الآيات القمر اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ وَ إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَ يَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ تفسير قال الطبرسي رحمه الله اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ أي قربت الساعة التي تموت فيها الخلائق و تكون القيامة و المراد فاستعدوا لها قبل هجومها وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ قال ابن عباس اجتمع المشركون إلى رسول الله ص فقالوا إن كنت صادقا فشق لنا القمر فلقتين فقال لهم رسول الله ص إن فعلت تؤمنون قالوا نعم و كانت ليلة بدر فسأل رسول الله ص ربه أن يعطيه ما قالوا فانشق القمر فلقتين و رسول الله ص ينادي يا فلان يا فلان اشهدوا. و قال ابن مسعود انشق القمر على عهد رسول الله ص شقتين فقال لنا رسول الله ص اشهدوا اشهدوا. و روي أيضا عن ابن مسعود أنه قال و الذي نفسي بيده لقد رأيت الحراء بين فلقي القمر. و عن جبير بن مطعم قال انشق القمر على عهد رسول الله ص حتى صار فرقتين على هذا الجبل فقال أناس سحرنا محمد فقال رجل إن كان سحركم فلم يسحر الناس كلهم. و قد روى حديث انشقاق القمر جماعة كثيرة من الصحابة منهم عبد الله بن مسعود و أنس بن مالك و حذيفة بن اليمان و ابن عمر و ابن عباس و جبير بن مطعم و عبد الله بن عمر و عليه جماعة من المفسرين إلا ما روي عن عثمان بن عطاء عن أبيه أنه قال معناه و سينشق القمر و روي ذلك عن الحسن و أنكره أيضا البلخي و هذا لا يصح لأن المسلمين أجمعوا على ذلك فلا يعتد بخلاف من خالف فيه و لأن اشتهاره بين الصحابة يمنع من القول بخلافه و من طعن في ذلك بأنه لو وقع لما كان يخفى على أحد من أهل الأقطار فقوله باطل لأنه يجوز أن يكون الله تعالى قد حجبه عن أكثرهم بغيم و ما يجري مجراه و لأنه قد وقع ذلك ليلا فيجوز أن يكون الناس كانوا نياما فلم يعلموا بذلك على أن الناس ليس كلهم يتأملون ما يحدث في السماء و في الجو من آية و علامة فيكون مثل انقضاض الكواكب و غيره مما يغفل الناس عنه و إنما ذكر سبحانه اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ مع انْشَقَّ الْقَمَرُ لأن انشقاقه من علامة نبوة نبينا ص و نبوته و زمانه من أشراط الساعة وَ إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا هذا إخبار من الله تعالى عن عناد كفار قريش و أنهم إذا رأوا آية معجزة أعرضوا عن تأملها و الانقياد لصحتها عنادا و حسدا وَ يَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ أي قوي شديد يعلو على كل سحر و هو من إمرار الحبل و هو شدة فتله و استمر الشيء إذا قوي و استحكم و قيل معناه ذاهب مضمحل لا يبقى. و قال المفسرون لما انشق القمر قال مشركو قريش سحرنا محمد فقال الله سبحانه وَ إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا عن التصديق و الإيمان بها قال الزجاج و في هذا دلالة على أن ذلك قد كان و وقع. و أقول و لأنه تعالى قد بين أنه يكون آية على وجه الإعجاز و إنما يحتاج
إلى الآية المعجزة في الدنيا ليستدل الناس بها على صحة النبوة و يعرفوا صدق الصادق لا في حال انقطاع التكليف و الوقت الذي يكون الناس فيه ملجئين إلى المعرفة و لأنه سبحانه قال وَ يَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ و في وقت الإلجاء لا يقولون للمعجز إنه سحر. و قال الرازي المفسرون بأسرهم على أن المراد أن القمر حصل فيه الانشقاق و دلت الأخبار على حدوث الانشقاق و في الصحاح خبر مشهور رواه جمع من الصحابة قالوا سئل رسول الله ص انشقاق القمر معجزة فسأل ربه فشقه و قول بعض المفسرين المراد سينشق بعيد و لا معنى له لأن من منع ذلك و هو الطبيعي يمنعه في الماضي و المستقبل و من جوزه لا حاجة إلى التأويل و إنما ذهب إليه ذلك الذاهب لأن الانشقاق أمر هائل فلو وقع لعم وجه الأرض فكان ينبغي أن يبلغ حد التواتر فنقول إن النبي ص لما كان يتحدى بالقرآن و كانوا يقولون إنا نأتي بأفصح ما يكون من الكلام و عجزوا عنه و كان القرآن معجزة باقية إلى قيام الساعة لا يتمسك بمعجزة أخرى فلم ينقله العلماء بحيث يبلغ حد التواتر و أما المؤرخون تركوه لأن التواريخ في أكثر الأمر يستعملها المنجمون و هم لما وقع الأمر قالوا بأنه مثل خسوف القمر و ظهور شيء في الجو على شكل نصف القمر في موضع آخر فلذا تركوا حكايته في تواريخهم و القرآن أدل دليل و أقوى مثبت له و إمكانه لا يشك فيه و قد أخبر عنه الصادق فيجب اعتقاد وقوعه و حديث امتناع الخرق و الالتيام حديث اللئام و قد ثبت جواز الخرق و التخريب على السماوات ثم قال و أما كون الانشقاق آية للساعة فلأن منكر خراب العالم ينكر انشقاق السماء و انفطارها و كذلك قوله في كل جسم سماوي من الكواكب فإذا انشق بعضها ثبت خلاف ما يقول به من عدم جواز خراب العالم انتهى. و قال القاضي في الشفاء أجمع المفسرون و أهل السنة على وقوع الانشقاق و روى البخاري بإسناده عن أبي معمر عن ابن مسعود قال انشق القمر على عهد رسول الله ص فرقتين فرقة فوق الجبل و فرقة دونه فقال رسول الله ص اشهدوا. و في رواية مجاهد و نحن مع النبي ص و في بعض طرق الأعمش بمنى و رواه أيضا عن ابن مسعود الأسود و قال حتى رأيت الجبل بين فرجتي القمر و رواه عنه مسروق أنه كان بمكة و زاد فقال كفار قريش سحركم ابن أبي كبشة فقال رجل منهم إن محمدا إن كان سحر القمر فإنه لا يبلغ من سحره أن يسحر الأرض كلها فاسألوا من يأتيكم من بلد آخر هل رأوا هذا فأتوا فسألوا فأخبروهم أنهم رأوا مثل ذلك و حكى السمرقندي عن الضحاك نحوه و قال فقال أبو جهل هذا سحر فابعثوا إلى أهل الآفاق حتى ينظروا أ رأوا ذلك أم لا فأخبر أهل الآفاق أنهم رأوه منشقا فقالوا يعني الكفار هذا سحر مستمر و رواه أيضا عن ابن مسعود علقمة فهؤلاء أربعة عن عبد الله. و قد رواه غير ابن مسعود منهم أنس و ابن عباس و ابن عمر و حذيفة و جبير بن مطعم و علي فقال علي ع من رواية أبي حذيفة الأرحبي انشق القمر و نحن مع النبي ص. و عن أنس سأل أهل مكة النبي ص أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر فرقتين حتى رأوا حراء بينهما رواه عن أنس قتادة و في رواية معمر و غيره عن قتادة عنه أراهم القمر مرتين انشقاقه فنزلت اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ و رواه عن جبير بن مطعم ابنه محمد
و ابن ابنه جبير بن محمد و رواه عن ابن عباس عبيد الله بن عبد الله بن عتبة و رواه عن ابن عمر مجاهد و رواه عن حذيفة أبو عبد الرحمن السلمي و مسلم بن أبي عمران الأزدي و أكثر طرق هذه الأحاديث صحيحة و الآية مصرحة فلا يلتفت إلى اعتراض مخذول بأنه لو كان هذا لم يخف على أهل الأرض إذ لم ينقل عن أهل الأرض أنهم رصدوه في تلك الليلة و لم يروه و لو نقل إلينا من لا يجوز تمالؤهم لكثرتهم على الكذب لما كانت علينا به حجة إذ ليس القمر في حد واحد لجميع الأرض فقد يطلع على قوم قبل أن يطلع على آخرين و قد يكون من قوم بضد ما هو من مقابلهم من أقطار الأرض أو يحول بين قوم و بينه سحابة أو جبال و لهذا نجد الكسوفات في بعض البلاد دون بعض و في بعضها جزئية و في بعضها كلية و في بعضها لا يعرفها إلا المدعون لعلمها و آية القمر كانت ليلا و العادة من الناس بالليل الهدوء و السكون و إيجاف الأبواب و قطع التصرف و لا يكاد يعرف من أمور السماء شيئا إلا من رصد ذلك و لذلك ما يكون الكسوف القمري كثيرا في البلاد و أكثرهم لا يعلم به حتى يخبر و كثيرا ما يحدث الثقات بعجائب يشاهدونها من أنوار و نجوم طوالع عظام يظهر بالأحيان بالليل في السماء و لا علم عند أحد منها انتهى
1- فس، ]تفسير القمي[ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ قال قربت القيامة فلا يكون بعد رسول الله ص إلا القيامة و قد انقضت النبوة و الرسالة قوله وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ فإن قريشا سألت رسول الله ص أن يريهم آية فدعا الله فانشق القمر بنصفين حتى نظروا إليه ثم التأم فقالوا هذا سحر مستمر أي صحيح و روي أيضا في قوله اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ قال خروج القائم ع
حدثنا حبيب بن الحسن بن أبان الآجري قال حدثني محمد بن هشام عن محمد قال حدثني يونس قال قال لي أبو عبد الله ع اجتمعوا أربعة عشر رجلا أصحاب العقبة ليلة أربعة عشر من ذي الحجة فقالوا للنبي ص ما من نبي إلا و له آية فما آيتك في ليلتك هذه فقال النبي ص ما الذي تريدون فقالوا إن يكن لك عند ربك قدر فأمر القمر أن ينقطع قطعتين فهبط جبرئيل ع فقال يا محمد الله يقرئك السلام و يقول لك إني قد أمرت كل شيء بطاعتك فرفع رأسه فأمر القمر أن ينقطع قطعتين فانقطع قطعتين فسجد النبي ص شكرا لله و سجد شيعتنا ثم رفع النبي رأسه و رفعوا رءوسهم فقالوا يعود كما كان فعاد كما كان ثم قالوا ينشق رأسه فأمره فانشق فسجد النبي ص شكرا لله و سجد شيعتنا فقالوا يا محمد حين تقدم سفارنا من الشام و اليمن نسألهم ما رأوا في هذه الليلة فإن يكونوا رأوا مثل ما رأينا علمنا أنه من ربك و إن لم يروا مثل ما رأينا علمنا أنه سحر سحرتنا به فأنزل الله اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ إلى آخر السورة
2- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ ج، ]الإحتجاج[ بالإسناد إلى أبي محمد العسكري ع في احتجاج النبي ص على قريش أن الله يا أبا جهل إنما دفع عنك العذاب لعلمه بأنه سيخرج من صلبك ذرية طيبة عكرمة ابنك و سيلي من أمور المسلمين ما إن أطاع الله فيه كان عند الله خليلا و إلا فالعذاب نازل عليك و كذلك سائر قريش السائلين لما سألوا من هذا إنما أمهلوا لأن الله علم أن بعضهم سيؤمن بمحمد و ينال به السعادة فهو لا يقطعه عن تلك السعادة و لا يبخل بها عليه أو من يولد منه مؤمن فهو ينظر أباه لإيصال ابنه إلى السعادة و لو لا ذلك لنزل العذاب بكافتكم فانظر نحو السماء فنظر أكنافها فإذا أبوابها مفتحة و إذا النيران نازلة منها مسامتة لرءوس القوم حتى تدنو منهم حتى وجدوا حرها بين أكتافهم فارتعدت فرائص أبي جهل و الجماعة فقال رسول الله ص لا تروعنكم فإن الله لا يهلككم بها و إنما أظهرها عبرة ثم نظروا و إذا قد خرج من ظهور الجماعة أنوار قابلتها و دفعتها حتى أعادتها في السماء كما جاءت منها فقال رسول الله ص بعض هذه الأنوار أنوار من قد علم الله أنه سيسعده بالإيمان في كل منكم من بعد و بعضها أنوار طيبة سيخرج عن بعضكم ممن لا يؤمن و هم مؤمنون
3- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن علي بن محمد بن علي الحسيني عن جعفر بن محمد بن عيسى عن عبيد الله بن علي عن الرضا عن آبائه عن علي ع قال انشق القمر بمكة فلقتين فقال رسول الله ص اشهدوا اشهدوا
4- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن نصر بن القاسم و عمر بن أبي حسان عن إسحاق بن أبي إسرائيل عن ديلم بن غزوان العبدي و علي بن أبي سارة الشيباني عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله ص بعث رجلا إلى فرعون من فراعنة العرب يدعوه إلى الله عز و جل فقال لرسول النبي ص أخبرني عن هذا الذي يدعوني إليه أ من فضة هو أم من ذهب أم من حديد فرجع إلى النبي ص فأخبره بقوله فقال النبي ص ارجع إليه فادعه فقال يا نبي الله إنه أعتى من ذلك قال ارجع إليه فقال كقوله فبينا هو يكلمه إذ رعدت سحابة رعدة فألقت على رأسه صاعقة ذهبت بقحف رأسه فأنزل الله جل ثناؤه وَ يُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَ هُمْ يُجادِلُونَ فِي اللَّهِ وَ هُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ
5- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنه أنه سئل عن قوله تعالى اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ قال انشق القمر على عهد رسول الله ص حتى صار بنصفين و نظر إليه الناس و أعرض أكثرهم فأنزل الله تعالى جل ذكره وَ إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَ يَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ فقال المشركون سحر القمر سحر القمر
6- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أهل المدينة مطروا مطرا عظيما فخافوا الغرق فشكوا إليه فقال اللهم حوالينا و لا علينا فانجابت السحاب عن المدينة على هيئة الإكليل لا تمطر في المدينة و تمطر حواليها فعاين مؤمنهم و كافرهم أمرا لم يعاينوا مثله
7- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه كان في سفرين من أسفاره قبل البعثة معروفين مذكورين عند عشيرته و غيرهم لا يدفعون حديثهما فكانت سحابة أظلت عليه حين يمشي تدور معه حيثما دار و تزول حيث زال يراها رفقاؤه و معاشروه
8- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن القمر انشق و هو بمكة أول مبعثه يراه أهل الأرض طرا فتلا به عليهم قرآنا فما أنكروا ذلك عليه و كان ما أخبرهم به من الأمر الذي لا يخفى أثره و لا يندرس ذكره و قول بعض الناس إنه لم يره إلا واحد خطأ بل شهرته أغنت عن نقله على أنه إن لم يره إلا واحد كان أعجب و روى ذلك خمسة نفر ابن مسعود و ابن عباس و ابن جبير و ابن مطعم عن أبيه و حذيفة و غيرهم
9- يج، ]الخرائج و الجرائح[ من معجزاته ص أن أبا طالب سافر بمحمد ص فقال كلما كنا نسير في الشمس تسير الغمامة بسيرنا و تقف بوقوفنا فنزلنا يوما على راهب بأطراف الشام في صومعة فلما قربنا منه نظر إلى الغمامة تسير بسيرنا قال في هذه القافلة شيء فنزل فأضافنا و كشف عن كتفيه فنظر إلى الشامة بين كتفيه فبكى و قال يا أبا طالب لم تجب أن تخرجه من مكة و بعد إذ أخرجته فاحتفظ به و احذر عليه اليهود فله شأن عظيم و ليتني أدركه فأكون أول مجيب لدعوته
10- يج، ]الخرائج و الجرائح[ من معجزات النبي ص أنه كان ليلة جالسا في الحجر و كانت قريش في مجالسها يتسامرون فقال بعضهم لبعض قد أعيانا أمر محمد فما ندري ما نقول فيه فقال بعضهم قوموا بنا جميعا إليه نسأله أن يرينا آية من السماء فإن السحر قد يكون في الأرض و لا يكون في السماء فصاروا إليه فقالوا يا محمد إن لم يكن هذا الذي نرى منك سحرا فأرنا آية في السماء فإنا نعلم أن السحر لا يستمر في السماء كما يستمر في الأرض فقال لهم أ لستم ترون هذا القمر في تمامه لأربع عشرة فقالوا بلى قال فتحبون أن تكون الآية من قبله و جهته قالوا قد أحببنا ذلك فأشار إليه بإصبعه فانشق بنصفين فوقع نصفه على ظهر الكعبة و نصفه الآخر على جبل أبي قبيس و هم ينظرون إليه فقال بعضهم فرده إلى مكانه فأومأ بيده إلى النصف الذي كان على جبل أبي قبيس فطارا جميعا فالتقيا في الهواء فصارا واحدا و استقر القمر في مكانه على ما كان فقالوا قوموا فقد استمر سحر محمد في السماء و الأرض فأنزل الله اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ وَ إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَ يَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ
11- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أجمع المفسرون و المحدثون سوى عطاء و الحسين و البلخي في قوله اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ أنه اجتمع المشركون ليلة بدر إلى النبي ص فقالوا إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين قال ص إن فعلت تؤمنون قالوا نعم فأشار إليه بإصبعه فانشق شقتين رئي حرى بين فلقيه
و في رواية نصفا على أبي قبيس على قيقعان
و في رواية نصف على الصفا و نصف على المروة فقال ص اشهدوا اشهدوا فقال ناس سحرنا محمد فقال رجل إن كان سحركم فلم يسحر الناس كلهم و كان ذلك قبل الهجرة و بقي قدر ما بين العصر إلى الليل و هم ينظرون إليه و يقولون هذا سحر مستمر فنزل وَ إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا الآيات
و في رواية أنه قدم السفار من كل وجه فما من أحد قدم إلا أخبرهم أنهم رأوا مثل ما رأوا
12- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو رجاء العطاردي قال أول ما أنكرنا عند مبعث النبي ص انقضاض الكواكب
قال الزجاج في قوله فاسترق السمع فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ الشهاب من معجزات نبينا ص لأنه لم ير قبل زمانه و الدليل عليه أن الشعراء كانوا يمثلون في السرعة بالبرق و السيل و لم يوجد في أشعارها بيت واحد فيه ذكر الكواكب المنقضة فلما حدثت بعد مولده استعملت قال ذو الرمة
كأنه كوكب في إثر عفرية مسوم في سواد الليل منقضب
الضحاك في قوله فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ الآيات كان الرجل لما به من الجوع يرى بينه و بين السماء كالدخان و أكلوا الميتة و العظام ثم جاءوا إلى النبي ص و قالوا يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم و قومك قد هلكوا فسأل الله تعالى لهم الخصب و السعة فكشف الله عنهم ثم عادوا إلى الكفر. بيان قال الجزري العفارة الخبث و الشيطنة و منه الحديث إن الله يبغض العفرية النفرية هو الداعي الخبيث الشرير انتهى. قوله مسوم أي مرسل و قال الجوهري انقضب الشيء انقطع و تقول انقضب الكوكب من مكانه ثم ذكر هذا الشعر مستشهدا به
13- عم، ]إعلام الورى[ من معجزاته ص أن القمر انشق له بنصفين بمكة في أول مبعثه و قد نطق به القرآن و قد صح عن عبد الله بن مسعود أنه قال انشق القمر حتى صار فرقتين فقال كفار أهل مكة هذا سحر سحركم به ابن أبي كبشة انظروا السفار فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق و إن كانوا لم يروا ما رأيتم فهو سحر سحركم به قال فسئل السفار و قد قدموا من كل وجه فقالوا رأيناه استشهد البخاري في الصحيح بهذا الخبر في أن ذلك كان بمكة
أقول قد مرت الأخبار المستفيضة في إظلال السحاب عليه ص في باب منشئه ص و باب احتجاج أمير المؤمنين ع على اليهود و سائر الأبواب لا سيما أبواب هذا المجلد و سيأتي رد الشمس بدعائه ص لأمير المؤمنين ع في أبواب معجزات أمير المؤمنين ع و كذا إجابة السحاب له ص في أبواب فضائل أمير المؤمنين ع و كذا تطوق السحاب و بعده عن المدينة بإشارته ص قد مر في باب المتقدم و سيأتي في باب استجابة دعائه ص.
و قال القاضي في الشفاء خرج الطحاوي في مشكل الحديث عن أسماء بنت عميس من طريقين أن النبي ص كان يوحى إليه و رأسه في حجر علي فلم يصل العصر حتى غربت الشمس فقال رسول الله ص أ صليت يا علي قال لا فقال رسول الله ص اللهم إنه كان في طاعتك و في طاعة رسولك فاردد عليه الشمس قال أسماء فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت و وقعت على الأرض و ذلك بالصهباء في خيبر
قال و هذان الحديثان ثابتان و رواتهما ثقات و حكى الطحاوي أن أحمد بن صالح كان يقول لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث الأسماء لأنه من علامات النبوة.
و روى يونس بن بكير في زيادة المغازي روايته عن ابن إسحاق لما أسري برسول الله ص و أخبر قومه بالرفقة و العلامة التي في العير قالوا متى تجيء قال يوم الأربعاء فلما كان ذلك اليوم أشرفت قريش ينظرون و قد ولى النهار و لم تجيء فدعا رسول الله ص فزيد له في النهار ساعة و حبست عليه الشمس
14- يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن أسماء بنت عميس قالت إن عليا بعثه رسول الله ص في حاجة في غزوة حنين و قد صلى النبي ص العصر و لم يصلها علي فلما رجع وضع رأسه في حجر علي ع و قد أوحى الله إليه فجلله بثوبه فلم يزل كذلك حتى كادت الشمس تغيب ثم إنه سري عن النبي ص فقال أ صليت يا علي قال لا فقال النبي ص اللهم رد على علي الشمس فرجعت حتى بلغت نصف المسجد قالت أسماء و ذلك بالصهباء
15- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أم سلمة أن فاطمة ع جاءت إلى النبي ص حاملة حسنا و حسينا و فخارا فيه حريرة فقال ادعي ابن عمك و أجلس أحدهما على فخذه اليمنى و الآخر على فخذه اليسرى و عليا و فاطمة أحدهما بين يديه و الآخر خلفه فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ثلاث مرات و أنا عند عتبة الباب فقلت و أنا منهم فقال أنت إلى خير و ما في البيت غير هؤلاء و جبرئيل ثم أغدف عليهم كساء خيبريا فجللهم به و هو معهم ثم أتاه جبرئيل بطبق فيه رمان و عنب فأكل النبي ص فسبح العنب و الرمان ثم أكل الحسن و الحسين فتناولا فسبح العنب و الرمان في أيديهما ثم دخل علي فتناول منه فسبح أيضا ثم دخل رجل من الصحابة و أراد أن يتناول فقال جبرئيل إنما يأكل من هذا نبي أو ولد نبي أو وصي نبي
بيان في النهاية فيه إنه أغدف على علي سترا أي أرسله
16- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روت عائشة أن رسول الله ص بعث عليا يوما في حاجة فانصرف علي إلى رسول الله ص و هو في حجرتي فلما دخل علي من باب الحجرة استقبله رسول الله ص إلى الفضاء بين الحجر فعانقه و أظلتهما غمامة سترتهما عني ثم زالت عنهما الغمامة فرأيت في يد رسول الله ص عنقود عنب أبيض و هو يأكل و يطعم عليا فقلت يا رسول الله تأكل و تطعم عليا و لا تطعمني قال هذا من ثمار الجنة لا يأكلها إلا نبي أو وصي نبي في الدنيا
17- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن عمه عمر بن يحيى عن محمد بن سليمان بن عاصم عن أحمد بن محمد العبدي عن علي بن الحسن الأموي عن محمد بن جرير عن عبد الجبار بن العلاء عن يوسف بن عطية عن ثابت عن أنس قال أمرني رسول الله ص أن أسرج بغلته الدلدل و حماره اليعفور ففعلت ما أمرني به رسول الله ص فاستوى على بغلته و استوى علي على حماره و سارا و سرت معهما فأتينا سفح جبل فنزلا و صعدا حتى صارا على ذروة الجبل ثم رأيت غمامة بيضاء كدارة الكرسي و قد أظلتهما و رأيت النبي ص و قد مد يده إلى شيء يأكل و أطعم عليا حتى توهمت أنهما قد شبعا ثم رأيت النبي ص و قد مد يده إلى شيء و قد شرب و سقى عليا حتى قدرت أنهما قد شربا ريهما ثم رأيت الغمامة و قد ارتفعت و نزلا فركبا و سارا و سرت معهما و التفت النبي ص فرأى في وجهي تغيرا فقال ما لي أرى وجهك متغيرا فقلت ذهلت مما رأيت فقال فرأيت ما كان فقلت نعم فداك أبي و أمي يا رسول الله قال يا أنس و الذي خلق ما يشاء لقد أكل من تلك الغمامة ثلاث مائة و ثلاثة عشر نبيا و ثلاث مائة و ثلاثة عشر وصيا ما فيهم نبي أكرم على الله مني و لا فيهم وصي أكرم على الله من علي
بيان الدارة ما أحاط بالشيء قوله ذهلت أي غفلت عن كل شيء لدهشة ما رأيت و في بعض النسخ وهلت أي فزعت و هو أظهر
18- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن حشيش عن علي بن القاسم بن يعقوب عن محمد بن الحسين بن مطاع عن أحمد بن حسن القواس عن محمد بن سلمة الواسطي عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال ركب رسول الله ص ذات يوم بغلته فانطلق إلى جبل آل فلان و قال يا أنس خذ البغلة و انطلق إلى موضع كذا و كذا تجد عليا جالسا يسبح بالحصى فأقرئه مني السلام و احمله على البغلة و أت به إلي قال أنس فذهبت فوجدت عليا ع كما قال رسول الله ص فحملته على البغلة فأتيت به إليه فلما أن بصر برسول الله ص قال السلام عليك يا رسول الله قال و عليك السلام يا أبا الحسن اجلس فإن هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيا مرسلا ما جلس فيه من الأنبياء أحد إلا و أنا خير منه و قد جلس في موضع كل نبي أخ له ما جلس من الإخوة أحد إلا و أنت خير منه قال أنس فنظرت إلى سحابة قد أظلتهما و دنت من رءوسهما فمد النبي ص يده إلى السحابة فتناول عنقود عنب فجعله بينه و بين علي و قال كل يا أخي فهذه هدية من الله تعالى إلي ثم إليك قال أنس فقلت يا رسول الله علي أخوك قال نعم علي أخي قلت يا رسول الله صف لي كيف علي أخوك قال إن الله عز و جل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام و أسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن خلق آدم فلما أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صلب آدم إلى أن قبضه الله ثم نقله في صلب شيث فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر حتى صار في عبد المطلب ثم شقه الله عز و جل نصفين فصار نصفه في أبي عبد الله بن عبد المطلب و نصف في أبي طالب فأنا من نصف الماء و علي من النصف الآخر فعلي أخي في الدنيا و الآخرة ثم قرأ رسول الله ص وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً
19- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن بسطام بن مرة الفارسي قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد الفارسي عن محمد بن معروف عن صالح بن رزين عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه عليكم بالهريسة فإنها تنشط للعبادة أربعين يوما و هي من المائدة التي أنزلت على رسول الله ص
أقول سيأتي في باب فضائل أصحاب الكساء و أبواب فضائل أمير المؤمنين ع و أبواب فضائل فاطمة ع نزول المائدة بطرق عديدة و إيرادها هنا موجب للتكرار