قال قال يزيد بن قعنب كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب و فريق من عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين ع و كانت حاملة به لتسعة أشهر و قد أخذها الطلق فقالت رب إني مؤمنة بك و بما جاء من عندك من رسل و كتب و إني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل و إنه بنى البيت العتيق فبحق الذي بنى هذا البيت و بحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي قال يزيد بن قعنب فرأينا البيت و قد انفتح عن ظهره و دخلت فاطمة فيه و غابت عن أبصارنا و التزق الحائط فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله عز و جل ثم خرجت بعد الرابع و بيدها أمير المؤمنين ع ثم قالت إني فضلت على من تقدمني من النساء لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله عز و جل سرا في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطرارا و إن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا و إني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة و أرواقها فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف يا فاطمة سميه عليا فهو علي و الله العلي الأعلى يقول إني شققت اسمه من اسمي و أدبته بأدبي و وقفته على غامض علمي و هو الذي يكسر الأصنام في بيتي و هو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي و يقدسني و يمجدني فطوبى لمن أحبه و أطاعه و ويل لمن أبغضه و عصاه
ضه، ]روضة الواعظين[ عن يزيد بن قعنب مثله
بيان وقفته على ذنبه على بناء المجرد أي أطلعته عليه
أقول روى العلامة رحمه الله في كشف اليقين و كشف الحق هذه الرواية من كتاب بشائر المصطفى عن يزيد بن قعنب مثله و زاد في آخره قالت فولدت عليا و لرسول الله ص ثلاثون سنة و أحبه رسول الله ص حبا شديدا و قال لها اجعلي مهده بقرب فراشي و كان رسول الله ص يلي أكثر تربيته و كان يطهر عليا في وقت غسله و يؤجره اللبن عند شربه و يحرك مهده عند نومه و يناغيه في يقظته و يحمله على صدره و يقول هذا أخي و وليي و ناصري و صفيي و ذخري و كهفي و ظهري و ظهيري و وصيي و زوج كريمتي و أميني على وصيتي و خليفتي و كان يحمله دائما و يطوف به جبال مكة و شعابها و أوديتها
12- ضه، ]روضة الواعظين[ قال جابر بن عبد الله الأنصاري سألت رسول الله ص عن ميلاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقال آه آه لقد سألتني عن خير مولود ولد بعدي على سنة المسيح ع إن الله تبارك و تعالى خلقني و عليا من نور واحد قبل أن خلق الخلق بخمسمائة ألف عام فكنا نسبح الله و نقدسه فلما خلق الله تعالى آدم قذف بنا في صلبه و استقررت أنا في جنبه الأيمن و علي في الأيسر ثم نقلنا من صلبه في الأصلاب الطاهرات إلى الأرحام الطيبة فلم نزل كذلك حتى أطلعني الله تبارك و تعالى من ظهر طاهر و هو عبد الله بن عبد المطلب فاستودعني خير رحم و هي آمنة ثم أطلع الله تبارك و تعالى عليا من ظهر طاهر و هو أبو طالب و استودعه خير رحم و هي فاطمة بنت أسد ثم قال يا جابر و من قبل أن وقع علي في بطن أمه كان في زمانه رجل عابد راهب يقال له المثرم بن دعيب بن الشيقتام و كان مذكورا في العبادة قد عبد الله مائة و تسعين سنة و لم يسأله حاجة فسأله ربه أن يريه وليا له فبعث الله تبارك و تعالى بأبي طالب إليه فلما أن بصر به المثرم قام إليه فقبل رأسه و أجلسه بين يديه فقال من أنت يرحمك الله قال رجل من تهامة فقال من أي تهامة قال من مكة قال ممن قال من عبد مناف قال من أي عبد مناف قال من بني هاشم فوثب إليه الراهب و قبل رأسه ثانيا و قال الحمد لله الذي أعطاني مسألتي و لم يمتني حتى أراني وليه ثم قال أبشر يا هذا فإن العلي الأعلى قد ألهمني إلهاما فيه بشارتك قال أبو طالب و ما هو قال ولد يخرج من صلبك هو ولي الله تبارك اسمه و تعالى ذكره و هو إمام المتقين و وصي رسول رب العالمين فإن أدركت ذلك الولد فأقرئه مني السلام و قل له إن المثرم يقرأ عليك السلام و هو يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أنك وصيه حقا بمحمد يتم النبوة و بك يتم الوصية قال فبكى أبو طالب و قال له ما اسم هذا المولود قال اسمه علي فقال أبو طالب إني لا أعلم حقيقة ما تقوله إلا ببرهان بين و دلالة واضحة قال المثرم فما تريد أن أسأل الله لك أن يعطيك في مكانك ما يكون دلالة لك قال أبو طالب أريد طعاما من الجنة في وقتي هذا فدعا الراهب بذلك فما استتم دعاؤه حتى أتي بطبق عليه من فاكهة الجنة رطبة و عنبة و رمان فتناول أبو طالب منه رمانة و نهض فرحا من ساعته حتى رجع إلى منزله فأكلها فتحولت ماء في صلبه فجامع فاطمة بنت أسد فحملت بعلي ع و ارتجت الأرض و زلزلت بهم أياما حتى لقيت قريش من ذلك شدة و فزعوا و قالوا قوموا بآلهتكم إلى ذروة أبي قبيس حتى نسألهم أن يسكنوا ما نزل بكم و حل بساحتكم فلما اجتمعوا على ذروة جبل أبي قبيس فجعل يرتج ارتجاجا حتى تدكدكت بهم صم الصخور و تناثرت و تساقطت الآلهة على وجهها فلما بصروا بذلك قالوا لا طاقة لنا بما حل بنا فصعد أبو طالب الجبل و هو غير مكترث بما هم فيه فقال أيها الناس إن الله تبارك و تعالى قد أحدث في هذه الليلة حادثة و خلق فيها خلقا إن لم تطيعوه و لم تقروا بولايته و تشهدوا بإمامته لم يسكن ما بكم و لا يكون لكم بتهامة مسكن فقالوا
يا أبا طالب إنا نقول بمقالتك فبكى أبو طالب و رفع يده إلى الله عز و جل و قال إلهي و سيدي أسألك بالمحمدية المحمودة و بالعلوية العالية و بالفاطمية البيضاء إلا تفضلت على تهامة بالرأفة و الرحمة فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة لقد كانت العرب تكتب هذه الكلمات فتدعو بها عند شدائدها في الجاهلية و هي لا تعلمها و لا تعرف حقيقتها فلما كانت الليلة التي ولد أمير المؤمنين ع أشرقت السماء بضيائها و تضاعف نور نجومها و أبصرت من ذلك قريش عجبا فهاج بعضها في بعض و قالوا قد أحدث في السماء حادثة و خرج أبو طالب و هو يتخلل سكك مكة و أسواقها و يقول يا أيها الناس تمت حجة الله و أقبل الناس يسألونه عن علة ما يرونه من إشراق السماء و تضاعف نور النجوم فقال لهم أبشروا فقد ظهر في هذه الليلة ولي من أولياء الله يكمل الله فيه خصال الخير و يختم به الوصيين و هو إمام المتقين و ناصر الدين و قامع المشركين و غيظ المنافقين و زين العابدين و وصي رسول رب العالمين إمام هدى و نجم على و مصباح دجى و مبيد الشرك و الشبهات و هو نفس اليقين و رأس الدين فلم يزل يكرر هذه الكلمات و الألفاظ إلى أن أصبح فلما أصبح غاب عن قومه أربعين صباحا قال جابر فقلت يا رسول الله إلى أين غاب قال إنه مضى يطلب المثرم كان و قد مات في جبل اللكام فاكتم يا جابر فإنه من أسرار الله المكنونة و علومه المخزونة إن المثرم كان وصف لأبي طالب كهفا في جبل اللكام و قال له إنك تجدني هناك حيا أو ميتا فلما مضى أبو طالب إلى ذلك الكهف و دخل إليه وجد المثرم ميتا جسدا ملفوفة مدرعة مسجى بها إلى قبلته فإذا هناك حيتان إحداهما بيضاء و الأخرى سوداء و هما يدفعان عنه الأذى فلما بصرتا بأبي طالب غربتا في الكهف و دخل أبو طالب إليه فقال السلام عليك يا ولي الله و رحمة الله و بركاته فأحيا الله تبارك و تعالى بقدرته المثرم فقام قائما يمسح وجهه و هو يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن عليا ولي الله و الإمام بعد نبي الله فقال أبو طالب أبشر فإن عليا فقد طلع إلى الأرض فقال ما كانت علامة الليلة التي طلع فيها قال أبو طالب لما مضى من الليل الثلث أخذت فاطمة ما يأخذ النساء عند الولادة فقلت لها ما بالك يا سيدة النساء قالت إني أجد وهجا فقرأت عليها الاسم الذي فيه النجاة فسكنت فقلت لها إني أنهض فآتيك بنسوة من صواحبك يعنك على أمرك في هذه الليلة فقالت رأيك يا أبا طالب فلما قمت لذلك إذا أنا بهاتف هتف من زاوية البيت و هو يقول أمسك يا أبا طالب فإن ولي الله لا تمسه يد نجسة و إذا أنا بأربع نسوة يدخلن عليها و عليهن ثياب كهيئة الحرير الأبيض و إذا رائحتهن أطيب من المسك الأذفر فقلن لها السلام عليك يا ولية الله فأجابتهن ثم جلسن بين يديها و معهن جؤنة من فضة و أنسنها حتى ولد أمير المؤمنين ع
فلما ولد انتهيت إليه فإذا هو كالشمس الطالعة و قد سجد على الأرض و هو يقول أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أشهد أن عليا وصي محمد رسول الله و بمحمد يختم الله النبوة و بي يتم الوصية و أنا أمير المؤمنين فأخذته واحدة منهن من الأرض و وضعته في حجرها فلما نظر علي في وجهها ناداها بلسان ذلق ذرب السلام عليك يا أماه فقالت و عليك يا بني فقال ما خبر والدي قالت في نعم الله ينقلب و صحبته يتنعم فلما سمعت ذلك لما تمالكت أن قلت يا بني أ لست بأبيك قال بلى و لكني و إياك من صلب آدم و هذه أمي حواء فلما سمعت ذلك غطيت رأسي بردائي و ألقيت نفسي في زاوية البيت حياء منها ثم دنت أخرى و معها جؤنة فأخذت عليا فلما نظر إلى وجهها قال السلام عليك يا أختي قالت و عليك السلام يا أخي قال فما خبر عمي قالت خير و هو يقرأ عليك السلام فقلت يا بني أي أخت هذه و أي عم هذا قال هذه مريم ابنة عمران و عمي عيسى ابن مريم و طيبته بطيب كان في الجؤنة فأخذته أخرى منهن فأدرجته في ثوب كان معها قال أبو طالب فقلت لو طهرناه لكان أخف عليه و ذلك أن العرب كانت تطهر أولادها فقالت يا أبا طالب إنه ولد طاهرا مطهرا لا يذيقه حر الحديد في الدنيا إلا على يد رجل يبغضه الله و رسوله و ملائكته و السماوات و الأرض و البحار و تشتاق إليه النار فقلت من هذا الرجل فقلن ابن ملجم المرادي لعنه الله و هو قاتله في الكوفة سنة ثلاثين من وفاة محمد ص قال أبو طالب فأنا كنت في استماع قولهن ثم أخذه محمد بن عبد الله ابن أخي من يدهن و وضع يده في يده و تكلم معه و سأله عن كل شيء فخاطب محمد ص عليا بأسرار كانت بينهما ثم غبن النسوة فلم أرهن فقلت في نفسي لو عرفت المرأتين الأخريين فألهم الله عليا فقال يا أبي أما المرأة الأولى فكانت حواء و أما التي أحضنتني فهي مريم بنت عمران الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها و أما التي أدرجتني في الثوب فهي آسية بنت مزاحم و أما صاحبة الجؤنة فهي أم موسى بن عمران فالحق بالمثرم الآن و بشره و خبره بما رأيت فإنه في كهف كذا في موضع كذا فخرجت حتى أتيتك و إنه وصف الحيتين فلما فرغ من المناظرة مع محمد ابن أخي و من مناظرتي عاد إلى طفوليته الأولى فقلت أتيتك أبشرك بما عاينته و شاهدت من ابني علي ع فبكى المثرم ثم سجد شكرا لله ثم تمطى فقال غطني بمدرعتي فغطيته فإذا أنا به ميت كما كان فأقمت ثلاثا أكلم فلا أجاب فاستوحشت لذلك و خرجت الحيتان فقالتا لي السلام عليك يا أبا طالب فأجبتهما ثم قالتا لي الحق بولي الله فإنك أحق بصيانته و حفظه من غيرك فقلت لهما من أنتما قالتا نحن عمله الصالح خلقنا الله من خيرات عمله فنحن نذب عنه الأذى إلى أن تقوم الساعة فإذا قامت الساعة كان أحدنا قائده و الآخر سائقه و دليله إلى الجنة ثم انصرف أبو طالب إلى مكة قال جابر فقلت يا رسول الله الله أكبر الناس يقولون أبا طالب مات كافرا قال يا جابر الله أعلم بالغيب إنه لما كانت الليلة التي أسري بي فيها إلى السماء انتهيت إلى العرش فرأيت أربعة أنوار فقلت إلهي ما هذه الأنوار فقال يا محمد هذا عبد المطلب و هذا أبو طالب و هذا أبوك عبد الله و هذا أخوك طالب فقلت إلهي و سيدي فبما نالوا هذه الدرجة قال بكتمانهم الإيمان و إظهارهم الكفر و صبرهم على ذلك حتى ماتوا
يل، ]الفضائل لابن شاذان[ الحسن بن أحمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن إسماعيل الفارسي عن عمر بن روق الخطابي عن الحجاج بن منهال عن الحسن بن عمران عن شاذان بن العلاء عن عبد العزيز عن عبد الصمد عن سالم عن خالد بن السري عن جابر مثله
جع، ]جامع الأخبار[ بالإسناد الصحيح عن الصدوق عن العطار عن أبيه عن عبد العزيز بن عبد الصمد عن مسلم بن خالد عن جابر مثله
بيان قوله بعدي أي بحسب الرتبة و يحتمل الزمان و قوله على سنة المسيح إما لخفاء ولادته و كون من حضر عند ذلك الحوريات و النساء المقدسات أو لما سيأتي من أنه يقال فيه ما قيل في عيسى ابن مريم قولها وهجا بالفتح و التحريك أي توقدا و حرارة و الجؤنة بالضم سفط مغشي بجلد ظرف لطيب العطار أصله الهمز و يلين. و قوله لا يذيقه حر الحديد أي في غير المحاربة أو غير ما يختار سببه لوجه الله قوله و إنه وصف أي أمير المؤمنين و يحتمل أبا طالب ثم إنه ينبغي أن يحمل الخبر على أنه وقعت تلك الغرائب في جوف الكعبة لئلا ينافي الأخبار الأخر و إن كان بعيدا و أما ذكر طالب و كونه أخا للرسول ص فهو أغرب و لعل المراد به أخا أمير المؤمنين ع فإنه سيأتي في بعض الأخبار أنه مات مسلما فالأخوة مجازية و في جوامع الأخبار مكان هذه الفقرة و هذا ابن عمك جعفر بن أبي طالب و فيه أيضا إشكال لأنه لم يكن يظهر الكفر بعد إسلامه
13- عم، ]إعلام الورى[ شا، ]الإرشاد[ علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف سيد الوصيين عليه أفضل الصلوات و السلام كنيته أبو الحسن ولد بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل و لم يولد قبله و لا بعده مولود في بيت الله سواه إكراما من الله جل اسمه له بذلك و إجلالا لمحله في التعظيم و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف و كان أمير المؤمنين ع و إخوته أول من ولده هاشم مرتين و حاز بذلك مع النشوء في حجر رسول الله ص و التأدب به الشرفين
أقول ذكر العلامة في كشف اليقين نحوه
14- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ شيخ السنة القاضي أبو عمرو عثمان بن أحمد في خبر طويل إن فاطمة بنت أسد رأت النبي ص يأكل تمرا له رائحة تزداد على كل الأطايب من المسك و العنبر من نخلة لا شماريخ لها فقالت ناولني أنل منها قال لا تصلح إلا أن تشهدي معي أن لا إله إلا الله و أني محمد رسول الله فشهدت الشهادتين فناولها فأكلت فازدادت رغبتها و طلبت أخرى لأبي طالب فعاهدها أن لا تعطيه إلا بعد الشهادتين فلما جن عليه الليل اشتم أبو طالب نسيما ما اشتم مثله قط فأظهرت ما معها فالتمسه منها فأبت عليه إلا أن يشهد الشهادتين فلم يملك نفسه أن شهد الشهادتين غير أنه سألها أن تكتم عليه لئلا تعيره قريش فعاهدته على ذلك فأعطته ما معها و آوى إلى زوجته فعلقت بعلي ع في تلك الليلة و لما حملت بعلي ع ازداد حسنها فكان يتكلم في بطنها فكانت في الكعبة فتكلم علي ع مع جعفر فغشي عليه فالتفت الأصنام خرت على وجوهها فمسحت على بطنها و قالت يا قرة العين سجدتك الأصنام داخلا فكيف شأنك خارجا و ذكرت لأبي طالب ذلك فقال هو الذي قال لي أسد في طريق الطائف
و في رواية شعبة عن قتادة عن أنس عن العباس بن عبد المطلب و رواية الحسن بن محبوب عن الصادق ع و الحديث مختصر أنه انفتح البيت من ظهره و دخلت فاطمة فيه ثم عادت الفتحة و التصقت و بقيت فيه ثلاثة أيام فأكلت من ثمار الجنة فلما خرجت قال علي ع السلام عليك يا أبه و رحمة الله و بركاته ثم تنحنح و قال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الآيات فقال رسول الله ص قد أفلحوا بك أنت و الله أميرهم تميرهم من علمك فيمتارون و أنت و الله دليلهم و بك و الله يهتدون و وضع رسول الله ص لسانه في فيه فانفجرت اثنتا عشرة عينا قال فسمي ذلك اليوم يوم التروية فلما كان من غده و بصر علي برسول الله سلم عليه و ضحك في وجهه و جعل يشير إليه فأخذه رسول الله ص فقالت فاطمة عرفه فسمي ذلك اليوم عرفة فلما كان اليوم الثالث و كان يوم العاشر من ذي الحجة أذن أبو طالب في الناس أذانا جامعا و قال هلموا إلى وليمة ابني علي و نحر ثلاثمائة من الإبل و ألف رأس من البقر و الغنم و اتخذوا وليمة و قال هلموا و طوفوا بالبيت سبعا و ادخلوا و سلموا على علي ولدي ففعل الناس ذلك و جرت به السنة وضعته أمه بين يدي النبي ص ففتح فاه بلسانه و حنكه و أذن في أذنه اليمنى و أقام في اليسرى فعرف الشهادتين و ولد على الفطرة
أبو علي بن همام رفعه أنه لما ولد علي ع أخذ أبو طالب بيد فاطمة و علي على صدره و خرج إلى الأبطح و نادى
يا رب يا ذا الغسق الدجى و القمر المبتلج المضيبين لنا من حكمك المقضي ما ذا ترى في اسم ذا الصبي
قال فجاء شيء يدب على الأرض كالسحاب حتى حصل في صدر أبي طالب فضمه مع علي إلى صدره فلما أصبح إذا هو بلوح أخضر فيه مكتوب
خصصتما بالولد الزكي و الطاهر المنتجب الرضيفاسمه من شامخ علي علي اشتق من العلي
قال فعلقوا اللوح في الكعبة و ما زال هناك حتى أخذه هشام بن عبد الملك فاجتمع أهل البيت في الزاوية الأيمن عن ناحية البيت فالولد الطاهر من النسل الطاهر ولد في الموضع الطاهر فأين توجد هذه الكرامة لغيره فأشرف البقاع الحرم و أشرف الحرم المسجد و أشرف بقاع المسجد الكعبة و لم يولد فيه مولود سواه فالمولود فيه يكون في غاية الشرف و ليس المولود في سيد الأيام يوم الجمعة في الشهر الحرام في البيت الحرام سوى أمير المؤمنين ع
15- فض، ]كتاب الروضة[ ضه، ]روضة الواعظين[ روي عن مجاهد عن أبي عمرو و أبي سعيد الخدري قالا كنا جلوسا عند رسول الله ص إذ دخل سلمان الفارسي و أبو ذر الغفاري و المقداد بن الأسود و عمار بن ياسر و حذيفة بن اليمان و أبو الهيثم بن التيهان و خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين و أبو الطفيل عامر بن واثلة فجثوا بين يدي رسول الله ص و الحزن ظاهر في وجوههم فقالوا فديناك بالآباء و الأمهات يا رسول الله إنا نسمع من قوم في أخيك و ابن عمك ما يحزننا و إنا نستأذنك في الرد عليهم فقال ص و ما عساهم يقولون في أخي و ابن عمي علي بن أبي طالب فقالوا يقولون أي فضل لعلي في سبقه إلى الإسلام و إنما أدركه الإسلام طفلا و نحو هذا القول فقال ص فهذا يحزنكم قالوا إي و الله فقال بالله أسألكم هل علمتم من الكتب السالفة أن إبراهيم هرب به أبوه من الملك الطاغي فوضعت به أمه بين أثلال بشاطئ نهر يتدفق يقال له حزران من غروب الشمس إلى إقبال الليل فلما وضعته و استقر على وجه الأرض قام من تحتها يمسح وجهه و رأسه و يكثر من شهادة أن لا إله إلا الله ثم أخذ ثوبا و اتشح به و أمه تراه فذعرت منه ذعرا شديدا ثم هرول بين يديها مادا عينيه إلى السماء فكان منه ما قال الله عز و جل وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي إلى قوله إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ و علمتم أن موسى بن عمران كان فرعون في طلبه يبقر بطون النساء الحوامل و يذبح الأطفال ليقتل موسى فلما ولدته أمه أمرها أن تأخذه من تحتها و تقذفه في التابوت و تلقي التابوت في اليم فقالت و هي ذعرة من كلامه يا بني إني أخاف عليك الغرق فقال لا تحزني إن الله يردني إليك فبقيت حيرانة حتى كلمها موسى و قال لهم يا أم اقذفيني في التابوت و ألقي التابوت في اليم فقال ففعلت ما أمرت به فبقي في اليم إلى أن قذفه في الساحل و رده إلى أمه برمته لا يطعم طعاما و لا يشرب شرابا معصوما و روي أن المدة كانت سبعين يوما و روي سبعة أشهر و قال الله عز و جل في حال طفوليته وَ لِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَ لا تَحْزَنَ الآية و هذا عيسى ابن مريم قال الله عز و جل فيه فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا إلى قوله إِنْسِيًّا فكلم أمه وقت مولده و قال حين أشارت إليه ف قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ إلى آخر الآية فتكلم ع في وقت ولادته و أعطي الكتاب و النبوة و أوصي بالصلاة و الزكاة في ثلاثة أيام من مولده و كلمهم في اليوم الثاني من مولده و قد علمتم جميعا أن الله عز و جل خلقني و عليا من نور واحد إنا كنا في صلب آدم نسبح الله عز و جل ثم نقلنا إلى أصلاب الرجال و أرحام النساء يسمع تسبيحنا في الظهور و البطون في كل عهد و عصر إلى عبد المطلب و إن نورنا كان يظهر في وجوه آبائنا و أمهاتنا حتى تبين أسماؤنا مخطوطة بالنور على جباههم ثم افترق نورنا فصار نصفه في عبد الله و نصفه في أبي طالب عمي فكان يسمع تسبيحنا من ظهورهما و كان أبي و عمي إذا جلسا في ملإ من قريش تلألأ نور في وجوههما من دونهم حتى أن الهوام و السباع يسلمان عليهما لأجل نورهما إلى أن خرجنا من أصلاب أبوينا و بطون أمهاتنا و لقد هبط حبيبي جبرئيل في وقت ولادة علي فقال يا حبيب الله العلي الأعلى يقرأ عليك السلام و يهنئك بولادة أخيك علي و يقول هذا أوان ظهور نبوتك و إعلان وحيك و كشف رسالتك إذ أيدتك بأخيك و وزيرك و صنوك و خليفتك و من شددت به أزرك و أعلنت به ذكرك فقم إليه و استقبله بيدك اليمنى فإنه من أصحاب اليمين و شيعته الغر المحجلون فقمت مبادرا فوجدت فاطمة بنت أسد أم علي و قد جاء لها المخاض و هي بين النساء و القوابل حولها فقال حبيبي جبرئيل يا محمد نسجف بينها و بينك
سجفا فإذا وضعت بعلي تتلقاه ففعلت ما أمرت به ثم قال لي امدد يدك يا محمد فمددت يدي اليمنى نحو أمه فإذا أنا بعلي على يدي واضعا يده اليمنى في أذنه اليمنى و هو يؤذن و يقيم بالحنيفية و يشهد بوحدانية الله عز و جل و برسالاتي ثم انثنى إلي و قال السلام عليك يا رسول الله ثم قال لي يا رسول الله أقرأ قلت اقرأ فو الذي نفس محمد بيده لقد ابتدأ بالصحف التي أنزلها الله عز و جل على آدم فقام بها ابنه شيث فتلاها من أول حرف فيها إلى آخر حرف فيها حتى لو حضر شيث لأقر له أنه أحفظ له منه ثم تلا صحف نوح ثم صحف إبراهيم ثم قرأ توراة موسى حتى لو حضر موسى لأقر له بأنه أحفظ لها منه ثم قرأ زبور داود حتى لو حضر داود لأقر بأنه أحفظ لها منه ثم قرأ إنجيل عيسى حتى لو حضر عيسى لأقر بأنه أحفظ لها منه ثم قرأ القرآن الذي أنزل الله علي من أوله إلى آخره فوجدته يحفظ كحفظي له الساعة من غير أن أسمع منه آية ثم خاطبني و خاطبته بما يخاطب الأنبياء الأوصياء ثم عاد إلى حال طفوليته و هكذا أحد عشر إماما من نسله فلم تحزنون و ما ذا عليكم من قول أهل الشك و الشرك بالله هل تعلمون أني أفضل النبيين و أن وصيي أفضل الوصيين و أن أبي آدم لما رأى اسمي و اسم علي و ابنتي فاطمة و الحسن و الحسين و أسماء أولادهم مكتوبة على ساق العرش بالنور قال إلهي و سيدي هل خلقت خلقا هو أكرم عليك مني فقال يا آدم لو لا هذه الأسماء لما خلقت سماء مبنية و لا أرضا مدحية و لا ملكا مقربا و لا نبيا مرسلا و لا خلقتك يا آدم فلما عصى آدم ربه و سأله بحقنا أن يتقبل توبته و يغفر خطيئته فأجابه و كنا الكلمات تلقاها آدم من ربه عز و جل فتاب عليه و غفر له فقال له يا آدم أبشر فإن هذه الأسماء من ذريتك و ولدك فحمد آدم ربه عز و جل و افتخر على الملائكة بنا و إن هذا من فضلنا و فضل الله علينا فقام سلمان و من معه و هم يقولون نحن الفائزون فقال رسول الله ص أنتم الفائزون و لكم خلقت الجنة و لأعدائنا و أعدائكم خلقت النار
بيان السجف بالفتح و الكسر الستر و أسجفت الستر أي أرسلته
16- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ولد ع في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة و روى ابن همام بعد تسع و عشرين سنة
17- ضه، ]روضة الواعظين[ روى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت علي بن الحسين ع يقول إن فاطمة بنت أسد ضربها الطلق و هي في الطواف فدخلت الكعبة فولدت أمير المؤمنين ع فيها
قال عمرو بن عثمان ذكرت هذا الحديث لسلمة بن الفضيل فقال حدثني محمد بن إسحاق عن عمه موسى بن بشار أن علي بن أبي طالب ع ولد في الكعبة أقول سيأتي بعض أخبار حليته في الباب الآتي
18- يف، ]الطرائف[ روى أحمد بن حنبل في مسنده عن زاذان عن سلمان الفارسي قال سمعت حبيبي رسول الله ص يقول كنت أنا و علي نورا بين يدي الله قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله تعالى آدم قسم ذلك النور جزءين فجزء أنا و جزء علي
و روى هذا الحديث ابن شيرويه في الفردوس و ابن المغازلي في المناقب قالا فيه فلما خلق الله تعالى آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم يزل في شيء واحد حتى افترقا في صلب عبد المطلب ففي النبوة و في علي الخلافة
و رواه ابن المغازلي أيضا في طريق آخر عن جابر بن عبد الله عن النبي ص و قال في آخره حتى قسمه جزءين فجعل جزءا في صلب عبد الله و جزءا في صلب أبي طالب فأخرجني نبيا و أخرج عليا وصيا
فض، ]كتاب الروضة[ عن ابن عباس عن سلمان مثل رواية الفردوس
أقول أورد العلامة رحمه الله تلك الروايات بتلك الأسانيد في كتاب كشف الحق
19- يف، ]الطرائف[ روى الثعلبي في تفسيره في قوله تعالى وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ عن مجاهد قال كان من نعم الله على علي بن أبي طالب ع و ما صنع الله له و زاده من الخير إن قريشا أصابتهم أزمة شديدة و أبا طالب كان ذا عيال كثير فقال رسول الله ص للعباس عمه و كان من أيسر بني هاشم يا عباس أخوك أبو طالب كثير العيال و قد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة فانطلق بنا فلنخفف عنه عياله آخذ أنا من بنيه رجلا و تأخذ أنت من بنيه رجلا فنكفيهما عنه من عياله قال العباس نعم فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا نريد أن نخفف عنك عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه فقال أبو طالب إن تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما فأخذ النبي ص عليا فضمه إليه و أخذ العباس جعفرا فضمه إليه فلم يزل علي مع رسول الله ص حتى بعثه الله نبيا و اتبعه علي ع فآمن به و صدقه و لم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم و استغنى عنه
20- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالإسناد إلى دارم عن الرضا عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص يا علي خلق الناس من شجر شتى و خلقت أنا و أنت من شجرة واحدة أنا أصلها و أنت فرعها و الحسن و الحسين أغصانها و شيعتنا ورقها فمن تعلق بغصن من أغصانها أدخله الله الجنة
21- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن جعفر بن محمد بن الحسين عن أحمد بن عبد المنعم عن عبد الله بن محمد الفزاري عن جعفر بن محمد عن أبيه ع عن جابر قال جعفر بن محمد بن الحسين حدثنا أحمد بن عبد المنعم عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله ص لعلي بن أبي طالب ع أ لا أبشرك أ لا أمنحك قال بلى يا رسول الله قال فإني خلقت أنا و أنت من طينة واحدة ففضلت منها فضلة فخلق منها شيعتنا فإذا كان يوم القيامة دعي الناس بأمهاتهم إلا شيعتك فإنهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم
22- شف، ]كشف اليقين[ محمد بن جرير الطبري عن محمد بن عبد الله عن عمران بن محسن عن يونس بن زياد عن الربيع بن كامل ابن عم الفضل بن الربيع عن الفضل بن الربيع أن المنصور كان قبل الدولة كالمنقطع إلى جعفر بن محمد ع قال سألت جعفر بن محمد بن علي ع على عهد مروان الحمار عن سجدة الشكر التي سجدها أمير المؤمنين ع ما كان سببها فحدثني عن أبيه محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب ع أن رسول الله ص وجهه في أمر من أموره فحسن فيه بلاؤه و عظم عناؤه فلما قدم من وجهه ذلك أقبل إلى المسجد و رسول الله ص قد خرج يصلي الصلاة فصلى معه فلما انصرف من الصلاة أقبل على رسول الله ص فاعتنقه رسول الله ص ثم سأله عن مسيره ذلك و ما صنع فيه فجعل علي ع يحدثه و أساير رسول الله تلمع سرورا بما حدثه فلما أتى ع على حديثه قال له رسول الله ص أ لا أبشرك يا أبا الحسن فقال فداك أبي و أمي فكم من خير بشرت به قال إن جبرئيل هبط علي في وقت الزوال فقال لي يا محمد هذا ابن عمك علي وارد عليك و إن الله عز و جل أبلى المسلمين به بلاء حسنا و إنه كان من صنعه كذا و كذا فحدثني بما أنبأتني به فقال لي يا محمد إنه نجا من ذرية آدم من تولى شيث بن آدم وصي أبيه آدم بشيث و نجا شيث بأبيه آدم و نجا آدم بالله يا محمد و نجا من تولى سام بن نوح وصي أبيه نوح بسام و نجا سام بنوح و نجا نوح بالله يا محمد و نجا من تولى إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن وصي أبيه إبراهيم بإسماعيل و نجا إسماعيل بإبراهيم و نجا إبراهيم بالله يا محمد و نجا من تولى يوشع بن نون وصي موسى بيوشع و نجا يوشع بموسى و نجا موسى بالله يا محمد و نجا من تولى شمعون الصفا وصي عيسى بشمعون و نجا شمعون بعيسى و نجا عيسى بالله يا محمد و نجا من تولى عليا وزيرك في حياتك و وصيك عند وفاتك بعلي و نجا علي بك و نجوت أنت بالله عز و جل يا محمد إن الله جعلك سيد الأنبياء و جعل عليا سيد الأوصياء و خيرهم و جعل الأئمة من ذريتكما إلى أن يرث الأرض و من عليها فسجد علي ع و جعل يقبل الأرض شكرا لله تعالى و إن الله جل اسمه خلق محمدا و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين ع أشباحا يسبحونه و يمجدونه و يهللونه بين يدي عرشه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر آلاف عام فجعلهم نورا ينقلهم في ظهور الأخيار من الرجال و أرحام الخيرات المطهرات و المهذبات من النساء من عصر إلى عصر فلما أراد الله عز و جل أن يبين لنا فضلهم و يعرفنا منزلتهم و يوجب علينا حقهم و أخذ ذلك النور فقسمه قسمين جعل قسما في عبد الله بن عبد المطلب فكان منه محمد سيد النبيين و خاتم المرسلين و جعل فيه النبوة و جعل القسم الثاني في عبد مناف و هو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف فكان منه علي أمير المؤمنين و سيد الوصيين و جعله رسول الله وليه و وصيه و خليفته و زوج ابنته و قاضي دينه و كاشف كربته و منجز وعده و ناصر دينه
توضيح قال الجوهري السرر واحد أسرار الكهف و الجبهة و هي خطوطها و جمع الجمع أسارير و في الحديث تبرق أسارير وجهه
23- يج، ]الخرائج و الجرائح[ محمد بن إسماعيل البرمكي عن عبد الله بن داهر عن الحمامي عن محمد بن فضل عن ثور بن يزيد عن خالد بن سعد عن سعدان قال قال النبي ص كنت أنا و علي نورا بين يدي الله قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر آلاف سنة فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزءين و ركبه في صلب آدم و أهبطه إلى الأرض ثم حمله في السفينة في صلب نوح ثم قذفه في النار في صلب إبراهيم فجزء أنا و جزء علي و النور الحق يزول معنا حيث زلنا
كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ من مناقب الخوارزمي عن سلمان مثله إلى قوله و جزء علي
24- كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روى الشيخ أبو جعفر الطوسي بإسناده عن الفضل بن شاذان عن رجاله عن موسى بن جعفر ع قال إن الله تبارك و تعالى خلق نور محمد من اختراعه من نور عظمته و جلاله و هو نور لاهوتيته الذي تبدى و تجلى لموسى ع في طور سيناء فما استقر له و لا أطاق موسى لرؤيته و لا ثبت له حتى خر صعقا مغشيا عليه و كان ذلك النور نور محمد ص فلما أراد أن يخلق محمدا منه قسم ذلك النور شطرين فخلق من الشطر الأول محمدا و من الشطر الآخر علي بن أبي طالب و لم يخلق من ذلك النور غيرهما خلقهما بيده و نفخ فيهما بنفسه لنفسه و صورهما على صورتهما و جعلهما أمناء له و شهداء على خلقه و خلفاء على خليقته و عينا له عليهم و لسانا له إليهم قد استودع فيهما علمه و علمهما البيان و استطلعهما على غيبه و بهما فتح بدء الخلائق و بهما يختم الملك و المقادير ثم اقتبس من نور محمد فاطمة ابنته كما اقتبس نوره من المصابيح هم خلقوا من الأنوار و انتقلوا من ظهر إلى ظهر و صلب إلى صلب و من رحم إلى رحم في الطبقة العليا من غير نجاسة بل نقل بعد نقل لا من ماء مهين و لا نطفة خشرة كسائر خلقه بل أنوار انتقلوا من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات لأنهم صفوة الصفوة اصطفاهم لنفسه لأنه لا يرى و لا يدرك و لا تعرف كيفيته و لا إنيته فهؤلاء الناطقون المبلغون عنه المتصرفون في أمره و نهيه فبهم تظهر قدرته و منهم ترى آياته و معجزاته و بهم و منهم عبادة نفسه و بهم يطاع أمره و لولاهم ما عرف الله و لا يدرى كيف يعبد الرحمن فالله يجري أمره كيف يشاء فيما يشاء لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ
بيان الخشارة الرديء من كل شيء
25- كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس مرفوعا إلى محمد بن زياد قال سأل ابن مهران عبد الله بن عباس عن تفسير قوله تعالى وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ فقال ابن عباس إنا كنا عند رسول الله ص فأقبل علي بن أبي طالب ع فلما رآه النبي ص تبسم في وجهه و قال مرحبا بمن خلقه الله قبل آدم بأربعين ألف عام فقلت يا رسول الله أ كان الابن قبل الأب قال نعم إن الله تعالى خلقني و خلق عليا قبل أن يخلق آدم بهذه المدة و خلق نورا فقسمه نصفين فخلقني من نصفه و خلق عليا من النصف الآخر قبل الأشياء كلها ثم خلق الأشياء فكانت مظلمة فنورها من نوري و نور علي ثم جعلنا عن يمين العرش ثم خلق الملائكة فسبحنا فسبحت الملائكة و هللنا فهللت الملائكة و كبرنا فكبرت الملائكة فكان ذلك من تعليمي و تعليم علي و كان ذلك في علم الله السابق أن لا يدخل النار محب لي و لعلي و لا يدخل الجنة مبغض لي و لعلي ألا و إن الله عز و جل خلق الملائكة بأيديهم أباريق اللجين مملوءة من ماء الحياة من الفردوس فما أحد من شيعة علي إلا و هو طاهر الوالدين تقي نقي مؤمن بالله فإذا أراد أبو أحدهم أن يواقع أهله جاء ملك من الملائكة الذين بأيديهم أباريق من ماء الجنة فيطرح من ذلك الماء في آنيته التي يشرب منها فيشرب من ذلك الماء و ينبت الإيمان في قلبه كما ينبت الزرع فهم على بينة من ربهم و من نبيهم و من وصيهم علي و من ابنتي الزهراء ثم الحسن ثم الحسين ثم الأئمة من ولد الحسين ع فقلت يا رسول الله و من الأئمة قال إحدى عشرة مني و أبوهم علي بن أبي طالب ثم قال النبي ص الحمد لله الذي جعل محبة علي و الإيمان سببين
26- مد، ]العمدة[ من مناقب ابن المغازلي عن محمد بن علي بن محمد بن التبيع عن أحمد بن محمد بن سلام عن عمر بن أحمد بن روح الساجي عن يحيى بن الحسن العلوي عن محمد بن سعيد المكي الدارمي عن موسى بن جعفر عن أبيه عن محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين ع قال كنت جالسا مع أبي و نحن نزور قبر جدنا ع و هناك نسوان كثيرة إذ أقبلت امرأة منهن فقلت لها من أنت رحمك الله قالت أنا زيدة بنت العجلان من بني ساعدة فقلت لها فهل عندك شيء تحدثينا به قالت أي و الله حدثتني أمي أم عمارة بنت عبادة بن فضل بن مالك بن العجلان الساعدي أنها كانت ذات يوم في نساء من العرب إذ أقبل أبو طالب كئيبا حزينا فقلت ما شأنك يا أبا طالب فقال إن فاطمة بنت أسد في شدة المخاض ثم وضع يده على وجهه فبينا هو كذلك إذ أقبل محمد فقال ما شأنك يا عم فقال إن فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض فأخذه بيده و جاءا و قمن معه فجاء بها إلى الكعبة فأجلسها في الكعبة ثم قال اجلسي على اسم الله قالت فطلقت طلقة فولدت غلاما مسرورا نظيفا منظفا لم أر كحسن وجهه فسماه أبو طالب عليا و حمله النبي حتى إذا أداه إلى منزلها قال علي بن الحسين ع فو الله ما سمعت بشيء قط إلا و هذا أحسن منه
يف، ]الطرائف[ من مناقب ابن المغازلي مرسلا مثله
أقول و روي في الفصول المهمة مثله و زاد بعد قوله فسماه أبو طالب عليا و قال
سميته بعلي كي يدوم له عز العلو و فخر العز أدومه
27- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن سعيد و رزق الله بن سليمان و اللفظ له عن الحسن بن علي المازدي عن عبد الرزاق بن همام عن أبيه عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف قال سمعت رسول الله ص يقول أنا الشجرة و فاطمة فرعها و علي لقاحها و الحسن و الحسين ثمرها و زاد رزق الله و شيعتنا ورقها الشجرة أصلها في جنة عدن و الفرع و الورق و الثمر في الجنة
28- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن الحسن البصري عن أحمد بن إبراهيم عن محمد بن علي الأحمر عن نصر بن علي عن عبد الوهاب بن عبد الحميد عن حميد عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله ص يقول كنت أنا و علي على يمين العرش نسبح الله قبل أن يخلق آدم بألفي عام فلما خلق آدم جعلنا في صلبه ثم نقلنا من صلب إلى صلب في أصلاب الطاهرين و أرحام المطهرات حتى انتهينا إلى صلب عبد المطلب فقسمنا قسمين فجعل في عبد الله نصفا و في أبي طالب نصفا و جعل النبوة و الرسالة في و جعل الوصية و القضية في علي ثم اختار لنا اسمين اشتقهما من أسمائه فالله محمود و أنا محمد و الله العلي و هذا علي فأنا للنبوة و الرسالة و علي للوصية و القضية
29- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن حشيش عن علي بن القاسم بن يعقوب عن محمد بن الحسين بن مطاع عن أحمد بن حسن القواس عن محمد بن سلمة الواسطي عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال ركب رسول الله ص ذات يوم بغلته فانطلق إلى جبل آل فلان و قال يا أنس خذ البغلة و انطلق إلى موضع كذا و كذا تجد عليا جالسا يسبح بالحصى فأقرئه مني السلام و احمله على البغلة و أت به إلي قال أنس فذهبت فوجدت عليا ع كما قال رسول الله ص فحملته على البغلة فأتيت به إليه فلما أن بصر برسول الله ص قال السلام عليك يا رسول الله قال و عليك السلام يا أبا الحسن اجلس فإن هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيا مرسلا ما جلس فيه من الأنبياء أحد إلا و أنا خير منه و قد جلس في موضع كل نبي أخ له ما جلس من الإخوة أحد إلا و أنت خير منه قال أنس فنظرت إلى سحابة قد أظلتهما و دنت من رءوسهما فمد النبي ص يده إلى السحابة فتناول عنقود عنب فجعله بينه و بين علي و قال كل يا أخي فهذه هدية من الله تعالى إلي ثم إليك قال أنس فقلت يا رسول الله علي أخوك قال نعم علي أخي قلت يا رسول الله صف لي كيف علي أخوك قال إن الله عز و جل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام و أسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن يخلق آدم فلما أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صلب آدم إلى أن قبضه الله ثم نقله في صلب شيث فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر حتى صار في عبد المطلب ثم شقه الله عز و جل نصفين فصار نصفه في أبي عبد الله بن عبد المطلب و نصف في أبي طالب فأنا من نصف الماء و علي من النصف الآخر فعلي أخي في الدنيا و الآخرة ثم قرأ رسول الله ص وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً
30- ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن محمد بن خالد الهاشمي عن الحسن بن حماد البصري عن أبيه عن آبائه قال قال رسول الله ص كنت أنا و علي نورا بين يدي الله عز و جل قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام فلما خلق الله آدم سلك ذلك النور في صلبه فلم يزل الله عز و جل ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في صلب عبد المطلب ثم أخرجه من صلب عبد المطلب فقسمه قسمين فصير قسمي في صلب عبد الله و قسم علي في صلب أبي طالب فعلي مني و أنا من علي لحمه من لحمي و دمه من دمي فمن أحبني فبحبي أحبه و من أبغضه فببغضي أبغضه
كشف، ]كشف الغمة[ من مناقب الخوارزمي بالإسناد عن الحسين بن علي عن أبيه ع مثله
31- ع، ]علل الشرائع[ أحمد بن الحسين النيسابوري و ما لقيت أنصب منه عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم عن الحسن بن عرفة عن وكيع عن محمد بن إسرائيل عن أبي صالح عن أبي ذر رحمه الله قال سمعت رسول الله ص و هو يقول خلقت أنا و علي بن أبي طالب من نور واحد نسبح الله يمنة العرش قبل أن يخلق آدم بألفي عام فلما أن خلق الله آدم جعل ذلك النور في صلبه و لقد سكن الجنة و نحن في صلبه و لقد هم بالخطيئة و نحن في صلبه و لقد ركب نوح في السفينة و نحن في صلبه و قد قذف إبراهيم في النار و نحن في صلبه فلم يزل ينقلنا الله عز و جل من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة حتى انتهى بنا إلى عبد المطلب لم يلمني السفاح قط فقسمنا بنصفين فجعلني في صلب عبد الله و جعل عليا في صلب أبي طالب و جعل في النبوة و البركة و جعل في علي الفصاحة و الفروسية و شق لنا اسمين من أسمائه فذو العرش محمود و أنا محمد و الله الأعلى و هذا علي
32- ع، ]علل الشرائع[ إبراهيم بن هارون الهيثمي عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج عن عيسى بن مهران عن منذر الشراك عن إسماعيل بن علية عن أسلم بن ميسرة العجلي عن أنس بن مالك عن معاذ بن جبل أن رسول الله ص قال إن الله عز و جل خلقني و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام قلت فأين كنتم يا رسول الله قال قدام العرش نسبح الله عز و جل و نحمده و نقدسه و نمجده قلت على أي مثال قال أشباح نور حتى إذا أراد الله عز و جل أن يخلق صورنا صيرنا عمود نور ثم قذفنا في صلب آدم ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء و أرحام الأمهات و لا يصيبنا نجس الشرك و لا سفاح الكفر يسعد بنا قوم و يشقى بنا آخرون فلما صيرنا إلى صلب عبد المطلب أخرج ذلك النور فشقه نصفين فجعل نصفه في عبد الله و نصفه في أبي طالب ثم أخرج النصف الذي لي إلى آمنة و النصف الذي لعلي إلى فاطمة بنت أسد فأخرجتني آمنة و أخرجت فاطمة عليا ثم أعاد عز و جل العمود إلي فخرجت مني فاطمة ثم أعاد عز و جل العمود إلى علي فخرج منه الحسن و الحسين يعني من النصفين جميعا فما كان من نور علي فصار في ولد الحسن و ما كان من نوري فصار في ولد الحسين فهو ينتقل في الأئمة من ولده إلى يوم القيامة
33- ل، ]الخصال[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ لي، ]الأمالي للصدوق[ محمد بن عمر الحافظ عن الحسن بن عبد الله بن محمد التميمي عن أبيه عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص خلقت أنا و علي من نور واحد
-34 ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد قال قال النبي ص لعلي ع الناس من أشجار شتى و أنا و أنت من شجرة واحدة
35- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن محمد بن المنذر عن أحمد بن يحيى عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن الله أخرجني و رجلا معي من ظهر إلى ظهر من صلب آدم حتى خرجنا من صلب أبينا فسبقته بفضل هذه على هذه و ضم بين السبابة و الوسطى و هو النبوة فقيل له من هو يا رسول الله قال علي بن أبي طالب
36- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن المنصوري عن عم أبيه عن أبي الحسن الثالث عن آبائه عن علي ع قال قال لي النبي ص يا علي خلقني الله تعالى و أنت من نوره حين خلق آدم فأفرغ ذلك النور في صلبه فأفضى به إلى عبد المطلب ثم افترقا من عبد المطلب أنا في عبد الله و أنت في أبي طالب لا تصلح النبوة إلا لي و لا تصلح الوصية إلا لك فمن جحد وصيتك جحد نبوتي و من جحد نبوتي أكبه الله على منخريه في النار
أقول أوردت بعض أخبار نوره في باب بدء خلقهم و باب مناقب أصحاب الكساء و باب فضائل النبي ص و باب أحوال أبي طالب و باب أن دعاء الأنبياء استجيب بالتوسل بهم صلوات الله عليهم
37- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان عن أحمد بن محمد بن أيوب عن عمرو بن الحسن القاضي عن عبد الله بن محمد عن أبي حبيبة عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن عائشة قال ابن شاذان و حدثني سهل بن أحمد عن أحمد بن عمر الربيعي عن زكريا بن يحيى عن أبي داود عن شعبة عن قتادة عن أنس عن العباس بن عبد المطلب قال ابن شاذان و حدثني إبراهيم بن علي بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن آبائه ع قال كان العباس بن عبد المطلب و يزيد بن قعنب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلى فريق عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم أمير المؤمنين ع و كانت حاملة بأمير المؤمنين تسعة أشهر و كان يوم التمام قال فوقفت بإزاء البيت الحرام و قد أخذها الطلق فرمت بطرفها نحو السماء و قالت أي رب إني مؤمنة بك و بما جاء به من عندك الرسول و بكل نبي من أنبيائك و بكل كتاب أنزلته و إني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل و إنه بنى بيتك العتيق فأسألك بحق هذا البيت و من بناه و بهذا المولود الذي في أحشائي الذي يكلمني و يؤنسني بحديثه و أنا موقنة أنه إحدى آياتك و دلائلك لما يسرت علي ولادتي قال العباس بن عبد المطلب و يزيد بن قعنب فلما تكلمت فاطمة بنت أسد و دعت بهذا الدعاء رأينا البيت قد انفتح من ظهره و دخلت فاطمة فيه و غابت عن أبصارنا ثم عادت الفتحة و التزقت بإذن الله فرمنا أن نفتح الباب لتصل إليها بعض نسائنا فلم ينفتح الباب فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله تعالى و بقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيام قال و أهل مكة يتحدثون بذلك في أفواه السكك و تتحدث المخدرات في خدورهن قال فلما كان بعد ثلاثة أيام انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه فخرجت فاطمة و علي ع على يديها ثم قالت معاشر الناس إن الله عز و جل اختارني من خلقه و فضلني على المختارات ممن كن قبلي و قد اختار الله آسية بنت مزاحم و إنها عبدت الله سرا في موضع لا يجب أن يعبد الله فيها إلا اضطرارا و إن مريم بنت عمران اختارها الله حيث يسر عليها ولادة عيسى فهزت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الأرض حتى تساقط عليها رطبا جنيا و إن الله تعالى اختارني و فضلني عليهما و على كل من مضى قبلي من نساء العالمين لأني ولدت في بيته العتيق و بقيت فيه ثلاثة أيام آكل من ثمار الجنة و أرواقها فلما أردت أن أخرج و ولدي على يدي هتف بي هاتف و قال يا فاطمة سميه عليا فأنا العلي الأعلى و إني خلقته من قدرتي و عز جلالي و قسط عدلي و اشتققت اسمه من اسمي و أدبته بأدبي و فوضت إليه أمري و وقفته على غامض علمي و ولد في بيتي و هو أول من يؤذن فوق بيتي و يكسر الأصنام و يرميها على وجهها و يعظمني و يمجدني و يهللني و هو الإمام بعد حبيبي و نبيي و خيرتي من خلقي محمد رسولي و وصيه فطوبى لمن أحبه و نصره و الويل لمن عصاه و خذله و جحد حقه قال فلما رآه أبو طالب سر و قال علي ع السلام عليك يا أبه و رحمة الله و بركاته ثم قال دخل رسول الله ص فلما دخل اهتز له أمير المؤمنين ع و ضحك في وجهه و قال السلام عليك يا رسول الله و رحمة الله و بركاته قال ثم تنحنح بإذن الله تعالى و قال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ إلى آخر الآيات فقال رسول الله ص قد أفلحوا بك و قرأ تمام الآيات إلى قوله أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ
فقال رسول الله ص أنت و الله أميرهم أمير المؤمنين تميرهم من علومهم فيمتارون و أنت و الله دليلهم و بك يهتدون ثم قال رسول الله ص لفاطمة اذهبي إلى عمه حمزة فبشريه به فقالت و إذا خرجت أنا فمن يرويه قال أنا أرويه فقالت فاطمة أنت ترويه قال نعم فوضع رسول الله ص لسانه في فيه فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قال فسمي ذلك اليوم يوم التروية فلما أن رجعت فاطمة بنت أسد رأت نورا قد ارتفع من علي إلى أعنان السماء قال ثم شدته و قمطته بقماط فبتر القماط قال فأخذت فاطمة قماطا جيدا فشدته به فبتر القماط ثم جعلته في قماطين فبترهما فجعلته ثلاثة فبترها فجعلته أربعة أقمطة من رق مصر لصلابته فبترها فجعلته خمسة أقمطة ديباج لصلابته فبترها كلها فجعلته ستة من ديباج و واحد من الأدم فتمطى فيها فقطعها كلها بإذن الله ثم قال بعد ذلك يا أمة لا تشدي يدي فإني أحتاج أن أبصبص لربي بإصبعي قال فقال أبو طالب عند ذلك إنه سيكون له شأن و نبأ قال فلما كان من غد دخل رسول الله على فاطمة فلما بصر علي برسول الله ص سلم عليه و ضحك في وجهه و أشار إليه أن خذني إليك و اسقني بما سقيتني بالأمس قال فأخذه رسول الله ص فقالت فاطمة عرفه و رب الكعبة قال فلكلام فاطمة سمي ذلك اليوم يوم عرفة يعني أن أمير المؤمنين ع عرف رسول الله ص فلما كان اليوم الثالث و كان العاشر من ذي الحجة أذن أبو طالب في الناس أذانا جامعا و قال هلموا إلى وليمة ابني علي قال و نحر ثلاثمائة من الإبل و ألف رأس من البقر و الغنم و اتخذ وليمة عظيمة و قال معاشر الناس ألا من أراد من طعام على ولدي فهلموا و طوفوا بالبيت سبعا سبعا و ادخلوا و سلموا على ولدي علي فإن الله شرفه و لفعل أبي طالب شرف يوم النحر
بيان لا يخفى مخالفة هذا الخبر لما مر من التواريخ و يمكن حمله على النسيء الذي كانت قريش ابتدعوه في الجاهلية بأن يكون ولادته ع في رجب أو شعبان و هم أوقعوا الحج في تلك السنة في أحدهما و بشعبان أوفق و الله يعلم
38- كنز الكراجكي، روى المحدثون و سطر المصنفون إن أبا طالب و امرأته فاطمة بنت أسد رضوان الله عليهما لما كفلا رسول الله ص استبشرا بغرته و استسعدا بطلعته و اتخذاه ولدا لأنهما لم يكونا رزقا من الولد أحدا ثم إنه نشأ أحسن نشوء و أحسنه و أفضله و أيمنه فرأى فاطمة و رغبتها في الولد فقال لها يا أمه قربي قربانا لوجه الله تعالى خالصا و لا تشركي معه أحدا فإنه يرضاه منك و يتقبله و يعطيك طلبتك و يعجله فامتثلت فاطمة أمره و قربت قربانا لله تعالى خالصا و سألته أن يرزقها ولدا ذكرا فأجاب الله تعالى دعاءها و بلغ مناها و رزقها من الأولاد خمسة عقيلا ثم طالبا ثم جعفرا ثم عليا ثم أختهم فاختة المعروفة بأم هانئ فمما جاء من حديثها قبل أن ترزق أولادها أنها جلست يوما تتحدث مع عجائز العرب و الفواطم من قريش منهم فاطمة ابنة عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم جدة رسول الله ص لأبيه و فاطمة ابنة زائدة بن الأصم أم خديجة و فاطمة ابنة عبد الله بن رزام و فاطمة ابنة الحارث و تمام الفواطم التي انتمى إليهن رسول الله ص أم قصي و هي ابنة نضر فإنهن لجلوس إذ أقبل رسول الله ص بنوره الباهر و سعده الظاهر و قد تبعه بعض الكهان ينظر إليه و يطيل فراسته فيه إلى أن أتى إليهن فسألهن عنه فقلن هذا محمد ذو الشرف الباذخ و الفضل الشامخ فأخبرهن الكاهن بما يعلمه من رفيع قدره و بشرهن بما سيكون من مستقبل أمره و أنه سيبعث نبيا و ينال منالا عليا قال و إن التي تكفله منكن في صغره سيكفل لها ولدا يكون عنصره من عنصره يختصه بسره و بصحبته و يحبوه بمصافاته و أخوته فقالت له فاطمة بنت أسد رضوان الله عليها أنا التي كفلته و أنا زوجة عمه الذي يرجوه و يؤمله فقال إن كنت صادقة فستلدين غلاما علاما مطواعا لربه هماما اسمه على ثلاثة أحرف يلي هذا النبي في جميع أموره و ينصره في قليله و كثيره حتى يكون سيفه على أعدائه و بابه لأوليائه يفرج عن وجهه الكربات و يجلو عنه حندس الظلمات تهاب صولته أطفال المهاد و ترتعد من خيفته الفرائص عن الجلاد له فضائل شريفة و مناقب معروفة و صلة منيعة و منزلة رفيعة يهاجر إلى النبي في طاعته و يجاهد بنفسه في نصرته و هو وصيه الدافن له في حجرته قالت أم علي ع فجعلت أفكر في قول الكاهن فلما كان الليل رأيت في منامي كأن جبال الشام قد أقبلت تدب و عليها جلابيب الحديد و هي تصيح من صدورها بصوت مهول فأسرعت فأقبلت نحوها جبال مكة و أجابتها بمثل صياحها و أهول و هي تتهيج كالشرد المحمر و أبو قبيس ينتفض كالفرس و فصاله تسقط عن يمينه و شماله يلتقطون ذلك فلقطت معهم أربعة أسياف و بيضة حديدة مذهبة فأول ما دخلت مكة سقطت منها سيف في ماء فغير و طار و الثاني في الجو فاستمر و سقط الثالث إلى الأرض فانكسر و بقي الرابع في يدي مسلولا فبينا أنا به أصول إذا صار السيف شبلا فتبينته فصار ليثا مهولا فخرج عن يدي و مر نحو الجبال يجوب بلاطحها و يخرق صلاطحها و الناس منه مشفقون و من خوفه حذرون إذ أتى محمد فقبض على رقبته فانقاد له كالظبية الألوف فانتبهت و قد راعني الزمع و الفزع فالتمست المفسرين و طلبت القائفين و المخبرين فوجدت كاهنا زجر لي بحالي و أخبرني بمنامي و قال لي أنت تلدين أربعة أولاد ذكور و بنتا بعدهم و إن أحد البنين يغرق و الآخر يقتل في الحرب و الآخر يموت و يبقى له عقب و الرابع يكون إماما للخلق صاحب سيف و حق ذا فضل و براعة يطيع النبي المبعوث أحسن طاعة فقالت فاطمة فلم أزل مفكرة في ذلك و رزقت بني الثلاثة عقيلا و طالبا و جعفرا ثم حملت بعلي ع في عشر ذي الحجة فلما كان الشهر الذي ولدته فيه و كان شهر رمضان رأيت في منامي كأن عمود حديد قد انتزع من أم رأسي ثم سطع في الهواء حتى بلغ السماء ثم رد إلي فقلت ما هذا فقيل لي هذا قاتل أهل الكفر و صاحب ميثاق النصر بأسه شديد يفزع من خيفته و هو معونة الله لنبيه و تأييده على عدوه قالت فولدت عليا
و جاء في الحديث أنها دخلت الكعبة على ما جرت به عادتها فصادف دخولها وقت ولادتها فولدت أمير المؤمنين ع داخلها و كان ذلك في النصف من شهر رمضان و لرسول الله ص ثلاثون سنة على الكمال فتضاعف ابتهاجه به و تمام مسرته و أمرها أن تجعل مهده جانب فرشته و كان يلي أكثر تربيته و يراعيه في نومه و يقظته و يحمله على صدره و كتفه و يحبوه بألطافه و تحفه و يقول هذا أخي و صفيي و ناصري و وصيي فلما تزوج النبي ص خديجة أخبرها بوجدها بعلي ع و محبته فكانت تستزيده و تزينه و تحليه و تلبسه و ترسله مع ولائدها و يحمله خدمها فيقول الناس هذا أخو محمد و أحب الخلق إليه و قرة عين خديجة و من اشتملت السعادة عليه و كانت ألطاف خديجة تطرق منزل أبي طالب ليلا و نهارا و صباحا و مساء ثم إن قريشا أصابتها أزمة مهلكة و سنة مجدبة منهكة و كان أبو طالب رضي الله عنه ذا مال يسير و عيال كثير فأصابه ما أصاب قريشا من العدم و الإضافة و الجهد و الفاقة فعند ذلك دعا رسول الله عمه العباس فقال له يا أبا الفضل إن أخاك أبا طالب كثير العيال مختل الحال ضعيف النهضة و العزمة و قد ناله ما نزل بالناس من هذه الأزمة و ذو الأرحام أحق بالرفد و أولى من حمل الكل في ساعة الجهد فانطلق بنا إليه لنعينه على ما هو عليه فلنحمل عنه بعض أثقاله و نخفف عنه من عياله يأخذ كل واحد منا واحدا من بنيه يسهل عليه بذلك ما هو فيه فقال له العباس نعم ما رأيت و الصواب فيما أتيت هذا و الله الفضل الكريم و الوصل الرحيم فلقيا أبا طالب فصبراه و لفضل آبائه ذكراه و قالا له إنا نريد أن نحمل عنك بعض الحال فادفع إلينا من أولادك من يخف عنك به الأثقال قال أبو طالب إذا تركتما لي عقيلا و طالبا فافعلا ما شئتما فأخذ العباس جعفرا و أخذ رسول الله ص عليا فانتجبه لنفسه و اصطفاه لمهم أمره و عول عليه في سره و جهره و هو مسارع لمرضاته موفق للسداد في جميع حالاته و كان رسول الله ص في ابتداء طروق الوحي إليه كلما هتف به هاتف أو سمع من حوله رجفة راجف أو رأى رؤيا أو سمع كلاما يخبر بذلك خديجة و عليا ع و يستسرهما هذه الحال فكانت خديجة تثبته و تصبره و كان علي ع يهنئه و يبشره و يقول له و الله يا ابن عم ما كذب عبد المطلب فيك و لقد صدقت الكهان فيما نسبته إليك و لم يزل كذلك إلى أن أمر ص بالتبليغ فكان أول من آمن به من النساء خديجة و من الذكور أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و عمره يومئذ عشر سنين
بيان الشرد جمع شارد و هو البعير النافر و المحمر الناقة يلتوي في بطنها ولدها و جاب يجوب جوبا خرق و قطع و البلطح المكان الواسع و كذا الصلطح و صلاطح بلاطح أتباع و الزمع محركة شبه الرعدة تأخذ الإنسان و الدهش و الخوف و الزجر العيافة و التكهن