1- ج، ]الإحتجاج[ روي أنه وفد وفد من بلاد الروم إلى المدينة على عهد أبي بكر و فيهم راهب من رهبان النصارى فأتى مسجد رسول الله ص و معه بختي موقر ذهبا و فضة و كان أبو بكر حاضرا و عنده جماعة من المهاجرين و الأنصار فدخل عليهم و حياهم و رحب بهم و تصفح وجوههم ثم قال أيكم خليفة رسول الله ص نبيكم و أمين دينكم فأومئ إلى أبي بكر فأقبل عليه بوجهه ثم قال أيها الشيخ ما اسمك قال اسمي عتيق قال ثم ما ذا قال صديق قال ثم ما ذا قال ما أعرف لنفسي اسما غيره قال لست بصاحبي فقال له و ما حاجتك قال أنا من بلاد الروم جئت منها ببختي موقرا ذهبا و فضة لأسأل أمين هذه الأمة عن مسألة إن أجابني عنها أسلمت و بما أمرني أطعت و هذا المال بينكم فرفت و إن عجز عنها رجعت إلى الوراء بما معي و لم أسلم فقال له أبو بكر سل عما بدا لك فقال الراهب و الله لا أفتح الكلام ما لم تؤمني من سطوتك و سطوة أصحابك فقال أبو بكر أنت آمن و ليس عليك بأس قل ما شئت فقال الراهب أخبرني عن شيء ليس لله و لا من عند الله و لا يعلمه الله فارتعش أبو بكر و لم يحر جوابا فلما كان بعد هنيئة قال لبعض أصحابه ائتني بأبي حفص فجاء به فجلس عنده ثم قال أيها الراهب اسأله فأقبل الراهب بوجهه إلى عمر و قال له مثل ما قال لأبي بكر فلم يحر جوابا ثم أتي بعثمان فجرى بين الراهب و بين عثمان ما جرى بينه و بين أبي بكر و عمر فلم يحر جوابا فقال الراهب أشياخ كرام ذوو رتاج لإسلام ثم نهض ليخرج فقال أبو بكر يا عدو الله لو لا العهد لخضبت الأرض بدمك فقام سلمان الفارسي رضي الله عنه و أتى علي بن أبي طالب ع و هو جالس في صحن داره مع الحسن و الحسين ع و قص عليه القصة فقام علي ع فخرج و معه الحسن و الحسين ع حتى أتى المسجد فلما رأى القوم عليا ع كبروا الله و حمدوا الله و قاموا إليه بأجمعهم فدخل علي ع و جلس فقال أبو بكر أيها الراهب سائله فإنه صاحبك و بغيتك فأقبل الراهب بوجهه إلى علي ع ثم قال يا فتى ما اسمك فقال اسمي عند اليهود إليا و عند النصارى إيليا و عند والدي علي و عند أمي حيدرة فقال ما محلك من نبيكم قال أخي و صهري و ابن عمي قال الراهب أنت صاحبي و رب عيسى أخبرني عن شيء ليس لله و لا من عند الله و لا يعلمه الله قال علي ع على الخبير سقطت أما قولك ما ليس لله فإن الله تعالى أحد ليس له صاحبة و لا ولد و أما قولك و لا من عند الله فليس من عند الله ظلم لأحد و أما قولك لا يعلمه الله لا يعلم له شريكا في الملك فقام الراهب و قطع زناره و أخذ رأسه و قبل ما بين عينيه و قال أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله و أشهد أنك الخليفة و أمين هذه الأمة و معدن الدين و الحكمة و منبع عين الحجة لقد قرأت اسمك في التوراة إليا و في الإنجيل إيليا و في القرآن عليا و في الكتب السالفة حيدرة و وجدتك بعد النبي ص وصيا و للإمارة وليا و أنت أحق بهذا المجلس من غيرك فأخبرني ما شأنك و شأن القوم فأجابه بشيء فقام الراهب و سلم المال إليه بأجمعه فما برح علي ع من مكانه حتى فرقه في مساكين أهل المدينة و محاويجهم و انصرف الراهب إلى قومه مسلما
بيان قوله ذوو رتاج قال الجوهري ارتج على القارئ على ما لم يسم فاعله إذا لم يقدر على القراءة كأنه أطبق عليه كما يرتج الباب من الرج و لا تقل ارتج عليه بالتشديد و رتج الرجل في منطقه بالكسر إذا استغلق عليه الكلام و الرتاج الباب العظيم انتهى. أقول يحتمل أن يكون مراده أنهم صاحب باب علوم الإسلام و عندهم مفاتيحه على سبيل التهكم و أن يكون المعنى أنه يرتج عليهم الكلام في المسائل التي يسأل عنهم في الإسلام أو يسدون باب الإسلام فلا يدخله أحد لجهلهم و لعله أظهر
2- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن خالد عن العباس بن الوليد عن محمد بن عمر الكندي عن عبد الكريم بن إسحاق الرازي عن بندار عن سعيد بن خالد عن إسماعيل بن أبي إدريس عن عبد الرحمن بن قيس البصري قال حدثنا زاذان عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه قال لما قبض النبي ص و تقلد أبو بكر الأمر قدم المدينة جماعة من النصارى يتقدمهم جاثليق لهم له سمت و معرفة بالكلام و وجوهه و حفظ التوراة و الإنجيل و ما فيهما فقصدوا أبا بكر فقال له الجاثليق إنا وجدنا في الإنجيل رسولا يخرج بعد عيسى و قد بلغنا خروج محمد بن عبد الله يذكر أنه ذلك الرسول ففزعنا إلى ملكنا فجمع وجوه قومنا و أنفذنا في التماس الحق فيما اتصل بنا و قد فاتنا نبيكم محمد و فيما قرأناه من كتبنا أن الأنبياء لا يخرجون من الدنيا إلا بعد إقامة أوصياء لهم يخلفونهم في أممهم يقتبس منهم الضياء فيما أشكل فأنت أيها الأمير وصيه لنسألك عما نحتاج إليه فقال عمر هذا خليفة رسول الله ص فجثا الجاثليق لركبتيه و قال له خبرنا أيها الخليفة عن فضلكم علينا في الدين فإنا جئنا نسأل عن ذلك فقال أبو بكر نحن مؤمنون و أنتم كفار و المؤمن خير من الكافر و الإيمان خير من الكفر فقال الجاثليق هذه دعوى يحتاج إلى حجة فخبرني أنت مؤمن عند الله أم عند نفسك فقال أبو بكر أنا مؤمن عند نفسي و لا علم لي بما عند الله فقال الجاثليق فهل أنا كافر عندك على مثل ما أنت مؤمن أم أنا كافر عند الله فقال أنت عندي كافر و لا علم لي بحالك عند الله فقال الجاثليق فما أراك إلا شاكا في نفسك و في و لست على يقين من دينك فخبرني أ لك عند الله منزلة في الجنة بما أنت عليه من الدين تعرفها فقال لي منزلة في الجنة أعرفها بالوعد و لا أعلم هل أصل إليها أم لا فقال له فترجو لي منزلة من الجنة قال أجل أرجو ذلك فقال الجاثليق فما أراك إلا راجيا لي و خائفا على نفسك فما فضلك علي في العلم ثم قال له أخبرني هل احتويت على جميع علم النبي المبعوث إليك قال لا و لكني أعلم منه ما قضى لي علمه قال فكيف صرت خليفة للنبي و أنت لا تحيط علما بما يحتاج إليه أمته من علمه و كيف قدمك قومك على ذلك فقال له عمر كف أيها النصراني عن هذا التعب و إلا أبحنا دمك فقال الجاثليق ما هذا عدل على من جاء مسترشدا طالبا قال سلمان رحمة الله عليه فكأنما ألبسنا جلباب المذلة فنهضت حتى أتيت عليا عليه السلام فأخبرته الخبر فأقبل بأبي و أمي حتى جلس و النصراني يقول دلوني على من أسأله عما أحتاج فقال له أمير المؤمنين ع سل يا نصراني فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة لا تسألني عما مضى و لا ما يكون إلا أخبرتك به عن نبي الهدى محمد ص فقال النصراني أسألك عما سألت عنه هذا الشيخ خبرني أ مؤمن أنت عند الله أم عند نفسك فقال أمير المؤمنين ع أنا مؤمن عند الله كما أنا مؤمن في عقيدتي
فقال الجاثليق الله أكبر هذا كلام وثيق بدينه متحقق فيه بصحة يقينه فخبرني الآن عن منزلتك في الجنة ما هي فقال ع منزلتي مع النبي الأمي في الفردوس الأعلى لا أرتاب بذلك و لا أشك في الوعد به من ربي قال النصراني فبما ذا عرفت الوعد لك بالمنزلة التي ذكرتها فقال أمير المؤمنين ع بالكتاب المنزل و صدق النبي المرسل قال فبما علمت صدق نبيك قال بالآيات الباهرات و المعجزات البينات قال الجاثليق هذا طريق الحجة لمن أراد الاحتجاج خبرني عن الله تعالى أين هو اليوم فقال ع يا نصراني إن الله تعالى يجل عن الأين و يتعالى عن المكان كان فيما لم يزل و لا مكان و هو اليوم على ذلك لم يتغير من حال إلى حال فقال أجل أحسنت أيها العالم و أجزت في الجواب فخبرني عن الله تعالى أ مدرك بالحواس عندك فيسألك المسترشد في طلبه استعمال الحواس أم كيف طريق المعرفة به إن لم يكن الأمر كذلك فقال أمير المؤمنين ع تعالى الملك الجبار أن يوصف بمقدار أو تدركه الحواس أو يقاس بالناس و الطريق إلى معرفة صنائعه الباهرة للعقول الدالة ذوي الاعتبار بما هو منها مشهود و معقول قال الجاثليق صدقت هذا و الله هو الحق الذي قد ضل عنه التائهون في الجهالات فخبرني الآن عما قاله نبيكم في المسيح و أنه مخلوق من أين أثبت له الخلق و نفى عنه الإلهية و أوجب فيه النقص و قد عرفت ما يعتقد فيه كثير من المتدينين فقال أمير المؤمنين ع أثبت له الخلق بالتقدير الذي لزمه و التصوير و التغير من حال إلى حال و زيادة التي لم ينفك منها و النقصان و لم أنف عنه النبوة و لا أخرجته من العصمة و الكمال و التأييد و قد جاءنا عن الله تعالى بأنه مثل آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فقال له الجاثليق هذا ما لا يطعن فيه الآن غير أن الحجاج مما يشترك فيه الحجة على الخلق و المحجوج منهم فبم نبت أيها العالم من الرعية الناقصة عندي قال بما أخبرتك به من علمي بما كان و ما يكون قال الجاثليق فهلم شيئا من ذكر ذلك أتحقق به دعواك فقال أمير المؤمنين عليه السلام خرجت أيها النصراني من مستقرك مستفزا لمن قصدت بسؤالك له مضمرا خلاف ما أظهرت من الطلب و الاسترشاد فأريت في منامك مقامي و حدثت فيه بكلامي و حذرت فيه من خلافي و أمرت فيه باتباعي قال صدقت و الله الذي بعث المسيح و ما اطلع على ما أخبرتني به إلا الله تعالى و أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ص و أنك وصي رسول الله و أحق الناس بمقامه و أسلم الذين كانوا معه كإسلامه و قالوا نرجع إلى صاحبنا فنخبره بما وجدنا عليه هذا الأمر و ندعوه إلى الحق فقال له عمر الحمد لله الذي هداك أيها الرجل إلى الحق و هدى من معك إليه غير أنه يجب أن تعلم أن علم النبوة في أهل البيت صاحبها و الأمر بعده لمن خاطبت أولا برضا الأمة و اصطلاحها عليه و تخبر صاحبك بذلك و تدعوه إلى طاعة الخليفة فقال عرفت ما قلت أيها الرجل و أنا على يقين من أمري فيما أسررت و أعلنت و انصرف الناس و تقدم عمر أن لا يذكر ذلك المقام بعد و توعد على من ذكره بالعقاب و قال أم و الله لو لا أنني أخاف أن يقول الناس قتل مسلما لقتلت هذا الشيخ و من معه فإنني أظن أنهم شياطين أرادوا الإفساد على هذه الأمة و إيقاع الفرقة بينها فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه يا سلمان أ ترى كيف يظهر الله الحجة لأوليائه و ما يزيد بذلك قومنا عنا إلا نفورا
بيان قوله مستفزا أي كان غرضك من خروجك إزعاج المسئول و مباهتته و مغالبته و تشكيكه في دينه لا قبول الحق منه قال في القاموس استفزه استخفه و أخرجه من داره و أزعجه أفززته أفزعته
-3 يل، ]الفضائل لابن شاذان[ فض، ]كتاب الروضة[ بالإسناد يرفعه إلى أنس بن مالك أنه قال وفد الأسقف النجراني على عمر بن الخطاب لأجل أدائه الجزية فدعاه إلى الإسلام فقال له الأسقف أنتم تقولون إن لله جنة عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ فأين تكون النار قال فسكت عمر و لم يرد جوابا قال فقال له الجماعة الحاضرون أجبه يا أمير المؤمنين حتى لا يطعن في الإسلام قال فأطرق خجلا من الجماعة الحاضرين ساعة لا يرد جوابا فإذا بباب المسجد رجل قد سده بمنكبيه فتأملوه و إذا به عيبة علم النبوة علي بن أبي طالب ع قد دخل قال فضج الناس عند رؤيته قال فقام عمر بن الخطاب و الجماعة على أقدامهم و قال يا مولاي أين كنت عن هذا الأسقف الذي قد علانا منه الكلام أخبره يا مولاي بالعجل إنه يريد الإسلام فأنت البدر التمام و مصباح الظلام و ابن عم رسول الأنام فقال الإمام ع ما تقول يا أسقف قال يا فتى أنتم تقولون إن الجنة عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ فأين تكون النار قال له الإمام ع إذا جاء الليل أين يكون النهار فقال له الأسقف من أنت يا فتى دعني حتى أسأل هذا الفظ الغليظ أنبئني يا عمر عن أرض طلعت عليها الشمس ساعة و لم تطلع مرة أخرى قال عمر اعفني عن هذا و اسأل علي بن أبي طالب ع ثم قال أخبره يا أبا الحسن فقال علي ع هي أرض البحر الذي فلقه الله تعالى لموسى حتى عبر هو و جنوده فوقعت الشمس عليها تلك الساعة و لم تطلع عليها قبل و لا بعد و انطبق البحر على فرعون و جنوده فقال الأسقف صدقت يا فتى قومه و سيد عشيرته أخبرني عن شيء هو في أهل الدنيا تأخذ الناس منه مهما أخذوا فلا ينقص بل يزداد قال ع هو القرآن و العلوم فقال صدقت أخبرني عن أول رسول أرسله الله تعالى لا من الجن و لا من الإنس فقال ع ذلك الغراب الذي بعثه الله تعالى لما قتل قابيل أخاه هابيل فبقي متحيرا لا يعلم ما يصنع به فعند ذلك بعث اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قال صدقت يا فتى فقد بقي لي مسألة واحدة أريد أن يخبرني عنها هذا و أومأ بيده إلى عمر فقال له يا عمر أخبرني أين هو الله قال فغضب عند ذلك عمر و أمسك و لم يرد جوابا قال فالتفت الإمام علي ع و قال لا تغضب يا أبا حفص حتى لا يقول إنك قد عجزت فقال فأخبره أنت يا أبا الحسن فعند ذلك قال الإمام ع كنت يوما عند رسول الله ص إذ أقبل إليه ملك فسلم عليه فرد عليه السلام فقال له أين كنت قال عند ربي فوق سبع سماوات قال ثم أقبل ملك آخر فقال أين كنت قال عند ربي في تخوم الأرض السابعة السفلى ثم أقبل ملك آخر ثالث فقال له أين كنت قال عند ربي في مطلع الشمس ثم جاء ملك آخر فقال أين كنت قال كنت عند ربي في مغرب الشمس لأن الله لا يخلو منه مكان و لا هو في شيء و لا على شيء و لا من شيء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ وَ لا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا قال فلما سمع الأسقف قوله قال له مد يدك فإني أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أنك خليفة الله في أرضه و وصي رسوله و أن هذا الجالس الغليظ الكفل المحبنطئ ليس هو لهذا المكان بأهل و إنما أنت أهله فتبسم الإمام عليه السلام
بيان المحبنطئ الممتلئ غيظا
4- من كتاب إرشاد القلوب للديلمي بحذف الإسناد، قال لما جلس عمر في الخلافة جرى بين رجل من أصحابه يقال له الحارث بن سنان الأزدي و بين رجل من الأنصار كلام و منازعة فلم ينتصف له عمر فلحق الحارث بن سنان بقيصر و ارتد عن الإسلام و نسي القرآن كله إلا قول الله عز و جل وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ فسمع قيصر هذا الكلام قال سأكتب إلى ملك العرب بمسائل فإن أخبرني بتفسيرها أطلقت من عندي من الأسارى و إن لم يخبرني بتفسير مسائلي عمدت إلى الأسارى فعرضت عليهم النصرانية فمن قبل منهم استعبدته و من لم يقبل قتلته و كتب إلى عمر بن الخطاب بمسائل أحدها سؤاله تفسير الفاتحة و عن الماء الذي ليس من الأرض و لا من السماء و عما يتنفس و لا روح فيه و عن عصا موسى ع مم كانت و ما اسمها و ما طولها و عن جارية بكر لأخوين في الدنيا و في الآخرة لواحد فلما وردت هذه المسائل على عمر لم يعرف تفسيرها ففزع في ذلك إلى علي ع فكتب إلى قيصر من علي بن أبي طالب صهر محمد ص و وارث علمه و أقرب الخلق إليه و وزيره و من حقت له الولاية و أمر الخلق من أعدائه بالبراءة قرة عين رسول الله ص و زوج ابنته و أبو ولده إلى قيصر ملك الروم أما بعد فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو عالم الخفيات و منزل البركات من يهدي الله فلا مضل له و مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ ورد كتابك و أقرأنيه عمر بن الخطاب فأما سؤالك عن اسم الله تعالى فإنه اسم فيه شفاء من كل داء و عون على كل دواء و أما الرحمن فهو عون لكل من آمن به و هو اسم لم يسم به غير الرحمن تبارك و تعالى و أما الرحيم فرحم من عصى و تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً و أما قوله الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فذلك ثناء منا على ربنا تبارك و تعالى أنعم علينا و أما قوله مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ فإنه يملك نواصي الخلق يوم القيامة و كل من كان في الدنيا شاكا أو جبارا أدخله النار و لا يمتنع من عذاب الله شاك و لا جبار و كل من كان في الدنيا طائعا مديما محافظا إياه أدخله الجنة برحمته و أما قوله إِيَّاكَ نَعْبُدُ فإنا نعبد الله و لا نشرك به شيئا و أما قوله وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فإنا نستعين بالله عز و جل على الشيطان الرجيم لا يضلنا كما أضلكم و أما قوله اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ فذلك الطريق الواضح من عمل في الدنيا عملا صالحا فإنه يسلك على الصراط إلى الجنة و أما قوله صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ فتلك النعمة التي أنعمها الله عز و جل على من كان قبلنا من النبيين و الصديقين فنسأل الله ربنا أن ينعم علينا كما أنعم عليهم و أما قوله غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ فأولئك اليهود بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً فغضب عليهم فجعل منهم القردة و الخنازير فنسأل الله تعالى أن لا يغضب علينا كما غضب عليهم و أما قوله وَ لَا الضَّالِّينَ فأنت و أمثالك يا عابد الصليب الخبيث ضللتم من بعد عيسى ابن مريم ع فنسأل الله ربنا أن لا يضلنا كما ضللتم و أما سؤالك عن الماء الذي ليس من الأرض و لا من السماء فذلك الذي بعثته بلقيس إلى سليمان بن داود ع و هو عرق الخيل إذا جرت في الحروب و أما سؤالك عما يتنفس و لا روح له فذلك الصبح إذا تنفس و أما سؤالك عن عصا موسى ع مما كانت و ما طولها و ما اسمها و ما هي فإنها كانت يقال لها البرنية الرائدة و كان إذا كان فيها الروح زادت
و إذا خرجت منها الروح نقصت و كان من عوسج و كانت عشرة أذرع و كانت من الجنة أنزلها جبرئيل ع و أما سؤالك عن جارية تكون في الدنيا لأخوين و في الآخرة لواحد فتلك النخلة في الدنيا هي لمؤمن مثلي و لكافر مثلك و نحن من ولد آدم ع و في الآخرة للمسلم دون الكافر المشرك و هي في الجنة ليست في النار و ذلك قوله عز و جل فِيهِما فاكِهَةٌ وَ نَخْلٌ وَ رُمَّانٌ ثم طوى الكتاب و أنفذه فلما قرأه قيصر عمد إلى الأسارى فأطلقهم و أسلم و دعا أهل مملكته إلى الإسلام و الإيمان بمحمد ص فاجتمعت عليه النصارى و هموا بقتله فجاء بهم فقال يا قوم إني أردت أن أجربكم و إنما أظهرت منه ما أظهرت للنظر كيف تكونون فقد حمدت الآن أمركم عند الاختبار فاسكنوا و اطمئنوا فقالوا كذلك الظن بك و كتم قيصر إسلامه حتى مات و هو يقول لخواص أصحابه و من يثق به إن عيسى عبد الله و رسوله و كَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَ رُوحٌ مِنْهُ و محمد ص نبي بعد عيسى و إن عيسى بشر أصحابه بمحمد ص و يقول من أدركه منكم فليقرئه مني السلام فإنه أخي و عبد الله و رسوله و مات قيصر على القول مسلما فلما مات و تولى بعده هرقل أخبروه بذلك قال اكتموا هذا و أنكروه و لا تقروا فإنه إن ظهر طمع ملك العرب و في ذلك فسادنا و هلاكنا فمن كان من خواص قيصر و خدمه و أهله على هذا الرأي كتموه و هرقل أظهر النصرانية و قوى أمره و الحمد لله وحده و صلى الله على محمد و آله
5- و من الكتاب المذكور بحذف الإسناد، قال سهل بن حنيف الأنصاري أقبلنا مع خالد بن الوليد فانتهينا إلى دير فيه ديراني فيما بين الشام و العراق فأشرف علينا و قال من أنتم قلنا نحن المسلمون أمة محمد ص فنزل إلينا فقال أين صاحبكم فأتينا به إلى خالد بن الوليد فسلم على خالد فرد عليه السلام قال و إذا هو شيخ كبير فقال له خالد كم أتى عليك قال مائتا سنة و ثلاثون سنة قال منذ كم سكنت ديرك هذا قال سكنته منذ نحو من ستين سنة قال هل لقيت أحدا لقي عيسى قال نعم لقيت رجلين قال و ما قالا لك قال قال لي أحدهما إن عيسى عبد الله و رسوله و روحه وَ كَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ أمته و إن عيسى مخلوق غير خالق فقبلت منه و صدقته و قال لي الآخر إن عيسى هو ربه فكذبته و لعنته فقال خالد إن هذا لعجب كيف يختلفان و قد لقيا عيسى قال الديراني اتبع هذا هواه و زين له الشيطان سوء عمله و اتبع ذلك الحق و هداه الله عز و جل قال هل قرأت الإنجيل قال نعم قال فالتوراة قال نعم قال فآمنت بموسى قال نعم قال فهل لك في الإسلام أن تشهد أن محمدا رسول الله ص و تؤمن به قال آمنت قبل أن تؤمن به و إن كنت لم أسمعه و لم أره قال فأنت الساعة تؤمن بمحمد ص و بما جاء به قال و كيف لا أؤمن به و قد قرأته في التوراة و الإنجيل و بشرني به موسى و عيسى قال فما مقامك في هذا الدير قال فأين أذهب و أنا شيخ كبير و لم يكن لي عمر أنهض به و بلغني مجيئكم فكنت أنتظر أن ألقاكم و ألقي إليكم إسلامي و أخبركم أني على ملتكم فما فعل نبيكم قالوا توفي صلى الله عليه و آله قال فأنت وصيه قال لا و لكن رجل من عشيرته و ممن صحبه قال فمن بعثك إلى هاهنا وصيه قال لا و لكن خليفته قال غير وصيه قال نعم فوصيه حي قال نعم قال فكيف ذلك قال اجتمع الناس على هذا الرجل و هو رجل من غير عشيرته و من صالحي الصحابة قال و ما أراك إلا أعجب من الرجلين اللذين اختلفا في عيسى و لقد لقياه و سمعا به و هو ذا أنتم قد خالفتم نبيكم و فعلتم مثل ما فعل ذلك الرجل قال فالتفت خالد إلى من يليه و قال هو و الله ذاك اتبعنا هوانا و الله و جعلنا رجلا مكان رجل و لو لا ما كان بيني و بين علي من الخشونة على عهد النبي ص ما مالأت عليه أحدا فقال له الأشتر النخعي مالك بن الحارث و لم كان ذلك بينك و بين علي و ما كان قال خالد نافسته في الشجاعة و نافسني فيها و كان له من السوابق و القرابة ما لم يكن لي فداخلني حمية قريش فكان ذلك و لقد عاتبتني في ذلك أم سلمة زوجة النبي ص و هي لي ناصحة فلم أقبل منها ثم عطف على الديراني فقال هلم حديثك و ما تخبر به قال أخبرك أني كنت من أهل دين كان جديدا فخلق حتى لم يبق منهم من أهل الحق إلا الرجلان أو الثلاثة و يخلق دينكم حتى لا يبق منه إلا الرجلان أو الثلاثة و اعلموا أنه بموت نبيكم قد تركتم من الإسلام درجة و ستتركون بموت وصي نبيكم من الإسلام درجة أخرى حتى إذا لم يبق أحد رأى نبيكم و سيخلق دينكم حتى تفسد صلاتكم و حجكم و غزوكم و صومكم و ترتفع الأمانة و الزكاة منكم و لن تزال فيكم بقية ما بقي كتاب ربكم عز و جل فيكم و ما بقي فيكم أحد من أهل بيت نبيكم فإذا ارتفع هذان منكم لم يبق من دينكم إلا الشهادتان شهادة التوحيد و شهادة أن محمدا رسول الله ص فعند ذلك تقوم قيامتكم و قيامة غيركم و يأتيكم ما توعدون و لم تقم الساعة إلا عليكم لأنكم آخر الأمم بكم تختم الدنيا و عليكم تقوم الساعة فقال له خالد قد أخبرنا بذلك نبينا فأخبرنا بأعجب شيء رأيته منذ سكنت
ديرك هذا و قبل أن تسكنه قال لقد رأيت ما لا أحصي من العجائب و أقبلت ما لا أحصي من الخلق قال فحدثنا بعض ما تذكره قال نعم كنت أخرج بين الليالي إلى غدير كان في سفح الجبل أتوضأ منه و أتزود من الماء ما أصعد به معي إلى ديري و كنت أستريح إلى النزول فيه بين العشاءين فأنا عنده ذات ليلة فإذا أنا برجل قد أقبل فسلم فرددت عليه السلام فقال هل مر بك قوم معهم غنم و راعي أو حسستهم قلت لا قال إن قوما من العرب مروا بغنم فيها مملوك لي يرعاها فاستاقوا و ذهبوا بالعبد قلت و من أنت قال أنا رجل من بني إسرائيل قال فما دينك قلت أنت فما دينك قال ديني اليهودية قلت و أنا ديني النصرانية فأعرضت عنه بوجهي قال لي ما لك فإنكم أنتم ركبتم الخطأ و دخلتم فيه و تركتم الصواب و لم يزل يحاورني فقلت له هل لك أن نرفع أيدينا و نبتهل فأينا كان على الباطل دعونا الله أن ينزل عليه نارا تحرقه من السماء فرفعنا أيدينا فما استتم الكلام حتى نظرت إليه يلتهب نارا و ما تحته من الأرض فلم ألبث أن أقبل رجل فسلم فرددت عليه السلام فقال هل رأيت رجلا من صفته كيت و كيت قلت نعم و حدثته قال كذبت و لكنك قتلت أخي يا عدو الله و كان مسلما فجعل يسبني فجعلت أرده عن نفسي بالحجارة و أقبل يشتمني و يشتم المسيح و من هو على دين المسيح فبينا هو كذلك إذا نظرت إليه يحترق و قد أخذته النار التي أخذت أخاه ثم هوت به النار في الأرض فبينما أنا كذلك قائما أتعجب إذ أقبل رجل ثالث فسلم فرددت عليه السلام فقال هل رأيت رجلين من حالهما و صفتهما كيت و كيت قلت نعم و كرهت أن أخبره كما أخبرت أخاه فيقاتلني فقلت هلم أريك أخويك فانتهيت به إلى موضعهما فنظر إلى الأرض يخرج منها الدخان فقال ما هذه فأخبرته فقال و الله لئن أجابني أخواي بتصديقك لاتبعتك في دينك و لئن كان غير ذلك لأقتلنك أو تقتلني فصاح به يا دانيال أ حق ما يقول هذا الرجل قال نعم يا هارون فصدقه فقال أشهد أن عيسى ابن مريم روح الله و كلمته و عبده و رسوله قلت الحمد لله الذي هداك قال فإني أواخيك في الله و إن لي أهلا و ولدا و غنيمة و لولاهم لسحت معك في الأرض و لكن مفارقتي عليهم شديدة و أرجو أن أكون في القيامة بهم مأجورا و لعلي أنطلق فآتي بهم فأكون بالقرب معك فانطلق فغاب عني ليلا ثم أتاني فهتف بي ليلة من الليالي فإذا هو قد جاء و معه أهله و غنمه فضرب له خيمة هاهنا بالقرب مني فلم أزل أنزل إليه في آناء الليل و أتعاهده و ألاقيه و كان أخ صدق في الله فقال لي ذات ليلة يا هذا إني قرأت في التوراة فإذا هو صفة محمد النبي الأمي فقلت و أنا قرأت صفته في التوراة و الإنجيل فآمنت به و علمته به من الإنجيل و أخبرته بصفته في الإنجيل فآمنا أنا و هو و أحببناه و تمنينا لقاءه قال فمكث كذلك زمانا و كان من أفضل ما رأيت و كنت أستأنس إليه و كان من فضله أنه يخرج بغنمه يرعاها فينزل بالمكان المجدب فيصر ما حوله أخضر من البقل و كان إذا جاء المطر جمع غنمه فيصير حوله و حول غنمه و خيمته مثل الإكليل من أثر المطر و لا يصيب خيمته و لا غنمه منه فإذا كان الصيف كان على رأسه أينما توجه سحابة و كان بين الفضل كثير الصوم و الصلاة
قال فحضرته الوفاة فدعيت إليه فقلت له ما كان سبب مرضك و لم أعلم به قال إني ذكرت خطيئة كنت قارفتها في حداثتي فغشي علي ثم أفقت ثم ذكرت خطيئة أخرى فغشي علي و أورثني ذلك مرضا فلست أدري ما حالي ثم قال لي فإن لقيت محمدا صلى الله عليه و آله نبي الرحمة فأقرئه مني السلام و إن لم تلقه و لقيت وصيه فأقرئه مني السلام و هي حاجتي إليك و وصيتي قال الديراني و إني مودعكم إلى وصي محمد ص مني و من صاحبي السلام قال سهل بن حنيف فلما رجعنا إلى المدينة لقيت عليا ع فأخبرته خبر الديراني و خبر خالد و ما أودعنا إليه الديراني من السلام منه و من صاحبه قال فسمعته يقول و عليهما و على من مثلهما السلام و عليك يا سهل بن حنيف السلام و ما رأيته اكترث بما أخبرته من خالد بن الوليد و ما قال و ما رد علي فيه شيئا غير أنه قال يا سهل بن حنيف إن الله تبارك و تعالى بعث محمدا ص فلم يبق في الأرض شيء إلا علم أنه رسول الله إلا شقي الثقلين و عصاتهما قال سهل و ما في الأرض من شيء فاخره إلا شقي الثقلين و عصاتهما قال سهل فعبرنا زمانا و نسيت ذلك فلما كان من أمر علي ع ما كان توجهنا معه فلما رجعنا من صفين نزلنا أرضا قفرا ليس بها ماء فشكونا ذلك إلى علي ع فانطلق يمشي على قدميه حتى انتهينا إلى موضع كان يعرفه فقال احفروا هاهنا فحفرنا فإذا بصخرة صماء عظيمة قال اقلعوها قال فجهدنا أن نقلعها فما استطعنا قال فتبسم أمير المؤمنين صلوات الله عليه من عجزنا عنها ثم أهوى إليها بيديه جميعا كأنما كانت في يده كرة فإذا تحتها عين بيضاء كأنها من شدة بياض اللجين المجلو فقال دونكم فاشربوا و اسقوا و تزودوا ثم آذنوني بها قال ففعلنا ثم أتيناه فأقبل يمشي إليها بغير رداء و لا حذاء فتناول الصخرة بيده ثم دحا بها في فم العين فألقمها إياها ثم حثا بيده التراب عليها و كان ذلك بعين الديراني و كانت بالقرب منها و منا يرانا و يسمع كلامنا قال فنزل فقال أين صاحبكم فانطلقنا به إلى علي ع فقال أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله ص و أنك وصي محمد ص و لقد كنت أرسلت بالسلام عني و عن صاحب لي مات كان أوصاني بذلك مع جيش لكم منذ كذا و كذا من السنين قال سهل فقلت يا أمير المؤمنين هذا الديراني الذي كنت أبلغتك عنه و عن صاحبه السلام قال و ذكر الحديث يوم مررنا مع خالد فقال له علي ع و كيف علمت أني وصي رسول الله قال أخبرني أبي و كان قد أتى عليه من العمر مثل ما أتى علي عن أبيه عن جده عمن قاتل مع يوشع بن نون وصي موسى حين توجه فقاتل الجبارين بعد موسى بأربعين سنة أنه مر بهذا المكان و أصحابه عطشوا فشكوا إليه العطش فقال أما إن بقربكم عينا نزلت من الجنة استخرجها آدم فقام إليها يوشع بن نون فنزع عنها الصخرة ثم شرب و شرب أصحابه و سقوا ثم قلب الصخرة و قال لأصحابه لا يقلبها إلا نبي أو وصي نبي قال فتخلف نفر من أصحاب يوشع بعد ما مضى فجهدوا الجهد على أن يجدوا موضعها فلم يجدوه و إنما بني هذا الدير على هذه العين و على بركتها و طليتها فعلمت حين استخرجتها أنك وصي رسول الله أحمد الذي كنت أطلب و قد أحببت الجهاد معك قال فحمله على فرس و أعطاه سلاحا و خرج مع الناس و كان ممن استشهد يوم النهر قال و فرح أصحاب علي بحديث الديراني فرحا شديدا قال و تخلف قوم بعد ما رحل العسكر و طلبوا العين فلم يدروا أين موضعها فلحقوا بالناس و قال صعصعة بن صوحان و أنا رأيت الديراني يوم نزل إلينا حين قلب علي الصخرة عن العين و شرب منها الناس و سمعت حديثه لعلي ع و حدثني ذلك اليوم سهل بن حنيف بهذا الحديث حين مروا مع خالد
بيان المنافسة المغالبة في الشيء النفيس