1- ك، ]إكمال الدين[ لي، ]الأمالي للصدوق[ الطالقاني عن الجلودي عن محمد بن عطية عن عبد الله بن عمرو عن هشام بن جعفر عن حماد عن عبد الله بن سليمان و كان قارئا للكتب قال قرأت في الإنجيل يا عيسى جد في أمري و لا تهزل و اسمع و أطع يا ابن الطاهرة الطهر البكر البتول أنت من غير فحل أنا خلقتك آية للعالمين فإياي فاعبد و علي فتوكل خذ الكتاب بقوة فسر لأهل سوريا السريانية بلغ من بين يديك إني أنا الله الدائم الذي لا أزول صدقوا النبي الأمي صاحب الجمل و المدرعة و التاج و هي العمامة و النعلين و الهراوة و هي القضيب الأنجل العينين الصلت الجبين الواضح الخدين الأقنى الأنف مفلج الثنايا كان عنقه إبريق فضة كان الذهب يجري في تراقيه له شعرات من صدره إلى سرته ليس على بطنه و لا على صدره شعر أسمر اللون دقيق المسربة شثن الكف و القدم إذا التفت التفت جميعا و إذا مشى كأنما يتقلع من الصخرة و ينحدر من صبب و إذا جاء مع القوم بذهم عرقه في وجهه كاللؤلؤ و ريح المسك ينفح منه لم ير قبله مثله و لا بعده طيب الريح نكاح النساء ذو النسل القليل إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صخب فيه و لا نصب يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك لها فرخان مستشهدان كلامه القرآن و دينه الإسلام و أنا السلام طوبى لمن أدرك زمانه و شهد أيامه و سمع كلامه قال عيسى يا رب و ما طوبى قال شجرة في الجنة أنا غرستها تظل الجنان أصلها من رضوان ماؤها من تسنيم برده برد الكافور و طعمه طعم الزنجبيل من يشرب من تلك العين شربة لا يظمأ بعدها أبدا فقال عيسى ع اللهم اسقني منها قال حرام يا عيسى على البشر أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي ص و حرام على الأمم أن يشربوا منها حتى يشرب أمة ذلك النبي ص أرفعك إلي ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي ص العجائب و لتعينهم على اللعين الدجال أهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم إنهم أمة مرحومة
بيان لا يبعد أن يكون سوريا في تلك اللغة اسم سورى قال في القاموس السورى كطوبى موضع بالعراق و هو من بلد السريانيين و قال المدرعة كمكنسة ثوب كالدراعة و لا تكون إلا من صوف و قال النجل بالتحريك سعة العين فهو أنجل قوله صلت الجبين قال الجزري أي واسعة و قال الفيروزآبادي رجل مفلج الثنايا منفرجها قوله كان الذهب يجري في تراقيه لعله كناية عن حمرة ترقوته ص أو سطوع النور منها قوله بذهم قال الجزري فيه بذ العالمين أي سبقهم و غلبهم أقول فالمعنى أنه كان يغلبهم في الحسن و البهاء و يمتاز بينهم أو يسبقهم في المشي و الأول أظهر إذ سيأتي ما يخالف الثاني و الصخب بالتحريك الصياح و الجلبة
2- فس، ]تفسير القمي[ الحسين بن عبد الله السكيني عن أبي سعيد البجلي عن عبد الملك بن هارون عن الصادق عن آبائه ع أن ملك الروم عرض على الحسن بن علي ع صور الأنبياء فعرض عليه صنما يلوح فلما نظر إليه بكى بكاء شديدا فقال له الملك ما يبكيك فقال هذه صفة جدي محمد ص كث اللحية عريض الصدر طويل العنق عريض الجبهة أقنى الأنف أفلج الأسنان حسن الوجه قطط الشعر طيب الريح حسن الكلام فصيح اللسان كان يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر بلغ عمره ثلاثا و ستين سنة و لم يخلف بعده إلا خاتم مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله و كان يتختم في يمينه و خلف سيفه ذا الفقار و قضيبه و جبة صوف و كساء صوف كان يتسرول به لم يقطعه و لم يخيطه حتى لحق بالله فقال الملك إنا نجد في الإنجيل أنه يكون له ما يتصدق على سبطيه فهل كان ذلك فقال له الحسن ع قد كان ذلك فقال الملك فبقي لكم ذلك فقال لا قال الملك أول فتنة هذه الأمة عليها ثم على ملك نبيكم و اختيارهم على ذرية نبيهم منكم القائم بالحق الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر الخبر
بيان قوله ع قطط الشعر مناف لما سيأتي من الأخبار و لعل المراد عدم الاسترسال التام كما سيأتي و لا يبعد أن يكون تصحيف السبط
3- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن قراءة عن محمد بن عيسى العبدي قال حدثنا مولا علي بن موسى عن علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي ع أنهم قالوا يا علي صف لنا نبينا ص كأننا نراه فإنا مشتاقون إليه فقال كان نبي الله ص أبيض اللون مشربا حمرة أدعج العين سبط الشعر كثف اللحية ذا وفرة دقيق المسربة كأنما عنقه إبريق فضة يجري في تراقيه الذهب له شعر من لبته إلى سرته كقضيب خيط إلى السرة و ليس في بطنه و لا صدره شعر غيره شثن الكفين و القدمين شثن الكعبين إذا مشى كأنما يتقلع من صخر إذا أقبل كأنما ينحدر من صبب إذا التفت التفت جميعا بأجمعه كله ليس بالقصير المتردد و لا بالطويل المتمعط و كان في الوجه تدوير إذا كان في الناس غمرهم كأنما عرقه في وجهه اللؤلؤ عرفه أطيب من ريح المسك ليس بالعاجز و لا باللئيم أكرم الناس عشرة و ألينهم عريكة و أجودهم كفا من خالطه بمعرفة أحبه و من رآه بديهة هابه عزه بين عينيه يقول باغته لم أر قبله و لا بعده مثله ص و سلم تسليما
بيان قال الجوهري الإشراب خلط لون بلون كأن أحدهما سقى الآخر و إذا شدد يكون للتكثير و المبالغة و يقال اشرب الأبيض حمرة أي علاه ذلك و قال الفيروزآبادي الدعج بالتحريك و الدعجة شدة سواد العين مع سعتها و الأدعج الأسود و قال الجزري في صفته ص في عينيه دعج يريد أن سواد عينيه كان شديد السواد و قيل الدعج شدة سواد العين في شدة بياضها و قال السبط من الشعر المنبسط المسترسل و قال الوفرة شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن. قوله المتردد قال الجزري أي المتناهي في القصر كأنه تردد بعض خلقه على بعض و تداخلت أجزاؤه و قال في صفته ص لم يكن بالطويل الممغط هو بتشديد الميم الثانية المتناهي في الطول و أمغط النهار إذا امتد و مغطت الحبل و غيره إذا مددته و أصله ممغط و النون للمطاوعة فقلبت ميما و أدغمت في الميم و يقال بالعين المهملة بمعناه قوله ع غمرهم قال الجزري أي كان فوق كل من كان معه و العريكة الطبيعة قوله ع من رآه بديهة هابه قال الجزري أي مفاجاة و بغتة يعني من لقيه قبل الاختلاط به هابه لوقاره و سكونه و إذا جالسه و خالطه بان حسن خلقه قوله عزه بين عينيه تأكيد للسابق و يفسره اللاحق أي يظهر العز في وجهه أولا قبل أن يعرف يقول باغته بالباء الموحدة و الغين المعجمة أي من رآه بغتة و في بعض النسخ غرة بالغين المعجمة و الراء المهملة و لعله من الغر بالفتح بمعنى حد السيف فيرجع إلى الأول أو هو بالضم بمعنى الغرة و هي البياض في الجبهة و في بعض النسخ ناعته بالنون و العين المهملة و لا يخفى توجيهه و سيأتي شرح سائر الفقرات في الأخبار الآتية
4- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ع بمدينة الرسول ص قال حدثني علي بن موسى بن جعفر بن محمد ع عن موسى بن جعفر ع عن جعفر بن محمد ع عن أبيه عن علي بن الحسين ع قال قال الحسن بن علي بن أبي طالب ع سألت خالي هند بن أبي هالة عن حلية رسول الله ص و كان وصافا للنبي ص فقال كان رسول الله ص فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر أطول من المربوع و أقصر من المشذب عظيم الهامة رجل الشعر إن انفرقت عقيقته فرق و إلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفرة أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب سوابغ في غير قرن بينهما له عرق يدره الغضب أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم كث اللحية سهل الخدين ضليع الفم أشنب مفلج الأسنان دقيق المسربة كان عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق بادنا متماسكا سواء البطن و الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين اللبة و السرة بشعر يجري كالخط عاري الثديين و البطن مما سوى ذلك أشعر الذراعين و المنكبين و أعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة شثن الكفين و القدمين سائل الأطراف سبط القصب خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء إذا زال زال قلعا يخطو تكفؤا و يمشي هونا ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط في صبب و إذا التفت التفت جميعا خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء جل نظره الملاحظة يبدر من لقيه بالسلام قال قلت فصف لي منطقه فقال كان ص مواصل الأحزان دائم الفكر ليست له راحة و لا يتكلم في غير حاجة يفتتح الكلام و يختمه بأشداقه يتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فضول فيه و لا تقصير دمثا ليس بالجافي و لا بالمهين تعظم عنده النعمة و إن ذقت لا يذم منها شيئا غير أنه كان لا يذم ذواقا و لا يمدحه و لا تغضبه الدنيا و ما كان لها فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد و لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له إذا أشار أشار بكفه كلها و إذا تعجب قلبها و إذا تحدث اتصل بها يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى و إذا غضب أعرض و أشاح و إذا فرح غض طرفه جل ضحكه التبسم يفتر عن مثل حب الغمام قال الحسن فكتمتها الحسين زمانا ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه و سأله عما سألته عنه و وجدته قد سأل أباه عن مدخل النبي ص و مخرجه و مجلسه و شكله فلم يدع منه شيئا قال الحسين ع سألت أبي ع عن مدخل رسول الله ص فقال كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك فإذا آوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء جزء لله و جزء لأهله و جزء لنفسه ثم جزأ جزءه بينه و بين الناس فيرد ذلك بالخاصة على العامة و لا يدخر عنهم منه شيئا و كان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه و قسمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة و منهم ذو الحاجتين و منهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم و يشغلهم فيما أصلحهم و الأمة من مسألته عنهم و أخبارهم بالذي ينبغي و يقول ليبلغ الشاهد منكم الغائب و أبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر على إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده إلا ذلك و لا يقيد من أحد عثرة يدخلون روادا و لا يفترقون إلا عن ذواق و يخرجون أدلة فسألته عن مخرج رسول الله ص كيف كان يصنع فيه فقال كان ص يخزن لسانه إلا عما يعنيه و يؤلفهم و لا ينفرهم و يكرم كريم كل قوم و يوليه عليهم و يحذر الناس و يحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره و لا خلقه و يتفقد أصحابه و يسأل الناس عما في الناس و يحسن الحسن و يقويه و يقبح القبيح و يوهنه معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا و لا يقصر عن الحق و لا يجوزه الذين يلونه من الناس خيارهم أفضلهم عنده أعمهم نصيحة للمسلمين و
أعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة و موازرة قال و سألته عن مجلسه فقال كان ص لا يجلس و لا يقوم إلا على ذكر و لا يوطن الأماكن و ينهى عن إيطانها و إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس و يأمر بذلك و يعطي كل جلسائه نصيبه و لا يحسب أحد من جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه من جالسة صابرة حتى يكون هو المنصرف عنه من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس منه خلقة و صار لهم أبا و صاروا عنده في الحق سواء مجلسه مجلس حلم و حياء و صدق و أمانة لا ترفع فيه الأصوات و لا تؤبن فيه الحرم و لا تنثى فلتاته متعادلين متواصلين فيه بالتقوى متواضعين يوقرون الكبير و يرحمون الصغير و يؤثرون ذا الحاجة و يحفظون الغريب فقلت فكيف كانت سيرته في جلسائه فقال كان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ و لا صخاب و لا فحاش و لا عياب و لا مداح يتغافل عما لا يشتهي فلا يؤيس منه و لا يخيب فيه مؤمليه قد ترك نفسه من ثلاث المراء و الإكثار و ما لا يعنيه و ترك الناس من ثلاث كان لا يذم أحدا و لا يعيره و لا يطلب عورته و لا عثراته و لا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رءوسهم الطير و إذا سكت تكلموا و لا يتنازعون عنده الحديث من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أوليهم يضحك مما يضحكون منه و يتعجب مما يتعجبون منه و يصبر للغريب على الجفوة في مسألته و منطقه حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم و يقول إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه و لا يقبل الثناء إلا من مكافئ و لا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام قال فسألته عن سكوت رسول الله ص فقال كان سكوته على أربع على الحلم و الحذر و التقدير و التفكير فأما التقدير ففي تسوية النظر و الاستماع بين الناس و أما تفكره ففيما يبقى و يفنى و جمع له الحلم في الصبر فكان لا يغضبه شيء و لا يستفزه و جمع له الحذر في أربع أخذه الحسن ليقتدي به و تركه القبيح لينتهى عنه و اجتهاده الرأي في صلاح أمته و القيام فيما جمع لهم خير الدنيا و الآخرة
مع، ]معاني الأخبار[ الطالقاني عن القاسم بن بندار المعروف بأبي صالح الحذاء عن إبراهيم بن نصر بن عبد العزيز عن مالك بن إسماعيل النهدي عن جميع بن عمير عن عبد الرحمن العجلي قال حدثني رجل بمكة عن ابن أبي هالة التميمي عن الحسن بن علي قال سألت خالي هند بن أبي هالة و كان وصافا عن حلية رسول الله ص و حدثني الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري و ساق الإسناد الذي مضى في ن إلى قوله عن حلية رسول الله ص ثم قال و حدثني الحسن بن عبد الله بن سعيد عن عبد الله بن أحمد بن عبدان و جعفر بن محمد البزاز البغدادي معا عن سفيان بن وكيع عن جميع بن عمير عن رجل من بني تميم من ولد أبي هالة عن أبيه عن الحسن بن علي ع قال سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي و كان وصافا للنبي ص و أنا أشتهي أن يصف لي منه شيئا لعلي أتعلق به فقال كان رسول الله ص فخما مفخما و ساق الحديث إلى قوله مثل حب الغمام ثم قال إلى هاهنا رواه أبو القاسم بن منيع عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد و الباقي رواية عبد الرحمن إلى آخره ثم قال قال الحسن فكتمتها الحسين و ساق الحديث إلى آخره كما نقلناه من ن ثم قال حدثنا أبو علي أحمد بن يحيى المؤدب قال حدثنا محمد بن الهيثم قال حدثنا عبد الله بن الصقر السكري أبو العباس قال حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح قال حدثني جميع بن عمير العجلي إملاء من كتابه قال حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة التميمي عن أبيه عن الحسن بن علي بن أبي طالب ع قال سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي و كان وصافا للنبي ص و أنا أشتهي أن يصف لي منه شيئا لعلي أتعلق به فقال كان رسول الله ص فخما مفخما و ذكر الحديث بطوله
مكا، ]مكارم الأخلاق[ برواية الحسن و الحسين صلوات الله عليهما من كتاب محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني عن ثقاته عن الحسن بن علي ع قال سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي إلى آخر الخبر
قال الصدوق رحمه الله في مع سألت أبا أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري عن تفسير هذا الخبر فقال قوله كان رسول الله فخما مفخما معناه كان عظيما معظما في الصدور و العيون و لم تكن خلقته في جسمه الضخامة و كثرة اللحم و قوله يتلألأ وجهه تلألؤ القمر معناه ينير و يشرق كإشراق القمر و قوله أطول من المربوع و أقصر من المشذب المشذب عند العرب الطويل الذي ليس بكثير اللحم يقال جذع مشذب إذا طرحت عنه قشوره و ما يجري مجراها و يقال لقشور الجذع التي تقشر عنه الشذب قال الشاعر في صفة فرس
أما إذا استقبلته فكأنه. في العين جذع من أوال مشذب.
و قوله رجل الشعر معناه في شعره تكسر و تعقف و يقال شعر رجل إذا كان كذلك فإذا كان الشعر لا تكسر فيه قيل شعر سبط و رسل و قوله إن انفرقت عقيقته العقيقة الشعر المجتمع في الرأس و عقيقة المولود الشعر الذي يكون على رأسه من الرحم و يقال لشعر المولود المتجدد بعد الشعر الأول الذي حلق عقيقة و يقال للذبيحة التي تذبح عن المولود عقيقة و في الحديث كل مولود مرتهن بعقيقته و عق النبي ص عن نفسه بعد ما جاءته النبوة و عق عن الحسن و الحسين ع كبشين. و قوله أزهر اللون معناه نير اللون يقال أصفر يزهر إذا كان نيرا و السراج يزهر معناه نير و قوله أزج الحواجب معناه طويل امتداد الحاجبين بوفور الشعر فيهما و جبينه إلى الصدغين قال الشاعر
إن ابتساما بالنقي الأفلج. و نظرا في الحاجب المزجج.مئنة من الفعال الأعوج.
مئنة علامة و في حديث النبي ص إن في طول صلاة الرجل و قصر خطبته مئنة من فقهه. و قوله أزج الحواجب و لم يقل الحاجبين فهو على لغة من يوقع الجمع على التثنية و يحتج بقول الله جل ثناؤه وَ كُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ يريد لحكم داود و سليمان ع و قال النبي ص الاثنان و ما فوقهما جماعة و قال بعض العلماء يجوز أن يكون جمع فقال أزج الحواجب على أن كل قطعة من الحاجب اسمها حاجب فأوقعت الحواجب على القطع المختلفة كما يقال للمرأة حسنة الأجساد و قد قال الأعشى
و مثلك بيضاء ممكورة. و صاك العبير بأجسادها.
صاك معناه لصق. و قوله في غير قرن معناه أن الحاجبين إذا كان بينهما انكشاف و ابيضاض يقال لهما البلج و البلجة يقال حاجبه أبلج إذا كان كذلك و إذا اتصل الشعر في وسط الحاجب فهو القرن. و قوله أقنى العرنين القنا أن يكون في عظم الأنف احديداب في وسطه و العرنين الأنف و قوله كث اللحية معناه أن لحيته قصيرة كثيرة الشعر فيها و قوله ضليع الفم معناه كبير الفم و لم تزل العرب تمدح بكبر الفم و تهجو بصغره قال الشاعر يهجو رجلا
إن كان كدي و إقدامي لفي جرذ. بين العواسج أجني حوله المصع.
معناه إن كان كدي و إقدامي لرجل فمه مثل فم الجرذ في الصغر و المصع ثمر العوسج و قال بعض الشعراء
لحا الله أفواه الدبا من قبيلة.
فعيرهم بصغر الأفواه كما مدحوا الخطباء بسعة الأشداق و إلى هذا المعنى يصرف قوله أيضا كان يفتتح الكلام و يختمه بأشداقه لأن الشدق جميل مستحسن عندهم يقال خطيب أهرت الشدقين و هريت الشدق و سمي عمرو بن سعيد الأشدق و قال الخنساء ترثي أخاها
و أحيا من مخبأة حياء. و أجرى من أبي ليث هزبر.هريت الشدق ريقال إذا. ما عدا لم ينه عدوته بزجر.
و قال ابن مقبل هرت الشقاشق ظلامون للجزر. و قوله الأشنب من صفة الفم قالوا إنه الذي لريقه عذوبة و برد و قالوا أيضا إن الشنب في الفم تحدر و رقة و حدة في أطراف الأسنان و لا يكاد يكون هذا إلا مع الحداثة و الشباب قال الشاعر
يا بأبي أنت و فوك الأشنب. كأنما ذر عليه الزرنب.
و قوله دقيق المسربة فالمسربة الشعر المستدق الممتد من اللبة إلى السرة. قال الحارث بن وعلة الجومي
الآن لما أبيض مسربتي. و عضضت من نابي على جذم.
و قوله كان عنقه جيد دمية فالدمية الصورة و جمعها دمي. قال الشاعر
أو دمية صور محرابها. أو درة سيقت إلى تاجر.
و الجيد العنق و قوله بادن متماسك معناه تام خلق الأعضاء ليس بمسترخي اللحم و لا بكثيره و قوله سواء البطن و الصدر معناه أن بطنه ضامر و صدره عريض فمن هذه الجهة تساوي بطنه صدره و الكراديس رءوس العظام و قوله أنور المتجرد معناه نير الجسد الذي تجرد من الثياب و قوله طويل الزندين في كل ذراع زندان و هما جانبا عظم الذراع فرأس الزند الذي يلي الإبهام يقال له الكوع و رأس الزند الذي يلي الخنصر يقال الكرسوع و قوله رحب الراحة معناه واسع الراحة كبيرها و العرب تمدح بكبر اليد و تهجو بصغرها قال الشاعر
فناطوا من الكذاب كفا صغيرة. و ليس عليهم قتله بكبير.
ناطوا معناه علقوا و قالوا رحب الراحة أي كثير العطاء كما قالوا ضيق الباع في الذم. و قوله شثن الكفين معناه خشن الكفين و العرب تمدح الرجال بخشونة الكف و النساء بنعمة الكف و قوله سائل الأطراف أي تامها غير طويلة و لا قصيرة و قوله سبط القصب معناه ممتد القصب غير متعقدة و القصب العظام الجوف التي فيها مخ نحو الساقين و الذراعين و قوله خمصان الأخمصين معناه أن أخمص رجله شديد الارتفاع من الأرض و الأخمص ما يرتفع عن الأرض من وسط باطن الرجل و أسفلها و إذا كان أسفل الرجل مستويا ليس فيها أخمص فصاحبه أرح يقال رجل أرح إذا لم يكن لرجله أخمص و قوله مسيح القدمين معناه ليس بكثير اللحم فيهما و على ظاهرهما فلذلك ينبو الماء عنهما و قوله زال قلعا معناه متثبتا يخطو تكفؤا معناه خطاه كأنه يتكبر فيها أو يتبختر لقلة الاستعجال معها و لا تبختر فيها و لا خيلاء و قوله يمشي هونا معناه السكينة و الوقار و قوله ذريع المشية معناه واسع المشية من غير أن يظهر فيه استعجال و بدار يقال رجل ذريع في مشيه و امرأة ذراع إذا كانت واسعة اليدين بالغزل. و قوله كأنما ينحط في صبب الصبب الانحدار و قوله دمثا الدمث اللين الخلق فشبه بالدمث من الرمل و هو اللين قال قيس بن الخطيم
يمشي كمشي الزهراء في دمث. الرمل إلى السهل دونه الجرف.
و المهين الحقير و قد رواه بعضهم المهين يعني لا يحتقر أصحابه و لا يذلهم تعظم عنده النعمة معناه من حسن خطابه أو معونته بما يقل من الشأن كان عنده عظيما و قوله فإذا تعوطي الحق معناه إذا تنوول غضب الله تبارك و تعالى قال الأعشى
تعاطى الضجيع إذا سامها. بعيد الرقاد و عند الوسن.
معناه تناوله و قوله إذا غضب أعرض و أشاح قالوا في أشاح جد في الغضب و انكمش و قالوا جد و جزع و استعد لذلك قال الشاعر
و إعطائي على العلات مالي. فضربي هامة البطل المشيح.
و قوله يسوق أصحابه معناه يقدمهم بين يديه تواضعا و تكرمه لهم و من رواه يفوق أراد يفضلهم دينا و حلما و كرما و قوله يفتر عن مثل حب الغمام معناه يكشف شفتيه عن ثغر أبيض يشبه حب الغمام يقال قد فررت الفرس إذا كشفت عن أسنانه و فررت الرجل عما في قلبه إذا كشفته عنه و قوله لكل حال عنده عتاد و العتاد العدة يعني أنه أعد للأمور أشكالها و نظائرها و من رواه و لا يقيد من أحد عثرة بالدال أي من جنى عليه جناية اغتفرها و صفح عنها تصفحا و تكرما إذا كان تعطيلها لا يضيع من حقوق الله شيئا و لا يفسد متعبدا به و لا مفترضا و من رواه يقيل باللام ذهب إلى أنه ص لا يضيع حقوق الناس التي يجب لبعضهم على بعض. و قوله ثم يرد ذلك بالخاصة على العامة معناه أنه كان يعتمد في هذه الحال على أن الخاصة يرفع إلى العامة علومه و آدابه و فوائده و فيه قول آخر فيرد ذلك بالخاصة على العامة أن يجعل المجلس للعامة بعد الخاصة فتنوب الباء عن من و على عن إلى لقيام بعض الصفات مقام بعض و قوله يدخلون روادا الرواد جمع رائد و هو الذي يتقدم القوم إلى المنزل يرتاد لهم الكلاء يعني أنهم ينفعون بما يسمعون من النبي ص من ورائهم كما ينفع الرائد من خلفه و قوله و لا يفترقون إلا عن ذواق معناه عن علوم يذوقون من حلاوتها ما يذاق من الطعام المشتهى و الأدلة التي تدل الناس على أمور دينهم و قوله و لا تؤبن فيه الحرم أي لا تعاب أبنت الرجل فأنا آبن و المأبون المعيب و الأبنة العيب قال أبو الدرداء إن نؤبن بما ليس فينا فربما زكينا بما ليس عندنا و لعل ذا أن يكون بذلك معناه أن نعيب بما ليس فينا قال الأعشى
سلاجم كالنخل ألبستها. قضيب سراء قليل الأبن.
و قوله و لا تنثى فلتاته معناه من غلط فيه غلطة لم يشنع و لم يتحدث بها يقال نثوت الحديث أنثوه نثوا إذا حدثت به و قوله إذا تكلم أطرق جلساؤه كان على رءوسهم الطير معناه أنهم كانوا لإجلالهم نبيهم ص لا يتحركون فكانت صفتهم صفة من على رأسه طائر يريد أن يصيده فهو يخاف أن تحرك طيران الطائر و ذهابه و فيه قول آخر إنهم كانوا يسكنون و لا يتحركون حتى يصيروا بذلك عند الطائر كالجدران و الأبنية التي لا يخاف الطير وقوعا عليها قال الشاعر
إذا حلت بيوتهم عكاظا. حسبت على رءوسهم الغرابا.
معناه لسكونهم تسقط الغربان على رءوسهم و خص بالغراب لأنه من أشد الطير حذرا و قوله و لا يقبل الثناء إلا من مكافئ معناه من صح عنده إسلامه حسن موقع ثنائه عليه عنده و من استشعر منه نفاقا و ضعفا في ديانته ألقى ثناءه عليه و لم يحفل به و قوله إذا جاءكم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه معناه فأعينوه و أسعفوه على طلبته يقال رفدت الرجل رفدا بفتح الراء في المصدر و الرفد بكسر الراء الاسم يعني به الهبة و العطية تم الخبر بتفسيره و الحمد لله كثيرا. بيان أقول هذا الخبر من الأخبار المشهورة روته العامة في أكثر كتبهم قوله فخما مفخما قال الجزري و غيره أي عظيما معظما في الصدور و العيون و لم تكن خلقته في جسمه الضخامة و قيل الفخامة في وجهه نبله و امتلاؤه مع الجمال و المهابة و المربوع الذي ليس بالطويل و لا بالقصير و قالوا المشذب هو الطويل البائن الطول مع نقص في لحمه و أصله من النخلة الطويلة التي شذب عنها جريدها أي قطع و فرق و أوال كسحاب جزيرة بالبحرين قوله رجل الشعر أي لم يكن شديد الجعودة و لا شديد السبوطة بل بينهما قوله إن انفرقت عقيقته قال الحسين بن مسعود الفراء في شرح السنة العقيقة اسم لشعر على المولود حين يولد سمي عقيقة لأنه يحلق و أصل ألعق الشق و القطع و منه قيل للذبيحة عند الولادة عقيقة لأنه يشق حلقومها ثم قيل للشعر الذي ينبت بعد ذلك عقيقة أيضا على الاستعارة و ذلك معناه هاهنا يقول إن انفرق شعر رأسه من ذات نفسه فرقه في مفرقه و إن لم ينفرق تركه وفرة واحدة على حالها يقال فرقت الشعر أفرقه فرقا و قيل العقيقة اسم الشعر قبل أن يحلق فإذا حلق ثم نبت زال عنه اسم العقيقة سمي شعره عقيقة إذ لم ينقل أنه حلق في صباه و يروى عقيصته و هي الشعر المعقوص و هو نحو من المضفور و الوفرة إلى شحمة الأذن و الجمة إلى المنكب و اللمة التي المت بالمنكب. و قال الكازروني في المنتقى العقيصة هي الشعر المجموع المضفور كأنه يريد إن انفرق شعره بعد ما جمعه و عقصه فرق شعره و تركه كل شيء منه في منبته و إلا يبقى معقوصا كان موضعه الذي يجمعه فيه حذاء أذنيه و يرسله هناك و قال بعض علمائنا هذا في أول الإسلام يفعله كفعل أهل الكتاب ثم فرق بعد و هذا الفرق هو الذي يعد في الخصال العشر من الفطرة و روى بعضهم عقيقته و هو تصحيف انتهى. و قال الزمخشري العقيقة الشعر الذي يولد به و كان تركها عندهم عيبا و لؤما و بنو هاشم أكرم و محمد بن عبد الله ص أكرم عليهم من أن يتركوه غير معقوق عنه و لكن هندا سمي شعره عقيقة لأنه منها و نباته من أصولها كما سمت العرب أشياء كثيرة بأسامي ما هي منه و من سببه و انفرق مطاوع فرق أي كان لا ينفرق شعره إلا أن ينفرق هو و كان هذا في صدر الإسلام و يروى أنه إذا كان أمر لم يؤمر فيه بشيء يفعله المشركون و أهل الكتاب أخذ فيه بفعل أهل الكتاب فسدل ناصيته ما شاء الله ثم فرق بعد ذلك وفرة قوله وفرة أي أعفاه عن الفرق يعني أن شعره إذا ترك فرقه لم يجاوز شحمة أذنيه و إذا فرقه تجاوزها انتهى و قال الجزري الأزهر الأبيض المستنير و قال الزجج تقويس في الحاجب مع طول في طرفه و امتداده و قال القرن بالتحريك التقاء الحاجبين و هذا خلاف ما روت أم معبد في صفته ص أزج أقرن أي مقرون الحاجبين و الأول الصحيح في صفته و سوابغ حال من المجرر و هو الحواجب أي أنها رقت في حال سبوغها و وضع الحواجب موضع الحاجبين لأن التثنية جمع و قال في قوله يدره الغضب أي يمتلئ دما إذا غضب
كما يمتلئ الضرع لبنا إذا در. و قال الزمخشري يدره الغضب أي يحركه من أدرت المرأة المغزل إذا فتلته فتلا شديدا قوله ممكورة أي مطوية الخلق. قوله أقنى العرنين قال الجزري العرنين بالكسر الأنف و قيل رأسه و القنا في الأنف طوله و دقة أرنبته مع حدب في وسطه و الشمم ارتفاع قصبة الأنف و استواء أعلاها و إشراف الأرنبة قليلا. أقول أي القنا الذي كان فيه لم يكن فاحشا مفرطا بل كان لا يعلم إلا بعد التأمل قوله كث اللحية قالوا الكثاثة في اللحية أن تكون غير رقيقة و لا طويلة و فيها كثافة يقال رجل كث اللحية بالفتح قوله سهل الخدين قال الجزري أي سائل الخدين غير مرتفع الوجنتين. و قال الكازروني يجوز أن يريد به ليس في خديه نتو لأن السهل ضد الحزن و ذكر بعضهم أنه يريد أسيل الخدين لم يكثر لحمه و لم تغلظ جلدته. قوله ضليع الفم قال الجزري أي عظيمة و قيل واسعة و العرب تحمد عظم الفم و تذم صغره انتهى. و قيل أراد بالفم الأسنان فقد يكنى بالفم عنها أي كان تام الأسنان شديدها في تراصف و لا يخفى بعده و الجرذ نوع من الفأر و يقال لحاه الله أي قبحه و لعنه و الدبى بتخفيف الباء الجراد قبل أن يطير و الشدق بالكسر جانب الفم و الشدق بالتحريك سعة الشدق و الهريت الواسع الشدقين قوله و أحيا أي أكثر حياء و المخبأة المرأة المستورة و الريقال فيعال من أرقل إذا أسرع و الشقشقة بالكسر شيء كالرية يخرجها البعير من فيه إذا هاج و إذا قالوا للخطيب ذو شقشقة فإنما يشبه بالفحل ذكره الجوهري و قال ظلمت البعير إذا نحرته من غير داء قال ابن مقبل عاد الأذلة في دار و كان بها. هرت الشقاشق ظلامون للجزر. و قال الزرنب ضرب من النبات طيب الرائحة ثم ذكر البيت و قال الجزري الشنب البياض و البريق التحديد في الأسنان و قال الفلج فرجة ما بين الثنايا و الرباعيات و قال الجوهري الجذم بالكسر أصل الشيء و قد يفتح و قال و عضضت من نابي على جذم قوله جيد دمية قال الجزري الدمية الصورة المصورة و جمعها دمي لأنها يتنوق في صنعتها و يبالغ في تحسينها انتهى. قوله معتدل الخلق أي كل شيء من بدنه يليق بما لديه في الحسن و التمام قوله بادنا قال الجزري البادن الضخم فلما قال بادنا أردفه بقوله متماسكا و هو الذي يمسك بعض أعضائه بعضها فهو معتدل الخلق و قال سواء البطن و الصدر أي هما متساويان لا ينبو أحدهما عن الآخر. و قال الزمخشري يعني أن بطنه غير مستفيض فهو مساو لصدره و صدره عريض فهو مساو لبطنه و قال الجزري الكراديس هو رءوس العظام واحدها كردوس و قيل هي ملتقى كل عظمين ضخمين كالركبتين و المرفقين و المنكبين أراد أنه ضخم الأعضاء قوله أنور المتجرد قال الجزري أي ما جرد عنه الثياب من جسده و كشف يريد أنه كان مشرق الجسد. و قال الكازروني المتجرد الموضع الذي يستتر بالثياب فيتجرد عنها في بعض الأحيان يصفها بشدة البياض و قد ورد في حديث آخر أنه كان أسمر و في حديث آخر أنه كان أبيض مشربا و في هذا الحديث أنه كان أزهر اللون و وجه الجمع بينها أن السمرة كانت فيما يبرز للشمس من بدنه و البياض فيما وراء الثياب و قوله أزهر يحمل على إشراق اللون لا على البياض و قيل إن المشرب إذا أشبع حكي سمرا فإذا ليس بينهما اختلاف و في حديث آخر لم يكن بالأبيض الأمهق و هو الذي يشبه بياض الجص و الأنور وضع موضع النير كقوله تعالى وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ و كقولهم الله أكبر و قال اللبة بالفتح و تشديد الباء المنحر و عاري الثديين أي لم يكن عليهما شعر
و قيل أراد لم يكن عليهما لحم فإنه قد جاء في صفته أشعر الذراعين و المنكبين و أعلى الصدر انتهى. و لا يخفى بعد الأخير و عدم الحاجة إليه لعدم التنافي. قوله رحب الراحة قال الكازروني يكنون به عن السخاء و الكرم و يستدلون بهذه الخلقة على الكرم. قوله فناطوا من الكذاب قال الزمخشري قاله الأخطل في صلب المختار بن أبي عبيد. قوله شثن الكفين و القدمين قال الجزري أي أنهما يميلان إلى الغلظ و القصر و قيل هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر و يحمد ذلك في الرجال لأنه أشد لقبضهم و يذم في النساء. و قال الصاحب ابن عباد في المحيط الشتون اللينة من الثياب الواحد شتن و روي في الحديث في صفة النبي ص أنه كان شتن الكف بالتاء و من رواه بالثاء فقد صحف انتهى و هو غريب. قوله سائل الأطراف قال الزمخشري أي لم تكن متعقدة و قال الجزري أي ممتدها و رواه بعضهم بالنون بمعناه كجبريل و جبرين قوله سبط القصب قال الجزري السبط بسكون الباء و كسرها الممتد الذي ليس فيه تعقد و لا نتو و القصب يريد بها ساعديه و ساقيه و قال الأخمص من القدم الموضع الذي لا يلصق بالأرض منها عند الوطء و الخمصان المبالغ منه أي إن ذلك الموضع من أسفل قدمه شديد التجافي عن الأرض و سئل ابن الأعرابي عنه فقال إذا كان خمص الأخمص بقدر لم يرتفع جدا و لم يستو أسفل القدم جدا فهو أحسن ما يكون و إذا استوى و ارتفع جدا فهو ذم فيكون المعنى أن أخمصه معتدل الخمص بخلاف الأول. و قال الجوهري رجل أرح أي لا أخمص لقدميه كأرجل الزنج قوله مسيح القدمين أي ملساوان لينتان ليس فيهما تكسر و لا شقاق فإذا أصابهما الماء نبأ عنهما أي يسيل و يمر سريعا لملاستهما. و قال الجزري في صفته ص إذا مشى تقلع أراد قوة مشيه كأنه يرفع رجليه من الأرض رفعا قويا لا كمن يمشي اختيالا و تقارب خطاه فإن ذلك من مشي النساء و يوصفن به و في حديث أبي هالة إذا زال زال قلعا يروى بالفتح و الضم فبالفتح هو مصدر بمعنى الفاعل أي يزول قالعا لرجله من الأرض و هو بالضم إما مصدر أو اسم و هو بمعنى الفتح و قال الهروي قرأت هذا الحرف في كتاب غريب الحديث لابن الأنباري قلعا بفتح القاف و كسر اللام و كذلك قرأته بخط الأزهري و هو كما جاء في حديث آخر كأنما ينحط من صبب و الانحدار من الصبب و التقلع من الأرض قريب بعضه من بعض أراد أنه يستعمل التثبت و لا يبين منه في هذه الحال استعجال و مبادرة شديدة و قال في صفة مشيه ص كان إذا مشى تكفا تكفيا أي تمايل إلى قدام هكذا روي غير مهموز و الأصل الهمز و بعضهم يرويه مهموزا لأن مصدر تفعل من الصحيح كتقدم تقدما و تكفأ تكفؤا و الهمزة حرف صحيح فأما إذا اعتل انكسرت عين المستقبل منه نحو تخفى تخفيا فإذا خففت الهمزة التحقت بالمعتل فصار تكفيا بالكسر. و قال الكازروني أي يتثبت في مشيته حتى كأنه يميد كما يميد الغصن إذا هبت به الريح أو السفينة. و قال الجزري الهون الرفق و اللين و التثبت و قال ذريع المشي أي واسع الخطو. و قال الكازروني الذريع السريع و ربما يظن هذا اللفظ ضد الأول و لا تضاد فيه لأن معناه أنه كان ص مع تثبته في المشي يتابع بين الخطوات و يسبق غيره كما ورد في حديث آخر أنه كان يمشي على هينة و أصحابه يسرعون في المشي فلا يدركونه أو ما هذا معناه و يجوز أن يريد به نفي التبختر في مشيه. و قال القاضي في الشفاء التقلع رفع الرجل بقوة و التكفؤ الميل إلى سنن المشي و قصده و الهون الرفق و الوقار و الذريع الواسع الخطو أي إن مشيه كان يرفع فيه
رجليه بسرعة و يمد خطوه خلاف مشية المختال و يقصد سمته و كل ذلك برفق و تثبت دون عجلة كما قال كأنما ينحط من صبب. و قال الجزري الصبب ما انحدر من الأرض. قوله و إذا التفت التفت جميعا قال الجزري أراد أنه لا يسارق النظر و قيل أراد لا يلوي عنقه يمنة و يسرة إذا نظر إلى الشيء و إنما يفعل ذلك الطائش الخفيف و لكن كان يقبل جميعا و يدبر جميعا قوله جل نظره الملاحظة قال الجزري هي مفاعلة من اللحظ و هو النظر بشق العين الذي يلي الصدغ و أما الذي يلي الأنف فالموق و الماق. أقول و في الفائق و غيره من كتبهم بعد ذلك يسوق أصحابه و قالوا في تفسيره أي يقدمهم أمامه و يمشي خلفهم تواضعا و لا يدع أحدا يمشي خلفه قال بعضهم و في حديث آخر أنه كان يقول اتركوا خلف ظهري للملائكة قوله ليست له راحة أي فراغ من الكفر و العمل قوله بأشداقه قال الجزري الأشداق جوانب الفم و إنما يكون ذلك لرحب شدقيه و العرب تمتدح بذلك انتهى. و قيل أي كان لا يتشدق في الكلام بأن يفتح فاه كله قوله بجوامع الكلم قال الجزري أي أنه كان كثير المعاني قليل الألفاظ قوله فصلا أي بينا ظاهرا يفصل بين الحق و الباطل و قيل أي الحكم الذي لا يعاب قائله قوله دمثا قال الجزري أراد أنه كان لين الخلق في سهولة و أصله من الدمث و هو الأرض السهلة الرخوة و الرمل الذي ليس بمتلبد قوله ليس بالجافي قال أي ليس بالغليظ الخلقة و الطبع أو ليس بالذي يجفو أصحابه و المهين يروى بضم الميم و فتحها فالضم على الفاعل من أهان أي لا يهين من صحبه و الفتح على المفعول من المهانة الحقارة و هو مهين أي حقير قوله تعظم عنده النعمة في الفائق يعظم النعمة و قال أي لا يستصغر شيئا أوتيه و إن كان صغيرا و قال الذواق اسم ما يذاق أي لا يصف الطعام بطيب و لا ببشاعة و قال الجزري الذواق المأكول و المشروب فعال بمعنى مفعول من الذوق و يقع على المصدر و الاسم. قوله فإذا تعوطي الحق قال الجزري أي أنه كان من أحسن الناس خلقا مع أصحابه ما لم ير حقا يتعرض له بإهمال أو إبطال أو إفساد فإذا رأى ذلك تنمر و تغير حتى أنكره من عرفه كل ذلك لنصرة الحق و التعاطي التناول و الجرأة على الشيء من عطا الشيء يعطوه إذا أخذه و تناوله. أقول و في أكثر رواياتهم بعد قوله حتى ينتصر له لا يغضب لنفسه و لا ينتصر لها. قوله يضرب براحته اليمنى في بعض رواياتهم بباطن راحته اليمنى. و قال الكازروني اتصل بها تفسيره فيضرب بباطن راحته أي يشير بكفه إلى حديثه. و روى القاضي في الشفاء هكذا و إذا تحدث اتصل بها فضرب بإبهامه اليمنى راحة اليسرى. قوله و أشاح قال الزمخشري أي و جد في الإعراض و بالغ. و قال الجزري فيه أنه ذكر النار ثم أعرض و أشاح المشيح الحذر و الجاد في الأمر و قيل المقبل إليك المانع لما وراء ظهره فيجوز أن يكون أشاح أحد هذه المعاني أي حذر النار كأنه ينظر إليها أو جد على الإيصاء باتقائها أو أقبل إليك في خطابه و منه في صفته إذا غضب أعرض و أشاح قوله غض طرفه أي كسره و أطرق و لم يفتح عينه و إنما كان يفعل ذلك ليكون أبعد من الأشر و المرح. قوله جل ضحكه بالضم أي معظمه قوله و يفتر عن مثل حب الغمام أي
يتبسم و يكثر حتى تبدو أسنانه من غير قهقهة و هو من فررت الدابة أفرها فرا إذا كشفت شفتها لتعرف سنها و افتر يفتر افتعل منه و أراد بحب الغمام البرد قوله ع و شكله قال الجزري أي عن مذهبه و قصده و قيل عما يشاكل أفعاله و الشكل بالكسر الدل و بالفتح المثل و المذهب. و قال الكازروني الشكل بالفتح النحو و السيرة. قوله بالخاصة قال الجزري و غيره أراد أن العامة كانت لا تصل إليه في هذا الوقت فكانت الخاصة تخبر العامة بما سمعت منه فكأنه أوصل الفوائد إلى العامة بالخاصة و قيل إن الباء بمعنى من أي يجعل وقت العامة بعد وقت الخاصة و بدلا منهم قوله و قسمه معطوف على الإيثار قوله روادا قال الجزري أي طالبين العلم ملتمسين الحكم من عنده و يخرجون أدلة هداة للناس و الرواد جمع رائد و هو الذي يتقدم القوم يبصر لهم الكلاء و مساقط الغيث. أقول و منهم من قرأ أذلة بالذال المعجمة أي يخرجون متعظين بما وعظوا متواضعين من قوله أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ و هو تصحيف قوله إلا عن ذواق قال الجزري ضرب الذواق مثلا لما ينالون عنده من الخير أي لا يتفرقون إلا عن علم و أدب يتعلمونه يقوم لأنفسهم مقام الطعام و الشراب لأجسادهم. و قال القاضي و يشبه أن يكون على ظاهره أي في الغالب و الأكثر قوله يحذر الناس بالتخفيف فقوله و يحترس منهم عطف تفسير له و منهم من قرأ على بناء التفعيل إيثارا للتأسيس على التأكيد أي كان يحذر الناس بعضهم من بعض و يأمرهم بالحزم و يحذر هو أيضا منهم و الأول أظهر قوله لا يوطن الأماكن أي لا يتخذ لنفسه مجلسا يعرف به فلا يجلس إلا فيه و قد فسره بما بعده قوله من جالسة في بعض رواياتهم بعد ذلك أو قاومه أي قام معه قوله و لا تؤبن فيه الحرم قال الجزري أي لا يذكرن بقبيح كان يصان مجلسه عن رفث القول يقال أبنت الرجل ابنه إذا رميته بخلة سوء فهو مأبون و هو مأخوذ من الابن و هو العقد تكون في القسي يفسدها و تعاب بها قوله سلاجم جمع سلجم و هي الطويل و السراء بالفتح ممدودا شجر يتخذ منه القسي و قال الجوهري الابنة بالضم العقدة في العود و منه قول الأعشى قضيب سراء كثير الابن قوله لا تنثى فلتاته قال الجزري أي لا تذاع يقال نثوت الحديث أنثوه نثوا و النثاء في الكلام يطلق على القبيح و الحسن يقال ما أقبح نثاه و ما أحسنه و الفلتات جمع فلتة و هي الزلة أراد أنه لم يكن لمجلسه فلتات فتنثى. أقول الضمير في فلتاته راجع إلى المجلس. قوله متواصلين فيه بالتقوى في بعض رواياتهم يتواصون فيه بالتقوى و في بعضها يتعاطفون بالتقوى و الفظ السيئ الخلق و الصخب بالصاد و السين الضجة و اضطراب الأصوات للخصام قوله كأنما على رءوسهم الطير قال الجزري وصفهم بالسكون و الوقار و أنهم لم يكن فيهم طيش و لا خفة لأن الطير لا تكاد تقع إلا على شيء ساكن و قال الفيروزآبادي كان على رءوسهم الطير أي ساكنون هيبة و أصله أن الغراب يقع على رأس البعير فيلقط منه القراد فلا يتحرك البعير لئلا ينفر عنه الغراب قوله لا يتنازعون عنده الحديث أي إذا تكلم أحد منهم أمسكوا حتى يفرغ ثم يتكلم الآخر فما بعده تفسيره قوله حديثهم عنده حديث أولاهم و في بعض النسخ أولهم بالإفراد و لعله تأكيد للسابق أي لا يتكلم إلا من سبق بالكلام قوله على الجفوة أي غلظته و بعده من الآداب قوله ليستجلبونهم أي يجيئون معهم بالغرباء إلى مجلسه من كثرة احتماله عنهم و صبره على ما يكون منهم في سؤالهم إياه و غير ذلك
و الصحابة كانوا لا يجترءون على مثل ذلك و قال الجزري رفدته أرفده إذا أعنته. أقول و في بعض رواياتهم فأرشدوه و الأظهر أنه هنا فأوفدوه بالواو قوله إلا من مكافئ قال الجزري قال القتيبي معناه إذا أنعم على رجل نعمة فكافأه بالثناء عليه قبل ثنائه و إذا أثنى قبل أن ينعم عليه لم يقبله و قال ابن الأنباري هذا غلط إذ كان أحد لا ينفك من إنعام النبي ص لأن الله بعثه رحمة للناس كافة فلا يخرج منها مكافئ و لا غير مكافئ و الثناء عليه فرض لا يتم الإسلام إلا به و إنما المعنى أنه لا يقبل الثناء عليه إلا من رجل يعرف حقيقة إسلامه و لا يدخل عنده في جملة المنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم و قال الأزهري فيه قول ثالث إلا من مكافئ أي مقارب غير مجاوز حد مثله و لا مقصر عما رفعه الله إليه. قوله حتى يجوزه أي يتجاوز عن ذلك الكلام و يتمه و يريد إنشاء كلام آخر فيقطعه النبي ص بنهي أو قيام و في بعض النسخ و رواياتهم بانتهاء فيحتمل أن يكون المعنى فيقطع السائل بانتهاء أو قيام و ليس في أكثر النسخ الضمير في يجوزه فيحتمل أن يكون بالراء المهملة أي إلا أن يجور و يتكلم بباطل كفحش أو غيبة فيقطعه ص بنهي أو بقيام. ثم اعلم أن الصدوق رحمه الله ذكر في الشرح فقرتين لم يذكرهما في الرواية إذا الشرح شرح رواية أخرى فذكره و لم يبال بعدم موافقته لما ذكره من الرواية إحداهما قوله يسوق أصحابه و قد مرت الإشارة إليها و إلى موضعها و الأخرى قوله لكل حال عنده عتاد قبل قوله لا يقصر عن الحق و قال الجزري في بيانه أي ما يصلح لكل ما يقع من الأمور و إنما وصف الحسن ع هندا بأنه خاله لأن أبا هالة كان زوج خديجة رضي الله عنها قبل النبي ص فولدت له هندا و هالة كما سيأتي في أحوال خديجة رضي الله عنها
-5 ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا ع عن آبائه عن علي ع قال ما رأيت أحدا أبعد ما بين المنكبين من رسول الله ص
6- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ لم يمض النبي ص في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه سلكه من طيب عرقه و لم يكن يمر بحجر و لا شجر إلا سجد له
7- ير، ]بصائر الدرجات[ الحسن بن علي بن النعمان عن يحيى بن عمر عن أبان الأحمر عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إنا معاشر الأنبياء تنام عيوننا و لا تنام قلوبنا و نرى من خلفنا كما نرى من بين أيدينا
8- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن ميمون القداح عن أبي عبد الله ع قال طلب أبو ذر رسول الله ص فقيل له إنه في حائط كذا و كذا فمضى يطلبه فدخل إلى الحائط و النبي ص نائم فأخذ عسيبا يابسا و كسره ليستبرئ به نوم رسول الله ص قال ففتح النبي ص عينه و قال أ تخدعني عن نفسي يا أبا ذر أ ما علمت أني أراكم في منامي كما أراكم في يقظتي
بيان قال الفيروزآبادي العسيب جريدة من النخل مستقيمة رقيقة يكشط خوصها و الذي لم ينبت عليه الخوص من السعف انتهى و الاستبراء كناية عن الامتحان أي فعل ذلك ليستعلم أنه ص نائم أم لا أو ليعلم أنه يعلم في منامه ما يقع عنده أم لا قوله ص أ تخدعني عن نفسي أي أ تمكر بي في أمر نفسي و تدعي أنك تؤمن بي و تفعل ما ينافي ذلك فإن فعلك يدل على أنك تحسب أني لا أرى في منامي ما أرى في يقظتي أو المعنى أ تخفيني عن نفسي أي تحسبني غافلا عما يفعل بي و عندي و على أي حال لا يخلو من تكلف فإن الشائع في هذا الكلام أنه يستعمل فيمن يريد أن يغوي أحدا و يضله عن الحق و يوقعه فيما يضر بنفسه فيمكن أن يكون عبر عن الشيء بلازمه أي فعلك هذا يستلزم أن يمكن لأحد أن يخدعني و يوقعني فيما يضر بنفسي
-9 ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن الحسين بن المختار عن زيد الشحام قال سمعت أبا عبد الله ع يقول طلب أبو ذر رحمه الله رسول الله ص فقيل له إنه صلى الله عليه و آله في حائط كذا و كذا فتوجه في طلبه فوجده نائما فأعظمه أن ينبهه فأراد أن يستبرئ نومه ص فسمعه رسول الله ص فرفع رأسه فقال يا أبا ذر أ تخدعني أ ما علمت أني أرى أعمالكم في منامي كما أراكم في يقظتي إن عيني تنام و قلبي لا ينام
يج، ]الخرائج و الجرائح[ مرسلا مثله
10- ير، ]بصائر الدرجات[ علي بن إسماعيل عن صفوان عن العلاء عن محمد عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص أراكم من خلفي كما أراكم بين يدي لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم
ير، ]بصائر الدرجات[ أيوب بن نوح عن ابن المغيرة عن علا عن محمد مثله
11- ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام مثله
12- ير، ]بصائر الدرجات[ الحسن بن علي عن عبيس بن هشام عن أبي إسماعيل كاتب شريح عن أبي عتاب زياد مولى آل دغش عن أبي عبد الله ع مثله
-13 ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن يزيد بن إسحاق عن هارون بن حمزة عن أبي عبد الله ع مثله
14- سن، ]المحاسن[ معاوية بن الحكيم عن ابن المغيرة عن إبراهيم بن معرض عن أبي جعفر ع قال إن عمر دخل على حفصة فقال كيف رسول الله ص فيما فيه الرجال فقالت ما هو إلا رجل من الرجال فأنف الله لنبيه ص فأنزل إليه صحفة فيها هريسة من سنبل الجنة فأكلها فزاد في بضعه بضع أربعين رجلا
بيان البضع بالضم الجماع و الثاني يحتمل الضم و الكسر أيضا و الضم أظهر قال الجزري فيه صلاة الجماعة تفضل صلاة الواحد ببضع و عشرين درجة البضع في العدد بالكسر و قد يفتح ما بين الثلاث إلى التسع و قيل ما بين الواحد إلى العشرة و قال الجوهري تقول بضع سنين و بضعة عشر رجلا فإذا جاوزت لفظ العشر لا تقول بضع و عشرون و هذا يخالف ما جاء في الحديث انتهى و ترك العاطف هنا يضعف أيضا الحمل على الكسر
15- سن، ]المحاسن[ أبي عن محمد بن سنان عن منصور الصيقل عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى أهدى إلى رسوله هريسة من هرائس الجنة غرست في رياض الجنة و فركها الحور العين فأكلها رسول الله ص فزاد في قوته بضع أربعين رجلا و ذلك شيء أراد الله أن يسر به نبيه ص
16- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن محمد بن سنان مثله ثم قال و في حديث آخر رفعه إلى أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص شكا إلى ربه جل و عز وجع الظهر فأمره بأكل الحب باللحم يعني الهريسة
بيان الفرك الدلك
17- يج، ]الخرائج و الجرائح[ من معجزاته ص أن الأخبار تواترت و اعترف بها الكافر و المؤمن بخاتم النبوة الذي بين كتفيه على شعرات متراكمة تقدمت بها الأنبياء قبل مولده بالزمن الطويل فوافق ذلك ما أخبروا به عنه في صفته ص
18- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن النبي ص قال أتموا الركوع و السجود فو الله إني لأراكم من بعد ظهري إذا ركعتم و سجدتم
19- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ كان النبي ص قبل المبعث موصوفا بعشرين خصلة من خصال الأنبياء لو انفرد واحد بأحدها لدل على جلاله فكيف من اجتمعت فيه كان نبيا أمينا صادقا حاذقا أصيلا نبيلا مكينا فصيحا نصيحا عاقلا فاضلا عابدا زاهدا سخيا مكيا قانعا متواضعا حليما رحيما غيورا صبورا موافقا مرافقا لم يخالط منجما و لا كاهنا و لا عيافا و لما قالت قريش إنه ساحر علمنا أنه قد أراهم ما لم يقدروا على مثله و قالوا هذا مجنون لما هجم منه على شيء لم يفكر في عاقبته منهم و قالوا هو كاهن لأنه أنبأ بالغائبات و قالُوا مُعَلَّمٌ لأنه قد أنبأهم بما يكتمونه من أسرارهم فثبت صدقه من حيث قصدوا تكذيبه و كان فيه خصال الضعفاء و من كان فيه بعضها لا ينظم أمره كان يتيما فقيرا ضعيفا وحيدا غريبا بلا حصار و لا شوكة كثير الأعداء و مع جميع ذلك تعالى مكانه و ارتفع شأنه فدل على نبوته ص و كان الجلف البدوي يرى وجهه الكريم فيقول و الله ما هذا وجه كذاب و كان ص ثابتا في الشدائد و هو مطلوب و صابرا على البأساء و الضراء و هو مكروب محروب و كان زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة فثبت له الملك و كان يشهد كل عضو منه على معجزة. نوره كان إذا مشى في ليلة ظلماء بدا له نور كأنه قمر قالت عائشة فقدت إبرة ليلة فما كان في منزلي سراج فدخل النبي ص فوجدت الإبرة بنور وجهه. حمزة بن عمر الأسلمي قال نفرنا مع النبي ص في ليلة ظلماء فأضاءت أصابعه عرفه. جابر بن عبد الله إنه كان لا يمر في طريق فيمر فيه إنسان بعد يومين إلا عرف أنه عبر فيه. مسلم كان النبي ص يقيل عند أم سلمة فكانت تجمع عرقه و تجعله في الطيب. عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال أتي رسول الله ص بدلو من ماء فشرب ثم توضأ فتمضمض ثم مج مجة في الدلو فصار مسكا أو أطيب من المسك. ظله لم يقع ظله على الأرض لأن الظل من الظلمة و كان إذا وقف في الشمس و القمر و المصباح نوره يغلب أنوارها. قامته كلما مشى مع أحد كان أطول منه برأس و إن طويلا. رأسه كان يظله سحابة من الشمس و تسير لمسيره و تركد لركوده و لا يطير الطير فوقه. عينيه كان يبصر من ورائه كما يبصر من أمامه و يرى من خلفه كما يرى من قدامه. أنفه لم يشم به منذ خلقه الله تعالى رائحة كريهة. فمه كان يمج في الكوز و البئر فيجدون له رائحة أطيب من المسك. لسانه كان ينطق بلغات كثيرة. محاسنه كانت فيه سبع عشرة طاقة نور يتلألأ في عوارضه. أذنيه كان يسمع في منامه كما يسمع في انتباهه و يسمع كلام جبرئيل عند الناس و لا يسمعونه. ربيع الأبرار أنه دخل أبو سفيان على النبي ص و هو يقاد فأحس بتكاثر الناس فقال في نفسه و اللات و العزى يا ابن أبي كبشة لأملأنها عليك خيلا و رجلا و إني لأرجو أن أرقى هذه الأعواد فقال النبي ص أو يكفينا الله شرك يا أبا سفيان. صدره لم يكن على وجه الأرض أعلم منه. ظهره كان بين كتفيه خاتم النبوة كلما أبداه غطى نوره نور الشمس مكتوب عليه لا إله إلا الله وحده لا شريك له توجه حيث شئت فأنت منصور. في حديث جابر بن سمرة رأيت خاتمه غضروف كتفيه مثل بيض الحمامة. و سئل الخدري عنه فقال بضعة ناشزة. أبو زيد الأنصاري شعر مجتمع على كتفيه. السائب بن يزيد مثل زر الحجلة و لما شك في موت رسول الله ص وضعت أسماء بنت عميس يدها بين كتفيه فقالت قد توفي رسول الله ص قد رفع الخاتم. بطنه كان يشد عليه الحجر من الغرث فيشبع قلبه كان تنام عيناه و لا ينام قلبه. يداه فار الماء من بين أصابعه و سبح الحصى في كفه. ركبه ولد مسرورا مختونا و ما احتلم قط لأن ذلك من الشيطان و كان له شهوة أربعين نبيا. جلوسه عائشة قلت يا رسول الله إنك تدخل الخلاء فإذا خرجت دخلت على
أثرك فما أرى شيئا إلا أني أجد رائحة المسك فقال إنا معاشر الأنبياء تنبت أجسادنا على أرواح الجنة فما يخرج منه شيء إلا ابتلعته الأرض و تبعه رجل علم مراده فقال ص إنا معاشر الأنبياء لا يكون منا ما يكون من البشر أم أيمن أصبح رسول الله ص فقال يا أم أيمن قومي فاهرقي ما في الفخارة يعني البول قلت و الله شربت ما فيها و كنت عطشى قالت فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال أما إنك لا تنجع بطنك أبدا. و منه حديث دم الفصد. فخذه كل دابة ركبها النبي ص بقيت على سنها لا تهرم قط. رجليه أرسلهما في بئر ماؤه أجاج فعذب. قوته كان لا يقاومه أحد. إسحاق بن بشار إن ركانة بن عبد بن زيد بن هاشم كان من أشد قريش فخلا فقال له النبي ص في وادي أصم يا ركانة أ لا تتقي الله و تقبل ما أدعوك إليه قال إني لو أعلم أنه حق لاتبعتك فقال النبي ص أ فرأيت إن صرعتك أ تعلم أن ما أقول حق قال نعم قال قم حتى أصارعك قال فقام إليه ركانة فصارعه فلما بطش به رسول الله ص أضجعه قال فعد فعاد فصرعه فقال إن ذا لعجب يا قوم إن صاحبكم أسحر أهل الأرض. حرمته كان القمر يحرك مهده في حال صباه و كان لا يمر على شجرة إلا سلمت عليه و لم يجلس عليه الذباب و لم تدن منه هامة و لا سامة. مشيه كان إذا مشى على الأرض السهلة لا يبين لقدميه أثر و إذا مشى على الصلبة بان أثرهما. هيبته كان عظيما مهيبا في النفوس حتى ارتاعت رسل كسرى مع أنه كان بالتواضع موصوفا و كان محبوبا في القلوب حتى لا يقليه مصاحب و لا يتباعد عنه مقارب قال السدي في قوله سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ لما ارتحل أبو سفيان و المشركون يوم أحد متوجهين إلى مكة قالوا ما صنعنا قتلناهم حتى لم يبق منهم إلا الشريد تركناهم إذ هموا و قالوا ارجعوا فاستأصلوهم فلما عزموا على ذلك ألقى الله في قلوبهم الرعب حتى رجعوا عما هموا. و روي أن الكفار دخلوا مكة كالمنهزمين مخافة أن يكون له الكرة عليهم و قال صلى الله عليه و آله نصرت بالرعب مسيرة شهر. قوله تعالى وَ كَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ و ذلك أن النبي ص لما قصد خيبر و حاصر أهلها همت قبائل من أسد و غطفان أن يغيروا على أهل المدينة فكف الله عنهم بإلقاء الرعب في قلوبهم قوله تعالى هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ و قال ص لم نخل في ظفر إما في ابتداء الأمر و إما في انتهائه و كان جميل بن معمر الفهري حفيظا لما يسمع و يقول إن في جوفي لقلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد فكانت قريش تسميه ذا القلبين فتلقاه أبو سفيان يوم بدر و هو آخذ بيده إحدى نعليه و الأخرى في رجله فقال له يا با معمر ما الخبر قال انهزموا قال فما حال نعليك قال ما شعرت إلا أنها في رجلي لهيبة محمد فنزل ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ. أمير المؤمنين ع و ينصر الله من لاقاه إن له. نصرا يمثل بالكفار إذ عندوا. بيان النبل بالضم الذكاء و النجابة و المكانة المنزلة و العرف بالفتح الريح الطيبة و قال الجزري في صفة خاتم النبوة أنه مثل زر الحجلة الزر واحد الأزرار التي تشد بها الكلل و الستور على ما يكون في حجلة العروس و قيل إنما هو بتقديم الراء على الزاي و يريد بالحجلة القبجة مأخوذا من أرزت الجرادة إذا كبست ذنبها في الأرض فباضت و يشهد له ما رواه الترمذي في كتابه بإسناده عن جابر بن سمرة قال كان خاتم رسول الله ص الذي بين كتفيه غدة حمراء مثل بيضة الحمامة انتهى. و الغرث الجوع قوله على أرواح الجنة في بعض النسخ بالمهملتين أي الأرواح التي تدخل الجنة أو هي جمع الريح أي أجسادنا طيبة كطيب ريح أهل الجنة و في بعض النسخ بالمعجمتين أي الحور و قال الفيروزآبادي النجيع دم البطن
20- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الترمذي في الشمائل و الطبري في التاريخ و الزمخشري في الفائق و الفتال في الروضة رووا صفة النبي ص بروايات كثيرة منها عن أمير المؤمنين ع و ابن عباس و أبي هريرة و جابر بن سمرة و هند بن أبي هالة أنه كان ص فخما مفخما في العيون معظما و في القلوب مكرما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر أزهر منور اللون مشربا بحمرة لم تزر به مقلة لم تعبه ثجلة أغر أبلج أحور أدعج أكحل أزج عظيم الهامة رشيق القامة مقصدا واسع الجبين أقنى العرنين أشكل العينين مقرون الحاجبين سهل الخدين صلتهما طويل الزندين شبح الذراعين عظيم مشاشة المنكبين طويل ما بين المنكبين شثن الكفين ضخم القدمين عاري الثديين خمصان الأخمصين مخطوط المتيتين أهدب الأشفار كث اللحية ذا وفرة وافر السبلة أخضر الشمط ضليع الفم أشم أشنب مفلج الأسنان سبط الشعر دقيق المسربة معتدل الخلق مفاض البطن عريض الصدر كان عنقه جيد دمية في صفاء الفضة سائل الأطراف منهوس العقب قصير الحنك داني الجبهة ضرب اللحم بين الرجلين كان في خاصرته انفتاق فعم الأوصال لم يكن بالطويل البائن و لا بالقصير الشائن و لا بالطويل الممغط و لا بالقصير المتردد و لا بالجعد القطط و لا بالسبط و لا بالمطهم و لا بالمكلثم و لا بالأبيض الأمهق ضخم الكراديس جليل المشاش كنوز المنخر لم يكن في بطنه و لا في صدره شعر إلا موصل ما بين اللبة إلى السرة كالخط جليل الكتد أجرد ذا مسربة و كان أكثر شيبه في فودي رأسه و كان كفه كف عطار مسها بطيب رحب الراحة سبط القصب و كان إذا رضي و سر فكأن وجهه المرآة و كان فيه شيء من صور يخطو تكفؤا و يمشي الهوينا يبدأ القوم إذا سارع إلى خير و إذا مشى تقلع كأنما ينحدر في صبب إذا تبسم يتبسم عن مثل المنحدر عن بطون الغمام و إذا افتر افتر عن سنا البرق إذا تلألأ لطيف الخلق عظيم الخلق لين الجانب إذا طلع بوجهه على الناس رأوا جبينه كأنه ضوء السراج المتوقد كان عرقه في وجهه اللؤلؤ و ريح عرقه أطيب من ريح المسك الأذفر بين كتفيه خاتم النبوة
أبو هريرة كان يقبل جميعا و يدبر جميعا
جابر بن سمرة كانت في ساقه حموشة
أبو حجيفة كان قد سمط عارضاه و عنفقته بيضاء
أم هاني رأيت رسول الله ص ذا ضفائر أربع و الصحيح أنه كان له ذؤابتين و مبدؤها من هاشم
أنس ما عددت في رأس رسول الله ص و لحيته إلا أربع عشرة شعرة بيضاء و يقال سبع عشرة
ابن عمر إنما كان شيبة نحوا من عشرين شعرة بيضاء
البراء بن عازب كان يضرب شعره كتفيه
أنس له لمة إلى شحمة أذنيه
عائشة كان شعره فوق الوفرة و دون الجمة
بيان قال الجزري في صفته ص كان أزهر اللون الأزهر الأبيض المستنير و الزهر و الزهرة البياض النير و هو أحسن الألوان انتهى و يقال زرى عليه أي عابه و زرى به أي تهاون و المقلة بالضم الحدقة و في رواياتهم بالصاد المهملة و القاف قال الجزري في حديث أم معبد و لم تزر به صقلة أي دقة و نحول يقال صقلت الناقة إذ أضمرتها و قيل أرادت أنه لم يكن منتفخ الخاصرة جدا و لا ناحلا جدا و يروى بالسين على الإبدال من الصاد و يروى صعلة و هي صغر الرأس و هي أيضا الدقة و النحول في البدن و قال في قوله لم تعبه ثجلة أي ضخم بطن و يروى بالنون و الحاء أي نحول و دقة و قال الجوهري الثجلة بالضم عظم البطن و سعته قوله أغر أي أبيض صافي اللون قوله أبلج أي مشرق الوجه مسفرة ذكره الجزري و قال الفيروزآبادي الحور بالتحريك أن يشتد بياض بياض العين و سواد سوادها و تستدير حدقتها و ترق جفونها و يبيض ما حواليها أو شدة بياضها و سوادها في شدة بياض الجسد و قال الكحل محركة أن يعلو منابت الأشفار سواد خلقة أو أن يسود مواضع الكحل كحل كفرح فهو أكحل و الكحلاء الشديدة سواد العين أو التي كأنها مكحولة و إن لم تكحل و قال رجل رشق حسن القد لطيفه و قال الجزري في صفته ص كان أبيض مقصدا هو الذي ليس بطويل و لا قصير و لا جسيم كأن خلقه نحى القصد من الأمور و المعتدل الذي لا يميل إلى طرفي الإفراط و التفريط و قال في قوله أشكل العينين أي في بياضها شيء من حمرة و هو محمود محبوب يقال ماء أشكل إذا خالطه الدم و قال في صفته ص كان صلت الجبين أي واسعة و قيل الصلت الأملس و قيل البارز و في حديث آخر كان سهل الخدين صلتهما و قال في صفته ص إنه كان مشبوح الذراعين أي طويلهما و قيل عريضهما و في رواية كان شبح الذراعين و الشبح مدك الشيء بين أوتاد كالجلد و الحبل و قال الجوهري رجل مشبوح الذراعين عريضهما و كذلك شبح الذراعين بالتسكين و قال الجزري في صفته ص جليل المشاش أي عظيم رءوس العظام كالمرفقين و الكعبين و الركبتين و قال الجوهري هي رءوس العظام اللينة التي يمكن مضغها قوله مخطوط المتيتين لم أجد له معنى و لعله إما تصحيف الليتين من ليت العنق صفحته أو المتنين من متني الظهر و قال الجزري في صفته ص كان أهدب الأشفار و في رواية هدب الأشفار أي طويل شعر الأجفان و قال فيه أنه كان وافر السبلة السبلة بالتحريك الشارب و الجمع السبال قاله الجوهري و قال الهروي هي الشعرات التي تحت اللحي الأسفل و السبلة عند العرب مقدم اللحية و ما أسبل منها على الصدر و قال في صفته ص كان أخضر الشمط أي كانت الشعرات التي شابت منه قد اخضرت بالطيب و الدهن المروح انتهى أقول الأظهر أن الخضرة كانت للخضاب و إنما حمل على ذلك لإنكار أكثرهم اختضابه ص و قال في قوله مفاض البطن أي مستوى البطن مع الصدر و قيل المفاض ما يكون فيه امتلاء من فيض الإناء و يريد به أسفل بطنه و قال في صفته ص منهوس الكعبين أي لحمهما قليل و النهس أخذ اللحم بأطراف الأسنان و النهش الأخذ بجميعها و يروى منهوس القدمين و بالشين أيضا و قال في صفة موسى ع إنه ضرب من الرجال هو الخفيف اللحم الممشوق المستدق و قال الجوهري الضرب الرجل الخفيف اللحم و قال الجزري في صفته ص كان في خاصرتيه انفتاق أي اتساع و هو محمود في
الرجال مذموم في النساء و قال في صفته ص كان فعم الأوصال أي ممتلئ الأعضاء يقال فعمت الإناء و أفعمته إذا بالغت في ملئه و قال في البائن أي المفرط طولا الذي بعد عن قد الرجال الطوال و قال المطهم المنتفخ الوجه و قيل الفاحش السمن و قيل النحيف الجسم و هو من الأضداد و قال المكلثم من الوجوه القصير الحنك الداني الجبهة المستدير مع خفة اللحم أراد أنه كان أسيل الوجه و لم يكن مستديرا و قال الأمهق الكريه البياض كلون الجص يريد أنه كان نير البياض و قال الكتد بفتح التاء و كسرها مجتمع الكتفين و هو الكاهل و قال الأجرد الذي ليس على بدنه شعر و لم يكن كذلك و إنما أراد به أن الشعر كان في أماكن من بدنه كالمسربة و الساعدين و الساقين فإن ضد الأجرد الأشعر و هو الذي على جميع بدنه شعر و قال في فودي رأسه أي ناحيته كل واحد منهما فود و قيل الفود معظم شعر الرأس و قال الهوينا تصغير الهونى تأنيث الأهون و الغرض اللين و التثبت قوله كان يقبل جميعا قد عرفت ما قيل فيه و قد سمعت بعض مشايخي يقول إنه كناية عن ضخامة جسمه و رصافة بدنه ص أي كان لا يمكنه تحريك الرأس إلا بتحريك البدن و هو من علامات الشجاعة كما هو المشاهد في المعروفين بها و الحموشة الدقة و قال الجزري فيه أنه كان في عنفقته شعرات بيض العنفقة الشعر الذي في الشفة السفلى و قيل الشعر الذي بينها و بين الذقن انتهى و الضفائر الذوائب المنسوجة و قال الجزري فيه ما رأيت ذا لمة أحسن من رسول الله ص اللمة من شعر الرأس دون الجمة و سميت بذلك لأنها ألمت بالمنكبين فإذا زادت فهي الجمة فقال الجمة من شعر الرأس ما سقط على المنكبين
21- شي، ]تفسير العياشي[ في رواية صفوان الجمال عن أبي عبد الله ع و عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر ع جاء أعرابي أحد بني عامر فسأل عن النبي ص فلم يجده قالوا هو يفرج فطلبه فلم يجده قالوا هو بمنى قال فطلبه فلم يجده فقالوا هو بعرفة فطلبه فلم يجده قالوا هو بالمشاعر قالوا فوجده في الموقف قال حلوا لي النبي ص فقال الناس يا أعرابي ما أنكرك إذا وجدت النبي ص وسط القوم وجدته مفخما قال بل حلوه لي حتى لا أسأل عنه أحدا قالوا فإن نبي الله أطول من الربعة و أقصر من الطويل الفاحش كان لونه فضة و ذهب أرجل الناس جمة و أوسع الناس جبهة بين عينيه غرة أقنى الأنف واسع الجبين كث اللحية مفلج الأسنان على شفته السفلى خال كان رقبته إبريق فضة بعيد ما بين مشاشة المنكبين كان بطنه و صدره سبل سبط البنان عظيم البراثن إذا مشى مشى متكفئا و إذا التفت التفت بأجمعه كان يده من لينها متن أرنب إذا قام مع إنسان لم ينفتل حتى ينفتل صاحبه و إذا جلس لم يحل حبوته حتى يقوم جليسه فجاء الأعرابي فلما نظر إلى النبي ص عرفه قال بمحجنه على رأس ناقة رسول الله ص عند ذنب ناقته فأقبل الناس تقول ما أجرأك يا أعرابي قال النبي ص دعوه فإنه أرب ثم قال ما حاجتك قال جاءتنا رسلك تقيموا الصلاة و تؤتوا الزكاة و تحجوا البيت و تغتسلوا من الجنابة و بعثني قومي إليك رائدا أبغي أن أستحلفك و أخشى أن تغضب قال لا أغضب إني أنا الذي سماني الله في التوراة و الإنجيل محمد رسول الله المجتبى المصطفى ليس بفحاش و لا سخاب في الأسواق و لا يتبع السيئة السيئة و لكن يتبع السيئة الحسنة فسلني عما شئت و أنا الذي سماني الله في القرآن وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فسل عما شئت قال إن الله الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ هو أرسلك قال نعم هو أرسلني قال بالله الذي قامت السماوات بأمره هو الذي أنزل عليك الكتاب و أرسلك بالصلاة المفروضة و الزكاة المعقولة قال نعم قال و هو أمرك بالاغتسال من الجنابة و بالحدود كلها قال نعم قال فإنا آمنا بالله و رسله و كتابه و اليوم الآخر و البعث و الميزان و الموقف و الحلال و الحرام صغيره و كبيره قال فاستغفر له النبي ص و دعا
توضيح قال الجزري في صفته ص أطول من المربوع هو بين الطويل و القصير يقال رجل ربعة و مربوع و قال الفيروزآبادي البرثن كقنفذ الكف مع الأصابع و مخلب الأسد أو هو للسبع كالإصبع للإنسان.
و قال الكازروني في رواية عن علي ع يصفه ص لأعرابي إذا نظرت إلى رسول الله ص عرفته ليس بالطويل المتثني و لا القصير الفاحش أبيض مشرب حمرة ربعة أحسن الناس شعره إلى شحمة أذنه عريض الجبهة ضخم العينين أقرن الحاجبين مفلج الثنايا أسيل الخد كث اللحية على شفته السفلى خال كأن عنقه إبريق فضة بعيد ما بين المنكبين ضخم البراثن كذا جاء في الرواية
و قال بعض علمائنا و أظن الصواب ضخم الكراديس ليس على ظهره و لا بطنه إلا شعر كقضيب الفضة يجري شثن الكفين كان كفه من لينها متن أرنب إذا مشى مشى متقلعا كأنه يهبط من صبب و إذا التفت التفت بأجمعه و إذا صوفح لم ينزع يده حتى ينزع الآخر و إذا احتبى إليه رجل لم يحل حبوته حتى يكون الرجل هو الذي يحل حبوته و إذا ضحك تبسم يجزي بالحسنة الحسنة و بالسيئة الحسنة ليس بسخاب في الأسواق. ثم قال المتثني الذاهب طولا يستعمل في طول لا عرض له لا يستمسك طوله من غير عرض كأنه ينحني قوله إذا احتبى إليه رجل من عادة العرب إذا جلس أحدهم متمكنا أن يحتبي بثوبه فإذا أراد أن يقوم حل حبوته يعني إذا جلس إليه رجل لم يقم من عنده حتى يكون الرجل هو الذي يبدأ بالقيام انتهى. و قال الجزري فيه إن رجلا اعترض النبي ص يسأله فصاح به الناس فقال دعوا الرجل أرب ماله في هذه اللفظة ثلاث روايات أحدها أرب بوزن علم و معناها الدعاء عليه أي أصيبت آرابه و سقطت و هي كلمة لا يراد بها وقوع الأمر كما يقال تربت يداك و قاتلك الله و إنما ذكر في معنى التعجب و في هذا الدعاء من رسول الله ص قولان أحدهما تعجبه من حرص السائل و مزاحمته و الثاني لما رآه بهذه الحال من الحرص غلبة طبع البشرية فدعا عليه و قيل معناه احتاج فسأل من أرب الرجل إذا احتاج ثم قال ما له أي أي شيء به و ما يريد و الرواية الثانية أرب ما له بوزن جمل أي حاجة له و ما زائدة للتقليل أي له حاجة يسيرة و قيل معناه حاجة جاءت به فحذف ثم سأل فقال ما له و الرواية الثالثة أرب بوزن كتف و الأرب الحاذق الكامل أي هو أرب فحذف المبتدأ ثم سأل فقال ما له أي ما شأنه و مثله الحديث الآخر أنه جاءه رجل فقال دلني على عمل يدخلني الجنة فقال أرب ما له أي أنه ذو خبرة و علم انتهى. أقول كان في المنقول منه دعوه فإنه أديب بالدال المهملة و الياء المثناة ثم الموحدة و كان يحتمل الراء أيضا و قد عرفت مما نقلنا تصحيحه و توجيهه
22- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن محمد بن حسن بن شمون عن علي بن محمد النوفلي عن أبي الحسن ع قال ذكرت الصوت عنده فقال إن علي بن الحسين ع كان يقرأ فربما يمر به المار فصعق من حسن صوته و إن الإمام لو أظهر من ذلك شيئا لما احتمله الناس من حسنه قلت و لم يكن رسول الله ص يصلي بالناس و يرفع صوته بالقرآن فقال إن رسول الله ص كان يحمل الناس من خلفه ما يطيقون
23- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن سيف عن عمرو بن شمر عن جابر قال قلت لأبي جعفر ع صف لي نبي الله ص قال كان نبي الله أبيض مشرب حمرة أدعج العينين مقرون الحاجبين شثن الأطراف كان الذهب أفرغ على براثنه عظيم مشاشة المنكبين إذا التفت يلتفت جميعا من شدة استرساله سربته سائلة من لبته إلى سرته كأنها وسط الفضة المصفاة و كأن عنقه إلى كاهله إبريق فضة يكاد أنفه إذا شرب أن يرد الماء و إذا مشى تكفأ كأنه ينزل في صبب لم ير مثل نبي الله صلى الله عليه و آله قبله و لا بعده ص
بيان قوله ع كان الذهب أفرغ على براثنه لعل المراد وصف صلابة كفه ص و شدة قبضه مع عدم يبس ينافي سهولة القبض فإن الذهب لها جهة صلابة و لين و يحتمل أن يكون التشبيه في الحمرة أو في النور و في إعلام الورى على تراقيه و قد مر مثله قوله ع من شدة استرساله الاسترسال الاستيناس و الطمأنينة إلى الإنسان و الثقة به فيما يحدثه ذكره الجزري و هذا يدل على أن التفاته ص جميعا إنما كان لعدم نخوته و شدة لطفه و حسن خلقه لا كما ظنه الأكثر أنه إنما كان يفعل ذلك لمتانته و وقاره كما مر و السربة بالضم الشعر وسط الصدر إلى البطن و قوله ع كأنها وسط الفضة تشبيه بليغ حيث شبه هذا الخيط من الشعر في وسط البطن بما يتخيل الإنسان من خط أسود في وسط الفضة المصقولة إذا كانت فيها حدبة فلا تغفل
-24 كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن حماد عن أيوب بن هارون عن أبي عبد الله ع قال قلت له أ كان رسول الله ص يفرق شعره قال لا لأن رسول الله ص كان إذا طال شعره كان إلى شحمة أذنه
25- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن محمد بن عيسى عن عمرو بن إبراهيم عن خلف بن حماد عن عمرو بن ثابت عن أبي عبد الله ع قال قلت إنهم يروون أن الفرق من السنة قال من السنة قلت يزعمون أن النبي ص فرق قال ما فرق النبي ص و لا كانت الأنبياء تمسك الشعر
26- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي نصر عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع الفرق من السنة قال لا قلت فهل فرق رسول الله ص قال نعم قلت كيف فرق رسول الله ص و ليس من السنة قال من أصابه ما أصاب رسول الله ص يفرق كما فرق رسول الله ص و إلا فلا قلت كيف قال إن رسول الله ص لما صد عن البيت و قد كان ساق الهدي و أحرم أراه الله الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فعلم رسول الله ص أن الله سيفي له بما أراه فمن ثم وفر ذلك الشعر الذي كان على رأسه حين أحرم انتظارا لحلقه في الحرم حيث وعده الله عز و جل فلما حلقه لم يعد في توفير الشعر و لا كان ذلك من قبله ص
27- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن إسماعيل بن عمار عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله صلى الله عليه و آله إذا رئي في الليلة الظلماء رئي له نور كأنه شقة قمر
أقول قال الكازروني في المنتقى، روي عن علي ع كان النبي ص ضخم الرأس عظيم العينين هدب الأشفار مشرب العينين حمرة كث اللحية أزهر اللون شثن الكفين و القدمين إذا مشى تكفأ كأنما يمشي في صعد و إذا التفت التفت جميعا
و في رواية عنه ع أيضا قال كان رسول الله ص أبيض مشربا بياضه حمرة أهدب الأشفار أسود الحدقة لا قصير و لا طويل و هو إلى الطول أقرب لا جعد و لا سبط عظيم المناكب في صدره مسربة شثن الكف و القدم كان عرقه اللؤلؤ إذا مشى تكفأ كأنه يمشي في صعد لم أر قبله و لا بعده مثله ص
و عنه ع أيضا قال ليس بالذاهب طولا و فوق الربعة إذا جاء مع القوم غمرهم أبيض ضخم الهامة أغر أبلج أهدب الأشفار شثن الكفين و القدمين إذا مشى يتقلع كأنما ينحدر من صبب كان العرق في وجهه اللؤلؤ لم أر قبله و لا بعده مثله بأبي هو و أمي ص
و في رواية عنه ع أيضا لم يكن بالطويل الممغط و لا القصير المتردد كأنه ربعة من القوم و لم يكن بالجعد القطط و لا بالسبط كان جعدا رجلا و لم يكن بالمطهم و لا المكلثم و كان في الوجه تدوير أبيض مشرب أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاش و الكتد أجرد شثن الكفين و القدمين إذا مشى يتقلع كأنما يمشي في صبب و إذا التفت التفت جميعه بين كتفيه خاتم النبوة و هو خاتم النبيين أجود الناس كفا و أرحب الناس صدرا و أصدق الناس لهجة و أوفى الناس ذمة و ألينهم عريكة و أكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه و من خالطه معرفة أحبه يقول ناعته لم أر قبله و لا بعده مثله
ثم قال و قد فسر الأصمعي هذا الحديث فقال الممغط الذاهب طولا و يروى هذا بالغين و العين و المتردد الداخل بعضه في بعض قصرا و المطهم البادن الكثير اللحم و المكلثم المدور الوجه كذا ذكره الأصمعي و قال غيره المكلثم من الوجه القصير الحنك الداني الجبهة المستدير الوجه و لا يكون إلا مع كثرة اللحم و قال أبو عبيد كان أسيلا و لم يكن مستدير الوجه و هذا الاختلاف يكون إذا لم يكن بعده قوله و كان في الوجه تدوير و الأوجه أن يقال لم يكن بالأسيل جدا و لا المدور مع إفراط التدوير كان بين المدور و الأسيل كأحسن ما يكون إذ كل شيء من خلقه كان معتدلا و الإفراط غير مستحب في شيء
و عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله ص ضليع الفم أشكل العينين منهوش العقب
قال الراوي قلت لسماك راويه عن جابر ما معنى ضليع الفم قال عظيم الفم قلت ما أشكل العينين قال طويل شق العين قلت ما منهوش العقب قال قليل لحم العقب و المنهوس بالسين المهملة قليل اللحم أيضا و يروى بالحرفين
و عن ابن عباس قال كان رسول الله ص أفلج الثنيتين إذا تكلم رأى كالنور يخرج من بين ثناياه
و عن أنس قال ما عددت في رأس رسول الله ص و لحيته إلا أربع عشرة شعرة بيضاء
و قيل لجابر بن سمرة كان في رأس رسول الله ص شيب قال لم يكن في رأس رسول الله ص شيب إلا شعرات في مفرق رأسه إذا ادهن و أراهن الدهن
و قال عبد الله بن بشر كان في عنفقته شعرات بيض
و عن ابن عمر قال كان شيب رسول الله ص نحوا من عشرين شعرة
و في الترمذي عن أبي رمثة قال أتيت النبي ص فرأيت الشيب أحمر
و عن أنس قال ما شممت رائحة قط مسكة و لا عنبرة أطيب من رائحة النبي ع و لا مسست شيئا قط خزة و لا حريرة ألين من كف رسول الله ص
و قال أنس كنا نعرف رسول الله ص إذا أقبل بطيب ريحه
و عن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي ص فقال يا رسول الله إني زوجت ابنتي و إني أحب أن تعينني بشيء فقال ما عندنا شيء و لكن إذا كان غدا فتعال و جئني بقارورة واسعة الرأس و عود شجر و آية بيني و بينك أني أجيف الباب فأتاه بقارورة واسعة الرأس و عود شجر فجعل رسول الله ص يسلت العرق من ذراعيه حتى امتلأت القارورة فقال خذها و أمر ابنتك إذا أرادت أن تطيب أن تغمس العود في القارورة و تطيب بها و كانت إذا تطيبت شم أهل المدينة ذلك الطيب فسموا بيت المتطيبين
و ذكر البخاري في تاريخه الكبير، عن جابر قال لم يكن النبي ص يمر في طريق فتبعه أحد إلا عرف أنه سلكه من طيبه
و ذكر إسحاق بن راهويه أن ذلك رائحته بلا طيب
و روي أنه ص كان إذا أراد أن يتغوط انشقت الأرض فابتلعت غائطه و بوله و فاحت لذلك رائحة طيبة
28- ل، ]الخصال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ محمد بن أحمد الأسدي عن عبد الله بن زيدان و علي بن العباس البجليين عن أبي كريب عن معاوية بن هشام عن شيبان عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رجل يا رسول الله أسرع إليك الشيب قال شيبتني هود و الواقعة و المرسلات و عم يتساءلون
29- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن مخلد عن ابن السماك عن يحيى بن أبي طالب عن حماد بن سهيل عن أبي نعيم عن سفيان عن ربيعة قال سمعت أنسا يقول كان في رأس رسول الله ص و لحيته عشرون طاقة بيضاء
-30 ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن ابن هاشم عن ابن المغيرة عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال استأذنت زليخا على يوسف و ساق الحديث إلى أن قال قال لها يا زليخا ما الذي دعاك إلى ما كان قالت حسن وجهك يا يوسف فقال كيف لو رأيت نبيا يقال له محمد يكون في آخر الزمان أحسن مني وجها و أحسن مني خلقا و أسمح مني كفا قالت صدقت قال و كيف علمت أني صدقت قالت لأنك حين ذكرته وقع حبه في قلبي فأوحى الله عز و جل إلى يوسف أنها قد صدقت و قد أحببتها لحبها محمدا فأمره الله تبارك و تعالى أن تزوجها
31- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بإسناده إلى الصدوق عن عبد الله بن حامد عن محمد بن حمدويه عن محمد بن عبد الكريم عن وهب بن جرير عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين عن شهر بن حوشب قال لما قدم رسول الله ص المدينة أتاه رهط من اليهود فقالوا إنا سائلوك عن أربع خصال و ساق الحديث إلى أن قال قالوا أخبرنا عن نومك كيف هو قال أنشدكم بالله هل تعلمون من صفة هذا الرجل الذي تزعمون أني لست به تنام عينه و قلبه يقظان قالوا اللهم نعم قال و كذا نومي الخبر
32- كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبان بن عثمان عن نعمان الرازي عن أبي عبد الله ع قال انهزم الناس يوم أحد عن رسول الله ص فغضب غضبا شديدا قال و كان إذا غضب انحدر عن جبينه مثل اللؤلؤ من العرق
33- كتاب الغارات، لإبراهيم بن محمد الثقفي بإسناده عن إبراهيم بن محمد من ولد علي ع قال كان علي ع إذا نعت النبي ص قال لم يك بالطويل الممغط و لا القصير المتردد و كان ربعة من القوم و لم يك بالجعد القطط و لا السبط كان جعدا رجلا و لم يك بالمطهم و لا المكلثم و كان في الوجه تدويرا أبيض مشرب أدعج العين أهدب الأشفار جليل المشاش و الكتد أجرد ذا مسربة شثن الكفين و القدمين إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب و إذا التفت التفت معا بين كتفيه خاتم النبوة و هو خاتم النبيين أجود الناس كفا و أجرأ الناس صدرا و أصدق الناس لهجة و أوفى الناس ذمة و ألينهم عريكة و أكرمهم عشيرة بأبي من لم يشبع ثلاثا متوالية من خبز بر حتى فارق الدنيا و لم ينخل دقيقة
أقول قد مضت الأخبار في وصف خاتم النبوة في الأبواب السابقة فلا نعيدها