الآيات الحشر هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَ قَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَ أَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ وَ لَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَ لِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ إلى قوله تعالى الحشر أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَ لا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَ إِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَ لَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَ لَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَ قُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَ ذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ تفسير قال الطبرسي رحمه الله هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ قيل نزلت السورة في إجلاء بني النضير من اليهود فمنهم من خرج إلى خيبر و منهم من خرج إلى الشام عن مجاهد و قتادة و ذلك أن النبي ص لما دخل المدينة صالحه بنو النضير على أن لا يقاتلوه و لا يقاتلوا معه فقبل ذلك منهم فلما غزا رسول الله ص بدرا و ظهر على المشركين قالوا و الله إنه للنبي الذي وجدنا نعته في التوراة لا ترد له راية فلما غزا ص غزاة أحد و هزم المسلمون ارتابوا و نقضوا العهد فركب كعب بن الأشرف في أربعين راكبا من اليهود إلى مكة فأتوا قريشا و حالفوهم و عاقدوهم على أن تكون كلمتهم واحدة على محمد ص ثم دخل أبو سفيان في أربعين و كعب في أربعين من اليهود المسجد و أخذ بعضهم على بعض الميثاق بين الأستار و الكعبة ثم رجع كعب بن الأشرف و أصحابه إلى المدينة و نزل جبرئيل و أخبر النبي ص بما تعاقد عليه كعب و أبو سفيان و أمره بقتل كعب بن الأشرف فقتله محمد بن مسلمة الأنصاري و كان أخاه من الرضاعة. قال محمد بن إسحاق خرج رسول الله ص إلى بني النضير يستعينهم في دية القتيلين من بني عامر اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري و كان بين بني النضير و بين عامر عقد و حلف فلما أتاهم رسول الله ص يستعينهم في الدية قالوا نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت ثم خلا بعضهم ببعض فقال إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حالته هذه و رسول الله ص إلى جانب جدار من بيوتهم قاعد فقالوا من رجل يعلو على هذا البيت و يلقي عليه صخرة و رسول الله ص في نفر من أصحابه فأتاه الخبر من السماء بما أراد القوم فقام و قال لأصحابه لا تبرحوا فخرج راجعا إلى المدينة و لما استبطئوا النبي ص قاموا في طلبه فلقوا رجلا مقبلا من المدينة فسألوه عنه فقال رأيته داخلا المدينة فأقبل أصحاب النبي ص حتى انتهوا إليه فأخبرهم الخبر بما أرادت اليهود من الغدر و أمر رسول الله ص محمد بن مسلمة بقتل كعب بن الأشرف فخرج و معه سلكان بن سلامة و ثلاثة من بني الحارث و خرج النبي ص على أثرهم و جلس في موضع ينتظر رجوعهم فذهب محمد بن
مسلمة مع القوم إلى قرب قصره و أجلس قومه عند جدار و ناداه يا كعب فانتبه و قال من أنت قال أنا محمد بن مسلمة أخوك جئتك أستقرض منك دراهم فإن محمدا يسألنا الصدقة و ليس معنا الدراهم فقال كعب لا أقرضك إلا بالرهن قال معي رهن انزل فخذه و كانت له امرأة بنى بها تلك الليلة عروسا فقالت لا أدعك تنزل لأني أرى حمرة الدم في ذلك الصوت فلم يلتفت إليها و خرج فعانقه محمد بن مسلمة و هما يتحادثان حتى تباعدا من القصر إلى الصحراء ثم أخذ رأسه و دعا بقومه و صاح كعب فسمعت امرأته فصاحت و سمع بنو النضير صوتها فخرجوا نحوه فوجدوه قتيلا و رجع القوم سالمين إلى رسول الله ص فلما أسفر الصبح أخبر رسول الله ص أصحابه بقتل كعب ففرحوا و أمر رسول الله ص بحربهم و السير إليهم فسار بالناس حتى نزل بهم فتحصنوا منه في الحصن و أمر رسول الله ص بقطع النخل و التحريق فيها فنادوه يا محمد قد كنت تنهى عن الفحشاء فما بالك تقطع النخل و تحرقها فأنزل الله سبحانه ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها الآية و هي البؤيرة في قول حسان
و هان على سراة بني لؤي. حريق بالبؤيرة مستطير.
و البؤيرة تصغير بؤرة و هي إرة النار أي حفرتها و قال ابن عباس كان النبي ص حاصرهم حتى بلغ منهم كل مبلغ فأعطوه ما أراد منهم فصالحهم على أن يحقن لهم دماءهم و أن يخرجهم من أرضهم و أوطانهم و أن يسيرهم إلى أذرعات بالشام و جعل لكل ثلاثة منهم بعيرا و سقاء فخرجوا إلى أذرعات و أريحا إلا أهل بيتين منهم آل أبي الحقيق و آل حي بن أخطب فإنهم لحقوا بخيبر و لحقت طائفة منهم بالحيرة و كان ابن عباس يسمي هذه السورة سورة بني النضير و عن محمد بن مسلمة أن رسول الله ص بعثه إلى بني النضير و أمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاث ليال. و عن محمد بن إسحاق كان إجلاء بني النضير مرجع النبي ص من أحد و كان فتح قريظة مرجعه من الأحزاب و بينهما سنتان و كان الزهري يذهب إلى أن إجلاء بني النضير كان قبل أحد على رأس ستة أشهر من وقعة بدر. الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ يعني يهود بني النضير مِنْ دِيارِهِمْ بأن سلط الله المؤمنين عليهم و أمر نبيه ص بإخراجهم من منازلهم و حصونهم و أوطانهم لِأَوَّلِ الْحَشْرِ اختلف في معناه فقيل كان جلاؤهم ذلك أول حشر اليهود إلى الشام ثم يحشر الناس يوم القيامة إلى أرض الشام أيضا و ذلك الحشر الثاني عن ابن عباس و الزهري و الجبائي قال ابن عباس قال لهم النبي ص اخرجوا قالوا إلى أين قال إلى أرض المحشر و قيل معناه لأول الجلاء لأنهم كانوا أول من أجلي من أهل الذمة من جزيرة العرب ثم أجلي إخوانهم من اليهود لئلا يجتمع في بلاد العرب دينان و قيل إنما قال لِأَوَّلِ الْحَشْرِ لأن الله فتح على نبيه ص في أول ما قاتلهم ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا أي لم تظنوا أيها المؤمنون أنهم يخرجون من ديارهم لشدتهم و شوكتهم. وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ أي و ظن بنو النضير أن حصونهم لوثاقتها تمنعهم من سلطان الله و إنزال العذاب بهم على يد رسول الله ص حيث حصنوها و هيئوا آلات الحرب فيها فَأَتاهُمُ اللَّهُ أي أتاهم أمر الله و عذابه مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا أي لم يتوهموا أنه يأتيهم لما قدروا في أنفسهم من المنعة وَ قَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ بقتل سيدهم كعب بن الأشرف يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَ أَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ أي يهدمون بيوتهم بأيديهم من داخل ليهربوا لأنهم خربوا ما استحسنوا منها حتى لا يكون للمسلمين و يخربها المؤمنون من خارج ليصلوا إليهم و قيل إن معنى تخريبها بأيدي المؤمنين أنهم عرضوها لذلك و قيل إنهم كانوا يخربون بيوتهم بأيديهم بنقض الموادعة و بأيدي المؤمنين بالمقاتلة. فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ فيما نزل بهم و المراد استدلوا بذلك على صدق الرسول إذ كان وعدهم ذلك وَ لَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ أي حكم عليهم أنهم يجلون عن ديارهم و ينقلون عن أوطانهم لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا بعذاب الاستيصال أو بالقتل و السبي كما فعل ببني قريظة وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ مع الجلاء عَذابُ النَّارِ لأن أحدا منهم لم يؤمن ذلِكَ الذي فعلنا بهم بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ أي خالفوا الله وَ رَسُولَهُ وَ مَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ أي يخالفه فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ يعاقبهم على مشاقتهم أشد العقاب ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أي نخلة كريمة و قيل كل نخلة سوى العجوة أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فلم تقطعوها و لم تقلعوها فَبِإِذْنِ اللَّهِ أي بأمره كل ذلك سائغ لكم وَ لِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ من اليهود و يهينهم به. أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا فأبطنوا الكفر و أظهروا الإيمان يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ في الكفر يعني يهود بني النضير لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ من دياركم و بلادكم لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ مساعدين لكم وَ لا نُطِيعُ فِيكُمْ أي في قتالكم و مخاصمتكم أَحَداً أَبَداً يعنون محمدا و أصحابه وَ إِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ و لندفعن عنكم وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ فيما يقولونه من الخروج معهم و الدفاع عنهم.
قوله لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ أي ينهزمون أو يسلمونهم ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ أي لو كان لهم هذه القوة و فعلوا لم ينتفع أولئك بنصرتهم نزلت الآية قبل إخراج بني النضير و أخرجوا بعد ذلك و قوتلوا فلم يخرج معهم منافق و لم ينصروهم كما أخبر الله تعالى بذلك و قيل أراد بقوله لإخوانهم بني النضير و بني قريظة فأخرج بنو النضير و لم يخرجوا معهم و قوتل بنو قريظة فلم ينصروهم لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً أي خوفا فِي صُدُورِهِمْ أي في قلوب هؤلاء المنافقين مِنَ اللَّهِ المعنى أن خوفهم منكم أشد من خوفهم من الله ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ الحق و لا يعلمون عظمة الله و شدة عقابه لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً معاشر المؤمنين إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أي ممتنعة حصينة أي لا يبرزون لحربكم و إنما يقاتلونكم متحصنين بالقرى أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ أي يرمونكم من وراء الجدران بالنبل و الحجر بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ أي عداوة بعضهم لبعض شديدة أي ليسوا بمتفقي القلوب أو قوتهم فيما بينهم شديدة فإذا لاقوكم جبنوا و فزعوا منكم بما قذف الله في قلوبهم من الرعب تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً أي مجتمعين في الظاهر وَ قُلُوبُهُمْ شَتَّى أي مختلفة متفرقة خذلهم الله باختلاف كلمتهم و قيل إنه عنى بذلك قلوب المنافقين و أهل الكتاب ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ ما فيه الرشد مما فيه الغي كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً أي مثلهم في اغترارهم بعددهم و قوتهم كمثل الذين من قبلهم يعني المشركين الذين قتلوا ببدر و ذلك قبل غزاة بني النضير بستة أشهر عن الزهري و غيره و قيل يعني بني قينقاع عن ابن عباس و ذلك أنهم نقضوا العهد مرجع رسول الله ص من بدر فأمرهم رسول الله ص أن يخرجوا فقال عبد الله بن أبي لا تخرجوا فإني آتي النبي ص فأكلمه فيكم أو أدخل معكم الحصن فكان هؤلاء أيضا في إرسال عبد الله بن أبي إليهم ثم تركه نصرتهم كأولئك ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ أي عقوبة كفرهم وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ في الآخرة كَمَثَلِ الشَّيْطانِ أي مثل المنافقين في غرورهم بني النضير و خذلانهم إياهم كمثل الشيطان إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ و هو عابد بني إسرائيل فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ فكذلك بنو النضير اغتروا بالمنافقين ثم تبرءوا منهم عند الشدة و أسلموهم و قيل كمثل الشيطان يوم بدر إذ دعا إلى حرب رسول الله ص فلما رأى الملائكة رجع القهقرى و قال إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ فَكانَ عاقِبَتَهُما أي الداعي و المدعو. بيان و هي البؤيرة أي قصة التحريق هي المشار إليها في هذا البيت قال الجوهري البؤرة الحفرة بأرت أبأر بأرا حفرت بؤرة يطبخ فيها و هي الإرة و قال الإرة موضع النار و أصله أرى و الهاء عوض من الياء و السراة بالفتح جمع سري و هي الشريف و أذرعات بكسر الراء موضع بالشام
1- عم، ]إعلام الورى[ ثم كانت غزوة بني النضير و ذلك أن رسول الله ص مشى إلى كعب بن الأشرف يستقرضه فقال مرحبا بك يا أبا القاسم و أهلا فجلس رسول الله ص و أصحابه فقام كأنه يصنع لهم طعاما و حدث نفسه أن يقتل رسول الله ص فنزل جبرئيل ع فأخبره بما هم به القوم من الغدر فقام ص كأنه يقضي حاجة و عرف أنهم لا يقتلون أصحابه و هو حي فأخذ ص الطريق نحو المدينة فاستقبله بعض أصحاب كعب الذين كان أرسل إليهم يستعين بهم على رسول الله ص فأخبر كعبا بذلك فسار المسلمون راجعين فقال عبد الله بن صوريا و كان أعلم اليهود إن ربه أطلعه على ما أردتموه من الغدر و لا يأتيكم و الله أول ما يأتيكم إلا رسول محمد يأمركم عنه بالجلاء فأطيعوني في خصلتين لا خير في الثالثة أن تسلموا فتأمنوا على دياركم و أموالكم و إلا فإنه يأتيكم من يقول لكم اخرجوا من دياركم فقالوا هذه أحب إلينا قال أما إن الأولى خير لكم منها و لو لا أني أفضحكم لأسلمت ثم بعث محمد بن مسلمة إليهم يأمرهم بالرحيل و الجلاء عن ديارهم و أموالهم و أمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاث ليال
2- أقول قال الكازروني و غيره في شرح تلك القصة كانت غزوة بني النضير في ربيع الأول و كانت منازلهم بناحية الفرع و ما والاها بقرية يقال لها زهرة و إنهم لما نقضوا العهد و عاقدوا المشركين على حرب النبي ص خرج ص يوم السبت و صلى في مسجد قباء و معه نفر من أصحابه ثم أتى بني النضير فكلمهم أن يعينوه في دية رجلين كان قد آمنهما فقتلهما عمرو بن أمية و هو لا يعلم فقالوا نفعل و هموا بالغدر به فقال عمرو بن الحجاش أنا أظهر على البيت فأطرح عليه صخرة فقال سلام بن مشكم لا تفعلوا فو الله ليخبرن بما هممتم فجاء جبرئيل فأخبره ص فخرج راجعا إلى المدينة ثم دعا عليا و قال لا تبرح من مكانك فمن خرج عليك من أصحابي فسألك عني فقل توجه إلى المدينة ففعل ذلك ثم لحقوا به فبعث النبي ص محمد بن مسلمة إليهم و أمرهم بالجلاء و قال لا تساكنوني و قد هممتم بما هممتم به و قد أجلتكم عشرا فأرسل إليهم ابن أبي لا تخرجوا فإن معي ألفين من قومي و غيرهم يدخلون حصونكم فيموتون من آخرهم و يمدكم قريظة و حلفاؤهم من غطفان فطمع حيي فيما قال ابن أبي فخرج إليهم النبي ص فصلى العصر بفناء بني النضير و علي ع يحمل رأيته و استخلف على المدينة ابن أم مكتوم فلما رأوا رسول الله ص قاموا على حصونهم معهم النبل و الحجارة فاعتزلتهم قريظة و خفرهم ابن أبي فحاصرهم رسول الله ص و قطع نخلهم و كانت النخلة من نخيلهم ثمن وصيف و أحب إليهم من وصيف و قيل قطعوا نخلة و أحرقوا نخلة و قيل كان جميع ما قطعوا و أحرقوا ست نخلات فقالوا نحن نخرج من بلادك فأجلاهم عن المدينة و ولي إخراجهم محمد بن مسلمة و حملوا النساء و الصبيان و تحملوا على ستمائة بعير و قال لهم رسول الله ص اخرجوا و لكم دماؤكم و ما حملت الإبل إلا الحلقة و هي السلاح فقبض رسول الله ص الأموال و الحلقة فوجد من الحلقة خمسين درعا و خمسين بيضة و ثلاثمائة و أربعين سيفا و كانت غنائم بني النضير صفيا لرسول الله ص خالصة لم يخمسها و لم يسهم منها لأحد و قد أعطى ناسا منها و روي أنه حاصرهم إحدى و عشرين ليلة
3- فس، ]تفسير القمي[ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ فإنه كان سبب نزولها أنه كان بالمدينة بطنان من اليهود من بني هارون و هم النضير و قريظة و كانت قريظة سبعمائة و النضير ألفا و كانت النضير أكثر مالا و أحسن حالا من قريظة و كانوا حلفاء لعبد الله بن أبي فكان إذا وقع بين قريظة و النضير قتيل و كان القتيل من بني النضير قالوا لبني قريظة لا نرضى أن يكون قتيل منا بقتيل منكم فجرى بينهم في ذلك مخاطبات كثيرة حتى كادوا أن يقتتلوا حتى رضيت قريظة و كتبوا بينهم كتابا على أنه أي رجل من اليهود من النضير قتل رجلا من بني قريظة أن يجنيه و يحمم و التجنية أن يقعد على جمل و يولي وجهه إلى ذنب الجمل و يلطخ وجهه بالحمأة و يدفع نصف الدية و أيما رجل من بني قريظة قتل رجلا من النضير أن يدفع إليه الدية كاملة و يقتل به فلما هاجر رسول الله ص إلى المدينة و دخل الأوس و الخزرج في الإسلام ضعف أمر اليهود فقتل رجل من بني قريظة رجلا من بني النضير فبعثوا إليهم بنو النضير ابعثوا إلينا بدية المقتول و بالقاتل حتى نقتله فقالت قريظة ليس هذا حكم التوراة و إنما هو شيء غلبتمونا عليه فإما الدية و إما القتل و إلا فهذا محمد بيننا و بينكم فهلموا نتحاكم إليه فمشت بنو النضير إلى عبد الله بن أبي و قالوا سل محمدا أن لا ينقض شرطنا في هذا الحكم الذي بيننا و بين قريظة في القتل فقال عبد الله بن أبي ابعثوا رجلا يسمع كلامي و كلامه فإن حكم لكم بما تريدون و إلا فلا ترضوا به فبعثوا معه رجلا فجاء إلى رسول الله ص فقال يا رسول الله إن هؤلاء القوم قريظة و النضير قد كتبوا بينهم كتابا و عهدا وثيقا تراضوا به و الآن في قدومك يريدون نقضه و قد رضوا بحكمك فيهم فلا تنقض عليهم كتابهم و شرطهم فإن بني النضير لهم القوة و السلاح و الكراع و نحن نخاف الدوائر فاغتم رسول الله ص من ذلك و لم يجبه بشيء فنزل عليه جبرئيل بهذه الآيات يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَ مِنَ الَّذِينَ هادُوا يعني اليهود سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ يعني عبد الله بن أبي و بني النضير يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ وَ إِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا يعني عبد الله بن أبي حيث قال لبني النضير إن لم يحكم لكم بما تريدونه فلا تقبلوا وَ مَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ إِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَ إِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إلى قوله وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ قوله نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ هو قول عبد الله بن أبي لرسول الله ص لا تنقض حكم بني النضير فإنا نخاف الدوائر
بيان أن يجنيه بالجيم و النون كذا في أكثر النسخ و كأنه من الجناية أي يظهر عليه أثر الجناية و في بعضها بالحاء المهملة و الظاهر أن يحممه من التحميم بدون و يحمم كما سيأتي. و قال في النهاية فيه مر يهودي محمم مجلود أي مسود الوجه من الحممة الفحمة و جمعها حمم انتهى. و كذا الظاهر بالحممة و في أكثر النسخ بالحمأة و هي الطين الأسود المنتن
4- فس، ]تفسير القمي[ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا قال سبب ذلك أنه كان بالمدينة ثلاثة أبطن من اليهود بني النضير و قريظة و قينقاع و كان بينهم و بين رسول الله ص عهد و مدة فنقضوا عهدهم و كان سبب ذلك في بني النضير في نقض عهدهم أنه أتاهم رسول الله ص يستسلفهم دية رجلين قتلهما رجل من أصحابه غيلة يعني يستقرض و كان قصد كعب بن الأشرف فلما دخل على كعب قال مرحبا يا أبا القاسم و أهلا و قام كأنه يصنع له الطعام و حدث نفسه أن يقتل رسول الله ص و يتبع أصحابه فنزل جبرئيل فأخبره بذلك فرجع رسول الله ص إلى المدينة و قال لمحمد بن مسلمة الأنصاري اذهب إلى بني النضير فأخبرهم أن الله عز و جل قد أخبرني بما هممتم به من الغدر فإما أن تخرجوا من بلدنا و إما أن تأذنوا بحرب فقالوا نخرج من بلادك فبعث إليهم عبد الله بن أبي ألا تخرجوا و تقيموا و تنابذوا محمدا الحرب فإني أنصركم أنا و قومي و حلفائي فإن خرجتم خرجت معكم و إن قاتلتم قاتلت معكم فأقاموا و أصلحوا حصونهم و تهيئوا للقتال و بعثوا إلى رسول الله ص أنا لا نخرج فاصنع ما أنت صانع فقام رسول الله ص و كبر و كبر أصحابه و قال لأمير المؤمنين ع تقدم إلى بني النضير فأخذ أمير المؤمنين ع الراية و تقدم و جاء رسول الله ص و أحاط بحصنهم و غدر بهم عبد الله بن أبي و كان رسول الله ص إذا ظفر بمقدم بيوتهم حصنوا ما يليهم و خربوا ما يليه و كان الرجل منهم ممن كان له بيت حسن خربه و قد كان رسول الله ص أمر بقطع نخلهم فجزعوا من ذلك و قالوا يا محمد إن الله يأمرك بالفساد إن كان لك هذا فخذه و إن كان لنا فلا تقطعه فلما كان بعد ذلك قالوا يا محمد نخرج من بلادك فأعطنا مالنا فقال لا و لكن تخرجون و لكم ما حملت الإبل فلم يقبلوا ذلك فبقوا أياما ثم قالوا نخرج و لنا ما حملت الإبل فقال لا و لكن تخرجون و لا يحمل أحد منكم شيئا فمن وجدنا معه شيئا من ذلك قتلناه فخرجوا على ذلك و وقع قوم منهم إلى فدك و وادي القرى و خرج قوم منهم إلى الشام فأنزل الله فيهم هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا إلى قوله فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ و أنزل عليه فيما عابوه من قطع النخل ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَ لِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ إلى قوله رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ و أنزل عليه في عبد الله بن أبي و أصحابه أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَ لا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَ إِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ إلى قوله ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ ثم قال كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ يعني بني قينقاع قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ثم ضرب في عبد الله بن أبي و بني النضير مثلا فقال كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ قوله فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَ ذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ فيه زيادة أحرف لم يكن في رواية علي بن إبراهيم حدثنا به أحمد بن محمد بن ثابت عن أحمد بن ميثم عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبان بن عثمان عن أبي بصير في غزوة بني النضير و زاد فيه فقال رسول الله للأنصار إن شئتم دفعت إليكم المهاجرين و قسمتها فيهم و إن شئتم قسمتها بينكم و بينهم و تركتهم معكم قالوا قد شئنا أن تقسمها فيهم فقسمها رسول الله ص بين المهاجرين و دفعهم عن الأنصار و لم يعطه من الأنصار إلا رجلين و هما سهل بن حنيف و أبو دجانة فإنهما ذكرا حاجة
بيان ظاهر الخبر أن النبي ص لما جعل المهاجرين مع الأنصار و ضمنهم نفقاتهم خير الأنصار في هذا الوقت بين أن يقسم غنائم بني النضير بين الجمع و يكون المهاجرون مع الأنصار كما كانوا و بين أن يخص بها المهاجرين و لا يكونوا بعد ذلك مع الأنصار فاختاروا الأخير
5- و روى الطبرسي رحمه الله في مجمع البيان عن ابن عباس قال قال رسول الله ص يوم بني النضير للأنصار إن شئتم قسمتم للمهاجرين من دياركم و أموالكم و تشاركونهم في هذه الغنيمة و إن شئتم كانت لكم دياركم و أموالكم و لم يقسم لكم شيء من الغنيمة فقال الأنصار بل نقسم لهم من أموالنا و نؤثرهم بالغنيمة و لا نشاركهم فيها فنزل وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ الآية
6- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ شا، ]الإرشاد[ و لما توجه رسول الله ص إلى بني النضير عمد على حصارهم فضرب قبة في أقصى بني حطمة من البطحاء فلما أقبل الليل رماه رجل من بني النضير بسهم فأصاب القبة فأمر النبي ص أن تحول قبته إلى السفح و أحاط بها المهاجرون و الأنصار فلما اختلط الظلام فقدوا أمير المؤمنين ع فقال الناس يا رسول الله لا نرى عليا فقال عليه و آله السلام أراه في بعض ما يصلح شأنكم فلم يلبث أن جاء برأس اليهودي الذي رمى النبي ص و كان يقال له عزورا فطرحه بين يدي النبي ص فقال له النبي ص كيف صنعت فقال إني رأيت هذا الخبيث جريا شجاعا فكمنت له و قلت ما أجرأه أن يخرج إذا اختلط الليل يطلب منا غرة فأقبل مصلتا بسيفه في تسعة نفر من اليهود فشددت عليه و قتلته فأفلت أصحابه و لم يبرحوا قريبا فابعث معي نفرا فإني أرجو أن أظفر بهم فبعث رسول الله ص معه عشرة فيهم أبو دجانة سماك بن خرشة و سهل بن حنيف فأدركوهم قبل أن يلجوا الحصن فقتلوهم و جاءوا برءوسهم إلى النبي ص فأمر أن تطرح في بعض آبار بني حطمة و كان ذلك سبب فتح حصون بني النضير و في تلك الليلة قتل كعب بن الأشرف و اصطفى رسول الله ص أموال بني النضير و كانت أول صافية قسمها رسول الله ص بين المهاجرين الأولين و أمر عليا ع فحاز ما لرسول الله ص منها فجعله صدقة و كان في يده مدة حياته ثم في يد أمير المؤمنين ع بعده و هو في ولد فاطمة ع حتى اليوم و فيما كان من أمر أمير المؤمنين ع في هذه الغزاة و قتله اليهودي و مجيئه إلى النبي ص برءوس التسعة النفر يقول حسان بن ثابت
لله أي كريهة أبليتها ببني قريظة و النفوس تطلعأردى رئيسهم و آب بتسعة طورا يشلهم و طورا يدفع
بيان قوله طورا أي تارة و قال الجوهري مر فلان يشلهم بالسيف يكسؤهم و يطردهم