الآيات الرعد وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّةً حم عسق قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ. تفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا قال ابن عباس عيروا رسول الله ص بكثرة تزوج النساء و قالوا لو كان نبيا لشغلته النبوة عن تزوج النساء فنزلت الآية.
و روي أن أبا عبد الله ع قرأ هذه الآية ثم أومأ إلى صدره و قال نحن و الله ذرية رسول الله ص
و قال رحمه الله في قوله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً اختلف في معناه على أقوال أحدها لا أسألكم في تبليغ الرسالة أجرا إلا التواد و التحاب فيما يقرب إلى الله تعالى. و ثانيها أن معناه إلا أن تودوني في قرابتي منكم و تحفظوني لها فهو لقريش خاصة. و ثالثها أن معناه إلا أن تودوا قرابتي و عترتي و تحفظوني فيهم عن علي بن الحسين ع و سعيد بن جبير و عمرو بن شعيب و جماعة و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليهما الصلاة و السلام
و أخبرنا السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني عن القاضي أبي بكر الحيري عن أبي العباس الضبعي عن الحسن بن زياد السري عن يحيى بن عبد الحميد الحماني عن حسين الأشتر عن قيس عن الأعمش عن ابن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً الآية قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا بمودتهم قال علي و فاطمة و ولدهما
و أخبرنا السيد أبو الحمد عن أبي القاسم بالإسناد المذكور في كتاب شواهد التنزيل مرفوعا إلى أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله ص إن الله تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتى و خلقت أنا و علي من شجرة واحدة فأنا أصلها و علي فرعها و الحسن و الحسين ثمارها و أشياعنا أوراقنا فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا و من زاغ هوى و لو أن عبدا عبد الله بين الصفا و المروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام حتى يصير كالشن البالي ثم لم يدرك محبتنا أكبه الله على منخريه في النار ثم تلا قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى
و روى زاذان عن علي ع قال فينا في آل حم آية لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن ثم قرأ هذه الآية
و إلى هذا أشار الكميت في قوله.
وجدنا لكم في آل حم آية. تأولها منا تقي و معرب.
و على التقادير ففي المودة قولان أحدهما أنه استثناء منقطع لأن هذا مما يجب بالإسلام فلا يكون أجرا للنبوة و الآخر أنه استثناء متصل و المعنى لا أسألكم أجرا إلا هذا فقد رضيت به أجرا كما أنك تسأل غيرك حاجة فيعرض المسئول عليك برا فتقول له اجعل بري قضاء حاجتي و على هذا يجوز أن يكون المعنى لا أسألكم أجرا إلا هذا و نفعه أيضا عائد إليكم فكأني لا أسألكم أجرا.
و ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره حدثني عثمان بن عمير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله ص حين قدم المدينة و استحكم الإسلام قالت الأنصار فيما بينهم يأتي رسول الله ص فنقول له تعروك أمور فهذه أموالنا فاحكم فيها غير حرج و لا محظور عليك فأتوه في ذلك فنزل قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فقرأها عليهم فقال تودون قرابتي من بعدي فخرجوا من عنده مسلمين لقوله فقال المنافقون إن هذا لشيء افتراه في مجلسه أراد بذلك أن يذللنا لقرابته من بعده فنزلت أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فأرسل إليهم فتلاها عليهم فبكوا و اشتد عليهم فأنزل الله وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ الآية فأرسل في أثرهم فبشرهم قال وَ يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا و هم الذين سلموا لقوله ثم قال تعالى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً أي من فعل طاعة نزد له في تلك الطاعة حسنا بأن نوجب له الثواب
و ذكر أبو حمزة الثمالي عن السدي أنه قال اقتراف الحسنة المودة لآل محمد ص.
و صح عن الحسن بن علي ع أنه خطب الناس فقال في خطبته أنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً و اقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت
و روى إسماعيل بن عبد الخالق عن أبي عبد الله ع أنه قال إنها نزلت فينا أهل البيت أصحاب الكساء
انتهى كلامه أعلى الله مقامه.
و قال العلامة روح الله روحه في كتاب كشف الحق روى الجمهور في الصحيحين و أحمد بن حنبل في مسنده و الثعلبي في تفسيره عن ابن عباس قال لما نزل قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قالوا يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم قال علي و فاطمة و ابناهما
و وجوب المودة يستلزم وجوب الطاعة انتهى. و قال البيضاوي قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ على ما أتعاطاه من التبليغ و البشارة أَجْراً نفعا منكم إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى أن تودوني لقرابتي منكم أو تودوا قرابتي و قيل الاستثناء منقطع و المعنى لا أسألكم أجرا قط و لكن أسألكم المودة و فِي الْقُرْبى حال منها.
روي أنها لما نزلت قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء قال علي و فاطمة و ابناهما ثم قال وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً و من يكتسب طاعة سيما حب آل الرسول ص
و قال الرازي في تفسيره الكبير روى الكلبي عن ابن عباس قال إن النبي لما قدم المدينة كانت تنوبه نوائب و حقوق و ليس في يده سعة فقال الأنصار إن هذا الرجل قد هداكم الله على يده و هو ابن أختكم و جاركم في بلدكم فأجمعوا له طائفة من أموالكم ففعلوا ثم أتوه به فرده عليهم و نزل قوله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً أي على الإيمان إلا أن تودوا أقاربي فحثهم على مودة أقاربه
ثم قال نقل صاحب الكشاف عن النبي ص أنه قال من مات على حب آل محمد مات شهيدا ألا و من مات على حب آل محمد مات مغفورا له ألا و من مات على حب آل محمد مات تائبا ألا و من مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان ألا و من مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر و نكير ألا و من مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ألا و من مات على حب آل محمد ص فتح له في قبره بابان إلى الجنة ألا و من مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ألا و من مات على حب آل محمد مات على السنة و الجماعة ألا و من مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله ألا و من مات على بغض آل محمد مات كافرا ألا و من مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة
هذا هو الذي رواه صاحب الكشاف و أنا أقول آل محمد هم الذين يؤول أمرهم إليه و كل من كان أول أمرهم إليه كانت أشد و أكمل كانوا هم الآل و لا شك أن فاطمة و عليا و الحسن و الحسين كان التعلق بينهم و بين رسول الله ص أشد التعلقات و هذا كالمعلوم المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل و أيضا اختلف الناس في الآل فقيل هم الأقارب و قيل هم أمته فإن حملناه على القرابة فهم الآل و إن حملناه على الأمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضا آل فثبت أن على جميع التقديرات هم آل و أما غيرهم هل يدخلون تحت لفظ الآل فمختلف فيه فثبت على جميع التقديرات أنهم آل محمد ص.
و روى صاحب الكشاف أنه لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم فقال علي و فاطمة و ابناهما
فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي ص و إذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم و يدل عليه وجوه. الأول قوله تعالى إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و وجه الاستدلال به ما سبق الثاني لما ثبت أن النبي ص كان يحب فاطمة
قال ص فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها
و ثبت بالنقل المتواتر عن محمد ص أنه كان يحب عليا و الحسن و الحسين ع و إذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله لقوله تعالى فاتبعوه لعلكم تفلحون و لقوله تعالى فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ و لقوله قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ و لقوله سبحانه لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ. الثالث أن الدعاء للآل منصب عظيم و لذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلوات و هو قوله اللهم صل على محمد و آل محمد و ارحم محمدا و آل محمد و هذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب. و قال الشافعي.
يا راكبا قف بالمحصب من منى. و اهتف بساكن خيفها و الناهض.
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى. فيضا كملتطم الفرات الفائض.إن كان رفضا حب آل محمد. فليشهد الثقلان إني رافضي.
انتهى. و قال صاحب الكشاف زائدا على ما نقله عنه الرازي روي عن علي ع قال شكوت إلى رسول الله ص حسد الناس لي فقال أ ما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا و أنت و الحسن و الحسين و أزواجنا عن أيماننا و شمائلنا و ذرياتنا خلف أزواجنا
و عن النبي ص حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي و آذاني في عترتي و من اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب و لم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها غدا إذا لقيني يوم القيامة
و روي أن الأنصار قالوا فعلنا و فعلنا كأنهم افتخروا فقال عباس أو ابن عباس لنا الفضل عليكم فبلغ ذلك رسول الله ص فأتاهم في مجالسهم فقال يا معشر الأنصار أ لم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي قالوا بلى يا رسول الله قال أ لم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي قالوا بلى يا رسول الله قال أ فلا تجيبوني قالوا ما نقول يا رسول الله قال أ لا تقولون أ لم يخرجك قومك فآويناك أ و لم يكذبوك فصدقناك أ و لم يخذلوك فنصرناك قال فما زال يقول حتى جثوا على الركب و قالوا أموالنا و ما في أيدينا لله و لرسوله فنزلت الآية
و قال في قوله تعالى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً عن السدي أنها المودة في آل رسول الله ص نزلت في أبي بكر الصديق و مودته فيهم و الظاهر العموم في أي حسنة كانت إلا أنها لما ذكرت عقيب ذكر المودة في القربى دل ذلك على أنها تناولت المودة تناولا أوليا كان سائر الحسنات لها توابع انتهى كلامه زاد الله في انتقامه. و لقد أحسن معونة إمامه حيث ذكر بعد الأخبار المستفيضة المتفق عليها بين الفريقين الدالة على كفر إماميه و شقاوتهما ما يدل على براءته متفردا بذلك النقل و لا يخفى على المنصف ظهور مودته و مودة صاحبه لأهل البيت ع في حياة رسول الله ص و بعد وفاته لا سيما في أمر فدك و قتل فاطمة و ولدها ص و تسليط بني أمية عليهم و ما جرى من الظلم بسببهما عليهم إلى ظهور صاحب العصر و لن يصلح العطار ما أفسد الدهر
1- فس، ]تفسير القمي[ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله تعالى قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ و ذلك أن رسول الله ص سأل قومه أن يودوا أقاربه و لا يؤذوهم و أما قوله فَهُوَ لَكُمْ يقول ثوابه لكم
بيان قال البيضاوي قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ أي شيء سألتكم من أجر الرسالة فَهُوَ لَكُمْ و المراد نفي السؤال فإنه جعل التنبي مستلزما لأحد الأمرين إما الجنون و إما توقع نفع دنيوي عليه لأنه إما أن يكون لغرض أو غيره و أيا ما كان يلزم أحدهما ثم نفى كلا منها و قيل ما موصولة مرادا بها ما سألهم بقوله ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا و قوله لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و اتخاذ السبيل ينفعهم و قرباه قرباهم
2- ب، ]قرب الإسناد[ الطيالسي عن إسماعيل بن عبد الخالق قال قال أبو عبد الله ع للأحول أتيت البصرة قال نعم قال كيف رأيت مسارعة الناس في هذا الأمر و دخولهم فيه فقال و الله إنهم لقليل و لقد فعلوا ذلك و إن ذلك لقليل فقال عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير قال ما يقول أهل البصرة في هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال جعلت فداك إنهم يقولون إنها لقرابة رسول الله ص و لأهل بيته قال إنما نزلت فينا أهل البيت في الحسن و الحسين و علي و فاطمة أصحاب الكساء
قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن إسماعيل مثله كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن ابن عبد الخالق مثله
3- ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة قال حدثنا جعفر عن آبائه أنه لما نزلت هذه الآية على رسول الله ص قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قام رسول الله ص فقال أيها الناس إن الله تبارك و تعالى قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه قال فلم يجبه أحد منهم فانصرف فلما كان من الغد قام فيهم فقال مثل ذلك ثم قام فيهم فقال مثل ذلك في اليوم الثالث فلم يتكلم أحد فقال أيها الناس إنه ليس من ذهب و لا فضة و لا مطعم و لا مشرب قالوا فألقه إذا قال إن الله تبارك و تعالى أنزل علي قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فقالوا أما هذه فنعم فقال أبو عبد الله ع فو الله ما وفى بها إلا سبعة نفر سلمان و أبو ذر و عمار و المقداد بن الأسود الكندي و جابر بن عبد الله الأنصاري و مولى لرسول الله ص يقال له الثبيت و زيد بن أرقم
4- ختص، ]الإختصاص[ جعفر بن الحسين عن محمد بن عبد الله الحميري عن أبيه عن هارون بن مسلم عن أبي الحسن الليثي عنه ع مثله
5- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي نجران عن ابن حميد عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول في قول الله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى يعني في أهل بيته قال جاءت الأنصار إلى رسول الله ص فقالوا إنا قد آوينا و نصرنا فخذ طائفة من أموالنا فاستعن بها على ما نابك فأنزل الله قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً يعني على النبوة إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى يعني في أهل بيته ثم قال أ لا ترى أن الرجل يكون له صديق و في نفس ذلك الرجل شيء على أهل بيته فلا يسلم صدره فأراد الله أن لا يكون في نفس رسول الله ص شيء على أمته ففرض عليهم المودة في القربى فإن أخذوا أخذوا مفروضا و إن تركوا تركوا مفروضا قال فانصرفوا من عنده و بعضهم يقول عرضنا عليه أموالنا فقال قاتلوا عن أهل بيتي من بعدي و قالت طائفة ما قال هذا رسول الله ص و جحدوه و قالوا كما حكى الله أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فقال الله تعالى فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ قال لو افتريت وَ يَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ يعني يبطله وَ يُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ يعني بالأئمة و القائم من آل محمد إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ثم قال وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ إلى قوله وَ يَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ يعني الذين قالوا القول ما قال رسول الله ص ثم قال وَ الْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ و قال أيضا قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال أجر النبوة أن لا تؤذوهم و لا تقطعوهم و لا تغضبوهم و تصلوهم و لا تنقضوا العهد فيهم لقوله وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ قال جاء الأنصار إلى رسول الله ص فقالوا إنا قد نصرنا و فعلنا فخذ من أموالنا ما شئت فأنزل الله قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى يعني في أهل بيته ثم قال رسول الله ص بعد ذلك من حبس أجيرا أجره فعليه لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا و لا عدلا و هو محبة آل محمد ص ثم قال وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً و هي إقرار الإمامة لهم و الإحسان إليهم و برهم و صلتهم نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً أي نكافئ على ذلك بالإحسان
بيان قوله و في نفس ذلك الرجل شيء أقول يحتمل وجهين. الأول أن يكون المراد بالرجل الثاني هو الرجل الأول أي لا يسلم صدره بدون أن يظهر ما في صدره لأهل بيته عند صديقه و كان الرسول ص في صدره أن يكلفهم بمودة أهل بيته و لم يكن يظهر ذلك حياء فأراد الله تعالى أن لا يكون ذلك في نفسه فيكون نقصا للأمة فأظهره الله تعالى. و الثاني أن يكون المراد بالرجل ثانيا الصديق أي في نفس الصديق حقد على أهل بيته فلم يسلم صدر الرجل للصديق فأراد أن تطيب نفسه ص على أمته فكلفهم بذلك و لعل الأول أظهر لفظا و لكن سيأتي ما يؤيد الثاني فلا تغفل قوله ما قال هذا رسول الله ص لعل الطائفة غير السامعين منه ص و في بعض النسخ قال بدون ما و في بعضها ما قال هذا إلا رسول الله و على التقديرين المعنى أنه قال هذا من عند نفسه
6- سن، ]المحاسن[ أبي عمن حدثه عن إسحاق بن عمار عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الرجل ربما يحب الرجل و يبغض ولده فأبى الله عز و جل إلا أن يجعل حبنا مفترضا أخذه من أخذه و تركه من تركه واجبا فقال قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى
7- سن، ]المحاسن[ ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فقال هي و الله فريضة من الله على العباد لمحمد ص في أهل بيته
-8 سن، ]المحاسن[ الهيثم بن النهدي عن العباس بن عامر القصير عن حجاج الخشاب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لأبي جعفر الأحول ما يقول من عندكم في قول الله تبارك و تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فقال كان الحسن البصري يقول في أقربائي من العرب فقال أبو عبد الله ع لكني أقول لقريش الذين عندنا هاهنا خاصة فيقولون هي لنا و لكم عامة فأقول خبروني عن النبي ص إذا نزلت به شديدة من خص بها أ ليس إيانا خص بها حين أراد أن يلاعن أهل نجران أخذ بيد علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع و يوم بدر قال لعلي ع و حمزة و عبيدة بن الحارث قال فأبوا يقرون لي أ فلكم الحلو و لنا المر
بيان قوله ع الذين عندنا أي نحن نقول لقريش المراد بالقربى الجماعة الذين عندنا أي أهل البيت ع خاصة فيقولون أي قريش قوله فأبوا يقرون لي أي بعد إتمام الحجة عليهم في ذلك بما ذكرنا أبوا عن قبوله و في بعض النسخ فأتوا بقرون لهم أي أتوا جمعا من المشركين و أتوا برءوسهم أو القرون كناية عن شجعانهم و رؤسائهم
9- سن، ]المحاسن[ الحسن بن علي بن علي الخزاز عن مثنى الحناط عن عبد الله بن عجلان قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فقال نعم هم الأئمة الذين لا يأكلون الصدقة و لا تحل لهم
10- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ فرات بن إبراهيم الكوفي عن جعفر بن محمد بن يوسف الأودي عن علي بن أحمد عن إسحاق بن محمد بن عبيد الله عن القاسم بن محمد بن عقيل عن جابر رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله ص في حائط من حيطان بني حارثة إذ جاء جمل أجرب أعجف حتى سجد للنبي ص قلنا لجابر أنت رأيته قال نعم رأيته واضع جبهته بين يدي رسول الله ص فقال يا عمر إن هذا الجمل قد سجد لي و استجار بي فاذهب فاشتره و أعتقه و لا تجعل لأحد عليه سبيلا قال فذهب عمر فاشتراه و خلى سبيله ثم جاء إلى النبي ص فقال يا رسول الله هذا بهيمة يسجد لك فنحن أحق أن نسجد لك سلنا على ما جئتنا به من الهدى أجرا سلنا عليه عملا فقال ص لو كنت آمر أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها فقال جابر فو الله ما خرجت حتى نزلت الآية الكريمة قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى
11- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبيد بن كثير عن علي بن الحكم قال أخبرنا شريك عن إسحاق قال عمرو بن شعيب في قوله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال قرابته من أهل بيته
12- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن سعيد عن محمد بن علي بن خلف العطار عن الحسين الأشقر عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال لما نزلت الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قلت يا رسول الله من قرابتك الذين افترض الله علينا مودتهم قال علي و فاطمة و ولدهما ثلاث مرات يقولها
13- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد الفزاري بإسناده عن عباد بن عبد الله بن حكيم قال كنت عند جعفر بن محمد ع فسأله رجل عن قول الله قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال نزعم أنها قرابة ما بيننا و بينه و تزعم قريش أنها قرابة ما بينه و بينهم و كيف يكون هذا و قد أنبأ الله أنه معصوم
بيان كان المعنى أنه كيف تكون مودة قريش واجبة على الناس و قد كان فيهم قوم يخاف منهم الرسول في تبليغ ما أنزل إليه حتى أخبر الله أنه معصوم من شرهم فقال وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
14- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبد السلام بن مالك عن محمد بن موسى بن أحمد عن محمد بن الحارث الهاشمي عن الحكم بن سنان الباهلي عن أبي جريح عن عطا بن أبي رباح قال قلت لفاطمة بنت الحسين أخبريني جعلت فداك بحديث أحدث و أحتج به على الناس قالت أخبرني أبي أن النبي ص كان نازلا بالمدينة و أن من أتاه من المهاجرين كانوا ينزلون عليه فأرادت الأنصار أن يفرضوا لرسول الله فريضة يستعين بها على من أتاه فأتوا رسول الله ص و قالوا قد رأينا ما ينوبك من النوائب و إنا أتيناك لنفرض لك من أموالنا فريضة تستعين بها على من أتاك قال فأطرق النبي ص طويلا ثم رفع رأسه و قال إني لم أؤمر أن آخذ منكم على ما جئتم به شيئا فانطلقوا و إن أمرت به أعلمتكم قال فنزل جبرئيل فقال يا محمد إن ربك قد سمع مقالة قومك و ما عرضوا عليك و أنزل الله عليهم فريضة قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فخرجوا و هم يقولون ما أراد رسول الله ص إلا أن يذل له الناس و تخضع له الرقاب ما دامت السماوات و الأرض لبني عبد المطلب قال فبعث النبي ص إلى علي بن أبي طالب ع أن اصعد المنبر و ادع الناس إليك ثم قل يا أيها الناس من انتقص أجيرا أجره فليتبوأ مقعده من النار و من انتمى إلى غير مواليه فليتبوأ مقعده من النار فمن انتفى من والديه فليتبوأ مقعده من النار قال فقام رجل و قال يا أبا الحسن ما لهن من تأويل فقال الله و رسوله أعلم ثم أتى رسول الله ص فأخبره فقال النبي ص ويل لقريش من تأويلهن ثلاث مرات ثم قال يا علي انطلق فأخبرهم أني أنا الأجير الذي أثبت الله مودته من السماء ثم قال أنا و أنت مولى المؤمنين و أنا و أنت أبوا المؤمنين ثم خرج رسول الله ص فقال يا معشر قريش و المهاجرين و الأنصار فلما اجتمعوا قال يا أيها الناس إن عليا أولكم إيمانا بالله و أقومكم بأمر الله و أوفاكم بعهد الله و أعلمكم بالقضية و أقسمكم بالسوية و أرحمكم بالرعية و أفضلكم عند الله مزية ثم قال إن الله مثل لي أمتي في الطين و علمني أسماءهم كما علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم علي فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي و شيعته و سألت ربي أن تستقيم أمتي على علي من بعدي فأبى إلا أن يضل من يشاء و يهدي من يشاء ثم ابتدأني ربي في علي ع بسبع خصال أما أولهن فإنه أول من تنشق الأرض عنه معي و لا فخر و أما الثانية فإنه يذود أعداءه عن حوضي كما تذود الرعاة غريبة الإبل و أما الثالثة فإن من فقراء شيعة علي ع ليشفع في مثل ربيعة و مضر و أما الرابعة فإنه أول من يقرع باب الجنة معي و لا فخر و أما الخامسة فإنه أول من يزوج من الحور العين معي و لا فخر و أما السادسة فإنه أول من يسقي من الرحيق المختوم خِتامُهُ مِسْكٌ وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ
-15 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبد السلام عن هارون بن أبي بردة عن جعفر بن الحسن عن يوسف عن الحسين بن إسماعيل الأسدي عن سعد بن طريف عن ابن نباتة قال كنت جالسا عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في مسجد الكوفة فأتاه رجل من بجيلة يكنى أبا خديجة و معه ستون رجلا من بجيلة فسلم و سلموا ثم جلس و جلسوا ثم إن أبا خديجة قال يا أمير المؤمنين أ عندك سر من سر رسول الله ص تحدثنا به قال نعم يا قنبر ائتني بالكتابة ففضها فإذا هي أسفلها سليفة مثل ذنب الفأرة مكتوبة فيها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إن لعنة الله و ملائكته و الناس أجمعين على من انتمى إلى غير مواليه و لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ على من أحدث في الإسلام حدثا أو آوى محدثا و لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ على من ظلم أجيرا و لعنة الله على من سرق شبرا من الأرض و حدودها يكلف يوم القيامة أن يجيء بذلك من سبع سماوات و سبع أرضين ثم التفت إلى الناس فقال و الله لو كلفت هذا دواب الأرض ما أطاقته فقال له يا أبا خديجة إنا أهل البيت موالي كل مسلم فمن تولى غيرنا فعليه مثل ذلك و الأجير ليس بالدينار و لا بالدينارين و لا بالدرهم و لا بالدرهمين بل من ظلم رسول الله ص أجره في قرابته قال الله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فمن ظلم رسول الله ص أجره في قرابته فعليه لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ
بيان قال الفيروزآبادي السلفة بالضم جلد رقيق يجعل بطانة للخفاف
16- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبيد بن كثير عن يحيى بن الحسن بن الفرات القزاز عن عامر بن كثير السراج عن الحسين بن سعيد عن محمد بن علي عن زياد بن المنذر قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي ع و هو يقول نحن شجرة أصلها رسول الله ص و فرعها علي بن أبي طالب ع و أغصانها فاطمة بنت النبي ص و ثمرتها الحسن و الحسين عليهما السلام و التحية و الإكرام و أنا شجرة النبوة و بيت الرحمة و مفتاح الحكمة و معدن العلم و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و موضع سر الله و وديعته و الأمانة التي عرضت على السماوات و الأرض و الجبال و حرم الله الأكبر و بيت الله العتيق و ذمته و عندنا علم المنايا و البلايا و القضايا و الوصايا و فصل الخطاب و مولد الإسلام و أنساب العرب إن الأئمة ع كانوا نورا مشرقا حول عرش ربهم فأمرهم أن يسبحوا فسبح أهل السماوات لتسبيحهم و إنهم لهم الصافون و إنهم لهم المسبحون فمن أوفى بذمتهم فقد أوفى بذمة الله و من عرف حقهم فقد عرف حق الله هؤلاء عترة رسول الله ص و من جحد حقهم فقد جحد حق الله هم ولاة أمر الله و خزنة وحي الله و ورثة كتاب الله و هم المصطفون بأمر الله و الأمناء على وحي الله هؤلاء أهل بيت النبوة و مفاض الرسالة و المستأنسون بخفق أجنحة الملائكة من كان يغذوهم جبرئيل بأمر الملك الجليل بخبر التنزيل و برهان الدليل هؤلاء أهل البيت أكرمهم الله بشرفه و شرفهم بكرامته و أعزهم بالهدى و ثبتهم بالوحي و جعلهم أئمة هداة و نورا في الظلم للنجاة و اختصهم لدينه و فضلهم بعلمه و آتاهم ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ و جعلهم عمادا لدينه و مستودعا لمكنون سره و أمناء على وحيه و شهداء على بريته و اختارهم الله و اجتباهم و خصهم و اصطفاهم و فضلهم و ارتضاهم و انتجبهم و جعلهم نورا للبلاد و عمادا للعباد و حجته العظمى و أهل النجاة و الزلفى هم الخيرة الكرام هم القضاة الحكام هم النجوم الأعلام و هم الصراط المستقيم هم السبيل الأقوم الراغب عنهم مارق و المقصر عنهم زاهق و اللازم لهم لاحق هم نور الله في قلوب المؤمنين و البحار السائغة للشاربين أمن لمن التجأ إليهم و أمان لمن تمسك بهم إلى الله يدعون و له يسلمون و بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ و ببيانه يحكمون فيهم بعث الله رسوله و عليهم هبطت ملائكته و بينهم نزلت سكينته و إليهم بعث الروح الأمين منا من الله عليهم فضلهم به و خصهم بذلك وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ و بالحكمة قواهم هم فروغ طيبة و أصول مباركة خزان العلم و ورثة الحلم و أولو التقى و النهى و النور و الضياء و ورثة الأنبياء و بقية الأوصياء منهم الطيب ذكره المبارك اسمه محمد المصطفى و المرتضى و رسوله الأمي و منهم الملك الأزهر و الأسد الباسل حمزة بن عبد المطلب و منهم المستسقى به يوم الرمادة العباس بن عبد المطلب عم رسول الله ص و صنو أبيه و جعفر ذو الجناحين و القبلتين و الهجرتين و البيعتين من الشجرة المباركة صحيح الأديم وضاح البرهان و منهم حبيب محمد ص و أخوه و المبلغ عنه من بعده البرهان و التأويل و محكم التفسير أمير المؤمنين و ولي المؤمنين و وصي رسول رب العالمين علي بن أبي طالب عليه من الله الصلوات الزكية و البركات السنية هؤلاء الذين افترض الله مودتهم و ولايتهم على كل مسلم و مسلمة فقال في محكم كتابه لنبيه ص قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ قال أبو جعفر محمد بن علي ع اقتراف الحسنة حبنا أهل البيت
بيان قال الفيروزآبادي رمدت الغنم هلكت من برد أو صقيع و منه عام الرمادة في أيام عمر هلكت فيه الناس و الأموال
-17 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن أحمد بن عثمان بن ذليل عن إبراهيم يعني النصيبي عن عبد الله بن حكيم عن حكيم بن جبير أنه قال سألت علي بن الحسين بن علي ع عن هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال هي قرابتنا أهل البيت من محمد ص
18- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن أحمد عن إبراهيم بن عبد الله بن حكيم عن حكيم بن جبير عن حبيب بن أبي ثابت أنه أتى مسجد قباء فإذا فيه مشيخة من الأنصار فحدثوه أن علي بن الحسين أتاهم يصلي في مسجد قباء فسلموا عليه ثم قالوا إن مشيختنا حدثونا أنهم أتوا نبي الله في مرضه الذي مات فيه فقالوا يا نبي الله قد أكرمنا الله و هدانا بك و آمنا و فضلنا بك فاقسم في أموالنا ما أحببت فقال لهم نبي الله قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فأمرنا بمودتكم
19- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبيد بن كثير عن الحسين بن نصر عن أيوب بن سليمان الفزاري عن أيوب بن علي بن الحسين بن السمط قال سمعت أبي يقول سمعت علي بن أبي طالب ع يقول سمعت رسول الله ص يقول لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال جبرئيل يا محمد إن لكل دين أصلا و دعامة و فرعا و بنيانا و إن أصل الدين و دعامته قول لا إله إلا الله و إن فرعه و بنيانه محبتكم أهل البيت و موالاتكم فيما وافق الحق و دعا إليه
20- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن محمد بن علي بن عمر النصري عن القاسم بن أحمد يعني ابن إسماعيل عن جعفر يعني ابن عاصم و نصر و عبد الله يعني ابن المغيرة عن محمد يعني ابن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال ابن عباس رضي الله عنه إن رسول الله قدم المدينة فكانت تنوبه فيها نوائب و حقوق و ليس في يديه سعة لذلك فقالت الأنصار إن هذا الرجل قد هدانا الله على يديه و هو ابن أختكم تنوبه نوائب و حقوق و ليس في يديه لذلك سعة فاجمعوا له من أموالكم ما لا يضركم فتأتونه به فيستعين به على ما ينوبه ففعلوا ثم أتوه فقالوا يا رسول الله إنك ابن أختنا و قد هدانا الله على يديك و تنوبك نوائب و حقوق و ليس عندك لها سعة فرأينا أن نجتمع من أموالنا فنأتيك به فتستعين به على من ينوبك و هو ذا فأنزل الله هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى يقول إلا أن تودوني في قرابتي
21- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ العباس بن محمد بن الحسين الهمداني قال أخبرني أبي عن صفوان بن يحيى عن إسحاق يعني ابن عمار عن حفص الأعور عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال ما بعث الله نبيا قط إلا قال لقومه قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال ثم قال أ ما رأيت الرجل يود الرجل ثم لا يود قرابته فيكون في نفسه عليه شيء فأحب الله أن لا يكون في نفس رسول الله ص شيء على أمته فإن أخذوه أخذوه مفروضا و إن تركوه تركوه مفروضا قال قلت قوله وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً قال هو التسليم لنا و الصدق فينا و أن لا يكذب علينا
22- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن الحكم عن إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرو عن أبي هارون العبدي عن محمد بن بشر عن محمد بن الحنفية أنه خرج إلى أصحابه ذات يوم و هم ينتظرون خروجه فقال تنجزوا البشرى من الله فو الله ما من أحد يتنجز البشرى من الله غيركم ثم قرأ هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال نحن أهل البيت قرابته جعلنا الله منه و جعلكم الله منا ثم قرأ هذه الآية قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ الموت و دخول الجنة و ظهور أمرنا فيريكم الله ما تقر به أعينكم ثم قال أ ما ترضون أن صلاتكم تقبل و صلاتهم لا تقبل و حجكم يقبل و حجهم لا يقبل قالوا لم يا أبا القاسم قال فإن ذلك كذلك
بيان في القاموس تنجز حاجته استنجحها و العدة سأل إنجازها
23- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن أحمد بن يوسف عن علي بن بزرج الحناط عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير عن أبي جعفر ع قال نزل على النبي ص قوله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ثم إن جبرئيل أتاه فقال يا محمد إنك قد قضيت نبوتك و استكملت أيامك فاجعل الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة عند علي فإني لا أترك الأرض إلا و فيها عالم تعرف به طاعتي و تعرف به ولايتي و يكون حجة لمن ولد فيما بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر فأوصى إليه بالاسم و هو ميراث العلم و آثار علم النبوة و أوصى إليه بألف باب يفتح لكل باب ألف باب و كل كلمة ألف كلمة و مات يوم الإثنين و قال يا علي لا تخرج ثلاثة أيام حتى تؤلف كتاب الله كيلا يزيد فيه الشيطان شيئا و لا ينقص منه شيئا فإنك في ضد سنة وصي سليمان ع فلم يضع علي ع رداءه على ظهره حتى جمع القرآن فلم يزد فيه الشيطان شيئا و لم ينقص منه شيئا
بيان في ضد سنة وصي سليمان إشارة إلى ما مر أن إبليس وضع كتاب السحر تحت سرير سليمان و لبس الأمر على الناس
24- يف، ]الطرائف[ روى البخاري في صحيحه في الجزء السادس على حد كراسين و نصف من أوله من النسخة المنقول منها قوله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى
بإسناده إلى طاوس عن ابن عباس أنه سئل عن قوله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال سعيد بن جبير قربى آل محمد ص الخبر
و روى مسلم في صحيحه في الجزء الخامس على حد كراسين من أوله مثل ذلك
و رووه في الجمع بين الصحاح الستة في الجزء الثاني من أجزاء أربعة من أجزاء سورة حم من طرق و روى الثعلبي في تفسير هذه الآية تعيين آل محمد ص من طرق فمنها عن أم سلمة عن رسول الله ص أنه قال لفاطمة ايتني بزوجك و ابنيك فأتت بهم فألقى عليهم كساء ثم رفع يده عليهم فقال اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك و بركاتك على آل محمد فإنك حَمِيدٌ مَجِيدٌ قالت فرفعت الكساء لأدخل معهم فاجتذبه و قال إنك لعلى خير
و سيأتي في تفسير آية التطهير من رواية أحمد بن حنبل تعيين آل محمد أيضا. و روى الثعلبي نحو ذلك من مشايخه عن علي بن الحسين ع و غيره. انتهى كلام السيد رحمه الله أقول سيأتي أخبار الباب في أكثر الأبواب لا سيما باب معنى الآل و العترة
25- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ كتاب ابن عقدة قال الصادق ع للحصين بن عبد الرحمن يا حصين لا تستصغر مودتنا فإنها من الباقيات الصالحات قال يا ابن رسول الله ما أستصغرها و لكن أحمد الله عليها
-26 كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن الحسين بن محمد بن يحيى العلوي عن أبي محمد إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن محمد بن جعفر بن محمد قال حدثني عمي علي بن جعفر عن الحسين بن زيد عن الحسن بن زيد عن أبيه عن جده ع قال خطب الحسن بن علي بن أبي طالب ع حين قتل علي فقال و أنا من أهل بيت افترض الله مودتهم على كل مسلم حيث يقول قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت
27- كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن زكريا عن محمد بن عبد الله الجشمي عن الهيثم بن عدي عن سعيد بن صفوان عن عبد الملك بن عمير عن الحسين بن علي صلوات الله عليهما في قول الله عز و جل قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال إن القرابة التي أمر الله بصلتها و عظم حقها و جعل الخير فيها قرابتنا أهل البيت الذين أوجب حقنا على كل مسلم
28- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن مثنى عن زرارة عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر ع في قوله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال هم الأئمة ع
29- أقول روى ابن بطريق رحمه الله في العمدة بإسناده عن مسند أحمد بن حنبل أنه قال فيما كتب إلينا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي أنه حدثه حارث بن الحسن الطحان عن حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن ابن جبير عن ابن عباس قال لما نزل قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قالوا يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم قال علي و فاطمة و ابناهما
و رواه من تفسير الثعلبي أيضا بهذا الإسناد
30- و روي من صحيح البخاري و الترمذي بإسنادهما عن طاوس أنه سأل ابن عباس عن قوله إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال سعيد بن جبير قربى آل محمد ع
31- و عن الثعلبي بإسناده عن أبي الديلم قال لما جيء بعلي بن الحسين ع فأقيم على درج مسجد دمشق قام رجل من أهل الشام فقال الحمد لله الذي قتلكم و استأصلكم و قطع قرن الفتنة فقال له علي بن الحسين ع أ قرأت القرآن قال نعم قال قرأت الحم قال قرأت القرآن و لم أقرأ الحم قال قرأت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال أنتم هم قال نعم ثم قال علي بن الحسين ع أ فقرأت في بني إسرائيل وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ قال و إنكم القرابة التي أمر الله أن يؤتى حقه قال نعم
32- كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً قال من تولى الأوصياء من آل محمد و اتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيين و المؤمنين الأولين حتى تصل ولايتهم إلى آدم ع و هو قول الله عز و جل مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها تدخله الجنة و هو قول الله عز و جل قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ يقول أجر المودة الذي لم أسئلكم غيره فهو لكم تهتدون به و تنجون من عذاب الله يوم القيامة و قال لأعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب و الإنكار قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ يقول متكلفا أن أسئلكم ما لستم بأهله فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض أ ما يكفي محمدا أن يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا فقالوا ما أنزل الله هذا و ما هو إلا شيء يتقوله يريد أن يرفع أهل بيته على رقابنا و لئن قتل محمد أو مات لننزعها في أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا و أراد الله عز ذكره أن يعلم نبيه ص ما أخفوا في صدورهم و أسروا به فقال في كتابه عز و جل أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ يقول لو شئت حبست عنك الوحي فلم تكلم بفضل أهل بيتك و لا بمودتهم و قد قال الله عز و جل وَ يَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ وَ يُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ يقول الحق لأهل بيتك الولاية إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ يقول بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك و الظلم بعدك و هو قول الله عز و جل وَ أَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ
أقول سيأتي تمام الخبر في باب أنهم أنوار الله