الآيات الأنبياء 105- وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ تفسير قال الطبرسي قدس الله سره فيه أقوال أحدها أن الزبور كتب الأنبياء و الذكر اللوح المحفوظ. و ثانيها أن الزبور الكتب المنزلة بعد التوراة و الذكر التوراة. و ثالثها أن الزبور زبور داود و الذكر التوراة أَنَّ الْأَرْضَ أي أرض الجنة و قيل هي الأرض المعروفة يرثها أمة محمد ص
و قال أبو جعفر ع هم أصحاب المهدي ع في آخر الزمان
1- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن ابن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال نزل الزبور في ليلة ثمان عشرة مضت من شهر رمضان
و بإسناده عن داود بن حفص عنه ع عن النبي ص مثله
2- ع، ]علل الشرائع[ بإسناده عن يزيد بن سلام أنه سأل النبي ص لم سمي الفرقان فرقانا فقال لأنه متفرق الآيات و السور أنزلت في غير الألواح و غير الصحف و التوراة و الإنجيل و الزبور أنزلت كلها جملة في الألواح و الورق الحديث
-3 لي، ]الأمالي للصدوق[ الدقاق عن الصوفي عن عبيد الله بن موسى الطبري عن محمد بن الحسين الخشاب عن محمد بن محصن عن يونس بن ظبيان عن الصادق جعفر بن محمد ع قال إن الله تبارك و تعالى أوحى إلى داود ع ما لي أراك وحدانا قال هجرت الناس و هجروني فيك قال فما لي أراك ساكتا قال خشيتك أسكتتني قال فما لي أراك نصبا قال حبك أنصبني قال فما لي أراك فقيرا و قد أفدتك قال القيام بحقك أفقرني قال فما لي أراك متذللا قال عظيم جلالك الذي لا يوصف ذللني و حق ذلك لك يا سيدي قال الله جل جلاله فأبشر بالفضل مني فلك ما تحب يوم تلقاني خالط الناس و خالقهم بأخلاقهم و زايلهم في أعمالهم تنل ما تريد مني يوم القيامة
و قال الصادق ع أوحى الله عز و جل إلى داود ع يا داود بي فافرح و بذكري فتلذذ و بمناجاتي فتنعم فعن قليل أخلي الدار من الفاسقين و اجعل لعنتي على الظالمين
ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن أبيه عن محمد العطار عن ابن أبان عن ابن أورمة و عن علي بن أحمد عن محمد بن هارون عن عبيد الله بن موسى مثله
4- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المغيرة عن جده عن جده عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال النبي ص أوحى الله عز و جل إلى داود ع يا داود كما لا تضيق الشمس على من جلس فيها كذلك لا تضيق رحمتي على من دخل فيها و كما لا تضر الطيرة من لا يتطير منها كذلك لا ينجو من الفتنة المتطيرون و كما أن أقرب الناس مني يوم القيامة المتواضعون كذلك أبعد الناس مني يوم القيامة المتكبرون
5- لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن النهدي عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ع قال أوحى الله عز و جل إلى داود ع أن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي قال فقال داود ع يا رب و ما تلك الحسنة قال يدخل على عبدي المؤمن سرورا و لو بتمرة قال فقال داود ع حق لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك
ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بإسناده إلى الصدوق مثله
6- مع، ]معاني الأخبار[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ماجيلويه عن علي عن أبيه عن داود بن سليمان عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد ع قال أوحى الله عز و جل إلى داود ع أن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأدخله الجنة قال يا رب و ما تلك الحسنة قال يفرج عن المؤمن كربته و لو بتمرة قال فقال داود ع حق لمن عرفك أن لا ينقطع رجاؤه منك
7- ب، ]قرب الإسناد[ ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه ع قال قال رسول الله ص و ذكر نحوه و فيه قال كربة ينفسها عن مؤمن بقدر تمرة أو شق تمرة
8- ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه ع أن داود قال لسليمان يا بني إياك و كثرة الضحك فإن كثرة الضحك تترك العبد حقيرا يوم القيامة يا بني عليك بطول الصمت إلا من خير فإن الندامة على طول الصمت مرة واحدة خير من الندامة على كثرة الكلام مرات يا بني لو أن الكلام كان من فضة كان ينبغي للصمت أن يكون من ذهب
-9 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الحسين بن محمد التمار عن محمد بن القاسم الأنباري عن أبيه عن الحسين بن سليمان الزاهد قال سمعت أبا جعفر الطائي الواعظ يقول سمعت وهب بن منبه يقول قرأت في زبور داود أسطرا منها ما حفظت و منها ما نسيت فما حفظت قوله يا داود اسمع مني ما أقول و الحق أقول من أتاني و هو يحبني أدخلته الجنة يا داود اسمع عني ما أقول و الحق أقول من أتاني و هو مستحي من المعاصي التي عصاني بها غفرتها له و أنسيتها حافظيه يا داود اسمع مني ما أقول و الحق أقول من أتاني بحسنة واحدة أدخلته الجنة قال داود يا رب و ما هذه الحسنة قال من فرج عن عبد مسلم فقال داود إلهي لذلك لا ينبغي لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك
10- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الحسن بن حمزة العلوي عن محمد الحميري عن أبيه عن هارون عن ابن زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال في حكمة آل داود يا ابن آدم كيف تتكلم بالهدى و أنت لا تفيق عن الردي يا ابن آدم أصبح قلبك قاسيا و لعظمة الله ناسيا فلو كنت بالله عالما و بعظمته عارفا لم تزل منه خائفا و لموعده راجيا ويحك كيف لا تذكر لحدك و انفرادك فيه وحدك
11- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن سعيد بن يزيد عن محمد بن سلمة الأموي عن أحمد بن القاسم الأموي عن أبيه عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليهم السلام قال سمعت رسول الله ص يقول أوحى الله تبارك و تعالى إلى داود ع يا داود إن العبد ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكمه بها في الجنة قال داود ع يا رب و ما هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة قال عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم أحب قضاءها قضيت له أم لم تقض
-12 فس، ]تفسير القمي[ وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ قال الكتب كلها ذكر أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ قال القائم ع و أصحابه قال و الزبور فيه ملاحم و تحميد و تمجيد و دعاء
بيان قال المسعودي أنزل الله عليه الزبور بالعبرانية مائة و خمسين سورة و جعله ثلاثة أثلاث فالثلث الأول فيه ما يلقون من بختنصر و ما يكون من أمره في المستقبل و في الثلث الثاني ما يلقون من أهل الثور و في الثلث الثالث مواعظ و ترغيب ليس فيه أمر و لا نهي و لا تحليل و لا تحريم
13- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن الثمالي عن أبي عبد الله ع قال إن الله تعالى أوحى إلى داود ع أن بلغ قومك أنه ليس من عبد منهم آمره بطاعتي فيطيعني إلا كان حقا علي أن أعينه على طاعتي فإن سألني أعطيته و إن دعاني أجبته و إن اعتصم بي عصمته و إن استكفاني كفيته و إن توكل علي حفظته و إن كاده جميع خلقي كدت دونه
14- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن محمد العطار عن ابن أبان عن ابن أورمة و عن علي بن أحمد عن محمد بن هارون عن عبيد الله بن موسى عن محمد بن الحسين عن محمد بن محصن عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله ع قال إن الله تعالى أوحى إلى داود ع أن العباد تحابوا بالألسن و تباغضوا بالقلوب و أظهروا العمل للدنيا و أبطنوا الغش و الدغل
15- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بهذا الإسناد عن ابن أورمة عن الحسن بن علي رفعه قال أوحى الله تعالى إلى داود ع اذكرني في أيام سرائك حتى أستجيب لك في أيام ضرائك
16- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن أبيه عن سعد عن البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر عن إسرائيل رفعه إلى النبي ص قال قال الله عز و جل لداود ع أحبني و حببني إلى خلقي قال يا رب نعم أنا أحبك فكيف أحببك إلى خلقك قال اذكر أيادي عندهم فإنك إذا ذكرت ذلك لهم أحبوني
17- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن الوشاء عن علي بن سوقة عن عيسى الفراء و أبي علي العطار عن رجل عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال بينا داود ع جالس و عنده شاب رث الهيئة يكثر الجلوس عنده و يطيل الصمت إذ أتاه ملك الموت فسلم عليه و أحد ملك الموت النظر إلى الشاب فقال داود ع نظرت إلى هذا فقال نعم إني أمرت بقبض روحه إلى سبعة أيام في هذا الموضع فرحمه داود فقال يا شاب هل لك امرأة قال لا و ما تزوجت قط قال داود ع فأت فلانا رجلا كان عظيم القدر في بني إسرائيل فقل له إن داود يأمرك أن تزوجني ابنتك و تدخلها الليلة و خذ من النفقة ما تحتاج إليه و كن عندها فإذا مضت سبعة أيام فوافني في هذا الموضع فمضى الشاب برسالة داود ع فزوجه الرجل ابنته و أدخلوها عليه و أقام عندها سبعة أيام ثم وافى داود يوم الثامن فقال له داود ع يا شاب كيف رأيت ما كنت فيه قال ما كنت في نعمة و لا سرور قط أعظم مما كنت فيه قال داود اجلس فجلس و داود ينتظر أن يقبض روحه فلما طال قال انصرف إلى منزلك فكن مع أهلك فإذا كان يوم الثامن فوافني هاهنا فمضى الشاب ثم وافاه يوم الثامن و جلس عنده ثم انصرف أسبوعا آخر ثم أتاه و جلس فجاء ملك الموت إلى داود ع فقال داود أ لست حدثتني بأنك أمرت بقبض روح هذا الشاب إلى سبعة أيام قال بلى فقال فقد مضت ثمانية و ثمانية و ثمانية قال يا داود إن الله تعالى رحمه برحمتك له فأخر في أجله ثلاثين سنة
18- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال أوحى الله تعالى إلى داود ع أن خلادة بنت أوس بشرها بالجنة و أعلمها أنها قرينتك في الجنة فانطلق إليها فقرع الباب عليها فخرجت و قالت هل نزل في شيء قال نعم قالت و ما هو قال إن الله تعالى أوحى إلي و أخبرني أنك قرينتي في الجنة و أن أبشرك بالجنة قالت أ و يكون اسم وافق اسمي قال إنك لأنت هي قالت يا نبي الله ما أكذبك و لا و الله ما أعرف من نفسي ما وصفتني به قال داود ع أخبريني عن ضميرك و سريرتك ما هو قالت أما هذا فسأخبرك به أخبرك أنه لم يصبني وجع قط نزل بي كائنا ما كان و ما نزل ضر بي حاجة و جوع كائنا ما كان إلا صبرت عليه و لم أسأل الله كشفه عني حتى يحوله الله عني إلى العافية و السعة و لم أطلب بها بدلا و شكرت الله عليها و حمدته فقال داود ع فبهذا بلغت ما بلغت ثم قال أبو عبد الله ع و هذا دين الله الذي ارتضاه للصالحين
19- ختص، ]الإختصاص[ قال الله لداود يا داود احذر القلوب المعلقة بشهوات الدنيا فإن عقولها محجوبة عني
20- كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن عثمان بن عيسى عن سعيد بن يسار عن منصور بن يونس عن أبي عبد الله ع قال في حكمة آل داود ع على العاقل أن يكون عارفا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه
21- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد الله ع قال فيما أوحى الله عز و جل إلى داود ع يا داود كما أن أقرب الناس من الله المتواضعون كذلك أبعد الناس من الله المتكبرون
-22 كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال قال الله عز و جل لداود ع يا داود بشر المذنبين و أنذر الصديقين قال كيف أبشر المذنبين و أنذر الصديقين قال يا داود بشر المذنبين أني أقبل التوبة و أعفو عن الذنب و أنذر الصديقين أن لا يعجبوا بأعمالهم فإنه ليس عبد أنصبه للحساب إلا هلك
23- إرشاد القلوب، روي أن الله أوحى إلى داود ع من أحب حبيبا صدق قوله و من آنس بحبيب قبل قوله و رضي فعله و من وثق بحبيب اعتمد عليه و من اشتاق إلى حبيب جد في السير إليه يا داود ذكري للذاكرين و جنتي للمطيعين و زيارتي للمشتاقين و أنا خاصة للمطيعين
24- و إن الله أوحى إلى داود قل لفلان الجبار إني لم أبعثك لتجمع الدنيا على الدنيا و لكن لترد عني دعوة المظلوم و تنصره فإني آليت على نفسي أن أنصره و أنتصر له ممن ظلم بحضرته و لم ينصره
25- و أوحى الله إلى داود ع اشكرني حق شكري قال إلهي أشكرك حق شكرك و شكري إياك نعمة منك فقال الآن شكرتني و قال داود ع يا رب و كيف كان آدم يشكرك حق شكرك و قد جعلته أب أنبيائك و صفوتك و أسجدت له ملائكتك فقال إنه عرف أن ذلك من عندي فكان اعترافه بذلك حق شكري
26- و روي أن داود ع خرج مصحرا منفردا فأوحى الله إليه يا داود ما لي أراك وحدانيا فقال إلهي اشتد الشوق مني إلى لقائك و حال بيني و بينك خلقك فأوحى الله إليه ارجع إليهم فإنك إن تأتني بعبد آبق أثبتك في اللوح حميدا
27- نبه، ]تنبيه الخاطر[ روي أنه مكتوب في حكمة آل داود حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات فساعة فيها يناجي ربه و ساعة فيها يحاسب نفسه و ساعة يفضي إلى إخوانه الذين يصدقونه عن عيوب نفسه و ساعة يخلي بين نفسه و لذتها فيما يحل و يحمد فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات
28- يه، ]من لا يحضر الفقيه[ في الصحيح عن إبراهيم بن أبي البلاد قال كانت امرأة على عهد داود ع يأتيها رجل يستكرهها على نفسها فألقى الله عز و جل في نفسها فقالت له إنك لا تأتيني مرة إلا و عند أهلك من يأتيهم قال فذهب إلى أهله فوجد عند أهله رجلا فأتى به داود ع فقال يا نبي الله أتى إلي ما لم يؤت إلى أحد قال و ما ذاك قال وجدت هذا الرجل عند أهلي فأوحى الله عز و جل إلى داود قل له كما تدين تدان
29- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن مفضل عن أبي عبد الله ع قال أوحى الله عز و جل إلى داود ع ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته ثم تكيده السماوات و الأرض و من فيهن إلا جعلت له المخرج من بينهن و ما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماوات من يديه و أسخت الأرض من تحته و لم أبال بأي واد تهالك
-30 تم، ]فلاح السائل[ محمد بن الحسن عن أحمد بن إدريس عن سلمة بن الخطاب عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن داود الرقي عن أبي عبد الله ع قال أوحى الله تبارك و تعالى إلى داود ع قل للجبارين لا يذكروني فإنه لا يذكرني عبد إلا ذكرته و إن ذكروني ذكرتهم فلعنتهم
31- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي البلاد عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر ع قال كان في بني إسرائيل عابد فأعجب به داود ع فأوحى الله تبارك و تعالى إليه لا يعجبك شيء من أمره فإنه مراء قال فمات الرجل فأتى داود فقيل له مات الرجل فقال ادفنوا صاحبكم قال فأنكرت ذلك بنو إسرائيل و قالوا كيف لم يحضره قال فلما غسل قام خمسون رجلا فشهدوا بالله ما يعلمون منه إلا خيرا فلما صلوا عليه قام خمسون رجلا فشهدوا بالله ما يعلمون إلا خيرا فلما دفنوه قال فأوحى الله عز و جل إلى داود ع ما منعك أن تشهد فلانا قال الذي أطلعتني عليه من أمره قال إن كان لكذلك و لكن شهده قوم من الأحبار و الرهبان فشهدوا لي ما يعلمون إلا خيرا فأجزت شهادتهم عليه و غفرت له علمي فيه
32- ج، ]الإحتجاج[ يد، ]التوحيد[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ عن الحسن بن محمد النوفلي عن الرضا ع فيما احتج به على أهل الملل قال لرأس الجالوت قال داود ع في زبوره اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة فهل تعرف نبيا أقام السنة بعد الفترة غير محمد
33- عدة، ]عدة الداعي[ فيما أوحى الله إلى داود ع من انقطع إلي كفيته و من سألني أعطيته و من دعاني أجبته و إنما أؤخر دعوته و هي معلقة و قد استجبتها حتى يتم قضائي فإذا تم قضائي أنفذت ما سأل قل للمظلوم إنما أؤخر دعوتك و قد استجبتها لك على من ظلمك لضروب كثيرة غابت عنك و أنا أحكم الحاكمين إما أن تكون قد ظلمت رجلا فدعا عليك فتكون هذه بهذه لا لك و لا عليك و إما أن تكون لك درجة في الجنة لا تبلغها عندي إلا بظلمه لك لأني أختبر عبادي في أموالهم و أنفسهم و ربما أمرضت العبد فقلت صلاته و خدمته و لصوته إذا دعاني في كربته أحب إلي من صلاة المصلين و لربما صلى العبد فأضرب بها وجهه و أحجب عني صوته أ تدري من ذلك يا داود ذلك الذي يكثر الالتفات إلى حرم المؤمنين بعين الفسق و ذلك الذي حدثته نفسه لو ولي أمرا لضرب فيه الأعناق ظلما يا داود نح على خطيئتك كالمرأة الثكلى على ولدها لو رأيت الذين يأكلون الناس بألسنتهم و قد بسطتها بسط الأديم و ضربت نواحي ألسنتهم بمقامع من نار ثم سلطت عليهم موبخا لهم يقول يا أهل النار هذا فلان السليط فاعرفوه كم ركعة طويلة فيها بكاء بخشية قد صلاها صاحبها لا تساوي عندي فتيلا حين نظرت في قلبه فوجدته إن سلم من الصلاة و برزت له امرأة و عرضت عليه نفسها أجابها و إن عامله مؤمن خانه
أقول قال السيد قدس الله روحه في كتاب سعد السعود رأيت في زبور داود ع في السورة الثانية ما هذا لفظه داود إني جعلتك خليفة في الأرض و جعلتك مسبحي و نبيي و سيتخذ عيسى إلها من دوني من أجل ما مكنت فيه من القوة و جعلته يحيي الموتى بإذني داود صفني لخلقي بالكرم و الرحمة و إني على كل شيء قدير داود من ذا الذي انقطع إلي فخيبته أو من ذا الذي أناب إلي فطردته عن باب إنابتي ما لكم لا تقدسون الله و هو مصوركم و خالقكم على ألوان شتى ما لكم لا تحفظون طاعة الله آناء الليل و النهار و تطردون المعاصي عن قلوبكم كأنكم لا تموتون و كأن دنياكم باقية لا تزول و لا تنقطع و لكم في الجنة عندي أوسع و أخصب لو عقلتم و تفكرتم و ستعلمون إذا حضرتم و صرتم إلي أني بما تعمل الخلق بصير سبحان خالق النور و في السورة العاشرة أيها الناس لا تغفلوا عن الآخرة و لا تغرنكم الحياة لبهجة الدنيا و نضارتها بني إسرائيل لو تفكرتم في منقلبكم و معادكم و ذكرتم القيامة و ما أعددت فيها للعاصين قل ضحككم و كثر بكاؤكم و لكنكم غفلتم عن الموت و نبذتم عهدي وراء ظهوركم و استخففتم بحقي كأنكم لستم بمسيئين و لا محاسبين كم تقولون و لا تفعلون و كم تعدون فتخلفون و كم تعاهدون فتنقضون لو تفكرتم في خشونة الثرى و وحشة القبر و ظلمته لقل كلامكم و كثر ذكركم و اشتغالكم لي إن الكمال كمال الآخرة و أما كمال الدنيا فمتغير و زائل لا تتفكرون في خلق السماوات و الأرض و ما أعددت فيها من الآيات و النذر و حبست الطير في جو السماء يسبحن و يسرحن في رزقي و أنا الغفور الرحيم سبحان خالق النور و في السورة السابعة عشر داود اسمع ما أقول و مر سليمان يقول بعدك إن الأرض أورثها محمدا و أمته و هم خلافكم و لا تكون صلاتهم بالطنابير و لا يقدسون الأوتار فازدد من تقديسك و إذا زمرتم بتقديسي فأكثرواالبكاء بكل ساعة
داود قل لبني إسرائيل لا تجمعوا المال من الحرام فإني لا أقبل صلاتهم و اهجر أباك على المعاصي و أخاك على الحرام و اتل على بني إسرائيل نبأ رجلين كانا على عهد إدريس فجاءت لهما تجارة و قد فرضت عليهما صلاة مكتوبة فقال الواحد أبدأ بأمر الله و قال الآخر أبدأ بتجارتي و ألحق أمر الله فذهب هذا لتجارته و هذا لصلاته فأوحيت إلى السحاب فنفخت و أطلقت نارا و أحاطت و اشتغل الرجل بالسحاب و الظلمة فذهبت تجارته و صلاته و كتب على بابه انظروا ما تصنع الدنيا و التكاثر بصاحبه داود إن الكبائر و الكبر حرد لا يتغير أبدا فإذا رأيت ظالما قد رفعته الدنيا فلا تغبطه فإنه لا بد له من أحد الأمرين إما أن أسلط عليه ظالما أظلم منه فينتقم منه و إما ألزمه رد التبعات يوم القيامة داود لو رأيت صاحب التبعات قد جعل في عنقه طوق من نار فحاسبوا نفوسكم و أنصفوا الناس و دعوا الدنيا و زينتها يا أيها الغفول ما تصنع بدنيا يخرج منها الرجل صحيحا و يرجع سقيما و يخرج فيجبى جباية فيكبل بالحديد و الأغلال و يخرج الرجل صحيحا فيرد قتيلا ويحكم لو رأيتم الجنة و ما أعددت فيها لأوليائي من النعيم لما ذقتم دواءها بشهوة أين المشتاقون إلى لذيذ الطعام و الشراب أين الذين جعلوا مع الضحك بكاء أين الذين هجموا على مساجدي في الصيف و الشتاء انظروا اليوم ما ترى أعينكم فطال ما كنتم تسهرون و الناس نيام فاستمتعوا اليوم ما أردتم فإني قد رضيت عنكم أجمعين و لقد كانت أعمالكم الزاكية تدفع سخطي عن أهل الدنيا يا رضوان اسقهم من الشراب الآن فيشربون و تزداد وجوههم نضرة فيقول رضوان هل تدرون لم فعلت هذا لأنه لم تطأ فروجكم فروج الحرام و لم تغبطوا الملوك و الأغنياء غير المساكين يا رضوان أظهر لعبادي ما أعددت لهم ثمانية ألف ضعف يا داود من تأجرني فهو أربح التاجرين و من صرعته الدنيا فهو أخسر الخاسرين ويحك يا ابن آدم ما أقسى قلبك أبوك و أمك يموتان و ليس لك عبرة بهما يا ابن آدم أ لا تنظر إلى بهيمة ماتت فانتفخت و صارت جيفة و هي بهيمة و ليس لها ذنب و لو وضعت أوزارك على الجبال الراسيات لهدتها داود و عزتي ما شيء أضر عليكم من أموالكم و أولادكم و لا أشده في قلوبكم فتنة منها و العمل الصالح عندي مرفوع و أنا بكل شيء محيط سبحان خالق النور و في السورة الثالثة و العشرين يا بني الطين و الماء المهين و بني الغفلة و الغرة لا تكثروا الالتفات إلى ما حرمت عليكم فلو رأيتم مجاري الذنوب لاستقذرتموه و لو رأيتم العطرات قد عوفين من هيجان الطبائع فهن الراضيات فلا يسخطن أبدا و هن الباقيات فلا يمتن أبدا كلما اقتضها صاحبها رجعت بكرا أرطب من الزبد و أحلى من العسل بين السرير و الفراش أمواج تتلاطم من الخمر و العسل كل نهر ينفذ من آخر ويحك إن هذا لهو الملك الأكبر و النعيم الأطول و الحياة الرغدة و السرور الدائم و النعيم الباقي عندي الدهر كله و أنا العزيز الحكيم سبحان خالق النور و في الثلاثين بني آدم رهائن الموتى اعملوا لآخرتكم و اشتروها بالدنيا و لا تكونوا كقوم أخذوها لهوا و لعبا و اعلموا أن من قارضني نمت بضاعته و توفر ربحها
و من قارض الشيطان قرن معه ما لكم تتنافسون في الدنيا و تعدلون عن الحق غرتكم أحسابكم فما حسب امرئ خلق من الطين إنما الحسب عندي هو التقوى بني آدم إنكم و ما تعبدون من دون الله في نار جهنم أنتم مني برآء و أنا منكم بريء لا حاجة لي في عبادتكم حتى تسلموا إسلاما مخلصا و أنا العزيز الحكيم سبحان خالق النور و في السادسة و الأربعين بني آدم لا تستخفوا بحقي فأستخف بكم في النار إن أكله الربا تقطع أمعاؤهم و أكبادهم إذا ناولتم الصدقات فاغسلوها بماء اليقين فإني أبسط يميني قبل يمين الآخذ فإذا كانت من حرام حذفت بها في وجه المتصدق و إن كانت من حلال قلت ابنوا له قصورا في الجنة و ليست الرئاسة رئاسة الملك إنما الرئاسة رئاسة الآخرة سبحان خالق النور و في السابعة و الأربعين أ تدري يا داود لم مسخت بني إسرائيل فجعلت منهم القردة و الخنازير لأنهم إذا جاء الغني بالذنب العظيم ساهلوه و إذا جاء المسكين بأدنى منه انتقموا منه وجبت لعنتي على كل متسلط في الأرض لا يقيم الغني و الفقير بأحكام واحدة إنكم تتبعون الهوى في الدنيا أين المفر مني إذا تخليت بكم كم قد نهيتكم عن الالتفات إلى حرم المؤمنين و طالت ألسنتكم في أعراض الناس سبحان خالق النور و في الخامسة و الستين أفصحتم في الخطبة و قصرتم في العمل فلو أفصحتم في العمل و قصرتم في الخطبة لكان أرجى لكم و لكنكم عمدتم إلى آياتي فاتخذتموها هزء و إلى مظالمي فاشتهرتم بها و علمتم أن لا هرب مني و أمنتم فجائع الدنيا داود اتل على بني إسرائيل نبأ رجل دانت له أقطار الأرض حتى استوى و سعى في الأرض فسادا و أخمد الحق و أظهر الباطل و عمر الدنيا و حصن الحصون و حبس الأموال فبينما هو في غضارة دنياه إذ أوحيت إلى زنبور يأكل لحمة خده و يدخل و ليلدغ الملك فدخل الزنبور و بين يديه ستاره و وزراؤه و أعوانه فضرب خده فتورمت و تفجرت منه أعين دما و قيحا فثير عليه بقطع من لحم وجهه حتى كان كل من يجلس عنده شم منه نتنا عظيما حتى دفن جثة بلا رأس فلو كان للآدميين عبرة تردعهم لردعتهم و لكن اشتغلوا بلهو الدنيا و لعبهم فذرهم يخوضوا و يلعبوا حتى يأتيهم أمري و لا أضيع أجر المحسنين سبحان خالق النور
أقول سيأتي سائر ما نقلنا من الزبور و سائر حكم داود ع في كتاب المواعظ إن شاء الله تعالى