1- ج، ]الإحتجاج[ عن أبي حمزة الثمالي قال أتى الحسن البصري أبا جعفر ع فقال جئتك لأسألك عن أشياء من كتاب الله فقال له أبو جعفر ع أ لست فقيه أهل البصرة قال قد يقال ذلك فقال له أبو جعفر ع هل بالبصرة أحد تأخذ عنه قال لا قال فجميع أهل البصرة يأخذون عنك قال نعم فقال له أبو جعفر ع سبحان الله لقد تقلدت عظيما من الأمر بلغني عنك أمر فما أدري أ كذاك أنت أم يكذب عليك قال ما هو قال زعموا أنك تقول إن الله خلق العباد ففوض إليهم أمورهم قال فسكت الحسن فقال أ فرأيت من قال الله له في كتابه إنك آمن هل عليه خوف بعد هذا القول فقال الحسن لا فقال أبو جعفر ع إني أعرض عليك آية و أنهي إليك خطبا و لا أحسبك إلا و قد فسرته على غير وجهه فإن كنت فعلت ذلك فقد هلكت و أهلكت فقال له ما هو قال أ رأيت حيث يقول وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ يا حسن بلغني أنك أفتيت الناس فقلت هي مكة فقال أبو جعفر ع فهل يقطع على من حج مكة و هل يخاف أهل مكة و هل تذهب أموالهم فمتى يكونون آمنين بل فينا ضرب الله الأمثال في القرآن فنحن القرى التي بارك الله فيها و ذلك قول الله عز و جل فمن أقر بفضلنا حيث أمرهم الله أن يأتونا فقال وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها أي جعلنا بينهم و بين شيعتهم القرى التي باركنا فيها قُرىً ظاهِرَةً و القرى الظاهرة الرسل و النقلة عنا إلى شيعتنا و فقهاء شيعتنا إلى شيعتنا و قوله وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ فالسير مثل للعلم سيروا به لَيالِيَ وَ أَيَّاماً مثل لما يسير من العلم في الليالي و الأيام عنا إليهم في الحلال و الحرام و الفرائض و الأحكام آمِنِينَ فيها إذا أخذوا من معدنها الذي أمروا أن يأخذوا منه آمِنِينَ من الشك و الضلال و النقلة من الحرام إلى الحلال لأنهم أخذوا العلم ممن وجب لهم بأخذهم إياه عنهم المغفرة لأنهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ذرية مصطفاة بعضها من بعض فلم ينته الاصطفاء إليكم بل إلينا انتهى و نحن تلك الذرية لا أنت و لا أشباهك يا حسن فلو قلت لك حين ادعيت ما ليس لك و ليس إليك يا جاهل أهل البصرة لم أقل فيك إلا ما علمته منك و ظهر لي عنك و إياك أن تقول بالتفويض فإن الله جل و عز لم يفوض الأمر إلى خلقه وهنا منه و ضعفا و لا أجبرهم على معاصيه ظلما و الخبر طويل أخذنا منه موضع الحاجة
2- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ج، ]الإحتجاج[ عن الثمالي قال دخل قاضي من قضاة أهل الكوفة على علي بن الحسين ع فقال له جعلني الله فداك أخبرني عن قول الله عز و جل وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ قال له ما يقول الناس فيها قبلكم بالعراق قال يقولون إنها مكة قال و هل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكة قال فما هو قال إنما عنى الرجال قال و أين ذلك في كتاب الله فقال أ و ما تسمع إلى قوله عز و جل وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَ رُسُلِهِ و قال وَ تِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ و قال وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَ الْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها فليسأل القرية أو الرجال و العير قال و تلا ع آيات في هذا المعنى قال جعلت فداك فمن هم قال نحن هم و قوله سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ قال آمنين من الزيغ
3- كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن الحسين بن علي بن زكريا البصري عن الهيثم بن عبد الله الرماني عن الرضا عن أبيه عن جده جعفر ع قال دخل على أبي بعض من يفسر القرآن فقال له أنت فلان و سماه باسمه قال نعم قال أنت الذي تفسر القرآن قال نعم قال فكيف تفسر هذه الآية وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ قال هذه بين مكة و منى فقال له أبو عبد الله ع أ يكون في هذا الموضع خوف و قطيع قال نعم قال فموضع يقول الله أمن يكون فيه خوف و قطع قال فما هو قال ذاك نحن أهل البيت قد سماكم الله ناسا و سمانا قرى قال جعلت فداك أوجدني هذا في كتاب الله إن القرى رجال فقال أبو عبد الله عليه السلام أ ليس الله تعالى يقول وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَ الْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها فللجدران و الحيطان السؤال أم للناس و قال تعالى وَ إِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً فمن المعذب الرجال أم الجدران و الحيطان
4- كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن هوذة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال دخل الحسن البصري على محمد بن علي ع فقال له يا أخا أهل البصرة بلغني أنك فسرت آية من كتاب الله على غير ما أنزلت فإن كنت فعلت فقد هلكت و استهلكت قال و ما هي جعلت فداك قال قول الله عز و جل وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ ويحك كيف يجعل الله لقوم أمانا و متاعهم يسرق بمكة و المدينة و ما بينهما و ربما أخذ عبد أو قتل و فاتت نفسه ثم مكث مليا ثم أومأ بيده إلى صدره و قال نحن القرى التي بارك الله فيها قال جعلت فداك أوجدت هذا في كتاب الله إن القرى رجال قال نعم قول الله عز و جل وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَ رُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَ عَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً فمن العاتي على الله عز و جل الحيطان و البيوت أم الرجال فقال الرجال ثم قال جعلت فداك زدني قال قوله عز و جل في سورة يوسف عليه السلام وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَ الْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها لمن أمروه أن يسأل القرية و العير أم الرجال فقال جعلت فداك فأخبرني عن القرى الظاهرة قال هم شيعتنا يعني العلماء منهم
-5 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله ع فسأله ع عن أشياء لم يعرف الجواب عنها فكان فيما سأله أن قال له أخبرني عن قول الله تعالى وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ أي موضع هو قال هو ما بين مكة و المدينة فقال ع نشدتكم بالله هل تسيرون بين مكة و المدينة لا تأمنون على دمائكم من القتل و على أموالكم من السرق ثم قال و أخبرني عن قوله وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً أي موضع هو قال ذاك بيت الله الحرام فقال نشدتكم بالله هل تعلمون أن عبد الله بن الزبير و سعيد بن جبير دخلاه فلم يأمنا القتل قال فاعفني يا ابن رسول الله
بيان أقول التأويل الوارد في تلك الأخبار من غرائب التأويل و لعل الوجه فيها ما أشرنا إليه مرارا من أن ما ذكره سبحانه في القرآن الكريم من القصص إنما هو لزجر هذه الأمة عن أشباه أعمالهم و تحذيرهم عن أمثال ما نزل بهم من العقوبات و لم يقع في الأمم السابقة شيء إلا و قد وقع نظيره في هذه الأمة كقصة هارون مع العجل و السامري و ما وقع على أمير المؤمنين ع من أبي بكر و عمر و كقارون و عثمان و صفورا و الحميراء و أشباه ذلك مما قد أشرنا إليه في كتاب النبوة لكن بعضها ظاهر الانطباق على ما مضى و بعضها يحتاج إلى تنبيه و أمثال ذلك من القسم الثاني فإن نظير ما وقع على قوم سبإ من حرمانهم لنعم الله تعالى لكفرانهم و تعويضهم بالخمط و الأثل أن الله تعالى هيأ لهم من أثمار حدائق الحقائق ببركة الصادقين من أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم ما لا يحيط به البيان مع كونهم آمنين من فتن الجهالات و الضلالات فلما كفروا بتلك النعمة سلبهم الله تعالى إياها فغاب أو خفي عنهم و ذهبت الرواة و حملة الأخبار من بينهم أو خفوا عنهم فابتلوا بالآراء و المقاييس و اشتبه عليهم الأمور و قل عندهم ما يتمسكون به من أخبار الأئمة الأطهار و استولت عليهم سيول الشكوك و الشبهات من أئمة البدع و رءوس الضلالات فصاروا مصداق قوله تعالى وَ بَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَ أَثْلٍ وَ شَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ و هذا طريق وسعت عليك لفهم أمثال تلك الأخبار و الله يهدي إلى سواء السبيل
6- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر ع فقال يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة فقال هكذا يزعمون فقال أبو جعفر ع بلغني أنك تفسر القرآن قال له قتادة نعم فقال له أبو جعفر ع بعلم تفسره أم بجهل قال لا بعلم فقال له أبو جعفر ع فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت و أنا أسألك قال قتادة سل قال أخبرني عن قول الله عز و جل في سبإ وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ فقال قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد و راحلة و كراء حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله فقال أبو جعفر ع نشدتك الله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد و راحلة و كراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته و يضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه قال قتادة اللهم نعم فقال أبو جعفر ع ويحك يا قتادة إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت و أهلكت و إن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت و أهلكت ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد و راحلة و كراء حلال يروم هذا البيت عارف بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله عز و جل فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ و لم يعن البيت فيقول إليه فنحن و الله دعوة إبراهيم ع التي من هوانا قلبه قبلت حجته و إلا فلا يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة قال قتادة لا جرم و الله و لا فسرتها إلا هكذا فقال أبو جعفر ع ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به
بيان أي لا أفسرها بعد إلا كما ذكرت