1- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن مخلد عن ابن السماك عن أحمد بن بشر عن موسى بن محمد بن حنان عن إبراهيم بن أبي العزيز عن عثمان بن أبي الكنات عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت لما مات إبراهيم بكى النبي ص حتى جرت دموعه على لحيته فقيل له يا رسول الله تنهى عن البكاء و أنت تبكي فقال ليس هذا بكاء إنما هذا رحمة و من لا يرحم لا يرحم
2- ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة عن جعفر عن أبيه ع قال ولد لرسول الله ص من خديجة القاسم و الطاهر و أم كلثوم و رقية و فاطمة و زينب فتزوج علي ع فاطمة ع و تزوج أبو العاص بن ربيعة و هو من بني أمية زينب و تزوج عثمان بن عفان أم كلثوم و لم يدخل بها حتى هلكت و زوجه رسول الله ص مكانها رقية ثم ولد لرسول الله ص من أم إبراهيم إبراهيم و هي مارية القبطية أهداها إليه صاحب الإسكندرية مع البغلة الشهباء و أشياء معها
3- ل، ]الخصال[ أبي و ابن الوليد عن سعد عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال ولد لرسول الله ص من خديجة القاسم و الطاهر و هو عبد الله و أم كلثوم و رقية و زينب و فاطمة و تزوج علي بن أبي طالب ع فاطمة ع و تزوج أبو العاص بن الربيع و هو رجل من بني أمية زينب و تزوج عثمان بن عفان أم كلثوم فماتت و لم يدخل بها فلما ساروا إلى بدر زوجه رسول الله ص رقية و ولد لرسول الله ص إبراهيم من مارية القبطية و هي أم إبراهيم أم ولد
أقول قد مر خبر عمرو بن أبي المقدام في أحوال خديجة ع.
4- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أولاده ولد من خديجة القاسم و عبد الله و هما الطاهر و الطيب و أربع بنات زينب و رقية و أم كلثوم و هي آمنة و فاطمة و هي أم أبيها و لم يكن له ولد من غيرها إلا إبراهيم من مارية ولد بعالية في قبيلة مازن في مشربة أم إبراهيم و يقال ولد بالمدينة سنة ثمان من الهجرة و مات بها و له سنة و عشرة أشهر و ثمانية أيام و قبره بالبقيع و في الأنوار و الكشف و اللمع و كتاب البلاذري أن زينب و رقية كانتا ربيبتيه من جحش فأما القاسم و الطيب فماتا بمكة صغيرين قال مجاهد مكث القاسم سبع ليال و أما زينب فكانت عند أبي العاص القاسم بن الربيع فولدت أم كلثوم و تزوج بها علي و كان أبو العاص أسر يوم بدر فمن عليه النبي ص و أطلقه من غير فداء و أتت زينب الطائف ثم أتت النبي ص بالمدينة فقدم أبو العاص المدينة فأسلم و ماتت زينب بالمدينة بعد مصير النبي ص إليها بسبع سنين و شهرين و أما رقية فتزوجها عتبة و أم كلثوم تزوجها عتيق و هما ابنا أبي لهب فطلقاهما فتزوج عثمان رقية بالمدينة و ولدت له عبد الله صبيا لم يجاوز ست سنين و كان ديك نقره على عينه فمات و بعدها أم كلثوم و لا عقب للنبي ص إلا من ولد فاطمة ع
5- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن عامر بن عبد الله قال سمعت أبا عبد الله ع يقول كان على قبر إبراهيم بن رسول الله ص عذق يظله من الشمس يدور حيث دارت الشمس فلما يبس العذق درس القبر فلم يعلم مكانه
6- ع، ]علل الشرائع[ علي بن حاتم القزويني عن القاسم بن محمد عن حمدان بن الحسين بن الوليد عن عبد الله بن حماد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قلت له لأي علة لم يبق لرسول الله ص ولد قال لأن الله عز و جل خلق محمدا ص نبيا و عليا ع وصيا فلو كان لرسول الله ص ولد من بعده كان أولى برسول الله ص من أمير المؤمنين فكانت لا تثبت وصية أمير المؤمنين
7- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ تفسير النقاش بإسناده عن سفيان الثوري عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قال كنت عند النبي ص و على فخذه الأيسر ابنه إبراهيم و على فخذه الأيمن الحسين بن علي و هو تارة يقبل هذا و تارة يقبل هذا إذ هبط جبرئيل بوحي من رب العالمين فلما سري عنه قال أتاني جبرئيل من ربي فقال يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام و يقول لست أجمعهما فافد أحدهما بصاحبه فنظر النبي ص إلى إبراهيم فبكى و نظر إلى الحسين فبكى و قال إن إبراهيم أمه أمة و متى مات لم يحزن عليه غيري و أم الحسين فاطمة و أبوه علي ابن عمي لحمي و دمي و متى مات حزنت ابنتي و حزن ابن عمي و حزنت أنا عليه و أنا أؤثر حزني على حزنهما يا جبرئيل يقبض إبراهيم فديته للحسين قال فقبض بعد ثلاث فكان النبي ص إذا رأى الحسين مقبلا قبله و ضمه إلى صدره و رشف ثناياه و قال فديت من فديته بابني إبراهيم
يف، ]الطرائف[ من الجمع بين الصحاح الستة عن سفيان مثله
8- فس، ]تفسير القمي[ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ فإنها نزلت في مارية القبطية أم إبراهيم و كان سبب ذلك أن عائشة قالت لرسول الله ص إن إبراهيم ع ليس هو منك و إنما هو من جريح القبطي فإنه يدخل إليها في كل يوم فغضب رسول الله ص و قال لأمير المؤمنين خذ السيف و ائتني برأس جريح فأخذ أمير المؤمنين ع السيف ثم قال بأبي أنت و أمي يا رسول الله إنك إذا بعثتني في أمر أكون فيه كالسفود المحمى في الوبر فكيف تأمرني أ تثبت فيه أم أمضي على ذلك فقال له رسول الله ص بل تثبت فجاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه إلى مشربة أم إبراهيم فتسلق عليها فلما نظر إليه جريح هرب منه و صعد النخلة فدنا منه أمير المؤمنين ع فقال له انزل فقال له يا علي اتق الله ما هاهنا بأس إني مجبوب ثم كشف عن عورته فإذا هو مجبوب فأتا به إلى رسول الله ص فقال له رسول الله ما شأنك يا جريح فقال يا رسول الله ص إن القبط يجبون حشمهم و من يدخل إلى أهاليهم و القبطيون لا يأنسون إلا بالقبطيين فبعثني أبوها لأدخل إليها و أخدمها و أونسها فأنزل الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ الآية
9- و في رواية عبيد الله بن موسى عن أحمد بن رشيد عن مروان بن مسلم عن عبد الله بن بكير قال قلت لأبي عبد الله جعلت فداك كان رسول الله ص أمر بقتل القبطي و قد علم أنها قد كذبت عليه أو لم يعلم و إنما دفع الله عن القبطي القتل بتثبت علي فقال بلى قد كان و الله علم و لو كان عزيمة من رسول الله ص القتل ما رجع علي حتى يقتله و لكن إنما فعل رسول الله لترجع عن ذنبها فما رجعت و لا اشتد عليها قتل رجل مسلم بكذبها
بيان السفود كتنور حديدة يشوى بها و المشربة بفتح الراء و ضمها الغرفة و تسلق الجدار تسوره و الجب استيصال الخصية
10- ل، ]الخصال[ فيما احتج به أمير المؤمنين ع على أهل الشورى قال نشدتكم بالله هل علمتم أن عائشة قالت لرسول الله ص إن إبراهيم ليس منك و إنه ابن فلان القبطي قال يا علي اذهب فاقتله فقلت يا رسول الله ص إذا بعثتني أكون كالمسمار المحمى في الوبر أو أتثبت قال لا بل تثبت فذهبت فلما نظر إلي استند إلى حائط فطرح نفسه فيه فطرحت نفسي على أثره فصعد على نخل و صعدت خلفه فلما رآني قد صعدت رمى بإزاره فإذا ليس له شيء مما يكون للرجال فجئت فأخبرت رسول الله ص فقال الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت فقالوا اللهم لا فقال اللهم اشهد
11- فس، ]تفسير القمي[ و أما قوله إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ فإن العامة روت أنها نزلت في عائشة و ما رميت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة و أما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية و ما رمتها به عائشة
12- حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال قال حدثني عبد الله بن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول لما هلك إبراهيم بن رسول الله ص حزن عليه رسول الله ص حزنا شديدا فقالت عائشة ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح فبعث رسول الله ص عليا ع و أمره بقتله فذهب علي إليه و معه السيف و كان جريح القبطي في حائط فضرب على باب البستان فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب فلما رأى عليا عرف في وجهه الشر فأدبر راجعا و لم يفتح الباب فوثب علي على الحائط و نزل إلى البستان و اتبعه و ولى جريح مدبرا فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة و صعد علي في أثره فلما دنا منه رمى جريح بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته فإذا ليس له ما للرجال و لا له ما للنساء فانصرف علي إلى النبي ص فقال يا رسول الله إذا بعثتني في الأمر أكون فيه كالمسمار المحمى أم أثبت قال لا بل أثبت قال و الذي بعثك بالحق ما له ما للرجال و ما له ما للنساء فقال الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت
13- سن، ]المحاسن[ أبو سمينة عن محمد بن أسلم عن الحسين بن خالد قال سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر ع يقول لما قبض إبراهيم بن رسول الله ص جرت في موته ثلاث سنن أما واحدة فإنه لما قبض انكسفت الشمس فقال الناس إنما انكسفت الشمس لموت ابن رسول الله فصعد رسول الله ص المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس إن الشمس و القمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له لا ينكسفان لموت أحد و لا لحياته فإذا انكسفا أو أحدهما صلوا ثم نزل من المنبر فصلى بالناس الكسوف فلما سلم قال يا علي قم فجهز ابني قال فقام علي فغسل إبراهيم و كفنه و حنطه و مضى رسول الله ص حتى انتهى به إلى قبره فقال الناس إن رسول الله نسي أن يصلي على ابنه لما دخله من الجزع عليه فانتصب قائما ثم قال إن جبرئيل أتاني و أخبرني بما قلتم زعمتم أني نسيت أن أصلي على ابني لما دخلني من الجزع ألا و إنه ليس كما ظننتم و لكن اللطيف الخبير فرض عليكم خمس صلوات و جعل لموتاكم من كل صلاة تكبيرة و أمرني أن لا أصلي إلا على من صلى ثم قال يا علي انزل و ألحد ابني فنزل علي فألحد إبراهيم في لحده فقال الناس إنه لا ينبغي لأحد أن ينزل في قبر ولده إذ لم يفعل رسول الله ص بابنه فقال رسول الله ص أيها الناس إنه ليس عليكم بحرام أن تنزلوا في قبور أولادكم و لكن لست آمن إذا حل أحدكم الكفن عن ولده أن يلعب به الشيطان فيدخله عن ذلك من الجزع ما يحبط أجره ثم انصرف
كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن عمرو بن سعيد عن علي بن عبد الله عن أبي الحسن موسى ع مثله
14- كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبان عن عبد الله بن راشد قال كنت مع أبي عبد الله ع حين مات إسماعيل ابنه فأنزل في قبره ثم رمى بنفسه على الأرض مما يلي القبلة ثم قال هكذا صنع رسول الله ص بإبراهيم
15- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن ابن بكير عن قدامة بن زائدة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن رسول الله ص سل إبراهيم ابنه سلا و رفع قبره
16- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله ع قال سمع النبي ص امرأة حين مات عثمان بن مظعون و هي تقول هنيئا لك يا أبا السائب الجنة فقال النبي ص و ما علمك حسبك أن تقولي كان يحب الله عز و جل و رسوله فلما مات إبراهيم بن رسول الله ص هملت عين رسول الله بالدموع ثم قال النبي ص تدمع العين و يحزن القلب و لا نقول ما يسخط الرب و إنا بك يا إبراهيم لمحزونون ثم رأى النبي ص في قبره خللا فسواه بيده ثم قال إذا عمل أحدكم عملا فليتقن ثم قال الحق بسلفك الصالح عثمان بن مظعون
17- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن هلال عن عقبة بن خالد قال سألت أبا عبد الله ع إنا نأتي المساجد التي حول المدينة فبأيها أبدأ قال ابدأ بقبا فصل فيه و أكثر فإنه أول مسجد صلى فيه رسول الله ص في هذه العرصة ثم ائت مشربة أم إبراهيم فهي مسكن رسول الله ص و مصلاه
18- يه، ]من لا يحضر الفقيه[ روى محمد بن أحمد الأشعري عن السندي بن محمد عن يونس بن يعقوب عن أبي مريم ذكره عن أبيه أن أمامة بنت أبي العاص و أمها زينب بنت رسول الله ص كانت تحت علي بن أبي طالب ع بعد وفاة فاطمة ع فخلف عليها بعد علي ع المغيرة بن نوفل فذكر أنها وجعت وجعا شديدا حتى اعتقل لسانها فجاءها الحسن و الحسين ابنا علي ع و هي لا تستطيع الكلام فجعلا يقولان لها و المغيرة كاره لذلك أعتقت فلانا و أهله فجعلت تشير برأسها لا كذا و كذا فجعلت تشير برأسها أن نعم لا تفصح بالكلام فأجازا ذلك لها
19- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن محمد بن عبد الحميد عن عاصم بن حميد عن يزيد بن خليفة قال كنت عند أبي عبد الله ع قاعدا فسأله رجل من القميين أ تصلي النساء على الجنائز فقال إن المغيرة بن أبي العاص ادعى أنه رمى رسول الله ص فكسر رباعيته و شق شفتيه و كذب و ادعى أنه قتل حمزة و كذب فلما كان يوم الخندق ضرب على أذنيه فنام فلم يستيقظ حتى أصبح فخشي أن يؤخذ فتنكر و تقنع بثوبه و جاء إلى منزل عثمان يطلبه و تسمى باسم رجل من بني سليم كان يجلب إلى عثمان الخيل و الغنم و السمن فجاء عثمان فأدخله منزله و قال ويحك ما صنعت ادعيت أنك رميت رسول الله و ادعيت أنك شققت شفتيه و كسرت رباعيته و ادعيت أنك قتلت حمزة و أخبره بما لقي و أنه ضرب على أذنه فلما سمعت ابنة النبي ص بما صنع بأبيها و عمها صاحت فأسكتها عثمان ثم خرج عثمان إلى رسول الله و هو جالس في المسجد فاستقبله بوجهه و قال يا رسول الله إنك آمنت عمي المغيرة فكذب فصرف عنه رسول الله ص وجهه ثم استقبله من الجانب الآخر فقال يا رسول الله إنك آمنت عمي المغيرة فكذب فصرف رسول الله ص وجهه عنه ثم قال آمناه و أجلناه ثلاثا فلعن الله من أعطاه راحلة أو رحلا أو قتبا أو سقاء أو قربة أو دلوا أو خفا أو نعلا أو زادا أو ماء قال عاصم هذه عشرة أشياء فأعطاها كلها إياه عثمان فخرج فسار على ناقته فنقبت ثم مشى في خفيه فنقبا ثم مشى في نعليه فنقبتا ثم مشى على رجليه فنقبتا ثم مشى على ركبتيه فنقبتا فأتى شجرة فجلس تحتها فجاء الملك فأخبر رسول الله ص بمكانه فبعث إليه رسول الله ص زيدا و الزبير فقال لهما ائتياه فهو في مكان كذا و كذا فاقتلاه فلما أتياه قال زيد للزبير إنه ادعى أنه قتل أخي و قد كان رسول الله ص آخى بين حمزة و زيدا فاتركني أقتله فتركه الزبير فقتله فرجع عثمان من عند النبي ص فقال لامرأته إنك أرسلت إلى أبيك فأعلمته بمكان عمي فحلفت له بالله ما فعلت فلم يصدقها فأخذ خشبة القتب فضربها ضربا مبرحا فأرسلت إلى أبيها تشكو ذلك و تخبره بما صنع فأرسل إليها أني لأستحي للمرأة أن لا تزال تجر ذيولها تشكو زوجها فأرسلت إليه أنه قد قتلني فقال لعلي خذ السيف ثم ائت بنت عمك فخذ بيدها فمن حال بينك و بينها فاضربه بالسيف فدخل علي فأخذ بيدها فجاء بها إلى النبي ص فأرته ظهرها فقال أبوها قتلها قتله الله فمكثت يوما و ماتت في الثاني و اجتمع الناس للصلاة عليها فخرج رسول الله ص من بيته و عثمان جالس مع القوم فقال رسول الله ص من ألم جاريته الليلة فلا يشهد جنازتها قالها مرتين و هو ساكت فقال رسول الله ص ليقومن أو لأسمينه باسمه و اسم أبيه فقام يتوكأ على مهين قال فخرجت فاطمة في نسائها فصلت على أختها
بيان في النهاية فيه فضرب على آذانهم هو كناية عن النوم و معناه حجب الصوت و الحس أن يلجا آذانهم فينتبهوا كأنها قد ضرب عليها حجاب و قال ضربا غير مبرح أي غير شاق و كان مهينا اسم مولاه
20- سر، ]السرائر[ أبان بن تغلب عن ثعلبة بن ميمون عن محمد بن قيس الأسدي قال قال أبو جعفر ع إن رسول الله ص زوج منافقين أبا العاص بن ربيع و سكت عن الآخر
-21 شي، ]تفسير العياشي[ عن يونس رفعه قال قلت له زوج رسول الله ص ابنته فلانا قال نعم قلت فكيف زوجه الأخرى قال قد فعل فأنزل الله وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إلى عَذابٌ مُهِينٌ
22- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه و أحمد بن محمد الكوفي عن بعض أصحابه عن صفوان بن يحيى عن يزيد بن خليفة الخولاني و هو يزيد بن خليفة الحارثي قال سأل عيسى بن عبد الله أبا عبد الله ع و أنا حاضر فقال تخرج النساء إلى الجنازة و كان متكئا فاستوى جالسا ثم قال ع إن الفاسق عليه لعنة الله آوى عمه المغيرة بن أبي العاص و كان ممن ندر رسول الله ص دمه فقال لابنة رسول الله ص لا تخبري أباك بمكانه كأنه لا يوقن أن الوحي يأتي محمدا فقالت ما كنت لأكتم رسول الله ص عدوه فجعله بين مشجب له و لحفه بقطيفة فأتى رسول الله ص الوحي فأخبره بمكانه فبعث إليه عليا ع و قال اشتمل على سيفك و أت بيت ابنة عمك فإن ظفرت بالمغيرة فاقتله فأتى البيت فجال فيه فلم يظفر به فرجع إلى رسول الله ص فأخبره فقال يا رسول الله لم أره فقال إن الوحي قد أتاني فأخبرني أنه في المشجب و دخل عثمان بعد خروج علي ع فأخذ بيد عمه فأتى به النبي ص فلما رآه أكب و لم يلتفت إليه و كان نبي الله حنينا كريما فقال يا رسول الله هذا عمي هذا المغيرة بن أبي العاص و قد و الذي بعثك بالحق آمنته قال أبو عبد الله و كذب و الذي بعثه بالحق نبيا ما آمنه فأعادها ثلاثا و أعادها أبو عبد الله ع ثلاثا إني آمنته إلا أنه يأتيه عن يمينه ثم يأتيه عن يساره فلما كان في الرابعة رفع رأسه إليه فقال قد جعلت لك ثلاثا فإن قدرت عليه بعد ثلاثة قتلته فلما أدبر قال رسول الله اللهم العن المغيرة بن أبي العاص و العن من يؤويه و العن من يحمله و العن من يطعمه و العن من يسقيه و العن من يجهزه و العن من يعطيه سقاء أو حذاء أو رشاء أو وعاء و هو يعدهن بيمينه و انطلق به عثمان فآواه و أطعمه و سقاه و حمله و جهزه حتى فعل جميع ما لعن عليه النبي ص من يفعله به ثم أخرجه في اليوم الرابع يسوقه فلم يخرج من أبيات المدينة حتى أعطب الله راحلته و نقب حذاه و دميت قدماه فاستعان بيده و ركبته و أثقله جهازه حتى وجر به فأتى سمرة فاستظل بها لو أتاها بعضكم ما أبهره فأتى رسول الله ص الوحي فأخبره بذلك فدعا عليا ع فقال خذ سيفك فانطلق أنت و عمار و ثالث لهم فإن المغيرة بن أبي العاص تحت شجرة كذا و كذا فأتاه علي ع فقتله فضرب عثمان بنت رسول الله ص و قال أنت أخبرت أباك بمكانه فبعثت إلى رسول الله ص تشكو ما لقيت فأرسل إليها رسول الله ص اقني حياءك فما أقبح بالمرأة ذات حسب و دين في كل يوم تشكو زوجها فأرسلت إليه مرات كل ذلك يقول لها ذلك فلما كان في الرابعة دعا عليا ع و قال خذ سيفك و اشتمل عليه ثم ائت بنت ابن عمك فخذ بيدها فإن حال بينك و بينها فاحطمه بالسيف و أقبل رسول الله ص كالواله من منزله إلى دار عثمان فأخرج علي ع ابنة رسول الله ص فلما نظرت إليه رفعت صوتها بالبكاء و استعبر رسول الله ص و بكى ثم أدخلها منزله و كشفت عن ظهرها فلما أن رأى ما بظهرها قال ثلاث مرات ما له قتلك قتله الله و كان ذلك يوم الأحد و بات عثمان متلحفا بجاريتها فمكثت الإثنين و الثلاثاء و ماتت في اليوم الرابع فلما حضر أن يخرج بها أمر رسول الله ص فاطمة ع فخرجت و نساء المؤمنين معها و خرج عثمان يشيع جنازتها فلما نظر إليه النبي ص قال من أطاف البارحة بأهله أو بفتاته فلا يتبعن جنازتها قال ذلك ثلاثا فلم ينصرف فلما كان في الرابعة قال لينصرفن أو لأسمين باسمه فأقبل عثمان متوكيا على مولى له ممسكا ببطنه فقال يا رسول الله إني أشتكي بطني فإن رأيت أن تأذن لي أن أنصرف قال انصرف و خرجت فاطمة ع و نساء المؤمنين و المهاجرين فصلين على الجنازة
بيان يقال ندر الشيء أي سقط و أندره غيره و في بعض النسخ هدر و هو أظهر و قد مر أن المشجب خشبات منصوبة توضع عليها الثياب قوله فأعادها ثلاثا هذا من كلام الإمام ع و الضمير راجع إلى كلام عثمان بتأويل الكلمة أو الجملة أي أعاد قوله قد و الذي بعثك بالحق آمنته و قوله و أعادها أبو عبد الله ثلاثا كلام الراوي أدخله بين كلامي الإمام أي أنه ع كلما أعاد كلام عثمان أتبعه بقوله و كذب و الذي بعثه إلخ و قوله إني آمنته بيان لمرجع الضمير في قوله أعادها أولا و أحال المرجع في الثاني على الظهور و يحتمل أن يكون قوله إني آمنته بدلا من الضمير المؤنث في الموضعين معا بأن يكون غرض الراوي أنه لم يقل فأعادها ثلاثا بل كرر القول بعينه ثلاثا فيحتمل أن يكون ع كرر و الذي بعثه أيضا و لم يذكره الراوي لظهوره أو يكون مراده إلى آخره و أن يكون ع قال ذلك مرة بعد الأولى أو بعد الثالثة و على التقادير قوله إلا أنه استثناء من قوله ما آمنه أي لم يكن آمنه إلا أنه أي عثمان يأتي النبي ص عن يمينه و عن شماله و يلح و يبالغ ليأخذ منه ص الأمان له و في بعض النسخ أنى آمنه على صيغة الماضي الغائب فأنى بالفتح و التشديد للاستفهام الإنكاري و الاستثناء متعلق به لكن في أكثر النسخ بصيغة التكلم فيدل على أن قول اللعين سابقا آمنته بصيغة التكلم أيضا و غرضه أني آمنته في المعركة و أدخلته المدينة إذ الأمان بعدها لا ينفع و ربما يقرأ أمنته على بناء التفعيل أي جعلته مؤمنا و على النسخة الظاهرة آمنته بصيغة الخطاب أي ادعى أن رسول الله ص آمنه فيكون موافقا لما مر في خبر الخرائج قوله حتى وجر به قال الجوهري وجرت منه بالكسر خفت و في بعض النسخ حسر به أي أعيا و انقطع بجهازه و في بعضها وجس به أي فزع. قوله ما أبهره ما نافية لبيان قرب المسافة أو للتعجب لبيان بعدها و مشقتها و البهر انقطاع النفس من الإعياء و بهره الحمل يبهر بهرا إذا وقع عليه البهر فانبهر أي تتابع نفسه و أبهر احترق من حر بهرة النار و قال الجوهري قنيت الحياء بالكسر قنيانا أي لزمته قال عنترة
اقني حياءك لا أبا لك و اعلمي أني امرؤ سأموت إن لم أقتل
. و الحطم الكسر و التحف بالشيء تغطى به و اللحاف ككتاب ما يلتحف به و زوجة الرجل
23- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع أ يفلت من ضغطة القبر أحد قال فقال نعوذ بالله ما أقل من يفلت من ضغطة القبر إن رقية لما قتلها عثمان وقف رسول الله ص على قبرها فرفع رأسه إلى السماء فدمعت عيناه و قال للناس إني ذكرت هذه و ما لقيت فرققت لها و استوهبتها من ضمة القبر قال فقال اللهم هب لي رقية من ضمة القبر فوهبها الله له قال و إن رسول الله ص خرج في جنازة سعد و قد شيعه سبعون ألف ملك فرفع رسول الله ص رأسه إلى السماء ثم قال مثل سعد يضم قال قلت جعلت فداك إنا نحدث أنه كان يستخف بالبول فقال معاذ الله إنما كان من زعارة في خلقه على أهله قال فقالت أم سعد هنيئا لك يا سعد قال فقال لها رسول الله ص يا أم سعد لا تحتمي على الله
24- كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن غير واحد عن أبان عن أبي بصير عن أحدهما ع قال لما ماتت رقية ابنة رسول الله ص قال رسول الله الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون و أصحابه قال و فاطمة ع على شفير القبر تنحدر دموعها في القبر و رسول الله ص يتلقاه بثوبه قائم يدعو قال إني لأعرف ضعفها و سألت الله عز و جل أن يجيرها من ضمة القبر
بيان قال الشيخ السعيد المفيد قدس الله روحه في المسائل السروية في جواب من سأل عن تزويج النبي ص ابنته زينب و رقية من عثمان قال رحمه الله بعد إيراد بعض الأجوبة عن تزويج أمير المؤمنين ع بنته من عمر و ليس ذلك بأعجب من قول لوط هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فدعاهم إلى العقد عليهم لبناته و هم كفار ضلال قد أذن الله تعالى في هلاكهم و قد زوج رسول الله ص ابنتيه قبل البعثة كافرين كانا يعبدان الأصنام أحدهما عتبة بن أبي لهب و الآخر أبو العاص بن الربيع فلما بعث رسول الله ص فرق بينها و بين ابنتيه فمات عتبة على الكفر و أسلم أبو العاص فردها عليه بالنكاح الأول و لم يكن ص في حال من الأحوال كافرا و لا مواليا لأهل الكفر و قد زوج من يتبرأ من دينه و هو معاد له في الله عز و جل و هما اللذان زوجهما عثمان بعد هلاك عتبة و موت أبي العاص و إنما زوجه النبي ص على ظاهر الإسلام ثم إنه تغير بعد ذلك و لم يكن على النبي ص تبعة فيما يحدث في العاقبة هذا على قول بعض أصحابنا و على قول فريق آخر إنه زوجه على الظاهر و كان باطنه مستورا عنه و يمكن أن يستر الله عن نبيه ص نفاق كثير من المنافقين و قد قال الله سبحانه وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ فلا ينكر أن يكون في أهل مكة كذلك و النكاح على الظاهر دون الباطن و أيضا يمكن أن يكون الله تعالى قد أباحه مناكحة من يظاهر الإسلام و إن علم من باطنه النفاق و خصه بذلك و رخص له فيه كما خصه في أن يجمع بين أكثر من أربع حرائر في النكاح و أباحه أن ينكح بغير مهر و لم يحظر عليه المواصلة في الصيام و لا الصلاة بعد قيامه من النوم بغير وضوء و أشباه ذلك مما خص به و حظر على غيره من عامة الناس فهذه أجوبة ثلاثة عن تزويج النبي ص عثمان و كل واحد منها كاف بنفسه مستغن عما سواه و الله الموفق للصواب انتهى كلامه طوبى له وَ حُسْنُ مَآبٍ. و قال السيد المرتضى رحمه الله في الشافي فإن قيل إذا كان جحد النص كفرا عندكم و كان الكافر على مذاهبكم لا يجوز أن يتقدم منه إيمان و لا إسلام و النبي ص عالم بكل ذلك فكيف يجوز أن ينكح ابنته من يعرف من باطنه خلاف الإيمان. قلنا ليس كل من قال بالنص على أمير المؤمنين ع يكفر دافعيه و لا كل من كفر دافعيه يقول بالموافاة و إن الموافي بالكفر لا يجوز أن يتقدم منه إيمان و من قال بالأمرين لا يمتنع أن يجوز كون النبي ص غير عالم بحال دافعي النص على سبيل التفصيل فإذا علم ذلك علم ما يوجب تكفيرهم و متى لم يعلم جوز أن يتوبوا كما يجوز أن يموتوا على حالهم و ذلك يمنع من القطع في
الحال على كفرهم و إن أظهروا الإسلام ثم لو ثبت أنه ص كان يعلم التفصيل و العاقبة و كل شيء جوزنا أن لا يعلمه لكان ممكنا أن يكون تزويجه قبل هذا العلم فلو كان تقدم له العلم لما زوجه فليس معنى في العلم إذا ثبت تاريخ انتهى. أقول سيأتي بعض القول في ذلك في باب المطاعن إن شاء الله.
25- قال في المنتقى، ولدت خديجة له ص زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة و القاسم و به كان يكنى و الطاهر و الطيب و هلك هؤلاء الذكور في الجاهلية و أدركت الإناث الإسلام فأسلمن و هاجرن معه و قيل الطيب و الطاهر لقبان لعبد الله و ولد في الإسلام و قال ابن عباس أول من ولد لرسول الله ص بمكة قبل النبوة القاسم و يكنى به ثم ولد له زينب ثم رقية ثم فاطمة ثم أم كلثوم ثم ولد له في الإسلام عبد الله فسمي الطيب و الطاهر و أمهم جميعا خديجة بنت خويلد و كان أول من مات من ولده القاسم ثم مات عبد الله بمكة فقال العاص بن وائل السهمي قد انقطع ولده فهو أبتر فأنزل الله تعالى إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ و عن جبير بن مطعم قال مات القاسم و هو ابن سنتين و قيل سنة و قيل إن القاسم و الطيب عاشا سبع ليال و مات عبد الله بعد النبوة بسنة و أما إبراهيم فولد سنة ثمان من الهجرة و مات و له سنة و عشرة أشهر و ثمانية أيام و قيل كان بين كل ولدين لخديجة سنة و قيل إن الذكور من أولاده ثلاثة و البنات أربع أولهن زينب ثم القاسم ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية ثم عبد الله و هو الطيب و الطاهر ثم إبراهيم و يقال إن أولهم القاسم ثم زينب ثم عبد الله ثم رقية ثم أم كلثوم ثم فاطمة و أما بناته فزينب كانت زوجة أبي العاص و اسمه القاسم بن الربيع و كان لها منه ابنة اسمها أمامة فتزوجها المغيرة بن نوفل ثم فارقها و تزوجها علي ع بعد وفاة فاطمة ع و كانت أوصت بذلك قبل فوتها و توفيت زينب سنة ثمان من الهجرة و قيل إنها ولدت من أبي العاص ابنا اسمه علي و مات في ولاية عمر و مات أبو العاص في ولاية عثمان و توفيت أمامة سنة خمسين و رقية كانت زوجة عتبة بن أبي لهب فطلقها قبل الدخول بأمر أبيه و تزوجها عثمان في الجاهلية فولدت له ابنا سماه عبد الله و به كان يكنى و هاجرت مع عثمان إلى الحبشة ثم هاجرت معه إلى المدينة و توفيت سنة اثنتين من الهجرة و النبي ص في غزوة بدر و توفي ابنها سنة أربع و له ست سنين و يقال نقره ديك على عينيه فمات و أم كلثوم تزوجها عتيبة بن أبي لهب و فارقها قبل الدخول و تزوجها عثمان بعد رقية سنة ثلاث و توفيت في شعبان سنة سبع و فاطمة صلوات الله عليها تزوجها علي ع سنة اثنتين من الهجرة و دخل بها منصرفه من بدر و ولدت له حسنا و حسينا و زينب الكبرى و أم كلثوم الكبرى و انتشر نور النبوة و العصمة حسبا و نسبا من ذرياتها و توفيت بعد وفاة أبيها صلوات الله عليهما بمائة يوم و قيل توفيت لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة و قيل غير ذلك و أما منزل خديجة فإنه يعرف بها اليوم اشتراه معاوية فيما ذكر فجعله مسجدا يصلى فيه و بناه على الذي هو عليه اليوم و لم يغير
26- الغرر، للسيد المرتضى رضي الله عنه روى محمد بن الحنفية عن أبيه ع قال كان قد كثر على مارية القبطية أم إبراهيم الكلام في ابن عم لها قبطي كان يزورها و يختلف إليها فقال لي النبي ص خذ هذا السيف و انطلق فإن وجدته عندها فاقتله قلت يا رسول الله أكون في أمرك كالسكة المحماة أمضي لما أمرتني أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فقال لي النبي ص بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فأقبلت متوشحا بالسيف فوجدته عندها فاخترطت السيف فلما أقبلت نحوه عرف أني أريده فأتى نخلة فرقي إليها ثم رمى بنفسه على قفاه و شغر برجليه فإذا إنه أجب أمسح ما له مما للرجل قليل و لا كثير قال فغمدت السيف و رجعت إلى النبي ص فأخبرته فقال الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت
قال رضي الله عنه في هذا الخبر أحكام و غريب و نحن نبدأ بأحكامه ثم نتلوه بغريبه فأول ما فيه أن لقائل أن يقول كيف يجوز أن يأمر الرسول ص بقتل رجل على التهمة بغير بينة و ما يجري مجراها. و الجواب عن ذلك أن القبطي جائز أن يكون من أهل العهد الذين أخذ عليهم أن يجري فيهم أحكام المسلمين و أن يكون الرسول ص تقدم إليه بالانتهاء عن الدخول إلى مارية فخالف و أقام على ذلك و هذا نقض للعهد و ناقض العهود من أهل الكفر مؤذن بالمحاربة و المؤذن بها مستحق للقتل فأما قوله بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فإنما عنى به رؤية العلم لا رؤية البصر لأنه لا معنى في هذا الموضع لرؤية البصر فكأنه ص قال بل الشاهد يعلم و يصح له من وجه الرأي و التدبير ما لا يصح للغائب و لو لم يقل ذلك لوجب قتل الرجل على كل حال و إنما جاز منه أن يخير بين قتله و الكف عنه و يفوض الأمر في ذلك إلى أمير المؤمنين ع من حيث لم يكن قتله من الحدود و الحقوق التي لا يجوز العفو عنها و لا يسع إلا إقامتها لأن ناقض العهد ممن إلى الإمام القائم بأمور المسلمين إذا قدر عليه قبل التوبة أن يقتله أو يمن عليه و مما فيه أيضا من الأحكام اقتضاؤه أن مجرد أمر الرسول لا يقتضي الوجوب لأنه لو اقتضى ذلك لما حسنت مراجعته و لا استفهامه و في حسنها و وقوعها موقعها دلالة على أنه لا يقتضي ذلك و مما فيه أيضا من الأحكام دلالته على أنه لا بأس بالنظر إلى عورة الرجل عند الأمر ينزل فلا يوجد من النظر إليها بد إما لحد يقام أو لعقوبة تسقط لأن العلم بأنه أمسح أجب لم يكن إلا عن تأمل و نظر و إنما جاز التأمل و النظر ليتبين هل هو ممن يكون منه ما قرف به أم لا و الواجب على الإمام فيمن شهد عليه بالزنى و ادعى أنه مجبوب أن يأمر بالنظر إليه و يتبين أمره و مثله أمر النبي ص في قتل مقاتلة بني قريظة لأنه ص أمر أن ينظروا إلى مؤتزر كل من أشكل عليهم أمره فمن وجدوه قد أنبت قتلوه و لو لا جواز النظر إلى العورة عند الضرورة لما قامت شهادة الزنى لأن من رأى رجلا مع امرأة واقعا عليها متى لم يتأمل أمرهما حق التأمل لم تصح شهادته و لهذا قال النبي ص لسعد بن عبادة و قد سأله عمن وجد مع امرأته رجلا أ يقتله فقال حتى يأتي بأربعة شهداء فلو لم يكن الشهداء إذا حضروا تعمدوا إلى النظر إلى عورتيهما لإقامة الشهادة كان حضورهم كغيبتهم و لم تقم شهادة الزنى لأن من شرطها مشاهدة العضو في العضو كالميل في المكحلة. فإن قيل كيف جاز لأمير المؤمنين ع الكف عن القتل و من أي جهة آثره لما وجده أجب و أي تأثير لكونه أجب فيما استحق به القتل و هو نقض العهد. قلنا إنه ص لما فوض إليه الأمر في القتل و الكف كان له أن يقتله على كل حال و إن وجده أجب لأن كونه بهذه الصفة لا يخرجه عن نقض العهد و إنما آثر الكف الذي كان إليه و مفوضا إلى رأيه لإزالة التهمة و الشك الواقعين في أمر مارية و لأنه أشفق من أن يقتله فيتحقق الظن و يلحق بذلك العار فرأى ع أن الكف أولى لما ذكرناه. فأما غريب الحديث فقوله شغر برجليه يريد رفعهما و أصله في وصف الكلب إذا رفع رجله للبول و أما قوله فإذا إنه أجب فيعني به المقطوع الذكر لأن الجب هو القطع و منه بعير أجب إذا كان مقطوع السنام و قد ظن بعض من تأول هذا الخبر أن الأمسح هاهنا هو قليل لحم الألية و هذا غلط لأن الوصف بذلك لا معنى له في الخبر و إنما أراد تأكيد الوصف له بأنه أجب و المبالغة فيه لأن قوله أمسح يفيد أنه مصطلم الذكر و يزيد على معنى الأجب زيادة ظاهرة انتهى كلامه قدس سره و لم نتعرض لما يرد على بعض ما أفاده رحمه الله أحاله على فهم الناظرين