الآيات الحج وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَ عَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَ أَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَ لْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ
تفسير قال الطبرسي رحمه الله
اختلف في المخاطب به على قولين أحدهما أنه إبراهيم ع و الثاني أن المخاطب به نبينا ص وَ أَذِّنْ يا محمد فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ فأذن ص في حجة الوداع أي أعلمهم بوجوب الحج رِجالًا أي مشاة على أرجلهم وَ عَلى كُلِّ ضامِرٍ أي ركبانا قال ابن عباس يريد الإبل و لا يدخل بعير و لا غيره الحرم إلا و قد هزل و سيأتي تفسير الآية في كتاب الحج إن شاء الله تعالى
1- كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن عمر بن أبان الكلبي قال ذكرت لأبي عبد الله ع المستحاضة فذكر أسماء بنت عميس فقال إن أسماء ولدت محمد بن أبي بكر بالبيداء و كان في ولادتها البركة للنساء لمن ولدت منهن أو طمثت فأمرها رسول الله ص فاستثفرت و تنطقت بمنطقة و أحرمت
2- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع أن أسماء بنت عميس نفست بمحمد بن أبي بكر فأمرها رسول الله ص حين أرادت الإحرام من ذي الحليفة أن تحتشي بالكرسف و الخرق و تهل بالحج فلما قدموا مكة و قد نسكوا المناسك و قد أتى لها ثمانية عشر يوما فأمرها رسول الله ص أن تطوف بالبيت و تصلي و لم ينقطع عنها الدم ففعلت ذلك
3- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال قطع رسول الله ص التلبية حين زاغت الشمس يوم عرفة
4- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل عن صفوان عن معاوية بن عمار قال قال أبو عبد الله ع إن المشركين كانوا يفيضون من قبل أن تغيب الشمس فخالفهم رسول الله ص فأفاض بعد غروب الشمس و قال أيها الناس إن الحج ليس بوجيف الخيل و لا إيضاع الإبل و لكن اتقوا الله و سيروا سيرا جميلا و لا توطئوا ضعيفا و لا توطئوا مسلما و كان ص يكف ناقته حتى يصيب رأسها مقدم الرحل و يقول أيها الناس عليكم بالدعة و الخبر مختصر
5- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن البزنطي عن أبي جعفر الثاني ع قال إن رسول الله لما كان يوم النحر أتاه طوائف من المسلمين فقالوا يا رسول الله ذبحنا من قبل أن نرمي و حلقنا من قبل أن نذبح و لم يبق شيء مما ينبغي لهم أن يقدموه إلا أخروه و لا شيء مما ينبغي لهم أن يؤخروه إلا قدموه فقال رسول الله ص لا حرج لا حرج
6- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن إسماعيل بن همام قال قال أبو الحسن ع دخل النبي ص الكعبة فصلى في زواياها الأربع صلى في كل زاوية ركعتين
7- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال لم يدخل الكعبة رسول الله ص إلا يوم فتح مكة
8- ل، ]الخصال[ الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري عن عبد الله بن محمد بن عبد الكريم عن ابن عوف عن مكي بن إبراهيم عن موسى بن عبيدة عن صدقة بن يسار عن عبد الله بن عمر قال نزلت هذه السورة إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ على رسول الله ص في أوسط أيام التشريق فعرف أنه الوداع فركب راحلته العضباء فحمد الله و أثنى عليه ثم قال يا أيها الناس كل دم كان في الجاهلية فهو هدر و أول دم هدر دم الحارث بن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في هذيل فقتله بنو الليث أو قال كان مسترضعا في بني ليث فقتله هذيل و كل ربا كان في الجاهلية فموضوع و أول ربا وضع ربا العباس بن عبد المطلب أيها الناس إن الزمان قد استدار فهو اليوم كهيئة يوم خلق الله السماوات و الأرضين و إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ رجب مضر الذي بين جمادى و شعبان و ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ فإن النسيء زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَ يُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ و كانوا يحرمون المحرم عاما و يستحلون صفر و يحرمون صفر عاما و يستحلون المحرم أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد في بلادكم آخر الأبد و رضي منكم بمحقرات الأعمال أيها الناس من كانت عنده وديعة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها أيها الناس إن النساء عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن ضرا و لا نفعا أخذتموهن بأمانة الله و استحللتم فروجهن بكلمات الله فلكم عليهن حق و لهن عليكم حق و من حقكم عليهن أن لا يواطئوا فرشكم و لا يعصينكم في معروف فإذا فعلن ذلك فلهن رِزْقُهُنَّ وَ كِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ و لا تضربوهن أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله عز و جل فاعتصموا به يا أيها الناس أي يوم هذا قالوا يوم حرام ثم قال يا أيها الناس فأي شهر هذا قالوا شهر حرام ثم قال أيها الناس أي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فإن الله عز و جل حرم عليكم دماءكم و أموالكم و أعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه ألا فليبلغ شاهدكم غائبكم لا نبي بعدي و لا أمة بعدكم ثم رفع يديه حتى أنه ليرى بياض إبطيه ثم قال اللهم اشهد أني قد بلغت
بيان قال الجزري فيه إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات و الأرض يقال دار يدور و استدار يستدير بمعنى إذا طاف حول الشيء و إذا عاد إلى الموضع الذي ابتدأ منه و معنى الحديث أن العرب كانوا يؤخرون المحرم إلى صفر و هو النسيء ليقاتلوا فيه فينتقل المحرم من شهر إلى شهر حتى يجعلوه في جميع شهور السنة فلما كانت تلك السنة كان قد عاد إلى زمنه المخصوص به قبل النقل و دارت السنة كهيئتها الأولى و قال أضاف رجبا إلى مضر لأنهم كانوا يعظمونه خلاف غيرهم فكأنهم اختصوا به و قوله بين جمادى و شعبان تأكيد للبيان و الإيضاح لأنهم كانوا ينسئونه و يؤخرونه من شهر إلى شهر فيتحول عن موضعه المختص به فبين لهم أنه الشهر الذي بين جمادى و شعبان لا ما كانوا يسمونه على حساب النسيء و قال العاني الأسير و كل من ذل و استكان و خضع فهو عان و المرأة عانية و جمعها عوان و منه الحديث اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم أي أسراء أو كالأسراء. قوله ص بأمانة الله أي بأن جعلكم أمينا عليهن و أمركم بحفظهن فهن ودائع الله عندكم. و قال الطيبي في شرح المشكاة أي بعهده و هو ما عهد إليهم من الرفق و الشفقة و قال في قوله بكلمات الله هو قوله فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ و قيل بالإيجاب و القبول و قيل بكلمة التوحيد إذ لا تحل المسلمة لكافر. أقول سيأتي معنى آخر في الخبر في كتاب النكاح و سيأتي تلك الخطبة بأسانيد في باب خطب النبي ص و باب المناهي إن شاء الله تعالى
9- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ حمويه بن علي عن محمد بن محمد بن بكر عن الفضل بن حباب عن مكي بن مروك الأهوازي عن علي بن بحر عن حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال دخلنا على جابر بن عبد الله فلما انتهينا إليه سأل عن القوم حتى انتهى إلي فقلت أنا محمد بن علي بن الحسين فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زري الأعلى و زري الأسفل ثم وضع كفه بين ثديي و قال مرحبا بك و أهلا يا ابن أخي سل ما شئت فسألته و هو أعمى فجاء وقت الصلاة فقام في نساجة فالتحف بها فلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها و رداؤه إلى جنبه على المشجب فصلى بنا فقلت أخبرني عن حجة رسول الله ص فقال بيده فعقد تسعا و قال إن رسول الله ص مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله ص حاج فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله ص و يعمل ما عمله فخرج و خرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة فذكر الحديث و قدم علي من اليمن ببدن النبي ص فوجد فاطمة فيمن أحل و لبست ثيابا صبيغا و اكتحلت فأنكر علي ذلك عليها فقالت أبي ص أمرني بهذا و كان علي ع يقول بالعراق فذهبت إلى رسول الله ص محرشا على فاطمة بالذي صنعت مستفتيا رسول الله ص بالذي ذكرت عنه فأنكرت ذلك قال صدقت صدقت
بيان قال الجزري النساجة ضرب من الملاحف منسوجة كأنها سميت بالمصدر و قال المشجب بكسر الميم عيدان تضم رءوسها و تفرج بين قوائمها و توضع عليها الثياب و قال في حديث علي ع في الحج فذهبت إلى رسول الله ص محرشا على فاطمة أراد بالتحريش هاهنا ذكر ما يوجب عتابه لها و أصله الإغراء و التهييج.
10- عم، ]إعلام الورى[ شا، ]الإرشاد[ لما أراد رسول الله ص التوجه إلى الحج و أداء فرض الله تعالى فيه أذن في الناس به و بلغت دعوته إلى أقاصي بلاد الإسلام فتجهز الناس للخروج معه و حضر المدينة من ضواحيها و من حولها و يقرب منها خلق كثير و تهيئوا للخروج معه فخرج ص بهم لخمس بقين من ذي العقدة و كاتب أمير المؤمنين ع بالتوجه إلى الحج من اليمن و لم يذكر له نوع الحج الذي قد عزم عليه و خرج ص قارنا للحج بسياق الهدي و أحرم ع من ذي الحليفة و أحرم الناس معه و لبى من عند الميل الذي بالبيداء فاتصل ما بين الحرمين بالتلبية حتى انتهى إلى كراع الغميم و كان الناس معه ركبانا و مشاة فشق على المشاة المسير و أجهدهم السير و التعب فشكوا ذلك إلى النبي ص و استحملوه فأعلمهم أنه لا يجد لهم ظهرا و أمرهم أن يشدوا على أوساطهم و يخلطوا الرمل بالنسل ففعلوا ذلك و استراحوا إليه و خرج أمير المؤمنين ع بمن معه من العسكر الذي كان صحبه إلى اليمن و معه الحلل الذي كان أخذها من أهل نجران فلما قارب رسول الله ص إلى مكة من طريق المدينة قاربها أمير المؤمنين ع من طريق اليمن و تقدم الجيش للقاء النبي ص و خلف عليهم رجلا منهم فأدرك النبي ص و قد أشرف على مكة فسلم عليه و خبره بما صنع و بقبض ما قبض و أنه سارع للقائه أمام الجيش فسر رسول الله ص لذلك و ابتهج بلقائه و قال له بم أهللت يا علي فقال يا رسول الله إنه لم تكتب لي بإهلالك و لا عرفته فعقدت نيتي بنيتك فقلت اللهم إهلالا كإهلال نبيك و سقت معي من البدن أربعا و ثلاثين بدنة فقال رسول الله ص الله أكبر قد سقت أنا ستا و ستين و أنت شريكي في حجي و مناسكي و هديي فأقم على إحرامك و عد إلى جيشك فعجل بهم إلي حتى نجتمع بمكة إن شاء الله فودعه أمير المؤمنين ع و عاد إلى جيشه فلقيهم عن قرب فوجدهم قد لبسوا الحلل التي كانت معهم فأنكر ذلك عليهم و قال للذي كان استخلفه عليهم ويلك ما دعاك إلى أن تعطيهم الحلل من قبل أن ندفعها إلى رسول الله ص و لم أكن أذنت لك في ذلك فقال سألوني أن يتجملوا بها و يحرموا فيها ثم يردوها علي فانتزعها أمير المؤمنين ع من القوم و شدها في الأعدال فاضطغنوا ذلك عليه فلما دخلوا مكة كثرت شكاياهم من أمير المؤمنين ع
فأمر رسول الله ص مناديا فنادى في الناس ارفعوا ألسنتكم عن علي بن أبي طالب فإنه خشن في ذات الله عز و جل غير مداهن في دينه
فكف القوم عن ذكره و علموا مكانه من النبي ص و سخطه على من رام الغميزة فيه و أقام أمير المؤمنين ع على إحرامه تأسيا برسول الله ص و كان قد خرج مع النبي ص كثير من المسلمين بغير سياق هدي فأنزل الله تعالى وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ
و قال رسول الله ص دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة و شبك إحدى أصابع يديه على الأخرى ثم قال ع لو استقبلت من أمري ما استدبرته ما سقت الهدي ثم أمر مناديه أن ينادي من لم يسق منكم هديا فليحل و ليجعلها عمرة و من ساق منكم هديا فليقم على إحرامه
فأطاع في ذلك بعض الناس و خالف بعض و جرت خطوب بينهم فيه و قال منهم قائلون إن رسول الله ص أشعث أغبر نلبس الثياب و نقرب النساء و ندهن و قال بعضهم أ ما تستحيون تخرجون رءوسكم تقطر من الغسل و رسول الله ص على إحرامه فأنكر رسول الله ص على من خالف في ذلك و قال لو لا أني سقت الهدي لأحللت و جعلتها عمرة فمن لم يسق هديا فليحل فرجع قوم و أقام آخرون على الخلاف و كان فيمن أقام على الخلاف عمر بن الخطاب فاستدعاه رسول الله ص و قال ما لي أراك يا عمر محرما أ سقت هديا قال لم أسق قال فلم لا تحل و قد أمرت من لم يسق بالإحلال فقال و الله يا رسول الله لا أحللت و أنت محرم فقال له النبي ص إنك لن تؤمن بها حتى تموت فلذلك أقام على إنكار متعة الحج حتى رقي المنبر في إمارته فنهى عنه نهيا مجددا و توعد عليها بالعقاب. و لما قضى رسول الله ص نسكه أشرك عليا ع في هديه و قفل إلى المدينة و هو معه و المسلمون حتى انتهى إلى الموضع المعروف بغدير خم و ليس بموضع إذ ذاك يصلح للمنزل لعدم الماء فيه و المرعى فنزل ع في الموضع و نزل المسلمون معه و كان سبب نزوله في هذا المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع خليفة في الأمة من بعده و قد كان تقدم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له فأخره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه و علم الله عز و جل أنه إن تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلى بلدانهم و أماكنهم و بواديهم فأراد الله أن يجمعهم لسماع النص على أمير المؤمنين ع و تأكيد الحجة عليهم فيه فأنزل الله تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ يعني في استخلاف علي ع و النص بالإمامة عليه وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فأكد الفرض عليه بذلك و خوفه من تأخير الأمر فيه و ضمن له العصمة و منع الناس منه فنزل رسول الله ص المكان الذي ذكرناه لما وصفناه من الأمر له بذلك و شرحناه و نزل المسلمون حوله و كان يوما قائظا شديد الحر فأمر ع بدوحات فقم ما تحتها و أمر بجمع الرحال في ذلك المكان و وضع بعضها فوق بعض ثم أمر مناديه فنادى في الناس الصلاة جامعة فاجتمعوا من رحالهم إليه و إن أكثرهم ليلف رداءه على قدميه من شدة الرمضاء فلما اجتمعوا صعد على تلك الرحال حتى صار في ذروتها و دعا أمير المؤمنين ع فرقي معه حتى قام عن يمينه
ثم خطب الناس فحمد الله و أثنى عليه و وعظ فأبلغ في الموعظة و نعى إلى الأمة نفسه و قال قد دعيت و يوشك أن أجيب و قد حان مني خفوق من بين أظهركم و إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم نادى بأعلى صوته أ لست أولى بكم منكم بأنفسكم قالوا اللهم بلى فقال لهم على النسق من غير فصل و قد أخذ بضبعي أمير المؤمنين ع فرفعهما حتى بان بياض إبطيهما فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله ثم نزل ص
و كان وقت الظهيرة فصلى ركعتين ثم زالت الشمس فأذن مؤذنه لصلاة الظهر فصلى بهم الظهر و جلس ع في خيمته و أمر عليا ع أن يجلس في خيمة له بإزائه ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنئوه بالمقام و يسلموا عليه بإمرة المؤمنين ففعل الناس ذلك كلهم ثم أمر أزواجه و سائر نساء المؤمنين معه أن يدخلن عليه و يسلمن عليه بإمرة المؤمنين ففعلن و كان فيمن أطنب في تهنئته بالمقام عمر بن الخطاب و أظهر له من المسرة به و قال فيما قال بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة و جاء حسان بن ثابت إلى رسول الله ص فقال يا رسول الله أ تأذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه الله فقال له قل يا حسان على اسم الله فوقف على نشز من الأرض و تطاول المسلمون لسماع كلامه فأنشأ يقول
يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم و أسمع بالرسول منادياو قال فمن مولاكم و وليكم فقالوا و لم يبدوا هناك التعادياإلهك مولانا و أنت ولينا و لن تجدن منا لك اليوم عاصيافقال له قم يا علي فإنني رضيتك من بعدي إماما و هاديافمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له أتباع صدق موالياهناك دعا اللهم وال وليه و كن للذي عادى عليا معاديا
فقال له رسول الله ص لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك و إنما اشترط رسول الله ص في الدعاء له لعلمه ع بعاقبة أمره في الخلاف و لو علم سلامته في مستقبل الأحوال لدعا له على الإطلاق و مثل ذلك ما اشترط الله تعالى في مدح أزواج النبي ص و لم يمدحهن بغير اشتراط لعلمه أن منهن من تتغير بعد الحال عن الصلاح الذي تستحق عليه المدح و الإكرام فقال يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ و لم يجعلهن في ذلك حسب ما جعل أهل بيت النبي ص في محل الإكرام و المدحة حيث بذلوا قوتهم لليتيم و المسكين و الأسير فأنزل الله سبحانه في علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع و قد آثروا على أنفسهم مع الخصاصة التي كانت بهم فقال تعالى وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً فقطع لهم بالجزاء و لم يشترط لهم كما اشترط لغيرهم لعلمه باختلاف الأحوال على ما بيناه. بيان ضاحية كل شيء ناحيته البارزة و قال الجزري رمل يرمل رملا أسرع في السير و هز منكبه و قال النسل و النسلان الإسراع في المشي و خفق النجم خفوقا غاب و الضبع العضد و النشز بالفتح المرتفع من الأرض قوله و أسمع صيغة تعجب كقوله تعالى أَسْمِعْ بِهِمْ وَ أَبْصِرْ.
11- سر، ]السرائر[ قال ابن محبوب في كتابه خرج رسول الله ص من المدينة لأربع بقين من ذي القعدة و دخل لأربع مضين من ذي الحجة و دخل من أعلى مكة من عقبة المدنيين و خرج من أسفلها.
12- عم، ]إعلام الورى[ خرج رسول الله ص من المدينة متوجها إلى الحج في السنة العاشرة لخمس بقين من ذي القعدة و أذن في الناس بالحج فتجهز الناس للخروج معه و حضر المدينة من ضواحيها و من جوانبها خلق كثير فلما انتهى إلى ذي الحليفة ولدت هناك أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر فأقام تلك الليلة من أجلها و أحرم من ذي الحليفة و أحرم الناس معه و كان قارنا للحج بسياق الهدي ساق معه ستا و ستين بدنة و حج علي ع من اليمن و ساق معه أربعا و ثلاثين بدنة
و قد روي أيضا عن الصادق ع أن رسول الله ص ساق في حجه مائة بدنة فنحر نيفا و ستين ثم أعطى عليا فنحر نيفا و ثلاثين
أقول و ساق الخبر بتمامه من قصة الجيش و الأمر بالعدول إلى العمرة و إنكار عمر ذلك و قصة الغدير مثل ما ساقه المفيد رحمه الله إلى أن قال و لم يبرح رسول الله ص من المكان حتى نزل الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فقال الحمد لله على كمال الدين و تمام النعمة و رضا الرب برسالتي و الولاية لعلي من بعدي
13- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج ثم أنزل الله عز و جل عليه وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَ عَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ فأمر المؤذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم بأن رسول الله يحج في عامه هذا فعلم به من حضر المدينة و أهل العوالي و الأعراب و اجتمعوا لحج رسول الله ص و إنما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون به و يتبعونه أو يصنع شيئا فيصنعونه فخرج رسول الله ص في أربع بقين من ذي القعدة فلما انتهى إلى ذي الحليفة زالت الشمس فاغتسل ثم خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلى فيه الظهر ثم عزم بالحج مفردا و خرج حتى انتهى إلى البيداء عند الميل الأول فصف له سماطان فلبى بالحج مفردا و ساق الهدي ستا و ستين أو أربعا و ستين حتى انتهى إلى مكة في سلخ أربع من ذي الحجة فطاف بالبيت سبعة أشواط ثم صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم ع ثم عاد إلى الحجر فاستلمه و قد كان استلمه في أول طوافه ثم قال إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فابدأ بما بدأ الله عز و جل به و إن المسلمين كانوا يظنون أن السعي بين الصفا و المروة شيء صنعه المشركون فأنزل الله عز و جل إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما ثم أتى الصفا فصعد عليه و استقبل الركن اليماني فحمد الله و أثنى عليه و دعا مقدار ما يقرأ سورة البقرة مترسلا ثم انحدر إلى المروة فوقف عليهما كما وقف على الصفا ثم انحدر و عاد إلى الصفا فوقف عليها ثم انحدر إلى المروة حتى فرغ من سعيه فلما فرغ منسعيه و هو على المروة أقبل على الناس بوجهه فحمد الله و أثنى عليه ثم قال إن هذا جبرئيل و أومأ بيده إلى خلفه يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحل و لو استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم و لكني سقت الهدي و لا ينبغي لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله قال فقال له رجل من القوم لنخرجن حجاجا و رءوسنا و شعورنا تقطر فقال له رسول الله أما إنك لن تؤمن بهذا أبدا فقال له سراقة بن مالك بن جعشم الكناني يا رسول الله علمنا ديننا كأنا خلقنا اليوم فهذا الذي أمرتنا به أ لعامنا هذا أم لما يستقبل فقال له رسول الله ص بل هو للأبد إلى يوم القيامة ثم شبك أصابعه و قال دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة قال و قدم علي ع من اليمن على رسول الله ص و هو بمكة فدخل على فاطمة ع و هي قد أحلت فوجد ريحا طيبا و وجد عليها ثيابا مصبوغة فقال ما هذا يا فاطمة فقالت أمرنا بهذا رسول الله ص فخرج علي ع إلى رسول الله ص مستفتيا فقال يا رسول الله إني رأيت فاطمة قد أحلت و عليها ثياب مصبوغة
فقال رسول الله ص أنا أمرت الناس بذلك فأنت يا علي بما أهللت قال يا رسول الله إهلال كإهلال النبي ص فقال له يا رسول الله ص قر على إحرامك مثلي و أنت شريكي في هديي قال و نزل رسول الله ص بمكة بالبطحاء هو و أصحابه و لم ينزل الدور فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا و يهلوا بالحج و هو قول الله عز و جل الذي أنزله على نبيه ص فاتبعوا ملة أبيكم إبراهيم فخرج النبي ص و أصحابه مهلين بالحج حتى أتوا منى فصلى الظهر و العصر و المغرب و العشاء الآخرة و الفجر ثم غدا و الناس معه و كانت قريش تفيض من المزدلفة و هي جمع و يمنعون الناس أن يفيضوا منها فأقبل رسول الله ص و قريش ترجوا أن تكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون فأنزل الله عز و جل عليه ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ يعني إبراهيم و إسماعيل و إسحاق في إفاضتهم منها و من كان بعدهم فلما رأت قريش أن قبة رسول الله ص قد مضت كأنه دخل في أنفسهم شيء للذي كانوا يرجون من الإفاضة من مكانهم حتى انتهى إلى نمرة و هي بطن عرنة بحيال الأراك فضربت قبته و ضرب الناس أخبيتهم عندها فلما زالت الشمس خرج رسول الله ص و معه قريش و قد اغتسل و قطع التلبية حتى وقف بالمسجد فوعظ الناس و أمرهم و نهاهم ثم صلى الظهر و العصر بأذان و إقامتين ثم مضى إلى الموقف فوقف به فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون إلى جانبها فنحاها ففعلوا مثل ذلك فقال أيها الناس ليس موضع أخفاف ناقتي بالموقف و لكن هذا كله و أومأ بيده إلى الموقف فتفرق الناس و فعل مثل ذلك بالمزدلفة فوقف الناس حتى وقع القرص قرص الشمس ثم أفاض و أمر الناس بالدعة حتى انتهى إلى المزدلفة و هو المشعر الحرام فصلى المغرب و العشاء الآخرة بأذان واحد و إقامتين ثم أقام حتى صلى فيها الفجر و عجل ضعفاء بني هاشم بليل و أمرهم أن لا يرموا الجمرة جمرة العقبة حتى تطلع الشمس فلما أضاء له النهار أفاض حتى انتهى إلى منى فرمى جمرة العقبة و كان الهدي الذي جاء به رسول الله ص أربعة و ستين أو ستة و ستين و جاء علي ع بأربعة و ثلاثين أو ستة و ثلاثين فنحر رسول الله ص ستة و ستين و نحر علي ع أربعا و ثلاثين بدنة و أمر رسول الله ص أن يؤخذ من كل بدنة منها جذوة من لحم ثم تطرح في برمة ثم تطبخ فأكل رسول الله ص و علي و حسيا من مرقها و لم يعطيا لجزارين جلودها و لا جلالها و لا قلائدها و تصدق به و حلق و زار البيت و رجع إلى منى و أقام بها حتى كان اليوم الثالث من آخر أيام التشريق ثم رمى الجمار و نفر حتى انتهى إلى الأبطح فقالت له عائشة أ ترجع نساؤك بحجة و عمرة معا و أرجع بحجة فأقام بالأبطح و بعث ص معها عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فأهلت بعمرة ثم جاءت و طافت بالبيت و صلت ركعتين عند مقام إبراهيم و سعت بين الصفا و المروة ثم أتت النبي ص فارتحل من يومه و لم يدخل المسجد الحرام و لم يطف بالبيت و دخل من أعلى مكة من عقبة المدنيين و خرج من أسفل مكة من ذوي طوى
بيان العوالي أماكن بأعالي أراضي المدينة و أدناها من المدينة على أربعة أميال و أبعدها من جهة نجد ثمانية قوله منفردا أي عن العمرة و سماط القوم بالكسر صفهم قوله أو أربعا الترديد باعتبار اختلاف الروايات كما أومأ إليه في السند قوله فاتبعوا ملة أبيكم أقول ليس في القرآن هكذا بل في آل عمران فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَ ما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ إلى آخر آيات الحج و في سورة الحج وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ الآية فيمكن أن يكون في مصحفهم ع الآية الأولى هكذا أو تكون زيادة أبيكم من النساخ أو يكون نقلا بالمعنى جمعا بين الآيتين و في بعض النسخ فاتبعوه فيكون إشارة إلى قوله تعالى وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ أو إلى قوله وَ هذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ و ما بعده إلى آية الحج أو هو بصيغة الماضي عطفا على أنزله من كلامه ص و سلخ الشهر مضى كانسلخ قوله ص بالدعة أي بالسكون و التأني و ترك الإيجاف و الجذوة مثلثة القطعة و البرمة بالضم قدر من الحجارة و حسا المرق شربه شيئا بعد شيء
14- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن أبان عن سعيد الأعرج قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن رسول الله ص عجل النساء ليلا من المزدلفة إلى منى و أمر من كان منهن عليها هدي أن ترمي و لا تبرح حتى تذبح و من لم يكن عليها منهن هدي أن تمضي إلى مكة حتى تزور
15- كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن سعيد الأعرج عنه ع قال إن رسول الله ص أرسل معهن أسامة بن زيد
16- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل عن ابن أبي عمير و صفوان عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال أمر رسول الله ص حين نحر أن يؤخذ من كل بدنة جذوة من لحمها ثم تطرح في برمة ثم تطبخ و أكل رسول الله ص و علي منها و حسيا من مرقها
17- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن إسماعيل بن همام عن أبي الحسن ع قال أخذ رسول الله ص حين غدا من منى في طريق ضب و رجع ما بين المأزمين و كان إذا سلك طريقا لم يرجع فيه
18- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص حين حج حجة الإسلام خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتى أتى الشجرة فصلى بها ثم قاد راحلته حتى أتى البيداء فأحرم منها و أهل بالحج و ساق مائة بدنة و أحرم الناس كلهم بالحج لا ينوون عمرة و لا يدرون ما المتعة حتى إذا قدم رسول الله ص مكة طاف بالبيت و طاف الناس معه ثم صلى ركعتين عند المقام و استلم الحجر ثم قال ابدءوا بما بدأ الله عز و جل به فأتى الصفا فبدأ بها ثم طاف بين الصفا و المروة سبعا فلما قضى طوافه عند المروة قام خطيبا فأمرهم أن يحلوا و يجعلوها عمرة و هو شيء أمر الله عز و جل به فأحل الناس و قال رسول الله ص لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم و لم يكن يستطيع أن يحل من أجل الهدي الذي كان معه إن الله عز و جل يقول وَ لا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فقال سراقة بن مالك بن جعشم الكناني يا رسول الله علمنا كأنا خلقنا اليوم أ رأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أو لكل عام فقال رسول الله ص لا بل للأبد الأبد و إن رجلا قام فقال يا رسول الله نخرج حجاجا و رءوسنا تقطر فقال رسول الله ص إنك لن تؤمن بهذا أبدا قال و أقبل علي ع من اليمن حتى وافى الحج فوجد فاطمة ع قد أحلت و وجد ريح الطيب فانطلق إلى رسول الله ص مستفتيا فقال رسول الله ص يا علي بأي شيء أهللت فقال أهللت بما أهل به النبي ص فقال لا تحل أنت فأشركه في الهدي و جعل له سبعا و ثلاثين و نحر رسول الله ص ثلاثا و ستين و نحرها بيده ثم أخذ من كل بدنة بضعة فجعلها في قدر واحدة ثم أمر به فطبخ فأكل منه و حسا من المرق و قال قد أكلنا منها الآن جميعا و المتعة خير من القارن السائق و خير من الحاج المفرد قال و سألته ليلا أحرم رسول الله ص أم نهارا فقال نهارا قلت أي ساعة قال صلاة الظهر
19- كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله ع ذكر رسول الله ص الحج فكتب إلى من بلغه كتابه ممن دخل في الإسلام أن رسول الله ص يريد الحج يؤذنهم بذلك ليحج من أطاق الحج فأقبل الناس فلما نزل الشجرة أمر الناس بنتف الإبط و حلق العانة و الغسل و التجرد في إزار و رداء أو إزار و عمامة و يضعها على عاتقه لمن لم يكن له رداء و ذكر أنه حيث لبى قال لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك و كان رسول الله ص يكثر من ذي المعارج و كان يلبي كلما لقي راكبا أو علا أكمة أو هبط واديا و من آخر الليل و في أدبار الصلوات فلما دخل مكة دخل من أعلاها من العقبة و خرج حين خرج من ذي طوى فلما انتهى إلى باب المسجد استقبل الكعبة و ذكر ابن سنان أنه باب بني شيبة فحمد الله و أثنى عليه و صلى على أبيه إبراهيم ثم أتى الحجر فاستلمه فلما طاف بالبيت صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم ع و دخل زمزم فشرب منها ثم قال اللهم إني أسألك علما نافعا و رزقا واسعا و شفاء من كل داء و سقم فجعل يقول ذلك و هو مستقبل الكعبة ثم قال لأصحابه ليكن آخر عهدكم بالكعبة استلام الحجر فاستلمه ثم خرج إلى الصفا ثم قال أبدأ بما بدأ الله به ثم صعد على الصفا فقام عليه مقدار ما يقرأ الإنسان سورة البقرة
20- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول نحر رسول الله ص بيده ثلاثا و ستين و نحر علي ع ما غبر قلت سبعا و ثلاثين قال نعم
بيان لعل الاختلاف الواقع في عدد هديهما صلوات الله عليهما من الرواة أو ورد بعضها تقية أو موافقة لروايات العامة إلزاما عليهم و أما الاختلاف في سياق أمير المؤمنين ع و عدمه فيحتمل ذلك و يحتمل أن يكون المراد بالسياق من مكة إلى المواقف و بعدمه عدم السياق من اليمن أو أنه ع جاء بها معه و لكن لم يشعرها عند الإحرام لعدم علمه ع بنوع الحج فلذا أشركه ص في هديه و كذا الاختلاف في عدد ما ساقه النبي ص من المائة و بضع و ستين فيمكن أن يكون المراد بالمائة جميع ما ساقه و بالستين ما ساقه لنفسه لأنه ص كان يعلم أن أمير المؤمنين ع يهل كإهلاله فساق البقية لأجله
21- ل، ]الخصال[ ابن بندار عن أبي العباس الحمادي عن أحمد بن محمد الشافعي عن عمه عن داود بن عبد الرحمن عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي ص اعتمر أربع عمر عمرة الحديبية و عمرة القضاء من قابل و الثالثة من الجعرانة و الرابعة مع حجته
-22 ع، ]علل الشرائع[ السناني و الدقاق و المكتب و الوراق و القطان جميعا عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن أبي الحسن العبدي عن سليمان بن مهران قال قلت لجعفر بن محمد ع كم حج رسول الله ص فقال عشرين حجة مستسرا في كل حجة يمر بالمأزمين فينزل فيبول فقلت يا ابن رسول الله و لم كان ينزل هناك فيبول قال لأنه أول موضع عبد فيه الأصنام و منه أخذ الحجر الذي نحت منه هبل الذي رمى به علي ع من ظهر الكعبة لما علا ظهر رسول الله ص فأمر بدفنه عند باب بني شيبة فصار الدخول إلى المسجد من باب بني شيبة سنة لأجل ذلك الخبر
بيان لعل الاستسرار بالحج من قومه مع أنهم كانوا لا ينكرون الحج للنسيء لأنهم كانوا يحجون في غير أوانه أو لمخالفة أفعاله لأفعالهم للبدع التي أبدعوها في حجهم و الأول أظهر
23- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ البخاري حج النبي ص قبل النبوة و بعدها لا يعرف عددها و لم يحج بعد الهجرة إلا حجة الوداع
و عن جابر الأنصاري أنه حج ثلاث حجج حجتين قبل الهجرة و حجة الوداع
العلاء بن رزين و عمر بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال حج رسول الله ص عشرين حجة
الطبري عن ابن عباس اعتمر النبي ص أربع عمر الحديبية و القضاء و الجعرانة و التي مع حجته
معاوية بن عمار عن الصادق ع اعتمر رسول الله ص ثلاث عمر متفرقات ثم ذكر الحديبية و القضاء و الجعرانة و أقام بالمدينة عشر سنين ثم حج حجة الوداع و نصب عليا إماما يوم غدير خم
-24 سر، ]السرائر[ من جامع البزنطي عن زرارة قال سمعت أبا جعفر و أبا عبد الله ع يقولان حج رسول الله ص عشرين حجة مستسرا منها عشرة حجج أو قال سبعة الوهم من الراوي قبل النبوة و قد كان صلى قبل ذلك و هو ابن أربع سنين و هو مع أبي طالب في أرض بصرى و هو موضع كانت قريش تتجر إليه من مكة
25- كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن جعفر ع قال لم يحج النبي ص بعد قدومه المدينة إلا واحدة و قد حج بمكة مع قومه حجات
26- كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن عيسى الفراء عن عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال حج رسول الله ص عشر حجات مستسرا في كلها يمر بالمأزمين فينزل و يبول
بيان الظاهر أنه كان عشرين فوقع التصحيف من النساخ أو الرواة كما روى هذا الخبر بعينه ابن فضال عن هذا الراوي بعينه و فيه عشرين على أنه يمكن أن يكون العشرون الحج و العمرة معا تغليبا أو يكون المراد بالعشر ما كان بكلها مستسرا بسبب النسيء و بالعشرين أعم منها و مما كان ببعض أعمالها مستسرا بسبب البدع
27- كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن يونس بن يعقوب عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال حج رسول الله ص عشرين حجة
28- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال الذي كان على بدن رسول الله ص ناجية بن جندب الخزاعي الأسلمي و الذي حلق رأس النبي ص في حجته معمر بن عبد الله بن حرابة بن نصر بن غوث بن عويج بن عدي بن كعب قال و لما كان في حجة رسول الله و هو يحلقه قالت قريش أي معمر أذن رسول الله ص في يدك و في يدك الموسى فقال معمر و الله إني لأعده من الله فضلا عظيما علي قال و كان معمر هو الذي يرحل لرسول الله ص فقال رسول الله ص يا معمر إن الرحل الليلة لمسترخى فقال معمر بأبي أنت و أمي لقد شددته كما كنت أشده و لكن بعض من حسدني مكاني منك يا رسول الله ص أراد أن تستبدل بي فقال رسول الله ما كنت لأفعل
بيان موسى كفعلى ما حلق به و رحل البعير أصغر من القتب و رحلت البعير أرحله رحلا شددت على ظهره الرحل
29- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال اعتمر رسول الله ص ثلاث عمر متفرقات عمرة في ذي القعدة أهل من عسفان و هي عمرة الحديبية و عمرة أهل من الجحفة و هي عمرة القضاء و عمرة أهل من الجعرانة بعد ما رجع من الطائف من غزوة حنين
بيان المراد هنا العمر التي لم يكن مع الحج لكن ظاهر أكثر أخبارنا أنه ص لم يعتمر في حجة الوداع و خبر الأربع عامي و رووه أيضا عن عائشة و رووا موافقا لهذا الخبر أيضا بأسانيد
30- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن ابن أبي نجران عن العلاء بن رزين عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله ع أ حج رسول الله ص غير حجة الوداع قال نعم عشرين حجة
31- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن عيسى الفراء عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال حج رسول الله ص عشرين حجة مستسرة كلها يمر بالمأزمين فينزل فيبول
32- كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن جعفر بن سماعة و محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد عن علي بن الحكم جميعا عن أبان عن أبي عبد الله ع قال اعتمر رسول الله ص عمرة الحديبية و قضى الحديبية من قابل و من الجعرانة حين أقبل من الطائف ثلاث عمر كلهن في ذي القعدة
33- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله ع قال ذكر أن رسول الله ص اعتمر في ذي القعدة ثلاث عمر كل ذلك يوافق عمرته ذا القعدة
34- يب، ]تهذيب الأحكام[ أحمد بن محمد عن ابن فضال عن يونس بن يعقوب عن أسلم المكي عن عامر بن واثلة أنه قيل له كم حج رسول الله ص قال عشرا أ ما سمعتم بحجة الوداع فهل يكون وداع إلا و قد حج قبله
35- كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد عن الحسن بن علي عن بعض أصحابنا عن بعضهم ع قال أحرم رسول الله ص في ثوبي كرسف
36- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية عن أبي عبد الله ع قال كان ثوبا رسول الله ص الذي أحرم فيهما يمانيين عبري و أظفار و فيهما كفن
-37 كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن حماد عن حريز عمن أخبره عن أبي عبد الله ع قال مر رسول الله ص على كعب بن عجرة و القمل تتناثر من رأسه و هو محرم فقال له أ يؤذيك هوامك فقال نعم فأنزلت هذه الآية فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فأمره رسول الله ص أن يحلق رأسه و جعل الصيام ثلاثة أيام و الصدقة على ستة مساكين لكل مسكين مدين و النسك شاة
38- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الكاهلي عن أبي عبد الله ع قال طاف رسول الله ص على ناقته العضباء و جعل يستلم الأركان بمحجنه و يقبل المحجن
بيان المحجن كمنبر عصا معوجة الرأس
39- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان و ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع أن رسول الله ص حين فرغ من طوافه و ركعتيه قال أبدأ بما بدأ الله به من إتيان الصفا إن الله عز و جل يقول إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ و قال إن رسول الله ص كان يقف على الصفا بقدر ما يقرأ سورة البقرة مترسلا
أقول سيأتي سائر الأخبار في كتاب الحج و باب نص الغدير إن شاء الله تعالى
40- و روى في المنتقى بإسناده إلى جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن أبي جعفر الباقر صلوات الله عليهما قال دخلت على جابر بن عبد الله الأنصاري فسأل عن القوم حتى انتهى إلي فقلت أنا محمد بن علي بن الحسين فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زري الأعلى ثم نزع زري الأسفل ثم وضع كفه بين ثديي و أنا يومئذ غلام شاب فقال مرحبا بك يا ابن أخي سل عما شئت فسألته و هو أعمى و حضر وقت الصلاة فقام في النساجة ملتحفا بها كلما وضعها على منكبه رجع طرفها إليه من صغرها و رداؤه على المشجب فصلى بنا فقلت أخبرني عن حجة رسول الله ص فقال بيده فعقد تسعا فقال إن رسول الله ص مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله ص حاج فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله ص و يعمل مثل عمله فخرجنا معه حتى إذا أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر فأرسلت إلى رسول الله ص كيف أصنع قال اغتسلي و استثفري بثوب و أحرمي فصلى رسول الله ص ركعتين في المسجد ثم ركب القصواء حتى استوت ناقته على البيداء نظرت إلى مد بصري بين يديه من راكب و ماش و عن يمينه مثل ذلك و عن يساره مثل ذلك و من خلفه مثل ذلك و رسول الله ص بين أظهرنا و عليه ينزل القرآن و هو يعرف تأويله و ما عمل به من شيء عملنا به فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك و أهل الناس بهذا الذي يهلون فلم يرد رسول الله ص شيئا منه و لزم رسول الله ص تلبيته قال جابر لسنا ننوي إلا الحج لسنا نعرف العمرة حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا و مشى أربعا ثم نفذ إلى مقام إبراهيم فقرأ وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى فصلى فجعل المقام بينه و بين البيت فكان أبي يقول و لا أعلمه ذكره إلا عن النبي ص كان يقرأ في الركعتين قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد ثم رجع إلى الركن فاستلمه ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله و كبره و قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لا إله إلا الله وحده أنجز وعده و نصر عبده و هزم الأحزاب وحده ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات ثم نزل إلى المروة حتى انصبت قدماه في بطن الوادي حتى إذا صعدتا مشى حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا حتى إذا كان آخر طوافه على المروة قال لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي و جعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل و ليجعلها عمرة فقام سراقة بن جعشم فقال يا رسول الله ص أ لعامنا هذا أم للأبد فشبك رسول الله ص أصابعه واحدة في الأخرى و قال دخلت العمرة في الحج مرتين لا بل لأبد أبد و قدم علي من اليمن ببدن النبي ص فوجد فاطمة ممن أحل و لبست ثيابا صبيغا و اكتحلت فأنكر ذلك عليها فقالت أبي أمرني بهذا قال فكان علي يقول بالعراق فذهبت إلى رسول الله ص محرشا على فاطمة للذي صنعت و مستفتيا لرسول الله ص فيما ذكرت عنه فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها فقال صدقت صدقت ما ذا قلت حين فرضت الحج قال قلت اللهم إني أهل بما أهل به رسولك قال فإن معي الهدي فلا تحل قال فكان جماعة الهدي الذي قدم علي من اليمن و الذي أتى به النبي ص مائة قال فحل الناس كلهم و قصروا إلا النبي ص و من كان معه هدي فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج
و ركب النبي ص فصلى بها الظهر و العصر و المغرب و العشاء و الفجر ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس و أمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة فسار رسول الله ص و لا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية فأجاز رسول الله ص حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت بنمرة فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فأتى بطن الوادي فخطب الناس و قال إن دماءكم و أموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع و دماء الجاهلية موضوعة و إن أول دم أضع في دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد فقتله هذيل و ربا الجاهلية موضوعة و أول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله و استحللتم فروجهن بكلمات الله و لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح و لهن عليكم رِزْقُهُنَّ وَ كِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ و قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله و أنتم تسألون عني فما أنتم قائلون قالوا نشهد أنك قد بلغت و أديت و نصحت فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء و ينكتها إلى الناس اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر و لم يصل بينهما شيئا ثم ركب رسول الله ص حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات و جعل حبل المشاة بين يديه و استقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس و أردف أسامة خلفه و دفع رسول الله ص و قد شنق للقصواء الزمام حتى أن رأسها ليصيب مورك رحله و يقول بيده اليمنى أيها الناس السكينة السكينة كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب و العشاء بأذان واحد و إقامتين و لم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع رسول الله ص حتى طلع الفجر فصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان و إقامة ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه و كبره و هلله و وحده فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا فدفع قبل أن تطلع الشمس و أردف الفضل بن العباس و كان رجلا حسن الشعر أبيض وسيما فلما دفع رسول الله ص مرت ظعن يجرين فطفق الفضل ينظر إليهن فوضع رسول الله ص يده على وجه الفضل فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر فحول رسول الله ص يده من الشق الآخر على وجه الفضل فصرف وجهه من الشق الآخر ينظر حتى أتى بطن محسر فحرك قليلا ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها حصى الخذف رمى من بطن الوادي ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا و ستين بدنة بيده ثم أعطى عليا فنحر ما غبر و أشركه في هديه ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت فأكلا عن لحمها و شربا من مرقها ثم ركب رسول الله ص فأفاض إلى البيت و صلى بمكة الظهر فأتى على بني عبد المطلب يسقون على زمزم فقال انزعوا بني عبد المطلب فلو لا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه
بيان قال الكازروني النساجة الطيلسان و في بعض الروايات الساجة قوله و استثفري مأخوذ من ثفر الدابة و هو الذي يشد تحت ذنبها قوله انصبت أي انحدرت أي حتى إذا بلغ إلى موضع مستو يستوي قدماه على الأرض بعد ما انحدر من العلو إلى الحدور قوله دم ابن ربيعة قيل هو ابن الحارث بن عبد المطلب أخو أبي سفيان بن الحارث ابن عم النبي ص كان مسترضعا في بني سعد كما كان رسول الله ص مسترضعا فيهم و هو حارثة بن ربيعة و قيل أياس بن ربيعة و إنما بدأ بإبطال الدم و الربا من أهله و قرابته ليعلم أن ليس في الدين محاباة و النكت الضرب على الوجه بشيء يؤثر فيها و كأنه يريد به هاهنا الإشارة و قال الجزري حبل المشاة أي طريقهم الذي يسلكونه في الرمل و قيل أراد صفهم و مجتمعهم في مشيهم تشبيها بحبل الرمل قوله شنق أي جذب زمامها إليه و المورك ثوب أو شيء يجعل بين يدي الرحل يوضع عليه الرحل و الحبل بالحاء المهملة و الباء الموحدة المستطيل من الرمل و الضخم منه و الظعن النساء واحدتها ظعينة.
41- و قال الكازروني في حجة الوداع جيء بصبي إلى رسول الله ص يوم ولد فقال من أنا فقال رسول الله فقال صدقت بارك الله فيك ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها حتى شب و كان يسمى مبارك اليمامة. ثم قال في حوادث السنة العاشرة و فيها مات باذان والي اليمن ففرق رسول الله ص عملها بين شهر بن باذان و عامر بن شهر الهمداني و أبي موسى الأشعري و خالد بن سعيد بن العاص و يعلى بن أمية و عمرو بن حزم و زياد بن لبيد البياضي على حضرموت و عكاشة بن ثور على السكاسك و السكون و بعث معاذ بن جبل لأهل البلدين اليمن و حضرموت و قال له يا معاذ إنك تقدم على قوم أهل كتاب و إنهم سائلوك عن مفاتيح الجنة فأخبرهم أن مفاتيح الجنة لا إله إلا الله و أنها تخرق كل شيء حتى تنتهي إلى الله عز و جل لا تحجب دونه من جاء بها يوم القيامة مخلصا رجحت بكل ذنب فقلت أ رأيت ما سئلت عنه و اختصم إلي فيه مما ليس في كتاب الله و لم أسمع منك سنة فقال تواضع لله يرفعك الله و لا تقضين إلا بعلم فإن أشكل عليك أمر فسل و لا تستحي و استشر ثم اجتهد فإن الله عز و جل إن يعلم منك الصدق يوفقك فإن التبس عليك فقف حتى تثبته أو تكتب إلي فيه و احذر الهوى فإنه قائد الأشقياء إلى النار و عليك بالرفق. أقول هذا الخبر حجتهم في الاجتهاد و أنت ترى عدم صراحته فيه فإنه يحتمل أن يكون المراد السعي في تحصيل مدرك الحكم مع أن الخبر ضعيف تفردوا بروايته. ثم قال و فيها بعث رسول الله ص جرير بن عبد الله البجلي إلى ذي الكلاع بن ناكور بن حبيب بن مالك بن حسان بن تبع فأسلم و أسلمت امرأته ضريبة بنت أبرهة بن الصباح و روى الرياشي عن الأصمعي قال كاتب رسول الله ص ذا الكلاع من ملوك الطائف على جرير بن عبد الله يدعوه إلى الإسلام و كان قد استقل أمره حتى ادعى الربوبية فأطيع و مات النبي ص فوفد على عمر و معه ثمانية عشر آلاف عبد فأسلم على يده و أعتق من عبيده أربعة آلاف. و فيها أسلم فروة الجذامي روي عن راشد بن عمرو الجذامي قال كان فروة بن عمرو الجذامي عاملا للروم فأسلم و كتب إلى رسول الله ص بإسلامه و بعث به مع رجل من قومه يقال له مسعود بن سعد و بعث له بغلة بيضاء مع فرس و حمار و أثواب و قباء سندس مخوص بالذهب و كتب إليه رسول الله ص من محمد رسول الله ص إلى فروة بن عمرو أما بعد فقد قدم علينا رسولك و بلغ ما أرسلت به و خبر عما قبلكم و أتانا بإسلامك و أن الله هداك بهداه. و أمر بلالا فأعطى رسوله اثنتي عشرة أوقية و نشا و بلغ ملك الروم إسلام فروة فدعاه فقال له ارجع عن دينك نملكك قال لا أفارق دين محمد فإنك تعلم أن عيسى قد بشر به و لكنك تضن بملكك فحبسه ثم أخرجه فقتله و صلبه. و فيها توفي إبراهيم بن رسول الله ص ولد في ذي الحجة من سنة ثمان و توفي في ربيع الأول من هذه السنة و دفن بالبقيع و انكسفت الشمس يوم مؤتة فقال رسول الله ص إن الشمس و القمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد فإذا رأيتموها فعليكم بالدعاء حتى تكشف. و قال في وقائع السنة الحادية عشر في هذه السنة قدم على رسول الله ص وفد النخع من اليمن للنصف من المحرم و هم مائتا رجل مقرين بالإسلام و قد كانوا بايعوا معاذ بن جبل باليمن و هم آخر من قدم على رسول الله ص من الوفد. و في هذه السنة استغفر رسول الله ص لأهل البقيع روي عن أبي مويهبة مولى رسول الله ص قال أهبني رسول الله ص في المحرم مرجعه من حجه و لم أدر ما مضى من الليل أو ما بقي فقال انطلق فإني أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع فخرجت معه فاستغفر لهم طويلا ثم قال ليهنكم ما أصبحتم فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى يا با مويهبة أعطيت خزائن الدنيا و الخلد فيها ثم الجنة فخيرت بين ذلك و الجنة و بين لقاء ربي و الجنة فقلت بأبي أنت و أمي خذ خزائن الدنيا و الخلد فيها ثم الجنة
فقال لا و الله يا با مويهبة لقد اخترت لقاء ربي و الجنة و اشتكى بعد ذلك بأيام. و في رواية عنه أيضا فما لبث بعد ذلك الاستغفار إلا سبعا أو ثمانيا حتى قبض. و في هذه السنة كانت سرية أسامة بن زيد و ذلك أن رسول الله ص أمر الناس بالتهيؤ لغزو الروم لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد فقال سر إلى موضع مقتل أبيك و أوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فأغر صباحا على أهل أبنى و حرق عليهم فإن أظفرك الله بهم فأقلل اللبث فيهم خذ معك الأداء و العيون و الطلائع أمامك فلما كان يوم الأربعاء بدأ رسول الله ص فحم و صدع فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده ثم قال اغز بسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله فخرج و عسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين و الأنصار إلا انتدب في تلك الغزاة فيهم أبو بكر و عمر و سعد بن أبي وقاص و سعيد بن زيد و أبو عبيدة و قتادة بن النعمان فتكلم قوم و قالوا يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين فغضب رسول الله ص غضبا شديدا فخرج و قد عصب على رأسه عصابة و عليه قطيفة فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغني عن بعضكم في تأمير أسامة و لئن طعنتم في تأميري أسامة فقد طعنتم في تأميري أباه قبله و ايم الله إن كان للإمارة خليقا و إن ابنه من بعده لخليق للإمارة و إن كان لمن أحب الناس إلي فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم ثم نزل فدخل بيته و ذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول و جاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله ص و يمضون على العسكر. ثم ذكر تخلف القوم على ما سيأتي بيانه. قال فلما بويع لأبي بكر أمر بريدة باللواء إلى أسامة ليمضي لوجهه فمضى بريدة إلى معسكرهم الأول فلما كان هلال ربيع الآخر سنة إحدى عشرة خرج أسامة فسار إلى أهل أبنى عشرين ليلة فشن عليهم الغارة فقتل من أشرف له و سبى من قدر عليه و قتل قاتل أبيه و رجع إلى المدينة فخرج أبو بكر في المهاجرين و أهل المدينة يتلقونهم سرورا لسلامتهم و في مدة مرضه ص جاء الخبر بظهور مسيلمة و العنسي و كانا يستغويان أهل بلادهما إلا أنه لم يظهر أمرهما إلا في حال مرض رسول الله ص و كان ص قد لحقه مرض بعيد عوده من الحج ثم عوفي ثم عاد فمرض مرض الموت قال أبو مويهبة لما رجع رسول الله ص من حجة طارت الأخبار بأنه قد اشتكى فوثب الأسود باليمن و مسيلمة باليمامة فأما الأسود العنسي فاسمه عهيلة بن كعب و كان كاهنا يشعبذ و يريهم الأعاجيب و يسبي منطقه قلب من يسمعه و كان أول خروجه بعد حجة رسول الله ص فسار إلى صنعاء فأخذها فكتب فروة بن مسيك إلى رسول الله ص بخبره و كان عامل رسول الله ص على مراد و خرج معاذ بن جبل هاربا حتى مر بأبي موسى الأشعري و هو بمارت فاقتحما حضرموت و رجع عمرو بن خالد إلى المدينة و قتل شهر بن باذام و تزوج امرأته و كانت ابنة عم فيروز فأرسل رسول الله ص إلى نفر من الأبناء رسولا و كتب إليهم أن يحاولوا الأسود إما غيلة و إما مصادمة و أمرهم أن يستنجدوا رجالا سماهم لهم ممن حولهم من حمير و همدان و أرسل إلى أولئك النفر أن ينجدوهم فدخلوا على زوجته فقالوا هذا قد قتل أباك و زوجك فما عندك قالت هو أبغض خلق الله إلي و هو مجرد و الحرس محيطون بقصره إلا هذا البيت فانقبوا عليه فنقبوا و دخل فيروز الديلمي فخالطه فأخذ برأسه فقتله فخار خوار ثور فابتدر الحرس الباب فقالوا ما هذا فقالت النبي
يوحى إليه ثم خمد و قد كان يجيء إليه شيطان فيوسوس له فيغط و يعمل بما قاله فلما طلع الفجر نادوا بشعارهم الذي بينهم ثم بالأذان و قالوا فيه أشهد أن محمدا رسول الله و أن عهيلة كذاب و شنوها غارة و تراجع أصحاب رسول الله ص إلى أعمالهم و كتبوا إلى رسول الله ص بالخبر فسبق خبر السماء إليه فخرج رسول الله ص قبل موته بيوم أو بليلة فأخبر الناس بذلك فقال قتل الأسود البارحة قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين قيل و من هو قال فيروز فاز فيروز و وصل الكتاب و رسول الله ص قد مات إلى أبي بكر و كان من أول خروجه إلى أن قتل نحو أربعة أشهر و فيروز قيل إنه ابن أخت النجاشي و قيل هو من أبناء فارس. و أما مسيلمة بن حبيب الكذاب فكان يقال له رحمان اليمامة لأنه كان يقول الذي يأتيني اسمه رحمان و قدم على رسول الله ص فيمن أسلم ثم ارتد لما رجع إلى بلده و كتب إلى رسول الله من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله أما بعد فإن الأرض لنا نصف و لقريش نصف و لكن قريش قوم يعتدون و بعث الكتاب مع رجلين فقال لهما رسول الله ص أ تشهدان أني رسول الله قالا نعم قال أ تشهدان أن مسيلمة رسول الله قالا نعم إنه قد أشرك معك فقال لو لا أن الرسول لا يقتل لضربت أعناقكما ثم كتب إليه من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب أما بعد ف إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ و قد أهلكت أهل حجر أبادك الله و من صوب معك. و ادعى مسيلمة أنه قد اشترك مع محمد ص في النبوة فأتته امرأة فقالت ادع الله لنخلنا و لمائنا فإن محمدا دعا لقومه فجاشت آبارهم قال و كيف صنع قالت دعا بسجل فدعا لهم فيه ثم تمضمض و مجه فيه فأفرغوه في تلك الآبار ففعل هو كذلك فغارت تلك المياه و قال رجل برك على ولدي فإن محمدا يبرك على أولاد أصحابه فلم يؤت بصبي مسح رأسه إلا قرع و توضأ مسيلمة في حائط فصب وضوءه فيه فلم ينبت و وضع في الآخر عنهم الصلاة و أحل لهم الخمر و الزنا و نحو ذلك فاتفقت معه بنو حنيفة إلا القليل و غلب على حجر اليمامة و أخرج ثمامة بن أثال و كتب ثمامة إلى رسول الله ص بخبره و كان عامل رسول الله ص على اليمامة فلما مات رسول الله ص أرسل أبو بكر خالد بن الوليد إلى مسيلمة فلما بلغ اليمامة تقاتلوا و كان عدد بني حنيفة يومئذ أربعين ألف مقاتل فقتل من المسلمين ألف و مائتان و من المشركين نحو عشرين ألفا و كانت بنو حنيفة حين رأت خذلانها تقول لمسيلمة أين ما كنت تعدنا فيقول قاتلوا عن أحسابكم و قتل الله عز و جل مسيلمة اشترك في قتله وحشي و أبو دجانة فكان وحشي يقول قتلت خير الناس و شر الناس حمزة و مسيلمة. بيان في القاموس السكاسك حي باليمن و قال الجوهري السكون بالفتح حي من اليمن و في النهاية في حديث أسامة أغر على أبنى صباحا هي بضم الهمزة و القصر اسم موضع من فلسطين بين عسقلان و الرملة و يقال لها يبنى بالياء و العنس بالعين المهملة و النون أبو قبيلة من اليمن و بالباء الموحدة أيضا أبو قبيلة و كذا في أكثر النسخ لكن ابن الأثير ضبطه بالنون و باذام في أكثر النسخ بالميم معرب بادام و صححه الفيروزآبادي بالنون و قال الأبناء قوم من العجم سكنوا اليمن و قال الجوهري صوبت الفرس إذا أرسلته في الجري و صوبه أي قال له أصبت و استصوب فعله