1- العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي بإسناده يرفعه إلى أبي عبد الله ع قال كان يسمى الطبيب المعالج فقال موسى بن عمران يا رب ممن الداء قال مني قال فممن الدواء قال مني قال فما يصنع الناس بالمعالج قال يطيب بذلك أنفسهم فسمي الطبيب لذلك
2- الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن زياد بن أبي الحلال عن أبي عبد الله ع قال قال موسى بن عمران يا رب من أين الداء قال مني قال فالشفاء قال مني قال فما يصنع عبادك بالمعالج قال يطيب بأنفسهم فيومئذ سمي المعالج الطبيب
بيان يطبب بأنفسهم في بعض النسخ بالباء الموحدة و في بعضها بالياء المثناة من تحت قال الفيروزآبادي طب تأنى للأمور و تلطف أي إنما سموا بالطبيب لرفعهم الهم عن النفوس المرضى بالرفق و لطف التدبير و ليس شفاء الأبدان منهم. و أما على الثاني فليس المراد أن مبدأ اشتقاق الطبيب الطيب و التطييب فإن أحدهما من المضاعف و الآخر من المعتل. بل المراد أن تسميتهم بالطبيب ليست لتداوي الأبدان عن الأمراض بل لتداوي النفوس عن الهموم و الأحزان فتطيب بذلك قال الفيروزآبادي الطب مثلثة الفاء علاج الجسم و النفس
3- قرب الإسناد، عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الرحمن بن الحجاج قال قلت لأبي الحسن موسى ع أ رأيت إن احتجت إلى طبيب و هو نصراني أسلم عليه و أدعو له قال نعم لأنه لا ينفعه دعاؤك
العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن ابن محبوب مثله السرائر، نقلا من كتاب السياري عنه ع مثله بيان يدل على جواز العمل بقول الطبيب الذمي و الرجوع إليه و التسليم عليه و الدعاء و لعل الأخيرين محمولان على الضرورة بل الجميع و لو كان فيجب أن لا يكون على جهة الموادة للنهي عنها
و قد روى الكليني في الموثق عن أبي عبد الله قال قال أمير المؤمنين ع لا تبدءوا أهل الكتاب بالتسليم و إذا سلموا عليكم فقولوا و عليكم
و روي هذا الخبر أيضا عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد
4- العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن الجعفري قال سمعت موسى بن جعفر ع و هو يقول ادفعوا معالجة الأطباء ما اندفع المداواة عنكم فإنه بمنزلة البناء قليله يجر إلى كثيره
بيان أي الشروع في المداواة لقليل الداء يوجب زيادة المرض و الاحتياج إلى دواء أعظم
5- الخصال، عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن سهل عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال من ظهرت صحته على سقمه فيعالج نفسه بشيء فمات فأنا إلى الله بريء منه
بيان ظاهره حرمة التداوي بدون شدة المرض و الحاجة الشديدة إليه لكن الخبر ضعيف فيمكن الحمل على الكراهة لمعارضة إطلاق بعض الأخبار و إن كان الأحوط العمل به
6- طب الأئمة، عن محمد بن إبراهيم العلوي الموسوي عن إبراهيم بن محمد يعني أباه عن أبي الحسن العسكري قال سمعت الرضا ع يحدث عن أبيه قال سأل يونس بن يعقوب الرجل الصادق يعني جعفر بن محمد ع قال يا ابن رسول الله الرجل يكتوي بالنار و ربما قتل و ربما تخلص قال قد اكتوى رجل من أصحاب رسول الله على عهد رسول الله ص و رسول الله ص قائم على رأسه
7- و منه، عن جعفر بن عبد الواحد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم قال سألت أبا جعفر ع هل يعالج بالكي قال نعم إن الله تعالى جعل في الدواء بركة و شفاء و خيرا كثيرا و ما على الرجل أن يتداوى و إن لا بأس به
بيان و إن لا بأس به الظاهر أنه بالكسر للوصل أي و إن كان غير مضطر إلى التداوي أو مخففة فالضمير راجع إلى مصدر يتداوى أو الواو للحال فيرجع إلى الأول و في بعض النسخ و لا بأس به و هو أظهر
-8 الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن المظفر بن عبد الله اليماني عن محمد بن يزيد الأشهلي عن سالم بن أبي خيثمة عن الصادق ع قال من ظهرت صحته على سقمه فشرب الدواء فقد أعان على نفسه
9- و منه، عن مرزوق بن محمد الطائي عن فضالة عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر ع عن الرجل يداويه النصراني و اليهودي و يتخذ له الأدوية فقال لا بأس بذلك إنما الشفاء بيد الله تعالى
بيان قال ابن إدريس ره في السرائر قد ورد الأمر عن رسول الله ص و وردت الأخبار عن الأئمة من ذريته ع بالتداوي فقالوا تداووا فما أنزل الله داء إلا أنزل معه دواء إلا السام فإنه لا دواء له يعني الموت و يجب على الطبيب أن يتقي الله سبحانه فيما يفعله بالمريض و ينصح فيه و لا بأس بمداواة اليهودي و النصراني للمسلمين عند الحاجة إلى ذلك و إذا أصاب المرأة علة في جسدها و اضطرت إلى مداواة الرجال لها كان جائزا. و قال الشهيد ره في الدروس يجوز المعالجة بالطبيب الكتابي و قدح العين عند نزول الماء. و قال العلامة قدس سره في المنتهى يجوز الاستيجار للختان و خفض الجواري و المداواة و قطع السلع و أخذ الأجرة عليه لا نعلم فيه خلافا لأنه فعل مأذون و فيه شرعا يحتاج إليه و يضطر إلى فعله فجاز الاستيجار عليه كسائر الأفعال المباحة و كذا عقد الاستيجار للكحل سواء كان الكحل من العليل أو الطبيب و قال بعض الجمهور إن شرط على الطبيب لم يجز
-10 الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن إبراهيم بن مسلم عن ابن أبي نجران عن يونس بن يعقوب قال سألت أبا عبد الله ع عن الرجل يشرب الدواء و ربما قتله و ربما يسلم منه و ما يسلم أكثر قال فقال أنزل الله الداء و أنزل الشفاء و ما خلق الله داء إلا جعل له دواء فاشرب و سم الله تعالى
11- العياشي، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر في المرأة أو الرجل يذهب بصره فتأتيه الأطباء فيقولون نداويك شهرا أو أربعين ليلة مستلقيا كذلك يصلي فرجعت إليه له فقال من اضطر غير باغ و لا عاد
12- المكارم، قال النبي ص تداووا فإن الله عز و جل لم ينزل داء إلا و أنزل له شفاء
13- و روي عنه ص قال اثنان عليلان صحيح محتم و عليل مخلط
14- و قال ص تجنب الدواء ما احتمل بدنك الداء فإذا لم يحتمل الداء فالدواء
15- عن أبي عبد الله ع قال إن نبيا من الأنبياء مرض فقال لا أتداوى حتى يكون الذي أمرضني هو الذي يشفيني فأوحى الله تعالى إليه لا أشفيك حتى تتداوى فإن الشفاء مني
16- الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن يحيى عن أخيه العلا عن إسماعيل بن الحسن المتطبب قال قلت لأبي عبد الله ع إني رجل من العرب و لي بالطب بصر و طبي طب عربي و لست آخذ عليه صفدا فقال لا بأس قلت إنا نبط الجرح و نكوي بالنار قال لا بأس قلت و نسقي هذه السموم الإسمحيقون و الغاريقون قال لا بأس قلت إنه ربما مات قال و إن مات قلت نسقي عليه النبيذ قال ليس في الحرام شفاء قد اشتكى رسول الله ص فقالت له عائشة بك ذات الجنب فقال أنا أكرم على الله من أن يبتليني بذات الجنب قال فأمر فلد بصبر
بيان قال في القاموس الصفد محركة العطاء و قال بط الجرح و الصرة شقه. و أقول الإسمحيقون لم أجده في كتب اللغة و لا الطب و الذي وجدته في كتب الطب هو إصطمخيقون ذكروا أنه حب مسهل للسوداء و البلغم و كأنه كان كذا فصحف قوله ليس في الحرام شفاء يدل على عدم جواز التداوي بالحرام مطلقا كما هو ظاهر أكثر الأخبار و هو خلاف المشهور و حملوا على ما إذا لم يضطر إليه و لا اضطرار إليه. و قوله قد اشتكى لعله استشهاد للتداوي بالدواء المر أنا أكرم على الله كأنه لاستلزم هذا المرض اختلال العقل و تشويش الدماغ غالبا و قال الفيروزآبادي اللدود كصبور ما يصب بالمسعط من الدواء في أحد شقي الفم و قد لده لدا و لدودا و لده إياه و ألده و لد فهو ملدود
17- الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن يونس بن يعقوب قال قلت لأبي عبد الله ع الرجل يشرب الدواء و يقطع العرق و ربما انتفع به و ربما قتله قال يقطع و يشرب
-18 و منه، عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن معاوية بن حكيم عن عثمان الأحول قال سمعت أبا الحسن ع يقول ليس من دواء إلا و هو يهيج داء و ليس شيء في البدن أنفع من إمساك اليد إلا عما يحتاج إليه
بيان إلا و هو أي نفسه أو معالجته إلا عما يحتاج إليه من الأكل بأن يحتمي عن الأشياء المضرة و لا يأكل أزيد من الشبع أو من المعالجة أو منهما
19- النهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع امش بدائك ما مشى بك
20- دعوات الراوندي، قال رسول الله ص تداووا فإن الذي أنزل الداء أنزل الدواء
21- و قال ص ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء
22- الكافي، عن محمد بن يحيى عن علي بن إبراهيم الجعفري عن حمدان بن إسحاق قال كان لي ابن و كان تصيبه الحصاة فقيل لي ليس له علاج إلا أن تبطه فبططته فمات فقالت الشيعة شركت في دم ابنك قال فكتبت إلى أبي الحسن صاحب العسكر فوقع صلوات الله عليه يا أحمد ليس عليك فيما فعلت شيء إنما التمست الدواء و كان أجله فيما فعلت
23- قرب الإسناد، عن عبد الله بن الحسن العلوي عن جده علي بن جعفر عن أخيه موسى ع قال سألته عن المريض يكوى أو يسترقي قال لا بأس إذا استرقى بما يعرفه
توضيح في القاموس كواه يكويه كيا أحرق جلده بحديدة و نحوها و قال الرقية بالضم العوذة و الجمع رقى و رقاه رقيا و رقيا و رقية فهو رقاء نفث في عوذته انتهى قوله ع بما يعرفه أي بما يعرف معناه من القرآن و الأدعية و الأذكار لا بما لا يعرفه من الأسماء السريانية و العربية و الهندية و أمثالها كالمناطر المعروفة في الهند إذ لعلها يكون كفرا و هذيانا. أو المعنى ما يعرف حسنه بخبر أو أثر ورد فيه و الأول أظهر و الأحوط أن لا يكون معه نفث لا سيما إذا كان في عقدة و تمام القول فيه في كتاب الدعاء. قال في النهاية قد تكرر ذكر الرقية و الرقى و الرقي و الاسترقاء في الحديث و الرقية العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى و الصرع و غير ذلك من الآفات. و قد جاء في بعض الأحاديث جوازها و في بعضها النهي عنها فمن الجواز قوله استرقوا لها فإن بها النظرة أي اطلبوا لها من يرقيها و من النهي قوله لا يسترقون و لا يكتوون و الأحاديث في القسمين كثيرة و وجه الجمع بينهما أن الرقي يكره منها ما كان بغير اللسان العربي و بغير أسماء الله تعالى و صفاته و كلامه في كتبه المنزلة و أن يعتقد أن الرقيا نافعة لا محالة فيتكل عليها و إياه أراد بقوله ما توكل من استرقى و لا يكره منها ما كان في خلاف ذلك كالتعوذ بالقرآن و أسماء الله تعالى و الرقى المروية و لذلك قال للذي رقى بالقرآن و أخذ عليه أجرا من أخذه برقية باطل فقد أخذت برقية حق.
و كقوله في حديث جابر أنه ص قال اعرضوها علي فعرضناها فقال لا بأس بها إنما هي مواثيق
كأنه خاف أن يقع فيها شيء مما كانوا يتلفظون به و يعتقدونه من الشرك في الجاهلية و ما كان بغير اللسان العربي مما لا يعرف له ترجمة و لا يمكن الوقوف عليه فلا يجوز استعماله
فأما قوله لا رقية إلا من عين أو حمة
فمعناه لا رقية أولى و أنفع من أحدهما هذا كما قيل لا فتى إلا علي و قد أمر ص غير واحد من أصحابه بالرقية و سمع بجماعة يرقون فلم ينكر عليهم.
و أما الحديث الآخر في صفة أهل الجنة الذين يدخلونها بغير حساب هم الذين لا يسترقون و لا يكتوون وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
فهذا من صفة الأولياء و المعرضين عن أسباب الدنيا لا يلتفتون إلى شيء من علائقها و تلك درجة الخواص لا يبلغها غيرهم فأما العوام فمرخص لهم في التداوي و المعالجات و من صبر على البلاء و انتظر الفرج من الله تعالى بالدعاء كان من جملة الخواص و الأولياء و من لم يصبر رخص له في الرقية و العلاج و الدواء انتهى. و عد الشهيد قدس سره من المحرمات الأقسام و العزائم بما لا يفهم معناه و يضر بالغير فعله
24- الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع لا يتداوى المسلم حتى يغلب مرضه صحته
25- الشهاب، قال رسول الله ص تداووا فإن الذي أنزل الداء أنزل الدواء
و قال ص ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء
الضوء، ]ضوء الشهاب[ لفظ الإنزال هنا يفيد رفعة الفاعل لا الإنزال من فوق إلى أسفل كما قال تعالى وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ أي كان تكوين ذلك و خلقه و إيجاده برفعة و قوة و الداء المرض و أصله دوء و قد داء يداء داء إذا مرض مثل خاف يخاف و الدواء ما يتعالج به و ربما يكسر فاؤه و هو بمصدر داويته أشبه و الدوى مقصورا أيضا المرض و قد دوي يدوى دوى تقول منه هو يدوي و يداوي
يقول ص تعالجوا و لا تتكلموا
فإن الله الذي أمرض قد خلق الأدوية المتعالج بها بلطيف صنعه و جعل بعض الحشائش و الخشب و الصموغ و الأحجار أسبابا للشفاء من العلل و الأدواء فهي تدل على عظيم قدرته و واسع رحمته. و هذا الحديث يدل على خطاء من ادعى التوكل في الأمراض و لم يتعالج و وصف ص الشبرم بأنه حار يار فلو لا أن التعالج بالأدوية صحيح لما وصف الشبرم بذلك و فائدة الحديث الحث على معالجة الأمراض بالأدوية و راوي الحديث أبو هريرة. و قال الشفاء البرء من الداء و قد شفاه الله فهو مصدر سمى كما ترى يقول كما أن الداء من الله تعالى فكذلك الشفاء منه بخلاف ما يقوله الطبيعيون من أن الداء من الأغذية و الشفاء من الأدوية و لئن قيل إن الله تعالى قد أجرى العادة بأنه يستضر بعض الناس ببعض الأغذية و في بعض الأحوال فلعمري إنه لصحيح و لكنه من فعل الله تعالى و إن كان تناول تلك الطعام السبب في ذلك. و سئل طبيب العرب الحارث بن كلدة عن إدخال الطعام على الطعام فقال هو الذي أهلك البرية و أهلك السباع في البرية فجعل إدخال الطعام على الطعام الذي لم ينضج في المعدة و لم ينزل منها داء مهلكا و هذا على عادة أكثرية أجراها الله تعالى و قد تنخرم بأصحاب المعد النارية الملتهبة التي تهضم ما ألقي فيها و كله متعلق بقدرة الله جلت عظمته. و روي في سبب هذا الحديث أن رجلا جرح على عهد رسول الله ص فقال ادعوا له الطبيب فقالوا يا رسول الله و هل يغني الطبيب من شيء فقال نعم ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء و فائدة الحديث الحث على التداوي و التشفي بالمعالجة و مراجعة الطب و أهل العلم بذلك و الممارسة و راوي الحديث هلال بن يساف
26- التهذيب، بإسناده عن الحسين بن سعيد عن حماد عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال سألته عن الرجل يعالج الدواء للناس فيأخذ عليه جعلا قال لا بأس
27- طب النبي، قال ص ما خلق الله داء إلا و خلق له دواء إلا السام
بيان السام الموت أي المرض الذي حتم فيه الموت
دعائم الإسلام، روينا عن رسول الله ص و عن الأئمة الصادقين من أهل بيته ع آثارا في التعالج و التداوي و ما يحل من ذلك و ما يحرم و فيما جاء عنهم ع لمن تلقاه بالقبول و أخذه بالتصديق بركة و شفاء إن شاء الله تعالى لا لمن لم يصدق في ذلك و أخذه على وجه التجربة
28- و قد روينا عن جعفر بن محمد ع أنه حضر يوما عند محمد بن خالد أمير المدينة فشكا محمد إليه وجعا يجده في جوفه فقال حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي ع أن رجلا شكا إلى رسول الله ص وجعا يجده في جوفه فقال خذ شربة عسل و ألق فيها ثلاث حبات شونيز أو خمسا أو سبعا و اشربه تبرأ بإذن الله ففعل ذلك الرجل فبرأ فخذ أنت ذلك فاعترض عليه رجل من أهل المدينة كان حاضرا فقال يا أبا عبد الله قد بلغنا هذا و فعلناه فلم ينفعنا فغضب أبو عبد الله ع و قال إنما ينفع الله بهذا أهل الإيمان به و التصديق لرسوله و لا ينتفع به أهل النفاق و من أخذه على غير تصديق منه للرسول فأطرق الرجل
29- و منه، عن جعفر بن محمد عن آبائه ع أن رسول الله ص قال تداووا فما أنزل الله داء إلا أنزل معه دواء إلا السام يعني الموت فإنه لا دواء له
30- و عنه ع إن قوما من الأنصار قالوا له يا رسول الله إن لنا جارا اشتكى بطنه أ فتأذن لنا أن نداويه قال بما ذا تداوونه قالوا يهودي هاهنا يعالج من هذه العلة قال بما ذا قالوا بشق البطن فيستخرج منه شيئا فكره ذلك رسول الله ص فعاودوه مرتين أو ثلاثا فقال افعلوا ما شئتم فدعوا اليهودي فشق بطنه و نزع منه رجرجا كثيرا ثم غسل بطنه ثم خاطه و داواه فصح و أخبر النبي ص فقال إن الذي خلق الأدواء جعل لها دواء و إن خير الدواء الحجامة و الفصاد و الحبة السوداء يعني الشونيز
بيان رجرجا كذا في النسخ و لعل المراد القيح و نحوها مجازا قال في القاموس الرجرجة بكسرتين بقية الماء في الحوض و الجماعة الكثيرة في الحرب و البزاق و كفلفل نبت انتهى. و لا يبعد أن يكون أصله رجزا يعني القذر و الفصد بالفتح و الفصاد بالكسر شق العرق
31- الدعائم، عن جعفر بن محمد ع أنه سئل عن الرجل يداويه اليهودي و النصراني قال لا بأس إنما الشفاء بيد الله
-32 و عن أبي جعفر محمد بن علي ع أنه سئل عن المرأة تصيبها العلل في جسدها أ يصلح أن يعالجها الرجل قال ع إذا اضطرت إلى ذلك فلا بأس
33- و عن علي ع أنه قال من تطبب فليتق الله و لينصح و ليجتهد
34- و عن رسول الله ص أنه نهى عن الكي
35- و عن جعفر بن محمد ع أنه رخص في الكي فيما لا يتخوف فيه الهلاك و لا يكون فيه تشوية
العقائد، للصدوق قال رضي الله عنه اعتقادنا في الأخبار الواردة في الطب أنها على وجوه منها ما قيل على هواء مكة و المدينة فلا يجوز استعماله في سائر الأهوية و منها ما أخبر به العالم على ما عرف من طبع السائل و لم يعتبر بوصفه إذ كان أعرف بطبعه منه و منها ما دلسه المخالفون في الكتب لتقبيح صورة المذهب عند الناس و منها ما وقع فيه سهو من ناقله و منها ما حفظ بعضه و نسي بعضه و ما روي في العسل أنه شفاء من كل داء فهو صحيح و معناه أنه شفاء من كل داء بارد و ما روي في الاستنجاء بالماء البارد لصاحب البواسير فإن ذلك إذا كان بواسيره من الحرارة و ما روي في الباذنجان من الشفاء فإنه في وقت إدراك الرطب لمن يأكل الرطب دون غيره من سائر الأوقات فأدوية العلل الصحيحة عن الأئمة ع هي الأدعية و آيات القرآن و سورة على حسب
ما وردت به الآثار بالأسانيد القوية و الطرق الصحيحة فقال الصادق ع كان فيما مضى يسمى الطبيب المعالج فقال موسى بن عمران يا رب ممن الداء قال مني قال فممن الدواء قال مني قال فما يصنع الناس بالمعالج فقال تطيب بذلك نفوسهم فسمي الطبيب طبيبا لذلك و أصل الطبيب المداوي و كان داود ع تنبت في محرابه كل يوم حشيشة فتقول خذني فإني أصلح لكذا و كذا فرأى في آخر عمره حشيشة نبتت في محرابه فقال له ما اسمك قالت أنا الخرنوبة فقال داود ع خرب المحراب و لم ينبت به شيء بعد ذلك و قال النبي ص من لم يشفه الحمد فلا شفاه الله
و قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في شرحه عليها الطب صحيح و العلم به ثابت و طريقه الوحي و إنما أخذه العلماء به عن الأنبياء و ذلك أنه لا طريق إلى علم حقيقة الداء إلا بالسمع و لا سبيل إلى معرفة الدواء إلا بالتوفيق فثبت أن طريق ذلك هو السمع عن العالم بالخفيات تعالى و الإخبار عن الصادقين ع مفسرة بقول أمير المؤمنين ع المعدة بيت الأدواء و الحمية رأس الدواء و عود كل بدن ما اعتاد. و قد ينجع في بعض أهل البلاد من الدواء من مرض يعرض لهم ما يهلك من استعمله لذلك المرض من غير أهل تلك البلاد و يصلح لقوم ذوي عادة ما لا يصلح لمن خالفهم في العادة. و كان الصادقون ع يأمرون بعض أصحاب الأمراض باستعمال ما يضر بمن كان به المرض فلا يضره و ذلك لعلمهم ع بانقطاع سبب المرض فإذا استعمل الإنسان ما يستعمله كان مستعملا له مع الصحة من حيث لا يشعر بذلك و كان علمهم بذلك من قبل الله تعالى على سبيل المعجز لهم و البرهان لتخصيصهم به و خرق العادة بمعناه فظن قوم أن ذلك الاستعمال إذا حصل مع مادة المرض نفع فغلطوا فيه و استضروا به و هذا قسم لم يورده أبو جعفر و هو معتمد في هذا الباب و الوجوه التي ذكرناها من بعد هي على ما ذكره و الأحاديث محتملة لما وصفه حسب ما ذكرناه انتهى. و أقول يحتمل بعضها وجها آخر و هو أن يكون ذكر بعض الأدوية التي لا مناسبة لها بالمرض على سبيل الافتنان و الامتحان ليمتاز المؤمن المخلص القوي الإيمان من المنتحل أو ضعيف الإيقان فإذا استعمله الأول انتفع به لا لخاصيته و طبعه بل لتوسله بمن صدر عنه و يقينه و خلوص متابعته كالانتفاع بتربة الحسين ع و بالعوذات و الأدعية. و يؤيد ذلك أنا ألفينا جماعة من الشيعة المخلصين كان مدار علمهم و معالجتهم على الأخبار المروية عنهم ع و لم يكونوا يرجعون إلى طبيب و كانوا أصح أبدانا و أطول أعمارا من الذين يرجعون إلى الأطباء و المعالجين. و نظير ذلك أن الذين لا يبالون بالساعات النجومية و لا يرجعون إلى أصحابها و لا يعتمدون عليها بل يتوكلون على ربهم و يستعيذون من الساعات المنحوسة و من شر البلايا و الأعادي بالآيات و الأدعية أحسن أحوالا و أثرى أموالا و أبلغ آمالا من الذين يرجعون في دقيق الأمور و جليلها إلى اختيار الساعات و بذلك يستعيذون من الشرور و الآفات كما مر في باب النجوم و التكلان على الحي القيوم.
فائدة
روى المخالفون عن أبي الدرداء أن رسول الله ص قال إن الله أنزل الداء و الدواء و جعل لكل داء دواء فتداووا و لا تتداووا بحرام
و عن جابر أن رسول الله ص قال إن لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالى
و عن أسامة بن شريك قال قالت الأعراب يا رسول الله أ لا نتداوى قال نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء و دواء إلا داء واحدا قالوا يا رسول الله و ما هو قال الهرم
و عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء و في حديث ابن مسعود بعد ذلك علمه من علمه و جهله من جهله
أقول قال بعضهم المراد بالإنزال إنزال علم ذلك على لسان الملك للنبي مثلا أو عبر بالإنزال عن التقدير و في بعض الأخبار التقييد بالحلال فلا يجوز التداوي بالحرام و في حديث جابر الإشارة إلى أن الشفاء متوقف على الإصابة بإذن الله تعالى و ذلك أن الدواء قد تحصل له مجاوزة الحد في الكيفية أم الكمية فلا ينجع بل ربما أحدث داء آخر و فيها كلها إثبات الأسباب و إن ذلك لا ينافي التوكل على الله لمن اعتقد أنها بإذن الله و بتقديره و أنها لا تنجع بدوائها بل بما قدره الله تعالى فيها و إن الدواء قد ينقلب داء إذا قدر الله تعالى و إليه الإشارة في حديث جابر بإذن الله فمدار ذلك كله على تقدير الله و إرادته. و التداوي لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع الجوع و العطش بالأكل و الشرب و كذلك تجنب المهلكات و الدعاء لطلب العافية و رفع المضار و غير ذلك و يدخل في عمومه أيضا الداء القاتل الذي اعترف حذاق الأطباء بأن لا دواء له و بالعجز عن مداواته. و لعل الإشارة في حديث ابن مسعود بقوله و جهله من جهله إلى ذلك فتكون باقية على عمومها و يحتمل أن يكون في الخبر حذف تقديره لم ينزل داء يقبل الدواء إلا أنزل له شفاء و الأول أولى و مما يدخل في قوله جهله من جهله ما يقع لبعض المرضى أنه يداوي من داء بدواء فيبرأ ثم يعتريه ذلك الداء بعينه فيتداوى بذلك الدواء بعينه فلا ينجع و السبب في ذلك الجهل بصفة من صفات الدواء فرب مرضين تشابها و يكون أحدهما مركبا لا ينجع فيه ما ينجع في الذي ليس مركبا فيقع الخطاء من هناك و قد يكون متحدا لكن يريد الله أن لا ينجع فلا ينجع و هناك تخضع رقاب الأطباء.
و قد روي أنه قيل يا رسول الله أ رأيت رقى نسترقيها و دواء نتداوى به هل يرد من قضاء الله شيئا قال هي من أقدار الله تعالى
و الحاصل أن حصول الشفاء بالدواء إنما هو كدفع الجوع بالأكل و العطش بالشرب فهو ينجع في ذلك في الغالب و قد يتخلف لمانع و الله أعلم. و استثناء الموت في بعض الأحاديث واضح و لعل التقدير إلا داء الموت أي المرض الذي قدر على صاحبه الموت و استثناء الهرم في الرواية الأخرى إما لأنه جعله شبيها بالموت و الجامع بينهما نقص الصحة أو لقربه من الموت و إفضائه إليه و يحتمل أن يكون الاستثناء منقطعا و التقدير لكن الهرم لا دواء له.
تتمة
قال بعض المحققين الطبيب الحاذق في كل شيء و خص المعالج به عرفا و الطب نوعان نوع طب جسد و هو المراد هنا و طب قلب و معالجته خاصة بما جاء به رسول الله عن ربه تعالى و أما طب الجسد فمنه ما جاء في المنقول عنه ص و منه ما جاء عن غيره و غالبه راجع إلى التجربة. ثم هو نوعان نوع لا يحتاج إلى فكر و نظر بل فطر الله عليه الحيوانات مثل ما يدفع الجوع و العطش و نوع يحتاج إلى الفكر و النظر كدفع ما يحدث في البدن مما يخرجه عن الاعتدال و هو إما إلى حرارة أو برودة و كل منهما إما إلى رطوبة أو يبوسة أو إلى ما يتركب منهما و الدفع قد يقع من خارج البدن و قد يقع من داخله و هو أعسرهما و الطريق إلى معرفته بتحقيق السبب و العلامة و الطبيب الحاذق هو الذي يسعى في تفريق ما يضر بالبدن جمعه أو عكسه و في تنقيص ما يضر بالبدن زيادته أو عكسه. و مدار ذلك على ثلاثة أشياء حفظ الصحة و الاحتماء عن المؤذي و استفراغ المادة الفاسدة و قد أشير إلى الثلاثة في القرآن فالأول من قوله تعالى في القرآن فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ و ذلك أن السفر مظنة النصب و هو من مغيرات الصحة فإذا وقع فيه الصيام ازداد فأبيح الفطر إبقاء على الجسد و كذا القول في المرض و الثاني و هو الحمية من قوله تعالى وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ و أنه استنبط منه جواز التيمم عند خوف استعمال الماء البارد و الثالث عن قوله أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ و أنه أشير بذلك إلى جواز حلق الرأس الذي منع منه المحرم لاستفراغ الأذى الحاصل من البخار المحتقن في الرأس