الآيات الأعراف وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
1- فس، ]تفسير القمي[ وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ فإنها نزلت في بلعم بن باعوراء و كان من بني إسرائيل و حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا ع أنه أعطى بلعم بن باعوراء الاسم الأعظم و كان يدعو به فيستجيب له فمال إلى فرعون فلما مر فرعون في طلب موسى و أصحابه قال فرعون لبلعم ادع الله على موسى و أصحابه ليحبسه علينا فركب حمارته ليمر في طلب موسى فامتنعت عليه حمارته فأقبل يضربها فأنطقها الله عز و جل فقالت ويلك على ما ذا تضربني أ تريد أن أجيء معك لتدعو على نبي الله و قوم مؤمنين فلم يزل يضربها حتى قتلها و انسلخ الاسم من لسانه و هو قوله فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ و هو مثل ضربه فقال الرضا ع فلا يدخل الجنة من البهائم إلا ثلاثة حمارة بلعم و كلب أصحاب الكهف و الذئب و كان سبب الذئب أنه بعث ملك ظالم رجلا شرطيا ليحشر قوما من المؤمنين و يعذبهم و كان للشرطي ابن يحبه فجاء ذئب فأكل ابنه فحزن الشرطي عليه فأدخل الله ذلك الذئب الجنة لما أحزن الشرطي
2- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد و محمد العطار عن ابن عيسى عن البزنطي عن عبد الرحمن بن سيابة عن معاوية بن عمار رفعه قال فتحت مدائن الشام على يوشع بن نون ففتحها مدينة مدينة حتى انتهى إلى البلقاء فلقوا فيها رجلا يقال له بالق فجعلوا يخرجون يقاتلونه لا يقتل منهم رجل فسأل عن ذلك فقيل إن فيهم امرأة عندها علم ثم سألوا يوشع الصلح ثم انتهى إلى مدينة أخرى فحصرها و أرسل صاحب المدينة إلى بلعم و دعاه فركب حماره إلى الملك فعثر حماره تحته فقال لم عثرت فكلمه الله لم لا أعثر و هذا جبرئيل بيده حربة ينهاك عنهم و كان عندهم أن بلعم أوتي الاسم الأعظم فقال الملك ادع عليهم و هو المنافق الذي روي أن قوله تعالى وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها نزل فيه فقال لصاحب المدينة ليس للدعاء عليهم سبيل و لكن أشير عليك أن تزين النساء و تأمرهن أن يأتين عسكرهم فيتعرضن للرجال فإن الزنا لم يظهر في قوم قط إلا بعث الله عليهم الموت فلما دخل النساء العسكر وقع الرجال بالنساء فأوحى الله إلى يوشع إن شئت سلطت عليهم العدو و إن شئت أهلكتهم بالسنين و إن شئت بموت حثيث عجلان فقال هم بنو إسرائيل لا أحب أن يسلط الله عليهم عدوهم و لا يهلكهم بالسنين و لكن بموت حثيث عجلان قال فمات في ثلاث ساعات من النهار سبعون ألفا بالطاعون
3- شي، ]تفسير العياشي[ عن سليمان اللبان قال قال أبو جعفر ع أ تدري ما مثل المغيرة بن سعيد قال قلت لا قال مثله مثل بلعم الذي أوتي الاسم الأعظم الذي قال الله آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ
بيان قال الشيخ الطبرسي رحمه الله آياتِنا أي حججنا و بيناتنا فَانْسَلَخَ مِنْها أي فخرج من العلم بها بالجهل كالشيء الذي ينسلخ من جلده فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ أي تبعه و قيل معناه لحقه الشيطان و أدركه حتى أضله فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ أي من الهالكين و قيل من الخائبين و اختلف في المعني به فقيل هو بلعام بن باعور عن ابن عباس و ابن مسعود و كان رجلا على دين موسى و كان في المدينة التي قصدها موسى ع و كانوا كفارا و كان عنده اسم الله الأعظم و كان إذا دعا الله تعالى به أجابه و قيل هو بلعم بن باعوراء من بني هاب بن لوط عن أبي حمزة الثمالي و مسروق قال أبو حمزة و بلغنا أيضا و الله أعلم أنه أمية بن أبي الصلت الثقفي و كان قد قرأ الكتب و علم أنه سبحانه مرسل رسولا في ذلك الوقت فلما أرسل محمد ص حسده و مر على قتلى بدر فسأل عنهم فقيل قتلهم محمد فقال لو كان نبيا ما قتل أقرباءه و قيل إنه أبو عامر الراهب الذي سماه النبي الفاسق و قيل المعني به منافقو أهل الكتاب و
قال أبو جعفر ع الأصل في ذلك بلعم ثم ضربه الله مثلا لكل مؤثر هواه على هدى الله من أهل القبلة
وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها أي بتلك الآيات أي و لو شئنا لرفعنا منزلته بإيمانه و معرفته قبل أن يكفر و لكن بقيناه ليزداد الإيمان فكفر و قيل معناه و لو شئنا لحلنا بينه و بين ما اختاره من المعصية وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ أي ركن إلى الدنيا إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ أي صفته كصفة الكلب إن طردته و شددت عليه يخرج لسانه من فمه و كذا إن تركته و لم تطرده و تحمل عليه من الحملة لا من الحمل و المعنى إن وعظته فهو ضال و إن لم تعظه فهو ضال و قيل إنما شبه بالكلب في الخسة و قصور الهمة ثم وصف الكلب باللهث على عادة العرب في تشبيههم الشيء بالشيء ثم يأخذون في وصف المشبه به و إن لم يكن ذلك في المشبه و قيل شبهه بالكلب إذا أخرج لسانه لإيذائه الناس بلسانه حملت عليه أو تركته يقال لمن آذى الناس بلسانه فلان أخرج لسانه من الفم مثل الكلب و لهثه في هذه الموضع صياحه و نباحه