الأحزاب وَ ما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَ اللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَ مَوالِيكُمْ وَ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَ لكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ و قال تعالى يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَ أُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا وَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَ كانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً وَ مَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَ أَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَ قُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَ أَقِمْنَ الصَّلاةَ وَ آتِينَ الزَّكاةَ وَ أَطِعْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً وَ اذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَ الْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصَّادِقِينَ وَ الصَّادِقاتِ وَ الصَّابِرِينَ وَ الصَّابِراتِ وَ الْخاشِعِينَ وَ الْخاشِعاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَ الصَّائِمِينَ وَ الصَّائِماتِ وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ وَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَ الذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَ يَخْشَوْنَهُ وَ لا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَ كَفى بِاللَّهِ حَسِيباً ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَ لكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ وَ كانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً و قال تعالى يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَ ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَ بَناتِ عَمِّكَ وَ بَناتِ عَمَّاتِكَ وَ بَناتِ خالِكَ وَ بَناتِ خالاتِكَ اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ وَ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَ تُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَ مَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَ لا يَحْزَنَّ وَ يَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَ لا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَ لَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَ كانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَ لكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَ لا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَ اللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَ إِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَ قُلُوبِهِنَّ وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَ لا أَبْنائِهِنَّ وَ لا إِخْوانِهِنَّ وَ لا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ وَ لا أَبْناءِ أَخَواتِهِنَّ وَ لا نِسائِهِنَّ وَ لا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ وَ اتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً
إلى قوله تعالى يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَ بَناتِكَ وَ نِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا تفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى وَ ما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ الأدعياء جمع الدعي و هو الذي يتبناه الإنسان بين سبحانه أنه ليس ابنا على الحقيقة و نزلت في زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي من بني عبد ود تبناه رسول الله ص قبل الوحي و كان قد وقع عليه السبي فاشتراه رسول الله ص بسوق عكاظ و لما نبئ رسول الله ص دعاه إلى الإسلام فأسلم فقدم أبوه حارثة مكة و أتى أبا طالب و قال سل ابن أخيك فإما أن يبيعه و إما أن يعتقه فلما قال ذلك أبو طالب لرسول الله ص قال هو حر فليذهب حيث شاء فأبى زيد أن يفارق رسول الله ص فقال حارثة يا معشر قريش اشهدوا أنه ليس ابني فقال رسول الله ص اشهدوا أن زيدا ابني فكان يدعى زيد بن محمد فلما تزوج النبي ص زينب بنت جحش و كانت تحت زيد بن حارثة قالت اليهود و المنافقون تزوج محمد امرأة ابنه و هو ينهى الناس عنها فقال الله سبحانه ما جعل الله من تدعونه ولدا و هو ثابت النسب من غيركم ولدا لكم ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ أي إن قولكم الدعي ابن الرجل شيء تقولونه بألسنتكم لا حقيقة له عند الله تعالى وَ اللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ الذي يلزم اعتقاده وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ أي يرشد إلى طريق الحق ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ الذين ولدوهم و انسبوهم إليهم أو إلى من ولدوا على فراشهم هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ أي أعدل عند الله قولا و حكما روي عن ابن عمر قال ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ أي لم تعرفوهم بأعيانهم فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ أي فهم إخوانكم في الملة فقولوا يا أخي وَ مَوالِيكُمْ أي بني أعمامكم أو أولياؤكم في الدين في وجوب النصرة أو معتقوكم و محرروكم إذا أعتقتموهم من رق فلكم ولاؤهم وَ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ أي إذا ظننتم أنه أبوه فلا يؤاخذكم الله به وَ لكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ أي و لكن الإثم و الجناح في الذي قصدتموه من دعائهم إلى غير آبائهم و قيل ما أخطأتم قبل النهي و ما تعمدتموه بعد النهي وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً لما سلف من قولكم رَحِيماً بكم وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ أي أنهن للمؤمنين كالأمهات في الحرمة و تحريم النكاح و ليس أمهات لهم على الحقيقة إذ لو كانت كذلك لكانت بناته أخوات المؤمنين على الحقيقة فكان لا يحل للمؤمنين التزوج بهن أ لا ترى أنه لا يحل للمؤمنين رؤيتهن و لا يرثن المؤمنين و لا يرثون. يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ قال المفسرون إن أزواج النبي ص سألنه شيئا من عرض الدنيا و طلبن منه زيادة في النفقة و آذينه لغيرة بعضهن على بعض فآلى رسول الله ص منهن شهرا فنزلت آية التخيير و هو قوله قُلْ لِأَزْواجِكَ و كن يومئذ تسعا عائشة و حفصة و أم حبيبة بنت أبي سفيان و سودة بنت زمعة و أم سلمة بنت أبي أمية فهؤلاء من قريش و صفية بنت حيي الخيبرية و ميمونة بنت الحارث الهلالية و زينب بنت جحش الأسدية و جويرية بنت الحارث المصطلقية
و روى الواحدي بالإسناد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان رسول الله ص جالسا مع حفصة فتشاجر بينهما فقال هل لك أن أجعل بيني و بينك رجلا قالت نعم فأرسل إلى عمر فلما أن دخل عليهما قال لها تكلمي قالت يا رسول الله تكلم و لا تقل إلا حقا فرفع عمر يده فوجأ وجهها ثم رفع يده فوجأ وجهها فقال له النبي ص كف فقال عمر يا عدوة الله النبي لا يقول إلا حقا و الذي بعثه بالحق لو لا مجلسه ما رفعت يدي حتى تموتي فقام النبي ص فصعد إلى غرفة فمكث فيها شهرا لا يقرب شيئا من نسائه يتغدى و يتعشى فيها فأنزل الله تعالى هذه الآيات
إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها أي سعة العيش في الدنيا و كثرة المال فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ أي أعطيكن متعة الطلاق و قيل بتوفير المهر وَ أُسَرِّحْكُنَّ أي أطلقكن سَراحاً جَمِيلًا أي طلاقا من غير خصومة و لا مشاجرة وَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ أي طاعتهما و الصبر على ضيق العيش وَ الدَّارَ الْآخِرَةَ أي الجنة فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ أي العارفات المريدات الإحسان المطيعات له مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً و اختلف في هذا التخيير فقيل إنه خيرهن بين الدنيا و الآخرة فإن هن اخترن الدنيا استأنف حينئذ طلاقهن بقوله أُمَتِّعْكُنَّ وَ أُسَرِّحْكُنَّ و قيل خيرهن بين الطلاق و المقام معه و اختلف العلماء في حكم التخيير على أقوال أحدها أن الرجل إذا خير امرأته فاختارت زوجها فلا شيء و إن اختارت نفسها تقع تطليقة واحدة. و ثانيها أنه إذا اختارت نفسها تقع ثلاث تطليقات و إن اختارت زوجها تقع واحدة. و ثالثها أنه إن نوى الطلاق كان طلاقا و إلا فلا. و رابعها أنه لا يقع بالتخيير طلاق و إنما كان ذلك للنبي ص خاصة و لو اخترن أنفسهن لبن منه فأما غيره فلا يجوز له ذلك و هو المروي عن أئمتنا ع. بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ أي بمعصية ظاهرة يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ في الآخرة ضِعْفَيْنِ أي مثلي ما يكون على غيرهن و ذلك لأن نعم الله سبحانه عليهن أكثر لمكان النبي ص منهن و نزول الوحي في بيوتهن و إذا كانت النعمة عليهن أعظم و أوفر كانت المعصية منهن أفحش و العقوبة بها أعظم و أكثر و قال أبو عبيدة الضعفان أن يجعل الواحد ثلاثا فيكون عليهن ثلاثة حدود و قال غيره المراد بالضعف المثل فالمعنى أنها يزاد في عذابها ضعف كما زيد في ثوابها ضعف كما قال نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ. وَ كانَ ذلِكَ أي عذابها عَلَى اللَّهِ يَسِيراً أي هينا وَ مَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ القنوت الطاعة و قيل المواظبة عليها و روى أبو حمزة الثمالي عن زيد بن علي أنه قال إني لأرجو للمحسن منا أجرين و أخاف على المسيء منا أن يضاعف له العذاب ضعفين كما وعد أزواج النبي ص
و روى محمد بن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن علي بن عبد الله بن الحسين عن أبيه عن علي بن الحسين ع أنه قال له رجل إنكم أهل بيت مغفور لكم قال فغضب و قال نحن أحرى أن يجري فينا ما أجرى الله في أزواج النبي ص من أن نكون كما تقول إنا نرى لمحسننا ضعفين من الأجر و لمسيئنا ضعفين من العذاب ثم قرأ الآيتين
وَ أَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً أي عظيم القدر رفيع الخطر لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ قال ابن عباس أي ليس قدركن عندي كقدر غيركن من النساء الصالحات إِنِ اتَّقَيْتُنَّ شرط عليهن التقوى ليبين سبحانه أن فضيلتهن بالتقوى لا بمحض اتصالهن بالنبي ص فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ أي لا ترققن القول و لا تلن الكلام للرجال و لا تخاطبن الأجانب مخاطبة تؤدي إلى طمعهم فتكن كما تفعل المرأة التي تظهر الرغبة في الرجال فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ أي نفاق و فجور و قيل شهوة الزنى وَ قُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً أي مستقيما جميلا بريئا عن التهمة بعيدا من الريبة وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ من القرار أو من الوقار فعلى الأول يكون الأمر أقررن فيبدل من العين الياء كراهة التضعيف ثم تلقى الحركة على الفاء و تسقط العين فتسقط همزة الوصل و المعنى أثبتن في منازلكن و ألزمنها و إن كان من وقر يقر فمعناه كن أهل وقار و سكينة وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى أي لا تخرجن على عادة النساء اللاتي كن في الجاهلية و لا تظهرن زينتكن كما كن يظهرن ذلك و قيل التبرج التبختر و التكبر في المشي و قيل هو أن تلقي الخمار على رأسها و لا تشده فتواري قلائدها و قرطيها فيبدو ذلك منها و المراد بالجاهلية الأولى ما كان قبل الإسلام و قيل ما كان بين آدم و نوح ثمانمائة سنة و قيل ما بين عيسى و محمد عن الشعبي قال و هذا لا يقتضي أن يكون بعدها جاهلية في الإسلام لأن الأول اسم للسابق تأخر عنه غيره أو لم يتأخر و قيل إن معنى تبرج الجاهلية الأولى أنهم كانوا يجوزون أن تجمع امرأة واحدة زوجا و خلا فتجعل لزوجها نصفها الأسفل و لخلها نصفها الأعلى يقبلها و يعانقها. أقول سيأتي تفسير آية التطهير في المجلد التاسع. وَ اذْكُرْنَ الآية أي اشكرن الله إذ صيركن في بيوت يتلى فيها القرآن و السنة أو احفظن ذلك و ليكن ذلكن منكن على بال أبدا لتعملن بموجبه قال مقاتل لما رجعت أسماء بنت عميس من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب دخلت على نساء النبي ص فقالت هل نزل فينا شيء من القرآن قلن لا فأتت رسول الله ص فقالت يا رسول الله إن النساء لفي خيبة و خسار فقال و مم ذلك قالت لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال فأنزل الله تعالى هذه الآية إِنَّ الْمُسْلِمِينَ أي المخلصين الطاعة لله أو الداخلين في الإسلام أو المستسلمين لأوامر الله و المنقادين له من الرجال و النساء وَ الْمُؤْمِنِينَ أي المصدقين بالتوحيد وَ الْقانِتِينَ أي الدائمين على الأعمال الصالحات أو الداعين وَ الْخاشِعِينَ أي المتواضعين الخاضعين لله تعالى وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ من الزنى و ارتكاب الفجور وَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ
روي عن أبي عبد الله ع أنه قال من بات على تسبيح فاطمة ع كان من الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَ الذَّاكِراتِ
وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ نزلت في زينب بنت جحش الأسدية و كانت بنت أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله ص فخطبها رسول الله ص على مولاه زيد بن حارثة و رأت أنه يخطبها على نفسه فلما علمت أنه يخطبها على زيد أبت و أنكرت و قالت أنا ابنة عمتك فلم أكن لأفعل و كذلك قال أخوها عبد الله بن جحش فنزل وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ الآية يعني عبد الله و أخته زينب فلما نزلت الآية قالت رضيت يا رسول الله و جعلت أمرها بيد رسول الله ص و كذلك أخوها فأنكحها رسول الله ص زيدا فدخل بها و ساق إليها رسول الله ص عشرة دنانير و ستين درهما مهرا و خمارا و ملحفة و درعا و إزارا و خمسين مدا من طعام و ثلاثين صاعا من تمر عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و قالت زينب خطبني عدة من قريش فبعثت أختي حمنة بنت جحش إلى رسول الله ص أستشيره فأشار بزيد فغضبت أختي و قالت أ تزوج بنت عمتك مولاك ثم أعلمتني فغضبت أشد من غضبها فنزلت الآية فأرسلت إلى رسول الله ص فقلت زوجني ممن شئت فزوجني من زيد و قيل نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط و كانت وهبت نفسها للنبي ص فقال قد قبلت و زوجها زيد بن حارثة فسخطت هي و أخوها و قالا إنما أردنا رسول الله ص فزوجنا عبده فنزلت الآية عن ابن زيد إِذا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أي أوجبا أَمْراً و ألزماه و حكما به أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ أي الاختيار مِنْ أَمْرِهِمْ على اختيار الله تعالى وَ إِذْ تَقُولُ أي اذكر يا محمد حين تقول لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بالهداية وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ بالعتق و قيل أنعم الله عليه بمحبة رسوله و أنعم الرسول عليه بالتبني و هو زيد بن حارثة أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ يعني زينب تقول احبسها و لا تطلقها و هذا الكلام يقتضي مشاجرة جرت بينهما حتى وعظه الرسول ص و قال أمسكها وَ اتَّقِ اللَّهَ في مفارقتها و مضارتها وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ و الذي أخفاه في نفسه هو أنه إن طلقها زيد تزوجها و خشي ص لائمة الناس أن يقولوا أمره بطلاقها ثم تزوجها و قيل الذي أخفاه في نفسه هو أن الله سبحانه أعلمه أنها ستكون من أزواجه و أن زيدا سيطلقها فلما جاء زيد و قال له أريد أن أطلق زينب قال له أمسك عليك زوجك فقال سبحانه لم قلت أمسك عليك زوجك و قد أعلمتك أنها ستكون من أزواجك و روي ذلك عن علي بن الحسين ع و هذا التأويل مطابق لتلاوة القرآن و ذلك أنه سبحانه أعلم أنه يبدي ما أخفاه و لم يظهر غير التزويج فقال زَوَّجْناكَها فلو كان الذي أضمره محبتها أو إرادة طلاقها لأظهر الله تعالى ذلك مع وعده بأنه يبديه فدل ذلك على أنه عوتب على قوله أمسك عليك زوجك مع علمه بأنها ستكون زوجته و كتمانه ما أعلمه الله به حيث استحيا أن يقول لزيد إن التي تحتك ستكون امرأتي قال البلخي و يجوز أيضا أن يكون على ما يقولونه إن النبي ص استحسنها فتمنى أن يفارقها فيتزوجها و كتم ذلك لأن هذا التمني قد طبع عليه البشر و لا حرج على أحد في أن يتمنى شيئا استحسنه و قيل إنه ص إنما أضمر أن يتزوجها إن طلقها زيد من حيث إنها كانت ابنة عمته فأراد ضمها إلى نفسه لئلا يصيبها ضيعة كما يفعل الرجل بأقاربه عن الجبائي قال فأخبر الله سبحانه الناس بما كان يضمره من إيثار ضمها إلى نفسه ليكون ظاهره مطابقا لباطنه و قيل كان النبي ص يريد أن يتزوج بها إذا فارقها و لكنه عزم أن لا يتزوجها مخافة أن يطعنوا عليه فأنزل الله هذه الآية كيلا يمتنع من فعل المباح خشية الناس و لم يرد بقوله وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ خشية التقوى لأنه ص كان يتقي الله حق تقاته و يخشاه فيما يجب أن يخشى فيه و لكنه أراد خشية الاستحياء لأن الحياء كان غالبا على شيمته الكريمة كما قال سبحانه إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ و قيل إن زينب كانت شريفة فزوجها رسول الله ص من زيد مولاه و لحقها بذلك بعض العار فأراد ص أن يزيدها شرفا بأن يتزوجها لأنه كان السبب في تزويجها من زيد فعزم أن يتزوج بها إذا فارقها و قيل إن العرب كانوا ينزلون الأدعياء منزلة الأبناء في الحكم
فأراد ص أن يبطل ذلك بالكلية و ينسخ سنة الجاهلية فكان يخفي في نفسه تزويجها لهذا الغرض كيلا يقول الناس إنه تزوج امرأة ابنه و يقرفونه بما هو منزه عنه و لهذا قال أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ عن أبي مسلم و يشهد لهذا التأويل قوله فيما بعد فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها الآية و معناه فلما قضى زيد حاجته من نكاحها فطلقها و انقضت عدتها فلم يكن في قلبه ميل إليها و لا وحشة من فراقها فإن معنى القضاء هو الفراغ من الشيء على التمام أذنا لك في تزويجها و إنما فعلنا ذلك توسعة على المؤمنين حتى لا يكون إثم في أن يتزوجوا أزواج أدعيائهم الذين تبنوهم إذا قضى الأدعياء منهن حاجتهم و فارقوهن وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا أي كائنا لا محالة و في الحديث أن زينب كانت تفتخر على سائر نساء النبي ص و تقول زوجني الله من النبي و أنتن إنما زوجكن أولياؤكن.
و روى ثابت عن أنس بن مالك قال لما انقضت عدة زينب قال رسول الله ص لزيد اذهب فاذكرها علي قال زيد فانطلقت فقلت يا زينب أبشري قد أرسلني رسول الله ص يذكرك و نزل القرآن و جاء رسول الله ص فدخل عليها بغير إذن لقوله زَوَّجْناكَها
و في رواية أخرى قال زيد فانطلقت فإذا هي تخمر عجينها فلما رأيتها عظمت في نفسي حتى ما أستطيع أن أنظر إليها حين علمت أن رسول الله ص ذكرها فوليتها ظهري و قلت يا زينب أبشري إن رسول الله ص يخطبك ففرحت بذلك و قالت ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي فقامت إلى مسجدها و نزل زَوَّجْناكَها فتزوجها رسول الله ص و دخل بها و ما أولم على امرأة من نسائه ما أولم عليها ذبح شاة و أطعم الناس الخبز و اللحم حتى امتد النهار
و عن الشعبي قال كانت زينب تقول للنبي ص إني لأدل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن جدي و جدك واحد و إني أنكحنيك الله في السماء و إن السفير لجبرئيل ع
ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ أي إثم و ضيق فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ أي فيما أحل له من التزويج بامرأة المتبنى أو فيما أوجب عليه من التزويج ليبطل حكم الجاهلية في الأدعياء سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ أي كسنة الله في الأنبياء الماضين و طريقته و شريعته فيهم في زوال الحرج عنهم و عن أممهم بما أحل سبحانه لهم من ملاذهم و قيل في كثرة الأزواج كما فعله داود و سليمان و كان لداود ع مائة امرأة و لسليمان ثلاثمائة امرأة و سبعمائة سرية و قيل أشار بالسنة إلى أن النكاح من سنة الأنبياء كما قال ص النكاح من سنتي فمن رغب عنه فقد رغب عن سنتي وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً أي كان ما ينزله الله على أنبيائه من الأمر الذي يريده قضاء مقضيا وَ لا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ أي و لا يخافون من سوى الله فيما يتعلق بالأداء و التبليغ و متى قيل فكيف ما قال لنبينا ص وَ تَخْشَى النَّاسَ فالقول إنه لم يكن ذلك فيما يتعلق بالتبليغ و إنما خشي المقالة القبيحة فيه و العاقل كما يتحرز عن المضار يتحرز عن إساءة الظنون به و القول السيئ فيه و لا يتعلق شيء من ذلك بالتكليف وَ كَفى بِاللَّهِ حَسِيباً أي حافظا لأعمال خلقه و محاسبا مجازيا عليها و لما تزوج ص زينب بنت جحش قال الناس إن محمدا تزوج امرأة ابنه فقال سبحانه ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ و قد مر تفسيره اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ أي أعطيت مهورهن وَ ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ من الإماء مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ من الغنائم و الأنفال فكانت من الغنائم مارية القبطية أم ابنه إبراهيم و من الأنفال صفية و جويرية أعتقهما و تزوجهما وَ بَناتِ عَمِّكَ وَ بَناتِ عَمَّاتِكَ يعني نساء قريش وَ بَناتِ خالِكَ وَ بَناتِ خالاتِكَ يعني نساء بني زهرة اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ إلى المدينة و هذا إنما كان قبل تحليل غير المهاجرات ثم نسخ شرط الهجرة في التحليل وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ أي و أحللنا لك امرأة مصدقة بتوحيد الله تعالى وهبت نفسها منك بغير صداق و غير المؤمنة إن وهبت نفسها منك لا تحل إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها أي إن آثر النبي نكاحها و رغب فيها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أي خاصة لك دون غيرك قال ابن عباس يقول لا يحل هذا لغيرك و هو لك حلال و هذا من خصائصه في النكاح فكان ينعقد النكاح له بلفظ الهبة و لا ينعقد ذلك لأحد غيره و اختلف في أنه هل كانت عند النبي ص امرأة وهبت نفسها له أم لا فقيل إنه لم تكن عنده امرأة وهبت نفسها له عن ابن عباس و مجاهد و قيل بل كانت عنده ميمونة بنت الحارث بلا مهر قد وهبت نفسها للنبي ص في رواية أخرى عن ابن عباس و قتادة و قيل هي زينب بنت خزيمة أم المساكين امرأة من الأنصار عن الشعبي و قيل هي امرأة من بني أسد يقال لها أم شريك بنت جابر عن علي بن الحسين ع و قيل هي خولة بنت حكيم عن عروة بن الزبير و قيل إنها لما وهبت نفسها للنبي ص قالت عائشة ما بال النساء يبذلن أنفسهن بلا مهر فنزلت الآية فقالت عائشة ما أرى الله تعالى إلا يسارع في هواك فقال رسول الله ص و إنك إن أطعت الله سارع في هواك قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ أي قد علمنا ما أخذنا على المؤمنين في أزواجهم من المهر و الحصر بعدد محصور و وضعناه عنك تخفيفا عنك وَ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ أي و ما أخذنا عليهم في ملك اليمين أن لا يقع لهم الملك إلا بوجوه معلومة من الشراء و الهبة و الإرث و السبي و أبحنا لك غير ذلك و هو الصفي الذي تصطفيه لنفسك من السبي و إنما خصصناك على علم منا بالمصلحة فيه من غير محاباة و لا جزاف لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ أي ليرتفع
عنك الحرج و هو الضيق و الإثم وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً لذنوب عباده رَحِيماً بهم أو بك في رفع الحرج عنك. تُرْجِي مَنْ تَشاءُ نزلت حين غار بعض أمهات المؤمنين على النبي ص و طلب بعضهن زيادة النفقة فهجرهن شهرا حتى نزلت آية التخيير فأمره الله أن يخيرهن بين الدنيا و الآخرة و أن يخلي سبيل من اختار الدنيا و يمسك من اختار الله تعالى و رسوله على أنهن أمهات المؤمنين و لا ينكحن أبدا و على أنه يؤوي من يشاء منهن و يرجي من يشاء منهن و يرضين به قسم لهن أو لم يقسم أو قسم لبعضهن و لم يقسم لبعضهن أو فضل بعضهن على بعض في النفقة و القسمة و العشرة أو سوى بينهن و الأمر في ذلك إليه يفعل ما يشاء و هذا من خصائصه فرضين بذلك كله و اخترنه على هذا الشرط فكان ص يسوي بينهن مع هذا إلا امرأة منهن أراد طلاقها و هي سودة بنت زمعة فرضيت بترك القسم و جعلت يومها لعائشة عن ابن زيد و غيره و قيل لما نزلت آية التخيير أشفقن أن يطلقن فقلن يا نبي الله اجعل لنا من مالك و نفسك ما شئت و دعنا على حالنا فنزلت الآية و كان ممن أرجى منهن سودة و صفية و جويرية و ميمونة و أم حبيب فكان يقسم لهن ما شاء كما شاء و كان ممن آوى إليه عائشة و حفصة و أم سلمة و زينب و كان يقسم بينهن على السواء لا يفضل بعضهن على بعض عن ابن رزين تُرْجِي أي تؤخر مَنْ تَشاءُ من أزواجك وَ تُؤْوِي أي تضم إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ منهن و اختلف في معناه على أقوال أحدها أن المراد تقدم من تشاء من نسائك في الإيواء و هو الدعاء إلى الفراش و تؤخر من تشاء في ذلك و تدخل من تشاء في القسم و لا تدخل من تشاء عن قتادة قال و كان ص يقسم بين أزواجه و أباح الله له ترك ذلك. و ثانيها أن المراد تعزل من تشاء منهن بغير طلاق و ترد إليك من تشاء منهن بعد عزلك إياها بلا تجديد عقد عن مجاهد و الجبائي و أبي مسلم.
و ثالثها أن المراد تطلق من تشاء منهن و تمسك من تشاء عن ابن عباس. و رابعها أن المراد تترك نكاح من تشاء منهن من نساء أمتك و تنكح منهن من تشاء عن الحسن قال و كان ص إذا خطب امرأة لم يكن لغيره أن يخطبها حتى يتزوجها أو يتركها. و خامسها تقبل من تشاء من المؤمنات اللاتي يهبن أنفسهن لك فتؤويها إليك و تترك من تشاء منهن فلا تقبلها
عن زيد بن أسلم و الطبري قال أبو جعفر و أبو عبد الله ع من أرجى لم ينكح و من آوى فقد نكح
وَ مَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ أي إن أردت أن تؤوي إليك امرأة ممن عزلتهن و تضمها إليك فلا سبيل عليك بلؤم و لا عيب و لا إثم عليك في ابتغائها أباح الله سبحانه له ترك القسم في النساء حتى يؤخر من يشاء عن وقت نوبتها و يطأ من يشاء بغير نوبتها و له أن يعزل من يشاء و له أن يرد المعزولة إن شاء فضله الله تعالى بذلك على جميع الخلق ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَ لا يَحْزَنَّ وَ يَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ أي أنهن إذا علمن أن له ردهن إلى فراشه بعد ما اعتزلهن قرت أعينهن و لم يحزن و يرضين بما يفعله النبي ص من التسوية و التفضيل لأنهن يعلمن أنهن لم يطلقن عن ابن عباس و مجاهد و قيل ذلك أطيب لنفوسهن و أقل لحزنهن إذا علمن أن لك الرخصة بذلك من الله تعالى و يرضين بما يفعله النبي ص من التسوية و التفضيل عن قتادة و قرة العين عبارة عن السرور و قيل ذلك المعرفة بأنك إذا عزلت واحدة كان لك أن تؤويها بعد ذلك أدنى بسرورهن و قرة أعينهن عن الجبائي و قيل معناه نزول الرخصة من الله تعالى أقر لأعينهن و أدنى إلى رضاهن بذلك لعلمهن بما لهن في ذلك من الثواب في طاعة الله تعالى و لو كان ذلك من قبلك لحزن و حملن ذلك على ميلك إلى بعضهن وَ اللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ من الرضا و السخط و الميل إلى بعض النساء دون بعض وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً بمصالح عباده حَلِيماً في ترك معاجلتهم بالعقوبة لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ أي من بعد النساء اللاتي أحللناهن لك في قولنا إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ و هي ستة أجناس النساء اللاتي آتاهن أجورهن أي أعطاهن مهورهن و بنات عمه و بنات عماته و بنات خاله و بنات خالاته اللاتي هاجرن معه و من وهبت نفسها له يجمع من يشاء من العدد و لا يحل له غيرهن من النساء عن أبي بن كعب و عكرمة و الضحاك و قيل يريد المحرمات في سورة النساء عن أبي عبد الله ع و قيل معناه لا تحل لك اليهوديات و لا النصرانيات وَ لا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ أي و لا أن تتبدل الكتابيات بالمسلمات لأنه لا ينبغي أن يكن أمهات المؤمنين إلا ما ملكت يمينك من الكتابيات فأحل له أن يتسراهن و قيل معناه لا يحل لك النساء من بعد نسائك اللاتي خيرتهن فاخترن الله و رسوله و هن التسع صرت مقصورا عليهن و ممنوعا من غيرهن و من أن تستبدل بهن غيرهن وَ لَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ أي وقع في قلبك حسنهن مكافأة لهن على اختيارهن الله و رسوله و قيل إن التي أعجبه حسنها أسماء بنت عميس بعد قتل جعفر بن أبي طالب عنها و قيل إنه منع من طلاق من اختارته من نسائه كما أمر بطلاق من لم تختره فأما تحريم النكاح عليه فلا عن الضحاك و قيل أيضا إن هذه الآية منسوخة و أبيح له بعدها تزويج ما شاء فروي عن عائشة أنها قالت ما فارق رسول الله ص الدنيا حتى حلل له ما أراد من النساء. و قوله وَ لا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ فقيل أيضا في معناه أن العرب كانت تتبادل بأزواجهم فيعطي أحدهم زوجته رجلا فيأخذ بها زوجته منه بدلا عنها فنهي عن ذلك و قيل في قوله وَ لَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ يعني إن أعجبك حسن ما حرم عليك من جملتهن و لم يحللن لك و هو المروي عن أبي عبد الله ع وَ كانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً أي عالما حافظا يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا الآية
نهاهم سبحانه عن دخول دار النبي ص بغير إذن يعني إلا أن يدعوكم إلى طعام فادخلوا غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ أي غير منتظرين إدراك الطعام فيطول مقامكم في منزله يقال أنى الطعام يأني إنى مقصورا إذا بلغ حالة النضج و أدرك وقته و المعنى لا تدخلوها قبل نضج الطعام انتظار نضجه فيطول مكثكم و مقامكم وَ لكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا أي فإذا أكلتم الطعام فتفرقوا و اخرجوا وَ لا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ أي فلا تدخلوا و تقعدوا بعد الأكل متحدثين يحدث بعضكم بعضا ليؤنسه ثم بين المعنى في ذلك فقال إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ أي طول مقامكم في منزل النبي ص يؤذيه لضيق منزله فيمنعه الحياء أن يأمركم بالخروج من المنزل وَ اللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ أي لا يترك إبانة الحق وَ إِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ يعني فإذا سألتم أزواج النبي ص شيئا تحتاجون إليه فاسألوهن من وراء ستر قال مقاتل أمر الله المؤمنين أن لا يكلموا نساء النبي ص إلا من وراء حجاب ذلِكُمْ أي السؤال من وراء حجاب أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَ قُلُوبِهِنَّ من الريبة و من خواطر الشيطان وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ بمخالفة ما أمر به في نسائه و لا في شيء من الأشياء وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً أي لا يحل لكم أن تتزوجوا واحدة من نسائه بعد مماته و قيل أي من بعد فراقه في حياته إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً أي إيذاء الرسول بما ذكرنا كان ذنبا عظيم الموقع عند الله تعالى إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ أي تظهروا شيئا أو تضمروه مما نهيتم عنه من تزويجهن فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً من الظواهر و السرائر و لما نزلت آية الحجاب قال الآباء و الأبناء و الأقارب لرسول الله ص و نحن أيضا نكلمهم من وراء حجاب فأنزل الله تعالى قوله لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَ لا أَبْنائِهِنَّ وَ لا إِخْوانِهِنَّ الآية أي في أن يرونهن و لا يحتجبن عنهم وَ لا نِسائِهِنَّ قيل يريد نساء المؤمنين لا نساء اليهود و النصارى فيصفن نساء رسول الله ص لأزواجهن إن رأينهن عن ابن عباس و قيل يريد جميع النساء وَ لا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ يعني العبيد و الإماء وَ اتَّقِينَ اللَّهَ أي اتركن معاصيه أو اتقين عذاب الله من دخول الأجانب عليكم إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً أي حفيظا لا يغيب عنه شيء قال الشعبي و عكرمة و إنما لم يذكر العم و الخال لئلا ينعتاهن لأبنائهما. يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ أي قل لهؤلاء فليسترن موضع الجيب بالجلباب و هو الملاءة التي تشتمل بها المرأة و قيل الجلباب مقنعة المرأة أي يغطين جباههن و رءوسهن إذا خرجن لحاجة بخلاف الإماء اللاتي يخرجن مكشفات الرءوس و الجباه عن ابن عباس و قيل أراد بالجلابيب الثياب و القميص و الخمار و ما يتستر به المرأة ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ أي ذلك أقرب إلى أن يعرفن بزيهن أنهن حرائر و لسن بإماء فلا يؤذيهن أهل الريبة فإنهم كانوا يمازحون الإماء و ربما كان يتجاوز المنافقون إلى ممازحة الحرائر فإذا قيل لهم في ذلك قالوا حسبناهن إماء فقطع الله عذرهم و قيل معناه ذلك أقرب إلى أن يعرفن بالستر و الصلاح فلا يتعرض لهن لأن الفاسق إذا عرف امرأة بالستر و الصلاح لم يتعرض لها لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أي فجور و ضعف في الإيمان و هم الذين لا امتناع لهم من مراودة النساء و إيذائهن وَ الْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ و هم المنافقون الذين كانوا يرجفون في المدينة بالأخبار الكاذبة بأن يقولوا اجتمع المشركون في موضع كذا لحرب المسلمين و يقولوا لسرايا المسلمين أنهم قتلوا و هزموا لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ أي لنسلطنك عليهم و أمرناك بقتلهم و إخراجهم و قد حصل الإغراء بهم بقوله جاهِدِ الْكُفَّارَ وَ الْمُنافِقِينَ و قيل لم يحصل لأنهم انتهوا و لو حصل لقتلوا و شردوا و أخرجوا عن المدينة ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا
أي لا يساكنونك في المدينة إلا يسيرا انتهى كلام الطبرسي رحمه الله. و قال السيد المرتضى رضي الله عنه في كتاب تنزيه الأنبياء ع فإن قيل فما تأويل قوله تعالى وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الآية أ و ليس هذا عتابا له ص من حيث أضمر ما كان ينبغي أن يظهره و راقب من لا يجب أن يراقبه فما الوجه في ذلك. قلنا وجه هذه الآية معروف و هو أن الله تعالى لما أراد نسخ ما كانت عليه الجاهلية من تحريم نكاح زوجة الدعي و الدعي هو الذي كان أحدهم يستحبه و يربيه و يضيفه إلى نفسه على طريق البنوة و كان من عادتهم أن يحرموا على نفوسهم نكاح أزواج أدعيائهم كما يحرمون نكاح أزواج أبنائهم فأوحى الله تعالى إلى نبيه أن زيد بن حارثة و هو دعي رسول الله ص سيأتيه مطلقا زوجته و أمره أن يتزوجها بعد فراق زيد لها ليكون ذلك ناسخا لسنة الجاهلية التي تقدم ذكرها فلما حضر زيد مخاصما زوجته عازما على طلاقها أشفق الرسول ص من أن يمسك عن وعظه و تذكيره لا سيما و قد كان ينصرف على أمره و تدبيره فيرجف المنافقون به ص إذا تزوج المرأة و يقرفوه بما قد نزهه الله تعالى عنه فقال له أمسك عليك زوجك تبرؤا مما ذكرناه و تنزها و أخفى في نفسه عزمه على نكاحها بعد طلاقه لها لينتهي إلى أمر الله تعالى فيها و يشهد لصحة هذا التأويل قوله تعالى فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها فدل على أن العلة في أمره بنكاحها ما ذكرناه من نسخ السنة المتقدمة. فإن قيل العتاب باق على حاله لأنه قد كان ينبغي أن يظهر ما أضمره و يخشى الله و لا يخشى الناس. قلنا أكثر ما في الآية إذا سلمنا نهاية الاقتراح فيها أن يكون ص فعل ما غيره أولى منه و ليس يكون ص بترك الأولى عاصيا و ليس يمتنع على هذا الوجه أن يكون صبره على قرف المنافقين و إهوانه بقولهم أفضل له و أكثر ثوابا فيكون إبداء ما في نفسه أولى من إخفائه على أنه ليس في ظاهر الآية ما يقتضي العتاب و لا ترك الأولى و أما إخباره بأنه أخفى ما الله مبديه فلا شيء فيه من الشبهة و إنما هو خبر محض و أما قوله وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ ففيه أدنى شبهة و إن كان الظاهر لا يقتضي عند التحقيق ترك الأفضل لأنه خبر أنه يخشى الناس و أن الله أحق بالخشية و لم يخبر أنك لم تفعل الأحق أو عدلت إلى الأدون و لو كان في الظاهر بعض الشبهة لوجب أن يترك و يعدل عنه للقاطع من الأدلة و قد قيل إن زيد بن حارثة لما خاصم زوجته ابنة جحش و هي ابنة عمة رسول الله ص و أشرف على طلاقها أضمر رسول الله ص أنه إن طلقها زيد تزوجها من حيث كانت ابنة عمته و كان يحب ضمها إلى نفسه كما يحب أحدنا ضم قراباته إليه حتى لا ينالهم بؤس فأخبر الله تعالى رسوله و الناس بما كان يضمره من إيثار ضمها إلى نفسه ليكون ظاهر الأنبياء و باطنهم سواء و لهذا قال رسول الله ص الأنصار يوم فتح مكة و قد جاءه عثمان بعبد الله بن سعد بن أبي سرح و سأله أن يرضى عنه و كان رسول الله ص قبل ذلك قد هدر دمه فأمر بقتله فلما رأى عثمان استحيا من رده و سكت طويلا ليقتله بعض المؤمنين فلم يفعل المؤمنون ذلك انتظارا منهم لأمر رسول الله ص مجددا فقال للأنصار ما كان منكم رجل يقوم إليه فيقتله فقال له عباد بن بشر يا رسول الله إن عيني
ما زالت في عينك انتظارا أن تومئ إلي فأقتله فقال له رسول الله إن الأنبياء لا تكون لهم خائنة أعين و هذا الوجه يقارب الأول في المعنى. فإن قيل فما المانع مما وردت به الرواية من أن رسول الله ص رأى في بعض الأحوال زينب بنت جحش فهواها فلما أن حضر زيد لطلاقها أخفى في نفسه عزمه على نكاحها بعده و هواه لها أ و ليس الشهوة عندكم التي قد تكون عشقا على بعض الوجوه من فعل الله تعالى و أن العباد لا يقدرون عليها و على هذا المذهب لا يمكنكم إنكار ما تضمنه السؤال. قلنا لم ننكر ما وردت به هذه الرواية الخبيثة من جهة أن الشهوة تتعلق بفعل العباد و أنها معصية قبيحة بل من جهة أن عشق الأنبياء ع لمن ليس يحل لهم من النساء منفر عنهم و حاط من رتبتهم و منزلتهم و هذا مما لا شبهة فيه و ليس كل شيء وجب أن يجنب عنه الأنبياء ع مقصورا على أفعالهم إن الله قد جنبهم الفظاظة و الغلظة و العجلة و كل ذلك ليس من فعلهم و أوجبنا أيضا أن يجنبوا الأمراض المشوهة و الخلق المشينة كالجذام و البرص و قباحة الصور و أضرابها و كل ذلك ليس من مقدورهم و لا فعلهم و كيف يذهب على عاقل أن عشق الرجل زوجة غيره منفر عنه معدود في جملة معايبه و مثالبه و نحن نعلم أنه لو عرف بهذه الحال بعض الأمناء أو الشهود لكان ذلك قادحا في عدالته و خافضا من منزلته و ما يؤثر في منزلة أحدنا أولى أن يؤثر في منازل من طهره الله و عصمه و أكمله و أعلى منزلته و هذا بين لمن تدبره انتهى كلامه رفع الله مقامه و قد مضى الكلام في خصائصه ص في أمر أزواجه في باب فضائله ص
1- فس، ]تفسير القمي[ حميد بن زياد عن محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عن أبيه ع في قوله تعالى وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى قال أي ستكون جاهلية أخرى
-2 فس، ]تفسير القمي[ قوله وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ فإنه كان سبب نزولها أنه لما أنزل الله النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ و حرم الله نساء النبي على المسلمين غضب طلحة فقال يحرم محمد علينا نساءه و يتزوج هو بنسائنا لئن أمات الله محمدا لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نسائنا فأنزل الله وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ الآية ثم رخص لقوم معروفين الدخول عليهن بغير إذن فقال لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ الآية يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَ بَناتِكَ وَ نِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ فإنه كان سبب نزولها أن النساء كن يخرجن إلى المسجد و يصلين خلف رسول الله ص فإذا كان بالليل و خرجن إلى صلاة المغرب و العشاء و الغداة يقعد الشباب لهن في طريقهن فيؤذونهن و يتعرضون لهن فنزلت الآية
3- سن، ]المحاسن[ الوشاء عن أبي الحسن الرضا ع يقول إن النجاشي لما خطب لرسول الله ص أم حبيبة آمنة بنت أبي سفيان فزوجه دعا بطعام و قال إن من سنن المرسلين الإطعام عند التزويج
كا، ]الكافي[ العدة عن سهل و الحسين بن محمد عن المعلى جميعا عن الوشاء مثله
4- سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص حين تزوج ميمونة بنت الحارث أولم عليها و أطعم الناس الحيس
كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله. بيان الحيس تمر يخلط بسمن و أقط
-5 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ قال الصادق ع تزوج رسول الله ص بخمس عشرة امرأة و دخل بثلاث عشرة منهن و قبض عن تسع
المبسوط أنه قال أبو عبيدة تزوج النبي ص ثماني عشرة امرأة
و في إعلام الورى و نزهة الأبصار و أمالي الحاكم و شرف المصطفى أنه تزوج بإحدى و عشرين امرأة
و قال ابن جرير و ابن مهدي و اجتمع له إحدى عشرة امرأة في وقت
ترتيب أزواجه تزوج بمكة أولا خديجة بنت خويلد قالوا و كانت عند عتيق بن عائذ المخزومي ثم عند أبي هالة زرارة بن نباش الأسيدي و روى أحمد البلاذري و أبو القاسم الكوفي في كتابيهما و المرتضى في الشافي و أبو جعفر في التلخيص أن النبي ص تزوج بها و كانت عذراء يؤكد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار و البدع أن رقية و زينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة و سودة بنت زمعة بعد موتها بسنة و كانت عند السكران بن عمرو من مهاجري الحبشة فتنصر و مات بها و عائشة بنت أبي بكر و هي ابنة سبع قبل الهجرة بسنتين و يقال كانت ابنة ست و دخل بها بالمدينة في شوال و هي ابنة تسع و لم يتزوج غيرها بكرا و توفي النبي ص و هي ابنة ثمان عشرة سنة و بقيت إلى إمارة معاوية و قد قاربت السبعين و تزوج بالمدينة أم سلمة و اسمها هند بنت أمية المخزومية و هي بنت عمته عاتكة بنت عبد المطلب و كانت عند أبي سلمة بن عبد الأسد بعد وقعة بدر من سنة اثنتين من التاريخ و في هذه السنة تزوج بحفصة بنت عمر و كانت قبله تحت خنيس بن عبد الله بن حذافة السهمي فبقيت إلى آخر خلافة علي ع و توفيت بالمدينة و زينب بنت جحش الأسدية و هي ابنة عمته أميمة بنت عبد المطلب و كانت عند زيد بن حارثة و هي أول من ماتت من نسائه بعده في أيام عمر بعد سنتين من التاريخ و جويرية بنت الحارث بن ضرار المصطلقية و يقال أنه اشتراها فأعتقها فتزوجها و ماتت في سنة خمسين و كانت عند مالك بن صفوان بن ذي السفرتين و أم حبيبة بنت أبي سفيان و اسمها رملة و كانت عند عبد الله بن جحش في سنة ست و بقيت إلى إمارة معاوية و صفية بنت حيي بن أخطب النضري و كانت عند سلام بن مشكم ثم عند كنانة بن الربيع و كان بنى بها و أسر بها في سنة سبع و ميمونة بنت الحارث الهلالية خالة ابن عباس و كانت عند عمير بن عمرو الثقفي ثم عند أبي زيد بنعبد العامري خطبها للنبي ص جعفر بن أبي طالب و كان تزويجها و زفافها و موتها و قبرها بسرف و هو على عشرة أميال من مكة في سنة سبع و ماتت في سنة ست و ثلاثين و قد دخل بهؤلاء و المطلقات أو من لم يدخل بها أو من خطبها و لم يعقد عليها فاطمة بنت شريح و قيل بنت الضحاك تزوجها بعد وفاة ابنته زينب و خيرها حين أنزلت عليه آية التخيير فاختارت الدنيا ففارقها فكانت بعد ذلك تلقط البعر و تقول أنا الشقية اخترت الدنيا و زينب بنت خزيمة بن الحارث أم المساكين من عبد مناف و كانت عند عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب و أسماء بنت النعمان بن الأسود الكندي من أهل اليمن و أسماء بنت النعمان لما دخلت عليه قالت أعوذ بالله منك فقال أعذتك الحقي بأهلك و كان بعض أزواجه علمتها و قالت إنك تحظين عنده و قتيلة أخت الأشعث بن قيس الكندي ماتت قبل أن يدخل بها و يقال طلقها فتزوجها عكرمة بن أبي جهل و هو الصحيح و أم شريك و اسمها غزية بنت جابر من بني النجار و سنى بنت الصلت من بني سليم و يقال خولة بنت حكيم السلمي ماتت قبل أن تدخل عليه و كذلك سراف أخت دحية الكلبي و لم يدخل بعمرة الكلابية و أميمة بنت
النعمان الجونية و العالية بنت ظبيان الكلابية و مليكة الليثية و أما عمرة بنت بريد رأى بها بياضا فقال دلستم علي فردها و ليلى ابنة الحطيم الأنصارية ضربت ظهره و قالت أقلني فأقالها فأكلها الذئب و عمرة من العرطا وصفها أبوها حتى قال إنها لم تمرض قط فقال ص ما لهذه عند الله من خير و التسع اللاتي قبض عنهم أم سلمة زينب بنت جحش ميمونة أم حبيبة صفية جويرية سودة عائشة حفصة قال زين العابدين ع و الضحاك و مقاتل الموهوبة امرأة من بني أسد و فيه ستة أقوال و مات قبل النبي ص خديجة و أم هانئ و زينب بنت خزيمة و أفضلهن خديجة ثم أم سلمة ثم ميمونة. مبسوط الطوسي أنه اتخذ من الإماء ثلاثا عجميتين و عربية فأعتق العربية و استولد إحدى العجميتين و كان له سريتان يقسم لهما مع أزواجه مارية بنت شمعون القبطية و ريحانة بنت زيد القرظية أهداهما المقوقس صاحب الإسكندرية و كانت لمارية أخت اسمها سيرين فأعطاها حسان فولد عبد الرحمن و توفيت مارية بعد النبي ص بخمس سنين و يقال أنه أعتق ريحانة ثم تزوجها. تاج التراجم أن النبي ص اختار من سبي بني قريظة جارية اسمها تكانة بنت عمرو و كانت في ملكه فلما توفي زوجها العباس و كان مهر نسائه اثنتي عشرة أوقية و نش
6- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي رفعه قال كان النبي ص إذا أراد تزويج امرأة بعث من ينظر إليها و يقول للمبعوثة شمي ليتها فإن طاب ليتها طاب عرفها و انظري لكعبها فإن درم كعبها عظم كعثبها
بيان الليت بالكسر صفحة العنق و العرف بالفتح الريح طيبة كانت أو منتنة و الدرم في الكعب أن يواريه اللحم حتى لا يكون له حجم و الكعثب بالفتح الركب الضخم و هو منبت العانة
7- ل، ]الخصال[ الطالقاني عن السكري عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال تزوج رسول الله ص بخمس عشرة امرأة و دخل بثلاث عشرة منهن و قبض عن تسع فأما اللتان لم يدخل بهما فعمرة و السنى و أما الثلاث عشرة اللاتي دخل بهن فأولهن خديجة بنت خويلد ثم سودة بنت زمعة ثم أم سلمة و اسمها هند بنت أبي أمية ثم أم عبد الله عائشة بنت أبي بكر ثم حفصة بنت عمر ثم زينب بنت خزيمة بن الحارث أم المساكين ثم زينب بنت جحش ثم أم حبيب رملة بنت أبي سفيان ثم ميمونة بنت الحارث ثم زينب بنت عميس ثم جويرية بنت الحارث ثم صفية بنت حيي بن أخطب و التي و هبت نفسها للنبي ص خولة بنت حكيم السلمي و كان له سريتان يقسم لهما مع أزواجه مارية و ريحانة الخندفية و التسع اللاتي قبض عنهن عائشة و حفصة و أم سلمة و زينب بنت جحش و ميمونة بنت الحارث و أم حبيب بنت أبي سفيان و صفية بنت حيي بن أخطب و جويرية بنت الحارث و سودة بنت زمعة و أفضلهن خديجة بنت خويلد ثم أم سلمة ثم ميمونة بنت الحارث
بيان عمرة بالفتح و السنا بالفتح و القصر قال في القاموس السنا بنت أسماء بن الصلت ماتت قبل أن يدخل بها النبي ص و سائر النسخ تصحيف و سودة بفتح السين و سكون الواو و زمعة بفتح الزاي و سكون الميم و قيل بفتحها و رملة بالفتح
8- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي عن ابن حميد عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول رحم الله الأخوات من أهل الجنة فسماهن أسماء بنت عميس الخثعمية و كانت تحت جعفر بن أبي طالب ع و سلمى بنت عميس الخثعمية و كانت تحت حمزة و خمس من بني هلال ميمونة بنت الحارث كانت تحت النبي ص و أم الفضل عند العباس اسمها هند و الغميصاء أم خالد بن الوليد و غرة كانت في ثقيف عند الحجاج بن غلاظ و حميدة لم يكن لها عقب
9- فس، ]تفسير القمي[ وَ ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ يعني من الغنيمة إلى قوله وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ فإنه كان سبب نزولها أن امرأة من الأنصار أتت رسول الله ص و قد تهيأت و تزينت فقالت يا رسول الله هل لك في حاجة فقد وهبت نفسي لك فقالت لها عائشة قبحك الله ما أنهمك للرجال فقال لها رسول الله ص مه يا عائشة فإنها رغبت في رسول الله إذ زهدتي فيه ثم قال رحمك الله و رحمكم يا معشر الأنصار نصرني رجالكم و رغبت في نساؤكم ارجعي رحمك الله فإني أنتظر أمر الله فأنزل الله وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ فلا تحل الهبة إلا لرسول الله ص
10- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن خالد المراغي عن علي بن الحسن الكوفي عن جعفر بن محمد بن مروان عن أبيه عن شيخ بن محمد عن أبي علي بن عمر الخراساني عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي إسحاق السبيعي قال دخلنا على مسروق الأجدع فإذا عنده ضيف له لا نعرفه و هما يطعمان من طعام لهما فقال الضيف كنت مع رسول الله ص بحنين فلما قالها عرفنا أنه كانت له صحبة من النبي ص قال جاءت صفية بنت حيي بن أخطب إلى النبي ص فقالت يا رسول الله إني لست كأحد نسائك قتلت الأب و الأخ و العم فإن حدث بك حدث فإلى من فقال لها رسول الله ص إلى هذا و أشار إلى علي بن أبي طالب ع الخبر
11- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن أحمد بن أبي شيخ عن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن معاد عن أبيه و عمه عن معاد و عبيد الله ابني عبد الله عن عمهما يزيد بن الأصم قال قدم سفير بن شجرة العامري بالمدينة فاستأذن على خالتي ميمونة بنت الحارث زوج النبي ص و كنت عندها فقالت ائذن للرجل فدخل فقالت من أين أقبل الرجل قال من الكوفة قالت فمن أي القبائل أنت قال من بني عامر قالت حييت ازدد قربا فما أقدمك قال يا أم المؤمنين رهبت أن تكبسني الفتنة لما رأيت من اختلاف الناس فخرجت فقالت هل كنت بايعت عليا قال نعم قالت فارجع فلا تزل عن صفه فو الله ما ضل و ما ضل به فقال يا أمة فهل أنت محدثتني في علي بحديث سمعتيه من رسول الله ص قالت اللهم نعم سمعت رسول الله ص يقول علي آية الحق و راية الهدى علي سيف الله يسله على الكفار و المنافقين فمن أحبه فبحبي أحبه و من أبغضه فببغضي أبغضه ألا و من أبغضني أو أبغض عليا لقي الله عز و جل و لا حجة له
12- فس، ]تفسير القمي[ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَ لا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ فإنها نزلت في صفية بنت حيي بن أخطب و كانت زوجة رسول الله ص و ذلك أن عائشة و حفصة كانتا تؤذيانها و تشتمانها و تقولان لها يا بنت اليهودية فشكت ذلك إلى رسول الله ص فقال لها أ لا تجيبنهما فقالت بما ذا يا رسول الله قال قولي إن أبي هارون نبي الله و عمي موسى كليم الله و زوجي محمد رسول الله ص فما تنكران مني فقالت لهما فقالتا هذا علمك رسول الله فأنزل الله في ذلك يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ إلى قوله وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ
13- ب، ]قرب الإسناد[ حماد بن عيسى قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قال أبي ما زوج رسول الله ص شيئا من بناته و لا تزوج شيئا من نسائه على أكثر من اثنتي عشرة أوقية و نش يعني نصف أوقية
14- مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال ما تزوج رسول الله ص شيئا من نسائه و لا زوج شيئا من بناته على أكثر من اثنتي عشرة أوقية و نش و الأوقية أربعون درهما و النش عشرون درهما
15- فس، ]تفسير القمي[ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها إلى قوله أَجْراً عَظِيماً فإنه كان سبب نزولها أنه لما رجع رسول الله ص من غزوة خيبر و أصاب كنز آل أبي الحقيق قلن أزواجه أعطنا ما أصبت فقال لهن رسول الله ص قسمته بين المسلمين على ما أمر الله فغضبن من ذلك و قلن لعلك ترى أنك إن طلقتنا أن لا نجد الأكفاء من قومنا يتزوجونا فأنف الله لرسوله فأمره أن يعتزلهن فاعتزلهن رسول الله ص في مشربة أم إبراهيم تسعة و عشرين يوما حتى حضن و طهرن ثم أنزل الله هذه الآية و هي آية التخيير فقال يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ إلى قوله أَجْراً عَظِيماً فقامت أم سلمة أول من قامت فقالت قد اخترت الله و رسوله فقمن كلهن فعانقنه و قلن مثل ذلك فأنزل الله تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَ تُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ فقال الصادق ع من آوى فقد نكح و من أرجى فقد طلق و قوله تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَ تُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ مع هذه الآية يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَ أُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا وَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً و قد أخرت عنها في التأليف ثم خاطب الله عز و جل نساء نبيه ص فقال يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ إلى قوله نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَ أَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال أجرها مرتين و العذاب ضعفين كل هذا في الآخرة حيث يكون الأجر يكون العذاب
16- فس، ]تفسير القمي[ محمد بن أحمد عن محمد بن عبد الله بن غالب عن ابن أبي نجران عن حماد عن حريز قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ قال الفاحشة الخروج بالسيف
17- سر، ]السرائر[ موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفر ع قال ما حرم الله شيئا إلا و قد عصي فيه لأنهم تزوجوا أزواج رسول الله ص من بعده فخيرهن أبو بكر بين الحجاب و لا يتزوجن أو يتزوجن فاخترن التزويج فتزوجن قال زرارة و لو سألت بعضهم أ رأيت لو أن أباك تزوج امرأة و لم يدخل بها حتى مات أ تحل لك إذن لقال لا و هم قد استحلوا أن يتزوجوا أمهاتهم إن كانوا مؤمنين فإن أزواج رسول الله ص مثل أمهاتهم
بيان إشارة إلى تزويج المستعيذة و غيرها كما سيأتي قال البيضاوي في قوله تعالى وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً و خص التي لم يدخل بها لما روي أن الأشعث بن قيس تزوج المستعيذة في أيام عمر فهم برجمهما فأخبر بأنه فارقها قبل أن يمسها فترك من غير نكير انتهى
18- شي، ]تفسير العياشي[ عن الحسين بن زيد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله حرم علينا نساء النبي ص يقول الله وَ لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ
بيان لعل المراد الاستدلال بكون أولاد فاطمة ع أبناء رسول الله ص حقيقة بكون تحريم زوجة الرجل على أولاد بناته إنما هو بهذه الآية كما سيأتي في كثير من الأخبار فالمراد حرم علينا أهل البيت و يحتمل أن يكون المراد حرم علينا كافة المسلمين فيكون إشارة إلى ما ورد في قراءة أهل البيت ع و هو أب لهم فالمعنى أنه كما يحرم نساؤه ص على المسلمين بقوله وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ فكذلك يحرم بتلك الآية أيضا فتكون المنكوحة غير المدخولة أيضا حراما كسائر الآباء و الأول أظهر و سيأتي ما يؤيده
19- شي، ]تفسير العياشي[ محمد بن مسلم عن أحدهما ع قال قلت له أ رأيت قول الله لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَ لا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ قال إنما عنى به التي حرم عليه في هذه الآية حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ
20- عم، ]إعلام الورى[ أول امرأة تزوجها رسول الله ص خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي تزوجها و هو ابن خمس و عشرين سنة و كانت قبله عند عتيق بن عائذ المخزومي فولدت له جارية ثم تزوجها أبو هالة الأسدي فولدت له هند بن أبي هالة ثم تزوجها رسول الله ص و ربى ابنها هندا و لما استوى رسول الله ص و بلغ أشده و ليس له كثير مال استأجرته خديجة إلى سوق خباشة فلما رجع تزوج خديجة زوجها إياه أبوها خويلد بن أسد و قيل زوجها عمها عمرو بن أسد و خطب أبو طالب لنكاحها و من شاهده من قريش حضور فقال الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم و ذرية إسماعيل و جعل لنا بيتا محجوبا و حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ و جعلنا الحكام على الناس في بلدنا الذي نحن فيه ثم إن ابن أخي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب لا يوزن برجل من قريش إلا رجح و لا يقاس بأحد منهم إلا عظم عنه و إن كان في المال قل فإن المال رزق حائل و ظل زائل و له في خديجة رغبة و لها فيه رغبة و الصداق ما سألتم عاجله و آجله من مالي و له خطر عظيم و شأن رفيع و لسان شافع جسيم فزوجه و دخل بها من الغد و لم يتزوج عليها رسول الله ص حتى ماتت و أقامت معه أربعا و عشرين سنة و شهرا و مهرها اثنتا عشرة أوقية و نش و كذلك مهر سائر نسائه فأول ما حملت ولدت عبد الله بن محمد و هو الطيب الطاهر و ولدت له القاسم و قيل إن القاسم أكبر و هو بكره و به كان يكنى و الناس يغلطون فيقولون ولد له منها أربع بنين القاسم و عبد الله و الطيب و الطاهر و إنما ولد له منها ابنان و أربع بنات زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة فأما زينب بنت رسول الله ص فتزوجها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف في الجاهلية فولدت لأبي العاص جارية اسمها أمامة تزوجها علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة ع و قتل علي ع و عنده أمامة فخلف عليها بعده المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب و توفيت عنده و أم أبي العاص هالة بنت خويلد فخديجة خالته و ماتت زينب بالمدينة لسبع سنين من الهجرة و أما رقية بنت رسول الله ص فتزوجها عتبة بن أبي لهب فطلقها قبل أن يدخل بها و لحقها منه أذى
فقال النبي ص اللهم سلط على عتبة كلبا من كلابك
فتناوله الأسد من بين أصحابه و تزوجها بعده بالمدينة عثمان بن عفان فولدت له عبد الله و مات صغيرا نقره ديك على عينيه فمرض و مات و توفيت بالمدينة زمن بدر فتخلف عثمان على دفنها و منعه ذلك أن يشهد بدرا و قد كان عثمان هاجر إلى الحبشة و معه رقية و أما أم كلثوم فتزوجها أيضا عثمان بعد أختها رقية و توفيت عنده و أما فاطمة ع فسنفرد لها بابا فيما بعد إن شاء الله و لم يكن لرسول الله ص ولد من غير خديجة إلا إبراهيم بن رسول الله ص من مارية القبطية و ولد بالمدينة سنة ثمان من الهجرة و مات بها و له سنة و ستة أشهر و أيام و قبره بالبقيع. و الثانية سودة بنت زمعة و كانت قبله عند السكران بن عمرو فمات عنها بالحبشة مسلما. و الثالثة عائشة بنت أبي بكر تزوجها بمكة و هي بنت سبع و لم يتزوج بكرا غيرها و دخل بها و هي بنت تسع لسبعة أشهر من مقدمه المدينة و بقيت إلى خلافة معاوية. و الرابعة أم شريك التي وهبت نفسها للنبي ص و اسمها غزية بنت دودان بن عوف بن عامر و كانت قبله عند أبي العكر بن سمي الأزدي فولدت له شريكا. و الخامسة حفصة بنت عمر بن الخطاب تزوجها بعد ما مات زوجها حنيس بن عبد الله بن حذافة السهمي و كان رسول الله ص قد وجهه إلى كسرى فمات و لا عقب له و ماتت بالمدينة في خلافة عثمان. و السادسة أم حبيبة بنت أبي سفيان و اسمها رملة و كانت تحت عبيد الله بن جحش الأسدي فهاجر بها إلى الحبشة و تنصر بها و مات هناك فتزوجها رسول الله ص بعده و كان وكيله عمرو بن أمية الضمري و السابعة أم سلمة و هي بنت عمته عاتكة بنت عبد المطلب و قيل هي عاتكة بنت عامر بن ربيعة من بني فراس بن غنم و اسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم و هي ابنة عم أبي جهل و روي أن رسول الله ص أرسل إلى أم سلمة أن مري ابنك أن يزوجك فزوجها ابنها سلمة بن أبي سلمة من رسول الله ص و هو غلام لم يبلغ و أدى عنه النجاشي صداقها أربعمائة دينار عند العقد و كانت أم سلمة من آخر أزواج النبي ص وفاة بعده و كانت عند أبي سلمة بن عبد الأسد و أمه برة بنت عبد المطلب فهو ابن عمة رسول الله ص و كان لأم سلمة منه زينب و عمر و كان عمر مع علي يوم الجمل و ولاه البحرين و له عقب بالمدينة و من مواليها شيبة بن نصاح إمام أهل المدينة في القراءة و خيرة أم الحسن البصري. و الثامنة زينب بنت جحش الأسدية و هي ابنة عمته ميمونة بنت عبد المطلب و هي أول من مات من أزواجه بعده توفيت في خلافة عمر و كانت قبله عند زيد بن حارثة فطلقها زيد و ذكر الله تعالى شأنه و شأن زوجته زينب في القرآن و هي أول امرأة جعل لها النعش جعلت لها أسماء بنت عميس يوم توفيت و كانت بأرض الحبشة رأتهم يصنعون ذلك. و التاسعة زينب بنت خزيمة الهلالية من ولد عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة و كانت قبله عند عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب و قيل كانت عند أخيه الطفيل بن الحارث و ماتت قبله ص و كان يقال لها أم المساكين. و العاشرة ميمونة بنت الحارث من ولد عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة تزوجها و هو بالمدينة و كان وكيله أبو رافع و بنى بها بسرف حين رجع من عمرته على عشرة أميال من مكة و توفيت أيضا بسرف و دفنت هناك أيضا و كانت
قبله عند أبي سبرة بن أبي دهمر العامري. و الحادية عشرة جويرية بنت الحارث من بني المصطلق سباها فأعتقها و تزوجها و توفيت سنة ست و خمسين. و الثانية عشرة صفية بنت حيي بن أخطب النضري من خيبر اصطفاها لنفسه من الغنيمة ثم أعتقها و تزوجها و جعل عتقها صداقها و توفيت سنة ست و ثلاثين. فهذه اثنتا عشرة امرأة دخل بهن رسول الله ص تزوج إحدى عشرة منهن و واحدة وهبت نفسها منه و قد تزوج ص عالية بنت ظبيان و طلقها حين أدخلت عليه و تزوج قتيلة بنت قيس أخت الأشعث بن قيس فمات قبل أن يدخل بها فتزوجها عكرمة بن أبي جهل بعده و قيل إنه طلقها قبل أن يدخل بها ثم مات ع و تزوج فاطمة بنت الضحاك بعد وفاة ابنته زينب و خيرها حين أنزلت عليه آية التخيير فاختارت الدنيا و فارقها فكانت بعد ذلك تلقط البعر و تقول أنا الشقية اخترت الدنيا و تزوج سنى بنت الصلت فمات قبل أن يدخل عليه و تزوج أسماء بنت النعمان بن شراحيل فلما أدخلت عليه قالت أعوذ بالله منك فقال قد أعذتك الحقي بأهلك و كان بعض أزواجه علمتها ذلك فطلقها و لم يدخل بها و تزوج مليكة الليثية فلما دخل عليها قال لها هبي لي نفسك فقالت و هل تهب الملكة نفسها للسوقة فأهوى ص بيده يضعها عليها فقالت أعوذ بالله منك فقال لقد عذت بمعاذ فسرحها و متعها و تزوج عمرة بنت يزيد فرأى بها بياضا فقال دلستم علي و ردها. و تزوج ليلى بنت الخطيم الأنصارية فقالت أقلني فأقالها و خطب امرأة من بني مرة فقال أبوها إن بها برصا و لم يكن بها فرجع فإذا هي برصاء و خطب عمرة فوصفها أبوها ثم قال و أزيدك أنها لم تمرض قط فقال ص ما لهذه عند الله من خير و قيل إنه تزوجها فلما قال ذلك أبوها طلقها. فهذه إحدى و عشرون امرأة و مات رسول الله ص عن عشر واحدة منهن لم يدخل بها و قيل عن تسع عائشة و حفصة و أم سلمة و أم حبيبة و زينب بنت جحش و ميمونة و صفية و جويرية و سودة و كانت سودة قد وهبت ليلتها لعائشة حين أراد طلاقها و قالت لا رغبة لي في الرجال و إنما أريد أن أحشر في أزواجك
21- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن البزنطي عن حماد بن عثمان و ابن دراج عن حذيفة بن منصور عن أبي عبد الله ع قال كان صداق النبي ص اثنتي عشرة أوقية و نشا و الأوقية أربعون درهما و النش عشرون درهما و هو نصف الأوقية
22- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ساق رسول الله ص إلى أزواجه اثنتي عشرة أوقية و نشا و الأوقية أربعون درهما و النش نصف الأوقية عشرون درهما فكان ذلك خمسمائة درهم قلت بوزننا قال نعم
23- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن البزنطي عن داود بن الحسين عن أبي العباس قال سألت أبا عبد الله ع عن الصداق هل له وقت قال لا ثم قال كان صداق النبي ص اثنتي عشرة أوقية و نشا و النش نصف الأوقية و الأوقية أربعون درهما فذلك خمسمائة درهم
24- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول قال أبي ما زوج رسول الله ص سائر بناته و لا تزوج شيئا من نسائه على أكثر من اثنتي عشرة أوقية و نش الأوقية أربعون درهما و النش عشرون درهما
و روى حماد عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي عبد الله ع قال و كانت الدراهم وزن ستة يومئذ
25- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن البزنطي عن ابن سرحان عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سألته عن قول الله عز و جل وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ فقال لا تحل الهبة إلا لرسول الله ص و أما غيره فلا يصلح نكاح إلا بمهر
26- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله ع قال لا تحل الهبة إلا لرسول الله ص و أما غيره فلا يصلح نكاح إلا بمهر
27- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن بعض أصحابه عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع في امرأة وهبت نفسها لرجل أو وهبها له وليها فقال لا إنما كان ذاك لرسول الله ص و ليس لغيره إلا أن يعوضها شيئا قل أو كثر
28- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قول الله عز و جل يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ قلت كم أحل له من النساء قال ما شاء من شيء قلت قوله لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَ لا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ فقال لرسول الله ص أن ينكح ما شاء من بنات عمه و بنات عماته و بنات خاله و بنات خالاته و أزواجه اللاتي هاجرن معه و أحل له أن ينكح من عرض المؤمنين بغير مهر و هي الهبة و لا تحل الهبة إلا لرسول الله ص فأما لغير رسول الله ص فلا يصلح نكاح إلا بمهر و ذلك معنى قوله تعالى وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ قلت أ رأيت قوله تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَ تُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ قال من آوى فقد نكح و من أرجى فلم ينكح قلت قوله لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ قال إنما عنى به النساء اللاتي حرم عليه في هذه الآية حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ إلى آخر الآية و لو كان الأمر كما يقولون كان قد أحل لكم ما لم يحل له إن أحدكم يستبدل كلما أراد و لكن ليس الأمر كما يقولون إن الله عز و جل أحل لنبيه ما أراد من النساء إلا ما حرم عليه في هذه الآية التي في النساء
29- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَ لا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَ لَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ فقال أراكم و أنتم تزعمون أنه يحل لكم ما لم يحل لرسول ص قد أحل الله تعالى لرسول الله ص أن يتزوج من النساء ما شاء إنما قال لا يحل لك النساء من بعد الذي حرم عليك قوله حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ إلى آخر الآية
30- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن ابن دراج و محمد بن حمران عن أبي عبد الله ع قالا سألنا أبا عبد الله ع كم أحل لرسول الله ص من النساء قال ما شاء يقول بيده هكذا و هي له حلال يعني يقبض يده
31- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن ابن أبي نجران عن عبد الكريم بن عمرو عن الحضرمي عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل لنبيه ص يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ كم أحل له من النساء قال ما شاء من شيء قلت وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ فقال لا تحل الهبة إلا لرسول الله ص و أما لغير رسول الله ص فلا يصلح نكاح إلا بمهر قلت أ رأيت قول الله عز و جل لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ فقال إنما عنى به لا يحل لك النساء التي حرم الله في هذه الآية حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ وَ عَمَّاتُكُمْ وَ خالاتُكُمْ إلى آخرها و لو كان الأمر كما يقولون كان قد أحل لكم ما لم يحل له لأن أحدكم يستبدل كلما أراد و لكن ليس الأمر كما يقولون إن الله عز و جل أحل لنبيه ص أن ينكح من النساء ما أراد إلا ما حرم عليه في هذه الآية في سورة النساء
32- و عنه عن عاصم بن حميد عن أبي بصير و غيره في تسمية نساء النبي ص و نسبهن و صفتهن عائشة و حفصة و أم حبيب بنت أبي سفيان بن حرب و زينب بنت جحش و سودة بنت زمعة و ميمونة بنت الحارث و صفية بنت حيي بن أخطب و أم سلمة بنت أبي أمية و جويرية بنت الحارث و كانت عائشة من بني تيم و حفصة من بني عدي و أم سلمة من بني مخزوم و سودة من بني أسد بن عبد العزى و زينب بنت جحش من بني أسد و عدادها من بني أمية و أم حبيب بنت أبي سفيان من بني أمية و ميمونة بنت الحارث من بني هلال و صفية بنت حيي بن أخطب من بني إسرائيل و مات ص عن تسع و كان له سواهن التي وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ ص و خديجة بنت خويلد أم ولده و زينب بنت أبي الجون التي خدعت و الكندية
33- كا، ]الكافي[ أحمد بن محمد العاصمي عن علي بن الحسن بن فضال عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قلت له أ رأيت قول الله عز و جل لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ فقال إنما لم يحل له النساء التي حرم الله عليه في هذه الآية حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ في هذه الآية كلها و لو كان الأمر كما يقولون لكان قد أحل لكم ما لم يحل له هو لأن أحدكم يستبدل كلما أراد و لكن ليس الأمر كما يقولون أحاديث آل محمد خلاف أحاديث الناس إن الله عز و جل أحل لنبيه ص أن ينكح من النساء ما أراد إلا ما حرم الله عليه في سورة النساء في هذه الآية
34- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن العلا عن محمد بن مسلم عن أحدهما ع أنه قال لو لم يحرم على الناس أزواج النبي ص لقول الله عز و جل وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ حرم على الحسن و الحسين ع بقول الله تبارك و تعالى اسمه وَ لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ و لا يصلح للرجل أن ينكح امرأة جده
35- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن الحسن بن علي عن أبان بن عثمان عن أبي الجارود قال سمعت أبا عبد الله ع يقول و ذكر هذه الآية وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً فقال ع رسول الله ص أحد الوالدين فقال عبد الله بن عجلان من الآخر قال علي ع و نساؤه علينا حرام و هي لنا خاصة
بيان أي هذه الآية نزلت فينا فالمراد بالإنسان الأئمة ع و بالوالدين رسول الله ص و أمير المؤمنين ع أو المعنى أن هذه الحرمة لنساء النبي ص من جهة الوالدية مختصة بنا أولاد فاطمة و أما الجهة العامة فمشتركة
36- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة قال حدثني سعيد بن أبي عروة عن قتادة عن الحسن البصري أن رسول الله ص تزوج امرأة من بني عامر بن صعصعة يقال لها سناة و كانت من أجمل أهل زمانها فلما نظرت إليها عائشة و حفصة قالتا لتغلبنا هذه على رسول الله ص بجمالها فقالتا لها لا يرى منك رسول الله ص حرصا فلما دخلت على رسول الله ص تناولها بيده فقالت أعوذ بالله فانقبضت يد رسول الله ص عنها فطلقها و ألحقها بأهلها و تزوج رسول الله ص امرأة من كندة بنت أبي الجون فلما مات إبراهيم بن رسول الله ص ابن مارية القبطية قالت لو كان نبيا ما مات ابنه فألحقها رسول الله ص بأهلها قبل أن يدخل بها فلما قبض رسول الله ص و ولي الناس أبو بكر أتته العامرية و الكندية و قد خطبتا فاجتمع أبو بكر و عمر فقالا لهما اختارا إن شئتما الحجاب و إن شئتما الباه فاختارتا الباه فتزوجتا فجذم أحد الرجلين و جن الآخر
فقال عمر بن أذينة فحدثت بهذا الحديث زرارة و الفضيل فرويا عن أبي جعفر ع أنه قال ما نهى الله عز و جل عن شيء إلا و قد عصي فيه حتى لقد نكحوا أزواج رسول الله ص من بعده و ذكر هاتين العامرية و الكندية ثم قال أبو جعفر ع لو سألتم عن رجل تزوج امرأة فطلقها قبل أن يدخل بها أ تحل لابنه لقالوا لا فرسول الله ص أعظم حرمة من آبائهم
ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير مثله
37- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر ع نحوه و قال في حديثه و هم يستحلون أن يتزوجوا أمهاتهم إن كانوا مؤمنين و إن أزواج رسول الله ص في الحرمة مثل أمهاتهم
38- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه أو غيره عن سعد بن سعد عن الحسن بن الجهم عن أبي الحسن ع قال كان رسول الله ص له بضع أربعين رجلا و كان عنده تسع نسوة و كان يطوف عليهن في كل يوم و ليلة
بيان البضع بالضم الجماع
39- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ع قال جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله ص فدخلت عليه و هو في منزل حفصة و المرأة متلبسة متمشطة فدخلت على رسول الله ص فقالت يا رسول الله إن المرأة لا تخطب الزوج و أنا امرأة أيم لا زوج لي منذ دهر و لا ولد فهل لك من حاجة فإن تك فقد وهبت نفسي لك إن قبلتني فقال لها رسول الله ص خيرا و دعا لها ثم قال يا أخت الأنصار جزاكم الله عن رسول الله خيرا فقد نصرني رجالكم و رغبت في نساؤكم فقالت لها حفصة ما أقل حياءك و أجرأك و أنهمك للرجال فقال رسول الله ص كفي عنها يا حفصة فإنها خير منك رغبت في رسول الله فلمتيها و عيبتيها ثم قال للمرأة انصرفي رحمك الله فقد أوجب الله لك الجنة برغبتك في و تعرضك لمحبتي و سروري و سيأتيك أمري إن شاء الله فأنزل الله عز و جل وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قال فأحل الله عز و جل هبة المرأة نفسها لرسول الله ص و لا يحل ذلك لغيره
-40 كا، ]الكافي[ محمد بن أبي عبد الله عن معاوية بن حكيم عن صفوان و علي بن الحسن بن رباط عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال سألت أبا جعفر ع عن الخيار فقال و ما هو و ما ذاك إنما ذاك شيء كان لرسول الله ص
41- كا، ]الكافي[ حميد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد و ابن رباط عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي عبد الله ع إني سمعت أباك يقول إن رسول الله ص خير نساءه فاخترن الله و رسوله فلم يمسكهن على طلاق و لو اخترن أنفسهن لبن فقال إن هذا حديث كان يرويه أبي عن عائشة و ما للناس و الخيار إن هذا شيء خص الله به رسول الله ص
42- كا، ]الكافي[ حميد عن ابن سماعة عن ابن رباط عن عيص بن القاسم عن أبي عبد الله ع قال سألته عن رجل خير امرأته فاختارت نفسها بانت منه قال لا إنما هذا شيء كان لرسول الله ص خاصة أمر بذلك ففعل و لو اخترن أنفسهن لطلقهن و هو قول الله عز و جل قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَ أُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا
43- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن الله عز و جل أنف لرسوله من مقالة قالتها بعض نسائه فأنزل الله آية التخيير فاعتزل رسول الله ص نساءه تسعا و عشرين ليلة في مشربة أم إبراهيم ثم دعاهن فخيرهن فاخترنه فلم يك شيئا و لو اخترن أنفسهن كانت واحدة بائنة قال و سألته عن مقالة المرأة ما هي قال فقال إنها قالت يرى محمد أنه لو طلقنا أنه لا يأتينا الأكفاء من قومنا يتزوجونا
-44 كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال ذكر أبو عبد الله ع أن زينب قالت لرسول الله ص لا تعدل و أنت رسول الله و قالت حفصة إن طلقنا وجدنا أكفاءنا من قومنا فاحتبس الوحي عن رسول الله ص عشرين يوما قال فأنف الله عز و جل لرسوله فأنزل يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها فَتَعالَيْنَ إلى قوله أَجْراً عَظِيماً قال فاخترن الله و رسوله و لو اخترن أنفسهن لبن و إن اخترن الله و رسوله فليس بشيء
بيان لعله سقط من الرواة لفظ التسعة في العدد مع أنه يحتمل أن يكون احتباس الوحي بعد الأمر بالاعتزال تلك المدة فلا ينافي ما مر و ما سيأتي
45- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن ابن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن عبد الأعلى بن أعين قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن بعض نساء النبي ص قالت أ يرى محمد أنه إن طلقنا لا نجد الأكفاء من قومنا قال فغضب الله عز و جل له من فوق سبع سماواته فأمره فخيرهن حتى انتهى إلى زينب بنت جحش فقامت فقبلته و قالت أختار الله و رسوله
46- كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن ابن سماعة عن عبد الله بن جبلة عن يعقوب بن سالم عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع في الرجل إذا خير امرأته فقال إنما الخيرة لنا ليس لأحد و إنما خير رسول الله ص لمكان عائشة فاخترن الله و رسوله و لم يكن لهن أن يخترن غير رسول الله ص
بيان لعل المعنى أنه ص إنما لم يطلقهن ابتداء بل خيرهن لأنه ع كان يحب عائشة لجمالها و كان يعلم أنهن لا يخترن غيره لحرمة الأزواج عليهن أو لغيرها من الأسباب أو أن السبب الأعظم في تلك القضية كان سوء معاشرة عائشة و قلة احترامها له ص و يحتمل أن يكون المراد بقوله و لم يكن لهن أن يخترن أنه لو كن اخترن المفارقة لم يكن يقع الطلاق إلا بأن يطلقهن الرسول ص كما يدل عليه كثير من الأخبار لكنه خلاف المشهور
47- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ النضر عن حسين بن موسى عن زرارة عن أحدهما ع قال إن علي بن الحسين ع تزوج أم ولد عمه الحسن ع و زوج أمه مولاه فلما بلغ ذلك عبد الملك بن مروان كتب إليه يا علي بن الحسين كأنك لا تعرف موضعك من قومك و قدرك عند الناس تزوجت مولاة و زوجت مولاك بأمك فكتب إليه علي بن الحسين ع فهمت كتابك و لنا أسوة برسول الله ص فقد زوج زينب بنت عمته زيدا مولاه و تزوج ص مولاته صفية بنت حيي بن أخطب
48- يب، ]تهذيب الأحكام[ علي بن الحسن عن علي بن أسباط عن محمد بن زياد عن عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال خير رسول الله ع نساءه فاخترنه فكان ذلك طلاقا قال فقلت له لو اخترن أنفسهن قال فقال لي ما ظنك برسول الله ص لو اخترن أنفسهن أ كان يمسكهن
49- فس، ]تفسير القمي[ قال علي بن إبراهيم في قوله وَ ما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ
قال فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله ع قال كان سبب ذلك أن رسول الله ص لما تزوج بخديجة بنت خويلد خرج إلى سوق عكاظ في تجارة لها و رأى زيدا يباع و رآه غلاما كيسا حصيفا فاشتراه فلما نبئ رسول الله ص دعاه إلى الإسلام فأسلم فكان يدعى زيد مولى محمد فلما بلغ حارثة بن شراحيل الكلبي خبر زيد قدم مكة و كان رجلا جليلا فأتى أبا طالب فقال يا أبا طالب إن ابني وقع عليه السبي و بلغني أنه صار لابن أخيك تسأله إما أن يبيعه و إما أن يفاديه و إما أن يعتقه فكلم أبو طالب رسول الله ص فقال رسول الله ص هو حر فليذهب حيث شاء فقام حارثة فأخذ بيد زيد فقال له يا بني الحق بشرفك و حسبك فقال زيد لست أفارق رسول الله ص أبدا فقال له أبوه فتدع حسبك و نسبك و تكون عبدا لقريش فقال زيد لست أفارق رسول الله ص ما دمت حيا فغضب أبوه فقال يا معشر قريش اشهدوا أني قد برئت منه و ليس هو ابني فقال رسول الله ص اشهدوا أن زيدا ابني أرثه و يرثني و كان يدعى زيد بن محمد و كان رسول الله ص يحبه و سماه زيد الحب فلما هاجر رسول الله ص إلى المدينة زوجه زينب بنت جحش و أبطأ عنه يوما فأتى رسول الله ص منزله يسأل عنه فإذا زينب جالسة وسط حجرتها تسحق طيبا بفهر لها فدفع رسول الله ص الباب فنظر إليها و كانت جميلة حسنة فقال سبحان الله خالق النور و تبارك اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ثم رجع ص إلى منزله و وقعت زينب في قلبه وقوعا عجيبا و جاء زيد إلى منزله فأخبرته زينب بما قال رسول الله ص فقال لها زيد هل لك أن أطلقك حتى يتزوجك رسول الله ص فعلك قد وقعت في قلبه فقالت أخشى أن تطلقني و لا يتزوجني رسول الله ص فجاء زيد إلى رسول الله ص فقال بأبي أنت و أمي أخبرتني زينب بكذا و كذا فهل لك أن أطلقها حتى تتزوجها فقال له رسول الله ص لا اذهب و اتق الله و أمسك عليك زوجك ثم حكى الله فقال أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها إلى قوله وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا فزوجه الله من فوق عرشه فقال المنافقون يحرم علينا نساءنا و يتزوج امرأة ابنه زيد فأنزل الله في هذا وَ ما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ إلى قوله يَهْدِي السَّبِيلَ ثم قال ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ إلى قوله وَ مَوالِيكُمْ فأعلم الله أن زيدا ليس هو ابن محمد و إنما ادعاه للسبب الذي ذكرناه و في هذا أيضا ما نكتبه في غير هذا الموضع في قوله ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَ لكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ وَ كانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ثم نزل لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ بعد ما حرم عليه في سورة النساء و قوله وَ لا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ معطوف على قصة امرأة زيد وَ لَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ أي لا يحل لك امرأة رجل أن تتعرض لها حتى يطلقها و تتزوجها أنت فلا تفعل هذا الفعل بعد هذا
بيان عكاظ كغراب سوق بصحراء بين نخلة و الطائف كانت تقوم هلال ذي القعدة و تستمر عشرين يوما تجتمع قبائل العرب فيتعاكظون أي يتفاخرون و يتناشدون و منه الأديم العكاظي ذكره الفيروزآبادي و قال حصف ككرم استحكم عقله فهو حصيف و الفهر الحجر قدر ما يملأ الكف أقول لعل هذا الخبر محمول على التقية أو مؤول بما سيأتي في الأخبار الآتية
50- ج، ]الإحتجاج[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ في خبر ابن الجهم أنه سأل المأمون الرضا ع عن قول الله عز و جل وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ قال الرضا ع إن رسول الله ص قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده فرأى امرأته تغتسل فقال لها سبحان الذي خلقك و إنما أراد بذلك تنزيه الله تبارك و تعالى عن قول من زعم أن الملائكة بنات الله فقال الله عز و جل أَ فَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَ اتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيماً فقال النبي ص لما رآها تغتسل سبحان الذي خلقك أن يتخذ ولدا يحتاج إلى هذا التطهير و الاغتسال فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته بمجيء رسول الله ص و قوله لها سبحان الذي خلقك فلم يعلم زيد ما أراد بذلك و ظن أنه قال ذلك لما أعجبه من حسنها فجاء إلى النبي ص فقال له يا رسول الله إن امرأتي في خلقها سوء و إني أريد طلاقها فقال له النبي ص أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ و قد كان الله عز و جل عرفه عدد أزواجه و أن تلك المرأة منهن فأخفى ذلك في نفسه و لم يبده لزيد و خشي الناس أن يقولوا إن محمدا يقول لمولاه إن امرأتك ستكون لي زوجة فيعيبونه بذلك فأنزل الله عز و جل وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ يعني بالإسلام وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ يعني بالعتق أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ ثم إن زيد بن حارثة طلقها و اعتدت منه فزوجها الله عز و جل من نبيه محمد ص و أنزل بذلك قرآنا فقال عز و جل فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ثم علم عز و جل أن المنافقين سيعيبونه بتزويجها فأنزل ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ
51- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ في خبر علي بن محمد بن الجهم أنه سأل الرضا ع عن قول الله عز و جل في نبيه محمد ص وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ فأجاب ع أن الله عرف نبيه ص أسماء أزواجه في دار الدنيا و أسماء أزواجه في الآخرة و أنهن أمهات المؤمنين و أحد من سمى له زينب بنت جحش و هي يومئذ تحت زيد بن حارثة فأخفى ص اسمها في نفسه و لم يبده لكيلا يقول أحد من المنافقين إنه قال في امرأة في بيت رجل أنها إحدى أزواجه من أمهات المؤمنين و خشي قول المنافقين قال الله عز و جل وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ يعني في نفسك و إن الله عز و جل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حواء من آدم ع و زينب من رسول الله ص بقوله فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها الآية و فاطمة من علي ع
أقول قد مر هذا الخبر و الذي قبله بإسنادهما في باب عصمة الأنبياء ع
52- فس، ]تفسير القمي[ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ و ذلك أن رسول الله ص خطب على زيد بن حارثة زينب بنت جحش الأسدية من بني أسد بن خزيمة و هي بنت عمة النبي ص فقالت يا رسول الله حتى أوامر نفسي فأنظر فأنزل الله وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ الآية فقالت يا رسول الله أمري بيدك فزوجها إياه فمكثت عند زيد ما شاء الله ثم إنهما تشاجرا في شيء إلى رسول الله ص فنظر إليها النبي ص فأعجبته فقال زيد يا رسول الله تأذن لي في طلاقها فإن فيها كبرا و إنها لتؤذيني بلسانها فقال رسول الله ص اتَّقِ اللَّهَ و أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ و أحسن إليها ثم إن زيدا طلقها و انقضت عدتها فأنزل الله نكاحها على رسول الله ص فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها و في قوله ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ فإن هذه نزلت في شأن زيد بن حارثة قالت قريش يعيرنا محمد يدعي بعضنا بعضا و قد ادعى هو زيدا فقال الله ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ يعني يومئذ قال إنه ليس بأبي زيد وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ يعني لا نبي بعد محمد ص
53- فس، ]تفسير القمي[ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ فإنه لما أن تزوج رسول الله ص بزينب بنت جحش و كان يحبها فأولم دعا أصحابه و كان أصحابه إذا أكلوا يحبون أن يتحدثوا عند رسول الله ص و كان يحب أن يخلو مع زينب فأنزل الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ و ذلك أنهم كانوا يدخلون بلا إذن فقال عز و جل إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ إلى قوله مِنْ وَراءِ حِجابٍ
54- كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن ابن سماعة عن جعفر بن سماعة عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله ع قال إن زينب بنت جحش قالت يرى رسول الله ص إن خلى سبيلنا أن لا نجد زوجا غيره و قد كان اعتزل نساءه تسعا و عشرين ليلة فلما قالت زينب التي قالت بعث الله عز و جل جبرئيل إلى محمد ص فقال قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ الآيتين كلتيهما فقلن بل نختار الله و رسوله و الدار الآخرة
55- كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن حسن بن سماعة عن وهب بن حفص عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال إن زينب بنت جحش قالت لرسول الله ص لا تعدل و أنت نبي فقال تربت يداك إذا لم أعدل فمن يعدل قالت دعوت الله يا رسول الله ليقطع يداي فقال لا و لكن لتتربان فقالت إنك إن طلقتنا وجدنا في قومنا أكفاءنا فاحتبس الوحي عن رسول الله ص تسعا و عشرين ليلة ثم قال أبو جعفر ع فأنف الله لرسوله ص فأنزل الله عز و جل يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها الآيتين فاخترن الله و رسوله و لم يكن شيء و لو اخترن أنفسهن لبن
كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير مثله. بيان قال في النهاية في الحديث تربت يداك يقال ترب الرجل إذا افتقر أي لصق بالتراب و أترب إذا استغنى و هذه الكلمة جارية على ألسن العرب لا يريدون بها الدعاء على المخاطب و لا وقوع الأمر بها كما يقولون قاتله الله و قيل معناها لله درك و قيل أراد به المثل ليرى المأمور بذلك الجد و أنه إن خالفه فقد أساء و قال بعضهم هو دعاء على الحقيقة فإنه قد قال لعائشة تربت يمينك لأنه رأى الحاجة خيرا لها و الأول الوجه و يعضده قوله في حديث خزيمة أنعم صباحا تربت يداك فإن هذا دعاء له و ترغيب في استعماله ما تقدمت الوصية به أ لا تراه أنه قال أنعم صباحا