1- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الحسين بن أحمد البيهقي عن محمد بن يحيى الصولي قال يحكى للرضا ع خبر مختلف الألفاظ لم تقع لي روايته بإسناد أعمل عليه و قد اختلف ألفاظ من رواه إلا أني سآتي به و بمعانيه و إن اختلفت ألفاظه كان المأمون في باطنه يحب سقطات الرضا ع و أن يعلوه المحتج و إن أظهر غير ذلك فاجتمع عنده الفقهاء و المتكلمون فدس إليهم أن ناظروه في الإمامة فقال لهم الرضا ع اقتصروا على واحد منكم يلزمكم ما لزمه فرضوا برجل يعرف بيحيى بن الضحاك السمرقندي و لم يكن بخراسان مثله فقال الرضا ع يا يحيى سل ما شئت فقال نتكلم في الإمامة كيف ادعيت لمن لم يؤم و تركت من أم و وقع الرضا به فقال له يا يحيى أخبرني عمن صدق كاذبا على نفسه أو كذب صادقا عن نفسه أ يكون محقا مصيبا أم مبطلا مخطئا فسكت يحيى فقال له المأمون أجبه فقال يعفيني أمير المؤمنين من جوابه فقال المأمون يا أبا الحسن عرفنا الغرض في هذه المسألة فقال لا بد ليحيى من أن يخبر عن أئمته أنهم كذبوا على أنفسهم أو صدقوا فإن زعموا أنهم كذبوا فلا إمامة لكذاب و إن زعم أنهم صدقوا فقد قال أولهم وليتكم و لست بخيركم و قال تاليه كانت بيعة أبي بكر فلتة فمن عاد لمثلها فاقتلوه فو الله ما أرضى لمن فعل مثل فعلهم إلا بالقتل فمن لم يكن بخير الناس و الخيرية لا تقع إلا بنعوت منها العلم و منها الجهاد و منها سائر الفضائل و ليست فيه و من كانت بيعته فلتة يجب القتل على من فعل مثلها كيف يقبل عهده إلى غيره و هذا صورته ثم يقول على المنبر إن لي شيطانا يعتريني فإذا مال بي فقوموني و إذا أخطأت فأرشدوني فليسوا أئمة بقولهم إن كانوا صدقوا و كذبوا فما عند يحيى في هذا فعجب المأمون من كلامه ع و قال يا أبا الحسن ما في الأرض من يحسن هذا سواك
قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ جمع المأمون المتكلمين على رجل من ولد الصادق ع فاختاروا يحيى بن الضحاك السمرقندي و ساق الخبر مثل ما مر
2- ج، ]الإحتجاج[ عن عبد الله بن الصامت قال رأيت أبا ذر آخذا بحلقة باب الكعبة مقبلا بوجهه على الناس و هو يقول أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فسأنبئه باسمي فأنا جندب بن السكن بن عبد الله أنا أبو ذر الغفاري أنا رابع أربعة ممن أسلم مع رسول الله ص سمعت رسول الله ص يقول و ذكر الحديث بطوله إلى قوله ألا أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها لو قدمتم من قدم الله و أخرتم من أخر الله و جعلتم الولاية حيث جعلها الله لما عال ولي الله و لما ضاع فرض من فرائض الله و لا اختلف اثنان في حكم من أحكام الله أ لا أن كان علم ذلك عند أهل بيت نبيكم فذوقوا وبال ما كسبتم وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ
3- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن علي بن زكريا الدهقان معنعنا عن عبيد بن وائل قال رأيت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه بالموسم و قد أقبل بوجهه على الناس و هو يقول يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا جندب بن السكن أبو ذر الغفاري سمعت رسول الله ص يقول كما قال الله تعالى إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ فمحمد ص من نوح و الآل من إبراهيم و الصفوة و السلالة من إسماعيل و العترة الهادية من محمد عليهم الصلاة و السلام و التحية و الإكرام به شرف شريفهم و به استوجبوا الفضل على قومهم فأهل بيت النبي ص فينا كالسماء المرفوعة و الأرض المبسوطة و الجبال المنصوبة و الكعبة المستورة و الشمس المشرقة و القمر الساري و النجوم الهادية و الشجرة الزيتونة أضاء زيتها و بورك في زندها ع و منهم وصي محمد ص في علمه و معدن العلم بتأويله و قائد الغر المحجلين و الصديق الأكبر علي بن أبي طالب ع ألا أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها أم و الله لو قدمتم من قدم الله و رسوله و أخرتم من أخر الله و رسوله ما عال ولي الله و لا طاش سهم من فرائض الله و لا تنازعت هذه الأمة في شيء بعد نبيها ألا و علم ذلك عند أهل بيت نبيكم فذوقوا وبال ما كسبتم وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ
بيان قال الجزري عال الرجل كثر عياله و في حديث عثمان كتب إلى أهل الكوفة أني ليست بميزان لا أعول أي لا أميل عن الاستواء و الاعتدال يقال عال الميزان إذا ارتفع أحد طرفيه على الآخر و عالت الفريضة ارتفعت انتهى. و المراد بولي الله إما الإمام أو الأعم و طاش السهم عن الهدف مال و لم يصبه
4- أقول وجدت في بعض مؤلفات قدماء أصحابنا في الأخبار ما هذا لفظه مناظرة الحروري و الباقر ع قال الحروري إن في أبي بكر أربع خصال استحق بها الإمامة قال الباقر ع ما هن قال فإنه أول الصديقين و لا نعرفه حتى يقال الصديق و الثانية صاحب رسول الله ص في الغار و الثالثة المتولي أمر الصلاة و الرابعة ضجيعه في قبره قال أبو جعفر ع أخبرني عن هذه الخصال هن لصاحبك بأن بها من الناس أجمعين قال نعم قال أبو جعفر ع ويحك هذه الخصال تظن أنهن مناقب لصاحبك و هي مثالب له أما قوله كان صديقا فاسألوه من سماه بهذا الاسم قال الحروري الله و رسوله قال أبو جعفر ع اسأل الفقهاء هل أجمعوا على هذا من رواياتهم أن أبا بكر أول من آمن برسول الله قالت الجماعة اللهم لا و قد روينا أن ذلك علي بن أبي طالب قال الحروري أ و ليس قد زعمتم أن علي بن أبي طالب لم يشرك بالله في وقت من الأوقات فإن كان ما رويتم حقا فأحرى أن يستحق هذا الاسم قالت الجماعة أجل قال أبو جعفر ع يا حروري إن كان سمي صاحبك صديقا بهذه الخصلة فقد استحقها غيره قبله فيكون المخصوص بهذا الاسم دون أبي بكر إذ كان أول المؤمنين من جاء بالصدق و هو رسول الله ص و كان علي ع هو المصدق فانقطع الحروري قال أبو جعفر ع و أما ما ذكرت أنه صاحب رسول الله ص في الغار فذلك رذيلة لا فضيلة من وجوه الأول أنا لا نجد له في الآية مدحا أكثر من خروجه معه و صحبته له و قد أخبر الله في كتابه أن الصحبة قد يكون للكافر مع المؤمن حيث يقول قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَ هُوَ يُحاوِرُهُ أَ كَفَرْتَ و قوله أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَ فُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ و لا مدح له في صحبته إذ لم يدفع عنه ضيما و لم يحارب عنه عدوا الثاني قوله تعالى لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا و ذلك يدل على قلقه و ضرعه و قلة صبره و خوفه على نفسه و عدم وثوقه بما وعده الله و رسوله من السلامة و الظفر و لم يرض بمساواته للنبي ص حتى نهاه عن حاله ثم إني أسألك عن حزنه هل كان رضا لله تعالى أو سخطا له فإن قلت إنه رضا لله تعالى خصمت لأن النبي ص لا ينهى عن شيء لله فيه رضا و إن قلت إنه سخط فما فضل من نهاه رسول الله ص عن سخط الله و ذلك أنه إن كان أصاب في حزنه فقد أخطأ من نهاه و حاشا النبي ص أن يكون قد أخطأ فلم يبق إلا أن حزنه كان خطأ فنهاه رسول الله ص عن خطائه الثالث قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ مَعَنا تعريف لجاهل لم يعرف حقيقة ما يهم فيه و لو لم يعرف النبي ص فساد اعتقاده لم يحسن منه القول إِنَّ اللَّهَ مَعَنا و أيضا فإن الله تعالى مع الخلق كلهم حيث خلقهم و رزقهم و هم في علمه كما قال الله تعالى
ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ فلا فضل لصاحبك في هذا الوجه و الرابع قوله تعالى فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَ أَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها فيمن نزلت قال على رسول الله قال له أبو جعفر ع فهل شاركه أبو بكر في السكينة قال الحروري نعم قال له أبو جعفر ع كذبت لأنه لو كان شريكا فيها لقال تعالى عليهما فلما قال عَلَيْهِ دل على اختصاصها بالنبي ص لما خصه بالتأييد بالملائكة لأن التأييد بالملائكة لا يكون لغير النبي ص بالإجماع و لو كان أبو بكر ممن يستحق المشاركة هنا لأشركه الله فيها كما أشرك فيها المؤمنين يوم حنين حيث يقول ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ممن يستحق المشاركة لأنه لم يصبر مع النبي ص غير تسعة نفر علي ع و ستة من بني هاشم و أبو دجانة الأنصاري و أيمن ابن أم أيمن فبان بهذا أن أبا بكر لم يكن من المؤمنين و لو كان مؤمنا لأشركه مع النبي ص في السكينة هنا كما أشرك فيها المؤمنين يوم حنين فقال الحروري قوما فقد أخرجه من الإيمان فقال أبو جعفر ع ما أنا قلته و إنما قاله الله تعالى في محكم كتابه قالت الجماعة خصمت يا حروري قال أبو جعفر ع و أما قولك في الصلاة بالناس فإن أبا بكر قد خرج تحت يد أسامة بن زيد بأمر رسول الله ص بإجماع الأمة و كان أسامة قد عسكر على أميال من المدينة فكيف يتقدر أن يأمر رسول الله ص رجلا قد أخرجه تحت يد أسامة و جعل أسامة أميرا عليه أن يصلي بالناس بالمدينة و لم يأمر النبي ص برد ذلك الجيش بل كان يقول نفذوا جيش أسامة لعن الله من تأخر عنه ثم أنتم تقولون إن أبا بكر لما تقدم بالناس و كبر و سمع رسول الله ص التكبير خرج مسرعا يتهادى بين علي و الفضل بن العباس و هو معصب الرأس و رجلاه يخطان الأرض من الضعف قبل أن يركع بهم أبو بكر حتى جاء رسول الله ص و نحاه عن المحراب فلو كان النبي أمره بالصلاة لم يخرج إليه مسرعا على ضعفه ذلك أن لا يتم له ركوع و لا سجود فيكون ذلك حجة له فدل على أنه لم يكن أمره و الحديث الصحيح أن رسول الله ص في حال مرضه كان إذا حضر وقت الصلاة أتاه بلال فيقول الصلاة يا رسول الله فإن قدر على الصلاة بنفسه تحامل و خرج و إلا أمر عليا ع يصلي بالناس قال أبو جعفر ع الرابعة زعمت أنه ضجيعه في قبره قال نعم قال أبو جعفر ع و أين قبر رسول الله ص قال الحروري في بيته قال أبو جعفر أ و ليس قال الله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ فهل استأذنه في ذلك قال الحروري نعم قال أبو جعفر ع كذبت لأن رسول الله ص سد بابه عن المسجد و باب صاحبه عمر فقال عمر يا رسول الله اترك لي كوة أنظرك منها قال له و لا مثل قلامة ظفر فأخرجهما و سد أبوابهما فأقم البينة على أنه أذن لهما في ذلك فقال أبو جعفر ع بأي وحي و بأي نص قال بما لا يدفع بميراث ابنتيهما قال أبو جعفر ع أصبت أصبت يا حروري استحقا بذلك تسعا من ثمن و هو جزء من اثنين و سبعين جزءا لأن رسول الله ص مات عن ابنته فاطمة ع و عن تسع نسوة و أنتم رويتم أن الأنبياء لا تورث فانقطع الحروري
بيان قوله أ و ليس قد زعمتم أقول هذا السؤال و الجواب يحتملان وجهين الأول أن غرض الخارجي أن ما رويتم أن عليا لم يشرك في وقت من الأوقات يدل على أنه ليس أول من آمن لأن الإيمان إنما يكون بعد إنكار أو شك فأحرى أي فأبو بكر أحرى أن يستحق هذا الاسم لأن إيمانه كان بعد الشرك فأجاب ع بأن الصديق مبالغة في التصديق و التصديق إنما يكون بعد الإتيان بالصدق و ليس مشروطا بسبق الإنكار فالأسبق تصديقا من كان بعد إتيان النبي بالصدق أسبق في تصديقه و قبوله و كان علي ع أسبق في ذلك فهو أحق بهذا الاسم. ثم أيد ذلك بقوله تعالى وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ و بما رواه المفسرون عن مجاهد و عن الضحاك عن ابن عباس أن الذي جاء بالصدق رسول الله ص و الذي صدق به علي بن أبي طالب ع فأطلق عليه التصديق و اختص به لكونه أسبق فهو أحرى بكونه صديقا. و يؤيده أن الظاهر من النسخة المنقول منها أنه كان هكذا و من جاء بالصدق هو رسول الله فضرب على الواو أولا و كتب أخيرا فقوله إذ كان أول المؤمنين تعليل لكون علي ع أولى بهذا الاسم. الثاني أن يكون المراد بقوله أ و ليس قد زعمتم إلزامهم بأنه لو كان ما رويتم حقا لكان علي ع أحرى باسم الصديق فلما لم يسم به علم كذب الرواية فالجواب أن العلة التي ذكرتم في تسمية أبي بكر موجود في علي ع بل في رسول الله ص حيث جاء بالصدق فهما أحرى بهذا الاسم. و فيه أن الجواب لا يطابق السؤال إلا بأن يرجع إلى منع عدم التسمية في علي ع و منع كون تسمية أبي بكر بذلك من الله و من رسوله و إنما سماه المفترون المدعون لإمامته ظلما و عتوا و ما ذكر سند للمنعين و لا يخفى بعده مع ما فيه من التكلف و سياق السؤال حيث بني السؤال على عدم الشرك فقط و لم يبن على ما سلمه الجماعة من سبق الإسلام و سياق الجواب بوجوه شتى يطول ذكرها يناديان بصحة ما ذكرنا في الوجه الأول فتأمل
5- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن أبيه و محمد بن الحسن عن سعد عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن كليب بن معاوية الصيداوي قال قال أبو عبد الله جعفر بن محمد ع ما يمنعكم إذا كلمكم الناس أن تقولوا ذهبنا من حيث ذهب الله و اخترنا من حيث اختار الله إن الله سبحانه اختار محمدا و اختار لنا آل محمد فنحن متمسكون بالخيرة من الله عز و جل