1- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن موسى عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال إن رسول الله ص كان جالسا ذات يوم إذا أقبل الحسن ع فلما رآه بكى ثم قال إلي إلي يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى ثم أقبل الحسين ع فلما رآه بكى ثم قال إلي إلي يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى ثم أقبلت فاطمة ع فلما رآها بكى ثم قال إلي إلي يا بنية فأجلسها بين يديه ثم أقبل أمير المؤمنين ع فلما رآه بكى ثم قال إلي إلي يا أخي فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن فقال له أصحابه يا رسول الله ص ما ترى واحدا من هؤلاء إلا بكيت أ و ما فيهم من تسر برؤيته فقال ع و الذي بعثني بالنبوة و اصطفاني على جميع البرية إني و إياهم لأكرم الخلق على الله عز و جل و ما على وجه الأرض نسمة أحب إلي منهم أما علي بن أبي طالب ع فإنه أخي و شقيقي و صاحب الأمر بعدي و صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة و صاحب حوضي و شفاعتي و هو مولى كل مسلم و إمام كل مؤمن و قائد كل تقي و هو وصيي و خليفتي على أهلي و أمتي في حياتي و بعد موتي محبه محبي و مبغضه مبغضي و بولايته صارت أمتي مرحومة و بعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة و إني بكيت حين أقبل لأني ذكرت غدر الأمة به بعدي حتى أنه ليزال عن مقعدي و قد جعله الله له بعدي ثم لا يزال الأمر به حتى يضرب على قرنه ضربة تخضب منها لحيته في أفضل الشهور شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَ الْفُرْقانِ و أما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين و هي بضعة مني و هي نور عيني و هي ثمرة فؤادي و هي روحي التي بين جنبي و هي الحوراء الإنسية متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض و يقول الله عز و جل لملائكته يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي و قد أقبلت بقلبها على عبادتي أشهدكم أني قد آمنت شيعتها من النار و أني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي كأني بها و قد دخل الذل بيتها و انتهكت حرمتها و غصبت حقها و منعت إرثها و كسرت جنبتها و أسقطت جنينها و هي تنادي يا محمداه فلا تجاب و تستغيث فلا تغاث فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة و تتذكر فراقي أخرى و تستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجدت بالقرآن ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران فتقول يا فاطمة إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ يا فاطمة اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ
ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض فيبعث الله عز و جل إليها مريم بنت عمران تمرضها و تؤنسها في علتها فتقول عند ذلك يا رب إني سئمت الحياة و تبرمت بأهل الدنيا فألحقني بأبي فيلحقها الله عز و جل بي فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي فتقدم علي محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة فأقول عند ذلك اللهم العن من ظلمها و عاقب من غصبها و ذلل من أذلها و خلد في نارك من ضرب جنبيها حتى ألقت ولدها فتقول الملائكة عند ذلك آمين و أما الحسن ع فإنه ابني و ولدي و مني و قرة عيني و ضياء قلبي و ثمرة فؤادي و هو سيد شباب أهل الجنة و حجة الله على الأمة أمره أمري و قوله قولي من تبعه فإنه مني و من عصاه فليس مني و إني لما نظرت إليه تذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي فلا يزال الأمر به حتى يقتل بالسم ظلما و عدوانا فعند ذلك تبكي الملائكة و السبع الشداد لموته و يبكيه كل شيء حتى الطير في جو السماء و الحيتان في جوف الماء فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمى العيون و من حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب و من زاره في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام و أما الحسين ع فإنه مني و هو ابني و ولدي و خير الخلق بعد أخيه و هو إمام المسلمين و مولى المؤمنين و خليفة رب العالمين و غياث المستغيثين و كهف المستجيرين و حجة الله على خلقه أجمعين و هو سيد شباب أهل الجنة و باب نجاة الأمة أمره أمري و طاعته طاعتي من تبعه فإنه مني و من عصاه فليس مني و إني لما رأيته تذكرت ما يصنع به بعدي كأني به و قد استجار بحرمي و قربي فلا يجار فأضمه في منامي إلى صدري و آمره بالرحلة عن دار هجرتي و أبشره بالشهادة فيرتحل عنها إلى أرض مقتله و موضع مصرعه أرض كرب و بلاء و قتل و فناء تنصره عصابة من المسلمين أولئك من سادة شهداء أمتي يوم القيامة كأني أنظر إليه و قد رمي بسهم فخر عن فرسه صريعا ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوما ثم بكى رسول الله ص و بكى من حوله و ارتفعت أصواتهم بالضجيج ثم قام ع و هو يقول اللهم إني أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي ثم دخل منزله
بيان قال في النهاية في الحديث فاطمة بضعة مني
بالفتح القطعة من اللحم و قد تكسر أي أنها جزء مني و في القاموس التمريض حسن القيام على المريض و قال الصرع الطرح على الأرض كالمصرع كمقعد و هو موضعه أيضا
2- جا، ]المجالس للمفيد[ ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن عمران المرزباني عن أحمد بن محمد الجوهري عن الحسن بن عليل عن عبد الكريم بن محمد عن محمد بن علي عن محمد بن منقر عن زياد بن المنذر قال حدثنا شرحبيل عن أم الفضل بن العباس قالت لما ثقل رسول الله ص في مرضه الذي توفي فيه أفاق إفاقة و نحن نبكي فقال ما الذي يبكيكم قلت يا رسول الله نبكي لغير خصلة نبكي لفراقك إيانا و لانقطاع خبر السماء عنا و نبكي الأمة من بعدك فقال ص أما إنكم المقهورون و المستضعفون من بعدي
3- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الحسن بن محمد عن محمد بن همام عن حمزة بن أبي حمزة عن أبي الحارث شريح عن الوليد بن مسلم عن عبد العزيز بن سليمان عن سليمان بن حبيب عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله ص لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة كلما نقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقض الحكم و آخرهن الصلاة
4- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الصدوق عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن عبد الله بن العباس قال لما حضرت رسول الله ص الوفاة بكى حتى بلت دموعه لحيته فقيل يا رسول الله ما يبكيك فقال أبكي لذريتي و ما تصنع بهم شرار أمتي من بعدي كأني بفاطمة بنتي و قد ظلمت بعدي و هي تنادي يا أبتاه يا أبتاه فلا يعينها أحد من أمتي فسمعت ذلك فاطمة ع فبكت فقال لها رسول الله ص لا تبكين يا بنية فقالت لست أبكي لما يصنع بي من بعدك و لكني أبكي لفراقك يا رسول الله فقال لها أبشري يا بنت محمد بسرعة اللحاق بي فإنك أول من يلحق بي من أهل بيتي
5- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن علي بن محمد بن مخلد الجعفي عن عباد بن سعيد الجعفي عن محمد بن عثمان بن أبي البهلول عن صالح بن أبي الأسود عن أبي الجارود عن حكيم بن جبير عن سالم الجعفي قال قال علي صلوات الله عليه و هو في الرحبة جالس انتدبوا و هو على المسير من السواد فانتدبوا نحو من مائة فقال و رب السماء و الأرض لقد حدثني خليلي رسول الله ص أن الأمة ستغدر بي من بعده عهدا معهودا و قضاء مقضيا وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَرى
بيان انتدب أجاب
6- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن خالد عن العباس بن المغيرة عن أحمد بن منصور عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن نصر بن عاصم الليثي عن خالد بن خالد اليشكري قال خرجت سنة فتح تستر حتى قدمت الكوفة فدخلت المسجد فإذا أنا بحلقة فيها رجل جهم من الرجال فقلت من هذا فقال القوم أ ما تعرفه فقلت لا فقالوا هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله ص قال فقعدت إليه فحدث القوم فقال كان الناس يسألون رسول الله ص عن الخير و كنت أسأله عن الشر فأنكر ذلك القوم عليه فقال سأحدثكم بما أنكرتم إنه جاء أمر الإسلام فجاء أمر ليس كأمر الجاهلية و كنت أعطيت من القرآن فقها و كان رجال يجيئون فيسألون النبي ص فقلت أنا يا رسول الله أ يكون بعد هذا الخير شر قال نعم قلت فما العصمة منه قال السيف قال قلت و ما بعد السيف بقية قال نعم يكون أمارة على أقذاء و هدنة على دخن قال قلت ثم ما ذا قال ثم تفشو رعاة الضلالة فإن رأيت يومئذ خليفة عدل فالزمه و إلا فمت عاضا على جذل شجرة
بيان الجهم العاجز الضعيف و روى الحسين بن مسعود الفراء في شرح السنة هذه الرواية عن اليشكري هكذا خرجت زمن فتحت تستر حتى قدمت الكوفة و دخلت المسجد فإذا أنا بحلقة فيها رجل صدع من الرجال حسن الثغر يعرف فيه أنه رجل من أهل الحجاز قال فقلت من الرجل فقال القوم أ و ما تعرفه قلت لا قالوا هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله ص قال فقعدت و حدث القوم فقال إن الناس كانوا يسألون النبي ص عن الخير و كنت أسأله عن الشر فأنكر ذلك القوم عليه فقال لهم سأخبركم بما أنكرتم من ذلك جاء الإسلام حين جاء فجاء أمر ليس كأمر الجاهلية فكنت قد أعطيت فهما في القرآن فكان رجال يجيئون و يسألون عن الخير و كنت أسأله عن الشر قلت يا رسول الله أ يكون بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر قال نعم قلت فما العصمة يا رسول الله قال ص السيف قلت و هل بعد السيف بقية قال نعم أمارة على أقذاء و هدنة على دخن قال قلت ثم ما ذا قال ثم ينشأ رعاة الضلالة فإن كان لله في الأرض خليفة جلد ظهرك و أخذ مالك فالزمه و إلا فمت و أنت عاض على جذل شجرة قلت ثم ما ذا قال ثم يخرج الدجال بعد ذلك معه نهر و نار فمن وقع في ناره وجب أجره و حط وزره و من وقع في نهره وجب وزره و حط أجره قال قلت ثم ما ذا قال ينتج المهر فلا يركب حتى تقوم الساعة
ثم قال الصدع مفتوحة الدال من الرجال الشاب المعتدل و يقال الصدع الربعة في خلقة الرجل بين الرجلين و قوله هدنة على دخن معناه صلح على بقايا من الضغن و ذلك أن الدخان أثر النار يدل على بقية منها و قال أبو عبيد أصل الدخن أن يكون في لون الدابة أو الثوب أو غيره ذلك كدورة إلى سواد
و في بعض الروايات قلت يا رسول الله الهدنة على الدخن ما هي قال لا يرجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه
و يروى جماعة على أقذاء يقول يكون اجتماعهم على فساد من القلوب شبهه بإقذاء العين انتهى. و أقول رواه في جامع الأصول بأسانيد عن البخاري و مسلم و أبي داود و في بعض رواياته و هل للسيف من تقية و في بعضها قلت و بعد السيف قال تقية على أقذاء و هدنة على دخن و في شرح السنة و غيره بقية بالباء الموحدة و المعاني متقاربة أي هل بعد السيف شيء يتقى به من الفتنة أو يتقى و يشفق به على النفس و جذل الشجرة بالكسر أصلها و المعنى مت معتزلا عن الخلق حتى تموت و لو احتجت إلى أن تأكل أصول الأشجار و يحتمل أن يكون كناية عن شدة الغيظ
7- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي الفضل عن مسدد بن يعقوب عن إسحاق بن يسار عن الفضل بن دكين عن مطر بن خليفة عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة بن مرشد الحماني قال سمعت عليا صلوات الله عليه قال و الله إنه لعهد النبي الأمي إلي أن الأمة ستغدر بك بعدي
8- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحفار عن الجعابي عن علي بن موسى الخزاز عن الحسن بن علي الهاشمي عن إسماعيل عن عثمان بن أحمد عن أبي قلابة عن بشر بن عمر عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن إسماعيل بن أبان عن أبي مريم عن ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قال أبي دفع النبي ص الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب ع ففتح الله عليه و أوقفه يوم غدير خم فأعلم الناس أنه مولى كل مؤمن و مؤمنة و قال له أنت مني و أنا منك و قال له تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل و قال له أنت مني بمنزلة هارون من موسى و قال له أنا سلم لمن سالمت و حرب لمن حاربت و قال له أنت العروة الوثقى و قال له أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم بعدي و قال له أنت إمام كل مؤمن و مؤمنة و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي و قال له أنت الذي أنزل الله فيه وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ و قال له أنت الآخذ بسنتي و الذاب عن ملتي و قال له أنا أول من تنشق الأرض عنه و أنت معي و قال له أنا عند الحوض و أنت معي و قال له أنا أول من يدخل الجنة و أنت بعدي تدخلها و الحسن و الحسين و فاطمة ع و قال له إن الله أوحي إلي بأن أقوم بفضلك فقمت به في الناس و بلغتهم ما أمرني الله بتبليغه و قال له اتق الضغائن التي لك فلي صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ثم بكى النبي ص فقيل مم بكاؤك يا رسول الله قال أخبرني جبرئيل ع أنهم يظلمونه و يمنعونه حقه و يقاتلونه و يقتلون ولده و يظلمونهم بعده و أخبرني جبرئيل ع عن ربه عز و جل أن ذلك يزول إذا قام قائمهم و علت كلمتهم و أجمعت الأمة على محبتهم و كان الشانئ لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا و كثر المادح لهم و ذلك حين تغير البلاد و تضعف العباد و الإياس من الفرج و عند ذلك يظهر القائم فيهم قال النبي ص اسمه كاسمي و اسم أبيه كاسم ابني و هو من ولد ابنتي يظهر الله الحق بهم و يخمد الباطل بأسيافهم و يتبعهم الناس بين راغب إليهم و خائف لهم قال و سكن البكاء عن رسول الله ص فقال معاشر المؤمنين أبشروا بالفرج فإن وعد الله لا يخلف و قضاؤه لا يرد وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ فإن فتح الله قريب اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا اللهم اكلأهم و احفظهم و ارعهم و كن لهم و انصرهم و أعنهم و أعزهم و لا تذلهم و اخلفني فيهم إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
9- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن الحسين بن حفص عن إسماعيل بن موسى عن عمرو بن شاكر من أهل المصيصة عن أنس قال قال رسول الله ص يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمر
بيان الجمر بالفتح جمع الجمرة و هي النار المتقدة
10- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بهذا الإسناد عن النبي ص قال يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه له أجر خمسين منكم قالوا يا رسول الله ص أجر خمسين منا قال نعم أجر خمسين منكم قالها ثلاثا
11- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن عبد الله الثقفي عن إسحاق بن أبي إسرائيل عن جعفر بن أبي سليمان عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال أخبر رسول الله ص عليا ع بما يلقى بعده فبكى علي ع و قال يا رسول الله ص أسألك بحقي عليك و حق قرابتي و حق صحبتي لما دعوت الله عز و جل أن يقبضني إليه فقال رسول الله ص تسألني أن أدعو ربي لأجل مؤجل قال فعلى ما أقاتلهم قال على الإحداث في الدين
بيان قوله ص لأجل مؤجل أي لأمر محتوم لا يمكن تغييره
12- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن الحسين بن محمد بن شعبة عن سالم بن جنادة عن وكيع عن سفيان الثوري عن جابر الجعفي عن عبد الله بن يحيى الحضرمي قال سمعت عليا ع يقول كنا جلوسا عند النبي ص و هو نائم و رأسه في حجري فتذاكرنا الدجال فاستيقظ النبي ص محمرا وجهه فقال لغير الدجال أخوف عليكم من الدجال الأئمة المضلون و سفك دماء عترتي من بعدي أنا حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم
13- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بإسناد المجاشعي عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص يأتي على الناس زمان يذوب فيه قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الآنك في النار يعني الرصاص و ما ذاك إلا لما يرى من البلاء و الإحداث في دينهم لا يستطيع له غيرا
بيان قال في القاموس غيره جعله غير ما كان و حوله و بدله و الاسم الغير و غير الدهر كعنب أحداثه المغيرة
14- ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن الأشعري عن علي بن إبراهيم الجعفري عن محمد بن معاوية بإسناده رفعه قال هبط جبرئيل ع على رسول الله ص و عليه قباء أسود و منطقه فيها خنجر قال فقال رسول الله ص يا جبرئيل ما هذا الزي قال زي ولد عمك العباس يا محمد ويل لولدك من ولد العباس فجزع النبي ص فقال يا عم ويل لولدي من ولدك فقال يا رسول الله أ فأجب نفسي قال جف القلم بما فيه
بيان الجب استيصال الخصية و لعل المراد بجف القلم جريان القضاء و الحكم الإلهي بعدم معاقبة رجل لفعل آخر و عدم المعاقبة قبل صدور الذنب أو أنه ولد عبد الله الذي يكون هذا النسل الخبيث منه فلا ينفع الجب و بالجملة إنه من أسرار القضاء و القدر التي تحير فيها عقول أكثر البشر
15- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه ع عن النبي ص أنه قال لبني هاشم أنتم المستضعفون بعدي
16- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد قال قال النبي ص لعلي ع إذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم يتمالئون عليك و يمنعونك حقك
بيان في القاموس ملأه على الأمر ساعده و شايعه كمالأه و تمالئوا عليه اجتمعوا
17- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد قال قال النبي ص لعلي ع إن أمتي ستغدر بك بعدي و يتبع ذلك برها و فاجرها
-18 ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالإسناد إلى دارم عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص يا علي لا يحفظني فيك إلا الأتقياء الأبرار الأصفياء و ما هم في أمتي إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود في الليل الغابر
بيان في الليل الغابر أي الذي مضى كثير منه و اشتد لذلك ظلامة
19- فس، ]تفسير القمي[ وَ ما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَ فَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ فإنه لما أخبر الله نبيه بما يصيب أهل بيته بعده و ادعاء من ادعى الخلافة دونهم اغتم رسول الله ص فأنزل الله عز و جل وَ ما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَ فَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً أي نختبرهم وَ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ فأعلم ذلك رسول الله ص أنه لا بد أن يموت كل نفس
20- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن أحمد بن إدريس و محمد العطار معا عن الأشعري عن أبي عبد الله الرازي عن ابن البطائني عن ابن عميرة عن محمد بن عتبة عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن علي بن أبي طالب ع قال بينا أنا و فاطمة و الحسن و الحسين عند رسول الله ص إذا التفت إلينا فبكى فقلت ما يبكيك يا رسول الله فقال أبكي مما يصنع بكم بعدي فقلت و ما ذاك يا رسول الله قال أبكي من ضربتك على القرن و لطم فاطمة خدها و طعنة الحسن في الفخذ و السم الذي يسقى و قتل الحسين قال فبكى أهل البيت جميعا فقلت يا رسول الله ما خلقنا ربنا إلا للبلاء قال أبشر يا علي فإن الله عز و جل قد عهد إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق
-21 ك، ]إكمال الدين[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن حماد بن عيسى عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش و إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس الهلالي قال سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه قال كنت جالسا بين يدي رسول الله ص في مرضته التي قبض فيها فدخلت فاطمة ع فلما رأت ما بأبيها صلوات الله عليه و آله من الضعف بكت حتى جرت دموعها على خديها فقال لها رسول الله ص ما يبكيك يا فاطمة قالت يا رسول الله أخشى الضيعة على نفسي و ولدي بعدك فاغرورقت عينا رسول الله ص بالبكاء ثم قال يا فاطمة أ ما علمت أنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا و أنه حتم الفناء على جميع خلقه و أن الله تبارك و تعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني منهم و جعلني نبيا و اطلع إلى الأرض اطلاعة ثانية فاختار منها زوجك فأوحى الله إلي أن أزوجك إياه و أن أتخذه وليا و وزيرا و أن أجعله خليفتي في أمتي فأبوك خير أنبياء الله و رسله و بعلك خير الأوصياء و أنت أول من يلحق بي من أهلي ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة ثالثة فاختارك و ولدك و أنت سيدة نساء أهل الجنة و ابناك حسن و حسين سيدا شباب أهل الجنة و أبناء بعلك أوصيائي إلى يوم القيامة كلهم هادون مهديون و الأوصياء بعدي أخي علي ثم حسن و حسين ثم تسعة من ولد الحسين في درجتي و ليس في الجنة درجة أقرب إلى الله عز و جل من درجتي و درجة أوصيائي و أبي إبراهيم أ ما تعلمين يا بنية أن من كرامة الله عز و جل إياك زوجك خير أمتي و خير أهل بيتي أقدمهم سلما و أعظمهم حلما و أكثرهم علما فاستبشرت فاطمة ع و فرحت بما قال لها رسول الله ص ثم قال لها يا بنية إن لبعلك مناقب إيمانه بالله و رسوله قبل كل أحد لم يسبقه إلى ذلك أحد من أمتي و علمه بكتاب الله عز و جل و سنتي و ليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي غير علي ع إن الله عز و جل علمني علما لا يعلمه غيري و علم ملائكته و رسله علما و كلما علمه ملائكته و رسله فأنا أعلم به و أمرني الله عز و جل أن أعلمه إياه ففعلت فليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي و فهمي و حكمي غيره و إنك يا بنية زوجته و ابناه سبطاي حسن و حسين و هما سبطا أمتي و أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر و إن الله عز و جل آتاه الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطابِ يا بنية إنا أهل بيت أعطانا الله عز و جل سبع خصال لم يعطها أحدا من الأولين كان قبلكم و لا يعطيها أحدا من الآخرين غيرنا نبينا سيد المرسلين و هو أبوك و وصينا سيد الأوصياء و هو بعلك و شهيدنا سيد الشهداء و هو حمزة بن عبد المطلب و هو عم أبيك قالت يا رسول الله و هو سيد الشهداء الذين قتلوا معك قال لا بل سيد شهداء الأولين و الآخرين ما خلا الأنبياء و الأوصياء و جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين الطيار في الجنة مع الملائكة و ابناك حسن و حسين سبطا أمتي و سيدا شباب أهل الجنة و منا و الذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا قالت فأي هؤلاء الذين سميت أفضل قال علي بعدي أفضل أمتي و حمزة و جعفر أفضل أهل بيتي بعد علي ع و بعدك و بعد ابني و سبطي حسن و حسين و بعد الأوصياء من ولد ابني هذا و أشار إلى الحسين و منهم المهدي إنا أهل بيت اختار الله عز و جل لنا الآخرة على الدنيا ثم نظر رسول الله ص إليها و إلى بعلها و إلى ابنيها فقال يا سلمان أشهد الله إني سلم لمن سالمهم و حرب لمن حاربهم أما إنهم معي في الجنة ثم أقبل
على علي ع فقال يا أخي إنك ستبقى بعدي و ستلقى من قريش شدة من تظاهرهم عليك و ظلمهم لك فإن وجدت عليهم أعوانا فقاتل من خالفك بمن وافقك و إن لم تجد أعوانا فاصبر و كف يدك و لا تلق بها إلى التهلكة فإنك مني بمنزلة هارون من موسى و لك بهارون أسوة حسنة إذ استضعفه قومه و كادوا يقتلونه فاصبر لظلم قريش إياك و تظاهرهم عليك فإنك مني بمنزلة هارون من موسى و من اتبعه و هم بمنزلة العجل و من اتبعه يا علي إن الله تبارك و تعالى قد قضى الفرقة و الاختلاف على هذه الأمة و لو شاء لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى حتى لا يختلف اثنان من هذه الأمة و لا ينازع في شيء من أمره و لا يجحد المفضول ذا الفضل فضله و لو شاء لعجل النقمة و التغيير حتى يكذب الظالم و يعلم الحق أين مصيره و لكنه جعل الدنيا دار الأعمال و جعل الآخرة دار القرار لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى فقال علي ع الحمد لله شكرا على نعمائه و صبرا على بلائه
22- أقول وجدت في أصل كتاب الهلالي، مثله إلى قوله و لك بهارون أسوة حسنة إذ قال لأخيه موسى إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي قال سليم و حدثني علي بن أبي طالب ع أنه قال كنت أمشي مع رسول الله ص في بعض طرق المدينة فأتينا على حديقة فقلت يا رسول الله ما أحسنها من حديقة قال ص ما أحسنها و لك في الجنة أحسن منها ثم أتينا على حديقة أخرى فقلت يا رسول الله ما أحسنها من حديقة قال ما أحسنها و لك في الجنة أحسن منها حتى أتينا على سبع حدائق أقول يا رسول الله ص ما أحسنها و يقول لك في الجنة أحسن منها فلما خلا له الطريق اعتنقني ثم أجهش باكيا و قال بأبي الوحيد الشهيد فقلت يا رسول الله ما يبكيك فقال ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي أحقاد بدر و ترات أحد قلت في سلامة من ديني قال في سلامة من دينك فأبشر يا علي فإن حياتك و موتك معي و أنت أخي و أنت وصيي و أنت صفيي و وزيري و وارثي و المؤدي عني و أنت تقضي ديني و تنجز عداتي عني و أنت تبرئ ذمتي و تؤدي أمانتي و تقاتل على سنتي الناكثين من أمتي و القاسطين و المارقين و أنت مني بمنزلة هارون من موسى و لك بهارون أسوة حسنة إذ استضعفه قومه و كادوا يقتلونه فاصبر لظلم قريش إياك و تظاهرهم عليك فإنك بمنزلة هارون من موسى و من تبعه و هم بمنزلة العجل و من تبعه و إن موسى أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلوا فوجد أعوانا أن يجاهدهم بهم و إن لم يجد أعوانا أن يكف يده و يحقن دمه و لا يفرق بينهم يا علي ما بعث الله رسولا إلا و أسلم معه قومه طوعا و قوم آخرون كرها فسلط الله الذين أسلموا كرها على الذين أسلموا طوعا فقتلوهم ليكون أعظم لأجورهم يا علي إنه ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها و إن الله قضى الفرقة و الاختلاف على هذه الأمة و ساق الخبر إلى قوله و صبرا على بلائه و تسليما و رضا بقضائه
بيان قال الجزري الجهش أن يفزع الإنسان إلى الإنسان و يلجأ إليه و هو مع ذلك يريد البكاء كما يفزع الصبي إلى أمه يقال جهشت و أجهشت
23- مل، ]كامل الزيارات[ عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال عن سعيد بن محمد عن محمد بن سلام الكوفي عن أحمد بن محمد الواسطي عن عيسى بن أبي شيبة القاضي عن نوح بن دراج عن قدامة بن زائدة عن أبيه قال قال علي بن الحسين ع بلغني يا زائدة أنك تزور قبر أبي عبد الله ع أحيانا فقلت إن ذلك لكما بلغك فقال لي فلما ذا تفعل ذلك و لك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل أحدا على محبتنا و تفضيلنا و ذكر فضائلنا و الواجب على هذه الأمة من حقنا فقلت و الله ما أريد بذلك إلا الله و رسوله و لا أحفل بسخط من سخط و لا يكبر في صدري مكروه ينالني بسببه فقال و الله إن ذلك لكذلك يقولها ثلاثا و أقولها ثلاثا فقال أبشر ثم أبشر ثم أبشر فلأخبرنك بخبر كان عندي في النخب المخزونة إنه لما أصابنا بالطف ما أصابنا و قتل أبي ع و قتل من كان معه من ولده و إخوته و سائر أهله و حملت حرمه و نساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة فجعلت أنظر إليهم صرعى و لم يواروا فيعظم ذلك في صدري و يشتد لما أرى منهم قلقي فكادت نفسي تخرج و تبينت ذلك مني عمتي زينب بنت علي الكبرى فقالت ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي و أبي و إخوتي فقلت و كيف لا أجزع و لا أهلع و قد أرى سيدي و إخوتي و عمومتي و ولد عمي و أهلي مصرعين بدمائهم مرملين بالعراء مسلبين لا يكفنون و لا يوارون و لا يعرج عليهم أحد و لا يقربهم بشر كأنهم أهل بيت من الديلم و الخزر فقالت لا يجزعنك ما ترى فو الله إن ذلك لعهد من رسول الله ص إلى جدك و أبيك و عمك و لقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض و هم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها و هذه الجسوم المضرجة و ينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء ع لا يدرس أثره و لا يعفو رسمه على كرور الليالي و الأيام و ليجتهدن أئمة الكفر و أشياع الضلالة في محوه و تطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهورا و أمره إلا علوا فقلت و ما هذا العهد و ما هذا الخبر فقالت حدثتني أم أيمن أن رسول الله ص زار منزل فاطمة ع في يوم من الأيام فعملت له حريرة صلى الله عليهما و أتاه علي ع بطبق فيه تمر ثم قالت أم أيمن فأتيتهم بعس فيه لبن
و زبد فأكل رسول الله ص و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع من تلك الحريرة و شرب رسول الله ص و شربوا من ذلك اللبن ثم أكل و أكلوا من ذلك التمر و الزبد ثم غسل رسول الله ص يده و علي ع يصب عليه الماء فلما فرغ من غسل يده مسح وجهه ثم نظر إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع نظرا عرفنا فيه السرور في وجهه ثم رمق بطرفه نحو السماء مليا ثم وجه وجهه نحو القبلة و بسط يديه و دعا ثم خر ساجدا و هو ينشج فأطال النشوج و علا نحيبه و جرت دموعه ثم رفع رأسه و أطرق إلى الأرض و دموعه تقطر كأنها صوب المطر فحزنت فاطمة و علي و الحسن و الحسين و حزنت معهم لما رأينا من رسول الله ص و هيبناه أن نسأله حتى إذا طال ذلك قال له علي و قالت له فاطمة ما يبكيك يا رسول الله لا أبكى الله عينيك فقد أقرح قلوبنا ما نرى من حالك فقال يا أخي سررت بكم سرورا ما سررت مثله قط و إني لأنظر إليكم و أحمد الله على نعمته علي فيكم إذ هبط علي جبرئيل فقال يا محمد إن الله تبارك و تعالى اطلع على ما في نفسك و عرف سرورك بأخيك و ابنتك و سبطيك فأكمل لك النعمة و هناك العطية بأن جعلهم و ذرياتهم و محبيهم و شيعتهم معك في الجنة لا يفرق بينك و بينهم يحبون كما تحبى و يعطون كما تعطى حتى ترضى و فوق الرضا على بلوى كثيرة تنالهم في الدنيا و مكاره تصيبهم بأيدي أناس ينتحلون ملتك و يزعمون أنهم من أمتك براء من الله و منك خبطا خبطا و قتلا قتلا شتى مصارعهم نائية قبورهم خيرة من الله لهم و لك فيهم فاحمد الله جل و عز على خيرته و ارض بقضائه فحمدت الله و رضيت بقضائه بما اختاره لكم ثم قال جبرئيل يا محمد إن أخاك مضطهد بعدك مغلوب على أمتك متعوب من أعدائك ثم مقتول بعدك يقتله أشر الخلق و الخليقة و أشقى البرية نظير عاقر الناقة ببلد تكون إليه هجرته و هو مغرس شيعته و شيعة ولده و فيه على كل حال يكثر بلواهم و يعظم مصابهم و إن سبطك هذا و أومأ بيده إلى الحسين ع مقتول في عصابة من ذريتك و أهل بيتك و أخيار من أمتك بضفة الفرات بأرض تدعى كربلاء من أجلها يكثر الكرب و البلاء على أعدائك و أعداء ذريتك في اليوم الذي لا ينقضي كربه و لا تفنى حسرته و هي أطهر بقاع الأرض و أعظمها حرمة و إنها لمن بطحاء الجنة فإذا كان ذلك اليوم الذي يقتل فيه سبطك و أهله و أحاطت بهم كتائب أهل الكفر و اللعنة تزعزعت الأرض من أقطارها و مادت الجبال و كثر اضطرابها و اصطفقت البحار بأمواجها و ماجت السماوات بأهلها غضبا لك يا محمد و لذريتك و استعظاما لما ينتهك من حرمتك و لشر ما تكافى به في ذريتك و عترتك و لا يبقى شيء من ذلك إلا استأذن الله عز و جل في نصرة أهلك المستضعفين المظلومين الذين هم حجة الله على خلقه بعدك فيوحي الله إلى السماوات و الأرض و الجبال و البحار و من فيهن أني أنا الله الملك القادر الذي لا يفوته هارب و لا يعجزه ممتنع و أنا أقدر فيه على الانتصار و الانتقام و عزتي و جلالي لأعذبن من وتر رسولي و صفيي و انتهك حرمته و قتل عترته و نبذ عهده و ظلم أهله عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ فعند ذلك يضج كل شيء في السماوات و الأرضين بلعن من ظلم عترتك و استحل حرمتك فإذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها تولى الله جل و عز قبض أرواحها بيده و هبط إلى الأرض ملائكة من السماء السابعة معهم آنية من الياقوت و الزمرد مملوءة من ماء الحياة و حلل من حلل الجنة و طيب من طيب الجنة فغسلوا جثثهم بذلك الماء و ألبسوها الحلل و حنطوها بذلك الطيب و صلى الملائكة صفا صفا عليهم ثم يبعث الله قوما من أمتك لا يعرفهم الكفار لم يشركوا في تلك الدماء بقول و لا فعل و لا نية فيوارون أجسامهم و يقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك
البطحاء يكون علما لأهل الحق و سببا للمؤمنين إلى الفوز و تحفه ملائكة من كل سماء مائة ألف ملك في كل يوم و ليلة و يصلون عليه و يسبحون الله عنده و يستغفرون الله لزواره و يكتبون أسماء من يأتيه زائرا من أمتك متقربا إلى الله و إليك بذلك و أسماء آبائهم و عشائرهم و بلدانهم و يسمون في وجوههم بميسم نور عرش الله هذا زائر قبر خير الشهداء و ابن خير الأنبياء فإذا كان يوم القيامة سطح في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الأبصار يدل عليهم و يعرفون به و كأني بك يا محمد بيني و بين ميكائيل و علي أمامنا و معنا من ملائكة الله ما لا يحصى عدده و نحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق حتى ينجيهم الله من هول ذلك اليوم و شدائده و ذلك حكم الله و عطاؤه لمن زار قبرك يا محمد أو قبر أخيك أو قبر سبطيك لا يريد به غير الله جل و عز و سيجد أناس حقت عليهم من الله اللعنة و السخط أن يعفوا رسم ذلك القبر و يمحوا أثره فلا يجعل الله تبارك و تعالى لهم إلى ذلك سبيلا ثم قال رسول الله ص فهذا أبكاني و أحزنني قالت زينب فلما ضرب ابن ملجم لعنه الله أبي ع و رأيت أثر الموت منه قلت له يا أبة حدثتني أم أيمن بكذا و كذا و قد أحببت أن أسمعه منك فقال يا بنية الحديث كما حدثتك أم أيمن و كأني بك و ببنات أهلك سبايا بهذا البلد أذلاء خاشعين تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فصبرا فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما لله على الأرض يومئذ ولي غيركم و غير محبيكم و شيعتكم و لقد قال لنا رسول الله ص حين أخبرنا بهذا الخبر إن إبليس في ذلك اليوم يطير فرحا فيجول الأرض كلها في شياطينه و عفاريته فيقول يا معشر الشياطين قد أدركنا من ذرية آدم الطلبة و بلغنا في هلاكهم الغاية و أورثناهم السوء إلا من اعتصم بهذه العصابة فاجعلوا شغلكم بتشكيك الناس فيهم و حملهم على عداوتهم و إغرائهم بهم و بأوليائهم حتى تستحكم ضلالة الخلق و كفرهم و لا ينجو منهم ناج وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ و هو كذوب أنه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح و لا يضر مع محبتكم و موالاتكم ذنب غير الكبائر قال زائدة ثم قال علي بن الحسين ع بعد أن حدثني بهذا الحديث خذه إليك أما لو ضربت في طلبه آباط الإبل حولا لكان قليلا
بيان الطف اسم لكربلاء قال الفيروزآبادي الطف موضع قرب الكوفة و الصرع الطرح على الأرض و التصريع الصرع بشدة و رمل الثوب لطخه بالدم و أرمل السهم تلطخ بالدم و العراء الفضاء لا يستر فيه بشيء و التعريج على الشيء الإقامة عليه و تضرج بالدم أي تلطخ و ضرج أنفه بدم بالتشديد أي أدماه و درس الرسم دروسا عفا و درسته الريح لازم و متعد و الحريرة دقيق يطبخ بلبن و العس بالضم القدح العظيم و رمق بطرفه أي نظر و نشج الباكي كضرب نشيجا إذا غص بالبكاء في حلقه من غير انتحاب و نشج بصوته نشيجا ردده في صدره و الصوب الانصباب و مجيء السماء بالمطر و خبطه ضربه شديدا و القوم بسيفه جلدهم و المضطهد بالفتح المقهور المضطر و ضفة النهر بالكسر جانبه و الكتيبة الجيش و التزعزع التحرك و كذلك الميد و الاصطفاق الاضطراب و الموتور من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه و ضرب آباط الإبل كناية عن الركض و الاستعجال. ثم اعلم أن رواية سيد الساجدين ع هذا الخبر عن عمته و استماعه لها لا ينافي كونه ع عالما بذلك قبله إذ قد تكون في الرواية عن الغير مصلحة و قد يكون للاستماع إلى حديث يعرفه الإنسان تأثير جديد في أحوال الحزن مع أنه يحتمل أن يكون الاستماع لتطييب قلب عمته رضي الله عنها
24- مل، ]كامل الزيارات[ محمد الحميري عن أبيه عن علي بن محمد بن سالم عن محمد بن خالد عن عبد الله بن حماد عن عبد الله الأصم عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال لما أسري بالنبي ص قيل له إن الله مختبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك قال أسلم لأمرك يا رب و لا قوة لي على الصبر إلا بك فما هن قيل أولهن الجوع و الأثرة على نفسك و على أهلك لأهل الحاجة قال قبلت يا رب و رضيت و سلمت و منك التوفيق و الصبر و أما الثانية فالتكذيب و الخوف الشديد و بذلك مهجتك في و محاربة أهل الكفر بمالك و نفسك و الصبر على ما يصيبك منهم من الأذى و من أهل النفاق و الألم في الحرب و الجراح قال يا رب قبلت و رضيت و سلمت و منك التوفيق و الصبر و أما الثانية فما يلقى أهل بيتك من بعدك من القتل أما أخوك فيلقى من أمتك الشتم و التعنيف و التوبيخ و الحرمان و الجهد و الظلم و آخر ذلك القتل فقال يا رب سلمت و قبلت و منك التوفيق و الصبر و أما ابنتك فتظلم و تحرم و يؤخذ حقها غصبا الذي تجعله لها و تضرب و هي حامل و يدخل على حريمها و منزلها بغير إذن ثم يمسها هوان و ذل ثم لا تجد مانعا و تطرح ما في بطنها من الضرب و تموت من ذلك الضرب قال إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ قبلت يا رب و سلمت و منك التوفيق و الصبر و يكون لها من أخيك ابنان يقتل أحدهما غدرا و يسلب و يطعن يفعل به ذلك أمتك قال قبلت يا رب و إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ و سلمت و منك التوفيق و الصبر و أما ابنها الآخر فتدعوه أمتك إلى الجهاد ثم يقتلونه صبرا و يقتلون ولده و من معه من أهل بيته ثم يسلبون حرمه فيستعين بي و قد مضى القضاء مني فيه بالشهادة له و لمن معه و يكون قتله حجة على من بين قطريها فتبكيه أهل السماوات و الأرضين جزعا عليه و تبكيه ملائكة لم يدركوا نصرته ثم أخرج من صلبه ذكرا به أنصرك و إن شبحه عندي تحت العرش و في نسخه أخرى ثم أخرج من صلبه ذكرا أنتصر له به و إن شبحه عندي تحت العرش يملأ الأرض بالعدل و يطفئها بالقسط يسير معه الرعب يقتل حتى يسأل فيه قلت إنا لله فقيل ارفع رأسك فنظرت إلى رجل من أحسن الناس صورة و أطيبه ريحا و النور يسطع من فوقه و من تحته فدعوته فأقبل إلي و عليه ثياب النور و سيماء كل خير حتى قبل بين عيني و نظرت إلى ملائكة قد حفوا به لا يحصيهم إلا الله جل و عز فقلت يا رب لمن يغضب هذا و لمن أعددت هؤلاء و قد وعدتني النصر فيهم فأنا أنتظره منك فهؤلاء أهلي و أهل بيتي و قد أخبرتني بما يلقون من بعدي و لو شئت لأعطيتني النصر فيهم على من بغى عليهم و قد سلمت و قبلت و رضيت و منك التوفيق و الرضا و العون على الصبر فقيل لي أما أخوك فجزاؤه عندي جنة المأوى نزلا بصبره أفلج حجته على الخلائق يوم البعث و أوليه حوضك يسقي منه أولياءكم و يمنع منه أعداءكم و أجعل جهنم عليه بردا و سلاما يدخلها فيخرج من كان في قلبه مثقال ذرة من المودة و أجعل منزلتكم في درجة واحدة من الجنة و أما ابنك المقتول المخذول و ابنك المغدور المقتول صبرا فإنهما مما أزين بهما عرشي و لهما من الكرامة سوى ذلك ما لا يخطر على قلب بشر لما أصابهما من البلاء و لكل من أتى قبره من الخلق لأن زواره زوارك و زوارك زواري و علي كرامة زائري و أنا أعطيه ما سأل و أجزيه جزاء يغبطه من نظر إلى تعظيمي له و ما أعددت له من كرامتي و أما ابنتك فإني أوقفها عند عرشي فيقال لها إن الله قد حكمك في خلقه فمن ظلمك و ظلم ولدك فاحكمي فيه بما أحببت فإني أجيز حكومتك فيهم فتشهد العرصة فإذا أوقف من ظلمها أمرت به إلى النار فيقول الظالم وا حسرتاه عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ
و يتمنى الكرة و يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا و قال حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ وَ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ فيقول الظالم أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ أو الحكم لغيرك فيقال لهما أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَ يَبْغُونَها عِوَجاً وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ و أول من يحكم فيه محسن بن علي ع في قاتله ثم في قنفذ فيؤتيان هو و صاحبه فيضربان بسياط من نار لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها و لو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتى تصير رمادا فيضربان بها ثم يجثو أمير المؤمنين صلوات الله عليه بين يدي الله للخصومة مع الرابع و تدخل الثلاثة في جب فيطبق عليهم لا يراهم أحد و لا يرون أحدا فيقول الذين كانوا في ولايتهم رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ قال الله عز و جل وَ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ فعند ذلك ينادون بالويل و الثبور و يأتيان الحوض يسألان عن أمير المؤمنين ع و معهم حفظة فيقولان اعف عنا و اسقنا و خلصنا فيقال لهم فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ بإمرة المؤمنين ارجعوا ظماء مظمئين إلى النار فما شرابكم إلا الحميم و الغسلين و ما تنفعكم شفاعة الشافعين
بيان قوله يطفيها لعل الضمير راجع إلى الأرض و في الإسناد تجوز أي يطفئ نيران فتنتها و ظلمها أو إلى الفتن بقرينة المقام و في بعض النسخ و يطبقها أي يعمها و هو أظهر قوله و حتى يسأل فيه أي يقتل الناس كثيرا حتى يسأله الناس عن سبب كثرة القتل فالضمير راجع إلى القتل و الضمير في قوله و لكل من أتى قبره إلى الحسين ع و لعله سقط من الخبر شيء
25- شا، ]الإرشاد[ روى إسماعيل بن سالم عن ابن أبي إدريس الأودي قال سمعت عليا ع يقول إن فيما عهد إلي النبي الأمي أن الأمة ستغدر بك من بعدي
-26 م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل وَ لَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنْتُمْ ظالِمُونَ قال الإمام قال الله تعالى لليهود الذين تقدم ذكرهم وَ لَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ الدالات على نبوته و على ما وصفه من فضل محمد و شرفه على الخلائق و أبان عنه من خلافة علي ع و وصيته و أمر خلفائه بعده ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ إلها مِنْ بَعْدِهِ بعد انطلاقه إلى الجبل و خالفتم خليفته الذي نص عليه و تركه عليكم و هو هارون وَ أَنْتُمْ ظالِمُونَ كافرون بما فعلتم من ذلك قال رسول الله ص لعلي بن أبي طالب ع و قد مر معه بحديقة حسنة فقال علي ع ما أحسنها من حديقة فقال يا علي لك في الجنة أحسن منها إلى أن مر بسبع حدائق كل ذلك علي ع يقول ما أحسنها و يقول رسول الله ص لك في الجنة أحسن منها ثم بكى رسول الله ص بكاء شديدا فبكى علي ع لبكائه ثم قال ما يبكيك يا رسول الله قال يا أخي يا أبا الحسن ضغائن في صدور قوم يبدونها لك بعدي قال علي يا رسول الله في سلامة من ديني قال في سلامة من دينك قال يا رسول الله إذا سلم لي ديني فما يسوؤني ذلك فقال رسول الله ص لذلك جعلك الله لمحمد تاليا و إلى رضوانه و غفرانه داعيا و عن أولاد الرشدة و البغي بحبهم لك و بغضهم منبئا و للواء محمد ص يوم القيامة حاملا و للأنبياء و الرسل الصائرين تحت لوائي إلى جنات النعيم قائدا يا علي إن أصحاب موسى اتخذوا بعده عجلا فخالفوا خليفته و ستتخذ أمتي بعدي عجلا ثم عجلا ثم عجلا و يخالفونك و أنت خليفتي على هؤلاء يضاهئون أولئك في اتخاذهم العجل ألا فمن وافقك و أطاعك فهو معنا في الرفيق الأعلى و من اتخذ بعدي العجل و خالفك و لم يتب فأولئك مع الذين اتخذوا العجل زمان موسى و لم يتوبوا في نار جهنم خالدين مخلدين
27- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو طالب الهروي بإسناده عن علقمة و أبي أيوب أنه لما نزل الم أَ حَسِبَ النَّاسُ الآيات قال النبي ص لعمار إنه سيكون بعدي هنات حتى يختلف السيف فيما بينهم و حتى يقتل بعضهم بعضا و حتى يتبرأ بعضهم من بعض فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني علي بن أبي طالب ع فإن سلك الناس كلهم واديا و سلك علي واديا فاسلك وادي علي و خل عن الناس يا عمار إن عليا لا يردك عن هدى و لا يردك إلى ردى يا عمار طاعة علي طاعتي و طاعتي طاعة الله
و في رواية الناصر بإسناده عن جابر الأنصاري و ظريف العبدي و أبي عبد الرحمن قال علي ع و الله نزلت هذه الآيات في و في شيعتي و في عدوي و في أشياعهم
28- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الحسين بن علي عن أبيه ع قال لما نزلت الم أَ حَسِبَ النَّاسُ الآيات قلت يا رسول الله ما هذه الفتنة قال يا علي إنك مبتلى و مبتلى بك و إنك مخاصم فأعد للخصومة
29- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ جابر عن أبي جعفر عن أبيه ع قال قال النبي ص لعلي ع كيف بك يا علي إذا ولوها من بعدي فلانا قال هذا سيفي أحول بينهم و بينها قال النبي أو تكون صابرا محتسبا فهو خير لك منها قال علي ع فإذا كان خيرا لي فاصبر و احتسب ثم ذكر فلانا و فلانا كذلك ثم قال كيف بك إذا بويعت ثم خلعت فأمسك علي ع فقال اختر يا علي السيف أو النار قال علي ع فما زلت أضرب أمري ظهرا لبطن فما يسعني إلا جهاد القوم و قتالهم
-30 جا، ]المجالس للمفيد[ محمد بن الحسين المقري عن عبد الكريم بن محمد عن محمد بن علي عن زيد بن المعدل عن أبان بن عثمان عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه ع قال وضع رسول الله ص في مرضه الذي توفي فيه رأسه في حجر أم الفضل و أغمي عليه فقطرت قطرة من دموعها على خديه ففتح عينيه و قال لها ما لك يا أم الفضل قالت نعيت إلينا نفسك و أخبرتنا أنك ميت فإن يكن الأمر لنا فبشرنا و إن يكن في غيرنا فأوص بنا قال فقال لها النبي ص أنتم المقهورون المستضعفون بعدي
بيان النعي خبر الموت
31- ني، ]الغيبة للنعماني[ ابن عقدة عن أحمد بن محمد الدينوري عن علي بن الحسن الكوفي عن عميرة بنت أوس قالت حدثني جدي الخضر بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده عمرو بن سعيد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع أنه قال يوما لحذيفة بن اليمان يا حذيفة لا تحدث الناس بما لا يعلمون فيطغوا و يكفروا إن من العلم صعبا شديدا محمله لو حملته الجبال عجزت عن حمله إن علمنا أهل البيت يستنكر و يبطل و يقتل رواته و يساء إلى من يتلوه بغيا و حسدا لما فضل الله به عترة الوصي وصي النبي ص يا ابن اليمان إن النبي ص تفل في فمي و أمر يده على صدري و قال اللهم أعط خليفتي و وصيي و قاضي ديني و منجز وعدي و أمانتي و وليي و ولي حوضي و ناصري على عدوك و عدوي و مفرج الكرب عن وجهي ما أعطيت آدم من العلم و ما أعطيت نوحا من الحلم و ما أعطيت إبراهيم من العترة الطيبة و السماحة و ما أعطيت أيوب من الصبر عند البلاء و ما أعطيت داود من الشدة عند منازلة الأقران و ما أعطيت سليمان من الفهم لا تخف عن علي شيئا من الدنيا حتى تجعلها كلها بين عينيه مثل المائدة الصغيرة بين يديه اللهم أعطه جلادة موسى و اجعل في نسله شبيه عيسى اللهم إنك خليفتي عليه و على عترته و ذريته الطيبة المطهرة التي أذهبت عنها الرجس و النجس و صرفت عنها ملامسة الشيطان اللهم إن بغت قريش عليه و قدمت غيره عليه فاجعله بمنزلة هارون إذ غاب عنه موسى ثم قال يا علي كم من ولدك من ولد فاضل يقتل و الناس قيام ينظرون لا يغيرون فقبحت أمة ترى أولاد نبيها يقتلون ظلما و لا يغيرون إن القاتل و الآمر و المساعد الذي لا يغير كلهم في الإثم و اللعان مشتركون يا ابن اليمان إن قريشا لا تنشرح صدورها و لا ترضى قلوبها و لا تجري ألسنتها ببيعة علي ع و موالاته إلا على الكره و العمى و الطغيان يا ابن اليمان ستبايع قريش عليا ثم تنكث عليه و تحاربه و تناضله و ترميه بالعظائم و بعد علي يلي الحسن و سينكث عليه ثم يلي الحسين ع فيقتل فلعنت أمة تقتل ابن بنت نبيها و لا تعز من أمة و لعن القائد لها و المرتب لجيشها فو الذي نفس علي بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين ابني في ضلال و ظلمة و عسفة و جور و اختلاف في الدين و تغيير و تبديل لما أنزل الله في كتابه و إظهار البدع و إبطال السنن و اختلاف و قياس مشتبهات و ترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام و تدخل في العمى و التلدد و التسكع ما لك يا بني أمية لا هديت يا بني أمية و ما لك يا بني فلان لك الإتعاس فما في بني فلان إلا ظالم معتد متمرد على الله بالمعاصي قتال لولدي هتاك لستر حرمتي فلا تزال هذه الأمة جبارين يتكالبون على حرام الدنيا منغمسين في بحار الهلكات في أودية الدماء حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس و ماج الناس بفقده أو بقتله أو بموته اطلعت الفتنة و نزلت البلية و أتيحت العصبية و غلا الناس في دينهم و اجتمعوا على أن الحجة ذاهبة و الإمامة باطلة و يحج حجيج الناس في تلك السنة من شيعة علي و نواصبهم للتمكن و التجسس عن خلف الخلف فلا يرى له أثر و لا يعرف له خلف فعند ذلك سبت شيعة علي سبها أعداؤها و غلبت عليها الأشرار و الفساق باحتجاجها حتى إذا تعبت الأمة و تدلهت أكثرت في قولها إن الحجة هالكة و الإمامة باطلة فو رب علي إن حجتها عليها قائمة ماشية في طرقاتها داخلة في دورها و قصورها جوالة في شرق الأرض و غربها يسمع الكلام و يسلم على الجماعة برى و لا يرى إلى يوم الوقت و الوعد و نداء المنادي من السماء ذلك يوم سرور ولد علي و شيعة علي ع
بيان محملة على بناء المجهول من باب الإفعال أو التفعيل أي لا يمكن حمله إلا بإعانة من الله تعالى و إلا بمشقة قال في القاموس تحامل في الأمر و به تكلفه على مشقة و عليه كلفه ما لا يطيقه و أحمله الحمل أعانه عليه و حمله فعل ذلك به انتهى و المعنى أنه يحتمل وجوها من التأويل قوله ع ببيعة على هذا الفصل و ما بعده إما من كلام أمير المؤمنين ع أيضا جرى على وجه الالتفات أو من كلام الرسول ص قال لحذيفة في وقت آخر فألحقه بهذا الخبر و قال الجوهري فلان يتلدد أي يلتفت يمينا و شمالا و رجل ألد بين اللدد و هو الشديد الخصومة و قال التسكع التمادي في الباطل و قال التعس الهلاك انتهى و المراد ببني فلان بنو العباس و يقال يتكالبون على كذا أي يتواثبون عليه. قوله ع و يحج حجيج الناس أي تذهب الشيعة و النواصب في تلك السنة إلى الحج لتفحص الحجة و التمكن منه فالتمكن و التجسس نشر على خلاف اللف و قوله سبها أعداؤها إما مصدر أي يسب المخالفون الشيعة كما كانت الشيعة يسبونهم أو فعل و أعداؤها مرفوع و غلبة الأشرار عليهم بالاحتجاج أريد بها الغلبة عند العوام لأنهم يحتجون عليهم بأنكم تدعون عدم خلو الزمان من الحجة و في هذا الزمان لا تعرفون حجتكم و لذا ينسبونهم بالبطلان و الكذب و الافتراء و التدله ذهاب العقل من الهوى يقال دلهه الحب أي حيره و أدهشه فتدله
32- فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ بالإسناد يرفعه إلى سليم بن قيس أنه قال لما قتل الحسين بن علي بن أبي طالب ع بكى ابن عباس بكاء شديدا ثم قال ما لقيت هذه الأمة بعد نبيها اللهم إني أشهدك أني لعلي بن أبي طالب و لولده ولي و لعدوه عدو و من عدو ولده بريء و إني سلم لأمرهم و لقد دخلت على ابن عم رسول الله ص بذي قار فأخرج لي صحيفة و قال لي يا ابن عباس هذه صحيفة أملاها رسول الله ص و خطي بيدي قال فأخرج لي الصحيفة فقلت يا أمير المؤمنين اقرأها علي فقرأها و إذا فيها كل شيء منذ قبض رسول الله ص و كيف يقتل الحسين و من يقتله و من ينصره و من يستشهد معه و بكى بكاء شديدا و أبكاني و كان فيما قرأه كيف يصنع به و كيف تستشهد فاطمة ع و كيف يستشهد الحسن ع و كيف تغدر به الأمة فلما قرأ مقتل الحسين ع و من يقتله أكثر البكاء ثم أدرج الصحيفة و فيها ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة و كان فيما قرأ أمر أبي بكر و عمر و عثمان و كم يملك كل إنسان منهم و كيف يقع على علي بن أبي طالب ع و وقعة الجمل و مسير عائشة و طلحة و الزبير و وقعة صفين و من يقتل بها و وقعة النهروان و أمر الحكمين و ملك معاوية و من يقتل من الشيعة و ما تصنع الناس بالحسن و أمر يزيد بن معاوية حتى انتهى إلى قتل الحسين ع فسمعت ذلك فكان كما قرأ لم يزد و لم ينقص و رأيت خطه في الصحيفة لم يتغير و لم يعفر فلما أدرج الصحيفة قلت يا أمير المؤمنين لو كنت قرأت علي بقية الصحيفة قال لا و لكني أحدثك بما فيها من أمر بيتك و ولدك و هو أمر فضيح من قتلهم لنا و عداوتهم لنا و سوء ملكهم و شوم قدرتهم فأكره أن تسمعه فتغتم و لكني أحدثك أخذ رسول الله ص عند موته بيدي ففتح لي ألف باب من العلم ففتح لي من كل باب ألف باب و أبو بكر و عمر ينظران إلي و هو يشير إلي بذلك فلما خرجت قالا لي ما قال لك رسول الله ص فحدثتهما بما قال لي فحركا أيديهما ثم حكيا قولي ثم وليا يا ابن عباس إن ملك بني أمية إذا زال أول من يملك ولدك من بني هاشم فيفعلون الأفاعيل قال ابن عباس لئن نسخني ذلك الكتاب كان أحب إلي مما طلعت عليه الشمس
بيان و لم يعفر أي لم يظهر فيه أثر التراب و الغبار يقال عفره كضربه و بالتشديد في التراب أي مرغه و في بعض النسخ و لم يصفر
33- كشف، ]كشف الغمة[ من مناقب الخوارزمي عن علي بن أبي طالب ع قال كنت أمشي مع النبي ص في بعض طرق المدينة فأتينا على حديقة و هي الروضة ذات الشجر فقلت يا رسول الله ما أحسن هذه الحديقة فقال ص ما أحسنها و لك في الجنة أحسن منها ثم أتينا على حديقة أخرى فقلت يا رسول الله ما أحسنها من حديقة فقال لك في الجنة أحسن منها حتى أتينا على سبع حدائق أقول يا رسول الله ما أحسنها فيقول لك في الجنة أحسن منها فلما خلا له الطريق اعتنقني و أجهش باكيا فقلت يا رسول الله ما يبكيك قال ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها إلا بعدي فقلت في سلامة من ديني قال في سلامة من دينك
يف، ]الطرائف[ من مناقب ابن مردويه عن ابن عباس مثله بطريقين
يف، ]الطرائف[ عن ابن المغازلي بإسناده قال قال النبي ص لعلي بن أبي طالب ع إن الأمة ستغدر بك بعدي
34- كشف، ]كشف الغمة[ روى جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخلت فاطمة ع على رسول الله ص و هو في سكرات الموت فانكبت عليه تبكي ففتح عينه و أفاق ثم قال يا بنية أنت المظلومة بعدي و أنت المستضعفة بعدي فمن آذاك فقد آذاني و من غاظك فقد غاظني و من سرك فقد سرني و من برك فقد برني و من جفاك فقد جفاني و من وصلك فقد وصلني و من قطعك فقد قطعني و من أنصفك فقد أنصفني و من ظلمك فقد ظلمني لأنك مني و أنا منك و أنت بضعة مني و روحي التي بين جنبي ثم قال ع إلى الله أشكو ظالميك من أمتي ثم دخل الحسن و الحسين ع فانكبا على رسول الله ص و هما يبكيان و يقولان أنفسنا لنفسك الفداء يا رسول الله فذهب علي ع لينحيهما عنه فرفع رأسه إليه ثم قال دعهما يا أخي يشماني و أشمهما و يتزودان مني و أتزود منهما فإنهما مقتولان بعدي ظلما و عدوانا فلعنة الله على من يقتلهما ثم قال يا علي أنت المظلوم بعدي و أنا خصم لمن أنت خصمه يوم القيامة
35- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ أحمد بن عيسى بن هارون معنعنا عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند رسول الله ص إذ أقبل علي ع فلما نظر إليه النبي ص قال الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ قال قلنا صدقت يا رسول الله الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ قد ظننا أنك لم تقلها إلا لعجب من شيء رأيته قال نعم لما رأيت عليا مقبلا ذكرت حديثا حدثني حبيبي جبرئيل ع قال قال إني سألت الله أن يجتمع الأمة عليه فأبى عليه إلا أن يبلو بعضهم ببعض حتى يميز الخبيث من الطيب و أنزل علي بذلك كتابا الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ أما إنه قد عوضه مكانه بسبع خصال يلي ستر عورتك و يقضي دينك و عداتك و هو معك على عقر حوضك و هو متكأ لك يوم القيامة و لن يرجع كافرا بعد إيمان و لا زانيا بعد إحصان فكم من ضرس قاطع له في الإسلام مع القدم في الإسلام و العلم بكلام الله و الفقه في دين الله مع الصهر و القرابة و النجدة في الحرب و بذل الماعون و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الولاية لوليي و العداوة لعدوي و بشره يا محمد بذلك و قال السدي الَّذِينَ صَدَقُوا علي و أصحابه
36- كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن علي بن الحسين عن محمد بن الوليد و محمد بن أحمد عن يونس بن يعقوب عن علي بن عيسى القماط عن عمه عن أبي عبد الله ع قال أري رسول الله ص في منامه بني أمية يصعدون على منبره من بعده و يضلون الناس عن الصراط القهقرى فأصبح كئيبا حزينا قال فهبط جبرئيل ع فقال يا رسول الله ما لي أراك كئيبا حزينا قال يا جبرئيل إني رأيت بني أمية في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي يضلون الناس عن الصراط القهقرى فقال و الذي بعثك بالحق نبيا إن هذا شيء ما اطلعت عليه فعرج إلى السماء فلم يلبث أن نزل عليه بآي من القرآن يؤنسه بها قال أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ و أنزل عليه إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ جعل الله عز و جل ليلة القدر لنبيه ص خيرا من ألف شهر ملك بني أمية
-37 كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن محمد بن عبد الحميد عن يونس مثله
38- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن حمدون عن عيسى بن مهران عن فرج عن مسعدة عن أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك قال أتى رسول الله ص ذات يوم و يده في يد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و لقيه رجل فقال له يا فلان لا تسبوا عليا فإن من سبه فقد سبني و من سبني سبه الله و الله يا فلان إنه لا يؤمن بما يكون من علي و ولد علي في آخر الزمان إلا ملك مقرب أو عبد قد امتحن الله قلبه للإيمان يا فلان إنه سيصيب ولد عبد المطلب بلاء شديد و أثره و قتل و تشريد فالله الله يا فلان في أصحابي و ذريتي و ذمتي فإن لله يوما ينتصف فيه للمظلوم من الظالم
-39 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن محمد بن إسماعيل الخزاز الهمداني معنعنا عن زيد قال قال رجل قد أدرك ستة أو سبعة من أصحاب النبي ص قالوا لما نزلت إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ قال النبي ص يا علي يا فاطمة قد جاء نصر الله و الفتح و رأيت النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً فأسبح ربي بحمده و أستغفر ربي إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً يا علي إن الله قضى الجهاد على المؤمنين في الفتنة من بعدي فقال علي بن أبي طالب ع يا رسول الله و كيف نجاهد المؤمنين الذين يقولون في فتنتهم آمنا قال يجاهدون على الإحداث في الدين إذا عملوا بالرأي في الدين و لا رأي في الدين إنما الدين من الرب أمره و نهيه قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يا رسول الله إنك قد قلت لي حين خزلت عني الشهادة و استشهد من استشهد من المؤمنين يوم أحد الشهادة من ورائك قال فكيف صبرك إذا خضبت هذه من هذا و وضع رسول الله ص يده على رأسه و لحيته ثم قال أمير المؤمنين يا رسول الله ليس حينئذ هو من مواطن الصبر و لكن من مواطن البشرى يوم القيامة قال يا علي أعد خصومتك فإنك مخاصم قومك يوم القيامة
بيان خزلت على المجهول أي قطعت
40- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن علي بن حبشي عن العباس بن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن الحسين بن أبي غندر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع زارنا رسول الله ص و قد أهدت لنا أم أيمن لبنا و زبدا و تمرا فقدمناه فأكل منه ثم قام النبي ص زاوية البيت و صلى ركعات فلما أن كان في آخر سجوده بكى بكاء شديدا فلم يسأله أحد منا إجلالا له فقام الحسين ع فقعد في حجره و قال له يا أبة لقد دخلت بيتنا فما سررنا بشيء كسرورنا بذلك ثم بكيت بكاء غمنا فلم بكيت فقال بني أتاني جبرئيل آنفا فأخبرني أنكم قتلى و أن مصارعكم شتى فقال يا أبة فما لمن يزور قبورنا على تشتتها فقال يا بني أولئك طوائف من أمتي يزورونكم يلتمسون بذلك البركة و حقيق علي أن آتيهم يوم القيامة حتى أخلصهم من أهوال الساعة من ذنوبهم و يسكنهم الله الجنة
41- كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود النجار عن موسى بن جعفر عن أبيه ع قال جمع رسول الله ص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و فاطمة و الحسن و الحسين ع و أغلق عليهم الباب و قال يا أهلي و يا أهل الله إن الله عز و جل يقرأ عليكم السلام و هذا جبرئيل معكم في البيت و يقول إن الله عز و جل يقول إني قد جعلت عدوكم لكم فتنة فما تقولون قالوا نصبر يا رسول الله لأمر الله و ما نزل من قضائه حتى نقدم على الله عز و جل و نستكمل جزيل ثوابه فقد سمعناه يعد الصابرين الخير كله فبكى رسول الله ص حتى سمع نحيبه من خارج البيت فنزلت هذه الآية وَ جَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَ تَصْبِرُونَ وَ كانَ رَبُّكَ بَصِيراً أنهم سيصبرون أي سيصبرون كما قالوا صلوات الله عليهم
42- كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن جعفر بن محمد الحسيني عن إدريس بن زياد عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن ثابت عن أبي جعفر ع قال قلت له فسر لي قوله عز و جل لنبيه ص لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ فقال إن رسول الله ص كان حريصا على أن يكون علي بن أبي طالب من بعده على الناس و كان عند الله خلاف ذلك فقال و عنى بذلك قوله عز و جل الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ قال فرضي رسول الله ص بأمر الله عز و جل
43- كتاب المحتضر، للحسن بن سليمان نقلا من كتاب الدر المنتقى في مناقب أهل التقى يرفعه بإسناده إلى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان رسول الله ص ذات يوم جالسا إذا أقبل الحسن ع فلما رآه بكى ثم قال إلي يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى ثم أقبل الحسين ع فلما رآه بكى ثم قال إلي يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى ثم أقبلت فاطمة ع فلما رآه بكى ثم قال إلي يا بنية فما زال يدنيها حتى أجلسها بين يديه ثم أقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فلما رآه بكى ثم قال إلي يا أخي فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن فقال له أصحابه يا رسول الله ما ترى واحدا من هؤلاء إلا بكيت قال يا ابن عباس لو أن الملائكة المقربين و الأنبياء و المرسلين اجتمعوا على بغضه و لن يفعلوا لعذبهم الله بالنار قلت يا رسول الله هل يبغضه أحد فقال يا ابن عباس نعم قوم يذكرون أنهم من أمتي لم يجعل الله لهم في الإسلام نصيبا يا ابن عباس إن من علامة بغضهم له تفضيل من هو دونه عليه و الذي بعثني بالحق نبيا ما خلق الله نبيا أكرم عليه مني و ما خلق وصيا أكرم عليه من وصيي علي قال ابن عباس فلم أزال له كما أمرني به رسول الله ص و وصاني بمودته و إنه لأكبر عمل عنده قال ابن عباس ثم قضى من الزمان و حضرت رسول الله ص الوفاة فحضرته فقلت له فداك أبي و أمي يا رسول الله قد دنا أجلك فما تأمرني فقال يا ابن عباس خالف من خالف عليا و لا تكونن عليه ظهيرا و لا وليا قلت يا رسول الله فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته قال فبكى ص حتى أغمي عليه ثم قال يا ابن عباس سبق الكتاب فيهم و علم ربي و الذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد ممن خالفه و أنكر حقه من الدنيا حتى يغير الله ما به من نعمة يا ابن عباس إن أردت وجه الله و لقاءه و هو عنك راض فاسلك طريق علي بن أبي طالب و مل معه حيث ما مال و ارض به إماما و عاد من عاداه و وال من والاه يا ابن عباس احذر أن يدخلك شك فيه فإن الشك في علي كفر
أقول وجدت منقولا من خط شيخنا الشهيد قدس الله روحه روى الدارقطني عن محمد بن سعد القاضي الرازي عن عبد الله بن أبي حرب عن محمد بن علي بن أسامة من ولد أسامة بن زيد عن أبيه عن سفيان الثوري عن داود بن هند عن الشعبي عن ابن عباس عن خديجة رضي الله عنها قال سمعت رسول الله ص يقول إن الله أعطاني في علي خصالا تسعا ثلاثا في الدنيا و ثلاثا في الآخرة و ثلاثا اثنتان أنا منهما آمن و واحدة أنا منها وجل قالت خديجة بأبي أنت و أمي أخبرني بهذه التسعة ما هي قال لها النبي ص أما الثلاث التي في الدنيا يقضي ديني و ينجز موعدي و يستر عورتي و أما الثلاث التي في الآخرة فمتكئي يوم تحل شفاعتي و القائم على حوضي و قائد أمتي إلى الجنة و أما الاثنتان التي أنا منهما آمن فلا يرجع ضالا بعد هدى و لا يموت حتى يعطيني ربي فيه الذي وعدني و أما الواحدة التي أنا منها وجل فما يصنع به قريش بعدي