الآيات الإسراء سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الزخرف وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ النجم عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى أَ فَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى تفسير قال الطبرسي رحمه الله نزلت الآية في إسرائه ص و كان ذلك بمكة صلى المغرب في المسجد ثم أسري به في ليلته ثم رجع فصلى الصبح في المسجد الحرام فأما الموضع الذي أسري إليه أين كان قيل كان الإسراء إلى بيت المقدس و قد نطق به القرآن و لا يدفعه مسلم و ما قاله بعضهم إن ذلك كان في النوم فظاهر البطلان إذ لا معجز يكون فيه و لا برهان و قد وردت روايات كثيرة في قصة المعراج و عروج نبينا ص إلى السماء و رواها كثير من الصحابة مثل ابن عباس و ابن مسعود و أنس و جابر بن عبد الله و حذيفة و عائشة و أم هانئ و غيرهم عن النبي ص و زاد بعضهم و نقص بعض و تنقسم جملتها إلى أربعة أوجه أحدها ما يقطع على صحته لتواتر الأخبار به و إحاطة العلم بصحته. و ثانيها ما ورد في ذلك مما تجوزه العقول و لا تأباه الأصول فنحن نجوزه ثم نقطع على أن ذلك كان في يقظته دون منامه. و ثالثها ما يكون ظاهره مخالفا لبعض الأصول إلا أنه يمكن تأويلها على وجه يوافق المعقول فالأولى أن ناوله على ما يطابق الحق و الدليل. و رابعها ما لا يصح ظاهره و لا يمكن تأويله إلا على التعسف البعيد فالأولى أن لا نقبله فأما الأول المقطوع به فهو أنه أسري به ص على الجملة و أما الثاني فمنه ما روي عنه ص أنه طاف في السماوات و رأى الأنبياء و العرش و سدرة المنتهى و الجنة و النار و نحو ذلك و أما الثالث فنحو ما روي أنه رأى قوما في الجنة يتنعمون فيها و رأى قوما في النار يعذبون فيها فيحمل على أنه رأى صفتهم و أسماءهم و أما الرابع فنحو ما روي أنه ص كلم الله سبحانه جهرة و رآه و قعد معه على سريره و نحو ذلك مما يوجب ظاهره التشبيه و الله سبحانه يتقدس عن ذلك و كذلك ما روي أنه شق بطنه و غسل لأنه ص كان طاهرا مطهرا من كل سوء و عيب و كيف يطهر القلب و ما فيه من الاعتقاد بالماء سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ سبحان كلمة تنزيه لله عما لا يليق به و قيل يراد به التعجب و السرى السير بالليل لَيْلًا قالوا كان ذلك الليل قبل الهجرة بسنة مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ قال أكثر المفسرين أسري به ص من دار أم هانئ أخت علي ع و زوجها هبيرة بن أبي وهب المخزومي و كان ص نائما في تلك الليلة في بيتها و إن المراد بالمسجد الحرام هنا مكة و مكة و الحرم كلها مسجد و قال الحسن و قتادة كان الإسراء من نفس المسجد الحرام إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى يعني بيت المقدس لبعد المسافة بينه و بين المسجد الحرام الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ أي جعلنا البركة فيما حوله من الأشجار و الثمار و النبات و الأمن و الخصب حتى لا يحتاجوا إلى أن يجلب إليهم من موضع آخر أو بأن جعلناه مقر الأنبياء و مهبط الملائكة لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا أي من عجائب حججنا و منها إسراؤه في ليلة واحدة من مكة إلى هناك و منها أن أراه
الأنبياء واحدا بعد واحد و أن عرج به إلى السماء و غير ذلك من العجائب التي أخبر بها الناس إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ لأقوال من صدق بذلك أو كذب الْبَصِيرُ بما فعل من الإسراء و المعراج انتهى. و قال الرازي في تفسيره اختلف المسلمون في كيفية ذلك الإسراء فالأكثرون من طوائف المسلمين اتفقوا على أنه أسري بجسد رسول الله ص و الأقلون قالوا إنه ما أسري إلا بروحه. حكى محمد بن جرير الطبري في تفسيره عن حذيفة أنه قال كان ذلك رؤيا و أنه ما فقد جسد رسول الله ص و إنما أسري بروحه و حكي هذا القول أيضا عن عائشة و عن معاوية و اعلم أن الكلام في هذا الباب يقع في مقامين. أحدهما في إثبات الجواز العقلي و الثاني في الوقوع. أما الأول فنقول الحركة الواقعة في السرعة إلى هذا الحد ممكنة في نفسها و الله تعالى قادر على جميع الممكنات فنفتقر إلى مقدمتين. أما الأولى فبوجوه. الأول أن الفلك الأعظم يتحرك من أول الليل إلى آخره ما يقرب من نصف الدور و قد ثبت في الهندسة أن نسبة القطر إلى الدور نسبة الواحد إلى ثلاثة و سبع فيلزم أن تكون نسبة نصف القطر إلى نصف الدور نسبة الواحد إلى ثلاثة و سبع و بتقدير أن يقال إن رسول الله ص ارتفع من مكة إلى ما فوق الفلك الأعظم فهو لم يتحرك إلا مقدار نصف القطر فلما حصل في ذلك القدر من الزمان حركة نصف الدور كان حصول الحركة بمقدار نصف القطر أولى بالإمكان فهذا برهان قاطع على أن الارتفاع من مكة إلى ما فوق العرش في مقدار ثلث الليل أمر ممكن في نفسه و إذا كان كذلك كان حصوله في كل الليل أولى بالإمكان. الثاني أنه ثبت في الهندسة أن قرص الشمس يساوي كرة الأرض مائة و ستين مرة و كذا مرة ثم إنا نشاهد أن طلوع القرص يحصل في زمان لطيف سريع و ذلك يدل على أن بلوغ الحركة في السرعة إلى الحد المذكور أمر ممكن في نفسه. الثالث أنه كما يستبعد في العقل صعود الجسم الكثيف من مركز العالم إلى ما فوق العرش فكذلك يستبعد نزول الجسم اللطيف الروحاني من فوق العرش إلى مركز العالم فإن كان القول بمعراج محمد ص في الليلة الواحدة ممتنعا في العقول كان القول بنزول جبرئيل ع من العرش إلى مكة في اللحظة الواحدة ممتنعا و لو حكمنا بهذا الامتناع كان طعنا في نبوة جميع الأنبياء ع و القول بثبوت المعراج فرع على تسليم جواز أصل النبوة. الرابع أن أكثر أرباب الملل و النحل يسلمون وجود إبليس و يسلمون أنه هو الذي يتولى إلقاء الوسوسة في قلوب بني آدم فلما سلموا جواز مثل هذه الحركة السريعة في حق إبليس فلأن يسلموا جوازها في حق أكابر الأنبياء كان ذلك أولى. الخامس أنه جاء في القرآن أن الرياح كانت تسير بسليمان ع إلى المواضع البعيدة في الأوقات القليلة بل نقول الحس يدل على أن الرياح تنتقل عند شدة هبوبهامن مكان إلى مكان في غاية البعد في اللحظة الواحدة و ذلك أيضا يدل على أن مثل هذه الحركة السريعة في نفسها ممكنة. السادس أن ما دل عليه القرآن من إحضار عرش بلقيس من أقصى اليمن إلى أقصى الشام في مقدار لمح البصر يدل على جواز ذلك.
السابع أن من الناس من يقول إن الحيوان إنما يبصر المبصرات بخروج الشعاع من البصر و اتصالها بالمبصر فعلى قول هؤلاء انتقل شعاع العين من أبصارنا إلى زحل في تلك اللحظة اللطيفة و ذلك يدل على أن الحركة الواقعة على هذا الحد من السرعة من الممكنات لا من الممتنعات. المقدمة الثانية في بيان أن هذه الحركة لما كانت ممكنة الوجود في نفسها وجب أن لا يكون حصولها في جسد محمد ص ممتنعا لأنا قد بينا أن الأجسام متماثلة في تمام ماهيتها فلما صح حصول مثل هذه الحركة في حق بعض الأجسام وجب إمكان حصولها في سائر الأجسام فيلزم من مجموع هذه المقدمات أن القول بثبوت هذا المعراج أمر ممكن الوجود في نفسه أقصى ما في الباب أنه يبقى التعجب إلا أن هذا التعجب غير مخصوص بهذا المقام بل هو حاصل في جميع المعجزات فانقلاب العصا ثعبانا يبتلع سبعين ألف حبل من الحبال و العصي ثم تعود في الحال عصا صغيرة كما كانت أمر عجيب و كذا سائر المعجزات. و أما المقام الثاني و هو وقوع المعراج فقد قال أهل التحقيق الذي يدل على أنه تعالى أسرى بروح محمد و جسده من مكة إلى المسجد الأقصى القرآن و الخبر أما القرآن فهو هذه الآية و تقرير الدليل أن العبد اسم للجسد و الروح فيجب أن يكون الإسراء حاصلا بجميع الجسد و الروح و يؤيده قوله تعالى أَ رَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى و لا شك أن المراد هاهنا مجموع الروح و الجسد و قال أيضا في سورة الجن وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ و المراد مجموع الروح و الجسد فكذا هاهنا و أما الخبر فهو الحديث المروي في الصحاح و هو مشهور و هو يدل على الذهاب من مكة إلى بيت المقدس ثم منه إلى السماوات انتهى ملخص كلامه. و قد مر تفسير الآية الثانية في باب عصمته ص. قوله تعالى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى قال البيضاوي أي ملك شديد قواه و هو جبرئيل ع ذُو مِرَّةٍ حصافة في عقله و رأيه فَاسْتَوى فاستقام على صورته الحقيقية التي خلقه الله عليها و قيل استولى بقوته على ما جعل له من الأمر وَ هُوَ أي جبرئيل بِالْأُفُقِ الْأَعْلى أفق السماء ثُمَّ دَنا من النبي فَتَدَلَّى فتعلق به و هو تمثيل لعروجه بالرسول ص و قيل ثم تدلى من الأفق الأعلى فدنا من الرسول فيكون إشعارا بأنه عرج به غير منفصل عن محله و تقريرا لشدة قوته فإن التدلي استرسال مع تعلق فَكانَ جبرئيل من محمد ص قابَ قَوْسَيْنِ مقدارهما أَوْ أَدْنى على تقديركم كقوله أَوْ يَزِيدُونَ و المقصود تمثيل ملكة الاتصال و تحقيق استماعه لما أوحى إليه بنفي البعد الملبس فَأَوْحى جبرئيل إِلى عَبْدِهِ أي عبد الله و إضماره قبل الذكر لكونه معلوما ما أَوْحى جبرئيل و فيه تفخيم للوحي به أو الله إليه و قيل الضمائر كلها لله تعالى و هو المعني بشديد القوى كما في قوله هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ و دنوه منه برفع مكانته و تدليه جذبه بشراشره إلى جناب القدس ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى أي ببصره من صورة جبرئيل أو الله أي ما كذب الفؤاد بصره بما حكاه له فإن الأمور القدسية تدرك أولا بالقلب ثم ينتقل منه إلى البصر أو ما قال فؤاده لما رآه لم أعرفك و لو قال ذلك كان كاذبا لأنه عرفه بقلبه كما رآه ببصره و قيل ما رآه بقلبه و المعنى لم يكن تخيلا كاذبا و يدل عليه أنه سئل ص هل رأيت ربك فقال رأيته بفؤادي أَ فَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى أ فتجادلونه عليه من المراء و هو المجادلة وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى مرة أخرى فعلة من النزول و أقيمت مقام المرة و نصبت نصبها إشعارا بأن الرؤية في هذه المرة كانت أيضا بنزول و دنو و الكلام في المرئي و الدنو ما سبق و قيل تقديره و لقد رآه نازلا نزلة أخرى و نصبها على المصدر و المراد به نفي الريبة عن
المرة الأخيرة عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى التي ينتهي إليها علم الخلائق و أعمالهم أو ما ينزل من فوقها و يصعد من تحتها إليها و لعلها شبهت بالسدرة و هي شجرة النبق لأنهم يجتمعون في ظلها و روي مرفوعا أنها في السماء السابعة عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى الجنة التي يأوي إليها المتقون أو أرواح الشهداء إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى تعظيم و تكثير لما يغشاها بحيث لا يكتنهها نعت و لا يحصيها عدد و قيل يغشاها الجم الغفير من الملائكة يعبدون الله عندها ما زاغَ الْبَصَرُ ما مال بصر رسول الله عما رآه وَ ما طَغى و ما تجاوزه بل أثبته إثباتا صحيحا مستيقنا أو ما عدل عن رؤية العجائب التي أمر برؤيتها و ما جاوزها لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى أي و الله لقد رأى الكبرى من آياته و عجائبه الملكية و الملكوتية ليلة المعراج و قد قيل إنها المعنية بما رأى و يجوز أن تكون الكبرى صفة للآيات على أن المفعول محذوف أي شيئا من آيات ربه أو من مزيدة و قال الطبرسي رضي الله عنه في قوله تعالى ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى أي لم يكذب فؤاد محمد ص ما رآه بعينه قال ابن عباس رأى محمد ربه بفؤاده
و روي ذلك عن محمد بن الحنفية عن علي ع أي علمه علما يقينا بما رآه من الآيات الباهرات
و قيل إن الذي رآه هو جبرئيل على صورته التي خلقه الله عليها و قيل و هو ما رآه من ملكوت الله و أجناس مقدوراته عن الحسن قال و عرج بروح محمد إلى السماء و جسده في الأرض و قال الأكثرون و هو الظاهر من مذاهب أصحابنا و المشهور في أخبارهم إن الله تعالى صعد بجسمه إلى السماء حيا سليما حتى رأى ما رأى من ملكوت السماوات بعينه و لم يكن ذلك في المنام
و عن أبي العالية قال سئل رسول الله ص هل رأيت ربك ليلة المعراج قال رأيت نهرا و رأيت وراء النهر حجابا و رأيت وراء الحجاب نورا لم أر غير ذلك
و روي عن أبي ذر و أبي سعيد الخدري أن النبي ص سئل عن قوله ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى قال رأيت نورا
و روي ذلك عن مجاهد و عكرمة أَ فَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى و ذلك أنهم جادلوه حين أسري به فقالوا صف لنا بيت المقدس و أخبرنا عن عيرنا في طريق الشام وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى أي جبرئيل في صورته نازلا من السماء نزلة أخرى و ذلك أنه رآه مرتين في صورته عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى أي رآه محمد و هو عند سدرة المنتهى و هي شجرة عن يمين العرش فوق السماء السابعة انتهى إليها علم كل ملك و قيل هي شجرة طوبى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى قيل يغشاها الملائكة أمثال الغربان حين يقعن على الشجرة
و روي أن النبي ص قال رأيت على كل ورقة من أوراقها ملكا قائما يسبح الله تعالى
و قيل يغشاها من النور و البهاء و الحسن و الصفاء الذي يروق الأبصار ما ليس لوصفه منتهى و قيل يغشاها فراش من ذهب عن ابن عباس و كأنها ملائكة على صورة الفراش يعبدون الله تعالى و المعنى أنه رأى جبرئيل على صورته في الحال التي يغشى فيها السدرة من أمر الله و من العجائب المنبهة على كمال قدرة الله تعالى ما يغشاها ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى لم يمل بصره يمينا و شمالا و ما جاوز القصد و لا الحد الذي حد له لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى مثل سدرة المنتهى و صورة جبرئيل و رؤيته و له ستمائة جناح قد سد الأفق بأجنحته و قيل إنه رأى رفرفا أخضر من رفارف الجنة قد سد الأفق انتهى كلامه رفع الله مقامه. و أقول اعلم أن عروجه ص إلى بيت المقدس ثم إلى السماء في ليلة واحدة بجسده الشريف مما دلت عليه الآيات و الأخبار المتواترة من طرق الخاصة و العامة و إنكار أمثال ذلك أو تأويلها بالعروج الروحاني أو بكونه في المنام ينشأ إما من قلة التتبع في آثار الأئمة الطاهرين أو من قلة التدين و ضعف اليقين أو الانخداع بتسويلات المتفلسفين و الأخبار الواردة في هذا المطلب لا أظن مثلها ورد في شيء من أصول المذهب فما أدري ما الباعث على قبول تلك الأصول و ادعاء العلم فيها و التوقف في هذا المقصد الأقصى فبالحري أن يقال لهم أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ و أما اعتذارهم بعدم قبول الفلك للخرق و الالتيام فلا يخفى على أولي الأفهام أن ما تمسكوا به في ذلك ليس إلا من شبهات الأوهام مع أن دليلهم على تقدير تمامه إنما يدل على عدم جواز الخرق في الفلك المحيط بجميع الأجسام و المعراج لا يستلزمه و لو كانت أمثال تلك الشكوك و الشبهات مانعة من قبول ما ثبت بالمتواترات لجاز التوقف في جميع ما صار في الدين من الضروريات و إني لأعجب من بعض متأخري أصحابنا كيف أصابهم الوهن في أمثال ذلك مع أن مخالفيهم مع قلة أخبارهم و ندرة آثارهم بالنظر إليهم و عدم تدينهم لم يجوزوا ردها و لم يرخصوا في تأويلها و هم مع كونهم من أتباع الأئمة الأطهار ع و عندهم أضعاف ما عند مخالفيهم من صحيح الآثار يقتصون آثار شرذمة من سفهاء المخالفين و يذكرون أقوالهم بين أقوال الشيعة المتدينين أعاذنا الله و سائر المؤمنين من تسويلات المضلين. و اعلم أن قدماء أصحابنا و أهل التحقيق منهم لم يتوقفوا في ذلك. قال شيخ الطائفة قدس الله روحه في التبيان و عند أصحابنا و عند أكثر أهل التأويل و ذكره الجبائي أيضا أنه عرج به في تلك الليلة إلى السماوات حتى بلغ سدرة المنتهى في السماء السابعة و أراه الله من آيات السماوات و الأرض ما ازداد به معرفة و يقينا و كان ذلك في يقظته دون منامه و الذي يشهد به القرآن الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى و الثاني يعلم بالخبر انتهى و قوله عند أصحابنا يدل على اتفاقهم على ذلك فلا يعبأ بما أسند ابن شهرآشوب إلى أصحابنا من اقتصار الإمامية على المعراج إلى بيت المقدس كما سيأتي. و قال في المقاصد و شرحه قد ثبت معراج النبي ص بالكتاب و السنة و إجماع الأمة إلا أن الخلاف في أنه في المنام أو في اليقظة و بالروح فقط أو الجسد و إلى المسجد
الأقصى فقط أو إلى السماء و الحق أنه في اليقظة بالجسد إلى المسجد الأقصى بشهادة الكتاب و إجماع القرن الثاني و من بعده إلى السماء بالأحاديث المشهورة و المنكر مبتدع ثم إلى الجنة و العرش أو إلى طرف العالم على اختلاف الآراء بخبر الواحد و قد اشتهر أنه نعت لقريش المسجد الأقصى على ما هو عليه و أخبرهم بحال عيرهم فكان على ما أخبر و بما رأى في السماء من العجائب و بما شاهد من أحوال الأنبياء على ما هو مذكور في كتب الحديث. لنا أنه أمر ممكن أخبر به الصادق و دليل الإمكان تماثل الأجسام فيجوز الخرق على السماء كالأرض و عروج الإنسان و أما عدم دليل الامتناع فإنه لا يلزم من فرض وقوعه محال و أيضا لو كان دعوى النبي ص المعراج في المنام أو بالروح لما أنكره الكفرة غاية الإنكار و لم يرتد بعض من أسلم ترددا منه في صدق النبي ص. تمسك المخالف بما روي عن عائشة أنها قالت و الله ما فقد جسد محمد رسول الله ص و عن معاوية أنها كانت رؤيا صالحة و أنت خبير بأنه على تقدير صحته لا يصلح حجة في مقابلة ما ورد من الأحاديث و أقوال كبار الصحابة و إجماع القرون اللاحقة انتهى. أقول لو أردت استيفاء الأخبار الواردة في هذا الباب لصار مجلدا كبيرا و إنما نورد هاهنا بعض ما يتعلق بكيفية المعراج و حقيته و سائر الأخبار متفرقة في سائر الأبواب
1- عد، ]العقائد[ اعتقادنا في الجنة و النار أنهما مخلوقتان و أن النبي ص قد دخل الجنة و رأى النار حين عرج
2- أقول روي في تفسير النعماني بإسناده الذي سيأتي في كتاب القرآن عن الصادق ع قال قال أمير المؤمنين ع و أما الرد على من أنكر المعراج فقوله تعالى وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى إلى قوله عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى فسدرة المنتهى في السماء السابعة ثم قال سبحانه وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ و إنما أمر تعالى رسوله أن يسأل الرسل في السماء و مثله قوله فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ يعني الأنبياء ع هذا كله في ليلة المعراج و أما الرد على من أنكر خلق الجنة و النار فقال الله تعالى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى و قال رسول الله ص دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا من ياقوت أحمر يرى داخله من خارجه و خارجه من داخله من نوره فقلت يا جبرئيل لمن هذا القصر قال لمن أطاب الكلام و أدام الصيام و أطعم الطعام و تهجد بالليل و الناس نيام الخبر و قال ص لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قيعان و رأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب و لبنة من فضة و ربما أمسكوا فقلت لهم ما بالكم قد أمسكتم فقالوا حتى تجيئنا النفقة فقلت و ما نفقتكم قالوا قول المؤمن سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر فإذا قال بنينا و إذا سكت أمسكنا و قال ص لما أسري بي إلى سبع سماواته أخذ جبرئيل بيدي و أدخلني الجنة و أجلسني على درنوك من درانيك الجنة و ناولني سفرجلة فانفلقت نصفين و خرجت منها حوراء فقامت بين يدي و قالت السلام عليك يا محمد السلام عليك يا أحمد السلام عليك يا رسول الله فقلت و عليك السلام من أنت قالت أنا الراضية المرضية خلقني الجبار من ثلاثة أنواع أعلاي من الكافور و وسطي من العنبر و أسفلي من المسك عجنت بماء الحيوان قال لي ربي كوني فكنت و هذا و مثله دليل على خلق الجنة و كذا الكلام في النار
أقول ذكر علي بن إبراهيم مثله في مفتتح تفسيره عند تنويع آيات القرآن
3- و وجدت في كتاب كنز الفوائد، تأليف الشيخ الجليل أبي الفتح الكراجكي رحمه الله عند ذكر المعمرين أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد البغدادي عن أحمد بن محمد بن أيوب عن محمد بن لاحق بن سابق عن هشام بن محمد السائب الكلبي عن أبيه عن الشرقي بن القطامي عن تميم بن وهلة المري قال حدثني الجارود بن المنذر العبدي و كان نصرانيا فأسلم عام الحديبية و حسن إسلامه و كان قارئا للكتب عالما بتأويلها على وجه الدهر و سالف العصر بصيرا بالفلسفة و الطب ذا رأي أصيل و وجه جميل أنشأ يحدثنا في أيام إمارة عمر بن الخطاب قال وفدت على رسول الله ص في رجال من عبد القيس ذوي أحلام و أسنان و فصاحة و بيان و حجة و برهان فلما بصروا به راعهم منظره و محضره فقال زعيم القوم لي دونك من أممت فما نستطيع أن نكلمه فاستقدمت دونهم إليه فوقفت بين يديه فقلت سلام عليك يا رسول الله بأبي أنت و أمي ثم أنشأت أقول
يا نبي الهدى أتتك رجال قطعت قرددا و آلا فآلاجابت البيد و المهامة حتى عالها من طوى السرى ما عالاقطعت دونك الصحاصح تهوي لا تعد الكلال فيك كلالاكل دهناء يقصر الطرف عنها أرقلتها قلاصنا إرقالاو طوتها العتاق تجمح فيها بكماة مثل النجوم تلالاثم لما رأتك أحسن مرء أفحمت عنك هيبة و جلالا
تتقي شر بأس يوم عصيب هائل أوجل القلوب وهالانحو نور من الإله و برهان و بر و نعمة أن تنالاو أمان منه لدى الحشر و النشر إذ الخلق لا يطيق السؤالافلك الحوض و الشفاعة و الكوثر و الفضل إذ ينص السؤالاأنبأ الأولون باسمك فينا و بأسماء بعده تتسالى
قال فأقبل علي رسول الله ص بصفحة وجهه المبارك شمت منه ضياء لامعا ساطعا كوميض البرق فقال يا جارود لقد تأخر بك و بقومك الموعد و قد كنت وعدته قبل عامي ذلك أن أفد إليه بقومي فلم آته و أتيته في عام الحديبية فقلت يا رسول الله بنفسي أنت ما كان إبطائي عنك إلا أن جلة قومي أبطئوا عن إجابتي حتى ساقها الله إليك لما أرادها به من الخير لديك فأما من تأخر عنه فحظه فات منك فتلك أعظم حوبة و أكبر عقوبة فقال سلمان و كيف عرفته يا أخا عبد القيس قبل إتيانه فأقبلت على رسول الله ص و هو يتلألأ و يشرق وجهه نورا و سرورا فقلت يا رسول الله إن قسا كان ينتظر زمانك و يتوكف إبانك و يهتف باسمك و اسم أبيك و أمك و أسماء لست أصيبها معك و لا أراها فيمن اتبعك قال سلمان رضي الله عنه فأخبرنا فأنشأت أحدثهم و رسول الله ص يسمع و القوم سامعون واعون قلت يا رسول الله لقد شهدت قسا و قد خرج من ناد من أندية إباد إلى صحصح ذي قتاد و سمر و عتاد و هو مشتمل بنجاد فوقف في إضحيان ليل كالشمس رافعا إلى السماء وجهه و إصبعه فدنوت منه فسمعته يقول اللهم رب هذه السبعة الأرقعة و الأرضين الممرعة و بمحمد و الثلاثة المحامدة معه و العليين الأربعة و سبطيه المنيعة الأرفعة و السري الألمعة و سمي الكليم الضرعة أولئك النقباء الشفعة و الطرق المهيعة درسة الإنجيل و حفظة التنزيل على عدد النقباء من بني إسرائيل محاة الأضاليل نفاة الأباطيل الصادقو القيل عليهم تقوم الساعة و بهم تنال الشفاعة و لهم من الله فرض الطاعة ثم قال اللهم ليتني مدركهم و لو بعد لأي من عمري و محياي ثم أنشأ يقول
فإن غالني الدهر الحزون بغوله فقد غال من قبلي و من بعد يوشك
فلا غرو إني سالك مسلك الأولى وشيكا و من ذا للردى ليس يسلك
ثم آب يكفكف دمعه و يرن رنين البكرة قد بريت ببرات و هو يقول
أقسم قس قسما ليس به مكتتما لو عاش ألفي عمر لم يلق منها سأماحتى يلاقي أحمد و النقباء الحكما هم أوصياء أحمد أكرم من تحت السمايعمى العباد عنهم و هم جلاء للعمى لست بناس ذكرهم حتى أحل الرجما
ثم قلت يا رسول الله أنبئني أنبأك الله بخبر عن هذه الأسماء التي لم نشهدها و أشهدنا قس ذكرها فقال رسول الله ص يا جارود ليلة أسري بي إلى السماء أوحى الله عز و جل إلي أن سل مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا على ما بعثوا فقلت على ما بعثتم فقالوا على نبوتك و ولاية علي بن أبي طالب و الأئمة منكما ثم أوحى إلي أن التفت عن يمين العرش فالتفت فإذا علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي في ضحضاح من نور يصلون فقال لي الرب تعالى هؤلاء الحجج أوليائي و هذا المنتقم من أعدائي قال الجارود فقال لي سلمان يا جارود هؤلاء المذكورون في التوراة و الإنجيل و الزبور كذاك فانصرفت بقومي و أنا أقول
أتيتك يا ابن آمنة الرسولا لكي بك أهتدي النهج السبيلافقلت فكان قولك قول حق و صدق ما بدا لك أن تقولاو بصرت العمى من عبد قيس و كل كان في عمه ضليلاو أنبأناك عن قس الإيادي مقالا فيك ظلت به جديلاو أسماء عمت عنا فآلت إلى علم و كن بها جهولا
ثم قال الكراجكي رحمه الله من الكلام في هذا الخبر أيدك الله أنك تسأل في هذا الخبر عن ثلاثة مواضع. أحدها أن يقال لك كان الأنبياء المرسلون قبل رسول الله ص قد ماتوا فكيف يصح سؤالهم في السماء. و ثانيها أن يقال لك ما معنى قولهم إنهم بعثوا على نبوته و ولاية علي و الأئمة من ولده ع. و ثالثها أن يقال لك كيف يصح أن يكون الأئمة الاثنا عشر ع في تلك الحال في السماء و نحن نعلم ضرورة خلاف هذا لأن أمير المؤمنين ع كان في ذلك الوقت بمكة في الأرض و لم يدع قط و لا ادعى له أحد أنه صعد إلى السماء فأما الأئمة من ولده فلم يكن وجد أحد منهم بعد و لا ولد فما معنى ذلك إن كان الخبر حقا فهذه مسائل صحيحة و يجب أن يكون معك لها أجوبة معدة. فأما الجواب عن السؤال الأول فإنا لا نشك في موت الأنبياء ع غير أن الخبر قد ورد بأن الله تعالى يرفعهم بعد مماتهم إلى سمائه و أنهم يكونون فيها أحياء متنعمين إلى يوم القيامة ليس ذلك بمستحيل في قدرة الله سبحانه
و قد ورد عن النبي ص أنه قال أنا أكرم على الله من أن يدعني في الأرض أكثر من ثلاث
و هكذا عندنا حكم الأئمة ع قال النبي ص لو مات نبي بالمشرق و مات وصيه في المغرب لجمع الله بينهما
و ليس زيارتنا لمشاهدهم على أنهم بها و لكن لشرف المواضع فكانت غيبت الأجسام فيها و العبادة أيضا ندبنا إليها فيصح على هذا أن يكون النبي ص رأى الأنبياء ع في السماء فسألهم كما أمره الله تعالى و بعد فقد قال الله تعالى وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ فإذا كان المؤمنون الذين قتلوا في سبيل الله على هذا الوصف فكيف ينكر أن يكون الأنبياء بعد موتهم أحياء منعمين في السماء و قد اتصلت الأخبار من طريق الخاص و العام بتصحيح هذا و أجمع الرواة على أن النبي ص لما خوطب بفرض الصلاة ليلة المعراج و هو في السماء قال له موسى ع إن أمتك لا تطيق و أنه راجع إلى الله تعالى مرة بعد أخرى و ما حصل عليه الاتفاق فلم يبق فيه كذب. و أما الجواب عن السؤال الثاني فهو أن يكون الأنبياء ع قد أعلموا بأنه سيبعث نبيا يكون خاتمهم و ناسخا بشرعه شرائعهم و أعلموا أنه أجلهم و أفضلهم و أنه سيكون أوصياؤه من بعده حفظة لشرعه و حملة لدينه و حججا على أمته فوجب على الأنبياء التصديق بما أخبروا به و الإقرار بجميعه.
أخبرني الشريف يحيى بن أحمد بن إبراهيم بن طباطبا الحسيني عن عبد الواحد بن عبد الله الموصلي عن أبي علي بن همام عن عبد الله بن جعفر الحميري عن عبد الله بن محمد عن محمد بن أحمد عن يونس بن يعقوب عن عبد الأعلى بن أعين قال سمعت أبا عبد الله يقول ما تنبأ نبي قط إلا بمعرفة حقنا و تفضيلنا على من سوانا
و إن الأمة مجمعة على أن الأنبياء ع قد بشروا بنبينا ص و نبهوا على أمره و لا يصح منهم ذلك إلا و قد أعلمهم الله تعالى به فصدقوا و آمنوا بالمخبر به و كذلك قد روت الشيعة أنهم قد بشروا بالأئمة أوصياء رسول الله ص. و أما الجواب عن الثالث فهو أنه يجوز أن يكون الله تعالى أحدث لرسوله ص في الحال صورا كصور الأئمة ع ليراهم أجمعين على كمالهم كمن شاهد أشخاصهم برؤيته مثالهم و يشكر الله تعالى على ما منحه من تفضيلهم و إجلالهم و هذا في العقول من الممكن المقدور و يجوز أيضا أن يكون الله تعالى خلق على صورهم ملائكة في سمائه يسبحونه و يقدسونه لتراهم ملائكته الذين قد أعلمهم بأنهم سيكونون في أرضه حججا له على خلقه فيتأكد عندهم منازلهم و تكون رؤيتهم تذكارا لهم بهم و بما سيكون من أمرهم و قد جاء في الحديث أن رسول الله ص رأى في السماء لما عرج به ملكا على صورة أمير المؤمنين و هذا حديث قد اتفق أصحاب الحديث على نقله
حدثني به من طريق العامة الشيخ محمد بن أحمد بن شاذان القمي و نقلته من كتابه المعروف بإيضاح دقائق النواصب و قرأته عليه بمكة في المسجد الحرام سنة اثنتي عشرة و أربعمائة عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد عن أحمد بن علوية المعروف بابن الأسود الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد عن عبد الله بن صالح عن جدير بن عبد الحميد عن مجاهد عن ابن عباس قال سمعت رسول الله ص يقول لما أسري بي إلى السماء ما مررت بملإ من الملائكة إلا سألوني عن علي بن أبي طالب حتى ظننت أن اسم علي في السماء أشهر من اسمي فلما بلغت السماء الرابعة نظرت إلى ملك الموت فقال لي يا محمد ما خلق الله خلقا إلا أقبض روحه بيدي ما خلا أنت و علي فإن الله جل جلاله يقبض أرواحكما بقدرته فلما صرت تحت العرش نظرت فإذا أنا بعلي بن أبي طالب واقفا تحت عرش ربي فقلت يا علي سبقتني فقال لي جبرئيل ع يا محمد من هذا الذي يكلمك قلت هذا أخي علي بن أبي طالب قال لي يا محمد ليس هذا عليا و لكنه ملك من ملائكة الرحمن خلقه الله على صورة علي بن أبي طالب ع فنحن الملائكة المقربون كلما اشتقنا إلى وجه علي بن أبي طالب زرنا هذا الملك لكرامة علي بن أبي طالب على الله سبحانه
فيصح على هذا الوجه أن يكون الذين رآهم رسول الله ملائكة على صورة الأئمة ع و جميع ذلك داخل في باب التجويز و الإمكان و الحمد لله انتهى كلام الكراجكي رحمه الله. و لنبين بعض ألفاظ ما أورده من الأخبار و إن كان ما وصل إلينا من النسخة في غاية السقم القردد المكان الغليظ المرتفع ذكره الجوهري و قال الآل الشخص و الآل الذي تراه في أول النهار و آخره كأنه يرفع الشخوص و ليس هو السراب و الآل جمع الآلة و هي خشبات تبنى عليها الخيمة و الآل جمع الآلة بمعنى الحالة. قال الراجز.
قد أركب الآلة بعد الآله. و أترك العاجز بالجداله.
انتهى. و في النهاية في حديث قس بن ساعدة قطعت مهمها و آلا فآلا الآل السراب و جوب البلاد قطعها و البيد بالكسر جمع البيداء و هي المفازة و المهمه المفازة البعيدة و غاله ذهب به و أهلكه و الطوى الجوع و الطوي كغني البئر المطوية و السرى السير بالليل و كغني نهر صغير و الصحصح و الصحصاح المكان المستوي و الدهناء بالمد و القصر الفلاة و موضع ببلاد تميم و الإرقال ضرب من العدو و تقول نصصت الرجل إذا استقصيت مسألته عن الشيء حتى تستخرج ما عنده و قوله تتسالى إما من السلو بمعنى كشف الهم أو من السؤال أي يسأل عنها و تقول شمت مخائل الشيء إذا تطلعت نحوها ببصرك منتظرا له و التوكف التوقع و القتاد شجر له شوك و السمر بضم الميم جمع السمرة و هي شجر الطلح و العتاد بالفتح العدة و القدح الضخم و العتود السدرة أو الطلحة و النجاد ككتاب حمائل السيف و ليلة إضحيانة بالكسر مضيئة لا غيم فيها و الأرقعة السماوات و أمرع الوادي أكلأ قوله و السري الألمعة كنى به عن الصادق ع لأن جعفرا في اللغة النهر الصغير كالسري و لعل التاء في أكثر المواضع للمبالغة و طريق مهيع كمقعد بين و لعله سقط من النسخ العسكري ع أو من الرواة و يقال فعل كذا بعد لأي أي بعد شدة إبطاء و يقال لا غرو أي ليس بعجب و كفكفت الشيء دفعته و صرفته و الأظهر يوكف أي يصب و بريت البعير إذا حسرته و أذهبت لحمه و البرة حلقة تجعل في لحم أنف البعير و تجمع على برات و أبريتها إذا جعلت في أنفها البرة و الرجم بالتحريك القبر. أقول يمكن الجواب عن بعض تلك الأسئلة بالقول بالأجساد المثالية و تعلق الأرواح بها قبل تعلق البدن الأصلي و بعده و سيأتي مزيد توضيح لتلك المسائل إن شاء الله تعالى و قد مر بعض الكلام فيها في كتاب المعاد
4- و قال في المنتقى، قال الواقدي كان المسرى في ليلة السبت لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان في السنة الثانية عشر من النبوة قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا و قيل ليلة سبع عشرة من ربيع الأول قبل الهجرة بسنة من شعب أبي طالب و قيل ليلة سبع و عشرين من رجب و قيل كان الإسراء قبل الهجرة بسنة و شهرين و ذلك سنة ثلاث و خمسين من الفيل انتهى
و قال السيد بن طاوس روي أن ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأول أسري بالنبي ص
6- كتاب المحتضر، للحسن بن سليمان مما رواه من كتاب محمد بن العباس بن مروان عن أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن ابن بكير عن حمران قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل في كتابه ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى قال أدنى الله عز و جل محمدا نبيه ص فلم يكن بينه و بينه إلا قفص من لؤلؤ فيه فراش يتلألأ من ذهب فأري صورة فقيل يا محمد أ تعرف هذه الصورة فقلت نعم هذه صورة علي بن أبي طالب فأوحى الله إلي أن أزوجه فاطمة و أتخذه وليا
7- و من كتاب المعراج، للشيخ الصالح أبي محمد الحسن رضي الله عنه بإسناده عن الصدوق عن أبيه عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي عن محمد بن عبد الله بن مهران عن صالح بن عقبة عن يزيد بن عبد الملك عن أبي جعفر الباقر ع قال لما صعد رسول الله ص إلى السماء صعد على سرير من ياقوتة حمراء مكللة من زبرجدة خضراء تحمله الملائكة فقال جبرئيل يا محمد أذن فقال الله أكبر الله أكبر فقالت الملائكة الله أكبر الله أكبر فقال أشهد أن لا إله إلا الله فقالت الملائكة نشهد أن لا إله إلا الله فقال أشهد أن محمدا رسول الله فقالت الملائكة نشهد أنك رسول الله فما فعل وصيك علي قال خلفته في أمتي قالوا نعم الخليفة خلفت أما إن الله عز و جل فرض علينا طاعته ثم صعد به إلى السماء الثانية فقالت الملائكة مثل ما قالت ملائكة السماء الدنيا فلما صعد به إلى السماء السابعة لقيه عيسى ع فسلم عليه و سأله عن علي فقال له خلفته في أمتي قال نعم الخليفة خلفت أما إن الله فرض على الملائكة طاعته ثم لقيه موسى ع و النبيون نبي نبي فكلهم يقول له مقالة عيسى ع ثم قال محمد ص فأين أبي إبراهيم فقالوا له هو مع أطفال شيعة علي فدخل الجنة فإذا هو تحت الشجرة لها ضروع كضروع البقر فإذا انفلت الضرع من فم الصبي قام إبراهيم فرد عليه قال فسلم عليه و سأله عن علي فقال خلفته في أمتي قال نعم الخليفة خلفت أما إن الله فرض على الملائكة طاعته و هؤلاء أطفال شيعته سألت الله عز و جل أن يجعلني القائم عليهم ففعل و إن الصبي ليجرع الجرعة فيجد طعم ثمار الجنة و أنهارها في تلك الجرعة
8- و منه عن الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر عن ابن شمر عن جابر الجعفي عن جابر الأنصاري قال قال رسول الله ص لما عرج بي إلى السماء السابعة وجدت على كل باب سماء مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و لما صرت إلى حجب النور رأيت على كل حجاب مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و لما صرت إلى العرش وجدت على كل ركن من أركانه مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين
9- و منه بإسناده عن بكر بن عبد الله عن سهل بن عبد الوهاب عن أبي معاوية عن الأعمش عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال قال النبي ص ليلة أسري بي إلى السماء فبلغت السماء الخامسة نظرت إلى صورة علي بن أبي طالب فقلت حبيبي جبرئيل ما هذه الصورة فقال جبرئيل يا محمد اشتهت الملائكة أن ينظروا إلى صورة علي فقالوا ربنا إن بني آدم في دنياهم يتمتعون غدوة و عشية بالنظر إلى علي بن أبي طالب حبيب حبيبك محمد و خليفته و وصيه و أمينه فمتعنا بصورته قدر ما تمتع أهل الدنيا به فصور لهم صورته من نور قدسه عز و جل فعلي ع بين أيديهم ليلا و نهارا يزورونه و ينظرون إليه غدوة و عشية
10- قال فأخبرني الأعمش عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال فلما ضربه اللعين ابن ملجم على رأسه صارت تلك الضربة في صورته التي في السماء فالملائكة ينظرون إليه غدوة و عشية و يلعنون قاتله ابن ملجم فلما قتل الحسين بن علي ع هبطت الملائكة و حملته حتى أوقفته مع صورة علي في السماء الخامسة فكلما هبطت الملائكة من السماوات من علا و صعدت ملائكة السماء الدنيا فمن فوقها إلى السماء الخامسة لزيارة صورة علي و النظر إليه و إلى الحسين بن علي مشحطا بدمه لعنوا يزيد و ابن زياد و من قاتلوا الحسين بن علي ع إلى يوم القيامة قال الأعمش قال لي جعفر بن محمد الصادق ع هذا من مكنون العلم و مخزونه لا تخرجه إلا إلى أهله
11- و منه عن الصدوق عن الطالقاني عن أبي عبد الله بن عبد الصمد المهتدي العباسي عن غوث بن سليمان عن عبد الله بن صالح عن فرج بن صالح عن فرج بن مسافر عن الربيع بن بدر عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله ص قال لما أسري بي إلى السماء ما سمعت شيئا قط هو أحلى من كلام ربي عز و جل قال فقلت يا رب اتخذت إبراهيم خليلا و كلمت موسى تكليما و رفعت إدريس مكانا عليا و آتيت داود زبورا و أعطيت سليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فما ذا لي يا رب فقال جل جلاله يا محمد اتخذتك خليلا كما اتخذت إبراهيم خليلا و كلمتك تكليما كما كلمت موسى تكليما و أعطيتك فاتحة الكتاب و سورة البقرة و لم أعطهما نبيا قبلك و أرسلتك إلى أسود أهل الأرض و أحمرهم و إنسهم و جنهم و لم أرسل إلى جماعتهم نبيا قبلك و جعلت الأرض لك و لأمتك مسجدا و طهورا و أطعمت أمتك الفيء و لم أحله لأحد قبلها و نصرتك بالرعب حتى أن عدوك ليرعب منك و أنزلت سيد الكتب كلها مهيمنا عليك قرآنا عربيا مبينا و رفعت لك ذكرك حتى لا أذكر بشيء من شرائع ديني إلا ذكرت معي
12- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال لما عرج برسول الله ص انتهى به جبرئيل ع إلى مكان فخلى عنه فقال له يا جبرئيل أ تخليني على هذه الحال فقال امضه فو الله لقد وطئت مكانا ما وطئه بشر و ما مشى فيه بشر قبلك
13- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن علي بن أبي حمزة قال سأل أبو بصير أبا عبد الله ع و أنا حاضر فقال جعلت فداك كم عرج برسول الله ص فقال مرتين فأوقفه جبرئيل موقفا فقال له مكانك يا محمد فلقد وقفت موقفا ما وقفه ملك قط و لا نبي إن ربك يصلي فقال يا جبرئيل و كيف يصلي قال يقول سبوح قدوس أنا رب الملائكة و الروح سبقت رحمتي غضبي فقال النبي ص اللهم عفوك عفوك قال و كان كما قال الله قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فقال له أبو بصير جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى قال ما بين سيتها إلى رأسها قال فكان كما قال بينهما حجاب يتلألأ بخفق و لا أعلمه إلا و قد قال زبرجد فنظر في مثل سم الإبرة إلى ما شاء الله من نور العظمة فقال الله تبارك و تعالى يا محمد قال لبيك ربي قال من لأمتك من بعدك قال الله أعلم قال علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين قال ثم قال أبو عبد الله ع لأبي بصير يا با محمد و الله ما جاءت ولاية علي من الأرض و لكن جاءت من السماء مشافهة
بيان قوله ع مرتين يمكن رفع التنافي بين هذا الخبر و بين ما سيأتي من مائة و عشرين بأن تكون المرتان في مكة و البواقي في المدينة أو المرتان إلى العرش و البواقي إلى السماء أو المرتان بالجسم و البواقي بالروح أو المرتان ما أخبر بما جرى فيهما و البواقي لم يخبر بها. قوله إلى رأسها لعله كان إلى وسطها أو إلى مقبضها فصحف لأن سية القوس بالكسر مخففة ما عطف من طرفيها ذكره الفيروزآبادي و قال القاب ما بين المقبض و السية و لكل قوس قابان و المقدار كالقيب انتهى. و الخفق التحرك و الاضطراب ثم أمر جبرئيل بالوقوف و ما كلمه ص به لعله كان قبل مفارقته أو يقال فارقه في المكان و كان بحيث يراه و يكلمه و الأول أظهر مع أنه يمكن أن يكون هذا في بعض المعارج و سم الإبرة ثقبها و هي كناية عن قلة ما ظهر له من معرفة ذاته و صفاته بالنسبة إليه تعالى و إن كان غاية طوق البشر
14- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة أو الفضيل عن أبي جعفر ع قال لما أسري برسول الله ص إلى السماء فبلغ البيت المعمور و حضرت الصلاة فأذن جبرئيل و أقام فتقدم رسول الله ص و صف الملائكة و النبيون خلف محمد ص
15- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن معاوية عن أبي عبد الله ص قال قال رسول الله ص لقد أسرى ربي بي فأوحى إلي من وراء الحجاب ما أوحى و شافهني إلى أن قال لي يا محمد من أذل لي وليا فقد أرصد لي بالمحاربة و من حاربني حاربته قلت يا رب و من وليك هذا فقد علمت أن من حاربك حاربته قال ذاك من أخذت ميثاقه لك و لوصيك و لذريتكما بالولاية
-16 يب، ]تهذيب الأحكام[ سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عبد الله الخزاز عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص لما أسرى الله به قال له جبرئيل ع أ تدري أين أنت يا رسول الله الساعة أنت مقابل مسجد الكوفان قال فاستأذن لي ربي عز و جل حتى آتيه فأصلي فيه ركعتين فاستأذن الله عز و جل فأذن له
17- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن ابن محبوب عن الثمالي و أبي منصور عن أبي الربيع قال حججنا مع أبي جعفر ع في السنة التي كان حج فيها هشام بن عبد الملك و كان معه نافع مولى عمر بن الخطاب فنظر نافع إلى أبي جعفر ع في ركن البيت و قد اجتمع عليه الناس فقال نافع يا أمير المؤمنين من هذا الذي قد تداك عليه الناس فقال هذا نبي أهل الكوفة هذا محمد بن علي فقال اشهد لآتينه فلأسألنه عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي أو وصي نبي أو ابن نبي قال فاذهب إليه و اسأله لعلك تخجله فجاء نافع حتى اتكأ على الناس ثم أشرف على أبي جعفر ع فقال يا محمد بن علي إني قرأت التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان و قد عرفت حلالها و حرامها و قد جئت أسألك عن مسائل لا يجيب فيها إلا نبي أو وصي نبي أو ابن نبي قال فرفع أبو جعفر ع رأسه فقال سل عما بدا لك فقال أخبرني كم بين عيسى و بين محمد ص من سنة قال أخبركبقولي أو بقولك قال أخبرني بالقولين جميعا قال أما في قولي فخمسمائة سنة و أما في قولك فستمائة سنة قال فأخبرني عن قول الله عز و جل لنبيه وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ من الذي سأله محمد ص و كان بينه و بين عيسى خمسمائة سنة قال فتلا أبو جعفر ع هذه الآية سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا فكان من الآيات التي أراها الله تبارك و تعالى محمدا حيث أسرى به إلى البيت المقدس أن حشر الله عز ذكره الأولين و الآخرين من النبيين و المرسلين ثم أمر جبرئيل فأذن شفعا و أقام شفعا و قال في أذانه حي على خير العمل ثم تقدم محمد فصلى بالقوم فلما انصرف قال لهم على ما تشهدون و ما كنتم تعبدون قالوا نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أنك رسول الله أخذ على ذلك عهودنا و مواثيقنا فقال نافع صدقت يا با جعفر
بيان قال الجزري تداككتم علي أي ازدحمتم و أصل الدك الكسر
18- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال لما أسري برسول الله ص أصبح فقعد فحدثهم بذلك فقالوا له صف لنا بيت المقدس قال فوصف لهم و إنما دخله ليلا فاشتبه عليه النعت فأتاه جبرئيل فقال انظر هاهنا فنظر إلى البيت فوصفه و هو ينظر إليه ثم نعت لهم ما كان من عير لهم فيما بينهم و بين الشام ثم قال هذه عير بني فلان تقدم مع طلوع الشمس يتقدمها جمل أورق أو أحمر قال و بعثت قريش رجلا على فرس ليردها قال و بلغ مع طلوع الشمس قال قرظة بن عبد عمرو يا لهفا أن لا أكون لك جذعا حين تزعم أنك أتيت بيت المقدس و رجعت من ليلتك
بيان قوله ع و بلغ مع طلوع الشمس أي ذلك الرجل لم يبلغ العير إلا مع طلوع الشمس حين قدموا فلم يمكنه ردهم و يحتمل أن يكون المراد بلوغ العير مكة فكان الأظهر بلغت قوله يا لهفا أصله يا لهفي و هي كلمة تحسر على ما فات قوله أن لا أكون لك جذعا قال الجزري في حديث المبعث إن ورقة بن نوفل قال يا ليتني فيها جذعا الضمير في قوله فيها للنبوة أي ليتني كنت شابا عند ظهورها حتى أبالغ في نصرتها و حمايتها انتهى. أقول يحتمل أن يكون كلامه لعنه الله جاريا مجرى الاستهزاء و يكون مراده ليتني كنت شابا قويا على نصرتك حين ظهر لي أنك أتيت بيت المقدس و رجعت من ليلتك و يحتمل أن يكون مراده يا لهفا علي أن كبرت و ضعفت و لا أقدر على إضرارك حين سمعتك تقول هذا
19- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل وَ ما تُغْنِي الْآياتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ قال لما أسري برسول الله ص أتاه جبرئيل بالبراق فركبها فأتى بيت المقدس فلقي من لقي من إخوانه من الأنبياء صلوات الله عليهم ثم رجع فحدث أصحابه أني أتيت بيت المقدس و رجعت من الليلة و قد جاءني جبرئيل بالبراق فركبتها و آية ذلك أني مررت بعير لأبي سفيان على ماء لبني فلان و قد أضلوا جملا لهم أحمر و قد هم القوم في طلبه فقال بعضهم لبعض إنما جاء الشام و هو راكب سريع و لكنكم قد أتيتم الشام و عرفتموها فسلوه عن أسواقها و أبوابها و تجارها فقالوا يا رسول الله كيف الشام و كيف أسواقها قال و كان رسول الله ص إذا سئل عن الشيء لا يعرفه شق عليه حتى يرى ذلك في وجهه قال فبينما هو كذلك إذ أتاه جبرئيل ع فقال يا رسول الله هذه الشام قد رفعت لك فالتفت رسول الله ص فإذا هو بالشام بأبوابها و أسواقها و تجارها و قال أين السائل عن الشام فقالوا له فلان و فلان فأجابهم رسول الله ص في كل ما سألوه عنه فلم يؤمن منهم إلا قليل و هو قول الله تبارك و تعالى وَ ما تُغْنِي الْآياتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ ثم قال أبو عبد الله ع نعوذ بالله أن لا نؤمن بالله و رسوله آمنا بالله و برسوله ص
بيان قوله إنما جاء الشام أي أتاه أو منه بأن يكون منصوبا بنزع الخافض و في بعض النسخ القديمة إنما جاءه راكب سريع أي جبرئيل و في بعض الروايات إنما جاء راكب سريع و على التقادير إنما قالوا ذلك استهزاء قوله هذه الشام أي أصلها رفعت بالإعجاز أو مثالها كما يدل عليه بعض الأخبار
20- كا، ]الكافي[ حميد عن الحسن بن محمد الكندي عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبان عن عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر ع قال أتى جبرئيل ع رسول الله ص بالبراق أصغر من البغل و أكبر من الحمار مضطرب الأذنين عينه في حافره و خطاه مد بصره فإذا انتهى إلى جبل قصرت يداه و طالت رجلاه فإذا هبط طالت يداه و قصرت رجلاه أهدب العرف الأيمن له جناحان من خلفه
شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الله بن عطاء مثله إلى قوله عيناه في حوافره خطوه مد بصره
21- ختص، ]الإختصاص[ روي عن علي بن محمد العسكري ع عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء الرابعة نظرت إلى قبة من لؤلؤ لها أربعة أركان و أربعة أبواب كلها من إستبرق أخضر قلت يا جبرئيل ما هذه القبة التي لم أر في السماء الرابعة أحسن منها فقال حبيبي محمد هذه صورة مدينة يقال لها قم تجتمع فيها عباد الله المؤمنون ينتظرون محمدا و شفاعته للقيامة و الحساب يجري عليهم الغم و الهم و الأحزان و المكاره قال فسألت علي بن محمد العسكري ع متى ينتظرون الفرج قال إذا ظهر الماء على وجه الأرض
22- كتاب صفات الشيعة، للصدوق رحمه الله عن القطان عن السكري عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه قال قال الصادق ع ليس من شيعتنا من أنكر أربعة أشياء المعراج و المسائلة في القبر و خلق الجنة و النار و الشفاعة
23- و عن الطالقاني عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن الرضا ع أنه قال من كذب بالمعراج فقد كذب رسول الله ص
24- و عن ابن عبدوس عن ابن قتيبة عن الفضل بن شاذان عن الرضا ع قال من أقر بتوحيد الله و ساق الحديث إلى أن قال و آمن بالمعراج و المسائلة في القبر و الحوض و الشفاعة و خلق الجنة و النار و الصراط و الميزان و البعث و النشور و الجزاء و الحساب فهو مؤمن حقا و هو من شيعتنا أهل البيت
25- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن محبوب عن هشام الخراساني عن المفضل عن أبي عبد الله ع في حديث طويل قال قلت له إن مسجد الكوفة قديم قال نعم و هو مصلى الأنبياء صلى الله عليهم و لقد صلى فيه رسول الله ص حين أسري به إلى السماء فقال له جبرئيل ع يا محمد إن هذا مسجد أبيك آدم ع و مصلى الأنبياء عليهم السلام فانزل فصل فيه فنزل فصلى فيه ثم إن جبرئيل عرج به إلى السماء
26- كتاب المحتضر، للحسن بن سليمان مما رواه من كتاب المعراج بإسناده عن الصدوق عن أحمد بن محمد بن الصقر عن عبد الله بن محمد المهلبي عن أبي الحسين بن إبراهيم عن علي بن صالح عن محمد بن سنان عن أبي حفص العبدي عن محمد بن مالك الهمداني عن زاذان عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال قال رسول الله ص لما عرج بي إلى السماء الدنيا إذا أنا بقصر من فضة بيضاء على بابه ملكان فقلت يا جبرئيل سلهما لمن هذا القصر فسألهما فقالا لفتى من بني هاشم فلما صرت في السماء الثانية إذا أنا بقصر من ذهب أحمر أحسن من الأول على بابه ملكان فقلت يا جبرئيل سلهما لمن هذا القصر فسألهما فقالا لفتى من بني هاشم فلما صرت إلى السماء الثالثة إذا أنا بقصر من ياقوتة حمراء على بابه ملكان فقلت يا جبرئيل سلهما فسألهما فقالا لفتى من بني هاشم فلما صرت في السماء الرابعة إذا أنا بقصر من درة بيضاء على بابه ملكان فقلت يا جبرئيل سلهما فسألهما فقالا لفتى من بني هاشم فلما صرت إلى السماء الخامسة فإذا أنا بقصر من درة صفراء على بابه ملكان فقلت يا جبرئيل سلهما لمن هذا القصر فسألهما فقالا لفتى من بني هاشم فلما صرت إلى السماء السادسة إذا أنا بقصر من لؤلؤة رطبة مجوفة على بابه ملكان فقلت يا جبرئيل سلهما فسألهما لمن هذا القصر فقالا لفتى من بني هاشم فلما صرت إلى السماء السابعة إذا أنا بقصر من نور عرش الله تبارك و تعالى على بابه ملكان فقلت يا جبرئيل سلهما لمن هذا القصر فسألهما فقالا لفتى من بني هاشم فسرنا فلم نزل ندفع من نور إلى ظلمة و من ظلمة إلى نور حتى وقفت على سدرة المنتهى فإذا جبرئيل ع ينصرف قلت خليلي جبرئيل في مثل هذا المكان أو في مثل هذه السدرة تخلفني و تمضي فقال حبيبي و الذي بعثك بالحق نبيا إن هذا المسلك ما سلكه نبي مرسل و لا ملك مقرب أستودعك رب العزة و ما زلت واقفا حتى قذفت في بحار النور فلم تزل الأمواج تقذفني من نور إلى ظلمة و من ظلمة إلى نور حتى أوقفني ربي الموقف الذي أحب أن يقفني عنده من ملكوت الرحمن فقال عز و جل يا أحمد قف فوقفت منتفضا مرعوبا فنوديت من الملكوت يا أحمد فألهمني ربي فقلت لبيك ربي و سعديك ها أنا ذا عبدك بين يديك فنوديت يا أحمد العزيز يقرأ عليك السلام قال فقلت هو السلام و إليه يعود السلام ثم نوديت ثانية يا أحمد فقلت لبيك و سعديك سيدي و مولاي قال يا أحمد آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ فألهمني ربي فقلت آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ فقلت قد سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ فقال الله عز و جل لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ فقلت رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا فقال الله عز و جل قد فعلت فقلت رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا فقال قد فعلت فقلت رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ فقال الله عز و جل قد فعلت فجرى القلم بما جرى فلما قضيت وطري من مناجات ربي نوديت أن العزيز يقول لك من خلفت في الأرض فقلت خيرها خلفت فيهم ابن عمي فنوديت يا أحمد من ابن عمك قلت أنت أعلم علي بن أبي طالب فنوديت من الملكوت سبعا متواليا يا أحمد استوص بعلي بن أبي طالب ابن عمك خيرا ثم قال التفت فالتفت عن يمين العرش فوجدت على ساق العرش الأيمن مكتوبا لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي محمد رسولي أيدته بعلي يا أحمد شققت اسمك من اسمي أنا الله المحمود الحميد و أنا الله العلي و شققت اسم ابن عمك علي من اسمي يا أبا القاسم امض هاديا مهديا نعم المجيء جئت و نعم المنصرف انصرفت و طوباك و طوبى لمن آمن بك و صدقك
ثم قذفت في بحار النور فلم تزل الأمواج تقذفني حتى تلقاني جبرئيل ع في سدرة المنتهى فقال لي خليلي نعم المجيء جئت و نعم المنصرف انصرفت ما ذا قلت و ما ذا قيل لك قال فقلت بعض ما جرى فقال لي و ما كان آخر الكلام الذي ألقي إليك فقلت له نوديت يا أبا القاسم امض هاديا مهديا رشيدا طوباك و طوبى لمن آمن بك و صدقك فقال لي جبرئيل ع أ فلم تستفهم ما أراد بأبي القاسم قلت لا يا روح الله فنوديت يا أحمد إنما كنيتك أبا القاسم لأنك تقسم الرحمة مني بين عبادي يوم القيامة فقال جبرئيل ع هنيئا مريئا يا حبيبي و الذي بعثك بالرسالة و اختصك بالنبوة ما أعطى الله هذا آدميا قبلك ثم انصرفنا حتى جئنا إلى السماء السابعة فإذا القصر على حاله فقلت حبيبي جبرئيل سلهما من الفتى من بني هاشم فسألهما فقالا علي بن أبي طالب ابن عم محمد ص فما نزلنا إلى سماء من السماوات إلا و القصور على حالها فلم يزل جبرئيل يسألهم عن الفتى الهاشمي و يقول كلهم علي بن أبي طالب
27- و منه عن الصدوق عن أحمد بن علي بن إبراهيم عن أبيه عن جده عن علي بن معبد عن أحمد بن عمر عن زيد النقاب عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال كان النبي ص يكثر تقبيل فاطمة ع فعاتبته على ذلك عائشة فقالت يا رسول الله إنك لتكثر تقبيل فاطمة فقال لها إنه لما عرج بي إلى السماء مر بي جبرئيل على شجرة طوبى فناولني من ثمرها فأكلته فحول الله ذلك ماء إلى ظهري فلما أن هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فما قبلتها إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها
-28 ج، ]الإحتجاج[ ابن عباس قال قال النبي ص في جواب نفر من اليهود سخر الله لي البراق و هو خير من الدنيا بحذافيرها و هي دابة من دواب الجنة وجهها مثل وجه آدمي و حوافرها مثل حوافر الخيل و ذنبها مثل ذنب البقر فوق الحمار و دون البغل سرجه من ياقوتة حمراء و ركابه من درة بيضاء مزمومة بسبعين ألف زمام من ذهب عليه جناحان مكللان بالدر و الجوهر و الياقوت و الزبرجد مكتوب بين عينيه لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله
29- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن الله سخر لي البراق و هي دابة من دواب الجنة ليست بالقصير و لا بالطويل فلو أن الله تعالى أذن لها لجالت الدنيا و الآخرة في جرية واحدة و هي أحسن الدواب لونا
30- ل، ]الخصال[ محمد بن علي بن إسماعيل عن عبد الله بن زيدان عن ابن عقدة عن علي بن المثنى عن زيد بن حباب عن عبد الله بن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله ص ما في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة فقام إليه العباس بن عبد المطلب فقال من هم يا رسول الله فقال أما أنا فعلى البراق و وجهها كوجه الإنسان و خدها كخد الفرس و عرفها من لؤلؤ مسموط و أذناها زبرجدتان خضراوان و عيناها مثل كوكب الزهرة تتوقدان مثل النجمين المضيئين لها شعاع مثل شعاع الشمس ينحدر من نحرها الجمان مطوية الخلق طويلة اليدين و الرجلين لها نفس كنفس الآدميين تسمع الكلام و تفهمه و هي فوق الحمار و دون البغل الخبر
-31 ع، ]علل الشرائع[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن كنية البراق فقال يكنى أبا هلال
32- قال السيد بن طاوس رضي الله عنه في كتاب سعد السعود، رأيت في تفسير ما نزل من القرآن في النبي و أهل بيته صلوات الله عليهم تأليف محمد بن العباس بن علي بن مروان حدثنا الحسين بن محمد بن سعيد عن محمد بن البيض بن الفياض عن إبراهيم بن عبد الله بن همام عن عبد الرزاق عن معمر عن ابن حماد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ص بينما أنا في الحجر إذ أتاني جبرئيل فهمزني برجلي فاستيقظت فلم أر شيئا ثم أتاني الثانية فهمزني برجلي فاستيقظت فأخذ بضبعي فوضعني في شيء كوكر الطير فلما طرقت ببصري طرفة فرجعت إلي و أنا في مكان فقال أ تدري أين أنت فقلت لا يا جبرئيل فقال هذا بيت المقدس بيت الله الأقصى فيه المحشر و المنشر ثم قام جبرئيل فوضع سبابته اليمنى في أذنه اليمنى فأذن مثنى مثنى يقول في آخرها حي على خير العمل مثنى مثنى حتى إذا قضى أذانه أقام الصلاة مثنى مثنى و قال في آخرها قد قامتالصلاة قد قامت الصلاة فبرق نور من السماء ففتحت به قبور الأنبياء فأقبلوا من كل أوب يلبون دعوة جبرئيل فوافى أربعة آلاف و أربعمائة نبي و أربعة عشر نبيا فأخذوا مصافهم و لا أشك أن جبرئيل سيتقدمنا فلما استووا على مصافهم أخذ جبرئيل بضبعي ثم قال لي يا محمد تقدم فصل بإخوانك فالخاتم أولى من المختوم فالتفت عن يميني و إذا أنا بأبي إبراهيم ع عليه حلتان خضراوان و عن يمينه ملكان و عن يساره ملكان ثم التفت عن يساري و إذا أنا بأخي و وصيي علي بن أبي طالب عليه حلتان بيضاوان عن يمينه ملكان و عن يساره ملكان فاهتززت سرورا فغمز بي جبرئيل ع بيده فلما انقضت الصلاة قمت إلى إبراهيم ع فقام إلي فصافحني و أخذ بيميني بكلتا يديه و قال مرحبا بالنبي الصالح و الابن الصالح و المبعوث الصالح في الزمان الصالح و قام إلى علي بن أبي طالب فصافحه و أخذ بيمينه بكلتا يديه و قالمرحبا بالابن الصالح و وصي النبي الصالح يا أبا الحسن فقلت له يا أبت كنيته بأبي الحسن و لا ولد له فقال كذلك وجدته في صحفي و علم غيب ربي باسمه علي و كنيته بأبي الحسن و الحسين و وصي خاتم أنبياء ربي
ثم قال في بعض تمام الحديث ما هذا لفظه ثم أصبحنا بالأبطح نشطين لم يباشرنا عناء و إني محدثكم بهذا الحديث و سيكذب قوم و هو الحق فلا تمترون. يقول علي بن موسى بن طاوس لعل هذا الإسراء كان دفعة أخرى غير ما هو مشهور فإن الأخبار وردت مختلفة في صفات الإسراء و لعل الحاضرين من الأنبياء كانوا في هذه الحال دون الأنبياء الذين حضروا في الإسراء الآخر لأن عدد الأنبياء الأخيار مائة ألف نبي و أربعة و عشرون نبيا و لعل الحاضرين من الأنبياء كانوا في هذه هم المرسلون أو من له خاصية و سر مصون و ليس كل ما جرى من خصائص النبي و علي صلوات الله عليهما عرفناه و كلما يحتمله العقل و ذكره الله جل جلاله لا يجوز التكذيب في معناه و قد ذكرت في عدة مجلدات و مصنفات أنه حيث ارتضى الله جل جلاله عبده لمعرفته و شرفه لخدمته فكلما يكون بعد ذلك من الإنعام و الإكرام فهو دون هذا المقام و لا سيما أنه برواية الرجال الذين لا يتهمون في نقل فضل مولانا علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة و السلام. بيان الضبع العضد و الأوب الناحية
33- د، ]العدد القوية[ في ليلة إحدى و عشرين من رمضان قبل الهجرة بستة أشهر كان الإسراء برسول الله و قيل في السابع عشر من شهر رمضان ليلة السبت و قيل ليلة الإثنين من شهر ربيع الأول بعد النبوة بسنتين و في كتاب التذكرة في ليلة السابع و العشرين من رجب السنة الثانية من الهجرة كان الإسراء
34- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال جاء جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل بالبراق إلى رسول الله ص فأخذ واحد باللجام و واحد بالركاب و سوى الآخر عليه ثيابه فتضعضعت البراق فلطمها جبرئيل ثم قال لها اسكني يا براق فما ركبك نبي قبله و لا يركبك بعده مثله قال فرقت به ص و رفعته ارتفاعا ليس بالكثير و معه جبرئيل يريه الآيات من السماء و الأرض قال فبينا أنا في مسيري إذ نادى مناد عن يميني يا محمد فلم أجبه و لم ألتفت إليه ثم نادى مناد عن يساري يا محمد فلم أجبه و لم ألتفت إليه ثم استقبلتني امرأة كاشفة عن ذراعيها عليها من كل زينة الدنيا فقالت يا محمد أنظرني حتى أكلمك فلم ألتفت إليها ثم سرت فسمعت صوتا أفزعني فجاوزت فنزل بي جبرئيل ع فقال صل فصليت فقال تدري أين صليت فقلت لا فقال صليت بطيبة و إليها مهاجرتك ثم ركبت فمضينا ما شاء الله ثم قال لي انزل و صل فنزلت و صليت فقال لي تدري أين صليت فقلت لا فقال صليت بطور سيناء حيث كَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً ثم ركبت فمضينا ما شاء الله ثم قال لي انزل فصل فنزلت و صليت فقال لي تدري أين صليت فقلت لا قال صليت في بيت لحم و بيت لحم بناحية بيت المقدس حيث ولد عيسى ابن مريم ع ثم ركبت فمضينا حتى انتهينا إلى بيت المقدس فربطت البراق بالحلقة التي كانت الأنبياء تربط بها فدخلت المسجد و معي جبرئيل إلى جنبي فوجدنا إبراهيم و موسى و عيسى فيمن شاء الله من أنبياء الله ع قد جمعوا إلي و أقيمت الصلاة و لا أشك إلا و جبرئيل سيتقدمنا فلما استووا أخذ جبرئيل بعضدي فقدمني و أممتهم و لا فخر ثم أتاني الخازن بثلاثة أوان إناء فيه لبن و إناء فيه ماء و إناء فيه خمر و سمعت قائلا يقول إن أخذ الماء غرق و غرقت أمته و إن أخذ الخمر غوي و غويت أمته و إن أخذ اللبن هدي و هديت أمته قال فأخذت اللبن و شربت منه فقال لي جبرئيل هديت و هديت أمتك ثم قال لي ما ذا رأيت في مسيرك فقلت ناداني مناد عن يميني فقال لي أ و أجبته فقلت لا و لم ألتفت إليه فقال ذلك داعي اليهود لو أجبته لتهودت أمتك من بعدك ثم قال ما ذا رأيت فقلت ناداني مناد عن يساري فقال لي أ و أجبته فقلت لا و لم ألتفت إليه فقال ذاك داعي النصارى لو أجبته لتنصرت أمتك من بعدك ثم قال ما ذا استقبلك فقلت لقيت امرأة كاشفة عن ذراعيها عليها من كل زينة الدنيا فقالت يا محمد أنظرني حتى أكلمك فقال لي أ فكلمتها فقلت لا كلمتها و لم ألتفت إليها فقال تلك الدنيا و لو كلمتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة ثم سمعت صوتا أفزعني فقال لي جبرئيل أ تسمع يا محمد قلت نعم قال هذه صخرة قذفتها عن شفير جهنم منذ سبعين عاما فهذا حين استقرت
قالوا فما ضحك رسول الله ص حتى قبض قال فصعد جبرئيل و صعدت معه إلى السماء الدنيا و عليها ملك يقال له إسماعيل و هو صاحب الخطفة التي قال الله عز و جل إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ و تحته سبعون ألف ملك تحت كل ملك سبعون ألف ملك فقال يا جبرئيل من هذا معك فقال محمد قال و قد بعث قال نعم ففتح الباب فسلمت عليه و سلم علي و استغفرت له و استغفر لي و قال مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح و تلقتني الملائكة حتى دخلت السماء الدنيا فما لقيني ملك إلا ضاحكا مستبشرا حتى لقيني ملك من الملائكة لم أر أعظم خلقا منه كريه المنظر ظاهر الغضب فقال لي مثل ما قالوا من الدعاء إلا أنه لم يضحك و لم أر فيه من الاستبشار ما رأيت ممن ضحك من الملائكة فقلت من هذا يا جبرئيل فإني قد فزعت منه فقال يجوز أن تفزع منه و كلنا نفزع منه إن هذا مالك خازن النار لم يضحك قط و لم يزل منذ ولاه الله جهنم يزداد كل يوم غضبا و غيظا على أعداء الله و أهل معصيته فينتقم الله به منهم و لو ضحك إلى أحد كان قبلك أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك لضحك إليك و لكنه لا يضحك فسلمت عليه فرد السلام علي و بشرني بالجنة فقلت لجبرئيل و جبرئيل بالمكان الذي وصفه الله مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ أ لا تأمرني أن يريني النار فقال له جبرئيل يا مالك أر محمدا النار فكشف عنها غطاءها و فتح بابا منها فخرج منها لهب ساطع في السماء و فارت و ارتفعت حتى ظننت لتتناولني مما رأيت فقلت يا جبرئيل قل له فليرد عليها غطاءها فأمرها فقال لها ارجعي فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه ثم مضيت فرأيت رجلا آدما جسيما فقلت من هذا يا جبرئيل فقال هذا أبوك آدم فإذا هو يعرض عليه ذريته فيقول روح طيب و ريح طيبة من جسد طيب ثم تلا رسول الله ص سورة المطففين على رأس سبع عشرة آية كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ إلى آخرها قال فسلمت على أبي آدم و سلم علي و استغفرت له و استغفر لي و قال مرحبا بالابن الصالح و النبي الصالح و المبعوث في الزمن الصالح ثم مررت بملك من الملائكة جالس على مجلس و إذا جميع الدنيا بين ركبتيه و إذا بيده لوح من نور سطر فيه مكتوب فيه كتاب ينظر فيه لا يلتفت يمينا و لا شمالا مقبلا عليه كهيئة الحزين فقلت من هذا يا جبرئيل فقال هذا ملك الموت دائب في قبض الأرواح فقلت يا جبرئيل أدنني منه حتى أكلمه فأدناني منه فسلمت عليه و قال له جبرئيل هذا محمد نبي الرحمة الذي أرسله الله إلى العباد فرحب بي و حياني بالسلام و قال أبشر يا محمد فإني أرى الخير كله في أمتك فقلت الحمد لله المنان ذي النعم على عباده ذلك من فضل ربي و رحمته علي فقال جبرئيل هو أشد الملائكة عملا فقلت أ كل من مات أو هو ميت فيما بعد هذا يقبض روحه فقال نعم قلت و تراهم حيث كانوا و تشهدهم بنفسك فقال نعم فقال ملك الموت ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله لي و مكنني عليها إلا كالدرهم في كف الرجل يقلبه كيف
يشاء و ما من دار إلا و أنا أتصفحه كل يوم خمس مرات و أقول إذا بكى أهل الميت على ميتهم لا تبكوا عليه فإن لي فيكم عودة و عودة حتى لا يبقى منكم أحد فقال رسول الله ص كفى بالموت طامة يا جبرئيل فقال جبرئيل إن ما بعد الموت أطم و أطم من الموت قال ثم مضيت فإذا أنا بقوم بين أيديهم موائد من لحم طيب و لحم خبيث يأكلون اللحم الخبيث و يدعون الطيب فقلت من هؤلاء يا جبرئيل فقال هؤلاء الذين يأكلون الحرام و يدعون الحلال و هم من أمتك يا محمد فقال رسول الله ص ثم رأيت ملكا من الملائكة جعل الله أمره عجبا نصف جسده النار و النصف الآخر ثلج فلا النار تذيب الثلج و لا الثلج يطفئ النار و هو ينادي بصوت رفيع و يقول سبحان الذي كف حر هذه النار فلا تذيب الثلج و كف برد هذا الثلج فلا يطفئ حر هذه النار اللهم يا مؤلف بين الثلج و النار ألف بين قلوب عبادك المؤمنين فقلت من هذا يا جبرئيل فقال هذا ملك وكله الله بأكناف السماء و أطراف الأرضين و هو أنصح ملائكة الله لأهل الأرض من عباده المؤمنين يدعو لهم بما تسمع منذ خلق و رأيت ملكين يناديان في السماء أحدهما يقول اللهم أعط كل منفق خلفا و الآخر يقول اللهم أعط كل ممسك تلفا ثم مضيت فإذا أنا بأقوام لهم مشافر كمشافر الإبل يقرض اللحم من جنوبهم و يلقى في أفواههم فقلت من هؤلاء يا جبرئيل فقال هؤلاء الهمازون اللمازون ثم مضيت فإذا أنا بأقوام ترضخ رءوسهم بالصخر فقلت من هؤلاء يا جبرئيل فقال هؤلاء الذين ينامون عن صلاة العشاء ثم مضيت فإذا أنا بأقوام تقذف النار في أفواههم و تخرج من أدبارهم فقلت من هؤلاء يا جبرئيل قال هؤلاء الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ثم مضيت فإذا أنا بأقوام يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر من عظم بطنه فقلت من هؤلاء يا جبرئيل قال هؤلاء الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ و إذا هم بسبيل آل فرعون يعرضون على النار غُدُوًّا وَ عَشِيًّا يقولون ربنا متى تقوم الساعة قال ثم مضيت فإذا أنا بنسوان معلقات بثديهن فقلت من هؤلاء يا جبرئيل فقال هؤلاء اللواتي يورثن أموال أزواجهن أولاد غيرهم ثم قال رسول الله ص اشتد غضب الله على امرأة أدخلت على قوم في نسبهم من ليس منهم فاطلع على عورتهم و أكل خزائنهم قال ثم مررنا بملائكة من ملائكة الله عز و جل خلقهم الله كيف شاء و وضع وجوههم كيف شاء ليس شيء من أطباق أجسادهم إلا و هو يسبح الله و يحمده من كل ناحية بأصوات مختلفة أصواتهم مرتفعة بالتحميد و البكاء من خشية الله فسألت جبرئيل عنهم فقال كما ترى خلقوا إن الملك منهم إلى جنب صاحبه ما كلمه قط و لا رفعوا رءوسهم إلى ما فوقها و لا خفضوها إلى ما تحتها خوفا من الله و خشوعا فسلمت عليهم فردوا علي إيماء برءوسهم لا ينظرون إلي من الخشوع فقال لهم جبرئيل هذا محمد نبي الرحمة أرسله الله إلى العباد رسولا و نبيا و هو خاتم النبوة و سيدهم أ فلا تكلمونه قال فلما سمعوا ذلك من جبرئيل أقبلوا علي بالسلام و أكرموني و بشروني بالخير لي و لأمتي
قال ثم صعدنا إلى السماء الثانية فإذا فيها رجلان متشابهان فقلت من هذان يا جبرئيل فقال لي ابنا الخالة يحيى و عيسى ع فسلمت عليهما و سلما علي و استغفرت لهما و استغفرا لي و قالا مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح و إذا فيها من الملائكة و عليهم الخشوع قد وضع الله وجوههم كيف شاء ليس منهم ملك إلا يسبح الله و يحمده بأصوات مختلفة ثم صعدنا إلى السماء الثالثة فإذا فيها رجل فضل حسنه على سائر الخلق كفضل القمر ليلة البدر على سائر النجوم فقلت من هذا يا جبرئيل فقال هذا أخوك يوسف فسلمت عليه و سلم علي و استغفرت له و استغفر لي و قال مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح و المبعوث في الزمن الصالح و إذا فيها ملائكة عليهم من الخشوع مثل ما وصفت في السماء الأولى و الثانية و قال لهم جبرئيل في أمري ما قال للآخرين و صنعوا بي مثل ما صنع الآخرون ثم صعدنا إلى السماء الرابعة و إذا فيها رجل فقلت من هذا يا جبريل قال هذا إدريس رفعه الله مَكاناً عَلِيًّا فسلمت عليه و سلم علي و استغفرت له و استغفر لي و إذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات التي عبرناها فبشروني بالخير لي و لأمتي ثم رأيت ملكا جالسا على سرير تحت يديه سبعون ألف ملك تحت كل ملك سبعون ألف ملك فوقع في نفس رسول الله ص أنه هو فصاح به جبرئيل فقال قم فهو قائم إلى يوم القيامة ثم صعدنا إلى السماء الخامسة فإذا فيها رجل كهل عظيم العين لم أر كهلا أعظم منه حوله ثلة من أمته فأعجبتني كثرتهم فقلت من هذا يا جبرئيل فقال هذا المجيب في قومه هارون بن عمران فسلمت عليه و سلم علي و استغفرت له و استغفر لي و إذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات ثم صعدنا إلى السماء السادسة و إذا فيها رجل آدم طويل كأنه من شبوة و لو أن عليه قميصين لنفذ شعره فيهما فسمعته يقول يزعم بنو إسرائيل أني أكرم ولد آدم على الله و هذا رجل أكرم على الله مني فقلت من هذا يا جبرئيل فقال هذا أخوك موسى بن عمران فسلمت عليه و سلم علي و استغفرت له و استغفر لي و إذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات قال ثم صعدنا إلى السماء السابعة فما مررت بملك من الملائكة إلا قالوا يا محمد احتجم و أمر أمتك بالحجامة و إذا فيها رجل أشمط الرأس و اللحية جالس على كرسي فقلت يا جبرئيل من هذا الذي في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله فقال هذا يا محمد أبوك إبراهيم و هذا محلك و محل من اتقى من أمتك ثم قرأ رسول الله ص إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ فسلمت عليه و سلم علي و قال مرحبا بالنبي الصالح و الابن الصالح و المبعوث في الزمن الصالح و إذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات فبشروني بالخير لي و لأمتي قال رسول الله ص و رأيت في السماء السابعة بحارا من نور يتلألأ تلألؤها يخطف بالأبصار و فيها بحار مظلمة و بحار من ثلج ترعد فكلما فزعت و رأيت هؤلاء سألت جبرئيل فقال أبشر يا محمد و اشكر كرامة ربك و اشكر الله بما صنع إليك قال فثبتني الله بقوته و عونه حتى كثر قولي لجبرئيل و تعجبي فقال جبرئيل يا محمد تعظم ما ترى إنما هذا خلق من خلق ربك فكيف بالخالق الذي خلق ما ترى و ما لا ترى أعظم من هذا
من خلق ربك أن بين الله و بين خلقه تسعين ألف حجاب و أقرب الخلق إلى الله أنا و إسرافيل و بيننا و بينه أربعة حجب حجاب من نور و حجاب من ظلمة و حجاب من الغمام و حجاب من الماء قال ص و رأيت من العجائب التي خلق الله و سخر على ما أراده ديكا رجلاه في تخوم الأرضين السابعة و رأسه عند العرش و هو ملك من ملائكة الله تعالى خلقه الله كما أراد رجلاه في تخوم الأرضين السابعة ثم أقبل مصعدا حتى خرج في الهواء إلى السماء السابعة و انتهى فيها مصعدا حتى انتهى قرنه إلى قرب العرش و هو يقول سبحان ربي حيث ما كنت لا تدري أين ربك من عظم شأنه و له جناحان في منكبيه إذا نشرهما جاوز المشرق و المغرب فإذا كان في السحر نشر جناحيه و خفق بهما و صرخ بالتسبيح يقول سبحان الله الملك القدوس سبحان الله الكبير المتعال لا إله إلا الله الحي القيوم و إذا قال ذلك سبحت ديوك الأرض كلها و خفقت بأجنحتها و أخذت في الصياح فإذا سكت ذلك الديك في السماء سكتت ديوك الأرض كلها و لذلك الديك زغب أخضر و ريش أبيض كأشد بياض ما رأيته قط و له زغب أخضر أيضا تحت ريشه الأبيض كأشد خضرة ما رأيتها قط قال ص ثم مضيت مع جبرئيل فدخلت البيت المعمور فصليت فيها ركعتين و معي أناس من أصحابي عليهم ثياب جدد و آخرين عليهم ثياب خلقان فدخل أصحاب الجدد و حبس أصحاب الخلقان ثم خرجت فانقاد لي نهران نهر يسمى الكوثر و نهر يسمى الرحمة فشربت من الكوثر و اغتسلت من الرحمة ثم انقادا لي جميعا حتى دخلت الجنة و إذا على حافتيها بيوتي و بيوت أهلي و إذا ترابها كالمسك و إذا جارية تنغمس في أنهار الجنة فقلت لمن أنت يا جارية فقالت لزيد بن حارثة فبشرته بها حين أصبحت و إذا بطيرها كالبخت و إذا رمانها مثل دلي العظام و إذا شجرة لو أرسل طائر في أصلها ما دارها سبعمائة سنة و ليس في الجنة منزل إلا و فيها قتر منها فقلت ما هذه يا جبرئيل فقال هذه شجرة طوبى قال الله طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ قال رسول الله ص فلما دخلت الجنة رجعت إلي نفسي فسألت جبرئيل عن تلك البحار و هولها و أعاجيبها فقال هي سرادقات الحجب التي احتجب الله تبارك و تعالى بها و لو لا تلك الحجب لتهتك نور العرش و كل شيء فيه و انتهيت إلى سدرة المنتهى فإذا الورقة منها تظل أمة من الأمم فكنت منها كما قال الله تعالى قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فناداني آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ فقلت أنا مجيبا عني و عن أمتي وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ فقلت سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ فقال الله لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ فقلت رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا فقال الله لا أؤاخذك فقلت رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا فقال الله لا أحملك فقلت رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ فقال الله تبارك و تعالى قد أعطيتك ذلك لك و لأمتك فقال الصادق ع ما وفد إلى الله تعالى أحد أكرم من رسول الله ص حيث سأل لأمته هذه الخصال فقال رسول الله ص يا رب أعطيت أنبياءك فضائل فأعطني فقال الله قد أعطيتك فيما أعطيتك كلمتين من تحت عرشي لا حول و لا قوة إلا بالله و لا منجى منك إلا إليك قال و علمتني الملائكة قولا أقوله إذا أصبحت و أمسيت اللهم إن ظلمي أصبح مستجيرا بعفوك و ذنبي أصبح مستجيرا بمغفرتك و ذلي أصبح مستجيرا بعزتك و فقري
أصبح مستجيرا بغناك و وجهي البالي أصبح مستجيرا بوجهك الدائم الباقي الذي لا يفنى و أقول ذلك إذا أمسيت ثم سمعت الأذان فإذا ملك يؤذن لم ير في السماء قبل تلك الليلة فقال الله أكبر الله أكبر فقال الله صدق عبدي أنا أكبر فقال أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله فقال الله صدق عبدي أنا الله لا إله غيري فقال أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله فقال الله صدق عبدي إن محمدا عبدي و رسولي أنا بعثته و انتجبته فقال حي على الصلاة حي على الصلاة فقال صدق عبدي و دعا إلى فريضتي فمن مشى إليها راغبا فيها محتسبا كانت له كفارة لما مضى من ذنوبه فقال حي على الفلاح حي على الفلاح فقال الله هي الصلاح و النجاح و الفلاح ثم أممت الملائكة في السماء كما أممت الأنبياء في بيت المقدس قال ثم غشيتني صبابة فخررت ساجدا فناداني ربي أني قد فرضت على كل نبي كان قبلك خمسين صلاة و فرضتها عليك و على أمتك فقم بها أنت في أمتك فقال رسول الله ص فانحدرت حتى مررت على إبراهيم فلم يسألني عن شيء حتى انتهيت إلى موسى ع فقال ما صنعت يا محمد فقلت قال ربي فرضت على كل نبي كان قبلك خمسين صلاة و فرضتها عليك و على أمتك فقال موسى ع يا محمد إن أمتك آخر الأمم و أضعفها و إن ربك لا يزيده شيء و إن أمتك لا تستطيع أن تقوم بها فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فرجعت إلى ربي حتى انتهيت إلى سدرة المنتهى فخررت ساجدا ثم قلت فرضت علي و على أمتي خمسين صلاة و لا أطيق ذلك و لا أمتي فخفف عني فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال ارجع لا تطيق فرجعت إلى ربي فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال ارجع و في كل رجعة أرجع إليه أخر ساجدا حتى رجع إلى عشر صلوات فرجعت إلى موسى و أخبرته فقال لا تطيق فرجعت إلى ربي فوضع عني خمسا فرجعت إلى موسى ع و أخبرته فقال لا تطيق فقلت قد استحييت من ربي و لكن أصبر عليها فناداني مناد كما صبرت عليها فهذه الخمس بخمسين كل صلاة بعشير و من هم من أمتك بحسنة يعملها فعملها كتبت له عشرا و إن لم يعمل كتبت له واحدة و من هم من أمتك بسيئة فعملها كتبت عليه واحدة و إن لم يعملها لم أكتب عليه شيئا فقال الصادق ع جزى الله موسى ع عن هذه الأمة خيرا فهذا تفسير قول الله سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
توضيح قوله أ تسمع يا محمد الظاهر أنه بيان للصوت المذكور سابقا أنه ص سمعه في الطريق فكان الأظهر أن يكون هكذا قلت ثم سمعت صوتا أفزعني فقال لي جبرئيل سمعت يا محمد و يحتمل أن يكون هذا الصوت غير الصوت الأول فلم يبين حقيقة الأول في الخبر و هو بعيد قوله كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لعل الاستشهاد بالآية مبني على أن المراد بكتاب الأبرار في الآية أرواحهم لأنها محل العلوم و المعارف و يحتمل أن يكون ذكر الآية للمناسبة أي كما أن أعمالهم تثبت في عليين فكذا أرواحهم تصعد إليها و تصفح في الأمر نظر فيه و قال الجوهري كل شيء كثر حتى علا و غلب فقد طم يطم يقال فوق كل طامة طامة و منه سميت القيامة طامة انتهى. و المشافر جمع المشفر بالكسر و هو شفة البعير و الرضخ الدق و الكسر قوله ص يورثن أموال أزواجهن أي يزنين و يلحقن أولاد الزنا بالأزواج فيرثون من أزواجهن و يحتمل على بعد أن يكون المراد به زوجة يكون لها ولد من زوج آخر تعطيه أموال الزوج الأخير و الفقرة الثانية مؤكدة و مؤيدة للمعنى الأول. قوله من أطباق أجسادهم أي أعضائهم مجازا أو أغشية أجسادهم من أجنحتهم و ريشهم قال الفيروزآبادي الطبق محركة غطاء كل شيء و عظم رقيق يفصل بين كل فقارين و الطابق كهاجر و صاحب العضو قوله من الملائكة الخشوع لعله جمع خاشع كركوع و راكع و في بعض النسخ من الملائكة و الخشوع في المواضع و هو أصوب قوله إنه هو أي إنه الملك الذي ليس فوقه ملك أو إنه المدبر لأمور العالم بأمر الله تعالى قوله ص كأنه من شبوة أقول شبوة أبو قبيلة و موضع بالبادية و حصن باليمن و ذكر الثعلبي في وصفه ع كأنه من رجال أزدشنوءة و قال الفيروزآبادي أزدشنوءة و قد تشدد الواو قبيلة سميت لشنآن بينهم انتهى و على التقادير شبهه ص بإحدى تلك الطوائف في الأدمة و طول القامة و الشمط بياض الرأس يخالطه سواد و خفق الطائر طار و أخفق ضرب بجناحيه. و الزغب محركة صغار الشعر و الريش و لينه و أول ما يبدو منهما و البخت الإبل الخراساني و الدلي بضم الدال و كسر اللام و تشديد الياء جمع دلو على فعول و القتر بالضم و بضمتين الناحية و الجانب و بالفتح و يحرك القدر قوله ع لتهتك نور العرش و كل شيء فيه أي لو لا تلك الحجب لأحرق و هتك النور العظيم الذي خلقه الله وراء الحجب نور العرش و ما دونه و في بعض النسخ لهتك نور العرش كل شيء فيه فالمراد بها الحجب التي تحت العرش و أنه لولاها لأحرق و حرق نور العرش ما دونه و في التفسير الصغير للمصنف لهتك نور الله العرش و ما دونه و هو يرجع إلى المعنى الأول و الصبابة رقة الشوق و حرارته
35- لي، ]الأمالي للصدوق[ أحمد بن محمد بن حمدان المكتب عن محمد بن عبد الرحمن الصفار عن محمد بن عيسى الدامغاني عن يحيى بن المغيرة عن جرير عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ص ليلة أسري بي إلى السماء أخذ جبرئيل بيدي فأدخلني الجنة و أجلسني على درنوك من درانيك الجنة فناولني سفرجلة فانفلقت بنصفين فخرجت منها حوراء كان أشفار عينها مقاديم النسور فقالت السلام عليك يا أحمد السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا محمد فقلت من أنت يرحمك الله قالت أنا الراضية المرضية خلقني الجبار من ثلاثة أنواع أسفلي من المسك و أعلاي من الكافور و وسطي من العنبر و عجنت بماء الحيوان قال الجليل كوني فكنت خلقت لابن عمك و وصيك و وزيرك علي بن أبي طالب
بيان قال الفيروزآبادي الدرنوك بالضم ضرب من الثياب أو البسط و الطنفسة
36- لي، ]الأمالي للصدوق[ الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي عن فرات بن إبراهيم الكوفي عن محمد بن أحمد الهمداني عن الحسن بن علي الشامي عن أبيه عن أبي جرير عن عطاء الخراساني رفعه عن عبد الرحمن بن غنم قال جاء جبرئيل ع إلى رسول الله ص بدابة دون البغل و فوق الحمار رجلاها أطول من يديها خطوها مد البصر فلما أراد أن يركب امتنعت فقال جبرئيل ع إنه محمد فتواضعت حتى لصقت بالأرض قال فركب فكلما هبطت ارتفعت يداها و قصرت رجلاها فمرت به في ظلمة الليل على عير محملة فنفرت العير من دفيف البراق فنادى رجل في آخر العير غلاما له في أول العير يا فلان إن الإبل قد نفرت و إن فلانة ألقت حملها و انكسر يدها و كانت العير لأبي سفيان قال ثم مضى حتى إذا كان ببطن البلقاء قال يا جبرئيل قد عطشت فتناول جبرئيل قصعة فيها ماء فناوله فشرب ثم مضى فمر على قوم معلقين بعراقيبهم بكلاليب من نار فقال ما هؤلاء يا جبرئيل فقال هؤلاء الذين أغناهم الله بالحلال فيبتغون الحرام قال ثم مر على قوم تخاط جلودهم بمخائط من نار فقال ما هؤلاء يا جبرئيل فقال هؤلاء الذين يأخذون عذرة النساء بغير حل ثم مضى فمر على رجل يرفع حزمة من حطب كلما لم يستطع أن يرفعها زاد فيها فقال من هذا يا جبرئيل قال هذا صاحب الدين يريد أن يقضي فإذا لم يستطع زاد عليه ثم مضى حتى إذا كان بالجبل الشرقي من بيت المقدس وجد ريحا حارة و سمع صوتا قال ما هذه الريح يا جبرئيل التي أجدها و هذا الصوت الذي أسمع قال هذه جهنم فقال النبي ص أعوذ بالله من جهنم ثم وجد ريحا عن يمينه طيبة و سمع صوتا فقال ما هذه الريح التي أجد و هذا الصوت الذي أسمع فقال هذه الجنة فقال أسأل الله الجنة قال ثم مضى حتى انتهى إلى باب مدينة بيت المقدس و فيها هرقل و كانت أبواب المدينة تغلق كل ليلة و يؤتى بالمفاتيح و توضع عند رأسه فلما كانت تلك الليلة امتنع الباب أن ينغلق فأخبروه فقال ضاعفوا عليها من الحرس قال فجاء رسول الله ص فدخل بيت المقدس فجاء جبرئيل ع إلى الصخرة فرفعها فأخرج من تحتها ثلاثة أقداح قدحا من لبن و قدحا من عسل و قدحا من خمر فناوله قدح اللبن فشرب ثم ناوله قدح العسل فشرب ثم ناوله قدح الخمر فقال قد رويت يا جبرئيل قال أ ما إنك لو شربته ضلت أمتك و تفرقت عنك قال ثم أم رسول الله ص في مسجد بيت المقدس بسبعين نبيا قال و هبط مع جبرئيل ع ملك لم يطأ الأرض قط معه مفاتيح خزائن الأرض فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يقول هذه مفاتيح خزائن الأرض فإن شئت فكن نبيا عبدا و إن شئت نبيا ملكا فأشار إليه جبرئيل ع أن تواضع يا محمد فقال بل أكون نبيا عبدا ثم صعد إلى السماء فلما انتهى إلى باب السماء استفتح جبرئيل ع فقالوا من هذا قال محمد قالوا نعم المجيء جاء فدخل فما مر على ملإ من
الملائكة إلا سلموا عليه و دعوا له و شيعه مقربوها فمر على شيخ قاعد تحت شجرة و حوله أطفال فقال رسول الله ص من هذا الشيخ يا جبرئيل قال هذا أبوك إبراهيم قال فما هؤلاء الأطفال حوله قال هؤلاء أطفال المؤمنين حوله يغذوهم ثم مضى فمر على شيخ قاعد على كرسي إذا نظر عن يمينه ضحك و فرح و إذا نظر عن يساره حزن و بكى فقال من هذا يا جبرئيل قال هذا أبوك آدم إذا رأى من يدخل الجنة من ذريته ضحك و فرح و إذا رأى من يدخل النار من ذريته حزن و بكى ثم مضى فمر على ملك قاعد على كرسي فسلم عليه فلم ير منه من البشر ما رأى من الملائكة فقال يا جبرئيل ما مررت بأحد من الملائكة إلا رأيت منه ما أحب إلا هذا فمن هذا الملك قال هذا مالك خازن النار أ ما إنه قد كان من أحسن الملائكة بشرا و أطلقهم وجها فلما جعل خازن النار اضطلع فيها اضطلاعة فرأى ما أعد الله فيها لأهلها فلم يضحك بعد ذلك ثم مضى حتى إذا انتهى حيث انتهى فرضت عليه الصلاة خمسون صلاة قال فأقبل فمر على موسى ع فقال يا محمد كم فرض على أمتك قال خمسون صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عن أمتك قال فرجع ثم مر على موسى ع فقال كم فرض على أمتك قال كذا و كذا قال فإن أمتك أضعف الأمم ارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عن أمتك فإني كنت في بني إسرائيل فلم يكونوا يطيقون إلا دون هذا فلم يزل يرجع إلى ربه عز و جل حتى جعلها خمس صلوات قال ثم مر على موسى ع فقال كم فرض على أمتك قال خمس صلوات قال ارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عن أمتك قال قد استحييت من ربي مما أرجع إليه ثم مضى فمر على إبراهيم خليل الرحمن فناداه من خلفه فقال يا محمد أقرئ أمتك عني السلام و أخبرهم أن الجنة ماؤها عذب و تربتها طيبة قيعان بيض غرسها سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله فمر أمتك فليكثروا من غرسها ثم مضى حتى مر بعير يقدمها جمل أورق ثم أتى أهل مكة فأخبرهم بمسيره و قد كان بمكة قوم من قريش قد أتوا بيت المقدس فأخبرهم ثم قال آية ذلك أنها تطلع عليكم الساعة عير مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق قال فنظروا فإذا هي قد طلعت و أخبرهم أنه قد مر بأبي سفيان و أن إبله نفرت في بعض الليل و أنه نادى غلاما له في أول العير يا فلان إن الإبل قد نفرت و إن فلانة قد ألقت حملها و انكسر يدها فسألوا عن الخبر فوجدوه كما قال ص
بيان اضطلع فيها أي تمكن و توجه للعمل بما أمر فيها و الاضطلاع افتعال من الضلاعة و هي القوة يقال اضطلع بحمله أي قوي عليه و نهض به و لا يبعد أن يكون في الأصل اطلع فيها اطلاعة و القيعان جمع القاع و هي أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال و الآكام
37- لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع قال لما أسري برسول الله ص إلى بيت المقدس حمله جبرئيل على البراق فأتيا بيت المقدس و عرض عليه محاريب الأنبياء و صلى بها و رده فمر رسول الله ص في رجوعه بعير لقريش و إذا لهم ماء في آنية و قد أضلوا بعيرا لهم و كانوا يطلبونه فشرب رسول الله من ذلك الماء و أهرق باقيه فلما أصبح رسول الله ص قال لقريش إن الله جل جلاله قد أسرى بي إلى بيت المقدس و أراني آثار الأنبياء و منازلهم و إني مررت بعير لقريش في موضع كذا و كذا و قد أضلوا بعيرا لهم فشربت من مائهم و أهرقت باقي ذلك فقال أبو جهل قد أمكنتكم الفرصة منه فاسألوه كم الأساطين فيها و القناديل فقالوا يا محمد إن هاهنا من قد دخل بيت المقدس فصف لنا كم أساطينه و قناديله و محاريبه فجاء جبرئيل ع فعلق صورة بيت المقدس تجاه وجهه فجعل يخبرهم بما يسألونه عنه فلما أخبرهم قالوا حتى يجيء العير و نسألهم عما قلت فقال لهم رسول الله ص تصديق ذلك أن العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق فلما كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة و يقولون هذه الشمس تطلع الساعة فبينا هم كذلك إذ طلعت عليهم العير حين طلع القرص يقدمها جمل أورق فسألوهم عما قال رسول الله ص فقالوا لقد كان هذا ضل جمل لنا في موضع كذا و كذا و وضعنا ماء فأصبحنا و قد أهريق الماء فلم يزدهم ذلك إلا عتوا
38- فس، ]تفسير القمي[ روى الصادق ع عن رسول الله ص أنه قال بينا أنا راقد في الأبطح و علي عن يميني و جعفر عن يساري و حمزة بين يدي و إذا أنا بحفيف أجنحة الملائكة و قائل يقول إلى أيهم بعثت يا جبرئيل فقال إلى هذا و أشار إلي و هو سيد ولد آدم و هذا وصيه و وزيره و ختنه و خليفته في أمته و هذا عمه سيد الشهداء حمزة و هذا ابن عمه جعفر له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة مع الملائكة دعه فلتنم عيناه و لتسمع أذناه و يعي قلبه و اضربوا له مثلا ملك بنى دارا و اتخذ مأدبة و بعث داعيا فقال رسول الله ص فالملك الله و الدار الدنيا و المأدبة الجنة و الداعي أنا قال ثم أركبه جبرئيل البراق و أسرى به إلى بيت المقدس و عرض عليه محاريب الأنبياء و آيات الأنبياء فصلى و رده من ليلته إلى مكة فمر في رجوعه بعير لقريش و ساق الحديث إلى آخره كما مر
بيان المأدبة بضم الدال و فتحها طعام صنع لدعوة أو عرس و الأورق من الإبل ما في لونه بياض إلى سواد و في فس جمل أحمر في الموضعين
39- لي، ]الأمالي للصدوق[ السناني عن محمد الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن علي بن سالم عن أبيه عن سعد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله ص لعلي ع يا علي أنت إمام المسلمين و أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و حجة الله بعدي على الخلق أجمعين و سيد الوصيين و وصي سيد النبيين يا علي إنه لما عرج بي إلى السماء السابعة و منها إلى سدرة المنتهى و منها إلى حجب النور و أكرمني ربي جل جلاله بمناجاته قال لي يا محمد قلت لبيك ربي و سعديك تباركت و تعاليت قال إن عليا إمام أوليائي و نور لمن أطاعني و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين من أطاعه أطاعني و من عصاه عصاني فبشره بذلك فقال علي ع يا رسول الله بلغ من قدري حتى أني أذكر هناك فقال نعم يا علي فاشكر ربك فخر علي ع ساجدا شكرا لله على ما أنعم به عليه فقال له رسول الله ص ارفع رأسك يا علي فإن الله قد باهى بك ملائكته
40- لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد الله بن عباس قال إن رسول الله ص لما أسري به إلى السماء انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له النور و هو قول الله عز و جل جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ فلما انتهى به إلى ذلك النهر فقال له جبرئيل يا محمد اعبر على بركة الله فقد نور الله لك بصرك و مد لك أمامك فإن هذا نهر لم يعبره أحد لا ملك مقرب و لا نبي مرسل غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ثم أخرج منه فأنفض أجنحتي فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك و تعالى منها ملكا مقربا له عشرون ألف وجه و أربعون ألف لسان كل لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر فعبر رسول الله ص حتى انتهى إلى الحجب و الحجب خمسمائة حجاب من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام ثم قال تقدم يا محمد فقال له يا جبرئيل و لم لا تكون معي قال ليس لي أن أجوز هذا المكان فتقدم رسول الله ص ما شاء الله أن يتقدم حتى سمع ما قال الرب تبارك و تعالى أنا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلته و من قطعك بتكته انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك و أني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا و أنك رسولي و أن عليا وزيرك
كتاب المحتضر، للحسن بن سليمان مما رواه من كتاب المعراج عن الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن أبي القاسم عن محمد البرقي عن خلف بن حماد مثله بيان البتك القطع
41- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي مالك الحضرمي عن إسماعيل بن جابر عن أبي جعفر الباقر ع في حديث طويل يقول فيه إن الله تبارك و تعالى لما أسرى بنبيه ص قال له يا محمد إنه قد انقضت نبوتك و انقطع أكلك فمن لأمتك من بعدك فقلت يا رب إني قد بلوت خلقك فلم أجد أحدا أطوع لي من علي بن أبي طالب فقال عز و جل و لي يا محمد فمن لأمتك فقلت يا رب إني قد بلوت خلقك فلم أجد أحدا أشد حبا لي من علي بن أبي طالب فقال عز و جل و لي يا محمد فأبلغه أنه راية الهدى و إمام أوليائي و نور لمن أطاعني
42- ج، ]الإحتجاج[ فيما بين أمير المؤمنين ع ليهودي الشام من معجزات النبي ص في مقابلة معجزات الأنبياء قال له اليهودي فإن هذا سليمان قد سخرت له الرياح فسارت في بلاده غدوها شهر و رواحها شهر فقال له علي ع لقد كان كذلك و محمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إنه أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر و عرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش فدنا بالعلم فتدلى له من الجنة رفرف أخضر و غشي النور بصره فرأى عظمة ربه عز و جل بفؤاده و لم يرها بعينه فكان كقاب قوسين بينه و بينها أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى إلى آخر ما مر في باب جوامع المعجزات
43- ج، ]الإحتجاج[ عن ابن عباس قال قال النبي ص فيما احتج على اليهود حملت على جناح جبرئيل ع حتى انتهيت إلى السماء السابعة فجاوزت سدرة المنتهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى حتى تعلقت بساق العرش فنوديت من ساق العرش أني أنا الله لا إله إلا أنا السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الرءوف الرحيم فرأيته بقلبي و ما رأيته بعيني الخبر
44- لي، ]الأمالي للصدوق[ القطان عن السكري عن الجوهري عن محمد بن عمارة عن أبيه قال قال الصادق ع من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا المعراج و المسائلة في القبر و الشفاعة
45- لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن الحميري عن ابن عيسى عن أبيه عن يونس عن منصور الصيقل عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء عهد إلي ربي في علي ثلاث كلمات فقال يا محمد فقلت لبيك ربي فقال إن عليا إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و يعسوب المؤمنين
46- لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن محمد العطار عن جعفر بن محمد الكوفي عن محمد بن الحسين بن زيد عن عبد الله بن الفضل عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص ليلة أسري بي إلى السماء كلمني ربي جل جلاله فقال يا محمد فقلت لبيك ربي فقال إن عليا حجتي بعدك على خلقي و إمام أهل طاعتي من أطاعه أطاعني و من عصاه عصاني فانصبه علما لأمتك يهتدون به بعدك
-47 لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن عمه عن أحمد بن هلال عن البزنطي عن أبان عن زرارة و إسماعيل بن عباد القصري عن سليمان الجعفي عن الصادق ع قال لما أسري بالنبي ص و انتهى إلى حيث أراد الله تبارك و تعالى ناجاه ربه جل جلاله فلما أن هبط إلى السماء الرابعة ناداه يا محمد قال لبيك ربي قال من اخترت من أمتك يكون من بعدك لك خليفة قال اختر لي ذلك فتكون أنت المختار لي فقال اخترت لك خيرتك علي بن أبي طالب
48- لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الحسن بن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر الباقر ع قال إن رسول الله ص حيث أسري به لم يمر بخلق من خلق الله إلا رأى منه ما يحب من البشر و اللطف و السرور به حتى مر بخلق من خلق الله فلم يلتفت إليه و لم يقل له شيئا فوجده قاطبا عابسا فقال يا جبرئيل ما مررت بخلق من خلق الله إلا رأيت البشر و اللطف و السرور منه إلا هذا فمن هذا قال هذا مالك خازن النار و هكذا خلقه ربه قال فإني أحب أن تطلب إليه أن يريني النار فقال له جبرئيل ع إن هذا محمد رسول الله و قد سألني أن أطلب إليك أن تريه النار قال فأخرج له عنقا منها فرآها فلما أبصرها لم يكن ضاحكا حتى قبضه الله عز و جل
شي، ]تفسير العياشي[ عن ابن بكير عنه ع مثله و فيه فكشف له عن طبق من أطباقها
49- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن محمد الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن علي بن سالم عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي عن سعد الخفاف عن الأصبغ بن نباتة عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله ص لما عرج بي إلى السماء السابعة و منها إلى سدرة المنتهى و من السدرة إلى حجب النور ناداني ربي جل جلاله يا محمد أنت عبدي و أنا ربك فلي فاخضع و إياي فاعبد و علي فتوكل و بي فثق فإني قد رضيت بك عبدا و حبيبا و رسولا و نبيا و بأخيك علي خليفة و بابا فهو حجتي على عبادي و إمام لخلقي به يعرف أوليائي من أعدائي و به يميز حزب الشيطان من حزبي و به يقام ديني و تحفظ حدودي و تنفذ أحكامي و بك و به و بالأئمة من ولده أرحم عبادي و إمائي و بالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي و تقديسي و تحليلي و تكبيري و تمجيدي و به أطهر الأرض من أعدائي و أورثها أوليائي و به أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى و كلمتي العليا و به أحيي عبادي و بلادي بعلمي و له أظهر الكنوز و الذخائر بمشيتي و إياه أظهر على الأسرار و الضمائر بإرادتي و أمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري و إعلان ديني ذلك وليي حقا و مهدي عبادي صدقا
50- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن إسحاق بن محمد بن مروان الكوفي عن يحيى بن سالم الفراء عن حماد بن عثمان عن جعفر بن محمد عن آبائه ع عن علي ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا من ياقوت أحمر يرى باطنه من ظاهره لضيائه و نوره و فيه قبتان من در و زبرجد فقلت يا جبرئيل لمن هذا القصر قال هو لمن أطاب الكلام و أدام الصيام و أطعم الطعام و تهجد بالليل و الناس نيام قال علي ع فقلت يا رسول الله و في أمتك من يطيق هذا فقال أ تدري ما إطابة الكلام فقلت الله و رسوله أعلم قال من قال سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر أ تدري ما إدامة الصيام قلت الله و رسوله أعلم قال من صام شهر الصبر شهر رمضان و لم يفطر منه يوما أ تدري ما إطعام الطعام قلت الله و رسوله أعلم قال من طلب لعياله ما يكف به وجوههم عن الناس أ تدري ما التهجد بالليل و الناس نيام قلت الله و رسوله أعلم قال من لم ينم حتى يصلي العشاء الآخرة و الناس من اليهود و النصارى و غيرهم من المشركين ينام بينهما
فس، ]تفسير القمي[ أبي عن حماد مثله
51- ل، ]الخصال[ الحسن بن محمد السكوني عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن القاسم بن زكريا بن دينار عن إسحاق بن منصور عن جعفر الأحمر عن أمي الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرارة قال قال رسول الله ص أسرى بي ربي فأوحى إلي في علي ع بثلاث أنه إمام المتقين و سيد المؤمنين و قائد الغر المحجلين
52- لي، ]الأمالي للصدوق[ علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن جده أحمد عن أحمد بن عبد الله النماونجي عن عبد الجبار بن محمد عن داود الشعيري عن الربيع صاحب المنصور عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء عهد إلي ربي جل جلاله في علي ثلاث كلمات فقال يا محمد فقلت لبيك ربي و سعديك فقال عز و جل إن عليا إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و يعسوب المؤمنين فبشره بذلك الخبر
53- مع، ]معاني الأخبار[ الوراق و علي بن محمد بن الحسن القزويني عن سعد عن العباس بن سعيد الأزرق عن أبي نصر عن عيسى بن مهران عن يحيى بن الحسن بن الفرات عن حماد بن يعلى عن علي بن الحزور عن الأصبغ بن نباتة عن محمد بن الحنفية أنه ذكر عنده الأذان فقال لما أسري بالنبي ص إلى السماء و تناهى إلى السماء السادسة نزل ملك من السماء السابعة لم ينزل قبل ذلك اليوم قط فقال الله أكبر الله أكبر فقال الله جل جلاله أنا كذلك فقال أشهد أن لا إله إلا الله فقال الله عز و جل أنا كذلك لا إله إلا أنا فقال أشهد أن محمدا رسول الله قال الله جل جلاله عبدي و أميني على خلقي اصطفيته برسالاتي ثم قال حي على الصلاة قال الله جل جلاله فرضتها على عبادي و جعلتها لي دينا ثم قال حي على الفلاح قال الله جل جلاله أفلح من مشى إليها و واظب عليها ابتغاء وجهي ثم قال حي على خير العمل قال الله جل جلاله هي أفضل الأعمال و أزكاها عندي ثم قال قد قامت الصلاة فتقدم النبي ص فأم أهل السماء فمن يومئذ تم شرف النبي ص
54- مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال لما أسري برسول الله ص و حضرت الصلاة فأذن جبرئيل ع فلما قال الله أكبر الله أكبر قالت الملائكة الله أكبر الله أكبر فلما قال أشهد أن لا إله إلا الله قالت الملائكة خلع الأنداد فلما قال أشهد أن محمدا رسول الله قالت الملائكة نبي بعث فلما قال حي على الصلاة قالت الملائكة حث على عبادة ربه فلما قال حي على الفلاح قالت الملائكة أفلح من اتبعه
شي، ]تفسير العياشي[ عن حفص مثله
55- مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصفهاني عن إبراهيم بن محمد عن الحكم بن سليمان عن يحيى بن يعلى الأسلمي عن الحسين بن زيد الخزرمي عن شداد البصري عن عطاء بن أبي رياح عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص لما عرج بي إلى السماء إذا أنا بأسطوانة أصلها من فضة بيضاء و وسطها من ياقوتة و زبرجد و أعلاها ذهبة حمراء فقلت يا جبرئيل ما هذه فقال هذا دينك أبيض واضح مضيء قلت و ما هذا وسطها قال الجهاد قلت فما هذه الذهبة الحمراء قال الهجرة و لذلك علا إيمان علي ع على إيمان كل مؤمن
56- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ع، ]علل الشرائع[ الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي عن فرات بن إبراهيم الكوفي عن محمد بن أحمد بن علي الهمداني عن العباس بن عبد الله البخاري عن محمد بن القاسم بن إبراهيم عن أبي الصلت الهروي عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص ما خلق الله عز و جل خلقا أفضل مني و لا أكرم عليه مني قال علي ع فقلت يا رسول الله فأنت أفضل أو جبرئيل فقال ص يا علي إن الله تبارك و تعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين و فضلني على جميع النبيين و المرسلين و الفضل بعدي لك يا علي و للأئمة من بعدك و إن الملائكة لخدامنا و خدام محبينا يا علي الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ... وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا بولايتنا يا علي لو لا نحن ما خلق الله آدم و لا حواء و لا الجنة و لا النار و لا السماء و لا الأرض فكيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سبقناهم إلى معرفة ربنا و تسبيحه و تهليله و تقديسه لأن أول ما خلق الله عز و جل خلق أرواحنا فأنطقنا بتوحيده و تحميده ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون و أنه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا و نزهته عن صفاتنا فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلا الله و أنا عبيد و لسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه فقالوا لا إله إلا الله فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا لتعلم الملائكة أن الله أكبر من أن ينال عظم المحل إلا به فلما شاهدوا ما جعله لنا من العزة و القوة قلنا لا حول و لا قوة إلا بالله لتعلم الملائكة أن لا حول لنا و لا قوة إلا بالله فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا و أوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا الحمد لله لتعلم الملائكة ما يحق لله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمته فقالت الملائكة الحمد لله فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله و تسبيحه و تهليله و تحميده و تمجيده ثم إن الله تبارك و تعالى خلق آدم فأودعنا صلبه و أمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا و إكراما و كان سجودهم لله عز و جل عبودية و لآدم إكراما و طاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سجدوا لآدم كلهم أجمعون و إنه لما عرج بي إلى السماء أذن جبرئيل مثنى مثنى و أقام مثنى مثنى ثم قال لي تقدم يا محمد فقلت له يا جبرئيل أتقدم عليك فقال نعم لأن الله تبارك و تعالى فضل أنبياءه على ملائكته أجمعين و فضلك خاصة فتقدمت فصليت بهم و لا فخر فلما انتهيت إلى حجب النور قال لي جبرئيل تقدم يا محمد و تخلف عني فقلت يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني فقال يا محمد إن انتهاء حدي الذي وضعني الله عز و جل فيه إلى هذا المكان فإن تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدي حدود ربي جل جلاله فزخ بي في النور زخة حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علو ملكه فنوديت يا محمد فقلت لبيك ربي و سعديك تباركت و تعاليت فنوديت يا محمد أنت عبدي و أنا ربك فإياي فاعبد و علي فتوكل فإنك نوري في عبادي و رسولي إلى خلقي و حجتي على بريتي لك و لمن اتبعك خلقت جنتي و لمن خالفك خلقت ناري و لأوصيائك أوجبت كرامتي و لشيعتهم أوجبت ثوابي فقلت يا رب و من أوصيائي فنوديت يا محمد أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي فنظرت و أنا بين يدي ربي جل جلاله إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا في كل نور سطر أخضر عليه اسم وصي من أوصيائي أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم مهدي أمتي فقلت يا رب هؤلاء أوصيائي من بعدي فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي و أوصيائي و أصفيائي و حججي بعدك على بريتي و هم أوصياؤك و خلفاؤك و خير خلقي بعدك و عزتي و جلالي لأظهرن بهم ديني و لأعلين بهم كلمتي و لأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي و لأمكننه مشارق الأرض و مغاربها و لأسخرن له الرياح و لأذللن له السحاب الصعاب و لأرقينه في الأسباب فلأنصرنه بجندي و لأمدنه بملائكتي حتى تعلو دعوتي و تجمع الخلق على توحيدي ثم لأديمن ملكه و لأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة
إيضاح قال الجزري في الحديث مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من تخلف عنها زخ به في النار أي دفع و رمي يقال زخه يزخه زخا
57- ع، ]علل الشرائع[ السناني و الدقاق و المكتب و الوراق جميعا عن محمد الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن علي بن سالم عن أبيه عن ثابت بن دينار قال سألت زين العابدين علي بن الحسين ع عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان فقال تعالى الله عن ذلك قلت فلم أسرى بنبيه محمد ص إلى السماء قال ليريه ملكوت السماوات و ما فيها من عجائب صنعه و بدائع خلقه قلت فقول الله عز و جل ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى قال ذاك رسول الله ص دنا من حجب النور فرأى ملكوت السماوات ثم تدلى ص فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتى ظن أنه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى
58- ل، ]الخصال[ أبي عن الحميري عن معاوية بن حكيم عن ابن أبي عمير عن أبي الحسن الأزدي عن أبي عبد الله ع قال لما خفف الله عز و جل عن النبي ص حتى صارت خمس صلوات أوحى الله إليه يا محمد إنها خمس بخمسين
59- ع، ]علل الشرائع[ المكتب و الوراق و الهمداني جميعا عن علي عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران و صالح بن السندي عن يونس بن عبد الرحمن قال قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر ع لأي علة عرج الله بنبيه إلى السماء و منها إلى سدرة المنتهى و منها إلى حجب النور و خاطبه و ناجاه هناك و الله لا يوصف بمكان فقال ع إن الله لا يوصف بمكان و لا يجري عليه زمان و لكنه عز و جل أراد أن يشرف به ملائكته و سكان سماواته و يكرمهم بمشاهدته و يريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه و ليس ذلك على ما يقوله المشبهون سبحان الله وَ تَعالى عَمَّا يَصِفُونَ
يد، ]التوحيد[ علي بن الحسين بن الصلت عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت عن عمه عبد الله بن الصلت عن يونس مثله
60- يد، ]التوحيد[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ع، ]علل الشرائع[ ابن عصام عن الكليني عن علي بن محمد عن محمد بن سليمان عن إسماعيل بن إبراهيم عن جعفر بن محمد التميمي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي ع قال سألت أبي سيد العابدين ع فقلت له يا أبه أخبرني عن جدنا رسول الله لما عرج به إلى السماء و أمره ربه عز و جل بخمسين صلاة كيف لم يسأله التخفيف عن أمته حتى قال له موسى بن عمران ع ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك فقال يا بني إن رسول الله ص كان لا يقترح على ربه عز و جل و لا يراجعه في شيء يأمره به فلما سأله موسى ع ذلك فكان شفيعا لأمته إليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسى ع فرجع إلى ربه فسأله التخفيف إلى أن ردها إلى خمس صلوات قال قلت له يا أبه فلم لا يرجع إلى ربه عز و جل و يسأله التخفيف عن خمس صلوات و قد سأله موسى ع أن يرجع إلى ربه و يسأله التخفيف فقال يا بني أراد ص أن يحصل لأمته التخفيف مع أجر خمسين صلاة يقول الله عز و جل مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها أ لا ترى أنه ص لما هبط إلى الأرض نزل عليه جبرئيل ع فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يقول إنها خمس بخمسين ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ قال فقلت له يا أبه أ ليس الله تعالى ذكره لا يوصف بمكان فقال بلى تعالى الله عن ذلك فقلت فما معنى قول موسى ع لرسول الله ص ارجع إلى ربك فقال معناه معنى قول إبراهيم إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ و معنى قول موسى ع وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى و معنى قوله عز و جل فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ يعني حجوا إلى بيت الله يا بني إن الكعبة بيت الله فمن حج بيت الله فقد قصد إلى الله و المساجد بيوت الله فمن سعى إليها فقد سعى إلى الله و قصد إليه و المصلي ما دام في صلاته فهو واقف بين يدي الله جل جلاله و أهل موقف عرفات هم وقوف بين يدي الله عز و جل و إن لله تبارك و تعالى بقاعا في سماواته فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به إليه أ لا تسمع الله عز و جل يقول تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ و يقول عز و جل في قصة عيسى بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ و يقول عز و جل إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ
بيان الاقتراح السؤال من غير روية قوله ما يبدل القول لدي لعل المعنى أنه كان مرادي بالخمسين أن أعطيهم ثواب الخمسين أو أنه تعالى لما قرر لهم خمسين صلاة فلو بدلها و لم يعطهم هذا الثواب لكان ظلما في جنب عظمته و قدرته و عجز خلقه و افتقارهم إليه ثم الغرض من هذه الاستشهادات أن هذا المعنى شائع في الاستعمالات و قوله فهو واقف بين يدي الله استشهاد بقول الرسول ص أو بالمعروف بين الخاص و العام. تذييل قال السيد المرتضى رضي الله عنه في جواب بعض الإشكالات الموردة على هذا الخبر قلنا أما هذه الرواية فهي من طريق الآحاد التي لا توجب علما و هي مع ذلك مضعفة و ليس يمتنع لو كانت صحيحة أن تكون المصلحة في الابتداء تقتضي العبادة بالخمسين من الصلوات فإذا وقعت المراجعة تغيرت المصلحة و اقتضت أقل من ذلك حتى تنتهي إلى هذا العدد المستقر و يكون النبي ص قد أعلم بذلك فراجع طلبا للتخفيف عن أمته و التسهيل و نظير ما ذكرناه في تغير المصلحة بالمراجعة و تركها أن فعل المنذور قبل النذر غير واجب فإذا تقدم النذر صار واجبا و داخلا في جملة العبادات المفترضات و كذلك تسليم المبيع غير واجب و لا داخل في جملة العبادات فإذا تقدم عقد البيع وجب و صار مصلحة و نظائر ذلك في الشرعيات أكثر من أن تحصى فأما قول موسى ع له ص إن أمتك لا تطيق فليس ذلك بتنبيه له ص و ليس يمتنع أن يكون النبي ص أراد أن يسأل مثل ذلك لو لم يقله موسى ع و يجوز أن يكون قوله قوى دواعيه في المراجعة التي كانت أبيحت له و في الناس من استبعد هذا الموضع من حيث يقتضي أن يكون موسى ع في تلك الحال حيا كاملا و قد قبض منذ زمان و هذا ليس ببعيد لأن الله تعالى قد خبر أن أنبياءه ع و الصالحين من عباده في الجنان يرزقون فما المانع من أن يجمع الله بين نبينا ص و بين موسى ع
61- ع، ]علل الشرائع[ القطان عن السكري عن الجوهري عن عمر بن عمران عن عبيد الله بن موسى العبسي عن جبلة المكي عن طاوس اليماني عن ابن عباس قال دخلت عائشة على رسول الله ص و هو يقبل فاطمة فقالت له أ تحبها يا رسول الله قال أما و الله لو علمت حبي لها لازددت لها حبا إنه لما عرج بي إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل و أقام ميكائيل ثم قيل لي ادن يا محمد فقلت أتقدم و أنت بحضرتي يا جبرئيل قال نعم إن الله عز و جل فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين و فضلك أنت خاصة فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة ثم التفت عن يميني فإذا أنا بإبراهيم ع في روضة من رياض الجنة و قد اكتنفها جماعة من الملائكة ثم إني صرت إلى السماء الخامسة و منها إلى السادسة فنوديت يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك علي فلما صرت إلى الحجب أخذ جبرئيل ع بيدي فأدخلني الجنة فإذا أنا بشجرة من نور في أصلها ملكان يطويان الحلل و الحلي فقلت حبيبي جبرئيل لمن هذه الشجرة فقال هذه لأخيك علي بن أبي طالب ع و هذان الملكان يطويان له الحلي و الحلل إلى يوم القيامة ثم تقدمت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد و أطيب من المسك و أحلى من العسل فأخذت رطبة فأكلتها فتحولت الرطبة نطفة في صلبي فلما أن هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ع ففاطمة حوراء إنسية فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحة فاطمة ع
كتاب المحتضر، للحسن بن سليمان نقلا من كتاب المعراج للصدوق رحمه الله بهذا الإسناد مثله
62- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الوراق عن محمد الأسدي عن سهل عن عبد العظيم الحسني عن محمد بن علي الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال دخلت أنا و فاطمة على رسول الله ص فوجدته يبكي بكاء شديدا فقلت فداك أبي و أمي يا رسول الله ما الذي أبكاك فقال يا علي ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها و رأيت امرأة معلقة بلسانها و الحميم يصب في حلقها و رأيت امرأة معلقة بثدييها و رأيت امرأة تأكل لحم جسدها و النار توقد من تحتها و رأيت امرأة قد شد رجلاها إلى يديها و قد سلط عليها الحيات و العقارب و رأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها و بدنها متقطع من الجذام و البرص و رأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار و رأيت امرأة تقطع لحم جسدها من مقدمها و مؤخرها بمقاريض من نار و رأيت امرأة تحرق وجهها و يداها و هي تأكل أمعاءها و رأيت امرأة رأسها رأس خنزير و بدنها بدن الحمار و عليها ألف ألف لون من العذاب و رأيت امرأة على صورة الكلب و النار تدخل في دبرها و تخرج من فيها و الملائكة يضربون رأسها و بدنها بمقامع من نار فقالت فاطمة حبيبي و قرة عيني أخبرني ما كان عملهن و سيرتهن حتى وضع الله عليهن هذا العذاب فقال يا بنتي أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال و أما المعلقة بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها و أما المعلقة بثدييها فإنها كانت تمتنع من فراش زوجها و أما المعلقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها و أما التي كانت تأكل لحم جسدها فإنها كانت تزين بدنها للناس و أما التي شد يداها إلى رجليها و سلط عليها الحيات و العقارب فإنها كانت قذرة الوضوء قذرة الثياب و كانت لا تغتسل من الجنابة و الحيض و لا تتنظف و كانت تستهين بالصلاة و أما العمياء الصماء الخرساء فإنها كانت تلد من الزنا فتعلقه في عنق زوجها و أما التي كان يقرض لحمها بالمقاريض فإنها كانت تعرض نفسها على الرجال و أما التي كان يحرق وجهها و بدنها و هي تأكل أمعاءها فإنها كانت قوادة و أما التي كان رأسها رأس خنزير و بدنها بدن الحمار فإنها كانت نمامة كذابة و أما التي كانت على صورة الكلب و النار تدخل في دبرها و تخرج من فيها فإنها كانت قينة نواحة حاسدة ثم قال ص ويل لامرأة أغضبت زوجها و طوبى لامرأة رضي عنها زوجها
63- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ محمد بن القاسم المفسر عن أحمد بن الحسن الحسيني عن الحسن بن علي عن أبيه عن جده الرضا عن أبيه موسى ع قال سأل الصادق جعفر بن محمد ع عن بعض أهل مجلسه فقيل عليل فقصده عائدا و جلس عند رأسه فوجده دنفا فقال له أحسن ظنك بالله قال أما ظني بالله فحسن و لكن غمي لبناتي ما أمرضني غير غمي بهن فقال الصادق ع الذي ترجوه لتضعيف حسناتك و محو سيئاتك فارجه لإصلاح حال بناتك أ ما علمت أن رسول الله ص قال لما جاوزت سدرة المنتهى و بلغت أغصانها و قضبانها رأيت بعض ثمار قضبانها ثداء معلقة يقطر من بعضها اللبن و من بعضها العسل و من بعضها الدهن و يخرج عن بعضها شبه دقيق السميذ و عن بعضها الثياب و عن بعضها كالنبق فيهوي ذلك كله نحو الأرض فقلت في نفسي أين مقر هذه الخارجات عن هذه الثداء و ذلك أنه لم يكن معي جبرئيل لأني كنت جاوزت مرتبته و اختزل دوني فناداني ربي عز و جل في سري يا محمد هذه أنبتها من هذا المكان الأرفع لأغذو منها بنات المؤمنين من أمتك و بنيهم فقل لآباء البنات لا تضيقن صدوركم على فاقتهن فإني كما خلقتهن أرزقهن
بيان السميذ بالمهملة و المعجمة و الثاني أفصح لباب البر و ما بيض من الطعام
64- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء رأيت في السماء الثالثة رجلا قاعدا رجل له في المشرق و رجل في المغرب و بيده لوح ينظر فيه و يحرك رأسه فقلت يا جبرئيل من هذا فقال ملك الموت
65- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي عن أحمد بن الفضل عن بكر بن أحمد القصري عن أبي محمد العسكري عن آبائه ع عن الحسين بن علي ع قال سمعت جدي رسول الله ص يقول ليلة أسرى بي ربي عز و جل رأيت في بطنان العرش ملكا بيده سيف من نور يلعب به كما يلعب علي بن أبي طالب ع بذي الفقار و إن الملائكة إذا اشتاقوا إلى علي بن أبي طالب نظروا إلى وجه ذلك الملك فقلت يا رب هذا أخي علي بن أبي طالب و ابن عمي فقال يا محمد هذا ملك خلقته على صورة علي يعبدني في بطنان عرشي تكتب حسناته و تسبيحه و تقديسه لعلي بن أبي طالب إلى يوم القيامة
بيان قال الجزري فيه ينادي مناد من بطنان العرش أي من وسطه و قيل من أصله و قيل البطنان جمع بطن و هو الغامض من الأرض يريد من دواخل العرش
66- ع، ]علل الشرائع[ أبي و ابن الوليد معا عن سعد عن اليقطيني عن ابن أبي عمير و محمد بن سنان عن الصباح المزني و سدير الصيرفي و محمد بن النعمان مؤمن الطاق و عمر بن أذينة عن أبي عبد الله ع و حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار و سعد بن عبد الله قالا حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد و محمد بن عيسى عن عبد الله بن جبلة عن الصباح المزني و سدير الصيرفي و محمد بن النعمان الأحول و عمر بن أذينة عن أبي عبد الله ع أنهم حضروه فقال يا عمر بن أذينة ما ترى هذه الناصبة في أذانهم و صلاتهم فقلت جعلت فداك إنهم يقولون إن أبي بن كعب الأنصاري رآه في النوم فقال ع كذبوا و الله إن دين الله تبارك و تعالى أعز من أن يرى في النوم و قال أبو عبد الله ع إن الله العزيز الجبار عرج بنبيه ص إلى سمائه سبعا أما أولاهن فبارك عليه ص و الثانية علمه فيها فرضه و الثالثة أنزل الله العزيز الجبار عليه محملا من نور فيه أربعون نوعا من أنواع النور كانت محدقة حول العرش عرشه تبارك و تعالى تغشى أبصار الناظرين أما واحد منها فأصفر فمن أجل ذلك اصفرت الصفرة و واحد منها أحمر فمن أجل ذلك احمرت الحمرة و واحد منها أبيض فمن أجل ذلك ابيض البياض و الباقي على عدد سائر ما خلق الله من الأنوار و الألوان في ذلك المحمل حلق و سلاسل من فضة فجلس فيه ثم عرج به إلى السماء الدنيا فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء ثم خرت سجدا فقالت سبوح قدوس ربنا و رب الملائكة و الروح ما أشبه هذا النور بنور ربنا فقال جبرئيل ع الله أكبر الله أكبر فسكتت الملائكة و فتحت أبواب السماء و اجتمعت الملائكة ثم جاءت فسلمت على النبي ص أفواجا ثم قالت يا محمد كيف أخوك قال بخير قالت فإن أدركته فأقرئه منا السلام فقال النبي ص أ تعرفونه فقالوا كيف لم نعرفه و قد أخذ الله عز و جل ميثاقك و ميثاقه منا و إنا لنصلي عليك و عليه ثم زاده أربعين نوعا من أنواع النور لا يشبه شيء منه ذلك النور الأول و زاده في محمله حلقا و سلاسل ثم عرج به إلى السماء الثانية فلما قرب من باب السماء تنافرت الملائكة إلى أطراف السماء و خرت سجدا و قالت سبوح قدوس رب الملائكة و الروح ما أشبه هذا النور بنور ربنا فقال جبرئيل ع أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله فاجتمعت الملائكة و فتحت أبواب السماء و قالت يا جبرئيل من هذا معك فقال هذا محمد قالوا و قد بعث قال نعم قال رسول الله ص فخرجوا إلى شبه المعانيق فسلموا علي و قالوا أقرئ أخاك السلام فقلت هل تعرفونه قالوا نعم و كيف لا نعرفه و قد أخذ الله ميثاقك و ميثاقه و ميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا و إنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم خمسا يعنون في وقت كل صلاة قال رسول الله ص ثم زادني ربي عز و جل أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه الأنوار الأول و زادني حلقا و سلاسل ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء و خرت سجدا و قالت سبوح قدوس رب الملائكة و الروح ما هذا النور الذي يشبه نور ربنا فقال جبرئيل أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله فاجتمعت الملائكة و فتحت أبواب السماء و قالت مرحبا بالأول و مرحبا بالآخر و مرحبا بالحاشر و مرحبا بالناشر محمد خاتم النبيين و علي خير الوصيين فقال رسول الله ص سلموا علي و سألوني عن علي أخي فقلت هو في الأرض خليفتي أ و تعرفونه فقالوا نعم كيف لا نعرفه و قد نحج البيت المعمور في كل سنة مرة و عليه رق أبيض فيه اسم محمد و علي و الحسن و الحسين و الأئمة و شيعتهم إلى يوم القيامة و إنا لنبارك على رءوسهم بأيدينا ثم زادني ربي عز و جل أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه شيئا من تلك الأنوار الأول و زادني حلقا و سلاسل ثم عرج بي إلى السماء الرابعة فلم تقل الملائكة شيئا و سمعت دويا كأنه في الصدور و اجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء و خرجت إلى معانيق فقال جبرئيل ع حي على الصلاة حي على
الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح فقالت الملائكة صوتين مقرونين بمحمد تقوم الصلاة و بعلي الفلاح فقال جبرئيل قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة فقالت الملائكة هي لشيعته أقاموها إلى يوم القيامة ثم اجتمعت الملائكة فقالوا للنبي ص أين تركت أخاك و كيف هو فقال لهم أ تعرفونه فقالوا نعم نعرفه و شيعته و هو نور حول عرش الله و إن في البيت المعمور لرقا من نور فيه كتاب من نور فيه اسم محمد و علي و الحسن و الحسين و الأئمة ع و شيعتهم لا يزيد فيهم رجل و لا ينقص منهم رجل إنه لميثاقنا الذي أخذ علينا و إنه ليقرأ علينا في كل يوم جمعة فسجدت لله شكرا فقال يا محمد ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا أطناب السماء قد خرقت و الحجب قد رفعت ثم قال لي طأطئ رأسك و انظر ما ترى فطأطأت رأسي فنظرت إلى بيتكم هذا و حرمكم هذا فإذا هو مثل حرم ذلك البيت يتقابل لو ألقيت شيئا من يدي لم يقع إلا عليه فقال لي يا محمد هذا الحرم و أنت الحرام و لكل مثل مثال ثم قال ربي عز و جل يا محمد مد يدك فيتلقاك ما يسيل من ساق عرشي الأيمن فنزل الماء فتلقيته باليمين فمن أجل ذلك أول الوضوء باليمنى ثم قال يا محمد خذ ذلك فاغسل به وجهك و علمه غسل الوجه فإنك تريد أن تنظر إلى عظمتي و إنك طاهر ثم اغسل ذراعيك اليمين و اليسار و علمه ذلك فإنك تريد أن تتلقى بيديك كلامي و امسح بفضل ما في يديك من الماء رأسك و رجليك إلى كعبيك و علمه المسح برأسه و رجليه و قال إني أريد أن أمسح رأسك و أبارك عليك فأما المسح على رجليك فإني أريد أن أوطئك موطئا لم يطأه أحد قبلك و لا يطؤه أحد غيرك فهذا علة الوضوء و الأذان ثم قال يا محمد استقبل الحجر الأسود و هو بحيالي و كبرني بعدد حجبي فمن أجل ذلك صار التكبير سبعا لأن الحجب سبعة و افتتح القراءة عند انقطاع الحجب فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنة و الحجب مطابقة ثلاثا بعدد النور الذي نزل على محمد ثلاث مرات فلذلك كان الافتتاح ثلاث مرات فمن أجل ذلك كان التكبير سبعا و الافتتاح ثلاثا فلما فرغ من التكبير و الافتتاح قال الله عز و جل الآن وصلت إلي فسم باسمي فقال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فمن أجل ذلك جعل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ في أول السورة ثم قال له احمدني فقال الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و قال النبي ص في نفسه شكرا فقال الله يا محمد قطعت حمدي فسم باسمي فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مرتين فلما بلغ وَ لَا الضَّالِّينَ قال النبي ص الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ شكرا فقال الله العزيز الجبار قطعت ذكري فسم باسمي فمن أجل ذلك جعل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بعد الحمد في استقبال السورة الأخرى فقال له اقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ كما أنزلت فإنها نسبتي و نعتي ثم طأطئ يديك و اجعلهما على ركبتيك فانظر إلى عرشي قال رسول الله ص فنظرت إلى عظمة ذهبت لها نفسي و غشي علي فألهمت أن قلت سبحان ربي العظيم و بحمده لعظم ما رأيت فلما قلت ذلك تجلى الغشي عني حتى قلتها سبعا ألهم ذلك فرجعت إلى نفسي كما كانت فمن أجل ذلك صار في الركوع سبحان ربي العظيم و بحمده
فقال ارفع رأسك فرفعت رأسي فنظرت إلى شيء ذهب منه عقلي فاستقبلت الأرض بوجهي و يدي فألهمت أن قلت سبحان ربي الأعلى و بحمده لعلو ما رأيت فقلتها سبعا فرجعت إلى نفسي كلما قلت واحدة فيها تجلى عني الغشي فقعدت فصار السجود فيه سبحان ربي الأعلى و بحمده و صارت القعدة بين السجدتين استراحة من الغشي و علو ما رأيت فألهمني ربي عز و جل و طالبتني نفسي أن أرفع رأسي فرفعت فنظرت إلى ذلك العلو فغشي علي فخررت لوجهي و استقبلت الأرض بوجهي و يدي و قلت سبحان ربي الأعلى و بحمده فقلتها سبعا ثم رفعت رأسي فقعدت قبل القيام لأثني النظر في العلو فمن أجل ذلك صارت سجدتين و ركعة و من أجل ذلك صار القعود قبل القيام قعدة خفيفة ثم قمت فقال يا محمد اقرأ الحمد فقرأتها مثل ما قرأتها أولا ثم قال لي اقرأ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فإنها نسبتك و نسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة ثم ركعت فقلت في الركوع و السجود مثل ما قلت أولا و ذهبت أن أقوم فقال يا محمد اذكر ما أنعمت عليك و سم باسمي فألهمني الله أن قلت بسم الله و بالله و لا إله إلا الله و الأسماء الحسنى كلها لله فقال لي يا محمد صل عليك و على أهل بيتك فقلت صلى الله علي و على أهل بيتي و قد فعل ثم التفت فإذا أنا بصفوف من الملائكة و النبيين و المرسلين فقال لي يا محمد سلم فقلت السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فقال يا محمد إني أنا السلام و التحية و الرحمة و البركات أنت و ذريتك ثم أمرني ربي العزيز الجبار أن لا ألتفت يسارا و أول سورة سمعتها بعد قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فمن أجل ذلك كان السلام مرة واحدة تجاه القبلة و من أجل ذلك صار التسبيح في السجود و الركوع شكرا و قوله سمع الله لمن حمده لأن النبي ص قال سمعت ضجة الملائكة فقلت سمع الله لمن حمده بالتسبيح و التهليل فمن أجل ذلك جعلت الركعتان الأولتان كلما حدث فيها حدث كان على صاحبها إعادتها و هي الفرض الأول و هي أول ما فرضت عند الزوال يعني صلاة الظهر
كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عنه ع مثله بيان قوله فيه أربعون نوعا من أنواع النور يحتمل أن يكون المراد الأنوار الصورية أو الأعم منها و من المعنوية و أما نفرة الملائكة فلغلبة النور على أنوارهم و عجزهم عن إدراك الكمالات المعنوية التي أعطاها الله تعالى نبينا ص و يؤيده قوله ص لي مع الله وقت لا يسعه ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان و يؤيد المعنوية قول الملائكة ما أشبه هذا النور بنور ربنا و على تقدير أن يكون المراد الصورية فالمعنى ما أشبه هذا النور بنور خلقه الله في العرش و على التقديرين لما كان كلامهم و فعلهم موهما لنوع من التشبيه قال جبرئيل الله أكبر لنفي تلك المشابهة أي أكبر من أن يشبهه أحد أو يعرفه. و قال الجزري سبوح قدوس يرويان بالضم و الفتح أقيس و الضم أكثر استعمالا و هو من أبنية المبالغة و المراد بهما التنزيه و قال فيه فانطلقنا إلى الناس معانيق أي مسرعين و قال الفيروزآبادي المعناق الفرس الجيد العنق و الجمع المعانيق انتهى. أقول العنق بالتحريك ضرب من سير الدابة و هو سير مسبطر و هو المراد هنا و التشبيه من الإسراع قوله بالأول أي خلقا و رتبة قوله بالآخر أي بعثة و قد مر تفسير الحاشر و الناشر مثله أو المراد به ناشر العلوم و الخيرات و الرق بالفتح و الكسر جلد رقيق يكتب فيه و الصحيفة البيضاء و دوي الريح و الطائر و النحل صوتها قوله مقرونين أي متقاربين في المعنى فإن الصلاة سبب للفلاح و يحتمل أن تكون الفقرتان اللتان بعدها تفسيرا للاقتران و في الكافي صوتان مقرونان و هو أظهر و الضمير في قوله لشيعته راجع إلى الرسول ص أو إلى علي ع و الأخير أظهر فالمراد أن صلاة غير الشيعة غير متقبلة قوله أطناب السماء لعله كناية عن الأطباق و الجوانب. قال الجزري فيه ما بين طنبي المدينة أحوج مني إليها أي ما بين طرفيها و الطنب أحد أطناب الخيمة فاستعاره للطرف و الناحية انتهى. و في الكافي أطباق السماء. أقول يحتمل أن يكون خرق الأطناب و الحجب من تحته ص أو من فوقه أو منهما معا و أن يكون هذا في السماء الرابعة أو بعد عروجه إلى السابعة و الأخير أوفق بما بعده فعلى الأول خرق الحجب من تحته لينظر إلى الكعبة و على الثاني لينظر إلى الكعبة و إلى البيت المعمور معا فوجدهما متحاذيين متطابقين متماثلين و لذا قال و لكل مثل مثال أي كل شيء في الأرض له مثال في السماء فعلى الثاني يحتمل أن يكون الصلاة تحت العرش محاذيا للبيت المعمور أو بعد نزوله في البيت المعمور و على التقديرين استقبال الحجر مجاز أي استقبل ما يحاذيه أو يشاكله قوله و أنت الحرام أي المحترم المكرم و لعله إشارة إلى أن حرمة البيت إنما هي لحرمتك.
أقول في الكافي هنا زيادة هكذا فرفعت رأسي فإذا أطباق السماء قد خرقت و الحجب قد رفعت ثم قيل لي طأطئ رأسك انظر ما ترى فطأطأت رأسي فنظرت إلى بيت مثل بيتكم هذا و حرم مثل حرم هذا البيت لو ألقيت شيئا من يدي لم يقع إلا عليه فقيل لي يا محمد إن هذا الحرم و أنت الحرام و لكل مثل مثال ثم أوحى الله إلي يا محمد ادن من صاد و اغسل مساجدك و طهرها و صل لربك فدنا رسول الله ص من صاد و هو ماء يسيل من ساق العرش الأيمن فتلقى رسول الله ص الماء بيده اليمنى فمن أجل ذلك صار الوضوء باليمين ثم ساق الحديث إلى أن قال و الحجب متطابقة بينهن بحار النور و ذلك النور الذي أنزله الله تعالى على محمد ص فمن أجل ذلك صار الافتتاح ثلاث مرات لافتتاح الحجب ثلاث مرات فصار التكبير سبعا و الافتتاح ثلاثا. أقول الظاهر أن المراد بالحجب غير السماوات و أن ثلاثة منها ملتصقة ثم بعد ذلك بحار الأنوار ثم اثنان منها ملتصقان ثم تفصل بينهما بحار النور ثم اثنان ملتصقان فلذا استحب التوالي بين ثلاث من التكبيرات ثم الفصل بالدعاء ثم بين اثنتين ثم الفصل بالدعاء ثم اثنتين فكل شروع في التكبير ابتداء افتتاح. قوله قطعت ذكري لعله لما كانت سورة الفاتحة بالوحي فلما انقطع الوحي عند تمامها حمد الله من قبل نفسه فأوحى إليه لما قطعت القرآن بالحمد فاستأنف البسملة فالمراد بالذكر القرآن قوله و علو ما رأيت لعله منصوب بنزع الخافض أي لعلو ما رأيت قعدت لأنظر إليه مرة أخرى و لعله كان في الأصل و عودا إلى ما رأيت قوله إني أنا السلام و التحية لعل التحية معطوفة على السلام تفسيرا له قوله و الرحمة مبتدأ أي المراد بالرحمة أنت و البركات ذريتك على اللف و النشر أو المراد أن كلا منهم رحمة و بركة فالمعنى سلام الله و تحيته أو رحمته و شفاعة محمد و أهل بيته صلوات الله عليهم و هدايتهم و إعانتهم عليكم أي لكم. قوله عند الزوال لعل المعنى أن هذه الصلاة التي فرضت و علمها نبيه في السماء إنما فرضت و أوقعت أولا في الأرض عند الزوال فلا يلزم أن يكون إيقاعها في السماء عند الزوال مع أنه ص يحتمل أن يكون محاذيا في ذلك الوقت لموضع يكون في الأرض وقت الزوال لكنه بعيد لأن الظاهر من الخبر أنها أوقعت في موضع كان محاذيا لمكة و يحتمل أن يكون بعض المعارج في اليوم و هذا وجه جمع بين الأخبار المختلفة الواردة في المعراج. أقول في الخبر على ما رواه في الكافي مخالفة كثيرة لما هنا و شرح هذا الخبر يحتاج إلى مزيد بسط في الكلام لا يسعه المقام و سيأتي بعض الكلام فيه في أبواب الصلاة إن شاء الله تعالى
67- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن محبوب عن الثمالي عن أبي الربيع قال سأل نافع أبا جعفر ع عن قول الله وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ من ذا الذي سأله محمد و كان بينه و بين عيسى خمسمائة سنة قال فتلا أبو جعفر ع هذه الآية سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا فكان من الآيات التي أراها الله محمدا ص حيث أسرى به إلى بيت المقدس أنه حشر الله الأولين و الآخرين من النبيين و المرسلين ثم أمر جبرئيل ع فأذن شفعا و أقام شفعا و قال في إقامته حي على خير العمل ثم تقدم محمد ص فصلى بالقوم فأنزل الله عليه وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ فقال لهم رسول الله ص على ما تشهدون و ما كنتم تعبدون قالوا نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أنك رسول الله أخذت على ذلك عهودنا و مواثيقنا فقال نافع صدقت يا با جعفر الخبر
-68 فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة عن الصادق ع قال كان رسول الله ص يكثر تقبيل فاطمة ع فأنكرت ذلك عائشة فقال رسول الله ص يا عائشة إني لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى و ناولني من ثمارها فأكلته فحول الله ذلك ماء في ظهري فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فما قبلتها قط إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها
69- ج، ]الإحتجاج[ في أجوبة الزنديق المنكر للقرآن قال أمير المؤمنين ع و أما قوله وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا فهذا من براهين نبينا ص التي آتاه الله إياها و أوجب به الحجة على سائر خلقه لأنه لما ختم به الأنبياء و جعله الله رسولا إلى جميع الأمم و سائر الملل خصه بالارتقاء إلى السماء عند المعراج و جمع له يومئذ الأنبياء فعلم منهم ما أرسلوا به و حملوا من عزائم الله و آياته و براهينه و أقروا أجمعين بفضله و فضل الأوصياء و الحجج في الأرض من بعده و فضل شيعة وصيه من المؤمنين و المؤمنات الذين سلموا لأهل الفضل فضلهم و لم يستكبروا عن أمرهم و عرف من أطاعهم و عصاهم من أممهم و سائر من مضى و من غبر أو تقدم أو تأخر
70- ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن مالك بن عيينة عن حبيب السجستاني قال سألت أبا جعفر ع عن قوله عز و جل ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى فقال لي يا حبيب لا تقرأ هكذا اقرأ ثم دنا فتدانى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى الله إلى عبده يعني رسول الله ص ما أَوْحى يا حبيب إن رسول الله ص لما فتح مكة أتعب نفسه في عبادة الله عز و جل و الشكر لنعمه في الطواف بالبيت و كان علي ع معه فلما غشيهم الليل انطلقا إلى الصفا و المروة يريدان السعي قال فلما هبطا من الصفا إلى المروة و صارا في الوادي دون العلم الذي رأيت غشيهما من السماء نور فأضاءت لهما جبال مكة و خشعت أبصارهما قال ففزعا لذلك فزعا شديدا قال فمضى رسول الله ص حتى ارتفع عن الوادي و تبعه علي ع فرفع رسول الله ص رأسه إلى السماء فإذا هو برمانتين على رأسه قال فتناولهما رسول الله ص فأوحى الله عز و جل إلى محمد يا محمد إنها من قطف الجنة فلا يأكل منها إلا أنت و وصيك علي بن أبي طالب قال فأكل رسول الله إحداهما و أكل على الأخرى ثم أوحى الله عز و جل إلى محمد ص ما أوحى قال أبو جعفر ع يا حبيب وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى يعني عندها وافى به جبرئيل حين صعد إلى السماء قال فلما انتهى إلى محل السدرة وقف جبرئيل دونها و قال يا محمد إن هذا موقفي الذي وضعني الله عز و جل فيه و لن أقدر على أن أتقدمه و لكن امض أنت أمامك إلى السدرة فوقف عندها قال فتقدم رسول الله ص إلى السدرة و تخلف جبرئيل ع قال أبو جعفر ع إنما سميت سدرة المنتهى لأن أعمال أهل الأرض تصعد بها الملائكة الحفظة إلى محل السدرة و الحفظة الكرام البررة دون السدرة يكتبون ما ترفع إليهم الملائكة من أعمال العباد في الأرض قال فينتهون بها إلى محل السدرة قال فنظر رسول الله فرأى أغصانها تحت العرش و حوله قال فتجلى لمحمد نور الجبار عز و جل فلما غشى محمدا ص النور شخص ببصره و ارتعدت فرائصه قال فشد الله عز و جل لمحمد قلبه و قوى له بصره حتى رأى من آيات ربه ما رأى و ذلك قول الله عز و جل وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى قال يعني الموافاة قال فرأى محمد ص ما رأى ببصره مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى يعني أكبر الآيات قال أبو جعفر ع و إن غلظ السدرة بمسيرة مائة عام من أيام الدنيا و إن الورقة منها تغطي أهل الدنيا و إن لله عز و جل ملائكة و كلهم بنبات الأرض من الشجر و النخل فليس من شجرة و لا نخلة إلا و معها من الله عز و جل ملك يحفظها و ما كان فيها و لو لا أن معها من يمنعها لأكلها السباع و هوام الأرض إذا كان فيها ثمرها قال و إنما نهى رسول الله ص أن يضرب أحد من المسلمين خلاه تحت شجرة أو نخلة قد أثمرت لمكان الملائكة الموكلين بها قال و لذلك يكون للشجر و النخل أنسا إذا كان فيه حمله لأن الملائكة تحضره
بيان قطف الثمرة قطعها و القطف بالكسر العنقود و اسم للثمار المقطوفة و شخص الرجل بصره فتح لا يطرف و الفريصة لحمة بين جنبي الدابة و كتفها لا تزال ترعد قوله يعني الموافاة أي المراد بقوله رَآهُ رؤية النبي ص جبرئيل بعد مفارقته عند السدرة و موافاته له فاللام للعهد أي الموافاة التي مرت الإشارة إليه
71- ع، ]علل الشرائع[ حمزة بن محمد العلوي عن علي عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسن بن خالد عن محمد بن حمزة قال قلت لأبي عبد الله ع لأي علة يجهر في صلاة الفجر و صلاة المغرب و صلاة العشاء الآخرة و سائر الصلوات مثل الظهر و العصر لا يجهر فيها و لأي علة صار التسبيح في الركعتين الأخيرتين أفضل من القرآن قال لأن النبي ص لما أسري به إلى السماء كان أول صلاة فرضه الله عليه صلاة الظهر يوم الجمعة فأضاف الله عز و جل إليه الملائكة تصلي خلفه و أمر الله عز و جل نبيه ص أن يجهر بالقراءة ليبين لهم فضله ثم افترض عليه العصر و لم يضف إليه أحدا من الملائكة و أمره أن يخفي القراءة لأنه لم يكن وراءه أحد ثم افترض عليه المغرب ثم أضاف إليه الملائكة فأمره بالإجهار و كذلك العشاء الآخرة فلما كان قرب الفجر افترض الله عز و جل عليه الفجر و أمره بالإجهار ليبين للناس فضله كما بين للملائكة فلهذه العلة يجهر فيها فقلت لأي شيء صار التسبيح في الأخيرتين أفضل من القراءة قال لأنه لما كان في الأخيرتين ذكر ما يظهر من عظمة الله عز و جل فدهش و قال سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر فلذلك العلة صار التسبيح أفضل من القراءة
72- ع، ]علل الشرائع[ ماجيلويه عن عمه عن محمد بن علي الكوفي عن صباح الحذاء عن إسحاق بن عمار قال سألت أبا الحسن موسى بن جعفر ع كيف صارت الصلاة ركعة و سجدتين و كيف إذا صارت سجدتين لم تكن ركعتين فقال إذا سألت عن شيء ففرغ قلبك لتفهم إن أول صلاة صلاها رسول الله ص إنما صلاها في السماء بين يدي الله تبارك و تعالى قدام عرشه جل جلاله و ذلك أنه لما أسري به و صار عند عرشه تبارك و تعالى قال يا محمد ادن من صاد فاغسل مساجدك و طهرها و صل لربك فدنا رسول الله ص إلى حيث أمره الله تبارك و تعالى فتوضأ فأصبغ وضوءه ثم استقبل الجبار تبارك و تعالى قائما فأمره بافتتاح الصلاة ففعل فقال يا محمد اقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ إلى آخرها ففعل ذلك ثم أمره أن يقرأ نسبة ربه تبارك و تعالى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ثم أمسك عنه القول فقال رسول الله ص قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ فقال قل لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ فأمسك عنه القول فقال رسول الله ص كذلك الله ربي كذلك الله ربي فلما قال ذلك قال اركع يا محمد لربك فركع رسول الله ص فقال له و هو راكع قل سبحان ربي العظيم و بحمده ففعل ذلك ثلاثا ثم قال ارفع رأسك يا محمد ففعل ذلك رسول الله ص فقام منتصبا بين يدي الله فقال اسجد يا محمد لربك فخر رسول الله ص ساجدا فقال قل سبحان ربي الأعلى و بحمده ففعل ذلك رسول الله ص ثلاثا فقال له استو جالسا يا محمد ففعل فلما استوى جالسا ذكر جلال ربه جل جلاله فخر رسول الله ص ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر أمره ربه عز و جل فسبح أيضا ثلاثا فقال انتصب قائما ففعل فلم ير ما كان رأى من عظمة ربه جل جلاله فقال له اقرأ يا محمد و افعل كما فعلت في الركعة الأولى ففعل ذلك رسول الله ص ثم سجد سجدة واحدة فلما رفع رأسه ذكر جلالة ربه تبارك و تعالى فخر رسول الله ص ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر أمره ربه عز و جل فسبح أيضا ثم قال له ارفع رأسك ثبتك الله و اشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ اللهم صل على محمد و آل محمد و ارحم على محمد و آل محمد كما صليت و باركت و ترحمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم تقبل شفاعته و ارفع درجته ففعل فقال سلم يا محمد و استقبل رسول الله ص ربه تبارك و تعالى وجهه مطرقا فقال السلام عليك فأجابه الجبار جل جلاله فقال و عليك السلام يا محمد بنعمتي قويتك على طاعتي و بعصمتي إياك اتخذتك نبيا و حبيبا ثم قال أبو الحسن ع و إنما كانت الصلاة التي أمر بها ركعتين وسجدتين و هو ص إنما سجد سجدتين في كل ركعة عما أخبرتك من تذكره لعظمة ربه تبارك و تعالى فجعله الله عز و جل فرضا قلت جعلت فداك و ما صاد الذي أمر أن يغتسل منه فقال عين تنفجر من ركن من أركان العرش يقال له ماء الحياة و هو ما قال الله عز و جل ص وَ الْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ إنما أمره أن يتوضأ و يقرأ و يصلي
73- ع، ]علل الشرائع[ علي بن أحمد عن محمد الأسدي عن البرمكي عن علي بن العباس عن عكرمة بن عبد العرش عن هشام بن الحكم قال سألت أبا عبد الله ع عن علة الصلاة كيف صارت ركعتين و أربع سجدات ألا كانت ركعتين و سجدتين فذكر نحو حديث إسحاق عن أبي الحسن ع يزيد اللفظ و ينقص
74- يد، ]التوحيد[ أبي عن محمد العطار عن ابن عيسى عن البزنطي عن الرضا ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء بلغ بي جبرئيل مكانا لم يطأه جبرئيل قط فكشف لي فأراني الله عز و جل من نور عظمته ما أحب
75- ع، ]علل الشرائع[ علي بن حاتم عن القاسم بن محمد عن حمدان بن الحسين عن الحسين بن الوليد عن الحسين بن إبراهيم عن محمد بن زياد عن هشام بن الحكم عن أبي الحسن موسى ع قال قلت له لأي علة صار التكبير في الافتتاح سبع تكبيرات أفضل و لأي علة يقال في الركوع سبحان ربي العظيم و بحمده و يقال في السجود سبحان ربي الأعلى و بحمده قال يا هشام إن الله تبارك و تعالى خلق السماوات سبعا و الأرضين سبعا و الحجب سبعا فلما أسرى بالنبي ص و كان من ربه كقاب قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى رفع له حجاب من حجبه فكبر رسول الله ص و جعل يقول الكلمات التي تقال في الافتتاح فلما رفع له الثاني كبر فلم يزل كذلك حتى بلغ سبع حجب و كبر سبع تكبيرات فلذلك العلة تكبر للافتتاح في الصلاة سبع تكبيرات فلما ذكر ما رأى من عظمة الله ارتعدت فرائصه فانبرك على ركبتيه و أخذ يقول سبحان ربي العظيم و بحمده فلما اعتدل من ركوعه قائما نظر إليه في موضع أعلى من ذلك الموضع خر على وجهه و هو يقول سبحان ربي الأعلى و بحمده فلما قال سبع مرات سكن ذلك الرعب فلذلك جرت به السنة
-76 ع، ]علل الشرائع[ علي بن حاتم عن القاسم بن محمد عن حمدان بن الحسين عن الحسين بن الوليد عمن ذكره قال قلت لأبي عبد الله ع لأي علة أحرم رسول الله من الشجرة و لم يحرم من موضع دونه قال لأنه لما أسري به إلى السماء و صار بحذاء الشجرة و كانت الملائكة تأتي إلى البيت المعمور بحذاء المواضع التي هي مواقيت سوى الشجرة فلما كان في الموضع الذي بحذاء الشجرة نودي يا محمد قال لبيك قال أ لم أجدك يتيما فآويت و وجدتك ضالا فهديت قال النبي ص إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك لبيك فلذلك أحرم من الشجرة دون المواضع كلها
77- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن سعد عن عبد الله بن موسى عن محمد بن عبد الرحمن العرزمي عن المعلى بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال سمعت رسول الله ص يقول أعطاني الله تعالى خمسا و أعطى عليا خمسا أعطاني جوامع الكلم و أعطى عليا جوامع العلم و جعلني نبيا و جعله وصيا و أعطاني الكوثر و أعطاه السلسبيل و أعطاني الوحي و أعطاه الإلهام و أسرى بي إليه و فتح له أبواب السماء و الحجب حتى نظر إلي و نظرت إليه قال ثم بكى رسول الله ص فقلت له ما يبكيك فداك أبي و أمي فقال يا ابن عباس إن أول ما كلمني به أن قال يا محمد انظر تحتك فنظرت إلى الحجب قد انخرقت و إلى أبواب السماء قد فتحت و نظرت إلى علي و هو رافع رأسه إلي فكلمني و كلمته و كلمني ربي عز و جل فقلت يا رسول الله بم كلمك ربك قال قال لي يا محمد إني جعلت عليا وصيك و وزيرك و خليفتك منبعدك فأعلمه فها هو يسمع كلامك فأعلمته و أنا بين يدي ربي عز و جل فقال لي قد قبلت و أطعت فأمر الله الملائكة أن تسلم عليه ففعلت فرد عليهم السلام و رأيت الملائكة يتباشرون به و ما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلا هنئوني و قالوا لي يا محمد و الذي بعثك بالحق لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عز و جل لك ابن عمك و رأيت حملة العرش قد نكسوا رءوسهم إلى الأرض فقلت يا جبرئيل لم نكس حملة العرش رءوسهم فقال يا محمد ما من ملك من الملائكة إلا و قد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب استبشارا به ما خلا حملة العرش فإنهم استأذنوا الله عز و جل في هذه الساعة فأذن لهم أن ينظروا إلى علي بن أبي طالب فنظروا إليه فلما هبطت جعلت أخبره بذلك و هو يخبرني به فعلمت أني لم أطأ موطئا إلا و قد كشف لعلي عنه حتى نظر إليه الخبر
أقول روى بعض هذا الخبر في موضع آخر بهذا السند المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن سعد عن عبد الله بن هارون عن محمد بن عبد الرحمن و رواه الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر عن الصدوق عن أبيه عن سعد
78- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن محمد بن هارون الهاشمي عن محمد بن مالك بن الأبرر النخعي عن محمد بن فضيل بن غزوان الضبي عن مالك الجهني عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى السماء ثم إلى سدرة المنتهى أوقفت بين يدي ربي عز و جل فقال يا محمد فقلت لبيك ربي و سعديك قال قد بلوت خلقي فأيهم وجدت أطوع لك قال قلت رب عليا قال صدقت يا محمد فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك و يعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون قال قلت اختر لي فإن خيرتك خير لي قال قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة و وصيا و نحتله علمي و حلمي و هو أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد قبله و لا أحد بعده يا محمد علي راية الهدى و إمام من أطاعني و نور أوليائي و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين من أحبه فقد أحبني و من أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك يا محمد فقال النبي ص رب فقد بشرته فقال علي أنا عبد الله و في قبضته إن يعذبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا و إن يتم لي ما وعدني فالله أولى بي فقال اللهم أخل قلبه و اجعل ربيعه الإيمان بك قال قد فعلت ذلك به يا محمد غير أني مختصه بشيء من البلاء لم أختص به أحدا من أوليائي قال قلت رب أخي و صاحبي قال إنه قد سبق في علمي أنه مبتلى و مبتلى به و لو لا علي لم يعرف أوليائي و لا أولياء رسلي
قال محمد بن مالك فلقيت نصر بن مزاحم المنقري فحدثني عن غالب الجهني عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء و ذكر مثله سواء
قال محمد بن مالك فلقيت علي بن موسى بن جعفر ع فذكرت له هذا الحديث فقال حدثني به أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عن علي ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى السماء ثم إلى سدرة المنتهى و ذكر الحديث بطوله
كتاب المحتضر، للحسن بن سليمان نقلا من كتاب المعراج عن الصدوق عن محمد بن عمر الحافظ البغدادي عن محمد بن هارون مثله
79- فس، ]تفسير القمي[ خالد عن ابن محبوب عن محمد بن سيار عن أبي مالك الأزدي عن إسماعيل الجعفي قال كنت في المسجد الحرام قاعدا و أبو جعفر ع في ناحية فرفع رأسه فنظر إلى السماء مرة و إلى الكعبة مرة ثم قال سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى و كرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إلي فقال أي شيء يقول أهل العراق في هذه الآية يا عراقي قلت يقولون أسري به من المسجد الحرام إلى البيت المقدس فقال ليس هو كما يقولون و لكنه أسري به من هذه إلى هذه و أشار بيده إلى السماء و قال ما بينهما حرم قال فلما انتهى به إلى سدرة المنتهى تخلف عنه جبرئيل فقال رسول الله ص يا جبرئيل أ في مثل هذا الموضع تخذلني فقال تقدم أمامك فو الله لقد بلغت مبلغا لم يبلغه خلق من خلق الله قبلك فرأيت ربي و حال بيني و بينه السبحة قال قلت و ما السبحة جعلت فداك فأومأ بوجهه إلى الأرض و أومأ بيده إلى السماء و هو يقول جلال ربي جلال ربي ثلاث مرات قال قال يا محمد قلت لبيك يا رب قال فيم اختصم الملأ الأعلى قال قلت سبحانك لا علم لي إلا ما علمتني قال فوضع يده بين ثديي فوجدت بردها بين كتفي قال فلم يسألني عما مضى و لا عما بقي إلا علمته فقال يا محمد فيم اختصم الملأ الأعلى قال قلت يا رب في الدرجات و الكفارات و الحسنات فقال يا محمد إنه قد انقضت نبوتك و انقطع أكلك فمن وصيك فقلت يا رب إني قد بلوت خلقك فلم أر فيهم من خلقك أحدا أطوع لي من علي فقال و لي يا محمد فقلت يا رب إني قد بلوت خلقك فلم أر من خلقك أحدا أشد حبا لي من علي بن أبي طالب قال و لي يا محمد فبشره بأنه راية الهدى و إمام أوليائي و نور لمن أطاعني و الكلمة الباقية التي ألزمتها المتقين من أحبه أحبني و من أبغضه أبغضني مع ما أني أخصه بما لم أخص به أحدا فقلت يا رب أخي و صاحبي و وزيري و وارثي فقال إنه أمر قد سبق إنه مبتلى و مبتلى به مع ما أني قد نحلته و نحلته و نحلته و نحلته أربعة أشياء عقدها بيده و لا يفصح بها عقدها
بيان قوله ع من هذه إلى هذه أي المراد بالمسجد الأقصى البيت المعمور لأنه أقصى المساجد و لا ينافي ذهابه أولا إلى بيت المقدس قوله فرأيت ربي أي بالقلب أو عظمته و يحتمل أن يكون رأيت بمعنى وجدت و قوله و حال حالا أي ألفيته و قد حيل بيني و بينه و في بعض النسخ من نور ربي و لعل المراد بالسبحة تنزهه و تقدسه تعالى أي حال بيني و بينه تنزهه عن المكان و الرؤية و إلا فقد حصل غاية ما يمكن من القرب. قال الجزري سبحات الله جلاله و عظمته و هي في الأصل جمع سبحة و قيل أضواء وجهه و قيل سبحات الوجه محاسنه انتهى و إيماؤه إلى الأرض و حط رأسه كان خضوعا لجلاله تعالى و وضع اليد كناية عن غاية اللطف و الرحمة و إفاضة العلوم و المعارف على صدره الأشرف و البرد عن الراحة و السرور و في بعض النسخ يده أي يد القدرة. قوله تعالى فيم اختصم الملأ الأعلى إشارة إلى قوله تعالى ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ. قال الطبرسي رحمه الله يعني ما ذكر من قوله إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً إلى آخر القصة أي فما علمت ما كانوا فيه إلا بوحي من الله تعالى.
و روي عن ابن عباس عن النبي ص قال قال لي ربي أ تدري فيم يختصم الملأ الأعلى فقلت لا قال اختصموا في الكفارات و الدرجات فأما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات و نقل الأقدام إلى الجماعات و انتظار الصلاة بعد الصلاة و أما الدرجات فإفشاء السلام و إطعام الطعام و الصلاة بالليل و الناس نيام انتهى
و قوله عقدها ثانيا تأكيد للأول أو مصدر فاعل لقوله يفصح و الأصوب أنه تصحيف قوله بما عقدها و فاعل عقد الرسول ص
80- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قيعان بيضاء و رأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب و لبنة من فضة و ربما أمسكوا فقلت لهم ما لكم ربما بنيتم و ربما أمسكتم فقالوا حتى تجيئنا النفقة فقلت لهم و ما نفقتكم فقالوا قول المؤمن في الدنيا سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر فإذا قال بنينا و إذا أمسك أمسكنا
81- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ عن أبي بصير قال سمعت الصادق ع يقول إن جبرئيل ع احتمل رسول الله ص حتى انتهى به إلى مكان من السماء ثم تركه و قال ما وطئ نبي قط مكانك و قال النبي ص أتاني جبرئيل و أنا بمكة فقال قم يا محمد فقمت معه و خرجت إلى الباب فإذا جبرئيل و معه ميكائيل و إسرافيل فأتى جبرئيل بالبراق و كان فوق الحمار و دون البغل خده كخد الإنسان و ذنبه كذنب البقر و عرفه كعرف الفرس و قوائمه كقوائم الإبل عليه رحل من الجنة و له جناحان من فخذيه خطوه منتهى طرفه فقال اركب فركبت و مضيت حتى انتهيت إلى بيت المقدس و لما انتهيت إليه إذا الملائكة نزلت من السماء بالبشارة و الكرامة من عند رب العزة و صليت في بيت المقدس و في بعضها بشرني إبراهيم في رهط من الأنبياء ثم وصف موسى و عيسى صلوات الله عليهما ثم أخذ جبرئيل بيدي إلى الصخرة فأقعدني عليها فإذا معراج إلى السماء لم أر مثلها حسنا و جمالا فصعدت إلى السماء الدنيا و رأيت عجائبها و ملكوتها و ملائكها يسلمون علي ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فرأيت بها يوسف ع ثم صعدت إلى السماء الرابعة فرأيت فيها إدريس ع ثم صعد بي إلى السماء الخامسة فرأيت فيها هارون ع ثم صعد بي إلى السماء السادسة فإذا فيها خلق كثير يموج بعضهم في بعض و فيها الكروبيون قال ثم صعد بي إلى السماء السابعة فأبصرت فيها خلقا و ملائكة
و في حديث آخر قال النبي ص رأيت في السماء السادسة موسى ع و رأيت في السابعة إبراهيم ع ثم قال جاوزنا متصاعدين إلى أعلى عليين و وصف ذلك إلى أن قال ثم كلمني ربي و كلمته و رأيت الجنة و النار و رأيت العرش و سدرة المنتهى ثم قال رجعت إلى مكة فلما أصبحت حدثت به الناس فأكذبني أبو جهل و المشركون و قال مطعم بن عدي أ تزعم أنك سرت مسيرة شهرين في ساعة أشهد أنك كاذب ثم قالت قريش أخبرنا عما رأيت فقال مررت بعير بني فلان و قد أضلوا بعيرا لهم و هم في طلبه و في رحلهم قعب من ماء مملو فشربت الماء فغطيته كما كان فسألوهم هل وجدوا الماء في القدح قالوا هذه آية واحدة فقال ص مررت بعير بني فلان فنفر بعير فلان فانكسرت يده فسألوهم عن ذلك فقالوا هذه آية أخرى قالوا فأخبرنا عن عيرنا قال مررت بها بالتنعيم و بين لهم أحوالها و هيئاتها قالوا هذه آية أخرى
بيان قوله ع خطوه منتهى طرفه أي كان يضع كل خطوة منه على منتهى مد بصره
82- ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن هاشم عن البرقي عن ابن سنان و غيره عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله ع قال رسول الله ص لقد أسرى بي ربي فأوحى إلي من وراء الحجاب ما أوحى و كلمني و كان مما كلمني أن قال يا محمد علي الْأَوَّلُ و علي الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ فقال يا رب أ ليس ذلك أنت قال فقال يا محمد أنا الله لا إله إلا أنا الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ إني أنا الله لا إله إلا أنا الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لي الأسماء الحسنى يسبح لي من في السماوات و الأرضين و أنا العزيز الحكيم يا محمد إني أنا الله لا إله إلا أنا الأول و لا شيء قبلي و أنا الآخر فلا شيء بعدي و أنا الظاهر فلا شيء فوقي و أنا الباطن فلا شيء تحتي و أنا الله لا إله إلا أنا بكل شيء عليم يا محمد علي الأول أول من أخذ ميثاقي من الأئمة يا محمد علي الآخر آخر من أقبض روحه من الأئمة و هي الدابة التي تكلمهم يا محمد علي الظاهر أظهر عليه جميع ما أوحيته إليك ليس لك أن تكتم منه شيئا يا محمد علي الباطن أبطنته سري الذي أسررته إليك فليس فيما بيني و بينك سر أزويه يا محمد عن علي ما خلقت من حلال أو حرام إلا و علي عليم به
83- صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا ع عن آبائه ع قال قال علي بن أبي طالب ع لما بدأ رسول الله ص بتعليم الأذان أتى جبرئيل ع بالبراق فاستعصت عليه ثم أتى بدابة يقال لها برقة فاستعصت فقال لها جبرئيل اسكني برقة فما ركبك أحد أكرم على الله منه قال ص فركبتها حتى انتهيت إلى الحجاب الذي يلي الرحمن عز و جل فخرج ملك من وراء الحجاب فقال الله أكبر الله أكبر قال ص قلت يا جبرئيل من هذا الملك قال و الذي أكرمك بالنبوة ما رأيت هذا الملك قبل ساعتي هذه فقال الملك الله أكبر الله أكبر فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي أنا أكبر أنا أكبر قال ص فقال الملك أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي أنا الله لا إله إلا أنا فقال ص فقال الملك أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي أنا أرسلت محمدا رسولا قال ص فقال الملك حي على الصلاة حي على الصلاة فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي و دعا إلى عبادتي قال ص فقال الملك حي على الفلاح حي على الفلاح فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي و دعا إلى عبادتي فقال الملك قد أفلح من واظب عليها قال ص فيومئذ أكمل الله عز و جل لي الشرف على الأولين و الآخرين
84- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي جعفر ع قال إن رسول الله ص قال لما أسري بي نزل جبرئيل ع بالبراق و هو أصغر من البغل و أكبر من الحمار مضطرب الأذنين عيناه في حوافره خطاه مد بصره له جناحان يحفزانه من خلفه عليه سرج من ياقوت فيه من كل لون أهدب العرف الأيمن فوقفه على باب خديجة و دخل على رسول الله ص فمرح البراق فخرج إليه جبرئيل فقال اسكن فإنما يركبك خير البشر أحب خلق الله إليه فسكن فخرج رسول الله ص فركب ليلا و توجه نحو بيت المقدس فاستقبل شيخا فقال هذا أبوك إبراهيم فثنى رجله و هم بالنزول فقال جبرئيل كما أنت فجمع ما شاء الله من أنبيائه ببيت المقدس فأذن جبرئيل فتقدم رسول الله ص فصلى بهم ثم قال أبو جعفر ع في قوله فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ هؤلاء الأنبياء الذين جمعوا فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ قال فلم يشك رسول الله ص و لم يسأل
و في رواية أخرى إن البراق لم يكن يسكن لركوب رسول الله ص إلا بعد شرطه أن يكون مركوبه يوم القيامة
توضيح قال الجزري الحفز الحث و الإعجال و منه حديث البراق و في فخذيه جناحان يحفز بهما رجليه قوله أهدب العرف أي طويله و كثيره مرسلا من الجانب الأيمن و المرح شدة الفرح و النشاط
85- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن علي ع أنه لما كان بعد ثلاث سنين من مبعثه ص أسري به إلى بيت المقدس و عرج به منه إلى السماء ليلة المعراج فلما أصبح من ليلته حدث قريشا بخبر معراجه فقال جهالهم ما أكذب هذا الحديث و قال أمثالهم يا أبا القاسم فبم نعلم أنك صادق في قولك هذا قال أخبركم و قال مررت بعيركم في موضع كذا و قد ضل لهم بعير فعرفتهم مكانه و صرت إلى رحالهم و كانت لهم قرب مملوة فصبت قربة و العير توافيكم في اليوم الثالث من هذا الموضع مع طلوع الشمس في أول العير جمل أحمر و هو جمل فلان فلما كان اليوم الثالث خرجوا إلى باب مكة لينظروا صدق ما أخبر به محمد قبل طلوع الشمس فهم كذلك إذ طلعت العير عليهم بطلوع الشمس في أولها الجمل الأحمر و سألوا الذين كانوا مع العير فقالوا مثل ما قال محمد في إخباره عنهم فقالوا أيضا هذا من سحر محمد
-86 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ اختلف الناس في المعراج فالخوارج ينكرونه و قالت الجهمية عرج بروحه دون جسمه على طريق الرؤيا و قالت الإمامية و الزيدية و المعتزلة بل عرج بروحه و بجسمه إلى بيت المقدس لقوله تعالى إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى و قال آخرون بل عرج بروحه و بجسمه إلى السماوات روي ذلك عن ابن عباس و ابن مسعود و جابر و حذيفة و أنس و عائشة و أم هانئ و نحن لا ننكر ذلك إذا قامت الدلالة و قد جعل الله معراج موسى ع إلى الطور وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ و لإبراهيم إلى السماء الدنيا وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ و لعيسى ع إلى الرابعة بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ و لإدريس إلى الجنة وَ رَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا و محمد فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ و ذلك لعلو همته فلذلك يقال المرء يطير بهمته فتعجب الله من عروجه سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ و أقسم بنزوله وَ النَّجْمِ إِذا هَوى فيكون عروجه و نزوله بين تأكيدين السدي و الواقدي الإسراء قبل الهجرة بستة أشهر بمكة في السابع عشر من شهر رمضان ليلة السبت بعد العتمة من دار أم هانئ بنت أبي طالب و قيل من بيت خديجة و روي من شعب أبي طالب الحسين و قتادة كان من نفس المسجد ابن عباس هي ليلة الإثنين في شهر ربيع الأول بعد النبوة بسنتين فالأول معراج العجائب و الثاني معراج الكرامة
ابن عباس في خبر أن جبرئيل أتى النبي ص و قال إن ربي بعثني إليك و أمرني أن آتيه بك فقم فإن الله يكرمك كرامة لم يكرم بها أحدا قبلك و لا بعدك فأبشر و طب نفسا فقام و صلى ركعتين فإذا هو بميكائيل و إسرافيل و مع كل واحد منهما سبعون ألف ملك فسلم عليهم فبشروه فإذا معهم دابة فوق الحمار و دون البغل خده كخد الإنسان و قوائمه كقوائم البعير و عرفه كعرف الفرس و ذنبه كذنب البقر رجلاها أطول من يديها و لها جناحان من فخذيه خطوتها مد البصر و إذا عليها لجام من ياقوتة حمراء فلما أراد أن يركب امتنعت فقال جبرئيل إنه محمد فتواضعت حتى لصقت بالأرض فأخذ جبرئيل بلجامها و ميكائيل بركابها فركب فلما هبطت ارتفعت يداها و إذا صعدت ارتفعت رجلاها فنفرت العير من دفيف البراق ينادي رجل في آخر العير أن يا فلان إن الإبل قد نفرت و إن فلانة ألقت حملها و انكسر يدها فلما كان ببطن البلقاء عطش فإذا لهم ماء في آنية فشرب منه و ألقى الباقي فبينا هو في مسيره إذ نودي عن يمين الطريق يا محمد على رسلك ثم نودي عن يساره على رسلك فإذا هو بامرأة استقبلته و عليها من الحسن و الجمال ما لم ير لأحد و قالت قف مكانك حتى أخبرك ففسر له إبراهيم الخليل ع لما رآه جميع ذلك فقال منادي اليمين داعية اليهود فلو أجبته لتهودت أمتك و منادي اليسار داعية النصارى فلو أجبته لتنصرت أمتك و المرأة المتزينة هي الدنيا تمثلت لك لو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة فجاء جبرئيل إلى بيت المقدس فرفعها فأخرج من تحتها ثلاثة أقداح قدحا من لبن و قدحا من عسل و قدحا من خمر فناوله قدح اللبن فشرب ثم ناوله قدح العسل فشرب ثم ناوله قدح الخمر فقال قد رويت يا جبرئيل فقال أما إنك لو شربته ضلت أمتك
ابن عباس في خبر و هبط مع جبرئيل ملك لم يطأ الأرض قط معه مفاتيح خزائن الأرض فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يقول هذه مفاتيح خزائن الأرض فإن شئت فكن نبيا عبدا و إن شئت فكن نبيا ملكا فقال بل أكون نبيا عبدا فإذا سلم من ذهب قوائمه من فضة مركب باللؤلؤ و الياقوت يتلألأ نورا و أسفله على صخرة بيت المقدس و رأسه في السماء فقال لي اصعد يا محمد فلما صعد السماء رأى شيخا قاعدا تحت الشجرة و حوله أطفال فقال جبرئيل هذا أبوك آدم إذا رأى من يدخل الجنة من ذريته ضحك و فرح و إذا رأى من يدخل النار من ذريته حزن و بكى و رأى ملكا باسر الوجه و بيده لوح مكتوب بخط من النور و خط من الظلمة فقال هذا ملك الموت ثم رأى ملكا قاعدا على كرسي فلم ير منه من البشر ما رأى من الملائكة فقال جبرئيل هذا مالك خازن النار كان طلقا بشرا فلما اطلع على النار لم يضحك بعد فسأله أن يعرض عليه النار فرأى فيها ما رأى ثم دخل الجنة و رأى ما فيها و سمع صوتا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ قال هؤلاء سحرة فرعون و سمع لبيك اللهم لبيك قال هؤلاء الحجاج و سمع التكبير قال هؤلاء الغزاة و سمع التسبيح قال هؤلاء الأنبياء فلما بلغ إلى سدرة المنتهى فانتهى إلى الحجب فقال جبرئيل تقدم يا رسول الله ليس لي أن أجوز هذا المكان و لو دنوت أنملة لاحترقت
أبو بصير قال سمعته يقول إن جبرئيل احتمل رسول الله ص حتى انتهى به إلى مكان من السماء ثم تركه و قال له ما وطئ نبي قط مكانك
و روي أنه رأى في السماء الثانية عيسى و يحيى و في الثالثة يوسف و في الرابعة إدريس و في الخامسة هارون و في السادسة الكروبيين و في السابعة خلقا و ملائكة
و في حديث أبي هريرة رأيت في السماء السادسة موسى و في السابعة إبراهيم
ابن عباس و رأى ملائكة الحجب يقرءون سورة النور و خزان الكرسي يقرءون آية الكرسي و حملة العرش يقرءون حم المؤمن قال فلما بلغت قاب قوسين نوديت بالقرب
و في رواية أنه نوديت ألف مرة بالدنو و في كل مرة قضيت لي حاجة ثم قال لي سل تعط فقلت يا رب اتخذت إبراهيم خليلا و كلمت موسى تكليما و أعطيت سليمان ملكا عظيما فما ذا أعطيتني فقال اتخذت إبراهيم خليلا و اتخذتك حبيبا و كلمت موسى تكليما على بساط الطور و كلمتك على بساط النور و أعطيت سليمان ملكا فانيا و أعطيتك ملكا باقيا في الجنة
و روي أنا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلته و من قطعك بتلته انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك و أني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا و أنك رسولي و أن عليا وزيرك
و روي أنه لما بلغ إلى السماء السابعة نودي يا محمد إنك لتمشي في مكان ما مشى عليه بشر فكلمه الله تعالى فقال آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ قال نعم يا رب وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ فقال الله لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً الآية فقال رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا السورة فقال قد فعلت ثم قال من خلفت لأمتك من بعدك فقال الله أعلم قال إن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين
و يقال أعطاه الله تلك الليلة أربعة رفع عنها علم الخلق فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ و المناجاة فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ و السدرة إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ و إمامة علي ع
و قالوا المعراج خمسة أحرف فالميم مقام الرسول عند الملك الأعلى و العين عزه عند شاهد كل نجوى و الراء رفعته عند خالق الورى و الألف انبساطه مع عالم السر و أخفى و الجيم جاهه في ملكوت العلى
و روي أنه فقده أبو طالب في تلك الليلة فلم يزل يطلبه و وجه إلى بني هاشم و هو يقول يا لها من عظيمة إن لم أر رسول الله إلى الفجر فبينا هو كذلك إذ تلقاه رسول الله و قد نزل من السماء على باب أم هانئ فقال له انطلق معي فأدخل بين يديه المسجد فدخل بنو هاشم فسل أبو طالب سيفه عند الحجر ثم قال أخرجوا ما معكم يا بني هاشم ثم التفت إلى قريش فقال و الله لو لم أره ما بقي منكم عين تطرف فقالت قريش لقد ركبت منا عظيما و أصبح ص يحدثهم بالمعراج فقيل له صف لنا بيت المقدس فجاء جبرئيل بصورة بيت المقدس تجاه وجهه فجعل يخبرهم بما يسألونه عنه فقالوا أين بيت فلان و مكان كذا فأجابهم في كل ما سألوه عنه فلم يؤمن منهم إلا قليل و هو قوله وَ ما تُغْنِي الْآياتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ
بيان الباسر العابس
87- شي، ]تفسير العياشي[ لقد صلى في مسجد الكوفة رسول الله ص حيث انطلق به جبرئيل على البراق فلما انتهى به إلى وادي السلام و هو ظهر الكوفة و هو يريد بيت المقدس قال له يا محمد هذا مسجد أبيك آدم ع و مصلى الأنبياء فانزل فصل فيه فنزل رسول الله فصلى ثم انطلق به إلى بيت المقدس فصلى ثم إن جبرئيل ع عرج به إلى السماء
88- شي، ]تفسير العياشي[ عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال لما أخبرهم أنه أسري به قال بعضهم لبعض قد ظفرتم به فاسألوه عن أيلة قال فسألوه عنها قال فأطرق و مكث فأتاه جبرئيل فقال يا رسول الله ارفع رأسك فإن الله قد رفع لك أيلة و قد أمر الله كل منخفض من الأرض فارتفع و كل مرتفع فانخفض فرفع رأسه فإذا أيلة قد رفعت له قال فجعلت يسألونه و يخبرهم و هو ينظر إليها ثم قال إن علامة ذلك عير لأبي سفيان يحمل ندا يقدمها جمل أحمر يدخل غدا مع الشمس فأرسلوا الرسل و قالوا لهم حيث ما لقيتم العير فاحبسوها ليكذبوه بذلك قال فضرب الله وجوه الإبل فأقرت على الساحل و أصبح الناس فأشرفوا فقال أبو عبد الله ع فما رئيت مكة قط أكثر مشرفا و لا مشرفة منها يومئذ لينظروا ما قال رسول الله ص فأقبلت الإبل من ناحية الساحل فكان يقول قائل الإبل الشمس الشمس الإبل قال فطلعتا جميعا
بيان قال الفيروزآبادي إيلياء بالكسر و يقصر و يشدد فيهما و إلياء بياء واحدة و يقصر مدينة القدس و أيلة جبل بين مكة و المدينة قرب ينبع و بلد بين ينبع و مصر و إيلة بالكسر قرية بباحوز و موضعان آخران انتهى. أقول لعله كان إيليا على وفق الأخبار الأخر فصحف و الند طيب معروف و يكسر أو هو العنبر و في بعض النسخ قدا و هو بالفتح جلد السخلة و بالكسر إناء من جلد و السوط و السير يقد من جلد غير مدبوغ و كان يحتمل بزا أي متاعا
89- شي، ]تفسير العياشي[ عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص صلى العشاء الآخرة و صلى الفجر في الليلة التي أسري به بمكة
90- شي، ]تفسير العياشي[ عن زرارة و حمران بن أعين و محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال حدث أبو سعيد الخدري أن رسول الله ص قال إن جبرئيل أتاني ليلة أسري بي فحين رجعت فقلت يا جبرئيل هل لك من حاجة فقال حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله و مني السلام و حدثنا عند ذلك أنها قالت حين لقيها نبي الله عليه و آله السلام فقال لها الذي قال جبرئيل قالت إن الله هو السلام و منه السلام و إليه السلام و على جبرئيل السلام
91- شي، ]تفسير العياشي[ عن سلام الحناط عن رجل عن أبي عبد الله ع قال سألته عن المساجد التي لها الفضل فقال المسجد الحرام و مسجد الرسول قلت و المسجد الأقصى جعلت فداك فقال ذاك في السماء إليه أسري رسول الله ص فقلت إن الناس يقولون إنه بيت المقدس فقال مسجد الكوفة أفضل منه
92- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول لما أسري بالنبي ص فانتهى إلى موضع قال له جبرئيل قف فإن ربك يصلي قال قلت جعلت فداك و ما كان صلاته فقال كان يقول سبوح قدوس رب الملائكة و الروح سبقت رحمتي غضبي
93- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن رسول الله ص قال لما أسري به رفعه جبرئيل بإصبعيه و وضعهما في ظهره حتى وجد بردهما في صدره فكان رسول الله ص دخله شيء فقال يا جبرئيل أ في هذا الموضع قال نعم إن هذا الموضع لم يطأه أحد قبلك و لا يطؤه أحد بعدك قال و فتح الله له من العظمة مثل سم الإبرة فرأى من العظمة ما شاء الله فقال له جبرئيل يا محمد و ذكر الحديث بطوله
94- إرشاد القلوب، من كفاية الطالب للحافظ الشافعي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص مررت ليلة أسري بي إلى السماء و إذا أنا بملك جالس على منبر من نور و الملائكة تحدق به فقلت يا جبرئيل من هذا الملك فقال ادن منه فسلم عليه فدنوت منه و سلمت عليه فإذا أنا بأخي و ابن عمي علي بن أبي طالب ع فقلت يا جبرئيل سبقني علي بن أبي طالب إلى السماء الرابعة فقال لا يا محمد و لكن الملائكة شكت حبها لعلي فخلق الله هذا الملك من نور علي و صورة علي فالملائكة تزوره في كل ليلة جمعة سبعين مرة و يسبحون الله تعالى و يقدسونه و يهدون ثوابه لمحب علي ع
و من كتاب المناقب للخوارزمي عن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله و قد سئل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج فقال خاطبني بلغة علي بن أبي طالب ع و ألهمني أن قلت يا رب أ خاطبتني أنت أم علي فقال يا أحمد أنا شيء ليس كالأشياء و لا أقاس بالناس و لا أوصف بالأشياء خلقتك من نوري و خلقت عليا من نورك فاطلعت على سرائر قلبك فلم أجد على قلبك أحب من علي بن أبي طالب ع فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك
95- ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر عن عبد الصمد بن بشير قال ذكر عند أبي عبد الله بدء الأذان و قصة الأذان في إسراء النبي حتى انتهى إلى السدرة المنتهى قال فقالت السدرة المنتهى ما جازني مخلوق قبلك قال ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى قال فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين و أصحاب الشمال قال و أخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه ففتحه فنظر إليه فإذا فيه أسماء أهل الجنة و أسماء آبائهم و قبائلهم قال فقال له آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ قال فقال رسول الله ص وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ قال فقال رسول الله ص رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا قال فقال الله قد فعلت قال رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا إلى آخر السورة و كل ذلك يقول الله قد فعلت قال ثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه و فتح صحيفة أصحاب الشمال فإذا فيها أسماء أهل النار و أسماء آبائهم و قبائلهم قال فقال رسول الله ص رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ قال فقال الله فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ قال فلما فرغ من مناجات ربه رد إلى البيت المعمور ثم قص قصة البيت و الصلاة فيه ثم نزل و معه الصحيفتان فدفعهما إلى علي بن أبي طالب ع
96- ع، ]علل الشرائع[ ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الحسن بن متيل عن سلمة بن الخطاب عن منيع بن الحجاج عن يونس عن الصباح المزني عن أبي عبد الله ع قال عرج بالنبي ص إلى السماء مائة و عشرين مرة ما من مرة إلا و قد أوصى الله عز و جل فيها النبي ص بالولاية لعلي و الأئمة ع أكثر مما أوصاه بالفرائض
ير، ]بصائر الدرجات[ علي بن محمد بن سعيد عن حمدان بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن منيع مثله
97- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد بن عبد الله الموسوي عن عبيد الله بن أحمد بن نهيك عن ابن أبي عمير عن ابن رئاب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عن آبائه عن علي ع قال قال لي رسول الله ص يا علي إنه لما أسري بي إلى السماء تلقتني الملائكة بالبشارات في كل سماء حتى لقيني جبرئيل في محفل من الملائكة فقال لو اجتمعت أمتك على حب علي ما خلق الله عز و جل النار يا علي إن الله تعالى أشهدك معي في سبعة مواطن حتى آنست بك أما أول ذلك فليلة أسري بي إلى السماء قال لي جبرئيل ع أين أخوك يا محمد فقلت خلفته ورائي فقال ادع الله عز و جل فليأتك به فدعوت الله عز و جل فإذا مثالك معي و إذا الملائكة وقوف صفوفا فقلت يا جبرئيل من هؤلاء قال هؤلاء الذين يباهي الله عز و جل بهم يوم القيامة فدنوت فنطقت بما كان و بما يكون إلى يوم القيامة و الثانية حين أسري بي إلى ذي العرش عز و جل قال جبرئيل أين أخوك يا محمد فقلت خلفته ورائي فقال ادع الله عز و جل فليأتك به فدعوت الله عز و جل فإذا مثالك معي و كشط لي عن سبع سماوات حتى رأيت سكانها و عمارها و موضع كل ملك منها و الثالثة حيث بعثت إلى الجن فقال لي جبرئيل أين أخوك فقلت خلفته ورائي فقال ادع الله عز و جل فليأتك به فدعوت الله عز و جل فإذا أنت معي فما قلت لهم شيئا و لا ردوا علي شيئا إلا سمعته و وعيته و الرابعة خصصنا بليلة القدر و أنت معي فيها و ليست لأحد غيرنا و الخامسة ناجيت الله عز و جل و مثالك معي فسألت فيك فأجابني إليها إلا النبوة فإنه قال خصصتها بك و ختمتها بك و السادسة لما طفت بالبيت المعمور كان مثالك معي و السابعة هلاك الأحزاب على يدي و أنت معي يا علي إن الله أشرف إلى الدنيا فاختارني على رجال العالمين ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين ثم اطلع الثالثة فاختار فاطمة على نساء العالمين ثم اطلع الرابعة فاختار الحسن و الحسين و الأئمة من ولدها على رجال العالمين يا علي إني رأيت اسمك مقرونا باسمي في أربعة مواطن فأنست بالنظر إليه إني لما بلغت بيت المقدس في معارجي إلى السماء وجدت على صخرتها لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بوزيره و نصرته به فقلت يا جبرئيل و من وزيري فقال علي بن أبي طالب ع فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا لا إله إلا الله أنا وحدي و محمد صفوتي من خلقي أيدته بوزيره و نصرته به فقلت يا جبرئيل و من وزيري فقال علي بن أبي طالب ع فلما جاوزت السدرة و انتهيت إلى عرش رب العالمين وجدت مكتوبا على قائمة من قوائم العرش لا إله إلا الله أنا وحدي محمد حبيبي و صفوتي من خلقي أيدته بوزيره و أخيه و نصرته به يا علي إن الله عز و جل أعطاني فيك سبع خصال أنت أول من ينشق القبر عنه و أنت أول من يقف معي على الصراط فتقول للنار خذي هذا فهو لك و ذري هذا فليس هو لك و أنت أول من يكسى إذا كسيت و يجيء إذا جئت و أنت أول من يقف معي عن يمين العرش و أول من يقرع معي باب الجنة و أول من يسكن معي عليين و أول من يشرب معي من الرحيق المختوم الذي خِتامُهُ مِسْكٌ وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ
بيان يحتمل أن يكون المراد بالأحزاب أحزاب الأمم السالفة الذين كذبوا الرسل أو الأحزاب في الرجعة و يحتمل أن يكون إشارة إلى غزوة الأحزاب
98- شف، ]كشف اليقين[ محمد بن العباس بن مروان الثقة في كتاب المعتمد عليه عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أبي القاسم ماجيلويه عن ابن أبي الخطاب قال و حدثنا محمد بن حماد الكوفي عن نصر بن مزاحم عن أبي داود الطهري عن ثابت بن أبي صخرة عن الرعلي عن علي بن أبي طالب و إسماعيل بن أبان عن محمد عن عجلان عن زيد بن علي قالا قال رسول الله ص كنت نائما في الحجر إذ أتاني جبرئيل فحركني تحريكا لطيفا ثم قال لي عفا الله عنك يا محمد قم و اركب ففد إلى ربك فأتاني بدابة دون البغل و فوق الحمار خطوها مد البصر له جناحان من جوهر يدعى البراق قال فركبت حتى طعنت في الثنية إذ أنا برجل قائم متصل شعره إلى كتفيه فلما نظر إلي قال السلام عليك يا أول السلام عليك يا آخر السلام عليك يا حاشر قال فقال لي جبرئيل رد عليه يا محمد قال فقلت و عليك السلام و رحمة الله و بركاته قال فلما أن جزت الرجل فطعنت في وسط الثنية إذا أنا برجل أبيض الوجه جعد الشعر فلما نظر إلي سلم مثل تسليم الأول فقال جبرئيل رد عليه يا محمد فقلت و عليك السلام و رحمة الله و بركاته قال فقال لي يا محمد احتفظ بالوصي ثلاث مرات علي بن أبي طالب المقرب من ربه قال فلما جزت الرجل و انتهيت إلى بيت المقدس إذا أنا برجل أحسن الناس وجها و أتم الناس جسما و أحسن الناس بشرة فلما نظر إلي قال السلام عليك يا بني و السلام عليك يا أول مثل تسليم الأول قال فقال لي جبرئيل يا محمد رد عليه فقلت و عليك السلام و رحمة الله و بركاته قال فقال لي يا محمد احتفظ بالوصي ثلاث مرات علي بن أبي طالب المقرب من ربه الأمين على حوضك صاحب شفاعة الجنة قال فنزلت عن دابتي عمدا قال فأخذ جبرئيل بيدي فأدخلني المسجد فخرق بي الصفوف و المسجد غاص بأهله قال فإذا بنداء من فوقي تقدم يا محمد قال فقدمني جبرئيل فصليت بهم قال ثم وضع لنا منه سلم إلى السماء الدنيا من لؤلؤ فأخذ بيدي جبرئيل فرقى بي إلى السماء فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَ شُهُباً قال فقرع جبرئيل الباب فقالوا له من هذا قال أنا جبرئيل قالوا من معك قال معي محمد قالوا و قد أرسل قال نعم قال ففتحوا لنا ثم قالوا مرحبا بك من أخ و من خليفة فنعم الأخ و نعم الخليفة و نعم المختار خاتم النبيين لا نبي بعده ثم وضع لنا منها سلم من ياقوت موشح بالزبرجد الأخضر قال فصعدنا إلى السماء الثانية فقرع جبرئيل الباب فقالوا مثل القول الأول و قال جبرئيل مثل القول الأول ففتح لنا ثم وضع لنا سلم من نور محفوف حوله بالنور قال فقال لي جبرئيل يا محمد تثبت و اهتد هديت ثم ارتفعنا إلى الثالثة و الرابعة و الخامسة و السادسة و السابعة بإذن الله فإذا بصوت و صيحة شديدة قال قلت يا جبرئيل ما هذا الصوت فقال لي يا محمد هذا صوت طوبى قد اشتاقت إليك قال فقال رسول ص فغشيني عند ذلك مخافة شديدة قال ثم قال لي جبرئيل يا محمد تقرب إلى ربك فقد وطئت اليوم مكانا بكرامتك على الله عز و جل ما وطئته قط و لو لا كرامتك لأحرقني هذا النور الذي بين يدي قال فتقدمت فكشف لي عن سبعين حجابا قال فقال لي يا محمد فخررت ساجدا و قلت لبيك رب العزة لبيك قال فقيل لي يا محمد ارفع رأسك و سل تعط و اشفع تشفع يا محمد أنت حبيبي و صفيي و رسولي إلى خلقي و أميني في عبادي من خلفت في قومك حين وفدت إلي قال فقلت
من أنت أعلم به مني أخي و ابن عمي و ناصري و وزيري و عيبة علمي و منجز عداتي قال فقال لي ربي و عزتي و جلالي و جودي و مجدي و قدرتي على خلقي لا أقبل الإيمان بي و لا بأنك نبي إلا بالولاية له يا محمد أ تحب أن تراه في ملكوت السماء قال فقلت ربي و كيف لي به و قد خلفته في الأرض قال فقال لي يا محمد ارفع رأسك قال فرفعت رأسي و إذا أنا به مع الملائكة المقربين مما يلي السماء الأعلى قال فضحكت حتى بدت نواجذي قال فقلت يا رب اليوم قرت عيني قال ثم قيل لي يا محمد قلت لبيك ذا العزة لبيك قال إني أعهد إليك في علي عهدا فاسمعه قال قلت ما هو يا رب فقال علي راية الهدى و إمام الأبرار و قاتل الفجار و إمام من أطاعني و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين أورثته علمي و فهمي فمن أحبه فقد أحبني و من أبغضه فقد أبغضني إنه مبتلى و مبتلى به فبشره بذلك يا محمد قال ثم أتاني جبرئيل ع قال فقال لي يقول الله لك يا محمد وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَ كانُوا أَحَقَّ بِها وَ أَهْلَها ولاية علي بن أبي طالب تقدم بين يدي يا محمد فتقدمت فإذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر و اليواقيت أشد بياضا من الفضة و أحلى من العسل و أطيب ريحا من المسك الأذفر قال فضربت بيدي فإذا طينة مسكة ذفرة قال فأتاني جبرئيل فقال لي يا محمد أي نهر هذا قال قلت أي نهر هذا يا جبرئيل قال هذا نهرك و هو الذي يقول الله عز و جل إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ إلى موضع الْأَبْتَرُ عمرو بن العاص هو الأبتر قال ثم التفت فإذا أنا برجال يقذف بهم في نار جهنم قال فقلت من هؤلاء يا جبرئيل فقال لي هؤلاء المرجئة و القدرية و الحرورية و بنو أمية و النواصب لذريتك
العداوة هؤلاء الخمسة لا سهم لهم في الإسلام قال ثم قال لي أ رضيت عن ربك بما قسم لك قال فقلت سبحان ربي اتخذ إبراهيم خليلا و كلم موسى تكليما و أعطى سليمان ملكا عظيما و كلمني ربي و اتخذني خليلا و أعطاني في علي أمرا عظيما يا جبرئيل من الذي لقيت في أول الثنية قال ذاك أخوك موسى بن عمران ع قال السلام عليك يا أول فكنت مبشرا أول البشر و السلام عليك يا آخر فأنت تبعث آخر النبيين و السلام عليك يا حاشر فأنت على حشر هذه الأمة قال فمن الذي لقيت في وسط الثنية قال ذاك أخوك عيسى ابن مريم يوصيك بأخيك علي بن أبي طالب ع فإنه قائد الغر المحجلين و أمير المؤمنين و أنت سيد ولد آدم قال فمن الذي لقيت عند الباب باب بيت المقدس قال ذاك أبوك آدم يوصيك بوصيك بابنه علي بن أبي طالب ع خيرا و يخبرك أنه أمير المؤمنين و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين قال فمن الذي صليت بهم قال أولئك الأنبياء و الملائكة ع كرامة من الله أكرمك يا محمد ثم هبط إلى الأرض قال فلما أصبح رسول الله ص بعث إلى أنس بن مالك فدعاه فلما جاءه قال له رسول الله ص ادع عليا فأتاه فقال يا علي أبشرك قال بما ذا قال أخوك موسى و أخوك عيسى و أبوك آدم صلى الله عليهم فكلهم يوصي بك قال فبكى علي و قال الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسيا ثم قال يا علي أ لا أبشرك قال قلت بشرني يا رسول الله فقال يا علي نظرت بعيني إلى عرش ربي جل و عز فرأيت مثلك في السماء الأعلى و عهد إلي فيك عهدا قال بأبي و أمي يا رسول الله أ و كل ذلك كانوا يذكرون إليك قال فقال رسول الله ص يا علي إن الملأ الأعلى ليدعون لك و إن المصطفين الأخيار ليرغبون إلى ربهم جل و عز أن يجعل لهم السبيل إلى النظر إليك و إنك لتشفع يوم القيامة و إن الأمم كلهم موقوفون على حرف جهنم قال فقال علي يا رسول الله فمن الذي كانوا يقذف بهم في نار جهنم قال أولئك المرجئة و الحرورية و القدرية و بنو أمية و مناصبك العداوة يا علي هؤلاء الخمسة ليس لهم في الإسلام نصيب
99- شف، ]كشف اليقين[ محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن الأهوازي عن فضالة عن الحضرمي عن أبي عبد الله ع قال أتى رجل إلى أمير المؤمنين ع و هو في مسجد الكوفة و قد احتبى بحمائل سيفه فقال يا أمير المؤمنين إن في القرآن آية قد أفسدت علي ديني و شككتني في ديني قال و ما ذلك قال قول الله عز و جل وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ فهل كان في ذلك الزمان نبي غير محمد ص فيسأله عنه فقال له أمير المؤمنين ع اجلس أخبرك به إن شاء الله إن الله عز و جل يقول في كتابه سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا فكان من آيات الله التي أراها محمدا أنه انتهى به جبرئيل إلى البيت المعمور و هو المسجد الأقصى فلما دنا منه أتى جبرئيل عينا فتوضأ منها ثم قال يا محمد توضأ ثم قام جبرئيل فأذن ثم قال للنبي تقدم فصل و اجهر بالقراءة فإن خلفك أفقا من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله جل و عز و في الصف الأول آدم و نوح و إبراهيم و هود و موسى و عيسى و كل نبي بعث الله تبارك و تعالى منذ خلق السماوات و الأرض إلى أن بعث محمدا فتقدم رسول الله ص فصلى بهم غير هائب و لا محتشم فلما انصرف أوحى إليه كلمح البصر سل يا محمد مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ فالتفت إليهم رسول الله ص بجميعه فقال بم تشهدون قالوا نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أنك رسول الله و أن عليا أمير المؤمنين وصيك و أنك رسول الله سيد النبيين و أن عليا سيد الوصيين أخذت على ذلك مواثيقنا لكما بالشهادة فقال الرجل أحييت قلبي و فرجت عني يا أمير المؤمنين
100- شف، ]كشف اليقين[ محمد بن العباس عن محمد بن همام بن سهيل عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود النجار عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده ع في قوله عز و جل ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى إلى قوله إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى فإن النبي ص لما أسري به إلى ربه جل و عز قال وقف بي جبرئيل ع عند شجرة عظيمة لم أر مثلها على كل غصن منها و على كل ورقة منها ملك و على كل ثمرة منها ملك و قد كللها نور من نور الله جل و عز فقال جبرئيل هذه سدرة المنتهى كان ينتهي الأنبياء من قبلك إليها ثم لا يجاوزونها و أنت تجوزها إن شاء الله ليريك من آياته الكبرى فاطمئن أيدك الله بالثبات حتى تستكمل كرامات الله و تصير إلى جواره ثم صعد بي حتى صرت تحت العرش فدلي لي رفرف أخضر ما أحسن أصفه فرفعني الرفرف بإذن الله إلى ربي فصرت عنده و انقطع عني أصوات الملائكة و دويهم و ذهبت عني المخاوف و الروعات و هدأت نفسي و استبشرت و ظننت أن جميع الخلائق قد ماتوا أجمعين و لم أر عندي أحدا من خلقه فتركني ما شاء الله ثم رد علي روحي فأفقت فكان توفيقا من ربي عز و جل أن غمضت عيني و كل بصري و غشي عني النظر فجعلت أبصر بقلبي كما أبصر بعيني بل أبعد و أبلغ فذلك قوله جل و عز ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى و إنما كنت أرى في مثل مخيط الإبرة و نور بين يدي ربي لا تطيقه الأبصار فناداني ربي جل و عز فقال تبارك و تعالى يا محمد قلت لبيك ربي و سيدي و إلهي لبيك قال هل عرفت قدرك عندي و منزلتك و موضعك قلت نعم يا سيدي قال يا محمد هل عرفت موقفك مني و موضع ذريتك قلت نعم يا سيدي قال فهل تعلم يا محمد فيما اختصم الملأ الأعلى فقلت يا رب أنت أعلم و أحكم و أنت علام الغيوب قال اختصموا في الدرجات و الحسنات فهل تدري ما الدرجات و الحسنات قلت أنت أعلم يا سيدي و أحكم قال إسباغ الوضوء في المكروهات و المشي على الأقدام إلى الجمعات معك و مع الأئمة من ولدك و انتظار الصلاة بعد الصلاة و إفشاء السلام و إطعام الطعام و التهجد بالليل و الناس نيام قال آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ قلت نعم يا رب وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ قال صدقت يا محمد لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ و أغفر لهم و قلت رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا إلى آخر السورة قال ذلك لك و لذريتك يا محمد قلت ربي و سيدي و إلهي قال أسألك عما أنا أعلم به منك من خلفت في الأرض بعدك قلت خير أهلها لها أخي و ابن عمي و ناصر دينك يا رب و الغاضب لمحارمك إذا استحلت و لنبيك غضيب النمر إذا جدل علي بن أبي طالب قال صدقت يا محمد إني اصطفيتك بالنبوة و بعثتك بالرسالة و امتحنت عليا بالبلاغ و الشهادة إلى أمتك و جعلته حجة في الأرض معك و بعدك و هو نور أوليائي و ولي من أطاعني و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين يا محمد و زوجته فاطمة و إنه وصيك و وارثك و وزيرك و غاسل عورتك و ناصر دينك و المقتول على سنتي و سنتك يقتله شقي هذه الأمة قال رسول الله ص ثم أمرني ربي بأمور و أشياء أمرني أن أكتمها و لم يؤذن لي في إخبار أصحابي بها ثم هوى بي الرفرف فإذا
أنا بجبرئيل فتناقلني منه حتى صرت إلى سدرة المنتهى فوقف بي تحتها ثم أدخلني إلى جنة المأوى فرأيت مسكني و مسكنك يا علي فيها فبينا جبرئيل يكلمني إذ تجلى لي نور من نور الله جل و عز فنظرت إلى مثل مخيط الإبرة إلى مثل ما كنت نظرت إليه في المرة الأولى فناداني ربي جل و عز يا محمد قلت لبيك ربي و سيدي و إلهي قال سبقت رحمتي غضبي لك و لذريتك أنت مقربي من خلقي و أنت أميني و حبيبي و رسولي و عزتي و جلالي لو لقيني جميع خلقي يشكون فيك طرفة عين أو يبغضون صفوتي من ذريتك لأدخلنهم ناري و لا أبالي يا محمد علي أمير المؤمنين و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم أبو السبطين سيدي شباب أهل جنتي المقتولين ظلما ثم حرض على الصلاة و ما أراد تبارك و تعالى و قد كنت قريبا منه في المرة الأولى مثل ما بين كبد القوس إلى سيته فذلك قوله جل و عز قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى من ذلك ثم ذكر سدرة المنتهى فقال وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى يعني ما غشي السدرة من نور الله و عظمته
بيان قال الجوهري الرفرف ثياب خضر تتخذ منها المحابس الواحدة رفرفة و الرفرف أيضا كسر الخباء و جوانب الدرع و ما تدلى منها. أقول روى هذا الخبر الشيخ حسن بن سليمان في كتاب المحتضر من تفسير محمد بن العباس مثله سواء
101- شف، ]كشف اليقين[ عن أبي جعفر بن بابويه برجال المخالفين رويناه من كتابه كتاب أخبار الزهراء عن الحسن بن محمد بن سعيد عن فرات بن إبراهيم عن محمد بن علي الهمداني عن أبي الحسن خلف بن موسى عن عبد الأعلى الصنعاني عن عبد الرزاق عن معمر عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال لما زوج رسول الله ص عليا ع فاطمة تحدثن نساء قريش و غيرهن و عيرتها و قلن زوجك رسول الله ص من عائل لا مال له فقال لها رسول الله ص يا فاطمة أ ما ترضين أن الله تبارك و تعالى اطلع اطلاعة إلى الأرض فاختار منها رجلين أحدهما أبوك و الآخر بعلك يا فاطمة كنت أنا و علي نورا بين يدي الله مطيعين من قبل أن يخلق الله آدم ع بأربعة عشر ألف عام فلما خلق آدم قسم ذلك النور بجزءين جزء أنا و جزء علي ثم إن قريشا تكلمت في ذلك و فشا الخبر فبلغ النبي ص فأمر بلالا فجمع الناس و خرج إلى مسجده و رقي منبره يحدث الناس ما خصه الله تعالى من الكرامة و بما خص به عليا ع و فاطمة ع فقال يا معشر الناس إنه بلغني مقالتكم و إني محدثكم حديثا فعوه و احفظوا مني و اسمعوه فإني مخبركم بما خص الله به أهل البيت و بما خص به عليا من الفضل و الكرامة و فضله عليكم فلا تخالفوه فتنقلبوا على أعقابكم وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ معاشر الناس إن الله قد اختارني من خلقه فبعثني إليكم رسولا و اختار لي عليا خليفة و وصيا معاشر الناس إني لما أسري بي إلى السماء فما مررت بملإ من الملائكة في سماء من السماوات إلا سألوني عن علي بن أبي طالب و قالوا يا محمد إذا رجعت إلى الدنيا فأقرئ عليا و شيعته منا السلام فلما وصلت إلى السماء السابعة و تخلف عني جميع من كان معي من ملائكة السماوات و جبرئيل ع و الملائكة المقربين و وصلت إلى حجب ربي دخلت سبعين ألف حجاب بين كل حجاب إلى حجاب من حجب العزة و القدرة و البهاء و الكرامة و الكبرياء و العظمة و النور و الظلمة و الوقار حتى وصلت إلى حجاب الجلال فناجيت ربي تبارك و تعالى و قمت بين يديه و تقدم إلي عز ذكره بما أحبه و أمرني بما أراد و لم أسأله لنفسي شيئا و في علي ع إلا أعطاني و وعدني الشفاعة في شيعته و أوليائه ثم قال لي الجليل جل جلاله يا محمد من تحب من خلقي قلت أحب الذي تحبه أنت يا ربي فقال لي جل جلاله فأحب عليا فإني أحبه و أحب من يحبه و أحب من أحب من يحبه فخررت لله ساجدا مسبحا شاكرا لربي تبارك و تعالى فقال لي يا محمد علي وليي و خيرتي بعدك من خلقي اخترته لك أخا و وصيا و وزيرا و صفيا و خليفة و ناصرا لك على أعدائي يا محمد و عزتي و جلالي لا يناوي عليا جبار إلا قصمته و لا يقاتل عليا عدو من أعدائي إلا هزمته و أبدته يا محمد إني اطلعت على قلوب عبادي فوجدت عليا أنصح خلقي لك و أطوعهم لك فاتخذه أخا و خليفة و وصيا و زوجة ابنتك فإني سأهب لهما غلامين طيبين طاهرين تقيين نقيين فبي حلفت و على نفسي حتمت أنه لا يتولين عليا و زوجته و ذريتهما أحد من خلقي إلا رفعت لواءه إلى قائمة عرشي و جنتي و بحبوحة كرامتي و سقيته من حظيرة قدسي و لا يعاديهم أحد أو يعدل عن ولايتهم يا محمد إلا سلبته ودي و باعدته من قربي و ضاعفت عليهم عذابي و لعنتي يا محمد إنك رسولي إلى جميع خلقي و إن عليا وليي و أمير المؤمنين و على ذلك أخذت ميثاق ملائكتي و أنبيائي و جميع خلقي و هم أرواح من قبل أن أخلق خلقا في سمائي و أرضي محبة مني لك يا محمد و لعلي و لولدكما و لمن أحبكما و كان من شيعتكما و لذلك خلقته من طينتكما فقلت إلهي و سيدي فاجمع الأمة فأبى علي و قال يا محمد إنه المبتلى و المبتلى به و إني جعلتكم محنة لخلقي أمتحن بكم جميع عبادي و خلقي في سمائي و أرضي و ما فيهن لأكمل الثواب
لمن أطاعني فيكم و أحل عذابي و لعنتي على من خالفني فيكم و عصاني و بكم أميز الخبيث من الطيب يا محمد و عزتي و جلالي لولاك ما خلقت آدم و لو لا علي ما خلقت الجنة لأني بكم أجزي العباد يوم المعاد بالثواب و العقاب و بعلي و بالأئمة من ولده أنتقم من أعدائي في دار الدنيا ثم إلي المصير للعباد و المعاد و أحكمكما في جنتي و ناري فلا يدخل الجنة لكما عدو و لا يدخل النار لكما ولي و بذلك أقسمت على نفسي ثم انصرفت فجعلت لا أخرج من حجاب من حجب ربي ذي الجلال و الإكرام إلا سمعت النداء من ورائي يا محمد أحبب عليا يا محمد أكرم عليا يا محمد قدم عليا يا محمد استخلف عليا يا محمد أوص إلى علي يا محمد واخ عليا يا محمد أحب من يحب عليا يا محمد استوص بعلي و شيعته خيرا فلما وصلت إلى الملائكة جعلوا يهنئوني في السماوات و يقولون هنيئا لك يا رسول الله كرامة لك و لعلي معاشر الناس علي أخي في الدنيا و الآخرة و وصيي و أميني على سري و سر رب العالمين و وزيري و خليفتي عليكم في حياتي و بعد وفاتي لا يتقدمه أحد غيري و خير من أخلف بعدي و لقد أعلمني ربي تبارك و تعالى أنه سيد المسلمين و إمام المتقين و أمير المؤمنين و وارثي و وارث النبيين و وصي رسول رب العالمين و قائد الغر المحجلين من شيعته و أهل ولايته إلى جنات النعيم بأمر رب العالمين يبعثه الله يوم القيامة مقاما محمودا يغبطه به الأولون و الآخرون بيده لوائي لواء الحمد يسير به أمامي و تحته آدم و جميع من ولد من النبيين و الشهداء و الصالحين إلى جنات النعيم حتما من الله محتوما من رب العالمين وعد وعدنيه ربي فيه وَ لَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ و أنا على ذلك من الشاهدين
كتاب المحتضر، للحسن بن سليمان مما رواه من كتاب المعراج عن الصدوق عن الحسن بن محمد بن سعيد مثله
102- شف، ]كشف اليقين[ محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان عن أحمد بن محمد بن أيوب عن علي بن عنبسة عن بكر بن أحمد و حدثنا أحمد بن محمد الجراح عن أحمد بن الفضل عن بكر بن أحمد بن محمد عن علي عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه عن محمد بن علي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي ع قال حدثنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص لما دخلت الجنة رأيت فيها شجرة تحمل الحلي و الحلل أسفلها خيل بلق و أوسطها حور عين و في أعلاها الرضوان قلت يا جبرئيل لمن هذه الشجرة قال هذه لابن عمك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فإذا أمر الله بدخول الجنة يؤتى بشيعة علي حتى ينتهي بهم إلى هذه الشجرة فيلبسون الحلي و الحلل و يركبون الخيل البلق و ينادي مناد هؤلاء شيعة علي صبروا في الدنيا على الأذى فحبوا في هذا اليوم بهذا
103- شف، ]كشف اليقين[ من كتاب الخصائص العلوية لمحمد بن علي بن الفتح عن إسماعيل بن محمد بن الفضل عن عبد الوهاب بن أبي عبد الله عن محمد بن الحسن القطان عن إبراهيم بن عبد الله عن يحيى بن بكير عن جعفر الأحمر عن هلال الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ فراشه من ذهب يتلألأ فأوحى الله إلي أنه لعلي ع و أوحى إلي في علي بثلاث خصال أنه سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين
بشا، ]بشارة المصطفى[ محمد بن علي بن عبد الصمد عن أبيه عن جده عن محمد بن القاسم الفارسي عن أحمد بن مروان الضبي عن محمد بن أحمد عن ابن البلخي عن محمد بن علي بن خلف عن نصر بن مزاحم عن جعفر الأحول عن هلال بن مقلاص عن عبد الله بن أسعد عن أبيه مثله
104- شف، ]كشف اليقين[ من كتاب المناقب تأليف علي بن محمد بن الطبيب الشافعي عن محمد بن أحمد بن عثمان عن محمد بن العباس عن ابن أبي داود عن إبراهيم بن عباد عن يحيى بن أبي بكر عن معد بن زياد عن هلال الوزان عن أبي كثير الأسدي عن عبد الله بن أسعد بن زرارة قال قال رسول الله ص انتهيت ليلة أسري بي إلى السدرة المنتهى و أوحي إلي في علي ثلاث أنه إمام المتقين و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم
105- شف، ]كشف اليقين[ عن علي بن محمد بن الطبيب بإسناده قال قال رسول الله لما كان ليلة أسري بي إلى السماء إذا قصر أحمر من ياقوت يتلألأ فأوحي إلي في علي أنه سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين
106- شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الصمد بن بشير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أتى جبرئيل رسول الله ص و هو بالأبطح بالبراق أصغر من البغل و أكبر من الحمار عليه ألف ألف محفة من نور فشمس البراق حين أدناه منه ليركبه فلطمه جبرئيل ع لطمة عرق البراق منها ثم قال اسكن فإنه محمد ثم رف به من بيت المقدس إلى السماء فتطايرت الملائكة من أبواب السماء فقال جبرئيل الله أكبر الله أكبر فقالت الملائكة عبد مخلوق قال ثم لقوا جبرئيل فقالوا يا جبرئيل من هذا قال هذا محمد فسلموا عليه ثم رف به إلى السماء الثانية فتطايرت الملائكة فقال جبرئيل أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله فقالت الملائكة عبد مخلوق فلقوا جبرئيل فقالوا من هذا فقال محمد فسلموا عليه فلم يزل كذلك في سماء سماء ثم أتم الأذان ثم صلى بهم رسول الله في السماء السابعة و أمهم رسول الله ص ثم مضى به جبرئيل ع حتى انتهى به إلى موضع فوضع إصبعه على منكبه ثم رفعه فقال له امض يا محمد فقال له يا جبرئيل تدعني في هذا الموضع قال فقال له يا محمد ليس لي أن أجوز هذا المقام و لقد وطئت موضعا ما وطئه أحد قبلك و لا يطؤه أحد بعدك قال ففتح الله له من العظيم ما شاء الله قال فكلمه الله آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ قال نعم يا رب وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ قال تبارك و تعالى لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ قال محمد رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ قال قال الله يا محمد من لأمتك بعدك فقال الله أعلم قال علي أمير المؤمنين قال قال أبو عبد الله ع و الله ما كانت ولايته إلا من الله مشافهة لمحمد ص
107- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن جبرئيل احتمل رسول الله ص حتى أتى به إلى مكان من السماء ثم تركه و قال له ما وطئ نبي قط مكانك
108- شي، ]تفسير العياشي[ عن هشام بن سالم عن الصادق ع قال لما أسري برسول الله ص حضرت الصلاة فأذن و أقام جبرئيل فقال يا محمد تقدم فقال رسول الله تقدم يا جبرئيل فقال له إنا لا نتقدم الآدميين منذ أمرنا بالسجود لآدم ع
109- شي، ]تفسير العياشي[ عن هارون بن خارجة قال قال أبو عبد الله ع يا هارون كم بين منزلك و بين المسجد الأعظم فقلت قريب قال يكون ميلا فقلت أظنه أقرب فقال فما تشهد الصلاة كلها فيه فقلت لا و الله جعلت فداك ربما شغلت فقال لي أما إني لو كنت بحضرته ما فاتتني فيه صلاة قال ثم قال هكذا بيده ما من ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا عبد صالح إلا و قد صلى في مسجد كوفان حتى محمد ص ليلة أسري به مر به جبرئيل فقال يا محمد هذا مسجد كوفان فقال استأذن لي حتى أصلي فيه ركعتين فاستأذن له فهبط به و صلى فيه ركعتين ثم قال أ ما علمت أن عن يمينه روضة من رياض الجنة و عن يساره روضة من رياض الجنة أ ما علمت أن الصلاة المكتوبة فيه تعدل ألف صلاة في غيره و النافلة خمس مائة صلاة و الجلوس فيه من غير قراءة القرآن عبادة قال ثم قال هكذا بإصبعه فحركها ما بعد المسجدين أفضل من مسجد كوفان
110- فس، ]تفسير القمي[ أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسن بن العباس عن أبي جعفر ع في قوله تعالى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى يقول ما ضل في علي و ما غوى وَ ما يَنْطِقُ فيه عَنِ الْهَوى و ما كان ما قال فيه إلا بالوحي الذي أوحي إليه ثم قال عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ثم أذن له فوفد إلى السماء و قال ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى و كان بين لفظه و بين سماع محمد ص كما بين وتر القوس و عودها فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى فسئل رسول الله ص عن ذلك الوحي فقال أوحي إلي أن عليا سيد المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و أول خليفة يستخلفه خاتم النبيين
111- ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم أو غيره عن سيف بن عميرة عن بشار عن أبي داود عن بريدة قال كنت جالسا مع رسول الله ص و علي معه إذ قال يا علي أ لم أشهدك معي سبع مواطن حتى ذكر الموطن الرابع ليلة الجمعة أريت ملكوت السماوات و الأرض رفعت لي حتى نظرت إلى ما فيها فاشتقت إليك فدعوت الله فإذا أنت معي فلم أر من ذلك شيئا إلا و قد رأيت
112- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن أبان بن عثمان عن أبي داود عن أبي بردة الأسلمي قال سمعت رسول الله ص يقول لعلي يا علي إن الله أشهدك معي في سبع مواطن أما أول ذلك فليلة أسري بي إلى السماء قال لي جبرئيل أين أخوك قلت خلفته ورائي قال ادع الله فليأتك به فدعوت و إذا مثالك معي و إذا الملائكة وقوف صفوف فقلت يا جبرئيل من هؤلاء قال هم الذين يباهيهم الله بك يوم القيامة فدنوت فنطقت بما كان و بما يكون إلى يوم القيامة و الثاني حين أسري بي في المرة الثانية فقال لي جبرئيل أين أخوك قلت خلفته ورائي قال ادع الله فليأتك به فدعوت الله فإذا مثالك معي فكشط لي عن سبع سماوات حتى رأيت سكانها و عمارها و موضع كل ملك منها و الثالث حين بعثت إلى الجن فقال لي جبرئيل أين أخوك قلت خلفته ورائي فقال ادع الله فليأتك به فدعوت الله فإذا أنت معي فما قلت لهم شيئا و لا ردوا علي شيئا إلا سمعته و الرابع خصصنا بليلة القدر و ليست لأحد غيرنا و الخامس دعوت الله فيك و أعطاني فيك كل شيء إلا النبوة فإنه قال خصصتك بها و ختمتها بك و أما السادس لما أسري بي إلى السماء جمع الله لي النبيين فصليت بهم و مثالك خلفي و السابع هلاك الأحزاب بأيدينا
113- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن علي بن حسان عن أبي داود السبيعي عن بريدة الأسلمي عن رسول الله ص قال قال رسول الله ص يا علي إن الله أشهدك معي سبع مواطن حتى ذكر الموطن الثاني أتاني جبرئيل فأسري بي إلى السماء فقال أين أخوك فقلت ودعته خلفي قال فقال فادع الله يأتيك به قال فدعوت الله فإذا أنت معي فكشط لي عن السماوات السبع و الأرضين السبع حتى رأيت سكانها و عمارها و موضع كل ملك منها فلم أر من ذلك شيئا إلا و قد رأيته كما رأيته
114- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحفار عن الجعابي عن سعيد بن عبد الله بن عجب الأنصاري عن خلف بن درست عن القاسم بن هارون عن سهل بن سفيان عن همام عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله ص لما عرج بي إلى السماء دنوت من ربي عز و جل حتى كان بيني و بينه قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فقال يا محمد من تحب من الخلق قلت يا رب عليا قال التفت يا محمد فالتفت عن يساري فإذا علي بن أبي طالب
-115 ع، ]علل الشرائع[ الوراق عن سعد عن ابن عيسى و الفضل بن عامر عن سليمان بن مقبل عن محمد بن زياد الأزدي عن عيسى بن عبد الله الأشعري عن الصادق جعفر بن محمد ع قال حدثني أبي عن جدي عن أبيه ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء حملني جبرئيل على كتفه الأيمن فنظرت إلى بقعة بأرض الجبل حمراء أحسن لونا من الزعفران و أطيب ريحا من المسك فإذا فيها شيخ على رأسه برنس فقلت لجبرئيل ما هذه البقعة الحمراء التي هي أحسن لونا من الزعفران و أطيب ريحا من المسك قال بقعة شيعتك و شيعة وصيك علي فقلت من الشيخ صاحب البرنس قال إبليس قلت فما يريد منهم قال يريد أن يصدهم عن ولاية أمير المؤمنين و يدعوهم إلى الفسق و الفجور فقلت يا جبرئيل أهو بنا إليهم فأهوى بنا إليهم أسرع من البرق الخاطف و البصر اللامح فقلت قم يا ملعون فشارك أعداءهم في أموالهم و أولادهم و نسائهم فإن شيعتي و شيعة علي ليس لك عليهم سلطان فسميت قم
116- ع، ]علل الشرائع[ أبي عن محمد العطار عن الصفار و لم يحفظ إسناده قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء سقط من عرقي فنبت منه الورد فوقع في البحر فذهب السمك ليأخذها و ذهب الدعموص ليأخذها فقالت السمكة هي لي و قال الدعموص هي لي فبعث الله عز و جل إليهما ملكا يحكم بينهما فجعل نصفها للسمكة و جعل نصفها للدعموص
قال الصدوق رحمه الله قال أبي رضي الله عنه و ترى أوراق الورد تحت جلناره و هي خمسة اثنتان منها على صفة السمك و اثنتان منها على صفة الدعموص و واحدة منها نصفها على صفة السمك و نصفها على صفة الدعموص. بيان المراد بأوراق الورد الأوراق الخضر الملتصقة بالأوراق الحمر المحيطة بها قبل انفتاحها فاثنتان منها ليس على طرفيهما ريشة على مثال ذنب الدعموص و اثنتان منها على طرفيهما رياش على مثال ذنب السمك و واحدة منها على أحد طرفيها رياش دون الطرف الآخر فنصفها يشبه السمك و نصفها يشبه الدعموص و الدعموص دويبة أو دودة سوداء تكون في الغدران إذا نشت ذكره الفيروزآبادي
117- ع، ]علل الشرائع[ محمد بن جعفر البندار عن سعيد بن أحمد بن أبي سالم عن يحيى بن الفضل الوراق عن يحيى بن موسى عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس قال فرضت على النبي ص ليلة أسري به الصلاة خمسين ثم نقصت فجعلت خمسا ثم نودي يا محمد إنه لا يبدل القول لدي فإن لك بهذه الخمس خمسون
118- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن بعض أصحابه رفعه قال قال رسول الله ص لفاطمة إنه لما أسري بي إلى السماء وجدت مكتوبا على صخرة بيت المقدس لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بوزيره و نصرته بوزيره فقلت لجبرئيل و من وزيري فقال علي بن أبي طالب ع فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها أني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي محمد صفوتي من خلقي أيدته بوزيره و نصرته بوزيره فقلت لجبرئيل و من وزيري قال علي بن أبي طالب ع فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش رب العالمين وجدت مكتوبا على كل قائمة من قوائم العرش أنا الله لا إله إلا أنا محمد حبيبي أيدته بوزيره و نصرته بوزيره فلما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى أصلها في دار علي و ما في الجنة قصر و لا منزل إلا و فيها فتر منها و أعلاها أسفاط حلل من سندس و إستبرق يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط في كل سفط مائة ألف حلة ما فيها حلة يشبه الأخرى على ألوان مختلفة و هي ثياب أهل الجنة وسطها ظل ممدود عرض الجنة كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مائة عام فلا يقطعه و ذلك قوله وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ و أسفلها ثمار أهل الجنة و طعامهم متدلى في بيوتهم يكون في القضيب منها مائة لون من الفاكهة مما رأيتم في دار الدنيا و مما لم تروه و ما سمعتم به و ما لم تسمعوا مثلها و كلما يجتنى منها شيء نبتت مكانها أخرى لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ و تجري نهر في أصل تلك الشجرة تنفجر منها الأنهار الأربعة نهر مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ و نهر مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ و نهر مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ و نهر مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى الخبر
119- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن بكر بن صالح عن الحسن بن علي عن عبد الله بن إبراهيم عن الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء و انتهيت إلى سدرة المنتهى نوديت يا محمد استوص بعلي خيرا فإنه سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين يوم القيامة
120- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن حماد عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قيعان يقق و رأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب و لبنة من فضة و ربما أمسكوا فقلت لهم ما بالكم ربما بنيتم و ربما أمسكتم فقالوا حتى تجيئنا النفقة فقلت و ما نفقتكم فقالوا قول المؤمن في الدنيا سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر فإذا قال بنينا و إذا أمسك أمسكنا
121- و قال قال رسول الله ص لما أسرى بي ربي إلى سبع سماواته أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنة فأجلسني على درنوك من درانيك الجنة فناولني سفرجلة فانفلقت نصفين فخرجت من بينها حوراء فقامت بين يدي فقالت السلام عليك يا محمد السلام عليك يا أحمد السلام عليك يا رسول الله فقلت و عليك السلام من أنت فقالت أنا الراضية المرضية خلقني الجبار من ثلاثة أنواع أسفلي من المسك و وسطي من العنبر و أعلاي من الكافور و عجنت بماء الحيوان ثم قال جل ذكره لي كوني فكنت لأخيك و وصيك علي بن أبي طالب ع
بيان قال الجزري اليقق المتناهي في البياض يقال أبيض يقق و قد تكسر القاف الأولى أي شديد البياض
122- كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن محمد النوفلي عن أحمد بن هلال عن ابن محبوب عن ابن بكير عن حمران قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل في كتابه ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فقال أدنى الله محمدا منه فلم يكن بينه و بينه إلا قنص لؤلؤ فيه فراش يتلألأ فأري صورة فقيل له يا محمد أ تعرف هذه الصورة فقال نعم هذه صورة علي بن أبي طالب فأوحى الله إليه أن زوجه فاطمة و اتخذه وصيا أقول سيأتي خبر طويل في وصف المعراج في باب جوامع الآيات النازلة في أمير المؤمنين ع و أكثر أخبارها مبثوثة على الأبواب السابقة و اللاحقة